ملفات خاصة

 
 
 

الجوائز السينمائية:

إنّها جزءٌ من شبكة مصالح رأسمالية

قيس قاسم

البحر الأحمر السينمائي

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 
 
 

مع بدء التوزيع السنوي للجوائز السينمائية الأبرز في صناعة الفن السابع في العالم، كـ"غولدن غلوب" الأميركية و"أوسكار" الهوليوودية و"سيزار" الفرنسية (الأشهر جماهيرياً)، إلى "بافتا" البريطانية و"غويا" الإسبانية، تُثير قلّةٌ سؤالَ المغزى من هذه الجوائز، ومدى أهميتها وقيمها المختلفة، وما إذا كانت لا تزال قادرة على دعم الفائز ـ الفائزة أم لا، وكيف. بالإضافة إلى جوائز المهرجانات، المصنّفة فئة أولى، وفئات أخرى أيضاً.

الإجابةُ عمّا إذا كانت للجوائز السينمائية ـ الممنوحة للعاملين في حقل السينما من دون مهرجانات، كـ"أوسكار" الأميركية و"بافتا" البريطانية و"سيزار" الفرنسية وغيرها ـ فوائد للسينما والسينمائيين، تستوجب النظرَ إليها من زوايا عدّة، لأنّ تعدّد مستوياتها (الجوائز) السمة الأبرز لها، وكلّها تعمل وفق نظرة شاملة إلى السينما وأفلامها، بوصفها وسيلة تعبير بصرية، اشترطت منذ ظهورها وجود ورش صناعية لإتمام عملية إنتاجها. من هنا، جاء تعبير "صناعة السينما".

مثل كلّ صناعة ـ والحديث هنا عن صناعة إبداعية وفنية وجمالية ـ تشترط توفّر الآليات اللازمة لنجاحها، وما جوائز المهرجانات السينمائية التقليدية، إلى جانب تلك العالمية الممنوحة لمبدعيها من دون مهرجانات، سوى إحدى وسائل الترويج لـ"بضاعتها" الإبداعية.

تدرك هوليوود باكراً ما فعلته أفلامها في العالم، ولمردودها الهائل لا على المستوى الربحي فحسب، بل على المستويين الثقافي والسياسي أيضاً، فتقرّر المضي بإنتاجها، المتوافق مع مسار قومي أكبر، يُكرّس الولايات المتحدة الأميركية إمبراطوريةً رأسمالية جديدة في الطرف الآخر من المحيط. إمبراطورية صناعية، تؤسّس ثقافتها الخاصة، وتتخلّص تدريجياً من عقدة "الثقافة الأوروبية". تكتفي بالكثير والمهم الذي تصنعه في ورشها، وتبيعه لجمهورها. لا تتوقّف كثيراً عند حقيقة أنّ السينما جاءت إليها من أوروبا، فما صار عندها يُغنيها عن الالتفات إلى غيرها. حتى هذه اللحظة، يُقاس نجاح أي فيلم من إنتاجها، تجارياً، بمقدار ما يحصل عليه من شبّاك التذاكر المحلية.

أرادت السينما الأميركية تأسيس مرجعيتها الخاصة بها، وكانت فكرة "أوسكار" (1929) تُغذّي ذلك الميل، وتتوافق معه كاملاً. أرادته، كبقية إنتاجها الصناعي، أنْ يكون كبيراً (ميغا) ومُبهراً، متجاوزاً في طريقة تقديمه كلّ تقاليد المهرجانات الفنية، والسينمائية منها. تقرّر "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها"، المُنظِّمة له، أنْ تكون جوائزها معنوية، فما تحقّقه للفائز بها يفوق كلّ قيمة مالية، وتعرف أنّها في النهاية ستحقّق للحاصل عليها ذلك لاحقاً.

لابتكار نموذج جديد في طريقة اختيارها للفائزين بجوائزها، تقترح أنْ يشترك آلاف العاملين في الصناعة السينمائية فيها، وأنْ تتوسّع جوائزها التي يزيد عددها عن 20 جائزة، لتشمل كلّ جوانب الصناعة السينمائية، تقنياً وجمالياً. هذا يُنبّه مواهب كثيرة إلى أهمية الذهاب إلى حقول أخرى غير الإخراج والتمثيل والتقنيات الرئيسية، كالتصوير والمونتاج، فهناك عشرات الاختصاصات التقنية المُكمِّلة، كالمؤثّرات الصوتية والبصرية والماكياج والديكور، يحصل مشتغلون فيها على جوائزها الخاصة. كثيرٌ من هؤلاء هم من خارج أميركا، وحصولهم على جوائز "أوسكار" تفتح أمامهم أبواباً أوسع في حقول إبداعية نادرة، لا تكتمل صناعة الفيلم من دونها.

ولأنّ جائزتها مخصّصة للسينما الأميركية فقط (أضيفت إليها، في مرحلة تالية من تاريخها، جائزة "أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنكليزية"، ثم عُدّل الاسم لاحقاً فأصبح جائزة "أفضل فيلم أجنبي")، تخلق من دون قصد تواصلاً عضوياً بين الجمهور الأميركي وسينماه، وعلى نطاق أوسع بين السينما الأميركية وبقية العالم. بفضلها، يضحى الجمهور الواسع جزءاً من الجائزة السينمائية، معنيّاً ومهتمّاً بها. مشاهدته الأفلام المرشّحة للفوز بجوائزها تزيد من تفاعله معها، ومع الوقت تسهم في تطوير ذائقته الفنية والنقدية، وهذا كلّه يصبّ في نهاية المطاف في مصلحة السينما، ويؤمّن لها إقبالاً جماهيرياً واسعاً على منتجها الإبداعي، ويضمن له ديمومته.

ربما هذا أحد أفضال "أوسكار"، الذي يُميّزه من بقية الجوائز السينمائية العالمية، التي ظلّت نخبوية إلى حدّ ما، الأمر الذي يدفع صنّاعها، في أوروبا خاصة، إلى التفكير في ابتكار نموذج "أوروبي" جديد ينافس الأميركي، ويكرّس ثقافة القارة، بعد إدراكهم أنّ جائزة "غولدن غلوب" لن تكون بديلاً عن زميلتها الأميركية القوية، رغم اختلاف آليات توزيع جوائزها، واختلاف طبيعة اللجان المُكلّفة باختيارها عن لجان "أوسكار"، المحصورة بالعاملين في الحقل السينمائي فقط. سيدرك هؤلاء أنّ "غولدن غلوب" تريد إيجاد مساحة جديدة ومؤثّرة للصناعة الدرامية، تنافس المنتج السينمائي من دون أنْ تزيحه، أو أنْ تكون بديلاً عنه، بل على العكس، فبحكم توقيت منح جوائزها، الذي يسبق موعد توزيع جوائز "أوسكار"، تساعد ترشيحاتها لأفضل الأفلام على مراجعة حكّام "أوسكار" لخياراتهم، وأخذ ما يجدونه مناسباً منها. من حسناتها، أنّها تتبرّع سنوياً بجزء من أرباحها، المتأتية من حفلاتها، إلى جمعيات خيرية لها علاقة بالترفيه، وأخرى تعمل في حقل الترويج للأعمال التلفزيونية والسينمائية، كما تخصّص منحاً دراسية للراغبين في العمل في حقلي السينما والتلفزيون.

في بريطانيا، تظهر جوائز "بافتا" (1947) معادلاً موضوعيّاً للجوائز الأميركية. بها، تريد "الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون"، المُنظِّمة لها، تعزيز الصناعة السينمائية المحلية، وإظهار الوجه الأوروبي لثقافتها. للتميّز، وأخذ مسار خاص بها، تعطي لسينما الأطفال مساحة كبيرة، وتشجّع على زيادة الأعمال التلفزيونية والسينمائية الخاصة بهم. وتوافقاً مع ذلك، هناك تركيز على تطوير سينما التحريك.

قريباً منها، تؤدّي جوائز "سيزار" الفرنسية (1976) الدور الوطني والأوروبي ذي التوجه نفسه، وتضع لنفسها مساراً يتكامل مع جوائز "كانّ" النخبوية، من خلال تخصيصها جوائز تشجيعية، في فئتي أفضل ممثل وممثلة صاعدة، وأيضاً جائزة أفضل فيلم فرنكوفوني، إلى جانب جائزة فيلم التحريك. جوائز تزيد من ديناميكية الحراك السينمائي الفرنسي، وتخلق مناخاً مناسباً لنشر الثقافة السينمائية الأوروبية بنموذج من داخلها، لا يشبه النموذج الأميركي ولا يستنسخه.

في الأحوال كلها، لا تُستثنى الصناعة السينمائية في الغرب عن بقية الصناعات، في درجة تداخلها وشدة تشابكها مع المصالح الرأسمالية. واقعها يُفرز تناقضات مع الذين لا يتوافقون معها. هؤلاء يشعرون بحيف وضرر يلحقان بهم بسببها. هذا الشعور ليس محصوراً بالعرب وحدهم، بل تتشارك معهم في الشعور نفسه أطراف في الغرب أيضاً. فالأفروأميركيون يشتكون من تهميشٍ لدورهم ومساهمتهم في الصناعة السينمائية لبلدهم، ومن الصورة النمطية السلبية التي تقدّمها عنهم أفلام أميركية كثيرة؛ ومثلهم السكّان الأصليون، وشعوب أخرى خارج أميركا، أرادت السير في طريق سياسية واقتصادية مختلفة عن الطريق الأميركية. السؤال هنا ليس عن نزاهة مطلقة، وحياد كامل للجوائز، فالسياسة حيثما وجدت خرّبت جوانب منها؛ لكنّ المهم كيف يمكن خرق تلك "الحصون" العالية، والولوج إلى داخلها، كي لا يبقى غير المتوافق مع توجّهاتها السياسية خارج أسوارها.

ليس هناك حلّ إلاّ عبر إنجاز أعمال سينمائية جيّدة الصنعة، تفرض نفسها. هذه وحدها تجيز لها الحضور والتنافس على تلك الجوائز، التي لا يصحّ مُطلقاً أنْ يبقى جزء كبير من العالم خارجها. هناك خرق يحدث بفضل "جائزة أفضل فيلم أجنبي" في "أوسكار"، يوصل إليها أفلاماً عربية بفضل جودة اشتغالها السينمائي، وبعضها يصل إلى القوائم النهائية منها. هذا السبيل الفعّال، والأكثر جدوى، للدخول إلى أروقة الجوائز العالمية، من دونه لا الشكوى ولا الحديث عن التمييز والعنصرية الثقافية الغربية يجدي نفعاً.

 

####

 

يعرض في مهرجان البحر الأحمر

"الصف الأول" لمرزاق علواش: سينما الحياة اليومية

عصام زكريا

قبل عرض فيلمه الخميسث "الصف الأول" في مهرجان البحر الأحمر الذي يعقد حالياً في جدة، صعد المخرج الجزائري ليتسلم جائزة مجلة Variety، المخصصة لتكريم الرواد، والتي تمنح هذه المرة لكل من علواش والمنتج المصري محمد حفظي.

يأتي تكريم علواش تزامناً مع وصوله سن الثمانين ومع عرض فيلمه الطويل التاسع عشر، مكللاً مسيرة نصف قرن من السينما، بدأها في 1973 عقب عودته من الدراسة في فرنسا، وقراره بالبقاء في الجزائر لصنع أفلام جزائرية، تساهم في بناء البلد الكبير الذي يحاول النهوض والازدهار عقب عقود من الاستعمار.

حين تذكر السينما الجزائرية يتبادر إلى الذهن عدة أسماء، بعضها قديم وبعضها حديث، ولكن يظل مرزاق علواش هو الأكثر حضوراً، والأغزر انتاجاً، والأطول استدامة، وربما يكون الأكثر تأثيراً في هذه السينما على المستويين المحلي والعالمي.

19 فيلماً روائياً طويلاً صنعها علواش أحدثها "الصف الأول"، وهو فيلم اجتماعي كوميدي يستعرض يوماً من الحياة على أحد الشواطئ العامة التي ترتادها الأسر المتوسطة.

بشكل ما، يذكر "الصف الأول" بأول أعمال علواش وهو "عمر قتلتوا الرجلة" (وفي هجاء آخر "عمر قتلته الرجولة" وبالإنجليزية Omar Gatalto). هذا الفيلم البديع، المصنوع في1976، كان فتحا في مسيرة السينما الجزائرية، ليس فقط لمشاركته في العديد من المهرجانات الدولية مثل "كان"، وفوزه بالجائزة الفضية من مهرجان موسكو، ولكن أيضا لإنه، كما وصفه النقاد آنذاك: "أول فيلم يتجرأ على الحديث عن الحياة اليومية في الجزائر".

ذلك أن السينما الجزائرية قبلها كانت تركز فحسب على قضية الاستقلال وحرب التحرير، وفيما بعد أصبحت تركز على الارهاب الذي ضرب البلاد لأكثر من عشر سنوات.

ورغم أن مرزاق علواش هو أستاذ سينما الحياة اليومية الجزائرية بلا منازع، إلا أنه أيضاً أكثر من طرح القضايا السياسية الكبرى في أعماله، من التطرف الديني إلى العنصرية الأوروبية إلى التفاوت الطبقي الحاد وغيرها.
وعادة ما يستخدم علواش قالب فيلم المكان (الذي يدور داخل مكان واحد حول عدد كبير من الشخصيات) ليستعرض المجتمع كله من خلال الشرائح البشرية المختلفة. وهو يفعل ذلك مجدداً في "الصف الأول"، ولكن الفكرة ونوع الحكايات ونبرة الفيلم مختلفة تماماً، ربما عن أي فيلم آخر صنعه من قبل مرزاق علواش.

النبرة هنا كوميدية وخفيفة بشكل مدهش، وجيد، ولكن هذه الخفة تطال أيضا مستوى الكتابة والإخراج بشكل ملفت، ولو أن الفيلم لا يحمل توقيع علواش لكان من الصعب على أي مشاهد أن يتوقع أنه من إخراجه.

ولا أعلم لماذا تذكرت فيلم "سكوت هنصور" ليوسف شاهين، الذي صنعه بين عدد من الأفلام الجادة الطموحة، وأدهش الكثيرين بخفته المختلفة.

شاهين صنع "سكوت هنصور" في مرحلة متأخرة من مسيرته أيضاً، لعله شعر فيها بالملل من الجدية، وبأن السينما، قبل كل شئ، ترفيه وامتاع، وبأن القصص العادية أيضاً تستحق أن تروى.

تذكرت كذلك مقال إدوارد سعيد عن "الاسلوب المتأخر"، الذي درس فيه بعض الأعمال الفنية الأخيرة لأدباء وموسيقيين، وبين من خلاله تلك الرغبة في اللعب والمرح والتحرر الذين يسمون عادة هذه الأعمال المتأخرة.

هذه الرغبة في اللعب والنظر إلى العالم بعين التهكم الساخر والتحرر من القوالب الدرامية المعتادة نجدها كلها في فيلم "الصف الأول"، بالرغم من أنها لا تسفر في نهاية المطاف سوى عن واحد من أقل أعمال علواش أهمية (مثلما هو الحال مع "سكوت هنصور" أيضاً).

يدور "الصف الأول" خلال يوم واحد، يبدأ باستعداد أسرة بو دربالة، الأم وأبنائها الخمسة، للذهاب إلى الشاطئ، بينما يقرر الأب العائد متعبا من العمل كحارس ليلي، أن يبقى في المنزل لينام.

تصل الأم وأبنائها مبكراً لتحجز مكاناً في الصف الأول على البحر، ولكن سرعان ما يزدحم الشاطئ العام بعشرات الأسر، التي لا تملك بالطبع أن تذهب إلى الشواطئ الخاصة، ويرصد الفيلم صورة واقعية نابضة بالحياة للمصطافين، مازجاً بين الروائي المصنوع والتوثيقي ببراعة شديدة.

الزحام ليس مشكلة الشاطئ الوحيدة، ولكن هناك أيضا التلوث ورائحة الصرف الصحي التي تزكم الأنوف، واللصوص المتسكعين على الشاطئ وخارجه.

وزاد الطين بلة تلك الأسرة الجارة التي وصلت إلى الشاطئ، واحتلت الصف الأول من عائلة بو دربالة، بعدها يصل عشيق الأم، وهو مغن شعبي فاشل وصديق قديم للعائلة، ثم يصل الزوج الذي يحذره أحد الجيران من وجود علاقة بين زوجته والمغني.. وتتصاعد المواجهات لتنتهي بالعائلتين في قسم الشرطة عقب مشاجرة حادة بينهما.

أجمل ما في "الصف الأول" هو التفاصيل الصغيرة التي يلتقطها مرزاق علواش لحياة الطبقات الوسطى والدنيا، والكيفية التي تشكل بها شخصياتهم، وفقاً لوضعهم الطبقي وموقعهم داخل السلم الاجتماعي، إذ تتباهي العائلات على بعضها البعض بمجرد أي انتقال طفيف يحدث لها على هذا السلم، أو بين الصفوف المتراصة على الشاطئ.ورغم أن كل شخصيات الفيلم تعيش داخل طبقة ومكانة إجتماعية واحدة تقريباً، إلا أنهم مشغولون بالتمايز والتفوق على بعضهم البعض، ولا يتذكرون القواسم المشتركة بينهم إلا عندما تحدث كارثة تحولهم إلى ضحايا تهديد أعلى.

يجيد مرزاق علواش أيضا تصوير الحياة الفكرية والسياسية للمجتمع والتعبير عن آراءه فيها من خلال الشخصيات، كما فعل مثلا في فيلم "السطح"، ولكن الفارق هنا أنها أكثر طبيعية وأقل اصطناعاً، وتقريباً يخلو الفيلم من الأحكام على أي شخصية، فكلها تدعو للتعاطف والفهم.

مع ذلك فما يسخر منه علواش أكثر من أي شئ آخر هو الإدعاء، وتركز هذه السخرية على شخصيتين بالتحديد هما الجارة المتغطرسة، والمغني الأحمق الشره الذي يحرص على تغطية رأسه بشعر مستعار.

ما لا يسخر منه علواش هو البراءة، التي تتمثل في الأطفال، وذلك الحب الساذج الذي يربط بين الابن والابنة المراهقين في العائلتين المتخاصمتين، وبين خادمة عائلة بو دربالة بحارس الشاطئ، وينتهي الفيلم بجرعة من المحبة والتسامي لهذه العاطفة البسيطة الجليلة.

قد يخلو فيلم "الصف الأول" من الدراما المعقدة أو الشخصيات ذات الأبعاد الرمزية، وربما يعاني في بعض الأحيان من الرتابة، ولكنه بالمجمل عمل ممتع ومبهج وواعي يليق بمسيرة المخرج الأكثر غزارة وتأثيراً في السينما الجزائرية.

 

المدى العراقية في

12.12.2024

 
 
 
 
 

النجمة سارة جيسيكا باركر وحوار فني بمهرجان البحر الأحمر

البلاد/ طارق البحار

في إطار حضور جماهيري لافت، تحدثت النجمة سارة جيسيكا باركر خلال زيارتها للمملكة العربية السعودية للمشاركة في النسخة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وقد أُديرت الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان بواسطة الفنانة السعودية فاطمة البنوي.

استعرضت باركر مسيرتها المهنية الواسعة في عالم التمثيل، والتي بدأت في سن الثامنة، كما تحدثت عن مغامراتها في إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى ريادتها في مجالات نشر الكتب والأزياء والعطور.

وأكدت أن لمسلسها المشهور الجنس والمدينة تأثير كبير في جميع أنحاء العالم بما في ذلك جيل كامل من النساء في المنطقة، والذي تم تسليط الضوء عليه خلال الجلسة. تحدثت باركر عن كيفية إحداث العرض ثورة في المشهد التلفزيوني الأميركي، حيث كان الكثير من التلفزيون حتى ذلك الحين يركز على الرياضة والأفلام وكان لديه مساحة أقل للأصوات النسائية وأنواع أكثر حميمية من المحادثات.

قالت باركر: "كان الجمهور النسائي، ما أطلقنا عليه عصابة 10 ملايين شخص، هو الذي جعل العرض ممكنا". "لقد أخذنا الجمهور في مغامرة فريدة وكنت محظوظا جدا بتصوير شخصية على مدى فترة طويلة من حياتها تمتد بالفعل حوالي 25 عاما."

في حديثها عن الموسم الثالث من "Sex and the City" الفرعي "And Just Like That" ، والذي من المقرر عرضه لأول مرة العام المقبل، قالت باركر إنه كان تصويرا لمدة سبعة أشهر مع "ساعات طويلة مجنونة، إنه شعور كبير حقا وقوي ومثير حقا. هناك العديد من القصص الشيقة مع الشخصيات الإضافية التي تجد بحق منزلا حقيقيا، وهناك نمو مع وجوه جديدة. "كاري" لديها قصة رائعة. تأخذ القصة بعض التقلبات الكبيرة ونطوي بعض الأفكار الكبيرة في تلك التقلبات الكبيرة. عادت بعض الشخصيات الذكورية، وهناك بعض الرجال الجدد ".

فيما يتعلق بتعيينها الأخير في لجنة التحكيم المكونة من خمسة أشخاص في جائزة بوكر، أوضحت باركر كيف بدأ حبها للكتب مع والدتها، التي حرصت على أن أطفالها الثمانية يغادرون المنزل دائما بكتاب.

وقالت: "الكتب هي بوابة للتعاطف والتعاطف والعوالم الأخرى والأشخاص الآخرين والأماكن البعيدة والحوارات والثقافات والقصص المختلفة التي تبدو ضئيلة، ولكن لها تأثير كبير".

بدأت باركر ناديا للكتاب منذ حوالي سبع سنوات ثم أطلقت بصمتها الخاصة بالنشر.

بدأت جيسيكا مسيرتها الفنية على مسارح برودواي منذ عام 1976، عندما ظهرت للمرة الأولى على مسرح برودواي في مسرحية ذو إينوسنتس، من إخراج هارولد بينتر، كما قدمت العديد من المسرحيات بعدها وكانت منها مسرحية آني، وهاو تو ساكسيد إن بيزنيس، ويذاوت ريللي تراينغ، ووانس أبون إي ماتريس.

 

####

 

مهرجان البحر الاحمر السينمائي... فيلم "ليل نهار" .. لماذا؟

البلاد/ عبدالستار ناجي

ضمن عروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي في دورته الرابعة 2024 يأتي الفيلم السعودي (ليل نهار) للمخرج عبدالعزيز المزيني الذي قام بدوره بكتابة سيناريو الفيلم الذي يرتكز على حكاية تربط بين (نهار) مطرب اوبرا كلاسيكية و(ليل) مطربة حفلات الاعراس الشعبية .

في الفيلم كم من الحكايات والمصادفات التي لها بداية وليس لها نهاية تبدأ منذ اللحظة الاولي والمشهد الاول حيث يقوم (نهار) بضرب أحد عازفي الايقاع السمر البشرة مما جعله يوصف بانه عنصري وهو ما كاد يهدد مسيرته واسمه مما يجعل المنتج يستدعي أحد مستشارية للإنقاذ الموقف وهنا يعلن ( نهار ) بان زوجه المستقبل ستكون سمراء اللون.

وهكذا تنخرط حبات مسبحة المصادفات حيث كل مشهد من مشاهد الفيلم هي نتاج مصادفة ( غير مبررة في مرات عدة) كمية من المصادفات تأتى وسط مشهديات كوميدية مبالغ بها (جدا) وعبر شخصيات تأتى وتذهب لتعبئة المشهد . في هذا الإطار هناك كمية من المشاهد المقحمة (مثل مشهد المشاجرة بين التيارات في قاعة البروفات).

كما ان جميع الشخصيات (بلا استثناء) هي شخصيات تتحرك بمصالح شخصية فردية اعتبارا من نهار وليل والمنتج والمستشار وبقية العناصر التي لا هم لها سوي البعد المادي حتى العلاقة التي تجمع بين نهار وليل ركيزتها الاساسية البعد المادي والبحت . شخصيات مريضة مشوه، وصوليه مفرغة من البعد الإنساني حتى في العلاقة من الفن الذي يفترض ان يجمع تلك الشخصيات . فالمنتج بوصلته تتجه للفن لأسباب مادية، بل انه يرفع من يريد ويستغني عمن يريد لهدف مادي بحت . وهكذا (نهار) الذي يظل هاجسه البعد المادي قبل عشقه للفن والتضحية من اجله وهكذا هي (ليل) التي تظل منذ اللحظة الاولي تستعلي على كونها مطربة افراح ( طقاقة ) وهو شان والدتها واسرتها . وتفكر بان تصبح نجمة الخليج الاولي .

هكذا شخصيات ومصادفات جعلتنا امام مشهديات كوميدية (مسطحة) و(نكات) مفرغة من العمق والتي ابعدت بالعرض عن الكوميديا الحقيقية. وهذا ما يجعلنا نتوقف مطولا امام (الورق – النص) الذي يريد ان يقدم فيلما كوميديا دون معرفة الطريق الصحيح له اعتبارا من بناء الشخصيات وتحليلها وتطور الاحداث وتناميها والمواقف وايقاعها والمقولات التي يخلص اليها العمل تبدو هشة .

في العمل رغم ازدحام الاسماء امام الكاميرا ونشير الى الفنان القدير عبدالله السدحان (المنتج) وزياد العمري وابرار فيصل ونواف السليمان وعلى ابراهيم، الا ان كل منهم راح يمثل بطريقته واسلوبه دونما تناغم ودونما وحدة في العمل يعمل على ضبطها المخرج على وجه الخصوص، وهذا ما سبب الكثير من (الفوضى) الذي اغرقت التجربة .

واسمحوا لي ان اتوقف عند اسم الفنانة ابرار فيصل التي تبدو في مشهديات عدة ممسكة بالشخصية تتفاعل مع جملة المحطات التي مرت بها وتبشر الى اننا امام موهبه فنية سيكون لها الكثير من الشأن إذا ما حصلت على الفرص الحقيقية والتجارب والشخصيات التي تمنحها الفرصة لاكتشاف قدرتها كممثلة حقيقية.

ان السينما السعودية اليوم امام مرحلة جديدة من مسيرتها ( قد تقبل هكذا اجتهادات ) ولكنها تظل اجتهادت بأمس الحاجة لمزيد من الاشتغال والعمق والهوية . ان ما يحظى به صناع السينما السعودية اليوم من اهتمام ودعم يفترض ان يقترن بجدية أكبر في نوعية النتاجات والمضامين والاهداف على صعيد الشكل والمضمون .

وهنالك اليوم تجارب سعودية هي مصدر فخر واعتزاز وتتحرك بوصلتها الى افاق بعيدة على مستوى الصنعة الفنية وايضا المضامين وقبل كل هذا وذاك عوائد الشباك والمشاركات الخارجية في المهرجانات والكتابات النقدية .

ولكن وليسمح لنا فريق فيلم ( ليل نهار ) لنقول باننا امام تجربة فقدت بوصلتها للكوميديا وللشكل والمضمون، ورغم ذلك علينا ان نظل نراهن على جيل من الشباب السينمائي السعودي يمثل رهانات مستقبلية لغد السينما السعودية والخليجية والعربية .

 

####

 

To Kill A Mongolian Horse في البحر الأحمر السينمائي

البلاد/ طارق البحار

يتميز فيلم To Kill A Mongolian Horse أو "لقتل حصان منغولي" للمخرج شياوشوان جيانغ، الذي عُرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، بتصويره الرائع الذي يجمع بين التقدم والحداثة وطريقة الحياة التقليدية. تم عرض الفيلم باللغتين الماندرين والمنغولية في قسم "البحر الأحمر: المنافسة"، وسط المناظر الطبيعية القاحلة لمنغوليا.

تدور أحداث الفيلم المؤثر، الذي يمتد لمدة 98 دقيقة، حول قصة ساينا الواقعية، وهو راعي يرتبط ارتباطًا عميقًا بحصانه. وقد استلهم المخرج من مواقع فيلمه القصير "مقبرة الخيول"، حيث التقى بساينا في منغوليا وألهمه لإنشاء نسخة خيالية من حياته.

بصرف النظر عن رعاية الماشية، تظهر ساينا أيضا في عرض عن ماضي منغوليا. عرض جريء يهدد حياته للفروسية وألعاب القوى يحببه لدى الحشود، ويقول في مشهد مؤثر إنها ضرورية لدعم والده وابنه وزوجته السابقة ماليا.

تعوض المخاوف الملحة مثل تغير المناخ والجفاف عن متوسط الأداء. لكن رواية القصص تجتاح وتؤكد على قلب ساينا المؤلم ، الذي يرى التقاليد والثقافة تنزلق بعيدا وعالم جديد يظهر. إنه متوتر لكن حصانه يقدم العزاء ونوع الديمومة الذي يتوق إليه.

تم التدقيق في المشاهد بين الاثنين بشكل مؤثر من خلال تأطير مثير للإعجاب تم التقاطها بواسطة عدسة "تاو كيو كيو"، وعلى الرغم من أن المناظر الطبيعية مقفرة، إلا أن الألوان الزاهية والأشكال الفريدة للأزياء التي يرتديها الممثلون هي متعة لمشاهدتها مقابل لوحة باهتة لمحيطهم.

 

####

 

بإعلان الجوائز

ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بحفل كبير

البلاد/ طارق البحار

أعلن منذ قليل نتائج مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بحفل كبير أقيم تحت عنوان "للسينما بيت جديد" – كتحية لعودة المهرجان إلى حي البلد التاريخي بجدة بحضور كبير من أمبر الأسماء السينمائية المحلية والعربية والدولية.

تم اختيار 16 فيلمًا للتنافس في المسابقة الرسمية وتم الحكم عليها من قبل لجنة التحكيم الدولية للمهرجان.

وأختتم المهرجان فعالياته بفيلم "رجل أفضل" الذي يتناول رحلة النجم البريطاني روبي ويليامز، حيث يُجسد بشخصية شمبانزي عبر تقنية التقاط الحركة، مقدمًا مزيجًا مميزًا من السيرة الذاتية والدراما.

يشكّل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نافذةً عالمية تعرض أبرز الإبداعات السينمائية، وترسم صورة عن جدة كمركز ثقافي نابض، وتستقطب جماهير متعطشة لاكتشاف تنوع السينما العالمية من قلب المملكة العربية السعودية.

وجاءت النتائج على الشكل التالي:

 جوائز اليُسر:

جائزة اليُسر الذّهبيّة لأفضل فيلم طويل: فيلم "الذراري الحمر" لِلمخرج لطفي عاشور

جائزة اليُسر الفضّيّة لأفضل فيلم طويل: فيلم "إلى عالم مجهول" لِلمخرج مهدي فليفل

جائزة اليُسر لأفضل مخرج: لطفي عاشور عن فيلمه "الذراري الحمر".

جائزة اليُسر من لجنة التّحكيم: فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" لِلمخرج خالد منصور.

جائزة اليُسر لأفضل كاتب سيناريو: عدي رشيد، كاتب فيلم "أنَاشِيْدُ آدَمَ"

جائزة اليُسر لأفضل  ممثّل: محمود بكري عن أدائه المُبهر في فيلم "إلى عالم مجهول".

جائزة اليُسر لأفضل ممثّلة: مريم شريف عن أدائها المُذهل في فيلم "سنو وايت".

جائزة اليُسر لأفضل مساهمة سينمائيّة: فيلم "لقتل حصان منغولي" .

تنويه خاص: فيلم "اطفال البرزخ" لِلمخرج احمد خطّاب.

جائزة اليُسر الفضّيّة لأفضل فيلم قصير: فيلم "العازر" لِلمخرج بيزا هايلو .

جائزة الجمهور من فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي: فيلم "هوبال" لِلمخرج عبد العزيز الشلاحي.

 جائزة شوبارد للنجم السعودي الصاعد: دخيل الله.

جائزة الشّرق لِأفضل وثائقيّ:  فيلم "حالة من الصّمت" لِلمخرج سانتياغو مازا.

جوائز المهرجان الإضافية:

جائزة الشرق لأفضل وثائقيّ

بالإضافة إلى جائزتيّ الجمهور من فيلم العُلا:

جائزة الجمهور من فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي

جائزة الجمهور من فيلم العُلا لأفضل فيلم دولي

وشهد السجادة الحمراء هذا المساء لحظة استثنائية مع العرض الافتتاحي الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفيلم المنتظر "مودي: ثلاثة أيام على حافة الجنون"، من بطولة النجم الهوليوودي جوني ديب، الذي وصل الى جدة بحضوره رفقة طاقم العمل المميز.

 

البلاد البحرينية في

12.12.2024

 
 
 
 
 

اختتام الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر.. و"الذراري الحمر" أفضل فيلم

جدة -محمد عبد الجليل

أسدل الستار على فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الخميس، في مدينة جدة التاريخية، تحت شعار "للسينما بيت جديد"، فيما فاز الفيلم التونسي "الذراري الحمر" بجائزة "اليسر الذهبية" لأفضل فيلم طويل.

وقالت جُمانا الرّاشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، في كلمتها خلال حفل الختام: "نجد أنفسنا في مفترق طرق فريد بين الخيال والواقع، مساحة تتجاوز فيها الأحلام والحدود، وتثمر فيها التجارب المشتركة لغة عالمية"، مضيفة أن "الفيلم ليس مجرد وسيلة للترفيه، إنه فعل تحويلي من التعاطف، يدعونا للدخول في حيوات الآخرين، لنعيش نبضات ثقافات مختلفة، لنواجه معتقداتنا الراسخة، ولنتوسع في آفاق التجربة الإنسانية".

وأشارت إلى أنه "على مدار هذه الرحلة الرائعة، حققنا أكثر مما كنا نتوقع. معاً، أعدنا تشكيل الرؤى، وأزلنا الحواجز الثقافية، وأضأنا على قصص إنسانية مخفية، وخلقنا لغة عالمية من المشاعر والتواصل. ونحن نجتمع الليلة، محاطين بصناع أفلام مبدعين وشغفهم المعدي بالسرد القصصي، نتذكر أن المهرجان يمثل تحولاً عميقاً، فهو ليس مجرد احتفاء بالسينما، بل شهادة على قوة السرد القصصي في تغيير الحياة وتوحيدنا جميعاً".

وشددت على أنّ "رسالة المهرجان تكمن في تعزيز الأصوات التي غالباً ما تُهمّش، وإعادة تشكيل الواقع لخدمة من لم تُتح لهم الفرص، وخلق مسارات للمواهب الناشئة، وإعادة تعريف الهياكل التقليدية للسينما، فنحن هنا لنثبت أن القصص الاستثنائية يمكن أن تنبع من أي زاوية في العالم".

إحصائيات

واستعرضت جُمانا الرّاشد، نتائج الدورة الرابعة، حيث جرى تقديم 122 جائزة سينمائية، وأكثر من 300 عرض سينمائي، وإصدار 30 ألف تذكرة، واستقبال 530 ممثلاً دولياً من 85 دولة، والتعاون مع 142 منتجاً سينمائياً، فضلاً عن دعم المئات من صنّاع الأفلام الناشئين من خلال برنامج البحر الأحمر للأفلام.

وأضافت أنّ "المهرجان استضاف اجتماعات عالمية للنساء في صناعة السينما، وخلق فرص بحث وتمويل على الإنترنت، وبناء صناعة سينمائية تزدهر فيها النساء، فإننا نمهد الطريق لعصر جديد من صانعات الأفلام"، متابعة: "قمنا أيضاً بإعداد 25 حواراً ستظل أصداؤها تتردد في تاريخ السينما".

وقالت: "ونحن نقترب من عامنا الخامس، فإننا لا نحتفي بمجرد محطة زمنية، بل نلهم جيلاً من رواة القصص الذين سيؤثرون في كيفية رؤية الإنسانية لنفسها، سنواصل دعم المواهب الناشئة، وتعزيز السرديات المتنوعة، وخلق منصات محلية للقصص المحلية"، مضيفة: "نحن لا نصنع الأفلام فقط، بل نكتب الفصل التالي من الفهم الإنساني، إطاراً تلو الآخر، هنا، في البيت الجديد للسينما، دعونا ننطلق معاً في هذه الرحلة".

ووجهت الشكر لكل من شارك في تلك الرحلة، بقولها: "شكراً لكونكم جزءاً من هذه الرحلة الاستثنائية، وللمضي قدماً في دعم القوة التحويلية للسينما".

المكرمون

وشهد حفل الختام، الذي قدّمه قصي خضر وفاطمة البنوي، تكريم النجمة العالمية بريانكا تشوبرا، والتي وجهت في بداية كلمتها عقب استلام التكريم، الشكر إلى القائمين على مهرجان البحر الأحمر السينمائي، أبرزهم جمانا الرّاشد.

وقالت تشوبرا: "أريد أن أهنئ المهرجان، وأهنئ السيدة جُمانا الرّاشد، أنا أشعر بالامتنان لوجودي هنا للمرة الثانية، المهرجان مساحة مذهلة لصانعي الأفلام في جميع أنحاء العالم للالتقاء معاً".

وأضافت: "قابلت هنا زملائي في المهنة والمخرج العالمي سبايك لي، الذي طالما حلمت أن أعمل معهم، واستطعت أن أجري الأحاديث معهم حول السينما"، متابعة: "أود أن أقدم الشكر لعائلتي، لزوجي الذي يقف بجانبي هنا، ولوالدي وهو أول فنان عرفته في حياتي وفقدته عام 2013، لكنه مازال في قلبي، أنا ممتنة جداً لكوني جزءاً من هذه الصناعة الرائعة، وسأسعى للقيام بالمزيد من القصص التي تنال إعجابكم".

كما جرى تكريم النجمة الأميركية فيولا ديفيس، أيضاً خلال حفل الختام، والتي بعثت رسالة مؤثرة على المسرح، عقب تكريمها.

وقالت ديفيس إنّ "رحلتي كمحترفة كانت مليئة بالدهشة، فغالباً ما كان التمييز بسبب جنسي ولوني هو ما وقف في طريقي لتحقيق أهدافي"، متابعة: "لكن طالما أنني ناضلت كإنسانة، نضجت أيضاً كفنانة، فقد كان التحدي الأكبر بالنسبة لي أن أؤكد أنني أستحق الوجود، وأن أفضل هدية يمكنني تقديمها كفنانة هي أن أسمح للعالم برؤية أن الأشخاص الذين يشبهونني أيضاً لهم قيمة".

وأضافت: "يمكن للإنسان أن يترك شيئاً للناس أو أن يترك شيئاً فيهم، وما أريد أنّ أتركه في الناس هو عمل يجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم". وجاءت تلك التكريمات، احتفاءً بإنجازاتهما الكبيرة على الشاشة، ودورهما المؤثر في صناعة السينما العالمية.

"جائزة الشرق الوثائقية"

وفاز الفيلم الوثائقي "حالة من الصمت" للمخرج سانتياجو مازا، بالنسخة الثانية من جائزة "الشرق الوثائقية"، والتي تمنحها القناة التابعة لـ"المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام" (SRMG)، بالتعاون مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

وتدور أحداث الفيلم، حول 4 صحافيين مكسيكيين، يخاطرون بحياتهم لتغطية "سياسات المخدّرات" العنيفة في بلادهم.

وتأتي "جائزة الشرق الوثائقية" ضمن التزام القناة بدعم صناعة الأفلام وتعزيز المواهب الناشئة في صناعة الأفلام الوثائقية، كما تسلط الضوء على الجهود المستمرة لتوفير منصّة تفاعلية لصانعي الأفلام لعرض قصصهم.

يُذكر أن هذه النسخة شهدت مشاركة واسعة ومتنوعة، شملت 7 أفلام من السعودية، والأردن، والمكسيك، وفرنسا، ومصر، ولبنان، وتركيا وغيرها.

وبدوره، قال محمد اليوسي، المدير العام لقناتي "الشرق الوثائقية" و"الشرق ديسكفري": "فخورون بتقديم جائزة (الشرق الوثائقية) للعام الثاني على التوالي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث تعكس هذه الجائزة التزامنا الراسخ بدعم المواهب وتقديم محتوى أصلي وحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، مهنّئاً المخرج سانتياجو مازا على فيلمه الوثائقي المميز.

من جانبها، ثمّنت شيفاني باندايا مالهوترا، المديرة الإدارية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي "هذه الشراكة الاستراتيجية مع قناة الشرق الوثائقية، لتقديم جائزتها للعام الثاني على التوالي"، مشيرة إلى أن "هذه المبادرة تجسّد التزامنا الراسخ بدعم صُنّاع الأفلام الموهوبين، وتوفير منصّة رائدة لعرض أعمالهم وإبداعاتهم للعالم أجمع".

الجوائز

وفاز الفيلم التونسي "الذراري الحمر" للمخرج لطفي عاشور، بجائزة "اليُسر الذهبية" لأفضل فيلم طويل، كما حصل المخرج على جائزة "اليُسر لأفضل مخرج"، فيما فاز فيلم "إلى عالم مجهول" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، بجائزة "اليُسر الفضية".

ونال الفيلم المصري "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" إخراج خالد منصور، جائزة لجنة التحكيم، فيما حصل الفنان محمود بكر، على جائزة "اليُسر أفضل ممثل"، وذلك عن دوره في فيلم "إلى عالم مجهول".

أما الفنانة المصرية مريم شريف، حصدت جائزة "اليُسر لأفضل ممثلة"، عن دورها في فيلم "سنو وايت"، كما حصل عُدي رشيد، على جائزة "اليُسر لأفضل كاتب سيناريو"، وذلك عن فيلم "أناشيد آدم"، بينما فاز فيلم "لقتل حصان منغولي" بجائزة "اليُسر لأفضل مساهمة سينمائية".

وحصل فيلم "فقس" للمخرجين علي رضا كاظمي بور، وبانتا مصلح، على جائزة "اليُسر الذهبية لأفضل فيلم قصير"، فيما نال فيلم "العازر" للمخرج بيزا هايلو، جائزة "اليُسر الفضية لأفضل فيلم قصير"، بينما حصل فيلم "أطفال البرزخ" للمخرج أحمد خطاب، على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

وفازت الممثلة الشابة رولا دخيل الله، بجائزة شوبارد للنجم السعودي الصاعد، أما جائزة العلا لأفضل فيلم سعودي من اختيار الجمهور، ذهبت إلى فيلم "هوبال" للمخرج عبد العزيز الشلاحي، أما جائزة العلا أفضل فيلم دولي، فاز بها الفيلم الفرنسي "جافنا الصغير".

فيلم الختام

واختتم فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فيلم Modì: Three Days on the Wing of Madness، إخراج جوني ديب، وذلك بعدما تلقى دعماً من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، من خلال برنامج البحر الأحمر لتمويل الإنتاجات العالمية.

وتدور أحداث الفيلم، حول حياة الفنان الإيطالي أميديو موديلياني، خلال 48 ساعة عصفت بحياته، مجسداً سلسلة من الأحداث المثيرة والمضطربة في شوارع وأزقة مدينة باريس المتأثرة بأهوال الحرب العالمية الأولى.

ويجد Modi نفسه في مطاردة مع الشرطة، ورغم رغبته الشديدة في إنهاء مسيرته الفنية ومغادرة المدينة، إلا أن هذا القرار يلقى معارضة من قبل زملائه: الفنان الفرنسي موريس أوتريلو، والفنان البيلاروسي شايم سوتين، بالإضافة إلى ملهمته وعشيقته الإنجليزية، بياتريس هاستينغز.

ويلتمس مودي النصيحة من صديقه البولندي، وتاجر الفنون ليوبولد زبوروفسكي، لكن تصل الأحداث إلى ذروتها عندما يواجه جامع أعمال فنية قد يغير مجرى حياته.

ويجسد فيلم Modi، عودة لـجوني ديب إلى مشهد الإخراج السينمائي بعد انقطاعه لأكثر من 25 عاماً، جنباً إلى جنب بمشاركة كوكبة من النجوم العالميين، ريكاردو سكامارشيو، وأنطونيا ديسبلا، وستيفن جراهام، وبرونو جويري، وريان مكبارلاند، ولويزا راينيري وسالي فيليبس، بالإضافة إلى آل باتشينو الذي يجتمع مع ديب للمرة الأولى، منذ فيلم Donnie Brasco الصادر عام 1997.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

12.12.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004