ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البحر الأحمر السينمائي يساهم في تعزيز تطوير المواهب السينمائية

العربية.نت - سعد المسعودي

البحر الأحمر السينمائي

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 
 
 

تدريب المواهب السينمائية المحلية هي الشغل الشاغل للقائمين على صناعة الأفلام في السعودية، من خلال إرسال الشباب السعودي لدراسة السينما بشقيها النظري والعملي وجذب المستثمرين الأجانب للاستثمار الثقافي في مجال السينما، معتمدين على الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها مدن السعودية ومنها محافظة العلا ونيوم.

وهناك، وفي نهاية طريق صحراوي متعرج تحيط به منحدرات، تدرجاتها حمراء ورمالها برتقالية داكنة، تم تشييد استوديو سينمائي حديث مجهز بأحدث التقنيات، يقع الاستوديو في ضواحي محافظة العلا شمال غرب السعودية، وهي مدينة يعود تاريخها لأكثر من 2000 عام على "طريق الحرير"، وما زالت المدينة تحتفظ بجمالها الأصلي وجاهزة لإنتاج الأفلام السينمائية، وقد وجهت فعلا لشركات هوليوود السينمائية لإنتاج أفلامها في محافظة العلا.

صناعة الأفلام الناشئة

وخلال انعقاد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الرابع قدمت “معامل البحر الأحمر” برنامجها في صناعة الأفلام الناشئة التي يقدمها شباب المملكة، من خلال سلسلة ندوات وجلسات حوارية، بالإضافة إلى الورش التدريبية العملية، وأنشطة التطوير المهني، وستستمر هذه النشاطات طوال مدة المهرجان، ما يدعم ويرعى المواهب الشابة في شتى المجالات كالسينما، والسرد القصصي التلفزيوني وكتابة السيناريو، وصناعة الرسوم المتحركة، والألعاب الإلكترونية، وتعزيز الإبداع والتفاعل بين صناع الفن والمهنيين في هذه القطاعات.

شراكات سينمائية

وضم البرنامج استضافة كبريات الشركات المنتجة للأفلام السينمائية ومنها، برنامج "اللودج" بالتعاون مع معمل "تورينو للأفلام" وبرعاية "فيلم العُلا"، وبرنامج معمل "البحر الأحمر" وسيجتمع كلا البرنامجين "الكتاب والمنتجين والمخرجين" من أنحاء العالم، ضمن برامج إبداعية تهدف لتطوير مهاراتهم وتحويل مشاريعهم السينمائية إلى حقيقة، مع فرصة لعرضها في سوق البحر الأحمر، في إطار بيئة داعمة تعزز الإبداع والنمو المهني، وتوفر مسار سريع للإنتاج السينمائي الفعلي.

وضمت قائمة المتحدثين في "معامل البحر الأحمر"، ضمن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لهذا العام، العديد من الخبراء ورواد القطاع البارزين، من بينهم سيمون فرانجلين، الملحن والمنتج المعروف بعمله المبدع في فيلم Avatar: The Way of Water وهيذر برلين، عالمة الأعصاب والطبيبة النفسية السريرية المتخصصة في دراسة علاقات الدماغ والسلوك، ومايك فيشر، المسؤول التنفيذي في مجال الترفيه التفاعلي الذي يمتلك خبرة واسعة من خلال عمله في كبرى الشركات العالمية مثل أمازون، ومايكروسوفت، وسكوير إنكس.

كما يشارك ترافيس بليز، رسام الرسوم المتحركة والمخرج المخضرم الذي يمتلك خبرة كبيرة في أعمال كلاسيكية لاستوديوهات ديزني مثل “الأميرة والوحش” و”علاء الدين”. بالإضافة إلى ديفيد أوسلان، المنتج والمطور المعروف بعمله في أفلام مثل “Batman Begins” و”Constantine” و”Joker” بالإضافة إلى "لوك جاكيه" مخرج ومؤلف أشتهر بفيلمه الوثائقي "مسيرة البطاريق" الحاصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام ٢٠٠٥.

من بين البرامج الأخرى التي تستضيفها “معامل البحر الأحمر” على مدار العام، يأتي برنامج “معمل الموسيقى والصوت”، وهو برنامج مكثف يهدف إلى تعزيز مهارات الملحنين المتخصصين في التأليف والتلحين الموسيقي السينمائي وفن تصميم الصوت، ما يوفر لهم فرصًا لتطوير مشاريعهم وتوسيع آفاقهم الإبداعية.

وتتخذ “معامل البحر الأحمر” من ميدان الثقافة في منطقة البلد "بجدة " التاريخية مقرًا لها، في إطار التزام المهرجان بتقديم تجربة سينمائية غامرة بالكامل تعكس روح جدة وأصالة الثقافة السعودية.

 

العربية نت السعودية في

11.12.2024

 
 
 
 
 

عن صداقته بدينزل واشنطن

قصص المخرج القدير سبايك ليي بالبحر الأحمر السينمائي

البلاد/ طارق البحار:

أقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في دورته الرابعة الحالية في جدة، جلسة حوارية مع المخرج الأميركي سبايك لي، الذي يتولى رئاسة لجنة تحكيم المهرجان.

في جلسة جماهيرية كبيرة ضمن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تحدث المخرج الأمريكي القدير سبايك لي، عن صداقته الطويلة الأمد وعلاقته العملية مع النجم القدير دينزل واشنطن.

قال: "أشار لي أحدهم إلى أن آخر مرة عملنا فيها معا كانت قبل 18 عاما. لقد فوجئت لأنه لم أشعر بهذه المدة الطويلة. أنا محظوظ جدا لأنني قمت بعمل خمسة أفلام معا؛ يمكن القول إنه أفضل ممثل على هذا الكوكب."

وأضاف: "نحن إخوة. نحن فقط نقوم بعملنا. نحن على دراية ببعضنا البعض، عائلاتنا ضيقة جدا،" في إشارة إلى إدراج ابن واشنطن جون ديفيد واشنطن في BlackKkKlansman.

ثم واصل لي إلقاء الضوء على تعاونه مع واشنطن في مالكولم إكس، واصفا تصويره للناشط الأسطوري في مجال حقوق الإنسان بأنه "أفضل أداء في فيلم سيرة ذاتية على الإطلاق".

بدا المخرج البالغ من العمر 67 عاما سعيدا بترشيح واشنطن لجائزة المصارع2، وحتى أنه سأل القائمين بإجراء المقابلات، "هل شاهد أي شخص المصارع 2؟"

 يعمل ليي حاليا مع واشنطن على فيلمه القادم بعنوان Highest 2 Lowest،وهو في مرحلة ما بعد الإنتاج. 

بالمحادثة كشف ليي كيف أثرت صورة كوروساوا لعام 1950 راشومون علىفيلمه لعام 1986، بطولة تريسي كاميلا جونز في دور نولا دارلينج، وهي فتاة تربط ثلاثة أصدقاء.

وقال ‏"تعرفتُ على المخرج الياباني الكبير كوروساوا في كلية السينما، وأعتقد بأن هذا أروع ما حصل لي؛ حيث تأثرت بفيلمه «راشومون»، والذي كان لديه هيكل خاص في صناعته كفيلم". 

التفت لي إلى كوروساوا مرة أخرى للإلهام عندما سئل عما إذا كان قد خطط للتقاعد، سأل كم كان عمر المخرج الياباني الراحل عندما صنع فيلمه الأخير.

سأل الجمهور: "كم كان عمر كوروساوا؟" "81، لدي بعض الوقت المتبقي، فقد تم مباركتي من الله، واذا إذا كنت قادرا على كسب لقمة العيش من فعل ما تحب، فهي نعمة".

ليي هذا العام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة  السعودية كرئيس للجنة التحكيم لجوائز يسر الرئيسية التي تركز على أفلام المواهب الناشئة من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. بعد أن حضر المهرجان سابقا في عام 2022 وصور أيضا مشاهد من فيلمه الذاتي مالكولم إكس المرشح لجائزة الأوسكار لعام 1992 في مكة المكرمة، بطاقم مسلم.

وتحدث عن النصيحة التي يقدمها للطلاب في بداية فصوله الدراسية في جامعة نيويورك حيث يعمل هناك كمدرس "صناعة الأفلام ليست مزحة، هذا عمل جاد، وإذا لم تكن جادا، فإنك تجعل الأمر أكثر صعوبة على نفسك." وأكد أنه عمل لا يمكنك القيام به بمفردك.

شارك ليي أيضا أنه يستيقظ من الساعة 5 إلى 6 صباحا معظم الأيام، لكنه يدرك أن الآخرين يحبون العمل في وقت متأخر. قال: "كل شخص لديه ساعته الخاصة"، مضيفا أنه لا يستطيع الجلوس على مكتب لأكثر من أربع ساعات. عادة ما لا تزيد أيامه في المجموعة عن ثماني إلى 10 ساعات.

 

####

 

تخرجه هناء العمير

MBC تحول الرواية الأكثر مبيعاً "جحيم العابرين" للكاتب أسامة المسلم إلى عمل سينمائي

البلاد/ مسافات

أعلنت "استوديوهات MBC" - الذراع الإنتاجية لـ "مجموعة MBC" - عن تحويل الرواية الأكثر مبيعاً "جحيم العابرين" للكاتب السعودي أسامة المسلم إلى فيلم سينمائي من إخراج المبدعة السعودية هناء العمير. في هذا السياق قام أسامة المسلم بكتابة السيناريو نفسه المقتبس عن روايته، علماً أنه من المزمع للفيلم المرتقب أن يدخل حيّز الإنتاج في النصف الأول من العام القادم 2025، حيث سيتم تصوير مشاهده في المملكة العربية السعودية.

يأتي هذا التعاون بين استوديوهات MBC وأسامة المسلم لإنتاج فيلم روائي طويل في سياق شراكة بين الطرفين تهدف إلى تحويل روايات أخرى لـ المسلم إلى أعمال درامية وسينمائية ويجري العمل حالياً على الإعداد لها، على أن يعلن عن تفاصيلها لاحقاً. وكان اسم أسامه المسلم قد برز في السنوات الأخيرة باعتباره واحداً من الروائيين المتميزين في المملكة العربية السعودية، حيث اتخذ لنفسه خطاً أدبياً خاصاً وأسلوباً مختلفاً في الكتابة، فأبدع في أنماط الرعب والفانتازيا والتشويق، وحظي بإشادة كبيرة من القراء ودعم جماهيري واسع في السعودية والعالم العربي، لذا تحظى معظم الفعاليات الأدبية التي يشارك فيها بحضور جماهيري غير مسبوق. 

في موازة ذلك، تعد مخرجة العمل هناء العمير واحدة من ألمع صنّاع السينما السعودية، وقد انضمت إلى استوديوهات MBC في شهر إبريل الماضي لتشغل منصب مدير الإبداع الفني، رافعةً بذلك من رصيدها الإبداعي وخبرتها الواسعة واسمها اللامع كإحدى السعوديات الأكثر تألقاً في قطاع الإخراج وصناعة السينما.

في هذا السياق قالت هناء العمير: "لطالما أحببت إخراج أعمال سينمائية مقتبسة من مصدر آخر أخلق حواراً معه من خلال عملي، لذلك فأنا سعيدة جداً بالتعاون مع الكاتب السعودي أسامة المسلم الذي تشكل شعبية أعماله الواسعة في العالم العربي تحدياً لأي مخرج، خاصة وأنه يقدم نوعاً مختلفاً في الكتابة الإبداعية حيث التشويق والغموض والرعب والموروث الأسطوري والشعبي يحتل مساحة واسعة من كتاباته." وختمت  العمير: "أرجو من خلال صناعة هذا العمل فتح آفاق جديدة في الساحة السينمائية السعودية".

بدوره عبر المبدع أسامة المسلم عن هذا التعاون بقوله: "سعيد جداً بهذا العمل الأول مع مجموعة MBC والذي سيكون بداية لسلسلة أعمال قادمة تخوض في عالمي الكبير الذي بنيته على مدى 10 أعوام وله جمهور كبير من القراء عبر الوطن العربي والمتحمسين لرؤية قصصهم المفضلة على الشاشة". 

جدير بالذكر أن التحضيرات للفيلم المزمع إنتاجه عن رواية جحيم العابرين تجري على قدمٍ وساق، إذ من المنتظر أن يشق الفيلم طريقه إلى صالات السينما السعودية والعربية قريباً، ليختزل بين طيّاته كل ما تحمله الرواية الأصلية من أحداث مشوقة وانعطافات متسارعة تبقي المشاهد في حالة من الترقب في انتظار المشهد الأخير. 

 

####

 

بحضور كوكبةٍ من الشركاء وصُنّاع الثقافة

الصندوق الثقافي يوقع 8 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية ضمن «التمويل الثقافي»

البلاد/ مسافات

أقام الصندوق الثقافي السعودي في جدة التاريخية – البلد «لقاء التمويل الثقافي» لبناء بيئةٍ تواصليةٍ رحبة مع المجتمع الثقافي من مبدعين ورواد أعمال وشركاء، على المستويين المحلي والدولي. وتضمن اللقاء عددًا من المواضيع المتنوعة كان أبرزها توقيع الصندوق لـ 8 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية ضمن «التمويل الثقافي» لتمويل عددٍ من المشاريع المميزة لشركات رائدة في خمس قطاعات ثقافية هي: قطاع المتاحف، والموسيقى، والمهرجانات والفعاليات الثقافية، وفنون الطهي، والأفلام، تمثل دفعةً أخرى من تسهيلات «التمويل الثقافي» منذ إطلاقه بداية سبتمبر الماضي.

وتهدف هذه المشاريع النوعية إلى زيادة إسهام القطاعات الخمس في الاقتصاد الوطني ورفع جودة حياة المجتمع مع بقية القطاعات الثقافية الـ16التي يدعمها الصندوق. كما من المتوقع أن تسهم هذه المشاريع التي تأتي بتمويل يتجاوز 95 مليون ريال سعودي، في تمكين القطاعات الثقافية، وتحفيز إبداعاتها، وخلق فرص وظيفية متنوعة للسعوديين والسعوديات، وأن ينتُج عنها مخرجات نوعية تروج للثقافة السعودية محليًا وعالميًا، وترفع من قدرات العاملين في القطاع الثقافي.

وتمت مراسم توقيع الاتفاقيات خلال «لقاء التمويل الثقافي» الذي نظمه الصندوق بالتعاون مع برنامج جدة التاريخية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في متحف «تيم لاب – بلا حدود». وهدف اللقاء إلى التعريف بدور «التمويل الثقافي» في تعزيز نمو المشهد الثقافي في المملكة وتحفيز إبداعاته وتعظيم أثره الاقتصادي والاجتماعي، عبر دعمه لبدء وتوسع مشاريع القطاعات الثقافية الـ 16 في كامل أنشطة سلسلة قيمتها، وبمزايا تنافسية للمنشآت متناهية الصغر، والصغيرة، والمتوسطة. كما استعرض الصندوق فرص القطاع الثقافي الواعدة للمستثمرين المحليين والدوليين، ودعا المبدعين ورواد الأعمال والمنشآت للمشاركة في قصة النجاح الثقافي في المملكة، واغتنام الفرص الاستثنائية التي يُتيحها القطاع لتمكين إبداعاتهم وأعمالهم؛ ليُسهموا في أثره الاقتصادي والاجتماعي، وفي ترسيخ ريادة المملكة في مجال الثقافة عالميًا.

وخلال أجواء تفاعلية وترحيبية، كرم «ستديو SPT –» وهو أحد المشاريع المدعومة من الصندوق أربعة مُبدعين في صناعة الأفلام تحت خط الإنتاج تنوعت اختصاصاتهم بين: مخرج، ومصمم أزياء، ومدير تصوير وإضاءة، ومساعد مخرج. ويسلط هذا التكريم الضوء على الجهود الإبداعية المبذولة في مجال صناعة الأفلام والإنتاج السينمائي.

وصمم الصندوق لضيوف اللقاء تجربةً ثقافية متنوعة بالتعاون مع فنانينسعوديين بارزين، تضمنت جولةً فنية في متحف «تيم لاب – بلا حدود»، وتجربة تذوق مبتكرة قدمتها «نوال الخلاوي» احتفت من خلالها بتنوع تراث المملكة وتقاليدها، وذلك ضمن سلسلة التعاونات الفنية التي يلتزم بها الصندوق؛ لدعم وتحفيز صناع الثقافة.

 

البلاد البحرينية في

11.12.2024

 
 
 
 
 

مدير فيلم العلا لـ"الشرق":

نسعى لبناء اقتصاد إبداعي.. وعلاقتنا بـ"البحر الأحمر" استراتيجية

جدة -محمد عبد الجليل

شدد زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة "فيلم العلا"، على أهمية الشراكة مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي، منذ دورته الثانية عام 2022 والممتدة حتى الآن، قائلاً: "من أهم الشركاء بالنسبة لنا، وعلاقتنا معهم استراتيجية لا نستغني عنها، ونبحث دائماً عن تطويرها".

وقال زيد شاكر، خلال حواره مع "الشرق"، إنّ: "المهرجان بمثابة منصة هامة، في التشبيك وإيصال كل المعلومات، وكذلك التحديث وغيره"، موضحاً أن "العلاقة بالمهرجان تمتد لعدة محاور، منها المرتبط بجائزة الجمهور".

وتابع: "مؤسسة فيلم العلا، تُعد جزءاً من المنظومة التي تعمل على بناء صناعة الأفلام السعودية واقتصاد إبداعي حقيقي، لأن بالنهاية كل فيلم نعمل عليه عبارة عن جزء من منظومة أكبر متعلقة بصناعة ضخمة، ولها تأثير على الناتج المحلي القومي بشكلٍ مباشر".

وأوضح أن "المؤسسة عبارة عن وكالة صناعة الأفلام للهيئة الملكية لمحافظة العلا، والهدف من وجودنا بناء صناعة أفلام مستدامة، ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون هناك تحول فائق خصوصاً للمجتمع المحلي". 

جوائز مالية 

وتحدث زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة "فيلم العلا"، عن الجائزتين التي ترعاهما المؤسسة في الدورة الحالية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بقيمة 100 ألف دولار، قائلاً إنّ "السينما ثقافة وصناعة، ولأجل بناء أي صناعة، لا بد من التركيز على الثقافة، ومهرجانات الافلام عبارة عن منصة ممتازة لتجسيد هذه الثقافة". 

وأشار إلى أن "شراكتنا مع المهرجان، وتقديم جوائز، هي عبارة عن خطوة بسيطة لتشجيع صنّاع الأفلام، لتقديم قصصهم وحكاياتهم، حتى نسهم في تصدير الثقافة بالنهاية".

وحول نمو المواهب السعودية في السنوات الأخيرة، وآلية تعامل مؤسسة "فيلم العلا" مع تلك الكفاءات، أوضح أن "الأمر يمكن النظر له من ناحيتين، الأولى من خلال المؤسسة، والثانية من منظور السعودية بشكلٍ عام، بالنهاية نمو المواهب السعودية عبارة عن حالة في صالح الطرفين، وهو أهم جزء في معادلة بناء قطاع سينما مستدام وقوي".

وأكد أن هناك آلية محددة لتدريب المواهب الشابة داخل المشاريع القائمة والتابعة لمؤسسة "فيلم العلا"، موضحاً أن "المؤسسة تقدم عروضاً للمنتجين طوال الوقت لتنفيذ أعمالهم، وفي كل مشروع أو فاعلية لدينا، نخصص مساحة للتدريب".

ولفت إلى أن "الدورة الحالية من المهرجان ستشهد عرض 3 أفلام قصيرة، وهي عبارة  عن نواتج تمويل محلي من برنامج تدريبي"، مشيراً إلى "تنظيم 3 ورش عمل في أكتوبر ونوفمبر  الماضيين، مخصصة للتدريب، وشارك فيها أكثر من 80 شخصاً تقريباً، وكانت النسبة الأكبر والفعالة من الإناث، وذلك أمر نسعد به، ومهم جداً بالنسبة لنا".

ولفت إلى سعي المؤسسة لمواصلة التعليم والتدريب لبناء المواهب، قائلاً: "حتى تكون هناك صناعة محكمة، لا بد من وجود أساس، والجزء الأهم فيه هو الاهتمام بالمواهب المحلية".

واجهة سينمائية مميزة

وتطرق زيد شاكر، خلال الحوار، إلى مدينة العلا، كواجهة سينمائية تعمل على استقطاب وجذب صنّاع الأفلام لتصوير أعمالهم، لاسيما في ظل المنافسة الشديدة مع بعض البلدان، مثل المغرب والأردن، إذ قال إن "العلا، عبارة عن تحفة سينمائية، ومتحف غني جداً، به مناطق أثرية، وتاريخية، وأخرى طبيعية".

وكشف عن طقوسه شبه الدائمة بشكل يومي داخل العلا، على مدار العامين الماضيين، قائلاً: "صباح كل يوم، أخرج بدراجتي، وأحدث نفسي، يا إلهي، أنا أشاهد مثل هذا المجهود، لدينا أماكن أنيقة وجميلة جداً، وغنية، لم تظهر على الشاشة بعد، بالإضافة إلى جمال اللوكيشن التي تشعر وأنها اختطفت من كوكب آخر".

وأكد أن هناك تسهيلات عديدة تقدمها المؤسسة لصُنّاع الأفلام الراغبين في تصوير أفلامهم داخل العلا، قائلاً: "لدينا برامج كاش باك، وتسهيلات بالاستديوهات، وتجهيزات على أعلى مستوى، فلدينا فريق جرى انتقاءه بشكلٍ جيد ليكون على قدر الحدث".

خطط جديدة

وقال شاكر: "قبل 8 سنوات، لم تكن هناك سينما في السعودية، وأول فيلم عُرض بالمملكة كان black panther، في أبريل عام 2018، الصالة وقتها كانت ممتلئة بالجمهور، ومع الوقت صار هناك نحو 62 دار عرض، وقبل عامين فقط، جرى إنجاز فيلم  "نورة" الذي يعد أول فيلم يُصور بالكامل في مدينة العلا، ووصل إلى عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم، متابعاً: "ذلك الأمر بالنسبة لنا شهادة أننا نسير على خطى صحيحة". 

واستكمل بقوله: "اكتسبنا الثقة في ضرورة الاهتمام بالمواهب الموجودة وتنميتها، وهذا ما نتطلع إليه في المستقبل"، متابعاً"لدينا مساراً صحياً وقوياً وواعداً للمنتجين في 2025، من خلال وجود انتاجات مختلفة من منخفضة التكلفة ومتوسطة وعالية، ووجود خليط من قصص محلية وعالمية، وهناك أفلام بالفعل بدأ تصويرها منذ فترة وجيزة، وهي مشاريع واعدة للغاية". 

شراكة استراتيجية

وكانت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، قد أعلنت عن توقيع عقد شراكة مع "فيلم العلا"، لتكون راعياً استراتيجياً للمهرجان في دورته الجديدة.

وتُقدم مؤسسة "فيلم العلا"، جائزتين بموجب هذه الاتفاقية، إحداهما باسم "جائزة الجمهور من فيلم العلا"، وستمنح للفائز بناءً على أصوات الجمهور، والثانية باسم "فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي"، وذلك بهدف الاحتفاء بالمواهب وصُنّاع الأفلام في المملكة، ودعم صناعة السينما المحلية وزيادة الوعي بمحافظة العلا، كوجهة سينمائية ومركز لصناعة الأفلام المحتضنة للمواهب الإبداعية.

"فيلم العلا"، هي وكالة سينمائية أُسِّسَت على يد الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مطلع عام 2020، بهدف تعزيز وتطوير الصناعات الإبداعية في منطقة العلا، إذ تُقدم حالياً دعماً مخصصاً لإنتاج الأفلام بدءاً من مرحلة تطويرها، وصولاً لتسليمها، فقد تمكنت المنطقة منذٌ افتتاح أبوابها من استضافة أكثر من 700 يوم تصوير لإنتاجات إقليمية ودولية.

 

####

 

نتفليكس تكشف نتائج برنامج "صانعات أفلام المستقبل" في "البحر الأحمر"

جدة -محمد عبد الجليل

كشفت منصة نتفليكس، نتائج برنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، على هامش انعقاد الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في جدة، حيث سبق وأطلقته في سبتمبر الماضي، بالتعاون مع "سرد" و"قطاع الإعلام في نيوم".

وأُعد البرنامج لتطوير مهارات 15 موهبة سعودية واعدة في صناعة الأفلام ودعمهن في خطواتهن الأولى في صناعة الأفلام السعودية.

دعم المرأة السعودية

وبدورها، كشفت الكاتبة مريم نعوم، مؤسسة "سرد"،  تفاصيل برنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، موضحة أنّ "فكرة هذا المشروع خرجت من رحم الدورة الماضية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث اقترحت على القائمين في منصة نتفليكس، بتكرار الفكرة التي سبق وأطلقناها في القاهرة، لدعم فتيات الصعيد في مجال الكتابة".

وقالت مريم نعوم لـ"الشرق"، إنّ: "المنصة رحبت بالفكرة، وانضمت إلينا (نيوم) في محاولة لدعم صانعات السينما من مختلف المناطق داخل المملكة العربية السعودية، حتى يكون لديهن القدرة على ترجمة أفكارهن البسيطة وتطويرها إلى أن تُصبح فيلماً قصيراً، وبالفعل صار معهن الأفلام مكتوب بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى ملف إنتاجية بالميزانية، ليبحثن عن جهات إنتاجية لتنفيذ تلك المشاريع".

وأوضحت آلية انضمام صانعات الأفلام إلى البرنامج، بقولها: "كنا نبحث عن بنات بداخلهن نواة نستطيع البناء عليها، وليس بالضرورة أنّ يسبق لهن الكتابة الاحترافية، لكن يمتلكن الوعي بما يرغبن في تقديمه، خاصة وأننا نطمح لأن تكون تلك المشاريع تُعبر عنهن في النهاية، ومن قلب الثقافة السعودية، دون التأثر بالتجارب الأميركية أو الأوروبية، وذلك كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا".

وحول خطة العمل والتدريب، أشارت إلى تقسيم تلك الفتيات إلى مجموعات، وتدريبهن لمدة 13 أسبوعاً عن بُعد، وكل مجموعة لديها سيناريست من "سرد" لتدريبهن، وذلك وصولاً إلى لحظة وقوفهن أمام لجنة التحكيم وإعلان النتائج، على هامش الدورة الحالية من مهرجان البحر الأحمر.

وأشارت إلى التعاون القائم بين المهرجان وبرنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، قائلة: "وجدنا أنّ الاهتمام مشترك، فالمهرجان يسعى لدعم المرأة السعودية، و(سرد) ترغب في دعم المواهب الجديدة وتُصبح قادرة على التعبير نفسها، إذ تلاقت الرغبات داخل المهرجان".

أفكار إبداعية ومتنوعة

ومن جانبه، أشاد المنتج فيصل بالطيور، ببرنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، لاسيما وأنه يضم شركاء مميزين في عالم الصناعة، وهم: "نيوم" والتي تعد من أكثر الجهات المتمكنة في القطاع السينمائي داخل السعودية والشرق الأوسط والعالم كله، و"نتفليكس" باعتبارها أكبر منصة على مستوى العالم، وتضخ استثمارات داخل المملكة بإنتاجات أعمال أصلية، فضلاً عن "سرد" كجهة لديها الخبرة في الكتابة وتطوير النصوص والتدريب بشكلٍ عام في المجال السينمائي.

وقال فيصل بالطيور، لـ"الشرق"، إنّ: "هذا التكامل يُسهم في تحقيق نتائج ممتازة، وهو ما انعكس جيداً على الأفكار التي جرى تقديمها من قبل صانعات الأفلام السعودية، واللاتي قدمن أفكاراً متنوعة وإبداعية، وتلامس المجتمع بشكلٍ أو بآخر".

ووصف الشراكة بين مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وبرنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، وعرض النتائج على هامش الدورة الرابعة المقامة حالياً، بقوله: "المشروع الصحيح في المكان الصحيح".

ولفت إلى أن "هذا المشروع بدأ منذ عدة أشهر، وعرض جزء من نتائجه في أحد أهم وأكبر المهرجانات السينمائية في الشرق الأوسط، والذي وضع بصمته الكبيرة على مستوى العالم في فترة صغيرة، كونه ملئ بالمواهب والمشاريع والإنجازات، فهذين المشروعين ضمن المشروعات الضخمة جداً".

لجنة تحكيم 

يُذكر أن البرنامج انطلق في سبتمبر الماضي، وامتد لـ13 أسبوعاً، تضمنت ورش عمل في كتابة السيناريو والإخراج ومحتوى الإنتاج تحت إرشاد موجّهين في مجال الصناعة.

وتمثلت المرحلة الأخيرة من البرنامج في تمرين محاكاة لتقديم العروض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث قدمت المشاركات عروضهن على لجنة من خبراء مجال الصناعة من بينهم نهى الطيب، مديرة محتوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا في نتفليكس، الكاتبة مريم نعوم، المدير التنفيذي ومؤسسة ورشة سرد للكتابة الدرامية، وريم الحبيب، ممثلة ومخرجة وكاتبة، وأحمد الملا، شاعر ومؤسس ورئيس مهرجان أفلام السعودي، وفيصل بالطيور، منتج، وعبدالعزيز خوجا، ناقد ومراجع فني.

ويدعم "صندوق نتفليكس لدعم المواهب الإبداعية" برنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية" الذي يمثل جانباً من استثمارات نتفليكس المتواصلة في المجتمع الإبداعي العربي.

ويسعى البرنامج إلى وضع حجر الأساس في صناعة الأفلام للموهوبات السعوديات الواعدات البالغات من العمر 21 عامًا فأكثر، اللواتي لا يمتلكن خبرة سابقة في مجال صناعة الأعمال التلفزيونية والسينمائية. وعلى مدار مدة البرنامج، تدربت المشاركات عمليًا وجرى توجيههن ومنحهن إمكانية وصول استثنائية لمعلومات مجال الصناعة

بدأ البرنامج بدورة تمهيدية افتراضية مدتها 10 أيام، وقُسمت جلساتها على أسبوعين، يُكرس الأول منهما للمهارات الكتابية فيما يخصص الثاني للإخراج والإنتاج. وفي أعقاب ذلك، شاركت النساء الخمس عشرة في برنامج مكثف للكتابة المتقدمة عبر الإنترنت يمتد لعشرة أسابيع، حيث تعاونَ مع خبراء موجّهين لإعداد نصوص قصيرة لتقديمها في تمرين محاكاة لتقديم العروض في مهرجان "البحر الأحمر السينمائي". 

وقدّم البرنامج خطة إرشاد مخصصة تحت إشراف الخبراء في مجال الصناعة، الذين رسّخوا مسيرتهم في هذا المجال عبر كتابة سيناريوهات مذهلة وتفاصيل شاملة للشخصيات والحوارات. وعبر تسليط الضوء على السرد القصصي المرئي، أعدّ البرنامج المشاركات لمواجهة التحديات الواقعية التي قد تواجهنها في مجال صناعة الأفلام.

قدمت هذه التجربة، إلى جانب المشاركة في ورش عمل المهرجان والحلقات النقاشية وفعاليات بناء العلاقات، خبرة اجتماعية لا تقدر بثمن لصانعات الأفلام الواعدات حيث أتاحت لهن فرصة التواصل مع القادة في مجال الصناعة وإرساء أساس مهني راسخ

 

الشرق نيوز السعودية في

11.12.2024

 
 
 
 
 

لوميير السينما… السينما اختراع بلا مستقبل

عبدالرحمن الدوسري

عندما خرجت من فيلم لوميير السينما الذي عُرض في مهرجان البحر الأحمر، سمعت شخصاً ببدلة رسمية زرقاء يقول لي: «انتظر، هناك مشهد متبقٍّ». كان هذا الشخص تييري فريمو، مدير مهرجان كان السينمائي.

ما يجعل الفن فنًا هو قدرته على اختراق ذكرياتك وحاضرك وماضيك. الفن ما يجعلك تفكر كثيراً وتحلم أكثر، يغوص في ذكرياتك ويثري حاضرك. الفن، وخصوصاً فن السينما، هو بوابة لفتح مدارك عقلك. تُوضَع لك الأحداث وكأنها أحداث يومية قد تحصل لك في حياتك، أو أحداث خيالية قد تتخيلها في صحوتك، أو أحلام سريالية قد تحلم بها في نومك، أو رؤى قد تراودك في لحظة انتشائك بهذا الفن العظيم.

ما يجعل السينما فنًا يعود فضله للعديد من السينمائيين الأوائل، مثال: ويليام ديكسون، إدوارد مويبريدج، جورج ميلييس، والأخوين لوميير. وتحديداً الأخوين لوميير، كما هو متعارف، فإن لوميير أوغست ولويس هما من طوّرا مفهوم تصوير الفيلم باختراعهما السينماتوغراف. وحثهم على التجريب المستمر والخوض في غمار رحلتهم التعليمية على اختراعهم الجديد. قدّم لوميير العديد من الأفلام التي أرسخت حضورهم في اختراعهم الجديد، ومنها وصول القطار إلى المحطة وخروج العمال من المصنع. وتتصف أعمال بدايات لوميير بالتسجيلية والوثائقية.

يفتتح تيري فريمو فيلمه الذي يعدّ رسالة حب وتذكيرًا للأشخاص الذين نسوا فضل لوميير على السينما ككل، ولكن هذه الرسالة معطّرة ومقدّمة مع باقة ورد، خصوصاً للسينمائيين ككل. كيف؟

أن يتم ترميم فيلم من قبل شخص يعشق الأفلام لجمهور كذلك يعشق الأفلام ويتناولها كطعام ثلاث مرات باليوم، هو كل ما يتمناه أي سينمائي محب وعاشق للأفلام. وتم تقديمها بشكل مميز من قبل تيري. الفيلم هو مجموعة ليست بسيطة من أفلام لوميير، عددها مئة فيلم، تم ترميمها بالكامل من قبل معهد لوميير في ليون. يروي تيري خلال الفيلم بعض الحقائق والتعليقات الفكاهية حول الأحداث التي تحصل في كل الأفلام التي عُرضت في فيلمه، لأنه يقول إنه من الصعب ألا تشعر بالملل خلال مشاهدتك لهذه المجموعة الكبيرة من الأفلام في جلسة واحدة. ولكن أستطيع أن أختلف معه في هذه النقطة؛ أفلام لوميير أصبحت كما الواجب الذي يجب على جميع طلاب السينما أن ينجزوه.

ما يميز سينما لوميير هي أنها خالصة ومليئة بالتجريب. وما يضعها في خانة الذكر والشهرة الواسعة هو بكل اختصار الاستمرارية. أنتج الأخوين لوميير حوالي 1400 إلى 1500 فيلم خلال الفترة ما بين عامي 1895 و1905، وحاول الفيلم الذي أخرجه تيري أن يربطنا بقصة واضحة. هي ليست مجرد أفلام مجمعة ومعروضة، إنها قصة كاملة ببداية ونهاية.

لماذا أوقفني مدير مهرجان كان؟ لأنني كنت الشخص الوحيد الذي قرر أن يخرج من القاعة قبل الإشعار بالنهاية. ولكن لم أكن أعلم أن تييري يريد أن يرد على لويس لوميير عندما قال إن السينما اختراع بلا مستقبل، فوضع تيري مشهداً لفرانسيس فورد كوبولا. ذلك المشهد هو إعادة خلق لفيلم خروج العمال من المصنع من قبل فرانسيس كوبولا. لماذا صنعه؟ تاريخاً ومناهضةً لما قدمه لوميير على مر السنين وتأثيرهم الفارق في صناعة السينما اليوم، وإثباتًا لهم بأن السينما اختراع ذو مستقبل منذ بدايات السينما.

الآن، وبعد مئة وثلاثين سنة، تجمع العديد من الأشخاص من مختلف بقاع الأرض أمام شاشة العرض الكبيرة لرؤية أفلام لوميير، ليضعوا هم كذلك بصمتهم ويقولوا: السينما اختراع غيّر المستقبل.

وأنا أشاهد هذه الأفلام، بدا لي كأنني أعيش لحظات ميلاد السينما. رأيت وجوه العمال المغادرة، خطواتهم الممزوجة بالحماس والتعب، ونساء يحملن سلالاً مليئة بالأمل. تخيلت كيف كان الجمهور يشاهد هذه الصور لأول مرة، دهشتهم من القطار القادم نحوهم وكأنه سيخترق الشاشة. السينما في بداياتها كانت تحمل عفوية نادرة، تلتقط الحياة كما هي، دون تزييف أو تصنع.

إن ما يجعل أفلام لوميير عظيمة ليس فقط تقنيتها، بل صدقها. لم يكن لديهم سيناريوهات معقدة أو ممثلون بارعون، فقط كاميرا وأعين مفتوحة على العالم. هذه البساطة تحمل قوة هائلة؛ فهي تجعلنا ندرك أن الفن يمكن أن ينبع من أكثر الأشياء بداهة إذا ما رأيناه بعين جديدة.

بعد كل هذا، أعود لأفكر في فكرة السينما كاختراع بلا مستقبل. ربما في لحظة ما، كانت هذه العبارة حقيقية، ولكنها اليوم تبرهن على العكس تماماً. السينما أصبحت لغة تجمع الثقافات وتكسر الحدود. عبر الشاشة، يمكن لأي شخص أن يسافر إلى أماكن لم يزرها أبداً، أن يعيش تجارب لم يخطر له أن يعيشها، وأن يرى العالم من أعين لم يكن ليعرفها لولا هذا الفن.

الأخوين لوميير قدما لنا المفتاح، وبقية السينمائيين استمروا في فتح الأبواب. نحن الآن في زمن حيث تتحدث الأفلام بكل اللغات، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. الأفلام لم تعد مجرد تسلية؛ أصبحت وسيلة لفهم العالم ولرواية قصصنا.

إن السينما ليست مجرد اختراع، بل هي حالة من الحلم المستمر. كل فيلم هو نافذة تفتح على عالم جديد، وكل شاشة عرض هي مرآة تعكس جزءاً من روحنا. لوميير وغيرهم من الرواد لم يخلقوا فناً وحسب، بل قدموا لنا وسيلة للتواصل مع أنفسنا ومع الآخرين.

السينما اختراع لم يغير فقط المستقبل، بل صنعه. هي وسيلة لكتابة التاريخ، لكنها أيضاً وسيلة لرسم ما لم يحدث بعد. وبين ماضٍ غني بأفلام لوميير وحاضر ينبض بالتجديد، يبقى السؤال دائماً: ما الذي سنكتبه في الصفحة القادمة من هذا الحلم المستمر؟

 

####

 

«مركب فرسان»: يرسو إلى وجهة غير آمنة «فنيا»

عبدالله الدحيلان

في منتصف العقد الأول من الألفية، سيطرت حكاية غرق شيخ دين مع أحد أبنائه في عرض البحر على المجال العام في السعودية، ومع مرور الوقت، وعبر تعزيزها بالسرد القصصي وتناقلها في المنتديات ومواقع الإنترنت، ولاحقا، صدور كتابٍ بهذا الصدد عن أحد المريدين المقربين من الشيخ الناجي، كل ذلك أسهم في بناء مُخيلة جمعية عن مغامرات البحر وحوادث الغرق فيه، وتحولت تلك الحكاية إلى أيقونة يتم تناقلها بين الأجيال بكل ما هي محملة به من مواعظ وعِبر، وهو ما يتسق مع الخطاب السائد في تلك الحقبة.

وفي مسارٍ موازٍ محلياً، يصح أن نطلق عليه في تلك الحقبة بأنه الهامش غير المشمول بالاعتراف، لوقوعه في دائرة التحريم بشكل فج ومباشر، كانت ذاكرة المهتمين بالفن تتناقل قصة الشاب سامي الذي يعد العدة لإقامة حفل زفافه، وبفعل ما يشبه حفل توديع العزوبية، ولكن وفق الضوابط والأعراف، يذهب مع أعز أصحابه في رحلة صيد بعمق شواطئ الخليج العربي، إلا أن سوء الاهتمام بسلامة القارب حوَّل تلك الرحلة إلى كارثة تطال العريس وبعضاً من رفاقه، ومن تبقى منهم ينجو بمساعدة جهود حرس الحدود. هذه هي حكاية السهرة الدرامية (رحلة صيد) التي أنتجها تلفزيون الدمام عام 1993م، وقام بإخراجها الراحل عبدالخالق الغانم.

أمام هذين الذاكرتين المتناقضتين في إطارهما، والمتطابقتان في فحواهما، عرضت شركة ثمانية في عام 2024م عبر مهرجان البحر الأحمر السينمائي فيلماً وثائقياً حمل عنوان (مركب فرسان – 128 كيلو عن بر الأمان) والذي يروي حكاية مؤثرة تضع المشاهد بشكل مباشر أمام فاجعة النهاية في عرض البحر، ولكن هذه المرة عبر قالب جديد ومختلف في شخوصه ودلالاته ومفرداته.

تقوم الحكاية التي صاغها كتابياً مالك نجر وأخرجها موفق علي على مجموعة شبان سعوديون تعارفوا على بعضهم البعض عام 2010م، وكان الرابط بينهم «قروب ديفرنت»، وهي مجموعة تشكلت في شرق المملكة وتضم الهواة المشتغلين على تعديل السيارات، ومن خلال تلك المجموعة تطورت العلاقة بينهم تطوراً ملحوظاً، ما أثمر بناء علاقة شخصية تمخض عنها القيام بعدة رحلات ومغامرات تتناسب مع الفئة العمرية التي ينتمون إليها، وهي العشرينات. الفضول وحده، دفعهم في سبتمبر من عام 2016م إلى الإقدام على اختيار جزيرة فرسان في جنوب المملكة وجهة لهم، وعلى عجل تم ترتيب كافة الإجراءات لتنفيذ الرحلة، ولم يتبق سوى اختيار القائد العليم بدهاليز البحر وأهواله، فوقع الاختيار على أبو الريش (وفي رواية أخرى العم عصام!) لتولي هذه المهمة.

كواليس فيلم «مركب فرسان»

لا شيء يشي بوجود ما يلفت الاهتمام في المشاهد الأولية من الفيلم، حيث تظهر اللقطات الشبان وهم يصطادون السمك ويتبادلون النكات فيما بينهم، إلا أن الإشارة الوحيدة التي تستحق الملاحظة هي أن ربان المركب سبق له أن ضاع في عرض البحر، وتم اختطافه من قبل صيادين واقتياده إلى الحبشة (شمال دولة إثيوبيا حالياً)، وأطلق سراحه مقابل فدية مالية. سرعان ما يذهب الضائع سابقاً بهؤلاء الشبان إلى المجهول، رغم تطميناته المستمرة لهم بتكرار لازمته على كل فعل يقع: «حبك لا يضيع!». استمر الضياع أربعة أيام متواصلة، وسط شح المواد الغذائية والماء الصالح للشرب، وما نتج عنها من نوبات الهلع وتقاذف اللائمة بين شركاء المركب. تنتهي الحكاية دون فاقدٍ ولا مفقود، على رغم من وصولهم أطراف الحدود مع اليمن التي كانت، آنذاك، في خضم صراع أهلي طاحن بين كافة الأطراف المسلحة.

كان للفيلم أن ينجو إلى بر الأمان، أسوة بركاب القارب، إلا أن طاقم الفيلم لم يوفق في الشخصيات المختارة لتنفيذ المشاهد المحاكية للموقف الصعب، فرغم قلة مشاهدهم إلا أن سوء التحضير والتكلف كان بادياً عليهم. وبجوار ذلك، تم الاستعانة بمشاهد كارتونية لا دلالة لها، ولو تم الاستغناء عنها فلن يتغير شيئاً في الفيلم، فالأحداث كانت واضحة وليست بحاجة لشارحٍ خارجي، ما يوحي بأن هذه المشاهد هي حيلة للالتفاف على أمر إنتاجي ما. هذا الارتباك بدأ أكثر وضوحاً في الألوان المختارة للمشاهد، فاستخدام اللون الأبيض والأسود تم بشكل عبثي وغير متسق مع الحدث، فهل كان دلالة على سوء اللحظة؟ فإن كانت كذلك فهي دلالة غير موفقة؛ بحكم سوء الرحلة برمتها والتي لم تكن إلا لحظات أخيرة قبل مفارقة الحياة. إن الارتباك البادي على ملامح الفيلم الفنية، ترجح بأن اختيار القالب الدرامي لحكاية القصة المؤثرة بدلاً من التوثيق بإطارات مشوهة كان الخيار الأنجح؛ بخاصة وأن للقائمين على الفيلم سوابق في هذا المجال وكان لبعضها أثر لا بأس به، مع الأخذ بالاعتبار وجود مساحات واسعة يمكن تطويعها درامياً، على رأسها حكاية الطفل الصغير المرافق معهم (بدر) الذي لاحظ أحد الركاب تعبه الشديد فاقترح رمية في البحر بدلاً من الموت على سطح المركب، بالإضافة إلى إمكانية توظيف حادثتيّ خطف قائد المركبة سابقا، والقرب من خط النار في المياه اليمنية.

صورة لمفقودي فرسان وهم يحكون تفاصيل ضياعهم في البحر

يحسب لهذه المحاولة، المرتبكة فنياً والمتماسكة موضوعياً، السعي إلى مزاحمة الذاكرة المجتمعية بقالب جديد حول موضوع الغرق في سواحل المملكة، وهي مرشحة للانتشار والتداول في حال طرحها عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ نظراً لكون الجهة المنتجة (شركة ثمانية) تمتلكه أذرع دعائية قوية، وهي قادرة على الوصول إلى شرائح متعددة وواسعة في الداخل والخارج.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

11.12.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004