حكايات إنسانية ترسم ملامح الدورة الرابعة لمهرجان البحر
الأحمر السينمائي
برنامج متنوع يشمل حوارات وورش عمل تدريبية وعروض أفلام
لتعزيز مكانة السعودية كوجهة عالمية لصناعة السينما.
جدة (السعودية)
- أطلق
الفيلم المصري “ضي – سيرة أهل الضي” للمخرج كريم الشناوي، شارة انطلاق
الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي ينعقد هذا العام من 7
وحتى 14 ديسمبر الجاري في الحي القديم لمدينة جدة وسط حضور عدد كبير من
نجوم هوليوود وبوليوود والسينما العربية.
أقيم الافتتاح في منطقة جدة التاريخية المعروفة باسم
“البلد” حيث المقر الجديد للمهرجان الذي يتخذ هذا العام شعار “للسينما بيت
جديد”.
وفيلم “ضي – سيرة أهل الضي” من تأليف هيثم دبور يشارك في
بطولته الممثل المصري محمد ممدوح والممثلة السودانية إسلام مبارك والممثلة
السعودية أسيل عمران.
ويسلط الفيلم الضوء على قضايا إنسانية عميقة مثل التسامح
والطموح ودور الموسيقى في تشكيل الأحلام. وتدور أحداثه حول رحلة ملهمة
للطفل النوبي المراهق “ضي”، المصاب بمرض الألبينو (عدو الشمس)، الذي يخوض
مغامرة استثنائية من جنوب مصر إلى شمالها برفقة أسرته ومدرّسته لمادة
الموسيقى في سبيل تحقيق حلمه الكبير في أن يكون فنانا مشهورا.
وهذه ليست القصة الإنسانية الوحيدة التي يعرضها المهرجان،
وإنما تأتي الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية لتروي قصصا وحكايات
إنسانية من أماكن مختلفة في العالم، بعضها يركز على موضوع الهجرة، بينما
يركز البعض الآخر على استكشاف الذات والمعاناة الإنسانية في الحياة اليومية
خاصة في المنطقة العربية.
ويعرض المهرجان في هذه الدورة 122 فيلما من 85 دولة من
بينها 16 فيلما تتنافس ضمن المسابقة الرسمية على “جوائز اليُسر” لمخرجين من
آسيا وأفريقيا والدول العربية.
ومن هذه الأفلام نذكر فيلم “هوبال” للمخرج السعودي
عبدالعزيز الشلاحي، الذي يسلط الضوء على حكاية عائلة بدوية تعيش في عزلة
وسط الصحراء، تواجه خطر الأمراض المعدية التي تودي بحياة أحد أفرادها.
وفيلم “ليل نهار” للمخرج السعودي عبدالعزيز المزيني، الذي يحكي عن مغني
أوبرا محبوب تتعرض حياته لاضطرابات كبيرة بعد انتشار فيديو يتهمه بالعنصرية.
ويشارك الفيلم الجزائري “بين وبين” للمخرج محمد لخضر تاتي،
وتدور أحداثه حول مافيا التهريب على الحدود التونسية – الجزائرية من خلال
قصة رجل يتورط في عمليات تهريب تعرضه للعديد من المخاطر.
ويعرض أيضا فيلم “قمر” للمخرجة العراقية – النمساوية
كوردوين أيوب، والذي تدور أحداثه حول بطلة سابقة للفنون القتالية تبحث عن
فرصة لبداية حياة جديدة، فتهاجر إلى الأردن أين تلتقي ثلاث شقيقات وتتغير
حياتها معهن.
ومن مصر يعرض فيلم “سنو وايت” للمخرجة تغريد أبوالحسن، وهو
فيلم ينتقد الحب والتعارف عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث تدور أحداثه حول
فتاة تشترك على موقع بغرض الزواج، لكنها تخفي أنها من قصار القامة أملا أن
يتقبل العريس الأمر بعد أن يحبها.
وبعد أن حصد فيلم المخرج الفلسطيني مهدي فليفل “إلى أرض
مجهولة”، اهتماما واسعا في عدد من المهرجانات العالمية، أبرزها مهرجان كان
السينمائي، يعرض الفيلم للمرة الأولى في الشرق الأوسط بمهرجان البحر
الأحمر. ويسرد الفيلم حكاية شاتيلا ورضا، وهما شقيقان فلسطينيان يفران من
مخيمات لبنان نحو شمال أوروبا على أمل إيجاد حياة أفضل واستكمال رحلة
اللجوء إلى ألمانيا، لكنّهما يعلقان في أثينا ولا يستطيعان مغادرتها
فيواجهان العديد من الصعوبات والعراقيل تعيقهما عن تحقيق حلمهما.
ويقدم المهرجان في حفل الختام العرض الأول لفيلم “مودي –
ثلاثة أيام على جناح الجنون” الذي يمثل التجربة الإخراجية الثانية للممثل
الأميركي جوني ديب، والذي يتناول حياة الفنان الإيطالي أميديو موديلياني.
ويقدم المهرجان برنامجا متنوعا يشمل حوارات وورش عمل
تدريبية، وعروض أفلام سينمائية، في إطار رؤيته لتعزيز مكانة المملكة
العربية السعودية كوجهة عالمية لصناعة السينما، ودعم المواهب المحلية
والإقليمية والدولية.
وتقترح سلسلة حوارات على الجمهور لقاءات مع نجوم من هوليوود
وبوليوود منهم مايكل دوغلاس وكاثرين زيتا جونز وسارة جيسيكا باركر وجيرمي
رينر وشرادها كابور وبريانكا شوبرا ورانبير كابور.
وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الممثل الأميركي فان ديزل
بجائزة “اليُسر الفخرية” وكذلك الممثلة المصرية منى زكي والممثل الهندي
عامر خان والممثلة الأميركية – البريطانية إيميلي بلنت.
وقالت منى زكي بعد تسلمها التكريم “دائما أرى أنني محظوظة
لأنني ولدت مصرية، في بلد يقدر الفن بكافة أشكاله، من بداية حضارتنا من
آلاف السنين، من أيام قدماء المصريين، ونحن نعبر عن أنفسنا بالرسومات
والفن، لذلك ولدنا كلنا، بمن فيهم أنا، محبين لكل الفنون.”
وأضافت “أحب أن أستغل وجودي في المهرجان كي أقول أنني فخورة
دائما بحبي وانتمائي لمهنة التمثيل والفن بشكل عام، وسعيدة لأنني امرأة
عربية تعيش في منطقة محبة للفن، وأن صناعة السينما تزيد وتزدهر في دولنا
العربية كلها.”
ويرأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج الأميركي سبايك لي وتضم
في عضويتها المخرج المصري أبوبكر شوقي والممثلة الإنجليزية ميني درايفر
والممثلة التركية توبا بويوك أوستون والممثل الكوري دانيال داي كيم.
وبالتوازي مع المهرجان يقام “سوق البحر الأحمر” الذي يشكل
منصة مهنية لعرض المشاريع السينمائية الجديدة ودعمها وكذلك فرصة لتبادل
الأفكار والخبرات بين صناع الأفلام من داخل السعودية وخارجها.
وإلى جانب عروض المسابقة والعروض الموازية يتضمن المهرجان
عروضا لأفلام كلاسيكية بعد ترميمها، منها “اضحك الصورة تطلع حلوة” للمخرج
شريف عرفة وبطولة أحمد زكي وليلى علوي، و”العيش والملح” للمخرج حسين فوزي
وبطولة نعيمة عاكف، و”شفيقة ومتولي” للمخرج علي بدرخان وبطولة سعاد حسني
وأحمد زكي. كما يُعرض الفيلم الأميركي الكلاسيكي “هيت” للمخرج مايكل مان،
بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو.
وفي تصريح له أكد أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية
وكلاسيكيات الأفلام بالمهرجان، أن هذه الأفلام تعكس التاريخ الغني للسينما
المصرية والعالمية، وتسهم في استعادة بريق الأعمال السينمائية الخالدة. |