ملفات خاصة

 
 
 

عدم موضوعية خيري بشارة بمؤتمر النقد بالرياض

د. أمل الجمل

مؤتمر النقد السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

الــــعلاقــــة المــــلتبسة بــــين الــــناقــــد وصــــانــــع الــــفيلم« كــــان عــــنوان الــــندوة الــــتي أُقــــيمت للمخــــرج المــــصري خــــيري بـــشارة، والـــتي أدارهـــا المخرج الـــسعودي الـــشاب وائـــل أبـــو مـــنصور بـــاقـــتدار كـــاشـــفا عـــن مـــتابـــعة ســـينمائـــية جـــيدة، وذلــك ضــمن قــسم »فــي صــحبة الــنقاد« فــي إطــار بــرنــامــج الــيوم الــثانــي مــن فــعالــيات الــنسخة الــثانــية مــن مــؤتــمر الــنقد الــسينمائــي الــذي تُــنظمه هــيئة الأفــلام الــسعوديــة، فــي مــديــنة الــريــاض، والمــنعقدة خــلال الــفترة ٦- ١٠ من شهر نوفمبر الجاري.

»الــعلاقــة المــلتبسة« اخــتيار ذكــي لــعنوان يــشي بــالــكثير، فــتاريــخ الــسينما المــصريــة والــعربــية حــافــل بــنماذج عـديـدة مـن هـذا الالـتباس. خـيري بـشارة نـفسه نـموذجـاً واضـحاً لـذلـك. صـحيح أنـه خـلال الـندوة كـان سـاخـراً خـفيف الـظل، لـكنه لـم يتحـدث إلا عـن الأشـياء الـتي تـصب فـي صـالـحه، إذ لـم يتحـدث عـن دور نـقاد الـسينما المـــصريـــة - مـــن الـــكبار وبـــعضهم رحـــل قـــبل ســـنوات - الـــذيـــن ســـانـــدوه حـــينما كـــان يـــقدم ســـينما الـــنخبة فـــلم يــتجاوب مــعه الجــمهور، لــم يتحــدث بــشارة عــن حــقيقة أنــه لــولا دعــمهم ربــما لمــا اســتمر، بــينما تــوقــف صــاحــب »حــرب الــفراولــة« فــقط عــند كــونــهم انــتقدوا أعــمالــه الــشعبية لأنــهم لــم يــفهومــها. ولــم يــسعي لــفهم مــا وراء ذلــكا لموقف النقدي. بل نفى أي تأثير لهم.

لــيؤكــد عــلى رأيــه اســتعان بــكتاب»فــن الــشعر«لأرســطو، لأنــه ُكــتب لاحــقاً لــلإبــداع.كــان بــشارة يهــدف مــن وراء هــذا الاســتدلال أن »الــنقد تــابــع لــلإبــداع«.. لــكن رأيــه لــيس عــلى صــواب تــمامــاً، لإنــه صــحيح أن الــنقد جــاء تــالــياً لــلإبــداع لــكن لــيس بــالــضرورة أن يــبقى الــنقد تــابــعاً لــه، وإلا لمــاذا يــتفوق الأبــناء فــي أحــيان كــثيرة عـلى والـديـهم؟ لـو صـار الأبـناء عـلى نـهج الأبـاء بـتكلس الـوجـود، ولـم يحـدث تـطور، والـعلاقـة بـين الإبـداع والـنقد علاقة تبادلية قوية في جوهرها، كما أراها.

أتـذكـر مـا قـالـه النجـم المـصري الـكبير فـريـد شـوقـي، عـن الـنقد الـذي ٌوجـه لأفـلامـه الأولـي مـع صـلاح أبـو سـيف إذ أضـاء لـهم بـصيرتـهم وأكسـبهم الـخبرة والـوعـي فـي رسـم الـشخصيات والـبيئة الاجـتماعـية خـصوصـاً مـع الأعمال على فيلم »ريا وسكينة«، لذلك ليس من فراغ أبدا أن يعترف قامتين كبار بأهمية النقد.

زعــم صــاحــب »كــابــوريــا« أنــه صــار مــتصالــحاً مــع نــفسه، ولــفت نــظر محــدثــه وائــل أبــو مــنصور أنــه لا يــحب الحـديـث فـي المـاضـي، لـكنه ومـع ذلـك أثـناء حـديـثه وبـين سـطور كـلماتـه كـانـت هـناك رائـحة لـعدم الـغفران لمـن هاجموا أفلامه التالية لشريط »يوم مر ويوم حلو«.

فــي تــقديــري الــشخصي أن الإنــسان المــتصالــح مــع نــفسه يتحــدث بــموضــوعــية، كــان عــلى خــيري بــشارة أن يتحــدث عــن فــضل الــنقاد الــذي دعــموا تجــربــته حــين كــان مــن الــصعب عــلى الجــمهور أن يســتوعــبها، الــذيــن وقــفوا إلــي جــانــبه هــو وزمــلاء لــه أخــريــن فــأقــنعوا مــنتجين بــإخــراج أعــمالــهم لــلنور وذلــك حــين كــان هــناك نــقاد سينما لهم تأثير في حركة الإنتاج.

ســـمير فـــريـــد كـــان أحـــد هـــؤلاء الـــنقاد، الـــذي انـــتقده الـــبعض لأنـــه أشرف عـــلى إنـــتاج أفـــلام )لشـــركـــة حســـين الـقلا( - ثـم كـتب عـنها مـقالات نـقديـة .. كـان مـنها »الـطوق والأسـورة« وكـان رد سـمير فـريـد عـلى هـذا الـنقد: أن الفيلم سواء كان من إنتاج شركة القلا أو من إنتاج غيره كان لابد أن يكتب عنه.

أعـتقد، لأنـه لـم يـكن مـوضـوعـياً، لـم يـحاول خـيري بـشارة تحـليل غـضب هـؤلاء الـنقاد حـين تـحول إلـي الأفـلام الـشعبية؟ فـي تـقديـري أنـهم - فـي إطـار اللحـظة الـزمـنية والـظروف المـجتمعة وأحـلامـهم الـكبيرة - شـعروا أنـه خـــيب ظـــنهم فـــيه، وأضـــاع حـــلمهم فـــي أن يـــواصـــل الـــطريـــق الـــنخبوي فـــي أفـــلامـــه الـــسينمائـــية، شـــعروا بـــأنـــه خانهم. لا أقــول أن بــشارة أخــطأ فــي قــراره بــإخــراج ســينما آخــرى، ولا أدعــي أن الــنقاد آنــذاك كــانــوا عــلى صــواب كــامــل فــي نــقدهــم، فــالمخــرج ُحــر فــي قــراره واخــتياراتــه، لــكن فــي ذات الــوقــت يــحق للنقاد الــتعبير عــن رؤاهــم ورؤيتهم لأعماله.

مـــرات عـــدة - أثـــناء الـــندوة الـــتي امـــتدت قـــرابـــة الـــساعـــة - حـــاول بـــشارة الـــتأكـــيد عـــلى أن الأجـــيال الجـــديـــدة تســــتقبل أفــــلامــــه الــــشعبويــــة »بــــسعادة مــــنقطعة الــــنظير«، وأنــــهم يــــمتدحــــونــــه، مــــثلما يــــؤكــــد عــــلى أن الــــنقاد السابقين - أي وقت إنتاج هذه الأفلام - لم يفهمومها.. فهل هذا صحيح؟!

هـــنا، أتـــساءل: لـــو كـــان رأي بـــشارة صـــحيحاً فهـــل إذا قـــمنا بـــدراســـة مـــقارنـــة بـــين أعـــمالـــه الـــنخبوبـــة - ومـــنها »الــطوق والأســورة«، و»يــوم مــر ويــوم حــلو«، و»الــعوامــة ٧٠ « و»الأقــدار الــدامــية« - وبــين أعــمالــه الــشعبويــة اللاحقة فهل تتفوق أعماله الشعبوية على أفلام البدايات حين كانت الأحلام السينمائية كبيرة؟

شـخصياً، لا أنـكر أن دأب خـيري بـشارة جـديـر بـالـتقديـر والاحـترام خـصوصـا أنـه يـقترب مـن الـثمانـين ويـحتفظ بـروح الشـباب، يـعجبني فـيه أيـضاً أنـه يـسعي للتجـريـب، لا يـتكلس، لا يـقف مـكانـه، يجـرب تـارة فـي الـشعر، وأخــرى فــي كــتابــة الــروايــة، فــي الإخــراج المســرحــي والــتليفزيــونــي.. لــكن فــي تــقديــري الــشخصي أنــه يســلك الــطريــق السهــل، أنــه لــم يــعد يجتهــد طــويــلاً وراء الأســلوب الــذي تخــرج بــه نــتاجــاتــه، وهــو يــبرر ذلــك بــأنــه لــيس مخـرج وفـقط، وأنـه يـحب أن يـعيش حـياتـه، ولا ألـومـه عـلى قـراره، لـكنه مـن زاويـة آخـرى، لـلأسـف أمـر مـناقـض تــمامــاً لمــا ذكــره أثــناء حــديــثه عــن أن »الاجــتهاد أهــم مــن المــوهــبة«. جــملة صــائــبة تــمامــاً لــكنه لم يــعد يعمل بها.

هـنا، لا أٌنـكر أنـني أسـتمتع بـأفـلام خـيري بـشارة الـشعبويـة. بسـبب وجـود الأغـنية أسـاسـا، فـلولاهـا لمـا حـققت نـجاحـها أو أثـرهـا. إنـها أفـلام مـباشـرة. لـيس بـها طـبقات مـن المـعانـي. ربـما لـذلـك أيـضاً، أجـد هـذه المـتعة تـقل درجــــات عــــن أفــــلامــــه الــــنخبويــــة المــــنسوجــــة بــــشغف الــــفنان، والــــتي أعــــتبرهــــا مــــن أبــــرز كــــلاســــيكيات الــــسينما المصرية ووثيقة على مراحل تاريخية مهمة في حياتنا.

مـا ٌيـؤكـد شـعوري - بـشأن تـلك الـعلاقـة المـلتبسة والـغامـضة الـتي لـم يتحدث عـنها بـشارة بـموضـوعـية - سـؤال ذكـي جـاء مـن وسـط الـقاعـة طُـرح عـلى المخـرج خـيري بـشارة مـتسائـلاً: طـالمـا أن الأجـيال الجـديـدة مـتجاوبـة مع أفلامك لهذه الدرجة لماذا لم تقدم لهم أعمالا سينمائية تٌخاطبهم؟!!

 

موقع "مصراوي" في

08.11.2024

 
 
 
 
 

خيري بشارة: فشلي في التمثيل دفعني للإخراج

أحمد عدلي

«العلاقة الملتبسة بين الناقد وصانع الفيلم» عنوان ندوة حوارية أدارها المخرج السعودي وائل أبو منصور مع المخرج المصري خيري بشارة الذي تحدث عن علاقته بالنقد والنقاد، واستفادته من أوجه النقد التي وجهت لأفلامه خلال مسيرته الفنية.

وقال خيري بشارة إن النقد ليس مجرد عملية تقييم صارمة للعمل ولكن محاولة لفهمه وتحليله وخلق مساحة للحوار حول العمل بما يفيد المشهد الثقافي، مؤكدًا قناعته بجملة قالها الناقد المسرحي والمؤرخ الفني الراحل الدكتور علي الراعي بأن الناقد ليس دوره الحكم على العمل بل محاولة فهمه واكتشافه بغض النظر عن توافقه الشخصي مع العمل من عدمه.

وأكد المخرج المصري تقديره للنقد مهما بلغت درجة استفزازه” لكونه يعبر عن وجهة نظر معينة، الأمر الذي أدركه بشكل واضح في تحليلات نقدية لأعماله السينمائية من بينها مقال اختاره للناقد سامي السلاموني ينتقد فيلمه «كابوريا» واختاره بعد رحيله ليكون من بين المقالات التي تصدر في كتاب تناول مسيرته باعتباره مقال قدم رؤية فنية في الفيلم.

وأوضح أن الوعي في المشهد النقدي زاد بشكل كبير في الفترة الأخيرة، خصوصاً مع وجود عدد كبير من الأشخاص غير المحترفين الذين يقومون بكتابة مقالات نقدية بأسلوبهم مستذكرًا مقال كتبته ابنة المخرج مجدي أحمد علي عن فيلمه «أيس كريم في جليم» مؤخرًا أعجبه بشدة واعتبره من أفضل ما كُتب عن الفيلم.

وقال إنه عندما يعمل على فيلم سينمائي يركز على رؤيته الخاصة من دون أن يفكر في ردود فعل الآخرين مشيراً إلى أن طريقة استقبال الفيلم سواء من جانب الجمهور أو النقاد أمر يرتبط بالسياق الزمني والثقافي الذي يعرض فيه العمل الأمر الذي يجعل أفلام غير مرحب بها في فترة معينة لكن مع مرور الوقت تكون مصدر لإلهام الأجيال الجديدة من المخرجين.

وأضاف أن هذه القناعة لمسها عندما وجد إقبال كبير من جيل الشباب على مشاهدة أفلام له عند إعادة عرضها في سينما «زاوية» بالقاهرة، وهي أفلام قدمت ربما بعد ميلادهم لكنهم أحبوها ورغبوا بمشاهدتها في السينما، لافتًا إلى أنه لم يكن يتوقع أن تكون أعماله محل نقاش كبير وجدل بين النقاد والجمهور، وكانت لديه ثقة من أن الزمن سيكشف عن القيمة الحقيقية للأفلام التي يقدمها.

وتطرق بشارة إلى الثقافة السينمائية التي كانت سائدة بين أبناء جيله والتي حملت سمات متشابهة إلى حد كبير مع سعي كل مخرج لتقديم رؤيته في الأفلام التي يقدمها والحفاظ على هذه الرؤية مشيراً إلى أن فيلمه «حرب الفراولة» لم يحقق فيه ما يتمناه لأسباب إنتاجية لكن الكثيرين يجدوه من أعماله الهامة.

وأكد المخرج المصري أنه عمل في السنوات الأربعة الماضية على مشاريع عدة ونفذها وربما تكون الأكثر نشاطاً في حياته لكن ليس بالضرورة أن تكون في أعمال سينمائية، مشيراً إلى أنه يعمل على تحويل روايته «الكبرياء الصيني» لتكون فيلمًا سينمائيًا.

وتحدث عن سعيه لتحقيق حلمه القديم بالتمثيل بعدما اعتبر نفسه ممثلًا فاشلًا الأمر الذي دفعه للاتجاه إلى الإخراج السينمائي مؤكداً أن لديه مشروع فيلم يحمل اسم مبدئي «يوميات مراهق في السبعين» من إنتاج صفي الدين محمود، وهو الفيلم الذي سيقوم ببطولته مواصلاً سعيه لتحقيق حلم التمثيل.

 

####

 

إبراهيم العريس: النقد تعرض للابتذال وجيل النقاد الكبار انتهى

أحمد عدلي

شهد اليوم الثاني من فعاليات «مؤتمر النقد السينمائي» الذي تنظمه «هيئة الأفلام» ماستر كلاس للناقد السينمائي إبراهيم العريس، أداره الناقد السعودي فراس الماضي بعنوان «النقد بين السينما والأدب والفنون».

وعبر العريس خلال حديثه عن عدم رضاه عن النقد في الوقت الحالي بظل غياب الوجود النقدي، ووجود جيل لا يزال يتشكل وجيل كبير ينتمي إليه ابتعد أو أصبحت مشاركاته محدودة، مشيراً إلى أن النقد تحول إلى مجرد آراء سطحية لا تستند إلى تحليل مُعمق، وتعرض للابتذال مع انتهاء جيل النقاد الكبار.

وأضاف أن النقد الحقيقي يُثري السينما بشكلٍ كبير ويدفع الأفلام نحو مزيد من التطور، بالإضافة إلى كونه «مهنة لذيذة» لكنها ليست أداة للترويج للأعمال السينمائية بل تتطلب الالتزام بالموضوعية والشغف، مؤكداً أن السينما العربية بحاجة إلى نقاد مثقفين وواعين ومدركين أهمية السينما كفن له تأثير.

وأوضح أن السينما ليست مجرد ترفيه ولكن فن له تأثير في تشكيل الوجدان الأمر الذي يتطلب اهتمام أكبر ليس فقط من صناع القرار ولكن من المفكرين والنقاد والمثقفين، لافتا إلى أن النقد والتحليل العميق للأعمال الفنية يساعد في فهم الجمهور وتطوير صناعة السينما.

وأكد العريس أن النقد السينمائي ليس خدمة تقدم لصناع الأفلام من أجل مجاملتهم أو تسويق أعمالهم، حتى مع التوقعات الخاطئة من بعض صناع السينما بشأن النقاد وبأنهم ينتظرون منهم الكتابة بإيجابية عن أعمالهم، لافتا إلى أن النقد بمثابة توجيه للمشاهد وتعميق لفهمه للسينما ودعوة لصناع الأفلام من أجل تطوير وتحسين مشاريعهم.

ورغم عدم رضاه عن مستوى النقد في العالم العربي وتأكيده عدم قراءة نقد لأعمال فنية إلا فيما ندر لكن الناقد اللبناني يبدي تفاؤلًا بالجيل الجديد الذي يتشكل اليوم، لكن مع انتظار بعض الوقت حتى تظهر ملامحه بشكل أكثر تفصيلاً خلال السنوات المقبلة، مشدداً على أن النقد السينمائي ليس محصورًا على فئة معينة ولكنه حق مشروع لكل شخص يمتلك القدرة على الفهم والتحليل ويطمح للتعبير عن رأيه في الفن.

وكشف العريس عن تغير وجهة نظره في مشاهدة الأفلام عبر المنصات، فبعدما كان يرفض مشاهدة الأعمال من خلالها وجد أنها توفر له بيئة سينمائية وتجربة مختلفة فنيًا، الأمر الذي اعتبره يتطلب استيعابها والاستفادة منها لكونها جزء من التحولات في صناعة السينما بدلًا من انتقادها.

وأوضح أن تجربة عرض الأفلام بالمنصات تعطي حرية أكبر في اختيار الأفلام والتفاعل معها وفق الذوق الشخصي لكل فرد بجانب إتاحة إمكانية مشاهدة الفيلم عدة مرات دون قيود، لافتًا إلى أن تكرار مشاهدة الأعمال السينمائية يكشف في كل مرة عن أحد جوانب جمالها الفنية وتفاصيل ربما لم يتم الالتفات لها سابقًا.

وتطرق العريس لأهمية تنوع الأعمال السينمائية التي يتم تقديمها مع التأكيد بأن السينما ليست مجرد صناعة تجارية ولكن واجهة ثقافية يجب أن تكون عاكسة لواقع المجتمعات العربية بجميع تفاصيلها وتعقيداتها لافتًا إلى أهمية أن تتجاوز الأعمال السينمائية إعادة تكرار الماضي أو الرومانسية التي تعيدنا إليه والنظر إلى المستقبل بتقديم تجارب تناسب تطلعات الحاضر والمستقبل للجمهور.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

08.11.2024

 
 
 
 
 

أسماء المدير من مؤتمر النقد السينمائي الدولي:

كانوا ينادونني ابنة سقراط

سيدتي - نت

انطلقت منذ قليل جلسة حوارية بعنوان "من القصة الذاتية إلى آفاق العالمية"، تتحدث خلالها المخرجة المغربية أسماء المدير عن تجربتها في عالم السينما ويحاورها الروائي والناقد السينمائي عبد الله العقيبي، وذلك على هامش فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي.

حيث انطلق المؤتمر الذي تنظمه هيئة الأفلام في الفترة من 6 إلى 10 نوفمبر 2024، بحضور حشد من المهتمين والمتخصصين في مجال السينما، وصُنَّاع الأفلام، ومحبي الشاشة الكبيرة.

متابعة: معتز الشافعي

تصوير: مشاري الخثران

أعده للنشر: مي علي

أسماء المدير تتحدث عن أهمية الدعم للأفلام العربية وصانعاته

في بداية الجلسة توجهت أسماء المدير بالشكر للناقد عبد الله العقيبي، وكذلك هيئة الافلام على الدعوة، حيث قالت: أتوجه بالشكر لهيئة الأفلام وهذا المؤتمر الذي قليلًا ما نجده في منطقتنا العربية، كنت في لجنة تحكيم مهرجان كان العام الماضي، وكان هناك فيلم سعودي وهو نورة، وكنا نتناقش حول كيفية وصول السينما السعودية إلى هذه المكانة".

وأكملت المدير : "يشرفني كعربية أن تفتح الأبواب في جميع دولنا العربية، وخاصة مع وجود مؤسسة البحر الأحمر التي تدعم أفلامنا من المنطقة العربية، وأصبحت لدينا قوة نحن كنساء وصانعات أفلام أن نجد صناديق الدعم في منطقتنا العربية".

أسماء المدير: دراسة الفلسفة صنعت شخصيتي الفنية وكانوا ينادونني بـ"ابنة سقراط"

وخلال الجلسة تحدثت أسماء المدير عن علاقة الفلسفة بصناعة شخصيتها الفنية، حيث قالت : "أنا أتذكر أوقات الدراسة كانوا ينادونني إبنة سقراط، وهي المادة الوحيدة التي كنت أحقق فيها درجات مرتفعة هي الفلسفة".
وأضافت المدير :"أظن أن ما قرأته لفرويد حول ذلك الطفل الذي يتشبث بقصصه، الست سنوات الأولى لأي طفل منا هي التي تصنع الأفلام، وأنا صنعني الفقدان والخروج من منطقة الراحة، وصنعني البيت قبل ان أتحدث عن المدرسة، البيت يصنع منك اشياء خصوصًا اذا كان لديك حس الحكي، فأنت لا يمر أمامك الأشياء مرور الكرام، أنت تخزن ثم تبحث عن الوسيلة لكي تخرج ما خزنته لسنوات
".

أسماء المدير

هي كاتبة سيناريو ومخرجة ومنتجة مغربية حظيت بتقدير كبيرة وشهرة وطنية ودولية من خلال فيلمها "كذب أبيض"، الذي حصلت من خلاله على عدد من الجوائز، منها جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي الدولي فئة "نظر ما".

وتدور أحداث الفيلم حول شابة مغربية وصانعة أفلام تسعى لكشف العديد من الأكاذيب الخاصة بتاريخ عائلتها، وتسعى للوصول للإجابة من خلال التأمل في أحداث انتفاضة الخبز التي وقعت بالمغرب في فترة الثمانينيات.
الفيلم من تأليف وإخراج أسماء المدير، ويضم طاقم العمل كلاً من أسماء المدير، محمد المدير، زهراء الجداوي، سعيد مسرور، وردية زوركاني، عبدالله عز زويد
.

تفاصيل مؤتمر النقد السينمائي الدولي

يُذكر أن مؤتمر النقد السينمائي الدولي يُقام بتنظيم من هيئة الأفلام السعودية، والتي تهدف إلى تنشيط وإثراء مجال السينما في المملكة عبر إقامة الفعاليات النوعية ودعم المواهب المتميزة. حيث تولي هيئة الأفلام مجال النقد السينمائي اهتماماً خاصاً كونه من أهم عوامل الارتقاء بصناعة السينما وتجربة مشاهد الفيلم. وقد سبق إجراء ملتقيين للنقد السينما في حائل في 27 سبتمبر وفي الأحساء في 25 أكتوبر، ويقام مؤتمر النقد السينمائي الدولي ليكون الحدث الختامي لملتقيات هذا العام.

 

####

 

صناع السينما يشاركون بالجلسة الحوارية

الصوت في السينما السعودية في ثالث أيام مؤتمر النقد السينمائي بالرياض

سيدتي - نت

انطلقت مساء اليوم ضمن فعاليات ثالث أيام مؤتمر النقد السينمائي العالمي الجلسة الحوارية "الصوت في السينما السعودية"، والتي شهدت حضورًا كبيرًا من صُناع ونُقاد السينما، وجاءت الجلسة الحوارية بمشاركة المخرجة سارة مسفر والكاتب الدكتور علي زعلة والناقد محمد البشير، وأدار الجلسة الفنان علي السرهيد.

متابعة: معتز الشافعي

تصوير: مشاري الخثران

أعده للنشر: حاتم سعيد حسن

المُخرجة سارة مسفر تؤكد بأنها تتعامل مع الصوت كشخصية رئيسية

وقد تحدثت خلال الجلسة المخرجة سارة مسفر عن أهمية الصوت في السينما قائلة بأنها حينما بدأت في كتابة النصوص لاحظت بأن التعامل مع الصوت يكون تعاملاً مع شخصية رئيسية من وجهة نظرها، موضحة بأن الصوت شخصية رئيسية لها أماكن قوة في أوقات معينة وأماكن ضعف تتنحى في أوقات أخرى، وقالت بأنها تنصح أن يتم مشاهدة فيلم "موميريان" وهو فيلم أخرجه شاب مستقل من تايلاند والفكرة الأساسية للفيلم بأن الشخصية الرئيسية تسمع صوتاً لا يسمعه أحد غيرها وهو صوت سقوط كرة على الأرض، وأضافت بأن الفيلم ليس فقط إنتاجيًا وإبداعيًا مُتعلق بشكل رئيسي بالصوت إنما حتى الحوارات الموجودة بالفيلم تتكلم عن الأصوات.

الدكتور علي زعلة يتحدث بأن الصوت بالأساس هو لغة الطبيعة

فيما قال الدكتور علي زعلة خلال جلسة الحوار بأن بالحديث عن الصوت كفكرة أو قيمة في الحياة هو يأتي من بعد سحيق، مُضيفًا بأن الصوت بالأساس هو لغة الطبيعة هو الأصوات التي أنتجتها الطبيعة حتى تشكلت كمثال في الموسيقى، موضحًا بأن السينما شهدت قفزة كبيرة حينما تم إضافة الصوت إليها ليكون الصوت مع الصورة، وإذا كانت السينما هي الواقع بشكل طبيعي فلا يوجد واقع أو يوجد عالم بدون أصوات.

الناقد محمد البشير بؤكد بأن السينما هي متعة الإبهار وما تحدثه للمشاهد من دهشة

فيما تحدث الناقد محمد البشير خلال الجلسة الحوارية قائلًا بأن الصوت دائمًا هو العنصر الذي قلما يتم الحديث عنه لأن السينما مبهرة بصريًا ويظن البعض أن هذا الإبهار بفضل الصورة ولكن لو أسكتنا الصوت سنفقد الكثير، وأضاف بأننا عندما نقول إن السينما كانت صامتة في زمن من الأزمنة لأن الإختراع لم يصل إلى تلك المرحلة وحينما نشأت السينما كان الإبهار الأول هو الصورة فالسينما هي متعة الإبهار وما تحدثه للمشاهد من دهشة تتطور مع تطور التجارب، وضرب مثالًا بأن القطار الذي تخطى الجدار وفزع المشاهدين لم يكن له نفس الأثر في عصرنا الحالي.

كما تحدثت المُخرجة سارة مسفر قائلة بأنه حينما نتحدث عن الصوت فهو يشمل الحوارات ويشمل صوت المكان ويشمل أيضًا صوت الجماد، وحتى الصمت يتم إستخدامه مؤكدة بأن الصمت في السينما تقنية لأنها أنواع وإختيارات مختلفة.

الدكتور علي زعلة يتحدث عن أبرز الأفلام السعودية التي استخدمت الصوت بشكل مميز

كما تحدث الدكتور علي زعلة عن أبرز الأفلام السعودية التي تميزت من حيث توظيف عنصر الصوت في الفيلم، قائلًا بأنه بمتابعته للسينما هناك بعض الأفلام التي تميزت باستخدام عنصر الصوت ويتذكر منها أفلام مثل فيلم "ناقة" والذي تكفل عنصر الصوت فيه بمهمة سردية ومهمة التأثير وبمعنى آخر أن عنصر الصوت كان عنصراً مستقلاً جمالياً مؤكدًا بأنه كان حالة إجتماعية موازية لحالة الصراع الذي تعيشه بطلة الفيلم متمثلة عن كل النساء ضد عنصر الناقة والتي تُمثل الهوية المحافظة، وأيضًا عنصر الصوت في فيلم "حد الطار" حيث تم استخدام أصوات طبيعية وثقافية وإجتماعية تُعبر عن البيئة الخاصة بالفيلم، وأشاد أيضًا بتجربة عنصر الصوت في فيلم "مندوب الليل" مؤكدًا بأنها كانت مميزة وكان طاغياً بها البعد المكاني وأيضًا فيلم "بركة يقابل بركة" كان به تجربة صوتية مميزة، مؤكدًا بأن التجربة الصوتية في الأفلام تظل هي الإحالة على الزمان والمكان وتُشعر المشاهد ببعد المسافة والعمق داخل الإنسان.

كما تحدث الناقد محمد البشير عن دور الأغاني في الأفلام السينمائية مُستشهدًا بفيلم "نورة" وأغنية الفنان راشد الماجد، كما أشاد بالفنان محمد السلمان وبأنه من الفنانين الذين عملوا على الأغنيات وينتقيها، وأضاف بأن محمد حمدان عمل على الصوت في فيلم "مندوب الليلمن خلال بعض الخصائص والتي خلقت حالة من التوتر خلال أحداث الفيلم.

تفاصيل الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي

يُذكر أن مؤتمر النقد السينمائي الدولي يهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز المشاركات الوطنية والإقليمية والدولية في إثراء النقد السينمائي بصفته محوراً أساسياً في صناعة السينما"، وتركز النسخة الجديدة من المؤتمر على مجموعة متنوعة من المحاور الإبداعية، حيث يتم إقامة جلسات حوارية تتناول قضايا نقدية في عمق مفهوم الصوت في السينما وتأثيره على تجربة المشاهد، إضافةً لعروض تقديمية تتناول رؤى نقدية حديثة ومقاربات مبتكرة للنقد السينمائي.

كما يضم المؤتمر ورش عمل تفاعلية لتوسيع المنظور إلى مجال الصوت في السينما وتطوير مهارات نقده وتحليله، إلى جانب عروض سينمائية مختارة تتبعها مناقشات في "ركن النقاد"، مع أمسيات موسيقية تثري التجربة السينمائية من جانب سمعي، إضافةً إلى معرض فني يقدم أعمالاً متعددة الوسائط، ويتضمن المؤتمر أيضاً ركن مخصص للطفل والعائلة يحتوي على برنامج ثقافي تعليمي يهدف إلى تعريف الأجيال الناشئة بجوانب النقد السينمائي وعناصر الصوت في الأفلام، مما يسهم في تعزيز ثقافة الفيلم بطريقة تفاعلية وتعليمية.
ويأتي الملتقى هذا العام بختام سلسلة ملتقيات النقد السينمائي التي نظمتها هيئة الأفلام في مدينتي "حائل" والإحساء" ضمن جهودها لدعم وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة والمنطقة، وصناعة منصات تجمع المبدعين والرواد بالهواة والمهتمين، وتطوير الثقافة السينمائية في المنطقة
.

 

سيدتي نت السعودية في

08.11.2024

 
 
 
 
 

مؤتمر النقد بالرياض ينطلق تحت شعار "الصوت في السينما"

المؤتمر يناقش جوانب متعددة للسينما وتشارك فيه مجموعة من المتخصصين أفكارها ورؤاها عبر ندوات حوارية وعروض تقديمية.

الرياضأطلقت هيئة الأفلام السعودية أعمال الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي الذي تستضيفه العاصمة الرياض من 6 إلى 10 نوفمبر الجاري، وذلك بحضور واسع من المهتمين والمتخصصين وصنّاع الأفلام وجمهور السينما.

وتُقام الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي تحت عنوان “الصوت في السينما”، ويبحث خلالها مُختلف آفاق تأثير الصوت في تجربة الفيلم وأثره في صناعة السينما، وذلك بجوانبه المختلفة التي تشمل الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية وأصوات الطبيعة.

ويبحث المؤتمر جوانب متعددة للسينما، وتشارك فيه مجموعة كبيرة من المتخصصين أفكارها ورؤاها عبر ندوات حوارية وعروض تقديمية، إلى جانب عدد من الورش التدريبية وعروض الأفلام والأركان التفاعلية التي تتيح لكل محب للسينما والفنون الاستمتاع برحلة مُثرية ترتقي بتجربة مشاهدة الفيلم للجميع.

وبدأ حفل افتتاح المؤتمر بعرض فيلم تعريفي عن مؤتمر النقد وأهدافه ومنجزاته، تلته كلمة للرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله بن ناصر القحطاني، والتي أكد فيها أن هيئة الأفلام تبدي اهتمامًا كبيرًا بتأسيس وتطوير واستدامة قطاع أفلام قوي وحيوي، وذلك انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، إضافة إلى تمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير طريق السينما، وتفتحُ لها نوافذ جديدة.

المؤتمر يأتي ضمن جهود الهيئة لدعم وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة والمنطقة وصناعة منصات تجمع المبدعين والرواد بالهواة والمهتمين

 وأضاف “من هذا المنطلق جاء هذا المؤتمر ليكون منصة تجمع بين النقاد والمبدعين، وتتيح لهم فرصةَ تبادل الأفكار والخبرات، وصولًا إلى تشكيل وعي سينمائي عربي أعمقَ ينقلنا نحو آفاق عالمية، دون أن نتخلى فيه عن أصالتنا وهويتنا”. ثم ألقى المخرج السينمائي السعودي عبدالله المحيسن كلمة ذكر خلالها أن العمل السينمائي يستند على النقد الواعي والصادق والهادف، لذلك فهو المحرك الديناميكي للتطور والإبداع لدى المخرج، فالسينما هي رسالة قبل أن تكون أي شي آخر.

تلا ذلك عرض فيلم “اغتيال مدينة”، الذي يعد من طليعة الأعمال السعودية الوثائقية والحائز على عدة جوائز دولية. كما أُجريت جلسة حوارية بعد عرض الفيلم أدارها الناقدان السينمائيان أحمد شوقي وأحمد العياد.

ويركز المؤتمر على مجموعة متنوعة من المحاور الإبداعية، حيث يقدم جلسات حوارية تتناول قضايا نقدية في عمق مفهوم الصوت في السينما وتأثيره على تجربة المشاهد، إضافة إلى عروض تقديمية تتناول رؤى نقدية حديثة ومقاربات مبتكرة للنقد السينمائي. كما يضم المؤتمر ورش عمل تفاعلية لتوسيع المنظور إلى مجال الصوت في السينما وتطوير مهارات نقده وتحليله، إلى جانب عروض سينمائية مختارة تتبعها مناقشات في “ركن النقاد”.

ويتضمن المؤتمر أيضًا أمسيات موسيقية تثري التجربة السينمائية من جانب سمعي، إضافة إلى معرض فني يقدم أعمالاً متعددة الوسائط. ويحوي المؤتمر ركنا مخصصا للطفل والعائلة فيه برنامج ثقافي تعليمي يهدف إلى تعريف الأجيال الناشئة بجوانب النقد السينمائي وعناصر الصوت في الأفلام.

يذكر أن هيئة الأفلام كانت قد اختتمت مؤخرا سلسلة ملتقيات النقد السينمائي لهذا العام، التي نظمتهما في حائل في 27 سبتمبر الماضي، وفي الأحساء في 25 أكتوبر الماضي. ويأتي المؤتمر وملتقياته ضمن جهود الهيئة لدعم وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة والمنطقة، وصناعة منصات تجمع المبدعين والرواد بالهواة والمهتمين، وتطوير الثقافة السينمائية في المنطقة.

 

العرب اللندنية في

08.10.2024

 
 
 
 
 

الناقد كمال رمزي يتحدث عن خمسين عاماً من النقد السينمائي في الرياض

سيدتي - نت

انطلقت مساء اليوم ضمن فعاليات رابع أيام مؤتمر النقد السينمائي العالمي المُقام في الرياض، الجلسة الحوارية "خمسون عاماً من النقد السينمائي" والتي شهدت حضوراً كبيراً من صُناع ونُقاد السينما. وقد تحدّث في الجلسة الحوارية الناقد الكبير كمال رمزي، وحاوره الناقد محمد طارق.

متابعة: معتز الشافعي

تصوير: مشاري الخثران

أعده للنشر: حاتم سعيد حسن

الناقد كمال رمزي يؤكد أن السينما مازالت شابة مُقارنة بالفنون الأخرى

في بداية حديثه، وجّه الناقد كمال رمزي الشكر للحضور، وأضاف أن السينما مازالت شابة؛ فعمرها 100 عام فقط، بينما كل الفنون يصل عمرها إلى مئات السنين. لذلك فالكتابة عن السينما جاءت بعد صناعة السينما؛ موضحاً أنه مع بدايات السينما لم يكن هُناك شيء اسمه النقد السينمائي. وحينما بدأ عاشق السينما في أن يكتب النقد، استعان بالقوانين القديمة والتي تتناول التراجيديا أو المسرح اليوناني، والحديث عن فن الرواية، والاستعانة بكل التراث الموجود، وذلك يجعل الناقد لديه خبرة في الموسيقى والمؤثرات الصوتية وجميع أنواع الفنون المختلفة.

كما تحدث الناقد كمال رمزي خلال الجلسة الحوارية عن الفارق بين الناقد والمُشاهد؛ قائلاً إن المُشاهد العادي يشعر بالأشياء، بينما يكون دَور الناقد هو تفسير الشعور الذي يعيشه المشاهد؛ حيث إن مهنة الناقد تقوم في الأساس على فرز الجيد من الرديء. ومع مرور الوقت وتعدد النُقاد، نكتشف أنهم مُختلفون في المناهج؛ فهُناك ناقد يهتم بمضمون الفيلم، وآخر يهتم بالصورة، وآخر يهتم بالأداء التمثيلي، وآخر بالمؤثرات الصوتية. كما تحدّث عن الصوت في السينما، أنه يهتم بأن يُثير نقطة هامة وهي أننا لا نلتفت إلى أن العالم حولنا مليء بالأصوات ولكننا لا نسمعها؛ لأننا لا ننتبه إليها، وتكون تلك الأصوات بالنسبة للفنان وللممثل أصواتاً بالغة الأهمية.

كمال رمزي يسرد بدايات عشقه للسينما وقراره بأن يعمل في النقد السينمائي

كما شهدت الجلسة الحوارية حديث الناقد الكبير كمال رمزي عن بدايات عشقه للسينما وقرار اتجاهه للعمل كناقد سينمائي؛ موضحاً أنه أحب السينما منذ طفولته، وكان يقف بجوار مَن يتحدثون عن السينما ويتساءل عن ماهية عالم السينما.

وأضاف أنه قرر أن يدخل السينما وهو طفل ولم يكن يملك مالاً؛ فحضر عرض أحد الأفلام بالدرجة الثالثة، وحينما شاهد الصور المُتحركة أدرك أن هذا سيكون مستقبله وأنه عاشق للسينما، وأنه ظل لسنوات يحضر الأفلام السينمائية، واهتم بها كثيراً أكثر من دراسته. وأوضح أنه خلال دراسته بمعهد الفنون المسرحية، اكتشف أهمية المسرح حيث يوجد به العديد من العناصر السينمائية، ولكن تظل السينما لها مكانة خاصة. وحينما تخرّج كان يندهش حينما يقرأ للنقاد السينمائيين وكمّ المعلومات التي لديهم.

الناقد كمال رمزي يوجّه نصيحة ذهبية للنُقاد السينمائيين

كما وجّه الناقد كمال رمزي نصيحة هامة للنُقاد السينمائيين؛ قائلاً إنه حينما تذهب للفيلم، يجب أن تكون في حالة راحة جسمانية وفي راحة ذهنية، وأن تكون مُهيّأً نفسياً ولست مُجبراً؛ لتستمتع بمشاهدة الفيلم حتى وإن كان ذهابك فقط لتفسير: لماذا أحب الجمهور هذا الفيلم. واستشهد برد أحد النقاد الهنود عليهم حينما هاجموا الأفلام الهندية؛ حيث كتب مقالاً، يرى كمال رمزي أنه من أروع المقالات التي قرأها في حياته؛ حيث تساءل الناقد الهندي: لماذا يُهاجم البعض أفلاماً تأخذ المُشاهدين في حُلم جميل لمدة ساعتين، ويخرجون عقب ذلك بحالة من التفاؤل والراحة النفسية. مؤكداً أن هذا المقال لفت نظره بدرجة كبيرة.

كما تحدّث الناقد كمال رمزي عن تأثُّره بشخصية الفنان وعلاقته به خلال نقد أعماله؛ قائلاً إن شخصية الممثل وطريقة تعامُله، من الممكن أن تترك أثراً ما لدى الناقد؛ حيث إن الله قد منح الفنانين قدرة على الجذب والابتسام الدائم وقبول الآخر؛ مما يجعل الممثل محبوباً. ومن الوارد أن أدخل الفيلم فقط لمشاهدة الفنان الممثل، والأمر يختلف من فرد لآخر، ولكن بالطبع شخصية الممثل لها دَور في نجاح الفيلم.

كمال رمزي يؤكد أن الناقد لا يعلم من يقرأ كتاباته

وحول تساؤل لمن يكتب النقد، أجاب الناقد كمال رمزي أن هذا سؤال جيد؛ حيث إن الناقد لا يعلم مَن يقرأ ما كتبه إلا حينما يتواصل معه مَن قرأ ما كتبه. ويبقى القارئ دوماً مُتخيَّلاً ولا يمكن تخيُّله في شخص محدد؛ فالناقد لا يعرف مَن هو القارئ لكتاباته.

وعن أبرز المُخرجين تميُّزاً في توظيف الصوت بأفلامهم من رأيه، قال الناقد كمال رمزي: هم صلاح أبوسيف، داوود عبدالسيد، وهنري بركات؛ لأنه بأفلام فاتن حمامة قدّم أجمل عدد من الأفلام المصرية، وبالطبع يوجد عدد آخر من المُخرجين.

تفاصيل الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي

يُذكر أن مؤتمر النقد السينمائي الدولي يهدف إلى تبادُل الخبرات وتعزيز المشاركات الوطنية والإقليمية والدولية في إثراء النقد السينمائي، بصفته محوراً أساسياً في صناعة السينما، وتركز النسخة الجديدة من المؤتمر على مجموعة متنوّعة من المحاور الإبداعية؛ حيث تتم إقامة جلسات حوارية تتناول قضايا نقدية في عمق مفهوم الصوت في السينما وتأثيره على تجربة المشاهد؛ إضافةً لعروض تقديمية تتناول رؤى نقدية حديثة ومقاربات مبتكرة للنقد السينمائي.

كما يضم المؤتمر ورش عمل تفاعلية لتوسيع المنظور إلى مجال الصوت في السينما وتطوير مهارات نقده وتحليله، إلى جانب عروض سينمائية مختارة تتبعها مناقشات في "ركن النقاد"، مع أمسيات موسيقية تُثري التجربة السينمائية من جانب سمعي؛ إضافةً إلى معرض فني يقدّم أعمالاً متعددة الوسائط. ويتضمن المؤتمر أيضاً ركناً مخصصاً للطفل والعائلة، يحتوي على برنامج ثقافي تعليمي يهدف إلى تعريف الأجيال الناشئة بجوانب النقد السينمائي وعناصر الصوت في الأفلام؛ مما يسهم في تعزيز ثقافة الفيلم بطريقة تفاعلية وتعليمية.
ويأتي الملتقى هذا العام بختام سلسلة ملتقيات النقد السينمائي، التي نظّمتها هيئة الأفلام في مدينتي "حائل" و"الإحساء" ضمن جهودها لدعم وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة والمنطقة، وصناعة منصات تجمع المبدعين والرواد بالهواة والمهتمين، وتطوير الثقافة السينمائية في المنطقة
.

 

####

 

المخرج محمد السلمان من مؤتمر النقد السينمائي:

أتمنى من كل صانع أفلام أن يكون صادقًا في صوته

سيدتي - نت

انطلقت منذ قليل جلسة حوارية بعنوان "لمن تُصنع الأفلام .. ما بين الفنية والجماهيرية"، تحدث خلالها المخرج السعودي محمد السلمان عن إشكالية الأفلام التجارية والجماهيرية، ويحاوره الناقد السينمائي الدكتور مصعب العمري، وذلك على هامش فعاليات اليوم الرابع من الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي.

حيث انطلق المؤتمر الذي تنظمه هيئة الأفلام في الفترة من 6 إلى 10 نوفمبر 2024، بحضور حشد من المهتمين والمتخصصين في مجال السينما، وصُنَّاع الأفلام، ومحبي الشاشة الكبيرة.

متابعة: معتز الشافعي

تصوير: مشاري الخثران

أعده للنشر: مي علي

محمد السلمان يتحدث عن إشكالية الأفلام التجارية والجماهيرية

تحدث المخرج السعودي محمد السلمان عن إشكالية الأفلام التجارية والجماهيرية خلال جلسة حوارية بعنوان "لمن تُصنع الأفلام .. ما بين الفنية والجماهيرية"، حيث قال: "إن هناك فيلماً تراجيدياً نجح بدرجة كبيرة في السوق الصيني محققًا أكثر من 55 مليون دولار، بالرغم من قول الناس أنه فيلم مهرجانات".

وأكمل السلمان: "الناس تعتقد الفيلم التجاري فنيًا ضعيف، وأن الفيلم الفني بيكون غير ممتع، والنظرتين مش صح". وتطرق إلى الحديث عن فيلم كوري نجح في أمريكا بالرغم أنه لم ينجح في السعودية، وذلك على حسب ذوق الجمهور.

محمد السلمان يتحدث عن قوة التسويق وتأثيرها على نجاح الأفلام

وخلال الجلسة تحدث محمد السلمان عن تأثير الدعاية والتسويق في نجاح الأفلام، وأعطى مثالاً بأفلام Barbie و Oppenheimer، حيث قال : "أنا مؤخرًا بدأت أؤمن كثيرًا بعملية التسويق، حيث أننا ناقشنا العديد من الأفلام مثل فيلم Oppenheimer الذي جعل كل سعودي يهتم بالحرب العالمية الثانية بهذا القدر، حيث أننا وصلنا إلى الفيلم قبل عرضه عندنا نتيجة التسويق".

وأضاف السلمان: "كما تم مناقشة فيلم Barbie على تويتر قبل عرضه، مؤكدًا أن قوة التسويق يمكن أن تساعد الفيلم الفني لطلبه في المهرجانات المختلفة أكثر من أي فيلم آخر بدون تكاليف عالية، وذلك إذا نجح العاملون على الفيلم الوصول إلى الجمهور المستهدف أو ما يعتقدون أن الفيلم سوف يعجبهم سواء بشكل محلي أو حول العالم".

محمد السلمان : أتمنى من كل صانع سينما أن يكون صادقاً في صوته وما يقدمه

كما تمنى المخرج محمد السلمان من كل صانع سينما أن يكون صادقًا في صوته وما يقدمه، حيث قال: "أنا شخصيًا أرى أن هناك مؤثرات يتمنى أي صانع أفلام أن يحققها، وهذا الشكل المثالي بالنسبة لي أنا شخصيًا، وهو الوصول إلى شريحة معينة من الناس، ووصول الفيلم إلى المهرجانات هذا في حد ذاته تسويق ونجاح للفيلم عند عرضه بهذه المهرجانات".

وأكمل السلمان: "إذا كان هناك توافق بين القضية أو الأطروحة التي يطرحها الفيلم مع المهرجان سواء في الشرق أو الغرب فهذا يفيد الفيلم كثيرًا، وأنا شخصيًا أعتقد أن صانع الفيلم يجب أن يكون صادقًا في صوته ويعرف ما يريده عندما يصنع فيلمًا".

تفاصيل مؤتمر النقد السينمائي الدولي

يُذكر أن مؤتمر النقد السينمائي الدولي يُقام بتنظيم من هيئة الأفلام السعودية، والتي تهدف إلى تنشيط وإثراء مجال السينما في المملكة عبر إقامة الفعاليات النوعية ودعم المواهب المتميزة. حيث تولي هيئة الأفلام مجال النقد السينمائي اهتماماً خاصاً كونه من أهم عوامل الارتقاء بصناعة السينما وتجربة مشاهد الفيلم. وقد سبق إجراء ملتقيين للنقد السينمائي في حائل في 27 سبتمبر وفي الأحساء في 25 أكتوبر، ويقام مؤتمر النقد السينمائي الدولي ليكون الحدث الختامي لملتقيات هذا العام.

 

سيدتي نت السعودية في

09.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004