ملفات خاصة

 
 
 

بعد تكريمه في مؤتمر النقد..

عبدالله المحيسن شاهد على تاريخ السينما السعودية

أحمد عدلي

مؤتمر النقد السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

إن كان يصعب اليوم، مع حداثة عهد السينما السعودية في القرن الحادي والعشرين، إطلاق لقب رائد على أحد صُنّاعها، فإن المنتج والمخرج المخضرم عبد الله المحيسن يُعد من روادها الحقيقيين الذين قدموا لصناعة السينما الكثير، بل وأخلصوا لها على مدار عقود، رغم التحديات والصعوبات التي واجهها في مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن، ليكون شاهداً على تاريخ السينما السعوديةتلك المسيرة التي يجب الاحتفاء بها، وتكريمه في مؤتمر النقد السينمائي بالرياض، في دورته الثانية.

في رحلته التي بدأت من مكة المكرمة مع إتمام تعليمه الأساسي، ثم انتقاله إلى لبنان للدراسة في المرحلة الثانوية، التي تبعها بالانتقال إلى بريطانيا في نهاية الستينات للدراسة الفنية والسينمائية في أقدم مدرسة للسينما، مدرسة لندن للسينما، بجانب التحاقه بالأكاديمية الملكية البريطانية للتلفزيون، حيث قضى فيها ستة أشهر من التدريب النظري والعمل على الإنتاج والإخراج التلفزيوني.

شغف المحيسن بالسينما بدأ منذ طفولته خلال تواجده في مصر ومشاهدته للأفلام في العطلات الأسبوعية، بالإضافة إلى المسرحيات وأفلام الكرتون التي شاهدها أيضاً كأفلام تعليمية خلال دراسته الابتدائية في السعودية، حيث كانت تُستخدم في مادة العلوم لشرح العديد من المواضيع، مثل الصراع بين كرات الدم البيضاء والحمراء في جسم الإنسان.

وإن كانت المصادفة خلال دراسته الثانوية في لبنان قد ساعدته على الارتباط أكثر بالسينما، نظراً لإقامته مع أحد النقاد الذي كان يناقشه في الأفلام التي يشاهدها، فقد أدرك حينها أن بريطانيا ستكون المكان الذي يبدأ منه دراسته في السينما، والتي بدأها مركزاً على النقد السينمائي.

خلال السنوات الست التي قضى معظمها في لندن، وتحديداً حتى عام 1975 حين عاد إلى السعودية، ظهرت معالم فلسفة المحيسن الفنية، التي فضّل أن يبدأها من بلده السعودية؛ فأسس الشركة العالمية للدعاية والإعلان، وأنشأ أول استوديو تصوير سينمائي في نفس العام، وافتتح في العام التالي أول استوديو إذاعي متكامل يمتلكه القطاع الخاص. ومع بداية الثمانينات، وتحديداً في عام 1981، أسس أول وحدة إنتاج نقل خارجي في السعودية، التي عمل من خلالها على استقطاب الكفاءات المتميزة وتدشين اتفاقيات تعاون مع جهات وشركات حكومية وإعلامية حول العالم.

لم تجعل خطوات المحيسن السريعة منه رائداً في افتتاح الاستوديوهات فقط، بل اهتم أيضاً بجمع التراث الشعبي السعودي من خلال عمله على توثيق مدن المملكة بالصوت والصورة، وكان من أوائل المنادين بفكرة الإنتاج العربي التلفزيوني المشترك، كما خاض تجربة الإنتاج بالشراكة مع التلفزيون المصري من خلال مسلسلي «اللهم إني صائم» عام 1976 ومسلسل «رمضان والناس» في العام التالي.

جزء آخر من مسيرة المحيسن الفنية اهتم فيه بالتدريب والتأهيل الأكاديمي، فأنشأ قسماً للإعلان لتقديم الحملات التوعوية والإعلانية، وأسس أقسام الإنتاج التلفزيوني بشركته، التي أنتجت أول فيلم وثائقي باستخدام الكاميرا المتنقلة، بجانب إنتاجه لأول أفلام كرتون عربية لصالح وزارتي الصحة والمعارف السعودية نهاية السبعينات.

يمكن رصد ريادة عبد الله المحيسن السينمائية من خلال إخراجه لأول فيلم سعودي قصير عام 1974 بعنوان “تطور مدينة الرياض”، الذي عُرض في مؤتمر “الاستيطان البشري” ونال شهادة تقدير من الأمم المتحدة، وشارك بعدها في مهرجان القاهرة بدورته الأولى ضمن الأفلام القصيرة.

ويُعد عبد الله المحيسن من السينمائيين السعوديين الأوائل الذين تواجدوا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دوراته الأولى، بل وحصد عن أعماله جوائز في منافسات قوية؛ بدءاً من عرض فيلمه القصير، مروراً بعرض فيلمه الطويل «اغتيال مدينة» الذي ناقش أبعاد المشكلة اللبنانية وحصد جائزة «نفرتيتي» الفضية، مع ترشيحه لعضوية لجنة تحكيم المهرجان، وصولاً لحصوله على جائزة نفرتيتي الذهبية عام 1983 عن فيلمه «الإسلام جسر المستقبل»، الذي اعتمد فيه على إظهار صراع القوى العالمية على المنطقة العربية والإسلامية.

كما شارك المحيسن كعضو لجنة تحكيم في مهرجان الخليج الأول للإنتاج التلفزيوني، واختير عضواً في اتحاد الفنانين العرب، وتلقى شهادات تقدير وشكر وتكريم من عدة قادة حول العالم، إذ كان مهموماً بقضايا مجتمعه ومحيطه، الأمر الذي شجعه على إخراج فيلم «الصدمة» الذي ناقش الآثار التي تركتها حرب الخليج، وهو العمل الذي عُرض في مهرجاني القاهرة ودمشق.

في مسيرته الفنية التي قدم خلالها العديد من التجارب السينمائية المتميزة، اعتمد المحيسن على توظيف الموسيقى والصوت والإضاءة بطرق مختلفة ومغايرة، مما مكّنه من ترك بصمته الخاصة في تجاربه التي عكست نتاج دراسته الأكاديمية وسعيه لمواكبة المتغيرات السينمائية بشكل مستمر.

إنشغال المبدع السعودي بالتطور المتلاحق في عالم التكنولوجيا جعله يُبادر لإطلاق مجلة “ستالايت جايد”، التي تُعد أول مجلة عربية متخصصة في البرامج والقنوات الفضائية، والتي صدرت عام 1994، بينما لم يتوقف اهتمامه بالسينما مع تدشينه لأكاديمية متخصصة في فنون السينما والإنتاج الإعلامي خلال السنوات الأخيرة.

 

####

 

تفاصيل النسخة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي في الرياض

فاصلة

تكتسب الدورة الثانية من ملتقى النقد السينمائي في الرياض أهمية خاصة، إذ تؤشر لنجاح الدورة الأولى من الملتقى، ما أدى لإعداد وتوسعة الدورة الثانية منه.

واتخذ ملتقى النقد السينمائي في دورته الثانية بعدًا مميزًا ببدء فعالياته بجولات في المدن السعودية وبين قصورها التاريخية، خلال الشهرين السابقين على عقد اللقاء الرئيسي للملتقى في العاصمة الرياض خلال الفترة من 6 إلى 10 من نوفمبر الجاري.

تأتي إقامة الدورة الثانية من الملتقى هذا العام مدعومة بطائفة من الموضوعات التي يطرحها ويناقشها الملتقى، واستقدام متخصصين سينمائيين للحديث والنقاش حول تلك الموضوعات، مما يدعم ترسيخ مفهوم النقد، ليس فقط للجمهور الحاضر، ولكن أيضاً للمهتمين بالنقد السينمائي والسينيفيليين(المهووسين بالسينما).

اليوم الأول.. حفل الافتتاح

تنطلق فعاليات المؤتمر مساء اليوم، الأربعاء، في قرية ميادين بالرياض، بجلسة حوارية مع المخرج عبد الله المحيسن، أحد رواد السينما السعودية، يتحدث فيها عن  «تأسيس السينما السعودية»، وحضورها في السينما العربية والعالمية. كما يعكس اختيار فيلم الافتتاح «اغتيال مدينة»، الذي أخرجه المحيسن في منتصف السبعينيات حول الأزمة اللبنانية، الحضور السعودي المبكر في قضايا وأزمات العالم العربي وقضاياه الأكثراشتعالًا.

ويحاور المحيسن في الجلسة الحوارية الناقدين السينمائيين؛ المصري أحمد شوقي رئيس الإتحاد الدولي للنقاد الفيبريسي، والناقد أحمد العياد رئيس تحرير فاصلةفي جلسة ستتطرق إلى مسيرة المحيسن الممتدة لأكثر من خمسة عقود، إذ يناقشه الناقدان في فلسفته ورؤيته للسينما السعودية التي قدم فيها الكثير على مدار السنوات.

اليوم الثاني.. قضايا نقدية

تعكس القضايا المطروحة في النسخةالثانية من الملتقى عدة إشكاليات ملحة في النقد السينمائي، منها العلاقة الملتبسة بين الناقد وصانع الفيلم، وهي القضية التي سيناقشها وائل أبو منصور مع المخرج المصري الكبير خيري بشارة، بينما سيحاور الناقد السعودي فراس الماضي الناقد إبراهيم العريس حول «النقد بين السينما والأدب والفنون».

ويأتي الاهتمام بصناعة السينما بأشكالها المختلفة، وتحديداً الأفلام الصامتة، محورًاللنقاش في اليوم الثاني من الملتقى في ندوة بعنوان «لماذا لا تزال الأفلام الصامتة مهمة؟»، والتي تديرها الصحافية مارينا كوستوفا، بمشاركة عدة شخصيات منها الناقدة السعودية مشاعل عبد الله، والمؤرخ والناقد السينمائي الأميركي جاي ويسبرج.

اليوم الثالث.. الصوت بين القديم والحديث

يجمع الملتقى في نسخته الجديدة العديد من المعنيين بالنقد السينمائي في نقاشات ومسارات مختلفة من عدة دول حول العالم، بما يعكس استمرار سياسة توسعة دوائر الاتصال والمناقشات، مما يثري أهداف الملتقى فيما يتعلق بالنقد، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الارتقاء بمستوى الأعمال الفنية المختلفة.

وانطلاقًا من هدف التعمق في مناقشة عناصر وقضايا النقد السينمائي، ستشهد الجلسات عروضاً تقديمية تسلط الضوء على تجاربقديمة وأخرى حديثة، منها العروض التقديمية التي يديرها الناقد السعودي فراس الماضي، وتتضمن مناقشات حول «الأجساد الصامتة في الأفلام التايلاندية في ستينيات القرن العشرين»، و«تعبيرية تصميم الصوت في فيلم “هم الكلاب” لهشام العسيري»، بالإضافة إلى مناقشة حول تأثير الصوت في صناعة الشريط السينمائي.

بينما يدير الناقد السعودي عبد الله العقبي جلسة مع المخرجة المتميزة أسماء المدير بعنوان «من القصة الذاتية إلى آفاق العالمية»، وهي الجلسة التي ستتطرق إلى كيفية وصول القصص المحلية إلى العالمية، وفيلم«كذب أبيض» نموذجًا.

اليوم الرابع.. الأفلام في عين الناقد والجمهور

أما ورشة “الماستر كلاس”، التي يديرها الناقدالمصري محمد طارق مع الناقد الكبير كمال رمزي، فهي من أهم فعاليات الملتقى، نظراً لخبرة رمزي الطويلة في النقد السينمائي ومعاصرته لأجيال مختلفة من النقاد وصناع الأعمال السينمائية. بينما يتحدث المخرج السعودي محمد السلمان في جلسة بعنوان «لمن تصنع الأفلام؟ بين الفنية والجماهيرية»، والتي يديرها الناقد مصعب العمري.

ورش عمل ثرية خلال 5 أيام

وتعتبر ورشة المخرجة السعودية سارة بالغنيم في اليوم الرابع للملتقى من أطول وأهم ورش العمل، وتتناول الورشة التي تستمر أربع ساعات كتابة الأفلام القصيرة.وتليها في اليوم الخامس ورشة عمل يديرها ميكي مهنا بعنوان «البودكاست والحوار النقدي عن الأفلام والثقافة».

ومن بين الورش المهمة في الملتقى، تأتي ورشة الناقد المصري رامي عبد الرازق في اليوم الثاني، حيث سيتحدث فيها عن «فن الفرجة على الأفلام».

 

موقع "فاصلة" السعودي في

06.11.2024

 
 
 
 
 

التفاصيل الكاملة لافتتاح مؤتمر النقد السينمائي الدولي 2024 في الرياض

سيدتي - معتز الشافعي

واكبت "سيدتي" من الرياض افتتاح الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي بتغطية ولقاءات خاصة، حيث انطلقت أعمال المؤتمر الذي تنظمه هيئة الأفلام في الفترة من 6 إلى 10 نوفمبر 2024، بحضور حاشد من المهتمين والمتخصصين في مجال السينما، وصُنَّاع الأفلام، ومحبي الشاشة الكبيرة.

الصوت في السينما

تُعقد الدورة الثانية هذا العام تحت شعار "الصوت في السينما"، حيث تُسلَّط الأضواء على دور الصوت في إثراء تجربة المشاهدة السينمائية، من خلال مناقشة أبعاده المتعددة، بما يشمل الموسيقى التصويرية، والمؤثرات الصوتية، وأصوات الطبيعة. إضافة إلى موضوع "الصوت"، يتناول المؤتمر عدة جوانب سينمائية متنوعة، إذ يشارك نخبة من المتخصصين في ندوات حوارية وعروض تقديمية لطرح رؤاهم وأفكارهم، كما يتضمن البرنامج مجموعة من الورش التدريبية، عروض الأفلام، والأركان التفاعلية التي تتيح للجمهور فرصة الانغماس في رحلة فنية تعليمية ممتعة تثري تجربتهم السينمائية.

كلمة رئيس هيئة الأفلام

افتُتح الحفل بفيلم تعريفي يلقي الضوء على مسيرة مؤتمر النقد السينمائي، وأهدافه وإنجازاته. بعدها ألقى الرئيس التنفيذي لـ هيئة الأفلام، عبد الله بن ناصر القحطاني، كلمته التي أشار فيها إلى التزام الهيئة بتأسيس قطاع سينمائي قوي ومستدام، انسجاماً مع رؤية السعودية 2030، مؤكدًا أهمية تمكين النقد كوسيلة فكرية وفنية تدعم مسيرة السينما وتفتح أمامها آفاقًا جديدة. وذكر القحطاني أن المؤتمر يهدف إلى جمع النقاد والمبدعين لتبادل الأفكار والخبرات، سعيًا نحو إرساء وعي سينمائي عربي متعمق يواكب المعايير العالمية، مع الحفاظ على الأصالة والهوية الثقافية.

كلمة المخرج عبد الله المحيسن

كما تضمن الحفل كلمة للمخرج السعودي القدير عبد الله المحيسن، الذي أكد على أن النقد الصادق والواعي يشكّل دعامة أساسية للإبداع السينمائي، واصفًا السينما بأنها رسالة قبل أن تكون فنًا. عقب ذلك، عُرض فيلم "اغتيال مدينة" للمحيسن، الذي يُعتبر من أوائل الأفلام الوثائقية السعودية والحائز على جوائز دولية عدة. تلا العرض جلسة حوارية أدارها الناقدان أحمد شوقي وأحمد العياد، تناولت أبعاد الفيلم وأهميته.

عبد الله المحيسن وعمار الشريعي

المحيسن تحدث خلال الندوة عن بداياته الفنية، وعن أسرار تعاونه مع الموسيقار الراحل عمار الشريعي، من خلال الموسيقى التصويرية لفيلم "اغتيال مدينة" الذي يعد أول عمل يقوم الشريعي بتأليف الموسيقى التصويرية له، وتابع المحيسن: "رشحت الشريعي بعد ذلك للمنتج يحيى العلمي لكي يقوم بتأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل "الأيام" الذي تناول سيرة الأديب الراحل طه حسين ولعب بطولته النجم الراحل أحمد زكي، ومن هنا جاءت انطلاقة عمار الشريعي في تأليف الموسيقى التصويرية للأعمال السينمائية والدرامية".

تفاصيل مؤتمر النقد السينمائي الدولي

يُذكر أن مؤتمر النقد السينمائي الدولي يُقام بتنظيم من هيئة الأفلام، والتي تهدف إلى تنشيط وإثراء مجال السينما في المملكة عبر إقامة الفعاليات النوعية ودعم المواهب المتميزة. حيث تولي هيئة الأفلام مجال النقد السينمائي اهتماماً خاصاً كونه من أهم عوامل الارتقاء بصناعة السينما وتجربة مشاهد الفيلم. وقد سبق إجراء ملتقيين للنقد السينما في حائل في 27 سبتمبر وفي الأحساء في 25 أكتوبر، ويقام مؤتمر النقد السينمائي الدولي ليكون الحدث الختامي لملتقيات هذا العام.

 

####

 

خيري بشارة يكشف العلاقة بين صُناع الأفلام والنُقاد في مؤتمر النقد السينمائي بالرياض

سيدتي - نت

أقيمت اليوم ضمن فعاليات ثاني أيام مؤتمر النقد السينمائي العالمي جلسة حوارية بعنوان "في صحبة النقاد: الناقد وصانع الفيلم .. علاقة ملتبسة" والتي شارك فيها المخرج خيري بشارة وأدار الحوار المخرج والكاتب وائل أبو منصور، وتناولت الجلسة الحوارية العديد من الموضوعات حول صناعة السينما وعلاقتها بالنقد السينمائي وبشكل خاص العلاقة بين صُناع الأفلام والنُقاد.

متابعة: معتز الشافعي

تصوير: مشاري الخثران

أعده للنشر: حاتم سعيد حسن

خيري بشارة يؤكد بأن النقد السينمائي جاء بالمرحلة الثانية بمسيرته السينمائية

وبدأت الجلسة الحوارية بحديث المخرج خيري بشارة عن علاقته كأحد صُناع الأفلام بالنقد السينمائي قائلًا بأنه بالطبع حينمًا كان يحلم أن يُصبح صانع افلام لم يكن الناقد السينمائي في حساباته ولكن الحلم كان هو صناعة فيلم وفي بداياته لم يكن يهتم كيف سيتم إستقبال الفيلم بقدر ما كان يهتم بأن يُقدم فيلم يعبر عنه بشكل قوي وعن همومه بشكل غير عادي وكان ذلك هو تركيزه الرئيسي.
وأضاف المُخرج خيري بشارة خلال حديثه بأن الناقد جاء في المرحلة الثانية، بالطبع كان يهتم بالجمهور لأنه يعتبر الفيلم ظاهرة شعبية وتلك الظاهرة لابد وأن تصل للناس وأن صناعة السينما ليست شئ موجه للنخبة وذلك بالطبع لا يغفل أن بعض الأفلام النخبوية تُساهم في تطوير صناعة السينما
.

خيري بشارة يكشف تفاصيل عن رؤيته لتجربته السينمائية

كما أجاب المُخرج خيري بشارة خلال الجلسه عن تساؤل حول تجربته السينمائية وكيف رأى البعض أن سينما خيري بشارة بدأت بأنها افلام نخبوية ثم تحولت عقب ذلك إلى افلام تميل إلى التجارية والجماهيرية وبشكل خاص بدءًا من فيلم "كابوريا" والأفلام التي قدمها عقب ذلك، وأوضح المُخرج خيري بشارة بأنه حينما قدم فيلمه الثالث "الطوق والأسورة" أو فيلم "يوم حلو ويوم مر" بأنه يُقدم فيلم شعبي وليس فيلمًا نخبويًا مؤكدًا بأن رد فعل الجمهور والنُقاد لا يُعبر عنه ولا عن الفيلم فدائمًا ما يأتي الإستقبال بشكل زمني وتاريخي وضرب مثال بفيلم "حرب الفراولة" بأنه يراه أكثر الأفلام التي يوجد معها مشاكل بشكل شخصي ومن أقل الأفلام التي قدمها حماسًا إلا أنه بعد مرور زمن حينما كان ينتقد الفيلم كان المُخرجين الشباب والذين أصبحوا الأن من المُخرجين المُهمين يقولون بأنه فيلم هام وألهمهم، مؤكدًا بأن الأفلام يتم مشاهدتها في سياق زمني وتاريخي وهُناك دائمًا إعادة تقييم للأفلام حيث هناك افلام نُشاهدها بطريقة وبعد عشر سنوات نُشاهدها بطريقة أخرى لذلك هو شئ نسبي.

خيري بشارة يؤكد بأنه كان يعلم أن هُناك جيل سيأتي لإنصافه

وحول إختلاف النُقاد السينمائيين عندما بدأ مشواره السينمائي عن النُقاد السينمائيين اليوم ورؤيتهم للأفلام قال المخرج خيري بشارة بأن أفلامه التي أثارت حفيظة النُقاد والذين كانوا مُعجبين ومُتحمسين للمرحلة الأولى من أفلامه وأصبحوا ضده إبتداءًا من فيلم "كابوريا" كان رأيه حينها بأن هُناك جيل سيأتي لإنصافه وهذا ما حدث بالفعل حينما تم عرض أفلامه مطلع عام 2023 بسينما زاوية أتى جمهور كبير وأغلبهم ممن وُلدوا بعد إنتاج تلك الأفلام وكانوا متحمسين بدرجة كبيرة، وأضاف بأن اليوم أفلامه التي تم الخلاف عليها بفترتي الثمانينيات والتسعينيات لها اليوم جمهور كبير من النُقاد الشباب المُتحمسين لها أضعاف من هاجموها وقت إصدارها.

كما تحدث المُخرج خيري بشارة خلال الجلسة الحوارية عن سبب قسوته في بعض الأحيان على الممثلين خلال إخراج أفلامه قائلًا بأنه في وقت عملية الإبداع يكون هناك جزء غير متوازن وهناك حالة من الوعي واللا وعي حينما أعمل على الفيلم ويكون في حالة اشبه بالممثل ويكون عصبي وهجومي بدرجة كبيرة، وأضاف بأنه يتذكر في فيلم "الطوق والأسورة" أن تم إخباره بوفاة شخص عزيز عليه مما جعل مشاهد القسوة تزيد بسبب غضبه من الموت و رحيل ذلك الشخص العزيز عليه وكان مثله الأعلى وذلك يؤكد بأن في بعض الأحيان تكون الأمور مُختلطة لذلك فالسينما حياة وخلال صناعة الفيلم يخرج الكثير من التعبير عن النفس فالفيلم صورة من الذات تُعبر عن صانعه.

خيري بشارة يتحدث عن أهمية الأغاني في افلامه السينمائية

كما تحدث المُخرج خيري بشارة عن أهمية الغناء في افلامه وإستعانته بكثير من المُطربين في أفلامه مثل عمرو دياب، محمد منير، حميد الشاعري، محمد فؤاد والفنانة الإستعراضية شريهان، قائلًا بأن الغناء يوجد به كثافة شعرية ومن خلال اغنية واحدة تنقل العديد من المشاعر، وأضاف المخرج خيري بشارة بأنه في فترة جمع أغاني فيلم "أمريكا شيكا بيكا" لسبب أكاديمي وقال من خلالها بأن لديه أسئلة حاول الإجابة عنها في الفيلم مثل أغنية سأل من خلالها عن معنى الحب وأغنية "يعني ايه كلمة وطن" وتلك الأغاني التي كتبها الشاعر مدحت العدل تُغني عن كتابة حوار كبير في الفيلم ويكون بها كثافة لطرح العديد من التساؤلات.

فيما أكد المُخرج خيري بشارة خلال الجلسة الحوارية بأنه مُغرم ومُهتم ويدرس بالفعل الذكاء الإصطناعي وهو ينظر إليه على أنه إختراع جديد مُثير للإهتمام وأسأل نفسي إلى أين سيصل، وكشف على أنه استخدم الذكاء الإصطناعي في تصوير نفسه وهو يحتضن نفسه في طفولته وذلك أصابه بالرعب فكيف حدث ذلك أنه أشبه بالسحر وإستخدمه مع أفراد عائلته ويرى بأنها أحلام يقظة أصبحت حقيقة، لذلك هو يحب تلك الإختراعات لأنها تفتح أفاق للذهن بغض النظر عن أين ستصل بنا تلك التكنولوجيا وعلينا أن نستكشف ونفهم.

تفاصيل مؤتمر النقد السينمائي الدولي

يُذكر أن مؤتمر النقد السينمائي الدولي يُقام بتنظيم من هيئة الأفلام، والتي تهدف إلى تنشيط وإثراء مجال السينما في المملكة عبر إقامة الفعاليات النوعية ودعم المواهب المتميزة. حيث تولي هيئة الأفلام مجال النقد السينمائي اهتماماً خاصاً كونه من أهم عوامل الارتقاء بصناعة السينما وتجربة مشاهد الفيلم. وقد سبق إجراء ملتقيين للنقد السينما في حائل في 27 سبتمبر وفي الأحساء في 25 أكتوبر، ويقام مؤتمر النقد السينمائي الدولي ليكون الحدث الختامي لملتقيات هذا العام.

 

سيدتي نت السعودية في

07.11.2024

 
 
 
 
 

في هيئة الأفلام السعودية

توقيع اتفاقية إيداع الأرشيف الصحفي للناقد البحريني حسن حداد عند الأرشيف الوطني للأفلام

البلاد/ طارق البحار:

بحضور الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية عبدالله بن ناصر القحطاني ومدير عام الأرشيف الوطني للأفلام في الهيئة، الأستاذ عبدالله العبدالله، عبد الجليل الناصر المدير العام لتنمية القطاع وجذب الاستثمار في هيئة الأفلام السعودية، وحضور المهرجان من نقاد ومتخصصين وسينمائيين، وقع اليوم الناقد البحريني القدير حسن حداد اتفاقية إيداع الأرشيف الصحفي له عند الأرشيف الوطني للأفلام في هيئة الأفلام السعودية.

وقال الناقد البحريني حسن حداد في كلمته أنه من أكثر المتابعين للحراك السينمائي بشكل خاص والحراك الثقافي السعودي بصورة عامة باعتبار ان السعودية هي العمق الابداعي لكافة المبدعين في المنطقة في خضم التجربة الثقافية الجديدة، وقال امام جمهور مؤتمر النقد بالرياض: "عملت منذ مدة متجاورا مع النهوض الثقافي السعودي وأصبح القائمون عليه اصدقاء اتقاسم معهم الفضاء الثقافي بوصفذ شركاء في التجربة الجديدة في المنطقة.

من هنا اصبحت مهموما برغبة الاسهام بفاعلية في الحراك حتى جاءت فكرة التبرع بالأرشيف السينمائي الخاص بي والذي عكفت على جمع معلوماته منذ ثمانينات القرن الماضي اي انه جهد 40 عاما، وجدتها فكرة من جهة تؤكد جدارة التجربة السعودية بالتضحية من اجلها ومن جهة اخرى ترضي رغبتي بالمساهمة فيها".

وأضاف حداد: "انني على ثقة بان مثل هذا الارشيف مكانه الآمن هي جهة رصينة مثل ذاكرة هيئة الافلام السعودية ممثلة بالأرشيف الوطني للأفلام.. الهيئة التي منحتنا كمهتمين بالسينما الامل في إنعاش السينما في منطقة الخليج العربي وان تكون بيتا لنا جميعا يحمينا من التخبط مؤسساتيا طوال الفترات الماضية".

وقال الناقد حسن حداد ان فكرة التبرع بالأرشيف السينمائي الورقي الخاص به شخصياً ليكون الخطوة الاولى في مسار التعاون الخلاق مع هيئة الأفلام السعودية، علما ان هذه الوثائق سيستفيد منها الباحثون والكتاب والدارسون للسينما مستقبلا وتحتاج الى جهة معتمدة كتجربتكم الباهية في الحفاظ على هذه المجموعة الأرشيفية، والاهتمام بها وتنميتها، من قبل كيان رسمي.

وقال "لاقت فكرة التبرع قبولاً وافراً، واهتماماً من صديقي الأستاذ عبدالله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية. ورحب بهذه المساهمة والتي تأتي في سياق يتناسب مع توجه الهيئة، في بناء أرشيف سينمائي يدعم التجربة السينمائية الجديدة.

هذا وأحث جميع المشتغلين بالسينما ومحبيها على إيداع ما لديهم من أفلام وصحف ومستندات ووثائق وصور وجميع المواد المتعلقة بالسينما لدى الأرشيف الوطني للأفلام، إسهامًا في حفظ إرثنا السينمائي والثقافي".

في هيئة الأفلام السعودية

توقيع اتفاقية إيداع الأرشيف الصحفي للناقد البحريني حسن حداد عند الأرشيف الوطني للأفلام

البلاد/ طارق البحار:

بحضور الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية عبدالله بن ناصر القحطاني ومدير عام الأرشيف الوطني للأفلام في الهيئة، الأستاذ عبدالله العبدالله، عبد الجليل الناصر المدير العام لتنمية القطاع وجذب الاستثمار في هيئة الأفلام السعودية، وحضور المهرجان من نقاد ومتخصصين وسينمائيين، وقع اليوم الناقد البحريني القدير حسن حداد اتفاقية إيداع الأرشيف الصحفي له عند الأرشيف الوطني للأفلام في هيئة الأفلام السعودية.

وقال الناقد البحريني حسن حداد في كلمته أنه من أكثر المتابعين للحراك السينمائي بشكل خاص والحراك الثقافي السعودي بصورة عامة باعتبار ان السعودية هي العمق الابداعي لكافة المبدعين في المنطقة في خضم التجربة الثقافية الجديدة، وقال امام جمهور مؤتمر النقد بالرياض: "عملت منذ مدة متجاورا مع النهوض الثقافي السعودي وأصبح القائمون عليه اصدقاء اتقاسم معهم الفضاء الثقافي بوصفذ شركاء في التجربة الجديدة في المنطقة.

من هنا اصبحت مهموما برغبة الاسهام بفاعلية في الحراك حتى جاءت فكرة التبرع بالأرشيف السينمائي الخاص بي والذي عكفت على جمع معلوماته منذ ثمانينات القرن الماضي اي انه جهد 40 عاما، وجدتها فكرة من جهة تؤكد جدارة التجربة السعودية بالتضحية من اجلها ومن جهة اخرى ترضي رغبتي بالمساهمة فيها".

وأضاف حداد: "انني على ثقة بان مثل هذا الارشيف مكانه الآمن هي جهة رصينة مثل ذاكرة هيئة الافلام السعودية ممثلة بالأرشيف الوطني للأفلام.. الهيئة التي منحتنا كمهتمين بالسينما الامل في إنعاش السينما في منطقة الخليج العربي وان تكون بيتا لنا جميعا يحمينا من التخبط مؤسساتيا طوال الفترات الماضية".

وقال الناقد حسن حداد ان فكرة التبرع بالأرشيف السينمائي الورقي الخاص به شخصياً ليكون الخطوة الاولى في مسار التعاون الخلاق مع هيئة الأفلام السعودية، علما ان هذه الوثائق سيستفيد منها الباحثون والكتاب والدارسون للسينما مستقبلا وتحتاج الى جهة معتمدة كتجربتكم الباهية في الحفاظ على هذه المجموعة الأرشيفية، والاهتمام بها وتنميتها، من قبل كيان رسمي.

وقال "لاقت فكرة التبرع قبولاً وافراً، واهتماماً من صديقي الأستاذ عبدالله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية. ورحب بهذه المساهمة والتي تأتي في سياق يتناسب مع توجه الهيئة، في بناء أرشيف سينمائي يدعم التجربة السينمائية الجديدة.

هذا وأحث جميع المشتغلين بالسينما ومحبيها على إيداع ما لديهم من أفلام وصحف ومستندات ووثائق وصور وجميع المواد المتعلقة بالسينما لدى الأرشيف الوطني للأفلام، إسهامًا في حفظ إرثنا السينمائي والثقافي".

 

البلاد البحرينية في

07.11.2024

 
 
 
 
 

تحت شعار "الصوت في السينما".. انطلاق مؤتمر النقد في الرياض

الرياض-محمد عبد الجليل

انطلقت فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي"، الذي تُنظمه هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الرياض، وسط حضور عدداً من النقاد الدوليين والعرب والسعوديين وصُنّاع السينما، والتي من المقرر أن تستمر حتى العاشر من الشهر الجاري.

عرض في الافتتاح فيديو قصير يتتبع ما تم تقديمه خلال الدورة الأولى للمؤتمر العام الماضي، بجانب الملتقيات التي قدمت في حائل والأحساء خلال الفترة الماضية.

وبدوره، قال عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية، خلال كلمته في حفل الافتتاح، إنّ: "مدينة الرياض، مكانٌ مثالي لمؤتمر فريد من نوعه كهذا، فهي من جهة قلب مستقبل صناعة السينما بالمنطقة وسوقها الأكبر الذي يبشر باقتصاد قوي، ومن جهة أخرى حضن الثقافة ومستقبل الفكر". 

وتابع "لم نكن لنجتمع اليوم هنا لولا الإيمان العميق بأهمية الفكر والثقافة"، موجهاً الشكر إلى وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، لدعمه وتمكينه لقطاع الافلام في المملكة، والذي صار قطاعاً لافتاً وواعداً ومؤثراً على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتابع "انطلاقاً من رؤية السعودية 2030، تولي هيئة الأفلام اهتماماً كبيراً بتأسيس وتطوير واستدامة قطاع أفلام قوي ويدرك أهمية تمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير الطريق في السينما وتفتح نوافذ، لذا جاء هذا المؤتمر منصة تجمع بين النقاد والمبدعين، وتتيح لهم فرصة لتبادل الأفكار والخبرات وصولاً إلى تشكيل وعي سينمائي عربي أعمق، ينقلنا نحو آفاق عالمية دون أن نتخلى فيه عن الأصالة".

وأشار إلى أن اختيار "الصوت في السينما" ليكون عنون النسخة الثانية من المؤتمر، يعود إلى أن "الصوت هو نصف  التجربة السينمائية، إذ يستطيع أن يحكي ما لا تستطيع الصورة وحدها قوله".

أما مشاري خياط، المشرف العام على مؤتمر النقد السينمائي، قال إن: "النقد السينمائي الذي بدأ كاداة للتعبير عن الذات واستكشاف التحديات المجتمعية، قد تطور مع مرور الزمن ليصبح منارة تضيء دروب الفنانين وتلهم الأجيال الجديدة من المبدعين، اليوم ونحن نبدأ رحلة السينما السعودية، نعتز بما تحقق من إنجازات، حيث نجحت السينما السعودية في الوصول إلى أفق عالمية، وأصبح النقد جزءاً لا يتجزأ من هذا التطور، يسهم في تعزيز جودة الاعمال السينمائية، وإبراز روحها الأصلية".

فيما قال المخرج السعودي عبد الله المحيسن، ضيف اليوم الأول من فعاليات المؤتمر، إنّ: "هيئة الأفلام السعودية، بادرت انطلاقاً من رؤية 2030، بوضع استراتيجية كبيرة لتطوير قطاع السينما في جميع جوانبه، إذ أن استمرار إقامة مؤتمر النقد السينمائي دليل على أهمية تطوير الحركة السينمائية في المملكة".

ورأى أن "العمل السينمائي يستند على نقد الواعي والصادق والهادف، لذلك فهو المحرك الديناميكي للتطور والإبداع، فالسينما هي رسالة قبل أن تكون أي شيء آخر"، مؤكداً أن "السينما بالنسبة لي منذ اليوم الأول أداة للتعبير، ولم تغريني عروض المنتجين للتنازل عن قيمي، فأصبحت السينما هواية وليست غاية".

وأعرب عن آماله أن تخرج النسخة الثانية من المؤتمر،  بوثيقة تؤسس المدرسة السعودية للنقد السينمائي، لكي تكون حراك إنتاج أفلام معاصرة في المملكة، لتكون سينما تخدم قضايا التنمية في المملكة والمنطقة العربية".

وعرض المؤتمر في الافتتاح الفيلم التسجيلي السعودي "اغتيال مدينة" للمخرج عبد الله المحيسن

جلسة حوارية

وشهد اليوم الأول من فعاليات المؤتمر، جلسة حوارية مع المخرج السعودي عبد الله المحيسن، أدارها الناقدان السعودي أحمد العياد، والمصري أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي للنقاد.

وقال عبد الله المحيسن، إن النقد السينمائي ساهم في رحلته بشكلٍ كبير، لاسيما عندما عُرض فيلمه الأول في مهرجان القاهرة السينمائي، عام 1977، قائلاً: "كنت أطمح لتقديم شيء جديد يعكس قضايا المجتمع العربي وصراعاته، وأعتبر نفسي من أوائل المخرجين في المملكة، إذن الرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق".

وتابع "لم يكن هناك بيئة سينمائية واسعة في السعودية، وكانت الموارد السينمائية محدودة، والنقاد المصريين كانوا متفتحين جداً وداعمون لخطواتي الأولى"، لافتاً إلى أن "الناقد المصري الراحل سمير فريد، كان يقول لي: إن أعمالي تُظهر حساً سينمائياً درامياً قوياً، وكان يتساءل لماذا لا أقدّم شيئاً أطول وأكثر تعقيداً، فهذا الدعم والنقد الإيجابي كان له أثراً كبيراً على مسيرتي".

وكشف المحيسن أسباب تناوله قضايا سياسية واجتماعية حساسة في أفلامه، قائلاً إن "هدفي كان تقديم قضايا المجتمع العربي بطريقة جديدة ومختلفة، فقد تناولت موضوعات مثل التعايش السلمي والصراعات السياسية التي كانت ولا تزال تؤثر في المنطقة".

وأضاف "استلهمت بعض أعمالي من أحداث الصراع في لبنان، وقررت استخدام أسلوب الرسوم المتحركة، لنقل تلك الرسائل بطريقة رمزية ومبتكرة، كما حاولت تقديم أعمال تكون وثيقة تعبر عن تلك الفترة، وليس مجرد تسجيل للأحداث، بل معالجة درامية عميقة".

وأكد "لم أشعر أبداً أن تمثيلي للمملكة كان قيداً عليّا، بل على العكس، كنت فخوراً جداً بذلك. منذ البداية، كانت هناك ثقة كبيرة في ما نقدمه من فن، وثقة القيادة في المملكة دعمتنا في العديد من المجالات، أتذكر عندما كنت أذهب للتحدث إلى أي مسؤول في الدولة حول مشروع فني أو سينمائي، كان الرد في العادة داعماً ومشجعاً، مع شرط أساسي ألا يتضمن العمل أي محتوى غير لائق أو مسيء، فكانت هناك أجواء من الثقة والتحفيز، وكان وقتها الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير الرياض حينذاك، داعماً للفكر والثقافة، حيث كان بمثابة أيقونة لكل المفكرين والمثقفين".

واستكمل "في تلك الفترة، كنت أعلم أن الطريق لتحقيق هدفي في مجال السينما يحتاج إلى إذن ودعم من القيادات العليا، لذلك كنت أحرص دائماً على أن أحصل على هذا الدعم، وكنت أعرف أنني إذا طرقت الباب الصحيح، فإنني سأجد الدعم الكامل لتحقيق رؤيتي السينمائية، وكان النظام يسمح بهذا النوع من الانفتاح الفكري والثقافي، حتى في مجتمع يراه البعض بشكل خاطئ على أنه منغلق أو رجعي".

وأشار إلى أن "تلك الفترة، كانت هناك تيارات فكرية عديدة في المنطقة العربية تنظر إلينا نظرة ضيقة، وتفسر أعمالنا على أسس سياسية أو مذهبية، حتى لو كانت هذه الأعمال تتحدث عن قضايا إنسانية أو اجتماعية بحتة. كان البعض يصفني بتصنيفات مختلفة، ويعتبرونني جزءاً من تيار معين، فقط بسبب أفكاري وأعمالي الفنية، فلم يكن هناك تقدير حقيقي للعمل بحد ذاته؛ بل كان هناك توجه لنقد الهوية الشخصية للفنان بدلاً من نقد العمل الفني".

وأردف "في تلك الفترة كنت أشعر أحيانًا بأن المجتمع العربي ككل يعاني من فوضى فكرية، حيث كانت التيارات الفكرية المختلفة تحاول السيطرة على الأجواء الثقافية. اليوم، أرى أن هذا التنمر الفكري قد تطور وأصبح أكثر انتشاراً، ولكنني أرى أيضاً أن المملكة العربية السعودية الآن أكثر انفتاحاً وتقدماً بفضل هذا الإرث من الدعم الفكري الذي كان موجوداً حتى في أصعب الأوقات".

ولفت إلى أن "السينما السعودية منذ بداية رحلتي السينمائية عام 1977، شهدت تطوراً كبيراً، والذي توّج بمشاركة أفلام سعودية في مسابقات رسمية دولية، بل وحصولها على جوائز مثل فيلم (نورا)"، موضحاً أن "استمرار حركة السينما في السعودية وتزايد الإنتاجات المحلية يعكس مدى التحول والنهضة في هذا المجال، وأراه تطوراً إيجابياً يعكس رغبة الشباب في استكشاف هذه الصناعة وتقديم رؤاهم من خلال الشاشة".

نصيحة للأجيال الجديدة

وبعث المحيسن بنصيحة للشباب، قائلاً: "أؤمن أن السينما رسالة قبل أي شيء آخر، وأن الفيلم بدون مضمون أو رسالة عميقة لا يكون سوى عمل سطحي، سواء كان درامياً أو كوميدياً أو وثائقياً، وأول ما يجب أن يدركه الشاب الذي يسعى لدخول مجال السينما هو أن السينما علم ودراسة، وليست مجرد كاميرا يمكن لأي شخص أن يحملها ويصور، صحيح أن هناك مواهب صاعدة يمكنها إنتاج أفلام باستخدام الهواتف المحمولة، لكن هناك قواعد وأسس يجب أن يُتقنها من يريد النجاح في هذا المجال".

وتابع "السينما الحقيقية تبدأ من بيئتك المحلية؛ يجب أن تكون رسالتك نابعة من هذه البيئة وتعبّر عن خصوصيتها، ومن هناك تنطلق للعالمية. ليس الهدف أن نعيد ما نشاهده في الأفلام الغربية ونقحم أفكارهم في أعمالنا، بل علينا أن نقدم قصصًا تلامس واقعنا وتجسد هويتنا، وتكون قادرة على الوصول إلى الجمهور العالمي دون أن تفقد هويتها المحلية".

ورأى المحيسن أن "الغرب قد يكون مهتماً برؤية تصورات محددة عنا، لكن يجب علينا أن نكون صادقين في التعبير عن أنفسنا وثقافتنا دون محاولة إرضاء هذه التوقعات، الرسالة الأهم التي يجب أن نركز عليها هي كيف يمكننا استخدام السينما كأداة لتعريف العالم بنا، بتعقيدنا وتنوعنا الحقيقي، وليس بما يتوقعونه منا".

 

الشرق نيوز السعودية في

07.11.2024

 
 
 
 
 

بـ"النقد السينمائي".. الرياض تفتح أبوابها لصناع الأفلام

بمشاركة مجموعة كبيرة من المتخصصين بالسينما

تنشيط وإثراء مجال السينما في المملكة عبر إقامة الفعاليات النوعية

الرياض : "أخبار 24"

تستضيف الرياض، أعمال الدورة الثانية من مؤتمر النقد السينمائي الدولي، وسط حضور واسع من المهتمين والمتخصصين وصنّاع الأفلام وجمهور السينما.

تركز الدورة على مُختلف آفاق تأثير الصوت في تجربة الفيلم 

وتركز الدورة التي تقام تحت عنوان "الصوت في السينما"، على مُختلف آفاق تأثير الصوت في تجربة الفيلم وأثره في صناعة السينما، وذلك بجوانبه المختلفة التي تشمل الموسيقى التصويرية، والمؤثرات الصوتية، وأصوات الطبيعة.

ويُنظر المؤتمر في جوانب متعددة للسينما، بمشاركة أفكار ومرئيات مجموعة كبيرة من المتخصصين عبر ندوات حوارية وعروض تقديمية، إلى جانب عدد من الورش التدريبية وعروض الأفلام والأركان التفاعلية التي تتيح لكل محب للسينما والفنون الاستمتاع برحلة مُثرية ترتقي بتجربة مشاهدة الفيلم للجميع.

ونوه الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله القحطاني، إلى أن هيئة الأفلام تولي اهتماماً كبيراً بتأسيسِ وتطويرِ واستدامةِ قطاع أفلام قوي وحيوي، وذلك انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، إضافةً لتمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير طريق السينما، وتفتحُ نوافذ جديدة لها.

وتهدف الهيئة من خلال إقامة مؤتمر النقد السينمائي الدولي، إلى تنشيط وإثراء مجال السينما في المملكة عبر إقامة الفعاليات النوعية ودعم المواهب المتميزة، حيث تولي هيئة الأفلام مجال النقد السينمائي اهتمامًا خاصًا كونه من أهم عوامل الارتقاء بصناعة السينما وتجربة مشاهد الفيلم.

 

أخبار 24 السعودية في

07.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004