استكشاف عالم المخرج الأمريكي تيم بيرتون في «حوارات»
مهرجان مراكش الـ 21
مراكش ـ «سينماتوغراف»
شارك المخرج الأمريكي تيم بيرتون، أحد رموز السينما
الحديثة، في برنامج ”حوارات“ ضمن فعاليات الدورة الـ21 من مهرجان مراكش
السينمائي الدولي اليوم السبت 30 نوفمبر.
وقد أتاحت هذه الفعالية التي أقيمت في مسرح المركز الثقافي
”ميدين“ الواقع في مجمع ”إم أفنيو“ بالقرب من قصر المؤتمرات في مراكش،
الفرصة للجمهور لاكتشاف رؤية المخرج الفريدة للفن السابع.
اشتهر تيم بيرتون بأسلوبه الفريد، لدرجة أنه تم إطلاق صفة
”بيرتوني“ لوصف عالمه، وهو مبدع العديد من الأعمال الأيقونية التي طبعت
العديد من الأجيال. تشمل أفلامه الغزيرة الإنتاج أفلاماً ناجحة مثل
”باتمان“ (1989) و”باتمان: التحدي“ (1992) الذي أحدث ثورة في هذا النوع من
الأفلام الخارقة، وفيلم ”إدوارد سكيسورهاندس“ (1990) و”بيتلجويس“ (1988)
الذي قدم شخصيات مضادة للأبطال لا تنسى.
دفع بيرتون أيضًا حدود سينما الرسوم المتحركة إلى الوراء،
لا سيما من خلال استخدام تقنية إيقاف الحركة في فيلم ”عيد الميلاد الفضولي
للسيد جاك“ (1993) و”الجنازة“ (2005)، بينما أعاد ابتكار رموز المسرحيات
الموسيقية مع فيلم ”سويني تود، الحلاق الشرير لشارع الأسطول“
(2007).
تتخطى أعماله الجريئة وغير القابلة للتصنيف الأنواع، مما
يجعله أحد أكثر الأصوات المميزة في السينما المعاصرة.
في هذا اللقاء، تحدث تيم بيرتون عن مسيرته المهنية ومصادر
إلهامه والمواضيع التي تتخلل أعماله.
بعد نجاح فيلمه الجديد ”بيتل جوس بيتل جوس“، قلل تيم بيرتون
من أهمية التقارير التي تشير إلى أنه سيعمل مع وارنر بروس مرة أخرى على
إعادة تشغيل فيلمه الكلاسيكي ”هجوم المرأة الخمسين قدمًا“ الذي يعود لعام
1958، والذي يجري تطويره في الاستوديو.
وقال المخرج في حوار خلال مهرجان مراكش للفيلم: ”ليس لدي
مشاريع حقيقية في الوقت الحالي“.
”في
هوليوود، يجب أن أنتظر حتى أكون في موقع التصوير، وعندها سأقول لك ”نعم“،
لأنني أقوم به بالفعل. ولكن قبل ذلك، لا أعرف.“
تحولت المحادثة أيضًا إلى علاقة بيرتون المعقدة مع
استوديوهات هوليوود وخاصةً ديزني، حيث قال المخرج إنه غالبًا ما شعر بأنه
”الخروف الأسود للعائلة“ في الأخيرة.
واعترافًا منه بأنه أنتج جميع أفلامه تقريبًا في نظام
الاستوديوهات، قال بيرتون إنه يتساءل الآن عن كيفية شق طريقه.
وأضاف قائلاً: ”أي فيلم يمثل تحديًا في صناعة أي فيلم سواء
كان مستقلاً أو من خلال استوديو، ولكن كل ما قمت به في الغالب منذ فيلم
مغامرة بي-وي الكبيرة وما بعده كان من خلال استوديو سينمائي وأنني نوعًا ما
نجوت طوال هذا الوقت من خلال هذا النظام، وأجده أمرًا مذهلاً“.
وتطرق بيرتون إلى علاقته مع ديزني، حيث بدأ مسيرته المهنية
ثم عاد ليصنع فيلم الحركة الحية ”دامبو“ الذي أعاد تشغيله، وقال بيرتون إنه
كان يشعر دائمًا وكأنه سمكة خارج الماء.
ورداً على سؤال عن طفولته في بوربانك، كاليفورنيا، أوضح تيم
بيرتون أن أول تأثيراته السينمائية جاءت من أفلام غير نمطية بعيدة كل البعد
عن الأفلام الحائزة على جوائز الأوسكار.
وأشار على وجه الخصوص إلى كلاسيكيات الرعب التي أنتجتها
شركة يونيفرسال والتي اعتبرها حكايات خرافية حديثة مشبعة بجمالية رائعة
ومزعجة في آن واحد.
وأكد المخرج أيضًا على الغموض الذي يميز عالمه الذي غالبًا
ما يوصف بأنه مزيج من النور والظلام، مثل حكايات الأخوين غريم.
وبالنسبة له، فإن هذه القصص، بصورها المذهلة والمخيفة
أحيانًا، لها صدى عالمي، متجاوزةً بذلك مفاهيم الجمهور البالغ أو الطفل.
وفي لحظة خفيفة، لاحظ الصحفي التناقض بين ملابس بورتون
الرصينة وجواربه الملونة. سلطت هذه الملاحظة الضوء على التوازن الذي يميز
أسلوبه: مزيج من الكلاسيكية والغرابة، مما يعكس العالم الذي يبنيه في
أفلامه.
كما تحدث بيرتون أيضاً عن تعلقه بأعمال إدجار آلان بو التي
يعتبرها مصدراً مهماً لإلهامه. وأوضح أن الشعر والبعد التجريدي لكتابات بو
يغذيان خياله دون أن يفرضا نفسيهما بطريقة حرفية، بل من خلال ملامسة طبقات
أعمق ولا شعورية من إبداعه.
وأتاح هذا اللقاء، الذي تخللته مقتطفات من أفلام رمزية مثل
”إدوارد سكيسورهاندس“، للجمهور استكشاف عالم تيم بيرتون الفريد من نوعه،
حيث يمتزج الرعب والكوميديا لسرد قصص مشبعة بالسحر والإنسانية. |