إيلاف من مراكش:انطلقت مساء الجمعة بمراكش فعاليات المهرجان
الدولي للفيلم في دورته ال21، بعرض فيلم "الأمر"(كندا) لمخرجه جاستن
كورزيل. وهو فيلم تدور أحداثه في شمال غرب المحيط الهادي بالولايات
المتحدة، حيث أدى الارتفاع المقلق للهجمات الإرهابية بالقنابل وعمليات
السطو على البنوك إلى دخول ضابط متمرس من مكتب التحقيقات الفيدرالي في
مواجهة خطيرة مع إرهابي بشخصية كاريزمية يتآمر للإطاحة بالحكومة الأميركية.
وتميز حفل الافتتاح بتقديم فقرات دورة هذه السنة، فضلا عن
أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي تضم 9 أعضاء من 9 دول، هم المخرج
الإيراني علي عباسي، والمخرجة الهندية زويا أختر، والممثلة الأميركية
باتريشيا أركيت، والممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا، والممثل الأسترالي
جاكوب إيلوردي، والممثل البريطاني- الأميركي أندرو غارفيلد، والممثلة
المغربية نادية كوندا ، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري، فضلا عن رئيسها
المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو.
في عشق المغرب
تحدث جوادانيينو، في كلمة بالمناسبة، عن علاقته بمراكش
والمغرب، مستحضرا زيارته إلى المدينة الحمراء في 2002، فقال: "وصلت إلى
مراكش في رحلة مباشرة من روما. حطت الطائرة في منتصف الليل، وبمجرد أن خرجت
جرفني ليل مراكش، وتعرفت فورا على جذوري العميقة. والدتي جزائرية نشأت في
الدار البيضاء. كانت في الواقع مغربية، لذلك أنا نصف مغربي".
كما تحدث عن مراكش ومهرجانها، فقال: "بالنسبة لي، مراكش
والسينما هما الشيء ذاته، غموض الصورة وقوة المونتاج، وفائض الجمال والقوة
التي تحرك السينما التي أحبها تتطابق في رأيي مع هذه القيم التي تجسد
بالنسبة لي مراكش والمغرب". ثم أضاف: "لطالما تم الترحيب بي بحفاوة في هذا
البلد الرائع".
برمجة غنية
تتميز دورة هذه السنة من المهرجان بعرض 71 فيلما من 32
دولة، بينها أفلام المسابقة الرسمية، وعددها 14، فضلا عن الأفلام المبرمجة
في فقرات "العروض الاحتفالية" و"العروض الخاصة" و"القارة الحادية عشرة"،
و"بانوراما السينما المغربية"، و"عروض الجمهور الناشئ"، علاوة على الأفلام
المبرمجة في فقرة "التكريمات".
فضاء لتلاقح الثقافات
رحب الأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد
السادس ، ورئيــس مؤسســة المهرجان، في كلمة تقديمية، بمهنيي ونقاد وعشاق
السينما بمناسبة دورة هذه السنة، "لكي نجعل منها لحظة قوية لتقاسـم
الخبرات، وفضاء لتلاقح الثقافات، وكذا رسـالة صادقة للحوار والسلام عبر
العالم".
وأشار الأمير مولاي رشيد إلى أن التظاهرة، استطاعت، منذ
نشـأتها في سبتمبر 2001، أن تسـتقطب ألمع نجوم السينما العالميـة، معـززة
بذلـك "موقع المغرب كوجهة بارزة للإنتاجات الأجنبية الكبرى"، ومسـاهمة في
"الدينامية التي تشـهدها الصناعة السـينمائية الوطنيـة، تنمية لمواهبها".
وأضاف الأمير مولاي رشيد أنه تنفيذا لتوجيهات الملك محمد
السـادس، إبان تأسـيس المهرجان، "ظل التزامنا بدعم مواهبنا السـينمائية
الشـابة راسـخا عبر السـنين، حيث قام المهرجان بدعم المئات من حاملي
المشـاريع، وتشجيع بروز جيل جديد من السـينمائيين، من بينهم على سبيل
المثال لا الحصر، المخرجة المغربية الشـابة أسـماء المدير، التي نالت لأول
مرة في التاريـخ، النجمـة الذهبيـة لمراكـش. وكان فيلمهـا "كذب أبيض" قد
حظي من قبل، بدعم من ورشـات الأطلس".
وشدد الأمير مولاي رشيد على أن "هذه التجربة، التي سـتكون
لا محالة، مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة، تعتبر اسـتمرارا للتطور الذي
تشـهده الصناعة السـينمائية ببلادنا، حيث بلغ عدد الأفلام المنتجة السـنة
الماضية 34 فيلما".
وفي سـياق سـعي يروم مواصلة تعزيز المنظومة السـينمائية
الوطنية، يضيف الأمير مولاي رشيد، "قمنا هذه السـنة بتطوير برنامج ورشـات
الأطلس من خلال اعتمـاد مجموعـة مـن المبادرات، منها إطلاق "منصة الأطلس"
الموجهة للمهنيين المغاربة الشـباب، والتي سـتعمل على مواكبتهـم من أجل
تطوير مهاراتهـم، وانفتاحهم على العالم. كما يعد النقاد السـينمائيون
والصحفيون في صلب إسـتراتيجيتنا، حيث تبقى مسـاهماتهم ضرورية بالنسـبة
لمسـار الإنتاج السـينمائي. لذلـك قمنـا بوضـع برامج لفائـدة هؤلاء
المهنيين، تهدف إلى الرفع من مسـتوى مؤهلاتهم، دعما للتطور الذي تعرفه
صناعتنا السـينمائية".
وتحدث الأمير مولاي رشيد عن البرمجـة الفنيـة لدورة هذه
السنة، مشيرا إلى أنها ستتميز بثلاثة تكريمات وازنة، يخصص الأول منهـا
للممثلة المغربية الراحلة نعيمة المشـرقي، التي تعد احدى أيقونات السـينما
المغربية، والممثل والمخرج الأميركي شـون بين، الذي تُوج مرتين بجائزة
الأوسـكار، والمخرج الكنـدي ديفيد غروننبرغ.
حوارات
تبقى فقرة "حوارات" من أبرز المواعيد المنتظرة في دورة هذه
السنة التي تتواصل إلى غاية السابع من ديسمبر (كانون الأول)المقبل، وتضم
أسماء 18 شخصية، تشمل مخرجين، ممثلين، كُتّاب سيناريو ومنتجين، سيقدمون في
نقاشات مفتوحة رؤيتهم للسينما وممارساتهم المهنية، يتبادلون، في إطارها،
خبراتهم في محادثات حرة مع جمهور المهرجان.
وتضم قائمة الأسماء المبرمجة، المخرج والسيناريست والمنتج
الأميركي تيم بورتون، والمخرج والسيناريست الكندي ديفيد كروننبرغ، والمخرج
والسيناريست والمنتج المكسيكي ألفونسو كوارون، والمخرجة الأميركية أفا
دوفيرناي، والمخرج الأميركي تود هاينز، والمخرج الأسترالي جاستن كورزيل،
والمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، والممثلة البريطانية جيما أرترتون، والممثل
والمخرج الأميركي شون بين، والمخرج والسيناريست والمنتج الإيراني محمد
رسولوف، والمخرج والسيناريست البرازيلي والتر ساليس، والمخرج والسيناريست
الروسي كيريل سيريبرينيكوف، والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو،
والمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، فضلا عن الممثلة الإيطالية مونيكا
بيلوتشي. كما سيتم إجراء حلقة حوارية مع المخرجين المغاربة علاء الدين
الجم، ياسمين بنكيران، إسماعيل العراقي وكمال الأزرق ، يتحدثون خلالها عن
أفلامهم الأولى. |