ملفات خاصة

 
 
 

كتاب وصحفيون لـ"الرؤية":

"القاهرة السينمائي" بوابة العبور للعالم.. والقضية الفلسطينية في مقدمة اهتمام المهرجان

الرؤية- مدرين المكتومية

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يواصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الــ45 إبهار مرتادي مناشطه وفعالياته المصاحبة للأفلام التي يعرض بعضها عرض أول.

وقد لاقى المهرجان زخما إعلاميا كبيرت وحضورا لافتا من مختلف المؤسسات الإعلامية من داخل وخارج جمهورية مصر العربية.

 وفي تصريحات لـ"الرؤية"، أكد عدد من الكتاب والصحفيين العاملين في المجال السينمائي أهمية هذا المهرجان.

وقال طارق البحار: سر قوة مهرجان القاهرة السينمائي هو انه ينطلق من هوليوود الشرق والمدينة التي لا تنام وكل ما فيها مليء بالسينما والابداع، المهرجان الذي حقق مكانه كبيرة في جدول المهرجانات حول العالم بأفلامه وايضا بإدارته التي تتابع كل صغيرة وكبيرة

وأضاف: هذا العام تميز بقوته في قول الحق وتمسكه بالقضية الفلسطينية بصورة شاملة، بعد إعلان رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان القدير حسين فهمي عن تكريس هذه الدورة لفلسطين، وكل يوم اثناء المهرجان يظهر المشاهير تضامنهم من خلال ارتداء دبابيس العلم الفلسطيني ودمج تصاميم مستوحاة من الكوفية في ملابسهم. وافتتح المهرجان برنامجه بعرض الفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة" للمخرج رشيد مشهراوي، وإطلاق أول جائزة للفيلم الفلسطيني على الإطلاق، ويضم برنامج هذا العام مجموعة غنية ومؤثرة من الأفلام، ولكن ما يميزه هو التركيز العميق على القضية الفلسطينية، والتي يتم عرضها بشكل بارز من خلال السينما الفلسطينية، مع إدراك الإمكانات التحويلية للفن ، وخاصة الأفلام ، لتسليط الضوء على الروايات والتحديات التي تواجهها المجتمعات المهمشة. كل فيلم بمثابة انعكاس مقنع لقوة وأحلام شعبه. بالإضافة إلى ذلك، تم ايضا التركيز بشدة على السينما اللبنانية، مما يزيد من تضخيم الأصوات من المنطقة التي تستحق الاعتراف العالمي.

من جهتها قالت ليلى السيد: مهرجان القاهرة السينمائي بعراقته الممتدة يشكل تظاهرة فنية سينمائية ثقافية رائدة يسعى الكثير من المهتمين بالظاهرة السينماىية بالتواجد فيه سواء بالمشاركة أو بالمشاهدة. وعلى مستوى المشاهدة يسعى الجمهور من مختلف أطيافه نقاد وكتاب وطلاب معاهد سينما للتواجد في جل فعالياته المتنوعة والمختلفة فهناك افلام من مختلف بقاع العالم لن تراها الا عبر المهرجان كما أن اللقاءات والندوات التى تتخلل المهرجان مهمة جدا في اثراء ذائقة المهتم والمتلقي، أضف إلى ذلك أنك ستجد في فناء التظاهرة اللقاء بالأصدقاء والمهتمين وتعزيز لمفاهيمك الثقافية والعلاقات الأخوية

وأوضحت: هذه التظاهرة ليست سهلة فمن ورائها تقف خلايا نحل عمل ترفع لهم القبعة لجهدهم ومتابعتهم هذا المهرجان متمثلا برئاسة المهرجان الفنان حسين فهمي والناقد عصام زكريا المدير الفني للمهرجان وصولا لكل الكوادر العاملة فيه. بالنسبة لي وانا اسجل حضوري الأول للمهرجان سعيدة بهذه التظاهرة الجميلة ولعل أبرز ما لفت اهتمامي في افلام المهرجان فيلم داهومي من اخراج ماتي ديوب.

وتابعت قائلة: على الرغم من ان تصنيفه وثائقي وهو عبارة عن رحلة عودة آثار وكنوز أفريقية من فرنسا الى جمهورية بنين، إلا أننا أمام سيناريو روائي وشعرية بصرية تذهلك في مناقشة ممتدة بين الماضي والحاضر ليخرج مسار الوثائقي عن روتينه الحكاىي الممل. أما فيلم كعكتي المفضلة من اخراج بهتاش صانيها ومريم مقدم وهو فيلم ايراني اخترق القلوب ببساطته وشاعريته في عرض المشاعر الانسانية الرقية واخذ الجمهور بين الضحك والحزن في اطلالة رومانسية مشتغل عليها مع كل لقطة من لقطات الفيلم.

كما قالت سعاد القمري: هذه مشاركتي الثانية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ولايمكن ان اقول سوى ان المهرجان جميل جدا ومهم جدا بالنسبة للسينما على مستوى العالم العربي بالدرجة الاولى وهو مهرجان مصنف والكل يجمع على قوة المهرجان، الافلام الحاضرة في المهرجان هو انعكاس لمدى قوة المهرجان واهميته في السينما العالمية، وكل ذلك واضح من خلال الزخم من الافلام الحاضرة من مختلف انحاء العالم، وفي هذا العام كان هناك مشاركة قوية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة والقضية اللبنانية، ان ما يميز هذا العام هو وجود افلام بانتاجات مشتركة بين الدول مقارنة مع الدورات السابقة، تجد فلم انتاج فلسطيني على سعودي وعلى سويدي، هناك تداخل بين الشعوب على مستوى السينما، الامر الذي يوضح ان السينما والافلام هي بوابة للقاء الحضارات، وبوابة للانفتاح على العالم حسب كل دولة، فيما يخص الافلام، فقد ركزت هذا العام على الحضور العربي بصورة اكبر، وهناك افلام كثيرة عربية تستحق المشاهدة والاهتمام متمنية ان تزاد في السنوات المقبلة.

 

####

 

فيلم "راضية" بـ"القاهرة السينمائي" يناقش معايير نجاح المرأة المغربية في الحياة

الرؤية- مدرين المكتومية

شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تقديم العرض العالمي الأول للفليم المغربي "راضية"، والذي يأتي ضمن مسابقة أسبوع النقاد بالمهرجان.

 الفيلم يمكن فهمه أو التعرف على تفاصيله عن طريق العنوان، وهو مفهوم الرضا وتقبل الوضع، أو عدم الرضا والبحث عن بدائل أخرى، ولكن في فيلم راضية الحديث يطول، حول المعنى الحقيقي الذي تود المخرجة إظهاره، وكونها امرأة فبالتأكيد أنها حاولت جاهدة من خلال الفيلم تقديم رؤية واضحة لحياة المرأة المغربية التي تسعى للتحرر من قيودها، من خلال سؤال جوهري وهو: ماهو المعنى الحقيقي للنجاح بالنسبة للمرأة المغربية العصرية؟ هل هي تلك التي تكون ربة منزل ويتخرج على يدها أفضل الأطباء والمهندسين والعلماء، أم تلك التي تعمل ليل نهار لتحقق نجاحات عملية متواصة، أم انها تلك المرأة التي تتوه بها الحياة لتجد نفسها في الوسط تتحمل على عاتقها مسؤوليات كل شيء؟

الفيلم يبدأ بالوحدة والوحشة التي تعيشها بطلة الفيلم، والذكريات التي تمر عليها كما يمر الشريط السينمائي ليقدم عمل متكامل، إلا أن الفيلم لم يخل من الإطالة في بعض المشاهد، ولربما في أحيان كثيرة تسقط الفكرة التي يود الفيلم إيصالها للمشاهد.

 الكثير من مرتادي صالة السينما لم يستطيعوا التعرف على القصة أو الرسالة التي تريد مخرجة العمل إيصالها، كان كل شيء مرتبط "بساعة الزمن الرملية" هي الشريط الحقيقي الفاصيل بين الذكريات، وعلى الرغم من الكم الهائل من تلك الذكريات إلا أن الفيلم فعليا تاه عن الإجابة على السؤال الذي كان يطرحه، فهي استطاعت أن تقدم نفسها كأم ناجحة تحمل على عاتقها مسؤولية تربية الأبناء وأيضا ممارسة أعمالها المنزلية، والذهاب لعملها والاهتمام بزوجها، إلا أنها في الحقيقة لم تكن تعلم أن كل الذي قدمته هو هذا فقط المطلوب منها في هذه الحياة، أم أن هناك شيئا آخر يستحق أن يعاش.

وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حتى 22 من نوفمبر الجاري بمشاركة 190 فلمآ من 72 دولة بالاضافة لحلقتين تلفزيونيتين وتشمل الفعاليات 16 عرضا للسجادة الحمراء و37 عرضا عالميا أول، و8 عروض دولية أولى و 119 عرضآ لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

الرؤية العمانية في

20.11.2024

 
 
 
 
 

"لا أزال هنا".. هجائية برازيلية للديكتاتورية تصل القاهرة في موعدها

سعد القرش

سوف نتعافى، بعد حين، وننتج أفلامًا تنجو من الوقوع في أسر مرارات هذه المرحلة، وتنحاز إلى جماليات الإبداع. اختبارٌ صعبٌ فشلنا فيه في السبعينيات مع موجة أفلام "الكرنكة". باستثناء ريادة فيلم الكرنك من يذكر الآن أعمالًا استهدفت الانتقام من رمزية جمال عبد الناصر؟!

في الفخ نفسه، وقعت أفلام سنوات الرصاص عن ضحايا المعتقلات المغربية في عهد الحسن الثاني. طموح الارتقاء بالمنشور السياسي إلى العمل الفني حققته أعمال قليلة، منها الفيلم الإسباني الخندق الأبدي الذي أخرجه خوسيه ماري جويناجا وإيتور أريجي وجون جارانيو، عن جانب من جرائم الجنرال فرانكو، مع تفادي ذكر اسمه إلا بإشارة واحدة.

ضمن هذا الطموح الفني، يندرج الفيلم البرازيلي لا أزال هنا الذي عرضه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية خارج المسابقة الرسمية. مرَّ العرض من دون دعاية في قاعة صغيرة هي مسرح الهناجر، ثم في سينما الزمالك. خيرًا فعلت الإدارة الذكية للمهرجان، على أي حال. لا نطالب بما حظي به فيلم ليلة الاثني عشر عامًا للمخرج الأورجواياني ألبارو بريشنر، الفائز بجائزة الهرم الذهبي في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة عام 2018كان عرضه الثاني ليلة الختام، واستغنيتُ عن الحفل، وفضّلت مشاهدة الفيلم في سينما كريم وقت الإعلان عن فوزه، والقاعة تصفق، والبعض يبكي يأسًا مؤقتًا، وحزنًا على ليلنا الطويل.

في ليلة الاثني عشر عامًا، تستند أمّ المعتقل خوسيه موخيكا إلى إفادة من المحكمة بوجود ابنها في معسكر للجيش. تذهب للسؤال عنه فينكرونه، ويستمر اختفاؤه القسري بين عامي 1973 و1985. وينطوي ليل أوروجواي العسكري، ويصير موخيكا عام 2010 رئيسًا لأوروجواي.

أما النائب البرازيلي اليساري السابق روبنز بايفا فاختفى في معتقلات الجيش عام 1971، وظلوا ينكرون وجوده، ولا تعلم أسرته شيئًا عن حياته أو موته، ولم يتسلموا جثته قطّ، ولا يعرفون أين دفن. وبعد 25 عامًا، تمكنوا من استخراج شهادة وفاته. تلك المأساة كتبها الابن مارسيلو روبنز بايفا، ونشرها عام 2015 بعنوان "لا أزال هنا".

ترايلر فيلم لا أزال هنا (2025)، إخراج والتر ساليس

المخرج البرازيلي والتر ساليس في فيلم "لا أزال هنا" يمسّ عصبًا عاريًا، فشظايا الاستبداد العسكري تؤذي الجميع بدرجات متفاوتة، وقلما ينجو منها أحد، حتى لو اعتزل العمل السياسي، واكتفى بالاهتمام بشؤون أسرته مثل المهندس روبنز بايفا. يعتقد "العقلاء" ألَّا جدوى من مواجهة الدبابة، الجنازير والمجنزرات والمصفحات تحتكرها السلطة العسكرية القابضة، ولا تتحاور مع مسيرة سلمية، فتكون السلامة الشخصية والعائلية خيارًا مرحليًا، حتى تمرّ العاصفة بأثمانها الباهظة، وتتآكل مخالب الديكتاتورية التي يهجوها هذا الفيلم. إنه هجاءٌ آمنٌ، بعد أن صارت الديكتاتورية العسكرية في البرازيل مجرد تاريخ، ذكرى ثقيلة على الذاكرة، ولا تطيب الجراح إلا بالاستعادة والتذكّر والتوثيق، وإعادة الاعتبار إلى الضحايا.

في وقته تمامًا يأتينا هذا الفيلم. لا أحد يتعلم من التاريخ. كلُّ تجربةٍ في الاستبداد العسكري نسخةٌ من سابقاتها، نسخة مزيدة غير منقّحة. لا يختلف المستبدون إلا في نهايات تنتمي إلى نوع واحد، ولا يأخذون العبرة من أسلافهم.

المأساة تدمِّر الأسرة، ولا تخص المعتقل المختفي وحده. البيت نفسه يحتله حرسٌ مسلحون، يقيمون مع الأسرة، ويصادرون أصوات أفرادها، ثم يأخذون الابنة والأم أونيس إلى المعتقل. تحت التعذيب لا تعترفان، فلا علم لهما بشيء، والمحققون يصرّون على أن الزوج يساعد أعداء النظام. وتنقلب حياة الأسرة: الاستقرار والسعادة والضحك، في بيت يضم أبوين وخمسة أبناء، والتفاؤل بسفر الابنة الكبرى إلى لندن للدراسة، كل هذا ماضٍ تنسفه حالة التقشّف، وما يشبه الحداد.

من الانتظام في المدارس، ولعب الابن مع أصدقائه، والاستمتاع باللهو على الشاطئ، وتفنن الأم في إعداد الطعام، إلى الاستغناء عن الشغّالة لعدم القدرة على دفع راتبها، وتغادر الأسرة ريو دي جانيرو إلى ساو باولو. الأم باعت البيت الذي سيتحول إلى مطعم، والأبناء الغاضبون يستسلمون للأمر الواقع، ويفارقون أصدقاءهم، ويُنتزعون من ذكرياتهم.

يأتي الفيلم إلى مهرجان القاهرة السينمائي في موعده فما أشبه اليوم بالأمس البرازيلي

وقع الانقلاب العسكري عام 1964، واستمر أكثر من عشرين عامًا. حتى وقت اعتقال الزوج عام 1971 لا شيء يدلّ على وجود أنشطة لحركات معارضة، أو تحدٍّ للسلطة القائمة. النظام العسكري، الذي سطا على السلطة، صادر السياسة واحتكر الحكم. وافتقاد الشرعية يزعج اللصوص.

والآفة العسكرية الكامنة في لا وعي شخص أو طبقة أو مؤسسة، في البرازيل بالطبع لكي لا يُساء الفهم، تتقصّى حتى السياسيين المعتزلين، تخلق أعداءً وهميين، فلم نرَ في الفيلم إرهابيين لكي يساعدهم الزوج أو يتجاهلهم. لكن استمرار الاستبداد يلزمه وقود من الأوهام، واختلاق أعداء، مثل اتهام الزوج بأن له علاقة بالإرهابيين. ولا يتيحون له فرصة للدفاع عن نفسه، ويمارسون على الأسرة قهرًا يدفع الزوجة إلى الجنون.

فالزوجة تعلم، بشكل غير رسمي، أن زوجها مات، وأنهم يتخلصون من الجثث في مدافن جماعية في الغابات، أو يلقونهم من المروحيات في البحر. ولا تستطيع اللجوء إلى المحكمة بدعوى اختفاء الزوج قسريًا في معتقل مجهول، فليس لديها دليل على اعتقاله.

ويقترح عليها المحامي أن تتجاهل معرفتها بموته، وأن يقدم إلى المحكمة التماسًا للتحقيق في اختفائه، والمطالبة بالإفراج عنه أو محاكمته، فتصرخ الزوجة وترى أن من الحكمة الاعتراف بموته، لكي تتخلص من الذين يرابطون أمام البيت لمراقبتها. الإقرار بالموت ينهي هذا التضييق، ويحررهم بعيدًا عن ريو دي جانيرو. قسوة البطش دفعتهم إلى التصالح مع قتل الزوج، والصمت على الجريمة.

الأزمة فجّرت طاقات الزوجة التي قامت بمهام الأم والأب معًا، وإن طغى الشعور بالكآبة واختفاء الصخب المصاحب لاجتماعهم على المائدة، أو خروجهم من البيت.

النصف الثاني من الفيلم تغلب عليه المشاهد الليلية والقتامة والصمت والتوجس ودفن الذكريات بما فيها الكلب الذي قتلته سيارة جنود المراقبة. ومن سيارة المغادرة تصور الابنة بكاميرا غير احترافية البيوت والشوارع الصامتة، من صمت إلى صمت يذهبون، والأم تواصل نشاطها في مجال حقوق الإنسان، ولا يهدأ بالها حتى تطوي ملف الزوج وما نشرته الصحف عن قضيته، وآخر ورقة في الملف هي وثيقة الوفاة، بعد موته بربع القرن.

ينتصر المخرج والتر ساليس في "لا أزال هنا" لآدمية الإنسان، ويراهن على زوال ما ليس طبيعيًا. وكل ما ينزع عن الإنسان آدميته ليس طبيعيًا.

يأتي الفيلم إلى مهرجان القاهرة السينمائي في موعده، فما أشبه اليوم بالأمس البرازيلي. وبعد حين، سوف ينجز الطموحون أفلامًا عن مآسٍ جارية، الكثير منها سرّي تعرفه فقط الدوائر القريبة من أصحابه. سوف نشاهد هذه الأفلام، ونبكي من الألم والفرح، لأننا "لا نزال هنا"، باقين، نتذكّر، وسوف نهجو.

 

موقع "المنصة" في

20.11.2024

 
 
 
 
 

حسين فهمى: المهرجان صوت القضية الفلسطينية

كتب حوار: مى الوزير

فى ظل مشهد سياسى مرتبك فى العالم أجمع، دورة جديدة تلقى الأحداث العالمية بظلالها على الأفلام المشاركة بها من خلال سعى إدارة المهرجان بأن تكون السينما هى صوت أصحاب القضية وأصحاب الحق والهوية وذلك من خلال تسليط الضوء على السينما الفلسطينية.

بعد تعليق الدورة السابقة للمهرجان يعود هذا العام بخطة واضحة وبرامج مستحدثة لدعم القضية، جهد كبير وعمل لا يتوقف من قبل إدارة المهرجان وسعى لتقديم نسخة متفردة من المهرجان بعد توقف عام تمهيدًا لعودة قوية تليق باسم ومكانة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

 حول دورة المهرجان الحالية وتفاصيلها وأهدافها كان لنا هذا الحوار مع الفنان حسين فهمى رئيس المهرجان.

دورة جديدة لمهرجان القاهرة السينمائى تأتى هذه الدورة بالتوازى مع أحداث مرتبكة فى العالم العربى، كيف ألقت هذه الأحداث السياسية بظلالها على تفاصيل هذه الدورة وفعالياتها؟

- إبادة الشعب الفلسطينى أمر غير مقبول ولا يمكن التسليم به تحت أى ظرف. وهو موقفنا نفسه من الاعتداء على الشعب اللبنانى حيث تُحاول القوى الاستعمارية الهيمنة وبالتأكيد كل التضامن مع الشعب اللبنانى

أكمل: هناك الكثير من الفعاليات لدعم الشعبين الفلسطينى واللبنانى فى دورة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام، فقرار تأجيل الدورة الماضية كان دعمًا للقضية الفلسطينية، وكذلك قرارنا باستئناف المهرجان الذى قررنا أن نبرز من خلاله صوت القضية الفلسطينية، فخلال زياراتى للمهرجانات الدولية على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة لاحظت أن العديد منها مثل برلين وفينيسيا يتناول القضايا السياسية، ويركز على الحرب فى أوكرانيا التى يتضامنون معها، وأعتقد أنه يحق لنا فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أن نتحدث عن قضايانا، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطينى والشعب اللبنانى.

لم أكن لأقرر إقامة المهرجان هذا العام لولا أننى وجدت أنه من حقنا أن نطرح قضيتنا أيضًا من خلال منصتنا الوطنية وأن نعلن من خلالها عن تضامننا وأن نجعلها فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعبين الفلسطينى واللبنانى، والتعبير عن تضامننا معهم.

هل تأثرت هذه الدورة خاصة بعد تأجيل الدورة السابقة؟

- بالتأكيد خصوصًا بعد الظروف التى مرت بالمنطقة العام الماضى والتى فرضت علينا التأجيل، لم يكن بالإمكان إقامة المهرجان فى ظل المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى.

يكمل: تسبب التأجيل فى تعقيدات لوجيستية كبيرة بسبب الخطوات التى كانت قد تمت بالفعل لدعوة ضيوف المهرجان، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق.

أضاف: تحتم علينا إعادة ترتيب كل هذه الأمور فى فترة زمنية وجيزة، والاعتذار للجان التحكيم والتواصل مع الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الأفلام لشرح الموقف ولم يكن من الممكن إعادة جدولة موعد المهرجان لأن المهرجانات الدولية لا بد أن تقام فى مواعيد محددة.

هل كان هناك جانب إيجابى لهذه الخطوة؟

- كأن التوقف الذى حدث فى العام الماضى وقفة صحية تمكنا فيها من جمع أوراقنا واستعادة تماسكنا وإعادة حساباتنا. إنها بمثابة بداية جديدة رائعة للمهرجان وكأنه يولد من جديد وأنا أرى أن العودة قوية وأتمنى أن يستعيد المهرجان مكانته من خلالها

فالدورة الأخيرة للمهرجان حققت مبيعات تذاكر عالية جدًا، حيث وصل عدد الحضور إلى 45.000 مشاهد. وأتمنى أن نتجاوز هذا العدد بشكل كبير ونصل إلى أعداد أكبر وأدعو الجمهور للتواجد وحضور الفعاليات المختلفة من برنامج أفلام قوى ومتنوع إلى فعاليات مهمة، بالإضافة إلى التواصل مع ضيوف المهرجان من صناع الأفلام والنجوم.

وما أهم التحديات التى واجهتكم هذا العام خلال هذه العودة؟

 - مع انعقاد الدورة هذا العام كان علينا أن نبدأ من جديد، ونشكل لجان تحكيم جديدة، ونختار أفلامًا جديدة، نظرًا لأن بعض الأفلام التى اخترناها قد عُرضت فى مهرجانات أخرى، كما تغيرت ظروف الكثير من أعضاء لجان التحكيم.

قال: عملنا على استعادة ثقة الجميع ونجحنا فى إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف. ونسعى لإقامة دورة جيدة جدًا هذا العام.

إذًا ما أبرز الملامح للدورة الحالية؟

- بالتأكيد لدينا برنامج أفلام قوى ومهم جدًا. هذا بالإضافة إلى أن الدورة الحالية ستشهد تركيزًا كبيرًا على القضية الفلسطينية من خلال تسليط الضوء على السينما الفلسطينية، فنحن نؤمن بأهمية إلقاء الضوء على هذه القضايا من خلال الفن والسينما، حيث يعكس كل فيلم قصة ومعاناة شعب.

كما سيكون هناك أيضًا اهتمام خاص بقضية الشعب اللبنانى والسينما اللبنانية، نحن نسعى إلى تقديم منصة للفنانين وصناع الأفلام من فلسطين ولبنان لعرض أعمالهم.

ليس فقط للاحتفاء بالفن ولكن أيضًا لإيصال رسائل قوية للعالم عن معاناة هذه الشعوب وتطلعاتها. أبرز ملامح الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أنها تسعى لأن تعكس القيم الإنسانية التى نؤمن بها

ماذا عن الميزانية والتحديات المادية التى تواجهكم فى ظل الظروف الاقتصادية التى تواجه جميع المهرجانات؟

- بالتأكيد الظروف المالية الصعبة تحدٍ يواجه جميع المهرجانات فى العالم. فأنا عندما أسافر وأتحدث مع رؤساء المهرجانات فى الخارج أجد أنهم أيضًا يواجهون نفس العقبات. مع ذلك، لدينا وضع استثنائى لأننا نعمل بنظام مزدوج يجمع بين القطاعين العام والخاص، حيث لدينا الرعاة والدعم الحكومى.

نجحنا هذا العام فى استعادة ثقة الرعاة ومن الجهة الأخرى فإن الدولة تدعم مبادراتنا وتوفر لنا التسهيلات والإمكانيات اللازمة.

يمكننى القول أن وضعنا المالى جيد جدًا هذا العام، فالميزانية مستقرة وتتيح لنا العمل بفاعلية ولدينا عدد كبير من الرعاة وغالبية الشركات المتعاونة معنا هذا العام هى شركات مصرية، مما يعكس دعم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للصناعة المحلية.

بفضل هذه الشراكات المتميزة استطعنا أن نضمن إطلاق الدورة الجديدة من المهرجان بشكل لائق. وتجدر الإشارة إلى أننا أصررنا على مقاطعة أى شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة لأننا مؤمنون بقضية الشعب الفلسطينى وهو موقفنا الثابت الذى يتجاوز أى تحديات

الشباب من صناع السينما والطلاب ومساحة أكبر لهم فى برامج وعروض هذه الدورة، ما أهمية هذا الاتجاه من قبل إدارة المهرجان؟

- ترأست مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لأربع دورات متتالية منذ عام 1998 وحتى 2001، ثم عدت لتوليه مرة أخرى فى العام 2022 ولطالما كنت مهتمًا بدعم الشباب من صناع وطلاب السينما؛ فأنا نفسى كنت طالبًا فى معهد السينما يومًا ما، وكنت أحضر المهرجان وأشاهد الأفلام.

حينما كنت رئيسًا للمهرجان سابقًا، كنت أحرص على إرسال أفلام المهرجان لطلبة المعهد، حيث كانت تُعرض فى قاعة سيد درويش، كما كنت دائمًا حريصًا على توفير تذاكر مخفضة لطلاب معهد السينما وطلاب الجامعات عمومًا

يكمل: نسعى دومًا لتقديم كل التسهيلات لمن يهتمون بصناعة السينما ويرغبون فى مشاهدة أفلام من ثقافات مختلفة حول العالم، لأن هذا هو ما يهمني؛ أن يكون المهرجان استعراضًا لثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم، ونافذة على أفلام مميزة تختلف عن تلك التى تُعرض فى القاعات طوال العام.

قال: إنها فرصة ثقافية وفنية مكثفة أحرص على أن يستفيد منها الشباب عامةً وليس فقط طلاب وصناع السينما.

هذا العام، نشهد أيضًا دعمًا أكبر لصناع الأفلام من خلال زيادة عدد مشاريع الأفلام المشاركة فى برنامج ملتقى القاهرة للصناعة مقارنةً بالسنوات السابقة. كما نعيد إحياء سوق مهرجان القاهرة السينمائى الذى توقف منذ سنوات طويلة. حين كنت رئيسًا للمهرجان سابقًا.

ماذا عن سوق المهرجان؟

- أسست هذه السوق لتكون منصة لاستعراض معدات سينمائية  جديدة لم تكن متوافرة فى مصر آنذاك، وقد حققت نجاحًا كبيرًا، حيث تم تمديد المعرض من ثلاثة إلى ستة أيام بسبب التفاعل الكبير من المنتجين الذين تعاقدوا على تلك المعدات.

أؤمن أن المهرجان يجب أن يشمل فعاليات متنوعة تدعم صناعة السينما وصناع الأفلام، وأن عودة السوق السينمائية لمهرجان القاهرة خطوة مهمة تعيد للمهرجان حيويته وتواكب التطورات المستمرة فى عالم المهرجانات.

تشهد هذه الدورة أيضًا ترميمًا لعدد كبير جدًا من كلاسيكيات السينما المصرية.. حدثنا عنها؟

- تمكنا هذا العام من ترميم عشرة أفلام، وهناك اثنا عشر فيلمًا آخر قيد الترميم، الاهتمام الكبير بترميم تراثنا السينمائى فى هذه الدورة يشكل خطوة بالغة الأهمية فى دعم صناعة السينما وتعزيز الروابط بين الأجيال.

إننى متحمس للغاية لمشروع ترميم كلاسيكيات السينما المصرية العظيمة، بالتعاون مع الشركة القابضة ومدينة الإنتاج الإعلامى.. كما سيتم تزويد جميع الأفلام المرممة بترجمة تتيح أيضًا للجمهور الأجنبى فرصة الاستمتاع بتراثنا السينمائى الغنى. كل هذه الجهود تعكس التزامنا الراسخ بدعم صناعة السينما المصرية والحفاظ على إرثها.

 

صباح الخير المصرية في

20.11.2024

 
 
 
 
 

تكريم «محمود حميدة» وحفل موسيقى لـ«هشام نزيه» وبرنامج خاص لفلسطين: 7 ملاحــظات على الدورة 7 من مهرجان الجونة السينمائى

كتب هبة محمد على

من جديد، يعود مهرجان الجونة السينمائى فى نسخته السابعة ليواصل سعيه نحو عرض أحدث إنتاجات السينما العالمية، محافظا على مكانته التى أرسى قواعدها منذ الدورة الأولى، ومحتفظا بهدفه فى تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافى، واكتشاف أصوات سينمائية جديدة، وفى السطور التالية نرصد جديد هذه الدورة التى تستمر من 27 أكتوبر حتى 2 نوفمبر، والتى ينتظرها كل شغوف ومحب للسينما

1.نجيب محفوظ فى الافتتاح

يحافظ مهرجان الجونة على تقليد ابتدعه منذ العام الماضى بأن يكون فيلم الافتتاح فيلما قصيرا، حتى يتسنى لجمهور الحفل مشاهدته كاملا، نظرا لأن التجربة قد أثبتت أن الجمهور الذى يجلس على المقاعد لمتابعة الحفل لمدة تزيد على ساعتين لا يستطيع أن يجلس ساعتين إضافيتين لمشاهدة الفيلم، وبالتالى كان الحل هو عرض فيلم قصير فى الافتتاح بدلا من إلغاؤه، وفى العام الماضى افتتح الدورة السادسة من مهرجان الجونة فيلم (60 جنيها) للمخرج «عمرو سلامة» أما هذا العام فيعرض عقب الافتتاح فيلم (آخر المعجزات) فى عرضه العالمى الأول، للمخرج «عبدالوهاب شوقى» من بطولة «خالد كمال، وأحمد صيام، وعابد عنانى» مع ظهور خاص للنجمة «غادة عادل» ومن إنتاج المخرج السودانى «أمجد أبو العلا». 

الفيلم مقتبس من القصة القصيرة (معجزة) من المجموعة القصصية (خمارة القط الأسود) للأديب الحائز على جائزة نوبل والروائى الأشهر فى العالم العربى «نجيب محفوظ» وفى تناول شيّق للعلاقة بين العالمين المادى والروحى، يتتبع الفيلم رحلة «يحيى» الصحفى الأربعينى، الذى يعمل محررا فى قسم النعى بالجريدة، والذى يوبخه مديره بعدما أخطأ فى كتابة اسم شيخ صوفى معروف فى نعيه المنشور بالجريدة، وعندما يذهب إلى أحد الحانات هربا من الموقف، تأتيه مكالمة هاتفية من الشيخ المتوفى يطلب لقاءه، ما يدفعه نحو رحلة روحية تنتهى بمصير غير متوقع.

2.تجربة موسيقية فريدة بتوقيع هشام نزيه

يشهد مهرجان الجونة هذا العام تجربة موسيقية مختلفة، بطلها الموسيقار الكبير «هشام نزيه» والذى سيحكى من خلال ألحانه أهم قصص السينما المصرية، وبمصاحبة أوركسترا موسيقى بقيادة المايسترو «أحمد فرج» يستدعى «نزيه» موسيقى أهم أفلامه مثل (السلم والثعبان، إبراهيم الأبيض، الفيل الأزرق، وتراب الماس) كما سيشارك خلال الحفل بالعزف لأول مرة

3.الاحتفاء بتراث السينما المصرية 

فى خطوة لتسليط الضوء على التراث السينمائى المصرى، وتقديرا للأثر الذى تصنعه الأفلام، أعلن مهرجان الجونة عن عرض 3 أفلام مصرية مُرممة ضمن قسم (العروض الكلاسيكية) والأفلام الثلاثة هى (السلم والثعبان) من إخراج «طارق العريان» و(عمر المختار) للمخرج «مصطفى العقاد» و(قشر البندق) للمخرج «خيرى بشارة» ومن المقرر أن يعقد المهرجان لقاء خاصا مع أبطال فيلم (السلم والثعبان) الذين يجتمعون لأول مرة بعد مرور كل هذه السنوات وذلك للحديث عن ذكريات الفيلم، وما صاحبه من كواليس والإجابة عن سؤال: ما الذى يجعل هذا الفيلم حيًا بعد كل هذه السنوات؟ 

4.برنامج السينما الفلسطينية 

بات الآن أكثر من أى وقت مضى أن تصبح أصوات أفراد الشعب الفلسطينى مسموعة، وأن تروى قصصهم، وأن تنتج أفلام  تعكس صمود وقوة هذا الشعب الذى يواجه الإبادة منذ أكثر من عام مضى، وفى صورة من صور الدعم لمواجهة المأساة المستمرة فى قطاع غزة، قرر مهرجان الجونة استمرار عروض برنامج الفيلم الفلسطينى ضمن فعاليات دورة هذا العام، وسيعرض المهرجان مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة، وذلك لفتح نافذة على ما يحدث فى فلسطين.

5.محمود حميدة وجائزة المنجز الإبداعى

تخصص جائزة المنجز الإبداعى فى مهرجان الجونة للسينمائيين الذين ترك عملهم بالسينما علامة لا تمحى فى مجال مسيرتهم الإبداعية، وفى هذا العام وقع الاختيار على الفنان «محمود حميدة» ليس فقط لمشواره الفنى الطويل فى السينما والمسرح والتليفزيون، ولكن لعشقه اللامتناهى للسينما، حيث أسس شركة للإنتاج الفنى فى عام 1996 أخرجت إلى النور عددًا من الأفلام، وفى تسعينيات القرن الماضى، أصدر مجلة متخصصة فى السينما بعنوان (الفن السابع) والتى حققت نجاحًا ملحوظًا وقت صدورها، كما أسس ستوديو الممثل مستعينًا بمختصين بارزين أسهموا فى تدريب وصقل العديد من المواهب الشابة.

ويكرم المهرجان أيضا كلاً من «جوانا حاجى توما» و«خليل جريج»، وهما سينمائيان لبنانيان، نالا إشادة دولية عن أفلامهما التى عُرضت فى مهرجانات مرموقة.

6.سينى جونة للمواهب الناشئة والصغار

تشهد الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائى تطوُّر برنامج سينى جونة للمواهب الناشئة، وهو القسم المخصص للمواهب الصاعدة، والذى يهدف إلى تمكين الجيل القادم من صناع الأفلام، حيث يقوم المهرجان بدعوة المئات من طلاب السينما وصناع الأفلام الصاعدين للمشاركة فى جميع فعاليات المهرجان، إذ يمكنهم حضور الحلقات النقاشية والمحاضرات والورش وعروض الأفلام وأنشطة التعارُف والتعلُّم المُعدة خصيصًا لهم، كما أُطلِق عالم سينى جونة للصغار، ويُمثل مبادرة تعليمية بالاشتراك مع المدارس فى الجونة لتعريف التلاميذ بعالم السينما

7.حوارات ونقاشات

على هامش المهرجان تقام العديد من الفعاليات، منها محاضرة للفنان المكرم «محمود حميدة» ومحاضرة للمخرج الفلسطينى المرشح للأوسكار مرتين «هانى أبو أسعد» كما سيعقد المهرجان حوارا مفتوحا مع الفنانة «إسعاد يونس» تديره «يسرا» وحوارين آخرين مع «هند صبرى، ونيللى كريم».

 

روز اليوسف اليومية في

20.11.2024

 
 
 
 
 

تدشين 3 إصدارات سينيمائية ضمن فعاليات "القاهرة السينمائي"

الرؤية- مدرين المكتومية

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال45 يسعى دائما لتقديم الافضل فقد 

دشن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال45، وبالتزامن مع إعلان المكرمين في الدورة عددا من الإصدارات، اثنان منهما تخصصان المكرمين المصريين، الفنان أحمد عز والمخرج يسري نصر الله، والكتاب الثالث هو مجموع من المواد المختارة من مجلة الفن السابع والذي حمل عنوان "مختارات"، وفي هذا الصدد تعاون المهرجان مع دار ريشة للنشر والتوزيع.

أحمد عز

في البداية سأسلط الضوء على كتاب "حلم عز.. لرحلة الصعود إلى القمة" وهو من تأليف رامي المتولي، والكتاب الذي يأتي في 109 صفحات يتناول الرحلة التي خاضها الفنان أحمد عز للوصول إلى لحظة التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال45، وهو عبارة عن تحليل معمق لأفلامه وأعماله المختلفه من خلال خمس محاور رئيسية، وهي المسلسلات والأفلام التي قدمها بتسلسلها الزمني، والذي يسلط الضوء فيها على لمحة عامة عن مسيرته الفنية، وذلك من خلال سرد بعض ذكرياته ومواقفه مع بعض تلك الأعمال والتفاصيل التي كانت تحدث في مواقع التصوير بالإضافة إلى الجلسات التي عقدها المؤلف مع الفنان أحمد عز حتى ظهور هذا الإصدار.

وقد ذكر الكاتب وهو يمهد للكتاب قائلا: "تتجلى هنا إحدى أهم نقاط قوة أحمد عز، وهي قدرته على إدارة موهبته، فوجد الموهبة وحده لا يكفي، إذ غالبآ ما يحقق البعض نجاحا مؤقتآ، يتراجع سريعآ عند عدم قدرتهم على المنافسة أو عدم تطور مسيرتهم، في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، بزغت عدة أسماء في نجومية ساحقة، مثل كريم عبدالعزيز وعلاء ولي الدين ومحمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد وأحمد القاه وكل منهم نال البطولة الأولى في تلك الفترة.

 وأضاف: "وقد ظهر أحمد عز للمرة الأولى في السينما من خلال مشهد صغير في فيلم ضم نجوم التسعينيات من نجوم الشباك والصاعدين لقمة الإيرادات، ومن هنا بدأت رحلة النجاح التي جعلته في النهاية يقف على قمة شباك التذاكر مع اثنين من أبناء جيله، كريم عبدالعزيز، وأحمد السقا، وسط صعود وهبوط متتابع لنجوم آخرين".

يسري نصر الله

كما قدم المهرجان أيضا إصدار خاص بالمخرج يسري نصر الله تحت عنوان "يسري نصر الله.. حكايات ترغب في احتضان العالم" للمؤلف الناقد أحمد عزت عامر والذي يأتي في 173 صفحة، ويتناول فيه ملامح السينما الخاصة بالمخرج يسري نصر الله والكيفية التي كان يتعامل فيها مع اعماله، والآثر الذي تركه المخرج الراحل شادي عبدالسلام في حياته، وقدرة على التمرد على معهد السينما، والرحلة التي خاضها بأفكاره ونظرته للسينما، والخطوات الإبداعية الجريئة والمتمردة في كثير من الأحيان ولكنها صنعت الإبداع آنذاك، كما يستعرض الكتاب نقدا لأعمال المخرج يسري نصر الله ومشاريعه القائمة على رفع قيمة الفرد وتعظيمها.

وقال المؤلف عن يسري نصر الله في كتابه: "كان في السادسة من عمره حين ذهب للسينما للمرة الأولى مع أبيه وأخته لمشاهدة فيلم في سينما " كايرو" كان الفيلم بعنوان "رحلة إلى مركز الأرض" المأخوذ عن قصة جول فيرن الشهيرة، مسه الحب سريعآ، مسه الحب فعرف السينما هي أكثر ما يحب في هذا العالم، سأل الأب عن هوية من يصنع مثل هذا الفيلم، فأخبروه بأنه المخرج، ولحظتها عرف مصيره، في دفاتره المدرسية كان يكتب تحت شعار "سينما سكوب" من إخراج يسري نصر الله" ينتظر من الجمعة إلى الجمعة موعد الذهاب إلى السينما، وحين يمنع من الذهاب لمشاهدة فيلم ما فإنه يرسم إعلانه في دفتر المدرسة، ما يعرضه لعقاب والده ومدرسيه".

وفي الحقيقة أنني قرأت الكتاب وهو قصة الحب ومواعيد الغرام بينه وبين السينما.

مختارات

 وصدر أيضا كتاب بعنوان " مختارات " وهي مختارات من الفن السابع والتي اعدها الدكتور ناجي فوزي، وهو استاذ بالمعهد العالي للنقد الفني، وذلك ليعيد الحياة لكل ما دون حول الفن والفنون والسينما من خلال مجلة " الفن السابع " التي تأسست في عام 1997 بمبادرة من الفنان محمود حميده، حيث يقدم الكتاب الذي يأتي في 257 صفحة اتفاصيل للاعمال السينمائية والبفن والفنانين للجيل الجديد الذي لم يشهد تلك الفنرة من فترات السينما العربية، وتعد " الفن السابع " اول مطبوعة عربية سينمائية متخصصة في صناعة السينما في الشرق الاوسط حيث كانت الاعمال الفنية سواء محلية او عالمية تأتي على صفحاتها بمختلف الوانها واتجاهاتها ليقوم فريق العمل بالقاء الضوء عليها وتحليلها من مختلف زواياها لتصل بعد ذلك الى المختصين والقائمين على هذه الصناعة وكذلك جمهور القراء بصورة صادقة وحيادية لذلك اعتبرها الدارسون لهذا النوع من الفن مرجعا تاريخيا لمختلف الاعمال سواء كانت محلية وعالمية.

 

####

 

بقيمة 220 ألف دولار.. 31 جائزة لأصحاب المشاريع في ختام "ملتقى القاهرة السينمائي"

الرؤية- مدرين المكتومية

اختتمت فعاليات ملتقى القاهرة السينمائي، الأربعاء بفندق سوفتيل الجزيرة، ضمن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ونافس على الجائزة 18 مشروعًا، ومنح الرعاة 31 جائزة لأصحاب المشاريع، من بينها خمس جوائز إضافية قدمها الرعاة خلال آخر 24 ساعة قبل الإعلان، والتي تعد شهادة واضحة على المستوى الاستثنائي لمشاريع المتقدمه هذا العام، هذا ومنح الرعاة إجمالي 220 ألف دولار، بما فيها 60 ألف دولار جوائز نقدية بينما قدموا خدمات اخرى تقدر قيمتها بأكثر من 160 ألف دولار.

قدم جائزة الهيئة الملكية الاردنية للافلام مندوب الهيئة بهاء حسين لكل من فلم عين حرا (منحة للمشاركة في مختبر المنتجين العرب(، وفلم أمل (منحة للمشاركة في مختبر موزاييك لمرحلة ما بعد الإنتاج(، وفلم مال وبنون (منحة للمشاركة في مختبر موزاييك لمرحلة ما بعد الإنتاج(

اما سوق الفيلم الوثائقي الأورومتوسط MediMed قدم الجائزة مدير ملتقى القاهرة السينمائي رودريجو بروم نيابة عن مؤسسة Medime وذهبت لفلم مفيش راجل بيعيط (دعوة للمشاركة في برنامج سوق الفيلم الوثائقي الأورومتوسط MediMed

عقب ذلك راف كات لاب أفريكا وقدمت الجائزة مندوب راف كات لاب أفريكا لوسيندا فان دي ريدي فلم مفيش راجل بيعيط (دعوة للمشاركة في مختبر راف كات لاب أفريكا) وفلم برشا (استشارة من خبراء مختبر راف كات لاب أفريكا)، الى جانب فلم 40 عاما من الصمت (استشارة من خبراء مختبر راف كات لاب أفريكا)

وبعدها مؤسسة فيلم اندبندنت والسفارة الأمريكية وقدم الجائزة مندوب فيلم اندبندنت خافيير فوينتس ليون والتي ذهبت لفلم الخروج (سفر وإقامة للمنتج لتطوير مشروع الفلم في لوس أنجلوس) وفلم كحل وحبهان (سفر وإقامة للمنتج لتطوير مشروع الفلم في لوس أنجلوس)

اما عن مبادرة راويات وقدمت الجائزة مندوبة راويات ميريام الحاج فذهبت لفلم حلمي أطير (جلسات استشارية وإرشادية لمشروع الفلم) في حين ان شركة إيزي دستربيوشن اختارت فلم " كولونيا ( منحة توزيع بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي ) وقدمتها مندوبة الشركة نورا نفزي، اما شركة فيدباك وقدم الجائزة طارق علوش وعلي السيد فقد اختارت فلم الرقص على حافة السيل (منحة خدمات استشارية وإقامة بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي(، وشركة جراج بروداكشن وقدم الجائزة مندوب الشركة أحمد مجدي، فلم حلمي أطير (منحة تطوير بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)، اما شركة امباينت لايت وقدم الجائزة مندوب الشركة علي العربي فقد قمت فلم كحل وحبهان (جائزة خدمات معدات بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)، وفلم الرقص على حافة السيل (جائزة خدمات ما بعد الإنتاج بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)

في حين شركة شيفت ستوديوز وقدم الجائزة مندوب الشركة شريف فتحي فلم الرقص على حافة السيل (خدمات ترويجية بقيمة 12 ألف دولار أمريكي) وفلم كحل وحبهان (خدمة إصدار دي سي بي للفيلم بقيمة تسعة آلاف دولار أمريكي)، اما شركة ليث بروداكشن وقدم الجائزة مندوب الشركة ندى حفيظ فلم الخروج (جائزة مكساج بقيمة 20 ألف دولار أمريكي)، وديچيتال فيلم لاب وقدمت الجائزة راما منصور، فلم كولونيا (خدمة إصدار دي سي بي للفيلم بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي)، وفلم لا نموت مرتين (خدمة إصدار دي سي بي للفيلم بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي)، وشركة ساوند أوف إيچيبت وقدم الجائزة مندوب الشركة أحمد زاهر ، فلم40 عامًا من الصمت (خدمات ما بعد الإنتاج بما في ذلك الموسيقى التصويرية وتصميم الصوت والمكساج بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي)، وفلم كولونيا (خدمات ما بعد الإنتاج بما في ذلك الموسيقى التصويرية وتصميم الصوت والمكساج بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي)

وشركة لاجوني وقدم الجائزة مندوب الشركة شاهيناز العقاد فلم كحل وحبهان (خدمات إنتاج بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي)، وفلم كحل وحبهان (جائزة بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي) وشركة رايز ستوديوز وقدم الجائزة مندوب الشركة زياد سروجي ، فلم الرقص على حافة السيل (جائزة بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي)، وشركة ريد ستار وقدم الجائزة مندوب الشركة باهو بخش، فلم حلمي أطير (جائزة بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي( وفلم كولونيا (جائزة بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)، وشركة راديو وتلفزيون العرب ART وقدم الجائزة مندوب الشركة خالد حسنين، فلم كحل وحبهان (جائزة بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)

اما جوائز لجنة تحكيم ملتقى القاهرة السينمائي فقد ذهبت من مؤسسة دروسوس وقدم الجائزة عضوة لجنة التحكيم ميريام ساسين، لفلم أمل (جائزة بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي)، وشركة فريش وقدمتها عضوة لجنة التحكيم هالة جلال ، فلم الرجل الذي ينحني أمام الزهور (جائزة تطوير بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)، وشركة فريش وقدمتها عضوة لجنة التحكيم ميريام ساسين فلم لا نموت مرتين (جائزة ما بعد إنتاج بقيمة عشرة آلاف دولار أمريكي)

ويعد ملتقى القاهرة السينمائي CFC هو منصة تتيح لصناع الأفلام العرب توسيع شبكة علاقاتهم في المجال وتلقي الدعم الذي يحتاجونه حتى ترى أفلامهم النور، والملتقى، هو جزء من فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي أقيمت في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وشهدت هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، الذين اجتمعوا لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

تضمنت فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي. ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، إذ ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل في الاتحاد الدولي للمنتجين في بروكسلFIAPF.

 

####

 

الفيلم المجري "يناير 2" يجسد الاختيارات الصعبة في الحياة ضمن "القاهرة السينمائي"

الرؤية- مدرين المكتومية

تتواصل عروض الأفلام السينمائية المختلفة ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45.

ومن بين الأفلام التي تحمست لمشاهدتها على الرغم من عدم تشجيع الكثيرين لي لحضوره، إلا أنني قررت المجازفة وحضور الفيلم، وهو الفيلم المجري "يناير 2" الذي يشارك ضمن المسابقة الدولية في المهرجان، وهو فيلم روائي تدور أحداثه حول كلارا الفتاة التي تقرر في لحظة ترك زوجها ومنزلها والانتقال لمنزل آخر، والفتاة آجي التي تلعب دور صديقة كلارا والتي تساعدها في نقل أغراضها من منزلها بعد قرار الانفصال من زوجها.

 في بداية الأمر وأنا أشاهد الفيلم شعرت بالكثير من الملل وأنا انتظر الحدث الذي يلي نقل الأغراض من المنزل للسيارة، حيث يتكرر لأكثر من أربع مرات وخمس مرات، وكذلك الحال عند إيصال الأغراض للمنزل الجديد، وكأن الفيلم متعلق فقط بتصوير مشاهد نقل الأغراض وبصورة مكررة، وبعد مرور الوقت وأنا أشاهد الفيلم تكتشف بأنك تشاهد قصة مختلفة، يكمن اختلافها في كل رحلة ما بين المنزل السابق للمنزل الجديد، ففي كل مرة وأثناء جولات التنقل التي تجاوزت السبع جولات بالسيارة ورغم أنهما يسلكان الطريق نفسه ذهابا وإيابا في كل مرة، إلا أن كل جولة تكون مختلفة؟ فكيف يكون الاختلاف؟ 

إن كل مرة هي قصة حول شيء معين وشكل معين وشخص بعينه وربما عن أنفسهما، كل منهما تكشف نفسها أمام الأخرى، وكل منهما لها حياتها المختلفة والتي ربما متناقضة شيئا ما، إلا أنها ملفتة ورائعة بالنسبة لهما، وفي النهاية هي تذهب لمكان لا تريد الذهاب إليه والأخرى تلحق بشخص لا تشعر أبد باهتمامه، وفي كل الأحوال، الفيلم بكل اختلافاته وتناقضاته إلا أن شيئا ما يجذبك نحوه، أو ربما هي الطبيعة البشرية التي تتقاسم مع بعضها البعض المواقف والظروف

وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حتى 22 من نوفمبر الجاري بمشاركة 190 فلمآ من 72 دولة بالاضافة لحلقتين تلفزيونيتين وتشمل الفعاليات 16 عرضا للسجادة الحمراء و37 عرضا عالميا أول، و8 عروض دولية أولى و 119 عرضآ لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

 

الرؤية العمانية في

21.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004