بعد عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي..
صناع مسلسل موعد مع الماضي يكشفون تفاصيله
إيناس عبد الله
•
آسر ياسين: حاولت تقديم شخصية المنتقم بشكل غير نمطى
•
محمود حميدة: هذا العمل جعلنى أتراجع عن قرار عدم المشاركة
فى المسلسلات
•
محمد علاء: شعرت بفرحة عارمة لاختيارى دور القاتل المأجور
•
شريف سلامة: أسعى للتنوع منذ بداية عملى بالتمثيل.. وقبلت
الدور لأنه مختلف
ربما لأول مرة فى تاريخ الدراما التليفزيونية بمصر والوطن
العربى، يتم الاحتفال باقتراب عرض مسلسل على مدى يومين متتاليين، هذا ما
حدث مع مسلسل «موعد مع الماضى»، المقرر عرضه يوم ٦ ديسمبر المقبل، على منصة
نتفليكس العالمية، حيث تم عمل عرض خاص له ضمن فعاليات مهرجان القاهرة
السينمائى، وأقيم العرض بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، وتم بيع تذاكره
بالكامل، ورفع شباك التذاكر لافتة «كامل العدد»، وسار أبطال المسلسل، وهم
فى كامل أناقتهم، على السجادة الحمراء، مثلهم فى ذلك مثل أبطال الأعمال
الكبرى المشاركة فى مسابقات المهرجان، وهو الأمر الذى أثار حالة اندهاش
كبيرة لدى البعض، خاصة أنه غير مألوف، ومعتاد فى مهرجان سينمائى، أن يُقام
عرض خاص وسجادة حمراء لمسلسل تليفزيونى، وطالت حالة الإستغراب مدير
«القاهرة السينمائى» نفسه، الناقد عصام زكريا، الذى حكى قبل بدء عرض
الحلقتين الأولى والثانية للعمل على شاشة المسرح الكبير بدار الأوبرا، أنه
كان مندهشًا من عرض المسلسل بالمهرجان، لغرابة الفكرة، لكن الذى بدد قلقه،
وجعله يوافق على تنفيذها، أنه تذكر أثناء حضوره مهرجان فينسيا السينمائى
وهو واحد من أهم المهرجانات السينمائية، كانت هناك عروض خاصة لثلاثة
مسلسلات وليس مسلسلًا واحدًا، فى إشارة إلى حالة التكامل بين الأشكال
المختلفة للفن، خاصة مع التطور الكبير الذى تشهده صناعة المسلسلات والتى
أصبحت قريبة من صناعة السينما.
الغريب أنه لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أقيم فى اليوم
التالى للعرض الخاص، مؤتمر صحفى حضره مخرج المسلسل السورى سدير مسعود،
برفقة ٩ من أبطال العمل الرئيسيين، فيما غابت الفنانة صبا مبارك، والتى لم
تحضر العرض الخاص أو المؤتمر، أما عن الحضور فهم الفنانون محمود حميدة،
شيرين رضا، آسر ياسين، شريف سلامة، هدى المفتى، ركين سعد، محمد علاء، تامر
نبيل، ومحمد ثروت.
تحدث كل واحد منهم على أهم الأسباب التى دفعته إلى المشاركة
فى هذا العمل وكواليسه، وكانت البداية مع الفنان محمود حميدة، والذى قال
إنه اتخذ قرارًا منذ آخر أعماله التليفزيونية «نقل عام» إنتاج ٢٠٢٢، اتخذ
قرارًا بعدم العمل فى الدراما التليفزيونية مرة أخرى، والتفرغ فى السينما
التى يعشقها، لكن مع انتشار المنصات الرقمية، والاتجاه لإنتاج مسلسلات
قصيرة الحلقات من ٦ لـ ١٠ حلقات فقط، بأسلوب سينمائى، تغيرت وجهة نظره،
ولاقت التجربة قبولًا وترحابًا منه، فعدل عن قراره، ووافق على الاشتراك فى
بطولة «موعد مع الماضى».
لكن حميدة فجر مفاجأة أنه كاد يتراجع مرة أخرى لكن لسبب
مختلف، وقال: حينما عُرض المسلسل علىّ لم أكن أعرف أنه مأخوذ من فورمات
لعمل مكسيكى، وهذا الأمر أزعجنى بشدة، لأنه طوال حياتى كنت أرفض إعادة
تقديم أى عمل، سبق وقدمه غيرى، لكن لم أستطع الاعتذار، لأننى وقعت بالفعل
على المسلسل، لكن عرفت بعد ذلك أن مسلسلنا مختلف تمام عن المسلسل المكسيكى،
والذى تم عمل ٣ مواسم منه، لكن مسلسلنا تم تمصيره تمامًا وعمل جزء واحد فقط
يضم ٨ حلقات، وكانت تجربة رائعة، تشجعنى على تكرارها، رغم أن موعد على
الماضى تم تصويره على مدى عامين، وهو ما يؤثر بشكل كبير على أداء الممثل،
لكن هنا يظهر الممثل المحترف المتمكن من أدواته والقادر على العودة للشخصية
مرة أخرى مهما طالت مدة التصوير.
من جانبه اعترف الفنان آسر ياسين أن الشخصية التى يلعبها،
وهى لشاب ينتقم ممن ظلموه هو وأسرته، سبق وتم تناولها فى أكثر من عمل، وأن
هناك صورة نمطية لهذه الشخصية فى أذهان الناس، لكنه مع هذا العمل كان
حريصًا تمامًا على تقديم أداء مختلف، وما شجعه على هذا الأجواء التى فرضها
المخرج سدير مسعود بالعمل، ووجود هذا الكم الكبير من النجوم الكبار،
وأدائهم المتميز الذى ينعكس على أى فنان يعمل معهم.
وأبدى آسر سعادته الكبيرة بالمسلسل وبتعاونه مع المخرج سدير
الذى قدم تكنيكًا مختلفًا، وصورة مبهرة، وأظهر قدرة كبيرة فى إدارة العمل
بشكل احترافى، وأثنى على اختياره الأبطال الشباب، الذين لعبوا نفس الأدوار،
لكن فى مرحلة سنية مختلفة، وقال: «كان شيئًا غريبًا أن أشاهد فنانًا شابًا
يلعب نفس دورى فى مرحلة أصغر، وهو شبهى بالفعل حينما كنت صغيرًا، وشعرت
بأحاسيس غريبة، لم تكن مقتصرة على وحدى، بل طالت كل زملائى الذين كان لهم
شبيها فى اللوكيشن مثل تامر نبيل الذى تم اختيار شاب شبهه تمامًا وهو صغير.
وتحدث مخرج العمل سدير مسعود موجهًا كلمة شكر لكل الفنانين
والفنيين المصريين الذين تعاونوا معه، وقال إن الصورة المبهرة والديكورات
والجرافيك وكل ما أثار إعجاب الجمهور الذى شاهد الحلقتين الأولى والثانية،
صناعة مصرية خالصة، فلم يستعن بأى خبراء أو محترفين أجانب.
وكشف سدير عن أنه لم يشاهد النسخة المكسيكية للمسلسل،
وتعامل معه على أنه مسلسل مصرى عادى، بعد أن نجح السيناريست محمد المصرى فى
كتابة عمل متكامل برؤية مصرية، فلم يكن بحاجة إلى رؤية الفورمة الأصلية.
وقال إن الحلقات المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت، حيث
سيظل المشاهد فى حيرة من أمره طوال الحلقات.
وعن تغير جلده فى أحداث هذا المسلسل قال الفنان شريف سلامه
إنه منذ يومه الأول فى مجال الفن، وكان حريصًا على التنوع والاختلاف،
والخروج من تصنيفه بنوعية محددة من الأدوار، فقدم شخصيات مختلفة على مدى
مشواره الفنى تعكس موهبته وقدراته التمثيلية، وكان هذا سبب قبوله للعب دور
على بمسلسل موعد مع الماضى، وهو مختلف تمامًا عن شخصية أحمد التى لعبها فى
مسلسل كامل العدد بموسمين، وبصدد تقديم موسم ثالث، والذى حقق من خلالها
نجاحًا كبيرًا.
وأبدى الفنان محمد علاء سعادته الكبيرة بدور القاتل المأجور
بالمسلسل، وقال إنه كان كالطفل حينما عُرض عليه هذا الدور، حيث لم يصدق أن
هناك مخرجًا يراه فى هذه المنطقة بعد عدد من الأدوار الرومانسية التى قدمها
من قبل.
وأشار إلى أن هذه الشخصية صعبة للغاية، حيث إنها لرجل متبلد
الأحاسيس والمشاعر، وعيونه مليئة بالجمود، وهو ما أرهقه فى التصوير، لكنه
شعر بمتعة كبيرة أثناء تجسيدها.
أما الفنان محمد ثروت والذى يقدم الضحكة الخفيفة الوحيدة
بالعمل فقال إن طبيعة دوره بالمسلسل تتيح له فرصة إطلاق إفيهات بين وقت إلى
آخر، وهو ما يحبه ويميل له، وكان من الممكن أن تزداد مساحة الضحك بالعمل،
حيث كان يقول إفيهًا أو أكثر بالمشهد الواحد، لكن المخرج كان يطلب منه عدم
فعل ذلك، وتابع: «كل مرة أفاجأ بالمخرج يطلب منى إعادة تصوير المشهد دون
الإفيه، رغم أنه كان يضحك على ما أقوله، وفى النهاية أنصاع لرغبته فهو قائد
العمل».
واعترفت الفنانة هدى المفتى أنها لم تستطع تأدية مشهد
وفاتها غرقا بالمسلسل، وقالت إنها رغم تعلمها رياضة الغوص قبل التصوير،
لكنها لم تستطع أداء مشهد غرقها بالمسلسل، واضطر فريق العمل إلى الاستعانة
بدوبليرة لتأدية المشهد بدلًا منها.
وقالت إن التصوير كان يتم فى أجواء غاية فى الصعوبة، حيث
كان يتم التصوير فى شهر يوليو بالغردقة، وكان النهار شديد الحرارة، وشديد
البرودة ليلًا، كما أن التصوير يتم بمركب داخل البحر، وكثيرًا ما تحدث ظروف
خارجة عن الإرادة فيتعطل التصوير.
وقالت الفنانة شيرين رضا، إن التصوير تزامن مع الحادث
المؤسف حينما التهم قرش أحد السائحين، وكانت هناك اجراءات صعبة انعكست على
التصوير.
أما عن طبيعة دورها بالمسلسل فتكتمت شيرين وقالت إن أى حديث
عن دورها حاليًا من شأنه أن يحرق كثيرًا من المفاجآت بالحلقات المقبلة، لأن
شخصيتها غامضة لم تفصح عنها أحداث الحلقتين الأولى والثانية، ولم يعرف
المتلقى إذا كانت أم مغلوبة على أمرها، تسعى للحفاظ على أسرتها، أم أن
وراءها سرًا كبيرًا.
وعن دورها تحدثت الفنانة ركين سعد:أختار أدوارى بناء على
الورق والشخصية فى المقام الأول، ودائمًا السؤال بالنسبة لى: «ماذا ستضيف
هذه الشخصية لحياتى المهنية»، وفى الحقيقة العمل على مسلسل موعد مع الماضى
هو إضافة كبيرة بسبب مجموعة النجوم المشاركين.
وعن التشابه بين دورها بهذا العمل مع أعمال أخرى لها، نفت
وجوه أى تشابه، وقالت:
لم أشعر بالتشابه مع أى شخصية قدمتها من قبل، فشخصية ليلى
فى موعد مع الماضى مختلفة فهى لفتاة تحب المواجهة والمغامرة.
وأخيرًا تحدث الفنان تامر نبيل عن دوره بالمسلسل موضحًا أنه
من أصعب الأدوار التى قدمتها، فهى شخصية كتومة للغاية، ومشاعرها مكبوتة،
وعليه معظم تمثيله بلغة العيون، فهو طوال الوقت يراقب من بعيد وغير مندمج
فى الأحداث.
وتابع: «لكن صعوبة الشخصية لكنها ممتعة بكل انفعالاتها
والتجربة بالنسبة لى كانت رائعة ومتميزة».
جدير بالذكر أن مسلسل «موعد مع الماضى» من إنتاج محمد مشيش،
وإخراج سدير مسعود، وكتابة محمد المصرى، ويضم مجموعة من الفنانين، من بينهم
آسر ياسين، محمود حميدة، شريف سلامة، شيرين رضا، ركين سعد، محمد ثروت، محمد
علاء، تامر نبيل (شريف) وهدى المفتى (نادية) إلى جانب الفنانة صبا مبارك.
تدور أحداث المسلسل الذى يمتد على ثمانى حلقات، فى مصر؛ حيث
يخوض «يحيى» رحلة محفوفة بالمخاطر لكشف الحقيقة وراء مقتل شقيقته نادية،
ومع تصاعد الأحداث، تصبح كل الشخصيات مشبوهة، ولا شىء يبدو كما هو. |