ملفات خاصة

 
 
 

«انصراف»..

قراءة في مشروع سينمائي يتشكل

رامي عبد الرازق

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

قبل ثلاثة أعوام شاركت المخرجة السعودية الشابة جواهر العامري ضمن مجموعة من خمس مخرجات سعوديات شابات بفيلمهن «بلوغ» وذلك في افتتاح مسابقة «آفاق السينما العربية» ضمن فعاليات الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومرة أخرى تعود المخرجة الشابة إلى شاشة المهرجان الكبير مشاركة بفيلمها القصير «انصراف» (14 ق) ضمن مسابقة «سينما الغد للأفلام القصيرة» بالدورة الـ45 للمهرجان.

يمكن القول إن لدى جواهر ملامح مشروع سينمائي يتشكل على مهل، بالتجربة والمحاولة، وخوض المغامرة، في بلوغ المكون من خمسة أفلام قصيرة جدا، كان فيلمها يتحدث عن فتاة في العاشرة من عمرها تواجه أسئلة العالم الكبير الذي يتحدث عما ينتظرها عند تحولها من طفلة إلى امرأة فسيولوجيا، تعليقات ضخمة فوق طاقتها الاستيعابية تهيئ وجدانها الغض لما ينتظرها من (معاناة) و(مسؤولية) و(هم) شهري أو حياتي طول المدى!

في حين كانت عيونها تفضح حجم المأساة التي تتجسد من خلال التعاطي مع مسألة بيولوجية عادية على اعتبار أنها (أمانة) في عنقها ليوم الدين! بينما الأمر أبسط من ذلك بكثير، وفي الحياة والعالم أمور أكثر أهمية وقيمة وأهداف أكثر شمولية ورقي من مجرد هذه الدورة الطبيعية لكائن حي طبيعي مثل آلاف الإناث من مختلف الأجناس التي تدب على الأرض.

ما بين البلوغ والموت

في تجربتها الجديدة تعود جواهر للمنطقة التي استكشفتها في فيلمها الأول، بداية من المستوى الفكري أو النفسي وهو تعرض وعي هش في طور التشكل إلى سؤال وجودي يأخذ أكبر من حجمه بكثير بسبب فراغ العقول أو اتساع المسافة ما بين إدراك أهمية الحياة وبين المعاش فعليا، أو ما يتصور المجتمع أو أصحاب النفوذ النفسي والإنساني أنه الحياة كما يجب أن تعاش، والسؤال الإجباري الذي وضعوه هم أنفسهم بالنيابة عن السماء.

في فيلمها «انصراف» لدينا نفس الكتل تقريبا التي سبق وان احتككنا بها في «بلوغ»، الكبار أصحاب النفوذ والسلطة، والصغار الذين يحاولون التشكل بفطرة سليمة في علاقتهم بأسئلة العالم!

نحن في مدرسة كما يوحي العنوان نسبيًا، مدرسة فتيات في عمر المراهقة – يمكن تصور أن واحدة من بطلات الفيلم هي نفسها فتاة «بلوغ» قبل ثلاث سنوات ولكن هنا بعد أن صارت أكبر سنا بقليل وبدأت أسئلة وتعليقات وإملاءات جديدة تصك وجدانها-.

من خلال المعلومات المتاحة بشكل واضح وحواري صريح نفهم أن مجموعة طالبات المدرسة تعرضن إلى أزمة إنسانية ونفسية عنيفة إثر فقدهن لواحدة من زميلاتهن التي ماتت في حادث سيارة من شهر تقريبًا، وبالتالي ثمة حالة من الحزن القابض الثقيل تخيم على نفوسهن الرقيقة وتهلك وجدانهن الذي فاجأه أقسى يقين تواجه البشرية منذ الخليقة (كل نفس ذائقة الموت).

يتشابه هنا سؤال الموت (الكبير) مع سؤال البلوغ (الكبير) أيضا في الفيلم السابق لجواهر، ولكنها ضخامة مفتعلة، مزيفة، ليس لأن الموت أو البلوغ أمور هينة أو عادية ولكنها عناصر طبيعية ضمن دورة الحياة، الحياة التي تضم بلا شك عناصر وامور كثيرة جدا بجانب البلوغ والموت، بل أن يتضاءل بجانبها اسئلة الموت والبلوغ لان كلاهما أمور لا دخل فيهم لعمل الإنسان أو فعله او فعاليته في الحياة، على عكس عشرات العناصر الأخرى التي تستحق أن يتوقف أمامها الإنسان بالتفكير والتأمل والوعي والتنظيم والمشاركة.

يمكن هنا أن نتوقف أمام عناصر محددة مشتركة في تجارب جواهر:

أولاشيوع الأسئلة الكبرى عن الحياة وحالة الضخامة المزيفة التي تنتجها عقول محدودة أو غير مهذبة حضاريا وفكريا بالقدر الكافي.

ثانياالمرحلة العمرية التي تتحرك فيها شخصياتها وهي مرحلة البلوغ بمختلف طبقاتها النفسية واختلاف سنواتها الوجدانية.

ثالثاالمكان الواحد؛ حيث يدور كل من «بلوغ» و«انصراف» في مكان واحد فقط، الأول في بيت لعائلة تقليدية والثاني في مدرسة حكومية للفتيات وكلاهما امتداد للآخر لو حررناهما من الجغرافيا التقليدية ووضعناهما في سياق المجاز الاجتماعي والحضاري.

يمكن هنا أن نزيد على هذا العنصر ما سبق وأن ذكرناه من أن بطلة «بلوغ» يمكن أن تكون هي ذاتها بطلة «انصراف»! بعد أن تراكمت عليها سنوات من العمر وأصبحت مراهقة أكثر حدة وصلابة في مواجهة حالة التضخيم المزيفة للأسئلة وسياقات الحياة، وبالتالي أصبح لديها القدرة على أن تقاوم هذه الحالة بالاعتراض والفضح والمقاومة أو حتى بغناء أنشودة الرثاء الخاصة بزميلتها المتوفاة والتي كان من الممكن بقليل من الاحتواء كما رغبت واحدة من المدرسات أن يتم تلاوة الأنشودة في الإذاعة المدرسية بدلا من اقتراح المدرسة الأخرى (الأكثر تشددا ورمز زمن الصحوة بكل أدرانه) أن تتحول فقرة الإذاعة والنشاط الاجتماعي إلى محاضرة حول كيفية تكفين الموتى، وجلب واحدة من الفتيات – الهشات جدا- لتصبح (موديل) لما ينتظرهم جميعا من تمدد على طاولة الغُسل والاستسلام للحنوط والقطن وطبقات الكفن الكئيبة الملوثة بالتدين الزائف.

يتفتحن!!

في اللقطة الأولى من انصراف تقدم لنا جواهر نظرة علوية من زاوية (عين الإله) المعروفة، ذات الدلالات العديدة جدا خاصة في افتتاحية فيلم يتحدث عن (تفضيل الموت كتقوى أم الحياة كوجود حي مفعم بالروح والمحبة).

من زاوية اللقطة العلوية نشاهد مجموعة فتيات المدرسة وهن يخلعن الحجاب والعباءات بالتوازي والتتابع وكأنهن يتفتحن، أو يخرجن من أسفل أثقال القماش الأسود المشحون بالرمز الواضح، ثم يقف مرتديات زيهن الأخضر الزيتوني مثل وردات جميلة، على وشك الإشراق.

يمكن اعتبار اللقطة الأولى مقياس مهم في جودة بناء أي فيلم، عبر التوقف أمام أي مشهد أخر في سياق الشريط أو لحظة درامية مهمة وتحسس الرابط العضوي والبنائي بينها وبين اللقطة الأولى أو المشهد الأول من الفيلم، بل إن المظاهرة الرمزية التي ينتهي بها الفيلم عقب تمرد الفتيات وإعلانهن رفض الأسلوب غير التربوي الذي يتم من خلاله تلقين حب الموت كجزء من تقوى النفوس بدلا من محبة الحياة من أجل إعمارها بالروح، نقول إن المظاهرة الرمزية الأخيرة التي تحاول المدرسات التصدي لها بطفايات الحريق – كرمز لمحاولة إخماد نار الفتنة كما تراها إدارة المدرسة- هي نفسها على المستوى المجازي والنفسي والدرامي لقطة خلع الحجاب والعباءات والتهيؤ لتلاوة الأنشودة التي ترثي الرحيل المبكر وتعبر عن الحزن الشفاف الذي مزق حريره الحاد نفوس زميلات الطالبة الراحلة.

ربما يفتقد «انصراف» إلى ميزتين توفرتا في تجربة «بلوغ» وغابتا هنا نسبيًا:

الأولىهي الأداء التمثيلي الجيد للشخصية الرئيسية، صحيح أن العمل ككل هنا تبدو له البطولة الدرامية، ونعني به الحدث الذي يتم فيه اختيار فتاة لتمثل دور جثة بدلا من أن نتركها تغني رثاءً لزميلتها الراحلة، ومن ثم تُصاب بحالة هلع شديدة تفقد على أثرها الوعي فلا نعود نعرف هل أغمى عليها أو رحلت هي الأخرى!

ولكن يفتقد الأداء التمثيلي لشخصية الطالبة المتمردة -التي ترسم على يدها خريطة السماء كأنها تبحث بين النجوم على روح صاحبتها الراحلة- الكثير من الطبيعية والتلقائية والإتقان، رغم أن عينيها تتحدثان بقوة وتعلنان عن كل ما يعتمل في داخلها ودواخل كل زميلاتها، بل يمكن الجزم بأنها (ليتها ما نطقت) لأن ما تحدثت به سواء على مستوى الأداء أو الحوار ساذج ومفعم بالطفولية، كأننا في مشهد لمسرحية مدرسية تعليمية.

الثانيةهي الخروج المقصود عن الخط الواقعي وتحويل فينال الفيلم إلى مظاهرة رمزية بتلاوة الأنشودة – تعقبها أغنية طويلة في التيتر بنفس المعنى والمجازات تقريبا- وتصدّي المدرسات لهذه المظاهرة الرمزية بطفايات الحريق كما أشرنا في ترميز واضح لفكرة إخماد نار الفتنة!

هذا الخروج عن أسلوب الفيلم الواقعي جدا من البداية حول دفة التلقي من الاستغراق الواعي وغير الواعي في الأزمة إلى مجرد التعاطف والتشجيع، والعديد من صناع الأفلام في تجاربهم الأولى يقع في نفوسهم الظن بأن الرمزية الاحتفالية أو الاحتفائية تولد شعور ملحمي ضخم لدى المتلقي خصوصا في الفينال، لكن في الحقيقة فإن هذا النوع من التضخيم أو الشعاراتية خصوصا عقب الإيهام الواقعي جدًا يخلق صدمة تفصل وعي المتلقي عن قيمة العمل الأصلية وتزيحه نحو حالة نشوة مؤقتة أو حماسة عابرة، في حين أن المحافظة على شخصية الفيلم النوعية – خصوصا في التناول الواقعي الجاف والخشن كما صاغت جواهر متن التجربة الأساسي- يخلق أثر أكبر بكثير ويمد خط السؤال من الشاشة إلى صالة العرض ويراكم الشعور بالاستفزاز أو القلق المستحب عقب هزات الوعي التي تنتجها القصص المروية بعناية أسلوبية ناضجة وهادئة ودقيقة.

نعود في النهاية للتأكيد على أن جواهر العامري ومجمل جيلها من صانعات الأفلام السعوديات/العربيات الشابات هن بالفعل مكسب حقيقي لشرايين صناعة السينما، سواء الوليدة في المملكة، أو مترامية الإنتاجات على المستوى الإقليمي والدولي، وبالتالي كل تجربة لها تستحق الاحتفاء بالقدر الذي يمنحها ثقة الاستمرارية، ويهدئ من روعها الإبداعي قليلًا بالنصيحة، وتحليل مشروعها العام، الذي يتشكل بوهج وحماس.   

 

####

 

«أرزة»… بحث عن ملاذ في دراجة نارية

أحمد الخطيب

النموذج الكوميدي هو النموذج الوحيد الذي بإمكانه النجاة من ورطة الثنائية القيمية كالخير والشر أو الأبيض والأسود، حيث يمكنه أخذ القصة إلى مستوى متطرف بخفة ومرونة، فالكوميديا تكتسب جزءًا كبيرًا من قيمتها عبر النقد المباح، فلا يمكن التعاطي مع النموذج الكوميدي بنفس الجدية، ولا حتى نقده بمعايير النوعيات الأخرى.

للكوميديا خصوصية تمنحها طبيعة مراوغة، وتوفر لها القدرة على تجاوز ما هو مباشر ووعظي، ولهذا نلاحظ ميل صناع السينما في المجتمعات الأميل للتحفظ إلى تقديم القضايا الأكثر حساسية داخل قوالب كوميدية، لقدرتها على اختراق الجدران المشيدة حول الأفكار، ومعالجة إشكاليات مثيرة للجدل بأسلوب ساخر وكاريكاتوري.

هذا هو الطريق الذي اختاره صناع فيلم «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب، الذي يستلهم نموذجه وتقنيته السردية من تحفة الواقعية الإيطالية «سارقو الدراجة Bicycle thieves»، إذ يختبر الفيلم إشكاليات وعُقد ضخمة في إطار حادثة شديدة البساطة، مثل سرقة دراجة هوائية، التي استبدلتها المخرجة بسرقة دراجة نارية كنوع من التحديث. ربما يبدو الأمر بسيطًا بالنسبة للبعض إذا نظروا من الخارج، فسرقة موتوسيكل ليست واقعًا كارثيًا بالنسبة للبعض مثلما كانت الدراجة في فيلم فيتوريو دي سيكا، بيد أنه مع تتابع الأحداث نجد أن حياة أسرة كاملة تحولت لتتمحور حول تلك الواقعة، لتصبح اختبارًا قاسيًا لما هو مقدس، بداية من العلاقات الأسرية الحميمية، مرورًا بالعلاقات العاطفية، وصولًا إلى مستوى أكثر شمولية ينتقد ظواهر العنصرية والطائفية في لبنان. الأمر أشبه بكرة ثلج تتدحرج من فوق منحدر لتتحول من مجرد كرة ضئيلة إلى كيان ثلجي ضخم يأكل كل ما في طريقه.

يدور الفيلم حول أرزة (دايموند بو عبود)، وهي أم مثابرة تحاول جاهدة خلق منفذ تجارة لمخبوزاتها ومعجناتها، فتخاطر بكل شيء وتشتري دراجة نارية وتعهدها لابنها كنان (بلال الحموي)، الذي يرى الحياة داخل لبنان لعنة تطارده، ويسعى للهروب إلى أوروبا بحثًا عن مستقبل أفضل. على الناحية الأخرى، تضطر أرزة للتعاطي مع أوهام أختها بشأن انتظار زوجها الذي هجرها منذ سنوات.

ذلك التركيب المعقد يتبدى شديد الخفة في بداية الفيلم، بمزاج لوني فاتح وأزياء ملونة وطبيعة مكانية لطيفة، واستخدام الإضاءة الطبيعية في معظم لقطات الفيلم. تأخذ السردية منحى آخر عندما تتعقد الأمور، لكن النمط البصري لا يتغير، بل تدع السخرية تتسلم القياد ليتبدى من خلالها ثقل الحكاية من دون المساس برونق الصورة، فمنهجية الحكي هنا تعتمد على أسلوب الحوار الساخر، في إخلاص لنوعية الفيلم خفيف الظل، وهو ما منحه مساحة مختلفة في طرح تيمات سردية وبصرية وصوتية مميزة، على سبيل المثال، مخبوزات أرزة التي تتمحور حولها الحكاية بطريقة غير مباشرة، وطبيعتها الساحرة، ذلك الموتيف الذي أنقذ سردية المخرجة في كثير من المواضع، فالنمط البصري الناعم خلق مساحة لاستكشاف الطبيعة الساحرة للطعام، لم تتوفر لمعظم النوعيات الأخرى

تقدم ميرا شعيب المعجنات/المخبوزات ــ الطعام بشكل عام ــ كمُخلّص يتجاوز تأثيره كل البُنى الطائفية والتقاليد العرفية، وتحل بروائحها وطعمها اللذيذ كل الإشكاليات مهما كان شكلها، وتعالج الطبيعة الطائفية بمرونة ونعومة أضافتا للفيلم الكثير، خاصة أن التيمات المتعلقة بالطعام عادة لا تتعاطى معها السينما العربية بشكل كافٍ، رغم ضرورة وجودها كجزء من اليومي وطبيعة تأثيرها المتجاوز للتعقيدات، فالطعام أداة ساحرة إذا قدمها المنتج الإبداعي بطريقة ذكية، وعرّفها المخرج كآلية ضرورية لها قيمتها في دفع السرد للأساس وليست كأداة هامشية.

على الناحية الأخرى، تختبر المخرجة الروابط الأسرية المقدسة في سرديتها انطلاقًا من رسوخها واهميتها في المجتمعات العربية. تتعرض لها كخط سردي مختلف يُركّز أكثر على علاقة الابن بأمه وخالته، والتي نلمس توترها مع تقدم الفيلم. فالفجوات الجيلية تمنح كل واحد منهم طبيعة ورؤية مختلفة عن العالم. فالابن يرى خلاصه في الفرار، على عكس الخالة (بيتي توتل) التي تستمسك بخيط أمل وهمي في رجوع زوجها بعد سنوات من الهجر. وبين الخالة والابن تقع الأم، بطموح صغير في حدود المتاح يليق بوضعها، لأنها منوطة برعاية الأسرة قبل كل شيء، بحيث لا يوجد وقت لإيهام الذات بأشياء لن تحدث. والحقيقة أن الصبغة النسائية التي تصيغ الفيلم تمنحه ديناميكية وحيوية، كامرأة في مواجهة عالم من الرجال، كما تقول واحدة من الشخصيات الثانوية في الفيلم «لا تثق بامرأة دون رجل».

يتبدى عنفوان الفيلم في قدرة أرزة على كسر كل الحواجز وتحدي كل العواقب لتتبع دراجتها النارية، ذلك العناد حوّل جزءًا كبيرًا من السردية إلى شيء أشبه بأفلام الطريق (Road movie)، حيث تنتقل الإشكالية بشكل كامل إلى الشارع، تتحرك أرزة بصحبة كنان من مكان إلى مكان للبحث عن الدراجة المفقودة، وتصطحب المشاهد معها في رحلة على الطريق، بين الأحياء والأزقة، لنستكشف لبنان على خلفية الحكاية.

الجدير بالذكر أن المخرجة لم تقدم شخصية الأم كشخصية مثالية، لم تدفعها إلى مساحة مقدسة، بل أسست سرديتها بشكل كامل على خطيئة الأم، التي سرقت سوار أختها لتوفر الدفعة الأولى للدراجة النارية. تلك الدراجة التي تراها في مرتبة ابنها، وهذا ما نلاحظه خلال الفيلم. تمنحنا ميرا شعيب مساحة الحكم على الشخصية، بعيدًا عن الوعظ والتلقين، بيد أننا لا يمكننا فصل الشخصية عن السياق العام للحكاية، وإلى أي درجة ضحت الأم حتى تحافظ على العائلة.

ترصد المخرجة إشكالية عالم الأم الناتج عن الأحداث السياسية والاجتماعية التي تواجهها البلاد، حيث تتشابك الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتشكل حياة الفرد في لبنان. كل الأحداث الكوميدية والمأساوية في الفيلم هي حصيلة نوبة من جنون العالم. كل ما تفعله المخرجة أنها تلتقط الحكايات التي تدور على هامش عالمها دون أن ينتبه لها أحد، وتضخمها وتمنحها الفرصة على الشاشة. فيلم «أرزة» هو منتج إبداعي يدعو الجمهور إلى الضحك على عبثية الحياة مع الاعتراف بالثقل العاطفي العميق الذي يخلفه الوجود في ذلك العالم وفي تلك الظروف.

 

####

 

ساتياجيت راي.. إعادة تعرُّف على السينما الهندية

فاصلة

في أوائل التسعينيات، قَبِل المخرج الهندي الأعظم ساتياجيت راي جائزة الأوسكار الفخرية عن إنجازاته مدى الحياة، ترددت كلماته بتواضع وفخر: “إنها اللحظة الأكثر فخرًا في حياتي” كان خطاب القبول الذي ألقاه راي وهو طريح الفراش في أيامه الأخيرة، بمثابة شهادة على صانع أفلام كان لأعماله صدى؛ ليس فقط داخل الهند، ولكن في جميع أنحاء العالم. كان هذه الجائزة تتويجًا لمسيرته المهنية التي امتدت لعقود أخرج خلالها مجموعة أعمال تميزت بأسلوب أقل ما يمكن القول عنه أنه أسلوب تأملي عميق.

 بدأت هذه الرحلة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، عندما برز راي على الساحة السينمائية الدولية بفيلمه الأول “أغنية الطريق” Pather Panchali. عُرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي في عام 1956، وحظي بإشادة النقاد، وعرّف العالم على صوت راي الهندي المميز الذي سيصبح له صدى عالمي.

تعرّف راي على فن صناعة الأفلام أثناء عمله مساعدًا للمخرج الفرنسي جان رينوار في فيلم “النهر” The river عام 1951. تركت هذه التجربة مع رينوار فيه أثرًا سيستمر طويلًا، لا سيما في فهمه للسرد البصري والتصوير الإنساني للحياة. كان رينوار هو الذي شجع راي على اتباع حدسه في تصوير واقع الحياة الهندية، مما دفع راي إلى تصوير “أغنية الطريق” المأخوذ عن رواية لكاتب هندي يدعى بيبهوتيبوشان باندوبادياي. كان فيلم الأول متجذرًا بعمق في المشهد الاجتماعي والثقافي لريف البنغال، لكنه تجاوز تلك الحدود ليصبح قصة عالمية عن الفقر، والروابط العائلية، والقدرة على البقاء على قيد الحياة.

أسهب راي في كتابه “أفلامنا، أفلامهم”، في شرح فلسفته السينمائية، معربًا عن إيمانه بأن الأفلام يجب أن تعكس حقيقة الحياة، سواء كانت محلية أو عالمية. وقد رفض النهج البوليوودي التقليدي لصالح الواقعية مازجًا أساليب متبناة من الواقعية الإيطالية الجديدة مع تراثه الثقافي.

 كان أحد أقوى تأثيرات راي هو الكاتب الهندي الأكثر شهرة في تاريخ الهند المعاصر وحائز نوبل للأدب رابندراناث طاغور، فاقتبس راي عديد من أعماله، بما في ذلك “شارولاتا” Charluta و”المنزل والعالم” The home and the world. 

وجدت تأملات طاغور الفلسفية حول الطبيعة البشرية والمجتمع والهوية طريقها إلى سينما راي، حيث نسجها ببراعة في نسيج الحياة اليومية. كما وظفت أفلام راي أيضًا الموسيقى بشكل كبير، وغالبًا ما تعاون مع رافي شانكار، الذي أصبحت ألحانه على السيتار مرادفًا للإيحاءات العاطفية لأفلام مثل “ثلاثية آبو” The Abu triology. فلم تكن الموسيقى في سينما راي مجرد أكسسوار – بل كانت عنصرًا سرديًا أساسيًا في توجيه الرحلة العاطفية للمشاهد.

على الرغم من أن أعمال راي ركزت في كثير من الأحيان على تعقيدات الحياة البنغالية، إلا أن أفلامه تناولت مواضيع عالمية مثل الصراعات الطبقية، وأدوار الجنسين، وتأثير الحداثة. فتناولت باكورة أعماله “ثلاثية آبو” قضايا الفقر والطموح والخسارة والتطور، من خلال تتبع رحلة شاب من الطفولة إلى النضج بأسلوب واقعي مؤثر. وفي “غرفة الموسيقى” The music room، استكشف راي مواضيع الانحطاط والتقادم من خلال عدسة الطبقة الأرستقراطية المتلاشية، بينما درس في “ديفي” Devi مخاطر الإيمان الأعمى والسيطرة الأبوية. وفي فيلم المدينة الكبيرة” The big city، تناول راي الدور المتغير للمرأة في كولكاتا التي تشهد تحديثًا في بنيتها الاقتصادية والاجتماعية

فيلم «المدينة الكبيرة»

تناولت أفلامه السياسية مثل لاعبو الشطرنج” The chess players، مواضيع السلطة والإهمال السياسي في أحداث تدور على خلفية الاستعمار البريطاني. ثم امتدت براعة راي إلى أفلام مثل الغريب” The stranger حيث تعمق في مسائل الثقة والهوية والاغتراب الثقافي، وهو ما يمثل أحد آخر روائعه. ومن الأعمال المهمة الأخرى فيلم عدو الشعب” Enemy of the people وهو فيلم مقتبس عن مسرحية هنريك إبسن، حيث واجه راي التوتر بين الحقيقة والفساد المجتمعي، مقدمًا بيانًا جريئًا حول النزاهة الأخلاقية في مواجهة التهاون المنتشر

كان للسينما العالمية دورًا مهمًا في صقل أدوات راي. فقد استلهم تقنياته وأساليبه من مخرجين عالميين مثل رينوار والمخرجين الواقعيين الجدد الإيطاليين مثل فيتوريو دي سيكا. إلا أن هذه التأثيرات لم تطغ أبدًا على صوته الهندي الفريد. وكما قال أكيرا كوروساوا ذات مرة عن راي: “عدم رؤية سينما راي يعني الوجود في العالم دون رؤية الشمس أو القمر”. كما أن تأثيره على مخرجين مثل مارتن سكورسيزي وويس أندرسون وميرا ناير هو تأثير معترف به على نطاق واسع. استلهم مارتن سكورسيزي – على سبيل المثال- من راي استخدامه للقصص العميقة والبسيطة حول الحياة اليومية مع تجنب الإفراط في الدراما. يظهر تأثير راي على ويس أندرسون، في تركيز الأخير على التنسيق البصري المتقن واستخدام الموسيقى كعنصر سردي. ميرا ناير تأثرت بأسلوب راي الواقعي في تصوير الحياة الاجتماعية وقضايا الطبقات. والأمثلة تتكرر.

حصل راي طوال مسيرته المهنية على العديد من الجوائز المرموقة. فبالإضافة إلى جائزة الأوسكار، حصل على جائزة بهارات راتنا وهي أعلى تكريم في الهند، وجائزة داداساهب فالكي في الهند أيضًا، ودرجة فخرية من جامعة أكسفورد. واحتفت به وبأفلامه مهرجانات دولية كبرى، بما في ذلك مهرجاني برلين والبندقية، مما عزز مكانته واحدًا من أعظم صانعي الأفلام في القرن الماضي

نحاول في هذا الملف عرض بعض من هذه الأفلام، عسى أن تكون مع مراجعات أخرى مدخلًا لفهم سينما أحد عباقرة السينما والذي يقف مع الآباء الروحيين لهذا الفن من بريسون إلى بيرغمان وتاركوفسكي وفيليني وكوروساوا وغودار وعشرات آخرين. ونتمنى لكم قراءة ماتعة.

1- «المدينة الكبيرة»… مرآة ساتياجيت راي للتحولات الكبرى

يحتل ساتياجيت راي مكانة فريدة بين صناع السينما الهندية، فهو واحد من قليلين استخدموا السينما لاستكشاف تعقيدات الحياة الإنسانية بعمق وذكاء.

 ويمثل فيلم «المدينة الكبيرة» (Mahanagar) الذي أخرجه راي في عام 1963، تتويجًا لهذه التوجه في سينماه التي يلتف حولها نقاد ومحبين في مختلف أنحاء العالم في تقدير قل أن يحظى به مخرج بوليودي

لقراءة المقالة كاملة من هنا 

2- «لاعبو الشطرنج»… الاستعمار على رقعة السينما

انشغل سكان «لكناو» في عهد «واجد علي شاه»، بالاحتفالات الفخمة، وتعاطي الأفيون، ومعارك السمان والديوك، وألعاب مثل الشطرنج وتشوبار التي تشبه المونوبولي. نظم الشعراء قصائد المجون، ابتكر الحرفيون تصاميم جديدة للدانتيل والمطرزات، انتشرت مستحضرات التجميل والعطور بكثرة. كان الشعب يناقش استراتيجيات المناورات والمعارك الكبرى للشطرنج. كانت الجيوش تُهزم وتنتصر على رقعة الشطرنج فقط. وبينما كان الجميع غارق في هذه الأنشطة، كانت بريطانيا تستعد لضم المدينة لحكمها.

لقراءة المقالة كاملة من هنا 

3- شارولاتا.. سيمفونية العواطف الصامتة

لا يمكن للمهتم بمنجز المخرج الهندي الكبير ساتياجيت راي، تجاوز الفيلم الأكثر نضجًا والأقرب إلى تصوراته الفنية المثالية في تجربته كما يقول، أتحدث هنا عن فيلم “شارولاتا” Charulata الذي أخرجه راي في عام 1963.

 الفيلم مبني على قصة قصيرة لشاعر الهند الأشهر رابندرانات طاغور، وينتمي لفترة مهمة في مسيرة راي بعد عدد من أفلامه المتميزة، مثل “ثلاثية أبو” و”غرفة الموسيقى”.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

19.11.2024

 
 
 
 
 

الفنانة شيرين رضا: "اختياراتي صعبة" في القاهرة السينمائي

البلاد/ طارق البحار

أفصحت الفنانة شيرين رضا، خلال المؤتمر الصحفي الذي تم تنظيمه لمناقشة مسلسل "موعد مع الماضي"، عن وضعها معايير صارمة لاختيار أدوارها. وأكدت أنها لا تقبل جميع الشخصيات الفنية التي يعرضها عليها المخرجون، بل تأخذ وقتها في اختيار الأدوار التي ستؤديها على الشاشة، سواء في الدراما التلفزيونية أو السينمائية.

وأشارت شيرين إلى أهمية أن تحب الشخصية التي تؤديها وأن تتفاعل معها على جميع الأصعدة، لكي تتمكن من إقناع الجمهور بصدق تجسيدها. كما أنها تهتم بدراسة جميع الظروف المحيطة بهذه الشخصية، مثل معرفة نقاط ضعفها، وما تحبه وما تكرهه، بالإضافة إلى مستواها التعليمي وثقافتها وغيرها من التفاصيل الأساسية.

أعلنت شيرين رضا في تصريحات صحفية خلال حضورها "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" أنها لن تشارك في موسم رمضان هذا العام، مما يعني استمرار غيابها عن الدراما الرمضانية للعام الثالث على التوالي. وأكدت أنها لا تفضل المشاركة في الأعمال الرمضانية لمجرد الظهور، حيث قالت: "أنا خارج رمضان منذ ثلاث سنوات، لأن الأعمال الرمضانية تتطلب جهدًا كبيرًا، وأنا أمثل لأنني أحب التمثيل، وليس لمجرد الوجود".

وفي ردّها على سؤال حول دورها في المسلسل، أوضحت أنها تجسد شخصية "سوسن"، زوجة ياسين (محمود حميدة)، وهي أم متسلطة لكنها تهتم بعائلتها وتسعى للحفاظ عليها.

وعن رغبتها في تقديم دور الأم، أكدت "شيرين" أنها مستعدة لتجسيد شخصية والدة محمود حميدة، مشيرة إلى أن دور الأم لا يزعجها، وأنها لا تتردد لحظة واحدة في قبول هذا النوع من الأدوار.

 

####

 

عرض بالقاهرة السينمائي..

التونسي "نوار عشية" وقصة حزينة عن الهجرة غير الشرعية

البلاد/ طارق البحار

احتفل أبطال الفيلم التونسي "نوار عشية" بعرضهم الدولي الأول في إطار الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية مؤخرا بحضور كبير.

وقد شهد العرض حضور المخرجة خديجة لمكشر، والفنان يونس ميكري، ورشا بن معاوية، وسميرة مجرون، ومحمد عبد الخالق، وجيهان إسماعيل، وهاني جمال.

فيلم "نوار عشية" من إخراج خديجة لمكشر، يمتد لمدّة 103 دقائق. تدور أحداث الفيلم حول مدير صالة ملاكمة في منطقة "هلال" في تونس، الذي يسعى للعثور على بطل يتدرب في صالته القديمة. يكتشف "دجومدير" الشاب "يحيى"، الذي يمتلك مهارات فطرية في الملاكمة، لكن الشاب "يحيى" يطمح لتحقيق حلم آخر يتمثل في الهجرة غير الشرعية.

بدأ الفيلم بتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الشباب من خلال متابعتهم لمواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن قصة الفيلم مستوحاة من الخيال مع بعض الحقيقة، إلا أنها تعكس الأحداث التي يعيشها الشباب في حياتهم اليومية في تلك المنطقة بتونس، والتي شبهتهم المخرجة بالوردة التي تفتح فقط لفترة بسيطة قبل حلول الليل، كناية عن قصر اعمارهم.

وبحسب المخرجة فيلم "نوار عشية" ساهم في دعم مجموعة من الرياضات المتنوعة، وكان له دور أساسي في تعزيز انتشار "الملاكمة"، وهي مهارة لا تزال حاضرة في جميع أنحاء تونس. تعتبر الملاكمة أحد أشكال الدفاع عن النفس وتمثل رياضة الأحياء الشعبية، لكن بالرغم من ذلك هناك امل للشباب هناك بعد المحيط.

 

####

 

مهرجان القاهرة يستضيف ندوة حول "صورة أفريقيا في السينما"

البلاد/ مسافات

يقيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، في الثانية عشر ظهرا الثلاثاء 19 نوفمبر بقاعة جراند 2 في فندق سوفيتيل، حلقة نقاش حول "صورة أفريقيا في السينما"، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.

ستتناول هذه الندوة التي يتحدث فيها كل من الناقدة بمهرجان دربان السينمائي بجنوب إفريقيا فايزة ويليامز والمخرج السوداني أمجد أبو العلا والمنتج السعودي فيصل بالطيور، موضوع تمثيل أفريقيا في السينما، وتستكشف كيف تشكل المواضيع السياسية المثيرة للجدل السرديات السينمائية عن أفريقيا في القارة.

يحكي ضيوف الندوة عن قدرة صناع الأفلام الفريدة على معالجة القضايا المعقدة مثل الاستعمار والفساد والعدالة الاجتماعية، والتي تعدّ بمثابة منصة للأصوات المهمشة ليصل صوتها للعلن.

وتتناول المناقشة كيف يمكن لهذه الأفلام تحدي الصور النمطية وتقديم صور دقيقة للمجتمعات الأفريقية.

فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، التي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

 

####

 

عروض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

البلاد/ مسافات

يعرض اليوم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مجموعة من الأفلام ضمن جدوله المتنوع.

"آيشا" ضمن المسابقة الدولية 

يشهد، الثلاثاء 19 نوفمبر، عرض الفيلم التركي "آيشا"، ضمن المسابقة الدولية، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم "آيشا" روائي تدور أحداثه حول آيشا (47 عامًا) تعيش مع شقيقها رضوان (38 عامًا) الذي يعاني من متلازمة داون. عندما تتلقى آيشا عرض زواج من سائق شاحنة دولي يتوقف في محطة الوقود التي تعمل بها، تجد نفسها أمام اختيار بين قدرها وأحلامها.

ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 76 دقيقة، في تمام الساعة الثالثة عصرا على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وهو من إخراج نجمى سنجاك.

فيلم "مالو" ضمن المسابقة الدولية 

يشهد الثلاثاء 19 نوفمبر، عرض الفيلم البرازيلي "مالو"، ضمن المسابقة الدولية، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم "مالو" روائي تدور أحداثه في 1997، تعيش مالو، ممثلة متقلبة وعاطلة عن العمل، في الخمسين من عمرها. تعيش مع والدتها المحافظة في منزل متداعٍ بأحد أحياء الصفيح في ريو دي جانيرو، تحاول التعامل مع علاقتها المتوترة بابنتها البالغة بينما تعيش على ذكريات ماضيها الفني المجيد.

ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 101 دقيقة، في تمام الساعة التاسعة مساء على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وهو من إخراج بيدرو فريري.

عرض وندوة لفيلم "وحوش" ضمن عروض منتصف الليل 

يشهد الثلاثاء 19 نوفمبر، عرض وندوة لفيلم "وحوش"، ضمن عروض منتصف الليل، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم "وحوش" روائي تدور أحداثه حول تعيش سونيا وأرتورو في منزل يبدو آمنًا لكنه كبير جدًا ومعزول. في إحدى الليالي، يقتحم ثلاثة رجال مسلحين المكان. يتمكن أرتورو من القبض على أصغرهم وأقلهم خبرة. مع تطور الأحداث، تبدأ الحدود بين الضحية والجاني في التلاشي.

ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، في تمام الساعة الثالثة عصرا على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية ويعقبه ندوة لصناعه، وهو من إخراج رودريجو جريرو، وإنتاج مشترك بين الأرجنتين، تشيلي.

فيلم "في الكاميرا" لأمير المصري ضمن العروض الخاصة 

يشهد الثلاثاء 19 نوفمبر، عرض فيلم "في الكاميرا" للفنان أمير المصري، ضمن العروض الخاصة، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم "في الكاميرا" روائي تدور أحداثه حول يتتبع الفيلم عدن، الممثل الشاب الذي يعيش دورة من اختبارات الأداء الكابوسية. بعد عدة تجارب رُفض فيها، يقرر عدن أن يجد طريقة بنفسه ليعثر على دور جديد يؤديه.
ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 96 دقيقة، في تمام الساعة الرابعة عصرا بسينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وهو من إخراج نقاش خالد.

"سواق الأتوبيس" من بينهم.. عرض 3 أفلام ضمن كلاسيكيات مصرية مرممة 

يشهد الثلاثاء 17 نوفمبر، عرض 3 أفلام "المستحيل" و"القاهرة 30" و"سواق الأتوبيس" ضمن كلاسيكيات مصرية مرممة، بسينما فوكس مول مصر 4، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم "المستحيل" روائي تدور أحداثه حول يعيش حلمي تحت تأثير والده، فهو الذي اختار له الزوجة وأجبره على الموافقة. يحاول حلمي بعد وفاة والده أن يتحرر من تأثيره عليه وأن تكون له حرية الاختيار فتكون أولى تجاربه هي الارتباط بناني الشابة الرقيقة المغلوبة على أمرها، ثم يلتقي بفاطمة المحامية المتحررة مدعية الثقافة .

ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 109 دقيقة، في تمام الساعة الواحدة ظهرا بسينما فوكس مول مصر 4، وهو من إخراج حسين كمال.

ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 140 دقيقة، في تمام الساعة الرابعة عصرا بسينما فوكس مول مصر 4، وهو من إخراج صلاح أبو سيف.

فيلم "سواق الأتوبيس" تدور أحداثه حول حسن، سائق أتوبيس نهارًا وسائق تاكسي ليلاً، يحاول إنقاذ ورشة والده التي تم تعليقها بسبب الضرائب. يطلب مساعدة شقيقاته، لكن الجشع يعميهم.

ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 108 دقيقة، في تمام الساعة السابعة مساء بسينما فوكس مول مصر 4، وهو من إخراج عاطف الطيب.

وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حتى يوم 22 نوفمبر الجاري، بمشاركة 190 فيلمًا من 72 دولة بالإضافة لحلقتين تلفزيونتين، وتشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF".

 

####

 

مهرجان القاهرة السينمائي يعلن الفائزين بجوائز "جيل المستقبل"

البلاد/ مسافات

يعلن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، الثلاثاء 19 نوفمبر، الفائزين بجوائز "جوائز جيل المستقبل" التي تم استحداثها هذا العام، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، التي أقيمت في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر.

تهدف تلك الجوائز دعم مهرجان القاهرة السينمائي واكتشاف شباب سينمائيين جدد بالتعاون مع ذا فيلم فيرديكت.

فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، التي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، إذ ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل في الاتحاد الدولي للمنتجين في بروكسل FIAPF.

 

####

 

ماستر كلاس مع رئيس لجنة التحكيم دانيس تانوفيتش بمهرجان القاهرة السينمائي

البلاد/ مسافات

يقيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، في الثالثة عصر اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ماستر كلاس مع المخرج السينمائي دانيس تانوفيتش رئيس لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.

تُعد هذه المحاضرة التي يديرها صانع الأفلام مروان عمارة فرصة فريدة للجمهور للتعرف على العالم السينمائي شديد الثراء لصانع أفلام حائز على جائزة الأوسكار دانيس تانوفيتش يناقش فيها بتفاصيل قيمة رؤيته حول مسيرته المهنية التي يشهد لها كل مشاهد وصانع في مجال السينما.

تشمل مسيرة تانوفيتش المهنية المرموقة فوزه بجائزة الأوسكار عن فيلم "أرض لا رجل فيها" في فئة الأفلام الأجنبية، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى.

فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

 

####

 

مهرجان القاهرة السينمائي يعلن الفائزين بجوائز "جيل المستقبل"

البلاد/ مسافات

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، الفائزين بجوائز "جوائز جيل المستقبل" التي تم استحداثها هذا العام، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، التي أقيمت في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر.

هدفت تلك الجوائز دعم مهرجان القاهرة السينمائي واكتشاف شباب سينمائيين جدد بالتعاون مع ذا فيلم فيرديكت، والفائزين هم:

- المخرج هاني خليفة مخرج فيلم "رحلة 404" بطولة منى زكي الذي مثل مصر في الأوسكار لعام 2024.

- المخرجة نهى عادل مخرجة فيلم "دخل الربيع يضحك" وهو العمل الأول في مسيرتها الإخراجية والذي يعرض ضمن فعاليات المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي.

- الفنانة الأردنية ركين سعد عن فيلمها "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" الذي شارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ٢٠٢٤، كما يعرض لها حلقتين من مسلسل "موعد مع الماضي" من إنتاج نتفليكس ضمن فعاليات الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي.

- الناقد السعودي أحمد العياد وهو أحد أنشط النقاد العرب من خلال مقالاته في الجرائد والمجلات المختلفة.

فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، التي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، إذ ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل في الاتحاد الدولي للمنتجين في بروكسل FIAPF.

 

البلاد البحرينية في

19.11.2024

 
 
 
 
 

«موندوف»… حكي وثائقي عن ريف لبنان القاسي

محمد عوض

في فيلمه الطويل الرابع، «موندوف Moondove»، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يواصل المخرج اللبناني الشاب كريم قاسم استكشاف أسلوب سينمائي شديد التميز يمزج فيه بين الروائي والوثائقي بحس شاعري، ينفذ به إلى كافة عناصر العمل وعلى رأسها الصورة التي يتولى مهمتها أيضًا في هذا الفيلم كونه مديرًا للتصوير.

تدور أحداث الفيلم حول حياة وتفاعلات مجموعة من سكان قرية غريفة بمحافظة جبل لبنان. تعاني القرية من نقص شديد في المياه، ما يمس حياة كل سكانها وليس فقط أبطال الفيلم. يجسد الفيلم عبر شخصياته من فلاحين، وعمال، وموظفين وأسر من كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، تلك الحياة الجافة، ويربطهم سرديًا عبر شخصية رئيسية هي شخصية غسان عامل شركة المياه.

في أول ظهور لغسان عامل المياه، نراه يقود سيارته غارقًا في أفكاره محدثًا نفسه: «الكهربا ما في.. الميه (المياه) خفيفة.. وأنا…» وقبل أن نسمع إجابته يقطع رنين هاتفه حبل أفكاره وحديثه الداخلي. يجيب الهاتف سائلا عن هوية المتصل، ومن حديث قصير نفهم أن المتصل يسأل عن المياه. على مدار الفيلم يستقبل عامل المياه المزيد والمزيد من المكالمات الهاتفية من سكان البلدة التي شحت بها المياه. تقتحمه هذه المكالمات حتى أنه لا يستطيع أن يجيب على سؤال بسيط: «من أنا؟». مثل هذه المشاهد الروائية التي تم تصميمها بدقة بالغة في كل لقطة وكل قَطْعَة مونتاج، تعبر عن واقع يوثقه الفيلم في شقه التسجيلي. يتجاوز كريم قاسم سؤال السياسة والاقتصاد ويتجاوز المجتمع والأحوال المعيشية الصعبة، ليبدي اهتمامًا خالصًا بالإنسان، ويبدأ من أبسط الأسئلة وأعقدها في الوقت ذاته. سؤال تقاطعه الحياة الصعبة كما قاطع رنين الهاتف أفكار غسان.

في لحظاته القليلة التي يسرقها لنفسه بين جولات الجري خلف المياه، يسترجع غسان حياته السابقة أو يستذكر دوره في مسرحية عنوانها «فراق» ويردد حوار شخصيته، أو يختلس لحظات خاطفة يأوي فيها إلى حبيبة سابقة. يتلفت غسان حوله مرارا ليتأكد من خلو المكان قبل أن يصعد إلي شقة حبيبته التي تجمعه بها علاقة عاطفية عذرية. لا يسعى خلف شيء غير الونس والحديث الصادق إلى أليفته. تلومه على عدم التصريح بحبه والزواج من غيرها. فيخبرها ببساطة أنه النصيب ولا شيء غير النصيب. منزل الحبيبة الذي يزوره خلسة هو ملاذه الوحيد في هذا العالم الجاف ومضطجعه الذي يأوي إليه ليتخلص من إرهاق الجري خلف المياه الشحيحة.

يحضر الواقع الاقتصادي البائس الذي تخيم غيومه على جميع طبقات المجتمع اللبناني ويعلن عن نفسه بقوة في أفلام كريم قاسم. هنا في «موندوف» تبدو الأزمة الاقتصادية شبحًا يطارد أهل هذه القرية الصغيرة في بطن الجبل. أبو عبده الذي أقعده المرض عن العمل ويفتك الملل بجوانب حياته، يخرج إلى ورشة جاره محاولا الاستئناس بأجواء العمل.

 تبدو الورشة هادئة، ليس هناك زبائن تذكر رغم انشغال صاحبها ببعض الأعمال. وفي مشهد آخر يزور جار آخر يزرع بستانه، يسأله عن الأحوال فيشتكي نقص المياه وما ألم بنباتاته بسببها. أما الابن، عبده، فيبحث عن فرصة للسفر خارج البلد في محاولة للهرب من هذا شبح الفقر والشُح المقيم. يلجأ الابن لبيع عشة من الحمام لتدبير بعض مصاريف البيت في غيابه. تغادر هذه الحمامات منزلها الذي أسس بنيانه على الحب والشغف، كما يغادر صاحبها وطنه بحثًا عن سبيل لحياة أفضل. وهناك أيضًا الفلاح الذي يصادفه عامل المياه باحثًا عن قطيعه المفقود، يسأله عامل المياه: «بتشتغل شي غير العنزات؟» فيجيبه بأنه فلاح يزرع القمح. أما عاملة النسيج فتتحدث بأسى عن ورشتها التي ورثتها عن أبيها والذي ورثها بدوره عن أبيه. «بفتكر إنه من بعد مني أنا بتنتهي هاي الحرفة.. للأسف.» من هذه الشخصيات الحقيقية يغزل كريم قاسم الشق التسجيلي في فيلمه ويطرزه بمشاهد روائية كتبت بحساسية شديدة لتكتمل بها صورة فيلمه السينمائية.

يعج الفيلم بالمجازات البصرية وإن لم يحاول أن يفرض أي نوع من الرمز، فالتأويل متروك للمشاهد، بالطبع، ولكنك لا تستطيع أن تتجاهل شكل سيارة عامل المياه التي يعلوها الصدأ من كل جانب، ولا يفتح باب السائق لعطل به، فيضطر صاحبها للنزول والركوب من الباب المقابل. ولكنها على أي حال قادرة أن تكفيه عناء الانتقال سيرًا بين جنبات القرية، قبل أن يصيبها ما أصاب صاحبها من الإرهاق وتتوقف تمامًا عن الحركة

لا تستطيع كذلك أن تتجاهل دلالة الحضور شبه الدائم للأقفاص الحديدة أو السياج المفروض على واجهة الكاميرا في تتبعها للشخصيات في عديد من اللقطات، لا تعرف إن كانت الشخصيات هي الحبيسة أم الكاميرا/المشاهد أم الاثنين معًا. تتكرر هذه الصبغة الشعرية التي تعلو الصورة في أفلام كريم قاسم، إذ توثق أفلامه الواقع بعين جمالية، كما في فيلمه الثاني «أخطبوط» الذي يوثق لحادثة مرفأ بيروت في فيلم يخلو تمامًا من أي حوار، وحدها الصورة قادرة على التعبير واستنطاق الشعر حتى من فاجعة كتلك التي ألمت ببيروت قبل بضعة أعوام. فاز «أخطبوط» بجائزة أفضل فيلم في مسابقة Envision في مهرجان أمستردام الدولي للفيلم الوثائقي «إدفا»، وهو واحد من أكبر وأهم مهرجانات الأفلام الوثائقية في العالم.

على المستوى البصري تهيمن المشاهد النهارية على الفيلم بأكمله، فلا نكاد نرى أي مشهد ليلى باستثناء لقطة وحيدة للقمر ليلا. الإضاءة الطبيعية تضفى حالة خاصة على الفيلم سيما مع التنوع الكبير في توظيف ضوء الشمس بدرجاته المتفاوتة في أوقات الشروق والظهيرة والرواح والأصيل والغروب. أما على المستوى السردي فيتحرك الفيلم بأريحية شديدة بين شخصياته المختلفة بمنتهى السلاسة والانسيابية. فمنذ بداية الفيلم تسلمنا الشخصيات واحدة إلى الأخرى، أو ننتقل من طيور عبده السارحة في سماء القرية إلى طيور نبيه على لوحته الزيتية. أحيانا يكون الانتقال عبر الصوت كما في أحد المشاهد التي تعزف فيها سونا على البيانو، تنتقل الصورة إلى غسان يجوب شوارع القرية بينما صوت البيانو لا يزال يرافقنا ويرافقه.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

18.11.2024

 
 
 
 
 

زينة أشرف عبدالباقي لـ«الشروق»:

وجود والدي بجواري دعمني كثيرا.. وأتمنى أن أخرج عملا فنيا له

حوار ــ مصطفى الجداوي

      عرض «مين يصدق» فى مهرجان القاهرة السينمائى حلم تحقق

      درست كل شىء عن السينما بأمريكا.. وبدأت عملى فى الاستديوهات بتحضير الشاى لـ«ريتشارد جير»

استطاعت المخرجة الشابة زينة أشرف عبدالباقى، أن تخطف الأنظار فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وذلك مع عرض أولى تجاربها الإخراجية فيلم «مين يصدق»، والذى ينافس فى مسابقة آفاق السينما العربية بعرضه العالمى الأول ضمن فعاليات الدورة الـ٤٥.

«الشروق»، التقت بزينة عقب عرض الفيلم، حيث كشفت عن كواليس تجربتها فى عالم الإخراج، ولماذا لم تتجه للتمثيل، وأسرار علاقنها بوالدها الفنان أشرف عبدالباقى.

سألتها.. كيف ترين حضور عدد كبير من النجوم والجمهور للعرض الأول لفيلم «مين يصدق»؟

ــ كنت متحمسة جدا لعرض الفيلم ودعونا كل النجوم لمشاهدته، وتفاجأنا بعدد كبير من الناس يحضرون عرض الفيلم بالمهرجان، والذى جاء كاملا العدد، وفضلا عن تواصل الكثيرين معى والذين أبدوا حماسا لمشاهدة الفيلم، فكنت مصابة بحالة من الدهشة، مع شعور جميل بهذا الاهتمام الذى أحاط بى.

أنهيت تصوير الفيلم منذ سنتين تقريبًا.. هل كان التأجيل من أجل «القاهرة السينمائى»؟

ــ فيلم «مين يصدق» كان من المنتظر عرضه فى دورة المهرجان العام الماضى، لكن تم تأجيل المهرجان، وبالتالى قررنا أن ننتظر الدورة الجديدة لعرض الفيلم، لأننا كنا مؤمنين بالفيلم، وأن عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى هدف مهم لنا، حيث يعبر الفيلم عن جيلنا، وكل صناعه تحت سن الثلاثين.
وبالنسبة لى كان حلمى أن يعرض أول فيلم روائى طويل من إخراجى فى مهرجان القاهرة السينمائى، وإن كان هذا يضع على عاتقى ضغطا كبيرا فى اختيار مشروعى المقبل
.

بعد الانتظار عاما كاملا.. كيف تابعتِ ردود الأفعال للفيلم؟

ــ ردود الأفعال على الفيلم كانت فوق توقعاتى، والجميع أبدى إعجابه بعد عرضه فى المهرجان، ومن المقرر أن يعرض فى دور السينما فى 27 نوفمبر الجارى.

هل كانت مخاطرة بالنسبة لك الانتظار عاما كاملا لعرض الفيلم فى المهرجان؟

ــ قرار التأجيل ليس قرارا شخصيا، ولكن هو قرار منتج لديه خبرة، فهذه أولى تجاربى الإخراجية وليس لدى خبرة كافية بهذا الشأن، فهو أو فيلم روائى طويل أقدمه، ولكن قرار انتظار الفيلم وعرضه فى مهرجان القاهرة هو قرار اتفق عليه كل صناع الفيلم.

كيف دخلتِ عالم الإخراج؟

ــ منذ أن كنت فى سن 13 عاما، قررت أشتغل وأدرس كل شىء له علاقة بالسينما، تصوير، وكتابة، وإنتاج وتمثيل، وإخراج، ومونتاج، ومكساج، وحضرت كورسات بكل شىء له علاقة بالسينما، لأننى كنت مهتمة بمعرفة كل شىء عن السينما.

حدثينا عن تجاربك فى مجال السينما؟

ــ أول تجربة عمل لى كانت وأنا فى سن 14 عاما، بأمريكا، وبعد أن أنهيت أحد الكورسات، طلبونى للعمل فى وظيفة «prodaction assistant» وهى إنك تروح تجيب الشاى وتوديه اللوكشين، وكنت بحضر الشاى للفنان العالمى ريتشارد جير، ده كان أحلى شاى فى الدنيا، وكنت وقتها أريد التواجد فى اللوكيشن وأتعلم تفاصيل الصناعة.

لماذا لم تدخلى عالم التمثيل مثل والدك؟

ــ أحب الوقوف خلف الكاميرا، وأرى أن المخرج هو أكثر شخص لديه تحكم فى اللوكيشن، وأنا أحترم الممثلين جدا على ثقتهم فى كمخرجة وينفذون كل ما أطلبه منهم أمام الكاميرا، وكونى أتحول لممثلة يجب أن أثق جيدا فى المخرج، وهذه خطوة لست مستعدة لها على الإطلاق حاليا، وإذا كان لدى رغبة فى التمثليل كنت مثلت من زمان، وأنا أخذت كورسات تمثيل لكى أتمكن من الإخراج بشكل جيد وأشعر برهبة الممثل وتوتره فى المشاهد.

كيف كانت كواليس ليلة عرض الفيلم بينك وبين الفنان أشرف عبدالباقى؟

ــ كنت أستعد للعرض خارج المنزل، لكن والدى اتصل بى 7 مرات تقريبا، من أجل الاطمئنان علىَّ وشجعنى ودعمنى هو وأمى وأخواتى وعائلتى وأصدقائى.

ما هى المخاطرة التى أخذتيها فى تجربة «مين يصدق»؟

ــ تجربة «مين يصدق» كلها مخاطرة، تواجد ممثلين شباب كانت مخاطرة كبيرة لكنى كنت واثقة فيهم، كما أن الفيلم أول تجربة إخراج لى، وهذه أيضا مخاطرة، وأنا الحمد لله إذا أخذت قرارا لا أتراجع فيه.

هل كان هناك تدخل من الفنان أشرف عبدالباقى فى الفيلم؟

ــ والدى كان يعطينى رأيه لكنه لم يفرض رأيه علىَّ إطلاقا، فهو يعطينى رأيه لأن خبرته أكبر من خبراتى مليون مرة، وهو أكثر شخص أتعلم منه بالنسبة لعملى، ومشاركته معى فى الفيلم لم تسبب لى أى توتر، ووجوده معى كان إضافة مهمة، لكن كان لدى توتر لأننى بنت تحاول أن تثبت نفسها لوالدها.

أرى أنكِ كسرتِ حاجز «أبناء الفنانين» وأعلنتِ فى تصريحات أن والدك أشرف عبدالباقى ساعدك فى دخول الفن؟

ــ أنا أهتم بكلام الناس ورأيهم، ولكن ليس لدى فكرة محددة أضعها لكى يرانى الناس من خلالها، لو أن أحدا يريد أن يكرهك سيكرهك، ولو أن أحدا أراد أن يحبك سيحبك، فما يشاهده الناس فى فهو منهم، ومن الممكن لو تربيت بنفس طريقة الناس وشاهدت ابنة ممثل تقوم بإخراج فيلم سأنزعج، فهذا حقهم، وأنا لا أحكم على هؤلاء.

هل تحلمين بإخراج عمل فنى لوالدك؟

ــ طبعا حلمى أن أقوم بإخراج عمل فنى لوالدى الفنان أشرف عبدالباقى، وعندما أقوم بهذه الخطوة وهو يكون بطل العمل، لابد أن يكون عملا فنيا مميزا.

كيف تتعاملين مع الانتقادات؟

ــ بكل تأكيد أحاول أن أستفيد من النقد، لو اهتم أحدًا بمشاهدة فيلمى وبنى رأيه ويريد أن يساعدنى ويشاركنى برأيه، سأحاول أن أستفيد من نقده.

أيهما تفضلين السينما أم الدراما؟

ــ أفضل الاثنين، وأعتقد أن فرق الخط الذى كان مرسوما بين الدراما والسينما بدأ يتلاشى، بسبب ظهور منصات مثل نتفلكس وشاهد، ومسلسلات رمضان التى أصبحت 15 حلقة، وهذا غيَّر الفورمات التى تعودنا عليها، وأصبح لا يوجد ممثل سينما أو دراما، فالممثل هو ممثل كل الأعمال الفنية.

هل وجود أشرف عبدالباقى فى الفيلم طمأنك أم شكل عبئًا عليكِ؟

ــ وجود والدى أشرف عبدالباقى، مع فى الفيلم كان مطمئنا بالنسبة لى، وأنا كنت أخلق توترا حوله لكى أثبت نفسى أمامه وأريده أن يشاهد ابنته فى أفضل شكل.

هل كان هناك تغيير بنهاية الفيلم؟

ــ النهاية كما هى لم تتغير، لكنها لم تعجب عددا كبيرا من الناس ونصحونى بتغييرها، لكننى لم أغيرها لأننى أحببت هذه النهاية للفيلم.

 

الشرق نيوز السعودية في

18.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004