ملفات خاصة

 
 
 

حسين فهمى: مهرجان القاهرة يدعم الإبداع السينمائى وينتصر لأحلام الأجيال القادمة

حوار - محمود موسى

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

· «دورة الحب لفلسطين» عنوان يسعدنى.. والحضور الجماهيرى كان باهرا

· المهرجان  استقبل أهم الأفلام وانفرد بعروض أولى عالمية 

يستحق النجم الكبير حسين فهمى كل التقدير خلال رئاسته للدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، التى انتهت أمس الأول ـ الجمعة ـ وسط إشادة كبيرة على المستوى الفني، والإقبال الجماهيرى من مختلف الأعمار، وانحياز المهرجان للقضايا الوطنية.

 جاءت الدورة 45 وسط تحديات صعبة وقاسية عليه، فقبل انطلاق المهرجان بأيام رحل شقيقه الفنان القدير مصطفى فهمي، ولكن النجم حسين فهمى قاوم آلامه النفسية وحزنه، لأنه يدرك أن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتقه، فهو يرأس أكبر مهرجان سينمائى فى المنطقة، ويكفى أنه يحمل اسم «القاهرة» بتاريخها وحضارتها وإرثها السينمائى الضخم والعريق.

فدعم المهرجان وتسليط الضوء على كل هذا الجهد أمر واجب فى مواجهة دعاة إفساد كل ما هو ناجح.

من تابع المهرجان يدرك أن هناك الكثير من الفاعليات المهمة شهدتها الدورة 45، بل إن عدد الأفلام التى عرضت هى بحجم عدد مايقرب من أفلام ثلاثة مهرجانات مجتمعة، وهو أكثر من 200 فيلم طويل وقصير.

ولذلك، حرصنا على إجراء هذا الحوار مع النجم الكبير حسين فهمي..

مواقفك ثابتة وقديمة ولم تتأخر يوما عن مساندة القضايا العربية، وهذا العام خصصت الدورة لفلسطين وكنت أول من أعلنت منذ توليك رئاسة المهرجان قبل 20 عاما رفض مشاركة إسرائيل؟

مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى هذه الدورة كان صوتا قويا لدعم القضية الفلسطينية، وهذا هو القرار السليم  ويعبر عن كل مصري، فنحن مشاعرنا مع إخواننا فى غزة ولبنان، فما يحدث ليس حربا، لأن الحرب بين جيوش، ولكن ما يحدث هو إبادة شعب، وهذا ضد الإنسانية وترفضه كل شعوب العالم، وهو موقف كل مصرى يعيش على أرض مصر، وهو موقفى الذى لن أتنازل عنه، وقبل أيام جاء قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو وعدد من فريقه كمجرمى حرب، وأنا اعتبره قرارا تاريخيا ينتصر للإنسانية ويعبر عن كل الشعوب التى نددت بجرائم حرب إسرائيل فى غزة.

هل أصبح للمهرجانات الآن دور سياسي؟

فى الماضى كانت لها مواقف غير معلنة، لكن حاليا أصبح ذلك علنيا، وصوتها عاليا، فمهرجان القاهرة السينمائى مهرجان دولى يعبر عن كل سينمائى مصرى وعربى ودولي، وفى مهرجانات العالم برلين وكان وغيرهما كانوا يتحدثون عن أوكرانيا باعتبارها قضيتهم، فوجدت أن من حقى أن أتحدث عن قضيتنا أيضا وهى فلسطين، فالمهرجانات الدولية تحولت لمنصات للتعبير عن المواقف السياسية، ونحن أيضا من حقنا التعبير عن مواقفنا السياسية تجاه القضية العربية الأولي، وهى القضية الفلسطينية، فالفن مرتبط بالسياسة، ولابد أن يكون لنا موقف ووجهة نظر، وأنا في فترة رئاستى الأولى للمهرجان أيام وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى قلت فى أول مؤتمر صحفي إن إسرائيل لن تشارك، ولن أسمح حتى بمشاركة أحد تكريما أو حضورا يدعم جيش الاحتلال، فهذا موقف ثابت وراسخ عند كل مصري.

فموقف المهرجان كان واضحا من القضية الفلسطينية، فلم يكتف بدعم القضية من خلال الأفلام، بل أيضا جاء إعلان موقفه بكل وضوح أمام العالم، وهو دعم القضية الفلسطينية.

هل يمكن اليوم أن أنقل فرحتك التى ألمسها من كل المشاركين ويؤكدها الحضور الجماهيرى بنجاح الدورة 45؟

أناأشعر برد فعل رائع من الجماهير وحتى على مواقع التواصل، فهناك ردود فعل هائلة من مصر والعالم العربى وأوروبا وأستراليا، وحتى من الصين، وسعادتى أيضا بهذا الحضور وفيما قدم وعرض من أفلام مهمة، وهناك 10 أفلام عرضت لأول مرة فى مهرجان القاهرة، ونحو 200 فيلم فى مختلف أقسام المهرجان، وعشرات الندوات والمحاضرات مع مخرجين دوليين وعرب ونجوم مصر، وسعادتى الكبيرة بإنجاز الأفلام المرممة وحققت إقبالا جماهيريا كبيرا جدا، فهذا الإرث السينمائى المصرى العريق يجب الحفاظ عليه، لأنه إرث مصر، ويعكس تاريخ السينما المصرية العريق، والمهرجان ملتزم بالحفاظ على التراث السينمائى المصري، وسيظل مهرجان القاهرة جسر التواصل بين مصر والعالم، ونافذة تدعم الإبداع السينمائي، وتسهم فى إيصال رسائل إنسانية وفنية تعبر عن قضايا العصر وتنتصر لأحلام الأجيال القادمة.

أنقل لك كل التقدير والمحبة لجهدك الكبير، وأيضا لتحاملك على نفسك وسط آلامك والحرص على إتمام الدورة الحالية رغم ما مررت به بعد وفاة شقيقك قبل الافتتاح بأيام قليلة؟

التغلب على المشاعر الحزينة أمر ـ رغم قسوته ـ واجب علينا، لأننا تعلمنا أن العرض يجب أن يستمر، ندوس على أحاسيسنا ومشاعرنا فى سبيل العمل الذى يجب أن يتم، سواء تصوير الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، هذا هو العمل العام، فنحن نواجه  الجماهير، ومهما تكن حالتك وظروفك فلابد أن تكون على قدر المسئولية، نعم مررت بظروف قاسية، ولكن كان يجب أن أحجب مشاعرى هذه فى سبيل أن أقدم دورة من المهرجان تكون ناجحة وقوية، وتليق باسم وزارة الثقافة وكل السينمائيين والفن المصرى بكل مبدعيه، وبإعلامها الوطنى الذى ساند مهرجان بلده، واليوم لابد أن أوجه التحيه والشكر لوزير الثقافة الدكتور أحمد هنو لدعمه الكبير للمهرجان.

وأنا فى طريقى لك لإجراء المقابلة قال لى أحد المشاركين فى المهرجان: يجب تكريم حسين فهمى لما قدمه من جهد هذا العام؟

تكريمى كنت ألمسه فى هذا الحضور وهذا التفاعل من الناس، نعم أقولها لقد وقفت صامدا من أجل تحقيق دورة رائعة، أما عن التكريم فكما أعلن، فقد تلقيت تكريما من الجولدن جلوب فى احتفال كبير مع كثير من الزملاء جائزة تحمل اسم صديقى عمر الشريف، وهذا أمر يسعدنى كثيرا.

ما هى أكبر التحديات غير المادية التى واجهت المهرجان؟

كنا حريصين على أن نرجع بقوة بعد تأجيل العام الماضي، والحمد لله، أنا سعيد بالحضور الجماهيرى وخروج الفيلم من وسط البلد إلى مناطق أخري، والأفلام كلها كانت كاملة العدد.

هناك إشادة أخرى بحرصك على الوجود العربى الكبير فى المهرجان؟

دائما مهرجان القاهرة هو حاضن لكل الأشقاء العرب، فالحضور العربى مهم وأيضا الحضور الإفريقى بجميع بلاد القارة.

ما العنوان الذى تتمناه أو تحبه أن يطلق على هذه الدورة؟

«دورة الحب» لإخواننا فى فلسطين، فهى دورة كلها أحاسيس وعواطف تجاه شعبنا فى فلسطين، وهى صفة الدورة، ففيلم الافتتاح كان فلسطينيا، وفى مسابقات المهرجان أيضا كان هناك وجود فلسطينى ومسابقات خاصة بأفلام فلسطينية، وهو وجود قوي.

وفى الختام ما الكلمة التى تقولها عن المهرجان؟

يظل مهرجان القاهرة عنوانا كبيرا معبرا عن هذا الإرث العريق للسينما المصرية لأكثر من 120 عاما من الإبداع وإسعاد الشعوب وتقديم فن يؤكد حضارة مصر، ويظل إبداع المصريين فى ازدهار وتطور.

 

####

 

دعم عالمى لتحقيق أفكار الشباب السينمائية

أمريكا.. بين جدوى المقاطعة وأثر المشاركة

سعد سلطان

تفاخر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، حسين فهمي، ومعه الحق، فى كلمته بافتتاح الدورة الأخيرة للمهرجان، التى اختتمت أول أمس «الجمعة»؛ بمقاطعة رعاة يمثلون شركات أمريكية، يراها شعبويون داعمة للاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، ولكن لم تمض ثوان إلا وهو شاكر للتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة؛ لمشاركتها من خلال مؤسسات «فيلم إندبندنت» و«فولبرايت»، ومنصة «نتفليكس».

ثلاث مؤسسات أمريكية أينما تولى وجهك سينمائيا ستراها: لا غنى عنها، ولا بديل لها، فى مجال صناعة السينما.

ربما لا يبدو الربط بين جدوى المقاطعة وأثر المشاركة مقنعا، خاصة إذا تم الاحتكام إلى نتائج الورش الخمس التى نظمت اثنتان منها «فيلم إندبندنت» و«فولبرايت» الأمريكيتان ثم نتائج «ملتقى القاهرة السينمائي، وما قدمته الشركات الراعية لصناع السينما الشباب، الذى تنافس فيه 18 مشروعًا على الجوائز.

قامت مؤسسة «فيلم إندبندنت» والسفارة الأمريكية بمنح جائزتهما لفيلمى «الخروج» و«كحل وحبهان»: سفر وإقامة للمنتجين؛ لتطوير مشروع الفيلم فى لوس أنجلوس، وقدم لهما الجائزة خافيير فوينتس ليون، وهو مخرج وكاتب مشارك سينمائى أمريكى من أصل بيروفي، درس السينما فى معهد كاليفورنيا للفنون، وقد رشحت البيرو أحد أفلامه لجوائز الأوسكار عام 2011.

حينما سألته عن دور مؤسسته فى تطوير مشاريع سينمائية للشباب المصري؛ أجابنى بأن منظمة «فيلم إندبندنت» فنية غير ربحية، وأنها تدعم الاستقلالية الإبداعية فى رواية القصص المرئية، كما تدعم مجتمعًا من الفنانين الذين يجسدون التنوع والابتكار والرؤية الفريدة.

«ليون» كان حيويا ومشاركا باهتمام مع رفيقته فاليرى كاستيلو مارتينيز، وهى مخرجة أفلام ومعلمة أمريكية من أصل فلبيني، ترى أن مهرجان القاهرة السينمائى منصة مهمة للشباب، مثنية على أفكارهم فى ورشتها، وحينما سألتها عن حلول تقدمها مؤسستها لتوزيع أفلام هؤلاء الشباب؛ قالت: «نركّز على خطوات وصول صناع الأفلام إلى الأسواق المحلية والدولية، وأهمية الاستفادة من المهرجانات السينمائية كمنصة استراتيجية للعروض الأولي، واستهداف المنصات، وتنمية شبكة علاقات مهنية قيمة فى عالم المهرجانات.

هنا يجيء دور «نتفليكس» لتكتمل الدائرة، إذ أقامت حلقة نقاش حول «كيف تعرض فكرة فيلمك خلال 20 دقيقة؟»، ضمن فاعليات أيام القاهرة لصناعة السينما، وحاضر فيها «كريستوفر ماك»، وهو الضيف الدائم لمهرجان القاهرة السينمائى فى الدورات الخمس الأخيرة.

عبر هذه الورشة تعلم المشاركون كيفية إنشاء عرضهم التقديمى باستخدام المعلومات اللازمة لإثارة حماسة المستثمر المحتمل للمشروع، وفيها مُنح المشاركون فرصة للتعرّف على الطرق الأمثل لاختيار الأفكار البارزة التى تميزهم عن مئات العروض التقديمية التى تُقدم إلى «نتفليكس» سنويًا لاختيار الأفضل منها.

فى الورش قُدمت ورشتان الأولى دارت حول «فن تقديم مشاريع الأفلام» من «فيلم إندبندنت»، وقدمت للمشاركين فرصة تعلم إنشاء ملف فيلم مقنع، وتقنيات عرض فعالة، فيما قدم خبراء الصناعة رؤى حول هيكلة عرض يجذب الانتباه، وفهم ديناميكيات الجمهور.

المشاركون تعلموا أيضًا المكونات الرئيسة لملف فيلم ناجح، بما فى ذلك الملخصات والمواد المرئية، ثم كانت الورشة الخامسة «نقل المعنى من خلال الصوت»، مع المدرب الدكتور مونتى تايلور بمقر الجامعة الأمريكية بميدان التحرير فى القاهرة. ونظمتها «فولبرايت» حول تصميم الصوت والتحرير، وقادها الدكتور مونتى تايلور، أستاذ مساعد فى تكنولوجيا الموسيقى بجامعة بوردو، واختصاصى «فولبرايت» الأمريكى فى مصر.

أخيرا.. إذا أضفت إلى المشاركة الأمريكية موقع الجامعة الأمريكية بميدان التحرير كمنصة لتنظيم فاعليات المهرجانات والأفلام الأمريكية التى عُرضت بالمهرجان، وعدد من شاركوا من الصناعات والسينمائيين: مخرجين وممثلين ومنتجين؛ ستجد أن الهوية الأمريكية غالبة ومستحكمة، وأن الفكاك منها ربما يتردد لفظيا، لكن يبدو - عمليا - من المستحيلات.

 

الأهرام اليومي في

24.11.2024

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي.. فخر ثقافي مصري ومساحة للإبداع المتجدد

البلاد/ طارق البحار

يستمر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في كونه منصة حيوية للثقافة والفن في مصر والعالم العربي. ورغم التحديات التي يواجهها، يثبت المهرجان سنوياً قدرته على التأثير الإيجابي في صناعة السينما وتعزيز الحوار الثقافي العالمي. إن الالتزام بتطوير المهرجان وتعزيز فعالياته يضمن استمراره كرمز للفخر الثقافي المصري وفضاء للإبداع السينمائي المتجدد.

وتختتم اليوم الخميس الدورة الخامسة والأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد عرض مجموعة متنوعة من الأفلام العالمية التي تتميز بجودة فنية استثنائية. وقد حصلت العديد من هذه الأفلام مؤخراً على جوائز مرموقة في مهرجانات دولية، مما يتيح للجمهور فرصة طال انتظارها للاستمتاع بتألق وجاذبية الفن السينمائي. ويبدو أن نسخة هذا العام قد ركزت على تعزيز مكانة المهرجان في مجتمع السينما العالمي.

ولدت الدورة الخامسة والأربعين من المهرجان صدى كبيرا على المستويين الفني والسياسي. وخلال الحدث الذي استمر عشرة أيام، أكد رئيس المهرجان على القضية الفلسطينية، مستفيدا من حضور شخصيات عالمية بارزة، من فنانين وكتاب وصحفيين ونقاد، لتسليط الضوء على الارتباط العميق بين الشعب المصري والمجتمع المثقف، والدعم المستمر لنظرائهم الفلسطينيين.

كان لاختيار اللجنة العليا لمهرجان الفيلم المصري لعرض الفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة" كعنوان مهم للتضامن مع الشعب الفلسطيني خلال ليلة الافتتاح تأثير عميق على الجمهور. تم نقل هذه الرسالة إلى جمهور عالمي، حيث شاركت وسائل الإعلام العربية والدولية أبرز أحداث حفل الافتتاح. ضجت منصات التواصل الاجتماعي بجميع أنواعها بالأخبار حول هذا الفيلم الفلسطيني المهم، الذي تم الاحتفال به كفيلم افتتاحي، مما أدى إلى سلسلة من الفعاليات التي استمرت قرابة أسبوعين وتركت أثرا ثقافيا كبيرا في الأوساط العربية والدولية.

تميز مهرجان هذا العام ببرنامج غني ومتنوع يلبي جميع الأذواق ، وتضمن العديد من الأحداث الرئيسية. ومن بين الفعاليات البارزة عرض الأفلام التي عرضت مجموعة واسعة من الأفلام العالمية والمحلية، بما في ذلك الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية. وضم المهرجان أقساما مختلفة مثل "المسابقة الدولية" و"وجهات نظر حول السينما العربية" و"عروض خاصة". بالإضافة إلى ذلك ، استضافت حلقات نقاش مع مخرجين وممثلين مشهورين لمعالجة القضايا السينمائية المعاصرة. أتاحت ورش العمل التدريبية للمواهب الناشئة الفرصة لتعزيز مهاراتهم في صناعة الأفلام في مجالات مثل الإخراج والكتابة والتصوير السينمائي. علاوة على ذلك ، كان السوق بمثابة منصة مهمة للمنتجين والموزعين وصانعي الأفلام لاستكشاف فرص التعاون وإنهاء الصفقات ، بينما ناقش الحاضرون أحدث الاتجاهات في صناعة السينما.

وشارك في المهرجان هذا العام 194 فيلما من 72 دولة، بما في ذلك 37 فيلما عالميا لأول مرة و8 أفلام عالمية لأول مرة، إلى جانب 119 فيلما ظهرت لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا. تشمل الأفلام البارزة المشاركة في مهرجان هذا العام "مالو" من البرازيل ، والتي تستكشف حياة ممثلة تسعى جاهدة لاستعادة مجدها السابق. "لقاء البرابرة" من فرنسا ، تتناول قضايا الهجرة واللاجئين. "مذكرات الحلزون" من أستراليا ، والتي تسلط الضوء على العلاقات الإنسانية في السبعينيات. والفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة" الذي عرض في ليلة الافتتاح، والذي يمثل جوانب مهمة من القضية الفلسطينية. ومن بين الفعاليات والندوات الرئيسية تكريم الممثل أحمد عز بجائزة فاتن حمامة للتميز، فضلا عن تكريم المخرج يسري نصر الله.

استضاف المهرجان حلقة نقاش ركزت على دور المهرجانات في صناعة السينما ، شارك فيها العديد من الشخصيات البارزة في الفنون. وتمحورت المباحثات حول صناعة السينما العربية، ودعم الأفلام الفلسطينية، ومستقبل السينما في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، عرض المهرجان نسخا مرممة من عشرة أفلام كلاسيكية كجزء من جهوده للحفاظ على التراث السينمائي. وقدم منتدى القاهرة السينمائي 18 مشروعا سينمائيا من عشر دول تهدف إلى دعم المساعي الإبداعية الجديدة. كما شهد المهرجان اهتماما متزايدا بالسينما العربية، حيث قدم جوائز جديدة وسلط الضوء على الأعمال المتميزة، مما عزز مكانته كواحد من أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة.

عقدت جلسة نقاشية حول "نظرة ثاقبة على إنتاج المنتجات في صناعة السينما النسائية" كجزء من أيام صناعة السينما في القاهرة. وقدمت الندوة لمحة شاملة عن الخطوات اللازمة لتحقيق الإنتاج المشترك، ومعالجة الاعتبارات القانونية والقضايا المتعلقة بالعقود، فضلا عن استكشاف سبل مختلفة للتعاون بين المنتجين الأوروبيين والعرب في المشاريع السينمائية.

أقيمت أيام القاهرة لصناعة السينما في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر، لتكون بمثابة منصة حيوية لدعم المشاريع السينمائية والترويج لها. أتاح هذا الحدث فرصا فريدة للتفاعل بين صانعي الأفلام من جميع أنحاء العالم. وشهدت مشاركة ملحوظة من المخرجين والمنتجين والخبراء في مختلف جوانب صناعة السينما، الذين اجتمعوا لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والخبرات.

وركزت الندوة التي استحوذت على أنظار الجمهور في المهرجان على ثورة الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما. واستكشف الفيلم دمج التقنيات المتقدمة في صناعة الأفلام، وتغطي جوانب من رواية القصص السينمائية وسير عمل الإنتاج إلى المشاركة التفاعلية للجمهور. وكان من بين المتحدثين الرئيسيين عدلي توما، الرئيس التنفيذي لشركة "جيميني أفريقيا"، والفنان التشكيلي محمد علام، والملحن مونتي تيلو، والمنتج محمد حفظي، وأدارت الجلسة المخرجة ناهد نصر بالتعاون مع "كايرو فاكتوري للأفلام".

كما تناولت المناقشة دور الإنتاج الافتراضي في دمج العالمين الحقيقي والافتراضي، وتزويد صانعي الأفلام بالقدرة على تصور المشاهد في الوقت الفعلي وتسليط الضوء على القدرات الواسعة للواقع الافتراضي المتطور. بالإضافة إلى ذلك، بحثت الندوة التأثير الأخير للذكاء الاصطناعي على كتابة السيناريو والتحرير والتأثيرات المرئية، مع معالجة المخاوف الأخلاقية مثل مخاطر التلاعب بالمحتوى وانتهاك الملكية الفكرية. وقد أتيحت الفرصة للحضور لتعلم كيفية دمج هذه الأدوات في عملية صناعة الأفلام والنظر في التنبؤات حول مستقبل السينما الشخصية والأدوار المتطورة في الصناعة.

تضمنت أيام القاهرة للسينما ورش عمل وحلقات نقاش وحوارات تتناول تحديات واحتياجات السوق. تعزز هذه المبادرة فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع الأفلام الجديدة، مما يؤكد من جديد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

 

####

 

فيلم روائي طويل صيني يفوز بمهرجان القاهرة السينمائي

البلاد/ طارق البحار:

فاز فيلم "تاريخ موجز لعائلة" الصيني بجائزة شبكة الترويج لسينما آسيا والمحيط الهادئ كأفضل فيلم روائي آسيوي في الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتم أعماله مؤخرا.

قال مخرج العمل لين جيانجي ، لوكالة أنباء (شينخوا) بعد استلام الجائزة "هذا هو أول فيلم روائي طويل لي، إنها تجربة رائعة. في جميع المسابقات هنا، كان الفيلم الروائي الوحيد باللغة الصينية، لذا هذا مميز للغاية وأنا سعيد جدا بالفوز بالجائزة، ما أريد القيام به هو جلب الفيلم الصيني إلى المسرح الدولي. أعتقد أن هذا إنجاز عظيم جدا للفيلم".

يحكي الفيلم قصة عائلة صينية من الطبقة الوسطى وصديق ابنهم الغامض ، مع التركيز على الروابط بين أفراد الأسرة.

وقال بيان لجنة التحكيم إن الفيلم أظهر استكشافا دقيقا للعواطف واستخدام الصور وتصميم الصوت، وعلق لين "أخبروني أنه لا يبدو وكأنه أول فيلم روائي طويل لصانع أفلام. إنه ناضج للغاية، وبرؤية فنية متميزة للغاية.

شهد مهرجان القاهرة هذا العام حضورا قويا للأفلام الصينية. كان من أبرز أحداث الحدث أسبوع السينما الصينية، حيث تم عرض سبع أفلام صينية. 

قال المخرج السينمائي المصري خالد الحجر، عضو لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد الدولي لوكالة أنباء (شينخوا): “تتمتع الصين بصناعة سينمائية رائعة لفترة طويلة، واعتدنا على مشاهدة الأفلام الصينية أثناء تعلم صناعة الأفلام، ومن المهم للجمهور المصري والعربي مشاهدة أفلام من ثقافات مختلفة مثل الصين والهند ودول آسيوية أخرى، وليس فقط الأفلام الأوروبية والأميركية"، واصفا "تاريخ موجز للعائلة" بأنه "مثير للاهتمام ومثير للاهتمام للغاية".

وخلال المهرجان الذي استمر عشرة أيام، تم توقيع مذكرة تفاهم بين مهرجان بكين السينمائي الدولي لتعزيز التعاون بين الجانبين في المجالات ذات الصلة.

 

البلاد البحرينية في

24.11.2024

 
 
 
 
 

بعد انتهاء الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائى:

مدير المهرجان عصام زكريا: استقطبنا النجوم بالأفلام وليس بالسجادة الحمراء

كتب آية رفعت

على مدار 10 أيام شهدت الدورة الــ45 من عمر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عددًا كبيرًا من الفعاليات ما بين الندوات والتكريمات والحلقات النقاشية.. بالإضافة إلى عرض 194 فيلمًا فى مختلف مسابقات المهرجان الرسمية وغير الرسمية والبرامج الموازية.. ومن بين كل الفعاليات الكثيرة التى شهدها المهرجان كانت هناك إيجابيات وسلبيات للدورة، والتى واجهنا بها مدير المهرجان الناقد عصام زكريا.. فعلى الرغم من خبرته الطويلة بإدارة ورئاسة المهرجانات الدولية فإن هناك بعض النقد الذى تم توجيهه للدورة الأولى من المهرجان تحت إدارته.. فإلى نص الحوار:

<ما تقييمك للدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟

بالطبع لدىَّ عدد كبير من الملاحظات على ما حدث خلال الدورة، فهناك أشياء لم تتم بالشكل الذى كان مخططًا لها أو كان من المفترض أن تكون أفضل، وهذا الأمر يعتبر مؤلمًا جدًا لى، على الرغم من كونه أمرًا صحيًا.. فعندما تكون هناك مشكلات أو ملاحظات سيتم تفاديها فى الدورات المقبلة.. وكل ما سبق كان نقدًا ذاتيًا، أما النقد الحقيقى فيكون فى ملاحظات جمهور المهرجان والتى سيتم مناقشتها خلال الأيام القادمة. أما الملاحظات الجيدة فأرى أن قرار خروج المهرجان من إطار دار الأوبرا لعدد أكبر من السينمات الخارجية كان أمرًا جيدًا جدًا، بالإضافة إلى استحداث جوائز جديدة.. وغيرها من الأمور التى تدفع المهرجان فى اتجاه النجاح وترفع شأنه ومكانته العالمية والدولية.

<البعض انتقد كثرة عدد الأفلام التى عرضتها الدورة الـ45 مؤكدين أن إدارة المهرجان اهتمت بالكم على حساب الكيف.. فما ردك؟

العدد ليس كبيرًا مقارنة بالعديد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان كان أو برلين.. فهذه المهرجانات تشهد عرض أضعاف ما تم تقديمه فى المهرجان هذا العام.. غير أننا لدينا إمكانيات ودور عرض تسمح بإقامة أكثر من عرض للفيلم الواحد وهناك بعض الأفلام التى وفرنا لها 4 عروض نظرًا للإقبال الجماهيرى عليها، إذن فعدد شاشات العرض يتناسب مع كم الأفلام والجدل أيضًا يتناسب معها.. فهناك مهرجانات تقيم 300 عرض فى قاعة أفلام واحدة وبجداول مضغوطة

أما مسألة الكم على حساب الكيف فيسأل عنها فريق برمجة المهرجان.. نحن كنا نفكر طوال الوقت بكيفية تقليص الأعداد التى ترغب بالمشاركة فى فعاليات المهرجان ولم نكن نبحث عن مضاعفة عدد الأفلام الموجودة، بل على العكس كنا نرغب بتقديم الأفضل بينها واعتذرنا لعدد كبير من الأفلام الجيدة.

<هل ترى أن البرامج الموازية حققت نسبة مشاهدة لدى الجمهور أم أنها كانت تجربة ولم تنجح؟

البعض يعتقد أن البرامج الموازية هى السبب فى زيادة عدد الأفلام، ولكنها عبارة عن لجان تحكيم متفرقة لكل برنامج لجنته الخاصة ومعاييره فى الاختيار.. ويتم التركيز على الأفلام التى تنتمى لذلك البرنامج من بين مسابقات المهرجان المختلفة، فمثلاً فى برنامج الفيلم الآسيوى قامت لجنة التحكيم بمشاهدة كل الأفلام التى تنتمى للقطر الآسيوى المشاركة فى كل مسابقات المهرجان وعلى أساس معايير معينة تم اختيار الفيلم الفائز.. وهذا تم تطبيقه على كل البرامج الأخرى مثل الأفلام الإفريقية والوثائقية وغيرها. وهذه البرامج أثبتت نجاحها حتى انتهاء الدورة.

<ما ردك على اتهامات البعض لإدارة المهرجان بسوء التنظيم؟

كل ما حدث كان نتاج ظروف معينة ويحدث فى كبرى المهرجانات العالمية.. ففكرة تغيير موعد ندوة مثل ندوة المخرج الكبير «يسرى نصر الله» جاء بسبب تضارب موعدها مع عرض فيلم مصرى مشارك بالمهرجان، وكان هناك جمهور يرغب بحضور الندوة والفيلم معًا فقمنا بنقلها ليوم آخر.. واستدركنا المشاكل التى حصلت وقتما تزاحم الجمهور على باب أحد مسارح الأوبرا لامتلاء القاعة رغم أنهم يمتلكون تذاكر بالفعل، وقدرنا الإقبال الجماهيرى على الفيلم بإقامة 4 عروض له فى أماكن ومواعيد متفرقة.. وكل ما حدث من عدم ترتيب فى الجدول كان بسبب إضافة عروض أو ندوات إضافية لجمهور المهرجان.

<للعام الرابع على التوالى يقابل الجمهور مشكلة التذاكر.. فما الحل من وجهة نظرك؟

كان كلامى واضحًا منذ بداية التحضير للدورة الـ45 وهو أنه يجب على المسئولين عن التذاكر إدراك الفرق بين المهرجانات السينمائية وماتش الكورة.. واقترحت أنه يمكن تنظيم ما يشبه قائمة الانتظار أمام باب القاعات، وعندما يبدأ موعد الحفل يتم احتساب المقاعد الفارغة وإدخال بعض الجمهور الذى اصطف أمام باب السينما بحثًا عن مقعد بشكل جدىّ، ولكن لم يتم العمل بها.. غير أن هناك تعددًا فى الجهات المسئولة عن التذاكر وجلوس الجمهور فهناك شركة تذكرتى والأمن الداخلى للأوبرا والمنظمون الداخليون للمهرجان.. وفى كل عام تتكرر المشاكل نفسها ونأمل بحلها فى الأعوام المقبلة.

<هناك بعض الأفلام التى تم وصفها بأنها لا تليق بالمشاركة بالمهرجان.. ما ردك؟

الناس يجب أن تعلم أن معايير البرمجة مختلفة تمامًا عن النظرة الذاتية أو الشخصية.. لأن المبرمج يجب أن يختار أفلامًا تمثل كل الفئات والأنماط والمناطق الجغرافية، والأمر يخضع لمعايير مختلفة وليس وجهة نظر شخصية.. فأنا مثلاً أكره أفلام الرعب، ولكن يجب اختيار عدد منها لتمثل جميع الفئات بالمهرجان والجودة الفنية كانت المعيار الأول والأخير، ولكن هناك بعض الاختيارات المسموح بها لتمثيل مصر، وهناك من بين ما عرض علينا أفلام معقولة وليست تجارية تمامًا.. وبالنسبة للأفلام المصرية فهناك أحدها تم اختياره تحت إشراف الإدارة الماضية للمهرجان ولم يتم استبعاده لانتظار صناعه مشاركته بالمهرجان ولم يرسلوه لأى مهرجان آخر، والفيلم الثانى به قضية جيدة ويحمل أفكارًا مختلفة. ولو تحدثنا عن بعض الأفلام التى تحمل أسماء النجوم فمثلما كان تمثيل مصر مهمًا بالمسابقة فتمثيل النجوم وتقليل الفجوة بينهم وبين المهرجان ضرورى أيضًا ناهيك عن أن العمل يتناول القضية الفلسطينية التى اهتم بها المهرجان هذه الدورة.. ففى النهاية هذا مهرجان وبه عروض دولية وسجادة حمراء وصحافة وإعلام يريد أن يعمل على أخبار النجوم. ونحن نستقطب النجوم بالأفلام ولسنا نعتمد على ظهورهم على السجادة الحمراء فقط.

<قلت إنك كنت مترددًا فى الموافقة على عرض أول حلقتين من مسلسل سيعرض على منصة عالمية.. فما سبب موافقتك عليه؟

كبار المتتجين السينمائيين فى العالم أصبحوا يتعاملون مع المنصات بشكل جاد.. غير أننى وجدت أن مهرجانات أخرى مثل مهرجان فينيسيا الدولى قام بعرض 3 مسلسلات كاملة بالتعاون مع إحدى المنصات، فقلت لمَ لا نقوم باستضافة العرض فى القاهرة السينمائى فالمسافة بين السينما والمنصات أصبحت قليلة، مما شجعنى على اتخاذ القرار بعرض أول حلقتين من المسلسل.

<ما سبب استحداث برامج مثل بانوراما الفيلم القصير؟

الأفلام القصيرة من أكثر الأعمال التى تستقطب الجماهير غير أنها تعتبر فرصة للمواهب السينمائية الجديدة.. وبعد إلغاء الدورة العام الماضى كان هناك عدد كبير من الأفلام القصيرة التى كانت تنتظر عرضها، والكثير منها لمخرجين مصريين ويتمنون مشاركتها بالمهرجان.. فقررنا استحداث هذا البرنامج لإتاحة الفرصة للأفلام الجيدة التى تم انتقاؤها من الأفلام القصيرة المصرية للعرض أمام جمهور المهرجان والنقاد وليستفيد أصحابها ويتعلمون من ردود الفعل حول أعمالهم.. فكان الغرض منها ليس المنافسة بقدر ما هو تشجيع الشباب فى السينما المصرية.

<بعد النجاح الذى لاقاه برنامج السينما المصرية المرممة هل هناك جدولة لترميم عدد أكبر فى الدورة المقبلة؟

نتمنى، ولكن المسألة ترجع للتعاون المشترك من بعض الجهات المعنية مع المهرجان. فميزانية المهرجان وحده لا تتحمل تكاليف ترميم عدد كبير ويتوقف ذلك على مشاركة جهات أخرى مثل الشركة القابضة أو الشركات الخاصة ومحطات التليفزيون التى قد تمدنا بالأفلام وأيضًا تعاون الأفراد مثل «سامح فتحى» الذى قام بترميم عدد كبير من الأفلام.

<ما الأخطاء التى يجب تجنبها الدورة القادمة؟

التنظيم يجب يكون أكثر دقة من هذه الدورة وأيضًا يجب علينا بدء العمل على تنسيق واختيار الأفلام مبكرًا لكى تنتهى البرمجة من عملها مبكرًا ونعطى فرصة كبيرة لتحضيرات ما بعد اختيار الأفلام حتى تظهر الدورة بصورة أكثر تنظيمًا. وبشكل عام سوف ندرس ملاحظات جمهور المهرجان لكى لا نعيد أخطاءنا.<

 

####

 

أجيال جديدة ومواهب شابة تترك بصمتها السينمائية:

أفلام مصرية واعدة فى مهرجان القاهرة

كتب سمر فتحى

ضم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نسخته الـ 45 مجموعة قوية من الأفلام المصرية المختلفة، حيث تنافس أحد عشر فيلمًا مصريًا تنوعت ما بين الروائى الطويل والقصير على جوائز المهرجان.. وقد قدم أصحاب هذه الأفلام قصصًا متميزة ومشوقة، هذا بخلاف احتفاء الجمهور ببعض العروض التى أضاف المهرجان عروضًا إضافية لها بسبب الإقبال الكبير.. فى التقرير التالى نكشف تفاصيل أكثر عن تلك الأفلام.

<المسابقة الدولية 

يمثل مصر فى المسابقة الرسمية الفيلم الروائى الطويل (دخل الربيع يضحك) للمخرجة «نهى عادل»، حيث تدور أحداث الفيلم خلال فصل الربيع بعرض أربع حكايات تفيض بالأسرار والغضب والحزن والدموع المختبئة خلف الضحكات ومع حلول خريف مفاجئ تتبدل الأوضاع لتختتم القصص بنهايات غير متوقعة. وتكشف «نهى» أن الفيلم قفزة إيمائية عميقة عبر رحلة لإخراج 5 قصص قصيرة تطاردها منذ نهاية 2019.

وأضافت أنها استلهمت هذه القصص من القصائد المصرية الأصيلة والألحان الخالدة والجمال الذى يميز مصر عن غيرها من البلاد، وترى أنه كان من الضرورى أن يتم تجربة هذا الفيلم من خلال عيون وعقول مجموعة من النساء وتعتبر نفسها محظوظة لأنها جمعت مجموعة رائعة من المواهب النسائية التى استطاعت أن تجسد هذه الشخصيات بالشكل الذى رسمته على الورق منذ بداية كتابتها للسيناريو.. الفيلم بطولة «سالى عبده، مختار يونس، رحاب عنان، ريم العقاد، منى النمورى، وروكا ياسر».

<مسابقة آفاق السينما العربية 

شاركت مصر فى هذه المسابقة بفيلمين، الأول (وين صيرنا) وهو فيلم وثائقى مدته 79 دقيقة تخوض به النجمة «درة زروق» تجربة الإخراج لأول مرة والذى تتناول فيه رحلة «نادين» تلك السيدة الغزية القادمة من الأراضى المحتلة لتصل إلى مصر مع ابنتيها الرضيعتين بعد حرب قاسية وتنتظر لم شملها بزوجها الذى سيلحق بها بعد شهرين.

ليلقى الفيلم حفاوة كبيرة من قبل الجمهور بعد عرضه ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى وكشفت «درة» أنها أرادت أن تقدم شيئًا بسيطًا عن معاناة الشعب الفلسطينى فى قضية التهجير والبعد عن وطنهم وفكرة تشتت العائلات الفلسطينية بالحرب لتنقل من خلال الفيلم كثيرًا من مشاعر الخوف والحزن الذى تنتاب تلك الأسرة.

أما عن الفيلم الثانى فكان بتوقيع «زينة أشرف عبدالباقى» ابنة النجم «أشرف عبدالباقى» فى أولى تجاربها الإخراجية والذى يحمل اسم (مين يصدق).. وتدور أحداث الفيلم حول «نادين» التى تعيش تأزمًا مع والديها نتيجة لعدم اهتمامهما بها، وتتعرف على شاب محتال يدعى «باسم»، يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام الذى تفتقده، وتتطور العلاقة بينهما ليخوض الاثنان رحلة فى عمليات النصب التى تورطهما فى العديد من المشاكل، مما يضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.

وكشفت «زينة» أنها متأثرة بكثير من المخرجين الكبار منهم «محمد خان وعاطف الطيب»، من حيث اختيار مواقع التصوير أو الشخصيات.

الفيلم من بطولة «جيدا منصور، يوسف عمر، شريف منير، أشرف عبدالباقى، سليمان عيد، ومحمد عبدالعظيم».

<مسابقة الأفلام القصيرة 

وشهدت تلك المسابقة تنافس 6 أفلام مصرية متميزة أولها فيلم (أبو جودى) للمخرج «عادل أحمد يحيى» والذى شارك فى تأليف الفيلم أيضًا مع «إبراهيم النجارى ومحمد ممدوح».

تدور أحداث الفيلم فى يوم واحد، حيث تستمتع «جودى»، ذات العشر سنوات بقضاء يومها بصحبة والدها أثناء تأديته عمله، يتنقلان بين شوارع القاهرة على دراجة نارية، إلى أن يحدث موقف يغير علاقتهما للأبد.

وأعرب المخرج «عادل يحيى» عن سعادته بعرض الفيلم فى مهرجان القاهرة وحماسه بمناقشه الفيلم مع الجمهور المصرى قبل بدء رحلته العالمية.

أما الفيلم الثانى فكان بتوقيع المخرجة السورية «رشا شاهين» والذى يحمل اسم (نهار عابر) وعلى الرغم من أن المخرجة سورية إلا أن كل صناع الفيلم من مصر.

الفيلم تدور أحداثه حول حياة امرأة غيرتها الحرب بالكامل، حتى أصبحت مجبرة -بسبب دمار حياتها السابقة- على لقاء رجل يبحث عن المتعة، ويكتشف الثنائى خلال لقائهما حاجتهما إلى التواصل العاطفى والإنسانى، يلعب بطولة الفيلم المصريان «ريم حجاب، وخالد كمال».

وكشفت «رشا» أن قصة هذا العمل سورية، ولكنها صنعت بأيدٍ مصرية سواء من خلال المشاركين فى العمل من ممثلين أو حتى الإنتاج الخاص بالفيلم، قائلة «أنا الشخص السورى الوحيد فى الفريق»، رغم أنها غير مهتمة بالجنسيات وترى أن السينما دائمًا ملتقى الثقافات من كل أنحاء العالم.

أيضًا شارك فيلم (ماء يكفى للغرق) للمخرج «جوزيف عادل»، والذى تدور أحداثه فى مكان مقدس مخصص للنساء، ولكن يجد البطريرك المسئول نفسه عالقًا فى شبكة من الهوس والشك، حينما تخالف القواعد فتاة تزور المكان لأول مرة.

أما فيلم (مانجو) للمخرجة «راندا على» والتى تدور أحداثه خلال صيف أغسطس الحار فى القاهرة، تكافح «نادية» حزن ابتعادها عن والدها وشجرة المانجو الخاصة به

فيلم «مانجو» التى تتراوح مدته فى 22 دقيقة بطولة «منى الحسينى، وهالة عمر»، تأليف وإخراج «رندا على».

كما يعرض الفيلم الوثائقى (الأم والدب) اخراج «ياسمينا الكمالى» والذى تدور أحداثة من خلال العلاقة المعقدة بين الأم وابنتها والتعمق فى تاريخ عائلتهما وتعقيدات علاقتهما معًا.

وقد شارك كذلك فيلم (عقبالك يا قلبى) للمخرجة «شيرين دياب» ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، وتدور أحداثه حول عامل توصيل طلبات يؤدى عمله المعتاد، وبينما يقوم بتوصيل إحدى الشحنات، تخرج الأمور فجأة عن السيطرة.. الفيلم من بطولة «على الطيب وولاء الشريف».

وأخيرًا تشارك المخرجة «نسرين الزيات»، بالفيلم الوثائقى (لا أجد هواء أتنفسه) وهو فيلم متميز عن علاقة سيدة بسيطة بزوجها السابق وأبنائها.. «نسرين الزيات» هى واحدة من صحفيات وأبناء «روزاليوسف» وقد قدمت عددًا من الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة والتى عرضت فى العديد من المهرجانات المحلية والدولية ونالت عددًا من الجوائز المهمة.

<مسابقة أسبوع النقاد الدولى 

شارك الفيلم الوثائقى (أبوزعبل 89) للمخرج «بسام مرتضى» فى مسابقة أسبوع النقاد الدولية ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائى وهو إنتاج مصرى ألمانى.

ليشهد عرضه تفاعلًا كبيرًا من الجمهور وتأثرهم بعد عرض الفيلم الذى يحكى قصة حقيقية، وأشاد به الجمهور والنقاد وأثنوا على تجربة المخرج «بسام مرتضى».. تدور أحداث الفيلم فى 83 دقيقة من خلال استعادة ابن لرحلته مع والدته إلى سجن أبوزعبل عام 1989 لزيارة والده، حيث يعيد الابن نوستالجيا تلك الرحلة.<

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

24.11.2024

 
 
 
 
 

"من المسافة صفر" يحصد ثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي

القاهرة/ العربي الجديد

شارك المشروع السينمائي "غزة، من المسافة صفر"، الذي تضمن 22 فيلماً قصيراً عن غزة، في الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وضمن سلسلة الأفلام الفلسطينية فازت ثلاثة أفلام بجائزة يوسف شاهين، التي سلمتها شركة مصر العالمية لكل من فيلم "جلد ناعم" للمخرج خميس مشهراوي، وفيلم "خارج التغطية" للمخرج محمد الشريف، وفيلم "يوم دراسي" للمخرج أحمد الدنف.

و"غزة، من المسافة صفر"، الذي أُعلن عن تتويجه في حفلٍ أقيم في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، عبارة عن مجموعة من الأفلام القصيرة بين الروائي والوثائقي والتحريك، وتعرض 22 قصّة صُوّرت في ظروف صعبة ومعقّدة تحت القصف وبين مخاطر العدوان الإسرائيلي على غزة. وينقل المشروع تجارب المخرجين الخاصة أو تجارب غيرهم عن فقدان منازلهم وعائلاتهم وتهجيرهم.

ومخرجو "من المسافة صفر"، الذي رشّحته فلسطين لتمثيلها في جوائز أوسكار،  هم: ندى أبو حسنة، وكريم ستوم، وبشار البلبيسي، ومهدي كريرة، وأوس البنا، وهناء عليوة، ونضال دامو، واعتماد وشاح، وعلاء دامو، وريما محمود، ومحمد الشريف، وخميس مشهراوي، وإسلام الزريعي، وباسل المقوسي، ومصطفى النبيه، وأحمد الدنف، ووسام موسى، وآلاء إسلام أيوب، وتامر نجيم، ورباب خميس، ومصطفى كلاب، وأحمد حسونة. وكانت شركة ميتافورا للإنتاج الفني من أولى الشركات التي بادرت للدخول في شراكة إنتاجية لهذا المشروع منذ انطلاقته على يد المخرج الفلسطيني، رشيد مشهراوي.

رشيد مشهراوي يتحدّث عن "غزة، من المسافة صفر"

في حوار سابق مع "العربي الجديد، قال المخرج الفلسطيني، رشيد مشهراوي، الذي أشرف على المشروع: "بصفتي مخرجاً سينمائياً فلسطينياً يتحدّر من غزة، عندما تندلع حربٌ في فلسطين، وتحصل كوارث إنسانية مرتبطة بها، تصدر عني ردّة فعل طبيعية، فأصنع فيلماً قصيراً أو طويلاً، تخييلياً أو وثائقياً، وأحاول عرضه في العالم، موثّقاً ما يجري بالصوت والصورة"، وأمام حجم المأساة الغزية الجارية على يد الاحتلال، "قلتُ لنفسي إنّه ينبغي إعطاء فرصة لسينمائيين شبان وشابات موجودين في غزة، لأنّهم هم الموضوع والحكاية. هم أصدق وأحقّ أناس بأن يصنعوا أفلاماً لمخاطبة العالم".

"غزة، من المسافة صفر" بعين النقّاد

في مقال له عبر "العربي الجديد"، كتب الناقد الفني اللبناني، جورج كعدي: "بمشروعه، أراد رشيد مشهراوي نفض الغبار عن أرواح هؤلاء الشباب، والقول لهم: انهضوا واعملوا، لشرح إنسانيتنا للعالم عبر السينما. فمشروع من المسافة صفر ينطلق من منح فرصة للسينمائيين الموجودين في قلب الحرب، أي علاقة الشخص بالحدث وبما يجري من المسافة صفر، وليس وجهة نظر عن بعد"، و"يُصرّ رشيد مشهراوي على الانحناء أمام هؤلاء المخرجين الشباب، الذين لبّوا نداءه إلى صنع الأفلام، مُعتبراً نفسه جسراً موصلاً بينهم وبين منصّات العرض العالمية، ومستشاراً فنياً لهم كي تخرج تجاربهم مكتملة، شكلاً ومضموناً".

ويضيف كعدي: "فهذه الأفلام، بالنسبة إليه سينمائيّاً، تحفظ الذاكرة أكثر من التقارير الإخبارية التلفزيونية ذات الذاكرة القصيرة، وفق تعبيره، التي تتعامل مع الحدث، ثم مع الذي يليه بعد ساعة أو بضع ساعات. يقول إنّ أفلامه التي صنعها قبل 30 سنة تُعرض حتى يومنا هذا في المهرجانات في العالم، وتعيش بقيمتها الفنية لا بما هي ردّة فعل على فعل. هكذا أفلام شباب غزة اليوم، ستظلّ تُشاهَدَ بعد سنوات طويلة، من دون أنْ تفقد وقعها وتأثيرها عقب انتهاء الحدث".

 

العربي الجديد اللندنية في

24.11.2024

 
 
 
 
 

حول صناعة السينما: كيف ننتج أفلامًا عابرة للحدود؟

شهاب طارق

فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى؛ أقيم عدد من اللقاءات والمناقشات حول صناعة السينما وصنَّاعها، من أبرزها: لقاء مع المخرج يسرى نصر الله المكرَّم بجائزة الهرم الذهبى، وخلالها قال: إنه يحاول دائمًا إظهار الإنسان الحقيقى فى أعماله، مضيفًا: لا أطلب من ممثلٍ تأدية دور على عكس طبيعته ولا أفرض شخصية معينة عليه، بل يجب أن يكون الممثل مستمتعًا بالعمل، وبالتالى تتولد حالة من الحب والراحة، فأنا لا أختاره على أساس شباك التذاكر، وإنما أختار الشخص المناسب للدور، وقد حدث ذلك معى بالفعل أثناء التحضير لفيلم «مرسيدس» حين طلب منى أحمد زكى وقتها أن يشارك فى بطولة الفيلم ولكننى رفضت، رفضت لأننى لم أجده مناسبًا للشخصية، فالدور يجب أن يقوم به شخص أبيض البشرة، وأن تتوافر فيه صفات معينة أخرى لا تنطبق على أحمد زكى، وهو بالطبع فنان عظيم لكننا اختلفنا سويًا فى هذه النقطة.

وعن أسباب اختياره لشخصيات حقيقية غير ممثلين فى معظم تجاربه الإخراجية وخصوصًا فيلم «أيام صيفية» وهو أول فيلم مع رحلة الإخراج؛ قال: أنا من جيل الستينيات وقد شاهدت وأُعجِبت بتجارب أمريكا اللاتينية وفرنسا وإيطاليا، لكن المنظومة الإنتاجية فى مصر مختلفة، فأى منتج هنا لا يتحمس لأى فيلم بدون نجوم، وقد ذهبتُ ليوسف شاهين، واقترحتُ عليه إنتاج الفيلم، وبالفعل بدأت التصوير وعرضناه فى مهرجان «كان» وداخل سينمات فرنسا لمدة 7 شهور تقريبًا، لكنه عُرض فى مصر لمدة شهرين فقط بسينما كريم

وعن أسباب تمسكه بالمدينة فى أفلامه قال: هناك تيمة ثابتة عندى وهى الفقدان؛ ليس للأشخاص فقط ولكن قد يكون لأشياءٍ فقدناها بالفعل، أو أشياءٍ أخرى نحاول التمسك بها حتى لا نفقدها أبدًا.

وحول أفلامه قال: إنها ليست سياسية كما يتصور البعض دائمًا؛ فباستثناء فيلمه «الماء والخضرة والوجه الحسن» ترتبط أفلامه دائمًا بحدثٍ معين تاريخى.

يقول: لا أقدم الحدث نفسه بل أناقش تأثير الحدث على المواطن والإنسان، ولا أقصد أن يكون الحدث مصحوبًا بخلفية سياسية، بل أذهب لحكايات الناس، فلا يجب أن نصنع الأفلام لنعبر فيها عن وجهة نظرنا، تلك يمكن كتابتها فى المقالات وليست الأفلام؛ لذلك أحب الأفلام إلى قلبى هو: مرسيدس والكيت كات، لأنهما عن الناس.

مختارات مجلة الفن

وفى ندوة أخرى حول كتاب «مختارات من مجلة الفن السابع» الذى تم الاحتفاء بإصداره ضمن مجموعة من إصدارات المهرجان هذا العام؛ قال الناقد عصام زكريا المدير الفنى للمهرجان: إن مجلة الفن السابع كانت بمثابة صحافة سينمائية متخصصة، وأن الصحافة السينمائية هى ضلع رابع فى صناعة السينما، حتى فى هوليوود. مضيفًا: مجلة الفن السابع كانت حلمًا وتحقق، وقد شرفت بالعمل فى أول أعدادها، وشاركت فى العديد من الملفات المتخصصة فيها وأيضًا الكتابات النقدية، والفضل فى ذلك يعود إلى الفنان محمود حميدة الذى دعم التجربة بكل ما يملك من أدوات.

كتبنا مثلًا عن المدارس والاتجاهات الفنية التى لم تكن مألوفة لدى الجمهور المصرى وقتها؛ لذلك فخور كونى جزءًا من التجربة، وفخور بالكتاب الذى صدر لإعادة مختارات مُنتقاة من المجلة على مدار ٤٥ عددًا.

وقال الفنان محمود حميدة صاحب فكرة إصدار المجلة فى تسعينيات القرن الماضى: إن المجلة كانت بمثابة الحلم الذى راوده دائمًا: «أردت أن يتم تخصيص مطبوعة متخصصة عن صناعة السينما وأدواتها؛ لذلك كان لا بد من توافر مصدر معرفى يتناوله الآخرون ويستفيدون به فى مجال عملهم. أردت نقل كل ما هو جديد عن أدوات الصناعة حول العالم، وكل المستحدثات التى تفيد العاملين فى هذا المجال، لذلك أصبحنا بمرور الوقت حلقة وصل بين السينما وجمهورها». 

مقومات جذب

كما أقام المهرجان حلقة نقاشية تحت عنوان «الهيئات السينمائية الوطنية عالميًا - إنتاج الفيلم عبر الحدود» أدارتها الدكتورة مرفت أبو عوف، وشارك فيها المنتج المصرى هشام عبد الخالق، رئيس غرفة صناعة السينما، والمخرج والمنتج الأردنى عبد السلام الحاج مدير بناء القدرات بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

وناقشت الجلسة دور هيئات الأفلام بصفة عامة على المستوى العربى والعالمى فى إزالة العقبات لإنتاج الأفلام عبر الحدود، وتسهيل الإنتاج المشترك فى ظل حالة الانفتاح العالمى. المنتج هشام عبد الخالق تحدث عن دور هيئة الأفلام قائلًا: «هيئة الأفلام جهة متخصصة تسهل تصوير الأفلام خارج البلدان، ويتضمن ذلك شقين؛ الأول خاص بالتصوير السينمائى، والثانى يتضمن جانبًا سياحيًا ترويجيًا للبلد الذى يتم التصوير فيه.

لكن ما يتحكم فى تصوير عمل فنى سواء فيلمًا أو مسلسلًا، هو السيناريو الذى يتطلب تصوير البلد الذى وقع عليه الاختيار. فمصر مثلًا تمتلك مقوماتٍ جاذبة لأى عمل أجنبى للتصوير فيها مثل: الآثار ونهر النيل والأماكن السياحية بالغردقة وشرم الشيخ والمدن الساحلية».

وأضاف: «فى الماضى كنا نواجه صعوبة فى استخراج التصاريح الخاصة بتصوير الأعمال الأجنبية، لكن الموضوع أصبح أسهل بمرور الوقت. أصبحت التصريحات الآن تصدر خلال أسبوعين فقط، مع وجود خصوماتٍ على تذاكر مصر للطيران، وخصومات تأجير استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى».

المنتج الأردنى عبد السلام الحاج قال: إن هيئة الأفلام فى الأردن لديها استراتيحية تهدف لتحويل الأردن لوجهة عالمية لتصوير الأفلام والمسلسلات من خلال خطة تسويقية، وتوفير حوافز لتشجيع العمل الأجنبى على التصوير داخل الأردن، بالإضافة لدعم صناع السينما فى الأردن سواء من المنتجين أو المخرجين.

 

####

 

فى عروض القاهرة السينمائى :

هشاشة الإنسان فى مواجهة الزمن والأقدار

عائشة المراغي

هل يمكنك تخيُّل كم الذكريات التى يحملها المربع الذى تقف فيه حاليًا وربما لا تتجاوز مساحته بعض السنتميترات؟ 
سؤال قد يكون المخرج الأمريكى روبرت زيميكس طرحه على نفسه أو على المقربين منه، قبل أن يجد ضالته فى الرواية المصورة لريتشارد ماكجواير «هنا» (التى نُشِرت فى ست صفحات عام 1989، وتم تطويرها إلى رواية مصورة من 304 صفحة فى عام 2014) ليقرر تحويلها إلى فيلم تدور أحداثه – الممتدة على مدار قرون – داخل غرفة واحدة، تصبح شاهدة على كل ما هو إنسانى وعابر، حيث تتقاطع الحيوات وتتصادم المشاعر وتترك الذكريات بصماتها التى لا تُمحى، عبر مشاهد تتداخل فيها الأزمنة، ويتماوج الماضى والحاضر فى الغرفة ذاتها، فهو لا يتناول فقط المكان الممثَّل فى الغرفة، وإنما الزمن – أيضًا – الذى يعيد تشكيل الأماكن من خلال الحيوات التى تمر بها
.

«هنا» هو واحد من الأفلام التى شهد مهرجان القاهرة السينمائى عرضها ضمن «القسم الرسمى خارج المسابقة» فى دورته المنقضية قبل يومين، والتى تعتمد على الزمن كخيط يربط بين البشر، فى حالاتهم الأكثر هشاشة، وتنحو إلى تشخيص الأشياء، فالغرفة هنا ليست مجرد موقع للأحداث بقدر ما هى شخصية بذاتها، تحمل جدرانها ذكريات من مروا بها، وأرضيتها تحفظ آثار أقدامهم. إنها المكان الوحيد الذى يظل ثابتًا بينما تتغير الأزمنة والوجوه، فتبدو فى كل حقبة وكأنها شخصية جديدة تتحدث بلغة مختلفة.

ومثلما تعامل زيميكس مع الغرفة؛ فعل كذلك تشن سيتشنغ، مخرج الفيلم الصينى «الشفرة» المأخوذ عن رواية ماى جيا بنفس الاسم، والذى جعل الأرقام تبدو وكأنها شخصيات خفية تتحرك فى مسار السرد، لا مجرد أدوات لفك الشفرات، بل شفرات قائمة بذاتها، تشكّل لغة يتحدث بها البطل مع العالم، لدرجة أن المونتاج جعلها تتراقص وتتصادم كما لو كانت كائنات حية.

ورغم أن أحداث الفيلم – الذى عُرض ضمن أسبوع السينما الصينية فى المهرجان – تدور فى فلك الحرب العالمية الثانية، لكنه يتطرق بذكاء لجدلية التعليم والذكاء الاصطناعى، التى تتعلق مباشرة بواقعنا المعاصر. وفى مقابلة بين البطل ومعلمه – بما يمتازان به من سمات عبقرية لا يشاركهما فيها أحد – تتصاعد العلاقة بينهما لتصبح مواجهة بين الإنسان والآلة، وتبادل العلاقة بينهما، لنصل إلى تساؤل مفاده؛ هل يمكن للعقل البشرى أن يبقى حرًا بينما يُستخدم كأداة؟

عبقرية البطل ومعلمه تجعلهما جنودًا غير مرئيين فى حرب خفية بين جهتين متضادتين، ورغم اختلاف توصيف كل منهما ما بين البطل والخائن، لكنهما – بشكل خاص – يجتمعان فى الجهة ذاتها، لينقذ كل منهما الآخر رغم المسافة، لأنهما كما يتشاركان العبقرية؛ يعانيان – أيضًا – من الوحدة التى تدفعهم أحيانًا نحو حافة الجنون، وعزلة روحيهما الهشة.

تلك الروح الهشة المنعزلة تعيش بها – كذلك – بطلة الفيلم الأسترالى «مذكرات الحلزون» الذى عُرض فى المسابقة الدولية بالمهرجان، واختار أسلوبًا غير تقليديًا فى السرد، ليحكى بالصلصال قصة امرأة تنسج عالمها الخاص من القواقع الصغيرة بينما تحاول أن تجد مكانًا لها فى عالم لا يرحم. شخصية هشة، مهشمة بين ذكريات فقدان الأم عند الولادة، وطفولة قاسية فى حضن أب مدمن ومشلول، لكن هشاشتها هى مصدر قوتها، تمامًا كالقوقعة التى تحمل بيتها الهش فوق ظهرها.

فالقواقع التى تجمعها فى الفيلم ليست مجرد هواية عبثية، ولكنها استعارة عن الحياة نفسها؛ بطيئة، مملة فى ظاهرها، لكنها تحمل فى طياتها أسرارًا جمالية مذهلة.

تسير تلك المرأة كالقواقع؛ بخطى بطيئة فى حياتها، لكنها تجد العزاء فى التفاصيل الصغيرة التى يتجاهلها الآخرون، فهى تمتلك قدرة فريدة على إيجاد الجمال فى التفاصيل الصغيرة، وهوايتها فى جمع القواقع هى طريقتها المثلى فى التعامل مع العالم، لتصبح القواقع رمزًا للصبر والقدرة على التأقلم، وهى رسالة الفيلم الأساسية؛ أن الجمال يكمن فى الصبر وفى الأشياء التى نُهملها، وقد تجعل من الحياة مغامرة شاعرية مهما كانت بطيئة.

فهي لا تعامل الوحدة كعدو مثل بطل «الشفرة»، بل كرفيق دائم صنعت منه عالمًا خاصًا بها، وبإمكانه أن يصبح قوة خفية تدفعنا لإعادة اكتشاف أنفسنا.

وانتقالًا من صراع الإنسان مع الزمن والوحدة، إلى مستوى آخر من صراع الإنسان مع ذاته؛ جاء الفيلم الألبانى «برج القوة» الذى عُرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة، ليختبر الإنسانية تحت ظلال الخوف، فهى فى الظروف القاسية تتحول من كونها مجرد صفة إلى اختيار يكشف عن معدن صاحبه.

إذ يروى الفيلم حكاية طفل مضطهد يجد ملاذًا فى منزل عدوه، وفى لحظة مصيرية، يُجبر رب الأسرة، على اتخاذ قرار يختبر أعمق مبادئه؛ هل ينقذ حياة طفل برىء، أم يحمى عائلته من خطر محدق؟ هنا، يقف الفيلم على الحد الفاصل بين الخوف والشجاعة، وبين الأنانية والإنسانية. كل ذلك وسط بيئة ريفية بسيطة تكسوها المناظر الطبيعية الخلابة، والجبال الشاهقة، والمنازل الحجرية القديمة، والتى يبدو معها أن الطبيعة تشارك الشخصيات فى صراعاتها.

ذلك الصراع مع النفس يذكرنا بأيقونة الألمانى جوته «فاوست» والتى تطور فيها الأمر إلى عقد صفقة مع الشيطان، وهى نفسها التى يوقعها بطل الفيلم الإيطالى «العقد» الذى قدَّمه المهرجان ضمن العروض الخاصة، عن صحفى فاشل، يعيش على هامش المهنة ويسعى لتحقيق أحلامه، ويحاول إعادة إحياء مسيرته المهنية بأى ثمن، فتظهر له شخصية الشيطان لتقلب حياته رأسًا على عقب؛ ممثلًا للطموح الذى يمكن أن يُفسد الإنسان إذا لم يكن متوازنًا، فهل يمكن للأخلاق أن تُباع وتشترى تحت ضغط النجاح والشهرة؟ وإلى أى مدى يمكننا أن نذهب لتحقيق أحلامنا؟

 

أخبار الأدب المصرية في

25.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004