ملفات خاصة

 
 
 

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

المخرجة السعودية شاركت في لجان تحكيم «القاهرة السينمائي»

القاهرةانتصار دردير

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».

 

الشرق الأوسط في

24.11.2024

 
 
 
 
 

المرأة والهوية في سينما جواهر العامري

فاصلة

عامًا  بعد آخر تواصل  المخرجة السعودية جواهر العامري حضورها المميز عربيًا فحققت بفيلمها القصير الثالث «انصراف»، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بعد عرضه الأول في العالم العربي ضمن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مسابقة الأفلام القصيرة، وفاز قبلها في مهرجان هوليوود للأفلام القصيرة بجائزتي أفضل مخرجة وأفضل ممثلة.

ليست تلك المرة الأولى التي تقف فيها جواهر على خشبة مسرح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتتسلم جائزة عن أعمالها، فهي منتجة الفيلم القصير «من يحرقن الليل» للمخرجة سارة مسفر، والذي حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم بالمهرجان عام 2020، وقد شارك في عدد من المهرجانات أبرزها  الحضور في مهرجان قرطاج التونسي وحصول الفيلم  على على جائزة السينما الواعدة في المهرجان السينمائي التونسي العريق.

كما كانت جزءًا من فيلم «بلوغ» الذي افتتح مسابقة «آفاق السينما العربية» في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2021، وشاركت فيه مع أربع مخرجات سعوديات، قدمت كل منهن قصة متعلقة بالمرأة، وكانت قصة «العامري» باسم «مجالسة الكون»، والتي تناولت فيها مرحلة البلوغ عن الفتيات، القضية التي قدمتها بواقعية شديدة، ونجحت في نقل تساؤلات ومشاعر الفتيات في تلك المرحلة من خوف وقلق وارتباك ومحاولة لفهم ما يحدث لهن، وسط سطوة الكبار.

عملت جواهر العامري أيضًا كمديرة إنتاج في الفيلم الطويل “أربعون عامًا وليلة” والذي شارك في مهرجان مالمو للفيلم العربي عام 2021، وأخرجت الفيلم القصير «سعدية سابت سلطان»، والذي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان أفلام السعودية بجانب عملها مع العديد من المخرجين السعوديين كوائل أبو منصور و محمود صباغ.

البداية كانت من الأفلام المصرية

 علاقة جواهر بالسينما، بدأت منذ طفولتها، فلم يكن انشغالها بالفن وليد الصدفة، حيث تربت ونشأت  على الأفلام المصرية، حسبما صرحت في حوارات سابقة، مثلها كالكثيرين لكن ذلك السحر الذي تلقيه شاشة السينما قد أصابها، وجعلها تتجه ترتاد كلية الفنون السينمائية في جامعة عفت.

وبدأت مسيرتها في الإخراج خلال عامي 2016 و2017، وسط تحديات لوجستية كانت تواجهها النساء في مجال السينما بالسعودية بل وصناع الأفلام في المملكة في ذلك الوقت

تأثرت جواهر بمخرجين كبار أبرزهم محمد خان، ويوسف شاهين، أما عن ملهما فكان أستاذها الجامعي عبدالرحمن خوج، الذي يعود إليه السبب في خروج فيلم «انصراف» إلى النور، حيث كان الفيلم مجرد مشروع لها في عامها الدراسي الأخير بالجامعة، وقد اقترح عليها تحويله إلى فيلم وقد عملت عليه على مدار ثمان سنوات، أربعة منها للكتابة والبحث عن الإنتاج.

الإنسان همها

في فيلمي «بلوغ» و«انصراف» ذهبت جواهر لجوانب عميقة في مشاعر الفتيات تحاول النبش والبحث فيها أفكار وجودية مربكة تنشأ بسبب بيئة محافظة أبوية.

مما قد يصنفها ويجعلها في خانة المخرجة المشغولة بقضايا المرأة الأمر الذي ترفضه لأنها ترى نفسها مخرجة تؤرقها المشاعر الإنسانية بشكل عام، الإنسان المُعبء بالهموم والمشكلات، والذي يحتاج لمن يعبر عنها.

 ولعل ذلك يظهر في فيلمها «عزيز هالة»، الذي كانت تسلط الضوء فيه على “الرحلة”، رحلة الإنسان الذي يبحث عن نفسه، من خلال قصة زوجين أثرت التغيرات الاجتماعية في السعودية عليهما مما يدفع الزوجة أن تبحث عن ذاتها.  

جواهر ما بين الإخراج والإنتاج والفيلم الطويل الأول

تتعدد مواهب جواهر العامري، فبجانب الإخراج قد أنتجت، وكتبت سيناريو لأعمال لها أيضًا، وذلك بعلم ودراسة، حيث درست في الجامعة كتابة السيناريو، وحصلت على عدد من ورش الكتابة الهامة، مما يبشر بميلاد مخرجة حقيقية وسط جيل من المخرجات السعوديات اللواتي تمنحن الأمل في التجارب النسائية في السينما العربي.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

24.11.2024

 
 
 
 
 

نقطة ومن أول السطر.. انتهى مهرجان 45 وبدأ 46!

طارق الشناوي

انتهت تلك الدورة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رقم 45، أصبح لزاما على وزارة الثقافة، باعتبارها من الناحية القانونية تقيم المهرجان وليس فقط مشرفة عليه، وهى نقطة محورية، تستحق من وزير الثقافة د. أحمد هنو دراسة متأنية، هل الأجدى ان تظل المسؤولة عن كل التفاصيل، أم تترك ذلك لإدارة مستقلة، وتكتفى بالإشراف فقط، ربما يستغرق الأمر زمنا، ولكن الأهم الآن أن يسارع الوزير على الفور بتسمية رئيس المهرجان، رغم أن كل أحاديث حسين فهمى تشير إلى أنه سيكمل المشوار رئيسًا، ولا اعتراض على جدارة وخبرة حسين ولكن هناك أكثر من ولكن، قبل أن نسترسل، فى (لكن وأخواتها) أتوقف عند النتائج، التى أعلنت قبل ساعات، التى قالت لنا إن السينما المصرية بخير روائيا وتسجيليًا!.

الفيلم التسجيلى الطويل (أبوزعبل 89) لبسام راضى، عنوانه هو مضمونه المباشر زمن 1989.

ثلاثة محاور أمسك بها بسام، الأم والأب والابن، كيف أطل كل منهم على هذا الحدث، عند اعتقال الأب فى ذلك الزمن بسبب موقف سياسى، هل الرواية التى ترددها الأم هى بالضبط ما حدثت، أم الأب يملك فقط الحقيقة، ربما الطفل والذى كان وقتها فى الخامسة كان شاهد عيان على التفاصيل، علميا ذاكرة الطفل تبدأ فى الخامسة، هناك خط مواز اختلاط الحلم والخيال والتمنى، فى بوتقة واحدة لتسفر عن تلك الحالة التى عبر عنها الفيلم، الطفل يتذكر بينما الأب يكاد يجزم أنه كان نائمًا.

المخرج لا يحكى ولكن يقدم لنا رؤية إبداعية، وإذا كان المسرح مرتبطًا بتلك الدقات الثلاث، قبل أن يبدأ العرض، فإن السجين لديه أيضا دقاته، أنها أقدام سجانه التى يسمع وقع خطواتهم فى أذنه ثم شهقة الجندى وبعدها يبدأ العرض داخل الزنزانة.

المخرج ينتقل بإبداع بين الخيوط الثلاثة، ليقدم رؤية مهما بلغت جرأتها السياسية، فإن الأهم بالنسبة لى فإن عين المخرج التى تتحلى بالجرأة الفنية فى اختيار اللقطات والتتابع البصرى والدرامى الذى يتحلى بمذاق جمالى، مفردات اللغة السينمائية فى التعبير بالإضاءة الخافتة، زملاء السجن مثل سيد رجب، منح الفيلم نفسا صادقا، لأنه هنا لا يؤدى دورا بل يستعيد فقط سيد رجب، أكثر من جائزة مستحقة نالها وانتظر لـ(أبوزعبل) جوائز أخرى فى القادم من المهرجانات.

حظى الفيلم الروائى (دخل الربيع يضحك)، بأربع جوائز والذى سبق

أن تناولته نقديًا فى تلك المساحة، فهو ينضح صدقا، وبه مغامرة فنية، نهى عادل قالت وهى تتسلم جائزتها الرابعة، عن الفيلم، لم أكن أجرؤ أن أقدم نفسى للناس باعتبارى مخرجة، فهى صفة كانت تبدو لى قبل الفيلم مبالغًا فيها، الآن فقط أستطيع أن أقول (أنا مخرجة).

سألتنى نهى وأنا أهنئها هل يصمد الفيلم تجاريا؟

جاءت إجابتى الجمهور كما عودناه، فهو يذهب للفيلم أولا لأن هناك نجمًا يعرفه، ويقطع التذكرة من أجله والشريط يفتقد هذا السلاح، المتفرج أيضا يبحث عن (حدوتة) واحدة، والفيلم أربع حكايات ظاهريا منفصلة بينما فى العمق هى حكاية واحدة، لا أستطيع ان أجزم أن الجمهور سيدرك ببساطة ذلك، أراهن أن الدعاية الشفهية ستلعب دورها فى نهاية الأمر، هناك من سيتحمس للفيلم ومن فرط إعجابه سوف يلعب دورا فى الترويج لعمل فنى يتمنى أن يراه الناس، لا أزال أراهن بقوة على الجمهور، إذا كان قطاعا معتبرا منه سوف يشعر فى البداية بقدر من الابتعاد من الدهشة السلبية فإن القسط الأكبر منهم سوف تشده تلك الدهشة بصدقها نعم (لسه فيه أمل)!

(عود على ذى بدء) ماذا عن مهرجان القاهرة عنوان مصر الأول، بداية يجب أن نعترف بخفوت حضور المهرجان وتضاؤل الوهج.

جدول عروض المهرجان والندوات كان ينقصها (الصنايعي) الأسطى، وهى قطعا مهمة رئيسية لمدير المهرجان، القادر على أن يقرأ الأزمة قبل حدوثها، وإذا حدثت يمتلك سلاحا للمواجهة.

لا يقاس المهرجان بالعدد- الأفلام والندوات- ليس مهما كم تمكنت من استقطاب الأفلام وأقمت من ندوات ولكن الكيف، الذى تضاءل كثيرا هذا العام.

عندما يتسلل فيلم مثل المغربى (أنا ماشى أنا)، الذى تمت (دبلجته) للمصرية، وتقام له سجادة حمراء ثم نكتشف أنه سيعرض بعد ساعات فى دور العرض، يصبح السؤال المشروع من الذى خطط لذلك، ولماذا تتحمل سمعة المهرجان هذا القرار العشوائى.

لم أجد أحدا من الإدارة يملك إجابة شافية أو غير شافية.

الكل لا حظ جمود العلاقة بين رئيس المهرجان حسين فهمى ومدير المهرجان عصام زكريا، والتفسير أن عصام يتوارى عن سبق إصرار لا أظنها صحيحة، حضوره لا يعنى حب الأضواء ولكن ضرورة يفرضها المنطق والمنصب، جمود العلاقة، هو الدافع الحقيقى وراء الانزواء، ولم يتمكن كلاهما من العبور للآخر.

كما يشكو مدير المهرجان من قرارات مباشرة يصدرها رئيس المهرجان بدون مناقشة مع أحد، فإن قسطًا وافرًا من رؤساء المسابقات المختلفة الذين اختارهم مدير المهرجان، لديهم ملاحظات سلبية على تعامل مدير المهرجان معهم وفرض آراء بدون مناقشة، كما أنه وزع فى فعاليات المهرجان جوائز لعدد من المبدعين والإعلاميين الشباب بدون الإعلان عن لجنة تحكيم ولا حيثيات الجائزة.

حسين فهمى واجهة مضيئة ونجم عابر للأجيال، عليه أن يتحلى بقدر من المرونة فى تحمل النقد، وأيضا مراجعة تصريحاته، ليس كل من ينتقد يريد أن ينال من حسين أو يضرب مهرجان الوطن فى مقتل.

ملحوظة أخرى حتى لا يضيف أحد شيئا خارج النص، عصام زكريا من أفضل النقاد السينمائيين على المستويين مصريا وعربيا، منذ التسعينيات وحتى الآن، إلا أن الإدارة بمفرداتها الفنية والإدارية والنفسية تحتاج إلى مواصفات مختلفة.

ملحوظة أخيرة كاتب هذه السطور ليس فقط لا يرغب، بل لا يصلح للقيام بأى مهمة إدارية، الإدارة الفنية لم تعد فقط تتكئ إلى قدرة على انتقاء الأفضل، مستندة إلى عين خبير، الأهم كيف نعثر على الأفضل وتلك تحتاج إلى اكتشاف معادلات فى أسلوب تعامل شركات الإنتاج العالمية، لها ( شفرة) خاصة، لا تنسى أن المهرجان داخل مصر وفى المحيط العربى يواجه منافسات متعددة ـ أغلب أخطائنا ليس سببها ضآلة الإمكانيات ولكنه سوء التقدير.

لدينا أسماء تصلح للقيادة الفنية، ومن الممكن أن أذكر لكم ست أو سبع تجارب ناجحة وملفتة، وبالمناسبة ثلاث منها فى الفريق الفنى لتلك الدورة، إلا ان الأمر ليس فى اختيار أسماء واستبعاد أخرى، ولكن فى القدرة على إدراك أن الزمن تغير وأيضا قواعد الانتقاء، وتلك هى المهمة التى يجب على الوزير إنجازها فى أسرع وقت (أمس وليس فقط اليوم)!.

 

####

 

«القاهرة السينمائى» يسدل الستار على دورته الـ45

كتب: سعيد خالد

أسدل مهرجان القاهرة السينمائى الستار على دورته الـ45، أمس الأول بحفل ختام احتشد خلاله عدد كبير من النجوم وصناع الفن، كما شهد توزيع الجوائز التى نالت السينما المصرية والعربية الكثير منها، خاصة فيلمى «دخل الربيع يضحك» و«أبوزعبل 89» اللذين حصدا أكثر من جائزة.

بين أفلام عربية مثلت السينما العربية بشكل مميز فى الدورة الـ45، التى تنوعت فيها التجارب السينمائية العالمية والعربية وشهدت حضورا جماهيريا كبيرا وإشادات بمستوى الأفلام المشاركة فى برامج وأقسام المهرجان المختلفة رغم بعض المشاكل والأزمات التى طرأت خلال فعاليات الدورة، واستطاعت إدارة المهرجان تجاوزها والخروج منها إلى بر الأمان، ليظل «القاهرة السينمائى» أقدم وأعرق مهرجان عربى فى الشرق الأوسط.

أقيم حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ٤٥ برئاسة الفنان حسين فهمى، بحضور نخبة كبيرة من نجوم الفن، وبدأ الحفل بالسلام الجمهورى لمصر، وبعدها تم عرض قصيدة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة» للراحل محمود درويش، وتلاها استعراض لفرقة «وطن للفنون الشعبية» الفلسطينية، وسط تفاعل الحاضرين، مثلما حدث فى حفل افتتاح المهرجان فى لفتة تضامنية من المهرجان مع أهل فلسطين، ليظهر بعدها حسين فهمى وهو يتوسط الفرقة وبعد العرض قدم الشكر لها مؤكدا أنهم حضروا من غزة الشقيقة.

وقال حسين فهمى: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة فالفن قادر أن يحكى حواديت لأشخاص من لحم ودم يستحقون الحياة وأنا لمحت حبا كبيرا واحتفاء بالمهرجان وكلنا كفريق عمل سعداء بكل كلمة اتقالت علينا وكل اللى اتقال فى حق فلسطين ولبنان مش غريب على مصر أم الدنيا فهى حاضنة العروبة، فمصر كبيرة بفنها وفنانينها الذين حضروا خلال فعاليات المهرجان بحب حقيقى للسينما».

وأضاف: «كل أنشطة المهرجان لم تكن تحدث إلا بدعم وزارة الثقافة بقيادة الوزير أحمد فؤاد هنو وأشكره على دعمه للمهرجان، وكذلك وزارات الخارجية والداخلية والسياحة والآثار والشباب والرياضة وهيئة تنشيط السياحة ودار الأوبرا المصرية هذا الصرح الكبير، وأشكر الرعاة المصريين 100% لخروج المهرجان بشكل يليق بمصر».

وروى حسين فهمى موقفا له خلال توليه رئاسة مهرجان القاهرة أثناء فترة وجود فاروق حسنى وزيرا للثقافة قائلا: «كنت محتاج سبونسر فلجأت لصديق عزيز لى وهو رجل الأعمال نجيب ساويرس، وهو مؤسس مهرجان الجونة قائلا له أنا سعيد بوجودك معنا وقولتله وقتها أنا محتاج مساعدة وكلم أصدقاءنا كلهم وقال لهم لازم نساعد حسين فهمى وأشكره على وجوده معنا وأتمنى النجاح لمهرجان الجونة».

وأضاف حسين: «قمنا بإنشاء عدد من البروتوكولات خلال الدورة 45 ووقعنا مؤخرا بروتوكولا بين لجنة مصر للأفلام ورابطة مديرى مواقع التصوير بالعالم ومقرها أمريكا لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام العالمية وهذا يدل على مكانة مصر ومكانها الساحر لتكون السينما مصدرا من مصادر الدخل القومى المصرى.

ووجه وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، كلمة بختام المهرجان، وعقب إعلان الجوائز: «سعدت وشرفت بمهرجان القاهرة ووزارة الثقافة هى بيتكم والملاذ والمنارة الثقافية فى مصر».

جوائز الدورة الـ«٤٥» للمهرجان

«المسابقة الدولية»

- الهرم الذهبى لأحسن فيلم ومنح للمنتج بوجدان موريشانو عن الفيلم الرومانى «العام الجديد الذى لم يأت أبدا»، وجائزة الهرم الفضى جائزة لجنة التحكيم الخاصة ومنحت لأحسن مخرج لـ ناتاليا نزاروفا عن الفيلم الروسى «طوابع بريد»، وجائزة الهرم البرونزى لأفضل عمل أول أو ثان ومنحت للمخرج بيدرو فريرى عن الفيلم البرازيلى «مالو».

- ذهبت جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو للفيلم الإيطالى «ريا» إخراج أليساندرو كاسيجولى، كيسى كوفمان.

-حصد «ليى كانج شنج» جائزة أحسن ممثل عن دوره فى الفيلم الأمريكى «قصر الشمس الزرقاء» للمخرج كونستانس تسانج، مناصفة مع الفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره فى الفيلم الروسى «طوابع بريد» للمخرج ناتاليا نزاروفا.

- منحت شهادة تقدير لجائزة أحسن ممثلة للفنانة ألينا خويفانوفا عن دورها فى الفيلم الروسى «طوابع بريد» إخراج ناتاليا نزاروفا، وحصدت جائزة أحسن ممثلة الفنانة يارا دى نوفايس عن دورها فى الفيلم البرازيلى «مالو» إخراج بيدرو فريرى.

- ذهبت جائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى للمخرج نجمى سنجاك عن فيلمه التركى «آيشا»، وكذلك المخرجة نهى عادل عن فيلمها المصرى «دخل الربيع يضحك»، والذى حصد أيضا جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبرسى).

«مسابقة آفاق السينما العربية»

- حصدت كل من كارول منصور ومنى خالدى جائزة «سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربى» عن فيلم «حالة عشق» ومنحت جائزة صلاح أبوسيف للمخرجة نهى عادل عن فيلم «دخل الربيع يضحك»، وذهبت جائزة يوسف شريف رزق الله لأحسن سيناريو لكل من لؤى خريش وفيصل شعيب عن فيلم «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب، وحصد محمد خوى جائزة أحسن ممثل عن فيلم «المرجا الزرقا» للمخرج داوود أولاد السيد، وحصلت دايموند عبود على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم «أرزة» إخراج ميرا شعيب، وحصلت الفنانة رحاب عنان عن تنويه خاص عن فيلم «دخل الربيع يضحك» للمخرجة نهى عادل.

«مسابقة أسبوع النقاد الدولى»

حصل الفيلم الفرنسى «ألماس خام» على جائزة شادى عبد السلام لأحسن فيلم للمخرج أجاث ريدينجر، وحصل الفيلم الأرجنتينى «سيمون الجبل» للمخرج فيديريكو لويس على جائزة فتحى فرج من لجنة التحكيم الخاصة، وحصل فيلم «أبو زعبل 89» على تنويه خاص للمخرج بسام مرتضى.

«مسابقة الفيلم القصير»

- حصد المخرجان كاى شويه وهونج جييشى جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير عن الفيلم الصينى «ديفيد».

- ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «انصراف» للمخرجة جواهر العامرى، كما حصل الفيلم المصرى «الأم والدب» على تنويه خاص للمخرجة ياسمينا الكمالى.

«لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الإفريقى»

- حصد فيلم «داهومى» على جائزة أفضل فيلم إفريقى طويل للمخرج ماتى ديوب، كما حصل فيلم «أبو زعبل 89» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

«جائزة منظمة ترويج السينما الآسيوية NETPAC»

- حصل «تاريخ موجز لعائلة» للمخرج لين جيانجى على جائزة أفضل فيلم آسيوى طويل سواء كان عملاً أول أو ثانيا.

«جوائز مسابقة الفيلم الفلسطينى»

- جوائز اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامى لأفضل فيلم فلسطينى الجائزة الأولى لفيلم «أحلام كيلو متر مربع» للمخرج قسام صبيح، والجائزة الثانية لفيلم «حالة عشق» إخراج كارول منصور ومنى خالدى، والجائزة الثالثة لفيلم «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوى، كما منحت لجنة التحكيم شهادات تقدير لكل من الدكتور غسان أبوستة الطبيب الجراح بمستشفى الشفا والعودة بغزة وللمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى ولفيلم «سن الغزال» للمخرج سيف حمّاش.

«جائزة شركة مصر العالمية يوسف شاهين»

- 3 جوائز نقدية قيمة كل منها 1000 دولار أمريكى ضمن سلسلة الأفلام الفلسطينية «المسافة صفر» وذهب لفيلم «جلد ناعم» إخراج خميس مشهراوى وفيلم «خارج التغطية» للمخرج محمد الشريف وفيلم «يوم دراسى» للمخرج أحمد الدنف.

«مسابقة الفيلم الوثائقى»

ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم وثائقى طويل لفيلم «حالة عشق» للمخرجتين كارول منصور ومنى خالد، كما حصد فيلم «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى على جائزة أفضل فيلم وثائقى طويل.

 

المصري اليوم في

24.11.2024

 
 
 
 
 

مؤلفة فيلم "غزة التي تطل على البحر": تجاوزنا مرحلة العدوان ونعيش في إبادة

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

عُرِض مؤخراً ضمن الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم الوثائقي الفلسطيني "غزة التي تطل على البحر"، الذي رصد الحياة في غزة، وسط ما تعانيه من إبادة. الفيلم الذي عُرض لأول مرة عربياً في المهرجان، ضمن مسابقة "آفاق السينما العربية"، تبلغ مدته 82 دقيقة، ومن إخراج محمود نبيل، وتعد أول تجربة شبابية لصناعه وبتمويلهم الذاتي.

أبرز المعلومات حول "غزة التي تطل على البحر"

تدور أحداث الفيلم في قلب قطاع غزة، حيث ينتقل أربعة رجال عبر مسارات متباينة سعياً وراء تعريفاتهم الخاصة بالنجوم. وتتشابك مصائرهم وسط تعقيدات الحياة والحب والبقاء، وبينما تتكشّف أحداث الفيلم ينغمس المشاهدون في الحياة اليومية لهؤلاء الرجال ومراقبة انغماسهم في روتين حياتهم جنباً إلى جنب مع عائلاتهم في مدينتهم.

مشروع يهزم التحديات

عن هذه التجربة، قالت واحدة من كاتباته، هديل الأحمد، لـ"العربي الجديد"، إن تحضيرات الفيلم وبداية الورشة التدريبية كانت قد بدأت ثاني يوم من انتهاء العدوان الإسرائيلي مؤقتاً على غزة عام 2022، وكان هذا تحدياً كبيراً. وأوضحت أن "أكثر الصعوبات التي واجهت صناع العمل هي قلة الإمكانيات من معدات التصوير، التي لم تكن تتوفر بشكل كبير، ما كان يضطرنا إلى التصوير في موقع واحد فقط، ثم ننتقل بالمعدات إلى موقع آخر، وبالطبع كانت أزمة انقطاع الكهرباء تواجهنا".

وعن سبب إطلاق اسم "غزة التي تطل على البحر" على الفيلم، قالت الأحمد إن "سكان غزة مرتبطون جداً بالبحر ويشعرون بأن هناك علاقة خاصة به، فحينما يحزنون يذهبون إليه وعند الفرح أيضاً، وكأنه يشاركهم حياتهم بكل تفاصيلها، لذلك جاء العنوان معبراً عن هذه الحالة من الحب والألفة بين البحر وأهل غزة".

"تخطينا مرحلة العدوان"

أكدت الأحمد أن عرض "غزة التي تطل على البحر" في مهرجان كبير مثل القاهرة السينمائي لم يكن فقط نجاحاً فنياً، بل إنسانياً، "لأننا وجدنا من يساندنا ومن يؤمن بتجربتنا، فلا تتخيلوا فرحة كل صناع العمل بهذا العرض في مصر، فهناك بعض من أفراد العمل حالياً موجودون في غزة وسط الحرب والعدوان، أو بمعنى أصح الإبادة، لأننا تخطينا مرحلة العدوان، وعرض الفيلم كان بالنسبة لنا جميعاً عودة لروحنا إلينا خاصة"، مضيفة: "واجهنا تحديات كبيرة على مدار تصوير الفيلم حتى أن هناك أشخاصاً شاركونا في العمل بعضهم إما استشهد هو أو أحد من أهله، ورغم كل شيء أصررنا على تصوير العمل، وسنواصل دائماً تقديم فننا في كل العالم وأكيد في أمل نحيا من أجله، والفيلم كله ينقل تمسك الفلسطينيين بحريتهم، بأرضهم".

وعن شعورها وهي تشاهد الفيلم بعد مرور حوالي عامين على تصويره وذكرياتها معه، قالت الأحمد إنها وسط فرحتها، سواء هي أو صناع العمل ،"أكيد هناك لمسات من الحزن، لأن بعض من شاركونا انقطع التواصل معهم ولم نعد نعلم هل استشهدوا أم اعتُقلوا، بجانب حزننا الطبيعي على من فقدناهم في هذا العمل".

 

العربي الجديد اللندنية في

24.11.2024

 
 
 
 
 

بعد فوز "أحلام عابرة" بالقاهرة السينمائي.. رشيد مشهراوي: السينما وطن حر

صاحب فيلم الافتتاح بمهرجان القاهرة السينمائي لـ "العربية.نت": هناك حرب على هويتنا الثقافية ودور الفن أن يتصدى لمثل هذه المحاولات

العربية.نت - محمد حسين

من أهم المخرجين الفلسطينيين الذين نقلوا معاناة الشعب الفلسطيني، ولد في غزة فكانت الصورة الأولى لهذه الحرب والصراع فنقلها للشاشة من خلال عدسته، لأن الفن هو سلاحه للمقاومة. وفي حواره مع "العربية.نت" و"الحدث.نت" تحدث المخرج رشيد مشهراوي عن فيلمه "أحلام عابرة" والذي عُرض خلال افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 45، وكشف عن كواليس تصويره والصعوبات التي واجهته أثناء العمل، وسعادته الكبيرة بعرضه خلال المهرجان.

كما كشف عن رفضه التام لأخذ أي تصاريح من القوات الإسرائيلية، وكيف تغلب على هذا الأمر. وتحدث عن مبادرة "المسافة صفر" التي أقامها المهرجان لدعم القضية الفلسطينية ونقل معاناة أهل غزة هناك.

إعلان

كما تحدث عن رأيه في الانتقادات الموجهة للمهرجانات الفنية التي تقام وسط هذا الصراع ودور الفن في مواجهة محاولات الاحتلال لمحو الهوية الثقافية. كما تحدث عن الأمل الذي يجب أن تصنعه السينما لأنه جزء من المقاومة وكيف أثرت نشأته في غزة على تكوينه الفني وعبر من خلال أفلامه عن المعاناة ونقل صورة حية لما يحدث هناك.

* في البداية حدثنا عن عرض فيلمك "أحلام عابرة" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45 حيث كان فيلم الافتتاح؟

بالطبع سعيد للغاية لعرض فيلم "أحلام عابرة" خلال المهرجان، فهذه ليست المرة الأولى لي في القاهرة، فقد سبق وحصلت على جائزة الهرم الذهبي عن فيلم "حتى إشعار آخر" في عام 1994 وتواجدي هنا شرف كبير. وموقف مهرجان القاهرة من دعم القضية الفلسطينية هو شيء طبيعي وليس غريبا على السينما المصرية لأننا في بيتنا وطبيعي أن يكون له موقف ورد لما يحدث من إبادة في غزة.

*وما هي الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير الفيلم؟

واجهتنا صعوبات كبيرة خصوصا في تصوير أحياء القدس القديمة والتنقلات والتغيرات الطارئة التي تحدث أثناء التصوير، ولكننا استطعنا مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها، ولذلك أنا سعيد أنني أنجزت هذا الفيلم وأنه تم عرضه في مهرجان عريق وهو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

*حدثنا عن موقفك من أخذ تصاريح للتصوير من القوات الإسرائيلية؟

أرفض تماما الحصول على أي تصاريح للتصوير من الجيش الإسرائيلي لأن ذلك سيعد اعترافا ضمنيا بسيادتهم على أراضينا الفلسطينية، وهذا ما نرفضه جميعا ولكننا نحاول التحايل على الأمر والتصوير بطريقة التهريب.

*وعن ماذا يعبر فيلم "أحلام عابرة"؟

"أحلام عابرة" يتحدث عن "سامي" ذي الاثني عشر عامًا، الذي يطارد الحمام الزاجل وينطلق في رحلة عبر فلسـطين، مقتنعا بأن الطائر قد عاد إلى صـاحبه الأصـلي، ويلتقي خلال رحلته عبر الخط الأخضـر الفاصـل بين فلسـطين وإسرائيل بفلسطينيين آخرين يتشاركون جميعهم حكاياتهم معًا. هو فيلم رمزي فالبحث فيه بالأساس عن المكان حيث نحاول أن نجد أنفسنا خلال هذه الرحلة، وبعد مجموعة أفلام عن فلسطين أحاول التجديد والتجريب دائما.

* تحاول إظهار الأمل فهل بالفعل هناك أمل؟

السينما يجب عليها أن تصنع الأمل كي يراه الناس لأن هذا جزء من المقاومة لأنه لدينا أمل طوال هذه السنين.

* هناك العديد ممن يهاجمون فكرة إقامة مهرجانات فنية وسط الحرب والصراع الذي تعيشه المنطقة الآن فما رأيك في هذا؟

على العكس تماما أنا ضد تأجيل أي فعاليات فنية لأن المهرجانات لها دور كبير في توصيل أصواتنا إلى العالم فالسينما وطن حر لا يستطيع أحد احتلاله، والتواجد داخل المهرجانات فرصة كبيرة للتواصل الثقافي، كما أن لكل إنسان دوره الذي يؤديه، وهناك حرب على الهوية الثقافية، وهذا دور الفن والثقافة أن يتصدى لمثل هذه المحاولات التي يتبعها الاحتلال بخطة ممنهجة، ومهرجان القاهرة يدعم القضية الفلسطينية وموقفه واضح منذ البداية وطبيعي خصوصا من خلال مبادرة "المسافة صفر" التي عرضت خلال المهرجان، فهي قصص حقيقية تعبر عما يحدث داخل فلسطين، وهذه هي وظيفة الفن فهو سلاح ضد الاحتلال الذي يحاول تشويه صورتنا وتزييف الحقائق، لذلك كانت مبادرة رائعة ومهمة لنقل أصوات الشعب الفلسطيني للعالم كله كي يرى حقيقة ما يحدث.

*نشأتك في غزة وسط الصراع ساهمت في تكوينك الفني هل لذلك دعمت الشباب في مبادرة "المسافة صفر"؟

بالطبع نشأتي في غزة ساهمت في ذلك وجعلتني أرى القصص والصعوبات التي نعيشها هناك، فالصورة الأولى في مخيلتي هي الحرب والصراع، والسينما هي وسيلتي للمقاومة، وهذا ما حاولت نقله من خلال الأفلام لذلك دعمت الشباب من غزة كي ينقلوا معاناتهم الحقيقية وقصصهم في غزة من خلال المبادرة، فالحرب الأخيرة وحشية للغاية وصعبة، وما تشاهدونه من أفلام خلال مبادرة "المسافة صفر" هي قصص حقيقية تم تصويرها تحت القصف لكي يرى العالم كله ما يحدث ويتم توثيق الإبادة من خلال هذه الأفلام، فالاحتلال يحاول تزييف الحقائق ومحو الهوية والإعلام الغربي متواطئ معه في ذلك.

 

العربية نت السعودية في

24.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004