ملفات خاصة

 
 
 

«دخل الربيع يضحك».. ماذا لو تكلمت قلوبنا؟

أحمد شوقي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

في واحد من أشهر المشاهد في تاريخ السينما يتحدث بطلا فيلم «آني هول»، للمخرج وودي آلان والنجمة دايان كيتون، حول قيامها بالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية ورأيه فيها، بينما تُكتب على الشاشة ترجمة مغايرة لجمل الحوار، نفهم أنها تعرض الأفكار التي تدور داخل رأس المتحدث، كأن يقول البطل: «الصور رائعة جدًا»، بينما نقرأ أن أفكاره الحقيقية تقول «أنت جميلة جدًا»، وهكذا.

من هذه المساحة الشيقة بين ما يصدر على اللسان وما يدور في الذهن تنطلق حكايات فيلم«دخل الربيع يضحك»، العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة نهى عادل والمنتجة كوثر يونس، وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الخامس والأربعين، والذي فاز في ختام المهرجان بأربعة جوائز من ثلاث لجان تحكيم مختلفة: جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)، جائزة الإسهام الفني في المسابقة الدولية، جائزة لجنة التحكيم الخاصة في آفاق السينما العربية، بالإضافة لتنويه خاص بالممثلة رحاب عنان عن دورها في الفيلم، ليُعلن إعجاب لجان التحكيم المختلفة عن مولد صوت سينمائي مغاير، لمخرجة ومنتجة لا تخافان من تقديم عمل مختلف.

فالبشر عمومًا لا يصرحون بما داخل رؤوسهم من أفكار، وما يقر في قلوبهم من مشاعر تجاه الآخرين. ضرورة اجتماعية يحتمها اضطرارنا أن نعيش معًا، فلو كنا نسمع أفكار بعضنا البعض، لما احتاج العالم أكثر من عدة دقائق حتى تندلع فيه ملايين المعارك التي ستؤدي حتمًا لفنائه. أما في فيلم نهى عادل، تُقاد الشخصيات إلى نقطة ينهار فيها الجدار الاجتماعي بين الأفكار والأقوال، فتندفع الألسنة في صراحة لا يعود العالم بعدها كما كان، على الأقل بالنسبة لهؤلاء الذين شهدوا تلك اللحظة الانفجارية.

قواعد اللعبة

أربع حكايات متتالية، مدة كل منها تتراوح بين 20 و25 دقيقة، تدور كل حكاية في شهر من شهور الربيع، تبدأ بلحظة اجتماع بشري، توجد فيه مجموعة من الشخصيات داخل حيز مكاني وزماني واحد. حيز له طبيعة المجتمع: من فيه غير قادرين على مغادرته لأسباب اجتماعية، عليهم التعايش مع هذا المزيج ممن يحبونهم ومن لا يحملون ودًا تجاههم، فيغلفوا كلماتهم بغطاء من المجاملة والخُبث، محاولين المرور بالموقف إلى نقطة آمنة، لكن الرياح لا تأت أبدًا بما تشتهي السفن.

أول ما يمكن ملاحظته على الحكايات الأربع أن الجامع للشخصيات في كل مرة هو حدث يُفترض بطبيعته أن يكون سعيدًا: زيارة ودية بين جيران، اجتماع لاحتفال بعيد ميلاد صديقة، زيارة تجميلية لمحل كوافير، وحفل زفاف. فلماذا تتحول السعادة المرجوّة في كل الحالات صدامًا عاصفًا؟ تُرجع المخرجة الأمر – بأدب مبالغ فيه – لتقلبات الفصول، ونُرجعها لتقلبات النفوس، ولشعور البشر الأزلي بالحنق لأنهم يعيشون في عالم نادرًا ما يسير وفق رغباتهم

البشر محكومون بالتعايش طيلة عمرهم مع هذا الحنق، يكبحونه كثيرًا لكنه ينفجر أحيانًا فيدفعهم لقول ما لا يُقال. بطلة «آني هول» أحبت البطل لأنه عندما طرح داخل عقله سؤال «كيف يبدو شكلك عارية؟» حوّلها لسانه لحديث حول أهمية التصوير الفوتوغرافي بين الفنون المعاصرة. لو كان قد صرح بأفكاره لتغير مسار العلاقة كليًا. حسنًا، شخصيات «دخل الربيع يضحك» تحاول فتفشل، وتجعلنا المخرجة شهودًا على هذا الفشل الدراماتيكي وتبعاته في كل مرة.

«في كل مرة» وصف يقودنا للحديث عن واحدة من مشكلتين كبيرتين سيواجههما الفيلم للتفاعل مع الجمهور الكبير، وهي مشكلة النسق المتكرر pattern في الحكايات الأربع، فهي وإن اختلفت كليًا في التفاصيل والشخصيات والمشاعر، تكاد تتطابق في المسار التصاعدي: بداية هادئة تُغلفها عبارات المجاملة التي تُخفي داخلها بذور الشقاق، عبارة أو موضوع يتسرب للحوار فيكشف طبيعة المشاعر المتبادلة، ثم انفجار تتبادل فيه الشخصيات كلمات أشبه باللكمات. تُقدم الحكاية الأولى هذا النسق بهدوء وذكاء مفرط، ثم لا نحتاج أكثر من دقائق في بداية الحكاية الثانية لنتوقع أن النسق نفسه سيتكرر، وهو ما يحدث بالفعل في كل مرة، دون أي مخالفة للتوقعات تحرر الفيلم قليلًا من ذلك الشعور بالتكرار.

عودة الطبقة الضالة

غير أننا سنظلم الفيلم وصانعته إذا ما لم نؤكد أن التكرار يقتصر فقط على النسق الشعوري، أما الحكايات نفسها فتدهشنا في كل مرة بقدرتها على الإمساك بتفاصيل مدهشة تخص حياة الشخصيات المصرية، وتحديدًا الشخصيات التي تنتمي إلى مساحة طبقية بعينها: الطبقة الوسطى الراغبة في الالتحاق بما هو أعلى. سكان المعادي والمهندسين وباقي الأحياء العريقة التي هجرها كل يمتلك القدرة المالية على الانتقال لمجمع سكني على أطراف العاصمة، بينما ظل فيها مزيج ممن يعيشون على أطلال ماضٍ كانوا فيه أفضل حالًا، ومن هاجروا حديثًا لتلك الأحياء للتأكيد على سير رحلتهم الطبقية في الاتجاه الصحيح.

وبينما تبدو السينما المصرية خلال القرن الحالي مهمومة في أغلب إنتاجها بالتعرض لطبقتين متناقضتين: عالم الأثرياء الذين لا يُشكل المال لهم أزمة تُذكر، وعالم الفقراء الذين تقف الحاجة في وجه مسار حياتهم الطبيعي، فإن أفلامنا نادرًا ما تتعرض بهذا العمق لطبقة تمتلك علاقة مغايرة بالمال، أكثر تعقدًا إن جاز لنا التعبير، فهم ليسوا في حاجة تهددهم بيولوجيًا وفيزيائيًا بالجوع أو التشرد، لكنهم في احتياج نفسي واجتماعي لا يتوقف ليس فقط على جمع المال، وإنما يمتد لاستخدامه في التباهي الطبقي.

المال هو ما يدفع مصاريف المدارس الدولية للأبناء حتى يكبروا فيسخروا من الإنجليزية الرديئة التي نحدثهم بها، وهو ما يشتري فيلا الكومباوند وشاليه الساحل الشمالي والخاتم الألماسي، ويدفع تكاليف مصوّر فوتوغرافي يأتي خصيصًا ليصوّر استعداد العروس لزفافها. نلاحظ هنا أن قيمة النقود وأثرها الطبقي حاضران في كل فصول الفيلم، حتى فيما يبدو منها خلافًا شخصيًا لا علاقة له بالماديات، لو دققنا فيه وحللنا عناصره، سنجد المال ينتظرنا كمحور رئيسي لصدامات تندلع بين بشر لا يدرك أغلبهم أنه العنصر المحرك داخلهم.

تعيد نهى عادل هذه الطبقة إلى الشاشة بصدق نادر، انعكس في الضحكات التي انفجرت في الصالة في كل مرة تقوم شخصية بدس تعبير انجليزي أو فرنسي داخل عبارة متوترة. ضحك لا ينبع من سماع توظيف لغوي عجيب (على طريقة أفلام الكوميديا المعتادة)، ولكن منبعه الرئيسي أن في حياتنا من يتحدث بنفس الطريقة، إن لم نكن أنفسنا مدانين بنفس الاتهام!

هذا الشعور بالألفة، بالنظر إلى الذات وإدراك ما فيها من غرابة مضحكة، قد يكون المنبع الرئيسي لأصالة “دخل الربيع يضحك”، والذي ساهم فيه قرار المخرجة بتوظيف طاقم تمثيلي كامل من الهواة، وجوه لم نرها من قبل على الشاشة، لكنها مألوفة لأنه تشبهنا، نرى فيها الأهل والأصدقاء والمعارف، بما في مظهرهم من عيوب ماكياج ومبالغة في التظاهر وطرق تعبير غير اعتيادية. المخرجة منحت ممثليها مساحة حرية في ارتجال الحوار الذي جاء في مجمله واقعيًا هو الآخر، بما يحمله الواقع من صخب وتدافع وتداخل عبارات، ومواقف محرجة وكلمات تُقال في غير مواضعها، كلها أمور منحت الفيلم خصوصيته، وكرّست في الوقت نفسه للمشكلة الثانية في تلقيه من قبل الجمهور العريض.

معضلة حوارية

«دخل الربيع يضحك» فيلم حواري بامتياز، لو تم تفريغ حواره في نص مكتوب سيكون حجمه على الأرجح ضعف الحجم المعتاد لأي سيناريو فيلم مدته مائة دقيقة، تلعب الكلمات فيه دور البطولة في كل شيء: في تقديم الشخصيات، والتفريق بين سماتها، وتحريك الصراعات فيما بينها وصولًا لنقطة الانفجار. عمومًا، لا ضير في الحوار طالما كان بارعًا، ولنضع جانبًا النصائح المعتادة عن ضرورة تعبير السينما بالصورة لا بالكلمة، فكثير من الأعمال العظيمة حوارية بطبيعتها، والمخرجة اتخذت هذا القرار واعية، وعملت على دعمه سينمائيًا بتقديم حوار فيلمها الممتد بمعالجة بصرية ملائمة.

غير أن جانب كبير من قدرة المُشاهد على تقييم جودة الحوار تعتمد على عنصري القدرة على المتابعة وفهم الإحالات الثقافية، أن يتمكن الجمهور من اللحاق بسباق العبارات اللاهث فلا يفوته شيء، وأن يعرف المعنى الخافت الذي تحمله كل جملة، ويُقيّم حضورها داخل سياقها، فالعبارة قد تكون لائقة بشكلٍ مُجرد، لكنها مقتحمة أو مضحكة أو كارثية إذا ما قيلت في هذا الموضع تحديدًا، من هذه الشخصية بعينها.

يخلق هذا الاختيار الفني وضعًا مُربكًا، يكاد اكتمال تجربة تلقي الفيلم والاستمتاع به تقتصر على مجموعة محدودة من البشر: مصريون من أبناء الطبقة الوسطى أو من المتعاملين معها، نشطون قادرون على ملاحقة الحوار والتفكير فيه وفهم مراميه. إذا فقد المُشاهد أيًا من الصفات السابقة يفقد تلقائيًا قدرًا من المتعة، قدرًا يتراوح بين فقدان القدرة على المتابعة برمتها، أو الاكتفاء بمتابعة تطور القصة والشخصيات دون فهم الديناميكيات التي تحكم علاقتها أو تذوق الطرافة في الحوار بينها.

لا أقول إن هذا عيب فني، ففي النهاية لا يجب أن يكون كل فيلم مصنوعًا للجمهور الكوني، بل أني انحاز بشكل شخصي للأفلام المحلية، المنتمية بصدق لعالم صانعها دون موائمات أو توازنات. وعلى الصعيد النقدي، أزعم أنني أكتب مقالاتي لقارئ يُشبهني، ينتمي لثقافة مُقاربة ويستمتع بما استمتع به، دون التفكير في أن المقال قد يُترجم للغة أخرى، أو قد يقرأه أكاديمي سفسطائي يُفضل لغةً أكثر تقعرًا، أو قارئ مبتدئ يحتاج لغةً أكثر تبسيطًا. لن أُحرِّم على نهى عادل إذن ما أحلّه لنفسي، لكني أشير فقط أنه اختيار يجعل محبي «دخل الربيع يضحك» من الطبقة الوسطى المصرية أكثر من خارجها، ومن المصريين أكثر من غيرهم، ومن العرب أكثر من الأجانب، وهكذا دواليك.

عن الانقباض والتجاوز

صحيح أن الحوار وما يكشفه حول الشخصيات هو العنصر الرئيسي في «دخل الربيع يضحك»، إلا أنه لم يكن ليحقق الأثر المرجو منه ما لم تتمكن المخرجة ببراعة من التعامل مع هذا القدر الضخم من العناصر الإشكالية: ممثلون غير محترفون، جمل حوارية لا تُعد، مشاهد طويلة مليئة بالشخصيات والحوارات المتداخلة يُعد كل منها اختبارًا لقدرة المخرج على فرض التواصل البصري والأدائي، وبالطبع المواقف المتصاعدة التي تطلب من الممثلين التعبير على طيف كامل من المشاعر دون أن تهرب منهم الشخصية أو يسقطوا في فخ المبالغة.

تنجح نهى عادل وفريقها ببراعة، ليس فقط في عبور مأزق المهمة المعقدة، بل وإنجازه بنجاح يستحق التحية، سواء في إدارة فريق الممثلين والخروج منهم بأداء لا يأخذ من الهواية إلا طزاجتها، أو في توظيف الكاميرا المحمولة واللقطات الضيقة للحفاظ على شعور دائم بالتوتر. هذا فيلم انقباضي، مشدود بإحكام ضاغط للأعصاب، لا يمنح مُشاهده مساحة لالتقاط الأنفاس إلا في الثواني المعدودة التي تنتهي فيها كل حكاية بتصاعد أغنية كلاسيكية بصوت واحد من الأساطير الموسيقية التي تهدي المخرجة الفيلم في نهايته إليهم.

هذا التناقض بين التوتر الدائم والمتصاعد داخل الحكايات، وبين الهدوء الحالم لنهاية كل منها، يضيف شيئًا لرؤية الفيلم لشخصياته وواقعهم. صحيح أنهم يتصادمون بشكلٍ عاصف نشعر معه وكأن العالم قد انتهى، لكن الواقع يخبرنا إن ثمّة طريق للعودة دائمًا، يبدأ عندما تنتهي فورة الغضب ويشرع كل شخص في التفكير فيما قاله وفعله. فمن منّا لم ير صراعًا يظن أن أطرافه سيصيرون أعداءً للأبد، ثم يفاجأ بعد زمن بعودة المياه بينهم لمجاريها؟ 

تكتمل تلك الرؤية التصالحية بالفصل الختامي القصير الذي تنهي به نهى عادل الفيلم، وكأنها تربت على كتف شخصياتها معلنة تسامحها مع كل ما جرى منهم، ففي النهاية كلنا بشر، لنا الحق في الحسابات الخاطئة، في التجاوز قليلًا بحق بعضنا البعض، ثم في تجاوز كل ذلك واستكمال حياتنا، تمامًا كما يمر الربيع بخماسينه الترابية ويعود الهدوء للأجواء.

«دخل الربيع يضحك» فيلم فريد، يُبشر بموهبة إخراجية ذات ذائقة خاصة، قد لا تكون الذائقة الكونية التي يُجمع عليها الكُل، لكنها تُخاطب جمهورًا بعينه، سيجد ضالته في هذا الفيلم الذي يعود بفئة غائبة إلى شاشة السينما، فيقدمها بصدق نادر لا يخلو من الطرافة والمحبة.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

22.11.2024

 
 
 
 
 

عصام زكريا مدير «القاهرة السينمائى» لـ«المصرى اليوم»: أزمات ومشاكل المهرجان تحتاج حلولًا جذرية وليس مجرد «ترضية»

أعترف بالخطأ فى برنامج العروض لأننا بدأنا العمل عليه متأخرًا.. وطباعته بهذا الشكل رؤية حسين فهمى

كتب: سعيد خالد

تحدث الناقد عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائى، عن تفاصيل وكواليس الدورة الـ٤٥ للمهرجان التى تختتم اليوم بدار الأوبرا المصرية، وكشف «زكريا» عن مشاكل واجهتها الدورة الحالية بحفلى الافتتاح والختام وأزمات حجز التذاكر لكثرة عدد من يستحقون الحصول على دعوات الحضور من فنانين ومسؤولين وصحفيين وضيوف أجانب وغيرهم، وتكدس بعض العروض، ورد «زكريا» على الاتهامات بمجاملة بعض النجوم بعرض أفلامهم فى برامج مختلفة بالدورة، ومنهم «درة» وأشرف عبد الباقى بعرض فيلم ابنته «زينة» الذى حمل اسم «مين يصدق؟»، وغيرها من الأزمات الشائكة التى خص مدير مهرجان القاهرة السينمائى «المصرى اليوم» بالحديث عنها.. وإلى نص الحوار:

■ بداية كيف كانت التحديات الخاصة بـالدورة ٤٥ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد عدة نجاحات فى مهرجانات أخرى؟

- بالتأكيد مهرجان القاهرة يختلف حجمًا واسمًا عن أى مهرجان آخر، وسواء كان المهرجان صغيرًا أو كبيرًا فله نفس الأقسام والإدارات والمتطلبات، التحديات فى الدورة ٤٥ من مهرجان القاهرة السينمائى تلخصت فى وجود أفلام قوية وبرنامج جيد فى المقام الأول، أسماء لنجوم كبار سواء مكرمين أو ضيوف، توفير تذاكر طيران وإقامة ومطبوعات، الخدمات المصاحبة، وكنت حريصا على وجود التآلف والتعاون بين فريق العمل فى مهرجان بحجم القاهرة السينمائى، وعدم وجود صراعات داخلية، وإلى حد ما حاولت استيعاب تلك الأمور على قدر المستطاع، نجحت فى بعضها ولم أنجح فى البعض الآخر، لكن فى النهاية تلك هى عناصر تأسيس أى مهرجان.

■ أتحدث مع عصام زكريا الناقد الفنى.. ماذا عن أبرز السلبيات التى رصدتها فى الدورة ٤٥؟

- الدورة بالنسبة لى كانت استكشافية للآليات وأسلوب عمل المهرجان من الداخل، تغيير كل هذه الآليات يحتاج وقتًا طويلًا، الأمر يتطلب منى فهمها فى البداية، مثلًا اختيار الشخص الأنسب لإنجاز كل مهمة؟، وما الذى يمكن الاستغناء عنه توفيرًا للنفقات؟، وأنا مستجد على المكتب وفهم آليات العمل أحتاج منى فترة، ومع آخر أيام المهرجان لازلت ألاحظ وأراقب وأشاهد وأرصد وأقيم أداء الفريق، واجهنا صعوبات بالغة وملاحظات على السيستم وطريقة اختيار الأفلام والبرمجة، واللوجستيات وهى كثيرة، سواء تنظيم والإشراف على القاعات، حجز التذاكر، تذاكر الطيران، الفندق، قاعات العرض، هى تجربتى الأولى كمدير فنى لمهرجان القاهرة، وأضعت جزءا كبيرا من الوقت فى الاستكشاف، وحاليًا أبحث عن كيفية حل المشاكل، هناك مئات التفاصيل الصغيرة داخل المهرجان إذا حدث خلل فى أى منها تتسبب فى أزمة كبيرة، مثل مسألة تنظيم القاعات على سبيل المثال، للأسف المهرجان كان يعانى منها طوال سنوات، وحاولنا ضبطها قدر الإمكان هذا العام لكن هناك فلتات، تحتاج لوقفة كبيرة بدون شك، مشاكل الافتتاح والختام تحتاج وقفة وحلا جذريا، بسبب كثرة عدد من يستحقون الحصول على دعوات الحضور من فنانين ومسؤولين وصحفيين وضيوف أجانب وغيرها من الفئات، فى ظل محدودية عدد المقاعد داخل القاعة، مشكلة تحتاج لحل جذرى، الحلول المؤقتة والمنفردة تفاقم المشاكل.

■ ما سبب أزمة دعوات حفلىّ الافتتاح والختام والقاعات؟

- لدينا عدد ضيوف كبير، خاصة بعدما عرضنا على الكثيرين توفير الإقامة وفى المقابل مصروفات الطيران تكون على نفقتهم، ومع زيادة عدد الرعاة يزداد عدد الدعوات المحجوزة للرعاة، وعدد النجوم يزداد والصحافة والقنوات وفريق العمل نفسه، والسؤال أين يجلس كل هؤلاء فى هذه المساحة المحدودة؟، الأمر يحتاج لحل جذرى، فكرة «الترضية» للبعض دون الآخر مرفوضة، وكذلك أزمة القاعات، اندهشت من الإقبال الجماهيرى الضخم على مشاهدة الأفلام هذا العام، يجب توفير عدد قاعات أكبر فى العدد ونسب الاستيعاب، المسارح سواء الصغير أو الهناجر تستوعب فقط ٣٠٠ مقعد، وكل فيلم له عرضان، يشاهده تقريبًا ٧٠٠ شخص، ولكن هناك آلاف يريدون مشاهدته، وهنا تكون المشكلة حينما يذهبون لشباك التذاكر ولا يستطيعون الحجز، وكذلك صناع الأفلام أنفسهم يحصلون على ربع المقاعد فى القاعة، كل هذه التفاصيل تحتاج لحلول.

■ ماذا عن الأمور السلبية التى استوقفتك وكنت مهمومًا بحلها؟

- مشاكل العروض بالتأكيد وتزاحم الجمهور على القاعات، والدخول غير سلس، حاولت بقدر الإمكان أن أتواجد بنفسى فى بعض الحفلات التى تخص العروض المصرية المتوقع أن يصاحبها جماهيرية ضخمة، وهو ما حدث مع فيلم «دخل الربيع يضحك»، كنت موجودًا فى القاعات لإنهاء المشاكل بسرعة، بعد ربع ساعة من عرض الفيلم دخل الجميع وتم تجاوز الأمور، المشكلة تظل أن هناك كثيرين يحجزون التذاكر ولا يحضرون، ومن الصعب حصرهم، ودخلت وقمت بعد المقاعد الفارغة وقمت بإدخال الناس، يجب احترام الضيوف من أمن القاعات والمنظمين، وأن يتعاملوا معهم بهدوء، ويتحملوا تجاوزات البعض، حتى تمر الأمور بسلاسة دون تدافع، وهذا الأمر يحتاج لإعادة نظر بدون شك واتخاذ قرارات بشأنها.

■ ماذا عن أرقام الدورة ٤٥ من مهرجان القاهرة السينمائى؟

- كان لدينا ١٩٢ فيلما رسميًا، وحلقتان لـ مسلسل «موعد مع الماضى»، وأقمنا أثناء المهرجان عروضا لأفلام على الهامش بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومشروع «فى المدرسة» للمخرجة ساندرا نشأت عضو لجنة التحكيم، عدد الدول ٧٣، عدد الضيوف تجاوز الـ٣٠٠ ضيف، عدد العروض العالمية الأولى ٣٧، ٨ أفلام عرض دولى أول، ومعظم الأفلام كانت تعرض للمرة الأولى فى الشرق الأوسط، خلاف أفلام الكلاسيكيات المرممة فى عروضها الأولى.

■ ما سبب اختفائك القسرى فى حفل افتتاح المهرجان؟ وهل الفنان حسين فهمى يفضل ألا يظهر أى شخص إلى جانبه؟

- لا تعليق.. الإجابة واضحة، كنت موجودًا فى حفل الافتتاح لكنى كنت أحل مشاكل تخص التنظيم، لست مشغولا بأمور تخص المسرح والشو، وأتفهم أن عدم تواجد المدير الفنى للمهرجان على المسرح غير موجود فى العالم، ولم تحدث من قبل فى تاريخ مهرجان القاهرة، أو أى مهرجان مماثل.

■ ما سبب ارتباك برنامج العروض؟.. ولماذا بعد كل تلك السنوات من عمر المهرجان؟

- برنامج العروض أجهدنا، أخطأنا لأننا بدأنا العمل عليه فى وقت متأخر، كنا نتوقع الانتهاء منه بسهولة، لكن النتيجة كانت العكس، وحدثت بعض الأمور التى تسببت فى هدمه وتغييره أكثر من مرة فى الوقت الضائع، بسبب تغيير مواعيد حضور البعض وإصرارهم على التواجد وقت عرض أفلامهم، الصينيون فاجأونا بطلب عرض أفلامهم مرة واحدة، أحد المبرمجين طلب تغيير مواعيد عرض برنامجه، كل هذه الأمور كانت سبب هدم البرنامج وإعداده عدة مرات الأمر الذى تسبب فى عدة مشكلات فيه، غلطة يجب الاعتراف بها، أما مسألة الشكل النهائى للطباعة التى ظهر عليها البرنامج اعترف بأنها كانت صعبة فى الفهم والقراءة، والفنان حسين فهمى كان له رؤية بطباعة البرنامج بهذه الصورة، الشكل كان جيدا، لكن فى النهاية استخدامه كان صعبا على البعض.

■ جرى العرف بتقديم عرضين لكل فيلم فى المهرجان.. ما سبب إقدامك على تنظيم ٤ عروض لبعض أفلام الدورة مثل «أبوزعبل ٨٩»؟

- هى ليست قاعدة، عدد مرات العرض يكون بالاتفاق مع صناعه، فى المسابقة الرسمية ينظم عرضين، وإذا استطعنا الحصول على تصريح بعرض ثالث أو رابع من مالك الفيلم، فإن ذلك يحسب للمهرجان لا يحسب عليه، وهذا الأمر تم بناءً على طلب الجمهور أو صناع الفيلم أنفسهم، ونظمت عروضا إضافية دون التأثير على البرنامج، مهرجان «كان» خصص قاعة لتنظيم عروض إضافية لبعض الأفلام، الغريب أن الصحفيين يواجهون نفس الأمور فى مهرجانات كبرى، ولا يستطيعون حجز الأفلام ومشاهدتها لنفاد التذاكر لكنهم لا يهاجمون تلك المهرجانات كما يهاجمونا.

■ ما سبب غياب أفلام عروض «الصحفيين فقط» هذا العام؟

- كان متعمدا من البداية فى اختيارات الأفلام، عدم مشاركة أفلام تعرض للصحفيين فقط، وكان هناك تفهم أيضًا من جانب الرقابة على المصنفات الفنية، وأنا لدى قناعة بأن تصنيف الفيلم بأنه يعانى من مشكلة رقابية يجعل المشاهد يرى تفاصيل فيه ما كان يلاحظها حال غياب هذا التصنيف، وبالنسبة للعروض الخارجية فى السينمات راعيت أن تلائم جمهور هذه الأماكن العامة من كافة الفئات العمرية، رفضت عرض أفلام صادمة لهم، هدفى هو كسب جماهير جديدة لمشاهدة أفلام المهرجان.

■ اتهام البعض للمهرجان بمجاملة بعض صناع الأفلام بعرض أفلامهم فى الدورة ٤٥ مثل «وين صرنا» أول إخراج للفنانة درة؟ ما ردك؟

- «فكرة مجاملة أم لا أعتقد أننى أحتاج أدافع عن نفسى فيها»، أتحدى أى شخص أن يرصد لى موقفا جاملت به أى شخص أو صانع فيلم فى حياتى، الأفلام التى تم التعليق عليها، هو فيلم «مين يصدق» وهو تم اختياره من الدورة الماضية المؤجلة، وصناعه أصروا على انتظار عرضه عاما كاملا حتى يعرض فى المهرجان، وفيلم «وين صرنا» لـ«درة»، حينما أرسلت الفيلم كانت بالصدفة فريق العمل بالكامل موجود وشاهدناه معًا، وكان الفيلم الوحيد الذى شاهدته اللجنة مع بعضها البعض، تناقشنا واتخذنا القرار معًا، كان هناك اعتبارات لعرضه كون درة نجمة، وسيكون لديها ضيوف كثيرون وبالتالى سجادة حمراء وتصوير، جانب يخص «الشو والإعلام»، والاعتبار الثانى كون الفيلم يناقش موضوعا يتعلق بأبناء غزة المتواجدين فى مصر، وبالتالى هو ليس بعيدا عن تيمة المهرجان التى نركز عليها، الفيلم قد يكون بسيطا أقرب إلى البرنامج التلفزيونى، لكنه يضم أشخاصا حقيقيين، وكما علق البعض بأنه عمل بسيط فنيًا كانت هناك تعليقات إيجابية لدرجة البكاء والتأثر بالأحداث، والفيلم سيعرض فى مهرجان قرطاج بعد أيام.

■ وما سبب عرضه على المسرح الكبير، عكس فيلم «أرزة» المرشح للأوسكار الذى تم عرضه فى نفس التوقيت على المسرح الصغير؟

- لأن درة وجهت الدعوة لنجوم كبار مصريين وغير مصريين، وامتلأ المسرح الكبير، وأصرّت على أن تكون السجادة الحمراء للفيلمين، نجوم «وين صرنا»، ونجوم «أرزة»، جزء يخص شو المهرجان، وليس لأسباب فنية.

■ ما سبب الإعلان عن ندوات لفنانين بشكل مفاجئ مثل عمرو سعد وتامر كروان؟

- الندوتان متفق عليهما ومدرجتان ضمن الكتالوج، وكان من المفترض عقد ندوة تامر كروان أول أيام المهرجان وتم تأجيلها بسبب عمله كعضو لجنة تحكيم، وأقمنا بدلا منها ندوة تكريم النجم الأمريكى أريك روبرتس، الذى كان مقررًا تكريمه فى حفل الافتتاح ولم يحدث رغم حضوره الحفل، وقمنا بتكريمه فى اليوم الثانى، وبخصوص مشاركة عمرو سعد بماستر كلاس رغم أنه غير مشارك بفيلم أو غيره جاء بمبادرة منه لأنه لديه شىء يريد أن ينقله أعتقد أنها ستكون مثيرة للجمهور، هو نفسه يقدم عملا جادا، ينقل خبراته للشباب، وهو نجم، يركز فى عمله، لا يظهر كثيرًا، وسألنى الناقد رامى عبدالرازق الذى يدير الندوة لماذا ماستر كلاس مع عمرو سعد؟، وطلبت منه أن يبدأ الجلسة الحوارية بهذا السؤال.

■ سبب تنظيم ماستر كلاس لـ خيرى بشارة بعد أيام من تنظيمه فى مهرجان الجونة؟

- نتعاون مع «Art ٧٤» فى المهرجان، وكان هناك اتفاق بينهم على عقد مناقشة عن علاقة الفن التشكيلى بالسينما، طورتها معهم لتصبح عن الفن التشكيلى فى أفلام خيرى بشارة وتصميم الملابس، وهو ما لم يتم تناوله من قبل فى مناقشاته ولا يشبه ما قدمه فى الجونة.

■ متى تنتهى مشاكل حجز التذاكر؟ وردك على حجز نصف القاعة لصناع الأفلام وضيوفهم؟

- حجز التذاكر لأصحاب الأفلام حلها سهل، بأن يضم الخطاب الموجه لأصحاب الأفلام بعض الشروط والالتزامات، مثلا عرض الفيلم مرتين، استضافة ٣ ضيوف، دفع ثمن تذكرة أو اثنين، ويدرج من ضمن هذه الالتزامات توضيح أن فريق الفيلم سيكون له ٣٠ تذكرة كحد أقصى، وكذلك فى الفيلم المصرى أن يتحدد ٥٠ تذكرة لصناع الفيلم، هذا لم يكن يحدث من قبل ويجب المباردة بالاتفاق مع أصحاب الأفلام قبل موافقتهم على مشاركته.

■ سبب تواجد «نتفليكس»، بعرض حلقتين من مسلسل «موعد مع الماضى»، فى مهرجان ليس فيه أى منافسة تخص الدراما التلفزيونية؟ لماذا لم تحصلوا على فيلم سينمائى عرض أول كما حدث فى المهرجان من قبل؟

- المبادرة كانت من نتفليكس، بإطلاق عرض المسلسل المصرى «موعد مع الماضى» من خلال المهرجان، طلبنا منهم بالفعل فيلما عربيا من إنتاجهم للعرض للمرة الأولى ولم يكن متوفرا لديهم، كنت مترددا فى كون مهرجان السينما يعرض مسلسلا، حتى حضرت مهرجان فينيسيا وغيرت وجهة نظرى، بعدما اكتشفت عرضهم ٣ مسلسلات كاملة وليس حلقتين فقط، بالقاعات الرئيسية والبرنامج الرئيسى للمهرجان.

■ تكريم الأجانب بكثافة فى الندوت وسط حضور ضعيف.. لماذا لم يتم تكريمهم فى حفلات الافتتاح أو الختام؟

- معك حق وأتفق معك من جانب، ولكن إذا قمنا بعمل كافة التكريمات فى حفل الافتتاح، فإن ذلك يحد من اختياراتك القادمة، أتمنى أن يضم مهرجان القاهرة ١٠ نجوم عالميين كبار، كرمنا رئيس لجنة التحكيم فى الافتتاح، وكان من المفترض تكريم إريك روبرتس فى الافتتاح ولكن لم يحدث، وكان يجب ترحيل باقى المكرمين للختام.

■ مشاركة وجوه جديدة فى المكتب الفنى كان تحديا، مع تقديمك مبرمجين جدد، ألا تعد تلك مجازفة؟

- على مدار سنوات عملى فى مهرجان الإسماعيلية كل عام كنت أضم مبرمجين جدد، لأول مرة فى حياتهم كمديرين أو مبرمجين، من بينهم أندرو محسن ورامى المتولى، أروى، إبراهيم سعد، رشا حسنى، وهذا العام انضم إلينا محمد نبيل، ونبيلة التى قامت ببرمجة الأفلام القصيرة، أحمد عزت لأول مرة يكتب كتابا، نشأت على ذلك وسعد الدين وهبة دعمنى بنفس الطريقة ومنحنى فرصة كتابة كتاب عن فيديريكو فلينى، وأعتبر هذا دورى، أن أقدم فرصا للمواهب، ليس لدى شلة، التجديد هو منهجى، لا أتفضل عليهم لكنهم يستحقون الفرصة، والمفترض أن تكون استراتيجية وسياسة فى كل مكان.

 

####

 

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

طارق الشناوي

حسم حسين فهمى، رئيس المهرجان، الموقف المتأرجح تجاه السينما الإيرانية واستقر على عرض الفيلم الرائع (كعكتى المفضلة)، إخراج بهتاش صانيها ومريم مقدم، كونا ثنائى معا شاركا سابقا فى إنجاز العديد من الأفلام.

الشريط من أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات التى عرضت هذه الدورة فى القسم الرسمى خارج التسابق.

الفيلم مثل أغلب تلك النوعيات الجريئة فنيا وفكريا، تم تهريبه للعرض أولا فى مهرجان (برلين) فبراير الماضى، ومن بعدها صار متاحا للعديد من المهرجانات، كما أن مخرجيه، وكل من شارك فيه بات أيضا مطلوبا أمام السلطات الإيرانية، وكالعادة تحلق الأفلام بأجنحة يعجز رادار الرقابة على رصدها.

المهرجانات كثيرا ما تضع معيارًا سياسيًا فى الاختيار، واختار حسين الرهان على الإبداع حتى لا يتناقض مع محددات سياسية صارمة فى علاقتنا مع الدولة التى ينتمى إليها الفيلم.

يستحق الفيلم الإيرانى (كعكتى المفضلة) الكثير من التأمل، كشريط سينمائى ملىء بالشحنات الفنية،، إدارة المهرجان- أى مهرجان- لا تتعمد اختيار المخرجين المعادين للنظام، بقدر ما يقع الاختيار على العمل الفنى الذى يستحق الحفاوة ويصادف أنه ممنوع من العرض أو أن صناعه ممنوعون من السفر خارج الحدود.

كان المخرجان فى شهر أكتوبر ٢٠٢٣ قد احتجزا على يد الشرطة فى المطار عندما كانا فى طريقهما لباريس.

يظلم الشريط السينمائى الذى أراه واحدا من أجرأ الأفلام فى التعبير عن الموقف الرافض للعديد من (التابوهات)، وفى نفس الوقت حاول صناعه أن يقدموا فيلما يتحلى بجرأة إبداعية، وأن يظل فى كل تفاصيل التعبير الدرامى مراعيًا للحالة الإيرانية الرقابية بكل قيودها التى تفرض على المخرجين الابتعاد عن العنف والقبلات والعرى، إلا أن هذا الفيلم يحسب له قدرته الفكرية التى تحمل شغبا مع تلك المحددات، فى هامش مفروض أنه متاح فيه الأخذ والرد، إلا أنه عمليا، هناك من يقف شاهرا سيفا بحجة أنه ممنوع الاقتراب.

المرأة السبعينية تقابل رجلًا فى نفس مرحلتها العمرية، كل منهما يعيش وحيدا، وتجمعهما ليلة فى شقة المرأة.

قبل ذلك يقدم لنا الفيلم تفاصيل عن تلك المرأة خفيفة الظل، التى تضع على رأسها نصف حجاب يظهر جزءا من مقدمة شعر رأسها- ممنوع بحكم القانون الإيرانى- ارتداؤه على هذا النحو.

نرى المرأة فى (السوبر ماركت) تتعامل ببساطة وبخفة ظل مع البائع، تحب الاستماع إلى الموسيقى، لا تنسى أن تطيل النظر إلى المرآة وتضع بعض المساحيق، تنام على الكنبة فى الصالة، بدلا من السرير، فى لمحة تمنح ظلالا عن شخصيتها المتمردة، يأتى لها تليفون من ابنها ندرك من خلاله أنها تعانى الإحساس بالوحدة، حتى مع أبنائها القابعين خارج الحدود.

فى الشارع تصطدم برجل الشرطة يعترض عليها وهى فى طريقها للركوب فى الميكروباص، يمارس ضدها قدرا من العنف، وتنبهه إلى الخطأ ولكنه لا يكترث باحتجاجها، ندرك فى هذا المشهد أن هناك تمردا على الحجاب، فى الشارع، ويعلن عن نفسه مجددًا بفتاة صغيرة نراها تغطى رأسها بنصف حجاب وتلتقى مع شاب فى الحديقة.

التفاصيل تشير إلى ارتفاع منسوب الرفض الذى سبق وأن تابعناه عمليا من خلال المظاهرات قبل نحو ثلاثة أعوام للتمرد على فرض الحجاب.

تلك ليست هى قضية الفيلم، ولكن إحساس الوحدة الذى تعيشه المرأة وهى تشعر باقتراب النهاية، تقرر الذهاب إلى الكافيتريا تسمع حوارا مع سائق تاكسى تدرك أنه وحيد وتقرر أنه هو الجدير بأن يصبح أنيسا لها، وفى طريقهما لمنزلها، تبدو له الصفقة فى البداية مريبة، ثم يطمئن إليها، يطلب أولا الذهاب للصيدلية وندرك أنه يبحث عن (فياجرا).

الموسيقى العصرية الممنوعة خاصة تلك التى يصاحبها الرقص نستمع إليها، الإيرانيون أقصد قطاعا منهم لم تغادرهم أبدا تلك الأحاسيس فى عشق الموسيقى، ويقيمون فى بيوتهم حفلات موسيقية بعيدا عن أعين الأجهزة، تحتفظ المرأة بقنينة ضخمة من الخمر عمرها عقود من الزمن، يتبادلان الكؤوس وتصنع له كعكة مفضلة لديها ونراه مستلقيا على السرير، وندرك أنه لبى نداء ربه، ولم تكن تلك أبدا هى النهاية، موته كان منتظرًا لأنه أسرف فى الحديث عن خوفه من الموت وحيدًا، ما جاء بعد ذلك هو الأهم، وهى تضع قطعة من التورتة فى فمه قبل أن تحيك له كفنًا من (اللحاف) الذى كان يتغطى به وتدفنه فى حديقة منزلها الصغيرة.

لن تسأل قطعا بعدها عن شىء متعلقا بالموت ولكن بالحياة المؤكد أنها عاشت ليلة بعد ثلاثين عاما مع رفيق لها.

لم تكن بينهما مشاعر جنسية بقدر ما يجمعهما الاحتياج الإنسانى للآخر، ونراها فى لقطة ختامية فى الحديقة المدفون بها الرجل الذى آنس وحدتها.

الإطار الخارجى ليس فى الحكاية بقدر ما هو فى الدعوة المبطنة لكشف مشاعر المجتمع الرافض للقيود وأيضا الرغبة للتحرر من خلال سيدة ورجل طاعنين فى السن، إلا أن الرسالة فى النهاية جاءت أكثر تأثيرًا.

الاقتصاد والتكثيف والإيحاء وليس الإفصاح هو قانون المخرجين فى التعبير، اللقطات القريبة والمتوسطة سيطرت على الشريط، ليصبح (كعكتى المفضلة) هو فيلمى المفضل فى المهرجان.

 

المصري اليوم في

22.11.2024

 
 
 
 
 

حفلات مُنتصف الليل في مهرجان القاهرة تُنشط شباك التذاكر

كمال القاضي

في تطور واضح للحركة السينمائية المصرية، تشهد الأجواء الثقافية في هذه الأثناء تزايداً ملحوظاً في الإقبال على دور السينما، تزامناً مع بدء عروض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، باعتبار المهرجان عُرساً ثقافياً تتجدد فعالياته موسمياً وتصاحبه ضجة إعلامية كُبرى تساهم بشكل كبير في الدعاية للحدث الفني الإبداعي الذي يُمثل واجهة السينما المصرية والعربية كونه المهرجان الأكبر والأقدم في منطقة الشرق الأوسط منذ 45 عاماً. وقد جرت العادة على أن تحتفي دور العرض السينمائية في القاهرة بالأفلام المُشاركة من كل دول العالم، فهي على المستوى الاقتصادي تُعد فرصة ثمينة لتحصيل أكبر عائد من الإيرادات يعوض خسارة دور العرض، من النسبة المفقودة من الجمهور على مدار السنة، ومن الناحية الفنية تساعد العروض حديثة الإنتاج على تجديد الرؤى وتطوير الذائقة لدى الجمهور، الذي يتشوق لمشاهدة الأفلام النوعية والمُختلفة الواردة من كل البلدان والعواصم العربية والأوروبية.

قبل نحو عشرين عاماً تقريباً كان هناك نشاط صحافي موازي للمطبوعات السينمائية المُتخصصة ونشرات المهرجان التي يتم طبعها بالاتفاق مع إدارة المهرجان لزيادة التفاعل الجماهيري، وتحصيل بعض المكاسب المالية لصالح أصحاب هذه النشرات، ومن يقومون ببيعها وتسويقها، وهو أمر كان يُمثل في حينه ظاهرة فنية تجارية تعود آثارها على عشاق السينما ومُتابعي المهرجان السنوي المهم. وبتأثير الدعاية القوية والاهتمام الجماهيري، اعتادت دور العرض في وسط العاصمة، على إضافة حفلات جديدة لجدول العروض يبدأ تشغيلها بعد مُنتصف الليل زيادة في التنويع وإغراء الجمهور بالمُتابعة والبحث عن الأفلام المُثيرة وغير التقليدية، وبالطبع تُحقق حفلات مُنتصف الليل أضعاف ما تُحققه الحفلات الأخرى من دخول وإيرادات على مدار اليوم كله.

وبفضل خبراء التسويق ومُكتشفي الأفلام المُمتعة والمُسلية يتم اختيار بعض العناوين الجاذبة وتوضع المُلصقات الخاصة للتنويه بالمحتوى والمضمون، ولا يهم في هذه الحالة التمسك حرفياً بتفاصيل الموضوع أو القضية التي يناقشها الفيلم، بل يتفنن مُنظمو الدعاية في تدبيج العبارات المثيرة الدافعة للمشاهدة والاطلاع على ما تحويه الأفلام الموضوعة في جدول حفلات مُنتصف الليل بوصفها حفلات خاصة للكبار فقط.

وقد استمرت هذه الحيلة على مدى تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وما زالت مُستمرة، فهناك نجمات حصدت أفلامهن مئات الملايين من الجنيهات، نتيجة إعمال المبدأ الدعائي القائم على الإثارة والتشويق، ومن أشهر هؤلاء مادونا وسلمى حايك وبريجيت باردو وجينا لولو وغيرهن الكثيرات من جيل الثمانينيات والتسعينيات في السينما العالمية. وكذلك تم استثمار أسماء بعينها من النجوم الرجال عبر مراحل زمنية لاحقة، كتوم كروز وويل سميث وليوناردو دي كابريو وبراد بيت وأميتاب باتشان وجاكي شان، كنماذج ناجحة ومُنشطة لشباك التذاكر، وربما تسير خُطة أصحاب دور العرض على المنهج نفسه هذا العام في ما يتصل باستغلال حفلات مُنتصف الليل التي تضمنتها جداول العروض السينمائية للمهرجان في دورته الخامسة والأربعين، حيث تم اختيار مجموعة من الأفلام العربية والعالمية على قدر من الأهمية والتنوع للعرض في الحفلات ذات الإقبال الجماهيري. من بين الأفلام المُختارة والمُحتفى بها في دور السينما في وسط القاهرة الفيلم الفرنسي، «كيف ترتكب جريمة» وفيلم «مُذكرات حلزون» من استراليا وفيلم «طوابع بريد» من روسيا و»زهرة الثلج» من اليابان و»دخل الربيع يضحك»، و»أبو جودي» و»الأم والدُب» من مصر و»قصر الشمس الزرقاء» من الولايات المُتحدة وفيلم «مالو» من البرازيل وفيلم «2 يناير» من المجر وفيلم «قابل البرابرة» من فرنسا و»آيشا» من تركيا، بالإضافة إلى عدد آخر من الأفلام المتميزة من تونس والمغرب والجزائر وفلسطين.

وتجدر الإشارة هنا إلى تركيز بعض الأفلام العربية والعالمية خلال دورة مهرجان القاهرة السينمائي الخامسة والأربعين على القضايا السياسية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط كفيلم الافتتاح الفلسطيني «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوي و»2 يناير» من المجر و»عزيزي مالوش» من بنغلاديش. وربما للمرة الأولى منذ سنوات، حرص المهرجان بقيادة رئيسة الفنان حسين فهمي، على تفعيل الرسالة السينمائية في اتجاه النقد الجريء والشجاع لحالة الصمت المزري من جانب دول العالم، إزاء ما يحدث من انتهاكات ومجازر وإبادة جماعية في غزة والمُدن الفلسطينية الأخرى الواقعة تحت الاحتلال، مع وضوح نبرة الإدانة القوية للكيان الصهيوني، الذي يتمادى في عنفه وصلفه وجبروته ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقات الدولية التي تكفل لفلسطين الحق في الاستقلال والحرية، شأنها شأن أي دولة تتمتع بالسيادة على أراضيها ويحكم شعبها نفسه بنفسه.

كاتب مصري

 

القدس العربي اللندنية في

22.11.2024

 
 
 
 
 

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال خلال مهرجان القاهرة إنه لم ييأس بعد فشله في دراسة التمثيل

القاهرةانتصار دردير

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.

 

الشرق الأوسط في

22.11.2024

 
 
 
 
 

بحضور النجم داركو بيريك

عرض فيلم Territory بمهرجان القاهرة السينمائي

البلاد/ طارق البحار

من أجمل مفاجئات مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام هو حضور النجم داركو بيريك، الذي اشتهر بلعب دور "هلسنكي" في مسلسل نتفلكس "Money Heist"، مع عرض فيلمه Territory أو "الإقليم" في المهرجان بدورته الخامسة والأربعين وبحضور كبير.

"Territory" هو فيلم وثائقي مدته 60 دقيقة من إخراج أليكس غالان، ويتبع الرعاة القرغيزيين في سهوب آسيا الوسطى، الذين يعيشون في صراع مع حيوان على شكل شبح مرعب لهم.

في جبال آسيا الوسطى، يعيش الرعاة القرغيزيون في صراع مع شبح خطير وهو "نمر الثلج"، يحاول الصيادون والبدو هناك تقاسم المنطقة. يبدأ الممثل الصربي (داركو بيريك)، في ذروة حياته المهنية في هذا الفيلم الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ونشاهد معه طريق الخلاص نحو غرائزه المفقودة بالجبال العالية في قيرغيزستان ورحلة نحو الحدود مع البرية.

الى جانب داركو بيريك، يمثل في الفيلم ايضا كلا من إبراهيم ألمازبيكوف، وجايدار كايندي.

عرض المخرج الوثائقي أليكس غالان فيلمه Territory لأول مرة في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، حيث تنافس على جائزة القديس جورج الذهبية المرموقة.

في الأشهر الأخيرة، أصدر أليكس جالان 3 أفلام وثائقية: El reino de los pastores ، Xalda. Experiencias de una raza و Galerna y Salea وجميعها تركز على الحفاظ على الحرف والسلالات المحلية والإقليم.

يستعرض الفيلم حياة الرعاة المحليين وعلاقتهم بنمر الثلج، مما يعكس أسلوب غالان الفريد في التواصل مع الجمهور من خلال سرد قصص حقيقية ومؤثرة. يتأمل غالان في الفقدان الذي يعاني منه الإنسان تجاه الطبيعة والسيادة على الأراضي. ويعتبر أنه من الضروري توثيق والحفاظ على أساليب الحياة المستدامة والهادئة التي لا تزال قائمة. بالنسبة له، فإن رواية هذه القصص تمثل مسؤولية، ويشعر بأهمية تسجيل حياة تتميز بالتوازن والأصالة. يعبر غالان عن أمنيته في أن يعيش في زمن كانت فيه الروابط مع الطبيعة أقوى، وكانت وتيرة الحياة أكثر هدوءًا.

يسلط المخرج الضوء في Territory، حياة الرعاة القرغيزيين خلال فصل الشتاء ويتناول موضوعات التخلي والصراع في بيئة برية.

يلاحظ المخرج أن الأشخاص الملتزمين بالحفاظ على السلالات والحرف والأراضي يفعلون ذلك بدافع الشعور بالتراث والانتماء.

هذا الارتباط بمنزلهم وتراثهم يمنحهم قوة وكرامة خاصة. يسعى غالان من خلال أفلامه الوثائقية إلى إظهار عظمة هذه القصص وتعزيز تقدير أكبر للتقاليد المحلية والاكتفاء الذاتي. وهو يعتقد أنه في عالم منفصل بشكل متزايد عن جذوره، ومن الضروري تذكر وتقدير بساطة وأصالة الحياة التقليدية.

 

####

 

النجم داركو بيريك يحضر عرض فيلمه "إقليم" بمهرجان القاهرة السينمائي

البلاد/ مسافات

يحضر الفنان الصربي داركو بيريك نجم مسلسل لا كاسا دي بابيل، عرض فيلمه "إقليم"، ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي.

ويعرض الفيلم في التاسعة مساء اليوم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ويسبق الفيلم سجادة حمراء لأبطاله والضيوف.

فيلم "إقليم" وثائقي تبلغ مدته 60 دقيقة للمخرج أليكس جالان، وتدور أحداثه في سهوب آسيا الوسطى، حيث يعيش الرعاة القرغيز في صراع مع شبح ويحاول الصيادون والبدو الرحل التعايش وتقاسم الأرض.

واشتهر داركو بيريك بدور هلسنكي في مسلسل "لا كاسا دي بابيل" وتميز بضخامة جسمه وقدرته على استخدام الأسلحة الثقيلة.  

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF".

 

####

 

النجم الكبير حسين فهمي يفوز بجائزة من "جولدن جلوب"

البلاد/ مسافات

عبّر النجم الكبير حسين فهمي عن سعادته الكبيرة باختياره واختيار النجمة يسرا كأول الفائزين بجائزة عمر الشريف، الجائزة الجديدة التي أطلقتها "جولدن جلوب".

وفي تصريحات له لبرنامج "عرب وود"، قال حسين فهمي: "إنها جائزة مهمة جداً حصل عليها عمر الشريف، وهي تعادل الأوسكار في الولايات المتحدة".

قال: "أنا في غاية السعادة لحصولي على هذه الجائزة، وخاصة لأنها تحمل اسم عمر الشريف. كما أنني سعيد لاختياري مع يسرا".

وأضاف: "يسرا فنانة متميزة وجميلة للغاية، ولديها شعبية واسعة، وتستحق هذه الجائزة بجدارة".

أعلن القائمون على تنظيم حفل توزيع جوائز "جولدن جلوب" عبر الموقع الرسمي للجائزة عن إطلاق جائزة جديدة تحمل اسم النجم الراحل عمر الشريف. وأوضحوا أن هذه الجائزة ستُمنح لأول مرة للنجمين حسين فهمي ويسرا، وسيتم تقديمها خلال حفل عشاء يُقام مساء الأربعاء 20 نوفمبر في أحد الفنادق.

 

####

 

بمهرجان القاهرة السينمائي

توقيع بروتوكول لتعزيز مكانة مصر كوجهة لتصوير الأفلام العالمية

البلاد/ مسافات

شهد سوق القاهرة السينمائي، المنعقد ضمن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، توقيع بروتوكول تعاون بين أحمد بدوي، مدير عام لجنة مصر للأفلام، وجون راكيش، رئيس رابطة مديري مواقع التصوير بالعالم.

تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام العالمية، مستفيدة من تاريخها العريق، ومواقعها الفريدة، والبنية التحتية المتطورة للإنتاج السينمائي.

وفي تعليقه على توقيع البروتوكول، أعرب حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن سعادته بهذه الخطوة الهامة، مشيرًا إلى أن تعزيز التعاون الدولي في مجال صناعة السينما يُعد من أولويات المهرجان.

وأضاف: "نهدف من خلال هذه الشراكات إلى تسليط الضوء على مصر كوجهة سينمائية عالمية تتمتع بمواقع تصوير استثنائية وبنية تحتية متطورة، وهو ما يعزز من فرص جذب الإنتاجات السينمائية الكبرى إلى بلادنا. هذه الخطوة تعكس رؤية المهرجان لدعم الصناعة السينمائية محليًا وعالميًا، بما يساهم في الترويج لثقافتنا وتراثنا على الساحة الدولية".

وفي سياق متصل، أعلن المهرجان مؤخرًا عن اتفاقية تعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي، بهدف توسيع آفاق التعاون في مجالات الإنتاج السينمائي والترويج لمصر كمركز رئيسي لصناعة السينما العالمية.

وضمن فعاليات "أيام القاهرة للصناعة"، التي تعد أحد أبرز الأنشطة المرافقة للمهرجان، نظم المهرجان بالتعاون مع لجنة مصر للأفلام ثلاث ندوات مميزة تناولت موضوعات مختلفة. شملت الندوات مناقشات حول التعاون بين هيئات الأفلام حول العالم، مواقع التصوير العالمية، وتصوير الأفلام الأجنبية في مصر. وشارك في هذه الجلسات مجموعة من أبرز صناع السينما المصريين والدوليين، مما أتاح فرصة مثالية لتبادل الخبرات واستكشاف إمكانيات التعاون المشترك.

كانت لجنة مصر للأفلام واحدة من أبرز العارضين في سوق القاهرة السينمائي، حيث تواجدت ضمن مجموعة متنوعة من الشركات والمهرجانات السينمائية العالمية. يُعد السوق فرصة مهمة للتواصل بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، ويهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الأفكار في صناعة السينما.

يُعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، واحدًا من أعرق وأهم المهرجانات السينمائية في المنطقة والعالم. يحمل المهرجان تصنيف "أ" من الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين (FIAPF)، ويتميز بجذب أبرز صناع السينما والمواهب من جميع أنحاء العالم.

تُقام الدورة الـ45 من المهرجان في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر 2024، وتتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك عروض الأفلام، ورش العمل، والحلقات النقاشية. كما يقدم المهرجان برنامجًا غنيًا يستعرض أحدث وأهم الإنتاجات السينمائية العالمية والعربية، مع تسليط الضوء على الإبداعات الجديدة في السينما المصرية.

تؤكد هذه الجهود على الدور الريادي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في تعزيز مكانة مصر على خارطة صناعة السينما العالمية.

 

####

 

عمرو سعد في القاهرة السينمائي:

"السينما هي أعظم منصة يمكن من خلالها تحقيق أحلامك"

البلاد/ مسافات

شارك الفنان المصري عمرو سعد كضيف في الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث ألقى الضوء على مسيرته الفنية وبداياته وأحدث أعماله خلال ندوة خاصة بالمهرجان.

وأعرب عمرو سعد، في الندوة التي أدارها الناقد الفني رامي عبدالرازق، وحضرتها زوجته شيماء لدعمه، بالإضافة إلى عدد من نجوم الفن، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي. كما أشار إلى حب والديه للسينما وتربيته على عشقها منذ صغره.

تحدث عمرو سعد عن بداياته في عالم الفن، مشيراً إلى أنه اختار التمثيل لتحقيق حلمه في أن يكون له تأثير إيجابي في حياة الآخرين، رغم نشأته في أسرة متوسطة والظروف الصعبة التي واجهها، معبراً عن رفضه استغلال معاناته.

تحدث عمرو سعد عن بداياته في عالم الفن، مشيراً إلى أنه اختار التمثيل لتحقيق حلمه في أن يكون له تأثير إيجابي في حياة الآخرين، رغم نشأته في أسرة متوسطة والظروف الصعبة التي واجهها، معبراً عن رفضه استغلال معاناته.

كما أشار إلى أن النجاح لا يعتمد فقط على الموهبة، بل يتطلب أيضاً الإصرار والجهد لتحقيق الأهداف، مضيفاً: "السينما هي أعظم منصة يمكن من خلالها تحقيق أحلامك".

أوضح عمرو سعد أنه كان حريصًا على الالتحاق بمعهد السينما، لكنه واجه الرفض بعد رسوبه في الاختبارات. ورغم ذلك، أصر على تحقيق طموحاته، قائلاً لنفسه: "هم خسروني، وسأواصل المسير".

كما كشف عمرو سعد عن عادته في الوقوف أمام دور السينما منذ طفولته، وخاصة سينما "كايرو"، حيث كان يحلم بأن يصبح ممثلاً وأن تكون انطلاقته من هناك.

أشار عمرو سعد إلى أن أول بوستر سينمائي له تم عرضه في سينما "كايرو"، مما جعله يشعر بفرحة كبيرة وبكى بشدة، حيث أدرك أنه يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق حلمه الذي لطالما رغب فيه.

وأضاف: "الظروف ليست السبب وراء الفشل، وأشارك قصتي لألهم الآخرين".

كما عبّر عن حبه العميق للفن والسينما، رافضاً الاتهامات التي توجه له بتقديم أعمال ضعيفة أو تافهة، قائلاً: "لا يمكن وصف أي فنان يقدم شيئاً يسعد الناس بأنه تافه".

وكشف عن سبب غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى حرصه على اختيار أدواره بعناية، وتقديم أعمال قوية تتطلب جهداً وتحضيراً كبيرين لتظهر بأفضل صورة ممكنة.

في هذا الإطار، أشار عمرو سعد إلى أن فيلمه الجديد "الغربان" استلزم جهوداً كبيرة، حيث تم تصويره على مدى أربع سنوات بميزانية ضخمة تصل إلى حوالي نصف مليار جنيه. كما أوضح أنه يتم حالياً ترجمته إلى 12 لغة.

فيما يتعلق بتنوع أدواره، تحدى عمرو سعد زملاءه الفنانين قائلاً: "لا يجرؤ أحد على تجسيد دور من أدواري".

أما عن أول فيلم شاهده في السينما، فقد أشار عمرو إلى أن فيلم "سواق الأتوبيس" كان له تأثير كبير عليه، مما زاد من شغفه بدخول دور العرض ومشاهدة الأفلام العالمية.

أعرب عمرو سعد عن إعجابه بأفلام الأربعينات والستينات، خاصة أعمال الفنان الراحل إسماعيل ياسين، واعتبرها نماذج متقنة في التنفيذ.

وقال: "كثيراً ما أقرأ الفاتحة لإسماعيل ياسين، لأنه كان له دور كبير في إدخال البهجة إلى قلوب الناس ومساعدتهم على التغلب على همومهم".

وفي سياق حديثه، اعتذر عمرو سعد لوسائل الإعلام، موضحاً أن خجله كان يدفعه دائماً للابتعاد عنها، مما جعل البعض يصفونه بالمغرور. لكنه أدرك لاحقاً أهمية وجود الفنان في الساحة الإعلامية وضرورة بناء رصيد من الظهور.

كما أشاد عمرو بفنانين مثل نور الشريف وعادل إمام، الذين كانوا مصدر تشجيع له، وأكد أنه تعلم منهم الكثير منذ صغره.

 

البلاد البحرينية في

22.11.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004