الفلسطينيون يثمنون وقف «أميرة»
«الملكية
الأردنية» تسحب ترشيحه لـ{الأوسكار} بعد عاصفة الغضب
رام الله: «الشرق الأوسط»
قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إنّ الموقف
الذي صدر عن القائمين على فيلم «أميرة» المتمثل بوقف عرضه، هو خطوة أولى في
الاتجاه الصحيح لكن المطلوب هو طي صفحة هذا الفيلم، «الذي يُشكل طعنة لنضال
أسرانا وعائلاتهم».
وأضاف فارس، في بيان: «بشأن دعوة طاقم الفيلم لتشكيل لجنة
لمشاهدته، فإننا نؤكد أنّنا حرصنا على مشاهدة الفيلم من ألفه إلى يائه
وعقدنا أكثر من جلسة وتوقفنا مطولاً عند التفاصيل التي يتناولها، قبل
الإعلان عن موقفنا الرافض له، والأجدر بدلاً من دعوتهم لتشكيل لجنة أن يتم
طي صفحة الفيلم مرة واحدة وللأبد، وإذا أرادوا معرفة ما المطلوب عليهم أن
يقرأوا البيان الصادر عن أسرانا الأبطال».
وعبر فارس عن تقديره العالي لموقف الشعبين الفلسطيني
والأردني الرافض للفيلم الذي شكّل الحلقة الأساس في مسار خطوة وقف عرضه،
قائلاً: «هذه خطوة أولى ويجب البناء عليها، بالشراكة مع جميع الأطراف» ودعا
لاستمرار الجهد الشعبي الذي يثبت في كل مرة أن «أسرانا هم من يحددون
بوصلتنا وطريقنا نحو الحرّيّة».
وكان فارس يرد على مخرج فيلم «أميرة» محمد دياب، الذي أعلن
أمس بعد موجة غضب كبيرة أنه سيتم وقف عروض الفيلم الذي يتناول قضية حساسة
وهي «تهريب النطف» من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا دياب لتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم
لمشاهدة الفيلم ومناقشته، مضيفاً: «نحن نؤمن بنقاء ما قدمناه في فيلم
أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية».
وذكر أن «أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على
ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نتفهمه»، موضحاً أن «الهدف
السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى
وذويهم الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حوله».
وجاء موقف دياب بعد موجة عاصفة في فلسطين والأردن ضد الفيلم
الذي قال عنه الأسرى في رسالة من داخل السجون أنه «من وحي الكذب ومثير
للشبهات».
وكان الأسرى وجهوا رسالة لمنتج ومخرج الفيلم وهاجموهم بشدة
قالوا فيها إن «ما عجز عنه الاحتلال أنت تريد تحقيقه».
وأضافوا: «الفيلم كاذب ومبتذل ومسيء للمناضلين الفلسطينيين
الذين هم أعرف بظروفهم».
وهاجم مسؤولون فلسطينيون وأردنيون الفيلم الذي كانت الهيئة
الملكية الأردنية للأفلام اختارته لتمثيل المملكة في جوائز الأوسكار
للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022 قبل أن تقرر سحبه.
وأعلنت الهيئة في بيان أمس سحب الفيلم من ترشيحاتها
لمسابقات الأوسكار.
وقالت الهيئة إنه «في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم
وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية واحتراماً لمشاعر
الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم (أميرة)
لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار».
وجاء في البيان: «نقدر قيمة الفيلم الفنية ونؤمن بأنه لا
يمس بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى، بل على
العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة رغم
الاحتلال. وكان هذا أيضا رأي أعضاء لجنة الاختيار المستقلة، التي تم
تشكيلها من قبل الهيئة الملكية للأفلام، والتي اختارت فيلم (أميرة) من بين
أفلام أخرى ليمثل المملكة».
وأضافت: «عُرض فيلم أميرة بنجاح في العديد من المهرجانات
السينمائية الدولية، مهرجان البندقية (إيطاليا) والجونة (مصر) وقرطاج
(تونس)، وكذلك في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمان. وقد فاز
بجائزتين دوليتين في البندقية».
وتابعت: «لكن في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره
من طرف البعض بأنه يمس بالقضية الفلسطينية واحتراماً لمشاعر الأسرى
وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم أميرة لتمثيل
الأردن في جوائز الأوسكار».
وكانت الهيئة قد أصدرت بياناً في اليوم السابق رداً على
الانتقادات الموجهة إليها، تقول فيه إن «الفيلم خيالي روائي وليس وثائقياً،
واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود إلى طاقم العمل من الإخراج
والتأليف والإنتاج».
والفيلم من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان والوجه الجديد
تارا عبود، وإخراج المصري محمد دياب، وهو إنتاج مشترك لشركات عربية.
ويتناول الفيلم قصة الفتاة المراهقة، أميرة، التي تنشأ
معتقدة أنها وُلدت نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة من والدها في سجن
«مجدو» الإسرائيلي، وهو ما يمنحها شعوراً كبيراً بالفخر، باعتبارها ابنة
مناضل فلسطيني قبل أن تكتشف أنها ابنة ضابط إسرائيلي غيّر النطفة قبل
إخراجها. |