المخرج سمير نصر : فيلم «شرف» يلمس جراحنا كعرب..
وأتمنى فوزه بجائزة في «البحر الأحمر »
كتب: ريهام
جودة
حول صعوبة الحياة وراء القضبان يتناول المخرج سمير نصر خلال
فيلمه «شرف» قصة الشاب الذى يدخل السجن بعد جريمة دفاع عن النفس فى رحلته
لاكتشاف طبيعة شخصيته والمجتمع بأكمله، وينافس «نصر» بفيلمه فى «مهرجان
البحر الأحمر السينمائى»، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، على جائزة
اليُسر الذهبى، بجانب جوائز الإخراج، والتأليف، والتمثيل.
المخرج سمير نصر تحدث لـ«المصرى اليوم» عن كواليس صنع
فيلمه، واتجاهه إلى الأفلام الروائية بعد تقديم العديد من الأفلام القصيرة،
كما كشف عن علاقة الصداقة التى ربطته بالكاتب الكبير صنع الله إبراهيم
وكانت وراء تعاونهما معًا فى كتابة سيناريو الفيلم التى استغرقت عدة سنوات.
وكشف عن أن الفيلم ضم فريقًا تمثيليًا مكونًا من 7 جنسيات عربية مختلفة،
هى: تونس، الجزائر، مصر، فلسطين، لبنان، سوريا، ليبيا.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا
اخترت رواية «شرف» لصنع الله إبراهيم لتقوم بتقديمها سينمائيًا؟
- أحيانا
نصادف أعمالا فنية نتفاعل معها بشكل يجعلها تسكننا وتصبح جزءًا من كياننا..
وأحس أنى لم أختر الرواية وإنما هى التى اختارتنى، فعندما قرأتها لأول مرة
كنت مازلت طالبًا فى معهد السينما، أحسست بسحر لم أحسه تجاه أى عمل أدبى
آخر كنت قد قرأته وتمنيت إخراجها على الفور، ولكن هذا كان حلما بعيد المنال
وقتها، وتوقعت أن يحولها أحد الزملاء إلى فيلم، ثم مرت السنوات ولم يحدث
ذلك، وظلت فكرة تحويل «شرف» إلى فيلم تراودنى باستمرار وتلح على.
■ ألم
تخف من حساسية الرواية؟
- رواية
«شرف» اختزال رائع وبليغ للواقع، وقبل أن تكون حساسة أو صادمة، فإنها صادقة
إلى أقصى درجة، فى تعاملها مع واقعنا ومشاكلنا، وأيضًا فى عرض الشخصيات
وتحليلها، ونحن لم نتعود هذه الصراحة فى تعاملنا مع أنفسنا، ويجب ألا ننسى
أن الرواية نشرت لأول مرة ضمن سلسلة الروايات الشهرية لدار الهلال، وهى دار
نشر مملوكة للدولة، لذلك لم أشعر بالخوف عندما أقدمت على المشروع.
■ لماذا
تعود إلى الأفلام الروائية الطويلة بعد غياب 16 عاما؟
- أحسست
بعد نجاح فيلمى «أضرار لاحقة Seeds
of Doubt» أننى
أريد أن أبدأ مرحلة جديدة فى حياتى بعد أن قدمت كل أفلامى فى ألمانيا،
أحسست بحنين جارف نحو العمل على مواضيع وقصص عربية، وأن أصبح جزءا من
السينما المصرية التى تربيت عليها وشكلت وعيى السينمائى إلى درجة كبيرة.
التقى هذا الحنين مع حلمى المؤجل فى تحويل رواية «شرف» إلى فيلم، لم أكن
أتخيل أن يستغرق الموضوع كل هذه السنوات، وذلك لصعوبة تمويل الفيلم.
■ كيف
كانت تجربة التعاون مع الكاتب صنع الله إبراهيم فى كتابة السيناريو؟
- كانت
بدون مبالغة من أمتع التجارب فى حياتى.. اللقاء الأول مع صنع الله إبراهيم
كان من خلال الصديق العزيز مهندس الديكور الراحل صلاح مرعى، الذى أهديت
الفيلم إلى ذكراه.. وافق صنع الله إبراهيم على تحويلى الرواية إلى فيلم فى
أول جلسة، وأحسسنا منذ هذا اللقاء أن هناك أشياء كثيرة تجمعنا، وتوطدت
الصداقة بيننا سريعا، وقد كنت أعمل مع كاتب سيناريو مصرى على كتابة
المعالجة السينمائية، ولكننا لم نتفق فى العديد من النقاط، هنا اقترح صنع
الله ابراهيم أن نكتب السيناريو سويا، وقد كانت هذه مفاجأة سارة جدا لى،
فمن الممكن أن تكون كتابة سيناريو مع مؤلف النص الأصلى مشكلة، ولكن فى هذه
الحالة كان التعاون سلسا جدا، وهذا يرجع لصداقتنا واحترامنا المتبادل لرؤية
الآخر، ولإدراك صنع الله إبراهيم متطلبات وحدود الفيلم السينمائى، ونادرا
ما اختلفنا خلال هذا العمل، وأى خلاف فنى كنا نحله سريعا بالنقاش المنطقى
وبكثير من المرح.
■ كم
استغرقت فترة كتابة السيناريو؟
- الرواية
ملحمية وزاخمة بالأحداث، وتحويلها إلى نص سينمائى لم يكن سهلًا، واضطررنا
للتضحية بالكثير من الشخصيات والمواقف الجميلة، وبدأنا كتابة السيناريو فى
عام ٢٠٠٩، وانتهينا من أول نسخة عام ٢٠١١، وقدمنا المشروع بها خلال سوق
الفيلم فى مهرجان دبى فى العام نفسه، ولكننا طوال السنوات الماضية كنا
نراجع السيناريو باستمرار لنغير ونكثف، حتى وصلنا إلى النسخة العاشرة عام
٢٠١٩، وهى التى تم تصويرها.
■ كيف
اخترت الممثلين فى الفيلم؟، وهل هناك سبب للجمع بين أكثر من جنسية عربية فى
الفيلم؟
- تغير
الواقع المصرى كثيرًا خلال السنوات الأرضية، وزادت الهموم العربية وتشابهت
نوعا ما، لذلك رأيت مع صنع الله إبراهيم أن الأنسب أن يتحدث الفيلم عن
الوطن العربى وليس عن دولة محددة، وبالتالى كان منطقيًا أن يكون أبطال
الفيلم من عدة بلاد عربية، وأن يتحدث كل منهم بلهجته مع بعض التبسيط أحيانا
من خلال استخدام اللهجة البيضاء.
■ كم
استغرقت فترة التحضيرات للفيلم قبل التصوير؟، وما صعوباتها؟
- استغرق
التحضير عدة أشهر فى القاهرة، انتقلت بعدها إلى تونس للتصوير هناك،
والتصوير فى بلد لأول مرة دائما له تحديات خاصة، ولكن تعاون وتفانى الفريق
الفنى والمثالى كان رائعا وأذاب كل الصعوبات.
■ ما
الصعوبات التى واجهتها أثناء تصوير الفيلم؟
- ضيق
الوقت هو دائما المشكلة الأولى فى تصوير أى فيلم، فى هذا الفيلم تكون
الفريق الفنى من عدة جنسيات، وهذا يشكّل تحديا وميزة، كما اجتاحت الاستديو
الذى كنا نصور فيه أمطار وسيول مما تسبب فى ضياع ما يقرب من يوم تصوير كامل.
■ كم
يومًا استغرقه تصوير الفيلم؟
- 21 يوما
فقط.
■ ما
أكثر شىء انتبهت إليه فى مرحلة ما بعد الإنتاج؟
- كل
الخطوات مهمة، ولكن المونتاج أهم مرحلة فى عمل أى فيلم، والذى قام به فى
«شرف» المونتير الألمانى الكبير هانسيورج فايسبريخ، وقد كان أول عمل لنا
معا وبالتأكيد لن يكون الأخير، فالمونتير هانسيورج فايسبريخ تعامل مع
المادة المصورة بحساسية كبيرة وبقسوة مطلوبة فى الوقت نفسه، والموسيقى
التصويرية ألفها أولى بيلر Oli
Biehler فى
ثالث تعاون بيننا، وكان قد حصل على جائزة أحسن إسهام فنى من مهرجان القاهرة
السينمائى عن موسيقى فيلمى «أضرار لاحقة»
Seeds of Doubt.. وأعتبر
الموسيقى التصويرية لـ «شرف» مغامرة حقيقية.
■ ماتوقعاتك
لاستقبال الجمهور العربى للفيلم؟
- الفيلم
يلمس الكثير من الجراح التى نشعر بها كعرب، وكثيرا ما نسكت عنها، لذلك
أتوقع أن يتفاعل الجمهور العربى بشدة مع الفيلم لأنه ينحاز للإنسان فى سعيه
لحياة كريمة. |