المهرجان في دورة استثنائية تقودها ثنائية تنويرية رهانها
الاستمرار، قرابة 80 فعالية طبعت على نسيج من المحبة والحوار وتبادل
الخبرات بين نخبة مبدعة من شتى أنحاء العالم.
الدورة الخامسة من مهرجان أفلام السعودية ليست كسابقاتها،
فهي الدورة الأولى بعد دخول السينما إلى السعودية، وهو ما يفسر الإقبال
الهام جماهيريا والتنوع في الأعمال المعروضة التي نصفها أفلام تعرض للمرة
الأولى. طفرة سينمائية تشهدها السعودية يقودها مخرجون من مختلف الأجيال،
ولكن بشكل خاص من الشباب، الذين باتوا يقتحمون قضايا اجتماعية وفكرية وحتى
تاريخية وغيرها بكاميراتهم الطموحة إلى تحقيق معادلة المزج بين الفن
والرسالة.
الظهران (السعودية)
– اختتمت
الدورة الخامسة من مهرجان أفلام السعودية، الذي تنظمه جمعية الثقافة
والفنون في الدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي
“إثراء”، حيث أقيم حفل ختام الدورة التي جاءت بعنوان “أحلام تتحقق” في 26
مارس الجاري بتوزيع الجوائز، وشهد حضوراً جماهيرياً لافتاً في مركز الملك
عبدالعزيز الثقافي “إثراء” في الظهران.
وضمت فئات المسابقات في مهرجان أفلام السعودية 4 مسابقات
رئيسية، وهي: مسابقة الأفلام الروائية ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة
أفلام الطلبة ومسابقة السيناريو غير المنفذ، على جائزة النخلة الذهبية. حيث
عرضت الأفلام وسط حضور هام على مدى ستة أيام من الـ21 حتى الـ26 من شهر
مارس الجاري، إذ كان الحضور في هذه الدورة أكبر منه في سابقاتها، خاصة أن
هذه الدورة هي أول دورة بعد دخول السينما إلى السعودية، لذا كان الجميع
منتظرا ومتواجدا ومترقبا، حتى أن الدعم كان أقوى، وهو ما ساهم في نجاح
المهرجان بشكل لافت.
الدورة الخامسة من مهرجان أفلام السعودية تصادفت مع يوم
الشعر العالمي ومع يوم الأم، وتلك ليست مصادفة
تتويجات الأفلام
في جوائز المهرجان لهذا العام حصد فيلم “المسافة صفر”
للمخرج عبدالعزيز الشلاحي جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي في مهرجان
أفلام السعودية بدورته الخامسة التي انطلقت في 21 مارس الجاري. ويعتبر
الفيلم أول فيلم سعودي طويل يُعرض في حفل افتتاح.
والفيلم من بطولة خالد صقر وإبراهيم الحساوي ويعقوب فرحان،
بالإضافة إلى 6 شخصيات رئيسية. ويتحدث عن فترة زمنية محددة هي عام 2004،
متتبعا قصّة شاب يدعى ماجد ورفيقه الذي أودع السجن بتهمة ضلوعه في الإرهاب؛
إذ يتناول الفيلم التحولات الفكرية التي شهدها المجتمع في تسعينات القرن
الماضي.
بينما ذهب أفضل إخراج لحسام الحلوة عن فيلم “صلة”، وأفضل
ممثلة لزارا البلوشي في فيلم “ستارة”، وأفضل ممثل لأسامة القس في فيلم
“أغنية البجعة”. وذهبت جائزة التحكيم الخاصة إلى فيلم “ولد سدرة” للمخرجة
ضياء يوسف.
وفي الأفلام الوثائقية نال فيلم “الكهف” للمخرج عبدالرحمن
صنقجي جائزة النخلة الذهبية.
فيلم "المسافة صفر" المتوج بجائزة أفضل فيلم روائي يتناول
التحولات الفكرية التي شهدها المجتمع في التسعينات
أما مسابقة أفلام الطلبة فقد اختطف فيها فيلم “حرق” للمخرج
علي الحسين ثلاث جوائز كأفضل فيلم وأفضل إخراج، وأفضل ممثل عن الدور الذي
قام به الفنان راشد الورثان.
وذهبت جائزة المهرجان لأفضل فيلم عن مدينة سعودية إلى فيلم
“مهلائيل” للمخرج معاذ العوفي. وجائزة أفضل بوستر نالها فيلم “رد فلفلت”
لعبدالعزيز التويجري.
وعلى مستوى السيناريو فاز بأفضل سيناريو منفذ فيلم “أنا
الموت” لناصر حماد، وأفضل سيناريو غير منفذ “ثلاثة صفر” للبندري البقمي.
وقد كانت لجان التحكيم في مسابقة الأفلام الروائية تشكلت من
الروائي عبده خال، والصحافي والناقد محمد رضا، والمنتج والكاتب محمد حفظي.
أما أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية فهم الأكاديمي المختص في
جماليات الشاشة مسفر الموسى، والشاعر سماء عيسى، والمخرج والمنتج الكويتي
عبدالله بوشهري، وكان أعضاء لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة الناقد مبارك
الخالدي، والممثل والمخرج البحريني جمعان الرويعي، والممثلة والباحثة فاطمة
البنوي. أما لجنة تحكيم مسابقة السيناريو فتشكلت من الروائية أميمة الخميس،
والكاتب والممثل نواف الشبيلي، والكاتب والسيناريست الإماراتي أحمد سالمين.
وقد شارك في توزيع الجوائز مدير جمعية الثقافة والفنون في
الدمام يوسف الحربي ورئيس الفنون المسرحية والسينمائية في “إثراء” ماجد
سمّان ومدير المهرجان أحمد الملا.
فعاليات متنوعة
تم في دورة هذا العام اختيار 54 فيلما من أصل 154 فيلما
تقدم للمشاركة في المهرجان، حيث أجازت لجنة المشاهدة 40 منها لدخول
المسابقة بينما تم اختيار 14 فيلما للمشاركة في قسم أفلام الطلبة.
وضمت القائمة المختارة 22 فيلما يعرض للمرة الأولى، وتم
تصنيف الأعمال السينمائية المشاركة إلى 31 فيلما روائيا، و9 أفلام وثائقية،
و14 في قسم أفلام الطلبة.
وقال مدير المهرجان الشاعر أحمد الملا في كلمته التي ألقاها
في حفل الختام “افتتحنا هذه الدورة الخامسة من مهرجان أفلام السعودية في 21
مارس، مصادفا يوم الشعر العالمي وموافقا ليوم الأم. تلك ليست مصادفة، حيث
فاضت المشاعر في أروقة المهرجان، وتجلى الحب الذي غمرنا به صناع الأفلام”.
وأضاف الملا “يستمر المهرجان بثنائية تنويرية تشكلت بتنظيم
من جمعية الثقافة والفنون بالدمام وشراكة عميقة مع منارة التنوير مركز
الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ‘إثراء’. التقينا من جديد تحت مظلة
المهرجان، من تكريم الراحل لطفي زيني بحضور عائلته الكريمة. وصديقنا العزيز
مسعود أمر الله آل علي بحضوره الشخصي والحميم، بما له من عميق التأثير”.
ولفت الملا في كلمته إلى أن برنامج المهرجان شهد قرابة 80
فعالية، طبعت على نسيج من المحبة والحوار وتبادل الخبرات بين نخبة مبدعة من
شتى أنحاء العالم، قائلا “لن أزيد عن شكري وتقديري لزملائي الكبار من معدين
ومبرمجين ومتعاونين ومتطوعين. من الجمعية و’إثراء’ على حد سواء. أنتم
المهرجان. الأفلام أحلام تتحقق. نلتقيكم على الحب والجمال بعد قليل في
الدورة السادسة”.
وعلاوة على عروض الأفلام قدم المهرجان هذا العام عددا من
الندوات نذكر من بينها ندوة “الرواية السعودية في السينما”، التي جالت في
قضية الأدب الروائي السعودي وعلاقته بالسينما، وندوة “جماليات السينما
البحرينية”، التي أضاءت على واحدة من أهم سينماءات الخليج العربي بما لها
من خصوصية.
كما قدم المهرجان ورشا تدريبية لصناع الأفلام في مركز
“إثراء”، وأقيمت بشكل يومي متناولة عدة مجالات في صناعة السينما، من إخراج
وتمثيل وسيناريو وغيرها.
وإيماناً من إدارة مهرجان أفلام السعودية بقيمة الكتاب
المطبوع كمورد موازٍ للفن مع السينما، وذلك لما له من أثر عميق في تأصيل
المعرفة وتشكلها فقد أصدرت إدارة المهرجان خمسة كتب مختصة بالسينما وصناعة
الأفلام، تزامنا مع انطلاق فعاليات هذه الدورة، حيث كان الجمهور على موعد
مع توقيع الكتب الخمسة ضمن فعاليات المهرجان.
والكتب هي”روبرت دي نيرو وصدمة التحوّل”، للأديب البحريني
أمين صالح، و”إنقاذ القطة: الكتاب الأخير الذي ستحتاجه لكتابة سيناريو”
لبليك سنايدر ترجمة الشاعر السعودي غسان الخنيزي، وكتابان لخالد ربيع السيد
الأول بعنوان “سينمائيات سعودية” والثاني موسوم بـ”لطفي زيني: تحفة الفن
السعودي”، ختاما بكتاب “مسعود أمر الله آل علي: الأب الروحي للسينما
الخليجية” للكاتب والسيناريست محمد حسن أحمد. |