كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ختام برلين السينمائي.. عواطف جياشة تُنسينا عدم تميز الدورة إلا قليلاً

د. أمل الجمل

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

ثلاث جُمل توقفت أمامها أثناء حفل ختام مهرجان برلين السينمائي التاسع والستين المنعقد في الفترة بين ٧- ١٧ فبراير الجاري، حيث تم الإعلان عن أسماء الفائزين وتسليم الجوائز، وطوال اليوم الأحد تُعاد بعض عروض الأفلام، ومنها تلك التي حصدت الجوائز والتي عادة تشهد إقبالاً جماهيرياً لافتاً وتكاد تكون جميع العروض «سولد أوت»، أما الجُمل التي استوقفتني فهي كالتالي:

"قبل عشرة أيام لم يكن لدينا تدفئة في الحجرة، أما اليوم فيمكن أن نحصل عليها بسبب هذه الجائزة التي أدخلت الدفء أيضاً على نفوسنا". وبالطبع مَنْ عاش في ألمانيا لفترة خصوصا في أشهر البرد - التي تصل فيها درجة الحرارة أحيانا تحت الصفر- يعلم جيدا ماذا يعني غياب التدفئة التي تُكلف سعراً باهظاً.

"اعذروني لأن ملابسي ليست رسمية. لم أكن أتوقع أننا سنفوز بجائزة، فقلت لنفسي لماذا إنفاق الفلوس على الفاضي".

"قبل ١٢ عاما كنت أثناء فترة انعقاد مهرجان برلين السينمائي أحوم حول قصر البرليناله وأدور حول دور العرض المجاورة وأقول لنفسي، أحيانا، ربما ذات يوم أري اسمي على أحد بوسترات الأفلام المعلقة هنا، لكنني لم أتوقع، ولم أتخيل أبدا أن أنال جائزة من هذا المهرجان".

توقفت أمام الجمل السابقة لما بها من دلالة على التضحيات والجهد الشاق ومعاناة بعض صناع الأفلام الذين يرغبون في تقديم ما هو مختلف في ظل صعوبات الإنتاج، والطموح الذي يتحقق بعد سنوات من الإصرار والعزيمة وفي ظل عدم الاستسلام. فصاحب الجملة الأولى هو أحد منتجي فيلم "أوراي"Oray الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي أول طويل -تم تقاسم الجائزة بين المنتجين والمخرج- والذي تدور أحداثه حول شاب مسلم اسمه أوراي يعيش في مدينة كولن الألمانية في مواجهة مشاكل الدين والزواج.

جائزتان للسينما السودانية

أما الجُملة الثانية فصاحبها المخرج السوداني صهيب جاسم الباري صاحب الفيلم الوثائقي "حديث عن الأشجار" من إنتاج فرنسا، السودان، ألمانيا، تشاد. شارك في قسم البانوراما ولفت الأنظار إليه بقوة فاستحق التصفيق له عدة دقائق، مثلما استحق فوزه بجائزتين من مهرجان برلين؛ الأولي تُعد مفاجأة كبرى وهي جائزة الجمهور للفيلم الوثائقي ولها معنى كبير لأنه، عادة، يصعب إرضاء الجمهور، مثلما يصعب توقع توجهاته أو تخمين إلى أين تتجه ذائقته الفنية، فأن يمنح الجمهور جائزته لفيلم "حديث عن الأشجار" فهذا تعبير عن وصول الفيلم إلى قلوبهم وتأثيره في مشاعرهم. مثلما يعتبر الفوز أحد اللقاءات النادرة بين ذوق الجمهور والنقاد.

كما حصل الفيلم ذاته على جائزة أفضل فيلم وثائقي من لجنة تحكيم مسابقة الوثائقي والتي تُقدر بـ50.000 يورو وهي ممولة من جلاشوت أوريجينال للساعات منذ العام ٢٠١٧، حيث بداية انطلاق الجائزة رغم اهتمام مهرجان برلين بالفيلم الوثائقي منذ عدة سنوات. وجدير بالذكر أن الجائزة كان يتنافس عليها ١٨ فيلماً وثائقياً في أقسام المهرجان المختلفة: بانوراما - منتدى - جيل - برليناله الخاصة - وجهة نظر للسينما الألمانية.

مخرجة "تصدع النظام"

أما الجُملة الثالثة فكانت للمخرجة الألمانية نورا فينجشايدت التي نالت جائزة ألفريد باور لأفضل إسهام فني عن فيلمها "تصدع النظام" أو "محطمة النظام" - System Crasher - أو كما في عنوانه الألماني systemsprenger ، والذي كتبنا عنه بمصراوي مقالا بتاريخ ٩ فبراير عقب عرضه بالبرليناله التاسعة والستين.

أشارت نورا أكثر من مرة إلي تأثرها بأفكار ونصائح جولييت بينوش عندما حضرت النجمة الفرنسية فعاليات "مواهب البرليناله" في أحد الأعوام وها هي فينجشايدت تحقق حلمها ويخرج شريطها للنور بعد ست سنوات من العمل الذي صفق له الجميع، والذي يصعب نسيانه في قضية مهمة وحيوية تخص المجتمعات الأوروبية في تعاملها مع الأطفال المصابين بالانفعالات المزاجية الحادة التي تقودهم إلى ارتكاب العنف والاعتداءات الجسدية الخطرة.

رحيل مفاجئ لممثل عظيم

بدأت مذيعة حفل ختام البرليناله في مستهل فقراتها – وبعد الترحيب بالضيوف - بتقديم تحية إلي روح الممثل السويسري برونو جانز الذي رحل ظهر يوم حفل الختام ١٦ فبراير، وذلك قبل عيد ميلاده الثامن والسبعين بأسابيع معدودة، والذي اشتهر بأداء دور هتلر بفيلم "السقوط" للمخرج الألماني أوليفر هيرشبيجل، وأيضاً دوره بفيلم لارس فون ترير "المنزل الذي بناه جاك". وإن كان آخر أدوراه على الشاشة لم تُعرض بعد إذ يأتي ضمن فيلم تيرانس مالك الجديد الذي يتوقع له أن يُعرض هذا العام.

توقف الحضور لحظات من الحداد على روح الممثل السويسري العظيم، وكان أيضاً ديتر كوسليك المدير الفني لمهرجان برلين السينمائي قد تحدث عنه في كلمة الوداع - حيث يختتم عمله كمدير فني للمهرجان بتلك الدورة بعد ١٨ عاماً من تولي المنصب - بذات الحفل الختامي لتحية برونو جانز الذي شارك بعدد من الأفلام الألمانية مثل "المزيّف" لفولكر شلوندورف، و"أجنحة الرغبة" للمخرج فيم فاندرز، وبعضها شارك في مسابقات البرليناله.

دموع ديتر كوسليك

أثناء فترة نقل الحدث السينمائي على الـ"رد كاربت" قبيل بدء حفل ختام البرليناله ورغم تسليط الأضواء على النجوم والنجمات وهم يخطون على السجادة الحمراء، ويلتقطون الصور، ويوقعون للمعجبين والمعجبات، لكن فجأة عندما ظهرت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الثقافة والإعلام الوزيرة مونيكا جروترز اهتمت بها عدسات المصورين وأخذ البعض ينادي باسمها لتصوير حوارات تليفزيونية، وهي تتنقل بسعادة وخفة وأناقة بينهم. ثم اختتمت الوزيرة جولتها بين الكاميرات بتحية ديتر كوسليك والتقاط الصور معه، ثم رفعت لافتة مكتوبًا عليها "دانكا ديتر" أي "شكراً ديتر"، ونفس اللافتة رفعها مجموعة من الواقفين في صفوف الجمهور خلف الحواجز على الـ"رد كاربت".

لم يكن المشهد السابق هو الأخير، فبداخل قصر البرليناله بأدواره الثلاثة تحولت القاعة إلي تظاهرة حب موشاة بالعواطف الجياشة إزاء شخصية ديتر كوسليك ووقف الجميع لتحيته والتصفيق له طويلاً، عقب كلمة وزيرة الثقافة، وعقب الفيلم القصير الذي عرضوه عن كوسليك الذي تضمن لقطات كثيرة له في بداية توليه المنصب - وهو بمرحلة الشباب - ثم بعد مرور كل تلك السنوات وهو لا يزال يتمتع بالحيوية وخفة الظل والبساطة رغم مكانته الكبيرة في الوسط السينمائى الدولي.

سقطت دموع ديتر كوسليك بعد أن ظل يغالبها لفترة، وأخذ يبحث بين الحضور عن منديل لتجفيفها، قبل أن يرد على تحية الجمهور الحاضر، من دون أن ينسى أن يُهنئ الشبابين الجديدين الذين سوف يتوليان مهمة إدارة المهرجان من بعده وهما الإيطالي كارلو شاتريان المدير الحالي لمهرجان لوكارنو السينمائي، والسينمائية الهولندية مارييت ريسنبك. ثم يصعد كوسليك إلى خشبة المسرح ليُلقي كلمة وداعية فيشكر فريق عمله الذي سانده وكان دائما يقف في ظهره كداعم قوي، ثم يتلقي تكريما من وزيرة الثقافة، وليهدي بدوره دباً صغيراً أحمر لمذيعة الحفل قائلاً لها إنه يحمل قلبه.

معروف عن ديتر كوسليك اهتمامه بأدق التفاصيل في تنظيم المهرجان، وهو ما تبدى بوضوح في تعامله التلقائي مع الصحفيين والنقاد، وحتى خارج جدران المهرجان حيث وقوفه عدة مرات أمام عربات الطعام المنصوبة بجوار موول أركاديا حيث يتناول وجبة سريعة، ربما ليطمئن الناس أيضاً ويشجعهم.

نجم الختام

ثم في ختام توزيع الجوائز وبعد تسليم رئيسة اللجنة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش جائزة الدب الذهبي - التي اقتنصها الفيلم الإسرائيلي "مرادفات" كما توقع له كثر قبل إعلان الجوائز - تعلن بينوش عن مفاجأة لجنة التحكيم بتقديم هدية تذكارية إلي كوسليك بما أنه "يختتم عمله هنا في البرليناله وسيذهب إلي مكان آخر ليسعد أناسًا آخرين" وكانت الهدية عبارة عن دب كبير - لعبة - احتضنه كوسليك وأخذ يلاعبه قليلاً، وبنفس الدقة أخذ يهتم بطريقة وضعه علي خشبة المسرح، محاولاً ألا يكون في مركز أو صدارة الصورة رغم إلحاح بينوش وآخرين عليه، وكأنه يترك مساحة لصناع الأفلام ونجومها وضيوف البرليناله، وهو تصرف لا يقدر على فعله إلا إنسان كبير ممتلئ ومتحقق.

رغم الجوائز والجو الاحتفالي وإطلالات النجوم والنجمات لكن يظل بطل تلك الليلة الختامية من مهرجان برلين العريق هو ديتر كوسليك الذي ربما بسبب الاحتفاء الكبير به جاءت تلك الليلة الختامية لتجعلنا نتناسى أن الدورة التاسعة والستين من مهرجان برلين السينمائي لم تكن دورة متميزة، وكادت تخلو من الأفلام الكبيرة التي تجعلنا نشهق من قوة جمالها لولا قلة قليلة جداً.

رغم ما سبق، ورغم أي حديث - سابق أو لاحق - عن تراجع مستوى هذه الدورة يجب ألا ننسي دور ذلك الرجل ديتر كوسليك الذي نجح في أن يجذب نحو خمسة ملايين مشاهد إلى صالات السينما في برلين. خمسة ملايين مشاهد. إنه رقم يجعلنا نرفع القبعات للرجل ولسياساته ومهارته رغم أي مآخذ أخرى عليه. خمسة ملايين مشاهد يأتون إلى الصالات ويشترون بطاقات عروض الأفلام. إنها تجربة تستحق أن يتوقف عندها منظمو المهرجانات في بلادنا العربية وخاصة مصر البلد الوحيدة في المنطقة العربية التي يوجد بها صناعة سينمائية.

موقع "مصراوي" في

17.02.2019

 
 
 
 
 

مفاجآت مثيرة فى جوائز الدورة 69 لمهرجان برلين السينمائى

برلين ــ خالد محمود:

·        منح الدب الذهبى لفيلم إسرائيلى يطرح التساؤلات.. وفوز مستحق للفرنسى فرانسوا أوزون «بفضل من الله» 

·        الفيلم المقدونى يخرج من حسابات لجنة جولييت بينوش رغم إعجاب النقاد

·        ديتر كوسليك يودع إدارة المهرجان بعد 18 عامًا ويستقبل التصفيق بالدموع

شكلت جوائز مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ ٦٩، مفاجأة كبرى أثارت العديد من التساؤلات، فرغم أن بعضها جاء حسب توقعات نقاد العالم فى «هوليوود ربورتر، وسكرين، وفارايتى، والجارديان»، إلا أن البعض الآخر كان مخالفا تماما، وكانت أول المفاجآت هى إعلان فوز الفيلم الإسرائيلى «مرادفات» للمخرج ناداف لابيد بجائزة الدب الذهبى، وهى الجائزة التى كان ينتظرها أفلام أخرى حظيت بثناء وإعجاب النقاد، وفى مقدمتها الفيلم المقدونى الرائع فنيا «الله موجود واسمها باترونيا»، وفيلم «اليزا ومارسيليا»، و«بفضل الله»، فتلك الأفلام ظهرت بشكل فنى مدهش وبدا مخرجوها وكأنهم قدموا تحفا سينمائية فى أبهى صورها تغوص فى مشاعر إنسانية شديدة التماس مع الحياة بكل وجوهها

والواقع أن إسرائيل التى شاركت بأكثر من فيلم فى مسابقات المهرجان المختلفة، باتت تزحف بقوة فى المحافل السينمائية الكبرى لإثبات وجودها، عبر قصة اجتماعية تخفى وراءها أبعادا سياسية وأفكارا ربما تسير لازدواجية الشخصية العبرية فى مجتمع يحكمه أكثر من معيار، ففيلم «مرادفات» الذى شاركت ألمانيا وفرنسا فى إنتاجه، يتناول قصة شاب إسرائيلى يدعى «يواف» يهرب إلى باريس بعد إتمام خدمته العسكرية فى الجيش الإسرائيلى، ويحاول إخفاء أصوله اليهودية والاندماج فى المجتمع الفرنسى للفرار من جنسيته، على أمل أن تنقذه فرنسا من جنون بلاده، باحثا عن هوية جديدة فى وطن جديد، يريد الحصول على الجنسية الفرنسية فى أقرب وقت ممكن وتدمير أصله قدر الإمكان، وكخطوة أولى، قرر ألا يتكلم كلمة من العبرية بعد الآن، حيث سيكون القاموس الفرنسى رفيقا، فطوال الفيلم يردد مرادفات للكلمات والمعانى وكأنه يسمع قاموسا، وهى بالقطع دراما رمزية للتأكيد على الموقف والحدث. وفى المكان الجديد يتعرف «يوآف» على زوجين فرنسيين، وإسرائيلى يُدعى «يارون» ناشط فى مجال مكافحة اللا سامية.

وعلق مخرج الفيلم عقب استلام الجائزة، أنه يمكن أن يسبب هذا الفيلم له المتاعب فى إسرائيل، وأهدى لابيد الفيلم لأمه إيرا لابيد التى كانت تقوم بمونتاج أفلامه حتى وفاتها خلال المراحل الأخيرة من هذا الفيلم.

وان كانت لجنة تحكيم المسابقة الدولية برئاسة النجمة الفرنسية جولييت بينوش، قد فاجأت الجميع بفوز الفيلم الإسرائيلى، فإنها انحازت لمشاعر الجمهور وآراء النقاد بمنحها جائزة الدب الفضى ــ «جائزة لجنة التحكيم الكبرى» للفيلم الفرنسى «بفضل الله» للمخرج فرانسوا أوزون والذى قدم واحدا من أجمل أفلامه وأكثرها جرأة، وانتزع جائزة يسحقها، حيث تناول تجاوزات أحد نماذج رجال الكنيسة واتهامهم بالاعتداء على الأطفال وكفاح الضحايا من أجل العدالة.

ويأتى الفيلم النرويجى السويدى الدنماركى المشترك «نظام المحطم» إخراج نورا فينجشيدت ليقتنص جائزة الدب الفضى «جائزة ألفريد باور»، ينما ذهبت جائزة الدب الفضى لأفضل مخرج إلى أنجيلا تشانيليك عن فيلمها «كنت فى المنزل، ولكن».

جوائز التمثيل كانت من نصيب السينما الصينية، حيث فاز بالدب الفضى لأفضل ممثل وانج جينج تشون عن دوره فى فيلم المسابقة الرائع «طويل جدا، ابنى»، وفازت بالدب الفضى لأفضل ممثلة «يونج مى» عن دورها فى نفس الفيلم الذى حظى بإعجاب الحضور.

وجاء الفيلم الايطالى «بيرانهاس» ليشكل محطة مختلفة وقفزة للسينما الايطالية، نظرا للقضية المهمة التى يطرحها وهى خاصة بعصابات الاطفال فى شوارع نابولى، وقد فاز بالدب الفضى لأفضل سيناريو وحصل عليها موريزيو باروتشى، كلاوديو جيوفانسى، روبرتو سافيانو.

ومنحت لجنة التحكيم جائزة الدب الفضى للمساهمة الفنية المتميزة إلى راموس فايديك عن التصوير السينمائى لفيلم «خارج سرقة الخيول».

أما جوائز مسابقة الأفلام القصيرة، فحصل فيلم Umbra من إخراج فلوريان فيشر وجوهانز كريل، على جائزة الدب الذهبى لأفضل فيلم قصير، وفاز فيلم Blue Boy من إخراج مانويل أبراموفيتش، على جائزة الدب الفضى لأفضل فيلم قصير، وحصل فيلم Rise من إخراج باربرا واجنر وبنجامين دى برو، على جائزة آودى للفيلم القصير.

وكان حفل توزيع الجوائز بدأ باحتفاء خاص لمدير المهرجان ديتر كوسليك، والتى تنتهى ولايته للمهرجان بنهاية دورة هذا العام، بعد أن رأس المهرجان لمدة 18 عاما، ووقف كوسليك على المسرح ليستقبل تصفيق النجوم الحاد داخل قاعة الاحتفال بالدموع، حيث يحظى بحب كبير من الجميع، فيما قامت ممثلة الثقافة والإعلام الألمانية مونيكا جروترز بتكريم كوسليك

وكان المهرجان قد كرم الممثلة البريطانية تشارلوت رامبلينج، ومنحها الدب الذهبى الشرفية تقديرا لمشوارها الكبير وقالت إنها تأثرت لحصولها على تلك الجائزة من مهرجان برلين السينمائى.

والممثلة التى تبلغ من العمر 73 عاما، ووصفت بأنها أيقونة السينما غير التقليدية والمثيرة، حصلت عام 2015، على جائزة الدب الفضى من مهرجان برلين عن دورها كزوجة فى الفيلم الرومانسى الدرامى «45 عاما».

نشر فى : الأحد 17 فبراير 2019 - 9:16 م |

الفيلم السودانى «الحديث عن الأشجار»

يفوز بجائزة بانوراما الأفلام الوثائقية

أعلنت إدارة مهرجان برلين فوز الفيلم اليابانى «37 ثانية» بجائزة البانوراما للفيلم الروائى لعام 2019.

الفيلم من إخراج هيكارى «ميتسويو ميازاكى»، تدور قصته حول «يوما»، وهى شابة يابانية تعانى من شلل دماغى، ممزقة بين واجباتها تجاه عائلتها وحلمها بأن تصبح فنانة، ولكنها تناضل لآخر لحظة لتعيش الحياة التى تحلم بها.

وفاز بالجائزة الثانية فيلم «غرز» إنتاج صربيا / سلوفينيا / كرواتيا / البوسنة والهرسك، وإخراج ميروسلاف تيرزيتش.

وفاز بالجائزة الثالثة «الخيال السينمائى 2019 » فيلم «الطفو»، إنتاج أستراليا وإخراج رود راثين.

بينما فاز بجائزة بانوراما الأفلام الوثائقية فيلم «الحديث عن الأشجار» إنتاج فرنسا، السودان، ألمانيا، تشاد، وإخراج صهيب جاسملبارى.

وفاز بالمركز الثانى فيلم «مسافر منتصف الليل» إخراج حسن فاضلى وإنتاج الولايات المتحدة الأمريكية/المملكة المتحدة/قطر.

وحصد جائزة البانوراما الثالثة فيلم «إطلاق النار على المافيا» إخراج كيم لونجينوتو، إنتاج ايرلندا/الولايات المتحدة المريكية

ويجسد صورة لحياة وعمل المصور الإيطالى ليتيسيا باتاليا، الذى يوثق جرائم المافيا فى باليرمو منذ عقود.

الشروق المصرية في

17.02.2019

 
 
 
 
 

«مرادفات» للإسرائيلي ناداف لابيد:

الانتماء والهوية والتخلي أمور لا تأتي بحفظ كلمات معجم

برلين- «القدس العربي» ـ نسرين سيد أحمد:

نادرا ما نلقى فيلما يسدد لنا صفعة مباشرة مدوية إن أردتم، أو يضغط بكل ما أوتي من قوة على الجراح الأكثر إيلاما لدينا، ونادرا ما نلقى فيلما يتعامل مع تجربة المهاجر، المغادر لبلد لا يشبهه، والقادم إلى بلد يود اللوذ به من وطن لا يريده، بكل هذه الحساسية وكل هذا الفهم. هذا تحديدا ما نجده في فيلم «مرادفات» للإسرائيلي ناداف لابيد، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي (7 إلى 17 فبراير/شباط الجاري). إنه فيلم يعصف بالمشاهد كليةً، ويلقي به وسط دوامة من المشاعر والمشاهد والآراء، التي تدخل في صميم تجربة المهاجر، وتمثل تعليقا سياسيا وشخصيا وحضاريا على البلد البعيد الذي يود نسيانه، وغسل نفسه منه، وعن البلد الجديد القادم إليه محملا بآمال الانتماء.

يوجه الفيلم انتقادا لاذعا لإسرائيل ولجوهرها المعتمد على العسكرية المفرطة والروح القتالية الذكورية التي تبثها وتتوقعها من الشباب على أرضها، كما يقدم في الآن ذاته نظرة فاحصة على توقع المقبل إلى فرنسا، إلى هذا البلد الذي قرأ عنه وتعلم لغته، بدون أن يراه. ترى هل تشبه فرنسا الحقيقية الصورة النمطية التي يتخيلها القادم إليها؟ ترى هل هناك فكاك أصلا من بلد ولدنا فيه حتى إن غادرناه جسدا؟ ترى هل يكفي أن تكون ملماً بحصيلة لغوية كبيرة لأن تجد لذاتك وطنا في أرض جديدة؟

يوجه الفيلم انتقادا لاذعا لإسرائيل ولجوهرها المعتمد على العسكرية المفرطة والروح القتالية الذكورية التي تبثها وتتوقعها من الشباب على أرضها.

هذه بعض التساؤلات التي يطرحها لابيد في فيلمه «مرادفات» الذي يبث فيه الكثير من عناصر تجربته الشخصية، وسيرته الذاتية بعد مغادرة إسرائيل إلى باريس، ورفضه نطق إي كلمة بالعبرية بعد الوصول إلى فرنسا. هي رحلة ننغمس فيها كليةً، وتلتبس علينا مسالكها أحيانا كما تلتبس على بطلها وصاحبها، يواف، الذي يقوم بدوره توم مرسيار، في أول أدواره، الذي ما كان للفيلم أن يكون بمثل هذا التأثير وهذه القوة، بدون أدائه الذي يتلبس الشخصية تماما.

«جئت إلى فرنسا هرباً من إسرائيل»، هكذا يقول يواف لصديقه الفرنسي إيميل (كوانتان دولمير) ناعتا إسرائيل بأنها «بغيضة»، «حقيرة»، «دنيئة»، «سوقية»، وبكل الصفات التي يعرفها في حصيلته باللغة الفرنسية، حتى أن صديقه يرد ضاحكا أنه لا يمكن لبلد واحد أن يوصف بكل هذه الصفات. تتدفق المترادفات على لسان يواف، كمن يود توثيق انتمائه لهذا البلد الجديد بمعرفة أكبر قدر ممكن من الكلمات الموجودة في معجم لغته، بدون أن يدرك مدى شيوعها، وهل تستخدم في الكلام الدارج، أم في اللغة الأدبية، هل هي كلمة حية أم ماتت وأصبحت معجمية فقط. ولكن التجرد من وطن وأسباب الرغبة في ذلك والانتماء إلى بلد آخر أمور ليست بهذا اليسر، فالأمر ملتبس بدرجة كبيرة، فالذي يعرفه يواف عن فرنسا يكاد يكون منعدما، ولا يعرف من أبناء البلد سوى اثنين، لا أكثر، حتى أن الفرنسيين اللذين يلتقي بهما لا يبدوان لنا شخصين حقيقيين، بل محض تصور لما يجب أن يكون عليه الفرنسيون. يقدم لابيد فيلما متطلباً، منفتحا على الرؤى والتأويلات.

يصل يواف إلى باريس وليس في حوزته إلا حقيبة صغيرة تحمل على الظهر، يغادر المطار وهو لا وجهة له ولا مأوى. يجول في الشوارع كالملتاع إلى أن تقوده قدماه إلى شقة خالية في حي باريسي أنيق، حيث يقرر أن يمضي ليلته الأولى في باريس، ولكن ما إن يستيقظ من نومه حتى يكتشف أن متعلقاته القليلة قد سرقت، ويكاد جسده العاري أن يتجمد بردا في شتاء باريس. وحيد في بلد غريب يود أن يلوذ به وبلا مأوى، إلى أن يجده جاراه الشابان الفرنسيان إيميل وكارولين (لويز شيفيل) مغشيا عليه بردا، فيغدقان عليه كرمهما.

لا يكشف يواف صراحة عما دعاه لمغادرة إسرائيل، ولكن تتكشف لنا بعض هذه الأسباب، فالشخصية التاريخية التي يتماهى معها يواف هي شخصية هيكتور، أحد مقاتلي طروادة، الذي مُني بخسارة فادحة على يد البطل أخيل، وفر.

يبدو إيميل وكارولين شبيهين بتخيل غير الفرنسيين لما يجب أن يكون عليه الفرنسيون، يبدوان كما لو كانا قادمين من الأفلام الفرنسية في الستينيات، فإيميل ثري يعيش على ثراء والده ليكتب رواية لم يتمها، يعيش للفكر والأدب، وصديقته كارولين أنيقة جميلة وحسية للغاية وتعزف الموسيقى الكلاسيكية. يحملان يواف إلى شقتهما، يدثرانه في فراشهما، وحين يستفيق يمنحانه ملابس ومعطفا، وهاتفا ومبلغا من المال ليتدبر به حاله.

ولعل إحدى المفارقات الكبرى في الفيلم هي أن يواف، الذي يرفض النطق بأي كلمة بالعبرية ويفر من كل ما يذكره بإسرائيل، لا يجد عملا يمده بقوت يومه إلا العمل كحارس أمن في السفارة الإسرائيلية في باريس. لكن عمله في السفارة يفتح لنا باباً إلى عقل يواف ولمَقرر المغادرة، فهناك في السفارة يلتقي بيارون (يوري هاياك) زميله في العمل، الذي يمثل كل ما يحاول يواف الفرار منه في إسرائيل، يارون يمتلئ بالعدائية والعدوانية، عدوانية يقول إنه يشرعها في وجه كل كارهي إسرائيل وكل من يحيك لها المكائد. يحرص على الحديث بالعبرية، ويعلن أنه يهودي صياحا في المترو ويستفز الجميع للشجار معه حتى يؤكد لنفسه أنه يهودي مضطهد، وأن الجميع يعادون اليهود. هذا هو ما فرّ منه يواف في إسرائيل: هذه العدائية وهذا الشعور بأن الجميع أعداء وهذه الرغبة الدائمة في القتال.

لا يكشف يواف صراحة عما دعاه لمغادرة إسرائيل، ولكن تتكشف لنا بعض هذه الأسباب، فالشخصية التاريخية التي يتماهى معها يواف هي شخصية هيكتور، أحد مقاتلي طروادة، الذي مُني بخسارة فادحة على يد البطل أخيل، والذي لم يقو على المواجهة وفر. يواف، بالنسبة لبلد كإسرائيل يغذي الروح القتالية لدى رجاله ويفاخر بذلك، يعد جبانا. لا يرى يواف فخرا في الروح القتالية ولا في الذكورة العدوانية لدى الجنود الإسرائيليين عندما كان مجندا، ولم يندمج قط مع حياة الجنود والجندية والآلة العسكرية، ولكن الحياة في فرنسا تكشف ليواف إنه ليس أقل غربة في أراضيها، وأن الاختلاف بين البلدين ومنظوريهما ليس في الواقع كبيرا كما يظن.

«الديك الفرنسي شجاع وقوي ويستيقظ مبكرا»، هكذا تقول معلمة اللغة الفرنسية في الدروس الإلزامية للمتقدمين للحصول على الجنسية الفرنسية، وتعدد مناقب الحرية الدينية والعلمانية وحرية التعبير والاعتقاد في فرنسا، ولكنها حين تطلب من طلابها ترديد النشيد الوطني الفرنسي، يتضح لنا أن كلماته لا تقل شراسة وشحذا للهمة القتالية والعسكرية ورغبة في القتال والتفاخر به، عما كان يفر منه يواف في إسرائيل. يبدو ليواف أنه لا مكان له ولا وطن وأنه قد لا يجد في فرنسا ما كان يطمح أن يجده فيها. هو غريب في البلدين، وقد يتحدث اللغتين، ولكن مهما تراكمت لديه المرادفات والكلمات، قد لا تمكنه الكلمات من التواصل مع روح ثقافة أي من البلدين. يصيح يواف مرددا كلمات النشيد الوطني الفرنسي بالحماس المطلوب، ولكنه يعلم في قرارة ذاته أنه يصعب عليه الانتماء هنا أو هناك. يصل إلى باريس عاريا يبحث عن الدفء والمأوى ليجد أنه لا مناص له إلا أن يكون غريبا أينما كان، عاريا من دفء الانتماء أينما حل.

القدس العربي اللندنية في

17.02.2019

 
 
 
 
 

بينوش تمنح «الدب» للفيلم الإسرائيلى..

و«الجمهور» يتوج السودانى!!

طارق الشناوي

عندما يحصل فنان أو فيلم إسرائيلى على جائزة فى أى مهرجان عالمى تشير أصابع الاتهام مباشرة إلى لجنة التحكيم، وتتهمها بالانحياز السياسى لإرضاء اللوبى الصهيونى الذى يشغل مساحات مؤثرة فى كل المجالات، وبالتالى من الممكن أن يصبح له تأثير مباشر أو غير مباشر فى توجيه قرارات لجان التحكيم، وهذا الاتهام فى جزء كبير منه صحيح، ولكن ليس قطعا على إطلاقه، فلا يجوز أن يصبح التوجس من تداخل المصالح والصفقات هو العنوان الدائم أو الوحيد للتظاهرات الفنية.. هذه المرة أقصد طبعاً نتائج مهرجان برلين التى أعلنت مساء أمس الأول، لا أتصور أن ماكينة الدعاية الإسرائيلية لها دور فى الوصول بهذا الفيلم الإسرائيلى الفرنسى الإنتاج «مترادفات» سينونيمز لاقتناص الدب الذهبى، ولكنها تدخل فى إطار قناعات اللجنة، رغم أنه لم يكن من بين الأفلام المرشحة بقوة للحصول على جائزة، حيث كان الفيلمان المنغولى «بيضة الديناصور» والتركى «الشقيقات الثلاث» هما الأكثر استحقاقا وترددا أيضا فى كل المجلات السينمائية التى صاحبت فعاليات المهرجان، لكن تظل قناعات لجان التحكيم لا يمكن لأحد مصادرتها.

تجدر الإشارة إلى أن كل التكهنات أشارت إلى أنه تماشيا مع توجه المهرجان الذى أكد مديره ديتر كوسليك فى أكثر من مؤتمر صحفى عندما صرح بسعادته لاختيار 7 مخرجات لأول مرة فى مسابقة رسمية لمهرجان ضخم بحجم «برلين»، كما أن فيلم الافتتاح «طيبة الغرباء» الدنماركى أيضا عليه توقيع امرأة «لون شيرفج».. لهذا توقع كُثر أن الجائزة فى النهاية الكبرى ستصل إلى واحدة من المخرجات السبع، خاصة بعد تعذر عرض فيلم «ثانية واحدة» الصينى - لأسباب تقنية - للمخرج زانج ييمو الذى يعد واحدا من أهم مخرجى العالم، ولهذا فإن ترشيحه لنيل الدب الذهبى كان منطقيا.. وهكذا زادت احتمالات التوقع أن الجائزة الأهم ستصل إلى واحدة من المخرجات السبع، ولكن الجائزة الأهم اقتنصها المخرج الإسرائيلى نداف لابيد، وحتى الجائزة التالية فى الأهمية وهى لجنة التحكيم الكبرى انتزعها عن استحقاق «بعناية الله» للمخرج فرانسوا اوزون «الدب الفضى»، لكن المرأة لم تخرج خاوية الوفاض تماما، فذهبت جائزة ألفريد بويز «الدب الفضى» للمخرجة نورا فينشيدات، ثم أفضل إخراج للمخرجة أنجيلا شانليك «أنا كنت فى المنزل لكن».

ويظل السؤال قائما عن مدى استحقاق الفيلم الإسرائيلى الجائزة، شاهدت الفيلم وسط ترقب كُثر وزحام شديد، تدافع الصحفيون والنقاد قبل بداية العرض بأكثر من نصف ساعة لضمان الحصول على مقعد، وذلك فى دار عرض «سينماكس»، ورغم أن كل المهرجانات العربية ترفض عرض أى فيلم إسرائيلى حتى لو كان ينتقد إسرائيل، إلا أن مشاركة فيلم إسرائيلى فى مهرجان عالمى تفرض علينا جميعا متابعته، لندرك بالضبط أين تقف هذه السينما، خاصة أن الغياب العربى عن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين كان مثار أسئلة وتكهنات، وتناسينا أننا قلما نتواجد رسميا.. فما هو سر الدهشة إذاً؟.

لا أتصور أن هذا الفيلم يرضى المتشددين فى إسرائيل، بل لاحظت فى نهاية عرض الفيلم أن همهمات الرفض لم تتوقف على الإعلان عن امتعاضها بقوة وتصاعد، وأظنها أصواتا إسرائيلية أو متعاطفة معهم غاضبة من الشريط السينمائى، حيث إن المخرج ناداف لابيد يقدم شيئا من حياته، فهو بعد الخدمة العسكرية فى إسرائيل ذهب إلى باريس ولديه حلم أن يحصل على الجنسية الفرنسية، ويتنازل عن كل شىء، ليس فقط جواز السفر ولكن يضحى أيضا بالانتماء واللغة والأهل.

بداية الفيلم صادمة.. المصادفة تجعله يقف عاريا عندما يدخل خطأ إلى منزل من عدة طوابق ليسأل عن عنوان، وبالمصادفة بعد أن يدخل ويخرج يغلق الباب، وتبدأ رحلته فى الانتماء لبلد آخر، هو على استعداد لأن يفعل أى شىء وكل شىء من أجل تحقيق هذا الحلم، لكى يكتسب قوت يومه ويعمل حتى فى الأفلام «البورنو» الجنسية، يحمل الفيلم انتقادا للحياة الإسرائيلية بكل أبعادها، والبطل وحكايته التى يمتزج فيها الخاص بالعام تنضح بكل ذلك، وبالطبع لا جولييت بينوش أرادت هى ولا لجنة التحكيم الانحياز لا مع ولا ضد إسرائيل، كانت لديهم أسبابهم الفنية وليست السياسية فى منح الفيلم «الدب الذهبى».

كان لنا كعرب فى هذه الدورة عدد محدود من الأفلام، بينها الفيلم السودانى الذى أنحاز له بكل قوة «التحدث عن الشجار»، الذى عرض فى قسم «البانوراما»، وكان من نصيبه جائزة الجمهور مناصفة مع الفيلم اليابانى «37 ثانية».

السودان الشقيق إحدى الدول العربية التى كانت واعدة جدا فى مجال السينما، ثم عانى السينمائى الكثير من التجاهل ووضعوا أمامه عشرات من الحواجز، حتى صار تواجد فيلم سودانى داخل أو خارج الحدود بمثابة معجزة للمخرج صهيب جاسم البارى، الذى استحق بعد نهاية العرض عدة دقائق من التصفيق المتصاعد والمتواصل والجمهور الذى وقف تحية لصناعه، وأيضا تحية للشعب السودانى فى نضاله من أجل الحرية، السيناريو تمكن من إيجاد مساحة غير مباشرة ولكنها مقننة ومحسوبة بدقة للحديث عن ثورة الشعب السودانى وتوقه المتجدد للحرية، وتمكن المخرج من تجاوز المعجزة الأولى للعرض فى هذا المهرجان الأهم ليحصد جائزة الجمهور، لتصبح بمثابة معجزة ثانية، حيث شارك فى التصويت أكثر من 20 ألف متفرج، ومن هنا امتلكت قيمتها الأدبية.. وأتصور أن هذا الفيلم سيصبح هو الأهم فى المهرجانات العربية طوال هذا العام، وهو ما يستحق أن يفتتح به مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية فى شهر أبريل القادم.

الفيلم عن السينما وتاريخها.. هكذا من الممكن أن تقرأه فى إطاره الخارجى، إلا أنه يتجاوز فى الحقيقة تلك القراءة السريعة ليصبح فيلما عن أحلام وآمال السودان الحبيب.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

فى ختام دورته الـ «٦٩».. جولييت بينوش تعلن الفائزين «سينونمس» يفوز بجائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائى

كتب: المصري اليوم

اختتمت فعاليات الدورة 69 لمهرجان برلين السينمائى الدولى، أمس الأول، فى حفل حضره عدد كبير من نجوم وصناع السينما فى العالم، ووزيرة الدولة للثقافة والإعلام مونيكا جروتيرس ورئيس بلدية برلين مايكل مولر، وأعلنت النجمة الفرنسية العالمية جوليت بينوش رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية عن الجوائز والتى تنافس عليها 16 فيلما.

وحصد فيلم «سينونمس» للمخرج الإسرائيلى ناداف لابيد بجائزة الدب الذهبى، إنتاج مشترك فرنسى إسرائيلى ألمانى، يتناول قصة رجل إسرائيلى يحاول التنصل من أصوله بعد انتقاله إلى باريس، ويبدأ بلغته الأصلية، ويحكى الفيلم قصة ياف «توم ميرسير» وكفاحه من أجل تحوله بشكل كامل ليصبح فرنسيا متنصلا من كل شىء يتعلق به كإسرائيلى، وحاول مخرجه «لابيد» أن يعكس من خلاله تجربته فى الانتقال للخارج والتناقضات التى شعر بها تجاه وطنه.

من جانبه أهدى «لابيد» الجائزة لوالدته إيرا لابيد التى كانت تقوم بمونتاج أفلامه حتى وفاتها خلال المراحل الأخيرة من تصوير فيلمه «سينونمس»، قائلا إنه قام بإعداد هذا الفيلم معها حتى أثناء فترة مرضها وكان يتنقل بين المستشفيات وقاعة المونتاج.

وناشد لابيد المشاهدين استقبال فيلمه بوصفه «احتفاء بالسينما»، رغم انتقاد البعض له واعتباره فضيحة، حسب قوله، واعترف بأنه مثار جدل فى كل من إسرائيل وفرنسا، حيث إنه يسبر أغوار التوترات بين الجذور والهوية.

بينما حصل على جائزة الدب الفضى الفيلم الدرامى «بفضل الرب» للمخرج الفرنسى فرانسوا أوزون، الذى تناول أيضا قصة حقيقية عن اعتداء قس معروف على الأطفال فى الكنيسة ومعسكرات الكشافة، وقدم أوزون القصة من وجهات نظر مختلفة من خلال 3 شخصيات من ضحايا هذا القس قرروا مواجهة الكنيسة الكاثوليكية ورفع دعوى قضائية ضدها.

وفاز الصينى وانج جينج تشون بجائزة الدب الفضى لأفضل ممثل، وفازت الصينية يونج مى بجائزة الدب الفضى لأفضل ممثلة لدورهما كزوج وزوجة فى فيلم «سو لونج ماى سون» للمخرج الصينى وانج شياو شواى، ويجسد الاثنان شخصيتى زوجين يعيشان وسط تقلبات الحياة فى الصين أثناء خروجها من فوضى الثورة الثقافية ونهوضها لتصبح قوة اقتصادية عظمى اليوم.

وترأست لجنة التحكيم جولييت بينوش التى لها باع طويل مع المحافل السينمائية العالمية، حيث تم اختيارها من قبل كالوجه الدعائى للبوستر الرسمى لمهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ63 عام 2010، كما تصدرت البوستر الخاص بجوائز سيزر الفرنسية فى دورته الـ41 عام 2016، وتضم اللجنة الممثلة الألمانية ساندرا هوللر بطلة فيلم «تونى اردمان»، والمخرج التشيلى سباستيان ليلو.

وكانت الدورة 69 استمرت على مدار 10 أيام تحت إدارة ديتر جوسلينج الذى يودع المهرجان هذا العام بعد انتهاء الدورة التى تعد احتفالا أخيرا بإدارته لـ‏18‏ دورة متتالية‏.‏

المصري اليوم في

17.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)