كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"بفضل العناية الإلهية" فيلم فرانسوا أوزون في مهرجان برلين السينمائي

أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

فيلم من أفلام "الرسالة الاجتماعية" التي تكثر فيها الخطابة والمحاضرة المباشرة.

المخرج الفرنسي فرانسوا أوزون مخرج سعيد الحظ، فأفلامه ترحب بها المهرجانات الكبرى مثل كان وبرلين، وكثيرا ما يوصف أوزون بأنه من مخرجي الموجة الجديدة الثانية، أي التي تحاول تجديد السينما الفرنسية، ورغم تنوع مواضيع أفلامه وميله للتصوير الحسي، يظل طموحها الفني محدودا رغم ما تحققه من صدمات أحيانا.

برلين  – “بفضل العناية الإلهية” هو الفيلم الخامس للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون الذي يشارك في مسابقةمهرجان برلين السينمائي الـ69 التي تنتهي فعالياتها اليوم الجمعة، وقد استقبل الفيلم بحفاوة بسبب موضوعه المثير الذي يسير على هدى عمل آخر أثار عند عرضه في مهرجان فينيسيا قبل ثلاث سنوات، اهتماما كبيرا، وهو الفيلم الأميركي “ضوء كاشف” Spotlight للمخرج تيم ماكارثي، وكان يصوّر شجاعة وإقدام عدد من صحافيي “بوسطون غلوب” في تصديهم للكشف عن الاعتداءات الجنسية التي مارسها قس كاثوليكي على 80 طفلا.

يصوّر فيلم فرانسوا أوزون موضوعا لا تزال أصداؤه تتردد بقوة في الساحة الفرنسية، فبعد أسابيع معدودة (وتحديدا في 7 مارس)، يبدأ القضاء الفرنسي في النظر في قضية الكاردينال بارباران المتهم بالكذب والتستر على الاعتداءات الجنسية التي وقعت طوال 30 عاما داخل الكنيسة الكاثوليكية في ليون، على عدد كبير من الأطفال كانوا ضمن فرق “الكشافة الكنسية” ولم يتخذ بارباران قرارا حاسما ضد القس الرئيسي المتهم فيها، برنار برينات، كما يحاكم مع الكاردينال خمسة من أعضاء الكنيسة من بينهم سيدة.

في خضم الأحداث المتعاقبة في الفيلم، يضطر الكاردينال بارباران Barbarin إلى عقد مؤتمر صحافي للإجابة عن الكثير من التساؤلات المطروحة أمام الرأي العام بشأن قضية برينات الذي بدأت الشرطة التحقيق في الاتهامات المنسوبة إليه بالاعتداء الجنسي على 80 طفلا في الفترة من 1986 إلى 1991.

وفي هذا المشهد الرئيسي الكاشف في الفيلم، يوجه أحد الصحافيين لبارباران سؤالا حول سبب عدم وصول قضية برينات إلى القضاء، فيجيب بشكل عفوي “لقد حدث هذا بفضل العناية الإلهية”، وهي العبارة التي أثارت استنكار الصحافيين وأصبحت عنوانا للفيلم، وبدا أيضا أنها حملت في طياتها إدانة للكاردينال نفسه رغم تراجعه عنها.

قضية ساخنة

ولأن الفيلم يوجه إدانة قاسية لبرينات الذي يقر ويعترف بأنه من “البيدوفيليين” وأنه اكتشف في نفسه منذ وقت مبكر ميولا جنسية تجاه الأطفال واعتبر نفسه مريضا، لكنه فشل في علاج حالته والتغلب عليها، ولأن من المقرر أن تبدأ العروض العامة للفيلم في فرنسا نهاية الشهر الحالي، تقدم محامو برينات إلى المحكمة بطلب لوقف عرض الفيلم بدعوى أنه من الممكن أن يؤثر على مسار القضية.

الموضوع إذن ساخن ويهم الرأي العام الفرنسي، كما يمكن أن يصنع مشكلة أخرى إضافية أمام الفاتيكان تضاف إلى ملف الاعتداءات الجنسية الطويل داخل الكنيسة الكاثوليكية عبر عقود، وهو ملف يبدو أنه سيظل مفتوحا لفترة طويلة، ولكن ماذا عن الفيلم نفسه من الناحية الفنية؟

يمكن القول إن أوزون لجأ إلى الطريقة الأكثر سهولة في سرد الأحداث من خلال السيناريو الذي كتبه بنفسه، وهي طريقة تقوم على ما يمكن أن نطلق عليه “تسميع الرسائل” أو “الحكي الشفوي”، فخلال الساعة الأولى من الفيلم ومن دون أي توقف، يصوّر الفيلم كيف يلجأ ألكسندر، وهو موظف مصرفي محترم ينتمي إلى الطبقة الثرية، ورب أسرة لديه خمسة أبناء، وكاثوليكي ملتزم، إلى إثارة موضوع التحرش الجنسي في كنيسة ليون الذي تعرض له قبل أكثر من 30 عاما على يدي القس برينات، وذلك بعد أن طالع في الصحف ما يفيد أن برينات لا يزال يمارس العمل بين الأطفال حتى اليوم.

نستمر إذن في متابعة خلفيات المسألة الخاصة بألكسندر من خلال رسائل البريد الإلكتروني التي يكتبها ويرسلها تارة إلى الكاردينال بارباران، وتارة أخرى إلى القس برينات نفسه، ثم إلى بابا الفاتيكان أيضا، كما نستمع إلى نص ما يتلقاه من ردود من هذه الأطراف نفسها أو عبر ممثليها ومساعديها في مشاهد متتابعة يسودها شريط الصوت المليء بالعبارات والتفاصيل المتعددة التي يتابعها المتفرج وهو يلهث لتجميع أطرافها المختلفة، أي أن المتفرج يتابع وقائع الموضوع من خلال فحوى تلك الرسائل التي يقرأها بأصواتهم الممثلون الذين يقومون بأداء تلك الشخصيات.

ما يتلقاه ألكسندر من ردود لن يكون شافيا، لذلك وبمساعدة زوجته التي تقف بجواره وتسانده بقوة (وسنعرف في ما بعد أنها كانت بدورها ضحية اعتداء جنسي تعرضت له في طفولتها، ولكن من قبل أحد أصدقاء الأسرة) يقرر ألكسندر أن يخرج إلى العلن، وأن يخاطب الرأي العام عن طريق الصحافة والإعلام.

ويلتقط الخيط رجل آخر، هو فرانسوا الذي كان زميلا لألكسندر في تلك المعسكرات الصيفية لفرق الكشافة الكنسية التي كانت تقام في البرتغال وأيرلندا حيث تكررت الاعتداءات الجنسية.

يتحمس فرانسوا أيضا لإثارة الموضوع، بل وينشئ جمعية خاصة لاحتضان القضية تبدأ في الاتصال بضحايا آخرين وعقد مؤتمرات صحافية واجتماعات ومناقشة السبل الكفيلة بتقديم برينات ثم بارباران للمحاكمة، خاصة وأن فرانسوا لا يزال يمكنه اللجوء إلى القضاء على العكس من ألكسندر الذي انقضت المدة المسموح بها لإقامة الدعوى (يحددها القانون الفرنسي بثلاثين عاما).

مسار السرد

يخرج ألكسندر تقريبا من الفيلم لفترة طويلة، لكي نبقى مع فرانسوا، قبل أن يدخل طرف جديد في القضية، هو إيمانويل، وهو أكثر الثلاثة بؤسا وفقرا، بل ودمارا من الناحية النفسية والجسدية أيضا، فهو عاطل عن العمل، يعاني من نوبات صرع حادة تصيبه، علاقته بصديقته شديدة التوتر بسبب انعكاس حالته النفسية على العلاقة ولجوئه إلى التعامل بخشونة وعنف معها أحيانا، كما أن علاقته بوالده ليست على ما يرام.

هناك وصف جيد للشخصيات، وأداء تمثيلي شديد القوة والإقناع، وانتقال سلس بين المشاهد الداخلية ومنها إلى المناظر الخارجية، في سوية وقوة مع إبراز الديكورات وجعل الخلفية الحياتية لكل من الشخصيات الرئيسية الثلاث، تتعمق أكثر من خلال ديكورات منازلهم وإضاءتها.

أما المشكلة الكبرى في الفيلم والتي تجعله واحدا من أفلام “الخطاب المباشر” فتكمن أولا في أن ما نشاهده كله باعتراف المخرج نفسه في المؤتمر الصحافي الذي عقد لمناقشة الفيلم في برلين، مطروح منذ مدة وبالتفصيل في الصحافة الفرنسية، غير أن أوزون كان يقصد من وراء تصريحه هذا إبداء استهجانه لطلب محامي برينات وقف عرض الفيلم بسبب الأسماء الحقيقية التي وردت فيه للشخصيات محل الاتهام.

من الناحية الدرامية يفتقد الفيلم الحبكة القوية التي تتيح قدرا من التعمق في التكوين الداخلي للشخصيات أكثر من تصوير أنماطهم المختلفة وأنماط حياتهم الخارجية، ولعل السبب في هذا يرجع أيضا إلى هذا البناء الكسول الذي ينتقل من شخصية إلى أخرى، ويحاول أن يظهر دور المرأة كقوة مساندة، والآباء أحيانا كمتعاطفين وأحيانا كمسؤولين عن المشكلة بسبب إهمالهم المسألة من البداية، أي منذ أن علموا بها.

بفضل العناية الإلهية” فيلم من أفلام “الرسالة الاجتماعية”، ومن الأفلام التي تكثر فيها الخطابة والمحاضرة المباشرة، ولكنه رغم كل ما يمتلئ به من دفاع عن الطفولة في مجتمع يبيح الحرية الجنسية المثلية، لكنه يحظر ممارسة الجنس مع من هم دون السن القانونية، يتقاعس عن نقد المؤسسة التي سمحت بهذا النوع من الانحرافات.

ومرة أخرى نحن نخرج من الفيلم دون أن نفهم السبب الذي يدفع القساوسة إلى هذا النوع من الممارسات، هل يكمن الأمر في جوهر الفكر الكاثوليكي نفسه الذي يلغي الجانب الحسي من حياة رجال الدين، أم في طبيعة من يقبلون على هذا العمل، أم في طبيعة المؤسسة نفسها وعلاقتها المشوبة بالتوجس مع العالم؟ لا أحد يدري!

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

####

 

السلطات الصينية تحظر عرض فيلم المخرج جانغ ييمو في مهرجان برلين

أمير العمري

الفيلم الجديد للمخرج الصيني جانغ ييمو يمنع من العرض في مهرجان برلين بعد أن تعذر من قبل عرض فيلمه "الأيام المريرة".

برلين – خاص  – أفادت مصادر في مهرجان برلين السينمائي بأن السلطات الصينية هي التي تقف وراء حظر عرض الفيلم الصيني الجديد “ثانية واحدة” للمخرج المرموق جانغ ييمو في المسابقة الرسمية للمهرجان، وكان من المقرر أن يعرض في اليوم الأخير 15 فبراير الحالي، لكن إدارة المهرجان أعلنت أن الفيلم لم يصبح بعد جاهزا للعرض “بسبب مشكلة تقنية”.

ويتناول الفيلم بالنقد حقبة الثورة الثقافية في الصين إبان العهد الماوي (نسبة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ) من 1966 إلى 1976، وتعد هذه المرة الثانية التي يحظر فيها عرض فيلم للمخرج نفسه في المهرجان نفسه بعد أن تعذر من قبل عرض فيلمه الجديد “الأيام المريرة” الذي كان من

المقرر عرضه في قسم “جيل”، والذي يصوّر أحداثا تقع في الفترة نفسها التي شهدت تجاوزات عديدة تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان.

وقد ذكر سبب مشابه يرجع إلى ما قالت إدارة المهرجان إنه “مشكلة تقنية” في مرحلة ما بعد الإنتاج، ولكن الفيلم كان قد استبعد قبل بداية المهرجان، أي قبل وضعه في البرنامج الرسمي، أما فيلم “ثانية واحدة” فقد تم استبعاده بعد أن كان قد أدرج بالفعل في المسابقة وأصبح من ضمن البرنامج الرسمي.

وجدير بالذكر أن جانغ ييمو كان قد أصبح منذ سنوات أيقونة رسمية في الصين، وهو المخرج الذي أسندت له الحكومة إخراج حفل افتتاح دورة بكين للألعاب الأولمبية، واستغرق في إخراج أفلام التسلية التي تعرف باسم “أفلام الفنون القتالية”، ولكن

يبدو أنه عاد لتوجيه نقد شديد لمرحلة الثورة الثقافية والحكم الشمولي عموما في وقت تتشدد فيه السلطات حاليا في مواجهة الأفلام النقدية منذ تولي الرئيس الحالي السلطة في البلاد.

وكان جانغ ييمو الذي تحوّل من التصوير السينمائي إلى الإخراج قد حصل على جائزة المهرجان “الدب الذهبي” عن أول أفلامه “الذرة الحمراء” عام 1988، واعتبر البداية الحقيقية للسينما الصينية الجديدة التي يصنعها أبناء الجيل الخامس الذي عاش الثورة الثقافية واكتوى بنارها.

وبذلك انخفضت أفلام المسابقة من 17 إلى 16 فيلما وهو أقل عدد من الأفلام التي تشارك في التنافس على “الدب الذهبي” في التاريخ الحديث لمهرجان برلين، وبهذا أيضا يختتم ديتر كوسليك مدير المهرجان لثمانية عشر عاما، مسيرته بدورة مضطربة ضعيفة المستوى.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

15.02.2019

 
 
 
 
 

«برلين السينمائى» يتجمل بوجوه نسائية

علا الشافعى

يبدو أن المرأة هى مفتاح الدورة الـ 69 لمهرجان برلين السينمائى الدولى (7 فبراير وحتى 17 من الشهر نفسه). ولا يحمل الأمر مبالغة خصوصا وأن هذه الدورة تحفل بالعديد من الإبداعات النسائية، سواء فى المسابقة الرسمية للمهرجان أو باقى المسابقات والفعاليات..

«برلين السينمائى الدولى» هو واحد من أكثر المهرجانات العالمية الكبرى احتفاءً بالمرأة وإنتاجاتها السينمائية، وأيضا من أهم المهرجانات التى تدعم الحركات النسوية، بل زاد الأمر وأصبح أقرب إلى التوجه بعد حركة «مى تو»، وهى الحركة التى تناهض التحرش فى المجال السينمائى بعد أن فضحت العديد من الممثلات ما يقوم به بعض المنتجون، أو العاملين فى صناعة السينما.

وجه جولييت بينوش

فى كل يوم وعندما تدخل قصر البرينالة (مقر فعاليات مهرجان برلين السينمائى)، يصادفك وجه جولييت بينوش النجمة الفرنسية التى ترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، إلى جوار العديد من النجمات وصناع السينما ولكن بينوش تعطى الدورة الـ69 وجهاً جذاباً مشرقاً تماماً مثل إطلالتها البسيطة والرقيقة، حيث تفاجئ بها فى بعض المرات تجلس وسط الحضور، بملابس بسيط دون بهرجة أو أى محاولة للفت الأنظار.

بينوش التى تتولى رئاسة لجنة التحكيم، يحتفى بها المهرجان أيضا بعرض واحد من أجمل أفلامها وأحدثها وهو بعنوان «who you think I am» للمخرج safy nebbou وهو واحد من الأفلام القادرة على إثارة الكثير من الأسئلة داخل عقلك إذ يجعل الروح فى حالة بحث وقد تبدو القصة تقليدية أو لها ظلال فى قصص أخرى سبق وشاهدتها، ولكنها «بينوش» هى من تمنح الفيلم كل هذا البهاء والعمق، وهو فيلم نسائى بامتياز يتناول مرحلة عمرية شديدة الحساسية عند معظم النساء وهى الخمسينات، فنحن أمام بطلة مطلقة وأم لولدين وأستاذة أكاديمية، تبحث عن الحب بعد أن تركها زوجها وارتبط بصديقتها الأصغر سناً، وباتت هى تكتفى من الحياة بدورها كأم ومعلمة، وامرأة فى علاقة جنسية مع شاب يصغرها تقابله حسب ظروفها..

محادثة هاتفية منها، كانت كفيلة بأن تقلب حياتها رأسا على عقب بعد أن أجابها زميل فى الغرفة وشعرت للحظة أنه يسخر من علاقتهما، ويأتيها شك بأنه على علاقة بفتاة من عمره، فتقرر أن تعرف كل شىء عنه من خلال صديقه الذى أجاب على هاتفه، وتنشأ صفحة وهمية على «فيس بوك»، ومن هنا يبدأ التحول، لتصبح تلك العلاقة الوهمية للشخصية التى اخترعتها هى أعمق علاقة فى حياتها.

سيناريو الفيلم رغم تقليديته فى البداية، إلا أنه يحمل الكثير من التفاصيل الذكية، ويضم نقاط تحول ومفاجآت كثيرة ما بين المتخيل والذى تتمناه كلير البطلة، والواقع، وأيضا تفاصيل الخط الدرامى بين البطلة وطبيعتها النفسية.

إخراج الفيلم لا يقل عن السيناريو فهو إخراج شديد النعومة، والإضاءة تم توظيفها أيضا بشكل فنى خصوصا فى المشاهد التى أصبحت فيها البطلة غارقة فى الحب بدا وجهها آصغر وأكثر صفاءً، على عكس المشاهد التى كانت تضطر فيها أن ترجع للواقع.

بينوش تلك الفنانة المخضرمة وصاحبة الموهبة المتفردة استطاعت أن تجسد من خلال تلك الشخصية أعقد المشاعر النسائية وأكثرها تعقيدا ببساطة ودون أى مبالغة فى الأداء.

وجوه نسائية متنوعة

المرأة فى أغلب أفلام المسابقة الرسمية بالدورة ٦٩ لمهرجان برلين السينمائى الدولى، هى الشخصية الفاعلة والمحركة للأحداث، سواء كانت فى أفلام من إخراج سيدات، أو من إخراج رجال، فهى بطلة ومحركة للأحداث وتقدم وجوها مختلفة، ففى الفيلم المنغولى «أوندوج» صابرة وقوية تعمل فى ظروف صعبة، وتساعد الشرطة لاكتشاف تفاصيل الجريمة، ولا تترد أن تعمل أيضا قناصة للذئاب لتحمى الناس، أما فى الفيلم الفرنسى «برحمة الرب» للمخرج فرانسوا أوزون ورغم أنه يتناول قضية شديدة الحساسية ومثيرة للجدل عن تحرش أحد القساوسة بالأطفال (مأخوذ عن قصة حقيقية وقعت فى فرنسا وتحديدا بأبرشية ليون وصارت قضية رأى عام فى فرنسا) والرجال ضحايا تلك الواقعة هم أبطال العمل إلا أن النماذج النسائية فى الفيلم سواء الزوجات أو الأمهات هن الأقوى والداعمات للقضية، واللاتى يدفعن أطرافها للتحدث وكشف المستور عنها، أما الفيلم النمساوى «الأرض تحت قدمى» للمخرجة النمساوية مارى كرويترز فالبطلة إمرأة مستقلة، تعانى الكثير من الأزمات تعوضها بالانغماس فى العمل، وترتبط بعلاقة عاطفية مع مرؤستها، ورغم ما تصادفه إلا أنها داعمة لشقيقتها كونى والتى تعانى من أزمات نفسية متكررة فهى شخصية انتحارية، ولكنها لا تتوقف عن دعمها، وخلال هذه الرحلة تكتشف الكثير عن نفسها وعن شقيقتها.

وفى الفيلم الألمانى «محطمة النظام» للمخرجة الألمانية نورا فنجشايدت نحن أمام طفلة تعانى من موجات غضب تؤدى بها إلى سلوك عنيف تجاه كل من يصادفها، وهو واحد من الأفلام الجيدة والتى عرضت ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، فنحن أمام نموذج الطفلة بطلة العمل ووالدتها قليلة الحيلة والتى تسلمها إلى مؤسسة من مؤسسات رعاية الطفولة التابعة للحكومة، ورغم أن وجود الطفلة «بينى» مع والدتها قد يشكل جزءاً هاماً فى علاجها، إلا أن والدتها ترفض القيام بهذا الدور بل تردد على مسامع المسؤولة عن رعاية حالة طفلتها «أنها فى كثير من الأحيان تخاف منها». الفيلم فى مشاهده مليء بعدد من المشاهد المؤثرة، ولو قامت المخرجة باختزال مدة الفيلم، كان سيكون أكثر إحكاما حيث كان هناك مشاهد تحمل الكثير من التكرار خصوصا تلك التى متعلقة بحالة الغضب التى تأتى البطلة واعتداءاتها المتكررة.

ومن الأفلام اللافتة أيضا الفيلم المقدونى «الله موجود.. اسمها بترونيا»، وهو واحد من أفلام المسابقة الرسمية التى حصلت على أعلى تقييمات نقاد مجلة «هوليوود ريبورتر».. بطلة الفيلم بترونيا فتاة فى الثلاثينيات من عمرها درست التاريخ، ولا تجد وظيفة وبدينة، ولا تملك حبيبا أو زوجا وفى أثناء رحلة بحثها عن وظيفة تتعرض للتحرش، من قبل مدير مصنع الملابس الذى ذهبت إليه بواسطة، وفى رحلة عودتها خائبة الرجا ودون وظيفة يكون هناك احتفال دينى وجزء من طقوسه هو أن يلقى «القس» بالصليب فى النهر ويقفز الرجال لالتقاطه، وفجأة ولا شعوريا تقرر باترونيا القفز فى المياة وتزاحم الرجال، وتحصل هى على الصليب، وهو ما يخلق أزمة كبيرة فى البلدة، وتنقلب حياة باترونيا.

الفيلم نسوى بامتياز، ودون صراخ ولكن من خلال معالجة درامية ذكية وسيناريو يحفل بالعديد من المفارقات الكوميدية أيضا، كما يتناول السطوة الذكورية والهيمنة سواء سلطة الشرطة، أو رجال القرية، أو رجل الدين.

الأهرام اليومي في

15.02.2019

 
 
 
 
 

رابع تقييمات أفلام مسابقة برلين 69

أندرو محسن

الدفعة قبل الأخيرة من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان برلين 69، يوم واحد فقط يفصلنا عن إعلان النتائج:

1- فيلم A Tale of Three Sisters (حكاية ثلاث أخوات)، إخراج: أمين ألبير، إنتاج: تركيا - ألمانيا - هولندا - اليونان.

تقع أحداث الفيلم في قرية فقيرة في تركيا، إذ تعود الابنتين الكبريين للعجوز شوكت (مفيد قيسان) إليه بعد عملها بالخدمة في بيت الثري نشاطي (كوبلاي تونجير) وإحداثهما لمشاكل جعلت هذا الأخير يعيدهما إلى الأب واحدة وراء الأخرى.

تدور أغلب أحداث الفيلم في يوم واحد، إذ تجتمع البنات الثلاثة في بيت أبيهما، ونشاهد وقوع الخلافات الكبيرة بينهما، ثم ينقسم الفيلم إلى خطين رئيسيين، الأول يتابع الخلافات بين البنات، وبالذات الكبريين اللتين خدمتا في بيت نشاطي، والثاني يتابع الأب ومعه هافا (هيلين قندمير) زوج ابنته الكبرى محدود الذكاء، ومعهما نشاطي يسهرون معًا، ويجتمع الخطان في متابعتهما لما حدث في الماضي والذي ما زال يلقي بظلاله على اللحظة الآنية.

رغم الأداء الجيد من أغلب الممثلين، وتميز الخط الخاص بالابنة الكبرى ريحان وزوجها هافا، إلا أن تكرار الحورارات حول نفس الموضوع، وعلى الجانبي - جانب الأخوات وجانب الأب ورفقاؤه- جعل الفيلم مملًا بعض الشيء في نصفه الثاني، لتأتي النهاية بمثابة دفعة أخيرة للفيلم في الطريق الصحيح.

التقييم: 2 من 5.

2- فيلم  I Was at Home, But (كنت في البيت، لكن)، إخراج: أنجيلا شانيليك، إنتاج: ألمانيا - صربيا.

تأثر واضح من المخرجة بالمسرح، لقطات ثابتة طويلة، والممثلون فيها لا يتحركون تقريبًا، سيناريو لا يتطور ببطء شديد، ونصفه الثاني يغرق في الرتابة، حتى أننا نشاهد مشهدًا طويلًا لطفل يؤدي دوره في مسرحية: يسجد الطفل على الأرض طول المشهد ونستمع إلى الحوار من الشخصية التي من المفترض أنها أمامه ولا نشاهدها.

صنعت المخرجة أسلوبها الواضح في الفيلم، لكن لا يعني هذا أن الأسلوب كان مميزًا على الإطلاق، ليصبح الفيلم واحدًا من أضعف الأعمال في المسابقة الرسمية.

التقييم: 1 من 5.

3- فيلم Piranhas (البيرانا)، إخراج: كلاوديو جيوفانيسي، إنتاج: إيطاليا.

واحد من الأفلام التي تُبنى بهدوء وإحكام، تسير حسب المتوقع في الأفلام المشابهة لكن في الوقت نفسه تكسر الكثير من التوقعات في ما يخص التنفيذ.

فيلم يبدأ مشابهًا لـ Goodfellas لمارتن سكورسيزي وينتهي بشكل مختلف. الفيلم عن مجموعة من المراهقين يقودهم نيقولا (فرانشيسكو دي نابولي) الذين ينقلبون على العصابة التي تُحكم سيطرتها على إحدى المناطق في إيطاليا، ويقرر نيقولا أن يعمل كروبن هود، يخلصهم من العصابة ولا يأخذ منهم مقابلًا، لكن النقود والسلاح يغيران خطة هؤلاء المراهقين.

سيطرة رائعة يقدمها المخرج على طاقم الممثلين الذي أغلبهم دون خبرة كبيرة، وينجح في تحريكهم داخل مجموعات دون أن يكون هناك افتعال في أداء أي منهم.

رغم مسيرة الأحداث بشكل متوقع في أغلب الأحيان، لكن نهاية الفيلم وأداء دي نابولي يجذبان المشاهد للاستمتاع بالتجربة حتى نهايتها.

التقييم: 3 من 5.

سكوبر في

15.02.2019

 
 
 
 
 

العرب في برلين‏:‏ غياب تام عن المسابقة الرسمية وحضور كبير في الفورم والبانوراما

رسالة برلين‏:‏ مني شديد

رغم غياب المشاركة العربية عن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ‏69‏ المقامة حاليا‏,‏ إلا أن الحضور العربي لم يغب تماما عن المهرجان‏;‏ حيث يشارك عدد من المخرجين العرب بأفلامهم في الأقسام المختلفة مثل الفورم أو المنتدي والمنتدي الموسع والبانوراما وغيرها وتحظي أعمالهم باهتمام كبير من الجمهور من مختلف الجنسيات‏.‏

وشهد قسم البانوراما ديكومنت أو بانوراما الأفلام الوثائقية العرض العالمي الأول لفيلمين هما توكينج أبوت تريز أو الحديث عن الأشجار للمخرج السوداني صهيب جاسم الباري, إنتاج مشترك بين السودان وفرنسا وألمانيا والتشاد, وقطر, وفيلم ويسترن أراب أو العرب الغربيين للمخرج الدنماركي من أصل فلسطيني عمر شرقاوي إنتاج هولندا وألمانيا.

وحاول صهيب جاسم الباري من خلال فيلمه إلقاء الضوء علي تاريخ السينما السودانية وواقعها الحالي من خلال4 مخرجين سودانيين إبراهيم شداد, وسليمان محمد إبراهيم, والطيب المهدي ومنار الحلو تجمعهم الصداقة وحب السينما وهم أعضاء في جماعة السينما السودانية, يقررون بعد عودتهم من المنفي إعادة إحياء الثقافة السينمائية في السودان عن طريق ترميم واحدة من دور العرض السينمائي القديمة التي توقفت عن العمل منذ سنوات طويلة, وتقديم عروض فيها مجانا للأهالي لكنهم يواجهون دائما بالرفض من المسئولين ومالكي هذه المواقع خوفا من الوضع السياسي في البلاد, وأثناء تتبع صهيب لهذه المحاولات يستعرض معهم أمام الكاميرا ذكرياتهم والمصاعب التي واجهوها خلال عملهم بالسينما وأدت لسجنهم ونفيهم من البلاد, كما يستعرض رسائلهم من المنفي وما تبقي من تراث السينما السودانية التي عاصروها في الماضي.

ولم يكتف المهرجان بعرض هذا الفيلم في قسم البانوراما, بل جعل منه مناسبة للاحتفاء بالسينما السودانية التي صنعها هذا الجيل من المخرجين, بعرض عدد من أفلامهم في قسم المنتدي الموسع, منها بعض أعمال المخرج الطيب المهدي الفيلم الروائي القصير المحطة إنتاج1989, والضريح إنتاج مصر في1977, وللمخرج إبراهيم شداد فيلم هانتينج بارتي أو حفلة صيد إنتاج ألمانيا1964, والحبل إنتاج1984, وجمل إنتاج.1981

أما فيلم ويسترن عرب فاستخدم فيه المخرج عمر شرقاوي فيديوهات منزليه قام بتسجيلها لأسرته ومع والده بالتحديد لكي يروي قصة هذا الرجل الذي كان مجندا في الجيش الفلسطيني وهاجر من فلسطين إلي الدنمارك, وتزوج من دنماركية وعاش حياته هناك حتي مماته وكان يحلم باليوم الذي يعود فيه لزيارة موطنه في فلسطين وهو الحلم الذي حققه له عمر باصطحابه لزيارة حيفا قبل وفاته بعدة سنوات وقام بتسجيل هذه اللحظة علي كاميرا الفيديو, وحاول عمر من خلال الفيلم طرح تساؤلات عن علاقته بوالده وأصوله الفلسطينية ونظرة الغرب لهم والعصبية التي ورثها عن أبيه نتيجة لميراث الألم الذي يحمله وأثر علي عائلته لفترة طويلة.

بينما تشارك المخرجة السودانية مروة زين في الفورم بفيلم تسجيلي طويل بعنوان أوف سايد الخرطوم قدمت فيه صورة عن الواقع المعاصر في السودان والتحديات التي تواجه المرأة في المجتمع تحت مظلة الحكم السياسي الإسلامي, من خلال مجموعة من الفتيات في فريق لكرة القدم النسائية يحاولن إثبات أنفسهن وانتزاع اعتراف مجتمعي بحقهن في ممارسة هذه الرياضة وتحقيق نجاحات فيها, وإقناع الفيفا بتمويلهن حتي يكون للفريق وجود حقيقي علي أرض الواقع ويساعدهن علي الاستمرار في التدريب والتطور والمشاركة ضمن فعاليات رياضية مختلفة وتمثيل السودان في الساحة الرياضية الدولية في يوم من الأيام.

حصلت المخرجة علي دعم لإنتاج الفيلم من جهات متعددة في السودان والنرويج والدنمارك, وحظي بعرضه العالمي الأول في مهرجان برلين, واستعرضت من خلال شخصيات الفيلم العديد من المشكلات السياسية والاجتماعية وعلي رأسها الفقر والفساد والنظرة الرجعية للمرأة والعادات والتقاليد, وتأثير انفصال شمال وجنوب السودان علي المجتمع والأهالي, وغيرها.

كما يشارك المخرج اللبناني غسان سلهاب في الفورم بفيلم تجريبي بعنوان وردة قدم فيه صورة بصرية لقصيدة كتبتها روزا لوكسمبورج وهي في الحبس الانفرادي في نهاية عام1917 وعبرت فيها عن حبها للحياة علي الرغم من الوضع السياسي السيء, من خلال وصفها الحي لجمال الطبيعة والطيور والزهور والسماء والألوان التي تميزها, حيث يقدم في الفيلم قراءة لرسائلها من السجن باللغتين العربية والألمانية مع استعراض لصور حديثة من شتاء برلين متداخلة مع مواد أرشيفيه من الحرب العالمية الأولي وأغاني عن الحركة العمالية ليعكس تاريخ النضال والمقاومة بصورة بصرية تعبر عن أن الجمال والمقاومة يمكنهما التعايش معا مهما كان قدر الظلام.

ويضم الفورم اكسبندد أو المنتدي الموسع فيلم مصري وحيد للمخرج محمد صلاح بعنوان لقاء لم يذاع وهو مشروع نتاج مشاركته في ورش فيج ليف للأفلام المستقلة بالإسكندرية, وهو فيلم وثائقي عن شخص يدعي إبراهيم يعمل نادلا في مقهي يسجل حلقة من برنامج بعنوان الصراع والنجاح لقناة تليفزيونية غامضة, ومن خلال هذا اللقاء يستعرض الفيلم حياة إبراهيم لنعرف من هو بالتحديد وآراءه السياسية وعلاقته بأسرته ورأيه في المرأة الذي يعبر عن المجتمع وطبيعة الصراع بين الرجل والمرأة.

الأهرام المسائي في

15.02.2019

 
 
 
 
 

تكريم الممثلة تشارلوت رامبلينج بجائزة عن مجمل إنجازاتها في مهرجان برلين السينمائي

برلين (رويترز)

قالت الممثلة البريطانية تشارلوت رامبلينج، أمس الخميس، إنها تأثرت لحصولها على جائزة الدب الذهبي عن مجمل إنجازاتها خلال مهرجان برلين السينمائي.

والممثلة التي تبلغ من العمر 73 عاما، والتي بدأت مسيرتها الفنية كعارضة أزياء، اشتهرت بلعب أدوار البطولة في أفلام فنية غير تجارية.

وذاع صيتها بعد أن لعبت دور ناجية من معسكر تعذيب في فيلم (ذا نايت بورتر) من إخراج ليليانا كافاني عام 1974.

ولعبت دور البطولة في أفلام أخرى مثل (جورجي جيرل) مع لين ريدجريف عام 1966 و(ستارداست ميموريز) من إخراج وودي آلن عام 1980 بالإضافة لعدة أفلام من إخراج الفرنسي فرانسوا أوزون في الألفية الجديدة.

وفي 2015، حصلت رامبلينج على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين عن دورها كزوجة في الفيلم الرومانسي الدرامي (45 عاما) من إخراج أندرو هاي والذي يدور عن زوجين ينتهي زواجهما بكارثة مع استعدادهما للاحتفال بعيد زواجهما الخامس والأربعين.

وقالت رامبلينج خلال مؤتمر صحفي في برلين ”أنا سعيدة للغاية لحصولي على الدب (الذهبي) لأنني أملك الفضي وكان يسألني في أحد الأيام، أين الذهبي؟ لذا قلت له، حسنا سأعود قريبا وأنا أحمله“.

ووصف ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين رامبلينج بأنها ”أيقونة السينما غير التقليدية والمثيرة“.

الشروق المصرية في

15.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)