كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

السينما والواقع الافتراضي:

انتبه حياتك في خطر

أندرو محسن

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

في الأغلب أنت تقرأ هذا المقال الآن من خلال شاشة اللاب توب أو الموبايل، ومن خلال الرابط الذي وجدته على صفحة فيس بوك، رغم هذا -سامحني- سنتحدث عن ضراوة التكنولوجيا في العلاقات الإنسانية، والذي تنظر إليه السينما في أغلب الوقت بنظرة متشائمة.

في إطار قسم العروض الخاصة في مهرجان برلين 69 يعرض الفيلم الفرنسي ”Who You Think I Am (من تظن أنه أنا) للمخرج صافي نيبو وبطولة جولييت بينوش، رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان في هذه الدورة.

ربما ليست هي المرة الأولى التي يتحدث فيها فيلم ما عن تأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، بل إن لدينا مسلسلًا كاملًا يتعرض فقط لخطورة التكنولوجيا هو “Black Mirror” (المرآة السوداء)، لكن فيلم صافي نيبو يقترب أكثر من الواقع.

طلب صداقة جديد.. لا تقبله

تدور أحداث الفيلم عن المدرسة الخمسينية كلير (جولييت بينوش) التي تقرر دخول عالم الفيس بوك من خلال حساب زائف تنتحل فيه شخصية فتاة شابة في العشرينيات، وذلك لتتعرف على شاب تحتاجه للوصول إلى شخص آخر، لكنها تقع في حبه، وتتحول هذه العلاقة التي اختلقتها لغرض محدد إلى قصة حب تخنقها وتحييها في الآن ذاته، تخشى أن تنفصل عن حبيبها كما تخشى مصارحته بالحقيقة أيضًا.

في لقطات قريبة يقدم المخرج تطبيق ماسنجر المفتوح من خلال موقع فيس بوك، لنشاهد الحوار المتبادل بين كلير وأليكس (فرانسوا سيفيل) بشكل مباشر ودون حيل أو استخدام الجرافيك لإظهار المكتوب بشكل مختلف. في إحدى اللقطات نشاهد كلير تكتب رسالة تشتم فيها مديرها في العمل، ثم تمسحها لتستبدل الشتيمة بأخرى، ثم تعدل مرة أخيرة قبل أن تضغط على زر الإرسال، ربما يكون هذا ما تفعله الآن وأنت تقرأ هذا المقال، وهذا ما نفعله بالفعل عدة مرات في اليوم.

نستمع بشكل متكرر في شريط الصوت إلى النغمة المميزة لكتابة الطرف الآخر لرسالة، تلك التي يعرفها كل المشاهدين تقريبًا ليكون تكرارها بمثابة إشارة إلى تبادل العديد من الرسائل.

يُشرِّح الفيلم بمنتهى الهدوء تفاصيل تطور العلاقة عبر الإنترنت، من البدايات المضطربة التي يراجع فيها كل طرف حروف كلماته ويعدلها قبل أن يضغط على زر الإرسال، إلى التباسط والمكالمات الصوتية وتبادل أدق التفاصيل.

في أحد المشاهد تقول كلير عن حديثها مع أليكس، إنها لا تشعر أنها تبدو في الخامسة والعشرين عندما تتحدث معه، لكنها تصبح بالفعل في الخامسة والعشرين. تتناثر قصص الحب أو التعارف على الإنترنت هنا وهناك، وربما نعرف بشكل شخصي من تعرضوا لهذه القصص، والكثير منها ينقل يكون أحد الطرفين في القصة ينتحل شخصية ما للإيقاع بالطرف الآخر، كل هذا معتاد، لكن الجانب الذي لا نفكر فيه -والذي يقدمه الفيلم ببراعة من خلال الحوار- هو جانب اختفاء الحاجز بين الشخصية الحقيقية والمزيفة، بمرور الوقت، يميل صاحب الشخصيتين إلى تصديق الشخصية المتخيلة إذا كانت تحظى باهتمام أكبر.

حب من طرف آخر

قصة الحب التي تكون التكنولوجيا طرفًا فيها بشكل ما شاهدناها في صورة مميزة أخرى فيلم فيلم ”Her“ (هي) للمخرج سبايك جونز، والذي قدم ثيودور (واكين فوينكس) الذي يقع في حب المساعد الإلكتروني لهاتفه المحمول، فكرة تبدو عبثية للوهلة الأولى وبعيدة للوهلة الأولى، لكن السيناريو وأداء فوينكس يجعلاننا نصدق أن ما نشاهده حقيقي.

 تتزايد الخدمات الصوتية في الهواتف المحمولة، إلى حد يجعل ما شاهدناه في الفيلم ليس بعيدًا عنا تمامًا، الآن بإمكان مساعد جوجل أن ينظم لك يومك بداية من إيقاظك في الصباح إلى أن يحكي لك حكاية قبل النوم.

ثيودور الخجول الذي يفشل في إقامة علاقة طبيعية مع امرأة، يجد في المساعد الصوتي ضالته، لكن المشهد الأكثر عبثية هو لقاء ثيودور مع صديقه وزوجته، ليخبرهم أنه على علاقة بالمساعد الصوتي، فيباركون له وكأنه أمر تقليدي.

عكس الفيلم السابق الذي كانت التكنولوجيا فيه هي الوسيط الذي بدأت وتطورت من خلاله العلاقة حتى ذروتها، في ”هي“ تكون التكنولوجيا هي الطرف الآخر وليست مجرد وسيط. 

أنا صنعتك

لا يتحدث فيلم ”S1m0ne“ (سيمون) عن علاقة عاطفية أخرى، بل علاقة وجود، المنتج فيكتور تراناسكي (آل باتشينو) يصمم شخصية سيمون، باستخدام برامج الجرافيك، ويعلن أنه اكتشف ممثلة جديدة، ويضيفها لأفلامه فيعشق الجمهور سيمون، ويبدأ تراناسكي في الشعور بالغيرة ثم يقرر التخلص منها، فيُتهم بقتلها، وهكذا يجد نفسه في معضلة، وجود هذه الشخصية الخيالية، لم يعد يعني مجرد شهرة له، بل يعني وجوده شخصيًا.

تصل الصورة العبثية في هذا الفيلم إلى ذروتها، فالإنسان الذي صنع اللعبة انهزم منها وصار تابعًا لها. يحاول تراناسكي التخلص من سيمون معنويًا في البداية بأن يجعل الجمهور يكرهها، فيقدم مشاهد مقززة لها في أحد الأفلام فإذا بالجمهور يزداد إعجابًا بها. حتى القواعد التي وضعها الإنسان للعبته تكسرت وحلت مكانها قواعد جديدة، إما أن يقبلها أو يخسر كل شيء.

بينما تتحدث الكثير من الأفلام عن خطر الآلة والذكاء الصناعي الذي قد يسيطر على البشر، يقدم هذا الفيلم نموذجًا آخر في كيفية تسلل الآلة، أو الصورة المصنوعة، إلى قلوب وأذهان البشر في هدوء ودون حتى أن تدخل في حوار عقلاني مع الإنسان مثل الحوار الذي خاضه الكمبيوتر هال مع رائد الفضاء في فيلم  ”2001: A Space Odyessy“ (2001: أوديسا الفضاء).

الخطر أقرب مما تتصور

في أحد مشاهد فيلم ”من تظن أنه أنا“، يتحدث أليكس مع كلير عبر الهاتف ويهمس لها بكلام مثير يجعلها تستمني وتنتشي جنسيًا، هذا المشهد يكثف جزءًا كبيرًا من شكل العلاقة التي يقدمها الفيلم، علاقة تكتمل حتى ممارسة الجنس عبر الهاتف.

تبدو النماذج الأخرى التي ذكرناها أكثر خطورة، لكن ما قدمه الفيلم الفرنسي هو الأكثر قدرة على إثارة الخوف. لماذا؟ لأنه شديد القرب من الواقع، قد يبدو صناعة ممثلة خيالية واقتناعنا بها أمر صعب الحدوث، لكن التعارف عبر الإنترنت وحتى ممارسة الجنس من خلاله ليسا بعيدين.

اختيار جولييت بينوش لهذا الدور لم يكن تقليديًا، فالفيلم كان في حاجه إلى ممثلة تستطيع أن تنقل بوجهها كل ما يعتمل في نفسها، وردود الأفعال على ما تكتبه وتتلقاه من رسائل دون أن تتكلم، ولم يوفر المخرج في استخدام اللقطات القريبة لرصد كل تعبيراتها الدقيقة.

في الأغلب ستنُهي هذا المقال لتواصل حياتك وتتفقد مواقع التواصل تتلقى أو ترسل المزيد من الصور، فيلم ”من تظن أنه أنا“ يُخبرنا أن مواقع التواصل ليست مرآة لحياتنا أو مدخل لحياة الآخرين، بل على العكس هي تشطرنا إلى شخصيتين تصارع كل منهما الأخرى للبقاء.

موقع "إضاءات" في

14.02.2019

 
 
 
 
 

"الرب موجود.. واسمها بترونيا"..

امرأة مقهورة وصليب خشبي وقصة تحرر

أحمد شوقي

لا أمر يشغل صناعة السينما عالميًا الآن قدر قضية المساواة بين الجنسين، من قضايا التحرش والاستغلال الجنسي مقابل العمل إلى ضرورة التساوي في الفرص وسياسية الـ50/50 التي جعلت مهرجان برلين السينمائي يختار سبعة أفلام لمخرجات ضمن مسابقته الدولية التي تضم 17 فيلمًا، أصبحت 16 خلال أيام المهرجان بعد الإعلان عن إلغاء عرض "ثانية واحدة" فيلم المخرج الصيني زانج ييمو الجديد بسبب مشكلة تقنية، ليصير نصف المسابقة تقريبًا للنساء في أمر يحدث للمرة الأولى في تاريخ أي من مهرجانات العالم الكبرى.

الأنظار اتجهت صوب أفلام المخرجات السبع، لا سيما بعدما جاء اختيار أحدهم لافتتاح المهرجان وهو "طيبة الغرباء" للدنماركية لون شيرفج أقل بكثير من المتوقع من فيلم ينال هذا العرض المتميز، وبعد آراء متضاربة حول الأفلام، ظهر فيلم "الرب موجود.. واسمها بترونيا God Exists, Her Name is Petrunya" للمخرجة المقدونية تيونا ستروجر ميتيفسكا ليلفت الأنظار ويعيد توقعات ذهاب الدب الذهبي لإحدى المخرجات.

امرأة محبطة وصليب خشبيالفيلم يجمع بين الموضوع الملائم للحظة، والمرتبط بوضع المرأة في المجتمع، وبين طرافة الفكرة المأخوذة عن حادثة حقيقية وقعت في مقدونيا عام 2014، خلال تقليد سنوي يقوم فيه راهب أرثوذوكسي بإلقاء صليب خشبي في النهر ليتسابق الشباب على العثور عليه، حين قامت فتاة لأول مرة بالمشاركة والحصول على الصليب مما أثار جدلًا كبيرًا حول الواقعة.

ميتيفسكا تعيد خلق الحكاية دراميًا عبر تأسيس شخصية بطلتها بترونيا، امرأة عمرها 32 عامًا، تعاني من زيادة في الوزن ومن بطالة تعاني منها منذ تخرجها فلم تمتلك خبرة مهنية سوى العمل بعض الوقت كنادلة، غير متزوجة ويبدو الارتباط بالنسبة لها حلمًا بعيد المنال، وتعيش تحت سطوة أم مهووسة لا يفوق تدخلها في حياة ابنتها سوى ما تبثه فيها من شعور بالنقص واستحالة التحقق والإنجاز.

الأم تدفع بترونيا دفعًا للذهاب إلى مقابلة عمل في مصنع للنسيج تتحول كارثة عندما يتحرش بها المدير ويسيء إليها لتخرج محبطة، وفي طريق عودتها تقابل موكب الاحتفال الديني بالصدفة فتجد نفسها تقفز دون تفكير وتنتزع الصليب، دون أن تدرك أنها ستفتح بذلك باب جحيم اندلع في وجهها داخل مجتمع لا يفهم كيف يمكن لامرأة أن تدخل مسابقة ظلت طوال التاريخ مقتصرة على الرجال، بل وتفوز عليهم وتنال الصليب.

تستدعي الشرطة بترونيا للتحقيق معها بناءً على رغبة الراهب الذي انتصر لها لحظة إلقاء الصليب، ثم عاد ليستجيب لضغوط العامة ويحاول أن ينهي الأمر عُرفيًا ـ كالعادة ـ لأن الفتاة لم ترتكب أي جريمة أو تنتهك أي قانون. بترونيا التي عاشت حياتها تتعلم كل يوم إنها غير قادرة على مواجهة حياتها البسيطة، تجد نفسها في مواجهة الجميع: سلطة دينية وشرطة متواطئة، رعاع مشاغبون يريد الجميع إرضائهم، أسرة غير مساندة، وإعلام يهتم بالقضية لحظات ثم ينصرف عنها لولا اهتمام مراسلة صحفية بمتابعة التطورات على مسؤوليتها الشخصية.

آثار الموجة الرومانية وعيوب التبسيط

يمكن ربط الفيلم بسهولة، سواء بسبب موضوعه أو طريقة تصويره المعتمدة على واقعية خشنة وكاميرات محمولة في كثير من الأوقات، بأفلام الموجة الرومانية الجديدة التي كان انطلاقها مطلع القرن الحالي على أيدي مخرجين مثل كريستيان مونجيو وكورنيليو بورمبويو، لتتوسع في منطقة البلقان وشرق أوروبا، وتفرز تيارًا سينمائيًا مؤثرًا يقوم جوهره على توظيف الجماليات المقتصدة في سرد حكايات يومية بسيطة وأصيلة تحمل داخلها موقفًا سياسيًا واجتماعيًا، تمامًا مثل "الرب موجود.. واسمها بترونيا" الذي يقدم في يوم وليلة رؤية عن وضع المرأة في عالم يفرض عليها تمييزًا غير قانوني أو منطقي، ويعاملها كمذنبة عندما تتمرد ـ ولو دون وعي ـ على هذا التمييز.

نصف قوة الفيلم تكمن في القصة والنصف الثاني في أداء زوريكا نوشيفا، التي يكاد يكون دور بترونيا كُتب من أجلها، السأم وانعدام الرغبة في المحاولة الذي يسيطر عليها في الجزء الأول من الفيلم، وتوترها خلال مقابلة العمل التي تعرضت فيها للإهانة، هي نتاج لطبقات تراكمت عليها بمرور الأعوام حتى استسلمت لواقعها التعيس، لكن وبمجرد أن تحقق انتصارًا صغيرًا توضع بسببه على المحك، تستعيد نفسها وتُظهر قوتها الحقيقية، لتقف وحدها في مواجهة القوى الثلاث: السلطة والدين والشعبوية.

استعادة امرأة مقهورة لكرامتها حكاية ممتعة تستحق دائمًا أن تُروى، وردود بترونيا الذكية على الكاهن والضباط يمثل كل منها انتصارًا صغيرًا يستمتع به الجمهور، غير إنه يفقد بعض تأثيره بسبب الأطراف المواجهة للبطلة، والتي يكمن فيها المشكلة الأكبر في فيلم المخرجة تيونا ستروجر ميتيفسكا.

ميتيفسكا التي كتبت السيناريو برفقة إيلما تاتاراجيتش انشغلت كثيرًا بشخصية بترونيا وبنائها بشكل متماسك يعبر عما تحمله المرأة الشابة من تناقضات، لكن ذلك جاء على حساب باقي الشخصيات التي تم رسمها جميعًا بتبسيط مخل، يجعل كل منها نمطًا أو رمزًا لإحدى القوى التي تواجهها البطلة، دون منح خصوصية حقيقية للشخصيات، بما في ذلك الأم التي تحمل داخلها بذور شخصية درامية قوية لم يستغلها النص. صحيح أن بترونيا تواجه الجميع، لكن الدراما لا يفترض أن تتعامل مع شخصية باعتبارها ممثلة للجميع، بل ينبغي أن يكون لكل شخصية فرادتها، وهو ما لم يحدث للأسف سوى مع الشخصية الرئيسية.

الفيلم والقضية والإمتاع

إلا إنه ومع رصد العيب السابق يظل الفيلم واحدًا من أفضل أفلام برليناله 2019 وأمتعها. هو فيلم نسوى بحكم قصته وما يطرحه من أفكار، في زمن أصبحنا فيه نتحسس مسدساتنا عندما نشاهد فيلمًا نسويًا في ظل الترويج المبالغ فيه لأفلام متواضعة بسبب موضوعها وقضيتها. لكنها هنا نسوية من النوع المتميز فنيًا، الذي ينطلق من الدراما والحكي أولًا وينتقل منها لطرح الأفكار.

المخرجة اختارت أولوياتها جيدًا: على الفيلم أن يورط من يشاهده في حياة بترونيا والموقف الذي تتعرض له، عليه أن يجعلنا نؤمن بأن هذه الفتاة لو استسلمت لما يُملى عليها مرة أخرى وتخلت عن الصليب الذي فازت به سيكون هذا اختيارًا يساوي التعاسة والفشل الأبديين، لتبُث الدراما القيمة في هذه المنحوتة الخشبية الصغيرة، وتجعلها تساوي أكثر كثيرًا من قيمتها المادية والدينية.

"الرب موجود.. واسمها بترونيا" حكاية امرأة دفعتها الظروف لفعل غير محسوب، ليضعها هذا الفعل في طريق لا يمكن العودة منه، عليها أن تسير قدمًا وتختار، فتتحرر أو تنتحر. بترونيا تختار أن تقاتل من أجل حقها وحريتها للمرة الأولى، لتمنحنا فيلمًا سيكون له في الأغلب نصيبًا من جوائز دورة برلين التاسعة والستين.

موقع "في الفن" في

14.02.2019

 
 
 
 
 

الرقابة تتخفي بذريعة "المشاكل التقنية" لمنع فيلم زانج ييمو في البرليناله

د. أمل الجمل

"خلال اليومين الماضيين لم نتمكن من تأكيد مشاركة الفيلم في مهرجان برلين، وكنا ننتظر. الآن لدينا الخبر المؤكد أنه لن يكون في المنافسة". هكذا صرح - لصحيفة هوليوود ريبورتر - باقتضاب ممثل من مجموعة هوانشي ميديا، المنتجة لفيلم "ثانية واحدة" القادم بتوقيع المخرج الصيني الشهير زانج ييمو.

بينما كان الكثير من النقاد والصحفيين ينتظرون بترقب كبير عرض فيلم "ثانية واحدة" ويضعون عليه أملاً كبيراً -غداً الجمعة-بسبب الهالة السينمائية الكبيرة التي تُحيط باسم صانعه زانج ييمو البالغ من العمر ٦٨ عاماً والذي يُعد من أنجح مخرجي الأفلام الصينية، لكن فجأة تصل للجميع بالمسابقة رسالة عبر البريد الإلكتروني من منظمي البرليناله التاسعة والستين تفيد بإلغاء عرض فيلم "ثانية واحدة" لأسباب تقنية، ولاحقاً تم استبدال الفيلم بشريط سينمائي آخر لنفس المخرج من إنتاج عام ٢٠٠٢ بعنوان: "هيرو Hero"، وبذلك انخفض عدد أفلام مسابقة البرليناله إلى ١٦ فيلماً فقط بدلا من ١٧.

ذريعة "المشاكل الفنية"

كلمة "تقنية" رغم محاولة تفسيرها بأن أعمال ما بعد المونتاج للفيلم لم تنتهِ ولم ينجح صُناعه في إتمام إنجازها، لكن البعض استقبلها بتوجس وريبة للدراية بالأجواء الرقابية المخيمة على الصين حالياً، لذلك كان التواصل مع بعض مَنْ يتواجدون بمهرجان برلين السينمائي، الممتد من ٧-١٧ فبراير الحالي، من المساهمين في داوئر صناعة السينما الصينية الذين وفق تصريحات صحفية عديدة أرجعوا الأمر للرقابة على أرض بكين.

أيضاً التصريح السابق للشركة المنتجة يشي في باطنه بأنهم كانوا ينتظرون رداً من جهة ما، خصوصاً مع كلمة "وكنا ننتظر". لذلك لم يكن غريباً أن تظهر التكهنات على الفور بأنه تم سحب الفيلم لأسباب سياسية خصوصاً أن أحداث فيلم "ثانية واحدة" تدور خلال الثورة الثقافية الصينية في الفترة بين ١٩٦٦- ١٩٧٦ بعهد ماو تسي تونغ، والتي اعترف الحزب الشيوعي نفسه بأنها كانت كارثية، مع ذلك لا تزال موضوعًا حساسًا، ويعتبرها البعض الفترة المظلمة من تاريخ بلادهم الحديث، إذ راح ضحيتها مئات الألوف من المثقفين والمتعلمين، وشهدت البلاد خلالها العديد من عمليات التخريب والتدمير لعشرات المعالم الثقافية والدينية والتاريخية، كما تم حرق وتدمير عشرات الكتب المهمة، ويعتبر البعض من المؤرخين والمفكرين الصينين تلك الفترة صفحة من التاريخ ضد الإنسانية لما تركته من آثار سلبية فظيعة على الصين من الناحية الأخلاقية والثقافية والسياسية رغم المكانة الاقتصادية الكبيرة التي حققتها الصين دولياً.

المشاركة الصينية

تُعتبر الصين من أكثر الدول المشاركة في المهرجانات السينمائية الكبرى، وتبلغ مشاركتها هذا العام ثلاثة عشر فيلماً في الأقسام المختلفة من مهرجان برلين السينمائي التاسع والستين، كان من بينها فيلمان داخل المسابقة حيث يعرض صباح اليوم فيلم "طويل جداً يا ولدي" -لكنني لم أشاهده حتي لحظة كتابة المقال- بينما كنت قد شاهدت في قسم البانوراما فيلم "كلب يتوقف في القمر" وهو شريط سينمائي به أفكار جيدة عن الآثار السلبية المترتبة علي الأسرة والمجتمع عندما يُنكر المثليون حقيقة وضعهم ويحاولون بناء أسر تقليدية متخيلين أنهم يستطيعون التكيف مع الوضع وخلق صورة طبيعية لهم أمام المجتمع بينما يمارسون حياة أخرى في الخفاء، ما يجعلهم يدمرون أسرهم بشكل أو بآخر، وربما يسهمون في خلق أجيال مشوهة. لكن الفيلم يعيبه التطويل، والإيقاع التليفزيوني في بعض مشاهده، رغم السينمائية المميزة للبعض الآخر.

كذلك، يُعرض في قسم البانوراما "لعبة الشادو" أو "مسرحية الظل" أما في مسابقة الأفلام القصيرة فيعرض فيلم "سيبلاش"، وفي قسم المنتدى عرض فيلمان هما: "من الغد سوف أفعل"، "أيام التلاشي vanishing days" بينما في قسم "المنتدي الممتد" عرض فيلم "المهندس السجين"، وفي قسم "أجيال بلاس" يعرض فيلم "أول وداع"، وفي قسم "أجيال بلاس ١٤" يعرض فيلم "التقاطع".

منع آخر

لم يكن فيلم "ثانية واحدة" هو الشريط السينمائي الصيني الوحيد الممنوع رقابياً من العرض في البرليناله الـ٦٩ فقد سبق سحب فيلم "أيام أفضل Better days" من قسم "أجيال" عشية انطلاق مهرجان برلين التاسع والستين، والذي تدور أحداثه حول شاب غاضب، لكن ربما لأن منع الفيلم جاء مبكراً، ولأنه كان مشاركاً في قسم موازٍ هامشي لا ينتبه له الكثيرون، بينما الفيلم الثاني كان مشاركاً بالمسابقة الرسمية، إضافة إلى أن شهرة زانج ييمو هي الأقوى فجعلت مُريديه وعشاقه في الانتظار والترقب لفيلمه ما سلط الأضواء على المنع الذي جاء في منتصف أيام البرليناله.

إذًا يعد فيلم زانج ييمو هو الشريط السينمائي الصيني الثاني الذي يتعرض للمنع ويتم سحبه من برلين هذا العام. وإن كانت بعض المصادر الصينية قد صرحت لصحيفة فارايتي بأنه رغم التصريح بأن فيلم "أيام أفضل" لم يكتمل في الوقت المناسب ما يتعذر عليه المشاركة، لكن الحقيقة أن الفيلم قد تم سحبه لأسباب تتعلق بالرقابة.

أما فيلم "ثانية واحدة" للمخرج الذي قدم عشرات الأفلام منذ أواخر الثمانينيات، والذي نال الدب الذهبي من البرليناله عام ١٩٨٨، مثلما حصد الدب الفضي عام ٢٠٠٠، إضافة إلى جائزتي بافتا، وجوائز أخرى عديدة من مهرجانات دولية، فهو من أنجح المخرجين الذين يتناولون بأفلامهم البنية الاجتماعية المعقدة للصين وشريطه "ارفعوا اللمبات الحمراء" نموذجاً. مثلما تعامل ييمو بذكاء فني مراراً مع القضايا السياسية، أما آخر عمل قدمه قبيل "ثانية واحدة" فقد شارك به بمهرجان فينيسيا السينمائي سبتمبر الماضي ٢٠١٨ وكان بعنوان "ظل Shadow" والذي يُعتبر عملا تشكيليا بارعاً يستند فيه على الأبيض والأسود في سردية إبداعية لافتة.

السينما تجمع سجينًا هاربًا باليتيمة

أما شريطه الجديد الممنوع فأحداثه تتناول قصة سجين هارب لم يعبأ بآثار ذلك الهروب الذي يعني أنه في حالة الإمساك به مجدداً سينال عقوبة أشد قسوة، لكنه يواصل الهروب من أجل تحقيق شغف سينمائي، ومشاهدة شريط إخباري ساخر، فإذا به يلتقي بفتاة يتيمة ويجمعهما هذا الشريط، بينما في اللحظات الأخرى يبدوان كأنهما نقطتان صغيرتان في الأفق.

تجعلنا مشاهدة العمل التنويهي لفيلم "ثانية واحدة" نتوقع إعادة القبض على الفتى الهارب الذي يُقاوم رجال البوليس، بينما لا تزال الفتاة تلاحقه في الصحراء الشاسعة، حتى أننا نرى لقطة فوتوغرافية منشورة لهما وهما مُوثقان في قيد واحد، ما يعني أن الفتاة هي أيضاً قد تم القبض عليها، وأن مصير الاثنين هو مصير مشترك، فماذا كان يحتوي الشريط السينمائي الساخر الذي أغوى سجينا بالمجازفة بحياته؟! وإلى أي حد يصل التعذيب والاستجواب إن تم التحقيق فعلياً مع الضحيتين؟! ما الذي يحتويه فيلم زانج ييمو الجديد بحيث يُثير حفيظة الرقابة القابعة في برلين ويقض مضجعها؟!

موقع "مصراوي" في

14.02.2019

 
 
 
 
 

نجوم هوليود مخرجون لأول مرة في مهرجان برلين

رسالة برلين‏:‏ مني شديد

·        كيسي أفليك يتناول حب الأب لابنته في نور حياتي‏..‏ وجونا هيل ينتقد الصورة التقليدية للرجولة في منتصف التسعينيات

اتجه عدد نجوم السينما الأمريكية في السنوات الأخيرة للإخراج السينمائي, حيث يميل أغلبهم إلي صناعة أفلام تعبر عنهم وأفكارهم حتي وإن كانت بعيدة عن طبيعة التيار السينمائي السائد الذي تشكلت شهرتهم كممثلين من خلاله, ومن بين أبرز هذه النماذج النجم برادلي كوبر الذي استطاع أن يحصد عدد من ترشيحات جوائز الأوسكار وغيرها من الجوائز التي نالها مؤخرا عن أول فيلم روائي طويل من تأليفه وإخراجه وهو ميلاد نجمة.

ويدفع طموح نجوم هوليود لما هو أبعد من مجرد التواجد علي الساحة كمخرجين مبتدئين في الولايات المتحدة الأمريكية, ولهذا يفضلون أن تكون نقطة البداية لأفلامهم في واحد من المهرجانات السينمائية العالمية الكبري, وكما كان العرض العالمي الأول لفيلم ميلاد نجمة في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي, اختار النجم كيسي أفليك- الحائز علي حائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام2017- أن تكون الدورة الـ69 لمهرجان برلين السينمائي الدولي منصة الإطلاق لفيلمه الروائي الطويل الأول لايت أوف ماي لايف أو نور حياتي وهو التجربة الإخراجية الثالثة له بعد أن قدم من قبل مجموعة من13 فيلما روائيا قصيرا من إخراجه تحت عنوان ذا بوك أوف تشارلز أو كتاب تشارلز عام1999, بينما كانت التجربة الثانية فيلم تسجيلي بعنوان مازالت هنا عام2010, عن مرحلة التحول في حياة النجم جواكين فينكس من ممثل سينمائي مشهور إلي مغني راب يستخدم الشعر والإيقاع الموسيقي للتعبير عن نفسه.

وتعتبر هذه هي المرة الأولي التي يذهب فيها أفليك إلي مهرجان برلين بأحد أفلامه, وعرض المهرجان فيلم نور حياتي في قسم البانوراما, واحتفي بأبطاله من خلال العروض الخاصة والمؤتمر الصحفي, وكتب كيسي سيناريو الفيلم ويقوم ببطولته أيضا أمام إليزابيث موس والطفلة آنا بنيوسكي.

وتدور أحداث الفيلم حول فكرة صراع البقاء ووحشية البشر من خلال محاولات أب حنون لإنقاذ حياة ابنته بشتي الطرق في ظل ظروف قاسية من خلال قصة خيالية عن انتشار وباء يصيب النساء, مما يدفع الرجال للتوحش والإصرار علي قتل كل النساء والفتيات للحفاظ علي أنفسهم.

وقال كيسي عن فيلمه إنه قام بتطوير القصة علي مدار سنوات, ومزج فيها بين عدد من القصص والحكايات التي سمعها في طفولته, بالإضافة إلي بعض الحوارات المشتركة التي أجراها مع أبنائه في مناسبات عدة, وقام بكتابتها لأنه وجد فيها شيئا مثيرا للاهتمام ويعبر عن علاقته الديناميكية بهم, ومع الوقت بدأت هذه المقتطفات تتحول إلي مشاهد وشيئا فشيئا شكلت هذه المشاهد ما يشبه سيناريو فيلم سينمائي تطور إلي أن وصل للصورة النهائية علي الشاشة, مضيفا أنه لم يتعمد من البداية أن يكون الفيلم من نوعية الخيال العلمي لكن القصة تطورت بهذا الشكل, وإن كان لا يحب تصنيفه بشكل كامل علي أنه خيال علمي.

وتابع قائلا إنه علي الرغم من حبه لهذه النوعية من الأفلام منذ الصغر, إلا أن التركيز الأساسي في الفيلم من وجهة نظره كان علي الجانب الدرامي الخاص بعلاقة الأب بابنته ومحاولاته لحمايتها أما باقي الأشياء الأخري في الفيلم فهي ليست أكثر من مجرد خلفية لهذا الخط الرئيسي.

ومن جانب آخر, يشهد مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ69 ميلاد مخرج آخر من نجوم هوليود وهو جونا هيل المعروف بأدواره الكوميدية الخفيفة وأدواره المرحة في عدد من الأفلام التي تحقق أعلي الإيرادات في شباك التذاكر بأنحاء العالم, كما رشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد مرتين, حيث يشارك جونا في البانوراما بأول فيلم روائي طويلة من تأليفه وإخراجه وهو ميد90 أو منتصف التسعينيات.

وتدور أحداث الفيلم في لوس أنجلوس في فترة التسعينيات من القرن الماضي حول الطفل ستيفي-13 عاما- الذي يعاني من علاقة سيئة مع شقيقه, فيخرج لشوارع لوس أنجلوس بحثا عن بديل ويجده في مجموعة من المتزلجين ليتعلم معهم الحياة الصاخبة التي لا تحكمها قواعد ويتخللها شرب الخمر وتعاطي المخدرات, فيتحول إلي مراهق يوقع نفسه في المشكلات باستمرار.

وقال جونا إن كل صناع الأفلام يحاولون في أعمالهم الأولي التعبير عن أنفسهم وتحديدا أول20 سنة من حياتهم التي شكلت شخصياتهم, مؤكدا أن ستيفي لا يمثله شخصيا وهذه ليست حياته في الحقيقة, لكن يمكن القول إن كل الشخصيات التي يكتب عنها هي شخصيات يستطيع أن يري فيها نفسه, كما أن ستيفي يعبر عن الأطفال في مرحلة النمو وما يمكن أن يؤثر عليهم وعلي حياتهم.

وأضاف أن واحدا من الأسباب الرئيسية التي تدفعه لصناعة الأفلام هو تحدي الطريقة التقليدية لتقديم فكرة الرجولة, حيث يقدم في الفيلم الطريقة التي يتحدث بها هؤلاء الأطفال مع بعضهم البعض, مشيرا إلي أن الصورة التقليدية للرجولة في الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت كانت تعني عدم إظهار المشاعر والضعف أو الحساسية لأنها تعتبر مشاعر نسويه وقد يتهم من يقوم بذلك بأنه شاذ, ولكن الحقيقة أن هذه الحالة هي التي تؤدي إلي مسار خاطئ تماما وتصرفات عنيفة, ولهذا أراد أن يظهر في الفيلم هذه المشكلة التي تدفع الأطفال والمراهقين لاتخاذ قرارات خاطئة وتدمر العلاقات لأنهم غير قادرين في أغلب الأحيان علي التعبير عن آلامهم.

الأهرام المسائي في

14.02.2019

 
 
 
 
 

مهرجان برلين.. جاسوسية ودماء فى المسابقة الرسمية

تحرير:برلين_ محمد عاطف

فوز لبنان ومصر بجوائز الإنتاج المشترك، خطوة لتعزيز التبادل الثقافي ومشاركة التجارب المختلفة، وهو أمر يحرص عليه المهرجان من خلال تعاونه مع مؤسسة روبرت بوش

ساد جدل كبير بين الجمهور العربى الذى حضر برلينالية هذا العام عن مدى ضعف فيلم الإنتاج المشترك الإسرائيلى الألمانى المشارك بالمسابقة الرسمية "The Operative" سيناريو وإخراج يوفال إدلر، الذى تدور أغلب أحداثه عن عميلة للموساد تم زرعها فى طهران، لكن مهمتها أخذت منعطفات مختلفة بسبب ذوبانها فى الحياة اليومية للبلد وارتباطها بقصة حب مع رجل أعمال إيرانى، الفيلم مأخوذ عن رواية منشورة لعميل سابق بالاستخبارات الإسرائيلية لكن جاء المستوى العام للفيلم أشبه بدراما تشويق تليفزيونية.

يعود المخرج المخضرم فاتح أكين إلى المسابقة الرسمية هذا العام بفيلمه المثير "القفاز الذهبى" المأخوذ عن رواية منشورة عام 2006 تروى أحداث قصة حقيقية لقاتل متسلسل وقعت أحداثها فى نصف السبعينيات الأول، يحمل الفيلم طابعا دمويا يصعب تعامل المشاهد الرقيق معه، إذ يمتلئ الفيلم بمشاهد يقوم فيها القاتل بإخفاء ضحاياه من خلال تقطيعهن بمنشار.

قدم المخرج الدنماركى فلسطينى الأصل عمر شرجاوى فيلمه الوثائقى "عرب غربيون" من خلال قسم البانوراما الوثائقية، وتدور أحداث الفيلم عن سيرة ذاتية للمخرج ذاته، تأخذ طابعا ملحميا حيث تم تصوير الفيلم على مدار 12 عامًا بين الدنمارك وفلسطين ومصر، الفيلم رحلة بحث عن الهوية والجذور ومن قبلهما عن الذات، ويظهر عدم اهتمام المخرج بجماليات الصورة قدر اهتمامه بنقل دراما الوجوه والأماكن والأحداث.
وتضم البرلينالية 20 قسمًا، أهمها المسابقة الرسمية، الأفلام خارج المسابقة، البانوراما، قسم نظرة على السينما الألمانية، المنتدى، الجيل، ومواهب البرلينالية، وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية فى برلينالية هذا العام النجمة الفرنسية جوليت بينوش، التى عرض لها أحدث أفلامها "من تظننى أكون" إخراج صافى نيبو، وتقوم فيه جولييت بأداء دور أم وحيدة لطفلين على علاقة بشاب يصغرها كثيرًا فى العمر من خلال الإنترنت، وقد حظى الفيلم بترحيب كبير من الجمهور والنقاد
.

استأنفت مؤسسة روبرت بوش للتعاون الدولى منح "جائزة الفيلم" من خلال قسم مواهب البرلينالية، وهي مسابقة وبرنامج تدريب على مدار العام يقدم ورش عمل مصممة خصيصًا للمواهب الناشئة من ألمانيا والعالم العربى، والهدف هو توفير أول تجربة دولية مشتركة فى مجال إنتاج الأفلام ودعمها وكذلك تعزيز فكرة التبادل الثقافى، وتصدر مؤسسة روبرت بوش كل عام ثلاث جوائز للأفلام لتحقيق مشروع فيلم مشترك. تبلغ قيمة كل جائزة 60 ألف يورو، تمنحها لجنة تحكيم دولية. وقد فازت لبنان بجائزتين، الأولى عن الفيلم الروائى القصير "قلوب بلا مأوى" إخراج محمد صباح، والثانية عن الفيلم الوثائقى الطويل "هل تحبنى" إخراج لانا ضاهر. ومن مصر فاز الفيلم الوثائقى "أبو زعبل 1982" إخراج بسام مرتضى، الذى وصفته لجنة التحكيم بأنه مشروع شجاع. بعد الفوز بجائزة الفيلم، يتم إنتاج المشاريع الثلاثة الفائزة فى الدولتين الشريكتين، مما يسمح لأعضاء الفريق بالتفكير فى أساليب الإنتاج وأساليب الإبداع الخاصة بهم. تقيم مؤسسة روبرت بوش برنامج جائزة الفيلم بالتعاون مع شريكها مجمع برلينالة للمواهب - Berlinale Talents ومؤسسات أفلام مهمة من الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية ومنها (الهيئة الملكية للأفلام) الأردن، و(شركة أفلام مصر العالمية) مصر، بالإضافة إلى معاهد جوتة بالمنطقة العربية.

ازدحمت أرجاء المقرات الثلاثة لسوق الفيلم فى برلينالية هذا العام، وظهر به وجود عربى ملموس من خلال جناح المركز السينمائى المغربى الذى قام بتسويق المهرجانات المغربية إلى صناع الأفلام، أما فيصل بلطيور رئيس المجلس السعودى للأفلام فقد ركز اهتمام مشاركة المجلس فى سوق الفيلم على تعريف الحضور بالمواهب السينمائية الواعدة من المملكة بعرض 10 أفلام قصيرة حديثة لمخرجين سعوديين منهم عائشة رضوان بفيلمها "عروس البحر" وهناء العمير بفيلمها "أغنية البجعة" وسارق المنيف بفيلمه "قبول". كما حرص عدد كبير من كبار الشخصيات السينمائية العربية الموجودين فى برلينالية هذا العام حضور الاحتفالية الكبيرة التى أقامها مركز السينما العربية فى جناحه بسوق الفيلم بمناسبة حصول المنتج والسيناريست محمد حفظى على لقب شخصية العام السينمائية.

التحرير المصرية في

14.02.2019

 
 
 
 
 

«قصة ثلاث شقيقات» لأمين ألبر… فتيات يحلمن بمدينة بعيدة

نسرين سيد أحمد

لندن ـ «القدس العربي»: سيارة تنطلق في ذلك الفضاء المهيب لهضبة الأناضول. تقل السيارة فتاة دامعة ذات وجه بريء. تبدو السيارة كنقطة متناهية الصغر وسط هذه القمم التي تبدو لنا كناظرين إليها عن بعد ذات جمال يخطف الأنفاس. ولكن ماذا عن تلك الفتاة التي تستقل السيارة: أتراها تبكي لعودتها إلى هذه التلال أم لمغادرتها؟

هكذا يبدأ فيلم «قصة ثلاث شقيقات» للتركي أمين ألبر، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي (7 إلى 17 فبراير/شباط). يؤهبنا ألبر إذن منذ بداية الفيلم إلى أن تلك الهضبة المترامية الأطراف هي الكيان المهيمن على حياة الجميع في هذه المنطقة، وتتقزم في المقارنة معها حياة الجميع، لاسيما إن كانت هذه الحيوات لثلاث فتيات لا يملكن سوى الحلم.

يتضح لنا لاحقا أن السيارة تقل حواء (هيلين كانديمير)، الشقيقة الصغرى لتعود إلى منزل أبيها في قرية صغيرة في الأناضول، من بيت مخدومها في المدينة البعيدة. هناك في هذا المنزل المتواضع الصغير تلتقي حواء بشقيقتيها الكبرى ريحان (جمري أبو ضياء) والمتوسطة نورهان (إيشي يوكسل)، اللتين خبرتا أيضا العيش في المدينة الكبيرة، وعدن منها متمنيات العودة إليها، حتى لو كخادمات لأحد الميسورين من أبناء القرية الذين غادروا للمدينة.

لا شيء سوى السأم وشظف العيش ينتظر الجميع في تلك القرية النائية، حتى أن والد الفتيات الثلاث يسعى جاهدا لإعادتهن للعمل في المدينة، ليس فقط لضيق ذات اليد، أو لأن مدخولهن يعينه في تدبير القوت، بل لأنه يحلم أن تتزوج بنتاه غير المتزوجتين من رجل يقيم في المدينة حيث التعليم والخدمات، ليكون حالهن أفضل من بنته الكبرى المتزوجة من فقير من فقراء القرية التي لا زاد فيها ولا خدمات. هو فيلم لا يصرح بالكثير عن واقع الحال في تركيا، ولكن تكفينا ملاحظة هذه الرغبة العارمة والمحاولات المستميتة لمغادرة القرية، لندرك مدى تردي الأوضاع بعيدا عن المدن الكبيرة في تركيا. يكفينا أن أحدهم شنق نفسه، ونرى جثمانه وسط الفراغ المثلج للقرية الموحشة، لأنه فشل في مغادرة القرية، التي لا خدمات فيها ولا تعليم، وحين يتساقط الجليد، تتقطع السبل بالجميع، فلا يمكن حتى غوث المريض، مثلما حدث حينما مرضت نورهان.

قصة الشقيقات الثلاث ليست فقط قصة الرغبة في مغادرة المدينة، ولكنها تكشف الكثير عن العلاقات الأسرية، وعن التنافس بين الشقيقات، وعن الغيرة الكامنة في الأنفس، رغم حب الشقيقات لبعضهن بعضا.

لكن قصة الشقيقات الثلاث ليست فقط قصة الرغبة في مغادرة المدينة، ولكنها تكشف الكثير عن العلاقات الأسرية، وعن التنافس بين الشقيقات، وعن الغيرة الكامنة في الأنفس، رغم حب الشقيقات لبعضهن بعضا. هن جميعا يتنافسن للحصول على رضا نجاتي بك (كوبلاي تونجر) الطبيب الذي تعود أصوله للقرية، والذي توالت الفتيات على خدمته هو وزوجته وطفليه. يمتزج لدى الشقيقات الشعور بالنفور من مكانتهن الطبقية المتدنية، التي تجعلهن مجبرات على خدمة ذلك الثري، ومن الرغبة في العودة إلى المدينة حتى إن كان ذلك يعني تبديل الفراش، إذا بلله ابن الطبيب الصغير وغسله في برد الشتاء. التنافس بين الشقيقات، لا سيما الصغيرتين، مكمنه هو النفور من القرية والرغبة في العودة للمدينة، فالفتاتان كانتا خادمتين عند نجاتي بك، وتتنافسان للعودة إلى منزله.

وتكشف قصة الشقيقات الثلاث قصة كل الفتيات وعلاقتهن بالجنس. تحيط الشائعات بالشقيقة الكبرى، وعن طفلها وعن أبوته ونسبه، وهي بالنسبة لشقيقتيها المرجع عن ذلك المجهول الكبير، الجنس، الذي يرغبن فيه ولا يفهمنه. هن في مجتمع لا يسمح لرغباتهن أن تشبع ولا لأجسادهن أن تُرضى. كما أنهن محاطات بكل الخرافات عن جسد الرجل وعن عضوه الذكري تحديدا، الذي كان مثارا للنقاش في أحد أكثر مشاهد الفيلم حميمية. هن فتيات تفور أجسادهن وتضج بالرغبة، كما يمور ذلك الوعاء الذي يحوي شراب العيران الذي يصنعن منه الشراب للضيف الثري.

قرية تجثم فوقها التلال المحيطة ويعزلها الجليد والجهل والفقر عن العالم، وعن أي شيء قد يثير البهجة في قلب فتيات يحلمن بالحياة. لا غرابة إذن أن الوجه الوحيد المبتسم والشخص الوحيد الذي يتقافز طربا على الجليد هو مجذوبة القرية، التي ذهب عقلها لأسباب لا نعلمها، أو ربما ذهبت به الوحشة في خضم هذا الخواء.

القدس العربي اللندنية في

14.02.2019

 
 
 
 
 

مخرجا فيلم وثائقي يردان جائزة تسلماها في "برلين السينمائي"

وكالة الأنباء الفرنسية AFP

رد مخرجا وثائقي عن كتالونيا جائزة تسلماها في إطار مهرجان برلين السينمائي من يد الرئيس السابق للإقليم كارليس بوتشيمون، باعتبار أن حفل التسليم كان مسيّسا، بحسب ما أوضح أحدهما.

وقال ألفارو لونجوريا: "قمنا بردّ الجائزة صباحا".

ويروي وثائقي "دوس كتالونياس" المعروض على "نتفليكس" الأزمة الناجمة عن محاولة انفصال الإقليم عن إسبانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2017

ونال هذه العمل الذي تولّى إخراجه الإسبانيان ألفارو لونجوريا وخيراردو أوليفاريس، الإثنين، جائزة جمعية "سينما من أجل السلام والعدالة" خلال حفل أقيم على هامش مهرجان برلين السينمائي بحضور الرئيس السابق للإقليم كارليس بوتشيمون.

غير أن هذا الأخير انتهز الفرصة لإلقاء خطاب ندّد فيه بانطلاق محاكمة 12 زعيما انفصاليا ضالعين في محاولة الانفصال هذه، الثلاثاء، في مدريد.

وقال لونجوريا الذي تسلّم وحيدا الجائزة بعد أن قرّر أوليفيراس التغيّب عن الحفل وقت علمه بأن بوتشيمون سيحضره: "تحوّل الأمر إلى لقاء سياسي لم نشأ أن نكون جزءا منه".

وقد قبل ألفارو لونجوريا حضور الحفل بعد أن حصل على تأكيدات من القيّمين عليه بأنه "لن يكون مسيّسا" وسيُحصر دور بوتشيمون بتسليم الجائزة.

وصرّح لونجوريا بأنه "لم يبد لنا ذلك ملائما لروحية الوثائقي القائم على الحياد وقد تمّ الدوس على قيمنا الأخلاقية. ونحن نرفض أن نكون عرضة للتلاعب".

بوابة العين الإماراتية في

14.02.2019

 
 
 
 
 

شاهد استعدادات حفل ختام مهرجان برلين السينمائي | فيديو

برلين: علا الشافعي

قبل يومين من حفل ختام الدورة الـ ٦٩ من مهرجان برلين السينمائي الذي يختتم مساء السبت المقبل، قامت اللجنة المنظمة صباح اليوم ببعض بروفات الحفل الذي يقام داخل مسرح قصر البرينالة.

ويتم خلال الحفل توزع الجوائز على الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية والتي تضم ١٦ فيلمًا.

https://www.youtube.com/watch?v=R1jP0i49iLY

بوابة الأهرام في

14.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)