كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين السينمائي (4) : الماضي يتجلى في الحاضر بثلاثة أفلام متسابقة

شخصيات معذّبة تفرض حضوراً بائساً

برلين: محمد رُضـا

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

من الحديث عن قاتل مجنون إلى تناول سنوات من حياة برتولت بريخت، ومن البحث في حياة مقفرة في منغوليا إلى مشكلات النمو في مجتمع أوروبي معاصر، تتوالى أفلام مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ69 التي انطلقت في السابع وتنتهي في السابع عشر من هذا الشهر.

التنوع طبيعي وتلقائي كذلك المستويات التي توفرها مواهب المخرجين الواقفين وراء الكاميرا. لكن جميع المخرجين يبدون ملتزمين بدفع التحديات إلى أعلى مستوى لها. كل يريد إنجاز ما يمكن له أن يدخل إطار الفوز وما بعده. والبعض يحقّق ذلك سريعاً مثل فيلم «بمباركة الله» للفرنسي فرنسوا أوزون الذي يتعرّض حالياً لدعوى قضائية من قبل محامي الأب الكاثوليكي فيليب باربارين المتهم بجريمة التحرش الجنسي بعشرات الأولاد إلى حين الكشف عنه في العام 2015 وتقديمه للمحكمة التي لا تزال تنظر في أمره والتي ستصدر قرارها في السابع من الشهر المقبل.

آلام في الدّاخل

ليس اختيار المخرج إنجاز فيلم عن الواقعة وبطلها في الوقت الذي تكاد تصل المحكمة إلى نهايتها من قبيل الصدفة. ما يحاول المخرج أوزون فعله هو إطلاق الفيلم في الصّالات الفرنسية قبل صدور الحكم (الموعد المحدّد لإطلاقه هو في 20 من الشهر الحالي)، بينما يدفع محامو المتهم لإصدار قرار يمنع عرض الفيلم قبل ذلك التاريخ.

الدّافع عند أوزون تجاري شبه وحيد. هذه هي فرصته لتسجيل حضوره مرّة أخرى ولتوفير فيلم تجاري ناجح ربما أكثر من النجاح الذي يمكن تحقيقه لو أنّ الموزعين والمنتجين اختاروا توقيتا آخر لعرض الفيلم.

«بفضل الله» (By the Grace of God)، يختلف عن أفلام أوزون السّابقة من حيث توليه ناصية التعرض لوضع قائم. هذا لم يقم به أوزون من قبل. لكنّه يختلف أيضاً من حيث أسلوبه. الفيلم رشيق المظهر وأنيق، لكنّه لا يحمل ما اعتادت أفلام المخرج حمله من تحديات في تشكيل الصورة، وبالتالي المشاهد وكيفية ربطه الأحداث ببعضها البعض. على العكس، هو حديث مباشر في جوهره عن ثلاثة أصدقاء بالغين يراجعون في زمن الفيلم، تعرضهم للتحرش الجنسي من قِـبل راعي الكنيسة برنار بريينات. ما يذكرونه ليس واقعياً فقط نظراً لكيفية طرحه ومعالجته في حوارات مكثّفة، بل هو واقعي بالنسبة للتجارب المؤلمة التي ما زالت آثارها تقض مضاجع الضحايا.

هذه الآلام لا تظهر على محيا أي منهم بل تعيش في داخله. والفيلم يبادر لتقديم شخصية أحدهم، ألكسندر (ميلفيل بوبو) الذي يبلغ 40 سنة، ولديه عائلة يعيش وإياها في مدينة ليون حيث جرت الأحداث في الفيلم وفي الواقع. يقرّر ألكسندر الكشف عمّا دار، وربما لا يزال يدور، في خفاء الكنيسة. لكنّ شكواه بادئ الأمر لا تحقّق المرجو منها. هذا ما يقوده إلى عمل مشترك مع الرجلين الآخرين جيل (إريك كارافاكا) وإيمانويل (سوان أرلو).

يستخرج أوزون أداءً جيّداً من ممثليه. الجرح الذي لا يندمل مشغول على تبيانه بشفافية ورقّة، لكن تلك الرّقة لا تمنع من إظهار جانبها الخشن. على عكس «سبوتلايت» لتوم مكارثي، الفيلم الذي كان في بال معظم من قابلهم أوزون خلال بحثه قبل التصوير، ليس «بفضل الله» الفيلم الصارخ برسالته. هذا يحوّله إلى عمل هادئ النبرة على الرّغم مما يصرّح به ويتبناه.

قفازات الموت

المشكلة عويصة أكثر بالنسبة لفيلم «القّفاز الذّهبي» لفاتح أكين المأخوذ بدوره من وقائع حقيقية متصلة بتصرفات جنسية غير سوية، لكنّها مختلفة في طبيعتها كما في منطلقاتها النفسية. الأحداث تقع في السبعينات في مدينة هامبورغ (آنذاك)، وبطلها اسمه فريتز هونكا وردت حكايته في كتاب حديث العهد وضعه هانز سترانك. آنذاك كانت ألمانيا ما زالت منقسمة لاثنتين ومن يعتقد أن البؤس كان حكراً على القسم الشرقي يطالعه هذا الفيلم بحقيقة مخالفة: شخصياته جميعاً (باستثناء شخصيات قليلة محدودة الظهور) تعاني من وضع معيشي وعاطفي محبط ومن قهر نفسي. مجموعة من الرجال والنساء السكارى الذين يملأون بطونهم بشراهة.

فريتز يتآلف جيداً مع هذا المجتمع. هو أحد أفراده. يؤم حانة باسم «القفاز الذّهبي» «ذا غولدن غلاف» يشرب فيه ويستدرج نساءه إلى شقته الوسخة في الطابق العلوي من بناية متواضعة حيث يزاول معهن الشرب من ثم يكرههن على ممارسة الجنس معه. بما أنّه عاجز جنسياً عن الفعل فإنّ البديل لذلك هو قتلهن. والفيلم يبدأ بقتل أولى ضحاياه (من أربع ضحايا) من ثم محاولة التخلص منها بتقطيع أطرافها وحملها إلى بناء مهجور ورميها فيه.

هذا مجهد بالنسبة إليه. في المرّات التالية سيقطع الجثث ويحشرها في فتحة في جدار دارته ويغلقها ببعض الطين. لكن الرائحة ستنتشر بلا هوادة وكل امرأة تدخل الشقة تشكو منها وجوابه أنّ الرائحة آتية من عند جيرانه اليونانيين لكثرة طبخهم طعامهم الخاص.

سريعاً ما يذكر الفيلم بوحوش الرعب من شخصيات الأفلام الألمانية والأميركية الصامتة. أو تلك الناطقة في الثلاثينات. في الواقع اللقطة الأولى لوجه فريتز، كما يؤديه جيداً يوناس داسلر)، تشبه رسماً في مجلة كوميكس للراشدين. عينان محدقتان وشعر أسود يغطي نصف وجهه ولهاث وحشي يسكن أعماقه ويتبدى في ملامحه. لكن الوجه ليس الوحيد الذي يجعل الفيلم يبدو منتمياً، ولو إلى حد، بأفلام وشخوص الأمس. هناك التصميم الدّاخلي للمكان والسلم الداخلي الضيق الذي يوصل لغرفة فريتز. شيء من السينما التعبيرية الألمانية ينفجر أمامنا في المشهد الأول ثم يعود أكثر من مرّة.

بعد جريمته الثالثة، يقرّر فريتز الاستقامة. يجد عملاً كحارس في مؤسسة تمنحه مكتباً في طابق تحت الأرض. يتوقف عن الشّرب ويبدو كما لو أنّه وضع نفسه في سلك مختلف. لكن لهاث الدّاخل ومكوّنات النّفس الشّريرة لا تبقى مكبوتة لفترة طويلة. هناك خادمة المكان المتزوّجة من رجل تعمل لسد نفقاته (صورة سلبية وداكنة أخرى لوضع معيشي ينضح بالأسى) التي يهاجمها بغية اغتصابها. يفشل في ذلك والتجربة تعود به إلى مزاولة ما كان يقوم به ولو لمرّة أخيرة.

ما بين الوضع النفسي الجانح لفريتز والإحباط الذي تعيشه الشخصيات الأخرى، خصوصاً من مرتادي الحانة، والروتين الذي يزاوله القاتل جاذباً إليه نساء متقدمات في السن ومتعبات من الحياة (ترفض النساء الجميلات حتى قبول دعوته للشرب ما يجعله مضطرا لاستدراج نساء فوق الخمسين، مترنحات وبدينات وبائسات). يعيش فريتز روتيناً خاليا من الإنسانية. فاتح أكين يجيد منح الفيلم كل ذلك التجسيد ويخاطر كثيراً في اختياراته. فالفيلم بشع كبطله، لكنّه واقعي المناخ لدرجة أنّه يثير الرّعب في دواخل المشاهد كما فعل، وعلى سبيل المثال فقط، فيلم جون ماكنوتون «هنري: صورة قاتل متسلسل» (Henry: Portrait of a Serial Killer) قبل أكثر من ثلاثين سنة.

ذلك الفيلم منسي اليوم، لكنّه كان وقتها مشبعا بتفاصيل الواقع لدرجة أثارت حوله ما سيثيره فيلم فاتح أكين من ردود فعل حين يحين موعد عرض الفيلم. الفارق سيكمن في أن للمخرج أكين اسما سيساعد على تداول الفيلم لفترة زمنية أطول.

حياتي عذاب

الشّخصيات ذات الخلفيات المؤثرة على واقعها المعيش يستمر مع فيلم هانز بيتر مولاند الجديد «لسرقة الجياد» (Out Stealing Horses). من هذه الزاوية هو أقرب، في بحثه، من فيلم فرنسوا أوزون، حيث الماضي يتقدّم مباشرة ليحتل المقدّمة، بينما «القّفاز الذّهبي» يوحي بالماضي، لكنّه مهتم بالحاضر أكثر. في كل الحالات هي أفلام عن جراح مزمنة تقض المضاجع وتأزم حاضر شخصياتها.

«لسرقة الجياد» (والترجمة الأكمل حسب الفيلم هي خارجون بصدد سرقة الجياد) يعرفنا بالرجل السويدي تروند (ستيلان سكارسغارد) بعد سنوات طويلة على انتقاله من السويد إلى النرويج منزوياً في بيت في البرية. في مطلع الفيلم يؤكد لنا أنّه سعيد بوحدته. لا يرغب تروند في أحد ولا تنتابه نوبات الرّغبة في الخروج من البيت والوحدة والمحيط المباشر لهما إلى مجتمع البلدة الذي هو - بدوره - منزوياً في إحدى أصقاع النرويج.

لكنّ تروند لا يزال يعيش الماضي في أشكال متعددة. إذ يفتتح المخرج فيلمه قبل أشهر قليلة من سنة 2000 ينتقل بعد ذلك إلى العام 1953 عندما كان تروند لا يزال صبياً في الـ15من عمره. يسترجع ذكرياته مع أبيه وما يوازيها من ذكريات مع صديقه جون الذي يعاني من حادثة إطلاقه النار على شقيقته وقتلها عندما كان صغيراً. هذا ما يعني أنّه علينا الانتقال مع الفيلم إلى 1948، وكل ذلك في سلسلة من مشاهد الاسترجاع (فلاش باك) التي تبدو ملاذا طبيعياً لفيلم يود، كالكتاب الذي يقتبسه، القيام بجردة حساب بين حاضر تروند وماضيه.

الحكايات متشعبة بما يكفي لخلق فيلم منفصل لكل منها. الوتيرة متقطعة وربط خيوط ما نراه بعضه ببعض يأخذ شكلاً موسعاً كافياً لأن يتطلب مشاهدة ثانية فقط لتسجيل التواريخ والإمعان في مسار شخصياته. لكن كل ما عدا ذلك، من الضروري الإشارة إلى أنّ كل مشهد محسوب بدقة تصويراً وحركة ممثل والإخراج الكامل.

للأسف يمكن إدراج الفيلم في دائرة مغلقة من أحداث بؤس تراجيدية تقع من مطلعه لنهايته: البطل يعيش وحيداً بعد وفاة زوجته منذ ثلاث سنوات. في مطلع الفيلم ينجو من حادثة سيارة كانت أن تصطدم بشاحنة. في ذكرياته مقتل فتاة صغيرة. وسقوط متكرّر عن صهوة الحصان واقتراب من الموت غرقاً واصطدام جذع شجرة هاو بساق أحد جيران والد تروند. وإذا ما أضفنا مشهداً لقنص الجنود النازيين لأحد الهاربين وأن مقتل زوجة تروند في حادث سيارة كان سببها تروند نفسه، فإنّ النّاتج طبقات من الأحداث المأسوية لمدة ساعتين.

 

####

 

مهرجان برلين يرد الاعتبار للمرأة

طارق الشناوي

يبدو للوهلة الأولى وكأن مهرجان «برلين» يعيد للأذهان تجربة قاسم أمين المفكر المصري الذي ظهر في نهاية القرن التاسع عشر، ولقبوه بمحرر المرأة، كان يرفع شعار المساواة بين الجنسين، هكذا من الممكن أن يصف البعض على عجالة المهرجان في تلك الدورة الاستثنائية، والتي تسبق بعام واحد احتفاله بمرور 70 عاماً على انطلاقه، في ذروة زمن الحرب الباردة.

المهرجان في هذه الدورة على لسان رئيسه ديتر كوسليك، يتباهى بعدد النساء المشتركات لأول مرة في المسابقة الرسمية 7 من واقع 17 وهي تشكل نسبة لا أظنها حدثت من قبل، في أي مهرجان آخر مثل «فينسيا» أو «كان» كما أن المهرجان في الدورات الثلاث الأخيرة حصدت جوائزه الكبرى «الدب الذهبي» مرتين مخرجتان، الأولى من المجر والثانية من رومانيا، ولجنة التحكيم ترأستها هذه الدورة الفنانة الفرنسية جولييت بينوش، ولا أستبعد أن تحظي بالدب الذهبي واحدة من المخرجات، ورغم ذلك فإن المرأة لا يتم اختيارها لرئاسة لجنة ولا لاقتناص جائزة لكونها امرأة، ولكن أولاً وحتى عاشراً، لأنها تستحق.

كلنا كعرب مثلاً ننتظر أو بتعبير أدق نتمنى، أن تحصل المخرجة اللبنانية نادين لبكي بفيلمها «كفر ناحوم» على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، لم يسبق أن حققها أي مخرج عربي بعد 91 دورة من عمر هذه المسابقة الأميركية، وهذا يعد انتصاراً للسينما العربية وليست النسائية بالطبع، نادين أيضاً تُفضل أن ينظر إليها في العالم كله كمبدعة لبنانية عربية، ولا تعترف بتعبير سينما نسائية.

السينما المصرية باعتبارها هي السينما الأم قامت أساساً على أكتاف النساء العرب، من لبنان مثلاً آسيا داغر، وماري كويني، بالإضافة إلى المصريات بهيجة حافظ، وعزيزة أمير، وأمينة محمد، وفاطمة رشدي، وغيرهن.

البعض من أجل الدفاع عن المرأة يغفل أن الإبداع في عمقه يتجاوز تماماً تلك التقسيمات، سوف أنعش ذاكرتكم بمشهد سينمائي ساخر قبل 70 عاماً من فيلم «آه من الرجالة» الذي لعب بطولته مديحة يسري ومحمد فوزي عندما اختلف الحاضرون في ندوة أقيمت للدفاع عن حقوق المرأة، هل يقولون في الخطاب الافتتاحي أيها المحترمون أم أيتها المحترمات، «مين أم مات»، واشتعلت المعركة وتطايرت الكراسي، وهنا هتف صوت من داخل الصالة قائلاً: «هو مين اللي مات»، وهكذا قد يتبدد عمق الدفاع عن حق المرأة في تفاصيل شكلية.

المرأة لا تحتاج إلى «كوتة» مثل التي يطبقها رجال السياسة للدفاع عن الأقليات وتحديد نسبة تمثيل مسبقة، الإبداع لا يعرف ولا يعترف بـ«مين ولا مات».

بين الحين والآخر نتابع الغضب العارم الذي تكرر في العديد من المهرجانات السينمائية، حدث قبل أعوام قليلة في «كان» عندما خلت قائمة الأفلام في المسابقة الرسمية من اسم مخرجة، ووجهت النساء اتهاماً لإدارة المهرجان بالتحيز، وهو ما تكرر في «الأوسكار» هذه الدورة، عندما اكتشفوا أنه لا توجد امرأة بين الخمسة المرشحين لجائزة أفضل إخراج في المسابقة الرئيسية، وأراها غير متعمدة على الإطلاق، ولكنها تعبر عن رأي أغلب أعضاء الأكاديمية الدولية لعلوم وفنون السينما التي تُقيم تلك المسابقة، حتى لو كانت الأغلبية من الرجال، فهذا لا يعني أنهم منحازون ضد المرأة ـ

أتذكر في آخر لجنة تحكيم شاركت فيها لاختيار أفضل سيناريو، وتكونت اللجنة بالصدفة من خمسة رجال، منحنا بالإجماع الجائزة مناصفة لسيدتين لأنهما كانتا الأفضل، لا شيء يقف أمام الأجمل فنياً، سواء عليه توقيع رجل أو امرأة.

ناقد سينمائي مصري

الشرق الأوسط في

11.02.2019

 
 
 
 
 

على هامش برلين السينمائي.. فيلم «أبوزعبل 1989» يفوز بجائزة مؤسسة روبرت بوش

كتب: فاطمة محمد

تلقت ثلاث أفلام «ألمانية عربية» من مصر ولبنان وألمانيا جائزة مؤسسة روبرت بوش لأفضل تعاون دولي، حيث بلغ مجموع جوائزها 180 ألف يورو.

ومنحت الجوائز لمشاريع الأفلام السينمائية من قبل صانعي الأفلام الشباب في فئات الأفلام الوثائقية والقصيرة، في حفل أقيم على هامش فعاليات الدورة الـ69 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

فقد أعُلن فوز الفيلم الوثائقي المصري «أبوزعبل 1989»، وهو فيلم ألماني مصري مدته 75 دقيقة، ومن إخراج بسام مرتضى، وإنتاج أنا بولستر وقسمت السيد.

ويرصد الفيلم موضوع شخصي مر به المخرج، وهو علاقته بوالده، وتذكر رحلة زيارته في سجن أبوزعبل بعد اعتقاله عام 1989، بعد تضامنه مع إضراب عمال مصنع الحديد والصلب.

وأشادت هيئة المحلفين بالمشروع الشجاع على حد وصفهم، وقالوا وفقاً لموقع المؤسسة الإليكتروني إن الفيلم يرصد كيف يتم تمرير ثقافات المقاومة وصدمات الفوضى السياسية عبر الأجيال وفي نفس الوقت، يعطي الأمل في كسر القيود.

وفاز فيلم «قلوب بلا مأوى»، روائي قصير ألماني-لبناني، مدته 20 دقيقة، إخراج محمد صباح، وإنتاج باستيان كلوغل وغنى الهاشم ويرصد قصة اثنين من القناصة خلال الحرب الأهلية اللبنانية .

كما قدمت لجنة التحكيم إشادة خاصة للمشروع الألماني التونسي «فؤلاذة»، الفيلم الوثائقي يروي قصة أربعة عمال في أكبر مصنع للصلب في تونس ممن يعانون من الإجهاد الذهني والبدني لعملهم.

«مؤسسة روبرت بوش» هي مؤسسة كل عام ثلاث جوائز للأفلام من أجل التعاون الدولي بين الناشئين الألمان وصانعي الأفلام العرب لتحقيق مشروع فيلم مشترك، والجوائز، تبلغ قيمة كل منها٦٠٠٠٠ يورو، وتمنحها لجنة تحكيم دولية لمشاريع في المجالات: فيلم التحريك القصير، فيلم روائي قصير، وفيلم وثائقي قصير أو طويل.

بعد الفوز بجائزة الفيلم، يتم الإنتاج في الدولتين الشريكتين مما يسمح لأعضاء الفريق بالتفكير في أساليب الإنتاج وأساليب الإبداع الخاصة بهم، كما إنه يفتح الباب أمام العديد من الأسواق والمهرجانات السينمائية، ويستفيد المشاركين من منصات قيّمة في مجال صناعة الأفلام، وبالتالي إنشاء أو توسيع شبكتهم.

 

####

 

بهدف المساواة بين الجنسين المخرجات يقتسمن أفلام «برلين السينمائى»

كتب: رويترز

تعهد منظمو مهرجان برلين السينمائى الدولى بتعزيز المساواة بين الجنسين، واتخذوا بالفعل الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف من خلال عرض عدد متساوٍ تقريبا من الأفلام التى أخرجها رجال ونساء، ومن بين 400 فيلم تعرض هذا العام فى المهرجان أخرجت نساء نصفها تقريبا.

وقال رئيس المهرجان، ديتير كوسليك، الذى وقع تعهدا بدعم ظهور المزيد من النساء فى قطاع صناعة الأفلام: «لا يزال لدينا الكثير لننجزه من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين». وسيهدف المهرجان لوجود مزيد من النساء من بين أفراد لجنة التحكيم وفرق العمل. وهناك سبعة أفلام لمخرجات من بين 17 فيلما تتنافس هذا العام على جائزة الدب الذهبى.

وقال كوسليك: «لم نشهد هذا من قبل فى تاريخنا.. ويثبت ذلك أنه القرار الصحيح».

وتقول جيل آن هيرد، منتجة أمريكية لأفلام شهيرة مثل (ترميناتور) و(إليانز) إن «التعهد بالمساواة بين الجنسين يرسل إشارة إلى الحاجة لتغييرات فى قطاع صناعة الأفلام، حتى لا تظل المخرجات والمنتجات الناجحات مجرد استثناءات».

وفى سياق متصل، أثار فيلم نرويجى بطولة الممثل المخضرم ستيلان سكارسجارد، مشاعر الحنين إلى زمن الشباب والأماكن الطبيعة المرتبطة بالماضى، ولكن مؤلف الرواية التى أُخذ الفيلم عنها يقول إن ارتفاع درجة حرارة الأرض ليست الرسالة التى يستهدفها الفيلم وفيلم (أوت ستيلينج هورسيس) الذى عُرض لأول مرة فى المهرجان مأخوذ عن رواية بيعت على نطاق واسع للكاتب النرويجى بير بيترسون. وتروى القصة ذكريات رجل مسن عن أيام الصيف التى قضاها فى طفولته فى غابات شرق النرويج، حيث اتخذ قرارات أثرت على حياته كلها.

وقال بيترسون: «عندما كانت طفلا صغيرا عشت فى مكان قريب جدا من الغابة.. وبعد سنوات كثيرة عدت إلى الغابة وكانت شيئا جديدا تماما».

«وعلى الفور بدأت فى كتابة هذه الرواية». الفيلم أخرجه هانز بيتر مولاند ويتنافس على جائزة الدب الذهبى السينمائى.

ويحكى الفيلم قصة الصبى تروند، البالغ من العمر 15 عاما، المرتبط بوالده والذى يتسلق الأشجار ويركب الخيول البرية ويساعد فى قطع الأخشاب ونقلها خلال الصيف وهو مرتبط بوالده ثم تربطه مشاعر قوية بامرأة أكبر منه بكثير. ويقول الأب، الذى يحب نفس المرأة، لتروند فى إحدى المراحل «نحن نختار بأنفسنا متى نتألم».

وينتقل تروند بعد ذلك إلى أوسلو ولا يعود إلى المنطقة إلا بعد خمسين عاما كأرمل وحيد. ولا يحول الشتاء البارد الذى تتساقط خلاله الثلوج دون تدفق ذكريات ذلك الصيف بأسلوب عذب وإن كان كئيبا.

نشرت رواية بيترسون فى 2003 وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية فى النرويج وأوروبا.

وقال فاتح أكين مخرج فيلم «القفاز الذهبي» (ذا جولدن جلوف) الألمانى الذى يعرض القصة الحقيقية لسفاح استهدف نساء فى حى الدعارة بمدينة هامبورج فى السبعينيات إنه «لا يمجد العنف ولكن يسلط الضوء على النواحى الإنسانية للضحايا والقاتل».

وعرض الفيلم ضمن عروض المسابقة الرسمية. ويروى الفيلم قصة فريتز هونكا، وهو رجل قصير أحول ذو أنف مكسورة وأسنان مهترئة كان يجتذب سيدات وحيدات من كبار السن من حانة «ذا جولدن جلوف» فى ميناء هامبورج إلى شقته. وهناك كان يقتلهن ويُخزن أجزاء من أجسامهن.

وقال أكين، فى مؤتمر صحفى، إن «الفكرة هى أن كل شخص ليس الضحايا فقط وإنما القاتل أيضا، له كرامته. وأعتقد أن هذا كان تحديا ولا أعرف إن كنت قد واجهته. لا أريد أن أقدم تبريرا له. هذا الرجل مريض. ولكن أردت أن يكون المشاهد معه خلال رحلته».

وقال إن «المشاهد الصادمة الخاصة بقيام هونكا بتقطيع أجسام ضحاياه من العاهرات بالمنشار بعد اغتصابهن وقتلهن مزعجة، ولكنها كانت ضرورية». وأضاف: «عندما تصنع فيلما عن العنف الجنسى لابد حينئذ أن تعرضه.. لا أحتفى بالعنف هنا».

ويتناول الفيلم تاريخ هونكا كطفل من ألمانيا الشرقية له تسعة أشقاء وأب مدمن خمر وأم تعانى من اضطرابات قبل هروبه إلى هامبورج وتنقله بين عدة وظائف.

وجسد دور هونكا الممثل الألمانى الشاب يوناس داسلر. وقام هونكا بقتل ما لا يقل عن أربع نساء فيما بين عامى 1970 و1975 ولم يتم اعتقاله إلا بطريق الصدفة بعد اشتعال حريق فى شقته والعثور على أجزاء بشرية متحللة فيها.

من جانبه، قال الممثل الهندى، رانفير سينج، إن بلاده قد تكون على أعتاب ثورة لموسيقى الهيب هوب موضوع فيلمه الجديد (جالى بوي) الذى شهد مهرجان برلين العرض الأول له.

والفيلم من إخراج زويا أختار، ويحكى قصة الشاب مراد الذى يؤدى دوره سينج، وهو طالب يعيش فى حى فقير وينتهى به الحال بأن يحل محل والده المصاب ويعمل سائقا لأسرة غنية.

ويكتشف مراد فى نفسه موهبة غناء الراب للتعبير عن غضبه بسبب الفقر والفجوة بين الأغنياء والفقراء، فيكتب عن أطفال فقراء خائفين يعيشون بجوار ناطحات السحاب وسيارات فارهة فى حجم منازل الفقراء.

قال سينج: «ينقل هذا الفيلم نوعا من أنواع الموسيقى إلى بؤرة الضوء فى الهند بعد أن كان فى الظل».

وأضاف: «أريد أن يؤذن هذا ببداية شىء ما لأننى أرى فى الهيب هوب الهندى ثورة. إنه أكثر من مجرد موسيقى، فهو ثورة موسيقية واجتماعية».

وأشار سينج إلى أنه «نشأ على حب موسيقى الراب، معربا عن سعادته لتسجيل خمس أغنيات من أغانى الفيلم بصوته».

ويصور الفيلم فى مدينة مومباى فقراء فى منطقة عشوائية ينقبون فى القمامة وأطفال شوارع يبيعون المخدرات ومساكن من الصفيح بجوار أثرياء هنود يترددون على حفلات صاخبة وناطحات سحاب حديثة، وسائحين بريطانيين يزورون حيا فقيرا ويلتقطون الصور.

و(جالى بوي) من بين نحو 400 فيلم من المقرر عرضها خلال الدورة الحالية لمهرجان برلين الذى تُختتم فعالياته وفى 17 فبراير الجارى.

المصري اليوم في

11.02.2019

 
 
 
 
 

"عرب غربيون".. تواجد عربي شحيح في برليناله التاسع والستين

د. أمل الجمل

من بين أعمال المخرجين العرب المشاركة بمهرجان برلين السينمائي العريق - الممتد من ٧-١٧ فبراير الحالي - شاهدت حتى لحظة كتابة هذا المقال فيلمين أحدهما كان مثيراً للإحباط بدرجة كبيرة، وتكبدت ضغطاً نفسيا لإكماله، مثلما حزنت على وقتي الضائع في مشاهدته بينما - بإصراري على مشاهدته لمتابعة جديد السينما العربية - قد أضعت أفلاماً أخرى كان يمكن أن تكون أحسن حالاً، أو على الأقل كان من الأفضل السير تحت المطر والهواء المنعش البارد في منطقة بوتسدامر بلاتس التي تضم عدداً كبيرًا من دور العرض السينمائية، فطقس برلين هذا العام أقل برودة ويحفز على الرغبة في المشي طويلاً والاستمتاع بليل هذه المدينة الشهيرة.

أما الفيلم - البائس أعلاه - فكان وثائقي من توقيع المخرج اللبناني غسان سهلب بعنوان "وردة" في نسخته العربية، بينما تحمل النسخة الألمانية عنوان "وردة متفتحة"، والذي يُشارك في قسم "المنتدي" ضمن ٣٩ فيلماً أخرى منها فيلمٌ للمخرجة المصرية السودانية مروة زين بعنوان "أوفسايد الخرطوم" لكنه لم يعرض بعد، ومن السودان أيضاً يُعرض فيلم من الإنتاج المشترك بعنوان "التحدّث عن الأشجار" للمخرج السوداني الفرنسي صهيب جاسم البرّي.

رغم جودة الاختيارات الشعرية والاقتباسات التي قدمها المخرج بفيلمه، لكن ذلك وحده لم يكن كافيا لإنقاذ الفيلم من الملل، والغموض، والارتباك في السرد البصري والفكري، حتى أنني لم أنجح في ربط المشاهد ببعضها البعض، ولا فهم مقصده، ولا لماذا أصلاً فكر في صناعة الفيلم؟ هذا إضافة إلى الاستسهال في الاعتماد على القراءة بصوت عالٍ لفترة طويلة جداً بينما بصريا لا نرى شيئاً سوى صورة ثابتة طويلاً لامرأتين جالستين تتناوبان القراءة بأداء غير مؤثر وغير موحى بشيء على الإطلاق باستثناء الملل، وطبعاً كان أُضل حالا من ذلك المشهد عندما بدأ الفيلم فجعلنا نسمع صوت السجينة وأفكارها وقراءتها لبعض الأشعار والاقتباسات أثناء حركة القطار.

مأزق فيلم "وردة" أنه لم يميز بين البساطة والاستسهال، بين عدم التكلف والكسل الفكري، وشخصياً اندهشت وتساءلت لماذا اختار القائمون على مهرجان برلين السينمائي فيلماً بهذا التواضع والركاكة الفنية خصوصاً في ظل التواجد الهامشي الواضح للسينما العربية، فأعتقد أن اختياره فقط لعلاقة الموضوع بألمانيا.

إحدى مشاكل الفيلم أيضاً أن بعض لقطاته كانت - ليست فقط - مكررة وقديمة ومستهلكة وتم رؤيتها بأفلام أخرى، ولكن أيضاً حتى تلك اللقطات الأرشيفية التاريخية كان ينقصها المقدرة السينمائية والموهبة القادرة على بث الحياة فيها وخلق إحساس جديد يُفسر ربط المخرج بينها وبين لقطات أخرى، فهي لا تولد أي شعور إيجابي أو سلبي، وتجعلنا نشعر بالضجر من البقاء أمام الشاشة. الضجر لأن الصور غير مفهومة، وغير واضحة بصرياً، فقد كانت ضبابية، كما أن المزج بين لقطتين سواء كان ذلك بصور ثابتة أو متحركة لم يكن موفقاً على الإطلاق، لذلك كنت ألتمس العذر لمن قرر أن يترك الفيلم من الجمهور ويخرج من القاعة أثناء العرض.

الذاتية وحدها لا تُنقذ فيلماً

أما الفيلم الثاني فشاهدته بقسم "البانوراما"، وثائقي أيضاً، ولكنه ليس في بؤس وتواضع الفيلم السابق، مع ذلك يعاني مشاكل جمة. إنه فيلم "عرب غربيون" للمخرج الفلسطيني الدنماركي عمر شرقاوي، سبق أن أخرج عدة أفلام وثائقية منها "مع السلامة يا جميل"، و"أبي من حيفا"، و"نصف ثورة" الذي اشترك في إخراجه مع المصري الأمريكي كريم حكيم وعرض بإحدى دورات مهرجان دبي ولاقى استحساناً من النقاد، ثم أخرج شرقاوي أول فيلم روائي طويل له بإنتاج أردني أوروبي بعنوان "المدينة" والذي رغم محاولاته طرح تساؤلات فلسفية وجودية وإثارة قضية تجارة الأعضاء لكنه جاء مفتعل في كثير من المشاهد، والتطور الدرامي افتقد الصدق، ولم ينجح في مناقشة القضية بتلقائية تجعلنا نتجاوب معها، والسبب الرئيسي في تقديري يعود إلي افتقاد الحس الفني المرهف القادر علي تمييز الخيط الرقيق الفاصل بين حدود التلقائية والافتعال.

عمر شرقاوي من مواليد كوبنهاجن عام ١٩٧٤. وُلد لأب فلسطيني مهاجر وأم دانماركية. هذه التركيبة الجينية والثقافية تركت أثارها الإيجابية وربما السلبية على شخصية عمر الذي يتحدث بفيلمه الجديد عن علاقته بأبيه. إنها علاقة مرتبكة أشد الارتباك، رغم أن الأب كان ممثلاً بفيلميه "مع السلامة يا جميل"، و"أبي من حيفا"، وصل الارتباك حد الخصام والشجار والإهانة.

تطهر أم جلد للذات

بالفيلم مفاصل شديدة الإنسانية، ولكنها قليلة جداً، ولا تكفي وحدها لإنقاذ الفيلم ووصفه بالفيلم الذي لا يُنسى، منها مثلاً عندما يُحاول عمر فهم شخصية والده، ومحاولاته تعميق هذا الفهم بمحاولة فهمه ذاته، ولماذا وقع هذا الانفصال بينهما، ولماذا سقطا في فخ عدم القدرة على التواصل. إنه يتساءل: هل يمكن أن يحدث هذا الانفصال بينه وبين ابنته؟ سؤال يشي بأنه لا يحتمل أن تكون علاقته بابنته على هذا المنوال؟ وربما انطلقت من هنا فكرة العمل الذي ظل يشتغل عليه ١٢ عاماً، حتى أن فريق العمل كاد ييأس من اكتمال الفيلم.

يعتمد بناء الفيلم على البوح الشخصي لعمر، مستندا على صوته من خارج الكادر أحياناً، وأحياناً أخرى يلجأ للحديث المباشر للكاميرا في أوضاع قريبة ومهتزة أحياناً، وبتكوينات تخلو من أي جماليات بصرية، بل على العكس تكوينات بإضاءة سيئة، وكأن الكاميرا ترافقه في حياته اليومية وفي كل خطواته، وشجاره وعراكه مع الآخرين. كما يصور والده في حالات كثيرة، إضافة إلى لقطات من أفلامه السابقة.

رغم كل هذه الذاتية، والتفاصيل الشخصية التي تُظهر الوجه المنُفر من شخصية عمر والتي ربما تعمد إبرازها لتحقيق فعل التطهر وتحقيق خلاصه النفسي والروحي، نقول ربما. مع ذلك فإن هناك خطأ كبيرًا بالفيلم لم ينجح عمر شرقاوي في تطويعه وتحويله إلي مادة تخدم فيلمه بدلا من أن تكون ضد الفيلم، وأقصد بها تلك اللقطات والمشاهد الطويلة والمكررة من كواليس أفلامه السابقة والتي استخدمها كمرجعيات، لكنها سلاح ذو حدين، فالمُشاهد لهذا الفيلم الأحدث – "عرب غربيون" - لن يفهما ولن يتجاوب معها إلا إذا كان قد شاهد تلك الأفلام كاملة ويعرفها جيداً ويفهم المغزى وراءها.

أفضل المشاهد تلك التي تجمع عمر مع والده، وأحياناً لقطات له شخصياً، هناك أيضاً لقطات تم تصويرها في حياتهم العادية اليومية، حتى الشجار الذي وقع بينهما كانت هناك كاميرا تتربص به وتنتظره، لكنه كان جيدًا سينمائياً. ومنها لقطة للأب يُعبر عن رأيه في عمر إذ يرى أن رأسه خاوياً، ليس به فكر، وهو يقول هذا أمام الكاميرا، والابن عمر شرقاوي ترك تلك الأوصاف والنعوت على لسان الأب في الجلسات الخاصة ضمن نسيج الفيلم كأنما هو نوع من جلد الذات، أو ربما نوعاً من التطهر للتخلص من عبء داخلي ثقيل، وتفتيت إحساس بالذنب نشعر به في اللقطات الأخيرة من الفيلم عقب وفاة والده بأيام قليلة حيث نراه يبكي بندم وحرقة ويتمني لو كان الأب قد عاش لحظات أطول لتعويض أشياء بينهما، وربما رأب الصدع بينهما.

عن المشاركة العربية

علي العكس من السنوات السابقة تأتي الدورة التاسعة والستون من مهرجان البرليناله لتشهد حضوراً عربياً غير مكثف، بل شحيح، إذ يقتصر الحضور علي عدد قليل جدا خارج المسابقة الرسمية، ومنها مثلاً - إضافة إلي ما سبق - فيلم "التحدّث عن الأشجار" للمخرج السوداني الفرنسي صهيب جاسم البرّي. بينما يُشارك بقسم "أجيال" فيلم "موصل ٩٨٠"، للمخرج علي محمد سعيد، عن قصة فتاة إيزيدية تُدعي "درة" عمرها ١٧ عاما، تحاول الهرب من أفراد ميليشيات تنظيم داعش، وتلجأ للتنكر في ملابس أحد المقاتلين من داعش، لكنها لا تجد سبيلاً للإفلات من ذلك إلا باستخدام سيارة مفخخة.

مثلما يحتفي مهرجان برلين بالمخرج السوداني إبراهيم شداد بإعادة عرض بعض أعماله ومنها "الحبل"، و"جمل"، وهي الأعمال التي عُرضت في مهرجان كان السينمائي عندما أنتجت في الثمانينيات، والحقيقة أنها أفلام شديدة السينمائية والفنية ولا يُوجد فيلم سوداني حاليا - رغم توفر التكنولوجيا والإمكانيات - يمتلك الحساسية اللافتة علي بناء مثل تلك السردية البصرية المتميزة بخصوصية سينمائية واضحة عند شداد. درس إبراهيم شداد السينما في ألمانيا عام 1964 وأخرج أفلامه بالسبعينيات والثمانينيات، ويُعد أول من درس الإخراج السينمائي دراسة أكاديمية، لكنه في السنوات الأخيرة لم يجد جهة تدعمه وتمنحه الفرصة ليواصل إبداعاته السينمائية خصوصا في ظل استفحال أعمال الفيديو وتوجه الجميع للأعمال التليفزيونية الطابع والهوية رغم الادعاءات بأنها سينمائية.

موقع "مصراوي" في

11.02.2019

 
 
 
 
 

«بفضل الله» للفرنسي فرانسوا أوزون: فيلم يواجه الصمت الكنسي إزاء الاعتداء على الأطفال

نسرين سيد أحمد

برلين ـ «القدس العربي»: في فيلمه «بفضل الله»، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي (7 إلى 17 فبراير/شباط الجاري) يقدم المخرج الفرنسي فرانسوا أوزون فيلما يمس عصبا حيويا، ويعالج قضية آنية وذات حساسية بالغة، وهي الاعتداء على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية. يتناول الفيلم المبني على قصة حقيقية، وعلى قضية لا تزال تُنظر أمام القضاء الفرنسي، بتعاطف كبير، مساعي الضحايا مقاضاة كبير أساقفة مدينة ليون الفرنسية فيليب بارباران، صاحب النفوذ الكبير، للتستر على ما تعرض له أطفال وصبية من اعتداء وتحرش من قبل قس مسؤول عن جماعة الكشافة في إحدى المدارس التابعة للكنيسة في ليون.

هو فيلم عن المسكوت عنه، عن الألم المقموع، عن الذكريات التي يخشى الضحايا الرجوع إليها والمثول أمامها، فهم رجال الآن، والمجتمع يطالب الرجال بألا يصابوا بالعطب والوهن إزاء ما حل بهم من تعدٍ واعتداء. حين يقف الضحايا لمواجهة من اعتدى عليهم، هم في المقام الأول يواجهون ماضيهم وذكرياتهم الأليمة، والخلل النفسي والجسدي الذي كبتوه على مدى أعوام. وهم أيضا يواجهون مؤسسة متغلغلة في المجتمع وذات نفوذ واسع وسطوة روحية بالغة: الكنيسة الكاثوليكية بكل ما تملك من قوة وسلطان.
يدعو الفيلم لمقارنة حتمية مع فيلم «سبوتلايت» (2015) للأمريكي توم مكارثي عن التحقيقات الموسعة المتعمقة التي أجرتها صحيفة «بوسطن غلوب» لكشف التحرش والاعتداء على الأطفال والقُصّر، من قساوسة في بوسطن، ولكن «سبوتلايت» يجعل من جهود الصحافة لكشف الحقيقة مركزه، بينما جوهر «بفضل الله» هو الضحايا ذاتهم ورحلتهم للتصدي لأشباح ماضيهم، ولمن تسبب لهم في الألم النفسي الجم، من القساوسة ومن المؤسسة الكنسية ذاتها.

يصبح صوت الفيلم هو صوت فرانسوا الغاضب ورغبته في محاكمة الكنيسة لتسترها على التحرش والاعتداءات الجنسية على الأطفال وسط قساوستها.

يبدأ الفيلم في صباح عادي في حياة ألكسندر (ميلفيل بوبو)، الأربعيني الوسيم الأنيق، المسؤول المصرفي والزوج والأب لخمسة أبناء. يبدو لنا هادئا رزينا، لا توحي قسماته بأي معاناة سابقة، ثم يفاجأ ألكسندر على شاشة التلفاز بصورة الأب برنار برينا وسط مجموعة من الأطفال في مدينته ليون. ويبدأ فيض من الألم والذكريات ومواجهة ما حاول تناسيه على مدى أعوام. ما زال ألكسندر مؤمنا متدينا ويحافظ على الذهاب إلى الكنيسة مع أسرته، ويسعى إلى تنشئة أبنائه ككاثوليك صالحين، وهو حتى يحافظ على ثباته الديني قرر أن يكبت ذكرياته عما تعرض له في صباه من الأب برينا، الذي كان مشرفاً على الجماعة الكشفية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات عندما كان ألكسندر طفلاً. لكن رؤية ألكسندر لبرينا (برنار فارلي) وسط الأطفال، بعد أن ظن أنه ابتعد عنهم وخوفه أن يواجه أبناؤه وغيرهم من الأطفال ما واجهه صغيرا، وغضبه إزاء بقائه مكتوف اليدين طوال هذه الأعوام، يجعله يرسل خطابا لرئيس أساقفة ليون، الكاردينال بارباران (فرانسوا مارتوريه) عما تعرض له. تعامل مهذب من الكنيسة وإصرار من مستشارة بارباران على أن الكنيسة لن تتوانى في التعامل مع ما تعرض له، واعتذار بعيد عن أعين الإعلام، وكلمات مزينة، ولكن المتحرش يبقى في موقعه الكنسي ولا يشلح ويبقى في عمله مع الأطفال.
إثر ذلك يصر ألكسندر على إبلاغ الشرطة عما جرى له في صباه، ويطلب فتح تحقيق رسمي بالأمر. وتتوالى الشهادات والقصص الشخصية للضحايا. يصر بارباران في بادئ الأمر على أن الكنيسة لم تكن على علم بما يتعرض له الصبية من اعتداء وتحرش على يد الأب برينا. علّ الأمر الرئيسي الذي يحسب للفيلم ولتناول أوزون للقضية الشائكة هو تعدد الأصوات في الفيلم، ومنح وقت وإعطاء صوت للعديد من الضحايا، فألكسندر ليس محور الفيلم بمفرده، فهو من بدأ خيط التحقيق، وهو الصوت الأهدأ والأكثر رزانة، هو المسيحي الذي ما زال محتفظا بإيمانه رغم الألم. غضبه يعتمل داخليا ولا تخالج إيمانه الشكوك، بل يرى أن المعتدي عليه خلل وسط مؤسسة يُجلها ويؤمن بها.

تتحول نبرة الفيلم إلى المزيد من الغضب والراديكالية مـــــع فرانسوا (دوني مينوشيه)، الملحد الذي جعله التحرش الذي تعرض له يفقد ثقته في المؤسسة الكنسية بأكملها، وفي العقيدة بكاملها، ويصبح صوت الفيلم هو صوت فرانسوا الغاضب ورغبته في محاكمة الكنيسة لتسترها على التحرش والاعتداءات الجنسية على الأطفال وسط قساوستها.

القدس العربي اللندنية في

11.02.2019

 
 
 
 
 

الثورة السودانية تنتقل لبرلين سينما تبحث عن التاريخ وتدافع عن المستقبل!

طارق الشناوي

تردد اسم مصر لأول مرة فى جائزة تُمنح للمواهب الشابة فى (برلين)، حيث حصل المخرج بسام مرتضى على جائزة عن فيلمه الوثائقى الطويل (أبوزعبل 1989)، أقيم حفل توزيع الجوائز أمس الأول، الحفل لم أتمكن من مشاهدته، فلم يتم الإعلان عنه، إلا قبل ساعات من بداية الحفل ، وفى زحام العروض الأخرى الرسمية، كان من الصعب المتابعة، لكن لنا قطعا إطلالة قريبة قادمة من مصر عن الفيلم ومخرجه.

الجائزة ثمرة ورشة عمل متخصصة للمواهب الشابة فى ألمانيا والعالم العربى، وهو أحد أهم إنجازات ديتر كوسليك، رئيس مهرجان برلين، الذى أتم 19 دورة، بعد أن منح السينما العربية مساحة غير مسبوقة من التواجد، لم يقابلها الإعلام العربى مع الأسف بمثلها من الاهتمام.

المؤسسة انطلقت قبل 6 سنوات تحمل اسم روبرت بوش، وتمنح ثلاث جوائز للروائى القصير والتسجيلى وأيضا التسجيلى الطويل، تبلغ قيمة الجائزة الواحدة 60 ألف يورو، والمؤسسة الداعمة للجائزة لا تكتفى فقط بتلك القيمة المادية، لكنها تفتح الباب عالميا أمام صُناع تلك الأفلام للحصول على تمويل لمشروعاتهم القادمة ليتمكنوا من مواصلة أحلامهم، الجائزة هى بداية انطلاق وقوة دفع لموهبة قبل أن تعتبرها تتويجا لعمل فنى محدد، وأتصور أن قيمتها الأساسية تنبع من قدرتها على الحفاظ على استمرار الموهوبين فى تقديم مشروعاتهم قبل أن يُجهضها المناخ غير المواتى.

السينما تنتعش ليس فقط بأصحاب المواهب، ولكن قبل ذلك بالظرف الصحى الذى يساهم فى إنعاشها، وفى عالمنا العربى يبدو الأمر، فى جانب كبير منه، وهو يقف على الجانب الآخر، حيث يتحول المناخ إلى ترسانة من المعوقات، ويبدو السينمائى شخصية غير مرحب بها على الإطلاق.

السودان الشقيق إحدى الدول العربية التى كانت واعدة جدا فى مجال السينما، ثم عانى السينمائى الكثير من التجاهل ووضعوا أمامه عشرات من الحواجز، حتى صار تواجد فيلم سودانى داخل أو خارج الحدود بمثابة معجزة، وهكذا عرض فى قسم (البانوراما) فى مهرجان برلين الفيلم السودانى (التحدث عن الأشجار) للمخرج صهيب جاسم البارى، واستحق الفيلم، بعد نهاية العرض، عدة دقائق من التصفيق المتصاعد والمتواصل والجمهور يقف تحية لصناعه وأيضا تحية للشعب السودانى فى نضاله من أجل الحرية، السيناريو تمكن من إيجاد مساحة غير مباشرة لكنها مقننة ومحسوبة بدقة للحديث عن ثورة الشعب السودانى وتوقه المتجدد للحرية.

الفيلم عن السينما وتاريخها هكذا من الممكن أن تقرأه فى إطاره الخارجى، إلا أنه يتجاوز فى الحقيقة تلك القراءة السريعة ليصبح فيلما عن أحلام وآمال السودان الحبيب.

تبدأ الأحداث بالعودة نحو 30 عاما ولقطات للرئيس السودانى البشير من التليفزيون الرسمى وهو يطمئن مواطنيه على أن كل الأمور مستتبة بعد أن سيطر على الحكم، ثم ينتقل قبل نهاية الأحداث إلى بداية الثورة السودانية التى فجرها قطاع عريض من الشعب السودانى مطالبين بإسقاط البشير، بينما البشير يؤكد السيطرة الكاملة على البلاد.

السودان هو البلد الأقرب لمشاعرنا، كل ما هو سودانى فإن الوجه الآخر له هو أنه حقا مصرى.

السينما فى السودان كانت واعدة ومبشرة وأرض السودان خصبة فى عطائها، لكن النتائج ليست أبدا على قدر ما هو منتظر ومأمول، عنوان (التحدث عن الأشجار) لصهيب جاسم البارى ليس قطعا عشوائيا، والسودان التى تعرف فى العالم بأنها السلة التى تمنح الطعام للشعوب كلها من فرط غنى وغصب أراضيها، أبسط الضرورات ناهيك عن غلاء الأسعار تجعل المواطن السودانى يواجه بصعوبة الحياة، لك أن تعرف مثلا أن 85% من مادة لبريبايتيك المعروفة شعبيا بـ(الصمغ)، المتواجدة على الأشجار تنتجها السودان، وهو له فوائد صحية عظيمة، هذه فقط واحدة مما أعطته الطبيعة لهذا البلد الكريم.

إنه الفيلم الذى يستعيد بداخلنا تاريخ سينما من خلال ثلاثة من أعمدة السينما فى السودان، يسعون لاستعادة ناديهم السينمائى القديم، الذى اغتاله الإهمال وضعف الإمكانيات، ومن خلال ذلك نتعرف عليهم أنهم يعملون كل شىء بأيديهم يعلمون جيدا أن الدولة لن تمنحهم شيئا، بل هى أساسا تتمنى موت السينما.

السينما تساوى الحرية وهم يناصبون العداء لها، وبذكاء التقط المخرج هؤلاء الحالمين وهم يمسكون بأيديهم المقشات ويصعدون على السلالم المتهالكة، كل منهم يحمل على كاهله أكثر من ستين عاما، لكنهم لم يفقدوا بعد الأمل فى عودة السينما لمستحقيها .

الفيلم تم تصويره فى عز غضب الشارع السودانى، فكان ينبغى أن يطرح الظرف الزمنى تفاصيله على الشريط، ولكن بقدر كبير من الحساسية، حتى يظل الإطار الخارجى للفيلم لا يتجاوز الحديث عن السينما.

المخرج يتوقف أمام كل التفاصيل، السينما تعنى ثقافة مجتمع تريد له أن يستعيدها، ودار العرض التى تُشكل المساحة الزمنية الأكثر تواجدا صيفية وفى الهواء الطلق، حيث إن صوت الأذان بالضرورة ينطلق فى نفس الوقت من عدة جوامع تدعو لإقامة الصلاة، فكان ينبغى مراعاة توقيت العرض بصوت الأذان، وفى السودان بالمناسبة يطالبون مثلنا بتوحيد صوت المؤذن، لكن لا أحد يستجيب.

إنها الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ممزوجة برؤية سياسية، هذا هو ما عبر عنه المخرج السينمائى السودانى بإبداع ليقدم فيلما يستحق منا أن نسعد به جميعا كعرب!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

11.02.2019

 
 
 
 
 

تقييم أفلام المسابقة الرسمية لليوم الثاني من مهرجان برلين 69

أندرو محسن

ثلاثة أفلام جديدة عُرضت في اليوم الثاني في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان برلين 69، والأفلام هي:

1-  The Groung beneath My Feet (الأرض أسفل قدمي)، إخراج: ماري كروتزر، بلد الإنتاج: النمسا.

الفيلم يتابع لولا (فاليري باخنر) تعاني من ضغوط العمل، ويضاف إلى ضغوطها، أختها بالتبني التي تعاني من الفصام، ويبدو أن البطلة تعاني أيضًا من المرض نفسه. يتعرض الفيلم للكثير من تفاصيل هذا المرض من خلال شخصيته الرئيسية، وشخصية أختها الثانوية أيضًا. تقدم فاليري أداء مميزًا يؤهلها للمنافسة على جائزة أفضل ممثلة، فهي أبعد ما يكون عن الأداء الذي يعتمد على البكاء أو الابتزاز العاطفي المميز لأدوار مشابهة.

لكن الفيلم نفسه يبدو مشتتًا، فهو لا يقف على أرضية صلبة، تارة يبدو أنه يهتم بتأثير الغرق في العمل وتأثير ذلك على الإنسان حاليًا، وتارة ينخرط في مرض الفصام، ثم تأتي النهاية فجأة دون أن يستطيع تقديم أي اتزان أو صفقة مُقنعة تجعل العنصرين منسجمين معًا.

التقييم: 2 من 5.

2- Out Stealing Horses (سارقو الخيول)، إخراج: هانز بيتر مولند، بلد الإنتاج: النرويج - السويد - الدنمارك.

يبدأ الفيلم بشكل بطيء قبل أن نتعرف على تروند ساندر (ستيلان سكارجارد) الذي يحمل ماضيه الكثير من الأحداث، ويبدأ تدريجيًا في تعريفنا بهذا الماضي. يخلق المخرج طابعًا بصريًا مميزًا للتفرقة بين الزمن الماضي والحاضر، الحاضر أكثر برودة بينما الماضي رغم مشاكله أكثر دفئًا.

يتميز الفيلم بطاقم تمثيل متميز، والتصوير من أفضل عناصره، ربما يعيب السيناريو وجود عدة انتقالات ذهابًا وأيابًا بين عدة حوادث في الماضي، لكن هذا الانتقال المتكرر كان جذابًا أكثر مما كان مشتِّتًا للمشاهد. سينافس الفيلم بالتأكيد على أفضل إسهام فني في فرع تصميم الإنتاج.

التقييم: 3 من 5.

3- The Golden Glove (القفاز الذهبي)، إخراج: فاتح أكين، بلد الإنتاج: ألمانيا - فرنسا.

الفيلم الأكثر عنفًا حتى الآن في المسابقة، ورغم أننا في بداية العام لكنه بالتأكيد سيحافظ على منزلة متقدمة بين الأفلام الأكثر عنفًا ودموية في نهاية العام. الفيلم مبني على قصة حقيقية للقاتل المتسلسل فريتز هونكا (جوناس داسلر)، الذي كان يعيش في السبعينيات. أفضل ما قدمه الفيلم هو التباين بين عناصر تصميم الإنتاج وبين الحالة الدموية العنيفة، والقبح الواضح في الشخصيات، جميع الشخصيات باستثناء الفتاة الشابة التي وقع القاتل في هواها وزميلته في العمل، جميع الشخصيات ملامحها منفرة أو غريبة، وكأن المخرج يقدم شخصيات كارتونية متخيلة (من حيث الشكل) في بيئة ملونة تليق بفيلم كوميدي، لكن الأحداث والدماء المتناثرة كل عدة دقائق تذكرنا فورًا أن الأمر أبعد ما يكون عن الكارتون أو الكوميديا.

ينزلق الفيلم في تقديم عمليات القتل المتعددة بحذافيرها، لكنه يبتعد عن الخوض في التفاصيل التي تبرر هذه التصرفات، فيتحول الفيلم إلى عدة مذابح تتخللها القليل من الدراما.

التقييم: 2 من 5.

سكوبر في

11.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)