كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"بفضل الله".. جدل الشكل والمضمون في معالجة فرانسوا أوزون لقصة راهب متحرش

أحمد شوقي

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

هناك نوع من الأفلام يحمل الجدل داخله بصورة تلقائية، أحيانًا بسبب شكله السردي والبصري، وكثيرًا بسبب الموضوع، إلا أن هناك أعمال معدودة يمكنها أن تجمع الجدلين، الموضوعي والشكلي، جنبًا إلى جنب. ضمن هذه القائمة يُمكن وضع فيلم "بفضل الله Grâce à Dieu"، أحدث أفلام المخرج الفرنسي القدير فرانسوا أوزون، والذي عُرض للمرة الأولى عالميًا ضمن المسابقة الدولية لمهرجان برلين السينمائي الدولي ليكون أول فيلم يفتح باب نقاش حقيقي بين حضور المهرجان.

الفيلم يروي الأحداث الحقيقية لقضية لم تُحسم بعد، فالحكم فيها من المتوقع أن يصدر خلال شهر مارس المقبل، تتعلق بقس كاثوليكي من مدينة ليون متهم بالتحرش بالأطفال خلال أعوام طويلة كان فيها مشرفًا على معسكرات كشفية دينية. جرائم ظلت أعوام طويلة طيّ الكتمان إما بسبب خوف الأطفال عن البوح أو لقرار أسرهم بتوجيه الشكوى داخليًا لإدارة الكنيسة الكاثوليكية وليس للشرطة، ففي النهاية هي أسر متدينة تثق في الكنيسة التي وعدتهم بعقاب القس، حتى يكتشف أحد الضحايا أن العقاب كان نقله عدة أعوام عاد بعدها ليواصل عمله مع الأطفال.

قضية اليوم وكل يوم

الجدل حول انتهاكات الرهبان الكاثوليك الجنسية يمكن اعتبارها إحدى قضايا الساعة في كثير من المجتمعات الأوروبية، لا سيما بعد الحراك الشجاع من البابا فرانسيس فور توليه نحو مواجهة الظاهرة والكشف عن مرتكبي هذه الجرائم، القرار الذي ترتب عليه بالفعل عدة قرارات بشأن رهبان، والذي كان أحد دوافع رب أسرة فرنسي أن يستعيد ذكرياته المؤلمة ويقرر إعادة فتح القضية، بالرغم من مرور 20 عامًا هي الفترة التي يسقط بعدها حق الضحية في التقاضي، وهي القاعدة التي وقف ضدها أبطال الفيلم الحقيقيون؛ باعتبار هذا النوع من الجرائم عادةً ما تحتاج ضحيته لأعوام حتى تمتلك شجاعة البوح بما تعرضت له.

إلا أن القضية أيضًا ـ وكما يطرح أوزون في خلفية فيلمه ـ هي قضية كونية يمكن ربطها بكافة الأماكن والأزمنة والأديان، قضية خيانة الأمانة من قبل رجال الدين الذين يثق فيهم المؤمنون بلا حدود، ويفترضون فيهم الطهارة الكاملة بحكم قربهم من الإله، بينما هم في نهاية الأمر مجرد بشر، منهم الضعيف والمخطئ، والمريض الذي تمنحه سلطة الرداء الديني مساحة شاسعة لتحويل مرضه جرائم دنيئة، تمامًا مثل الأب بريناه الذي خان الأمانة وسبب جرحًا لا يندمل لعشرات (وربما مئات) الأطفال.

تلك الخيانة هي سبب قيام الضحايا، الذين اجتمعوا تباعًا وشكلوا منظمة أهلية هدفها الكشف عن الجريمة ومحاسبة المخطئ، بتصعيد الأمر ومقاضاة رأس الكنيسة في ليون باعتباره متواطئًا مع بيرناه لعلمه بالأمر وإصرار على تجاهله والتلاعب بالشكاوى حتى تنتهي إلى لا شيء. الفيلم المبني على الأحداث الحقيقية يروي كذلك هذه الحكاية: ثقة البعض في إمكانية الكنيسة بتصحيح أخطائها داخليًا، وتطور هذه الثقة إلى المزيد من الآلام.

يدرك فرانسوا أوزون أن لفيلمه بعدًا تسجيليًا، يرتبط بقضية راهنة لا تزال قيد البحث والجدل والتقاضي، فيؤكد على هذه الروح في عمله، عبر جماليات التصوير الواقعي دون أي ألاعيب تسلب الفيلم هذا الحس، وعبر تركيز كبير على أداء الممثلين الذي يظهرون جميعًا، وعلى رأسهم الرجال الثلاثة أبطال الحملة، بصورة رائعة قد تجعل لجنة التحكيم التي ترأسها النجمة الفرنسية جوليت بينوش تقرر منح أحدهم ـ أو جميعهم ـ جائزة التمثيل.

جدل الشكل السردي

ما سبق كان كفيلًا بجعل "بفضل الله" فيلم قضية، من نوعية الأعمال التي تستمد قيمتها من مضمونها فحسب، إلا أن أوزون اختار شكلًا سرديًا غير متوقع خلق جدلًا موازيًا بين مُعجب ومتحفظ. هو تقسيم الفيلم إلى ثلاثة فصول، لكل منها بطل هو أحد الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش من قبل الراهب

الانتقال يمنح الحكاية ديناميكية وثراء في وجهات النظر، فتبدأ الأحداث مع رب الأسرة المتدين الذي يُثير القضية للمرة الأولى، والذي يدفعه إيمانه في البداية إلى محاولة تصعيد الشكوى داخل الإطار الكنسي، قبل أن ينتقل التركيز في ثلث الطريق إلى الملحد المتحمس الذي يريد إحداث تأثير موجع للكنيسة بشكل عام أكثر من معاداته للراهب، والذي يكون المحرك الرئيسي لتكوين المنظمة، ثم يتحول المسار في الثلث الأخير إلى الشاب صاحب مستوى الذكاء المرتفع، والذي كان من الممكن أن يكون له شأن آخر، مالم يتسبب الراهب المتحرش له في تشوهات نفسية وجسدية.

كل خط من الثلاثة يأخذ وقته الكامل من التعبير عن حياة بطله وكيف أثرت صدمة الماضي عليها، مع تشابك يبدأ من القصة الثانية لتبدأ مصائر الشخصيات ترتبط ببعضها البعض. بناء يزيد تلقائيًا من زمن الفيلم الذي يبلغ ساعتين وربع، لكنك وإن لم يوقف تغيير الشخصية الرئيسية متابعتك، لا تشعر أبدًا بهذا الطول في ظل الإيقاع السريع وكثرة الخطوط التي يتابعها الفيلم.

يُضاف لذلك نضج معتاد من أوزون في رسم الشخصيات ونسج العلاقات بينها، متفاديًا أكبر فخين يمكن أن يقع فيهما فيلم مثل هذا: تنميط الشخصيات فيكونوا تنويعات لصورة الضحية المغلوبة على أمرها، والتعامل الجمعي معهم بعد تكوين المنظمة بحيث تفقد كل شخصية وجودها المستقل ويصير الصراع بين كيانات. الفيلم لا يقع في الفخين ويرسم الشخصيات بعناية، مهتمًا بالبناء النفسي والأسري لكل منهم على اعتبار أن علاقة الفرد بوالديه وأشقائه هي المحرك الأهم الذي يصيغ علاقته بالمقربين منه باقي حياته.

أبطال "بفضل الله" شخصيات من لحم ودم، لكل منهم نقاط ضعفه وقوته، وفرادته الشخصية والأسرية التي جعلته يتعامل مع حادث الطفولة بطريقة تختلف عن غيره، بل ويتعامل مع حملة الكشف عن المجرم بشكل مختلف أيضًا، فصحيح أن الحملة ترفع شعارات موحدة، لكن لكل عضو فيها أهدافه المختلفة عن زملائه.

"بفضل الله" فيلم كبير ومثير للجدل على المستويين الفكري والفني، جاء به فرانسوا أوزون، المخرج الدؤوب الذي لا يتوقف عن العمل، إلى برلين، ليمنحنا أول أفلام المسابقة التي تستحق الانتباه.

موقع "في الفن" في

10.02.2019

 
 
 
 
 

«برلين السينمائى».. ساحة كبرى للأحلام والأفكار الجريئة واكتشافات سينمائية تتجاوز المألوف

برلين ــ خالد محمود:

·        «بفضل من الله» فيلم فرنسى يثير جدلا باختراقه المسكوت عنه لرجال الكنيسة.. ومحاولات لمنعه تجاريا 

·        النقاد يثنون على جرأة العمل.. والمخرج: طرح الفيلم لن يؤثر على المحاكمة الجنائية لصاحب القضية 

·        الموساد الإسرائيلى يواجه برنامج إيران النووى بـ«المنطوق».. و«بريخت» يعود للحياة بشهادات جديدة

تبقى ساحة «البرلينالى» الكبرى، التى تضم أنشطة مهرجان برلين السينمائى الدولى مكانا فريدا للاكتشافات السينمائية من المواهب الجديدة، كونها واحدة من أكبر ساحات الأفلام فى العالم، وأكثرها دعما للمشاريع والأحلام والرؤى؛ حيث يأتى إليها عشرات الآلاف من الزائرين وصناع السينما والنجوم من مختلف أنحاء الكرة الأرضية للاستمتاع بـ 11 ليلة مدهشة.

فى قلب تلك الساحة يوجد قصر المهرجان «برلينالى بالاست»، الذى يستضيف أفلام المسابقة الرسمية التى يتنافس على جوائزها، هذا العام 17 فيلما، من بينها الفيلم الفرنسى الجرىء «بفضل من الله ــ By the Grace of God» للمخرج الشهير فرانسوا اوزون، والذى يقتحم عالم المسيحية وبالتحديد الكنيسة الكاثوليكية، من خلال ألكساندر الذى يعيش فى ليون مع زوجته وأولاده. ذات يوم، اكتشف بالصدفة أن الكاهن الذى أساء إليه أخلاقيا فى سنوات الكشافة؛ حيث كان يتولى دائما شئون الأطفال ما زال موجودا بعد الإعلان عن اتهامه بجريمة قتل، وفى الوقت الذى تطارده ذكرياته، يجد «ألكسندر» الشجاعة لاتخاذ إجراءات ضد الكاهن كونه كان يمارس أفعالا مخلة للآداب مع الأطفال، ويبحث عن مزيد من ضحاياه، وينضم إلى الكسندر، فرانسوا وإيمانويل، وهما أيضا ضحايا الكاهن، للإدلاء بشهادتهما وحكى قصصهما والكشف عن الجروح التى أصيبا بها. طوال حياتهما دون خجل لما عاناه، لكن تداعيات وعواقب هذه الاعترافات لن تترك أحدا سالما فى النهاية.

استطاع المخرج فرانسوا اوزون على مدى 137 دقيقة أن يطرح قضيته بسلاسة وأسلوب سردى متناغم، وإيقاع سريع، وأداء واقعى لأبطاله ــ ميلفيل بوبود، دينيس مينتوشيت، سوان ارلود ــ، وفق نماذج متعددة للحكى؛ حيث كل واحد من الأبطال ينال حقه بمفرده عبر قصته، ثم تجمع الكل فى النهاية عندما توحد الهدف.

وبدون شك حظى الفيلم على المستوى الفنى بإعجاب الجمهور والنقاد الذين أثنوا على جرأة المهرجان بعرضه تلك النوعية من الأفلام، فمهمة السينما هى الكشف عن المسكوت عنه فى الدين والسياسة وتناول الحقائق بحرية كبيرة وهو ما يميز مهرجان برلين أكثر من غيره من المهرجانات، وهو ما أكده أيضا مايكل مولر عمدة برلين.

ومنح نقاد العالم تقييمات مختلفة للفيلم؛ حيث حصل على ثلاث نجوم من خمسة من الناقد نيكولاس وينو، والناقدة فيرينا لوكسين، بينما منحته الناقدة ريتا دى سانتو أربع نجوم، ومنحه الناقدان. وانج موايان وانطونيو دولان نجمتين.

على جانب آخر يتعرض إطلاق الفيلم تجاريا فى فرنسا لجدل كبير يصل إلى حد التهديد، لأنه يتناول فضيحة الاعتداء الجنسى بالكنيسة الكاثوليكية فى فرنسا؛ حيث يسعى محامى الكاهن المتورط فى القضية الحقيقية لمنع الفيلم؛ حتى لا يشاهده أحد إلا بعد المحاكمة، والتى ستبدأ فى وقت متأخر من هذا العام.

بينما قال المخرج فرانسوا اوزون عقب العرض أن طرح الفيلم لن يؤثر على المحاكمة الجنائية، مشيرا إلى أن كل شىء فى الفيلم ظهر بالفعل فى الصحافة الفرنسية، فهو مأخوذ من القصة الحقيقية للأب برنار برينات Bernard Preynat، الذى اتهم فى عام 2016، بالاعتداء الجنسى على نحو أكثر من 80 فتى فى ليون؛ حيث يصور المخرج الضحايا كرجال بالغين ويكشف عن الجروح التى أصيبوا بها طوال حياتهم؛ من خلال عرض صراعات ثلاثة رجال وما يواجهونه من أجل التغلب على عواقب الأحداث التى تعرضوا لها. فيما قال المنتج إريك ألتماير إنه أمر غير مرجح أن يتم تأجيل إطلاق الفيلم، لافتا إلى أن كل من يهاجمون فكرة طرح الفيلم، هم أناس لم يشاهدونه بعد.

وعلق مدير المهرجان ديتر كوسليك على الفيلم وتناوله للاعتداء الجنسى على الأطفال والذى استمر لسنوات فى أبريشيه ليون انه يظهر إلى أى مدى يمكن أن تكون أهمية السينما وواجه رئيس الأساقفة وغيرهم من أعضاء الأبرشية اتهاما بإبقاء معرفتهم بحالات الإساءة سرا، وبدأت إجراءات المحكمة فى 7 يناير 2019، مصحوبة بتغطية إعلامية واسعة

الموساد تجند ديان كيتون

عرض المهرجان فيلم الجاسوسية «المنطوق» للمخرج يوفال أدلر صاحب فيلم «بيت لحم» وهو انتاج ألمانيا / إسرائيل / فرنسا / الولايات المتحدة الأمريكية، بطولة ديان كروجر، مارتن فريمان، كاس أنوار، فيرنر ديهن.

وتدور أحداث الفيلم فى عرضه العالمى الأول، حول امرأة تم تجنيدها من قبل الموساد للعمل السرى فى طهران، تتورط فى مثلث معقد مع من جندها؛ حيث تتبع الفيلم راتشيل (كروجر)، وهى جاسوسة مارقة من جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد»، التى اختفت دون أن يكون لها أثر أثناء حضورها جنازة والدها فى لندن، والدليل الوحيد على مكان وجودها هو مكالمة هاتفية مشفرة تضعها على تليفون معالجها السابق توماس (فريمان)، الذى تم استدعاؤه من ألمانيا إلى إسرائيل من قبل الموساد.

ومع انغماس حياة راشيل فى مهامها كجزء من محاولات تجسسية واسعة النطاق ضد برنامج إيران النووى، يجب على توماس أن يتراجع عن خطواتها لتحديد التهديدات التى قد تطرحها الآن على عملياتها، بينما تعمل أيضا على حمايتها. السيناريو من تأليف أدلر وتم اقتباسه من أحد الكتب الإسرائيلية «المعلم الإنجليزى» الذى كتبه ضابط المخابرات الإسرائيلى السابق يفتاش رايشير عتير.

فاتح أكين يراهن بقصة السفاح 

حظى فيلم «القفاز الذهبى» للمخرج الألمانى من أصل تركى فاتح اكين، باهتمام كبير من قبل الجمهور لدرجة جعلت إدارة المهرجان تضيف عرضين للفيلم الذى ينافس على جائزة الدب الذهبى، والفيلم يشارك فى بطولته جوناس داسلر، ومارجريت تيلزل. وتشهد شاشة المهرجان عرضه العالمى الأول.

ويستند الفيلم الذى يحمل عنوان «القفاز الذهبى»، إلى قصة السفاح فريتس هونكا ورواية الكاتب الألمانى هاينتس شترونك

الذى يواجه رفضا من السيدات، ويضطر إلى قتلهن وتقطيع جثثهن فى مشاهد دموية مرعبة وقاسية، لكن يتم الوقوع به فى النهاية، بعد اكتشاف مقر الجثث.

نجح المخرج فى نقل صورة شديدة الواقعية لمفردات حياة البطل السفاح وعالمه الخاص، وهو ما يؤهله لمنصة التتويج.

ويعرض المهررجان للمخرج الألمانى هاينريش بريلور، خارج المسابقة الرسمية، فيلمه الوثائقى «بريخت»، فقد عرض فى مارس الماضى على شاشتى «أرتى» والقناة الأولى بالتليفزيون الألمانى. وحاور بريلور فى الفيلم شهداء عصر ومرافقين للكاتب الألمانى الشهير بيرتولت بريخت (1898 ــ 1956).

فى مزيج من الخيال والوثائقى، يرسم فيلمه رجلا واثقا من نفسه، لكنه مع ذلك كان محاطا بشكوك، مليئة بشهوة الحياة والضعف. يعكس فن بريخت صراعه الداخلى ويرتبط ارتباطا وثيقا بالاضطرابات السياسية فى ذلك الوقت. بعد حياة بريشت منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى وفاته، ركز برويلر على علاقات بريخت بنسائه وزملائه فى فرقة برلينر. مرارا وتكرارا، يتم تقطيع الصور الفردية من المواد الواسعة، بما فى ذلك تلك الخاصة بزوجة بريشت هيلين ويجل، التى لعبت دور الأسطورة «شجاعة الأم». محاميه مارتن بول، الذى اعتقل من قبل ستاسى؛ ورايت بيرلو.

فيلم «كنت فى البيت ولكن..» للمخرجة أنجيلا شانيليك، وفيلمها يروى قصة طفل فى الثالثة عشرة من عمره اختفى وغاب عن منزل والديه لعدة أسابيع ثم ظهر فجأة، ولم يعرف سبب اختفائه فهل تعود حياة الأسرة إلى ما كانت عليه؟ وفيلم «تعطل النظام» للمخرجة نورا فنغشيدت، وهو أيضا عن مشاكل الطفولة، وفيه تتابع الخطوات التى تمر بها فتاة فى التاسعة من عمرها إلى أن يتم إيداعها منزلا لحماية الأطفال.

الشروق المصرية في

11.02.2019

 
 
 
 
 

مهرجان برلين السينمائي في دائرة التعثر والنقد

شفيق طبارة

في برلين، ومن مهرجانها بدأ الموسم السينمائي للعام 2019. البرليناله في نسخته التاسعة والستين، سيكون النسخة الأخيرة التي يشرف عليها ديتر كوسليك، الذي يختتم عقدين في سدّة رئاسة المهرجان مع انتقادات له حول تدنّي الجودة الفنية للمهرجان. 17 فيلماً تتنافس على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم وجائزة الدب الفضي وغيرها الكثير. أمّا مهمّة انتقاء الافلام الناجحة، فهي على عاتق الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، وزملائها الستة.

فيلمان افتتحا اليوم الأوّل للمهرجان، البداية مع فيلم الدنماركية لونه شيرفك "طيبة الغرباء" والثاني للصيني وانغ غوان أن." Öndög"...

"طيبة الغرباء": دفء الإنسانية الخانق.

كيف لمهرجان يتعرض لانتقادات حول ضعف الأفلام وتدني الجودة الفنية أن يفتتح بفيلم بهذا السوء! شيرفك قدمت في فيلمها مديحاً مبالغاً فيه للإنسانية. الفيلم ينبثق من الإيمان بالخير داخل الإنسان، ميلودراما دبقة من كثرة السُّكر الذي فيها. مصائر غرباء تترابط بطريقة استفزازية غريبة غير قابلة للتصديق، مجرد صدف تتراكم فوق بعضها البعض لإتمام وترسيخ اسم الفيلم في عقولنا. فيلم لا يحمل أي شيء، آمن للغاية ويُراد منه أن يكون مقبولاً في إطار لطيف ومباشر، لكنه وقع في فخّ الأمان والرتابة.

أقدار الغرباء تلتقي في مانهاتن، التي هربت اليها كلارا (زوي كازان) من قسوة وبطش زوجها ريتشارد (اسبن سميد). تصل إلى نيويورك مع ابنيها أنتوني (جاك فولتون) وجودي (فينلي فويتك - هيسونغ) فارغة الوفاض، لا مال في جيبها ولا مأوى ينتظرها. نبدأ من معاناة الخطوات الأولى، تتخذ الشارع مأواها، هنا أمان أكبر من جدران احتوت تعنيفها، تنام في سيارتها وتسرق لتأكل. لكن المدينة الباردة الكبيرة رحيمة: خلال البحث عن ملجأ تبدأ الصدف السعيدة وتمطرها طيبة الغرباء. بينما يلاحقها الشرطي ريتشارد، تلتقي بأشخاص كثرٍ يساعدونها: الشاب مارك (طاهر رحيم)، المحامي جون بيتر (جاي باروخيل)، الممرضة أليس(أندريا رايسبورو)، مالك المطعم تيموفي (بيل نيغي) وغيرهم من الناس الذين يجتمعون ليثبتوا "طيبة الغرباء" عنوان الفيلم. سرعان ما يتخذ مطعم "قصر الشتاء" مركزاً لمواجهات غير متوقعة بين أشخاص مأزومين جمعهم المصير الآن.

يروي الفيلم قصة الخير الذي في الانسان، وكيف لهذا الخير أن يضيء الدرب الشخصي ودروب الآخرين. طريقته تفتقر إلى الواقعية وهي فرضية وإجبارية. شخصياً واجهت صعوبة جمّة في تصديق الأحداث والأقوال والأفعال التي ترتبط بشخصيات غريبة عن بعضها، التحدّي الفعلي هو بقبول مسارات الشخصيات وصدفها على امتداد الفيلم. حتى إنني سألت نفسي هل هذا فيلم سوريالي! قد تستغربون لكني أشكر شيرفك على تفصيل صغير، على الانطباع الغريب والجديد الذي تركه فيلمها، شعور التشاؤم من فرط الإيجابية.

Öndög (بيضة بالمنغولية): العودة إلى العصر الحجري 

بعد استراحة طويلة (8 سنوت)، عاد وانغ غوان أن الصيني إلى أرض برلين لتقديم أحدث أفلامه في المسابقة. في العام 2007، حمل المخرج الدب الذهبي عن فيلم "زواج تويا". هذه المرة رهانه مختلف، يأخذنا إلى السهوب المنغولية، إلى قلب أسطورة من خلال جريمة قتل. هناك فتاة ميتة في هذه السهوب، عارية ملقاة على بطنها وجسمها الذي يندمج مع العشب والجليد المحيطان بها. باكتشاف الجثة يبدأ السرد، وصلت مجموعة صغيرة من رجال الشرطة إلى مسرح الجريمة ولكن سرعان ما تعيّن عليهم المغادرة، تاركين وراءهم شرطياً عديم الخبرة يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما (وروفسامبو باتمونخ) لتولي مسؤولية حماية الجثة ومسرح الجريمة، وسوف تساعده راعية تلقب بـ"ديناصور" (دولامجاف انختفيان) تعرف المنطقة جيدا لابقاء الذئاب بعيدا. على الرغم من أنهما سوف يفترقان عند الفجر عند عودة الشرطة فإن اجتماعهما سيخلق رغبة بينهما في إطار مكاني غير مضياف مثل السهوب.

الفيلم مجنون من الجهة البصرية، أكثر وانغ من استخدام ضوء الشمس، المناخ القاسي البارد في الليل، فجاجة الطبيعة بطريقة باهرة. اكثر ما في فيلم الصيني قساوة المشاهد وحدّتها، وقد تُستصعب مشاهدتها. قساوة تسيطر على الشخصيات أيضاً، من خلال اكتشاف الجثة وتحقيقات الشرطة المضحكة وغير الكفوءة، يشرح وانغ أسلوب وإرادة حياة امرأة وحشية ومستقلة لا يستطيع أي رجل ترويضها فكيف بالسيطرة عليها، إلا إذا كانت تريد ذلك. يخبرنا عن عنف الطبيعة وعدائية الإنسانية للعيش. أظهر الطبيعة بطريقة فجة ولكن لم يكن مخلصا لذلك، شاهدنا ولادة بقرة ولكنه تردد في تبيان الفعل الجنسي بين رجل وامرأة، فرض علينا أن نركز أعيننا بشكل عقيم على الخراف، بينما تم استخراج الأحشاء والتلاعب بها، في المقابل الشاشة تصبح غير واضحة عندما يكون الطبيب على وشك إجراء تشريح للجثة المجهولة. اراد إلغاء الحس الإنساني والعودة للطبيعة

الكثير الكثير من المشاهد يبدو مكرراً، وهذا منطقي لفيلم تدور أحداثه في وسط مكان غير مأهول. خيارات إخراجية كانت محدودة من المخرج، بعضها سخيف والبعض الآخر مليء باللحظات الدرامية. وعلى الرغم من أن الفيلم متخم بالثقافة المنغولية المثيرة للاهتمام والتي قد لا بعرفها كثر، لكنها ضاعت في انشغال المخرج بالطبيعة، بقصة أناسٍ نائين عن الحضارة، وبها يقنعنا بعولمة المشاعر والحالات المزاجية بين حضارت مختلفة، لكننا في كثير من الأحيان نجد أنفسنا محدقين في الأفق لدقائق طويلة أو نصغي لمحادثة مملة بين الشخصيات. لا يمكن إنكار وتجاوز الجمال في الفيلم، لكن القبول به يعود إلى الشخصانية، هل سيتغلّب المشاهد على الصدمة في البداية، ليرفع الجفون المتدلية ويستمتع بالمشاهدة؟

المدن الإلكترونية في

11.02.2019

 
 
 
 
 

خروج الفيلم الصيني "ثانية واحدة" من المسابقة الرسمية لمهرجان برلين لأسباب تقنية |صور

برلين : علا الشافعي

انسحب الفيلم الصيني "ثانية واحدة" “One Second” للمخرج الصيني زانج ييمو Zhang Yimou، من المشاركة ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ 69 لعام 2019، خروج الفيلم الصيني من مهرجان برلين 2019.

يعود سبب عدم عرض الفيلم الذي يتناول الثورة الثقافية الصينية بين عامي 1966 و1976 في المهرجان؛ نظرًا لوجود مشاكل تقنية فنية في النسخة، فيما أكدت إدارة المهرجان الدولي الخبر، مشيرة إلى أن الفيلم لم يكتمل، ومن المتوقع عرض فيلم آخر قديم لـ “ييمو” في نفس الوقت يوم الجمعة، خارج المسابقة الرسمية.

وصرح أحد المصادر المقربة من إدارة المهرجان، بأنهم يبحثون حاليًا في اختيار الفيلم الذي سيُعرض، بحسب ما نُشر في موقع مجلة Variety.

وبعد خروج الفيلم الصيني من المسابقة الرسمية تتقلص عدد الأفلام المتنافسة إلى ١٦ فيلما فقط في برليناله 2019، من 17 إلى 16 فيلمًا.

يذكر أن فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ 69، تنعقد في الفترة بين 7 لـ 17 فبراير الجاري لعام 2019، بمشاركة 400 فيلم من مختلف البلدان الغربية والعربية.

ومن ناحية أخرى أعلنت إدارة مهرجان برلين السينمائي الدولي عن موعد انطلاق نسخته الـ 70 في العام المقبل، على أن تنعقد في الفترة من 20 فبراير وحتى 1 مارس 2020، تحت إشراف المدير الفني الجديد كارلو تشاتريان Carlo Chatrian.

جاء قرار انتقال موعد البرليناله لوقت متأخر في الشهر ذاته، بداية من العام المقبل، بعد قرار تغيير موعد حفل جوائز “الأوسكار”، على أن تكون في 9 فبراير 2020.

بوابة الأهرام في

11.02.2019

 
 
 
 
 

بالصور.. مريم أوزيرلي بإطلالة رائعة في مهرجان برلين السينمائي الدولي

كتبت - إيمان العوضي :

نشرت الممثلة التركية، مريم أوزيرلي، الشهيرة بـ"السلطانة هيام"، بطلة مسلسل "حريم السلطان"، صورة جديدة التُقطت لها على الريد كاربت من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وذلك خلال حسابها الرسمي عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير "إنستجرام".

تألقت مريم بإطلالة رقيقة، حيث ظهرت بفستان كحلي بسيط ذي أكمام شفافة من الدانتيل من تصميم مصممة الأزياء البلجيكية "ديان فون فورستنبرغ"، ورفعت وربطت شعرها للوراء، وماكياج ناعم مناسب للإطلالة.

جدير بالذكر أن مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته التاسعة والستين بدأت فعالياته قبل أيام بعرض فيلم The Kidness Of Strangers"، وتترأس لجنة التحكيم هذا العام النجمة الفرنسية جولييت بينوش.

الوفد المصرية في

11.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)