كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الرومانسية تُواجه العنف وتنافسه على الدب الذهبي لـ"البرليناله" الـ٦٩

د. أمل الجمل

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

صحيح أن فيلم «تراحم الغرباء» - كما اخترت له كعنوان عربي وفق قراءتي للفيلم والذي يحمل عنوان The Kindness of Strangers - لم يكن في قوة التوقعات، لكنه أيضاً ليس فيلماً سيئاً ولا رديئاً. كان الشريط هو افتتاح الدورة التاسعة والستين من البرليناله أحد أهم ثلاثة مهرجانات كبرى - إلى جانب كان وفينيسيا - فمن زاوية السيناريو والشخصيات مكتوب بشكل يكاد يكون خاليًا من الجديد المبهر والمضيء، حيث نعايش رحلة هروب امرأة بعد أن تعرضت للمعاملة السيئة من زوجها رجل البوليس الذي يضربها ويضرب ابنها، وأصبح طفلاها يكرهانه، ما جعلها تخطط للهرب بهما إلى نيويورك الباردة.

التراحم غير المبهر

أثناء تلك الرحلة والبحث عن مأوي وطعام، نشاهد كافة درجات الإهانة ومحاولات سرقة الطعام، نشاهد المشردين، واللاجئين وبعض أماكن المساعدات، نتعرف على ممرضة اسمها أليس تساعد الآخرين، وتدير جلسات علاج فتسمع اعترافات الشخصيات ومعاناتها، نتعرف على فندق «قصر الشتاء» لرجل روسي طيب ولطيف يعمل لديه البطل الذي ارتكب جريمة وقضى فترة العقوبة ويحاول مواصلة الحياة بشكل جيد، والذي يقوم بدوره طاهر رحيم الذي رغم اجتهاده في أداء الدور، ورغم التفاصيل الإنسانية العديدة لكنه لم يكن مبهراً ولا يقارن بشخصيته في «نبي» للمخرج الفرنسي جاك أوديارد، ذلك الدور الذي يصعب نسيانه.

رغم أن مخرجة الفيلم لون شيفريج Lone Scherfig حصلت على جائزة الدب الفضي عام 2001 من البرليناله، ورغم أنها إحدى سبع مخرجات في المنافسة الرسمية لهذا العام من بين ١٧ فيلما داخل المسابقة، لكنني شخصياً أعتبر فيلمها الأحدث خارج المنافسة الحقيقة فهناك حتى الآن أفلام أقوى فنياً وفكرياً.

صحيح أن الفيلم به تصوير جيد يأخذنا في رحلة ممتعة بصرياً، وموسيقى مؤثرة، ومُطعم ببعض الرموز منها أن الزوج ينتمي للبوليس، ويُحسب للسيناريو أنه لم يظهره بالوجه العنيف إلا في مشهد واحد أخير عندما اعتدى على والده، بينما كان يظهره دوماً بالوجه البريء المهذب الناعم الحريص على أسرته.

أما أهم قيمة بالفيلم فهي الفكرة عن تراحم الغرباء وإحساسهم ببعضهم البعض في حين يكون الأقارب في تعاملهم مع ذويهم أحياناً شديد القسوة والإهانة. إنها فكرة رائعة ويمكن الاشتغال عليها وإخراج مئات الأفلام منها، لكن المخرجة هنا اكتفت بكل ما هو عادي في البناء الدرامي. وهو ما يتضح بقوة من خلال شخصية الأم، وبحثها في صناديق الزبالة الكبيرة عن بقايا الطعام أو سرقته من الفندق، ورغم مشهد الطفل وتجمده، وتصرفه المعبر عندما ألقى بدلة والده الذي تم حبسه في الزبالة، ورغم قراره بالرحيل عن البيت رغم حداثة سنه، لكننا لن نتذكره هذا الفيلم طويلاً.

بشاعة القفاز الذهبي

من الأفلام الأقوى فيلم المخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين المعنون بـ«القفاز الذهبي» - والذي يعود به بعد فيلمه السياسي المؤثر المؤلم «من لا شيء» والذي لا يخلو من العنف أيضاً من خلال الوصف الذي نسمعه عن بقايا أشلاء الزوج والابن والذي حصدت بطلته جائزة أحسن ممثلة في كان السينمائي عام ٢٠١٧، وحصد الفيلم نفسه أوسكار أحسن فيلم أجنبي ٢١٠٨.

كذلك شريطه السينمائي «القفاز الذهبي» فيلم آخر مليء بالدم والقسوة والعنف الجسدي والقتل وتقطيع الأجساد بدرجة غير محتمله أحياناً، لكن ما يُحسب لفاتح أكين أن العنف دوما عنده له تفسير ويُحيله إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية. هنا العنوان مقتبس من عنوان البار الذي يقضي فيه القاتل معظم أوقاته ويصطاد منه ضحاياه أحياناً. إنه رجل شاب مريض جنسياً ويستغل احتياج الضحايا للطعام والشراب، ففي ظل الفقر والمعاناة فترة الحرب العالمية والخسائر النفسية والجسدية، نرى العديد من النساء والرجال في حالات من ضياع والحزن والبكاء، نرى كيف تحولت كثير من النساء إلى عاهرات، كيف أصبحت النساء لديها استعداد للاستجابة لدعوة أي رجل مهما كان قبيح الهيئة من أجل الشراب أو الطعام.

نزاهة الاختلاف

«القفاز الذهبي» إنتاج ألماني فرنسي، ومدته ١١٠ دقائق يكاد المشاهد يحبس أنفاسه طوال المدة، وستخبئ النساء عيونهن مرات عدة لئلا يشاهدن ما على الشاشة، وذلك رغم أن بعض لقطات العنف والقتل وتقطيع الأجسام البشرية تتم خارج الكادر. إنه عمل آخر يؤكد به فاتح أكين موهبته السينمائية.

الأمر اللافت أن فاتح أكين كان من بين ٧٩ مخرجاً ألمانياً من بينهم فولكر شلوندورف ومارِن آيدي وكرستيان بيتزولد، قد وقعوا على "بيان تغيير" غاضب ضد كوسليك. كان البيان يُطالب بتغيير المدير الفي ديتر كوسليك، على أن تكون هناك بداية جديدة للمهرجان يتم من خلالها تغيير سياساته، وتزداد عبرها مشاركة المخرجين الألمان، ومع ذلك فإن فيلم فاتح أكين تم ضمه لأفلام المسابقة الرسمية وذلك رغم رحيل كوسليك بالفعل عقب هذه الدورة إذ ينتهي تعاقده في شهر مايو القادم، وهو ما يُحسب للنقاد والباحث الألماني النزيه ديتر كوسليك إذ لم يتخذ من البيان فرصة للانتقام أو الإقصاء.

بعيدًا عن سرقة الخيول

أما أجمل الأفلام حتى الآن فشريطان؛ الأول شاهدته صباح اليوم الأحد معنون بـ«الله موجود، اسمها بيترونيا» من الإنتاج المشترك بين مقدونيا، بلجيكا، سلوفانيا، كرواتيا، وفرنسا، وهو عمل سينمائي لافت وجديد وبه سخرية ظريفة ويناقش أحد أوجه قضايا المرأة في تداخل علاقة القانون بالكنيسة، وهو يحتاج مقالًا لاحقًا تفصيليًا.

أما الفيلم الآخر فشاهدته بالأمس للمخرج هانز بيتر مولاند بعنوان out stealind horses ويمكن ترجمة عنوانه إلى «بعيدًا عن سرقة الخيول» أو «ليست سرقة خيول» والعنوان مستمد من جملة حوار بين الابن والأب عندما يسأله: أين كنت؟ فيجيبه: «كنا نسرق الخيول»، وبعد لحظة تفكير يضيف الابن: «بالأحرى كنا نركب الخيول ولا نسرقها».

البطل، هنا، رجل في السابعة والستين يعود بعد تقاعده إلى النرويج ليعيش في قرية صغيرة، بعد أن عاش ما يزيد على أربعين عاماً في أوسلو. زوجته توفيت حديثاً في حادث أثناء قيادته السيارة. إنه يعترف أنه لا يشعر بالذنب، لكنه يفتقدها، ويعيش الافتقاد.

مقاومة الموت بالذكريات

هنا، في هذا المكان المتجمد عام ١٩٩٩ تُصبح - من دون وعي - محاولة الرجل للبقاء على قيد الحياة أن يستعيد الماضي، وهذا الماضي شائك به كثير من المفاجآت والألم، ولحظات السعادة القليلة، وندبات على جدران الروح.

عندما يبدأ في استعادة ماضيه نعود إلى عام ١٩٤٨. لكنه يظل طوال الفيلم يُراوح بإنسيابية - النهر المتدفق بهدوء - بين الماضي والحاضر مستعينا بالفلاش باك داخل فلاش باك آخر كأن يعود لأحداث سابقة بيوم، ثم العودة من الفلاش باك إلي الفلاش باك الأول، وأحياناً يستخدم الفلاش فورورد لمدة شهرين قبل أن يعود منهما إلى الحاضر ثم الماضي مرة أخرى بشكل سريع ولكنه غير مربك أبداً، بل على العكس يتم ذلك بشكل شديد الرومانسية والوضوح، مستعينا أحيانا بالأحلام كي تكون حفار الذكريات.

هنا، نشاهد الاختلاف بين الطبيعة في مكان الصبا حيث علاقته بأبيه، وبين الحياة الآنية بعد الكبر وعقب وفاة الزوجة. ففي الصبا رغم مشاكلها وصعوباتها وألمها لكن الحياة والطبيعة نراها غنية مليئة بالحيوية والأمل، والحب والألوان، بينما الزمن الحاضر متجمد محصور بين لونين فقط بالأبيض والأشجار بلونها المائل إلي الأسود أو الرمادي، كأن البطل عالق في هذا الحاضر الميت، المتشح بلون الموت الخالي من البشر والحياة.

الفيلم مليء بالشخصيات المتنوعة الثرية المختلفة، فيه قصص أشخاص عدة، ومآسٍ كثيرة، منها طفل يقتل آخاه عن طريق الخطأ بطلق ناري أثناء اللعب، وعقد الذنب التي ستلاحق الأخ القاتل، هنا البطل سيكون الشاهد على الأحداث، لكنه أيضاً له حكاياته وارتباكاته وعلاقاته مع أبيه وحبيبة أبيه والمحيطين به.

رغم ما سبق فالفيلم قليل الحوار والمونولوج. السمة الغالبة المبهرة في التصوير هي التواصل مع الطبيعة، وتصوير هذه العلاقة من التجانس والاندماج والاتصال بتفاصيل الطبيعة كأن الصبي جزء منها، والذي تم تصويره بشكل مبهر وأخاذ.

التصوير بطل أساسي، الإحساس الذي يصلنا من الأبطال ومن الشاشة بطل أساسي آخر، بعض المشاهد مؤلم وجميل في فنيته مثل مشهد الجنازة، فعند لحظة هبوط النعش في القبر يجري الطفل القاتل لأخيه حول شواهد القبور، في مشهد مؤلم، والكاميرا لا تكتفي بأن تنقل لنا هذا، بل تجعلنا جزءا من نظرات ولفتات الآخرين، بتصوير أكثر من رائع.. كأن الطفل مثل الديك المذبوح يجري منتفضاً من الألم، كأنه يجري وراء روح أخيه الهائمة في الأرجاء.

إنه شريط سينمائي يقول بالصورة والإحساس إن الحياة مأساة كبرى، لكن علينا التعامل مع تلك المأساة ومحاولة الاستمتاع بالحياة قدر الإمكان من دون أن نترك لها الفرصة أن تجعلنا نشعر بالمرارة.

موقع "مصراوي" في

10.02.2019

 
 
 
 
 

على هامش الدورة ٦٩ لمهرجان برلين..

الفيلم المصري أبو زعبل ١٩٨٩ يفوز بجائزة روبرت بوش |صور

برلين : علا الشافعي

أعلنت مؤسسة روبرت بوش، اليوم الأحد، أسماء الفائزين بجائزة الفيلم، وذلك خلال حفل  فعاليات الدورة 69 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وهو الحفل الذي حضرته المنتجة المصرية ماريان خوري.

بدأ الحفل الذي قدّمه فرانك دبليو ألبرز، كبير مدراء المشروع وصاحب المبادرة في جائزة الفيلم، إلى جانب فلوريان ويجورن، مدير برنامج مواهب البرليناله، مع عرض الفيلم الروائي القصير للمخرجة فيروز سرحال، “تشويش” (2016)، الذي فاز بعدة جوائز وكان عُرض للمرة الأولى عالمياً في لوكارنو خلال العام 2017 قبل أن يتنقّل بين عدة مهرجانات سينمائية منذ ذلك الحين، وبعد انتهاء الفيلم، جرى التعريف على الفرق المرشّحة العشرة كافةً على شاشة المسرح من خلال مقابلة مصوّرة مع كل فريق، قبل الإعلان عن أسماء الفائزين.

وجاء الفائزون بجائزة الفيلم لعام 2019 كالتالي:

فيلم روائي قصير: قلوب بلا مأوى.

فيلم روائي قصير، ألمانيا/لبنان، 20 دقيقة. إخراج محمد صباح، وإنتاج باستيان كلوغل وغنى الهاشم.

فيلم وثائقي: أبو زعبل 1989.

فيلم وثائقي، ألمانيا/مصر، 75 دقيقة. إخراج بسام مرتضى، وإنتاج أنا بولستر.

فيلم وثائقي: هل تحبني.

فيلم وثائقي، ألمانيا/لبنان، 70-80 دقيقة. إخراج لانا ضاهر، وإنتاج جاسبر ميلكيه ولانا ضاهر.

تنويه خاص لـ فيلم فولاذ

فيلم وثائقي، ألمانيا/تونس، 100 دقيقة. إخراج مهدي هميلي، وإنتاج ميشال بالاغيه ومفيدة فضيلة.

يُذكر أنه تم إطلاق جائزة فيلم مؤسسة روبرت بوش في عام ٢٠١٣، وهي عبارة عن مسابقة وبرنامج تدريب على مدار العام يقدم ورش عمل مصممة خصيصًا للمواهب الناشئة من ألمانيا والعالم العربي، والهدف هو توفير أول تجربة دولية مشتركة في مجال إنتاج الأفلام ودعمها، وكذلك تعزيز فكرة التبادل الثقافي.

تصدر “مؤسسة روبرت بوش” كل عام ثلاث جوائز للأفلام من أجل التعاون الدولي بين الناشئين الألمان وصانعي الأفلام العرب لتحقيق مشروع فيلم مشترك مع الجوائز، التي تبلغ قيمة كل منها٦٠٠٠٠ يورو، تمنحها لجنة تحكيم دولية لمشاريع في المجالات: فيلم التحريك القصير، فيلم روائي قصير وفيلم وثائقي قصير أو طويل.

بعد الفوز بجائزة الفيلم، يتم الإنتاج في الدولتين الشريكتين مما يسمح لأعضاء الفريق بالتفكير في أساليب الإنتاج وأساليب الإبداع الخاصة بهم، علاوة على ذلك، إنه يفتح لهم الباب أمام العديد من الأسواق والمهرجانات السينمائية، ويستفيدون من منصات قيّمة في مجال صناعة الأفلام، وبالتالي إنشاء أو توسيع شبكتهم.

تقيم مؤسسة روبرت بوش برنامج جائزة الفيلم بالتعاون مع شريكها مجمع برليناله للمواهب -Berlinale Talents ومؤسسات أفلام مهمة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية كالهيئة الملكية للأفلام – The Royal Film Commission – الأردن، أفلام مصر الدولية في القاهرة – Misr International Films، وبالإضافة إلى معاهد جوته – Goethe Institutes في هذه المنطقة.

 

####

 

"القفاز الذهبي" بمهرجان برلين يروي حياة سفاح هامبورج|صور

برلين : علا الشافعي

قال فاتح أكين، مخرج فيلم "القفاز الذهبي" الألماني، الذي يعرض القصة الحقيقية لسفاح استهدف نساء في حي الدعارة بمدينة هامبورج في السبعينيات، إنه لا يمجد العنف ولكن يسلط الضوء على النواحي الإنسانية للضحايا والقاتل.

ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للدورة ٦٩ لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وشهد الفيلم في عروضه الأربعة اقبالا جماهيريا كبيرا، رغم أنه ليس من أفضل أفلام المخرج الألماني فاتح أكين ( من أصول تركية)، والذي يبدو أنه التزم بكل تفاصيل القصة الحقيقية، وهو ما جعل الفيلم شديد الوحشية في الكثير من تفاصيله، ويتنافس الفيلم ضمن 17 فيلما على الجائزة الكبرى لمهرجان برلين ( الدب الذهبي). ويروي الفيلم قصة فريتز هونكا وهو رجل قصير أحول ذو أنف مكسورة وأسنان مليئة بالعيوب كان يجتذب سيدات وحيدات من كبار السن من حانة "ذا جولدن جلافز"في ميناء هامبورج إلى شقته.

وهناك كان يقتلهن ويخزن أجزاء من أجسامهن.

وقال أكين في مؤتمر صحفي، إن "الفكرة كانت التركيز على القاتل والضحايا، وأعتقد أن هذا كان تحديا ولا أعرف إن كنت قد واجهته".

وعن بداية علاقته بالسينما قال "إن والديه كانا يذهبان إلى العمل لساعات طويلة، لذلك كثيرا ما كان يتابع الأفلام التي تعرض على التليفزيون، وعندما بدأ يقرأ الأسماء على التترات، عرف أن هذا الإبداع يصنعه بشر، من هنا بدأ حلمه بالعمل في هذا العالم الساحر".

بوابة الأهرام في

10.02.2019

 
 
 
 
 

السفارة المصرية تحتفى بالوفد المصري ولانزال في انتظار الفيلم الذي يسرق الإحساس!!

طارق الشناوي

السفارة المصرية فى قلب برلين تبدو من فرط تفردها وكأنها قطعة معمارية فرعونية، وفى كل ركن فيها شىء حميم من تاريخنا القديم والمعاصر، وكأنه يعيد إلينا زمنا رائعا افتقدناه.

سفيرنا النشط فى العاصمة الألمانية بدر عبدالعاطى، المتابع لكل الأحداث الثقافية وليس فقط السياسية فى برلين، أقام حفل استقبال للمجموعة المصرية التى تضم عددا من الصحفيين والنقاد والإعلاميين، سافر أغلبهم على حسابهم الخاص، فهم لا يشكلون وفدا رسميا، حتى تطبق عليهم قواعد «البروتوكول»، التى تعنى أن هناك إخطارا رسميا من الخارجية للسفير، ولكن الرجل بمبادرة شخصية منه أقام حفل الاستقبال، كما أنه ترك لنا تحديد الموعد بل تغييره فى اللحظات الأخيرة بما يتوافق مع مواعيد عروض الأفلام، وهى من المرات القليلة، رغم تعدد تواجدى لحضور المهرجانات فى العواصم العربية والأوروبية، التى أجد فيها سفيرا مصريا يهتم بدعوة وفد غير رسمى ليس من بين أعضائه عدد من نجوم التمثيل والغناء، الرجل حريص على أن تصل الرسالة لنا جميعا بأن السفارة مظلة لكل مصرى.

كان من المفترض أن يقام هذا الحفل بمناسبة حصول محمد حفظى على جائزة هوليوود ريبورتر نظرا لعطائه السينمائى المتميز فى العام الماضى على أثر رئاسته لمهرجان القاهرة، والطفرة التى أحدثها بروح الشباب فى تلك الدورة.. ولكن لانتهاء «التأشيرة» لم يستطع الحضور. سبق للسفير أن أقام حفل استقبال للناقد الكبير سمير فريد بعد تكريمه بجائزة الإنجاز قبل عامين فى برلين، كما أنه فى عام 2016 عندما تعرض الناقد الإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله لأزمة صحية طارئة لم يتركه لحظة واحدة حتى عاد سالما للقاهرة.

قال لى السفير إنه كان يتمنى أن يجد عددا أكبر من الأفلام التى تحمل اسم السينما المصرية فى هذا المهرجان العريق، وأنه سبق أن تواصل فى السنوات الأخيرة مع ديتر كوسليك، رئيس المهرجان، لإيجاد فرصة أكبر للأفلام المصرية، إلا أن هناك معايير فنية لم تنطبق على الأفلام المرشحة، وبعضها كان يتناول قضايا مثل التطرف الدينى، التى تعنى كثيرا المهرجانات الأوروبية، لكن الرؤية السينمائية خذلت تلك الأفلام، فلم تتم الموافقة عليها.. بالطبع، تظل تلك التفصيلة غير قابلة للنشر بأسماء الأفلام التى عرضت على إدارة برلين، فليس المقصود هنا أبدا التشهير بأى عمل فنى، ولكن علينا إدراك أننا لم نتواجد فى برلين هذه الدورة ولا أغلب الدورات السابقة لأننا لم نقدم لهم الفيلم الذى يستحق.

بالطبع، لا تملك السينما المصرية من خلال منتجيها القدرة على عرض أفلام على هامش المهرجان، مثلا ستعرض المملكة العربية السعودية أربعة أفلام مساء الغد، وسط ترقب واضح لمتابعة الصورة السينمائية الآن فى المملكة، خاصة أنه قبل عامين عرض المخرج السعودى محمود الصباغ داخل قسم «البانوراما» فيلمه الطويل الأول «بركة يقابل بركة»، وهو بالنسبة لى حتى الآن أجرأ فيلم خليجى وليس فقط سعودياً على مستوى طرح القضايا الاجتماعية الشائكة المسكوت عنها إعلاميا وثقافيا، والسينما أراها دائما وهى تقف فى أول الصف لإحداث التغيير الإيجابى فى المجتمع، وهذا هو الدور الذى يلعبه المثقف فى المجتمع.

المهرجان يعلن جوائزه السبت القادم، بينما تتواصل العروض، ولا نزال فى انتظار الفيلم القادر على ضبط الصورة والإحساس، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وكما يقول المثل اللبنانى «المليح يُبطئ»، وربما يأتى فى النصف الثانى من المهرجان.

ضربة البداية بفيلم الافتتاح «طيبة الغرباء» لا أراها بداية جيدة بقدر ما تقع فى إطار العمل الفنى جيد الصنع، الفيلم دنماركى وشاركت فيه أكثر من دولة إنتاجيا مثل فرنسا وألمانيا، تجرى أحداثه فى أمريكا للمخرجة الدنماركية لون شيرفيج، لغة الحوار هى الإنجليزية، طبعا هناك توجه يتبناه المهرجان فى الدفاع عن المهمشين وأيضا للوقوف بجانب المرأة كمخرجة، هذا قطعا لا يعنى أن اختيار الفيلم فى الافتتاح يرتكن فقط إلى أن مخرجته امرأة، الفيلم رشح من قبل إدارة المهرجان لأنه يستحق، والدليل أن المخرجة حصلت من قبل على «الدب الفضى» أفضل مخرج. البطلة فى الفيلم والتى أدت دورها «زو كان» تسعى لكى تلتقط رزقها وتعيش مع طفليها، بينما يطاردها بوحشية زوجها ضابط الشرطة الذى يريد الاستحواذ على الطفلين، نحن نتعاطف مع البطلة حتى فى أخطائها التى تؤدى بها لأن تسطو لسرقة ملابس أو طعام، أو هى بعد أن أعيتها الحيل تفتش فى صناديق القمامة عن بقايا طعام، ولا ينقذها إلا الغرباء المتعاطفون الذى يعيشون فى أمريكا فى هذا الشتاء البارد الذى لا ينافسه إلا برودة مشاعر الآخرين.. اللغة السينمائية أقرب إلى التعبير المباشر الذى لا يحمل أى لمحات من الإضافة الجمالية، وعلينا أن ننتظر معا ما ستسفر عنه الأفلام القادمة.. وهل حقا «المليح يُبطئ»؟!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

«أبوزعبل» المصري و«هل تحبني» اللبناني

يتقاسمان جائزة «روبرت بوش» للفيلم الوثائقي

كتب: أحمد النجار

أعلنت مؤسسة روبرت بوش أسماء الفائزين بجائزة الفيلم خلال حفل أقيم في إطار مواهب البرليناله على هامش فعاليات الدورة 69 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

فاز الفيلم المصري الالماني المشترك أبوزعبل 1989، من إخراج بسام مرتضى، وإنتاج أنا بولستر وقسمت السيد بجائزة الفيلم الوثائقي مناصفة مع الفيلم اللبناني هل تحبني إخراج لانا ضاهر، وإنتاج جاسبر ميلكيه ولانا ضاهر ويتقاسم الفيلمان الجائزة المالية وهي 60 الف يورو وفي حيثياتها اكدت لجنة التحكيم ان جائزة فيلم أبوزعبل جائت لمشروع شجاع يتمحور حول موضوع ذي صلة كبيرة. ومن أجل مقاربة متعددة الأوجه وغنية وخاطفةومن أجل علاج بتصوُّر ومفاهيم واضحة، وبمساحات واسعة للإبداع وكل ما هو غير متوقع. ومن أجل إنتاج وثائقي يستكشف بشكل مثير للاهتمام كيفية انتقال ثقافات المقاومة وصدمات القمع السياسي عبر الأجيال، ويمنح الأمل، في الوقت عينه، بإمكانية كسر القيود«. ومنحت اللجنه جائزة الفيلم الروائي القصير للبناني قلوب بلا مأوىإخراج محمد صباح، وإنتاج باستيان كلوغل وغنى الهاشم وقدمت اللجنه تنويه خاص للفيلم الوثائقي التونسي فولاذ إخراج مهدي هميلي، وإنتاج ميشال بالاغيه ومفيدة فضيلة.

بدأ الحفل الذي قدّمه فرانك دبليو ألبرز، كبير مدراء المشروع وصاحب المبادرة في جائزة الفيلم، إلى جانب فلوريان ويجورن، مدير برنامج مواهب البرليناله، مع عرض الفيلم الروائي القصير للمخرجة فيروز سرحال، «تشويش» (2016)، الذي فاز بعدة جوائز وكان عُرض للمرة الأولى عالمياً في لوكارنو خلال العام 2017 قبل أن يتنقّل بين عدة مهرجانات سينمائية منذ ذلك الحين. وبعد انتهاء الفيلم، جرى التعريف على الفرق المرشّحة العشرة كافةً على شاشة المسرح من خلال مقابلة مصوّرة مع كل فريق، قبل الإعلان عن أسماء الفائزين.

وبعد توزيع الجوائز، أقيم حفل استقبال صغير أتاح للضيوف والفائزين والمرشّحين عموماً فرصة الالتقاء والتواصل، كما أجرت الصحافة مقابلات مع الفائزين.

جدير بالذكر أن جائزة الفيلم لمؤسسة روبرت بوش للتعاون الدولي تم إطلاقها في عام ٢٠١٣، وهي عبارة عن مسابقة وبرنامج تدريب على مدار العام يقدم ورش عمل مصممة خصيصًا للمواهب الناشئة من ألمانيا والعالم العربي. بهدف توفير أول تجربة دولية مشتركة في مجال إنتاج الأفلام ودعمها وكذلك تعزيز فكرة التبادل الثقافي.

وتصدر المؤسسة كل عام ثلاث جوائز للأفلام من أجل التعاون الدولي بين الناشئين الألمان وصانعي الأفلام العرب لتحقيق مشروع فيلم مشترك. وبعد الفوز بجائزة الفيلم، يتم الإنتاج في الدولتين الشريكتين مما يسمح لأعضاء الفريق بالتفكير في أساليب الإنتاج وأساليب الإبداع الخاصة بهم. كما إنه يفتح لهم الباب أمام العديد من الأسواق والمهرجانات السينمائية، ويستفيدون من منصات قيّمة في مجال صناعة الأفلام، وبالتالي إنشاء أو توسيع شبكتهم.

المصري اليوم في

10.02.2019

 
 
 
 
 

«أبو زعبل 1989» يفوز بجائزة الفيلم لعام 2019

ضمن فعاليات مهرجان برلين

أعلنت مؤسسة روبرت بوش اليوم الأحد أسماء الفائزين بجائزة الفيلم لعام 2019، خلال حفل أقيم في إطار مواهب البرليناله ضمن فعاليات الدورة الـ69 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

بدأ الحفل الذي قدّمه فرانك دبليو ألبرز -كبير مدراء المشروع وصاحب المبادرة في جائزة الفيلم- إلى جانب فلوريان ويجورن -مدير برنامج مواهب البرليناله- مع عرض الفيلم الروائي القصير للمخرجة فيروز سرحال، «تشويش» 2016، الذي فاز بعدة جوائز وعُرض للمرة الأولى عالمياً في لوكارنو خلال عام 2017 قبل أن يتنقّل بين عدة مهرجانات سينمائية منذ ذلك الحين، وبعد انتهاء الفيلم جرى التعريف على الفرق المرشّحة العشرة كافةً على شاشة المسرح من خلال مقابلة مصوّرة مع كل فريق، قبل الإعلان عن أسماء الفائزين.

وأعُلن فوز الفيلم الوثائقي المصري «أبو زعبل 1989»، وهو فيلم ألماني مصري مدته 75 دقيقة، ومن إخراج بسام مرتضى، وإنتاج أنا بولستر وقسمت السيد.

وقالت لجنة التحكيم إن اختيار «أبو زعبل 1989» جاء من أجل مشروع شجاع يتمحور حول موضوع ذي صلة كبيرة، ومن أجل مقاربة متعددة الأوجه وغنية وخاطفة، ومن أجل علاج بتصوُّر ومفاهيم واضحة، وبمساحات واسعة للإبداع وكل ما هو غير متوقع، ومن أجل إنتاج وثائقي يستكشف بشكل مثير للاهتمام كيفية انتقال ثقافات المقاومة وصدمات القمع السياسي عبر الأجيال، ويمنح الأمل، في الوقت عينه، بإمكانية كسر القيود.

إلى جانب «أبو زعبل 1989» فاز أيضا فيلم «هل تحبني»، وهو فيلم وثائقي ألماني-لبناني، مدته 70-80 دقيقة، من إخراج لانا ضاهر، وإنتاج جاسبر ميليكة ولانا ضاهر.

وقالت لجنة التحكيم عنه، «في رواية الكاتب الفرنسي مارسيل بروست بعنوان «البحث عن الزمن المفقود»، يعيد مذاق قطعة حلوى «المادلين» ذكريات الطفولة، أما في هذا المشروع، فالأغنية هي التي تثير أحاسيس وانفعالات جيل بأكمله، بعدما كانت حقّقت في ما مضى هروباً من آثار الحرب الأهلية في لبنان.

وترى لجنة التحكيم في ذلك نقطة انطلاق مميّزة وتتمنّى للفريق الموهوب بأن يتسلّح بقوة عظيمة خلال مسيرته الطموحة والشخصية على درب المواد المؤرشفة.

وفاز أيضا فيلم «فولاذ»، وهو فيلم وثائقي ألماني تونسي، مدته 100 دقيقة، من إخراج مهدي هميلي، وإنتاج ميشال بالاغيه ومفيدة فضيلة.

وقالت لجنة التحكيم إن «فولاذ»، يعبر عن مفهومان رئيسيان يلخّصان الموضوع: التعقيد والحميمية.

الحميمية لأنه بفضل هيكلية هذا الفيلم، سيتمكّن المخرج من تجسيد هوية حميمية، وسياسية جداً أيضاً، لأربعة عمال، لقد سَحَرنا العالم المرئي لفيلم المستقبل، والشخصيات التي تتحرّك في هذه المساحة، والأجواء الشاعرية الغامضة لأمكنة التصوير، ومكان العمل».

وفاز «قلوب بلا مأوى»، وهو فيلم روائي قصير ألماني-لبناني، مدته 20 دقيقة، إخراج محمد صباح، وإنتاج باستيان كلوغل وغنى الهاشم.

وقالت لجنة التحكيم إن الفيلم يتناول الطبيعة الإنسانية في أبسط حالاتها وأكثرها تعقيداً في آنٍ واحد، ما يثير الرقّة والوحشية، والإغراء والاشمئزاز، والإنكار والحقيقية، هي قصة حب تُحطّم كل الصور النمطية في عالم مصغّر يعكس أشكال الحياة المحتملة في ظل الحروب الأهلية في بلد يعاني حالة دائمة من الاضطرابات.

وبعد توزيع الجوائز، أقيم حفل استقبال صغير أتاح للضيوف والفائزين والمرشّحين عموماً فرصة الالتقاء والتواصل، كما أجرى الصحفيون مقابلات مع الفائزين.

جائزة الفيلم لمؤسسة روبرت بوش تم إطلاقها في عام ٢٠١٣، وهي عبارة عن مسابقة وبرنامج تدريب على مدار العام يقدم ورش عمل مصممة خصيصًا للمواهب الناشئة من ألمانيا والعالم العربي؛ والهدف منها هو توفير أول تجربة دولية مشتركة في مجال إنتاج الأفلام ودعمها وكذلك تعزيز فكرة التبادل الثقافي.

تصدر «مؤسسة روبرت بوش» كل عام ثلاث جوائز للأفلام من أجل التعاون الدولي بين الناشئين الألمان وصانعي الأفلام العرب لتحقيق مشروع فيلم مشترك، والجوائز، تبلغ قيمة كل منها٦٠٠٠٠ يورو، وتمنحها لجنة تحكيم دولية لمشاريع في المجالات: فيلم التحريك القصير، فيلم روائي قصير، وفيلم وثائقي قصير أو طويل.

بعد الفوز بجائزة الفيلم، يتم الإنتاج في الدولتين الشريكتين مما يسمح لأعضاء الفريق بالتفكير في أساليب الإنتاج و أساليب الإبداع الخاصة بهم، علاوة على ذلك، إنه يفتح لهم الباب أمام العديد من الأسواق والمهرجانات السينمائية، ويستفيدون من منصات قيّمة في مجال صناعة الأفلام، وبالتالي إنشاء أو توسيع شبكتهم.

وتقيم مؤسسة روبرت بوش برنامج جائزة الفيلم بالتعاون مع شريكها مجمع برليناله للمواهب -Berlinale Talents ومؤسسات أفلام مهمة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية كالهيئة الملكية للأفلام - The Royal Film Commission - الأردن، أفلام مصر الدولية في القاهرة - Misr International Filmsوبالإضافة إلى معاهد جوته - Goethe Institutes في هذه المنطقة.

الشروق المصرية في

10.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)