كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«برحمة الرب» فيلم يحرض الأطفال على فضح من اعتدوا عليهم!

طارق الشناوي

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

التعبير عن الغضب واحد من من حقوق الإنسان، والإعلان بمظاهرة يتم عادة بلا أدنى اعتراضات، كبت الرأى يخصم من قدرة المجتمعات على الإنجاز فى عملها، وعلى الجانب الآخر حماية الآخرين من تبعات هذا الإعلان المباشر هى أيضا حق أصيل للإنسان، وهكذا شاهدنا العاملين فى واحدة من دور العرض الرئيسية بمهرجان (برلين) والتى تضم ما يزيد على 30 شاشة مختلفة السعة وهم يضجون بالغضب، حيث يطالب العاملون فى السينما بزيادة أجورهم واختاروا توقيت إقامة المهرجان ليصبح للموقف دلالته وقوته الإعلامية، حيث إنه بالضرورة سوف تتداوله العديد من المنصات الإعلامية الحاضرة لتغطية الحدث، ولكن هذا الاحتجاج لم يمنع أحدا من مواكبة العروض بكل تفاصيلها ولم يتأخر موعد أى من الأفلام عن توقيته، ولم يشعر ضيوف المهرجان وهم يعدون بالآلاف أن هناك عراقيل أمامهم أو ضاع بعض الوقت عليهم، ولم تكن فقط المظاهرة خاصة بأجور العاملين فى السينما، ولكن شركة (نتفلكس) العالمية والتى باتت لها قوتها كمنصة رئيسية لعروض الأفلام والدراما والمنوعات على (النت) أضحت واحدة من المعضلات التى تهدد من وجهة نظر أصحاب دور العرض اقتصادات السينما بوجه عام، فى عروضها التقليدية عالميا داخل دار العرض، وهو ما أدى لتباين ردود الأفعال فى مواجهة تلك (الميديا) التى يبدو كأنها تسعى لتغيير نمط المشاهدة المستقر عالميا.

منعت إدارة مهرجان (كان) فى الدورة الأخيرة ولا يزال الأمر قائما فى الدورة القادمة، عروض أفلام (نتفلكس) بالمهرجان، استجابة لأصحاب دور العرض فى فرنسا، الذين اعتبروا أن أفلام هذه الشركة موجهة أساسا للعروض عبر منصات بديلة، وهذا لا يعنى سوى خسارة اقتصادية فادحة لهم فكيف يحتفى بها المهرجان الأول فى فرنسا، خاصة أن مهرجان (كان) يتلقى دعما مباشرا وغير مباشر من أصحاب دور العرض، ولكن دعونا قبل أن نسهب أكثر فى تلك القضية الشائكة والمتعددة الأوجه، نتوقف أمام الحدث الأهم لنا كعرب فى هذه الدورة، وهو أن نجد بالمهرجان صوتا عربيا.

لأول مرة فى هذه الدورة نستمع إلى فيلم ينطق فى أجزاء منه باللغة العربية، حيث إن العرب فى هذه الدورة، أقصد طبعا السينما العربية، مهمشون ومبعدون وبنسبة كبيرة عن العروض الرسمية، والأمر قطعا لا يمكن سوى أن يقع فى إطار الاختيار للأفضل، وهو بطبعه نسبى، وببساطة لم يكن لدى السينما العربية ما هو يستحق، وبين 400 فيلم كان بينها قطعا أفلام عربية ومصرية، ولكن المهرجانات الكبرى، والمفروض أيضا ولا الصغرى، يحق لها أن تعلن عن أسماء الأفلام التى رفضتها، وبالطبع هناك أقسام أخرى فى المهرجان مثل (البانوراما) الذى استضاف المخرج الفلسطينى الجذور الدنمركى الهوية عمر شرقاوى بفيلمه (عرب ويسترن) يمزح المخرج بعين ثاقبة بين التوثيق والخيال ليقدم إطلالة سينمائية أقرب لنظرة عين الطائر فهو يتناول جزءا من حياته لأب ينتمى لفلسطين وأم دنمركية، والأب لم يفقد ذاكرته بعد، بل نستطيع أن نقول إن الذاكرة تسكنه وهو ما أورثه أيضا لابنه، الذى لا يتنازل عن كون تلك هى قضيته، هناك فيلم داخل الفيلم يجرى تصويره ويتناول أيضا الأحداث برؤية تفصيلية خيالية إلا أنها تصب فى قالب الحقيقة، حتى ثورات الربيع العربى، وعلى رأسها 25 يناير تواجدت فى جزء من الحكاية الرئيسية من الشريط، وذلك بعد أن اختفت تماما من المشهد، وذلك فى كل المهرجانات على اختلاف توجهها، باتت وكأنها مرفوضة بنسبة لا يستهان بها من الشعوب، لم تعد ترتاح إليها، لأنها فى النهاية لم تسفر عن تحقيق الأحلام، لم يعد السينمائى العربى متحمسا لها، أو فى الحد الأدنى لو كان لا يزال متحمسا، فهو ليس قادرا على أن يجهر بصوته ويعلن المؤازرة، ربما لن يجد الظهير الشعبى، كما أن الدول رسميا، سواء عاشت الربيع أو لم تعشه لم تعد سعيدة أبدا بتلك الأيام.

فيلم «شرقاوى» يلهث فى رؤيته وفى ملامحه كشريط فنى لديه طموح وجنوح فكرى للتعبير ولا تصنفه وأنت مطمئن تحت أى عنوان فهوعصى على التصنيف، سوى أنه يعتمد فى جزء كبير منه على أن يمس وجدانيا المتلقى حتى الذى لا يعرف تاريخ النضال الفلسطينى، الجزء الحميم فى الفيلم هو أنه يُقدم العادات والتقاليد العربية بنظرة تحمل تقديرا وليست استهجانا، المخرج متمسك بملامحه كعربى وأيضا لا يتبرأ من وقوفه على خط التماس بين عمق الهوية الفلسطينية التى تشمل فى بعدها الثقافى كل تفاصيل التعاطى مع الحياة وحياته فى مجتمع يفرض ثقافته بالضرورة على الجميع، ناهيك عن أنه يحمل هويته وبقدر اعتزاز المخرج بجذوره بقدر ما استحق الفيلم بعد نهاية العرض من حفاوة. ننتقل إلى فيلم المسابقة (محطمة النظام) الألمانى الجنسية وهو يعرض حالة مرضية لطفلة تقف على باب المراهقة، تعيش حالة مرضية وذلك لوجود خلل فى خلايا المخ تجعلها تميل لفرط استخدام العنف تجاه الآخرين، كنت أفضل للمخرجة نورا فنجشاديت التى شاركت فى كتابة السيناريو أن تقدمه فى قالب تسجيلى طويل، فهو يستحق دراسة تتعدد فيها الأوجه، لكى ندرك ونرى كجمهور الحالة الإنسانية التى نتعامل معها، العنف هنا فى توجهه الأساسى مرضى حتى لو ارتكن إلى أسباب اجتماعية فإنه يظل حالة خاصة جدا والفيلم التسجيلى كان هو القالب الأفضل.

والفيلم الفرنسى (برحمة الرب) يقدم جانبا من الاعتداء الجنسى على الأطفال فى الكنيسة، ومن خلال شاب لم ينس ما حدث له فى مرحلة الطفولة وبات يشكل له حالة مرضية فى شبابه، ويفضح رجل الدين الذى اعتدى عليه وعلى غيره. طبعا العديد من الأفلام العالمية تناولت حتى بجرأة أكبر تلك القضية الشائكة ولكن الفيلم يبدو فى جانب منه وكأنه يحرض من تم الاعتداء عليه فى طفولته أن يفضح هؤلاء، المعتدين، ومهما مرت السنوات فإن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، الفيلم لا يحمل فى إطاره التعبيرى إضافات جمالية بل هو أقرب لسرد الحكاية.

والفيلم الثالث الذى عرض رسميا من منغوليا (وندونج) جريمة قتل لامرأة عثر عليها فى أحد السهول. الفيلم للصينى وانج كوان، الحفاظ على الجو العام للحدث هو العنوان الأساسى لجمال هذا الفيلم، هنا الحكاية لا تعى شيئا ولكن روح المخرج المسيطرة والتى تمكن من ضبطها فى كل التفاصيل هى البطل الحقيقى، والموسيقى والمؤثرات تلعبان دورا رئيسيا مع الطبيعة الفقيرة والصدق الذى ينقل فيه ولادة البقرة، وكأنه فيلم لتوثيق الحقيقة، رغم أنه يقع فى إطار الفيلم الروائى.

وتبقى (نتفليكس) والمظاهرات الغاضبة على أبواب المهرجانات والتى لا أظنها ستتوقف بل سنجد قريبا تنويعات لها فى عالمنا العربى، علمتنا الأيام أن أى (ميديا) جديدة تقابل عادة بالتخوف وربما الرفض المطلق وبعدها يبدأ التعامل معها بمنطق مغاير، مثلما كان التليفزيون قبل أكثر من 70 عاما يبدو وكأنه سوف يطيح بالسينما فإن ما حدث هو أن السينما طورت من أدواتها وحفزها التليفزيون أكثر على الإجادة لجذب الجمهور، وأتصور أن هذا هو ما سوف يتكرر مع (نتفلكس) وأخواتها!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

09.02.2019

 
 
 
 
 

في مهرجان برلين

فرنسوا أوزون في مواجهة مع الكنيسة الكاثوليكية ومحطمي النظام يتعاطف مع الأطفال المتمردين

رسالة برلين ـ مني شديد‏:‏

استقبلت سجادة مهرجان برلين السينمائي الدولي في ثاني أيامه أبطال فيلمين من أفلام المسابقة الدولية من ألمانيا وفرنسا يعتبران بداية جيدة للمسابقة التي يتنافس علي جوائزها هذا العام‏17‏ فيلما من أنحاء العالم‏.‏

بدأت عروض السجادة الحمراء في الثالثة عصرا بالفيلم الدرامي المثير سيستم كراشر أو محطمي النظام للمخرجة الألمانية نورا فينجشيدت في أول فيلم روائي طويل لها, الذي تتناول فيه قضية التعامل مع الأطفال المتمردين الذين يعانون من نوبات غضب تدفعهم لاستخدام العنف وإيذاء أنفسهم والآخرين, نتيجة لتعرضهم لمواقف عنيفة في الصغر أثرت علي صحتهم النفسية والعصبية.ويروي الفيلم قصة برناديت أوبيني فتاة عمرها9 سنوات يفشل مسئولو الخدمة الاجتماعية في العثور علي منزل دائم لها بسبب نوبات غضبها العنيفة, وتمردها علي التعليمات, وخوف كل دور الرعاية منها, لأن وجودها يمثل خطرا أحيانا علي حياة أطفال آخرين, بيني تتمني العودة إلي بيت أمها التي تمثل أكبر أزمة في حياتها والسبب الرئيسي في إثارة غضبها الدائم هو رفض الأم لعودتها خوفا منها علي حياة أشقائها ولهذا تخذلها أكثر من مرة.

وعبرت المخرجة عن مشاعر الطفلة وغضبها بالصورة السينمائية والموسيقي والمؤثرات البصرية وطريقة سرد القصة في الفيلم التي تتبع خطواتها بين دور الرعاية المختلفة ومحاولات موظفي الخدمة الاجتماعية للبحث عن حلول لمساعدتها وعلاجها, بالإضافة إلي العلاقة المميزة التي تربطها بميكا المكلف بمراقبتها في المدرسة ويسعي لمساعدتها باصطحابها في رحلة هادئة إلي الغابة, لكن هذه العلاقة تنقلب بالعكس عندما تشعر بخوفه منها نتيجة لارتباطها الزائد عن الحد به والذي يتعارض مع دوره كمعالج اجتماعي.
كما احتفي المهرجان علي سجادته الحمراء في السابعة مساء أمس, بالعرض العالمي الأول لفيلم المخرج الفرنسي الشهير فرنسوا أوزون جراس أا ديو أو ببركة الله الذي تناول قصة حقيقية عن معركة مجموعة من الأشخاص مع الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة أمام القضاء وفي الإعلام, بعد الكشف عن العديد من الوقائع عن تحرش القس برنارد برينا بالأطفال في الكنائس ومعسكرات الكشافة وعدم إقصاء الكنيسة الكاثوليكية له أو منعه من العمل مع الأطفال علي الرغم من علم الكاردينال بذلك وتقدم عدد كبير من الأهالي بشكاوي علي مدار سنوات طويلة
.

وتبدأ أحداث الفيلم مع ألكسندر الأب لخمسة أطفال الذي يقرر مراسلة كاردينال الكنيسة الكاثوليكية فيليب بربارن ليطلعه علي حقيقة ما تعرض وقائع التحرش التي تعرض لها من الأب بريينا في الثمانينيات.
ويشارك في بطولة الفيلم عدد من نجوم فرنسا ومنهم ميلفيل بوباود ودينيس مينوشيت وسوان ارلود
.

الأهرام المسائي في

09.02.2019

 
 
 
 
 

محاولات منع الفيلم الفرنسي المشارك في مهرجان برلين 2019

أثار فيلم “بفضل من الله” “By the Grace of God” للمخرج فرانسوا أوزون François Ozon، الذي يشارك ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان برلين في دورته الـ 69، جدلاً واسعًا عقب عرضه أمس الجمعة، خلال فعاليات المهرجان الدوليمنع الفيلم الفرنسي في مهرجان برلين 2019

تدور أحداث الفيلم الفرنسي حول “ألكساندر”، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله في “ليون”، يكتشف بالصدفة أن القس الذي تحرش به قديمًا، ما زال موجودًا. تطارده ذكرياته، حتى يجد “ألكسندر” الشجاعة لاتخاذ إجراءات ضد الكاهن؛ منها بحثه عن مزيد من ضحاياه وحياتهم وما اَلت إليه.

الفيلم مأخوذ من القصة الحقيقية للأب برنار برينات Bernard Preynat، الذي اتهم في عام 2016، بالاعتداء الجنسي على حوالي أكثر من 80 فتى في ليون؛ حيث يصور المخرج الضحايا كرجال بالغين ويكشف عن الجروح التي أصيبوا بها طوال حياتهم؛ من خلال عرض صراعات ثلاثة رجال وما يواجهونه من أجل التغلب على عواقب الأحداث التي تعرضوا لها.

يتعرض إطلاق الفيلم،  الذي يتناول فضيحة الاعتداء الجنسي بالكنيسة الكاثوليكية في فرنسا، لتهديد ما؛ بعد تحرك محامي الكاهن “القس” المتورطين في القضية الحقيقية لمنع الفيلم؛ حيث إنهم يحاولون منع طرحه الفرنسي، بواسطة “Mars films “، في موعد 20 فبراير  الجاري لعام 2019، حتى لا يشاهده أحدًا إلا بعد المحاكمة، والتي ستبدأ في وقت متأخر من هذا العام.

وفي السياق ذاته، أوضح “أوزون” للصحفيين، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد ضمن فعاليات  برليناله السينمائي، أن الفيلم لن يؤثر على المحاكمة الجنائية، مشيرًا إلى أن كل شيء في الفيلم ظهر بالفعل في الصحافة الفرنسية.

وعلى صعيد اَخر، قال المنتج إريك ألتماير Eric Altmayer، الذي اشترك في إنتاج الفيلم مع أخيه “نيكولاس” Nicolas Altmayer، لـScreen International، إنه أمر غير مرجح أن يتم تأجيل إطلاق الفيلم،  لافتًا إلى أن كل من يهاجمون فكرة طرح الفيلم، هم أناس لم يشاهدونه بعد.

يجدر الإشارة بأن فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ 69، تنعقد في الفترة بين 7 لـ 17 فبراير الجاري لعام 2019.

موقع "إعلام.أورغ" في

09.02.2019

 
 
 
 
 

محمد حفظي يحضر العشاء السنوي لجائزة فيلم "روبرت بوش" في ألمانيا| صور

محمد علوش

حضر رئيس مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" المنتج محمد حفظي، حفل العشاء السنوي لجائزة الفيلم، مساء أمس الجمعة، وذلك في إطار هدف مؤسسة "روبرت بوش" الرامي إلى تعزيز التعاون الدولي.

وأقيم هذا الحدث الاحتفالي، الذي يندرج ضمن فعاليات مواهب البرليناله، في المكتب التمثيلي لمؤسسة "روبرت بوش"، حيث تمكّن كل المرشحين لجائزة الفيلم، وأعضاء لجنة التحكيم، ومواهب البرليناله من العالم العربي وألمانيا، وغيرهم من الضيوف المهنيين من البرليناله، من الالتقاء والتعارف.

وتعد هذه الاحتفالية أهم مناسبة للتعارف والتواصل خلال البرليناله بين ألمانيا والعالم العربي، ومن الضيوف الذين حضروا حفل العشاء: محمد حفظي (مهرجان القاهرةالسينمائي الدولي)، خليل بن كيران (مؤسسة الدوحة للأفلام)، جاسم الساعدي (مركز، السعودية)، ريمي بونوم (أسبوع النقّاد في كان)، ندى دوماني (الهيئة الملكية الأردنية للأفلام)، بريجيت بولاد (فيلملاب: فلسطين)، مركوس نيفيلشتاين (مدير آرتي)، وكريستوف لوبارك (أسبوع االمخرجين في كان).

وأدار حفل العشاء كل من أتيي دركسلر النائب الأول للرئيس، وفرانك دبليو ألبرز مدير المشروع وصاحب المبادرة في جائزة الفيلم، ومن أجل الاختلاط والتواصل خلال العشاء، طُلب من المرشحين تبديل أماكنهم والجلوس على طاولات مختلفة عند الانتهاء من كل صنف طعام بغية لقاء أشخاص جدد وزيادة فرص التواصل إلى أقصى حد.

وخلال العشاء، قدّم الفائزون في جائزة الفيلم لعام 2018 مشروع فيلمهم الجاري، وقد تمكّن المخرج الفلسطيني فراس خوري من عرض مقتطف من فيلمه الروائي القصير المنجز بعنوان "إجرين مارادونا" وتقديمه للمرة الأولى، وتعليقا على تجربته، قال خوري إن "تجربتي مع روبرت بوش كانت رائعة، فبالإضافة إلى كل ما اكتسبته خلال أيام التدريب، أنا وفريقي لما كان بإمكاننا أن نصوّر هذا الفيلم من دون مساعدة مؤسسة روبرت بوش، أنا والمنتجتان العزيزتان زورانا ومي، ممتنون جدا لحصولنا على هذه الجائزة - شكرا روبرت بوش".

يُذكر أن حفل توزيع جائزة فيلم روبرت بوش، يقام غدا الأحد، عند الساعة الخامسة عصراً على مسرح مواهب البرليناله في ألمانيا.

 

####

 

سفير مصر بألمانيا يستقبل الوفد المصرى في مهرجان برلين السينمائي |صور

برلين : علا الشافعي

أقام السفير المصري في ألمانيا، بدر عبد العاطي، مساء اليوم السبت، بمقر السفارة المصرية، حفل استقبال لأعضاء الوفد المصري من صحفيين وإعلاميين وعاملين في صناعة السينما، الذين يحضرون فعاليات الدورة الـ96 لمهرجان برلين السينمائي الدولي.

بوابة الأهرام في

09.02.2019

 
 
 
 
 

«من أجل الله» الممنوع بفرنسا و«تصدّع النظام»

جواهر أولية بالبرليناله ٦٩

د. أمل الجمل

حتى لحظة كتابة هذا المقال شاهدت أربعة أفلام من بين ١٧ فيلما تشارك بالمسابقة الرسمية - إضافة إلى خمسة أخرى بالبرامج الموازية - بمهرجان برلين التاسع والستين المنعقد في الفترة من ٧- ١٧ فبراير، وهي الدورة التي يختتم بها ديتر كوسليك، المدير الفني للمهرجان، رحلته بعد ١٨ عاماً في منصبه الذي شغله منذ ٢٠٠١، حيث يعقبه في تولي إدارة المهرجان كل من السينمائية الهولندية مارييت ريسنبك والإيطالي كارلو شاتريان، المدير الحالي لمهرجان لوكارنو السينمائي.

رغم الهجوم والانتقادات التي تعرض لها كوسليك - البالغ من العمر٧٠ عاماً - خصوصا من الصحافة الألمانية في السنوات الأخيرة بسبب ما يعتبرونه نقص الجودة الفنية للمهرجان، لكن على صعيد مغاير وبشهادة آخرين من المتابعين للمهرجان منذ توليه منصبه قد ترك بصمته القوية، ومنها تدعيم موقف ومكانة الفيلم الألماني في المهرجان ومواصلة تنوع البرنامج والإقبال المتزايد للجمهور، مثلما يبدو أنه سيختتم مهمته بدورة متميزة وهو ما يشي به مستوى الأفلام التسعة التي شاهدتها في يومين فقط.

صحيح أننا مازلنا في بداية المهرجان، وعادة المهرجان لا يكشف عن جواهره الفنية والسينمائية منذ البداية، لكن على الأقل حتى الآن هناك تميز واضح لفيلمين على الأقل من الأربعة المشاركة بالمسابقة، فيلم «من أجل الله» للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، والفيلم الألماني «تصدع النظام» واللذين يتنافسان بقوة على الذهب الذهب الذي ستمنحه لجنة التحكيم الدولية برئاسة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش.

سينما المؤلف والقضية

في العملين رغم اختلاف الموضوع يتصدر السيناريو خشبة المسرح ويُصبح هو البطل الأساسي والعمود الفقري، والعملان ينتميان لسينما المؤلف. صحيح يكتسب الفيلم الأول قيمته من قضية خطيرة ظلت لسنوات "تابوه" ممنوعاً فتح ملفاته الشائكة، لكن خطورة القضية أو كونها مقتبسة من وقائع حقيقية ليسا وحدهما سبب قوة الفيلم، وإنما أسلوب البناء السينمائي التراكمي للتفاصيل، في البحث عن الشخصيات وغرسها بشكل هارموني يجعلنا غارقين معهم منفصلين عن واقع الصالة حتى لحظة الختام.

يبدأ فيلم «من أجل الله» - الذي أثيرت المشاكل من حوله في فرنسا ورفعت ضده قضايا تطالب بمنع عرضه - من ألكسندر، رجل أربعيني متدين، متزوج ولديه عائلة كبيرة من الأطفال، يكتشف أن القس الذي انتهك حرمة جسده في طفولته واغتصبه مرات عدة لايزال يعمل مع الأطفال، فتعود به الذاكرة للوراء، وتستعيد معها بشاعة الأثر المؤذي حيَّة نابضة إلى روحه التي يتفجر فيها الغضب وعدم القدرة على التسامح، وتبدأ رحلة البحث عن الخلاص، لكنها تصطحب معها صراعات أخرى، فلن يقتصر الأمر على الصراع النفسي، حول ما إذا كانت المقامرة بفتح هذ الباب ستجلب الكثير من المشاكل له ولعائلته وفي مقدمتهم أطفاله الذي يتنازعه تجاههم أمران؛ الخوف أن يمروا بنفس التجربة فيريد حمايتهم وتوعيتهم خصوصا أنهم عائلة متدينة منتظمة في الطقوس الكنسية، والأمر الآخر الخوف عليهم من آثار تفجير قضيته، إضافة إلى الخوف على مستقبله بعمله، وعلى عمل زوجته، وتأثير ذلك على استقرارهما العائلي والحفاظ على المستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشان في ظله، متطرقاً إلى نظرة أطفاله وتعاملهم مع الأمر، وإلى نظرة أقاربه، وردود فعل الوالدين.

كرة الثلج بين المركز والأطراف

يتخذ السيناريو من شخصية ألكسندر نقطة الانطلاق التي من خلالها يبدأ البحث عن الضحايا الآخرين، خصوصا بعد أن شعر بأن كبار رجال الكنيسة يتلاعبون به، ويحاولون تغطية الأمر، ووأده، وأنهم كانوا يعلمون بتلك الإساءات والتحرش الذي تعرض له الأطفال، في إدانة واضحة لتلك المؤسسة.

خلال رحلة تجميع عدد أكبر من الضحايا التي لن تقتصر على ألكسندر تصبح القضية مثل كرة الثلج أحياناً التي تتضخم عندما تتنقل من شخص لآخر. لكن سرعان ما يُصبح كل شخص هو كرة الثلج القائمة بذاتها التي في لحظة ما تندمج مع كرات الثلج الأخرى لتشكل كرة أكبر لها دويّ أكثر وقعاً.

هنا، يتردد بعض الضحايا، نرى أنواعاً منهم على مدار الفيلم وحتى نهايته إذ نشاهد بعضهم لايزال خائفاً من الإعلان عما تعرض له. البعض يقاوم خوفه، البعض الآخر يحاول الانسحاب لكن إرغامه على الشهادة بعد اكتشاف وثائق تقدمها عائلته للبوليس تضطره لعدم الانسحاب وتسحبه لأرض الجرأة وشجاعة الاعتراف ثم لاحقاً يلعب دوراً جوهرياً.

اللافت في بناء الفيلم، أنه أثناء البحث عن ضحايا هذا القسيس يأخذنا المخرج المؤلف في رحلة استكشاف للآثار النفسية المدمرة لحوادث الاغتصاب والتحرش في الطفولة وعواقبها النفسية والجسمانية البشعة والتي لا تترك الإنسان في الكبر، ثم مع كل شخصية يترك لنا المجال لنعايش حالتها وعلاقتها بمحيطها الإنساني، قبل أن يعود بنا وبها إلى المركز مرة ثانية ليقوم بدمجها مع الشخصيات الأخرى فنراها في سياق المجموع. وأثناء ذلك يكشف الفيلم - عبر المقارنة أيضاً - تفاوت ردود فعل الآباء والأمهات وحتي الأخوة والعلاقات الإنسانية المعقدة المغموسة في الغيرة أحياناً سواء بين الأزواج أو الأخوة، بشكل يُؤكد كيف كان الأمر "تابوه" مرعبا وصادما - في تلك المجتمعات المتدينة رغم تواجدها في مجتمع حر ليبرالي مثل فرنسا - وأن البعض لم يكن يعرف كيف يتعامل مع الأمر، حتى إنه اكتفى بالصمت.

تصدع النظام

أما فيلم «تصدع النظام» للمخرجة الألمانية نورا فينجشايدت فهو فيلم على الأقل في نصفه الأول شديد الوطأة ويصعب على المتلقي الصمود أمامه بسبب شخصية الطفلة ذات السنوات التسع المتفجرة بطاقة العنف، حيث إن النظام يجبرها على أن توضع تحت الحماية في مؤسسة علاجية بسبب سلوكها العنيف. الطفلة لا تقبل بأي ترويض، وهي تشبه النمرة المتوحشة، التي تصرخ بأسلوب هستيري، لكن مع التدرج في بناء التفاصيل، وتكشف الشخصيات ندرك أنها تفتقد عاطفة الأمومة، أنها شديدة التعلق بوالدتها، وتفتقدها. أنها تتحول لشخصية مسئولة مع أخوتها الصغار ومع الآخرين عندما يجتمع شملها بالأم، لكنها تتحول فجأة إلى وحش كاسر عندما يتم انتزاعها من ذلك الحب الذي يُعيد إليها سلامها النفسي.

هنا، يميز الفيلم عدة أمور، البناء المثير، فالأحداث لا تهدأ أبداً، وكلما تصرفت الطفلة بشكل طبيعي وابتسمت وضحكت ولعبت مع الآخرين، وبدت وكأنها تستعيد الإحساس بالمسؤولية لكن أقل تصرف - في مشهد تالي سريع - يسحب منها الإحساس بالأمان والعاطفة يجعلها تتحول إلى مجرم قاتل في أقل من طرفة عين.

الجانب الآخر، البناء النفسي للشخصيات، الذي يُؤكد مهارة وذكاء الإحساس الذي تتمتع به المخرجة فكأنها قامت بعشرات الدراسات حول سلوك تلك الطفلة والنوبات التي تصيبها في مختلف حالاتها، كذلك شخصية المدرب الذي يحاول إقناع الطفلة بالالتحاق بالفصل الدراسي للتعلم، والذي ينجح بدرجات فتتعلق به وتعتبره أباها، لكنه رغم تعاطفه معها يُدرك خطورة التورط معها في عاطفة الأبوة، ويرفض دوما مجاراتها في ذلك ويحسم الأمر بشكل شديد الوضوح، بأنهما ليسا صديقين وأنه ليس أباها، فهو لديه عائلته، زوجته الحامل وطفلته.

هنا بلقطات بسيطة جدا ترسم المخرجة المؤلفة الخط الفاصل بين شخصية المدرب وزوجته، بين البصيرة والنظرة العملية المدركة لمخاطر التورط في عالم هذه الطفلة وبين الزوجة التي تنساق عاطفياً وتكون أقل تساهلا وتدفع الثمن وكأنه تحذير من مغبة التعاطف الإنساني والخروج عن القانون والنظام، لكن الفيلم في ذات الوقت يُؤكد فشل ذلك النظام في توفير العلاج والحماية لتلك الطفلة.

الجميع يتنصل من المسؤولية

في مجتمع الرفاهية هذا يتنصل الجميع من المسئوولية إزاء الطفلة، الأم تتخلى عنها خوفاً من مواجهة إحدى نوبات الغضب والصراخ والعنف، تتحجج بأنها ليس لديها عمل مستقر، وبأنها تخشى على طفليها الآخرين، المدرس لديه دور محدد ووظيفة يقوم بها ولا يرغب في المغامرة بالمزيد، الآخرون يرفضون أن تصبح الطفلة فردا في عوائلهم، أو أن يتحملوا مسئوليتها، ولا أحد يستطيع أن يلومهم إذا كانت الأم نفسها قد تخلت عنها.

لكن، المدهش أن النظام المؤسسي الذي أقامته الدولة نفسها غير قادر على التعامل مع هذا الطفلة ومن ثم يُفكر في إرسالها إلى كينيا. أمر شديد السخرية، والمرارة. مجتمع الرفاهية غير قادر على حماية أفراده، غير قادر على توفير الأمان العاطفي والإنساني لأطفاله المرضى، نتيجة فقدان العواطف، فيسعى إلى نفيهم خارج المجتمع، بل وتصديرهم إلى مجتمعات فقيرة مطحونة. وليس أبلغ من مشهد الختام حين تنطلق الطفلة في أرجاء المطار في محاولة للهرب من مصيرها والجميع يجري من خلفها قبل أن تختتم المخرجة بلقطة ارتطام الطفلة بالسقف الزجاجي الذي يتصدع في دلالة واضحة للبناء الزجاجي لهذا المجتمع الذي كشفت قضية هذه الطفلة مدى هشاشته.

موقع "مصراوي" في

09.02.2019

 
 
 
 
 

مهرجان برلين السينمائي يتعهد بتعزيز أفلام النساء

(رويترز، العربي الجديد)

تعهد منظمو مهرجان برلين السينمائي الدولي بتعزيز المساواة بين الجنسين، واتخذوا بالفعل الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف، من خلال عرض عدد متساو تقريباً من الأفلام التي أخرجها رجال ونساء.

ومن بين أربعمئة فيلم تعرض هذا العام في المهرجان الذي بدأ نسخته التاسعة والستين، أول من أمس ويختتم في 17 الجاري، أخرجت نساء نصفها تقريباً.

وقال رئيس المهرجان ديتير كوسليك، الذي وقّع اليوم السبت تعهداً بدعم ظهور المزيد من النساء في قطاع صناعة الأفلام: "لا يزال لدينا الكثير لننجزه من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين".

ويهدف المهرجان لوجود مزيد من النساء من بين أفراد لجنة التحكيم وفرق العمل. وهناك سبعة أفلام لمخرجات من بين 17 فيلماً، تتنافس هذا العام على جائزة الدبّ الذهبي.

وقال كوسليك: "لم نشهد هذا من قبل في تاريخنا.. ويثبت ذلك أنه القرار الصحيح".

وتقول جيل آن هيرد، وهي منتجة أميركية لأفلام شهيرة مثل "ترميناتور" و"إليانز"، إن التعهد بالمساواة بين الجنسين يرسل إشارة إلى الحاجة لتغييرات في قطاع صناعة الأفلام، حتى لا تظل المخرجات والمنتجات الناجحات مجرد استثناءات.

يذكر أن فيلم "طيبة الغرباء" The Kindness of Strangers افتتح دورة هذا العام، ويحكي عن لقاء بين أربعة أشخاص في شتاء نيويورك البارد. والفيلم من إخراج لوني سشرفيج الحاصلة على جائزة الدبّ الفضي عام 2001.

العربي الجديد اللندنية في

09.02.2019

 
 
 
 
 

حكايات القوة والظلم تفتتح «برلين السينمائي»

المصدر: برلين - رويترز

خيمت قدرة الضعفاء على استجماع قواهم في مواجهة الأقوياء، على اليوم الأول من مهرجان برلين السينمائي، حيث استكشف فيلم «طيبة الغرباء» (ذا كايندنس أوف سترينجرز) الذي يبدو ظاهرياً بعيداً عن السياسة، حكايات الظلم وغياب المساواة وسط مظاهر الثروة الطائلة.

ويتناول فيلم المخرجة الدنماركية لون شيرفيج قصة أم معدمة (زوي كازان) تفر ومعها أطفالها إلى نيويورك، هرباً من براثن زوجها الذي يعمل شرطياً، ويستخدم نفوذه لملاحقتها خلال سفرها جواً، إلا أن «كلارا سكافينجيس» تمكنت ببراعة توفير سبل الحياة لأطفالها وسط الوفرة المادية في المدينة الأمريكية، التي أقامت فيها صلات مع ممرضة وطاهية ومحامية، الأمر الذي مكّنها من قلب الطاولة على الزوج الذي يحمل في يده كل الأوراق.

وقالت الممثلة البريطانية أندريا رايزبورو، التي قامت بدور واحدة من الغرباء، أول من أمس، إن «الكرم منح الضعفاء الصلابة في مواجهة الأقوياء».

وتابعت: «الفيلم يساعد في التركيز على هؤلاء الذين ساعدوا الناس لسنوات وسنوات».

ويعد فيلم «طيبة الغرباء» واحداً من بين 17 فيلماً تتنافس على جائزة «الدب الذهبي» التي تمنحها لجنة تحكيم المهرجان التي تترأسها هذا العام الممثلة جولييت بينوش، والتي أكدت دور السينما في عالم منقسم يعاني من الأزمات.

من جانبه، وصف مدير المهرجان دييتر كوسليك، الذي سيتنحى هذا العام بعد 18 عاماً قضاها في رئاسة المهرجان، أفلام الدورة الحالية، بقوله: «الشأن الشخصي هو شأن سياسي».

البيان الإماراتية في

09.02.2019

 
 
 
 
 

اليوم.. «البرليناله» يعرض فيلما جديدا للمخرج فاتح أكين

برلين - د ب أ

يعرض مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)، اليوم السبت، فيلما جديدا للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين، في المسابقة الرسمية.

ويستند الفيلم الذي يحمل عنوان "القفاز الذهبي"، إلى قصة السفاح فريتس هونكا ورواية الكاتب الألماني هاينتس شترونك. وتدور أحداث الفيلم في حي سانت باولي بمدينة هامبورج الألمانية إبان سبعينيات القرن الماضي، ويلعب دور البطولة الممثل الألماني يوناس داسلر.

ويعرض المخرج الألماني هاينريش بريلور، خارج المسابقة الرسمية، فيلمه الوثائقي "بريشت"، الذي عُرض في مارس الماضي على شاشتي "أرتي" والقناة الأولى بالتليفزيون الألماني. وحاور بريلور في الفيلم شهداء عصر ومرافقين للكاتب الألماني الشهير بيرتولت بريشت (1898 - 1956). ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عرض الفيلم في المهرجان.

ويعرض المهرجان اليوم في المسابقة الرسمية أيضا الفيلم النرويجي "خارج سرقة الخيول"، والفيلم النمساوي "الأرض أسفل الأقدام".

الشروق المصرية في

09.02.2019

 
 
 
 
 

مسابقة أفلام برلين.. من الأقرب للدب الذهبي؟ 1

أندرو محسن

في اليوم الثاني من مهرجان برلين في دورته 69، عرضت ثلاثة أفلام في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، بالإضافة لفيلم الافتتاح الذي يُعرض ضمن المسابقة.

الأفلام طبقًا لترتيب عرضها للجمهور:

1- The Kindness of Strangers (طيبة الغرباء) إخراج لونا تشيرفيج. (فيلم الافتتاح).

2- System Crasher (مفسدة النظام) إخراج نورا فينجشايت.

3- By the Grace of God (بنعمة الرب) إخراج فرانسوا أوزون.

4- Ondog (أوندوج) إخراج وانج كوانان.

الفيلم الأفضل حتى الآن هو ”بنعمة الرب“، لم يخذل المخرج الفرنسي المشاهدين، وقدم فيلمًا عن قضية حساسة وأحداث واقعية قريبة، وهي تحرش أحد آباء الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا بالأطفال، ويقدم الفيلم من خلال سرد مميز قيام عدة أشخاص تباعًا بتحريك القضية ضد هذا الأب ثم التصعيد ضد القيادة الكنسية نفسها لأنه لم توقفه.

رغم اعتماد الفيلم على الحوار بشكل رئيسي، لكن فرانسوا أوزون اهتم بالجانب البصري أيضًا، ليجعل هناك حركة دائمة في الصورة تكسر رتابة الحوار. قدم الفيلم ثلاث شخصيات يتصاعد مستوى معاناة كل منها، لتجعل الفيلم يقدم جديدًا مع كل شخصية.

يأتي بعده في الجودة الفيلم المنغولي ”أوندوج“ والذي قدم خلاله المخرج الصيني وانج كوانان أجواءً قدمها من قبل في أفلامه للحياة الريفية على أطراف منغوليا. يهتم المخرج بتقديم شكل بصري شديد جميل، يجيد خلال تنفيذ تكوينات جذابة للعين وباستخدام لقطات واسعة، كما يستخدم اللقطات الطويلة ليُشعر المشاهد بوطئة الزمن على الشخصيات.

يمكن قراءة الفيلم بأكثر من طريقة، إحداها التأثر بفكرة الحياة والموت، وعالج المخرج هذه الفكرة باستخدام عدة مقابلات جيدة، وإن كان يعيب الفيلم طول بعض المشاهد وتكرارها بشكل غير موفق.

فيلم الافتتاح للمخرجة لونا تشيرفيج لم يكن الأفضل لا للمخرجة ولا لافتتاح المهرجان. تعيد تشيرفيج تقديم شبكة العلاقات الإنسانية والعاطفية التي سبق وقدمتها من قبل في أفلامها، لكن السيناريو أفلت منها في الثلث الأخير وبدا كما لو كانت تريد إنهاء الفيلم لتأتي النتيجة غير مرضية.

بينما الفيلم الألماني الوحيد المعروض حتى الآن ”مفسدة النظام“ هو الأضعف، إذ تدور الأحداث عن طفلة عنيفة ولديها مشاكل نفسية، يحاول القائمين على علاجها مساعدتها لكنها تتسبب في مشكلة، وتهرب، فيعيدونها ويبدأون من جديد. هذه الدائرة تكررت عدة مرات في الفيلم، وبالتالي كانت نهايته بلا معنى، فكان يمكن أن نشاهده قبل ذلك بنصف ساعة دون أن يفقد الفيلم أي شيء.

سكوبر في

09.02.2019

 
 
 
 
 

فيلم "فايس": أمير الشر الذي دّمر صورة أميركا في العالم

أمير العمري

شخصيات كثيرة تظهر في الفيلم لعبت أدوارا متعددة في السياسة الأميركية، من أول بوش الأب وابنه الذي يبدو أخرقا بليدا، وكيسنجر المتآمر، إلى كولن بأول وكوندزليزا رايس ورامسفيلد.

من الأفلام الأميركية القليلة في الدورة الـ69 من مهرجان برلين السينمائي وضمن قسم “العروض الاحتفالية”، عرض فيلم “فايس” Vice أو “النائب”، للمخرج آدم ماكاي، وهو الفيلم الذي أثار مؤخرا ضجة كبرى عند عروضه الأميركية، وينتظر أن يصل إلى ترشيحات مسابقة الأوسكار لينافس بوجه خاص، على جائزة أفضل ممثل لبطله كريستيان بيل.

في فيلم “فايس” Vice، وهو تلاعب واضح بالكلمة التي تحمل أكثر من معنى ومن ضمنها معنى “السقوط” في الرذيلة إن لم تتبعها كلمة “الرئيس” لتصبح “نائب الرئيس”، تعود هوليوود “الليبرالية” هذه المرة لتقديم صورة كاريكاتورية ساخرة لنائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني في عهد جورج بوش (الابن)، وكأنها تريد أن تقول إن تشيني بترسيخه لسياسات اللوبي الذي عُرف باسم “المحافظين الجدد”، هو في الحقيقة الذي يمكن أيضا اعتباره مسؤولا عن وصول دونالد ترامب بكل تطرفه، إلى البيت الأبيض. ويكاد الفيلم يقول هذا صراحة. ومنذ اللحظات الأولى يمكن لأي متابع أن يلاحظ التشابه الكبير في “المدخل والطريقة”، مع أسلوب المخرج الشهير مايكل مور صاحب الأفلام التسجيلية الساخرة عن الظواهر الأميركية المعاصرة، في تعبيره “الذاتي” عما يمكن أن نطلق عليه “ضمير المؤلف”. إلا أن آدم ماكاي، ليس مايكل مور، أي أنه لا يتمتع بنفس الحس الساخر والقدرة على التقاط التفاصيل الغريبة في تكوين شخصية ديك تشيني.

يسير الفيلم، الذي يقوم ببطولته كريستيان بيل في دور تشيني بعد أن تم تغيير ملامحه لكي يشبهه تماما وقد زاد وزنه بنحو عشرين كيلوغراما، وفق مسار متعرج يتأرجح بين الماضي والحاضر طيلة الوقت، من فترة الشباب في حياة تشيني عندما كان طالبا في الجامعة وإدمانه الكحول فمراحل علاقته الأولى بالفتاة التي ستصبح زوجته “لين” (التي تقوم بدورها ببراعة إيمي آدمز) إلى نجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض في عهد الرئيس نيكسون، ثم عمله إلى جانب الرئيس بوش الأب.. حتى بلغ ما بلغه كما هو معروف. وبسبب كثرة الأحداث والانتقالات من خلال مونتاج متوتر مرتبك، وكثرة الشخصيات، والثرثرة الكلامية التي لا تكاد تتوقف، والتعليق الصوتي الذي يفرض نفسه على الفيلم من خارجه، تغيب البؤرة عن الفيلم، ويغيب الكثير من الجوانب الخاصة في شخصية تشيني مما قد لا يعرفه المشاهدون.

إننا نرى في سرد سريع تشيني.. مدمن تناول الحلوى الذي يدخن بشراهة والذي يبدأ حياته موظفا صغيرا في شركة اتصالات تليفونية، ثم انتقاله إلى العمل مع رامسفيلد في البيت الأبيض ثم عجزه عن الاستمرار في حملته لدخول الكونغرس بعد إصابته بنوبة قلبية، وكيف يتعرف على بوش الأب في حفل للحزب الجمهوري، ويشاهد بوش الابن سكيرا يفقد توازنه ويكاد يتسبب في فضيحة خلال الحفل، ثم كيف يتماسك تشيني ويقف بجوار ابنته “ماري” بعد أن تخبره ووالدتها، أنها “مثلية الجنس” وسوف يبقى على موقفه هذا دائما رغم تأثيره المباشر على صعوده السياسي، فهو سيضطر للانسحاب من الترشح في صفوف الجمهوريين لانتخابات الرئاسة خشية انفجار الفضيحة، ثم يلتحق بالعمل كمدير تنفيذي في شركة هاليبرتون للنفط، وتنتقل الأسرة إلى منزل كبير في فيرجينيا حيث يعيش الجميع في سعادة ورخاء، على نغمات موسيقى حالمة تشي بالنهاية السعيدة.

هنا يقول الفيلم إنه كان يمكن أن تنتهي مشاكل تشيني وتتجنب أميركا الكثير من المشاكل الحادة التي وقعت فيما بعد، لو أن “الفيلم” انتهى هنا بالضبط. وعلى نحو ساخر تنزل عناوين الفيلم النهائية وأسماء الممثلين على الشاشة، لكن قصة طموح تشيني لا تعرف نهايتها، بل تستمر ويستمر بالتالي فيلم آدم ماكاي “فايس”. نعود لنرى كيف تأتي مكالمة تليفونية تغير حياة الرجل أو بالأحرى، تعيده إلى بؤرة الأضواء: اتصال من جورج بوش الابن ثم لقاء معه، لإقناعه بالترشح كنائب للرئيس معه، ثم كيف يستغل تشيني ضعف شخصية بوش ويفرض شروطا تجعله عمليا، صاحب الكلمة الأولى في البيت الأبيض، والمسؤول عن توجيه وزارة الدفاع والجيش والمخابرات.

مسار السرد في الفيلم كما أشرنا، متعرج، ينتقل من الماضي ليقفز، على شكل فلاشات سريعة، إلى الحاضر، من القبض على تشيني بتهمة قيادة السيارة وهو تحت تأثير السكر، إلى إخلاء سبيله سريعا من البيت الأبيض بعد وقوع هجمات سبتمبر 2001، ثم ما يحدث من تعذيب في غوانتانامو، ثم قيام المخابرات الأميركية بتعليمات من تشيني، باختطاف الشيخ أبوعمر، شيخ مسجد ميلانو وتعذيبه، ثم استقالة نيكسون، وانتقال تشيني إلى العمل مع الرئيس فورد، وصولا إلى التآمر لغزو العراق بزعم امتلاك أسلحة دمار شامل، وما بعد ذلك من توريط لفاليري بالم عميلة المخابرات الأميركية وكشفها بسبب تصريحات زوجها السفير السابق، المناهضة للحرب في العراق، وظهور شخصية الزرقاوي، وإصابة تشيني لرجل من مرافقيه في رحلة صيد وتقاعسه رغم ذلك عن الاعتذار.. الخ

تفاصيل مربكة

تفاصيل وأحداث كثيرة وانتقالات مرهقة، من خلال هذا الشكل المتعرج الذي يقفز بسرعة، ويغرق في تفاصيل التفاصيل، ليصبح مربكا خاصة عندما ينتقل الفيلم لترجمة ما يقال على شريط الصوت عبر شريط الصورة بطريقة بدائية مباشرة. فعندما تعترض لين- مثلا- على إدمانه الخمر، وتقول إنها لا تريد أن ترى مجددا صورة والدها الذي كان يعود كل ليلة ليعتدي على أمها وهو ثمل، نشاهد هذا مترجما بطريقة حرفية في فلاش سريع!

تظهر في الفيلم شخصيات كثيرة يعرفها المشاهدون جيدا، لعبت أدوارا متعددة في السياسة الأميركية، من أهمها بوش الأب وابنه الذي يبدو أخرقا بليدا، وكيسنجر المتآمر، إلى كولن باول وكوندزليزا رايس ورامسفيلد وبول وولوفيتز وكارل روف وغيرهم، هذه الشخصيات لا تتمتع بالطرافة ولا بالقدرة على الإضحاك، على الرغم من الصورة الكاريكاتورية المبالغ فيها التي تظهر عليها في الفيلم، باستثناء شخصية رامسفيلد التي أداها ببراعة “ستيف كاريل”. وفي مشهد طريف يتساءل تشيني في سذاجة قائلا لرامسفيلد وهو يفكر: وما الذي نؤمن به؟ على إثر ذلك، ينفجر رامسفيلد في نوبة من الضحك الهستيري وهو يردد تساؤل تشيني الذي يجده ساذجا، فالسياسة في نظره لا تنبني على مبادئ أو معتقدات فكرية، بل على “مصالح” ولكن هذا ما يريد المخرج ماكاي أن يغرسه ويفرضه فرضا على الشخصية من خارجها، فيبدو مقحما وليس طبيعيا، والفيلم بأكمله يسير على نفس النهج.

هل أضحكنا؟

أراد ماكاي دون أن ينجح، أن يدفعنا إلى الضحك وأن نشاركه اللهو والاستمتاع بالسخرية السوداء العبثية، غير أن المشكلة كون شخصية ديك تشيني شخصية جامدة بليدة، فهو لا يتمتع مثلا بإمكانيات هتلر وقدراته التمثيلية، كما أن كريستيان بيل ليس شابلن، فهدفه الأساسي ينحصر في التقمص أكثر من التعبير الذاتي عن الشخصية ونقل ما يدور في داخلها إلينا، ولا شك أنه نجح في التقمص إلى درجة مذهلة، سواء في طريقة الجلوس أو نظرات العينين، أو إيماءات الوجه، أو نغمة الصوت، وحتى عندما لا يقول شيئا على الإطلاق، يبدو مؤثرا بنظراته الساهمة. وهو لا يخرج عن المحاكاة الدقيقة إلى مجال “السخرية” سوى في مشهدين فقط: مشهد يجمعه مع زوجته لين في الفراش، والمشهد الأخير.

لين زوجة تشيني تقف وراءه دائما، تدفعه وتشحنه، تحذره وتنذره، تزين له المضي في طريق الطموحات حتى النهاية الدموية. فهي المعادل هنا لشخصية ليدي مكبث، ويقتبس ماكاي بشكل مباشر من حوارات مسرحية لشكسبير في المشهد الساخر الذي يدور في الفراش بين تشيني وزوجته لين وهي تواصل دفعها له في طريق الصعود بكل الطرق الشريرة حيث يستوحي كلاهما من الحوار على نحو ساخر بالطبع، وخارج عن مسار الفيلم بل عن تكوين الشخصية وأداء الممثل بشكل عام.

 وفي المشهد الأخير في مقابلة تلفزيونية معه يقول “تشيني- بيل” إنه لن يعتذر عن حربه ضد الإرهاب وإنه فعل ذلك لكي ينام الجميع في طمأنينة، ثم يستدير ويتطلع إلى الكاميرا ويخاطب المشاهدين (الأميركيين أساسا) قائلا لهم: كان شرفا لي أن أكون خادمكم.. أنتم اخترتموني، وقد فعلت ما طلبتموه!

خلال الفيلم يظهر الراوي الذي يذكر أن اسمه هو “كيرت” (يقوم بالدور جيسي بليمونز) يعلق على الأحداث، بصوته وصورته، ويسلط الأضواء على مسارات ديك تشيني في الحياة وعلاقتها بما يحيط بها، بعد أن يقول لنا في البداية إن لا أحد كان يعرف عنه شيئا ولا حتى القريبين منه وطبعا ولا نحن المشاهدون، من أين جاء أو كيف صعد وبلغ أعلى مراكز السلطة؟ لا يفسر الرواي علاقته بتشيني ويكتفي بالقول إنه “أحد أقاربه”. وهو سيظهر في الفيلم في حرب العراق حيث تتعرض قافلة أميركية مدرعة للتفجير، وفي مواقف أخرى نراه باعتباره نموذجا للمواطن الأميركي الذي يدفع ثمن أخطاء تشيني ورفاقه، وسوف يتعين علينا أن ننتظر إلى قرب النهاية، قبل أن نعرف حقيقة هذه الشخصية ودورها “المفترض” في حياة تشيني.

يستخدم ماكاي الكثير من مقاطع الفيديو ونشرات الأخبار التلفزيونية والشرائط التسجيلية والبيانات والرسوم المتحركة والحركة السريعة للصورة وغير ذلك، من خلال مونتاج يخلق إيقاعا لاهثا ونقلات سريعة، وماكاي يرغب في محاكاة أسلوب ما بعد الحداثة، في الخلط بين الأنواع والأساليب، وعدم احترام المسار القصصي للسرد، والتمرد على “النوع” السينمائي، ورفض عقلانية سينما الحداثة، إلا أنه في الوقت نفسه يؤكد حضور “المؤلف” طوال الوقت، من خلال التعليق الصوتي الذي وضعه على لسان تلك الشخصية الخيالية التي تعكس ضمير المخرج- المؤلف نفسه.

الطابع الكاريكاتوري الهزلي الساخر (الذي يفشل رغم ذلك في إضحاكنا بسبب مباشرته الفجة) يتبدى في مشهد المطعم. هنا يجلس تشيني مع زملائه: رامسفيلد وبول وولوفيتز وسكوتر ليبي. يأتي النادل (الذي يقوم بدوره ألفريد مولينا) يعرض عليهم قائمة الطعام ويقول إن لديهم أشياء متنوعة جيدة مثل الترحيل إلى السجون السرية والتعذيب والاستجواب المتقدم.. الخ

نظرة أحادية

من البداية حتى النهاية، تتضح القصدية المسبقة في التعامل مع الشخصية، من وجهة نظر أحادية ترمي إلى النيل من ديك تشيني وتصويره باعتباره “ملاك الشر” مقابل “أمير الظلام” ريتشارد بيرل الذي لعب دورا بارزا في إدارة بوش في التمهيد لضرب العراق وهو أحد رفاق تشيني المقربين وعضو بارز في جماعة “المحافظين الجدد” في واشنطن. هذا التفسير الأحادي للشخصية يضعف الفيلم ويجعله منشورا هجائيا، ويجعل تحليله ينحصر في التفسير الفردي التآمري للتاريخ، فكأن تشيني اختطف أميركا (البريئة) من وراء ظهر “المؤسسة” الاحتكارية صاحبة النفوذ الكبير والمصالح الاقتصادية العالمية، وفعل ما فعله لرغبة شريرة لديه كانت توجهها زوجته “ليدي مكبث”!

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

10.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)