كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان برلين السينمائي الـ69 يُغيّب السينما العربية ويُهمّش الأميركية

أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والستون

   
 
 
 
 
 
 

17 فيلما تتنافس على جائزة "الدب الذهبي" وهو أقل عدد يشارك في مسابقة المهرجان منذ سنوات طويلة فيما تغيب السينما العربية غيابا تاما عن أفلام المسابقة.

تفتتح في السابع من فبراير الحالي الدورة الـ69 من مهرجان برلين السينمائي أحد أكبر المهرجانات في العالم، ليس فقط ببرامجه وأقسامه المتعددة والمتنوعة التي تعرض عددا كبيرا يفوق أي عدد من الأفلام يعرضه أي مهرجان أوروبي آخر، بل وكونه أيضا من أكثر المهرجانات اجتذابا للجمهور.

يفتتح مهرجان برلين السينمائي دورته الـ69 بالفيلم الدنماركي “تعاطف الغرباء” الذي يعرض للمرة الأولى على مستوى العالم شأن معظم أفلام المسابقة الرسمية وباقي الأقسام.

والفيلم ناطق بالإنكليزية ومن الإنتاج المشترك (دنماركي- كندي- سويدي- فرنسي- ألماني) ومن إخراج المخرجة الدنماركية لون شيرفيغ، وتدور أحداثه بين تورونتو وكوبنهاغن ونيويورك، ويصوّر موضوعا يدور حول مجموعة من الأشخاص يكافحون من أجل البقاء في مدينة نيويورك في ظروف شاقة، لكنهم يتمتعون بقدر كبير من روح المرح والتعاطف.

وتعتبر المخرجة لون شيرفيغ من الجيل المؤسس لجماعة “دوغما 95”، وسبق أن شاركت في مهرجان برلين بأفلام عديدة منذ عام 1990 عندما اشتركت بفيلم “رحلة عيد الميلاد” في قسم البانوراما، ثم في 1998 بفيلم “وحدنا”، وقد اشتهرت بفيلم “اللغة الإيطالية للمبتدئين” (2001) الذي ينتمي لمنهج حركة “دوغما 95”، وقد فاز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين، ورشح فيلمها “تعليم” الذي عرض في المهرجان نفسه عام 2009 لثلاث من جوائز الأوسكار.

المسابقة الرسمية

تضم المسابقة الرئيسية للمهرجان التي تتنافس فيها الأفلام على جائزة “الدب الذهبي” وجوائز أخرى في التمثيل والإخراج والسيناريو، 17 فيلما بما فيها فيلم الافتتاح، من فرنسا وألمانيا والنمسا وصربيا وهولندا وتركيا واليونان وكندا والصين وإسبانيا ومقدونيا وبلجيكا وسلوفينيا وكرواتيا وبولندا ومنغوليا وبريطانيا وإيطاليا والسويد والنرويج والدنمارك وأوكرانيا وإسرائيل. وتعرض 6 أفلام في “البرنامج الرسمي” خارج المسابقة.

مهرجان برلين سيعرض للمرة الأولى الفيلم التسجيلي "النعمة الإلهية المذهلة"، بعد أن ظل محظورا لمدة 46 عاما

ويلاحظ أولا تقلص عدد الأفلام المتنافسة إلى 17 فيلما، وهو أقل عدد يشارك في مسابقة المهرجان منذ سنوات طويلة، فعادة ما يصل عدد أفلام المسابقة إلى 20 فيلما في المتوسط. والملاحظة الثانية هي هيمنة السينما الأوروبية بشكل طاغ على أفلام المسابقة، فهناك 13 فيلما من الإنتاج المشترك تمثل 18 دولة أوروبية، في حين يشارك من خارج أوروبا، فيلمان من الصين وفيلم من كل من منغوليا وإسرائيل.

وفي المسابقة 6 أفلام تدخل ألمانيا طرفا في إنتاجها، وبين أفلام المسابقة 7 أفلام لمخرجات والباقي (10 أفلام) لمخرجين فيما تغيب الأفلام الأولى للمخرجين عن المسابقة تماما.

الملاحظة الأهم تتمثل بالطبع في غياب الأفلام الأميركية سواء من هوليوود أو من السينما الأميركية المستقلة، غيابا تاما عن المسابقة، وهو تجاهل مقصود للسينما الأكبر والأعرق والأكثر تأثيرا في العالم، فالمهرجان يهتم بالترويج للأفلام الأوروبية والألمانية الجديدة، ولكن هناك أفلام أميركية قليلة تعرض خارج المسابقة وفي قسم بانوراما، أهمها فيلم “فايس” Vice (أو النائب) لآدم ماكاي، ولا تعرض المسابقة أفلاما من أميركا اللاتينية، لكن هناك فيلم برازيلي هو “ماريلا” لفاغنر مورا ضمن البرنامج الرسمي خارج التنافس.

غياب العرب

تغيب السينما العربية غيابا تاما عن أفلام المسابقة، بينما يشارك فيلم إسرائيلي (مشترك مع ألمانيا وفرنسا) هو “مترادفات” للمخرج ناداف لابيد، ومن إنتاج التونسي الفرنسي سعيد بن سعيد، وهو الفيلم الثالث لمخرجه بعد “الشرطي” (2011) الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو، و”مدرس الحضانة” (2015) الذي شارك في تظاهرة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان. وقد صوّر الفيلم الجديد في باريس ويروي وقائع من ذاكرة مخرجه خلال الفترة التي عاشها في فرنسا، ويقوم بأدوار البطولة فيه توم ميرسييه وجون سيل وجوناثان بودينا.

ومن الأسماء المرموقة في عالم الإخراج يشارك المخرج الصيني جانغ ييمو، والمخرج الفرنسي فرنسوا أوزون والمخرج الألماني (من أصل تركي) فاتح أكين، والمخرج الكندي دينيس كوتيه، والمخرجة البولندية المخضرمة أنجيكيا هولاند.

جانغ ييمو الحاصل على “الدب الذهبي” في برلين 1988 عن فيلمه الأول كمخرج “الذرة الحمراء”، يعود بفيلمه الجديد “ثانية” الذي يروي قصة رجل مشرد يعيش من دون مأوى، ولكنه من هواة السينما، وكيف تتغير حياته عندما يلتقي ذات يوم بمزارع يشاركه ولعه بالسينما.

المخرج الكندي دينيس كوتيه يشارك بفيلم من النوع الدرامي الخيالي بعنوان “مختارات مدينة الأشباح” الذي يصوّر ما يحل ببلدة صغيرة منعزلة لا يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة، بعد أن تقع حادثة سيارة يقتل خلالها شاب من شباب البلدة، لكن لا أحد يريد أن يحقق في أسباب وقوع الحادثة إلى أن يبدأ ظهور بعض الغرباء في البلدة.

كان فاتح أكين قد شارك في دورة 2017 بفيلم “في الإظلام” الذي كان يناقش فيه موضوع التطرف العنصري والاعتداءات التي تقع على الأجانب في ألمانيا، وها هو المخرج التركي الأصل يعود بفيلم “القفاز الذهبي” الذي يروي قصة السفاح الذي روّع سكان مدينة هامبورغ في السبعينات، وعنوان الفيلم هو اسم المقصف الذي كان يتردد عليه القاتل.

أما فرانسوا أوزون فيأتي بفيلمه الجديد “برعاية الله” الذي يصوّر العلاقة بين ثلاثة من أصدقاء الطفولة بعد أن أصبحوا رجالا يناقشون الخلافات في ما بينهم بشأن علاقاتهم العائلية والمهنية وطموحاتهم القادمة.

وتشارك البولندية أنجيليكا هولاند التي تخرج الأفلام منذ نحو خمسين عاما، بفيلمها الجديد “مستر جونز” وهو ناطق بالإنكليزية ومن الإنتاج البريطاني المشترك مع بولندا وأوكرانيا، ومن بطولة فانيسا كيربي وجيمس نورتون، ويصوّر الفيلم كيف اخترق الصحافي البريطاني غاريث جونز الاتحاد السوفيتي في الثلاثينات وكان أول من كشف للعالم بعض ما كان يجري “وراء الستار الحديدي” وخاصة المجاعة الكبرى التي نتجت عن سياسات ستالين، ويقال إن جورج أورويل استمد روايته الشهيرة “1984” من التقارير التي كان يبعث بها هذا الصحافي.

المخرج التركي أمين ألبر يشارك بفيلمه الثالث “حكاية الشقيقات الثلاث” (من الإنتاج المشترك مع ألمانيا وهولندا واليونان) الذي تدور أحداثه في الثمانينات، ويروي قصة ثلاث شقيقات يتم إعادتهن إلى منزل والدهن في الريف بعد أن كنّ قد أرسلن للعيش في كنف أسرة في إسطنبول باعتبارهن من اللقيطات، وكيف تفرض عليهن حياة المشقة، التضامن مع بعضهن البعض.

مشاركة ألمانية

ألمانيا الدولة المنظمة للمهرجان تشارك بثلاثة أفلام لمخرجين ألمان هي بالإضافة إلى فيلم فاتح أكين (التركي الأصل)، فيلم “كنت في البيت ولكن..” للمخرجة أنجيلا شانيليك، وفيلمها يروي قصة طفل في الثالثة عشرة من عمره اختفى وغاب عن منزل والديه لعدة أسابيع ثم ظهر فجأة، ولم يعرف سبب اختفائه فهل تعود حياة الأسرة إلى ما كانت عليه؟ والفيلم الثالث هو “تعطل النظام” للمخرجة نورا فنغشيدت، وهو أيضا عن مشاكل الطفولة، وفيه تتابع الخطوات التي تمر بها فتاة في التاسعة من عمرها إلى أن يتم إيداعها منزلا لحماية الأطفال.

من إسبانيا هناك فيلم “أليسا ومارسيلا” للمخرجة إيزابيل كواكست التي عرض فيلمها “ليلة بلا نهاية” في افتتاح مهرجان برلين عام 2015، أما الفيلم الجديد ففيه تروي قصة أول زواج بين فتاتين مثليتين في إسبانيا وقع عام 1901، ولكن إحداهما وهي مارسليا اضطرت للتخفي في شخصية رجل يدعى “ماريو سانشيز”.

الممثلة الفرنسية جوليت بينوش تترأس هذا العام لجنة التحكيم الدولية التي ستمنح جوائز مسابقة "الدب الذهبي" في التمثيل والإخراج والسيناريو وغيرها

الفيلم الإسرائيلي في المسابقة بعنوان Synonymes، أي “مترادفات” (إنتاج مشترك مع فرنسا وألمانيا) وهو يروي قصة شاب إسرائيلي يذهب إلى باريس لكي يندمج تماما ويتخلى عن هويته الإسرائيلية واللغة العبرية، يريد أن يصبح مواطنا فرنسيا خالصا، لكنه يواجه مشاكل كثيرة.

ترأس لجنة التحكيم الدولية التي ستمنح جوائز المسابقة الممثلة الفرنسية جوليت بينوش، والدورة ستكون الأخيرة بالنسبة لمدير المهرجان ديتر كوسليك الذي ظل في منصبه لمدة 18 عاما، وسيخلفه اثنان: رجل وامرأة في إدارة المهرجان، تحقيقا للتوازن بين الجنسين.

خارج المسابقة، هناك فيلم إسرائيلي من التمويل الألماني، هو فيلم “العميلة” للمخرج الإسرائيلي يوفال أدلر (مخرج فيلم “بيت لحم”)، ومن بطولة النجمة الألمانية ديان كروغر والبريطاني مارتن فريدمان، وهو ناطق بالإنكليزية ومن أفلام الجاسوسية في سياق سياسي، ويصوّر كيف يقوم الموساد بتجنيد امرأة ويرسلها للتجسس إلى العاصمة الإيرانية طهران، ثم ما يقع من مفارقات في علاقتها بالضابط الذي يتولى الإشراف عليها.

ويعرض خارج المسابقة أيضا أحدث أفلام الفرنسي أندريه تشينيه “وداعا الليل”، وهو من إنتاج مشترك بين فرنسا وألمانيا، كما يعرض فيلمان من السينما الأميركية الأول هو “فايس” (أو النائب) الذي أثار ضجة كبيرة في الولايات المتحدة ويتناول شخصية نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني في سياق ساخر.

والثاني هو الفيلم التسجيلي “النعمة الإلهية المذهلة” للمخرج ألان إليوت، وهذا الفيلم سيعرض للمرة الأولى بعد أن ظل محظورا لمدة 46 عاما بسبب نزاعات قضائية أولا بين مخرجه سيدني بولاك والمغنية الزنجية إريثا بروكلين التي تظهر في الفيلم في حفل غنائي للإنشاد الديني في إحدى كنائس لوس أنجلس عام 1972، ثم مع منتجه ومخرجه الحالي إليوت الذي توصل إلى تسوية للنزاع أخيرا، وهو الذي كان قد اشترى حقوق العمل على نسخة بولاك من الفيلم.

وقد تعرض الفيلم للكثير من العمليات التقنية الخاصة بضبط الصوت مع الصورة، ولكن ليس معروفا بالضبط مدى أهمية فيلم من هذا النوع، وسبب كل هذه الضجة والخلافات بعيدا عن كونها حول الحقوق المالية، لكن ما تردد أن الشريط الصوتي للأغاني كان قد حقق نجاحا كبيرا في عصره ونشك كثيرا في أن يلقى اهتماما مماثلا في العصر الحالي!

خارج المسابقة أيضا، ومن مخرجة أخرى تنتمي للحركة النسائية الجديدة “الفيمينيزم” تعرض الفرنسية المخضرمة أنييس فاردا (من جيل الموجة الجديدة) فيلما تسجيليا جديدا لها يصوّر تجربتها السينمائية وما اكتسبته من خبرات خلال عملها طويلا في السينما، ولعل عنوان الفيلم يشي بموضوعه وهو “فاردا بعيني أنييس”.

بانوراما

يشمل قسم “البانوراما” المخصص للأفلام الأولى لمخرجيها 45 فيلما من 38 دولة، بينها 34 فيلما تعرض للمرة الأولى عالميا، وضمن أفلام البانورما فيلم من إخراج المخرج الدنماركي الفلسطيني الأصل عمر الشرقاوي بعنوان “عرب غربيون” الذي صوّره مخرجه على مدار 12 عاما، وفيه يصوّر تأثير والده على حياته كفلسطيني يعيش في الشتات، وكيف أن نشأة عمر في أسرة لأب فلسطيني متزوج من دنماركية دفعته إلى مراجعة مغزى وجوده وبحثه الشاق عن الهوية والانتماء، هذا فيلم غير خيالي يقع في 77 دقيقة.

وهناك أيضا فيلمان من إسرائيل الأول هو “اليوم التالي لرحيلي” إخراج نيمرود إلدر (العمل الأول)، وهو عن العلاقة بين أب يعمل مشرفا على الحيوانات المفترسة في حديقة الحيوانات، وابنته المراهقة التي تعتزم الانتحار، والثاني بعنوان “مقيد” للمخرج يارون شاني الذي يصوّر محنة ضابط شرطة متشدد في أداء عمله يواجه مشكلة كبيرة تهز حياته. (عرض عالمي أول).

ويعرض في هذا القسم الفيلم الأول الذي يخرجه الممثل الأميركي كاسي أفليك بعنوان “ضوء قدمي” ويقوم أفليك ببطولته مع إليزابيث موس وأنا بايوسكي، ويدور حول أب وابنته وجدا نفسيهما محاصرين في الغابة ولا يمكنهما العودة. وهناك أيضا الفيلم الأول الذي يخرجه الممثل الأميركي جونا هيل “منتصف التسعينات”، والفيلم الأول من إخراج الممثلة جوانا هوغ “الهدية”.

"تعاطف الغرباء" يفتتح النسخة الـ69 من المهرجان

وللمخرجة البريطانية كيم لونغتيتو فيلمان جديدان هما “تصوير المافيا” عن المصورة الفوتوغرافية ليتيزيا باتاليا، وفيلم “ما قالته: فن بولين كيل” عن عمل الناقدة السينمائية الأميركية الشهيرة بولين كيل، ولزميلتها البريطانية جوانا هوغ فيلم تسجيلي بعنوان “الهدية”. وسيفتتح قسم “البانوراما” بالفيلم الجنوب أفريقي “بلد مسطحة” للمخرجة جينا باس الذي يروي قصة جريمة قتل في سياق اجتماعي مثير.

وفي قسم “المنتدى” يعرض 39 فيلما، طويلا وقصيرا، منها 31 فيلما تعرض للمرة الأولى عالميا ما بين الفيلم التجريبي والفيديو آرت والروائي، من الأفلام العربية هناك فيلم “وردة” (وهو فيلم قصير) للمخرج غسان سلهب من لبنان، و”أوفسايد الخرطوم” للمخرجة مروة زين من السوادن.

ويحتفل هذا القسم بالأفلام السودانية التي أخرجها في السبعينات والثمانينات المخرج إبراهيم شداد الذي يعتبر أول من درس الإخراج السينمائي دراسة أكاديمية (في ألمانيا عام 1964).

هناك أخيرا الفيلم العراقي القصير (10 ق) “الموصل 980” للمخرج علي محمد سعيد الذي سيعرض في قسم “جيل” المخصص لأفلام الشباب، وهو يصور محنة النساء الأيزيديات في المدينة بعد استيلاء تنظيم داعش عليها في 2014.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

05.02.2019

 
 
 
 
 

غداً انطلاق الدورة الـ69 لـ«برلين السينمائى الدولى»..

مهرجان برلين يحتفى بالمرأة المبدعة ويشهد 7 أفلام لمخرجات

علا الشافعى

تنطلق مساء غد الخميس بقصر البرينالة فى ألمانيا فعاليات الدورة الـ69 لمهرجان برلين السينمائى الدولى، التى تتواصل فى الفترة من 7 فبراير حتى 17 من الشهر نفسه بحضور عدد من نجوم السينما العالمية، منهم الفرنسية كاترين دونوف والأمريكية الألمانية ديان كروجر، والبريطانى كريستيان بايل.. ويشهد المهرجان تكريم النجمة الإنجليزية الكبيرة «شارلوت رامبلين» التى قدمت أكثر من مائة عمل سينمائى وتليفزيونى، ونالت رئاسة مهرجان برلين السينمائى الدولى عام 2006، و سبق أيضا وفازت بجائزة الدب الفضى لأفضل ممثلة عام 2005.

ويبدو أن الدورة الـ69 تشهد احتفاء كبيرا بالمرأة، حيث تعطى إدارة المهرجان ومديره «ديتريك كوسليك» مساحة كبيرة للنساء المبدعات، سواء على مستوى التكريم أو لجان التحكيم، وأيضا فى مختلف مسابقات المهرجان وبرامجه المختلفة، حيث إن 7من الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية هى من إخراج نساء، ومنهن الإسبانية إيزابيل كوشيت والبولندية أنييسكا هولند، والنمساوية مارى كروتسر، والألمانية نورا فينج شيدت، والدنماركية لونى سشرفيج.

كما تتولى رئاسة لجنة التحكيم النجمة الفرنسية جولييت بينوش وعضوية كل من الناقد السينمائى والمؤلف الأمريكى جوستين تشانج، والممثلة الألمانية ساندرا هولر، والمخرج التشيلى سباستيان ليليو، ومن بريطانيا الممثلة ترودى ستيلر، ومن أمريكا راجندر روى.

وقال مدير المهرجان ديتر كوسليك فى بيان صحفي: يسعدنى جدا أن تكون جولييت رئيسة لجنة تحكيم عام 2019، خصوصا أن المهرجان يحظى بصلة قوية معها، وأنا سعيد للغاية بأن تعود إلى المهرجان فى هذا الوضع المتميز.

وأعربت بينوش عن شكرها لرئيس المهرجان على اختيارها، قائلة إنها تقبل هذه المهمة بسعادة واهتمام.وبعد مراسم حفل الافتتاح يتم عرض فيلم Strangers of The Kindness للمخرجة الدنماركية، الحاصلة على «الدب الفضى» لونى سشرفيج، والفيلم بطولة زوى كازان، وأندريا ريسبوروج وبيل نايى إضافة إلى عدد آخر من النجوم.

وتدور أحداثه بين تورنتو وكوبنهاجن ونيويورك، ويصور موضوعا يدور حول مجموعة من الأشخاص يكافحون من أجل البقاء فى مدينة نيويورك فى ظروف شاقة لكنهم يتمتعون بقدر كبير من روح المرح واللطف والتعاطف مع بعضهم. ويشارك الفيلم أيضا فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

ووفقا لموقع مجلة «variety»، قال ديتر كوسليك مدير المهرجان:«من الرائع عودة لونى شرفيج لتفتتح فعاليات المهرجان بأحدث أعمالها، حيث إنها من المخرجات اللاتى يمتلكن إحساسا عاليا بالشخصيات وتعرف كيف تضفى جوا من المشاعر الدافئة والحس الفكاهى، وهو ما يبشر بانطلاقة رائعة للمهرجان».

17 فيلما وعروض عالمية

ويعرض المهرجان فى المسابقة الرسمية 17فيلما من الأفلام المميزة التى تنتمى لإنتاجات سينمائية من مختلف البلدان وبعضها عروض عالمية أولى من إسبانيا والصين، والبرازيل وبولندا، ومقدونيا ومنغوليا، وإيطاليا، وألمانيا، والنرويج وفرنسا. ومن هذه الأفلام الفيلم النمساوى «الأرض تحت قدمى»، من إخراج مارى كيرتزر قدمت من قبل عددا من الأفلام منها «دون آباء»، و «كنا هادئين»، ويعد هذا العرض العالمى الأول لفيلمها بمهرجان برلين السينمائى الدولى.

ويعرض أيضا فيلم «القفاز الذهبى» إنتاج مشترك ألمانى فرنسى «للمخرج فاتح أكين وهو مخرج ألمانى من أصل تركى، ويشارك فى بطولته جوناس داسلر ، ومارجريت تيلزل، ويعرض المهرجان الفيلم لأول مرة عالميًا.

ويشارك أيضا الفيلم الكندى Ghost Town Anthology»، من إخراج دينيس كوت، ويشارك فى بطولته روبرت نايلوروخوسيه ديشينز، ويعرض المهرجان الفيلم لأول مرة عالميًا، وسبق لكوتى الفوز بجائزة الفهد الذهبى بمهرجان لوكارنو..

ومن فرنسا يعرض فيلم «بنعمة ربنا» وهو من إخراج فرانسوا أوزون، الذى سبق وقدم أفلام «8 نساء»، و«فى البيت»، وعاشق مزدوج، أما فيلم «كنت فى المنزل ..ولكن» فهو من إنتاج ألمانى صربى ومن إخراج انجيلا شانيلك، التى قدمت فى العام الماضى فيلم «طريق الحلم».

ويعرض فيلم «قصة الشقيقات الثلاث» من إخراج إيمين البير، والفيلم الأسبانى «ايليزا ومارسيلا» من إخراج ايزابيل كوزيت، ومستر جونز من إخراج انيسيكا هولند، والفيلم المنغولى «ONEDOG»، للمخرج وانج كوان ان، وتغلب على أفلام المسابقة الرسمية الموضوعات الإنسانية. وتتواصل خلال فعاليات الدورة أيضا عروض الأفلام المشاركة فى قسم الـ«فورم» أو المنتدى، وهو القسم المعنى بعرض الأفلام الوثائقية والتجريبية، ويهتم بصناعة الأفلام لدى فئة الشباب على مستوى العالم.

وتضم قائمة الأفلام المتنافسة 39 فيلما عالميا، من بينها 31 فيلما تعرض فى المهرجان لأول مرة، وتوصف بأنها أعمال جديدة غير تقليدية حيث تفتح آفاقا جديدة فى عالم السينما، وتتضمن أفكارًا تحث على الشجاعة والمغامرة، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تحيط بصناعة الأفلام، وقدرتها على الجمع بين الفنون البصرية والأدبية والمسرحية فى العرض بحسب بيان المهرجان، وتحتوى مسابقة «الفورم» إنتاجات مميزة من مختلف أنحاء العالم مثل البرازيل وكوريا وسنغافورة والمملكة المتحدة، والسودان ولبنان.

المشاركة العربية فى «الفورم»

يشارك فى مسابقة «الفورم» فيلمان عربيان من السودان ولبنان، أولهما الفيلم السودانى «الخرطوم أوفسايد - Khartoum Offside» للمخرجة السودانية مروة زين، ومن لبنان فيلم «وردة Warda» للمخرج اللبنانى غسان سلهب. ويتناول فيلم «الخرطوم أوفسايد»، قصة فريق كرة قدم نسائى فى السودان يحاول البقاء على قيد الحياة، رغم أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة، وهو فيلم يعكس تجارب شخصية خاصة بصراع الفتيات مع المجتمع ويظهر جرأة غير مسبوقة لعضوات هذا الفريق، وسيتم عرضه يوم 17 فبراير الحالى وخلال نحو الساعة ونصف الساعة يقدم الفيلم الوثائقى باللغة العربية مراحل تطور هذا الصراع المجتمعى.ومروة زين مخرجة مصرية سودانية، ولدت فى المملكة العربية السعودية وعاشت ودرست فى القاهرة، وتخرجت فى مدرسة سينمائية فى الدنمارك.

أما فيلم «وردة أو الوردة المفتوحة» للمخرج اللبنانى غسان سلهب، فقد استعان فيه برسائل الناشطة الماركسية البولندية روزا لوكسمبورج، التى لقبها لينين بـ«نسر الماركسية المحلق»، وكتبتها خلال فترة سجنها وكانت موجهة إلى صديقها هانز ديفانباخ الذى قتل خلال الحرب العالمية الأولى، بحسب موقع هوليوود ريبورتر.

الأهرام اليومي في

06.02.2019

 
 
 
 
 

6 مخرجات يحلمن بـ "الدب الذهبي".. و17 فيلماً "من العيار الثقيل" في المسابقة الرسمية

مهرجان برلين ينطلق بـ "عطف الغرباء"

"بينوش" الفرنسية تقود لجنة التحكيم.. و"وثائقي عالمي" للمشاهدة فقط

رسالة برلين - مروة أبوعيش

اليوم افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي والاحتفاء بالدورة الـ69 من عمر واحد من اقدمپمهرجانات العالم التي تلقي الضوء دائما علي الجيل الجديد في عالم السينما ويساهم في فتح آفاق جديدة لهم لتنمية مواهبهم. هذا بالإضافة إلي بعض مختارات من سينما الكبار التي تضيف بريقاً مختلفاً علي اجواء المهرجانات ولا يمكن الاستعناء عنها. وبالطبع معظمهم من رواد المهرجان وربما كبروا واشتهروا من خلاله.

أما ادارة مهرجان برلين السينمائي التي ستستمر فعالياته حتي السابع عشر من الشهر الجاري. اختارت هذا العام في المسابقة الرسمية 23 فيلما منها 17 فيلما للتنافس علي الدب الذهبي والفضيپمن 25 دولة حول العالم ساهمت بشكل أو بآخر في عملية صناعة هذه الأفلام. وباقي الأفلام تم تصنيفها خارج المسابقة الرسمية. 

وهذا العام أيضا يضم القسم الرسمي سبعة أفلام لسبع مخرجات. ستة افلام منها تنافس علي الجوائز الكبري وفيلم واحد يعرض خارج المسابقة. ولكن تشترك هذه الأفلام في شيء واحدپأن جميعها عرض عالمي أول. 

أما فكرة المشاركة النسائية القوية لهذا العام فإنه أمر لافت للنظر فسيطرة المرأة تزداد عاما بعد عام بالمشاركة في المسابقات الرسمية سواء في برلين او اي مهرجان من الكبار. 

وأول هذه الأفلام الفيلم النمساوي "الأرض بين قدمي" للمخرجة ماري كروتزر التي سبق أن أخرجت فيلمي "بدون أب" و "اعتدنا أن نكون لطفاء". 

الفيلم الثاني هو "كنت في المنزل ولكن" إنتاج ألماني صربي واخرجته انجيلاشانليك. ومن افلامها "ماريا الطريق الذي حلمت به".پ 

الثالث اسباني الجنسية ويحمل عنوان "اليزا ومارسيلا" اخراج ايزابيل كواكست التي أخرجت "المكتبة" و"الحياة السرية للكلمات". 

أما الفيلم الرابع فمن إنتاج خمس دول أوروبية هي مقدونيا وبلجيكا وسلوفينيا وكرواتيا وفرنسا» وعنوان الفيلم هو "الإله موجود..اسمها بترونيا"من اخراج تينا ستروج ميتفسكا. ومن افلامها: "عندما كان اليوم بلا اسم" و"المرأة التي مسحت دموعها" و "انا من تيتوف فيليس". 

وينافس الفيلم الخامس "مستر جونز" علي الدب البرليني من اخراج انيزكا هولاند. من اعمالها "غضب الحصاد" و "اوروبا اوروبا" و "سبوور". الفيلم من انتاج بولندا وانجلترا واوكرانيا. 

والسادس هو فيلم للمخرجة الألمانية نورا فنجشيت وعنوان "مدمر النظام" وقدمت نورا من قبله فيلماً واحداً فقط هو "بدون العالم". 

بينما الفيلم السابع للمخرجةپالفرنسية أنياس فاردا يعرض خارج المسابقة بلا منافسة. فقد حظي علي عرضه العالمي الأول الأمر الذي يعتبر لدي البعض جائزة في حد ذاتها أن يتم مشاهدة فيلمه من خلال جمهور البرلينالي»پ اما الفيلم فينتمي الي الأفلام الوثائقية وعنوانه "فاردا بصنع انياس" فهو يحمل اسم مخرجته التي اخرجت من قبل "كليو من 5 إلي 7" و أماكن ووجوه. 

كذلك فيلم الأفتتاح تمثله امرأة . "عطف الغرباء" بطولةپزو كازان ومن اخراج وانتاج الدنماركية لون شيرفيج التي تعتبر واحدة من رواد المهرجان والمفضلين. فأول افلامها التي عرضت هناك كان فيلم "رحلة العيد ميلاد" وعرض في قسم البانوراما عام 1990. وكذلك فيلم "علي مسئوليتنا" عام 1998 وعرض في قسم خاص بالأطفال. ولديها فيلمان عرضا في المسابقة الرسيمة هما "الايطالية للمبتدئين" عام 2000. و"ويلبور يريد ان يقتل نفسه" عام 2002. وشاركت بفيلم "تعليم" عام 2009 ولكنه عرض خارج المسابقة. 

حتي لجنة تحكيم هذا العام تقودها امراة هي النجمة الفرنسية جولييت بينوش ويشاركها كأعضاء في لجنة التحكيم كل من الممثلة الألمانية ساندرا هوللر بطلة فيلمي "توني اردمان" و "بين الممرات". ومعه الممثلة والمنتجة الانجليزية ترودي ستايلر زوجة المغني المعروف ستينج. اما باقي الأعضاء من الرجال فهمپالمخرج التشيلي سباستيان ليليو الحاصل علي جائزة الاوسكار عن فيلمه "امرأة رائعة". وپالناقد الشهير جاستن تشانج من صحيفة لوس أنجلوس تايمز وسيليست بارتوس كبير منسق السينما في متحف نيويورك للفن الحديث. 

الجمهورية المصرية في

06.02.2019

 
 
 
 
 

طيبة الغرباء يفتتح الدورة‏69‏ لمهرجان برلين السينمائي

رسالة برلين‏:‏ مني شديد

تنطلق مساء غد الدورة الـ‏69‏ لمهرجان برلين السينمائي الدولي في العاصمة الألمانية بحضور حشد كبير من صناع السينما في العالم التي تستمر حتي السابع عشر من فبراير الجاري‏,‏ ويتنافس علي الدب الذهبي في مسابقتها الرسمية‏17‏ فيلما غابت عنها المشاركة العربية تماما‏.‏

ويفتتح المهرجان فيلم ذا كيندنس أوف سترينجر أو طيبة الغرباء للمخرجة لون شيرفيج من إنتاج مشترك لألمانيا والدنمارك وكندا والسويد وفرنسا, وتدور أحداثه عن رحلة كلارا مع أبنائها إلي نيوريورك للهروب من زوج قاس وعنيف, لا تجد كلارا معها الكثير من المال وعلي الرغم من قسوة شوارع هذه المدينة إلا أنها تجد فيها ملجأ لها ولأطفالها, وفي مطعم روسي يدعي القصر الشتوي تجتمع مع مجموعة من الأشخاص يمر كل منهم بأزمة وجمعهم القدر جميعا في هذا المكان.

وينافس فيلم الافتتاح أيضا علي جوائز المسابقة الرسمية وهو واحد من بين6 أفلام تنافس بها ألمانيا في مسابقة مهرجانها الرسمية بينها5 أفلام من إنتاج مشترك مع دول أخري مثل ذا جولدين جلوف أو القفاز الذهبي للمخرج التركي الألماني الشهير فاتح أكين الذي حل ضيفا علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام2014, وفيلمه من إنتاج مشترك بين ألمانيا وفرنسا, وفيلم اي واذ آت هوم, بط أو لقد كنت في المنزل, ولكن للمخرجة أنجيلا شانليك وإنتاج ألمانيا وصربيا, وفيلم قصة ثلاث شقيقات إخراج أيمن ألبير وإنتاج ألمانيا وهولندا وتركيا واليونان, وفيلم المرادفات إخراج ناداف لابيد وإنتاج ألمانيا وفرنسا وإسرائيل, بالإضافة إلي فيلم واحد من إنتاج ألماني منفرد وهو سيستم كراشر أو محطم النظام إخراج نورا فينجشيدات.

وتضم المسابقة أيضا فيلما للمخرج الفرنسي الشهير فرنسوا أوزون وهو باي ذا جريس أوف جاد أو ببركة الرب إنتاج فرنسا, وتشارك فرنسا في إنتاج فيلم جاد إكسيزتس واسمها بيترونيا أو الرب موجود واسمها بيترونيا إنتاج مشترك مع مقدونيا وبلجيكا وسلوفينيا وكرواتيا.

وتشارك الصين بفيلمين الأول ون سيكند أو ثانية واحدة للمخرج الشهير زانج ييمو الحائز علي الدب الفضي من قبل في مهرجان برلين كأفضل مخرج وجائزة لجنة التحكيم الكبري من مهرجان كان, والفيلم الثاني سو لونج مي صن أو الوداع يا بني إخراج ونج تشيوان, وتنافس أيضا المخرجة الهولندية آقنييسكا هولاند علي جوائز مهرجان برلين بفيلم مستر جونز من إنتاج مشترك بين بريطانيا وأوكرانيا وبولندا, وهي حائزة علي ترشيح للأوسكار في1990 وفازت بالدب الفضي لأفضل مخرجة عام من مهرجان برلين عام2017, كما يشارك المخرج النرويجي هانز بيتر مولاند الحائز علي أفضل مخرج من مهرجان مونتريال عام2006, بفيلمه الجديد أوت ستيلنج هورسيس أو افي الخارج يسرق الخيول من إنتاج مشترك بين السويد والدنمارك والنرويج.

وتشارك إيطاليا بفيلم وحيد بعنوان بيرنهاس إخراج كلاوديو جيوفانيسني, ومن النمسا فيلم ذا جروند بنيث مي فييت أو الأرض أسفل قدمي إخراج ماري كريوتزر, ومن إسبانيا فيلم إليزا ومارسيلا إخراج إيزابيل كويسيت, ومن منغوليا فيلم أون دوج للمخرج ونج تشيوان, ومن كندا فيلم جوست تاون انثولوجي إخراج دينيس كوتي.

الأهرام المسائي في

06.02.2019

 
 
 
 
 

مهرجان «برلين» يرفع الظلم عن النساء..

غياب أمريكي وحضور إسرائيلي والعرب «في الطراوة»!

طارق الشناوي

أحيانا نقرؤها سياسياً، أقصد المهرجانات، رغم أنها ليست بالضرورة كلها كذلك. الغياب الأمريكى فى الفعاليات الرئيسية لمهرجان «برلين» هذه الدورة، وهى السينما الأهم، لا يعنى أن الأمر مقصود بالضرورة، وحضور فيلم إسرائيلى للمسابقة الرئيسية يجب أن نضعه فى إطاره الفنى، حتى يثبت الفيلم العكس، أما الغياب العربى فهو يقع فى إطار المتوقع.. حضور السينما العربية فى المهرجانات العالمية الكبرى الاستثناء الذى يؤكد القاعدة، التى تؤكد أن الغياب هو القاعدة، لدينا حضور على الهامش: الفيلم العراقى «الموصل 980» ويُعرض فى قسم «جيل مهرجان برلين»، ومن لبنان الفيلم القصير «وردة» لغسان سلهب، ومن السودان «أوفاسيد خرطوم» للمخرجة مروة زين، وهو فيلمها الأول.

لو ألقيت نظرة سريعة على مهرجان برلين الذى يفتتح دورته رقم 69 مساء اليوم، ستكتشف أنه يتباهى دائما بأنه نصير المرأة، هذه الدورة تترأس لجنة التحكيم به الفنانة الفرنسية جولييت بينوش، فى مهرجان «كان» الدورة الأخيرة أيضا ترأست اللجنة كيت بلانشيت، فهو كما ترى توجه عالمى لكى تتصدر المرأة المشهد.

داخل المسابقة الرسمية، يعرض 7 أفلام عليها توقيع نساء من واقع 17 فيلما فى المسابقة الرسمية، بينما مهرجان عريق مثل (كان) ربما لا يتجاوز الأمر فيلما واحدا إخراج امرأة، وأحيانا لا تجد أساسا أفلام مخرجات، وهنا تنشط الجمعيات النسائية وتعلن الحرب على المهرجان مع اتهامه بالتحيز، وهو ما يتكرر مثلا فى مسابقة (الأوسكار).. ولا يقتصر الأمر على المرأة، ولكن أصحاب البشرة السوداء لهم دائما شكواهم، وهو ما دفع القائمين على أكاديمية (الفنون والعلوم الأمريكية) التى تُقيم المسابقة لزيادة نسبة أصحاب البشرة السوداء والنساء بين أعضاء الأكاديمية البالغ عددهم نحو 6 آلاف ليستقيم الأمر عدديا، وهو ما أراه وكأنه يرسخ مبدأ (الكوتة) فى الجنس واللون، المرأة عندما تحتل مقعدا فى لجنة اختيار أو تحكيم لا تنحاز بالضرورة للمرأة ولكن للأجمل.

مهرجان (برلين) الثالث تاريخيا بعد (فينسيا) و(كان)، والمهرجانات الثلاثة تحتل المركز الأول سينمائيا، حيث إن كلاً منها يعتبر الحدث الأهم فى العالم، لا شىء بعيداً عن السينما، كل التفاصيل التى نعايشها تعبر عنها الشاشات، إلا أن هذا لا يعنى أن السياسة هى المحرك للحدث الفنى، ولكن قد يطرح الموقف السياسى توجهاً فنياً، الحفاوة التى يحظى بها مثلا المخرج الإيرانى جعفر بناهى- الممنوع ليس فقط من مغادرة بلاده ولكن أيضا من ممارسة المهنة- أدت لحضور أفلامه، بل ترشحه للمشاركة فى لجان التحكيم أكثر من مرة، رغم علم القائمين على المهرجان استحالة السفر، إلا أنه لا يمكن أن يرشح الفيلم للمهرجان أو يحصل المخرج على جائزة غير مستحقة لدعم توجه سياسى، تلك هى المنطقة الشائكة الممنوعة، مثلا كانت ثورات الربيع العربى منذ بزوغها عام 2011 فى مهرجان (كان)، وهى الحدث الأبرز فى المهرجانات الكبرى، قد خفتت فى السنوات الثلاث الأخيرة ثم تلاشى تماما هذا الحضور، رغم أنه فى السنوات الأولى للربيع العربى كانت تضاف فعاليات وتكريمات لمواكبة الحدث، إلا أن العديد من هذه الأفلام مثل الفيلم المصرى (18 يوم) عُرضت على الهامش، بعيدا عن المسابقة الرسمية.

المرأة أيضا كان لها نصيب وافر، شاهدنا شعار (مى تو) «أنا كمان» يحتل الصدارة فى مهرجان (برلين) الدورة الماضية، محفزا النساء على البوح بمن تحرش بهن، هناك إحساس يتزايد بأن المهرجان هو الحصن الحصين للدفاع عن المرأة.

الأفلام المشاركة رسميا لا تتجاوز 17، بينها 7 أفلام بتوقيع نساء، وإن كان لا يحقق العدالة الرقمية فهو يصل لنسبة 40% من الأفلام للنساء، إلا أنه يعد انتصارا للمرأة المخرجة، ولكن من قال إن الفن يُقيم هكذا بنظام (الكوتة) الذى من الممكن التعامل معه سياسيا من باب (الضرورات التى تُبيح المحظورات)، مؤكد أن الاختيار للأفضل، والنساء السبع اختيرت أفلامهن لأسباب فنية، أو على الأقل هذا هو المتوقع، وطبعا بعد المشاهدة لنا عودة.

كثيرا ما تدخل المهرجانات فى معارك جانبية بسبب غضب فى جزء منه نسائى، هل المرأة مظلومة سينمائيا؟.. راجعوا عدد المهرجانات التى تحتفى بالمرأة، ستكتشفون أنها تُشكل على الخريطة السينمائية مساحة معتبرة، بينما الرجال لا مهرجان لهم أو يحمل اسمهم، السينما من المفروض أنها تراهن على الإنسان أولا، كل الفنون هى للإنسان، وليس للنوع، رجلا أو امرأة، الرياضة فى عدد من الألعاب من الممكن أن تخضع للنوع، لأنها فى جانب منها تعتمد على القوة الجسدية التى تختلف جسديا بين رجل وامرأة، صار للنساء دائما صوت خاص، فى مصر مثلا لدينا مهرجانان للمرأة، واحد فى (القاهرة) والثانى (أسوان)، دائما ما تلجأ النساء إلى رفع شعار «لا للظلم» عندما لا يجدن لهن تواجداً فى مهرجان أو مسابقة سينمائية، مثلما حدث مؤخرا فى مسابقة الأوسكار بين الجوائز الخمس المرشحة للأوسكار، لا يوجد فيلم عليه توقيع امرأة، بينما فقط لدينا المخرجة اللبنانية نادين لبكى بفيلمها (كفر ناحوم) فى جائزة أفضل فيلم أجنبى، وربما لن تحظى بالجائزة، وفيلم (روما) حظه أوفر، ولكن لدينا فيلم وامرأة وعربية، وهذا فى حد ذاته يعتبر بمثابة انتصار ثنائى الأبعاد للمرأة وللعرب.

■ ■ ■

كثيراً ما أتأمل تلك المواقف ولا أعثر على إجابة: لماذا تكثر الإجراءات الأمنية فى مهرجان ضخم مثل (كان) ولا نجد لها مثيلا فى مهرجان (برلين)؟.. المقارنة تفرض نفسها، وهى تحمل فارقا شاسعا، حتى يتاح للناقد أو الصحفى الدخول لدار العرض فى (كان) لابد أن يمر بأكثر من جهاز وأكثر من تفتيش، ويضيع وقتا أطول أمام باب الدخول، وكأن القاعدة المعمول بها أمنيا أن الصحفى مذنب، أو على أقل تقدير متهم حتى يتم إثبات العكس، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فى (برلين) مثلا من حقك أن تصطحب معك زجاجة (الماء) إلى دار العرض، وكان هذا مسموحا به من قبل فى (كان) ولكن تغير الموقف بسبب الاحتراز الأمنى فى الأعوام الثلاثة الأخيرة، كثيرا ما تلمح جنود الشرطة فوق أسطح العمارات القريبة بالمهرجان وفى أعلى القصر وهم مدججون بالأسلحة الثقيلة.. أتحدث عن (كان)، بينما فى (برلين) نادرا ما تراهم أساسا.. على مستوى (برمجة) الأفلام يضع (برلين) مساحات زمنية بين كل فيلم وآخر تكفى لكى يستعيد الناقد نشاطه ولياقته ليستقبل الفيلم الجديد، كما أن عدد مرات الإعادة للعرض بنسبة كبيرة لا يتعارض مع أفلام المسابقة الأخرى.

فى (كان) يكثر عدد الجمهور من عشاق السينما، الذى يرفعون يافطة تطلب دعوة مجانية، بينما من النادر أن تلمح تلك اليافطة فى (برلين)، رغم أن الشغف بالسينما واحد، بل عدد التذاكر المباعة فى برلين أكثر.

الجمهور الفرنسى أكثر ولعا بالتعبير عن مشاعره وحجم إقباله على قصر المهرجان، للتزاحم على الضيوف الذين يضعهم المهرجان فى مكانة الأساطير، بينما يبدو الجمهور الألمانى أكثر شغفا بالشريط السينمائى من شغفه بملاحقة النجوم.. تستطيع ملاحظة أيضا أن الفضائيات ووحدات البث المباشر فى (كان) ودائرة الصحفيين أيضا أكثر اتساعاً، أتحدث قطعا عن الصحافة المصرية والعربية التى تمنح (كان) مساحة أكبر، بينما يندر أن تجد منصات عربية فضائية.

رغم أنه من الواضح أن إدارة مهرجان برلين حريصة على زيادة رقعة الصحافة العربية لتعبر عن توجه سياسى يحمل فى جانب منه قدرا من التعاطف، فهو أيضا مهرجان يحافظ على البيئة ويواجه التحرش وينحاز للمهمشين ويتعاطف مع اللاجئين.

درجة الحرارة تحت الصفر، ولكن فى برلين دائما ما أشعر بحالة دفء تسرى فى كل التفاصيل السينمائية والأجواء والبشر وتتحدى البرودة، ونُكمل إلى حين!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

06.02.2019

 
 
 
 
 

مهرجان برلين السينمائي يفتح أبوابه لـ"نتفليكس":

انفتاح على النساء و"قرارات جديدة"

المصدر: (أ ف ب)

يخصّص #مهرجان_برلين_السينمائي حيّزا كبيرا للنساء في دورته للعام 2019 التي عيّنت امرأة على رأس لجنة تحكيمها واختير عمل من إنتاج "نتفليكس" ليشارك للمرة الأولى في تاريخ الحدث في المسابقة الرسمية.

ويقدّم مهرجان برلين الذي يعدّ من أرقى المهرجانات السينمائية في العالم إلى جانب كان والبندقية، 23 فيلما في عروضه الرسمية، من بينها 17 تتنافس على جائزة الدبّ الذهبي التي ترأس لجنة تحكيمها الممثلة الفرنسية جولييت بينوش.

وتستمرّ فاعليات الدورة التاسعة والستين من 7 إلى 17 شباط وتطوى معها أيضا صفحة من تاريخ هذا المهرجان العريق، إذ إنها النسخة الأخيرة التي يديرها الألماني ديتر كوسليك (70 عاما) الذي سيسلّم بعد 18 عاما دفّة الإدارة لثنائي أصغر سنا منه مؤلّف من الإيطالي كارلو شاتريان المدير الحالي لمهرجان لوكارنو للفيلم والسينمائية الهولندية مارييت ريسنبك.

وتعدّ نسبة المشاركة النسائية قياسية هذه السنة، إذ إن 7 من بين الأفلام الـ 17 المشاركة في المسابقة الرسمية هي من إخراج نساء، أي أن 17 % من الأعمال تحمل توقيعا نسائيا، في مقابل 14 % و5 % سنة 2018 في كلّ من مهرجاني كان والبندقية على التوالي.

وقال كوسليك في تصريحات لوكالة فرانس برس بشأن بروز حركة #أنا_أيضاالمناهضة للتحرّش الجنسي و#تايمس آب للقضاء على التمييز بين الجنسين إن "النقاشات التي جرت فتحت أعيننا وجعلتنا نتّخذ قرارات جديدة".

لكن الوضع كان ليكون مختلفا "لو كانت الأفلام ذات مستوى سيّئ"، وفق مدير المهرجان الذي ذكّر بأن جائزة الدبّ الذهبي منحت خلال السنتين الماضيتين للرومانية أدينا بنتيلي عن "تاتش مي نوت" والمجرية إلديكو إنييدي عن "بادي أند سول".

ورأت ميليسا سيلفرستاين، المسؤولة عن مجموعة الضغط النسائية "وومن أند هوليوود" أن هذه المشاركة القياسية في مهرجان برلين تأتي في وقتها، خصوصا أن ما من امرأة مرشّحة لأوسكار أفضل فيلم أو أفضل إخراج.

وهي لفتت إلى أنه من واجب المهرجانات ضمان التنوّع في القطاع، فهكذا فاعليات "تفتح أبواب الشهرة للمشاركين فيها وتسلّط عليهم الأضواء حول العالم".

وخلال دورة العام 2019، ستوقّع إدارة المهرجان تعهدّا غير ملزم لضمان المساواة بين الرجال والنساء سبق أن اعتمد في مهرجانات عالمية أخرى، من قبيل البندقية وكان.

ويفتتح فيلم "ذي كايندنس أوف سترينجرز" للدنماركية لون شيرفيغ المهرجان بأوّل عرض له على الصعيد العالمي. وتقدّم أيضا الدورة التاسعة والستون وثائقيا جديدا للمخرجة الفرنسية أنييس فاردا (70 عاما) يكتسي طابعا ذاتيا يعرض خارج إطار المسابقة الرسمية.

وفتحت هذه الدورة من المهرجان أبوابها أيضا لمنصة البثّ التدفقي "نتفليكس" التي تشارك في المسابقة الرسمية مع "إليزا اند مارسيلا" للإسبانية إيزابيل كوشيت.

وأكّد كوسليك "من المهمّ أن تواصل المهرجانات الكبرى نضالها من أجل السينما"، مشيرا إلى أن "الرهان يقضي راهنا بإيجاد سبل للتعايش، كما حصل مع السينما والتلفزيون".

لكن لا بدّ من التوصّل إلى معادلة "تتيح حماية الإنتاجات لكي يتسنّى بداية عرضها في صالات السينما ثمّ بتقنية البثّ التدفقي"، على حدّ قول كوسليك.

ووجّه كوسليك في الدورة الأخيرة له على رأس إدارة المهرجان دعوة إلى أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرّف لحضور وثائقي روبرتا غروسمان الذي يحمل عنوان "المحفوظات السرية لغيتو وارسو" والذي سيعرض في العاشر من شباط.

النهار اللبنانية في

06.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)