كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

زياد دويري لـ"النهار": فهمتُ تدريجاً أنّ الآخر حارب من أجل الوطن كما حاربنا

(فيديو)

البندقية - هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الرابع والسبعون

   
 
 
 
 

١٣ سنة بعد “طيارة من ورق” لرندة الشهال، يعود شريط لبناني إلى مسابقة #مهرجان_البندقية: “قضية رقم ٢٣” لزياد دويري. الفيلم عُرض في بداية الـ”موسترا”، وكانت له أصداء إيجابية في الصحافة الغربية.

شتيمة يوجهها مهندس فلسطيني إلى ميكانيكي لبناني تابع لـ”القوات اللبنانية” تتحول قضية رأي عام وتكاد تشعل نيران الحرب الأهلية من جديد، ناكئة جراج الماضي القريب البعيد. هذه هي باختصار الحكاية التي يتمحور عليها “قضية رقم ٢٣” الذي ستبدأ عروضه المحلية في الرابع عشر من الجاري، بعد عرضه في تورونتو وتيللورايد، تظاهرتان سينمائيتان ذات قيمة في أميركا الشمالية.

بعد فيلمين، آخرهما “الصدمة” الممنوع في لبنان، أبعداه من بلاده، يعود السينمائي المجازف إلى مدينته وبيئته والحضن الدافئ (أهو فعلاً دافئ؟)، مستلهماً حكاية من عمق الواقع اللبناني الذي ظلّ هاجسه لسنوات.

في مقابلة لنا معه يوم ذهبنا إلى موقع التصوير، قال: “كنت في حاجة إلى اختبار أشياء أخرى. في النهاية، ثمة ما يعود بك إلى هنا ويلتقطك من أحشائك. لبنان يمسك المرء من أحشائه. لديّ الكثير هنا. تاريخي في هذا المكان: الحرب الأهلية وما بعدها، ثم مراجعة الحسابات. هذا كله ترك في أعماقي أثراً كبيراً. سافرتُ إلى لوس أنجليس، ثم استقررتُ في باريس، وظللتُ أشعر أنّ روحي هنا. كان جسدي هناك لكنّ روحي هنا. في بيروت أشعر أنني في بيئتي. الفوضى جزء منها. في الواقع، لا يزال لديّ الكثير أقوله عن بيروت. علاقتي بلبنان لم تنتهِ بعد”.

في الآتي، مقابلة مصورة مع دويري أجرتها “النهار” في مهرجان البندقية.

https://www.youtube.com/watch?v=ASAd3c22Ro0

####

البندقية ٧٤ - “سبربيكون”: جورج كلوني الغاضب يستعين بالأخوين كووين ليخاطب زمن ترامب!

البندقية - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

في “سبربيكون، #جورج_كلوني يوصل نصّ الأخوين كووين إلى بر الأمان: إخراج سليم، إدارة ممثلين ممتازة، أجواء مشحونة بالاضطراب والتشويق. كلّ عنصر من العناصر مشغول بحرفية في سادس تجربة إخراجية لكلوني، وهذا يسهّل نسيان كارثة فيلمه الأخير “رجال التحف” الذي أحدث “فضيحة” في دورة العام ٢٠١٤ من مهرجان برلين السينمائي حين أدرجه القائمون عليه ضمن التشكيلة الرسمية. اليوم يمكن القول انه استعاد بلا أي مشكلة بداياته في الإخراج مع أفلام مثل “اعترافات عقل خطير” (٢٠٠٢). الا أنّ هذا كله لم يكن ممكناً من دون السيناريو الذي وضعه الأخوين كووين وهو يشبه عوالهما إلى حدّ بعيد، مع ذلك الميل إلى تعذيب شلة من الشخصيات التي لا تستحق سوى السحق. النص ذو نكهة تذكّر بطعم الشوكولا السوداء تحت الضرس، وهو أساسي في نجاح العمل المسلي حيناً والمحرّض على التفكير في أحايين أخرى. باختصار: وجبة سينمائية دسمة!

الفيلم المُشارك في الدورة الحالية من #مهرجان_البندقية السينمائي (٢٩ آب - ٩ أيلول) عُرض للجمهور الأول من أمس، فأحضر معه حشداً ضخماً من المتفرجين والفضوليين الذين تحلقوا حول قصر المهرجان للتحديق في...

لقراءة هذا الخبر، إشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول

####

البندقية ٧٤ - "تدفق بشري": آي وايواي يضع العالم أمام ضميره

البندقية - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

باتت الأفلام التي تُعنى باللاجئين والقادمين من خلف البحار محطة أساسية في المهرجانات الدولية. والبندقية (٢٩ آب - ٩ أيلول) ليس على منأى من هذه الظاهرة. فالسينما، هذا الفن الجماهيري بطبيعته، هي أكثر الفنون التي تتفاعل مع المستجدّات حول العالم. بناء على هذه الحقيقة، حمل الفنان المعاصر الصيني أي وايواي كاميراه المشاكسة والمعارضة وتنقّل من بلد إلى آخر ليلتقط معاناة أولئك الذين باتوا بلا سقف يؤويهم وبلا يد تمتد إليهم وبلا مستقبل يدغدغ أحلامهم. اختيار فيلم وايواي الأول، “تدفق بشري” (إنتاج أميركي)، في المسابقة الرسمية إلى جانب أعمال روائية طويلة، امتدادٌ لسياسة تحريرية أعاد #البندقية إحياءها منذ فوز “ساكرو غرا” لجيانفرنكو روزي بجائزة “الأسد الذهبي” قبل أربع سنوات. علماً أنّ وثائقياً آخر يشارك في المسابقة وهو “مكتبة نيويورك العامة” للكبير فريدريك وايزمان.   

صحيح أنّ الإمكانات التي وُضعت في خدمة رؤية وايواي ضخمة، ولا يحلم بها أيّ مخرج مبتدئ، ولكن أحياناً نرى الرجل يكتفي بكاميرا هاتفه المحمول لالتقاط لحظة مهمة. قد تكون مجرّد حيلة لإضفاء بعض الصدقية على الفيلم، إلا أنّها تأتي منسجمة في السياق العام، خصوصاً إذا أخدنا في الاعتبار تاريخ الرجل الحافل بالمناكفات والاعتراض والاستفزاز. النتيجة: نصّ تتصادم فيه لحظات معدّة سلفاً، بعفوية هي أساس كلّ عمل وثائقي.  

بلا مغالاة، يُمكن اعتبار “تدفق بشري” فيلماً مرجعياً عن مأساة اللجوء، وهو يتركّز بشكل أساسي على الفترة بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٦ التي شهدت أكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية. وايواي، بصدق يصعب التشكيك به، يصوّر وجوهاً معجونة بالألم، تتكدّس فيها الحكايات. لكلّ شخص من الأشخاص الذين يقفون خلف الحواجز العازلة وداخل الخيم الهشّة، سيرة تركها خلفه ومضى، مضطراً، لعدم توافر البدائل. بهذا المعنى، يضع وايواي العالم أمام ضميره. لا يحمّل أحداً المسؤولية، فنصّه بعيد من كلّ ما هو سياسي وعقائدي، إلا أنّ السياسة بمعناها الواسع تفرض نفسها. ”تدفق بشري” من الصنف السينمائي الذي يجعل كلّ شيء طرحاً سياسياً، ولا فكاك للفنّ عنه.

الافتتاح على مشهد جوي للمتوسط الذي ابتلع ٥ آلاف شخص في العام ٢٠١٥، والختام بأكوام من سترات النجاة البرتقالية المرمية على شاطئ يوناني (جمعها وايواي وعرضها في #برلين العام الماضي خلال الـ”برليناله” - مكان إقامته). بالتأكيد، هناك لحظات يفلت فيها الفيلم من يده، وأخرى نشهد على تحوّله إلى رحلة سياحية أو دعاية غير مقصودة لزعيم سياسي، ولكن هناك رغبة شديدة الصفاء في الاقتراب أكثر فأكثر من مأساة تضرب العالم، بعيداً من مانشيتات الصحف. فهناك كلّ يوم ٣٥ ألف شخص يتركون منازلهم على أمل أن يجدوا مكاناً أفضل للعيش

وايواي لم ينجز ريبورتاجاً تقليدياً مملوءاً بالمقابلات عن قضية اللجوء. إنما انخرط في معركة صمود أولئك الذين قرّروا خوض مغامرة البحر، قبل أن يقتفي آثارهم من بلد إلى بلد (صُوِّر الفيلم في أكثر من ٢٠ بلداً، من ضمنها لبنان)، وصولاً إلى مكان فاقع الرمزية: الحدود اليونانية المقدونية، “بوابة” أوروبا/الحلم حيث في انتظار هؤلاء آمان يفتقدون إليه في أوطانهم. سواء في “أدغال” كاليه أو في مطار برليني أو في مخيم عين الحلوة، مأساة العراقيين والسوريين والأفغان واحدة: استحالة العيش في مسقطهم.

يظهر وايواي في الفيلم مراراً، مطبطباً على الظهور ومازحاً في بعض الأحيان، ولكن فقط بالقدر الذي يسمح له أن يكون صلة وصل بيننا وبين الماضين إلى مصيرهم المجهول. بالإضافة إلى رغبته في التوثيق وتحريك المشاعر والتأكيد على موقف، يريد وايواي لعمله أن يأخد صيغة القصيدة التي تعانق آلام الكون كلّها. كل الاستيتيك الذي حظي به الفيلم يتبلور في هذا الاتجاه، لا سيما في اللقطات الجوّية التي تصوّر المخيمات كلوحة أو منحوتة، إلا أنّ الهبوط الاضطراري على الأرض يكشف حقائق أخرى. كأيّ فنان لا ينسى وظيفته الأولى حينما ينكب على قضية إنسانية، يعرف وايواي كيف ينقل أفظع المآسي الإنسانية في الألفية الثالثة من دون استدراج للعواطف أو استغلال للمادة، وهما الشيئان اللذان ينصبان الفخاخ للكثير من الأفلام التي تدّعي حمل راية الهاربين من الحروب والنكبات

النهار اللبنانية في

04.09.2017

 
 

فيكتوريا تتعلم من خادمها الهندى إيلا وتهرب مع زوجها بحثا عن الحياة

الملكتان «جودى دينيش » و «هيلين ميرين » فى ضيافة «فينسيا السينمائى الدولى»

رسالة فينيسيا: منى شديد

تعتبر كل من جودي دنيش وهيلين ميرين من أهم وأفضل الممثلات اللاتي قمن بادوار ملكات بريطانيا في السينما في العقود الثلاثة الأخيرة‏,‏ حتي أن هذه الأدوار تعتبر عاملا اساسيا في اطلاق نجوميتهما وحازت الأولي علي جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دور الملكة إليزابيث الأولي فيلم اشكسبير يحبب عام‏1998,‏ وهو نفس الدور الذي قامت به هيلين ميرين عام‏2005‏ في فيلم اإليزابيثب وحازت عنه علي جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثلة‏,‏ ثم حصلت علي الأوسكار أفضل ممثلة في‏2007‏ عن دورها في فيلم االملكةب الذي قدمت فيه الملكة إليزابيت الثانية‏.‏

وشاءت الصدفة أن يجمع مهرجان فينسيا السينمائي الدولي بين االملكتينب في يوم واحد, حيث عرض بالأمس فيلم افيكتوريا وعبدولب لجودي دينش- الذي تعود به مرة أخري لدور الملكة- في القسم الرسمي خارج المسابقة بمناسبة تكريم مخرجه البريطاني ستيفن فرايرز في المهرجان وهو مخرج فيلم هيلين ميرين السابق االملكةب-, بينما عرض لهيلين في المسابقة الرسمية فيلم اايلا وجون ذا ليجير سيكرب الذي تقوم فيه بدور سيدة عادية من أمريكا.

وتقوم جودي دنيش في فيلم افيكتوريا وعبدولب بدور الملكة فيكتوريا المسنة وعلاقة الصداقة والحب التي جمعتها في المرحلة الأخيرة من حياتها بكاتب وخادم هندي شاب يدعي عبد الكريم ورفض كل من في القصر لهذه العلاقة ومحاربتهم لها بحجة أنها لا تليق بملكة بريطانيا العظمي التي تعتبر الهند واحدة من مستعمراتها.

وقالت جودي دنيش خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته إدارة المهرجان لفريق عمل الفيلم أنها لم تكن تتوقع أن تعود لدور الملكة مرة أخري, خاصة دور الملكة فيكتوريا التي قدمتها من قبل في فيلم اهير ماجستي مسز براونب عام1997 وكانت سببا في شهرتها وحازت عن هذا الدور علي ترشيح للأوسكار وجائزتي البافتا والجولدن جلوب لأفضل ممثلة, مشيرة إلي أنها تري في قصة فيلم افيكتوريا وعبدولب أنها استمرارية للفيلم الأول الذي كان يروي قصة الملكة مع خادمها الأمين براون الذي قام برعايتها والاهتمام بها بعد وفاة زوجها وانعزالها عن الجميع في محاول لإعادتها للحياة مرة أخري الا أن قربه الشديد منها أثار الكثير من المشاكل مثل علاقتها أيضا بعبدول في فيلم ستيفن فريرز والتي تعتبر علاقة معقدة وتصرفاتها تجاهه معقدة فهي تشعر بالارتياح إلي جانبه وتجد فيه شخصا تستطيع التحدث إليه بسهولة والتعلم منه أحيانا ويوفر لها جزءا من احتياجاتها في هذه المرحلة من حياتها.

وأكد ستيفن أن فيلم افيكتوريا وعبدولب يروي أحداثا حقيقية وليست حقيقية في نفس الوقت لكنه يرفض التفرقة العنصرية وتتعلم فيه الملكة بعض الاشياء من هذا الهندي الشاب عن واقع الحياة, وعلق ساخرا بأنه فيلما نريد أن يشاهده الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وقال الممثل الهندي علي فضل الذي قام بدور عبدول أن هذه المرحلة من حياة الملكة فيكتوريا لا نعرف عنها الكثير ولا يتحدث عنها أحد لكنها مرحلة مهمة, وهذه القصة تقدم نموذج للعنصرية البريطانية في نهاية القرن العشرين تجاه الهنود, مشيرا إلي أن العلاقة بين الملكة فيكتوريا أشبه بحالة روحية ليس قاصرة علي الاختلافات الثقافية بينهما, في تعتبر أقوي شخص في العالم في هذه الفترة لكن حياتها ينقصها شيء يوفره لها وجود هذا الشاب بجانبها, لذا يمكن أن نطلق عليها علاقة حب أو صداقة أو علاقة أم بابنها.

بينما تنافس النجمة هيلين ميرين بفيلم اTheleisureseeker ب علي جوائز المسابقة الرسمية ويشاركها بطولته دونالد ساذرلاند وإخراج الإيطالي باولو فيرزي وتقوم فيها بدور سيدة عادية تكتشف أن حياتها قاربت علي الانتهاء لذلك تقرر أن تعيشها علي طريقتها وتهرب في رحلة مع زوجها لمكان يطلقون عليهاذا ليجير سيكرب أو اطالب الترفية والمتعةب, فيرحلان من بوسطن إلي منزل ايرنست هيمنجواي في كي ويست وخلال الرحلة علي الطريق يعيدان اكتشاف شغفهما بالحياة وحبهما لبعضهما البعض.

وقالت هيلين خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم: إنها كانت محظوظة بأدوار الملكات التي حصلت عليها, وعلقت ضاحكة بأنه من الرائع دائما أن تكون ملكة لأن الملكة تحصل علي أفضل الملابس وأكبر عدد من الجمل الحوارية وحتي عندما لا تتحدث تظل كل الاعين مسلطة عليها, ولكن بعض الادوار السينمائية الأخري جيدة أيضا حتي ولو لم تكن لملكات, مؤكدة أنها تعتبر ايلا التي تقدمها في فيلم اذا ليجر سيكرب هي أيضا ملكة في حياتها البسيطة ومساحتها الصغيرة.

وعن العمل في فيلم أمريكي مع مخرج إيطالي قالت هيلين: إنه من الجيد أن نمتلك نظرة خارجية وعين غريبة عن البلاد تقدم لنا نظرة مختلفة بعيدا عن التأثيرات التاريخية والثقافية والعائلية, وهو ما يميز هذا الفيلم بوجود مخرج إيطالي يقدم رؤية تحمل الكثير من حسه الإنساني وروحه المرحة, مشيرة إلي أن من أهم العناصر التي جذبتها في شخصية إيلا هو أنها بعد معرفتها بقرب انتهاء حياتها تقرر أن تعيش ما تبقي لها علي طريقتها وتفجرت لديها طاقة وحب للحياة تتمني هيلين أن تحافظ عليه هي في الحياة الواقعية حتي نهاية حياتها.

وأضافت أنها قامت مؤخرا بدور الموت في أحد الأفلام السينمائية وحاولت أن تقدمه بقدر كبير من الطاقة والحيوية لأنه تري أن الموت لا بد أن يظهر مليئا بالحياة بقدر الإمكان وعلينا أن نعتنق الحياة ونستمتع بها.

الأهرام المسائي في

04.09.2017

 
 

البندقية ٧٤ – "الفيللا": روبير غيديغيان يدغدغ القلب على دفعات!

البندقية - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

"الفيللا"، الفيلم رقم ٢٠ في مسيرة روبير غيديغيان، من أرق الأفلام المعروضة هذه السنة في مسابقة "موسترا" البندقية (٢٩ آب - ٩ أيلول). عمل رصين يعبق بالحنان والأحاسيس المرهفة التي تأتي على دفعات وبشكل تصاعدي. هذا أنشودة تدغدغ القلب. عودة إلى الينبوع.  

المخرج الفرنسي الذي تركنا على تداعيات القضية الأرمنية في الأجيال ما بعد الإبادة ("قصة مجنون" - ٢٠١٥)، يعود إلى أشياء يعرفها جيداً ويجيد كيفية سردها: العلاقات بين البشر. فما بالك إذا كانت هذه العلاقة تحدث في بيئة طبيعية، والحبكة متينة والخلفية الدخيلة إلى الفيلم من وحي الزمن المضطرب الذي نعيشه؟

عادةً، لا ننتظر تقلّبات درامية كبيرة في أفلام هذا السينمائي الذي يجتهد منذ ما يقارب الأربعين عاماً لينجز #سينما محورها ناس عاديون أصحاب شؤون عادية، دائماً مع الطاقم نفسه من المثلين (وبعض التقنيين)، تتقدمهم زوجته الممثلة آريان أسكاريد التي أطلت في ١٩ من أفلام زوجها. فسينماه هي سينما شخصيات في المقام الأول، لا سينما “حواديت”.

هناك أولاً الديكور حيث تجتمع الشخصيات: الفيللا العائلية التي لا يزال يحوم فوقها طيف أب دخل في شبه غيبوبة بعد إصابته بسكتة دماغية، وعلى الأشقّاء الثلاثة الاهتمام به ورعايته. كلّ واحد منهم يتعامل مع المحنة على طريقته. الشقيق الذي يضطلع بدوره جان بيار داروسان، فيلسوف محبط غادرته حبيبته التي تصغره سناً وهو يساري “تبرجز” (أصبح بورجوازياً) نوعاً ما. الأخ الثاني (جيرار ميلان) ودود يقصّ الأغصان غير المرغوب بها في البرية ويخطّط لاستحداث المطعم الذي تركه له والده. تبقى الشقيقة (أسكاريد). هي البيت القصيد. إنها العائدة بعد فترة غياب عشرين سنة لتواجه تراجيديا عائلية كانت حلّت في هذا المكان: وفاة ابنتها الصغيرة غرقاً. حولها، عدد من القصص ستتشابك

صوَّر غيديغيان الفيلم في بلدة كالانك دو ميجان (القريبة من مرسيليا، مسقط المخرج والحاضنة الجغرافية لكلّ أفلامه) المطلة على البحر، نوع من محمية طبيعية. سدّ منيع أمام أيّ تغيير، أو هذا ما كان يتراءى لسكّانه في أي حال. هذا المكان المعزول في فصل الشتاء، سيعكّر صفوه وصول بعض القوارب المحمّلة باللاجئين والذي بدوره سيستدرج العسكر.

الديكور يقتصر على المرفأ الصغير والمطعم - المقهى وشرفة الفيللا وبعض الغرف. الأشياء تتفاعل مع بعضها البعض بطريقة مقتصدة. أحياناً نظرة أو تلميحة تُغني عن فيض من الكلمات. هذا لا يعني أنّ الفيلم مقلّ كلاماً. بل أنّ الأحاديث الجانبية هي الطريقة التي يرسم بها كلّ شخص حيّزه الخاص. المكان هنا أكثر من ديكور، إنه شخصية في ذاته. لذلك التفاعل معه قوي. هذه الألفة مع الأشياء هي التي تمدّ الفيلم بطاقة عاطفية تتطوّر لتصبح كيمياء بين الشخصيات.

يعترف غيديغيان انه استلهم من “بستان الكرز” لتشيكوف، المؤلف المفضّل لديه والذي يعيد قراءته كلّ سنة. يتأتى هذا من رغبته في إتمام فيلم “يشترط على وحدة المكان، يحيط به البحر من ميل والتلة من ميل آخر”.

الشعور بالزمن محسوس كثيراً في “الفيللا”، وهي فضيلته الأساسية. يكفي مثلاً لغيديغيان أن يستخدم لقطات قديمة من فيلمه “كي لو سا؟” الذي أنجزه قبل ٣٢ عاماً، حيث يظهر الممثلون (الأشقّاء) الثلاثة وهم في ربيع أعمارهم، كي نشعر بهذا السقوط البديع للحدّ العازل بين الممثل والشخصية ونلمس وطأة الزمن عليهم.

كالعادة في أفلام صاحب “ماريوس وجانيت”، تتساءل الشخصيات عن خياراتها، وإلى أيّ مدى ظلت ملتزمة بمبادئها. من المرجح أمام هذه الأسئلة نكء جراح الماضي. من خلال إدخال ثلاثة أطفال لاجئين في صلب عالم غيديغيان البروليتاري، ستتحرك المياه الراكدة وستخلّ الموازين. لن تعود الأشياء كما كانت سابقاً. وإذا رفضت شخصيات غيديغيان الذهاب في اتجاه العالم، فهذا لا يعني أنّ العالم لن يحلّ ضيفاً عليهم في أي لحظة!

النهار اللبنانية في

05.09.2017

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (6): «فينيسيا» يتفوق حيث خسر «كان»

ألبرتو باربيرا سعيد بنجاح مهرجانه

فينيسيا: محمد رُضا

مر الأسبوع الأول من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بسلاسة. المهرجان الإيطالي الأقدم حول العالم تأسس بقرار من موسوليني سنة 1932. انطلقت دورته هذا العام في الـ30 من أغسطس (آب) الماضي، ويستمر حتى الـ10 من سبتمبر (أيلول) الحالي.

الافتتاح، كان أفضل من افتتاح مهرجاني برلين وكان. ومستوى الأفلام المتسابقة حتى الآن أعلى من مستوى أعمال العام الماضي. الإقبال الجماهيري كثيف والنقاد فرحون. وقال مدير المهرجان ألبرتو باربيرا لأعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» حين التقاهم: «أنا سعيد جداً بما أثارته الأفلام حتى الآن من إعجاب وما زال لدينا للنصف الثاني عدة أفلام أعلم أنها ستنجح في إثارة الإعجاب أيضاً».

إذن، ما هو الجهد الذي بذله المهرجان السينمائي هذا العام ليجعل الدورة أكثر إمتاعاً ونجاحاً من الدورة السابقة؟، سأله أحدنا فرد: «هو الجهد ذاته الذي أبذله على مدار العام. المختلف هو أن الأفلام كانت جاهزة في هذا الوقت من السنة. بعضها لم يكن جاهزاً لمهرجان (كان) وبعضها الآخر كان يريد التوجه إلى فينيسيا لكونها في مطلع موسم الجوائز».

- حكايته حكاية

التوقيت ناجح للغاية. في مثل هذه الأيام تبدأ شركات الإنتاج والتوزيع وشركات البيع ومؤسسات الإعلام الترويجي تنفيذ خططها الموضوعة بشأن الأفلام المتفق عليها. ثلاثة مهرجانات تتقدّم في خط واحد عريض مثل جبهة في فيلم عن الحرب العالمية الثانية: تاليورايد وتورنتو وفينيسيا والأخير يأتي أولاً لكنه مشاركاً على نحو كبير.

إنه المهرجان الوحيد بين الثلاثة الذي يتميّز، لجانب التاريخ الطويل، بالسعة وجدية التناول. الأفلام التي تأتيه هي - غالباً - الأفلام التي تقفز من هنا للمهرجانين الآخرين وإلى الموسم المقبل بأسره. ذلك الموسم الذي يشهد جوائز أكثر من 100 جمعية ومؤسسة سينمائية حول العالم أهمها تتوزع ما بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. والأهم من بين هذه الثلاثة الولايات المتحدة وأهم ما في النصيب الأميركي من الجوائز هو الـ«أوسكار» يليه الـ«غولدن غلوبس».

«برلين» يأتي في فبراير (شباط) في أعقاب العاصفة الأولى وقبل العد التنازلي لجوائز الأوسكار. إنه يعزز فقط وجود بعض الأفلام التي وصلت إلى المرحلة الأخيرة من سباق الأوسكار. صندانس الأميركي يرمي بثقله ليعزز الإنتاجات الصغيرة (خارج ستديوهات هوليوود الأولى) وبعضها (كما كان حال «مونلايت» في مطلع هذا العام) يرقد تحت ستار خفي من الصمت حتى يعاود الحياة في موسم الجوائز. أما بالم سبرينغز فهو سعيد بأن يحوز على كثير من الأفلام الأجنبية التي تقدمت بها الدول لـ«أوسكار» أفضل فيلم أجنبي (جنباً لمختارات جيدة من الأفلام الأميركية أيضاً).

«كان» حكايته حكاية. المهرجان الأول في الاستقطاب قد يعرض ما يدخل موسم الجوائز بالفعل (كما حال «هي» لبول فرهوفن في العام الماضي مثلاً) لكنه لا يشكل - بسبب توقيته الربيعي - أي ثقل فعلي في الموسم المذكور.

إلى ذلك، وبالنظر إلى النجاح الكبير لمهرجان فينيسيا على الصعيدين الفني والترويجي، فإن بعض البساط يتم سحبه بهدوء من تحت قدمي «كان». لن يتمكن «فينيسيا» أو سواه من سحب كل البساط، لكنه سيعرض القمّة التي يقف عليها المهرجان الفرنسي إلى بعض الانحسار. وبعض ذلك مردّه الطريقة التي يعالج بها «كان» اختياراته فإذا بها ممولة جزئياً أو كلياً من قبل الشركات الفرنسية ومباعة سلفاً لشركات توزيعها.

الحرية هنا، وفي برلين، أكبر بكثير. الأفلام مثل الثمار على الشجر، إما أن تكون قادراً على قطفها جميعاً أو تحصل على بعضها لأنك لا تستطيع الوصول إلى البعض الآخر. وما حدث في «كان» في دورته الأخيرة عندما عارضت «جمعية صالات السينما الفرنسية» وجود فيلمين من إنتاج «نتفلكس» («أوكجا» و«حكايات مايروفيتز») دليل واضح. صحيح أن المهرجان استكمل برنامجه وعرض هذين الفيلمين، لكنه استجاب لدعوة أصحاب الصالات الفرنسية بعدم عرض أفلام لا عقود لتوزيعها في صالات فرنسا.

هذا لا وجود له هنا. فثلاثة من الأفلام المعروضة في المسابقة وخارجها من إنتاج شركة «نتفلكس» التي توفر العمل الآن لعدد كبير من المخرجين الذين يجدون أنها أسهل في التعامل من المؤسسات الهوليوودية الأخرى. أحد هذه الأفلام هو الفيلم التسجيلي المتسابق «دفق بشري» لآي وايواي الذي صرح قبل يومين بأن كل أرباح فيلمه ستذهب إلى المهجرّين وهم موضوع فيلمه ذاك.

حقيقة أن المهرجان لم يمانع من وجود «نتفلكس» بأي عدد من الأفلام تتم الموافقة عليه، هو كسب للمهرجان الإيطالي وخسارة للمهرجان الفرنسي، ودليل على سياسة الأيدي المربوطة إلى مصالح خارج إدارة «كان».

- تفكيك التنميط

سألت باربيرا حول هذه النقطة من دون ذكر مهرجان «كان» حتى لا يعتقد أنني سأقارن بينهما، كما كتبت أعلاه. قال: «من البداية ذكرت حين سمعت ما حدث أن علينا أن ننظر إلى المسألة من زاوية أخرى. الحقيقة أن «أمازون» و«نتفلكس» يوجهان السينما إلى اتجاه آخر لم يكن مطروقاً. منذ أكثر من مائة سنة الفيلم السينمائي وصالة السينما مثل أصبعين متجاورين في اليد الواحدة. لكن التحولات التي تواجهها السينما اليوم بدخول هاتين الشركتين على خط الإنتاج والعروض المباشرة للمنازل ليست من النوع التي على المهرجانات أن تتدخل فيها. عندي أن المسألة هي مسألة تطورات تقنية والمهرجان ليس هنا لحل مشكلة لا علاقة له بها. المهم هو القيمة الفنية التي يمنحها الفيلم لا فرق بين مصادره وتقنياته».

المسألة تبقى، في حسبان ألبرتو باربيرا قيمة الفيلم بحد ذاته ما ينقلنا إلى مستوى ما عرض حتى الآن. فبعد فيلم الافتتاح «تصغير» الذي كان أول ثلاثة أفلام معروضة هنا بحثاً في المصير المنتظر للأرض، تتابعت الأفلام ومعظمها حظي بردود فعل جيدة بما فيها الفيلم اللبناني «القضية 23». لكن الفيلم الذي أثار الإعجاب الأكبر بين النقاد على الأقل هو «شكل الماء» لغويلرمو دل تورو مع سالي هوكينز في البطولة. الكثيرون يتوقعون له الآن دخول سباق الأوسكار بلا جدال يذكر.

يوم أول من أمس شهد «فيكتوريا وعبدل» الحماس ذاته. وبعد العرض صرّح مخرجه البريطاني ستيفن فريرز أنه ليس من الصدفة بأي مكان أنه حقق هذا الفيلم الآن: «هذا الفيلم موجه ضد سياسة ترمب وهو يهدف إلى تفكيك تنميط المسلمين».

معظم الأفلام التي عرضت حتى الآن، وآخرها «كودا» لريوشي ساكاموتو و«وودشوك» لكيت ولورا موليفي (بطولة كرستن دنست) و«طالب الرفاهية» لباولو فيرزي (مع دونالد سذرلاند وهيلين ميرين).

ومن أهم ما سيلي «ثلاثة ألوان خارج إيبينغ، ميسوري» لمارتن مكدوناف و«الجريمة الثالثة» لكودا - إيدا هوريكازو كما «أم» لعبد اللطيف كشيش.

-- أخبار الأفلام والمهرجانات

إضافة مناخية

> في القسم الجديد «فيرتشوال رياليتي» الذي أسسه المهرجان هذا العام (و«سيدعم بالمزيد من التنظيم في العام المقبل»، حسب قول مدير المهرجان) عرض فيلماً آخر عن الاضطراب البيئي الذي تعيشه الحياة على الأرض بعنوان «غرينلاند تذوب» وهو إنتاج تلفزيوني بيع لمحطة PBS الأميركية ويدور، كما يقترح عنوانه وبنظام الأبعاد الثلاثة، حول التغيير المناخي القائم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

كمبوديا والبيت الأبيض

> وقف الجمهور في مهرجان «توليارايد» الأميركي مصفقاً بعد أن قامت أنجلينا جولي بعرض فيلمها الجديد «أولاً قتلوا والدي» الذي أنجزته في كمبوديا حول أحداث العنف الرهيبة التي شهدتها تلك البلاد على أيدي الخمير الحمر. هذا هو أول فيلم تسجيلي حققته جولي التي نددت، في المؤتمر الصحافي، بسياسة البيت الأبيض حيال المهاجرين.

كرستيان بايل

> في تليورايد أيضاً يتحدّث الوسط الذي يحضر فعاليات ذلك المهرجان السنوي بأن الممثل كرستيان بايل سيندرج لا محالة بين الأسماء التي سترشح لأوسكار أفضل ممثل، وذلك بعدما شاهد الحاضرون هناك فيلمه الجديد «عدائيات» (Hostiles) وهو وسترن يؤدي فيه بايل دور كابتن في مهمّة إيصال هندي مريض من السجن إلى قبيلته لكي يموت هناك.

«الشيخ جاكسون»

> في مهرجان لندن المقبل سيتم العرض الأوروبي الأول لفيلم عمرو سلامة «الشيخ جاكسون»، وهو الفيلم الذي سيفتتح عروض مهرجان «الجونا» الذي سيقام في الثاني والعشرين من هذا الشهر.

شباك التذاكر

> ما زال الانخفاض الأرضي الرهيب الذي ضرب صالات السينما الأميركية منذ أسبوعين يترك طعماً مرّاً عند الاستوديوهات التي دلقت ما لديها من أفلام أخفقت في تحقيق نتائج مادية ذات شأن. الأسبوع الأخير من شهر أغسطس كان أسوأ أسبوع منذ ثلاثين سنة وأسبوع «عيد العمل» الوطني في الأسبوع المنصرم لم يكن أفضل من سابقه.

الشرق الأوسط في

05.09.2017

 
 

«شكل الماء» للمكسيكي غييرمو دل تورو: قصة حب تأسر القلب

فينيسيا ـ «القدس العربي» نسرين سيد أحمد:

في فيلمه «شكل الماء»، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا في دورته الرابعة والسبعين، يقدم المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو قصة حب ساحرة رهيفة تحلق بنا في عالم من الخيال المبهر الذي أنجزه مخرج في أوج تمكنه من صنعته. إنه فيلم يصطحبنا في رحلة إلى عالم من الحسية والعشق، يدور حول ذلك الحب الذي جمع بين قلب حسناء رقيقة خرساء وذلك المخلوق السحري القادم من أعماق الماء. يخلق دل تورو عالما نحلق فيه بأجنحة العشق ونرقص على أنغام الموسيقى، ونشغف حبا بذلك المخلوق المخيف شكلا، الحنون قلبا وإلسا، تلك الفتاة الصامتة صوتا التي تجيش بالعاطفة قلبا.

أنجز دل تورو فيلما ثريا بصريا وأسلوبا وموضوعا يصعب اختزاله في كلمات قليلة، ولكن لعلّ إحدى القضايا التي يناقشها هي الاحتفاء بالاختلاف والبحث عن حقيقة البشر. ذلك المخلوق المائي المجلوب إلى أمريكا قسرا وعنوة من أقاصي الأمازون، يبدو كوحش ضخم مخيف، ولكنه في الواقع ذو قلب طيب ويسعى إلى الحب والصداقة. إن كانت أمريكا الستينيات ترى أن الشخص العادي الطبيعي هو الأبيض الأمريكي غير المثلي، فإن الفيلم يفند هذا الزعم بتقديم شخصيات سوداء ومثلية وروسية، هم أكثر إنسانية وحبا ورحمة عن غيرهم، ذلك الأبيض المتجهم العنيف الكاره للكثيرين.

نبدأ رحلتنا في الفيلم مع صوت الراوي (ريتشارد جينكينز) الذي يحدثنا عن قصة حب بين أميرة بلا صوت ووحش، وشر محدق يتهدد الحبيبين. يأتينا صوته بينما نشاهد منزلا سحريا غمرته المياه فغدا كبلورة سحرية من زمن قديم. ثم على أنغام موسيقى الفيلم الحالمة، التي وضعها ألكسندر ديسبلا، ننفذ إلى عالم الفيلم وإلى قلب الأسطورة السحرية التي تدور على أرض الواقع، ذلك البيت السحري هو شقة متواضعة تعود إلى بدايات الستينيات من القرن العشرين في مدينة بالتيمور الأمريكية. تقطن الشقة إلسا (سالي هوكينز في أداء متميز ودور يسحق القلب) الفتاة اليتيمة الحالمة دوما، التي ولدت بلا صوت ولكنها تسمع جيدا. تكسب إلسا قوت يومها بالعمل في التنظيف في مؤسسة أمريكية ذات طابع علمي عسكري تهدف إلى التغلب على روسيا عسكريا وعلميا. عالم إلسا بسيط صغير، فلديها روتينها اليومي الذي تسعد به على بساطته، وهي تعتني بجارها الرسام المسن، ذلك الذي يعيش بمفرده ويتعرض للكثير من التعسف لميله الجنسي المثلي الذي يخفيه. الشخص الآخر في حياة إلسا هو صديقتها السوداء زيلدا (أوكتافيا سبنسر)، زميلتها في العمل. يتوق قلب إلسا للحب، فنحن نرى نظراتها الشغوفة لمشاهد الحب في الأفلام التي تشاهدها مع جارها المسن.

يشهد عالم إلسا الصغير تغييرا كبيرا ونشوة سحرية غامرة عندما يدخله ذلك الوحش المائي المخيف. يجلبه علماء إلى المنشأة السرية، حيث تعمل إلسا، مكبلا بالأغلال، آملين أن يمنح فهم قدراته الجسدية الفائقة أمريكا التفوق في مجال غزو الفضاء على روسيا. يجمع دل تورو في الفيلم عناصر من أفلام الجاسوسية وعناصر من أفلام الخيال العلمي مع عناصر من أفلام الفانتازيا الأفلام الرومانسية ليخلق عالما فريدا فيه من السحر والخيال الكثير.

عندما تشاهد إلسا ذلك المخلوق الذي قيل لها إنه سر الأسرار وأهم «مقتنيات» المؤسسة السرية حيث تعمل، لا ترى فيه الوحش المخيف بل قلبا طيبا وجسدا حبيسا يرنو إلى الحرية. تراه غريبا بلا صاحب، انتزع من عالمه ليسام التعذيب والأسر، فيرنو قلبها إليه. هي بلا صوت ولكن لها قلب يشغف ويعشق ويحب، وهو بصوت لا يفهم مغزاه غيرها. يبدأ الحب بينهما رويدا رويدا، وتداوي بحبها جراح انتزاعه من بيئته وجراح التعذيب التي يلقاها من مسؤولي المؤسسة، بينما يمد هو قلبها بالدفء والحنان اللذين تحتاجهما.

لعلّ قدرا كبيرا من إيماننا بقصة الحب ينبعث من الأداء المرهف لسالي هوكينز التي تنطق كل لفتة من لفتاتها وكل نظرة وكل اختلاجة وجه بفيض من العذوبة والرومانسية والحسية، ولكنها أيضا تبدي من الغضب والعزم الكثير في مواجهة الطغيان والظلم. تعم أجواء من الحسية والاحتفاء بالجسد الفيلم، منذ اللحظات الأولى للفيلم التي نشهد فيها استعداد إلسا لحمامها الصباحي قبل الذهاب إلى العمل، وصولا إلى تواصلها الجسدي مع المخلوق المائي. لا يخشى دل تورو من الجسد ولا من تصوير علاقة جنسية بين امرأة وكائن غير بشري، حيث يحتفي الفيلم بتلك العواطف التي تقرب بين الكائنات جميعا ومن بينها التواصل الجسدي، الذي يعد أحد أكثر السبل تعبيرا عن الحب.

يخلق الفيلم أيضا أجواء مفعمة بالشعر والشاعرية والعذوبة. يكفينا أن نذكر مشهدا واحدا تستند فيه إلسا إلى زجاج نافذة حافلة بينما يتساقط المطر على الجانب الخارجي للزجاج. تنبعث موسيقى ديسبلا بينما تركز الكاميرا على قطرتي مطر تتمايلان في خفة وتناغم معا ثم تلتحمان لتصبحا قطرة واحدة. إنه العشق مصورا في قطرتي مطر. تعم هذه الشاعرية الفيلم بأسره من اختيار الألوان، من الأخضر الزمردي إلى الأزرق الفيروزي إلى الأحمر القاني. ألوان وأجواء يخلقها دل تورو في تمكن تام لينسج عالما من الحلم والعشق.

القدس العربي اللندنية في

05.09.2017

 
 

15 فيلمًا تكشف عن أحلام نجوم العالم على شاشة «فينيسيا السينمائى»

إعداد ــ رشا عبدالحميد:

المهرجان يستقبل تجارب كلونى وديمون ولورانس وارنوفيسكى وألكسندر باين
يعرض مهرجان فينيسيا السينمائى الـ74 والذى تمتد فاعلياته حتى 9 سبتمبر الكثير من الأفلام المتميزة، حيث استطاع أن يجذب نجوم هوليوود الكبار إلى شاشته، فى شكل جورج كلونى، ودارين ارنوفسكى، وألكسندر باين الذين يأخذون مكانهم إلى جانب منافسين آخرين من العيار الثقيل منهم عبداللطيف كشيش وهيروكازو كوريدا. واختار موقع «سكرين دايلى» بعض الأفلام البارزة التى تعرض هذا العام فى المهرجان والتى يجب أن نبحث عنها ولا تفوتنا مشاهدتها ومنها
:

فيلم «custody» للمخرج الفرنسى خافيير ليجراند الذى يعد أول أعماله الإخراجية بعد أن رشح إلى جائزة الأوسكار فى عام 2014 عن الفيلم القصير «قبل أن تخسر كل شىء» أو «Just Before Losing Everything». وكتب خافيير قصة فيلم «custody» الذى تدور أحداثه حول زواج محطم يؤدى إلى نزاع مرير على الحضانة، والفيلم من بطولة دينيس مينوشت، ولى دراكر وتوماس جيوريا. وبعد أن يعرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان فينيسيا سينطلق الفيلم إلى مهرجان تورنتو.

الفيلم الصينى «Angels Wear White» أو «الملائكة ارتداء الأبيض» من إخراج فيفيان تشو، وتدور أحداثه حول فتاة فى سن المراهقة هى الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل ولكنها لا تقول شيئا خوفا من أن تفقد وظيفتها، وتلقى الفيلم دعما من المركز الوطنى للسينما فى فرنسا.

الفيلم الفرنسى «Mektoub,My Love: Canto Uno » أو «مكتوب مع حبى» للمخرج عبداللطيف كشيش، وتدور أحداثه حول شاب يدعى أمين وهو كاتب سيناريو يعود إلى مدينته فى البحر الأبيض المتوسط لقضاء عطلة الصيف حيث يقع فى الحب مع ياسمين ثم يقابل منتجا يوافق على تمويل فيلمه الأول، ولكن عندما تظهر زوجة المنتج اهتمامها بأمين تتركه يختار بينها وبين ياسمين ومستقبله.

الفيلم الأمريكى «mother!» أو «أمى» وهو من إخراج وتأليف دارين ارنوفسكى ومن بطولة جينفر لورانس، وخافيير بارديم، وميشيل فايفر، وفيه يتم اختبار علاقة زوجين عندما يصل ضيوف غير مدعوين إلى منزلهما مما يعطل حياتهم الهادئة.

الفيلم اليابانى «The Third Murder» من تأليف وإخراج هيروكازو كوريدا الذى يعود إلى فينيسيا بعد عقدين من الزمان بهذا الفيلم الذى يدور حول محامٍ يتساءل عن اعتقاده الشخصى فى القانون.

فيلم «foxtrot» من إخراج الإسرائيلى صاموئيل معاذ، وقصة هذا الفيلم مستوحاة من تجارب المخرج كجندى. أما الفيلم الأسترالى «sweet country» فهو من إخراج وارويك ثورنتون وتأليف ستيفين مجريجور وديفيد ترانتر، ومن بطولة سام نيل وبريان براون ويدور حول فترة زمنية تمر على بلدة تقع على حدود الإقليم الشمالى حيث العدالة نفسها تجرى محاكمتها.

الفيلم الأمريكى «The Shape Of Water» من إخراج جييرمو ديل تورو ومن بطولة دوج جونز، مايكل شانون، أوكتافيا سبنسر، لورين لى سميث، مايكل ستولبيرج وسالى هوكينز، وتدور أحداثه خلال فترة الحرب الباردة حول اليسا التى تعمل داخل أحد المعامل فائقة السرية التابعة للحكومة وتتغير حياتها للأبد حينما تكتشف مع زميلتها زيلدا أمر تجربة علمية شديدة السرية.

الفيلم الأمريكى «Downsizing» أو «التقليص» من إخراج الكسندر باين ومن بطولة مات ديمون، وكريستين ويج، كريستوف والتز ونيل باتريك هاريس، وتدور أحداث الفيلم حول زوجين يقرران تقليص حجمهما من اجل توفير التكاليف.

الفيلم الأرجنتينى «zama» من إخراج لوكريسيا مارتل، ويدور حول ضابط عسكرى إسبانى فى أواخر القرن الـ18 يصبح متورطا فى البحث عن عصابة فى امريكا الجنوبية، وهو من بطولة دانيال جيمينيز كاتشو.

الفيلم الأمريكى «The Private Life Of A Modern Woman» من تأليف وإخراج جيمس توباك ومن بطولة سيينا ميلرو، واليك بالدوين، ويدور حول ممثلة ترفض دورا لأنها تشعر بأنها لا تستطيع قتل شخص ما على الشاشة وعندما يأتى صديقها مدمن الكوكايين تقوم الممثلة بما لا يمكن تصوره.

الفيلم الأمريكى «Brawl In Cell Block 99» من إخراج اس كريج زاهلر وبطولة فينس فون، جينيفر كاربنتر ودون جونسون ويدور حول ملاكم سابق يتحول إلى تجار مخدرات.

الفيلم الفرنسى «Reinventing Marvin «من إخراج ان فونتين، ويدور حول شاب منبوذ من الأصدقاء والعائلة لأنه مثلى الجنس، الفيلم من بطولة فينيجان اولدفيلد وكاترين موشت وتشارلز بيرلينج وايزابيل هوبيرت.

فيلم «Nico ،1988» من إخراج سوزانا نيكشياريلى ويركز هذا الفيلم على العامين الأخيرين فى حياة تشانتيوس وهو من بطولة الممثلة الدنماركية ترين ديهولم. أما الفيلم الأسترالى «West Of Sunshine» من اخراج جايسون رافتوبولوس ويروى قصة أب لديه اقل من يوم لتسديد ديون وفى نفس الوقت يحاول رعاية ابنه الصغير، والفيلم من بطولة داميان هيل، تى بيرهام وآرثر أنجل.

الشروق المصرية في

05.09.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)