كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان كانّ: شابّ في السبعين

كانّ ـ العربي الجديد

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

تنطلق اليوم الأربعاء الدورة السبعون منمهرجان كانّ الفرنسي، وهو المهرجان السينمائي الأشهر في العالم. وتبدأ هذه الدورة مع فيلم "أشباح إسْمَاعيل" للفرنسي آرنو دبلشان (1960)، على أن تستمرّ لـ12 يوماً

ويلتقي في المدينة الفرنسية أبرز السينمائيين والعاملين في صناعة الفن السابع، بالإضافة إلى نقّادٍ وصحافيين سينمائيين ومُصوّرين وإعلاميين

ويشهد هذا العام سابقة من خلال مشاركة النجمة نيكول كيدمان التي التقتها "العربي الجديد" في لقاء خاص، في 4 أفلام دفعة واحدة، وهو ما يرفع حظوظها بالحصل على السعفة الذهبية.

مهرجان "كانّ" يبدأ اليوم: شابٌّ في السبعين

كانّ ــ نديم جرجوره

مع بداية الدورة الـ 70 لمهرجان "كانّ" السينمائيّ الدوليّ، التي تُفتتح مساء اليوم (17 مايو/ أيار 2017) بـ "أشباح إسْمَاعيل" للفرنسي آرنو دبلشان(1960)، ينشغل كثيرون بحدثٍ سينمائيّ، يحتل مكانة بارزة في صناعة الصورة، وأحوالها الثقافية والفنية والتقنية والفكرية. مهرجانٌ يبقى الأقدر على جذب سينمائيين وعاملين في صناعة الفن السابع، بالإضافة إلى نقّادٍ وصحافيين سينمائيين ومُصوّرين وإعلاميين، لمتابعة كلّ جديد يعثر على الاعتراف بولادته في المهرجان، ولتواصل يجعل الأيام الـ 12 (المنتهية مساء 28 مايو/ أيار الجاري) مساحةً زمنية، لمشاهدةٍ لا تخلو من أخبار نجوم قادمين إلى الـ "كروازيت" الفرنسية، بأزيائهم ومجوهراتهم وعطورهم، كما بأفلامهم ومشاريعهم المتنوّعة

فالمهرجان ـ الذي استقبل 1930 فيلماً، منتجة كلّها خلال الأشهر القليلة السابقة على الدورة الجديدة هذه ـ يمزج الترفيه بالثقافة والصناعة والاقتصاد والـ "بيزنس"، من دون أن يتغاضى عن الأهمّ: السينما كلغة تعبير. ولعلّ ما قالهالمندوب العام للمهرجان، تييري فريمو(1960)، يختزل المعنى الجوهري للحدث السنوي المنتظر: "تتمثّل "السعفة الذهبية" المثالية بما يلي: فيلم مؤلِّف مع نجومٍ، يحصل على نجاح كبير. لا شيء يُضاف إلى هذا. الأمثلة عديدة، لكن هذا لا يعني أن "تُحفة" من دون نجوم ومن دون مُشاهدين، لا تستحقّ "سعفة ذهبية". ذلك أن "كانّ" مهرجانُ فنٍّ سينمائيّ، وليس مهرجان النجاحات التجارية". 

هكذا يُصنع المهرجان. جانبه الترفيهي كامنٌ في سهرات تنظّمها شركات إنتاج وتوزيع، وفي لحظات الاستعراض، مساء كل يوم، أمام "قصر المهرجانات"، الذي يحمل تعبيراً متداولاً في المهرجانات كلّها: "السجادة الحمراء". 

والحدث السينمائيّ ـ الذي يضمّ مسابقة رسمية (تمنح "السعفة الذهبية" كجائزة أساسية) وبرامج أخرى (عروض خارج المسابقة، عروض منتصف الليل، كلاسيكيات "كانّ"، "سيني فونداسيون"، وغيرها)، لبعضها مسابقات وجوائز أيضاً، كـ "نصف شهر المخرجين" و"أسبوع النقّاد" و"نظرة ما" ـ يهتمّ بتفاصيل كثيرة مرتبطة بصناعة السينما، وبالمواهب الجديدة، وبالسوق السينمائية، التي تُعتَبر الأهمّ بين المهرجانات الدولية. ففي مقابل المطلب الاستعراضيّ، يزخر المهرجان بأفلام يُخرجها معروفون ومُكرّسون، أو يُنجزها مبتدئون يمتلكون ملامح احتراف وموهبة ووعي معرفيّ، تؤهّلهم لانطلاقة حقيقية من المهرجان إلى العالم

الاهتمام بالمواهب الجديدة يظهر ـ تحديداً ـ في تظاهرتي "نصف شهر المخرجين" و"نظرة ما": الأولى ـ التي أسّستها "جمعية المخرجين" بعد تظاهرات "مايو/ أيار 1968"، ولا تزال تُنظّمها لغاية الآن ـ مستقلّة كلّياً عن المهرجان، وتهدف إلى منافسته، باختيارها أفلاماً مختلفة الآفاق والأساليب والأشكال. والثانية ـ التي أسّسها عام 1978 الفرنسي جيل جاكوب (1930)، المندوب العام السابق للمهرجان (1978 ـ 2000) ورئيسه (2001 ـ 2014) ـ تختار أفلاماً ذات مواضيع سجالية، غالباً، برغبة في اكتشاف "مواهب جديدة". 

بهذا، تُشكِّل التظاهرتان متنفّساً حقيقياً لمبتدئين، يخطون خطواتهم الأولى أو الثانية في صناعة الأفلام. لكن التظاهرة الأولى (نصف شهر المخرجين) ليست تنافسية، كالثانية. أي أنها لا تمنح جوائز، بل تكتفي بتقديم الأفلام الجديدة، وتتيح لـ "شركاء" مختلفين تقديم جوائز متنوّعة، كـ "المدرب الذهبي"، التي سيحصل عليها السينمائيّ الألماني فرنر هرتزوغ (1942) هذا العام. والثانية (نظرة ما) كانت تكتفي بمنح جائزة "الكاميرا الذهبية"، قبل أن تتحوّل إلى مسابقة تنافسية، بدءاً من عام 1998. 

التظاهرة الثالثة، التي تحمل اسم "أسبوع النقّاد"، أطلقتها "النقابة الفرنسية لنقّاد السينما" عام 1962، باسم "الأسبوع الدولي للنقد"، لغاية عام 2008. وهي، كما اسمها، تعكس حضوراً كبيراً للنقاد السينمائيين في الاختيار والبرمجة، بهدف تقديم ما يُشبه خلاصة أمزجتهم السينمائية والثقافية والفنية والجمالية، ورؤيتهم مسارات الإنتاج الدوليّ للأفلام

في إطار آخر، يُشار إلى أن الدورة الـ 70 تُقام في النصف الثاني من مايو/ أيار، بعكس الدورات السابقة، التي تُقام عادة قبل منتصف الشهر الـ 5 هذا، وأحياناً كثيرة يكون منتصفه "جزءاً" من مدّته. هذه هي المرة الثانية، بعد دورة عام 2012، وذلك بسبب انتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية، التي جرت يومي 28 أبريل/ نيسان و7 مايو/ أيار 2017، علماً أن احتفال استلام الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون (1977)، منصبه، أٌقيم يوم الأحد، 14 مايو/ أيار، قبل 3 أيام على افتتاح الدورة الـ 70. 

اللافت للانتباه أيضاً، أن الإجراءات الأمنية مُشدَّدة، وذلك للمرة الثانية على التوالي، بسبب الحالة المرتبكة التي تعيشها فرنسا وأوروبا، بسبب هجمات إرهابية تعرّضت لها مدن عديدة، وأسقطت مواطنين مدنيين، قتلى وجرحى

أخيراً، يُذكر أن هناك 119 فيلماً، في مسابقات وبرامج أساسية: المسابقة الرسمية (18 فيلماً، بينها 5 فقط تتجاوز مدّة كلّ واحد منها الساعتين)، خارج المسابقة (5)، عروض منتصف الليل (3)، عروض خاصّة (11)، عرض افتراضي (1)، احتفال الذكرى الـ 70 للمهرجان (6)، مسابقة الأفلام القصيرة (9)، نظرة ما (18)، نصف شهر المخرجين (19 فيلماً طويلاً و10 أفلام قصيرة)، أسبوع النقاد (7 أفلام طويلة و10 قصيرة.

####

نيكول كيدمان لـ"العربي الجديد": السعفة الذهبيّة لي

باريس ـ نبيل مسعد

إنها من ألمع نجمات السينما في العالم وأكثرهن موهبة، يكفي للتأكد من ذلك النظر إلى قائمة الأفلام التي ظهرت فيها تحت إدارة أبرز السينمائيين وفي صحبة أكبر النجوم، إضافة إلى صعوبة الأدوار التي تتولاها

وها هي نيكول كيدمان(49 سنة) تصنع الحدث في مهرجان "كان" السينمائي 2017 عن طريق مشاركتها في أربعة أعمال دفعة واحدة، وهو أمر لم يحدث، حتى الآن، في تاريخ هذه المناسبة السينمائية الأشهر في العالم، وهي مرشحة بقوة لنيل السعفة الذهبية عن جائزة أحسن ممثلة. ولقد جاءت كيدمان إلى باريس قبل توجهها إلى "كان" فالتقتها "العربي الجديد" وكان هذا الحوار.

·      أكد لنا تييري فريمو، مندوب عام مهرجان "كان" أنها المرة الأولى التي يشارك فيها أي نجم في أكثر من فيلمين في هذا المهرجان، وها أنت موجودة في أربعة أعمال دفعة واحدة، الأمر الذي يعني أنك ستصعدين الدرج المفروش بالسجادة الحمراء أربع مرات. ما هو شعورك تجاه هذا الحدث الاستثنائي؟

أنا فخورة إلى أبعد حد، خصوصاً أن الموضوع اتخذ أهمية لم تخطر ببالي إطلاقاً، إذ طلب مني تييري فريمو الحضور إلى باريس قبل التوجّه إلى المهرجان، خصوصاً من أجل لقاء الإعلام وتسليط الضوء على هذه النقطة. لذا حرصت على التواجد في اليوم نفسه لانعقاد الندوة الإعلامية الخاصة بالإعلان عن مضمون المهرجان في موسمه لهذا العام.

أما عن شعوري، غير حكاية الفخر، فهو الاعتزاز برضا أهل المهنة السينمائية عني وعن الأعمال التي أشارك فيها، وأود القول إنني لم أتمتع في شكل دائم على مدار الأعوام بمثل هذا الحظ، فقد عرفت فترات من الركود وأخرى من المجد، فالتمثيل ليس مهنة ثابتة، ومطباته كثيرة وغير متوقعة، أي أنها تحدث من دون سابق إنذار.

وعن السجادة الحمراء فأنت نسيت أنني سأخطو عليه كذلك في سهرة الافتتاح وفي حفلة الختام، أي على الأقل ست مرات.

·      تتقاسمين بطولة فيلمين من الأفلام الأربعة مع النجم، كولين فاريل، أولاً في "الفريسة" من إخراج صوفيا كوبولا، وهو إعادة لفيلم شهير يحمل العنوان ذاته وأدى بطولته كلينت إيستوود في العام 1971، ثم في "إعدام الحيوان المقدس" للسينمائي اليوناني يورغوس لانتينوس. حدثينا عن العملين وعن تعاونك مع كولين فاريل.

أنا أعثر على ناحية كوميدية بحتة في هذه الحكاية، خصوصاً في كون الفيلمين سيعرضان في المهرجان في الأسبوع نفسه، بينما الأمر يختلف في ما يخص تصوير العملين، إذ إننا قضينا سنة كاملة من دون أن نرى بعضنا بعضاً، بين انتهاء "إعدام الحيوان المقدس" وبدء "الفريسة". وما أعنيه بالناحية الكوميدية هو أنني في الفيلم الأول أمثل شخصية زوجة الطبيب الجراح الذي يؤدي دوره ببراعة فائقة كولين فاريل، وأسانده في كفاحه ضد المجتمع الذي يرفض الاعتراف بمدى عبقريته في عمله. ثم في "الفريسة" أؤدي دور رئيسة مدرسة للفتيات تفتح باب المدرسة ذات ليلة لرجل مصاب بجروح خطيرة إثر حادث سيارة مروع، وتبادر الى علاجه رافضة اللجوء إلى الأطباء والإسعاف والسلطات الرسمية، ومانعة تلميذاتها من البوح بالأمر لأي شخص. ويتحول الجريح مع الأيام إلى فريسة، وسيذوق العذاب المر بين أيدي مجموعة النساء المحيطات به. أنا أتخيل كيف أن النقاد في المهرجان سيسخرون منّا ويعتبرون فاريل ضحيتي في المرتين، إذا نظرنا إلى رباط الزواج على أنه حبس.

وفي ما يتعلق بالعمل مع فاريل فهو شيء أسعدني لأنني مولعة بمشاركة العمالقة أعمالهم، والتمثيل في مواجهة فنان عبقري أسهل ألف مرة من فعل الشيء نفسه أمام ممثل عادي، لأن الموهوب يرفع من شأن زميله وبالتالي من مستوى الفيلم ككل. وكولين فاريل بلا شك من عباقرة زمننا

·      وماذا عن الفيلمين الآخرين؟

الفيلم الثالث لا يشبه أي شيء معروف في السينما، وقد أخرجه، جون كاميرون ميتشيل، تحت عنوان "كيف تتحدث إلى الفتيات في السهرات"، فيه أؤدي دور ملكة هبطت من كوكب آخر فوق الأرض لتكتشف بدهشة كبيرة العادات التي يمارسها الجنس البشري في السهرات، وكيف يستغل كل من الجنسين مثل هذه المناسبات بهدف التعرف إلى أفراد من الجنس الآخر. والذي يحدث هو وقوع شاب مراهق في حبها فتستغله وتمارس عليه قدراتها غير البشرية من دون أن يدري المسكين بشيء. والفيلم من النوع الفكاهي، لكنه في الوقت نفسه يتعرض، عبر الكوميديا، للعيوب البشرية، وحتى لتلك التي يتصف بها كائن الكوكب الغريب والتي لا تقل بشاعة عن الأولى.

أما العمل الأخير فهو عبارة عن نقل إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني الناجح "أعلى البحيرة" إلى الشاشة الكبيرة على يد الأسترالية جين كامبيون. وأنا في الفيلم أتعاون مع مفتشة بوليس تحقق في جريمة بشعة راحت ضحيتها امرأة آسيوية شابة في سيدني بأستراليا. ومثلما ترى بنفسك لا يوجد أدنى تشابه بين الأدوار الأربعة التي سأفرض نفسي من خلالها على شاشة سينما قصر مهرجانات "كان" هذا العام.

·      لقد عملت في الماضي تحت إدارة المخرجة، جين كامبيون، ذاتها في فيلم "بورتريه امرأة"، فهل لعب هذا التعاون السابق دوره في اختيارها لك مرة جديدة؟

تعود المشاركة الأولى بيننا إلى العام 1995، وتجمعنا منذ ذلك الحين صداقة كبيرة لا شك في أنها تتدخل في بحث كل واحدة منا عن فرصة العمل مع الثانية، ومع ذلك لم تتكرر الفرصة إلا بعد مرور عشرين سنة على الحدث الأول.

·      هل تأملين مغادرة "كان" حاملة جائزة أفضل ممثلة عن أحد أدوارك المعنية؟

هذا طبيعي! أليس كذلك؟

·      وإذا لم يحدث الأمر؟

سيكون الحق على بدرو ألمودوفار، رئيس لجنة التحكيم هذا العام، بمعنى أنه لم يرض عني ولا عن الأفلام التي سيشاهدني فيها، وهذا شيء ممكن بطبيعة الحال.

·      ما هو فيلمك المفضل بين الأربعة التي ستقدمينها؟

لا أستطيع البوح إطلاقاً بمثل هذا الأمر للإعلام، على الأقل قبل أن ينتهي المهرجان، وإلا اعتبرت لجنة التحكيم الأمر بمثابة خيانة مني تجاه خصوصية الحدث وأسراره.

·      ذكرت في السابق أنك مررت بفترات من الركود في مسيرتك الفنية، فهل تقصدين بذلك تلك الفترة التي شهدت طلاقك من توم كروز، والجميع يتذكر مدى التأثير السلبي لهذا الحدث على حياتك ونفسيتك؟

نعم، صحيح أن طلاقي لعب دوراً في انهياري على الصعيد النفسي، وبالتالي على قبولي الظهور في أفلام متوسطة النوعية، بل رديئة في بعض الأحيان، لأنني لم أهتم بما كنت أفعله، ساعية فقط إلى الانغماس في العمل بهدف النسيان. لكنني عشت فترات أخرى من الركود لم تتعلق بنفسيتي بل فقط بالوضع العام في هوليوود في شأن دور المرأة في الأفلام

·      الفارق الشاسع بين أجور الممثلين والممثلات في هوليوود موضوع مطروح باستمرار، فهل أنت من المناضلات ضد هذا الوضع؟

أجل بطبيعة الحال، والموضوع لا يمكن اعتباره أكثر أو أقل من ظلم تجاه الممثلات، إلا أن الأوضاع بدأت تتحسن إثر تولي فئة من النساء رئاسة بعض شركات الإنتاج وأستوديوهات السينما في هوليوود.

·      أنت من أشهر نجمات هوليوود، فهل تعانين بدورك من أجر منخفض، بالمقارنة مع ذلك الممنوح لزملائك الرجال؟

في الحقيقة لا، وساعدتني شهرتي منذ حوالى عشرين سنة على تجاوز مثل هذه المشكلة، بل على تقاضي أجر يفوق ذلك الذي يحصل عليه العديد من زملائي الرجال.

·      أنت ممثلة سينمائية ومسرحية، فأي من هذين النشاطين تفضلين؟

لا أفرّق بينهما طالما أن العمل الذي أشارك فيه يثير إعجابي واهتمامي ويجعلني أنسى كل شيء غيره. فإذا مثلت في المسرح لا أجد ما هو أحلى منه، والشيء ذاته بالنسبة الى السينما. لقد وقفت فوق خشبة أحد أكبر مسارح لندن في 2016 مؤدية شخصية روزاليند فرانكلين، وهي امرأة عاشت في عالم الواقع، وساهمت في اكتشافات علمية جبارة لم يعترف بها عالم الطب إلا بعد سنوات طويلة. أفخر بمشاركتي في هذه المسرحية الفذة التي تسلط الضوء على شخصية امرأة عظيمة. وقد حصلت على جائزة أفضل ممثلة مسرحية لعام 2016 عن دوري المذكور. 

####

تييري فريمو: "كلّ شيء اليوم خاضع للتقييم"

كانّ ــ نديم جرجوره

لم يكن تييري فريمو (1960)، غريباً عن مهرجان "كانّ" السينمائي، عندما طُلب منه أن يتولّى منصب "المندوب الفني"، عام 1999. فهو، القادم من دراسة "التاريخ الاجتماعي"، التي وضع فيها بحثاً أكاديمياً عن بدايات "بوزيتيف"، إحدى أعرق وأهم المجلات السينمائية النقدية في فرنسا، كان مسؤولاً رسمياً عن برمجة الأفلام، منذ الدورة الـ57 (12 ـ 23 مايو/ أيار 2004). 

كما أنه منخرطٌ في الهمّ السينمائيّ، منذ شبابه، بتأثير من والده، عاشق الفن السابع. تابع دراسات جامعية أتاحت له التنقيب التحليلي الأكاديمي في شؤون السينما، قبل أن يعمل إلى جانب المخرج الفرنسي برتران تافيرنييه، كمدير فني لـ"مؤسّسة لوميير"، أي تلك المعنية بالأخوين أوغست ولوي لوميير، صانعي السينماتوغراف، ما جعله يجتهد في ترميم أفلامهما، وصولاً إلى تحقيق فيلم وثائقي عنهما، بعنوان "لوميير! المغامرة بدأت" (2017). 

يُعتَبر فريمو صانع مهرجانات وتظاهرات سينمائية مختلفة. انجذابه إلى الأخوين لوميير جعله يُفاوض إدارة مهرجان "كانّ" على مسألة أساسية: في مقابل موافقته على أن يُصبح المندوب الفني للمهرجان، على الإدارة أن تسمح له بالبقاء رئيساً لـ"مؤسّسة لوميير". ومنذ نهاية عام 2003، بدأ يدير لجنتي استشارة واختيارات: أولى مهتمة بالأفلام الفرنسية، وثانية معنية بالأعمال الأجنبية. أما منصب المندوب العام، فاستلمه عام 2007، مُكلَّفاً بمهمتين أساسيتين، في وقتٍ واحد: المحتوى الفني للمهرجان، وأجهزته الإدارية واللوجستية

أعاد تييري فريمو الاستديوهات الأميركية الكبيرة إلى الـ"كروازيت"، فاتحاً أمام أفلامها ونجومها أبواب "قصر المهرجانات"، ومادّاً لهم "السجادة الحمراء"، انطلاقاً من قناعة لديه، تتمثّل بقوله، ذات مرة: "أفضِّل فيلماً تجارياً ناجحاً، على فيلم مؤلِّف فاشل". في الوقت نفسه، أتاح فرصاً عديدة لمخرجين مختلفي الأساليب، لتقديم أفلامهم في المهرجان، أكانت أفلامَ نوع أو تحريك. كما خصّص حيزاً كبيراً للأفلام الوثائقية، والتزم "سينما نضالية"، مع ما يُمكن أن تُشكّله من تساؤلات ثقافية وفنية وإيديولوجية

من لمساته التجديدية، اختياره ـ عام 2007 ـ فيلم "بيبي لو موكو" (1937)، للفرنسي جوليان دوفيفييه، ليكون أول فيلم كلاسيكي مُرمَّم حديثاً، يعرض في خانة "كلاسيكيات كانّ" (التي أُنشئت عام 2004). والخانة هذه ساهمت في إعادة مشاهدة بعض أجمل كلاسيكيات الفن السابع، بترميم تقني حديث، علماً أن الفيلم الفرنسي هذا رُمِّم بتقنية "ديجيتال". 

يقول تييري فريمو: "فيلمٌ جيّد في مهرجانات برلين وتورنتو والبندقية، يُمكنه إنقاذ الاختيارات. لكن فيلماً سيئاً في (كانّ) يقتل فعل الاختيار". لكنه، عشية بدء الدورة الـ70، يُفسّر ما قاله سابقاً (2010): "هذه طريقة متسرّعة لاختصار الأمور. علينا ألاّ ننسى أن (كانّ) مهرجانٌ خاص بالمحترفين وأهل المهنة والصحافة، بينما يستقبل مهرجانا برلين وتورنتو جمهوراً من المُشاهدين". يُضيف أن الفرق "جوهريٌّ" بين الوضعين: "في (كانّ)، يُمكننا إخفاء فيلم هشّ، وإطلاق فرضيات، والسماح لمؤلِّفٍ بأن يكبر. اليوم، كل شيء بات يخضع لتقييم مستقل، ولأحكام متعلّقة بمقاييس المطالب والحاجات". 

إلى ذلك، يرى فريمو أن السينمائيّ الإسباني بدرو ألمودوفار (1949) ـ رئيس لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية، في الدورة الجديدة هذه ـ "يحتفظ بعلاقات معقّدة مع مسابقة تنافسية لم تجعله يضحك أبداً". يُضيف أنه بات يراه اليوم أهدأ وأكثر ميلاً إلى تصالح مع فكرة السباق نحو الجوائز: "تمكّن من تجاوز مسألة عدم حصوله على (السعفة الذهبية)، عن فيلمه (كل شيء عن أمّي) (1999)". يصفه بالقول إنه يُدرك تماماً موقعه في تاريخ السينما: "إنه شخص مليء بالشكوك"، فعندما طلب فريمو منه أن يكون رئيس لجنة التحكيم، للمرة الأولى، رفض متسائلاً: "هل سأكون بالمستوى المطلوب؟". يُعبِّر فريمو عن إعجابه الكبير بتواضع ألمودوفار، وبهذا التساؤل النقدي عن الذات

نديم... 

####

مونيكا بيلّوتشي... السحر

كانّ ـ العربي الجديد

كالعادة، تحتل الممثلات واجهة المشهد السينمائي، في مهرجان "كان". الدورة الـ 70 (2017) ستكون، كغالبية سابقاتها، مساحة واسعة لهنّ، بظهورهنّ في حفلات العروض الرسمية الأولى لأفلام يُمثلن فيها (استعراض "السجادة الحمراء" على مدخل "قصر المهرجانات")، أو بمشاركتهنّ في سهرات وأمسيات، بعضها مخصّص بأعمال خيرية وإنسانية، أو بزيارتهنّ المهرجان لظهور إعلامي، أو لأجل مشروع جديد

مع كل ظهور، تكثر التعليقات والتقارير الصحافية والإعلامية المتنوّعة، المتعلّقة بأزيائهنّ ومجوهراتهنّ وعطورهنّ، بشكل خاص، فتوزّع أخبار عن مُصمّمي الأزياء "الأكثر طلباً" من قِبلهنّ، وعن صانعي المجوهرات وغيرها من الـ "إكسسوارات".

إحدى ميزات الدورة هذه، حضور الإيطاليةمونيكا بيلّوتشي (1964)،التي ستكون عريفة حفلتي الافتتاح والختام، وهي مهمّة أدّتها سابقاً في دورة عام 2003، للمهرجان نفسه. بالإضافة إلى مشاركتها في نشاطات سينمائية مختلفة.

لا تكتفي مونيكا بيلّوتشي كونها سيّدة الجمال والأناقة، لأنها تُعتبر ممثلة محترفة وآسرة وصادمة، في عدد من أدوارها السينمائية، في أوروبا وهوليوود: "المرتاحة في الأنواع كلّها"، كما تصفها المحطة التلفزيونية الفرنسية "كانال بلوس"، تُدرك كيفية الانتقال التمثيلي من الكوميديا إلى الدراما: "إنها، بهذا، تعكس خيارات فنية جريئة وانتقائية".

عارضة الأزياء تُصبح نجمةً، من دون أن تفقد بريق المهنة التمثيلية، وجمال حضورها أمام الكاميرا، وبراعة التقاطها نبض شخصيات كثيرة، وإنْ كانت تؤديها، أحياناً، في أفلام أقلّ أهمية، على المستوى الفني والإبداعي والجمالي. مع هذا، تمتلك بيلّوتشي سمة التمثيل الاحترافي، القادر على تحصينها من بساطة بعض الأعمال، وعاديتها

بالإضافة إلى كونها عريفة الدورة الـ 70 لمهرجان "كان"، ستُقدِّم بيلّوتشي الحلقتين الأولى والثانية من الموسم الـ 3 للمسلسل التلفزيوني "توين بيكس" لديفيد لينش، في أمسية احتفالية، هي التي تمثّل فيهما أيضاً؛ علماً أنها تنتظر بدء العروض التجارية الفرنسية لـ On The Milky Road لأمير كوستوريتزا، في 12 يوليو/ تموز 2017. 

لمونيكا بيلّوتشي حكاية صداقة طويلة الأمد مع مهرجان "كان": عام 2000، شاركت فيه للمرة الأولى بفضل "اشتباه" Suspicion، لستيفن هوبكنز. بعد عامين، عادت إلى الـ "كروازيت" مع Irreversible لغاسبار نُوِي، الذي صدم جمهور المهرجان، وأثار حماسة "سينيفيليين" كثيرين، ودهشتهم أمام لغته السينمائية، وجرأة معالجته أحوال أفرادٍ واقعين في اضطراب الذات والروح. كما شاركت في لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية، عام 2006، التي ترأسها وونغ كار ـ واي (هونغ كونغ)، قبل زيارتها "كان" مجدّداً بفضل تمثيلها في فيلمي "حكاية إيطالية" (2008) لتولّيو جيوردانا، و"لا ترجع أبداً" (2009) لمارينا دو فان. عام 2014، فاز Les Merveilles، للإيطالية آليس رورواتشر، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم.

الابنة الوحيدة لباسكال بيلّوتشي، مالك شركة نقل برّي، وللرسّامة برونيلا بريغانتي، أدّت الممثلة دور "فتاة جيمس بوند" وهي في الـ 50 من عمرها، في Spectre لسام مانديس. بدأت حياتها المهنية عارضة أزياء، كي تُسدِّد أقساط الدراسة، بدءاً من عام 1987، وعملت في الإعلانات، قبل أن تمارس التمثيل، بدءاً من مطلع تسعينيات القرن الـ 20. 

####

"كان الـ 70": تمويل الأفلام تأكيد على دعم الشباب

الدوحة ــ العربي الجديد

تُشارك أفلام عديدة في الدورة الـ 70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، حصلت على دعم من"مؤسّسة الدوحة للأفلام". وهذا يؤكد استمرارية حضور الأفلام التي تدعمها المؤسسة في المحافل السينمائية الدولية المختلفة، وتعكس أهمية الدور الإبداعي الذي تؤدّيه المؤسّسة في علاقتها بصناعة السينما، المحلية والعربية والدولية.

والأفلام المُشاركة في "كان الـ 70" حصلت على دعم من "برنامج المنح" في المؤسّسة: ثلاثة منها حظيت بإشراف وتوجيه من خبراء "قمرة"، الملتقى السينمائي الذي تقيمه "مؤسّسة" الدوحة للأفلام، بهدف تعزيز حِرفية الجيل المقبل من المواهب السينمائية.

بهذا الصدد، قالتفاطمة الرميحي،الرئيسة التنفيذية لـ "مؤسّسة الدوحة للأفلام" إن استمرار الحضور القوي لأفلام حظيت بدعم المؤسّسة في مهرجان "كانّ" السينمائي، "دليل قوي على الجودة العالية للمشاريع التي ندعمها، من خلال مبادرات التمويل والتدريب والإشراف". أضافت: "نحن سعداء حقاً بأن أعمال صنّاع الأفلام الشباب الموهوبين، من المنطقة والعالم، تمكّنت مرة أخرى من تقديم عروضها الأولى في أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية، ومنافسة الأفلام الأخرى من أنحاء العالم كلّه". ورأت أنه من خلال "برنامج المنح" هذا، "سنستمر في تركيز جهودنا لمساعدة الأصوات الجديدة، والقصص الرائعة، القادرة على تشكيل اتجاهات جديدة في السينما العالمية".

إلى ذلك، تضمّ لائحة الأفلام التي تعرض، للمرة الأولى عالمياً، في "نظرة ما"، على ما يلي: "الجميلة والكلاب" (إنتاج تونسي/ فرنسي/ سويدي/ نرويجي/ لبناني/ سويسري/ ألماني/ قطري مشترك، 2017) للتونسية كوثر بن هنية، و"طبيعة الحال" (إنتاج جزائري/ فرنسي/ ألماني/ قطري مشترك، 2017) للجزائري كريم موسوي.

يُذكر أن "الجميلة والكلاب" حصل على منحة في دورة خريف عام 2016، وعُرض في "قمرة 2017"، ويدور حول مريم، التي أرادت الاستمتاع بليلتها، لكن شيئاً فظيعاً يحدث معها، ما يضطرّها إلى طلب العدالة من مرتكب الجريمة ضدها. ويسرد "طبيعة الحال"، الحاصل على منحة في دورة خريف عام 2015، وعُرض في "قمرة 2016"، قصّة ثلاثة أشخاص من أيام الحرب في الجزائر عام 2000، يواجه كلّ واحد منهم خياراً صعباً في حياته، الأمر الذي أدّى إلى فقدانهم لمبادئهم الأخلاقية.

بالإضافة إلى هذين الفيلمين، سيعرض "القطعة 35" (إنتاج فرنسي/ قطري، 2017) لإيريك كارافاكا في "قسم العروض الخاصة"، وهو حصل على منحة في دورة خريف عام 2016: يحمل المشاهدين إلى مكامن الشغف عند الإنسان، فالقطعة 35 هي مكان لم يذكره أيّ من أفراد العائلة من قبل. إنه المكان الذي دفنت فيه أخت البطل، التي توفيت وهي في الثالثة من عمرها فقط.

أما الأفلام التي تعرض في فئة "العروض الموازية"، في قسم "الشاشة الصغيرة"، فهي: "والي" (بوركينا فاسو، فرنسا، قطر / 2017) لبيرني غولدبلات، و"علي، معزة وإبراهيم" (مصر، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، قطر / 2016) للمصري شريف البنداري.

حصل فيلم "والي" على منحة في دورة خريف عام 2016، وشهد عرضه العالمي الأول في "فئة الجيل"، في "مهرجان برلين السينمائي 2017". تدور قصته حول المراهق الفرنسي إدي، المتحدّر من بوركينا فاسو، والذي أرسله والده إلى قريته في بلده. لكن الترحيب الذي لقيه لم يكن كما كان يأمل. أما "علي، معزة وإبراهيم"، الحاصل على منحة في دورة خريف عام 2012، والذي شارك في "قمرة 2016"، ضمن مشاريع قيد التنفيذ، فيروي قصة علي وإبراهيم، وهما شخصان وحيدان وغريبان، رفضهما مجتمعهما. وعند التقاء طريقيهما، يقومان برحلة معاً، ستُغيّر حياتهما.

في قسم "أسبوعي المخرجين" في المهرجان، يعرض فيلم "نوثينغوود" (إنتاج فرنسي ألماني قطري مشترك، 2017) لسونيا كرونلاند. حصل الفيلم على منحة في دورة ربيع عام 2017، وهو فيلم وثائقي حول سليم شاهين، الممثل والمخرج والمنتج الأكثر شعبية في أفغانستان، الذي يعشق السينما والأفلام، وينتج، دائماً، أفلاماً حول بلده الذي يعيش حالة حرب، منذ أكثر من 30 عاماً.

بالإضافة إلى ذلك، تمّ اختيار أربعة مشاريع حاصلة على منح في "سوق كانّ للأفلام"، هي: "علم" (إنتاج فلسطيني فرنسي قطري مشترك، 2017) لفراس خوري. حصل على منحة في دورة ربيع عام 2015. و"المترجم" (إنتاج سوري أردني فرنسي قطري مشترك، 2017) لرنا كزكز وأنس خلف، الذي سيعرض في ورشة "سيني فونداسيون". و"بركة العروس" (إنتاج لبناني ألماني قطري مشترك، 2017) لباسم بريش، الحاصل على منحة في دورة خريف عام 2016، وشارك في "قمرة 2017": تمّ اختياره للعرض في قسم "مصنع سينما العالم". 

هناك أيضاً: "ستموت في العشرين" (إنتاج سوداني مصري قطري مشتركن 2017) لأمجد أبو العلاء، الحاصل على منحة في دورة ربيع عام 2016، وشارك في "قمرة 2017"، كمشروع في مرحلة التطوير. سيعرض في النسخة الأولى من برنامج "سيني فيليا باوند"، بالشراكة مع "دار كتاب السيناريو الفرنسي".

في العام الماضي، حصلت أفلام على دعم من "مؤسّسة الدوحة للأفلام"، في فئات رئيسية، في مهرجان "كانّ" السينمائي، منها المسابقة الرسمية، وحصلت على 5 جوائز رئيسية في مختلف الفئات. وكجزء من دور المؤسسة في الترويج لصناعة السينما الناشئة في قطر، على المسرح الدولي، ستقوم المؤسّسة، مرة أخرى، بتقديم عرض خاص لأفلام في قسم "صنع في قطر"، في القسم الجديد "عروض السوق"، وفي رُكن الأفلام القصيرة. 

####

كوتيار وغاينسبور تفتتحان دورة العام

كانّ ـ العربي الجديد

تُشارك الممثلتانماريون كوتيار وشارلوت غاينسبور، إلى جانب ماتيو آمالريك، في "أشباح إسماعيل"، للفرنسي آرنو ديبلشان (1960)، الذي يفتتح الدورة الـ 70 لمهرجان "كانّ"، مساء اليوم الأربعاء.

يتابع الفيلم تفاصيل من سيرة مخرج سينمائيّ، يُدعى إسماعيل فيلار (آمالريك)، يواجه ارتباكاً نفسياً وانفعالياً، لحظةلقائه كارلوتا (كوتيار)التي ارتبط معها بعلاقة حبّ، قبل أن تختفي من حياته كلّياً، منذ 20 عاماً، والتي لم يستطع أن يمارس الحِداد على الفراق الصادم هذا، أبداً. صديقته الجديدة، سيلفيا (غاينسبور)، تلوذ بالفرار، وإسماعيل يتخلّى عن كارلوتا، لكنه سيُصاب بنوع من تردّد واضطراب، ما يدفعه إلى إيقاف تصوير فيلمه الجديد، والذي يتناول حكاية إيفان، الدبلوماسي غير التقليدي وغير النمطي، مستوحياً إياه من شقيقه، ويغادر المكان باتّجاه المنزل العائليّ، بعيداً عن كلّ شيء، حيث يواجه أشباحه كلّها.

السينمائيّ الفرنسي يجمع ممثلتين في حكاية واحدة، لكلّ منهما سيرة فنية تثير حماسة كثيرين لمُشاهدة ما يُمكن أن تُقدّماه من إضافة أدائية ودرامية وجمالية، وهي إضافة اختبرتها كوتيار وغاينسبور في مسارهما السينمائيّ السابق، في أدوار متنوّعة.

الفرنسية كوتيار (1975) تقول إن التماهي بشخصية كارلوتا، وفهم حاجتها إلى الاختفاء، أمران "يسهل على المرء التماهي بهما، وعيشهما". تقول أيضاً: "أعتقد أننا عرفنا جميعنا هذه الحاجة في لحظة ما. في مراهقتي، كنت أشعر دائماً برغبة في الذهاب، وفي إعادة بناء حياتي في مكانٍ آخر، لا يعرفني أحدٌ فيه. مكان أشعر فيه أني قادرة على أن أكون أنا نفسي، كما أنا". تعترف أن هناك أموراً كثيرة يجب إزالتها أو غسلها، بالإضافة إلى الكثير من "سوء التفاهم والفهم" مع محيطها، حول شخصيتها. وتُشير إلى أن أبرز "سوء فهم" كامنٌ، حينها، في مسألة التواصل مع الآخرين: "لم يكن الأمر هكذا، بالنسبة إليّ. أنا كنت أرغب في الذهاب والخروج من المكان الذي أُقيم فيه، والبدء مجدّداً من نقطة الصفر، وإعادة بناء حياة مع أناسٍ يكتشفوني، وأستطيع أن أمنحهم ما أنا عليه فعلياً".

لعلّ هذا كلّه ينعكس في شخصية كارلوتا، وفي علاقتها باسماعيل قبل اتخاذها قرار الاختفاء، في مكانٍ لا يعرفها أحدٌ فيه. أما العودة إليه، فستكون محاولة لفهم أسئلة معلّقة عن العلاقة، والرحلة التي قامت بها، ومعنى الانفعال والتواصل

من جهتها، لم تتحدّث الفرنسية البريطانية شارلوت غاينسبور (1971) كثيراً عن الفيلم، مكتفية بتصحيح بعض المتداول عن علاقتها بالمشروع، وبمخرجه (ديبلشان). تقول إنها كانت تحلم بتأدية دور "إستر كان"، في فيلمٍ يحمل اسمها (2000)، لكن المخرج لم يخترها حينها. تقول إن الأمر أصابها بنوع من الخيبة، قبل أن تجري محاولات عديدة من دون أن تنجح في العمل معه: "لا أتذكر متى أرسلت له رسالة، لا لأقول له فيها إني أحلم بالعمل معه، بل لإعلامِه كم أنا مُعجبةٌ به. كنت، حينها، أتمنّى أن تؤدّي الرسالة إلى تحقيق تعاون بيننا. كنتُ يومها في الولايات المتحدة الأميركية، بعيدة عن فرنسا. ربما لهذا، كانت لديّ جرأة أكبر لتحقيق خطوة كهذه (كتابة الرسالة، وإرسالها إليه)".

العربي الجديد اللندنية في

17.05.2017

 
 

"أشباح إسماعيل" في الافتتاح.. دياب عضو لجنة تحكيم "نظرة ما"

الليلة .. الدورة 70 لمهرجان "كان" السينمائي

كلوديا علي البوستر ومونيكا مقدمة الحفل و20 فيلما تتنافس علي السعفة الذهبية

السينما يقدمها : حسام حافظ

تتجه الأنظار مساء اليوم إلي قصر المهرجانات بمدينة "كان" الفرنسية علي ساحل الريفيرا حيث افتتاح أشهر مهرجان سينمائي في العالم ويشاهد الجمهور في الافتتاح الفيلم الفرنسي "أشباح اسماعيل" للمخرج أرنو دبلشان. كما يشارك المخرج المصري محمد دياب في عضوية لجنة تحكيم برنامج "نظرة ما" التي ترأسها الأمريكية أوما ثورمان. وكان دياب قد شارك العام الماضي بفيلم "اشتباك" في نفس البرنامج وتم اختياره كفيلم افتتاح للبرنامج ولم يحصل علي جوائز

وعلي بوستر "كان" في هذه الدورة بمناسبة مرور 70 عاما علي بداية انطلاقه وضع منظمو المهرجان صورة للممثلة الايطالية الشهيرة كلوديا كاردينالي وهي ترقص عندما كان عمرها 21 عاما وكانت في زيارة لباريس ترقص فوق سطح احدي العمارات. ومن ناحية أخري تم اختيار الايطالية أيضا مونيكا بللوتشي لتقديم حفل الافتتاح اليوم وكذلك حفل الختام في 28 مايو الجاري.. مع ذلك أن البوستر وتقديم حفل الافتتاح والختام من نصيب الايطاليات في اشارة واضحة لمحبة الفرنسيين للسينما الايطالية ونجومها

ويتنافس علي جائزة السعفة الذهبية 20 فيلما في المسابقة الرسمية منها 4 أفلام أمريكية هي: "الوقت المناسب" اخراج بيتي وجوش صفدي و"الفرائس" لصوفيا كوبولا و"مصعوق" لتود هاينز و"حكايات مياروفيتش" لنوح باومباخ وتشارك فرنسا ب 3 أفلام هي: "العشيق المزدوج" لفرانسوا أوزون و"اللعين" لميشيل هازانا و"120 دقة في الدقيقة" لروبين كامبيلو. وتشارك كوريا الجنوبية بفيلمين: "اليوم الحالي" لهونج سانجسو و"أوكجا" لبيونج جون هو.و تشارك باقي الدول بفيلم واحد وهي: روسيا وبريطانيا والمجر وأوكرانيا واليونان واليابان والنمسا وألمانيا والسويد

يرأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج الاسباني الشهير بيدرو ألمودوفار "67 عاما" الفائز بجائزة أحسن اخراج في "كان" عام 1999 عن فيلم "كل شئ عن أمي" والذي فاز عنه أيضا بجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام .2000 

وتتكون لجنة التحكيم من ثمانية نصفهم من النساء وهم المخرج الايطالي باولو سورينتينو والالمانية مارين أدي والمخرج الكوري بارك شان ووك والممثل الأمريكي الأسمر ويل سميث والممثلة الأمريكية جيسيكا شاستين والمخرجة الفرنسية ايناس جاوي وكاتب السيناريو الفرنسي جان بيير بكري والموسيقار الشهير جابرييل يارد الفرنسي من أصل لبناني والممثلة الصينية الشابة فان بينج

وفي مسابقة "نظرة ما" تشارك تونس بفيلم "علي كف عفريت" للمخرحة كوثر بن هنية والجزائر بفيلم "طبيعة الوقت" اخراج كريم موساوي وفي مسابقة الأفلام القصيرة يشارك المخرج الدينماركي من أصل فلسطيني مهدي فليفل بفيلم "رجل يغرق". وتم اختيار فيلم "باربارا" للمخرج الفرنسي ماتيو أرماليك ليكون فيلم افتتاح "نظرة ما" هذا العام وينافس الفيلم الايراني "رواسب" لمحمد رسولوف والفرنسي "الورشة" والايطالي "المحظوظ" والياباني "قبل الاختفاء". 

الجمهورية المصرية في

17.05.2017

 
 

مقدمة "كانّ" خمسينية فاتنة... مونيكا بيلوتشي:

"أنا هنا لأعطي الضوء إلى الآخرين"

المصدر: "النهار"  - إسراء حسن

لا تزال الممثلة وعارضة الأزياء #مونيكا_بيلوتشي البالغة من العمر 52 عاماً  تخيف النجمات العالميات اللواتي يصغرنها سنّا، فهي من أجمل نساء العالم وأيقونة جمالية لا يمكن منافستها والوقوف إلى جانبها على السجادة الحمراء. حضورها يعيدنا بالزمن إلى صوفيا لورين ومارلين مونرو، هذا النفس الأنثوي الحاضر بطبيعته وبساطته رغم الجمال الأخّاذ المشحون بالجرأة. ولا شكّ أنّ كبار المصممين العالميين يتمنّون أن يروا أحد تصاميمهم على قوام بيلوتشي المشدود. هي الجريئة التي تتحدى العمر بكامل ثقتها، تذيّل الحواجز وترتدي ما يحلو لها

نشرت أخيراً صوراً لها في حسابها عبر "انستغرام" بثياب داخلية وأخرى بفساتين شفافة لتكسر النمطية المتعلقة بتقدّم المرأة في العمر. في مكياجها خلال المناسبات تعتمد السموكي، نراها في الدانتيل والشفاف تارة، وفي البزة الرسمية والفستانين الكلاسيكية المزيّنة بالمجوهرات الثمينة، ولاشكّ بأنها سيدة بكلّ الألوان، هي أيقونة الموضة التي تملك تلك النظرة الثاقبة في الأزياء وهي الأدرى في اختيار الملابس والموضة التي تحمل بصمتها فيصح القول: "عن موضة مونيكا بيلوتشي". 

هي مقدّمة حفل افتتاح واختتام مهرجان "كانّ" السينمائي الدولي الليلة للمرة الثانية منذ العام 2003، وعلى الرغم من انتظار إطلالتها إلى جانب نجمات العالم تقول لموقع "WWD": "مشاركتي مسؤولية كبرى، الأضواء لن تكون مسلّطة باتجاهي، أنا هنا لأعطي الضوء إلى الآخرين". ووقوفها اليوم يعيدها إلى العام 2000 حينما وقفت على السجادة الحمراء للمرة الأولى في المهرجان عينه وكان سبباً في تحقيقها الشهرة عبر فيلم "Under Suspicion" لستيفن هوبكنز حيث تعرفت على الأضواء والمصورين. وتصف المهرجان بأنّه واحة من الثقافة والجمال والصناعة الذي يتيح الفرصة للاعمال التي تبلغ ميزانيتها صفر بأن تحقق الانتشار العالمي

رصدت عدسات الباباراتزي مونيكا فور وصولها في مطار نيس، ظهرت ترتدي جامبسوت أسود أرفقته بشعر منسدل ونظارة سوداء كبيرة لم تستطع ان تخفي ملامح وجهها الجميلة الطبيعية وختمت اطلالتها بحزام فضي.

بيلوتشي شكلت حالة أمام النساء أكثر من الرجال، لأنّها سهّلت الطريق أمامهنّ في ما يتعلق بالحفاظ على الجمال والاشراقة. فهي لا يجذبها النادي الرياضي حتى تبقى رشيقة وتفضّل الاستمتاع بحياتها وتأكل المعكرونة والحلوى، وفق ما قالت لصحيفة "التلغراف". وتتابع: "لست شخصاً يستيقظ السادسة صباحاً لكي يذهب إلى النادي الرياضي، الحقيقة انني أفضل المعكرونة والحلويات إلى جانبها كأساً من النبيذ وسيجارة" وهذه نصيحتي: "كلوا، اشربوا، مارسوا الجنس واضحكوا كثيراً والباقي يأتي لوحده"، لكنها تعترف بأنّ التكنلوجيا وتطبيقات الفوتوشوب هي حالة انقاذية للعديد من الممثلات

الممثلة الايطالية تطل أيضاً في أول حلقتين من مسلسل "Twin Peaks" لديفيد لينش الذي سيعرض في 25 من الشهر الجاري ضمن فعاليات المهرجان

انفصلت عن زوجها الممثل الفرنسي فينسنت كاسيل ويشبه النقاد الفرنسيون انفصالهما بطلاق النجمين أنجلينا جولي وبراد بيت. وهي تعيش مع ابنتيها ليوني وديفا في فرنسا في منزل تصفه بالرومانسي لأنه يجمع في تقسيمته بين الذوق الايطالي والفرنسي.

صاحبة الجمال الكلاسيكي، تبتعد عن التكلّف في إطلالتها، وتحرّكها غريزتها الايطالية في اعتماد خطوط بسيطة وتركّز أكثر على الألوان ملتزمة بالزي الكلاسيكي. وتقول: "لا أتبع الموضة، بل أبحث عن الموضة التي تناسبني".

هي عارضة الأزياء التي لفتت الأنظار قبل أن تدخل في عالم التمثيل في العام 1996 في فيلم "L’Appartement" حيث تعرفت على طليقها كاسيل الذي رافقها في أول عمل أميركي لها "Under Suspicion" إلى جانب مورغان فريمان وجين هاكمان.

لها رأيها في الانتخابات الفرنسية الأخيرة، وتقول: "الشعب الفرنسي من خلال تصويته الأخير، أثبت أنه يريد فرصة كبرى، والشباب يحبّون ايمانويل ماكرون كثيراً. هذا يثبت أنه ليس عليك أن تكون متقدماً في العمر لكي تحقق الانجازات، ربما علينا أن نضع ثقتنا أكثر بالشباب وهذا أمر جميل". 

شاركت أخيراً في فيلم "On the Milky Road" لأمير كوستوريتسا الذي يتطرق إلى صعوبة البحث عن الجمال في الأوقات الصعبة وفيه تؤدي شخصية فتاة صربية تجسد الرغبة وهي اضطرت إلى تعلم الصربية لهذا الدور، ولاحظت ظهور بعض التجاعيد على وجهها عندما شاهدت الفيلم. سبق وأدت أدواراً كبيرة كدورها في مريم المجدلية في فيلم "The Passion of the Christ" في العام 2004 وفتاة جيمس بوند في عمر الـ 51 في فيلم "007 Specter" في العام 2015 ومغنية أوبرا في مسلسل "Mozart in the Jungle".

مشاريعها المستقبلية انتاج فيلم عن المصورة الايطالية تينا ميدوتي التي نشطت من العشرينات إلى أربعينات القرن متأثرة بشجاعتها وحداثتها.

وهي لطالما حلمت بالنساء الايطاليات الرائدات أمثال صوفيا لورين وسيلفانا مانجانو ومونيكا فيتي وإيزابيل هوبرت وكاترين دينوف وناتالي باي وهيلين ميرين وجودي دينش. بين الأمومة التي أعطتها اياها ايطاليا والحرية التي اعتنقتها في فرنسا تخرج امرأة تدعى مونيكا بيلوتشي ستبقى الأيقونة التي أزالت حواجز التقدم بالعمر وأثبتت بأنّ الجمال موجود داخل كل امرأة، وما عليها سوى ان تحسن اختيار ما يناسبها

النهار اللبنانية في

17.05.2017

 
 

الإمارات حاضرة بمبادرات وأنشطة متنوعة

7 ملامح للحضور العربي في مهرجان كان

إعداد: عُلا الشيخ

تنطلق اليوم الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي يحتفي بهذه الدورة بمنافسة 19 فيلماً من حول العالم، على سعفته الذهبية، وفي كل عام تحاول السينما العربية أن تكون حاضرة بأشكال مختلفة، من خلال منافسة أفلامها أو من خلال التواجد كمنصات للترويج، وأحياناً يكون التواجد في لجان التحكيم، وحتى على السجادة الحمراء من خلال مصممين عرب، وأبرزهم المصمم اللبناني زهير مراد. وفي ما يلي أبرز ملامح وجوه الحضور العربي في هذه الدورة التي تنطلق يوم اليوم:

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

17.05.2017

 
 

المهرجان يفتتح الليلة وسط تأهب أمني

«أشباح إسماعيل» تحوم حول سجادة «كان 70»

إعداد: غسان خروب

مساء اليوم، يفتح مهرجان كان السينمائي الدولي ذراعيه أمام ضيوف دورته الجديدة التي يكمل بها عامه الـ 70، وسط حالة تأهب أمنية عالية المستوى، تحسباً لأي طارئ، لتبدو الدورة الحالية التي تختتم 28 مايو الجاري، استثنائية من ناحية أفلامها ونجومها وضيوفها الذين جاؤوا من كل أصقاع الدنيا، للاحتفاء بصناع السينما، حيث يفتتح المهرجان على وقع أحداث الفيلم الفرنسي أشباح إسماعيل (Ismail›s Ghosts) للمخرج أرنو ديبلشان، والذي يتناول فيه قصة مخرج شاب ينوي تقديم فيلم عن علاقة حب قديمة انتهت منذ 20 عاماً، والفيلم من بطولة ماثيو أمالريك، ماريون كوتيلارد، شارلوت جينسبورج و ولويس جاريل، وبحسب المراقبين، فان إدارة المهرجان تعيد من خلال اختيارها لهذا الفيلم الاعتبار لديبلشان، بعد تجاهلها قبل عامين لفيلمه أيامي الذهبية (My Golden Days)، والذي كان أفضل فيلم فرنسي صنع في 2015.

سياسة ولاجئون

في هذا العام، سنكون على موعد مع نحو 49 فيلماً من 29 دولة، لكل واحد منها وقعه وكوادره، ونجومه، وقضيته، لتبدو قائمة أفلام المهرجان محملة على آخرها، بالقضايا الشائكة في العالم، على رأسها تأتي أزمة اللاجئين، والسياسة وتغير المناخ والصحة النفسية للإنسان، واستغلال الحيوانات، فيما يتنافس على سعفته الذهبية نحو 18 فيلماً تحمل جميعها تواقيع لمخرجين معروفين عالمياً، على رأسهم مايكل هانيكة الفائز بجائزة مرتين، وصوفيا كوبولا، ونوح بومباخ، وتود هاينز، وغيرهم، ليظل الحضور العربي خجولاً، رغم مشاركة 3 أفلام من تونس والجزائر وفلسطين.

مع وجود أسماء سينمائية لامعة، تبدو قائمة أفلام المهرجان للوهلة الأولى محيرة، ولعل أبرز ما في القائمة فيلم «نهاية سعيدة» (Happy End) للنمساوي مايكل هانيكة، الذي يعد حالياً أحد عظماء السينما المعاصرين.

في هذا الفيلم يعود صاحب «أمور» إلى الواجهة بعد غياب خمس سنوات، بفيلم ترتبط أحداثه بالواقع الأوروبي الساخن، ليلقي نظرة على أزمة اللاجئين، حيث تدور أحداث الفيلم في مدينة كاليه الفرنسية التي تضم واحداً من أكبر مخيمات اللاجئين، ويلعب بطولة الفيلم إيزابيل أوبير وجان لوي ترانتنيان، والمغربية لبنى أبيدار، التي شاركت في فيلم نبيل عيّوش «الزين اللي فيك» الذي أثار جدلاً واسعاً.

جديد أزانافيسوس

في هذا العام، يطل علينا صاحب الأيقونة السينمائية «ذا ارتيست» (2011) المخرج ميشيل أزانافيسوس، بعمل جديد يحمل عنوان «رهيب» (Redoubtable) ليروي حكاية مقتبسة عن سيرة ذاتية، كتبتها الممثلة آن فيازمسكي، والتي تروي فيها كيف وقع المخرج جان لوك غودار (يجسده الممثل لوي غاريل) في حبها خلال مشاركتها في تصوير أحد أفلامه. العيون كلها ترنو إلى عمل أزانافيسوس الجديد، والذي يأتي بعد فشل فيلمه الأخير «البحث» (The Search) الذي قدمه في 2014.

بعد تقديمه لفيلمه المثير «ذا لابوستر» (The Lobster) في 2015، يعود اليوناني يورجوس لانثيموس مجدداً إلى الواجهة، مع فيلمه «مقتل غزالة مقدسة» (The Killing of a Sacred Deer)، الذي يلعب بطولته كولين فاريل، ونيكول كيدمان، وإليشيا سيلفرستون، لتدور الحكاية حول جراح ناجح تبدأ حياته بالتدهور عندما يقرر رعاية طفل صغير.

المخرجة صوفيا كوبولا، تعيدنا إلى الوراء قليلاً، نحو الحرب الأهلية الأميركية، عبر فيلمها الجديد «المغشوش» (The Beguiled)، حيث تدور الأحداث حول جندي مصاب ليحتمي بمدرسة داخلية للبنات، لتنطلق هناك شرارة الجاذبية التي تسفر عن عداوات خطيرة بين نزيلات المدرسة، والفيلم من بطولة كولين فاريل ونيكول كيدمان وكرستين دانست وإيل فانينغ.

اختراق الخصوصية

أما فيلم «مستوحى من الحقيقة» (Based on a True Story) فهو عبارة عن دراما نفسية مثيرة، يقدمها المخرج رومان بولانسكي، عن حياة كاتبة تعاني من فترة صعبة بعد صدور كتابها الأخير، تظهر في حياتها فتاة تخترق خصوصيتها بدعوى كونها من المعجبين بأعمالها. في حين يعود المخرج الألماني من أصول تركية، فاتح أكين في فيلمه «في الذبول» (In the Fade) إلى ملعب المهاجرين في ألمانيا، ليروي حكاية امرأة تفقد اسرتها في انفجار قنبلة، فتقرر الانتقام لهم بنفسها.

ويعرض الفرنسي برونو دومون المعروف بقدرته على المزج بين الكوميديا والفلسفة، هذا العام فيلمه «جانيت: طفولة جان دارك» (Jeannette: The Childhood of Joan of Arc)، وفيه يروي طفولة جان دارك في صورة فيلم غنائي راقص على ايقاع موسيقى الروك. بينما تدور أحداث فيلم «حكايات مايروفيتز» (The Meyerowitz Stories) للمخرج نواه بامباك، حول عائلة غريبة الأطوار، يجتمعون في نيويورك للاحتفال بإنجاز فني حققه والدهم، ولعل اللافت في الفيلم تكمن في قائمة أبطاله التي تضم داستن هوفمان وبن ستيلر وآدم ساندلر وإيما تومسون.

المهرجان سيعرض أيضاً الفيلم الوثائقي (An Inconvenient Sequel) الذي يتناول مهمة نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور في مكافحة تغير المناخ، كما سيعرض أيضاً فيلم (Sea Sorrow) للمخرجة فانيسا ريدغراف، التي تتطرق فيه إلى أزمة المهاجرين خلال سياق تاريخي يعود للقرن الماضي. وتشمل القائمة، أيضاً عرض فيلم «نابالم» (Napalm) عن كوريا الشمالية والأسلحة الكيميائية، وفيلم (Jours 12) الذي صور في مستشفى للأمراض النفسية، وفيلم (Battements par Minut 120) عن مرض الإيدز.

بوستر

تزين صورة الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي بوستر الدورة الحالية، وهي تعود إلى 1959 والتقطت على سطح بناية بروما، وكان البوستر قد أثار جدلاً، بعد قيام إدارة المهرجان بتنحيف فخذي الممثلة بشكل لافت، إلا أن كاردينالي، 78 عاماً، أبدت عدم اعتراضها عليها. وقالت: «هذه الرقصة تذكرني ببداياتي وبوقت لم أكن أحلم فيه بتسلق درج أشهر صالات العرض السينمائي بالعالم».

حضور إماراتي لافت في المهرجان

في الوقت الذي بدا فيه حضور السينما العربية متواضعاً في المهرجان، بدت جهود الإمارات الداعمة للسينما العربية واضحة، من خلال مشاركة الوفد الإماراتي الذي يضم ممثلين رئيسيين في صناعة السينما مثل: مهرجان دبي السينمائي الدولي، ولجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ومدينة دبي للاستديوهات، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، وسيكون مقر الوفد في جناح الإمارات في القرية الدولية، ليكون حضور وفد الدولة في المهرجان للعام الـ 15 على التوالي.

في كان سيحتفل ملتقى دبي السينمائي، وهو سوق الإنتاج المشترك لمهرجان دبي السينمائي الدولي، بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه، فيما سيقوم مهرجان دبي السينمائي من خلال الشراكة بين سوق دبي السينمائي وسوق مهرجان كان السينمائي بتوفير عروض حصرية لخمسة أفلام عربية قيد الإنجاز، كما سيعرض في ركن الأفلام القصيرة 5 أفلام أخرى سبق أن عرضها "دبي السينمائي" في دورته الماضية.

رجل يغرق

3 أفلام فقط هي اجمالي ما تشارك به السينما العربية في المهرجان، وهي: فيلم «على كف عفريت» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وفيه تتناول مأساة حقيقية عاشتها الشابة مريم في 2012، حيث تعرضت فيه للاغتصاب على يد ضابط أمن، ويعد هذا الفيلم الثالث لكوثر بعد «شلاط تونس» و«زينب تكره الثلج».

أما الجزائر فتحضر من خلال فيلم «طبيعة الوقت» للمخرج كريم موساوي، ويعد هذا الفيلم باكورة أعماله الروائية الطويلة، ويتناول فيه عامل الوقت في حياة البشر، وتدور أحداثه الدرامية عبر 3 قصص عن 3 شخصيات، يتصادم ماضيها بحاضرها: وكيل عقاريّ ثريّ، وطبيب أعصاب طموح يُلاحقه ماضيه، وامرأة شابّة ممزّقة بين صوت العقل ومشاعرها.

وكان كريم قد تعاون فيه مع المخرجة البرتغالية المعروفة «أور أتيكا» لصياغة وبلورة العمل السينمائي.

في حين، تشارك فلسطين من خلال الفيلم القصير «رجل يغرق» للمخرج مهدي فليفل، الذي يغوص فيه في حياة الفلسطينيين في المخيّمات، راصداً تحديات ورغباتٍ أبناء وطنه، ويتطرق الفيلم إلى معاناة الفلسطينيين من صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المخيمات وكثرة الازدحام وانتشار الأمراض فيها.

التاريخ:17 مايو 2017

السعفة

منذ 20 عاماً، يتعاون «كان السينمائي» مع دار شوبارد السويسرية، لتصميم جائزة السعفة الذهبية التي تُمنح للفيلم الأفضل في المهرجان، ووفقاً للتقارير فإن الجائزة مرصعة بـ 167 قطعة ألماس، ويقدر وزنها بـ 118 غراماً من الذهب، فيما احتاجت 40 ساعة عمل، ووصلت تكلفتها إلى 20 ألف يورو. ونظراً لخصوصية الدورة الحالية، فقد بدت الجائزة أكثر جمالاً، مع إضافة قطع الألماس الصغيرة، لتبدو كحبات الثلج على السعفة.

البيان الإماراتية في

17.05.2017

 
 

سمير فريد ونصف قرن من الحضور الطاغى:

مهرجان كان السينمائى ١٩٨٩

«المصري اليوم» تنفرد بنشر مقال سمير فريد فى كتاب المهرجان التذكارى

بمناسبة دورته الـ٧٠ التى تنطلق اليوم يصدر مهرجان «كان» السينمائى كتابا تذكاريا عن دوراته الـ٦٩ الماضية واختارت إدارة المهرجان ٦٩ ناقدا من مختلف دول العالم من الحريصين على متابعة وحضور المهرجان منذ سنوات لكتابة مقال عن إحدى الدورات التى حضروها فى سنوات سابقة للكتابة عنها.

واختار المهرجان عميد نقاد السينما العرب الراحل، سمير فريد، باعتباره واحدا من أهم نقاد السينما فى أفريقيا والمنطقة العربية الذين يتابعون أنشطة وفعاليات المهرجان لما يقارب الـ٥٠ عاما للكتابة عن دورة المهرجان عام ١٩٨٩ وانتهى الكاتب الكبير من كتابة المقال قبل رحيله بفترة قليلة وهو على فراش المرض وسلّمه لإدارة المهرجان لضمه إلى الكتاب، وتنفرد «المصرى اليوم» بنشر مقال الناقد الكبير سمير فريد فى كتاب «كان» التذكارى.

عام ٢٠١٧ هو عام الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائى، وفى نفس الوقت عام مرور خمسين سنة على حضورى المهرجان، لأول مرة، فى الدورة العشرين عام ١٩٦٧. كنت آنذاك فى الثالثة والعشرين من عمرى، وقد انتظمت فى حضوره من عام ١٩٧١ حتى عام ٢٠١٦. إنه جزء من حياتى، ولو تم حساب الأيام التى قضيتها فيه، أكون قد عشت فى مدينة كان الفرنسية ما يقرب من ثلاث سنوات.

أحب مدينة كان، وأعرفها جيداً، ربما مثل من يعيشون فيها، ولى ذكريات فى عشرات من فنادقها ومطاعمها ومقاهيها وشوارعها وزواياها. وأدين لمهرجان كان بأكثر من نصف ما أعرفه عن السينما فى العالم، فقد جئت إليه من مصر التى يندر أن تعرض فيها أفلاماً من خارج هوليوود، ولم تكن أفلام العالم متاحة بوسائل أخرى غير العرض السينمائى كما هو الحال الآن بعد الثورة التكنولوجية.

ويدين لى مهرجان كان بأكثر من نصف شهرته فى مصر والعالم العربى، فقد كنت أول من قام بتغطية يومية للمهرجان فى صحيفة يومية باللغة العربية، وهى «الجمهورية» فى القاهرة. والفضل فى ذلك لرئيس التحرير الذى أوفدنى على نفقة الجريدة لتغطية المهرجان دورة عام ١٩٦٧، وهو الكاتب الكبير والروائى المبدع فتحى غانم (١٩٢٤-١٩٩٩). وقد كانت إقامتى فى فندق PLM، وكانت تكلفة الليلة ١٣ فرنكاً فرنسياً شاملة الإفطار. وكان عدد الصحفيين والنقاد من مصر والعالم العربى لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، والآن يصل إلى أكثر من مائة.

كانت دورة ١٩٦٧ «تاريخية» بحق على صعيد السينما، حيث احتفل المهرجان بالدورة العشرين، وشهدت عرض العديد من الأفلام التى أصبحت بعد ذلك من روائع السينما، والعديد من المخرجين الجدد الذين أصبحوا من كبار السينمائيين فى العالم. وكانت دورة ١٩٦٧ «تاريخية» بحق على الصعيد الشخصى، فقد كنت أسافر لأول مرة خارج مصر، ورأيت وجهاً لوجه فى المؤتمرات الصحفية، شخصيات مثل أنتونيونى (١٩١٢-٢٠٠٧) الذى فاز بالسعفة الذهبية عن فيلمه «تكبير الصورة»، وفانيساريدجريف، وغيرهما من أعلام السينما، بل ورقصت مع شيرلى ماكلين التى كانت من أعضاء لجنة التحكيم فى إحدى الحفلات التى كانت تبدأ بعد منتصف الليل فى مطعم مفتوح أعلى الجبل الذى يطل على المدينة وتستمر أحياناً حتى مطلع الفجر. لم يعد النجوم بالنسبة لى فى السماء، وإنما على الأرض، أو بعبارة أخرى تمت «أنسنة» النجوم.

وقد أقيمت الدورة فى مايو، وفى ٥ يونيو وقعت حرب ١٩٦٧ بين مصر وإسرائيل، والتى انتهت بهزيمة مصر، وغيرت كل شىء فى حياتى وحياة جيلى. عشت فى مايو ١٩٦٧ نهاية «الأيام الجميلة الماضية» فى مصر، أو التى كنا نتصور أنها جميلة.

لم أختر الكتابة عن دورة ١٩٨٩، وإنما اختارنى تيرى فيرمو للكتابة عنها. لا أدرى لماذا اختار لى هذه السنة، ولكنه لو خيرنى لاخترتها. عام ١٩٨٩ حسب الموسوعة البريطانية أهم أعوام القرن العشرين، حيث سقط جدار برلين، وسقط معه عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥)، عالم القوتين الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى الذى كان يهدد بالحرب النووية وتدمير الأرض وإبادة كل من عليها، وبدأ عالم جديد متعدد القوى ينشد السلام والحرية لكل الإنسانية.

نقاط التحول الكبرى التى يصبح العالم بعدها ليس كما كان قبلها قليلة فى التاريخ. عندما حضرت دورة ١٩٦٧ كانت الدورة الأخيرة قبل ثورة الشباب فى العالم عام ١٩٦٨، والتى بلغت ذروتها فى باريس فى مايو، وكان العديد من أفلام الدورة بمثابة نبوءة لتلك الثورة، والتى أعلنت مولد جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، وامتدت لمهرجان كان وأوقفت دورة ١٩٦٨. كانت ثورة من أجل الحرية والديمقراطية، ومن دون حزب يقودها ويسعى لتولى السلطة، مثل الثورة التى أسقطت جدار برلين، وثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا عام ٢٠١١، وبعد سقوط نظام صدام حسين فى العراق عام ٢٠٠٣.

كان أول مهرجان دولى للسينما فى فينيسيا عام ١٩٣٢ أثناء حكم الحزب الواحد الفاشى، وفى مواجهته أقيم مهرجان موسكو عام ١٩٣٥ أثناء حكم الحزب الواحد الشيوعى، وقررت فرنسا إقامة مهرجان كان عام ١٩٣٩ للدفاع عن الحرية والديمقراطية. وفى نفس اليوم الذى كان من المقرر فيه افتتاح المهرجان فى أول سبتمبر، بدأت الحرب العالمية الثانية، فلم ينعقد. وعندما بدأ المهرجان من جديد عام ١٩٤٦ ظل يدافع عن الحرية والديمقراطية، وضد كل الأنظمة الشمولية.

انعقد مهرجان كان ١٩٨٩ فى الصيف، وسقط جدار برلين فى الخريف. هل هو «مكر التاريخ» أن يسقط الجدار فى ذكرى مرور ٢٠٠ سنة على الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩، وأن يكون الاحتفال بهذه المناسبة الحدث الأكبر فى مهرجان كان ١٩٨٩، وكأنه نبوءة ما سيحدث بعد شهور قليلة. هل هو «مكر التاريخ» أن تكون سنة ١٧٨٩ أهم سنوات القرن الثامن عشر، وسنة ١٩٨٩ أهم سنوات القرن العشرين.

صمم الفنان لودفيك ملصق المهرجان من وحى لوحة الرسام الفرنسى ديلاكروا (١٧٩٨-١٨٦٣) «الحرية تقود الشعب»، والتى أصبحت من رموز فرنسا. عقدت الدورة من ١١ إلى ٢٣ مايو. يوم ١٣ مايو عقدت ندوة «السينما والحرية» بمبادرة من جاك لانج، وزير الثقافة وحضرها نحو مائة من كبار السينمائيين فى العالم حيث عرض الفيلم التسجيلى «الحرية» إخراج لوران جاكوب، وأصدرت «لوموند» عدداً خاصاً عن السينما والحرية، وانتهت بإعلان «حقوق السينمائى» وتأسيس منظمة دولية للدفاع عن هذه الحقوق. ويوم ١٥ مايو كان يوم «برج إيفل» الذى أقيم فى الذكرى المئوية الأولى للثورة الفرنسية، حيث عرض فيلم «برج إيفل فى السينما» إخراج رايموند موريتى. ومن أول أيام الدورة كان هناك معرض «ملصقات أفلام الثورة الفرنسية»، وصدر أكثر من كتاب عن الثورة وعن السينما والثورة.

يكتب مهرجان كان تاريخ فن السينما أكثر من أى مهرجان آخر، ليس من خلال جوائزه فقط، وإنما أيضاً من خلال الأفلام التى يختارها، وكذلك اختيارات نقابة نقاد السينما فى فرنسا فى البرنامج الموازى «أسبوع النقاد»، واختيارات نقابة مخرجى السينما فى فرنسا فى البرنامج الموازى «نصف شهر المخرجين». ويربط المهرجان بين الماضى والحاضر ويصنع المستقبل.

فى دورة ١٩٨٩ كان الاحتفال بأشكال مختلفة بمئوية ميلاد شابلن (١٨٨٩-١٩٧٧)،وكوكتو (١٨٨٩-١٩٦٣)، ودراير (١٨٨٩-١٩٦٨)، وجانس (١٨٨٩-١٩٨١). توقعت فى رسالتى عن المهرجان (١٣ مايو) فوز ميريل ستريب بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى الفيلم الأسترالى «صرخة فى الظلام» إخراج فرد شبسى، وفازت. وتوقعت فى رسالة ١٤ مايو فوز الفيلم الأمريكى «جنس وأكاذيب وشرائط فيديو» إخراج ستيفن سودربرج، وكان أول أفلامه الطويلة، بجائزة الكاميرا الذهبية لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول، ولكن لجنة التحكيم التى رأسها فيم فيندرز، واشترك فى عضويتها بيتر هاندكه وهيكتور بابينكو (١٩٤٦-٢٠١٦)، وكريستوف كيشلوسكى (١٩٤١-١٩٩٦)، كانت أكثر شجاعة، وقررت فوزه بالسعفة الذهبية وفوز جيمس سبادر بجائزة أحسن ممثل عن دوره فيه.

وفاز بالجائزة الكبرى الفيلم الفرنسى «جميلة جداً عليك» إخراج برتراند بلير والفيلم الإيطالى «جنة السينما الجديدة» إخراج جوزيبيتورناتورى، وبجائزة أحسن إخراج أمير كوستوريتشا عن الفيلم اليوغسلافى «زمن الغجر»، وبجائزة أحسن إسهام فنى الفيلم الأمريكى «القطار الغامض» إخراج جيم جارموش، وبجائزة لجنة التحكيم الفيلم الكندى «المسيح من مونتريال» إخراج دنيس أركان.

ليس من الممكن بأى منهج كتابة تاريخ تطور السينما فى العالم من دون هذه الأسماء التى فازت، وكذلك الأسماء التى عرضت أفلامها فى المسابقة ولم تفز مثل سبايك لى وهيو هدسون وإيتوريسكولا(١٩٣١-٢٠١٦)، وليليانا كافانى وبييرجيسكوليموفسكى وباتريس ليكونتوروى جويرا وبرنارد فيكى (١٩١٩-٢٠٠٠)، وجيرى شاتسبرج وجين كامبيون وشيوهى إيمامورا (١٩٢٦-٢٠٠٦). وخارج المسابقة عرضت الأفلام الجديدة لكل من وودى آلان ومارتين سكورسيزى وفرانسيس فورد كوبولا ولويس بوينزووساتيا جيت راى (١٩٢١-١٩٩٢)، ولينو بروكا (١٩٣٩-١٩٩١)، وفى برنامج «نظرة خاصة» أليخاندرو جودوروفسكيولينا ورتمولر ونورى بوزيد.

وفى «أسبوع النقاد» كان هناك وونج كار- واى، وفى «نصف شهر المخرجين» مايكل هاينيكى وروبرتو بينينى وآتوم إيجويانو إدريسا أودراجو. وفى مسابقة الأفلام القصيرة فيث هوبلى (١٩٢٤-٢٠٠١)، ويان سفانكماجير.

عندما حضرت مهرجان كان ١٩٦٧ كانت رئيسة مكتب الصحافة الكاتبة كرستين روشفور (١٩١٧-١٩٩٨)، وقدمتنى إلى مساعدتها لويزيت فارجيت. وفى دورة ١٩٨٩ أقامت نقابة نقاد السينما احتفالاً بمرور ٤٠ سنة على عمل لويزيت فى المهرجان، وقد جمعنا ما يكفى من المال لتنظيم حفل عشاء قبل يومين من حفل الختام، وكان لقاء حميما لمن أعطت أجمل سنوات عمرها لخدمة الصحفيين فى المهرجان.

يتساءل البعض عن مستقبل مهرجان كان ومهرجانات السينما عموماً، ويرى أن الثورة التكنولوجية تهدد هذا المستقبل. بل هناك من يرى أن السينما نفسها قد ماتت، وأننا فى عصر وسائل الاتصال الاجتماعى وغيرها من مظاهر تلك الثورة. عندما انتشرت السينما قيل إن المسرح مات، ولكنه لم يمت، وإنما تغير. وعندما انتشر التليفزيون قيل إن السينما ماتت، ولكنها لم تمت، وإنما تغيرت. السينما لن تموت، وإنما تتغير، والمهرجانات سوف تستمر، ولكنها أيضاً تتغير.

الأشياء تتغير. كان من المقرر أن ينعقد مهرجان كان الأول عام ١٩٣٩، لمدة عشرين يوماً من ١ إلى ٢٠ سبتمبر، وانعقدت دورة عام ١٩٦٧ لمدة ١٣ يوماً. كان برنامج المهرجان يقتصر على عرضين فى اليوم، وكان برنامج «أسبوع النقاد» يقتصر على عرض واحد. كان لكل مقعد فى القصر القديم مكان خاص للمشروبات وإطفاء السجائر. كان المؤتمر الصحفى يمتد أحياناً أكثر من ساعة. كان هناك وقت لإجراء المحاورات بين النقاد وصناع الأفلام، ومن دون وسطاء.

أجريت على شاطئ كان فى السبعينيات محاورات مع مخرجين مثل ليندساى أندرسون (١٩٢٢-١٩٩٤)، عن فيلمه «ياله من رجل محظوظ»، وحضر الحوار ميلوش فورمان، ومع جان أوستاش (١٩٣٨-١٩٨١)، فى الفندق الذى أقام فيه عن فيلمه «الأم والعاهرة»، ولا أنسى كيف تغير لون وجهه عندما أخبره أحدهم بضعف الإقبال على فيلمه فى باريس. وقد نشرت هذه المحاورات فى كتابى «حوار مع السينما العربية والعالمية» عام ١٩٩١.

المهرجانات تلبية لاحتياجات حقيقية ودائمة. فى السينما، وفى كل الفنون، الحاجة إلى اختيار الأفضل بين آلاف الأعمال التى تنتج كل يوم حاجة حقيقية، والحاجة إلى الحوار بين الفنانين والنقاد والجمهور حاجة حقيقية. قال سارتر (١٩٠٥-١٩٨٠) إن النقد لقاء بين ثلاث حريات: حرية المبدع وحرية المتلقى وحرية الناقد، وتوفر المهرجانات اللقاء بين هذه الحريات الثلاث.

المصري اليوم في

17.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)