كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ذكريات مسيرة عطاء حافلة للناقد السينمائي الذي غادرنا سمير فريد

العرب/ أمير العمري

عن رحيل الأستاذ وعميد النقد السينمائي

سمير فريد

   
 
 
 
 

يشق عليّ كثيرا أن أنعى صديقا وأخا ورفيق درب ارتبطت معه بعلاقة طويلة ممتدة منذ السبعينات، اتفقنا كثيرا واختلفنا قليلا، لكن حبل الود لم ينقطع رغم تباعد المسافات. كان سمير فريد الذي فقدناه بعد صراع طويل مع المرض ناقدا مؤسسا ترك تأثيرا كبيرا على الجيل الذي جاء من بعده إلى حقل النقد السينمائي في العالم العربي.

كان الناقد السينمائي الكبير سمير فريد، الذي رحل مؤخرا عن عالمنا عن 73 عاما، صديقا قديما عزيزا، ورفيق درب تعرّفت عليه في مرحلة الشباب المبكر، وقت أن كنت طالبا بالجامعة في السبعينات من القرن الماضي، عندما دعوته لكي يناقش أحد الأفلام التي كنا نعرضها في نادي السينما الذي أسسته وأدرته في الجامعة.

وقد خضت مع سمير الكثير من التجارب، منها إصدار مجلة فصلية باسم السينما العربية، في أواخر 1979، لم يقدر أن يصدر منها سوى عددين فقط، ثم توقفت. وقد نشرت في العدد الأول منها مقالا هجائيا نقديا شديد اللهجة ضد مهرجان القاهرة السينمائي بعنوان هؤلاء النقاد العظام ومهرجاناتهم الدولية، وكانت جمعية كتّاب ونقاد السينما وقتها هي التي تقيم المهرجان، ولم نكن في الجمعية الأخرى، التي ننتمي إليها وهي جمعية نقاد السينما المصريين ننظر إلى هذه الجمعية الأخرى، على محمل الجد، فقد كنا نعتبرها الجمعية الرسمية التابعة على نحو ما للدولة، ولسلطة الوزير يوسف السباعي، وكانت تحظى بالتالي بكل أشكال الدعم والمساندة، ولم تكن تضم نقادا من الوزن الثقيل بعد بل صحافيين يكتبون التحقيقات والأحاديث، وتشغلهم أساسا أخبار النجوم، وكانت تجمع بين الصحافيين السينمائيين وكتاب السيناريو، أو بين الذين يمارسون العملين معا، أي كتابة السيناريوهات في النهار، ثم نقد أفلام غيرهم في المساء!

المهم أننا تعاونا معا كثيرا جدا في جمعية نقاد السينما المصريين وقت أن كان سمير عضوا ناشطا فيها، بل إنه كان في الحقيقة، العضو الأكثر نشاطا في مجلس إدارتها، رغم أنه لم يتول أبدا، حسب علمي، رئاسة الجمعية.

وكنت أتردد عليه في منزله كثيرا، حيث تعرفت على زوجته الفاضلة وولديه: حسن ومحمد وهما بعد طفلان صغيران، وكنا أحيانا نسير، سمير وأنا وآخرون، من ميدان الأوبرا بعد عروض نادي السينما، لكي نكمل السهرة والمناقشات في شقة سمير فريد التي كانت تقع في شارع الجيش بالعباسية، قبل أن ينتقل قرب أواخر الثمانينات من القرن الماضي إلى حي الزمالك. وقد عقدنا الكثير من اللقاءات، وكنا نبحث ونناقش الكثير من القضايا السائدة، وكان يحضر معنا أحيانا رأفت الميهي وكمال رمزي وعلي أبو شادي ومحمد القليوبي وعبدالفتاح الجمل.

كان سمير نشيطا ودؤوبا ومثقفا وكان نموذجيا في حفظ الأوراق والقصاصات والمجلات ويحتفظ بأرشيف سينمائي رائع

وقد اصطحبت معي ذات مرة الناقد الشاب الجديد وقتها، مدحت محفوظ، الذي كنت قد تعرّفت عليه في نادي السينما التابع للثقافة الجماهيرية في مدينة أسيوط أثناء تقديمي أحد الأفلام هناك ضمن نشاط ونادي السينما بقصور الثقافة، وعندما جاء للاستقرار والعمل في القاهرة بعد تخرجه من كلية الهندسة، قدمته إلى سمير، وقد تعاونا معا فيما بعد في عدد من المشاريع المشتركة.

وكان سمير نشيطا ودؤوبا ومثقفا وكان نموذجيا، في حفظ الأوراق والقصاصات والمجلات ويحتفظ بأرشيف سينمائي رائع للصور والمعلومات، وهو يمتلك أيضا مكتبة سينمائية عامرة، وكنت أستعين أحيانا بما لديه من كتب أو مجلات سينمائية كان يقتنيها خلال أسفاره العديدة إلى المهرجانات الدولية.

وبشكل عام، كنا نتفق في نظرتنا إلى كثير من الأمور، سواء السياسية أم الثقافية. وكانت الدنيا وقتها لا تزال بخير، أي أن عالمنا كان عالم الفكر والكتابة والسينما، وكنا نصدر النشرات الفقيرة المطبوعة على الاستنسل من جمعية النقاد، (كما كان حال جمعية الفيلم ومعظم الجمعيات السينمائية باستثناء نادي السينما الذي كان يصدر نشرة مطبوعة على ورق الصحف الرخيص).

وكنا راضين عن أنفسنا وعما نفعله، ولم تكن القنوات الفضائية قد ظهرت، ولا المجلات والصحف المستقلة بالعشرات كما هو الحال الآن، ولم تكن المناصب الرسمية في وزارة الثقافة تغوي أحدا، بل وحتى علي أبو شادي، الذي كان موظفا في هيئة الثقافة الجماهيرية” (التي أصبح اسمها فيما بعد الهيئة العامة لقصور الثقافة) كان يبدو أن ولاءه الأكبر وقتذاك، لقضية الثقافة وللمثقفين، وليس لطبقة الموظفين.

السينما والتاريخ

عندما أصدر سمير فريد في التسعينات من القرن الماضي مجلة فصلية أخرى باسم السينما والتاريخ، ساهمت معه عن بعد، فقد كنت مقيما في لندن، بعدد من المقالات والدراسات.

وكان سمير يقدّر ذلك، وكانت صداقتنا متينة، وكنا نقضي معا أوقاتا ممتعة في المهرجانات الدولية التي كانت تجمعنا مع غيرنا من الأصدقاء مثل قصي صالح الدرويش وغسان عبدالخالق وعرفان رشيد، حيث كنا نلتقي في مهرجان فينيسيا تحديدا الذي بدأت أتردد عليه منذ عام 1986، وكنا كثيرا ما نتناول العشاء معا ونتبادل الآراء والأفكار حول الأفلام الجديدة.

تعرّض سمير فريد في فترة من الفترات للهجوم من جانب، كانوا ينتقدونه، ربما بدافع الغيرة من توليه مناصب ومهام عديدة متشعبة في عدد من المواقع الفاعلة في مجال الثقافة السينمائية في مصر، لكن الهجوم الأكبر الذي ناله حدث بعد توليه رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي، شأن كل من تولوا هذا المنصب تحديدا، ففي الصحافة المصرية الكثير ممن يتربصون بكل من يحاول عمل شيء ناجح لتدميره وهدمه طالما أنهم ليسوا جزءا منه، أي حسب منطق الانتفاع والارتزاق، وقد بلغ الأمر حد التشكيك في ذمته المالية وهو ما لم يحدث بالتأكيد، وقد نفى وزير الثقافة في ذلك الوقت، الدكتور جابر عصفور أن يكون سمير قد ارتكب أي تجاوزات، لكنه -للمفارقة- رفض إصدار بيان رسمي من الوزارة يبرئ ساحته مما دفع سمير إلى الاستقالة من رئاسة المهرجان.

سمير فريد أصدر العشرات من الكتب التي يعتبر كثير منها مراجع حقيقية ومصادر مهمة في الإطلاع على تاريخ السينما المصرية والعربية

أصدر سمير فريد العشرات من الكتب التي يعتبر كثير منها مراجع حقيقية ومصادر مهمة في الإطلاع على تاريخ السينما المصرية والعربية، وكان مشروعه النقدي الذي بدأه في منتصف الستينات من القرن الماضي واستمر لعقود، يتلخص في ضرورة أن يصبح النقد السينمائي مثل نقد المسرح والأدب والفن التشكيلي، أي علم وفن له أصوله واحترامه في الأوساط الأدبية.

وكان دفاعه الحار عن السينما المصرية ثابتا، وإن اتخذ أحيانا صيغة المبالغة في التقدير والتغاضي عن بعض العيوب والسقطات الفنية، فقد كان مؤمنا بأن الموقف الإيجابي قد يساعد السينمائي أكثر على تجاوز نفسه وتطوير قدراته ورؤاه. ورغم كل ما حققه سمير فريد من إنجازات ونجاح كبير بلغ حد النجومية في مجال العمل السينمائي على مستوى العالم العربي كله، إلا أنه لم يكن على ما يبدو، راضيا تماما أو سعيدا بالمكانة التي وصل إليها، فقد كان لديه إيمان عميق بأنه، وهو الرائد الذي بدأ مع ثلاثة نقاد آخرين مثل فتحي فرج وصبحي شفيق وسامي السلاموني، شق طريق جديد في النقد السينمائي الذي يقوم على التحليل العلمي وليس على الانطباعات الصحافية السريعة، كان يستحق وضعا أفضل ليس من أجل نفسه تحديدا، ولكن خدمة للسينما المصرية والعربية وتحقيقا لترسيخ الطباع الثقافي للنقد السينمائي ولعمل الناقد.

تكريم مسيرة

شهد سمير رحيل عدد من أبرز أصدقائه مثل فتحي فرج ورأفت الميهي وعبدالحميد سعيد ومحمد القليوبي وسمير نصري وغسان عبدالخالق وقصي درويش.

كنت ألتقي مع سمير بشكل دائم في مهرجان كان السينمائي، الذي لم ينقطع هو عن حضور دوراته لأكثر من 45 عاما، ولكنه سيغيب عنا في الدورة القادمة التي ستقام الشهر المقبل، والمؤكد أن كان لن يكون كما تعودنا بعد غياب سمير عن الساحة.

كان ظهوره العلني الكبير في محفل دولي في فبراير الماضي بمهرجان برلين السينمائي، حيث كرّمه المهرجان بمنحه جائزة خاصة تقديرا لدوره عبر خمسين عاما في خدمة النقد السينمائي، وكنت حاضرا ضمن نخبة من نقاد السينما في العالم، منهم رئيس الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية كلاوس إيدر وناقدة هوليوود ريبورتر ديبورا يونغ والناقد فاريتي جاي ويسبرغ، واحتفي به مدير المهرجان ديتر كوسليك وألقى كلمة في الإشادة بدوره في دعم المهرجان ودعم السينما العربية عبر سنين طويلة، كما كان ابنه الأصغر حسن حاضرا وكذلك زوجته السيدة منى ولفيف من الأصدقاء.

وكان المرض اللعين قد اشتد عليه خلال الفترة الأخيرة، ولم يعد جسده يقدر على المقاومة وتحمل العلاج الكيماوي فاستسلم للقدر بعد صراع امتد لعدة أشهر منذ أن أعلن عن إصابته بسرطان الصدر في يوليو الماضي.

يبقى من مسيرة سمير فريد كل ما تركه لنا من كتب ومقالات ودراسات هامة كثيرة، وما رسّخه من مفاهيم نقدية جديدة، ساهمت في تطوير علم النقد السينمائي، وكذلك تلاميذه الذين ساهم في تكوينهم والذين يواصلون مسيرته.

رحم الله سمير فريد ألف رحمة، عزاؤنا أنه باق معنا بكل ما أنجزه عبر سنوات طويلة.

ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

06.04.2017

 
 

في رحيل سمير فريد: نشوة الفنّ وعشق المعرفة

نديم جرجوره

يُشكِّل الكتابان الأخيران للناقد السينمائيّ المصري سمير فريد (1943 ـ 2017)، الصادران نهاية العام 2016، إضافةً مهنيّةً إلى المسار النقديّ السجاليّ، الممتد على 52 عاماً من الاشتغال اليومي. والإضافة المهنيّة مرتكزة على استكمالِ نمطٍ من الكتابة، يمزج التحليل بالمعلومة، ويُقدِّم اختزالاً للموضوع، مرفقاً إياه بنقاشٍ، يبدأ بالمُشاهدة والحوار والمتابعة الدقيقة، قبل أن تتحوّل هذه كلّها إلى نصٍّ، يُبنى على رغبةٍ في مرافقة المسارات المختلفة لصناعة السينما في مصر والعالم العربي أساساً، وفي الغرب أيضاً.

والمرافقة تنعقد على حيوية ثقافية، مفتوحة على السينمائي والفني والثقافي، وتتغذّى من وعي معرفي لن يبقى أسير المهنة بحدّ ذاتها، بقدر ما يمتدّ عميقاً في شؤون الحياة، والعلوم الإنسانية، ومسالك البشر وعلاقاتهم المتنوّعة. وهذا محصَّن بقناعةٍ، تفيد بأولوية الذاكرة التاريخية، بما تحمله من غنى إبداعي، وبأهمية التجديد، بما يُقدِّمه من أدوات معرفة تكسر الجمود، وتنمّي الموهبة، وتصقل الحِرفية، وتصنع صُوَراً تهتمّ بجمالية السينما قبل أي شيء آخر.

مشروعٌ نقديّ

والكتابان جزءٌ أساسيّ من المشروع النقديّ لسمير فريد، الذي يُختصر بقولٍ له في حوار طويل، منشور في كتاب "مغامرة النقد"، للزميل وائل عبد الفتاح (منشورات "المهرجان القومي الـ11 للسينما المصرية" ـ 2005): "أدعو إلى التجديد، وأناصره على طول الخط" (ص. 50)، مضيفاً أنه "ضد السينما التقليدية، لكن مع تشجيع أي تطوّر في إطارها".

لذا، يُمكن القول إن "سينما الربيع العربي" ("آفاق السينما العربية 3" ـ "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ38"، المُقام بين 15 و24 نوفمبر/تشرين الثاني 2016) ـ الجامع بين دفّتيه مقالاتٍ للراحل تتناول أفلاماً وقضايا ونقاشاتٍ، تتعلّق بسينما ناشئة في ظلّ التبدّل المتمثّل بانقلابٍ جماهيري عفوي وسلميّ، في تونس ومصر تحديداً ـ انعكاسٌ لثنائيةٍ تُشغل سمير فريد، وتضعه في الخطوط الأمامية، دائماً، دفاعاً عن السينما وحيويتها الإبداعية: اهتمامٌ بكل جديدٍ، يُمكن لبعضه (على الأقلّ) أن يحمل تجديداً في صناعة الصورة، ومقاربة الحالات والحكايات؛ وانشغالٌ بهمّ ثقافي ـ إنساني ـ اجتماعي، منبثقٍ من حراكٍ مدنيّ ضد سلطة قاهِرة وقامعة وفاسدة.

إليه، يستعيد "أفلام المخرجات في السينما العربية" ("كتاب الهلال"، العدد 788، نوفمبر/تشرين الثاني 2016) مقالاتٍ مختلفة، تعاين أحوال سينما تصنعها نساء منخرطات في ملامح كثيرة من تلك الثنائية، الأحب إلى قلب الناقد وعقله واشتغاله: الجديد، وما فيه من تجديد؛ والهمّ الإنساني العام؛ وذلك قبل "ثورة 25 يناير 2011"، وأثناءها وبعدها.

والكتابان يُنهيان مساراً مديداً من المتابعة والتنقيب والسجال والمواجهة والتحدّيات والتأريخ. وهو مسار مصنوعٌ بفضل جهد فرديّ لناقد سينمائيّ، يُجيد تحويل بعض نتاجه إلى مراجع يصعب الاستغناء عنها، ويُحسن جعل نصوصه مرايا مرحلة وتحوّل واجتهادات. والناقد، الذي يحتل واجهة المشهد السينمائي العربي منذ عام 1964، يغوص في شؤون بلده والمحيط العربي، من دون التغافل عن أحداث العالم، ويعود إلى التاريخ كي يُنقذ أجمل ما فيه من بطش النسيان، ويعاين الراهن بعين نقدية ثاقبة وحاسمة، مطعِّماً إياها بشفافية التشجيع والمرافقة، وبجمال احترام الآخر كامتدادٍ لاحترام الذات، وبرفاهية المعرفة التي لن يمنعه شيءٌ بلوغها، والتي لن يحجبها أبداً عمن يسعى إليها.

تأريخٌ وسجالٌ

في مؤلّفاته الكثيرة ـ كما في تلك المُشرف عليها، أو المحرِّض على ابتكارها، أو المُساعد على ترجمتها ـ يبرز اهتمام سمير فريد بالتأريخ، كنصٍّ يوثّق المعلومة، ويُحلِّل معطياتها، ويناقش أحوالها. فالتأريخ، بالنسبة إليه، فعلٌ ثقافيّ لن يسمح له بالسقوط في فخّ التسجيل، لأنه (التأريخ) حوارٌ مع الأزمنة، يتطلّب تنقية المعلومة من كلّ شائبة، ويحتاج إلى تحصينٍ تؤمّنه كتابة تقول المعلومة، وتروي حكاياتها، وتُقارن بين مصادرها كي تؤكّد أو تنفي. وهذه ميزة تُضاف إلى ميزات عديدة في شخص سمير فريد، كما في مهنيّته وثقافته ووعيه المعرفيّ.

صحيحٌ أن البعض يأخذ على سمير فريد، وعلى جيلٍ ينتمي إليه، غلبة الكتب الجامعة مقالاتٍ على الكتب المؤلَّفة ككتب؛ إلاّ أن المضامين التي تحتويها غالبية المقالات تلك (وبعض المضامين دراسات وأبحاث) قابلةٌ لأن تكون مرجعاً، في حين أن جمعها في كتب يُكمل انجذاب الناقد نفسه إلى التأريخ: ألا يحقّ للناقد أن يحصّن مقالاته من تلف النسيان، فيجمعها في كتبٍ ستبقى حاضرةً في المكتبة السينمائية (بينما المقالة معرَّضةٌ، غالباً، للاندثار والاختفاء)؛ هو (الناقد) الذي يجتهد، دائماً، في أرشفة ذاكرةٍ، يُريدها أن تنتصر على موت الكلمات والأعمال والحكايات والشخصيات؟

هذا يظهر في الكتابين الأخيرين لسمير فريد، أيضاً، إذْ يتسنّى للمهتمّ فرصة متابعة المسار التاريخي للناقد إزاء هذين الموضوعين (الربيع العربي، والمخرجات العربيات)، عبر قراءة متتالية لمقالاتٍ، تتابع نتاجاتٍ منضويةٍ في هذين العنوانين. والقراءة تلك تُعين طالبها على التنبّه إلى أصالة الناقد، وتمسّكه بأولوياتٍ لن تثنيه على تبديل موقف أو رأي، في مرحلة لاحقة، إنْ يتطلّب الوضع تبديلاً، سيبقى خاضعاً للقناعات الأساسية، وللمفردات الأولى والأهم في صناعة كلّ عملٍ إبداعي، في السينما والأدب والفنون والقضايا الإنسانية، وأنماط السلوك والعيش والعلاقات. أي أن دفاعه عن كلّ تطوّر يحدث في إطار السينما التقليدية، متوافقٌ ورغبته في الخروج على الجمود والثبات الدائمين، ومنبثقٌ من التزامه السينما، وحيويتها ومتغيّراتها، كأولوية مطلقة وجوهرية.

ميزة الاعتراف

والتزامٌ كهذا يعني جعل كلّ مقاربة أسلس من أن تكون متحجّرة أو منغلقة، لأن سمير فريد مقتنعٌ بجدوى التغيير، وكلّ تغيير يحتاج إلى مزيدٍ من وعي ومعرفة، وكلّ وعي ومعرفة يسعيان إلى التجديد مطالبان بانفتاح وسلاسة، وبقناعة بأهمية هذا كلّه، وبضرورته. وسمير فريد يتفنّن في هذا كلّه، لإدراكه أن لا شيء ممنوعٌ من اللمس، وأن موقفاً يُتخّذ ذات لحظة قابلٌ للتبدّل، مع تنبّه صاحبه إلى ضرورة هذا التبدّل، مع تنامي الوعي المعرفي، أو مع اكتشافٍ، ولو متأخِّر، لخطأ في المقاربة.

ذلك أن إحدى الخصائص الجميلة لديه، كامنةٌ في قدرته على الاعتراف بخطأ، أو بتسرّع في اتّخاذ موقف. في حواره مع وائل عبد الفتاح، يستعيد حكاية تهجّمه النقدي على يوسف شاهين، معتبراً أن فيلمه "فجر يوم جديد" (1965)، مصنوع انطلاقاً من "وجهة نظر سائح". يقول فريد إن هذا حاصلٌ بتأثير من صلاح أبو سيف، قبل إدراكه "عداوة الكار" بين المخرِجَين. يقول أيضاً إنه سيُلبّي دعوة شاهين نفسه له إلى مشاهدة "الأرض" (1969)، وسيتساءل: "أهذا هو "الخواجة" الذي لا روح مصرية له"، كما يصفه أبو سيف؟ (ص. 53). سيعترف ـ في لحظة إنسانية تمزج حساسية الناقد بروحٍ توّاقة إلى أجمل ما في السينما من إبداع ـ أن "الأرض" سيكون أحد الأفلام القليلة جداً ـ إلى جانب "إنهم يقتلون الجياد، أليس كذلك؟" (1969) لسيدني بولاك، و"المرآة" (1975) لأندريه تاركوفسكي، و"زمن الغجر" (1989) لأمير كوستوريتزا ـ التي ستدفعه إلى البكاء: "بكاء الإعجاب. نشوة الفن البحتة. نشوة المستوى الرفيع".

سيُكتب الكثير عن سمير فريد، إثر رحيله في 4 أبريل/نيسان 2017. سيُقال الكثير أيضاً. ستختلط المشاعر بالذكريات والعلاقات في نصوصٍ، لن يستطيع كاتبوها، مهما سيفعلون ومهما سيكتبون ومهما سيقولون، تجاهل تلك الميزات الرائعة للراحل: حبٌّ لا يوصف للسينما، وبراعةٌ لا تُحدَّد في عيش الحياة، وإبداعٌ إنسانيٌّ مرهف في التواصل الرائع مع كلّ من يُبدي أمامه ولو ذرَّة واحدة من عشقٍ للسينما والحياة، وجمالٌ لا يُختزل في مقارعته قمعاً أو منعاً أو انغلاقاً، ورفاهية معرفة تتيح له أن يذهب ـ بقناعة وشغف ورغبة في مزيدٍ من المعرفة ـ إلى كلّ جغرافيا ممكنة، كي يتمتّع بـ"نشوة الفن".

(*) ناقد سينمائي من أسرة "العربي الجديد"

ضفة ثالثة اللندنية في

06.04.2017

 
 

رحل «البرنس» سمير فريد...

«عميد النقّاد العرب»

 علا الشافعي

القاهرةمشهد جنازة الناقد  والمؤرخ السينمائي المصري سمير فريد (1943 ــ 2017 /الصورة)، شكّل دليلاً قاطعاً على حجم محبيه ومريديه وقيمته وأهميته، كـ «عميد النقاد العرب». أجيال مختلفة وقفت جنباً إلى جنب أمس الأربعاء في وداع المعلّم الذي رحل في اليوم السابق إثر صراع مع المرض.

أمام مسجد مصطفى محمود في منطقة المهندسين في محافظة الجيزة، وقف أصدقاء العمر، بينهم النقاد علي أبو شادي، وكمال رمزي، وهاشم النحاس، والشباب أحمد شوقي، ورامي المتولي، ومحمد دياب، وأسامة عبد الفتاح، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، ووزير الثقافة حلمي النمنم، إلى جانب ممثلي المؤسسات الرسمية والخاصة، وصحافيين، ومخرجين من أجيال مختلفة، إضافة إلى مواهب تبناها الراحل وتحمّس لها، كيسري نصر الله، وكريم حنفي، وأمير رمسيس، وأحمد رشوان....

كانت لسمير فريد طلة خاصة، دفعت المقرّبين إلى مناداته بـ «البرنس». عشق مهنته، وأخلص لها، ولم يتوقف عن حضور أبرز المهرجانات السينمائية العالمية رغم ظروف مرضه، كما كان مشتبكاً دائماً مع كل قضايا الوطن. كانت له زاوية نقدية ثابتة في جريدة «الجمهورية» التي بدأ مشواره منها عام 1965، عقب تخرّجه من قسم النقد في «المعهد العالي للفنون المسرحية» قبل ذلك بعام. كثيرون في العالم العربي يعرفون قيمة الراحل الذي شارك في تأسيس غالبية المهرجانات السينمائية العربية، وتحمّس لأي مبادرة ثقافية تحرّك المياة الراكدة في الفن السابع.
تتنوّع مصادر ثقافة صاحب كتاب «تاريخ الرقابة على السينما في مصر» الذي كان قارئاً نهماً حتى آخر لحظة من عمره. سمير فريد ناقد موسوعي، وصاحب أكبر أرشيف سينمائي، كتب يومياً في «المصري اليوم» تحت عنوان «صوت وصورة»، فضلاً عن إصداره ثلاثة مجلات سينمائية وفنية متخصصة منذ عام 1969، وعدداً كبيراً من الكتب، نذكر منها: «الواقعية الجديدة في السينما المصرية»، و«الصراع العربي الصهيوني في السينما
»...

تولى فريد أيضاً رئاسة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، بين عامي 2013 و2014، فيما كرّمته مهرجانات دولية عدة آخرها «مهرجان برلين السينمائي الدولي» في شباط (فبراير) الماضي.
حصل الراحل على جائزة الدولة للتفوّق في الفنون من «المجلس الأعلى للثقافة» عام 2002، كما أطلقت «جمعية نقاد السينما المصريين» قبل يومين فقط اسمه على جائزتها التي تمنحها في المهرجانات المصرية
.

وكان وزير الثقافة قد نعى فريد في بيان، مؤكداً أنّه «كان الراحل أحد روّاد النقد السينمائي وعميداً للنقاد العرب، استطاع أن يكون نموذجاً مشرفاً لمصر والدول العربية في كل المهرجانات التي شارك فيها باعتباره ناقداً مصرياً وعربياً». وأضاف: «كان صاحب رأي ورؤية، أثرى بها الحياة الثقافية طوال 50 عاماً من خلال مقالاته اليومية وعشرات الكتب».

الأخبار اللبنانية في

06.04.2017

 
 

وداعاً.. سمير فريد عميد النقاد العرب

(ملف خاص)

كتب: ريهام جودةسعيد خالدهالة نور

«سمير فريد» اسم تفرد فى عالم النقد السينمائى والثقافة السينمائية، على مدى يزيد على 50 عاما، تتلمذ على يديه عشرات النقاد والمختصين، ولعب طوال مشواره دور الوسيط فى التفاعل بين السينما العربية والسينما الغربية، كما نهل من ثقافته الفنانون والمخرجون المصريون والعرب، تنوعت آراؤه ولم تقتصر على النقد الفنى فقط، بل تجاوزته للتحليل السياسى والاجتماعى الدقيق لصناعة الأفلام محليا ودوليا.

رحل «فريد»، أحد أهم أعلام النقد السينمائى العربى وصاحب الإسهامات فى مسيرة النقد فى العالم العربى، والبصمة الواضحة فى المهرجانات العربية، والذى تم تكريمه فى الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائى الدولى، وكرم فى مهرجانات عالمية، أبرزها «كان» و«فينيسيا»، وهو صاحب فكرة إنشاء المهرجان القومى للسينما، وترأس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى عام 2014، وكان مديراً فنياً للمهرجان نفسه عام 1985، ومديراً لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة عام 1995، ومديراً لمهرجان القاهرة الدولى لسينما الطفل فى دورة عام 1998.

«المهرجانات»: صاحب أيادٍ بيضاء على السينما

نعت إدارات مهرجانات السينما المصرية والعربية، الناقد الراحل سمير فريد، ووصفته بأنه صاحب المشروع والمخلص لمهنته، وصاحب الأيادى البيضاء، والداعم للعاملين بالحقل السينمائى، معتبرين فقدانه خسارة كبيرة. وصفت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، برئاسة الدكتورة ماجدة واصف، والناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى، الراحل، بأنه وضع النقد السينمائى فى مكانة تليق به، وقام بتنمية قدراته وتطوير أدواته وتوسيع دائرة ثقافته ووعيه، وأنه استحق عن جدارة لقب «عميد النقاد السينمائيين العرب».

ونعى الكاتب حسن أبوالعلا، مدير إدارة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، الراحل سمير فريد، واعتبره صاحب أياد بيضاء وداعم لكل المهرجانات السينمائية، وأنه كان دائم النصح والتوجيه لفريق المهرجان خلال تحضير الدورة الأولى. وأكدت جمعية الفيلم والاتحاد الدولى لمؤلفى السينما، والمركز العربى للإنتاج الوثائقى، والمركز القومى لتوثيق ثورة مصر ونهضتها، واتحاد المهنيين المصريين، واتحاد الإذاعيين المصريين- أن رحيل الناقد السينمائى سمير فريد خسارة فنية كبيرة.

ووصف الناقد عصام زكريا، رئيس إدارة الدورة التاسعة لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، الناقد الكبير الراحل، بأنه أحد أهم أعلام النقد السينمائى، وصاحب بصمة واضحة بالمهرجانات العربية، بالإضافة إلى أنه صاحب فكرة إنشاء المهرجان
القومى للسينما.

سمير فريد.. السينما حتى آخر العمر (بروفايل)

برحيل الناقد الكبير سمير فريد فقدت السينما العربية واحداً من أهم نقادها البارزين، يعتبر «فريد» خبيرا سينمائيا يأخذ بآرائه حول العالم، حيث بدأ مسيرته فى عالم النقد الصحفى من خلال جريدة الجمهورية فى عام 1965، ومسيرته الفنية ممتدة لأكثر من 38 عاما، هكذا وصف مهرجان «برلين» الناقد الراحل فى حيثيات منحه كاميرا البرينالى منذ أسابيع، كأول ناقد من منطقة الشرق الأوسط يكرمه المهرجان ويمنحه هذه الجائزة، وفى الاحتفال الذى أقيم على شرفه أكد الناقد الألمانى كلاوس إيدر، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد، أن «فريد» تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأعمال السينمائية.

تكريمات عالمية حصل عليها رائد النقد السينمائى وعميد النقاد العرب من أكبر المهرجانات، مثل «كان» و«نيودلهى» و«دبى» وغيرها. سنوات طويلة والأفلام المصرية غائبة عن خريطة المهرجانات السينمائية الدولية نتيجة أزمات عديدة مرت بها الصناعة، وظل سمير فريد بمفرده ممثلا لمصر فيها بمشاركاته وكتاباته النقدية عن الأفلام بكافة لغاتها داخل مصر وخارجها. اهتمت المهرجانات بما يكتبه وينشره من نقد ومن آراء فنية. استفادت المهرجانات العربية من خبرته السينمائية الطويلة ولم يتأخر عن مساعدتها بالرأى والنصيحة والكتب التى ينسجها بقلمه. مشوار نقدى وسينمائى حافل بدأه فريد عقب تخرجه فى قسم النقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية مطلع الستينيات عبر آلاف المقالات اليومية والأسبوعية فى كبرى الإصدارات المصرية والعربية والعالمية وعشرات الكتب التى تذخر بها المكتبة السينمائية العربية، والتى يصل عددها إلى 70 كتابا تقريبا فى النقد السينمائى، يحلل فيها الأفلام ويرصد هموم الصناعة. مقال «صوت وصورة»، الذى يكتبه بانتظام فى «المصرى اليوم» منذ أعدادها الأولى، يتصدر قائمة المقالات الأكثر قراءة، ونجح فى تحويله إلى شاشة مقروءة يتبادل فيها الآراء مع قرائه فى مختلف الأمور الثقافية والسياسية والاجتماعية.

نجح الراحل سمير فريد فى الخروج من فكرة النقد الذى يسعى إلى تشريح العمل السينمائى ليخرج من تحت يدى الناقد عملا مهلهلا ليصبح النقد مشاركا فى صناعة العمل السينمائى، ولم يبخل فى إعطاء النصح والإرشادات لشباب المخرجين وفتح مجالات السينما العالمية أمامهم من خلال علاقاته بالمهرجانات العالمية الكبرى التى تثق فيما يكتب وفيما يرشحه.

سمير فريد قدم للسينما الكثير والكثير من نقده وطرحه لقضايا صناعة أهلكتها المشاكل والعثرات والروتين ولم يبخل عليها بكتاباته حتى النفس الأخير فى صدره.

«مشهراوى»: كان شريكا فى أفلامى ونجاحاتى

قال المخرج رشيد مشهراوى: علاقتى بالناقد الكبير سمير فريد تمتد إلى 30 عاما مضت وتحديدا عام 1987 وعلاقتى به تطورت من مجرد علاقة ناقد ومخرج وأصبحت صداقة متواصلة رغم أننى مخرج غير مصرى ولكن الساحة السينمائية العالمية كانت تجمعنا فى مهرجانات دولية مثل كان وفينسيا وبرلين وقرطاج ودبى ومهرجانات مصرية.

وأضاف: التقيته منذ 4 أيام فى المستشفى حيث كان يتلقى علاجه وتناقشنا فى فيلمى الأخير «الكتابة على الثلج» لأنه أول شخص قرأ السيناريو وأعطى ملاحظاته، وبعد المونتاج هو أيضا أول شخص شاهده كنسخه أولية، وأنا تعلمت منه كثيرا على المستوى الفنى والإنسانى لأننى أعتبره مربيا ومعلما.

وتابع: كان الراحل شريكا فى أعمالى ونجاحاتى السينمائية حتى إننى لم أستطع تسلم جائزتى من مهرجان كان السينمائى إلا وهو معى على خشبة المسرح.

وواصل: سمير فريد وجه سينمائى عربى مشرف ونفخر بوجود هذه القامة لدينا فى العالم العربى ومحونا معا الجغرافية والحدود العربية والعالمية وكنا نعيش فى دنيا السينما حيث لا حدود ولا لغه تفرق بيننا وكان هو جزء من حياتى السينمائية.

قالوا عن الراحل

«ناقد عظيم وأديب اهتم بالسينما العالمية والعربية، كان يكتب وينقد بصدق وصراحة وبحق وعلم وثقافة، كان مهموما بالسينما ويدعو لنهضتها، وعاصر أجيالاً مختلفة، وكان أمينا على قلمه وما ينقله دون أى حسابات، كان متابعا جيدا لما يكتب سواء عن السينما المحلية أو العالمية، لأنه صاحب رؤية تميزه عن غيره».

عادل إمام

«كان صديقًا عزيزًا، وكنا دائمى اللقاء باستمرار فى مهرجانات عديدة، وسافرنا كثيرًا معا، ناقد متميز ومؤرخ للسينما بكل أشكالها العالمية والعربية والمصرية بشكل مختلف. اختلفنا واتفقنا فى أوقات كثيرة، لكن الود والصداقة كانت قائمة ومستمرة، وكان بيننا شد وجذب فى آرائنا، لكن الصداقة استمرت وكانت أقوى من أى خلاف.

حسين فهمى

«ناقد (بشوش) ومتميز وعلاقاته كثيرة ومتنوعة ومتفرعة مع شخصيات عالمية وعربية وكان همزة الوصل بين الثقافة السينمائية الغربية والعربية، ووفاته خسارة حقيقية وكبيرة للنقد السينمائى المصرى والعربى وللثقافة السينمائية. كان حريصًا على دعم السينما الوطنية فى مصر والعالم العربى.

خيرية البشلاوي

«رفيق الدرب الناصح الأمين مؤرخ السينما المصرية، قضى أكثر من نصف عمره فى خدمة الفن السابع بمقالات ومؤلفات، رحل الصديق الذى ساندنى منذ بداياتى. مازالت أذكر مواقفه النبيلة معى ودعمى ونصحى، وحتى نقدى فى كل خطوات مسيرتى الفنية، ومازلت أذكر كلماته التى صارت وساماً على صدرى إلى اليوم».

ليلى علوى

«هكذا الحياة، دائمًا ما تأخذ أجمل الأشخاص تباعًا، الراحل تم الاحتفاء به وتكريمه فى مهرجان (برلين) مؤخرًا، وهو ما اعتبرته تتويجا له قبل رحيله.

علاقتنا كانت وطيدة وكان متميزًا ومتفردًا فى مجاله، عندما كان يشاهد فيلمًا، تجده من النظرة الأولى يعطى الرأى الصائب فى الفيلم.

بشير الديك

«الفريد».. من نوعه!

عرف أبناء جيلي النقد السينمائي على أيدي الأساتذة: سمير فريد، سامي السلاموني، رءوف توفيق، أحمد رأفت بهجت، كمال رمزي، على أبوشادي ويوسف شريف رزق الله؛ ممن يرجع إليهم الفضل في تغيير شكل واتجاه وسمعة النقد السينمائي، بعدما كان محض انطباعات شخصية لا تقدم ولا تؤخر، و«حديث مصاطب صحفية» أقرب إلى «النميمة»، لكنها «نميمة مدفوعة الثمن»، ومع مجيء جيل سمير فريد ورفاقه عرفنا النقد السينمائي على أصوله، وراح كل واحد منهم يُقدم لنا السينما على طريقته؛ فالبساطة والتسلل برقة إلى روح القارئ سمة كتابات رءوف توفيق، والسخرية اللاذعة عنوان سامي السلاموني، والرصانة نهج أحمد رأفت بهجت، والحكي الشيق طريق كمال رمزي، والطرق على أبواب السياسة أسلوب أبوشادي، والتواصل مع السينما العالمية سبيل «الموسوعة» يوسف شريف رزق الله، بينما كان سمير فريد هو الأقرب إلى «صاحب المشروع»؛ الذي آل على نفسه محو وهدم الانطباع السائد، وقتها، بأن «الناقد» مجرد «منافق» و«ماسح جوخ»، يستطيع الممثل أو المنتج أن يشتريه براتب يصل إليه في «ظرف» مطلع كل شهر أو هدية عبارة عن زجاجة «بلاك ليبل»! المزيد

سمير فريد حضور لا يعرف الغياب!!

لا تنتهي صفحة الحياة بالرحيل بل نبدأ في قراءتها مجددا، لتصبح نقطة النهاية هي بداية لاستعادة الزمن، وهكذا سمير فريد الناقد والكاتب الذي سيزيده الموت حضورا ومهما باعدت بيننا أيام الغياب سيزداد اقترابا. المزيد

####

مصر تودع سمير فريد عميد النقاد السينمائيين العرب

سعيد خالد

شيعت جنازة الناقد السينمائى الراحل، سمير فريد، أمس، من مسجد مصطفى محمود، بالمهندسين، حيث كان فى وداعه عدد من النقاد والصحفيين والفنانين، فى مقدمتهم نجله، محمد سمير، رئيس التحرير التنفيذى السابق لـ«المصرى اليوم»، ورجل الأعمال نجيب ساويرس.

وسيطرت حالة من الحزن والبكاء الشديد على أصدقاء الكاتب الكبير، خاصة النقاد يوسف شريف رزق الله وكمال رمزى وعلى أبوشادى، وتوجه محبو الراحل وأصدقاؤه لدفن الجثمان بمقابر العائلة بالإمام الشافعى، حسب وصيته، وتحدد أن يكون العزاء بعد غد السبتٍ بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير.

نعت مهرجانات السينما المصرية والعربية الناقد الراحل، ووصفته بأنه صاحب مشروع ومخلص لمهنته، وأنه وضع النقد السينمائى فى مكانة تليق به، وقام بتنمية قدراته وتطوير أدواته وتوسيع دائرة ثقافته ووعيه، وأنه استحق عن جدارة لقب «عميد النقاد السينمائيين العرب».

وفقدت السينما العربية برحيل الناقد الكبير سمير فريد واحداً من أهم نقاد السينما البارزين، حيث يعد خبيراً سينمائياً يؤخذ بآرائه حول العالم، فى مسيرة فنية امتدت أكثر من ٣٨ سنة، حسب حيثيات مهرجان برلين الذى منحه «كاميرا البرينالى» منذ أسابيع، كأول ناقد من منطقة الشرق الأوسط يكرمه المهرجان ويحصل على الجائزة، بجانب تكريمه من مهرجانات «كان» و«نيودلهى» و«دبى» وغيرها.

المصري اليوم في

06.04.2017

 
 

سمير فريد: رحيل أيقونة النقد السينمائى

كتبنورهان نصرالله وسحر عزازى وإلهام زيدان

على مدار سنوات جاوزت الـ 50 عاماً، استطاع سمير فريد أن يؤسس لمبادئ ومفاهيم جديدة فى مجال النقد السينمائى باعتباره نوعاً من الفنون السينمائية، بداية من جهوده فى تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين، وصولاً إلى مشاركته فى عشرات المهرجانات السينمائية حول العالم، فضلاً عن الكتب التى تتناول الثقافة السينمائية بمختلف جوانبها وعناصرها، لتظل كل تلك الأشياء باقية تخلد اسم الراحل سمير فريد الذى فارق الحياة مساء أمس الأول، عن عمر يناهز الـ 74 عاماً بعد صراع مع المرض.

نعى المخرج داود عبدالسيد رحيل عميد النقاد العرب قائلاً: «كان رمزاً كبيراً ومؤرخاً سينمائياً عظيماً وناقداً مهماً صاحب إنتاج غزير، فنحن جيل واحد، كنا معاً فى جامعة السينما الجديدة، وتميز عن باقى النقاد السينمائيين بأن له أسلوبه الخاص الذى جعله يصل للعالمية، فهو المصرى العربى الأفريقى الوحيد الذى وصل للمهرجانات العالمية الكبرى منها برلين وكان».

وأضاف «عبدالسيد» لـ«الوطن»: «سمير فريد لم يكن شيئاً خفياً، فالجميع يعرفه ويعلم قيمته وتأثيره وأهميته، فكان فى الفترة الأخيرة مهتماً بتغطية أحداث ومهرجانات أكثر من كتابة النقد، وكتاباته كانت بشكل يومى، وبالتالى الجسم الأساسى لها كان تغطية المهرجانات، وطرح آرائه، فضلاً عن كتاباته خارج السينما فى الثقافة والسياسة أحياناً».

من جانبه قال الفنان عزت العلايلى: «كان صديقاً عزيزاً وناقداً على مستوى عالمى، له رؤى كثيرة وكان مطلعاً على كافة المستجدات السينمائية فى العالم، وتقديراً له فقد كُرِّم فى بعض المحافل الدولية، وكان لا ينتقد إلا عن دراسة ووعى ومفهوم».

وأضاف «العلايلى» لـ«الوطن»: «سمير فريد قيمة كبيرة بلا شك فكان يتميز بصدقه فى التناول وفى عرض الرؤى الفنية لأى عمل سينمائى، فلم يكن «فهلوى ولا عشوائى»، مثل العشوائيين الذين نقرأ لهم، لم أكن على اتصال دائم معه فى فترة مرضه الأخيرة لأننى لم أبلغ بمرضه إلا مؤخراً، فلم تنقطع مقالاته عن صفحات الجرائد، حتى وهو على فراش المرض، فكان يقاوم ولم أكن أعلم أنه فى هذه الحالة الخطيرة.. ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة».

أشار الناقد مجدى الطيب إلى أن خبر وفاة الراحل سمير فريد أثر فيه بشكل شخصى واعتبره خسارة كبيرة لن تُعوَّض، حيث يعد الناقد الراحل من جيل الأساتذة الرواد الذين تتلمذ على أيديهم مجموعة كبيرة من العاملين فى مجال النقد السينمائى، متابعاً: «كان من أول النقاد الذين تبنوا مواهب الشباب وقدموها فى شكل جيد، حيث كان له الفضل فى تقديمى من خلال مجلة القاهرة، كما علّمنا كيف يكون لنا ثقافة واسعة فى النقد السينمائى لا تقتصر على الحديث عن موضوع الفيلم فقط بل التطرق أيضاً إلى كل عناصر العمل الفنى، فضلاً عن الفنون والثقافات الأخرى».

وتابع «الطيب» لـ«الوطن»: «لم يكن صاحب فكر سينمائى فقط ولكنه كان ملماً بالأحوال السياسية والاقتصادية، ويتعامل مع السينما باعتبارها رافداً أساسياً للثقافة، وأصبح علامة بارزة فى النقد السينمائى المصرى والعربى ليستحق أن يكون عميد وشيخ النقاد العرب دون مبالغة، حيث كان من أول من ذهبوا إلى المهرجانات العالمية، منها مهرجان (كان) السينمائى وحصل على جائزة من المهرجان تقديراً لمجهوده المبذول فى النقد، كما تم تكريمه فى الدورة السابقة من مهرجان برلين كأول ناقد مصرى عربى وأفريقى يتم تكريمه، ولم نعرف مهرجان سالونيك إلا من خلال كتاباته، أما على مستوى المهرجانات العربية فكان من مؤسسى مهرجان دبى وأبوظبى واكتسبا أرضية بفضل ثقافته السينمائية».

وقال الناقد أحمد شوقى إن رحيل الناقد السينمائى سمير فريد خسارة كبيرة للنقد السينمائى، متابعاً لـ«الوطن»: «قرر مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين أن يطلق اسم سمير فريد على كل الجوائز التى تمنحها جميع لجان تحكيم اللجنة فى المهرجانات المصرية، وصدر ذلك القرار قبل وفاة «فريد» بفترة، حيث من الضرورى أن نحتفى بواحد من هؤلاء المبدعين فى حياتهم وليس فقط بعد رحيلهم».

أضاف الناقد عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، أن الراحل الناقد سمير فريد يعتبر من أهم النقاد العرب وله تاريخ طويل فى هذا المجال، حيث ينتمى إلى جيل من الرواد.

وتابع «زكريا» لـ«الوطن»: «بدأ الاهتمام بالسينما العالمية بعد جيل سابق انصب اهتمامه على السينما المحلية، فى مرحلة من النقد السينمائى المتخصص، وهو ما ظهر فى مجموعة من المطبوعات السينمائية، فضلاً عن إسهاماته فى النقد المصرى لسنوات طويلة، واهتمامه بمتابعة مهرجانات السينما العالمية مثل كان وبرلين وأصبح من أقدم وأهم النقاد العالميين المنتظمين فى حضور فعاليات تلك المهرجانات، بالإضافة إلى مساهماته بالنسبة للمهرجانات العربية».

من جانبها، أشارت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، إلى العلاقة المميزة التى جمعتها بالراحل سمير فريد، قائلة: «لعب دوراً مهماً فى النقد السينمائى المصرى على مدار سنوات طويلة، وحرص على المشاركة فى الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى فى ندوة عن كتابه الذى تناول الربيع العربى والسينما، وكان لديه تمسك شديد بالحياة، وحتى الفترة الأخيرة كان يحرص على كتابة مقال يومى، وكان يتوقف فى أيام قليلة عندما يشتد عليه المرض، ولكن كنا نعلم أنه سيتغلب على المرض ويعود للكتابة مرة أخرى ولكن وفاته كانت بمثابة صدمة لنا جميعاً».

وأضافت ماجدة لـ«الوطن»: «سمير فريد له إسهامات كبيرة تجاوزت رئاسة مهرجان القاهرة فى فترة صعبة، ودوره فى الحياة النقدية السينمائية المصرية والعربية له تأثير على أجيال كثيرة من السينمائيين بكتاباته، وتأسيس جمعية النقاد يعد من أهم الأدوار التى قام بها، حيث كرس حياته للدفاع عن الثقافة السينمائية والسينما الجيدة بالإضافة إلى التجارب الجديدة، وواكب السينما فى فترات ازدهارها وتراجعها وكان صوتاً وقلماً سنشعر بفراغ بعد غيابه».

وقال الناقد على أبوشادى إن علاقته بالراحل سمير فريد بدأت منذ عام 1969، على المستوى الشخصى والعائلى والعملى، قائلاً: «سمير كان أساسياً فى حياتى، كلنا نعرف أن الموت نهايتنا جميعاً، لكن أن يفقد الإنسان جزءًا عزيزاً جداً فى لحظة ما فهذا شىء صعب، وسمير على المستوى الإنسانى جميل وكريم ونبيل وقامة كبيرة جداً على المستوى العملى فى مجال النقد السينمائى المصرى والعربى والعالمى».

وتابع «أبوشادى»: «يمثل فريد تاريخاً طويلاً جداً من النقد العلمى المنهجى المدروس، فهو مثقف عام بكل معنى الكلمة، وطوال الوقت كان مشتبكاً مع كل قضايا الوطن».

بالفيديو| القرموطي يقف دقيقة حداد على روح الناقد الفني سمير فريد

كتبالهام زيدان

نعى الإعلامى جابر القرموطي، الناقد الفني سمير فريد، الذى وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي، بعد صراع مع المرض، في بداية حلقة، أمس، من برنامج "آخر النهار".

وقام "القرموطي" بتقديم واجب العزاء لأسرة الناقد الكبير ولأسرة النقد الفني في مصر، والتى أثراها الراحل بكتاباته ومؤلفاته العديدة وبعدها وقف القرموطى دقيقة حداد على روح الناقد الراحل.

يذاع برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار" يوميا فى الساعة الثامنة، مساء ويقدمه الإعلاميون خيري رمضان، وخالد صلاح، ومحمد الدسوقي رشدي، وجابر القرموطي.

الوطن المصرية في

06.04.2017

 
 

وفاة الناقد السينمائي سمير فريد

عبدالستار ناجي

توفي في القاهرة مساء أمس الناقد والمؤرخ السينمائي، سمير فريد، عن عمر يناهز 73 عاما وكان مهرجان برلين السينمائي في فبراير الماضي قد كرم الراحل تقديرا لدوره ومكانته الفنية الكبيرة ومساهماته المتميزة في دعم السينما في العالم العربي . كما نعاه وزير الثقافة المصري حلمي النمنم. وقال وزير الثقافة المصري - في بيان له صدر مساء امس - «ان الراحل كان قامة ثقافية كبيرة، فقد كان أحد رواد النقد السينمائي، وعميدا للنقاد العرب، واستطاع ان يكون نموذجا مشرفا لمصر والدول العربية في كل المهرجانات التي شارك فيها باعتباره ناقدا مصريا وعربيا». وأضاف وزير الثقافة، «ان الراحل كان صاحب رأي ورؤية، أثرى بها الحياة الثقافية طوال 50 عاما، من خلال مقالاته اليومية وعشرات الكتب، لافتا الى انه حصل على تقدير واحترام القارئ والحكومة المصرية فحصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة الدولة للتفوق عام 2002، كما تم تكريمه بمهرجان برلين». ولفت وزير الثقافة الى أنه كان من المقرر اقامة احتفالية بالأمس لتكريمه، ضمن احتفالات الوزارة بتكريم الرواد، لكن مرضه تسبب في تأجيل الاحتفالية. وقدم وزير الثقافة العزاء الى الشعب المصري والعربي، في وفاة الفقيد، كما تقدم بخالص تعازيه لأسرة الراحل ومحبيه، داعيا الله ان يغفر له ويدخله جنته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

النهار الكويتية في

06.04.2017

 
 

عن سمير فريد

Yannis Melachrinoudis

كان اللقاء الأول عام 1997 في مؤتمر نظمه قسم الدراسات اليونانية و اللاتينية بكلية الاداب جامعة القاهرة. كنت واقفا امامه مذهول و مرتبك و سعيد و فخور: لانني كنت لأول مرة اتحدث مع الشخص الذي كان السبب الوحيد ان أقوم بشراء جريدة الجمهورية و ذلك لقراءة مقالته، ولانني كنت اتحدث مع الناقد الذي طالما سمعت اسمه من صديقي الغائب الحاضر سامي السلاموني، و لانه تقدم هو ليهنئني عن البحث الذي قدمته في المؤتمر قائلا "انت ببحثك هذا اضفت معلومات جديدة و هامة لتاريخ السينما المصرية.. انت متأكد انك يوناني... ؟

ومن تلك اللحظة بدأت صداقة فريدة كما كان هو فريد، لم تقتصر في الأشياء المشتركة، أي لم تقتصر في حب السينما والبحث في تاريخها وفي حب واحترام سامي السلاموني، بل تنوعت وشملت كل شيء، وقد كان هناك تعاون مشترك مثمر بيننا 

تعلمت منه الكثير ولم يبخل علي ابدا وكان متحمس اكثر مني ان انتهي من بحثي في تاريخ السينما المصرية واليونانية وكان بكل تواضع يقول انني اضفت الي معلوماته الكثير وبالطبع كان العكس هو الصحيح فكانت مكتبته السينمائية الضخمة تضم كتب وأبحاث و ملفات عن السينما وتاريخها وتطورها في كل بلاد العالم، وكنت اداعبه قائلا ان ما لديه عن سينما بلادي اكثر بكثير من ما المفروض ان تضمه مكتبة أي باحث او ناقد يوناني أصلا.

واعتقد ان من اهم مميزات سمير فريد هي انه كان دائم التطور والتأقلم واستيعاب الجديد وكان إيمانه بالشباب كبير  ومساندته شاغله الاكبر، فمثلا هو الذي اصر ان يكون ولأول مرة برنامج خاص للشباب والسينما المستقلة المصرية في إطار مهرجان أفلام الاتحاد الاوروبي عام 2005 

ومن الأشياء التي تعلمتها منه أيضا هو ان أي مهرجان وأي دورة  لأي مهرجان ستبقي في التاريخ بإصدارتها وكم كانت مقولته هذه صحيحة 

وصداقتنا هذه كانت السبب ان اتعرف علي كثير من زملائه وتلاميذه واصدقائه الذين انعم بصداقتهم حتي اليوم اذ كان هو القاسم المشترك بيننا.

اما معرفتي وصداقتي بالعزيزة مني رفيقته الكريمة وسانده الأكبر فهي المقصود بالمقولة: وراء كل عظيم امرأة 

لكن الحديث عن سمير فريد وقامته ليس بإمكاني ان اعطيه حقه ويكفي بعض من ما كتبه الصديق الناقد مجدي الطيب عنه وبالأخص عن تكريم مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ67 ( 9 - 19 فبراير 2017) بأن منحه «كاميرا البرلينالي» التقديرية، ليكون أول ناقد عربي، وأول شخصية مصرية، عربية، وأفريقية، يفوز بالجائزة، مذ أن بدأت في العام 1986، وتذهب إلى «شخصيات ومؤسسات ساهمت على نحو متفرد في فن السينما" الاكيد اننا فقدنا شيئ كبير له مكانة خاصة وهامة في ثقافتنا وتاريخنا السنمائي

حزني كبير لأن قاهرتي تصغر يوم بعد يوم دون أصدقائي واحبائي الذين يسافرون الي مكان افضل واجمل ويتركوني وحيدا بما طبقي لي من أصدقاء احباء حفظهم الرب وباركهم لي 

"صوت و صورة" انتهت، لكن الصوت الهادي المميز في الأذهان و الصورة المهذبة الوسيمة في الخيال

وداعا يا سمير الي ان نلتقي يا صديقي

الـ FaceBook في

06.04.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)