كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«مبنى 20» و«المغادرون» و«300 كم» ..

تستحوذ على جوائز مهرجان «أفلام السعودية»

الظهران - علي سعيد

مهرجان أفلام السعودية

الدورة الرابعة

   
 
 
 
 

أعلنت لجان تحكيم مهرجان أفلام السعودية جوائز مسابقة الدورة الرابعة في حفل نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام وشراكة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ودعم وزارة الثقافة والإعلام، وأقيم في خيمة إثراء في مدينة الظهران مساء السبت. وجاء حفل الختام بعد خمسة أيام من فعاليات المهرجان التي شملت إطلاق كتابين: "سعد خضر.. الرائد المتعدد" عن سيرة الشخصية المكرمة للمهرجان وكتاب "ساموراي السينما اليابانية.. أكيرا كوروساوا" للناقدة السينمائية هناء العمير، وعرض 58 فيلماً، والورش التدريبية التي قدّمت 1700 ساعة تدريبية، بالإضافة إلى فعالية سوق الإنتاج وعروض أفلام طلاب المدارس.

وفاز فيلم "المغادرون" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي بثلاث جوائز أهمها الجائزة الكبرى في مسابقة "الأفلام الروائية" كأفضل فيلم روائي، كما فاز بطل الفيلم محمد القس بجائزة أفضل ممثل، إضافة إلى جائزة أفضل "بوستر"، ويروي الفيلم حكاية شاب يخطط أن تكون رحلته على الطائرة باتجاه واحد بلا عودة، لكن قدره يتغير بسبب شاب آخر يجلس في المقعد المجاور له.

فيما فاز المخرج فيصل شديد العتيبي بجائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية عن فيلمه الوثائقي "أنسنة المدينة"، وحاز فيلم "فضيلة أن تكون لا أحد" للمخرج بدر الحمود على جائزة أفضل سيناريو مُنفّذ، فيما استحوذ فيلم "مبنى 20" للمخرج عبدالعزيز الفريحي على جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية، كما استحوذ فيلم "300 كم" للمخرج محمد الهليل على جوائز أفلام الطلبة. وقد جاءت مجمل الجوائز على النحو التالي:

جائزة أفضل ملصق فيلم "المغادرون" لعبدالعزيز الشلاحي.

جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية: فيلم "أنسنة المدن'' لفيصل العتيبي.

جوائز مسابقة السيناريو غير المنفذ:

تنويه بالتميز لسيناريو "عندما تحتضر الحور" لعلي الدواء.

تنويه بالتميز سيناريو "ولد سدرة" لضياء يوسف.

جائزة أفضل سيناريو أول: سيناريو "لسان آدم" لحسن الحجيلي.

جائزة أفضل سيناريو ثاني: سيناريو "لون الروح" لفهد الأسطا.

جائزة أفضل سيناريو ثالث: سيناريو "سالم العبد" لعلي ربيع.

جوائز مسابقة أفلام الطلبة:

جائزة أفضل تحرير: فيلم "صرصور" لفهد الجودي.

جائزة أفضل فيلم وثائقي: فيلم "باص" لنور الأمير ونورة المولد.

جائزة أفضل ممثل: خالد الصقر عن فيلم "300 كم".

جائزة أفضل إخراج: فيلم "300كم" لمحمد الهليل.

الجائزة الكبرى: فيلم "300 كم" لمحمد الهليل.

جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية:

جائزة أفضل تصوير: فيلم "مبنى 20" لعبدالعزيز الفريح.

جائزة أفضل تحرير: فيلم "جليد'' لعبدالرحمن صندقجي.

جائزة أفضل إخراج: "مبنى 20" لعبدالعزيز الفريح.

جائزة لجنة التحكيم: فيلم "جليد" لعبدالرحمن صندقجي.

الجائزة الكبرى: فيلم "مبنى 20" لعبدالعزيز الفريح.

جوائز مسابقة الأفلام الروائية:

تنويه بمشاركات مميزة:

تنويه بالتميز لفيلم "الصندوق السحري" لرائد الشيخ.

تنويه بالتميز للممثلة سارة طيبة عن فيلم "كيكة زينة".

تنويه بالتميز للمونتير تركي المحسن عن فيلم "وسطي".

جائزة أفضل سيناريو منفذ: فيلم "فضيلة أن تكون لا أحد" لبدر الحمود.

جائزة أفضل ممثل: محمد القس عن فيلم "المغادرون".

جائزة أفضل تصوير: فيلم "لا أستطيع تقبيل وجهي" لعلي السمين.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم"لسان" لمحمد السلمان.

الجائزة الكبرى: فيلم "المغادرون" لعبدالعزيز الشلاحي.

هذا وشهد الحفل الختامي للمهرجان الإعلان عن تحويل مهرجان "أفلام السعودية" إلى مؤسسة استثمارية تخدم صناعة الفيلم السعودي، وقال سلطان البازعي في كلمته في حفل الختام إن المهرجان سيعرض مجموعة من الأفلام السعودية في عدة عواصم عالمية، بدءاً بباريس وواشنطن في الصيف المقبل، بدعم من وزارة الخارجية وسفارات المملكة في دول العالم. إلى جانب عرضها داخل المملكة في المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والإعلام وفي فروع الجمعية في جميع مناطق المملكة خلال هذا العام.

الرياض السعودية في

03.04.2017

 
 

مهرجان أفلام السعودية يمنح جائزته لفيلم عن التطرف

العرب / الظهران (السعودية)

اختتمت السبت فعاليات مهرجان أفلام السعودية، بحفل توزيع الجوائز الذي أقيم في خيمة إثراء في مدينة الظهران شرق المملكة، وجاء حفل الختام بعد خمسة أيام من فعاليات المهرجان التي شملت إطلاق كتابين: “سعد خضر.. الرائد المتعددعن سيرة الشخصية المكرّمة للمهرجان، وكتاب ساموراي السينما اليابانية.. أكيرا كوروساواللناقدة السينمائية هناء العمير، وعرض 58 فيلما، و1700 ساعة تدريبية في الورش المصاحبة، بالإضافة إلى فعالية سوق الإنتاج وعرض أفلام طلاب المدارس وندوة هوية الفيلم السعودي، البوادر والتحديات”.

اختتم مهرجان أفلام السعودية دورته الرابعة، السبت الأول من أبريل الجاري، بمنح أهم جوائزه لفيلم يتناول موضوع التطرف الفكري في المملكة، وتنافس على مدى خمسة أيام 58 فيلما لمخرجين سعوديين، بينهم 12 امرأة على جوائز ضمن أربع فئات هي الروائية، والوثائقية، والطلبة، والسيناريو.

جوائز المهرجان

حاز فيلم المغادرونللمخرج عبدالعزيز الشلاحي على جائزة النخلة الذهبيةعن أفضل فيلم روائي، وهي أهم جوائز المهرجان الذي أقيم في خيمة في مدينة الظهران شرق السعودية، وفاز عن الفيلم أيضا السوري محمد القس بجائزة أفضل ممثل، إلى جانب فوزه بجائزة أفضل ملصق فيلم.

ويروي الفيلم قصة رجلين يلتقيان على متن طائرة، يتضح بعد حديث بينهما أن أحدهما يحمل أفكارا دينية متطرفة ويفكر في تفجير نفسه، بينما ينوي الآخر الانتحار بسبب إصابته بمرض عضال، وجرى تصوير غالبية أحداث الفيلم الذي تبلغ مدته 25 دقيقة على متن طائرة وفي أحد مطارات المملكة، وكان الشلاحي قد فاز بالجائزة الكبرى للدورة السابقة أيضا ضمن فئة أفضل فيلم روائي.

وفي بقية جوائز المهرجان حصد جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية فيلم أنسنة المدنلفيصل العتيبي، بينما ذهبت الجائزة الأولى لمسابقة السيناريو غير المنفذ لسيناريو فيلم لسان آدملحسن الحجيلي، وجائزة أفضل سيناريو ثان لسيناريو فيلم لون الروحلفهد الإسطاء، وجائزة أفضل سيناريو ثالث لسيناريو فيلم سالم العبدلعلي ربيع، ونوّهت اللجنة بالتميز لسيناريو فيلم عندما تحتضر الحورلعلي الدواء، وسيناريو فيلم ولد سدرةلضياء يوسف.

أما جوائز مسابقة أفلام الطلبة فذهبت جائزة أفضل تحرير لفيلم صرصورلفهد الجودي، وجائزة أفضل فيلم وثائقي لفيلم باصلنور الأمير ونورة المولد، وجائزة أفضل ممثل لخالد الصقر عن فيلم “300 كم، وجائزة أفضل إخراج لفيلم “300 كملمحمد الهليل، بينما حصد الجائزة الكبرى فيلم “300 كملمحمد الهليل.

وعلى صعيد جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية حصد جائزة أفضل تصوير فيلم مبنى 20” لعبدالعزيز الفريح، وجائزة أفضل تحرير فيلم جليد لعبدالرحمن صندقجي، ومنحت جائزة أفضل إخراج لفيلم مبنى 20” لعبدالعزيز الفريح، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم جليد لعبدالرحمن صندقجي، وآلت الجائزة الكبرى لفيلم مبنى 20” لعبدالعزيز الفريح.

أما جوائز مسابقة الأفلام الروائية فذهبت جائزة أفضل سيناريو منفذ لفيلم فضيلة أن تكون لا أحدلبدر الحمود، وجائزة أفضل ممثل لمحمد القس عن فيلم المغادرون، وجائزة أفضل تصوير لفيلم لا أستطيع تقبيل وجهيلعلي السمين، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم لسانلمحمد السلمان، أما الجائزة الكبرى فكانت لفيلم المغادرون لعبدالعزيز الشلاحي، وقد نوّهت لجنة التحكيم بمشاركات مميزة لفيلم الصندوق السحريلرائد الشيخ، وبالممثلة سارة طيبة عن فيلم كيكة زينة وبالمونتير تركي المحسن عن فيلم وسطي”.

"المغادرون" يروي قصة رجلين يلتقيان على متن طائرة، يتضح بعد حديث بينهما أن أحدهما يحمل أفكارا دينية متطرفة

وترأس محمد البشيّر لجنة تحكيم مسابقة السيناريو غير المنفذ، وحسن حداد ومنال العوييل كعضوين، في حين ترأست هند الفهاد لجنة تحكيم مسابقة أفلام الطلبة مع عضوية كل من الفنان خالد أمين وفاطمة مشربك، وترأس عوض الهمزاني لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية وحسام الحلوة ونجوم الغانم كعضوين، وترأس أحمد ماطر لجنة تحكيم الأفلام الروائية بمعية عبدالمجيد الكناني ومحمد راشد بوعلي كعضوين.

وفي كلمة الاختتام قال سلطان البازعي المشرف العام على المهرجان إن التنسيقات وصلت إلى مرحلة متقدمة بخصوص عرض مجموعة من الأفلام السعودية في عدة عواصم عالمية، بدءا بباريس وواشنطن في الصيف القادم، بدعم من وزارة الخارجية السعودية وسفارات المملكة في دول العالم.

وضمن فعاليات المهرجان وقعت الكاتبة السعودية هناء العمير كتابها الجديد ساموراي السينما اليابانية.. أكيرا كوروساوافي موقع مهرجان أفلام السعودية، ويعد الكتاب العربي الأول الذي يحكي سيرة المخرج الياباني الشهير أكيرا كوروساوا ويسلط الضوء على أعماله الفنية.

وعن ظروف جمع محتوى الكتاب قالت العمير كانت المصادر العربية عنه نادرة، فكنت أبحث وأجمع المعلومات من مصادر أجنبية وأترجمها، بالإضافة إلى أني دوّنت قراءتي النقدية لأعماله التي رأيتها منسجمة مع المراجع”. وتضيف العمير الكتاب هو محاولة لإلهام صناع الأفلام ولفت نظرهم لهذا المخرج العريق، الذي لو أخذنا فقط فيلمه الساموراي السبعةلوجدناه مدرسة كبيرة ومهمة جدا”.

والجدير بالذكر أن آخر صفحات فصول الكتاب جاءت تحت عنوان حوار متخيّل، أجرت فيه الكاتبة حوارا مع كوروساوا تلبّست فيه شخصيته، وقد استندت في ذلك على أحد أعماله التي حاول فيها الدخول إلى عالم الفنان الهولندي فينسنت فان غوخ عن طريق محاكاة شخصيته، وتقول العمير بناء حواري معه يشبه بناء كوروساوا عندما تلبّس فان غوخ”.

وإلى جانب عروض الأفلام وتوقيع الكتب والتكريم الذي حظي به هذا العام المنتج السعودي سعد خضر، أقام المهرجان في دورته الرابعة ندوة تحت عنوان هوية الفيلم السعودي، البوادر والتحديات”.

بوادر وتحديات

طرحت الندوة التي أدارها أحمد الشايب وشارك فيها كل من الناقد السعودي محمد البشيّر والمخرجان بدر الحمود وعلي الكلثمي والمنتج محمد سندي مجموعة من الأسئلة الحارقة التي تلخصت في: هل نأتي إلى المهرجان لنشاهد الأفلام أم لنشاهد من يشاهدها؟ وهل لدى الفيلم السعودي هوية تمثله، أم أننا نجلس بين الجمهور في صالة العرض المظلمة وننشرح للتجربة كأي تجربة غريبة عنا لكننا نقبلها لأنها مؤقتة؟ إذا لم تكن هوية الأفلام السعودية تشبه هوياتنا، فلماذا نتجشم العناء؟ وهل نحن بالفعل في حاجة إلى دور عرض سينما؟

هنا يعترف محمد البشيّر بأن هناك قطيعة بين كتاب السيناريو والمخرجين أو المنتجين السعوديين، موضّحا أن أعدادا لا يستهان بها من الأفلام يكون كاتبها هو مخرجها، لأنه يرى أن إخراج سيناريو حق هو أولى به.

"ساموراي السينما اليابانية" يعد الكتاب العربي الأول الذي يحكي سيرة المخرج الياباني الشهير أكيرا كوروساوا

ومع ذلك يقر البشيّر بأن بعض المخرجين بدأوا يستحضرون القصص التراثية المحلية في بعض أفلامهم، مستشهدا بالمخرج محمد سلمان الذي شارك في المهرجان بفيلمه ثوب العرسالذي فاز نصه بجائزة النخلة الذهبية في مسابقة السيناريو في الدورة الثالثة، وهو يحكي عن قصة شعبية، فالاستفادة من التراث الأدبي والتراثي بدأت تحتل مكانة عند المخرجين وكتاب السيناريو”.

وفي المقابل أكد مدير المهرجان الشاعر أحمد الملا، إجابة عن سؤال لماذا تركز إدارة المهرجان منذ أطلقت نسخته الأولى عام 2008 على تنظيم ورشة للسيناريو؟ لا نزال نحتاج إلى ورش السيناريو، لكن في هذه الدورة حرصنا على ألا تكون دروسا للمبتدئين بقدر ما هي للتطوير، ولذلك أطلقنا عليها اسم ورشة تطوير القصة والشخصيات والهيكل، وكان أحد شروط القبول فيها أن يكون في حوزة المسجّل نص سيناريو جاهز للتطوير”. وعن سؤال مقدّم الندوة أحمد الشايب عن الجدلية بين القيمة الفنية الثقافية والتجارة في الفيلم، حوّل المخرج بدر الحمود السؤال إلى المخرج علي الكلثمي الذي يستطيع من خلال أعماله على اليوتيوب أن يقدّم قصصا مستساغة ورائجة، لكنها في نفس الوقت تحمل قيمة فنية عظيمة”.

وبدوره أجاب الكلثمي بصراحة لا أعلم كيف أفعلها، لكني أعتقد بأنني استفدت من والدي الذي كان روائي القبيلة الذي لا يزال يحكي قصصا طريفة، ولكنها تحمل العبر والحكم”. وأضاف القيمة الفنية ليست هي الهم الأول للمشاهد وإنما التسلية والمتعة، واجب المخرج أن يصل إلى المنطقة التي في المنتصف بين ما يسلي المشاهد ويرفع ذائقته”.

وحول مدى حاجة المجتمع السعودي إلى دور السينما في ظل اكتساح أفلام اليوتيوب والنيتفلكس العالم؟ أجاب الكلثمي بأن وجود اليوتيوب ضرورة، لكنه لا يغني عن تجربة صالة السينما الاجتماعية، بعكس مشاهدة الأفلام على الإنترنت التي تطوّر حس الوحدة.

أما البشيّر فقد أجاب على هذا السؤال بسؤال، إذ قال هل لنا الحق في أن نسأل عن ضرورة وجود شيء ما فقط لأنه ترف؟ سنقول في البداية هل وجود السينما ضروري؟ ثم هل وجود الورود ضروري؟ ثم هل الطبيعة والجمال ضروريان؟”.

العرب اللندنية في

04.04.2017

 
 

الأفلام السعودية تواجه مأزق العرض في دور السينما العربية

الدمام: أماني العطاس

بعد ختام فعاليات مهرجان أفلام السينما السعودية الرابع في الدمام نهاية الأسبوع الماضي، وتصريح ورئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي بأن المهرجان سيتحوّل إلى مؤسسة استثمارية باسم «أفلام السعودية» تعمل على تطوير الفيلم السعودي على أسس اقتصادية،رصدت «الوطن» آراء بعض الفائزين بالجوائز الكبرى في المهرجان، حول أهمية تلك الخطوة، وهل يمكن أن تعالج مشكلات السينما السعودية؟، حيث اتفق المتحدثون على أن أبرز مشكلة تواجه الفيلم السعودي هي أن دور العرض الخليجية والعربية التي تعمل على أسس تجارية لا تقبل عرض هذه الأفلام في صالاتها.

صناعة تجارية 

يقول صانع ومخرج الأفلام الوثائقية فيصل العتيبي «إن الأفلام الوثائقية تعتبر من أصعب أنواع الأفلام والتي تحتاج إلى مجهود كبير في البحث والإعداد والإنتاج، ومع ذلك برزت في آخر ثلاث سنوات أسماء واعدة تبشر بمستقبل جيد في صناعة الفيلم الوثائقي، تعتمد في حضورها على مهرجانات الأفلام».

وأضاف العتيبي الذي فاز فيلمه «أنسنة مدن» على جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية في مهرجان الدمام الرابع «مشكلة هذه الأفلام أنها غيرة مناسبة للعرض في دور السينما، لأن دور السينما استثمار وترفيه بالدرجة الأولى وستبحث عن آخر إنتاجات السينما العالمية وليس عن الأفلام الشبابية القصيرة، ومن أجل أن يصل الفيلم السعودي إلى دور العرض التجارية لابد له من نقلة من مرحلة الهواية والشغف إلى مرحلة الصناعة، فنحن نطمح إلى تأسيس الصناعة بطريقة احترافية وإلى دعم إنتاج الأفلام وتسويقها، لكي يساهم الفيلم السعودي في تثقيف المجتمع والرفع من وعيه بقضاياه وتعزيز انتمائه الوطني».

أبواب مغلقة 

يؤكد مخرج فيلم (مبنى 20) الحاصل على 3 جوائز في مهرجان أفلام السعودية عبدالعزيز الفريح، أن إنتاج الأفلام الوثائقية محليا وعربيا صعب، بسبب الظروف الاجتماعية والعادات والتقاليد. وقال لـ«الوطن»: الناس لا يفتحون بيوتهم ولا قلوبهم لي كصانع أفلام مهتم بتوثيق حياة الناس، كذلك هناك تعقيدات كبيرة في تصاريح وقوانين التصوير في الأماكن العامة وفي الشوارع وعدم تقبل الناس للكاميرا، مضيفا «لهذه الأسباب تصوير الأفلام الوثائقية في الخارج أسهل، ولعل أكبر صعوبة واجهتها في تصوير فيلمي الأخير هي التصوير في أشهر منطقة معروفة بالإجرام والمخدرات في الفلبين». وعن سبب ندرة الأفلام الروائية الطويلة قال الفريح «السبب واضح وهو أنه لا يوجد لدينا صناعة أساسا ولا دور سينمائية أو معاهد متخصصة في تدريب أقسام الإنتاج السينمائي أو نقابة سينمائيين أو مؤسسة سينمائية خاصة، كما أن مؤسسات الإنتاج لدينا ضعيفة، وبالكاد تنتج الإعلانات والأفلام القصيرة لبعض الجهات، حيث إن إنتاج الأفلام السينمائية مكلف ويحتاج إلى طاقم فني كبير متخصص ومحترف، وإن كان هناك منتجون سيدفعون الأموال فأين ستعرض هذه الأفلام؟».

مردود ثقافي وسياسي 

اعتبر الفريح أن إعلان البازعي تحويل المهرجان إلى مؤسسة استثمارية «أمر مهم وجيد». وأضاف: هذا إن تم سيكون له مردود ثقافي و اقتصادي وسياسي للمملكة، لأن أفلامنا السعودية ستصل إلى دور السينما العالمية، ولكي نكون جاهزين للمرحلة القادمة نحتاج أيضا إلى إنشاء معاهد تدريب احترافية. وعن رأيه في أفلام «اليوتيوب» قال الفريح «مهما تطوّرت فهي ستبقى أفلاما متواضعة لن تصل إلى العالمية، لأن أفكارها محدودة وأسلوبها محدود ولها سقف معين لا يمكن تجاوزه.

دور جيد 

يلخص مخرج فيلم (300 كلم) الحاصل على 3 جوائز من مهرجان أفلام السعودية، محمد الهليل، رؤيته حول دور المهرجان بالقول «الصعوبة التي واجهناها هو عدم وجود دعم للفيلم السعودي، حتى قام المهرجان بذلك، حيث إن له دورا كبيرا في تطور صناعة الفيلم السعودي، خصوصا في السنوات الأخيرة».

لكنه اختلف في الرأي مع الفريح، حول أفلام اليوتيوب، قائلا «اليوتيوب يعتبر منفذ جيد، ولكنه يختلف تماما عن السينما وله قاعدة جماهيرية كبيرة سواء من المتابعين أو من المخرجين صانعي الأفلام القصيرة، مع العلم أنه أصبحت لدينا أفلام سعودية تنافس على جوائز عالمية بالرغم من الكثير من المعوقات وهذا إن دل يدل على شغف كبير لدى الشباب السعودي لهذه الصناعة.

مرحلة تحول

أرجع مخرج فيلم (المغادرون) الحاصل على جائزة النخلة الذهبية كأفضل فيلم روائي في مهرجان أفلام السعودية، عبد العزيز الشلاحي، قلة الأفلام الروائية الطويلة إلى كون المخرج ينظر لها على أنها مرحلة تحول، لأن الأفلام القصيرة هي أشبه بمرحلة الإعداد والتحضير. وأضاف: «عدم وجود معاهد متخصصة لم يمنعنا نحن كشباب سعوديين من الاستمرار في إيصال الرسالة التي نريدها، وهو سؤال دائم يوضع أمامنا في كل مهرجان عالمي نشارك فيه». وختم «هنا لابد من كلمة حق هي المهرجانات كان لها الفضل الأكبر في تطور الحراك السينمائي في السعودية». 

الوطن أونلاين السعودية في

08.04.2017

 
 

تميز فردي وبطولة جماعية..

قصيدة اسمها مهرجان أفلام سعودية (1-2)

د.فوزية أبو خالد

في لمح البصر

يجترح الملهمون جرائر جميلة في حق الجهل

على جادة وإن طالت

يرتكب الإبداع ذنبًا مُذهبًا بالدهشة في حق المعتاد

بجرة جناح

يتجرأ الشعراء على جمود الجدار فيشف عن مشهد متموج

ليس المقطع أعلاه إلا مطلع قصيدة متوهجة مقطرة مكثفة مجددة، اسمها مهرجان أفلام سعودية بالمنطقة الشرقية.

ومما يميز قصيدة أفلام سعودية ليس أنها خروج على عمود الشعر، ولا على شعر التفعيلة، ولا أنها تمجيد لتجريب جديد في قصيدة النثر، بل في شغفها بكل أشكال التعبير الشعري والبصري والسمعي واللمسي والحدسي في جوار متحاور ومتنوع ومتجاوز, هي قصيدة أفلام لا تريد مجدًا إلا مجد التدرب على التعايش الإبداعي، ولا تكترث بمشقة إلا مشقة اكتشاف مجاهل جديدة للمزيد من أشكال الإبداع، ولتقديم صورة بأكثر من ثلاثة أبعاد.

ولكن لا بد من الاعتراف بأن هذه المقدمة الحالمة لم تأتِ إلا بعد أن تعمدت يدي بماء المشاهدة بالمعايشة. وهي عملية إعادة اختراع لتلك الأداة المنهجية المسماة «الملاحظة بالمعايشة» التي يستطيع الباحث من خلالها أن يختبر ملمس التربة/ التجربة أو الحالة الميدانية وعناصر تكوينها ببشرته من خلال الفعل والتفاعل المباشر لا عبر وسائط جسدية أو تخيلية أو سردية مأخوذة من الآخرين كأداتَي الاستبار أو المقابلة. فقبل شد الرحال إلى المهرجان الرابع لأفلام سعودية بالمنطقة الشرقية وحضوري يوميًّا لأكثر من خمس ساعات مشاهدة أفلام، وما لا يقل عن ساعتين حضور ورش عمل وعشرات اللحظات من النقاشات والحوارات على امتداد أربعة أيام متواصلة، لم أكن أملك من اللياقة للكتابة عن موضوع ملتبس مثل مهرجان لأفلام سعودية إلا لياقة الفضول المعرفي..

كنت قد قرأت بموقف متأرجح بين التصديق والتشكيك أخبار ولقطات المهرجانات الثلاثة السابقة من فجوات الغياب بين لندن ونيويورك والدوحة حيث تزامن وجودي بالمصادفة المحضة في شتات عواصم مختلفة وقت انطلاقاتها الأولى, إلا أن ليس الخبر كما تقول العرب كالأعيان، كما أن ليس مثل التجربة العملية لاختبار الفرضيات كما يؤكد المنهج العلمي.

فبقدر ما كانت تنتشي مخيلتي من خلال تويتر والفيسبوك ومواقع شبكية أخرى بالأخيلة التي يخلقها وجود مهرجان لأفلام سعودية بقدر ما كانت تشككني خبرتي في مدى عسر المخاضات الجديدة في الأوضاع الواقرة، ومدى صعوبة مجرد محاولة قيادة التحولات, في إمكانية أن يكون هناك مهرجانات ثقافية لأفلام سعودية على درجة يعتد بها.

ولذا كان هناك العديد من الأسئلة التشكيكية التي دارت بخلدي، والتي استقيت بعضًا آخر منها من آخرين لديهم نفس وسواس الأسئلة, غير أنني أكتفي بانتخاب عينة منها فيما يأتي:

« كيف يمكن أن يقام مهرجان لأفلام سعودية في الوقت الذي ليس فيه مقر واحد مهيأ ومقبول لعرض الأفلام بالسعودية, باستثناء أرامكو؟

« هل يملك فرع من فروع جمعية الثقافة والفنون تلك الإمكانات البشرية والتقنية لوجستيًّا وفنيًّا للقيام بمثل هذه المسؤولية الكبيرة، ولتوفير أرضية صلبة لمثل هذه الانطلاقة السينمائية؟

« هل تتوافر أي من الشروط التي تضمن ألا يكون مثل هذا المهرجان فقاعة أخرى من فقاعات مشاريع الترفيه التبشيرية المفرغة من المعنى الاجتماعي للترفية, ما لم يكن هناك من يعتبر تلك الصراعات الكلامية المتأدلجة حولها شكلاً من أشكال التسلية الساذجة؟

« هل قيام مهرجان سنوي مقطوع لأفلام سعودية يمكن أن يؤدي لوجود فيلم احترافي إبداعي جيد في غياب أرضية ذات ثقل مهني لصناعة السينما؟

وليس أخيرًا..

« هل كنا لنعرف نحن هنا بالمجتمع السعودي عن وجود تجربة سينمائية محلية أو حتى نتصور إمكان ذلك لولا وجود مبادرة هذا المهرجان؟

« هل كان إقدام الشباب والشابات على الزيادة في أعداد مشاركتهم بمهرجان بعد آخر سيكون بنفس المعدل لو لم يوجد مثل هذا المهرجان باعتباره المنفذ الوحيد المتاح محليًّا حسب علمي لعرض أفلام الشباب، ولتماسهم مع جمهور حقيقي بالداخل؟

« هل يمكن أن تكون تجربة مهرجان أفلام سعودية تجربة طليعية، تقود لبداية توطين هذا النوع من العمل الإبداعي المرئي؟

« كيف تتوافر لهذه التجربة عوامل الصمود والتطور لئلا تصبح تجربة مقطوعة، يستفرد بها، أو تضطر لتكرار نفسها؟

« ما هو الدور التبادلي المتوخى من جمهور السينما ومن السينمائيين لتطوير كل منهما للآخر في إطار مهرجان الأفلام وخارجه؟ وكيف؟

.... يتبع

الجزيرة السعودية في

12.04.2017

 
 

محمد السلمان:

السينما السعودية حاضرة بجهود شباب شغوفين

فيديل سبيتي

مشاهدة الأفلام من طريق عمل والدي في صالة سينما أرامكو السعودية كانت معلمي الأول، ودراستي للفنون وممارسة هوايات ما بين الموسيقى والكتابة والرسم والتصوير جعلتني أتقدم بوعي نحو السينما في بلد لا وجود لمادة الإخراج أو الفنون البصرية والسينمائية في مناهجه الجامعية.

محمد السلمان مخرج سعودي شاب (1976) وكمعظم المخرجين الشباب في السعودية لم يدرس فن الإخراج أكاديمياً، إذ لا وجود لمادة الإخراج أو الفنون البصرية والسينمائية في المناهج الجامعية في المملكة، لكنه تمكّن بمثابرته وإصراره - حضوره ورشات عمل تدريبية على إخراج الأفلام، والتجريب بكاميرات مختلفة بمعاونة أصدقاء شغوفين بالسينما - من إخراج عدد من الأفلام التي حازت إعجاب الجمهور ونالت جوائز في عدد من المهرجانات السعودية والدولية، وكان أولها فيلمه "السيكل" (الدراجة) في عام 2012، والذي صوره بكاميرا بدائية، فتنقّل بين مهرجانات مختلفة حاصدا إعجاب الجمهور وحاز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان "أفلام السعودية" في الدمام، ثم صور فيلمه الثاني "مخيال" (فزاعة الحقل) في عام 2014، وبدوره حاز على جوائز عديدة وإعجاب النقاد تحديداً على هامش مهرجان كان. في عام 2015 صوّر فيلمه "قاري" الذي حصد حتى الآن جائزة أفضل مونتاج في مهرجان مالطا السينمائي. فيلمه الأخير "ثوب العرس" (2016)، شارك في مهرجان دبي السينمائي وحصل على جائزة النخلة الذهبية في مهرجان أفلام السعودية 2016. الفيلم يتحدث عن الخياطة أسمهان التي تؤمن بأنها ستموت إذا ما قامت بخياطة ثوب لها لتلبسه ليلة عرس ابنتها التي تحاول أن تقنعها بأن ما تؤمن به خرافة.

في أفلامه يعرض السلمان صورة عن المملكة العربية السعودية والسعوديين مخالفة "الكيتش" أو (التنميط) الذي يصوّر المملكة وأهلها في الإعلام الغربي وربما العربي أيضا، كصحراء شاسعة يسعى فيها البدو الرحّل مع قطعانهم من الجمال إلى الكلأ والماء قرب الواحات التي تظهر كبقعة ماء حولها بضع نخلات في وسط كثبان الرمال اللانهائية، أو السعودي الإرهابي الذي لا همّ له سوى محاربة الطواحين. فالسلمان من بيئة الأحساء السعودية حيث الواحات الكثيفة والأراضي الزراعية والحضارة الموغلة في القدم، وهذا ما يظهر في أفلامه وكأنه تعبير جديد في فن السينما عن الاجتماع والجغرافيا وأنماط العلاقات الاجتماعية في جزء من أجزاء المملكة الشاسعة.

هنا حوار معه حول السينما السعودية، في بلد ما زال افتتاح صالات للسينما فيه موضع نقاش عام، وحيث لم يتم السماح بشكل علني وعام ورسمي للسينما والسينمائيين بالتعبير، الطبيعي، عما يدور في دواخلهم وعما يريدونه للفن السابع من دور في إطار الثقافة السعودية العامة.

 ممارسة الفن في مجتمع بدائي!

·        ماذا يعني أن تكون مخرجاً في السعودية حيث لا وجود لصالات السينما لعرض الأفلام السينمائية؟

 عندما نتحدث عن دور السينما فنحن نتناول ما يتعارض مع ما يسمى "الخصوصية السعودية"، على ما يريد البعض إيهامنا أو إقناعنا. لذا فمخرج الأفلام في المملكة حاله كحال أي فنان يمارس الفن كهاجس ومشروع في مجتمع ما زال بدائيًا في تناوله هذا النوع من الفنون، تحديدا المرئية، أي أنه يجتهد على المستوى الشخصي كي يحقق نفسه ويثبت وجوده.

عدم وجود دور سينما يعطل تقدم إنتاج الأفلام، سواء كانت قصيرة أم طويلة، تجارية أم فنية، وذلك لأن صناعة الفيلم يجب أن تنتهي إلى الشاشة وأمام عين المشاهد الذي عبر رأيه يمكن تقدير جودة الفيلم.

أعتقد أن دور عرض الأفلام في صالات السينما أو غيرها ستحلّ على المدن السعودية ولو آجلا، وحكومة المملكة تعي أهمية السينما فقد شهدنا مهرجاني أفلام السعودية الثاني والثالث في 2015 و2016 في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وقد بدأ هذا المهرجان يلقى رواجا إعلاميا وحضورا كبيرا من الجمهور، وباتت الجوائز التي يمنحها تلقى الاحترام، وهناك عدد من الجمعيات الثقافية التي تقوم بعرض الأفلام في مناسبات مختلفة وتحديدا في جدة. فالأمور تتجه إلى الحل لا إلى التعقيد.

·        لماذا اخترت التعبير بواسطة السينما والتصوير؟

السينما أحد أهم الفنون لتسجيل ذاكرة الوطن الثقافية وتصديرها إلى العالم بقالب بصري يعكس هوية الإنسان السعودي الحقيقية، غير تلك الهوية المنتشرة والأقرب "للكيتش". فهناك سعوديون يبحثون عن الجمال والسلام وتوكيد ثقافة خاصة تنقل نبض المجتمع بمختلف أطيافه، والسينما وسيلة مهمة لإيصال هذه الصور المختلفة إلى المشاهد العالمي. كما للسينما دور بارز في تعزيز اللحمة الوطنية ما بين أبناء الوطن، فالمملكة ذات المساحة الشاسعة والثقافات المتعددة يمكن اختصارها في مشهد سينمائي يجعل أهل الرياض يعرفون عن قرب أهل الشرقية، وأهل جدة يتعرفون على أهل الشمال، وهؤلاء يتقاسمون المشترك الثقافي مع أهل الجنوب، وهكذا دواليك. والفيلم بكونه يقوم على الصورة بشكل أساسي يتمكن من تحقيق هذا التواصل المرتجى، بسهولة.

·        ما هو التحدي الذي يواجهه المخرج السعودي؟

التحدي بأن تقدم صورة سينمائية تطرح الأسئلة وتربك التفكير بالدخول لمناطق خاصة جدًا سواء كانت سياسية أو دينية، محاولا الكشف عن جماليات لم تطرح من قبل، سواء كانت على مستوى القصة أو الصورة. وهنا ما يضاعف توتري دائما في أثناء عرض الفيلم، أي السؤال "كيف سيتلقى المشاهد هذا الفيلم؟".

كسر الصورة التنميطية

·        كيف يتم التعامل معك كونك مخرجاً سعودياً في المحافل السينمائية العالمية، هل تعامل على أنك حالة خاصة بسبب الظروف التي تعمل بها؟

غالبا ما تتلقى نوعا ما من الاستغراب في بداية الأمر، تشعر بأن الجميع يتساءل: فيلم سعودي؟، هناك الكثير من الأجانب ما زالوا يعتقدون أن السعودية ما زالت صحراء وان أهلها ما زالوا بدواً رحّلاً، وهنا أعني الأجنبي العادي وليس من لهم علاقة بالفنون والسينما.

وبما أن مرتع طفولتي ونشأتي كان في منطقة الأحساء شرق المملكة حيث الحياة الزراعية والواحات وشواطئ البحر وصيادي اللؤلؤ، فإن أفلامي تنقل هذه الصور التي تكون مفاجئة لمعظم الجمهور الأجنبي، لأنها صور تكسر الصورة النمطية لديهم عن السعودية. على سبيل المثال سألني أحد الحضور في أحد المهرجانات الأجنبية وبجدية، إذا ما كانت أفلامي مصورة في المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب ينابيع المياه والأراضي الزراعية الشاسعة التي كانت ظاهرة في الفيلم.

·        حدّثنا عن بداياتك، من أين بدأت؟ وما هي أنواع الأعمال الفنية التي اشتغلت بها أولاً قبل البدء بالإخراج، إذ عرفت كموسيقي قبل أن تكون مخرجاً؟

البداية كانت من داخل غرفة تشغيل عرض الأفلام في صالة سينما أرامكو السعودية، لم أكن قد تجاوزت العاشرة حين كنت أشاهد والدي الذي يعمل مشغلًا للأفلام في إحدى صالات السينما بأرامكو السعودية في نهاية الثمانينيات، وهو يركب بكرات الأفلام في جهاز العرض فكان يخبرني بكل التفاصيل عن كيفية التركيب وتبديل البكرات والتشغيل والعرض، كان أيضًا يخبرني بكل أحداث الفيلم.

كنت أشاهد الفيلم ثلاث مرات يوميا في نفس الصالة، مرة من غرفة التحكم ومرة في داخل الصالة عند الكرسي الأخير ومرة من الصف الأول. ما زلت أتذكر برودة الصالة والحلم الذي خبأته لنفسي وأنا أشاهد تلك الشاشة الضخمة، "أريد أن أنشر الضوء في العتمة كما يفعل والدي".

المشاهدة كانت معلمي الأول، ودراستي للفنون وممارسة هوايات ما بين الموسيقى والكتابة والرسم والتصوير كلها جعلتني أتقدم بالوعي نحو السينما.

في منتصف التسعينيات اخترعت أو فبركت صالة سينمائية خاصة كانت عبارة عن بروجكتور وقطعة قماش ونظام صوتي بسيط، وكنت أعرض للأصدقاء ما يزيد على فيلمين يوميا.

كنا نشاهد كل أنواع الأفلام، خصوصًا "الأكشن"، فقد كانت مثيرة لنا في تلك السن، لكن هذه الإثارة تنتهي بعد مشاهدة فيلم عظيم. في ذلك الوقت لم أكن أعرف السبب في اعتبارنا هذا الفيلم عظيما ورائعا وذاك عاديا، ربما هو شعور وجداني لا يمكن تفسيره ومن بين الأفلام التي شاهدناه مرات عدة، فيلم Forrest Gump , The usual Suspects , Braveheart والعديد من الأفلام التي كانت تصلنا على أقراص دي في دي (DVD) مهرّبة. فقد كانت ممنوعة التداول في ذلك الوقت.

كل هذا الاهتمام بالفيلم والصورة جاء عبر اشتغالي بالرسم والتصوير، التصميم وأخيرا بالموسيقى، والتي امتهنتها منذ عام 1997 بشكل جاد، وكانت السينما بالنسبة لي لا تزال تقتصر على القراءة والمشاهدة فقط.

·        حدثنا عن تجربة فيلمك الأول؟ كيف شعرت حين أنهيته؟ كيف تلقاه المشاهدون وقبلهم المقربون منك؟

فيلمي الأول جاء في زمن ظهور كاميرات DSLR، وهي كاميرات فوتوغرافيك احترافية رخيصة الثمن تستطيع تصوير فيديو بسرعة 24 فريم في الثانية فقط، كانت ما أنتظره منذ سنوات للدخول بشكل جاد في تصوير فيلمي الخاص.

الفيلم الأول كان بعنوان "السيكل" سيناريو للكاتب السعودي الشاب عباس الحايك وكانت تجربة حقيقية ومخيفة بالنسبة لي، لم أكن أتوقّع أنني قادر على إنهاء الفيلم، والوصول في النتيجة إلى تحقيق أفكاري الإخراجية على الأفكار التخييلية في النص المكتوب، وكانت أدواتي الفنية غير مكتملة بعد بالمعنيين المادي التقني وبالمعنى النفسي، أي أني كنت أخوض تجربة لا أعرف جيدا تفاصيل وخبايا العمل فيها. هذا عدا عن غياب الدعم الإنتاجي.

لكن بعد الانتهاء من المونتاج النهائي وجدتني راضيًا تمامًا عن هذا الفيلم الأول، وكان بمثابة مدرسة تعليمية لي، إذ خبرت فيه الإخراج والتصوير وهندسة الصوت والمونتاج. وبعدها عرضته على مجموعة من الأصدقاء وكانوا مشجعين لي وراضين عن الثمرة الأولى وقد أبدوا ملاحظات أخذت بها.  

لكن المفاجأة الكبرى كانت بأن هذا الفيلم البسيط الذي صنعته بمساعدة مجموعة من الأصدقاء الأجمل أخذ يتنقل بين المهرجانات، وكان عرضه الأول على شاشة مهرجان الخليج بقسم أضواء في عام 2012.

·        كنت من مؤسسي جماعة أفلام في القطيف (شرق المملكة) وترأستها من 2011 حتى 2014. حدثنا عن هذه التجربة، تفاصيلها، فكرتها، نشأتها، أهدافها، ماذا أدت ودورها ونتائجها وأين هي الآن؟

كانت الفكرة في البداية عبارة عن تجمع للأصدقاء يعملون في مجال الأفلام، ولكن ارتأينا أن تصبح تحت مظلة رسمية وهي نادي الفنون بالقطيف التابع للجنة التنمية الاجتماعية، وبعد عدة اجتماعات تقرر أن أكون رئيسًا للجماعة، ومن خلال هذا النادي عملنا على تنشيط الحركة السينمائية في القطيف فكانت هناك عروض أفلام وندوات ومناقشات، ورش عمل، وكذلك استضافة شخصيات سينمائية سعودية وخليجية.

ورويدا رويدا أصبح العمل يشكل عبئا كبيرا عليّ، وأصبحت متطلبات النادي رسمية وبيروقراطية بشكل لا يتناسب مع حلمي السينمائي، خصوصا في غياب الدعم الجدي من الجهات الرسمية المفترض بها دعم نشاطاتنا ومشاريعنا وأهدافنا السينمائية المستقبلية. لذا انسحبت لأتفرغ لعملي السينمائي الخاص. وبهذا الانسحاب لم تعد هناك جماعة أفلام. وهذه واحدة من مثالب المؤسسات الثقافية التي تقوم على عاتق شخص رئيسي فيها، إذ ما إن ينسحب أو يتغيّب حتى ينفرط عقد المجموعة.

·        ماذا عن المشاركة في المهرجانات والجوائز؟ كيف تنظر إليها؟

الجائزة الأهم بالنسبة لي هي عرض الفيلم في صالة سينمائية أمام جمهور يمنحني من وقته لمشاهدة الفيلم، أما الجوائز في المهرجانات فهي حالة صحية لي ولفريق العمل تحفّز على خوض مغامرة فيلم آخر.

فيلم "السيكل" منحني جائزة أفضل مخرج في مهرجان الفيلم السعودي - روتانا 2013، ومؤخرًا حصل فيلم "قاري" على جائزة المونتاج في مهرجان مالطا الدولي 2015، كما رُشح "مخيال" لجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو في مهرجان تيرينيف الدولي 2015. الفيلمان "قاري" و"مخيال" شاركا في عدة مهرجانات دولية منها مهرجان مانشستر الدولي ومهرجان مالمو للفيلم العربي في السويد ومهرجان الفيلم العربي في سان فرانسيسكو.

معنى المشاركة في مهرجان كان

·        حدثنا عن مشاركة فيلمك مخيال على هامش مهرجان كان، كيف كانت ردة فعل الجمهور؟

مشاركة مخيال في ركن الأفلام القصيرة خطوة متقدمة ومحفزة بأن تكون جزءا من أهم مهرجان سينمائي كمهرجان كان.

ردة فهل الجمهور كانت متحمسة جدًا وتشجيعهم كان يفوق الحدث نفسه، الفيلم كان في ركن الأفلام وليس في المسابقة الرسمية لكن مسمى "كان السينمائي"، جعل السعوديين ينطلقون بحماسة للاحتفاء وأنا ممتن لهم كثيرا ولتشجيعهم، وسأعمل جاهدا للوصول لمهرجان كان واختراق المسابقة الرسمية بفيلم سعودي طويل.

·        أين درست السينما؟

لم أدرس السينما أكاديميا أو بشكل منتظم، إذا افترضنا أن دراسة "التربية الفنية" التي أحمل شهادتها لا ترتبط ارتباطا مباشرا بالسينما، أغلب معرفتي بالسينما جاءت عبر ورش العمل والدراسة عن بعد والتعليم الذاتي.

التربية الفنية كانت الخيار الأقرب لدارسة أكاديمية في المجال الفني. فبعد تخرجي في عام 1995 كان من الصعب السفر للدراسة وبكل تأكيد دراسة السينما في ذلك الوقت كانت أقرب ما يكون إلى ضرب من الجنون، فكانت دراسة الفنون جميلة بتخصص تربية فنية المكان المناسب بسبب اهتماماتي بالرسم أيضًا.

·        هل يمكن القول إن هناك سينما سعودية؟

نعم هناك سينما سعودية وحاضرة بشكل قوي جدًا لكن من دون قطاع سينمائي رسمي أو حتى خاص، جلّ ما في الأمر أن السينما حاضرة بجهود الشباب الواعد الذي يحركه الشغف بالسينما، والرغبة بتطوير الأداء الفني، وبمساعدة من الأصدقاء بعضهم لبعض.

النقد السينمائي العربي متواضع

·        كيف تنظر إلى النقد السينمائي في العالم العربي؟

كثيرًا ما أشعر بالاستياء حين أقرأ مقالة نقدية سينمائية كتبت بسطحية أو بوصف صحافي ينشر على أنه نقد. النقد السينمائي العربي متواضع جدا. أعتقد أن على النقاد السينمائيين أن يكونوا كالمحاربين المجهولين الذين يشتغلون على الورق لإضافة أبعاد مختلفة للوعي السينمائي.

نحن بحاجة إلى نقاد سينمائيين شغوفين بالسينما ينطلقون لدعم الشباب العربي بممارسة المعنى الحقيقي للنقد، فعلاقة الناقد والمخرج مهمة جدًا لرفع مستوى الأفلام العربية القصيرة والطويلة إلى مستوى فني أعلى. غير أني لا أراهن على العقل العربي كثيرًا فهو عاطفي وانفعالي، والظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ستجعل العوائق كثيرة أمام الوصول إلى ما نحلم به ونبتغيه.

ضفة ثالثة اللندنية في

17.04.2017

 
 

تميز فردي وبطولة جماعية..

قصيدة اسمها مهرجان أفلام سعودية (2-2)

د.فوزية أبو خالد

كانت تلك الثلة من الأسئلة المشروعة التي لمفاجأتي وجدت شباب مهرجان جمعية الثقافة والفنون حفيين بها ليس كأنهم استرقوا السمع إليها دون علمي، ولكن لأنهم عبر خوض التجربة عمليا توصلوا إلى شرط بسيط من شروط المغامرات الجادة المجددة، وهو شرط النقد الذاتي والقسوة في تخير أصعب الأسئلة.

ولأني وقعت في عشق التجربة لا بد من المصارحة بأن هذا التوجه الموجود لديهم يحتاج إلى قراءة نقدية منهجية وليس مجرد آراء انطباعية تأتيهم من هنا وهناك أو يخرجون بها تحت ضغط العمل.

فأفلام سعودية التي كتبت انطلاقتها الأولى على يد جمعية ثقافة وفنون الدمام، لم تكتب بيد واحدة، بل بما لا يحصى من الأيدي المتعانقة التي كان لكل منها حق عادل في وضع بصمتها على شريط الأفلام وشريط المبادرة وشريط ذاكرة المجتمع المستقبلية للأجيال الحالية والآتية.

إنها قصيدة.. سيمفونية. ملحمة صغيرة حية من لحم وحلم، اشترك في كتابتها بأكثر من لغة وفي نحتها وإخراجها وتصويرها ومونتاجها وتلحينها وعزفها وتشكيلها بكل مشتقات الطيف مُلهم واحد اسمه الأمل, وقدمها لنا بتميز فردي نادر في بطولة جماعية مطلقة اسمها الحب.

أما مايسترو ذلك العمل بجناحي الأمل والحب فقد كان شاعرًا لا يمتلك من أسرار تلك الصناعة المعقدة إلا ذلك السر الخلاق الذي اسمه إرادة الحياة واللعب الإبداعي والقيادة بالمشاركة.. يسكب أحمد الملا روحه الواثقة القلقة في مهرجان أفلام سعودية بشغف الشعر وبعشق الوطن وبزهو الشباب, ينزل نفسه بتلك الهيئة المائجة الفتية منزلة عمال الصناعات العظيمة صناعة الأحلام وصناعة المستقبل وصناعة الوطن.. يشاركه الصناعة الصعبة ببساطتها وتعقيدها كوكبة من الشباب المتقد. شباب على تنوعهم إلا أنهم منه وهو منهم، كما أنهم جميعاً من نفس فصيل الحب والأمل اشتركوا في نفس رغيف الخبز وفي فصوص برتقالة واحدة وعذوق رطب متعدد الطعم متشابه الحلاوة والمرارة, مروا بنفس شقاوة تسلق النخل وقطف النجوم قبل انبلاج النفط وتراشقوا بأجاج الماء وعذبه. فكان منهم على ضفتي طريق لم تلطخه أقدام وفي هواء لم تمسه أنفاس قامات متنوعة وليس رهطا بأي حال من الأحوال.

ومن تلك القامات الممشوقة الجادة في عشق الوطن الممعنة في إزعاجه بالتجديد المسلة سمر البيات, الفنان الفارع إبراهيم الحساوي, المخرج أحمد الشايب, محمد الحساوي, على البراهيم, أمل الثقفي, ناصر الظافر, عبدالوهاب السالم, علي الدواء, جعفر الجارودي, حسين العمران, ميسه الأخضر, عبدالله الحسن, يوسف الحربي, نورة الشيخي, عبدالرحمن السلمان, محمد العاشور, أحمد الحساوي, هدى هادي, عادل القطان.بتول آل قريش, كمال السيد, ندى اللحيدان, راشد الورثان, مخرج الافتتاح والختام, علي سعيد, حسن الخلف, محمد الموسى وغيرهم كثير ممن آمل المعذرة لعدم ذكرهم مع أن الجميع يستحق ولكن المساحة محدودة.

مع العلم أن كلاً منهم ترك على قلبي وعقلي بصمة لا تمحى وأعطى لنفسه اسما مع اسمه مشتق من شخصيته وأسلوب عمله أو شغفه لكن إن لم يكن من متسع على صفحة الجريدة فلا بد من فضاءات أخرى فقد سميت الابن حسين عمران رسول السفروسميت أبوراكان الطائي وسميت ميسة لمسة الشفاء وسميت مضوي الدار ومسك ضحى, دخون السهر وأبو أحلى حوراء وسميت عبدالوهاب بوصلة الطرقات وعادل قطان الدليل, وأبو نورة مدير الوقت, وسميت ندى دواة المطر ونورة الشيخلي طفولة الأشياء, وسميت محمد جراح أستاذ التعليم باللعب.. أما أحمد فليس هناك أسماء تكفي الشعراء.

كوكبة بشرية من شتى مشارب الخلفيات الاجتماعية والمعيشية والثقافية وكمائن المكان تلتقي على شظف ورغد العمل المشترك.

المدهش أن روح المشاركة لا تتوقف على المتطوعين والعشاق والعاملين بل تكلل أيضاً بشراكات مفصلية ملهمة ومن أبرزها الشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي ممثلاً برئيسه دكتور طارق الغامدي وبحضور نجم الريادة السينمائية الشبابية عبدالله العياف وأطياف أخرى لا أستطيع اللحاق بها.

يبقى على ماء القلب بصمات صناع الأفلام وإنتاجهم السينمائي الوثائقي والسردي, وقيادات ورش العمل, وضيوف مهرجان جمعية ثقافة وفنون ومنهم الشاعرة والسينمائية نجوم الغانم الروائي سعد الدوسري الشاعر عبدالله الصيخان المخرجة هناء العمير الناقد مهيار حداد, وضيف الشرف لمهرجان 2017م الفنان سعد الخضر.

وهذا ما أترك تناوله لوقفة قريبة تأتي، مع تقدير عميق لجهد أ.سلطان البازعي رئيساً لجمعية الثقافة والفنون وأ.عبدالعزيز العيد وطاقم العمل النشط لقناة الثقافية وكل المشاركين، خاصة الجمهور المتنوع المترع بالتوق وعطش الأشواق.

الجزيرة السعودية في

19.04.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)