كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

إبداعات الشباب تتألق

في مهرجان برلين السينمائي

العرب/ أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

افتتحت مساء الخميس الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي التي تستمر إلى 19 فبراير الجاري، بعرض الفيلم الفرنسي جانغو وهو الفيلم الأول الذي يخرجه كاتب السيناريو إتيين كومار. ويقوم الممثل الفرنسي -من أصل جزائري- رضا كاتب بدور عازف القيثارة والموسيقار ذي الأصول الغجرية، جانغو رنهارت، الذي تعرض للاضطهاد أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، واضطر إلى الفرار من باريس عام 1943.

يروي الفيلم الفرنسي جانغو الذي افتتح الخميس الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي علاقة جانغو رنهارت الذي يعتبر أمهر عازفي القيثارة في العالم في عصره، بأسرته، وبعشيقته الفرنسية لويز التي تعمل سرا مع المقاومة الفرنسية، ولكنها تقيم علاقات مع كبار الضباط الألمان وتلعب دورا بارزا في التدخل لإنقاذ حياة جانغو.

الفيلم مصاغ في سياق السرد التقليدي الذي يبدأ في باريس عام 1943، ثم اضطرار جانغو للفرار مع أسرته إلى بلدة قرب الحدود السويسرية: أي مع والدته العجوز وزوجته الحامل وأفراد فرقته الموسيقية، بينما يبقى شقيقه، وذلك لكي يفلت من أمر ألماني بتقديم حفل موسيقي أمام كبار القادة الألمان وعلى رأسهم غوبلز في برلين، وهناك ينتظر تهريبه إلى سويسرا بمعاونة رجال المقاومة، لكن الأمر يطول، ويتعرض الغجر اللاجئون إلى تلك المنطقة للتنكيل والقتل والاستيلاء على منازلهم وحرق ممتلكاتهم، ويروي أحدهم أنه كان شاهد عيان على إرسالهم إلى معسكر اعتقال تمهيدا للتخلص منهم طبقا لسياسة هتلر المعروفة بمعاداة الغجر.

ورغم كل ما يمر به جانغو يظل وفيا للموسيقى، قادرا في كل الأوقات وتحت شتى الضغوط على العزف والأداء بحيث يسلب ألباب المستمعين، بل إنه يجعل قائدا نازيا يفقد صوابه بعد أن رأى التأثير الكبير للموسيقى على الضباط بما يتناقض مع التزمت النازي المعروف.

أداء رائع للممثل رضا كاتب في الدور الرئيسي، وحرفية عالية في التصوير تتجلى في مشاهد الليل والمشاهد الخارجية بوجه خاص، ومزج بديع بين الموسيقى والدراما، بحيث يمكن اعتبار الفيلم رغم موضوعه القاسي، عملا موسيقيا ممتعا في حد ذاته.

ولا شك أن الاهتمام الألماني بالفيلم نابع من كونه يلقي الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الغجر الحديث وكيف كان يتم اضطهادهم، كما أن الفيلم من الأفلام القليلة التي تتناول هذا الموضوع المسكوت عنه طويلا لحساب التركيز الدائم على ما وقع لليهود فقط.

في قسم "المنتدى" يعرض الفيلم التونسي "جسد غريب"، وهو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرجة رجاء عماري

فيلم الافتتاح الفرنسي هو أحد 18 فيلما في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، التي تتنافس على جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم، وغيرها من الجوائز كجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وأحسن إخراج وأحسن تمثيل وأحسن سيناريو.

وتخصيص فيلم مشارك في المسابقة لجعله فيلم الافتتاح هو تقليد ابتدع منذ سنوات في عدد من المهرجانات الدولية، وهو تقليد يشي بشبهة التفضيل، أي إحاطة فيلم ما بالأضواء أكثر من غيره، ما يتناقض مع مبدأ التنافس الذي يجب أن يساوي بين الأفلام المتسابقة.

يتميز مهرجان برلين عن سائر المهرجانات الدولية، ببدعة أخرى متكررة، تسبب الكثير من الارتباك للصحافيين والنقاد غير المعتادين على تقاليد هذا المهرجان، تتمثل في الإعلان عما يطلق عليه المنظمون المسابقة الرسمية التي أعلنوا أنها تضم هذا العام 24 فيلما، بينما الحقيقة أن المقصود هو البرنامج الرسمي، لأنه ببعض التدقيق هناك 6 أفلام من بين الـ24 فيلما تقع خارج المسابقة أي لا تنافس على الذهب أو الفضة، وليس هناك من سبب لتكرار هذا الأمر الذي يخرج عن التقاليد المعروفة التي تحصر المسابقة في الأفلام المتنافسة على الجوائز، فلا يصح أن يكون هناك فيلم ما داخل المسابقة وخارجها في وقت واحد، وليس مفهوما غياب الدقة الألمانية الشهيرة هنا!

الملاحظة الأولى على البرنامج الرسمي أن 22 فيلما من بين الأفلام الـ24 هي أفلام تعرض للمرة الأولى عالميا في مهرجان برلين قبل أن تنطلق للعرض على شاشات العالم، وهناك فيلمان من الأفلام الأولى لمخرجيهما.

أما الأفلام الـ18 المتسابقة فهي تمثل 25 دولة (مع ملاحظة اشتراك أكثر من دولة في إنتاج الفيلم الواحد أحيانا) ومعظم هذه الأفلام من القارة الأوروبية، مع أفلام من الصين واليابان والبرازيل وشيلي وكوريا، ويوجد اسم لبنان كطرف مشارك في إنتاج فيلم سعادة الفرنسي للمخرج السنغالي الأصل آلان غوميز، وهو من الإنتاج المشترك بين فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسنغال، وينطق في جزء منه باللغة العربية.

من بين أفلام المسابقة فيلم تسجيلي طويل هو الفيلم الألماني بيوز الذي يتناول حياة وأعمال الفنان الألماني جوزيف بويز (1921-1986) الذي التحق رغم أعماله وكتاباته الفلسفية الكثيرة المنحازة للإنسان، بالشبيبة الهتلرية ثم بسلاح الطيران الألماني تحت قيادة غورنغ عام 1941. وفي المسابقة فيلم من أفلام التحريك هو الفيلم الصيني يوما سعيدا للمخرج ليو جيان.

الملاحظ أن الدولة المضيفة، ألمانيا، تشارك في إنتاج في ثمانية من أفلام المسابقة، وهو أمر طبيعي، فالدولة التي تقيم المهرجان تريد دائما أن تبرز مساهماتها السينمائية الجديدة حتى لو كانت من إخراج مخرجين من خارجها، فهنا على سبيل المثال، لدينا الفيلم الجديد للمخرج الفنلندي الشهير أكي كوريسماكي (نشرنا عنه فيالعرب منذ فترة قريبة، مقالا شاملا) وهو بعنوان الجانب الآخر من الأمل”.

ويعود المخرج سباستيان ليليو (من شيلي) بفيلم جديد (بتمويل ألماني) هو فيلم امرأة رائعة، وكانت باولينا غراثيا بطلة فيلمه غلوريا قد حصلت على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان برلين 2013.

ومن الإنتاج الألماني المشترك مع أيرلندا وفرنسا، يعود المخرج الألماني المرموق فولكر شلوندورف (حائز السعفة الذهبية والأوسكار عن الطبلة الصفيح عام 1979) بفيلمه الجديد العودة إلى مونتوك، وهو الأول منذ فيلمه البديع السابق دبلوماسية الذي شاهدناه في الدورة الـ64 من المهرجان. وتدور أحداث الفيلم الجديد في نيويورك، ويروي قصة البحث عن الحب في منتصف العمر وأزمة التحقق الإبداعي.

في المسابقة أيضا فيلم اقتفاء الأثر للمخرجة البولندية المخضرمة أنيسكا هولاند (68 سنة)، أما المخرجة الثانية المرموقة من بين مخرجي المهرجان فهي البريطانية سالي بوتر (67 عاما) التي ستعرض في المسابقة فيلمها الجديد الحفل، بطولة كل من باتريشيا كلاركسون وإيميلي مورتيمر وبرونو غانز وكريستين سكوت توماس، ومن النمسا يعرض في المسابقة الفيلم الأول للمخرج جوسيف هادر الفأر المتوحش”.

تكريم

داخل المسابقة يشارك الفيلم الروماني أنا.. حبيبتي للمخرج كالين بيتر نيتزر الذي حصل فيلمه موضع طفل على الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2013.

والفيلم الجديد من الإنتاج المشترك مع فرنسا وألمانيا، كما يعرض فيلم البورتريه الأخير للمخرج والممثل الأميركي ستانلي توسي (من الإنتاج الفرنسي البريطاني المشترك)، ويقوم بأدوار البطولة فيه أرمي هامر وكليمنس بويسي إلى جانب الأسترالي جيوفري راش الذي يكرمه المهرجان هذا العام بمنحه جائزة الدب الذهبي الشرفية عن مجمل مساهماته في السينما.

البرنامج الرسمي لمهرجان برلين السينمائي الدولي يعرض 22 فيلما من بين الأفلام الـ24 في أول عروضها عالميا

وإلى جانب راش يتم أيضا تكريم مصممة الملابس الإيطالية ميلينا كانونيرو، التي عملت مع كبار المخرجين مثل كوبريك وكوبولا وسيدني بولاك وورين بيتي وبولانسكي وسودربرغ ولوي مال، ومن أشهر الأفلام التي صممت الملابس لأبطالها باري ليندون والبرتقالة الآلية وعربات النار والأب الروحي 3” وخارج أفريقيا وفندق بودابست الكبير”.

لا تشارك السينما الأميركية التي تعد السينما الأكبر والأهم في النصف الغربي من العالم، سوى بفيلم واحد في المسابقة هو الغذاء للمخرج الإسرائيلي-الأميركي أورين أوفرمان، وهو من بطولة ريتشارد غير وستيف كوغان وربيكا هول ولاورا ليني. ويعرض خارج المسابقة الفيلم الأميركي لوغان للمخرج جيمس مانغولد، الذي يقوم ببطولته هيو هاكمان وباتريك ستيوارت وريتشارد غرانت، وهو الحلقة الأخيرة من سلسلة أفلام رجال إكس الخيالية.

خارج المسابقة أيضا وضمن البرنامج الرسمي يعود المخرج البريطاني المثير للجدل داني بويل” (مليونير العشوائيات) بفيلم جديد هو رصد القطارات 2”، حيث يعود فيه إلى أبطال الفيلم الذي كان وراء شهرته وقدمه للمرة الأولى للعالم، وهو فيلم رصد القطارات” (1996)، أي بعد مضي عشرين عاما، ويقوم ببطولته إيوان ماكريغور وروبرت كارليل وإيوان بريمن وجوني لي ميللر، وهم نفس أبطال الفيلم القديم، والآن نراهم يتأملون حياتهم ويتطلعون إلى ما كانوا عليه في الماضي. ومن الأفلام المعروضة خارج المسابقة أيضا الفيلم الفرنسي المولدة، إخراج مارتن بروفوست وبطولة كاترين دينيف.

السينما العربية حاضرة في مهرجان برلين هذا العام، ولكن في أقسام أخرى خارج المسابقة الرسمية، ففي قسم المنتدى يعرض الفيلم التونسي جسد غريب، وهو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرجة التونسية رجاء عماري، صورته في فرنسا، ويناقش مشاكل الهجرة، ولكن من وجهة نظر فتاة تونسية مهاجرة بطريقة غير قانونية، وما تواجهه من مشاكل في المجتمع الجديد.

والفيلم من إنتاج الشركة التي تملكها المنتجة درة بوشوشة ومن الإنتاج المشترك مع فرنسا، ولا شك أن علاقة بوشوشة بالمهرجان تساهم في تمهيد الطريق أمام مشاركة الأفلام التونسية (التي تنتجها بوشوشة تحديدا)، وهي تشارك أيضا في عضوية لجنة التحكيم الدولية التي يرأسها المخرج الهولندي بول فيهوفن، ومن أعضائها الممثلة الأميركية ماغي غلينهال، والممثلة الألمانية جوليا ينتش، والمخرج المكسيكي دييغو لونا، والمخرج الصيني وانغ كوان.

في قسم البانوراما الخاصة يعرض الفيلم المغربي الجديد ضربة في الرأس للمخرج هشام العسري، وهي المرة الثالثة التي يشارك فيها العسري في برلين بعد أن شارك من قبل بفيلميه البحر من ورائكم وجوّع كلبك”.

ويقيم المهرجان بالتعاون مع المركز السينمائي المغربي، احتفالية خاصة بتاريخ السينما المغربية يعرض خلالها مختارات من أعمال عدد من المخرجين المؤسسين والمعاصرين في قسم المنتدى، مثل وشمة” (1970) لحميد بناني، وحلاق درب الفقراء” (1982) لمحمد الركاب، والسراب” (1980) لأحمد البوعناني، والأيام.. الأيام” (1978) لأحمد المعنوني، وعبور الباب السابع لعلي الصافي، وتعرض أربعة أفلام قصيرة لأحمد البوعناني، وفيلم البراق” (1970) لعبدالمجيد رشيش.

في قسم المنتدى الممتد يعرض الفيلم التسجيلي سكون السلحفاة” (من التمويل القطري) للمخرجة اللبنانية روان نصيف التي سبق أن أخرجت عددا من الأفلام القصيرة، وهي تقيم حاليا في قطر. ويعود المخرج الفلسطيني رائد أنضوني الذي قدم قبل ثماني سنوات فيلمه التسجيلي الطويل وكان أول أفلامه وهو فيلم صداع، بفيلم روائي طويل هو اصطياد أشباح من الإنتاج المشترك بين فلسطين، فرنسا، سويسرا وقطر.

وفي المنتدى الممتد يعرض فيلمان تسجيليان من مصر، الأول هو صيف تجريبي للمصور محمود لطفي الذي اتجه للإخراج، ويقع الفيلم في 69 دقيقة، ويصور بحث شاب وفتاة عن أول فيلم مستقل أنتج في مصر عام 1980 وصادرته السلطات حسب ما تقول المعلومات المتوفرة عن الفيلم، وإن لم يكن مفهوما المقصود بكلمة المستقل حتى

يمكن القطع بكونه أول فيلم من هذا النوع فعلا، بل ولا الجهة التي صادرته والتي يذكر الملخص المنشور أنها وكالة السينما الحكومية”.

والفيلم الثاني بعنوان واحد + واحد كيكة شيكولاتة فرعونية” (37 دقيقة) من إخراج مروان عمارة وإسلام كمال، ويصور تجربة شاب مغرم بالموسيقى من مصر وموسيقية شابة من سويسرا، يسعيان لتقديم موسيقى مشتركة.

تحقيق في الجنة

يعرض بقسم البانوراما التسجيلية الفيلم التسجيلي الطويل تحقيق في الجنة” (من الإنتاج الفرنسي) للمخرج الجزائري مرزاق علواش، وهو يصور تحقيقا صحافيا تجريه صحافية جزائرية حول مفهوم الجنة عند الأصوليين الإسلاميين وكيف يستخدمونه لتجنيد الشباب في الحركات الجهادية.

ويشارك المخرج العراقي-السويسري سمير جمال الدين (صاحب انسى بغداد وأوديسة عراقية”) في عضوية لجنة التحكيم التي تمنح جائزة أحسن فيلم تسجيلي، كما يشارك المخرج السعودي محمود الصباغ (الذي عرض فيلمه بركة يقابل بركة في الدورة الماضية من مهرجان برلين) في عضوية لجنة التحكيم التي تمنح جائزة لأفضل عمل أول.

ويكرم المهرجان ثلاث شخصيات أسهمت في دعم سينما بلادها عبر السنين من بينها الناقد السينمائي المصري سمير فريد (74 سنة) الذي سيمنح جائزة الكاميرا الذهبية الشرفية، كما سيقام حفل خاص على شرفه يحضره مدير المهرجان ورئيس الاتحاد الدولي للنقاد ولفيف من الصحافيين والنقاد والسينمائيين العرب والأجانب.

ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

10.02.2017

 
 

سينما عربية وقلق أوروبي ودعوة سكان القطب إلى برلين

برلين - قيس قاسم

تبدو الدورة الجديدة لمهرجان برلين السينمائي مثل أغلب سابقاتها، حيوية، متجددة الأفكار تستغل قدرتها على جمع مئات الأفلام لابتكار ثيمات تمس جوانب من حياتنا وعالمنا، مضامين بعضها لم يُلتفت إليه كفاية، ما يعطيها أحياناً طابعاً «ثورياً» تثور معه نقاشات حول حدود دوره مهرجاناً معنياً بالسينما في الدرجة الأولى ولا ينبغي أن يزج نفسه في قضايا سياسية واجتماعية مباشرة، مثل مساعدة المهاجرين القادمين إلى ألمانيا -عبر مشاريع مشتركة بينه وبين مؤسسات اجتماعية تجاوزت طبيعتها مبادرته العام الماضي، بتخصيصه للمهاجرين مئات بطاقات دخول عروضه مجاناً وأعاد العمل بها في دورة هذا العام ثانية-، إلى أن يصبح طرفاً في توسيع دائرة الاهتمام بهم ومحاولة اشراكهم في الحياة الثقافية!

من المؤكد أن قدرة هذا المهرجان على ملء ثيماته بسهولة وإغنائها بتفاصيل إضافية، تعطي انطباعاً واقعياً عن مكانته وتكريس ذاته واحداً من أهم المهرجانات في العالم وأوسعها شعبية. ومن دون تردد، تمكن اضافة توصيف آخر له هو كونه «مروج» سينمات مناطق غير تلك المتسيّدة إنتاجيًّا، على سبيل التحديد السينما العربية. قد يبدو هذا التوصيف استباقاً أو طموحاً، لكن المعطيات تشير إليه، فخلال السنوات الأخيرة وجدت السينما العربية وليس أفلامها فحسب، مساحة جيدة لها في رحاب «البرليناله» الواسع، ففي سوقه نشطت مؤسسات معنية بالفيلم العربي، وإلى ندواته حضرت، وفي قاعاته كانت فرص عرض أفلامها أكثر من وفيرة، زادت وتيرتها مع «الربيع» العربي ولم تنخفض. والمهم في هذا المجال أنها لم تكن محصورة بإشراك فيلم أو اثنين في مسابقاته الكبيرة، بل تعدتها إلى التفاصيل والثنايا.

جردة عربية

والحال أن عملية جرد سريعة للحضور العربي في الدورة الحالية (9- 19 فبراير) تجلي بعض جوانب الفكرة، ففي لجان التحكيم يشغل العرب ثلاثة مقاعد، في المسابقة الدولية (الدب الذهبي) انضمت المنتجة التونسية درة بوشوشة إلى فريق الهولندي بول فيرهوفن. وفي مسابقة «جلاسود للأفلام الوثائقية» هناك العراقي الأصل السويسري الجنسية سمير، وإلى عضوية لجنة «جي دبليو أف أف» المانحة جائزة أفضل فيلم روائي طويل أو لصانعه اختير المخرج السعودي محمود الصباغ. لو دققنا في الأسماء سنجد أنها قد سبق لأصحابها المشاركة في البرليناله، تعرف عليهم منضموها وجمهورها، بوشوشة مثلاً حضرت العام الماضي بصفتها منتجة للفيلم التونسي «نحبك هادي» المشارك في المسابقة الدولية، والمخرجان العراقي والسعودي عرضا أفلامهما داخل إحدى أقسامها. الأول قدم «الأوديسا العراقية» والثاني «بركة ضد بركة» وهما عملان حظيا برضا النقاد وبعض الجوائز. سوق المهرجان (الفيلم الأوروبي) من بين الأكبر والأهم عالمياً ترعى ندواته كبريات المطبوعات المختصة بالسينما، منح ضمن ندوته حول «تطوير صناعة السينما» حيزاً لمناقشة التحديات التي تواجه صناعة السينما العربية، بعد أن لاحظ المهتمون بها مؤشرات على تطورها، سوقاً وإنتاجاً وأن لم يكن متساوياً في كل الأجزاء، فمساحة العروض وعدد القاعات وحجم الاستثمار تشهد في منطقة الخليج توسعاً، فيما تشهد مصر تراجعاً فيها. كما يواجه المنتجون والمخرجون تحديات تطور القنوات التلفزيونية وانتشارها. فيما ينشط «مركز السينما العربية» لنسج وشائج تعاون مع المراكز السينمائية العالمية، وفيه يجد مجالاً حيوياً لبحث شؤون السينما العربية خارج حدودها الجغرافية، وفوق كل ذلك الحضور المتساوق مع اهتمام المهرجان بالسينما العربية أعلن منحه «كاميرا برلين» للناقد السينمائي المصري سمير فريد. التفاتة مهمة جداً، باعتبار فريد واحداً من أبرز نقاد السينما العرب وبوصفه خبيراً سينمائياً تدربت عيناه الحادتان خلال دراسته في معهد الفنون المسرحية العالي، ولازمها بالكتابة في الصحف من دون انقطاع منذ عام 1965، وكان حضوره ومشاركاته ملحوظة في المهرجانات الدولية، عضواً في الكثير من لجان تحكيمها. كرمه مهرجان أوسيان ـ سنيفان الهندي ودبي الإمارتي على مجمل منجزه فيما ظل ضيفاً مواظباً على دورات البرليناله لعقود. كما بادرت الدورة للاحتفاء بمخرجين مغربيين راحلين، هما أحمد البوعناني (1938- 2011) ومحمد عفيفي (المتوفى عام 2014) كرائدين للسينما المغربية، وستُعرض ضمن البرنامج الخاص بهما مجموعة من أعمالهما القديمة، من بينها «السراب»، أما عفيفي فسيقدَّم له فيلمان قصيران، أحدهما «العودة إلى أغادير»، وللتوافق مع المناسبة وقتوا عرض فيلم علي الصافي الجديد «عبور البوابة السابعة» المهموم بتوثيق منجز وحياة البوعناني.

المشاركة العربية على مستوى الأفلام متعددة، ومنذ الآن يكثر الحديث حول فيلم «تحقيق في الجنة» ومضمونه يعكس انشغال بال صانعه الفرنسي الجزائري مرزاق علواش بموضوع الإرهاب والتطرف الديني، الذي عالجه في روائيّه «التائب» وفي وثائقيّه «اليوم يمضي» بالأسود والأبيض، لإشباع بحثه ورصد الدوافع وراء انضمام شباب إلى منظمات إسلامية متطرفة وقيامهم بعمليات انتحارية. ليس بعيداً عن ذلك الهاجس الذي يشغل العالم بأسره اليوم، يلامس فيلم رجاء العماري «جسد غريب» المعروض في «فوروم»، وقصته تدور حول سامية المهاجرة التونسية الواصلة إلى فرنسا بطرق غير شرعية، والمسكونة بالخوف من ملاحقة أخيها المتشدد إياها. الفيلم من بطولة سارة حناشي والفلسطينية هيام عباس التي تشارك في بطولة فيلم آخر يعرض ضمن قسم «بانوراما» وعنوانه «Insyriated»، وداخل قسمها (الخاص) سيعرض فيلم المغربي هشام العسري «ضربة في الرأس» ما يشي باهتمام رعاتها به وتلمّسهم فيه موهبة سينمائية واعدة حرصوا على أن تأخذ فرصتها عندهم حين عرضوا له فيلميه السابقين «جوع كلبك» و «البحر من ورائكم». مغربياً أيضاً، سيشاهد جمهور برلين فيلم تالا حديد «منزل في الحقول». وفي قسمي «المنتدى» و «المنتدى الموسع» أدرجت مجموعة أفلام عربية أخرى بينها اللبناني «شعور أكبر من الحب» لماري جيرمانوس سابا و «سكون السلحفاة» لروان ناصيف وللمصري محمود لطفي، «صيف تجريبي» وفيلم «اصطياد أشباح» للفلسطيني رائد أنضوني، فيه يعيد صوغ حكايات أسرى سجن المسكوبية وثائقياً، اشترط على المشاركين فيه أن يكونوا من سجنائه ومروا بالفعل بتجربة التحقيقات التي تجريها معهم الشرطة الإسرائيلية وعادة ما يكونون داخلها معصوبي الأعين، ليرسم كل واحد منهم تصوراته عن المكان الذي لم يره في الواقع. فالمكان شبحي ومنه جاء عنوان الفيلم. هذا غير الأفلام القصيرة وبعض المشاركات العربية في قسم «أجيال».

سينما متجمدة شمالية

من ثيمات الدورة السابعة والستين «سينما الدائرة القطبية»، أثمر جهد منظميها عن جمع تسعة عشر فيلماً (تسعة وثائقية وعشرة روائية من فلندا، روسيا (سيبيريا)، كندا ودول أخرى) يمكن بمجموعها إعطاء فكرة عن الحياة في القطب المتجمد الشمالي ومقدار الخطر الذي يهدد وجودها بسبب المتغيرات المناخية واقتراب «شبح» الرأسمالية من تخومها المعزولة والمنسجمة بوداعة مع الطبيعة. وتوافقاً مع ما تشهده أوروبا من تغيّرات سياسية ومجتمعية شديدة اقترح ثيمة «أوروبا أوروبا»، ضمت في متنها أفلاماً تلامس واقعها وحساسيات مجتمعاتها، معتبراً فيلم الإسباني فيرناندو ليو دي أرانوا «دليل السياسة» يلخص جانباً مهماً منها، ويكشف زيف الدعاية وصخب الإعلام حول الهجرة وما يجري في سوريا للتغطية على صعود اليمين المتطرف وتهديد ديموقراطيتها العريقة.

إلى هذا، نجد كيف أن موضوع التمييز العرقي ضد السود، والصدامات ذات الطابع العنصري في ولايات أميركية عدة، فرض ذاته على الدورة وحث منظمي «بانوراما» على استحداث خانة تستوعب أعمالاً تقارب الموضوع، واحد منها ذاع صيته قبل عرضه في البرليناله ورشح للأوسكار، عنوانه «أنا لست عبدك» للمخرج راؤول بيك. وتحوي ثيمة «عوالم سوداء» أيضاً الجنوب أفريقي «جرح» والبرازيلي «»فازانتي». موضوع الهجرة يظل حاضراً، وتصدى له الفلندي آكي كوريسماكي في «ثلاثية مدن الموانئ» في فصلها الثاني «الجانب الآخر من الأمل»، ويعرض في برلين، فيما يشترك لبنان مع السنغال وبلجيكا وفرنسا في إنتاج فيلم اختير ضمن المسابقة الرسمية عنوانه يحمل اسم المغنية الكينشاسية «فيلِسِتي».

لا يريد مدير المهرجان ديتر كوسليك ترك موضوع النازية، فيلحّ كل عام على زج مجموعة أفلام تتناولها بمستويات مختلفة، ففيلم الافتتاح عن حياة عازف الغيتار ومؤلف موسيقى الجاز الشهير الغجري الأصل «دجانغو» (بطولة الممثل الجزائري الأصل رضا كاتب) يلامس الموضوع، حين يصل إلى فصول من تجربته في فرنسا خلال مرحلة صعود الفاشية، مجسداً مدى الأذى الذي أصابه وعائلته منها ومع كل هذا لم يتوقف. صحيح أن مخرجه أتين كومار يقف لأول مرة خلف الكاميرا إلا أنه ليس ببعيد من أجواء الصراعات المحتدمة، فقد كتب وأنتج «عن الآلهة والرجال» وساهم في كتابة «تمبكتو».

وأخيراً، نلاحظ مع «البرليناله» أن حتى تكريماتها وتتويجاتها أرادتها خاصة بمزاج ألماني ينشد الاختلاف والتميز. لم يذهب المهرجان للمشاهير من المخرجين والممثلين هذه المرة بل إلى مصممة أزياء الأفلام الإيطالية الحاصلة على الأوسكار ميلينا كانونيرو، فيما تظل بقية الخانات والأقسام تشتغل خلال عشرة أيام ليشاهد البرلينيون كنوزها ويقابلوا بشراً وسينمائيين من كل العالم. صحيح أن مهـرجـانـهم شعبـي بامتـياز لكنه أيضاً «بؤرة» سينمائية تستقطب الكثر.

الحياة اللندنية في

10.02.2017

 
 

إيثان هوك يروج لفيلمه الجديد «ستوكهولم» في «برلين السينمائى»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

في إطار الدور 67 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، والذي بدأت فعالياته اليوم بمدينة برلين الألمانية، بطرح فيلمستوكهولم للتسويق حاليا في المهرجان، وذلك استعدادًا لبدء تصوير أحداث الفيلم في شهر أبريل القادم، حيث يقوم ببطولة الفيلم النجم الأمريكي إيثان هوك، وتشاركه في البطولة النجمة ناعومي ريبيس والفيلم من تأليف وإخراج روبرت بيدرو.

ويذكر أن هذا ليس التعاون الأول بين المخرج بيدرو والنجم إيثان هوك، حيث قدما معًا في الماضي فيلم بورن تو بي بلو، وتدور أحداث الفيلم حول حادثة الاختطاف والاحتجاز الشهيرة والتي حدثت في بنك ستوكهولم عام 1973، والتي شهدت تعاطفًا من جانب الرهائن مع الخاطفين والتي سميت فيما بعد بـ متلازمة ستوكهولم، حيث تم توثيقها فيما بعد عام 1974 بمقالة شهيرة للكاتب دانيال لانج عرفت بأسم دراما البنك”.

ومن المقرر أن يتم التسويق للفيلم بشكل جيد خلال فعاليات المهرجان، لما تمتاز به القصة من أحداث مثيرة، أثرت في أوروبا في هذا الوقت.

سينماتوغراف في

10.02.2017

 
 

فى أول أيام مهرجان برلين السينمائى بدورته الـ67.. تكريم المنتجة نانسون شى.. عرض فيلم النجم ريتشارد جير The Dinner.. وصناع الفيلم المجرى On Body and Soulالمنافس على الدب الذهبى يروجون للعمل بجلسة تصوير

رسالة برلين ـــــ علا الشافعى تصوير AFP

انطلقت اليوم الجمعة أولى أيام فاعليات مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ67 بتكريم المنتجة والموزعة الصينية نانسون شى، حيث منحها المهرجان كاميرا برلين وذلك فى قاعة سينما مارتن جروبيوس باو، وهى الجائزة التى يمنحها المهرجان للمنتجين والموزعين المتميزين للعام الثانى على التوالى.

فيما خضع صناع الفيلم المجرى On Body and Soul المنافس على الدب الذهبى لجلسة تصوير ترويجية قبل بدء المؤتمر الصحفى للعمل والذى يضم المخرجة للديكو إينيديى والنجمة ريكا تينكى والنجم إيرفين ناجى والفنان جيزا مورسانى والنجمة أليكساندرا بوربلى.

بينما تشهد فعاليات اليوم الجمعة عرض فيلم النجم المخضرم الحائز على جائزة الجولدن جلوب ريتشارد جيرThe Dinner " وهو العمل المقتبس من رواية لهيرمان كوشش ويتناول فى إطار اجتماعى قصة عائلة شخص يدعى بول لوهمان، وهو مدرس تاريخ سابقق يذهب برفقة زوجته "كلير" إلى أحد المطاعم الفاخرة بأمستردام لمقابلة شقيقه الأكبر "سيرج"، وهو سياسى بارز ومرشح لمنصب رئيس الوزراء الهولندى وزوجته "بابيت" لتناول العشاء والتخطيط لكيفية الخروج من جريمة ارتكبها أبناؤهما المراهقون، خاصة أن أعمال العنف التى ارتكبها الأبناء مسجلة بكاميرا أمن وتمت إذاعتها على التليفزيون، ولكنه لم يتم التعرف على الأطفال، ولذلك فعلى الأبوين أن يحددا ماذا سيفعلان حيال ذلك.

يشارك فى بطولة The Dinner إلى جانب ريتشارد جير كل من لورا لينى التى تجسد شخصية زوجته  وستيف كوجان، وريبيكا هول وكلوى سيفانى وتشارلى بلامر ومايكلل تشيرنوس وتايلور راى ألمونت، وجويل بيسونيت، ومن إخراج اورين موفيرمان، والذى شارك فى كتابة العمل أيضا.

كانت فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67 انطلقت أمس الخميس بعرض فيلم Django الفرنسى، وذلك بقصر البرينالى وسط إجراءات أمنية مشددة خوفا منن حدوث أى هجمات إرهابية محتملة، وشهدت ليلة افتتاح المهرجان حضور عدد كبير منن نجمات ألمانيا ومنهم الممثلة هيكى ماكتاتش والممثلة اريس بيربين وكريستيان بول وسبيل كيكيلى وساندرا هيلير وهانا هيرزسبريونج ايميليا شتاول وعارضة الأزياء تونى جارن وحضر المخرج فولكر شلوندورف وفيرونيكا فيريس والممثل ماريو إدورف والمخرج توم تيكوير، فيما حضر عمدة برلين مايكل مولر والسياسية ألمانية بحزب الخضر كلاوديا روت ومفوضة الحكومة الاتحادية للثقافة والإعلام مونيكا جروترز.

لجنة تحكيم مهرجان برلين يترأسها المخرج وكاتب السيناريو بول فرهوفن، وتضم عضويتها المنتجة التونسية درة بوشوشة، والممثل أولافور الياسون من أيسلندا، وماجى جيلينهال من الولايات المتحدة الأمريكية، وجوليا جنتيش من ألمانيا، والمخرج دييجو لونا من المكسيك، والمخرج وكاتب السيناريوWang Quan’an من جمهورية الصين الشعبية.

####

استقبال حافل لنجوم فيلم The Dinner ريتشارد جير ولورا لينى بمهرجان برلين

برلين - علا الشافعى - تصوير AFP

استقبل جمهور مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ 67 نجوم فيلم "The Dinner" ريتشارد جير ولورا لينى استقبالا حافلا لدى وصولهم..، حيث حرص الجمهور على التقاط الصور التذكارية معهم، فيما حرص النجوم على إهداء توقيعاتهم للجمهور الذى اصطف فى انتظارا وصولهم.

وخضع نجوم الفيلم ريتشارد جير ولورا لينى وستيف كوجان والمخرج أورين موفيرمان لجلسة تصوير للترويج للعمل وهى الجلسة التى غلب عليها روح الدعابة، حيث احتضن ريتشارد النجمة لورا أغلب وقت الجلسة.

فيلم "The Dinner"  هو عمل المقتبس من رواية لهيرمان كوشش ويتناول فى إطار اجتماعى قصة عائلة شخص يدعى بول لوهمان، وهو مدرس تاريخ سابقق يذهب برفقة زوجته "كلير" إلى أحد المطاعم الفاخرة بأمستردام لمقابلة شقيقه الأكبر "سيرج"، وهو سياسى بارز ومرشح لمنصب رئيس الوزراء الهولندى وزوجته "بابيت" لتناول العشاء والتخطيط لكيفية الخروج من جريمة ارتكبها أبناؤهما المراهقون، خاصة أن أعمال العنف التى ارتكبها الأبناء مسجلة بكاميرا أمن وتمت إذاعتها على التليفزيون، ولكنه لم يتم التعرف على الأطفال، ولذلك فعلى الأبوين أن يحددا ماذا سيفعلان حيال ذلك.

العمل من بطولة النجم المخضرم الحائز على جائزة الجولدن جلوب ريتشارد جير، ويشاركه لورا لينى التى تجسد شخصية زوجته وستيف كوجان، وريبيكا هول وكلوى سيفانى وتشارلى بلامر ومايكلل تشيرنوس وتايلور راى ألمونت، وجويل بيسونيت، ومن إخراج أورين موفيرمان، والذى شارك فى كتابة العمل أيضا.

####

بالصور.. النجم المخضرم ريتشارد جير يفتح النار على ترامب فى مؤتمر فيلم The Dinner بمهرجان برلين السينمائى.. ويؤكد: أكبر جريمة أقدم عليها الرئيس الأمريكى هى خلط المفاهيم بين اللاجئ والإرهابى

رسالة برلين - علا الشافعى - تصوير AFP

عقد مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67 مؤتمرا صحفيا لصناع ونجوم فيلم"The Dinner" ، المتنافس على جائزة الدب الذهبى، وحضر المؤتمر كل من ريتشارد جير ولورا لينى وستيف كوجان، والمخرج أورين موفيرمان.

وفتح النجم الأمريكى المخضرم ريتشارد جير النار على سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال المؤتمر، حيث قال إن أكبر جريمة فعلها وأقدم عليها ترامب هو خلطة للمفاهيم بين "اللاجئ" و"الإرهابى".

فيلم "The Dinner" هو عمل مقتبس من رواية لهيرمان كوش، ويتناول فى إطار اجتماعى قصة عائلة شخص يدعى بول لوهمان، وهو مدرس تاريخ سابق يذهب برفقة زوجته "كلير" إلى أحد المطاعم الفاخرة بأمستردام لمقابلة شقيقه الأكبر "سيرج"، وهو سياسى بارز ومرشح لمنصب رئيس الوزراء الهولندى وزوجته "بابيت" لتناول العشاء والتخطيط لكيفية الخروج من جريمة ارتكبها أبناؤهما المراهقون، خاصة أن أعمال العنف التى ارتكبها الأبناء مسجلة بكاميرا أمن وتمت إذاعتها على التليفزيون، ولكنه لم يتم التعرف على الأطفال، ولذلك فعلى الأبوين أن يحددا ماذا سيفعلان حيال ذلك.

العمل من بطولة النجم المخضرم الحائز على جائزة الجولدن جلوب ريتشارد جير، ويشاركه لورا لينى التى تجسد شخصية زوجته وستيف كوجان، وريبيكا هول وكلوى سيفانى وتشارلى بلامر ومايكلل تشيرنوس وتايلور راى ألمونت، وجويل بيسونيت، ومن إخراج أورين موفيرمان، والذى شارك فى كتابة العمل أيضا.

وتضم قائمة الأفلام المتنافسة عددا من الأفلام المهمة لكبار المخرجين حول العالم، ومنها أفلام Ana، mon amour الرومانى _الفرنسى للمخرج كالين بيتير نيتزير والفيلم الكورى On the Beach at Night Alone للمخرج هونجج سانجسو، والفيلم الألمانى Beuys للمخرج أندريس فيفل، والفرنسى Colo من إخراج تريسا فيللافيردى، والفيلم الفرنسىى Django للمخرج اتيان كومار وهو فيلم الافتتاح، إضافة إلى الفيلم اللبنانى الألمانى Félicité من إخراج آلان جوميس، وفيلم الأنيميشن الصينى Have a Nice Day للمخرج الصينى ليو جان.

ويشارك فى المهرجان 22 فيلما فى عرضهم العالمى الأول، منها الفيلم الفرنسى The Midwife للمخرج مارتن بروفوست، والكندى الأيرلندى Maudie للمخرجة ايسلينج والشش، والفيلم الأمريكى The Lost City of Z للمخرج جيمس جراى، والفيلم التجريبى the bomb للمخرج كيفين فورد، وLa libertad del Diablo  الوثائقى المكسيكى للمخرج افيراردو جونزاليز.

####

ريتشارد جير ولورا لينى على السجادة الحمراء لفيلم The Dinner ببرلين

رسالة برلين - علا الشافعى - تصوير AFP

استقبلت السجادة الحمراء لمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67 منذ قليل، ضيوف المهرجان وصناع فيلم "The Dinner" للنجم الأمريكى ريتشارد جير، وكانت حركة الضيوف على السجادة الحمراء هادئة إلى أن وصل ريتشارد جير لتعلو صرخات الجمهور، مرددين اسمه لأكثر من 10 دقائق متواصلة، ليستجيب لندائهم ويوقع على صوره التى رفعها جمهور المهرجان مصطفا على جانبى السجادة الحمراء، وبالفعل لبى ريتشارد النداء حيث قام بتلبية رغبة المنظمين فى إتاحة الفرصة للمصورين على السجادة الحمراء لالتقاط عدد من الصور له منفردا، وأخرى جماعية مع شركائه فى بطولة الفيلم، ليعود ريتشارد بعدها إلى أول صفوف الجمهور ليسلم على محبيه فى برلين، ويوقع على صوره التى حملها الجمهور، ليدخل بعدها ريتشارد ليشاهد عرض فيلمه The Dinner المنافس على جائزة الدب الذهبى.

وشهدت السجادة الحمراء لعرض الفيلم حضور النجمتين لورا لينى وريبيكا هول المشاركات بالفيلم، وأليجاندرا سيلفا صديقة ريتشارد جير، حيث تألقن على السجادة الحمراء بإطلالات راقية وبسيطة، فيما حاول ريتشارد إظهار اهتمامه بصديقته، خاصة بعد أن طلب منها منظمو السجادة الابتعاد عنه قليلا لإتاحة الفرصة للمصورين لالتقاط عدد من الصور له منفردا، حيث احتضنها والتقط معها عددا من الصور أولا، فيما حضر أيضا إلى السجادة الحمراء الممثل ستيف كوجان، والمخرج أورين موفيرمان.

وفتح النجم الأمريكى المخضرم ريتشارد جير النار على سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال المؤتمر الذى أقيم اليوم الجمعة، قبل عرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، حيث قال إن أكبر جريمة فعلها وأقدم عليها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو خلطة للمفاهيم بين "اللاجئ" و"الإرهابى"، ليلقى الرئيس ترامب بظلاله على المهرجان للمرة الثانية على التوالى بعد أن قالت الأمريكية ماجى جيلينهال عضو لجنة تحيكم المهرجان فى المؤتمر الصحفى للمهرجان، والذى أقيم أمس الخميس، إن وجودها فى مهرجان برلين فرصة ليعرف العالم أن هناك الكثيرين فى بلدها على استعداد للمقاومة، لامحة بذلك إلى سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بينما قال عضو لجنة التحكيم المخرج المكسيكى دييجو لونا إنه يجب أن يكون هناك رد فعل على دعوة ترامب لبناء جدار عازل بين امريكا والمكسيك.

فيلم "The Dinner" مأخوذ عن رواية هولندية حققت أعلى مبيعات وسبق تقديمها للسينما فى أكثر من نسخة، ويتناول فى إطار اجتماعى قصة عائلة شخص يدعى بول لوهمان، وهو مدرس تاريخ سابق يذهب برفقة زوجته "كلير" إلى أحد المطاعم الفاخرة لمقابلة شقيقه الأكبر "سيرج"، وهو سيناتور يخوض انتخابات رئيس الوزراء وزوجته "بابيت" لتناول العشاء والتخطيط لكيفية الخروج من جريمة ارتكبها أبناؤهم المراهقون، خاصة أن أعمال العنف التى ارتكبها الأبناء مسجلة بكاميرا أمن وتمت إذاعتها على التليفزيون، ولكنه لم يتم التعرف على الأطفال، ولذلك فعلى الآباء أن يحددوا ماذا سيفعلون حيال ذلك وهى نسخة الرواية التى نقل الفيلم أحداثها لأمريكا رغم أن أحداث الرواية تدور فى هولندا.

####

دفء مهرجان برلين يعوض برودة الجو.. حركة لا تتوقف وطوابير ممتدة.. فيلم on body and soul يطرح تساؤلات فلسفية حول علاقة الروح بالجسد.. ورغم الاستقبال الحار للنجم ريتشارد جير الجمهور يقابل فيلمه بفتور

رسالة برلين - علا الشافعى - تصوير AFP

شهدت عروض اليوم الأول من مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67، إقبالا كبيرا من الصحفيين والنقاد من معظم بلدان العالم، وذلك منذ العرض الأول لأفلام المسابقة الرسمية والتى بدأت فى الـ9 صباحا بتوقيت برلين بالفيلم المجرىon body and soul ، وهو الفيلم الذى حصد تصفيق الحضور لأكثر من 4 دقائق، أما الفيلم الأمريكى The Dinner  للنجم ريتشارد جير فقد جاء استقباله فاترا من قبل النقاد والصحفيين، رغم الاستقبال الحار والحافل للنجم الأمريكى، والذى تعالت الصيحات بمجرد وصوله الى السجادة الحمراء.

البرينالى.. حركة لا تتوقف

لا يتخيل الكثيرون أن هناك من يستيقظون فى السادسة صباحا لمشاهدة أفلام سينمائية، والاصطفاف فى طوابير طويلة، من أجل الحصول على متعة السينما والتعرف على ثقافات مختلفة، هذا هو حال برلين وتحديدا تلك البقعة التى يقع فيها قصر المهرجان، والسينمات التى تجاوره، حركة لا تتوقف طوابير طويلة وممتدة لمن سيدخلون العرض، أو أولئك الذين يقفون تحت لافتة الانتظار، كل شىء يسير بدقة وفِى موعده تماما، حتى حركة التفتيش المستمر للحقائب تسير بآلية، لا أحد يعترض طريق الآخر والكل يحترم أن هناك اتجاها للخروج وآخر للدخول حتى على نفس السلم، الدقة تجبر الجميع من كل الثقافات على الالتزام - وبما أن هذه هى المرة الأولى التى أقوم فيها بتغطية فعاليات مهرجان برلين السينمائى فمن الطبيعى أن تأخذ عينى هذه التفاصيل - يملك مهرجان برلين حميمية لا يعرفها مهرجان "كان" مثلا، رغم أنه واحد من أهم 3 مهرجانات على مستوى العالم، إلا أنه فى ظنى برلين يشبه ملامح الألمان تلك الملامح الحادة والصارمة، إلا أنها تحمل أيضا ودّا لا يخفى ولا يمكن تجاهله، حيث تجد هناك شغفا كبيرا بمعرفة الآخر القادم لى مدينته لأجل مهرجانها الكبير، وقد تكون تلك الحميمية ، هى أكثر ما يعوض برودة الجو ودرجات الحرارة المنخفضة.

يلفت نظر كل من يدخل إلى قصر المهرجان "البرينالى" كما يروق للألمان أن يطلقوا عليه، الجدران المقابلة لسلم المدخل والتى تمتلأ بصور لجان التحكيم، السابقة وبالطبع لجنة التحكيم الدورة الحالية وجميع الصور موقع عليها من كل عضو من أعضاء اللجنة باسمه.

أن ترى الآخر

أعتقد أن تلك أكبر ميزة للفن، وهو أن ترى الآخر وتتواصل معه.. فما بالك بالسينما التى تنقلك إلى عوالم مختلفة، وتناقش كل القضايا المطروحة سياسيا واجتماعيا.. فى الفيلم المجرىon body and souنرى قضية شديدة الإنسانية وتحمل فى نفس الوقت تساؤلات فلسفية، حول الروح والجسد، وهل إذا تحقق الالتقاء الجسدى يأخذ من الروح؟ وكيف لإنسان أن يجد توأم روحه؟.. الفيلم يحمل الكثير من الدلالات على مستوى السرد السينمائى والبصرى، فالحس الجمالى فى تكوين وتشكيل الكادرات، وتوزيع الإضاءة ما بين الظلال والنور شديد التميز، كذلك زوايا التصوير والانتقال ما بين الزوايا الواسعة أو الضيقة حسب تطور الأحداث دراميا، والحالة النفسية للأبطال احداث الفيلم تبدأ..

بمشهد افتتاحى لغابة يكسوها الجليد، وهناك غزالة شديدة الجمال تتمهل الكاميرا فى نقل ورسم تفاصيل جسدها الرشيق، وعينيها شديدة الجاذبية ووعل يبدو أنه يحوم حولها، كمن يبحث عن صحبة تجمعه بها، وكيف يقترب منها برقة، ويحاول أن يتلمسها، وهما يشربان من نفس المجرى المائى، هذا المشهد الافتتاحى الملىء بتفاصيل جمالية كثيرة، تأخذ عين المشاهد، فجأة ومن خلال قطع حاد ينقلك المخرج لمجموعة من البقر.. والتى تساق إلى المذبح، هذا التناقض يجعل المتفرج دائما فى حالة سؤال ماذا بعد؟ لنكتشف أن أحداث الفيلم تدور فى مجزر آلى، نتابع فى اللقطات الأولى كيف يسير العمل داخل المكان، شكل العلاقات، صاحب المذبح وهو رجل يملك ملامح حادة ولكن عينيه شديدة الطيبة - تماما مثل الوعل - وهو يملك إعاقة فى يده بسبب إصابة عمل حيث بات لا يستطيع تحريكها، وفِى لقطات متمهلة يقف صاحب العمل أو المشرف على المكان فى النافذة وينظر باتجاه العاملين فى وقت الاستراحة، ليجد أن هناك امرأة شديدة الجاذبية تقف بمفردها، (من أجمل مشاهد الفيلم إخراجيا من حيث التكوين والتشكيل البصرى وكيف لمحها من قدمها إلى أن التقت عينيهما)، ويسأل عنها ويعرف أنها مسئولة الجودة، والتى جاءت لتشرف على المكان.

ويرصد المخرج آلية العمل داخل المكان تفاصيل وعلاقات العاملين فى لقطات سريعة أثناء العمل، وأوقات الاستراحة وتناول الطعام، ومع انتهاء العمل نعرف كم تعانى البطلة ماريكا من الوحدة الشديدة والانعزال، فهى تماما مثل حالتها فى العمل لا تتعامل مع أحد تخشى كل من يقترب منها، نظرة الحيطة والحذر لا تفارق عينيها، طريقة مشيتها، ملابسها المحافظة، طريقة جلوسها لمائدة الطعام، كيف تلعب بملاحة الطعام، والأخرى المليئة بالفلفل، الملح الرجل المسئول عن المكان والفلفل هى عندما اقترب منها ليتعرف عليها، إلا أنها تركته فى ارتباك شديد، لينتهى يوم العمل وعندما يذهب كل منهما الى فراشه نجد مشهد الغزالة والوعل بتفاصيل أخرى.

تتطور الأحداث مع تعرض أحد العاملين فى المذبح لاعتداء، لا يعرف أحد من المسئول عنه، وتأتى الشرطة، ويتم تخصيص طبيبة نفسية، تأتى لتعاين كل العاملين لتحديد الأشخاص أصحاب الميول العنيفة، وتبدأ فى لقاء العاملين ومنهم مسئول المكان والذى تسأله عن آخر أحلامه فيروى لها مشهد الوعل والغزالة والذى بدء فيه الفيلم ويتكرر، بعد انتهاء يوم العمل بتفاصيله، وتدخل ماريكا لتسألها نفس السؤال لتجيب بنفس الإجابة والتفاصيل وللحظة تعتقد الطبيبة أن الاثنين فعلا ذلك بقصد السخرية منها، فتستدعى صاحب العمل فى وجود ماريكا وتجعله يروى حلمه من جديد.. وتكون تلك هى نقطة تحول الأحداث فى علاقة الاثنين والذى يعانى كل منهما من العزلة هى لتركيبتها الشخصية وخوفها الدائم من الآخر وهو بقراره بالعزلة الاختيارية، فيلم on body and soul من الأفلام المهمة والتى تستحق التوقف عندها ضمن عروض برلين، والتى لا تزال فى بداياتها، خصوصا أن نهاية الأحداث تكون بتوقف الحلم .

On Body and Soul للمخرجة للديكو إينيديى والنجمة ريكا تينكى والنجم إيرفين ناجى والفنان جيزا مورسانى والنجمة أليكساندرا بوربلى.

اليوم السابع المصرية في

10.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)