مشروع يرتكز على التنقيب في المناطق المغلقة
«أسبوع ويومين».. تجريب خارج الأفكار المضمونة
دبي: مصعب شريف
تدخل بنا المخرجة وكاتبة السيناريو السودانية مروى
زين، إلى الغرف المغلقة عبر فيلمها المصري السوداني «أسبوع
ويومين»، الذي شارك في مسابقة المهر القصير بمهرجان دبي السينمائي.
ترصد زين عبر قصة «إبراهيم» الذي يؤدي دوره الفنان
المصري عمر صالح، وزوجته «ليلى» تقوم بدورها الفنانة ياسمين رئيس،
تقلبات المشاعر في الحياة الزوجية، خلال 9 أيام تعتبر من حياتهما،
بالوقوف على معاناتهما خلال هذه الأيام من محاسن ومساوئ الحمل،
ومشاعر التوتر والشك التي تراودهما، والقرارات الكبيرة التي يتعين
عليهما اتخاذها.
اللغة البصرية المحتشدة بالترميز تعتبر الأداة
الرئيسية لزين في فيلمها، ويقتصر الحوار على توصيف العلاقة
وتدعيمها، ليضعنا أمام زوجين يتفقان على تأجيل الحمل إلى أن تأخر
ما اعتادت الزوجة انتظاره كل شهر، يجعل شكوكها تتزايد بشأن
«إبراهيم»، وإذا ما كان أخل بالاتفاق أم لا. ليدافع عن نفسه بأنه
لا يزال على اتفاقه فيما تفضح سلوكاته والفيديوهات التي يشاهدها
على الإنترنت نزعته الذكورية للسيطرة والإنجاب، وتعمد زين إلى
وضعنا أمام التفاصيل لإيصال القصة من زوايا متعددة، حتى تختتم
الفيلم بتنويه شعري يشير إلى أن مياه الحب بين الزوجين عادت
لمجاريها بعد عودة المنتظر.
مروة زين، مخرجة سودانية مولودة في السعودية ومقيمة
في القاهرة، درست الهندسة الكيميائية في جامعة القاهرة لمدة 4
أعوام، بعدها قررت الالتحاق بالمعهد العالي للسينما، ومنذ دراستها
بالمعهد عملت كمساعد مخرج في السينما المصرية، وبدأت المشاركة في
ورش عالمية، مثل «برلينالي تالنت» و«أكاديمية إدفا»، وأخيراً حازت
دبلوم السينما الوثائقية من المعهد الوطني للسينما بالدنمارك،
وخلال هذه الفترة، أنجزت 5 أفلام قصيرة من بينها «لعبة»، فيلمها
الروائي الذي ترجم لأكثر من 5 لغات وعرض في 23 مهرجاناً عالمياً.
تقول زين ل«الخليج»، إن «أسبوع ويومين» الذي يشارك
في مهرجان دبي هذا العام يعتبر ثاني أفلامها الروائية القصيرة،
مشيرة إلى أنها سعيدة باختياره للمسابقة ضمن 15 فيلماً من جميع
الدول العربية، وهي منافسة صعبة، وفيلم لم يتلق أي دعم للإنتاج إذ
تحملت هي شخصياً 70% من تكلفة إنتاجه والباقي بالتعاون مع المنتج
المصري سيف الدين محمود من «رد استارز فيلم».
وتضيف: «الفيلم مغامرة كبيرة مني، لأنه ليس من
السهل على المخرج أن يعبر عن نفسه بشكل شخصي، وهي تجربة شخصية جداً
وحميمية للحد البعيد، لأنك في هذه الحالة تعرض نفسك أمام الجمهور
عبر الممثلين، وبالنسبة للموضوع فإنها تجربة معظم الأزواج، الذين
يؤرقهم دائماً هذا السؤال، هل نريد أن ننجب أم لا؟ لأن الحيرة
والتفكير هي التي تلوّن الأيام، لذلك يمكنني أن أقول إن (أسبوع
ويومين) فيلم عن 9 أيام تبدأ بالحب وتنتهي به، لكن تتخللها حيرة
وإرباك وتوتر وقلق».
وتتابع: «في هذا الوقت، عملت على رصد هذه المشاعر
دون أن أكون وقحة، لأني أتعامل مع موضوع لم يتحدث عنه أحد من قبل،
وبالنسبة لهم الفكرة غريبة، لكن ما دفعني لدخول هذه المنطقة أنها
جديدة، وصناع السينما في العالم معظمهم رجال، ودخول المرأة في
المجال ما زال جديداً، ولو كان الموضوع عن مخاوف الرجل كان سيكون
أسهل في المعالجة لأنه معتاد، لكن لأن الكاتبة امرأة والمخرجة مرأة،
فهو موضوع ربما يبدو غريباً للناس. إنه سؤال عن الخيارات في
النهاية».
ترى مروى زين أن مشروعها يرتكز على الخروج على
القصص المضمونة، التي لا يعرف أحد نسبة نجاحها، مشيرة إلى أنها
ترتكز على التجريب، لتضيف: «أحب أن أجرب وأن أعمل على موضوعات
وأشكال جديدة، وأحب أن أكون صادقة لأن هذه تجربة موجودة وتحدث
للجميع لكن لم يتحدث عنها أي إنسان، أنا أعمل على المسكوت عنه، وهو
ما يثير انتباهي. حتى الفيلم السوداني الذي يعتبر أول فيلم طويل لي
اسمه (جوانب الخرطوم المغلقة)».
عن مشاريعها المقبلة، تقول زين إنها تعكف على أول فيلم طويل لها،
وهو عمل وثائقي يحمل اسم «الخرطوم أوف سايد»، وحاز منحة «آفاق»، و«سي
إن إن» الفرنسية، مشيرة إلى أنها قطعت شوطاً طويلاً فيه، وتعرب عن
أملها في أن تعرض أفلامها في وطنها السودان وأن تتغير الأمور فيه
إلى الأفضل.
####
عملان للاحتفاء بالنظرة الحرة وجماليات الحياة
عباس كيارستمي.. حضور الغياب في «دبي السينمائي»
دبي: «الخليج»
إن كانت السينما تبدأ بدي دبليو غريفيث وتنتهي عند
عباس كيارستمي، حسب عبارة المخرج الفرنسي السويسري الكبير جان لوك،
فإن مهرجان دبي السينمائي الدولي، لم يكن ليطوي صفحات أيامه
المحتشدة بالفعاليات، دون أن يتوقف عند محطة عباس كيارستمي، المخرج
الإيراني الذي نذر حياته للشاشة الكبيرة منذ العام 1970 وحتى رحيله
في يوليو/تموز الماضي بباريس، بعرض آخر أفلامه «أعدني لمنزلي»، إلى
جانب «76 دقيقة و15 ثانية مع عباس كيارستمي» العمل الذي يوثق لحياة
رجل عمل طوال هذه الأعوام على أكثر من 40 فيلماً تنوعت بين القصيرة
والطويلة.
كان كيارستمي، شاعراً ومصوراً ورساماً ومصمم غرافيك
وسينمائياً قبل كل هذا، لتظل أفلامه حاضرة في ذاكرة السينما
العالمية، هو صاحب «ثلاثي كوكر»، و«طعم الكرز»، و«ستحملنا الريح»،
بالإضافة للكثير الذي نصبه رائداً في تيار مخرجي الموجة الجديدة في
بلده، وهو تيار يضج بالشاعرية والعمل على قصص تتعلق بمواضيع فلسفية
وسياسية، كانت فيها نظرة كيارستمي الحرة المتأملة والتي تغوص في
الأعماق ميزة سينمائية نادرة تميز مشروعه الممتد.
السعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي،
كانت إحدى محطات كيارستمي المهمة، عبر فيلمه «طعم الكرز»، وقصة رجل
يبحث عمن يساعده على الانتحار، الذي يخطط له بأخذ جرعة كبيرة من
الحبوب المنومة لينام بعدها في حفرة، ويدفنه بعدها شخص ما، إلا أنه
وأثناء بحثه عن هذا الشخص الذي يتولى مهمة الدفن يدير حوارات
مختلفة وهو يتجول بسيارته في رحلة البحث، حوارات ممتعة بين الموت
والحياة، يستخدم فيها من يحاولون إثناءه عن فكرة الانتحار طعم
الكرز كدليل على أن في الحياة ما يستحق أن يعاش.
تتعدد محطات كيارستمي وتتنوع إسهاماته بشكل يجعل من
الوقوف عليها والكتابة عنها أمراً أشبه بالمهمة المستحيلة، إلا أن
صديقه المخرج والمصور الإيراني سيف الدين صمديان، يحاول أن يقول
لنا في فيلمه «76 دقيقة و15 ثانية مع عباس كيارستمي»، إنه عبر
السينما وحدها يمكننا الوقوف لدى محطة المخرج الإيراني، فصمديان
معاون المخرج الراحل، حقق هذا الفيلم الوثائقي الرقيق المتبصر في
أعقاب وفاة المخرج والفنان الإيراني البارز في باريس، وذلك
باستخدام لقطات تتحدث عن مراحل عديدة من مسيرته الفنية الحافلة،
يخلو الفيلم من أية مقابلات، وتعكس صوره بساطة كيارستمي مخرجاً
سينمائياً تقنياً، وتظهر حسّ الدعابة لديه، وتقبله للعالم المحيط
به ولا يعكس عنوان الفيلم مدته فحسب، بل عمر كيارستمي أيضاً: 76
عاماً و15 يوماً.
ولم تتوقف لمسات الوفاء والاحتفاء في «دبي
السينمائي»، بكيارستمي على عمل صمديان ليعرض المهرجان آخر أفلام
الراحل القصيرة «أعدني لمنزلي»، الذي أنجزه قبل وفاته في جنوب
إيطاليا. وهو عمل مبهر بدأ من فكرته الغريبة التي تبسط أمامنا
الأزقة والمدرجات لبيوت جنوب إيطاليا، التي يعرض لنا كيارستمي
جمالياتها في الفيلم من زوايا مختلفة عبر طفل يحمل كرته ويهرول
للدخول إلى منزله فيترك الكرة عند مدخل المنزل الذي لم تكن ملامحه
ومحيطه واضحة قبل سقوط الكرة عقب إغلاق الصبي للباب، لينقلنا
كيارستمي مع الكرة لنطلع على جماليات العمارة الإيطالية القديمة
المرتكزة على الأزقة والمدرجات، بزوايا تضعك فيها الصورة أمام
تفاصيل جمالية حميمية تعمل على إعادة تعريف معنى البيت وتفاصيله،
كل هذا عبر رحلة الكرة المتدحرجة من أعلى، لتقطع كل هذه الرحلة
تبرز لنا تفاصيل حي إيطالي بأزقته التي تتداخل فيها البيوت
والمدرجات بتبايناتها وآثار الأقدام عليها، فيما تبرز هذه
البانوراما الحميمية كذلك الأثر الذي يتركه الزمن في المكان ما
يحيلنا إلى علاقته بالإنسان.
####
«ورقة بيضا».. رصد إنساني لحياة بيروت الليلية
دبي: محمد حمدي شاكر
ضمن أكثر من 15 فيلماً لبنانياً مشاركاً في الدورة
الثالثة عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، تنوعت بين الروائية
الطويلة والقصيرة، أجمع العديد من جمهور المهرجان على فيلم «ورقة
بيضا» للمخرج الفرنسي هنري بارجيس، وبطولة دارين حمزة، وغبريال
يمين، وحسان مراد، وألكسندرا قهوجي، وإدمون حداد، الذي يرصد الحياة
الليلية في شوارع بيروت.
يتميز «ورقة بيضا» بكونه من الأعمال اللبنانية ذات
الإنتاج الضخم، خصوصاً لتجاوز انتاجه المليوني دولار، الفيلم يرصد
حالات إنسانية من الواقع اللبناني ويعتبر من أفلام الكوميديا
السوداء، إذ يتناول قصة امرأة مدمنة (دارين حمزة) لا تنفصل عن
صديقتها (ألكسندرا قهوجي)، لكنّ حياتهما الخارجة على عادات المجتمع
وتقاليده، تقودهما إلى مغامرات وتوقِعهما في ورطات، فتجدان نفسيهما
في قلب عالم العصابات الخَطير، على جانب آخر يلعب الفنان حسان مراد
شخصية أحد الأشرار الذين يستقطبون النساء للانضمام إلى عصابتهم.
ولمعرفة شخصيات العمل وبعض من تفاصيله، تحدثنا إلى
الممثل المسرحي والسينمائي غبريال يمين، أحد أبطال الفيلم. يقول:
«أنا محظوظ جداً للمشاركة في هذا العمل، والذي يعتبر من الأعمال
السينمائية ذات التكلفة الضخمة في لبنان، فهو إنتاج لبناني من
الدرجة الأولى، إلى جانب أنه يناقش الواقع اللبناني بجرأة عالية،
وبه العديد من الحالات الإنسانية وبعض الوقائع الغافل عنها المجتمع
المحلي والدولي، وحاولنا رصدها من خلال العمل لإيجاد حلول».
وعن قلة الأعمال السينمائية اللبنانية التجارية
والجماهيرية يقول يمين: «ينقصنا الدعم والإنتاج، وأيضاً الجمهور،
ونجاح السينما يعتمد على الجمهور، ولو لدينا 5% من الجمهور المصري
لأصبحت سينما لبنان الأقوى عربياً، خصوصاً أن كل المقومات متوفرة
لدينا، ولكننا نحاول جاهدين المشاركة ولو بالمجهود في الأعمال
السينمائية لانطلاقها عالمياً».
وينهي يمين حديثه بإعجابه من مشاركته في مهرجان دبي
السينمائي لأول مرة، نظراً لكم الإيجابيات التي لاحظها منذ أول يوم
في المهرجان وحفاوة الاستقبال من مسؤولي المهرجان، إلى جانب عالمية
المهرجان.
من جانبه يقول الفنان حسان مراد: «العمل بشكل عام
يتناول مجموعة من الموضوعات المختلفة، وعلى وجه الخصوص بيروت
ليلاً، وما يحدث فيها، وأجسد شخصية رجل شرير يستقطب النساء ويقنعهن
للعمل في أمور العصابة المختلفة، وأنا منذ القراءة الأولى
للسيناريو وافقت مباشرة على الدور وأحببته كثيراً».
####
«الاختيار» مقاربة لقضايا الراهن الإماراتي
في فيلمها الروائي القصير تقارب المخرجة الإماراتية
إيمان السيد قضية اجتماعية تتناول زواج المواطنين بأجنبيات، وترصد
الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على هذه الزيجات، عبر قصة «لورين»
التي عاشت منذ ولادتها في أمريكا.
بعد موت أبيها طلب منها أعمامها في الإمارات الحضور
لنيل حصتها من الإرث الذي تركه والدها قبل وفاته. عندما تصل إلى
الدولة تكتشف أن المال مُسجّل باسم عمها، وينبغي لها الزواج بابنه،
للحصول على نصيبها، توافق في بداية الأمر لكن شقيقها الأصغر ينبهها
إلى أن المال ليس كل شيء فتعرض عن الفكرة وتعود مع شقيقها إلى
حياتهما الأولى. تخرّجت إيمان السيد في «جامعة زايد»، في مجال
الإعلام. ثم اشتغلت على كتابة السيناريو، وتطوير قصصها إلى أفلام.
تهتم بالمشاكل التي يواجهها المجتمع، بخاصة ما يتعلّق بالمرأة.
####
«جمال جانبي».. كامل العدد
حظي العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
لفيلم ويل سميث «جمال جانبي»، أمس الأول بإقبال جماهيري كبير،
ونفدت تذاكر الفيلم قبل يومين من العرض.
ويروي الفيلم الذي أخرجه دافيد فرانكل، قصة هاورد
إنليت (ويل سميث)، موظف الإعلانات الناجح في نيويورك، الذي تحطّمت
حياته إثر تعرضه لمأساة، فينسحب من الحياة، رغم المحاولات الحثيثة
التي بذلها أصدقاؤه لمساعدته، ويبدأ على نحو مثير للاستغراب بكتابة
رسائل موجهة إلى «الحب»، و«الوقت»، و«الموت»، وما يثير الاستغراب
بدرجة أكبر، أنه بدأ بتلقي الردود على هذه الرسائل، لتنطلق رحلته
الشخصية بالعودة إلى الحياة، بعد أن أدرك ما يمكن للفقدان أن
يقدّمه من بصيرة عاطفية.
يضم فريق العمل عدداً كبيراً من أبرز الممثلين
المرموقين، مثل كيرا نايتلي، في دور «الحب»، وجاكوب لاتيمور في دور
«الوقت»، وهيلين ميرين في دور «الموت»، بالإضافة إلى إدوارد نورتون،
وناوومي هاريس، وكيت وينسلت.
####
حكيم بلعباس يعالج علاقة الإنسان بالأرض
أطل المخرج المغربي حكيم بلعباس في «دبي السينمائي»
بفيلمه الروائي الطويل «عرق الشتاء»، الذي يقارب قيمة ارتباط
الإنسان بالأرض، عبر قصة «مبارك»، الذي يرفض بيع أرضه، عقب تورطه
في قروض بنكية.
تحمل عيدا زوجة مبارك، همّه في صمت. أما أيوب فيرعى
غنم أبيه، ويحاور الحوريات، وجدّه لا يتوقف عن لفظ اسم زوجته رحمة.
يتناول الفيلم أوضاع ذوي الإعاقة في المجتمع
المغربي والمعاناة التي يتعرضون لها، ويشارك فيه الممثلون: أيوب
خلفاوي وفاطمة الزهراء بالناصر وأمين الناجي. |