كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان دبي السينمائي الدولي (5)

انطلاق مؤسسة تعنى بمستقبل الفيلم العربي

الوضع السوري يتبلور في فيلم رائع

حول الثورة التي تنحر

دبي: محمد رُضا

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الثالثة عشرة

   
 
 
 
 

خطوة سبق وأشارت إليها صحيفة «الشرق الأوسط» منذ سنتين، جرى الإعلان عنها يوم أول من أمس؛ مؤسسة سينمائية عربية شاملة، باسم «مؤسسة الفيلم العربي»، تسعى لتكون فاعلاً مؤثرًا في حياة السينما العربية. مؤسسة تقبل، كما يشير منشورها، على «خلق منبر لتبادل الخبرات والأفكار بين محترفي السينما العربية» و«تأمين برامج تدريب من المستوى العالمي للمبدعين في صناعة الأفلام الروائية، الوثائقية والتحريك في المنطقة».

في المؤتمر الصحافي الذي أقيم في اليوم الخامس من أيام «مهرجان دبي السينمائي الدولي» للغاية جلس المؤسسون أمثال الأردني جورج ديفيد والمصري محمد حافظ والتونسية دورا بوشوشة والقطري حافظ علي (هناك من غاب أيضًا) يعرضون أفكارهم حول هذا الموضوع ويكشفون عن أنه بدءًا من عام 2018 سوف تعلن مسابقة على غرار الأوسكار وجائزة الفيلم الأوروبي تشمل 19 بندًا من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة، وفي مجالات أخرى مثل السيناريو والتصوير والمونتاج وغيرها. لكن هناك نقص في المعلومات المتوفرة لما هو أبعد وأعمق.

كيف يمكن لهذه المؤسسة أن تتجاوز عثرات الوضع الصناعي الحالي من إنتاج وتسويق؟ كيف ستتيح للسينمائيين المنضمين تحت لوائها (مقابل 1000 دولار سنويًا و80 دولارًا للأفراد) ضمان عرض أفلامهم في سوق تشرف عليها صالات يرفض معظم أصحابها عرض أفلام لا يرونها رابحة؟ هذه وأسئلة أخرى عليها أن تطرح والمؤسسة على أعتاب بدايتها عوض محاولة مواجهتها لاحقًا لضمان فاعلية عملها ونجاحها المرهون بمعطيات وتفاصيل كثيرة.

ثلاث مواهب

طبعًا من السهل (والمطلوب) طرح هذه الأسئلة وأكثر منها، لكن هذا الطرح لا يجب أن يغطي على أهمية الخطوة بحد ذاتها. نجاحها مرهون بالتوافق بين المؤسسين على تحديد تفاصيل تلك الأهداف المنوطة بها وعلى حيادية واستقلالية المؤسسة بحيث لا تنقلب، وهي مؤسسة خاصة، إلى محط تجاذب للمصالح.

مهرجان دبي نفسه لا يتوقف عن الكشف عن مواهب جديدة وهذا العام تساعده مؤسسة «سكرين» (ناشرة مجلة Screen البريطانية التي تصدر هنا نشرة يومية بالإنجليزية (لأكثر من نصف صفحاتها) والعربية. فهي تدأب على لفت الأنظار إلى مجموعة واعدة من السينمائيين الذين يقفون على درجات المستقبل الأولى.

من بين هؤلاء اللبنانية مٌنيا عقل وهي أنجزت سابقًا فيلمًا حاز الإعجاب عنوانه «بيروت، أحبك» مع شريكة عمل اسمها سيريل عريس. هذا الفيلم القصير دفعهما لتحقيق أفلام قصيرة أخرى تحت العنوان ذاته وكل هذا قبل أن تنجز فيلمها الجديد «غواصة» والآن هي طالبة بجامعة كولومبيا في نيويورك وستتخرّج في مطلع العام المقبل.

على النحو ذاته، نجد المخرجة اللبنانية إيليام الراهب التي تعد العدّة للبدء بتصوير فيلم بعنوان «العائلة العظيمة» The Great Family الذي يقوم على حكاية مثيرة للاهتمام: طفلة فلسطينية لجأت إلى أغصان شجرة لكي تنجو بنفسها خلال مذبحة تل الزعتر في لبنان الحرب الأهلية. تكتشفها عائلة فرنسية وتنقلها إلى مدينة تولوز حيث تعيش. الآن هي امرأة في أربعينات حياتها تكتشف حقيقة تاريخها وأنها ليست طفلة هذه العائلة. ليليان من بين أكثر المواهب اللبنانية الشابة وسبق لها أن أنجزت «أيام بلا نوم» الذي عرض في أحد دورات مهرجان دبي السابقة.

هناك أيضًا عبد الله طايا، وهو مخرج مغربي سبق له أن حقق «جيش الخلاص» سنة 2014 روى فيه، بجدية، حكاية شخصية جريئة تفسر، لمشاهدي الفيلم (وقارئي روايته التي تم اقتباس الفيلم عنها) الظروف العاطفية والاجتماعية التي جعلته مثليًا.

الآن يخطط عبد الله لتحقيق فيلمه المقبل «الكنز» وعلى عكس الفيلم السابق، سوف لن يكون من بطولته ولن يخلو من النجوم أو بعضهم على الأقل. إيزابيل أوبير هي واحدة من الممثلين والممثلات الفرنسيين الذين سيلتحقون بهذا العامل.

حياة خاصة

في الحقيقة، ليس هناك نقص في المواهب العربية العاملة. فجأة رهط جديد من المخرجين ينطلقون للعمل وتقديم أفلامهم الأولى، كما كان الحال في السنوات السابقة، ومهرجان دبي هو من نجح، أكثر من سواه من المهرجانات، في احتواء العدد الأكبر من المحاولات.

هناك، على سبيل المثال فقط، المخرج التونسي محمد بن عطية صاحب «نحبك هادي» الذي يتنافس على المهر الطويل هذا العام. الفيلم كان حظي بفضية مهرجان برلين السينمائي في مطلع هذه السنة ويتحدث عن ذلك الموظف الذي ينتفض من واقعه الرتيب (عمل، بيت، زواج تم إقراره من دون حب) حال يتعرّف على امرأة تعمل مرشدة سياحية. فيلم جيد في كل أركانه مع حاجة لإتمام قدر من التوازن في السرد. الحبكة متواضعة والانتقال بالسيارة ما بين المدينة الكبيرة والبلدة الصغيرة على الشاطئ أكثر من مرّة منهك للفيلم بسبب تكراره. لكن الفيلم، عدا هذه الناحية، جيد ويحمل سمات السينما الأوروبية كحال عدد غير قليل من الأفلام التي ينفذها سينمائيون من شمال أفريقيا.

موهبة أخرى شاهدنا لها فيلمًا هنا في عداد مسابقة المهر الطويل (الذي يضم أفلاما روائية وغير روائية) هو «النسور الصغيرة». المخرج هو محمد رشاد، الذي سبق له أن حقق فيلمين ربما قصيرين. فيلمه الحالي هذا تسجيلي طويل يطوف بعلاقة المخرج نفسه بأبيه وبالذكريات وبثورة الربيع ومن خلال ذلك يكتشف ماضي والده ويقف على المستقبل الافتراضي لحياته.

هذا واحد من أفلام متكاثرة شملت للآن أفلاما لبنانية وعراقية ومصرية تصر على أن تدور حول شخوص مخرجيها أو عن عائلاتهم المباشرة. لكن في حين أن فيلمًا هادرًا بالأحداث في هذا المفاد، مثل «أوديسا عراقية» للمخرج سمير (كما يكتفي باسم واحد)، تعجز كثير من الأفلام الأخرى عن جذب الاهتمام لما هو سرد رتيب لحياة خاصة قد يؤمن المخرج بضرورة صنع فيلم عنها، لكن غالبًا لا يوازي هذا الاهتمام أي تفعيل يُثيره.

في العروض المتسابقة أيضًا فيلم آخر لمخرج جديد هو فاتشي بولغورجيان عنوانه «ربع». دراما أسرة مصنوعة بقدر كبير من العناية حتى لا تتهاوى تحت أي ثقل ميلودرامي حول شاب أعمى اسمه ربيع (عنوان الفيلم أيضًا) يريد السفر لكن جواز السفر الذي بحوزته مزوّر. عليه الآن البحث عن وثيقة ميلاده وبالتالي عن هويته في بلد بات يعيش بلا هوية.

في قعر الحياة

هؤلاء المخرجون، وسواهم في المسابقة أو خارجها، يشاطرون المخرجين الأكثر تجربة من بينهم إيليان الراهب ذاتها التي قدّمت هنا «ميّل يا غزيّل»: انسياب تسجيلي حول رجل مسيحي اسمه هيكل يعيش في أعالي جرود عكّار وكيف يدير شؤون حياته ويتواصل مع أبناء المنطقة التي تضم مسيحيين ومسلمين. للفيلم ناصية حب الاكتشاف ممارسة بدافع فضول واضح. إيليان تحب إثارة الشغب بصمت. تترك كاميرتها معلّقة بأهداب وجوه قد تقول الحقيقة وقد تخفيها.

على ذلك، فإن الفيلم يعجز - بكليّته عن تبرير موضوعه على نحو يتجاوز شخصيته المحتفى بها. هو حريص على إظهار رغبة هيكل حماية أصر المودة والعلاقات القائمة بين مختلف الأطراف، لكنه يستمر على نحو استطرادي (كان بالأصل فيلمًا قصيرًا) بحرارة محدودة.

إنها الشخصيات الوحيدة التي تركتها الحياة تعيش بأقل ما يمكن لها من فرص وحظوظ وقدرات. لكن «ميّل يا غزيّل» لا يثير الأسى مطلقًا وشخصياته تظهر قوية ومتحدية على عكس أفلام أخرى شوهدت هنا.

أحد هذه الأفلام هو المصري «أخضر يابس» للمخرج محمد حمّاد. دراما رائعة التنفيذ، كتابة وإخراجًا مع تمثيل جيد من هبة علي التي تقود الحكاية منفردة. إنها الشقيقة الأكبر التي عليها أن تعمل وتؤمن الحياة المعيشية للبيت وتساعد شقيقتها الصغرى (أسماء فوزي) على تجهيز نفسها لحفل العرس وتبحث عن معين بين أقربائها من الرجال لكي يؤمّوا حفلة الزفاف وينوبوا عن الأب الراحل في إتمام شعائرها. لكنها لا تجد أذنًا صاغية. هناك عم قطع العلاقة وآخر يتحجج بقرب سفره وخال مريض.

يفتح الفيلم بؤرته على الحياة التي تركض أمام بطلته وليس معها. المدينة التي تخيب الرجاء والشخصيات الأخرى المكتفية بأقل قدر من المسؤوليات والهموم. إنها وحيدة وسينتهي الفيلم بها على ذلك الوضع.

في هذا التكوين من الشخصيات التي لا تعلو كثيرًا عن مستوى الأرض التي تعيش فوقها، يأتينا فيلم المغربي حكيم بلعباس الروائي «عرق الشتا». إنه المخرج الذي أوفد أفلامه إلى هذا المهرجان أكثر من مرّة فشاهدنا له سابقًا «خيط الروح» و«علاش البحر» و«أشلاء» و«هذه الأيادي» و«شي غادي شي جاي». أعمال دائمًا ما قامت بالالتفاف نحو الناس الأقل حظًا من الآخرين. يعيشون في الريف. يقتاتون من الأرض ويتعاملون مع مواسمها وشروطها القاسية ويودعون أحلامهم وآمالهم في غياهب إدراكهم بأن لا شيء سيتغير بالنسبة إليهم.

«عرق الشتا» هو عن عائلة مؤلفة من الأب وأبيه الخرف وابنه المعاق وزوجته. المصرف يحاول انتزاع أرضه منه وهو يرى كيف سيخسر تلك الأرض إذا ما لم ينقذه نفسه بالهجرة بعدما سدّت سبل الدين أمامه.

خلفية المخرج في السينما التسجيلية موظّفة بجدارة. هناك مخرجون بخلفية تسجيلية يحققون أفلامهم الروائية بالطريقة ذاتها. لكن بلعباس ينسج الروائي والتسجيلي بالأسلوب الموحد نفسه. يعامل من أمامه من شخصيات بنبش تفاصيلها وتجسيد تلك التفاصيل مؤلّفًا قدرة على منح الحياة بكاملها كل ما هو حاضر منها. هناك البشر وهناك الماعز وهناك الدجاجات والثعابين والعقارب والنمل تعيش مع الشخصيات الناطقة حياة مشتركة. مصيرها جميعًا مصير واحد.

يلتقط بلعباس خيوطه الدرامية بتأنٍ ويؤسس لشخصياته من دون عجلة. لكنه في النهاية، وبعدما يسبر مليّا وعلى نحو رائع، كل شخصية على نحو منفرد، يواصل التصوير حتى من بعد أن تنتهي، على حسب قوله «الحياة في الفيلم» معتبرًا أن ربع الساعة الأخيرة أو نحوها هي متابعة لـ«الحياة في الحياة».

تسجيلي عن سوريا

كل هذا ما يدلف بنا إلى فيلم رائع آخر هو الفيلم السوري (التسجيلي) «ذاكرة باللون الخاكي» (كما يحرص الفيلم تسمية اللون الكاكي المميز للشرطة والأمن) للمخرج ألفوز طنجور.

يبدأ بما يبدو تنفيذ حكم إعدام بحق ولد صغير ثم ينطلق صوب عدة شخصيات سورية انتقلت مضطرة من سوريا إلى الدول التي هاجرت إليها (عبر الأردن وتركيا إلى فنلندا بين أخرى). يسرد المخرج وسط هذه الشخصيات ذكرياته ورؤاه حول سوريا في الأمس القريب واليوم. وتشاركه مختلف الشخصيات الثلاث التي تروي ما حدث لها ووجهات نظرها في تسديد التهم فيما وصلت إليه سوريا من وضع مأسوي وتمزق كبير إلى ذلك المنهج الديكتاتوري لحكّامها متسائلاً، قبيل النهاية، عن كيف يمكن لفرد واحد أن يتحدث عن كل ملايين الأفراد من الناس ويخبرهم ما يقولون ومتى يقولونه.

يعود الفيلم إلى الثمانينات ومجزرة حماة التي أمر بها حافظ الأسد ثم يتقدم تدريجيًا إلى الوضع الحالي ويربط بين الزمانين بنفق ملؤه السجن والتعذيب والإهانة لكل من جرؤ على المعارضة. يأتي على تلك السطوة التي تمتع بها النظام منذ عقود والتي كانت السبب في الثورة العفوية التي انطلق بها الشعب السوري في مطلع الأحداث.

المضمون السياسي والإنساني لا يسيطر وحده ولا كان يمكن له أن يأتي بهذه القوّة لولا نجاح المخرج في رفع مستوى أدواته التقنية والفنية إلى حد يجعل من هذا الفيلم التسجيلي أهم عمل تسجيلي عن الوضع السوري تم تحقيقه منذ بداية الأزمة قبل أكثر من خمس سنوات.

قدرة المخرج على متابعة ما يرد على ألسنة شهود عيانه (كلهم خريجو زنزانات التعذيب) واختيار الصادم مما يروونه والإنساني فيما يتلونه بنسيج من البصريات المؤيدة التي لا تضن على مشاهديها بالرقي في مستوى الصورة ولا في تحميلها المعاني والرموز المتصلة بالوضع المأسوي العام.

أهم ما في كل ذلك أن الفيلم ليس وثائقيًا ولا - بحد ذاته مأسويًا بل يرفض الإذعان لما تذهب إليه أفلام متجزئة أخفقت في منح الموضوع المعالجة الفنية التي يحتاج إليها. المخرج طنجور يهتم بكيف يحقق العمل وليس فقط بماذا يروي فيه. يحشد، ببراعة، كل تلك المشاعر التي يستعرضها ثم يفجرها مونتاجيًا قرب النهاية كبركان ثورة فاعل وحتمي. القصف يختلط بالكلمات الموجعة. الدمار بمشاهد من الوداعة في الدول التي هاجر الآخرون إليها. يكثر من تصوير الجماليات حتى تلك المستنتجة من الواقع المؤسف والحزين. الفيلم بذلك كتلة فنية متلاحمة لا تستعطف ولا تكيل الخطب ولا تستثمر في المأساة إلا في نطاق تقديم عمل راق في معالجته، حريص على إنجازه الفني بقدر حرصه على استطلاع الحقائق وربما أكثر.

الشرق الأوسط في

13.12.2016

 
 

ضمن مسابقة المهر الإماراتي

«الرجال فقط عند الدفن».. جرأة سينمائية محفزة للخيال

دبي : مصعب شريف

يغوص المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، في فيلمه الروائي الطويل «الرجال فقط عند الدفن»، الذي عرض ضمن مسابقة المهر الإماراتي، في ما يصنف بأنه «مسكوت عنه»، في المجتمعات العربية، ليقارب بحرفية سينمائية كبيرة، قصة حياة عائلة عراقية في حقبة ما بعد الحرب العراقية الإيرانية.

يبدأ الفيلم بمكالمة تتلقاها «غنيمة» التي تعمل مقدمة برامج في إحدى الإذاعات المحلية، من «عارفة» صديقة والدتها والمقيمة معها في إحدى القرى العراقية، تخبرها فيها بأن والدتها الكفيفة تطلب حضورها فوراً لإبلاغها أموراً مهمة، تقطع «غنيمة» عملها وتتصل بزوجها «جابر»، الذي يطلب منها أن تسبقه وأنه سيلحق بها بعد مشوار قصير، تصل غنيمة وتبدأ حديثاً مع أمها و«عارفة» في سطح المنزل

تشير الأم إلى أنها بصدد الإفشاء عن سر ظلت محتفظة به لفترة طويلة، وقبل أن تبدأ في الحكاية تحاول الجلوس في مقعد على حافة السطح، فتهوي من السطح لتصدمها سيارة «جابر» الذي يأتي مسرعاً للحاق بهم، تموت الأم وتبدأ حكاية أخرى تتكشف خلالها أسرار الأم «فاهمة»، خلال أيام العزاء، عبر تقنية «الفلاش باك»، الذي تبدأ خيوطه من مشهد الدفن في المقابر، ويواري جابر ومن معه من الرجال رفات «فاهمة»، لتظهر امرأة من بعيد وسط القبور، على غير المعهود في الثقافة العربية. وهو الأمر الذي نوه له المخرج كتابة في بداية الفيلم، بعد أن يعود الرجال من الدفن يتضح لنا أن المرأة التي ظهرت في المقابر متخفية، هي «عائشة» شقيقة «غنيمة»، التي هربت بعد أن رفض والدها الراحل تزويجها لمن تحب، محاولاً إجبارها على الزواج من ابن عمها على طريقة زواج أختها غنيمة

في اليوم الأول للعزاء يأتي شيخ القرية ويسأل بفضول كبير عن أسباب الوفاة التي اتفق الجميع على إخفائها، مشيرين إلى أن العمى هو السبب الرئيسي للوفاة، يصر شيخ القرية على إشباع فضوله، فيسأل عن أسباب عمى الراحلة. تروي «عارفة» القصة مشيرة إلى أنها فوجئت بها في أحد الأيام تصرخ فيها أن تشعل الأنوار فهي لا تستطيع رؤية شيء إلا الظلام، وذلك بعد وفاة زوجها الذي كان يعاني مرضاً عضالاً، وهي المشاهد التي يصورها الكعبي بهدوء.

هنا تبدأ القصص في الاسترسال، في عزاء تصفه الأختان المتشاجرتان، بأنه «أتعس عزاء»، لكونه لم يشهد حضور أي أحد، ثم يغرقان في ضحك طويل على المفارقة. في اليوم الثاني للعزاء تأتي إحدى صديقات «فاهمة» وتحكي لبناتها بعض الأسرار عن قوة علاقتها بها، كيف أنها انقطعت عنها بعد أن حرمهما زوجها «والدهن» من التواصل، وهو الأمر الذي تؤكد عليه «عارفة»، التي تمنع الصديقة التي غادرت حياة البطلة، منذ ولادة البنات، من الاسترسال، إلا أنها لا تدري أن «غنيمة» قامت بالتنقيب في أغراض والدتها لتجد حزمة من الخطابات لمجموعة من النساء اللائي تربطه بهن علاقة عشق، بينهن رسالة غارقة في الحميمية، موجهة للدكتورة خلود.

تخرج الصديقة وبنهاية زيارتها ينتهي اليوم الثاني للعزاء، بعد أن تكشف للبنات أن أمهن كانت شاعرة عظيمة، وتطلعهن على مجموعة من قصائدها القديمة، مشيرة إلى أن والدهن كان سبباً في توقفها عن كتابة الشعر، باعتباره عاراً على المرأة حسب التقاليد المجتمعية، وفي اليوم التالي تأتي الدكتورة خلود، وترفض «عارفة» إدخالها للمنزل لأداء واجب العزاء، لكن غنيمة تنقذ الموقف لتكشف لها أنها الدكتورة غنيمة، تحاول عارفة أن تحول دون أن تتعرف البنات الى سر علاقة والدتها بطبيبة والدهما، إلا أن غنيمة تنهي الموضوع مشيرة إلى أنها كشفت كل شيء عبر الخطابات

يفكك الكعبي هذه العلاقات الحساسة التي لا يجرؤ أحد على الحديث عنها في المجتمع بترميز كبير، حتى في الإشارة لطبيعة العلاقة بين «فاهمة» وصديقاتها، دون أن يستدعي مشهداً مباشراً ليحدد به طبيعة العلاقة، عن هذا الترميز، وحول ما إذا كان من الأجدى فنياً إيراد مشاهد جريئة مباشرة تحدد طبيعة العلاقات يقول الكعبي: «هذه ليست طريقتي، المشاهد اليوم ذكي جداً ولدينا ثقافة سينمائية، هذه مشكلة السينما العربية تروي كل شي بمباشرة، لا بد من استفزاز خيال المشاهد، ومع الكاميرا والتمثيل، أستخدم خيال المشاهد، طريقتي هي استفزاز خيال المشاهد.

ومع أن الكعبي فكك جميع الأسرار بما فيها فترة اختفاء «عائشة»، إلا أنه حتى نهاية الفيلم لم يكشف عن طبيعة علاقة «عارفة» التي تلازم البطلة في المنزل بها، وما إذا كانت تربطها بها صلة قرابة أم لا، يقول الكعبي إنه قصد هذا التمويه، لأن كل شخص لديه فهم خاص للموضوع، مشيراً إلى أنه كان يود أن يبدأ الفيلم في ذهن المشاهد بعد نهاية العرض.

يقول الكعبي: «سؤال كيف ترى الفيلم هذه التساؤلات كانت مهمة لي لذلك أنا العب على خيالك كمتلقٍ، دون وجود لقطات خارجة، هنالك ترميز حتى في الإشارة لهذه العلاقات النسائية غير الطبيعية».

ويكشف الفيلم عن عدة خيوط في حياة هذه الأسرة، أهمها أن والدة البنات، لم تكن كفيفة وأنها كانت شاهدة على كل شيء، وهو الأمر الذي اكتشفته «عارفة» بعد سقوطها من السطح مباشرة، وهو ما تفسره بأنها رأت في حياتها ما يكفي من الحرمان والذل على يد زوجها، وهو يزوج بنتها بمن لا تحبه، وهروب بنتها الأخرى، وتتظاهر بالخداع، لتسمح لعائشة وابنها بالحياة في المنزل في تعقيد كبير للمعالجة الروائية للعمل.

يضيف الكعبي: «عندما فكرت في الفيلم كنت أود أن يكون العمل جديداً. كنت جريئاً في ما هو أكثر من الموضوع، حتى في موقع التصوير في طريقة الإضاءة في الخلفية، وفي الأماكن، هذه الأشياء التي كنت أحب أن أقدمها أشياء جديدة».

####

«يا عمري» مشروع ينهض على الذاكرة الجمعية

هادي زكاك : أنقب في التاريخ للمحافظة على الذاكرة

دبي: مصعب شريف

في فيلمه الجديد «ياعمري»، الذي عرض، أمس، في مهرجان دبي السينمائي، يتتبع المخرج اللبناني هادي زكاك، شيخوخة جدته «هنريات» التي تخطت المئة سنة من عمرها، ويرصد عبر آلية السرد العفوي المباشر، تحولات الذاكرة والهجرة من لبنان للبرازيل، وعلاقاتها مع الأولاد، ويفتح زكاك الباب عبر ذاكرة جدته على تاريخ المجتمع اللبناني، في محاولة لصون الذاكرة الجمعية للبنانيين عبر سيرة شيخوخة تحمل الكثير، بحسب ما يؤكد زكاك في لقائه مع «الخليج».

يحافظ زكاك في فيلمه الجديد، على الثيمة نفسها التي ظل وفياً لها لتضفي على مشروعه السينمائي خصوصية، لكونه مشروعاً ينهض على الأرشفة والحفاظ على الذاكرة الجمعية في بعدها السينمائي الإنساني، ففي فيلمه الأول «كمال جنبلاط.. الشاهد والشهادة»، رسم زكاك بورتريهاً إنسانياً لشخصية اللبناني الراحل، ليتبع الآلية نفسها في فيلمه «مرسيدس»، الحائز جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقّاد السينما (فيبريسكي) «الوثائقي» 2011، في مهرجان دبي السينمائي.

ويرى زكاك أنه بهذه التقنية السينمائية يحارب النسيان والموت، مشيراً إلى ضرورة التوثيق في مجتمع أصبح فاقداً للذاكرة. يقول: «ربما تشكلت دوافعي لاتباع هذا النمط الوثائقي لأني نشأت بلبنان في فترة الحرب، وهي الفترة التي تفتّح خلالها وعي للناس والحياة، والسمة العامة فيها أن هنالك فقداناً للذاكرة، ونسياناً لا يزال مستمراً حتى الآن، لذلك رأيت أنه يتعين علي صيانة هذه الذاكرة من التجريف». 

ويضيف: «هنالك صفحات من تاريخنا تطوى برحيل شخوصها من دون أن نفهمها بشكل جيد، لذلك دائماً ما أقول إن السينما الوثائقية وسيلة لمحاربة الموت والنسيان، والموت المعني هنا هو موت الأشخاص والتاريخ والذاكرة، لذلك أعمل على التنقيب في هذه الذاكرة للمحافظة عليها».

ويوضح أن الأمر لا يقتصر على فيلم «ياعمري» فقط، ففي «مرسيدس»، كذلك كانت قصة حياة سيارة وعائلتها منذ الخمسينات، ومن خلال هذه القصة تم استعرض التاريخ الاجتماعي اللبناني، من نظرتها، ليقول من خلاله إنها محاولة لأنسنة الحديد، لكونه يجسد المواطن العادي الذي رأى كل شي وأحس بشيخوخته. ويؤكد زكاك كذلك أن رصد الفعل الإنساني وخصوصيته عبر الحقب المختلفة، يعتبر من الأساسيات التي تمنح الفيلم معناه بالنسبة إليه، مشيراً إلى أن النجم الفعلي هو الإنسان، لذلك يعمل على رصد التفاصيل الإنسانية الصغيرة في أعماله، فنحن لا نخترع إنسان، إنما المعايير الإنسانية السامية، معايير الانفتاح وليس التعصب ورفض الآخر والظلامية التي تسيطر على عالم اليوم

موضوعات أفلام زكاك الوثائقية، ربما تجد مساحة أكبر وانتشاراً أوسع، لو وجدت معالجة روائية، تقارب شخوصها بما يمكنها من الوصول لأكبر عدد ممكن، كمثيلاتها من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، إلا أن لصاحب «يا عمري» رأياً آخر، فمع موافقته على أن المعالجة الروائية يمكن أن تصل لعدد كبير من الجمهور، إلا أنه يراهن على حرية الفيلم الوثائقي الأكبر، ومجال اختباره الأوسع لكونه يجسد الواقع عبر أدواته نفسها، دون أن يخترع شيئاً.

شغفه واهتمامه بالتاريخ الإنساني في بلده دفعه منذ زمن باكر للتنقيب في تاريخ السينما اللبنانية، ليتخرج حصيلة بحثه في كتاب باللغة الفرنسية، يقول إنه لم يجد من يمول ترجمته ونقله للعربية، إلا أن مادته أضحت قديمة لمرور 20 عاماً على كتابته، معلناً اعتزامه إعداد كتاب آخر عن الموضوع نفسه، ويبدو زكاك مديناً لكتابه بالكثير، مشيراً إلى أنه مثل انطلاقته الحقيقية في مجال السينما، لتعريفه بالمخرجين والوسط السينمائي، وتمكينه من تحديد موضع قدمه من الأشكال السينمائية المختلفة.

####

مخرج يوثق ذاكرة شعب

مهند يعقوبي لـ الخليج: الأرض الفلسطينية موجودة في السينما

دبي : «الخليج»

عبر مادة أرشيفية كبيرة تتناول الأفلام التي أرّخت للثورة الفلسطينية بمختلف مراحلها، يتتبع المخرج الفلسطيني مهند يعقوبي في فيلمه غير الروائي الأول «خارج الإطار أو ثورة حتى النصر»، تاريخ السينما النضالية، وتطوّرها في منطقة الشرق الأوسط، وكيفية تناولها للقضية الفلسطينية، من خلال تتبع نشأة وحياة إحدى المجموعات السينمائية الثورية

يبحث الفيلم في العوامل الفنية والسياسية التي دفعت بهذه الأفلام للاستمرار في السبعينات، ويسأل عن أسباب انتهائها في بيروت عام 1982، ويشير يعقوبي في حواره مع «الخليج» إلى أنه ظل يعمل طوال ال 7 سنوات الماضية على الفيلم، واصفاً له بالمهمة الشاقة، ونتعرف إليه أكثر خلال الحوار التالي..

من هو مهند يعقوبي؟

مهندي يعقوبي، مخرج ومنتج سينمائي، مقيم في رام الله، لدي شركة إنتاج اسمها «أديومز فيلم»، وأعمل مع كثير من المخرجين والمخرجات في فلسطين، درست تاريخ السينما في لندن في 2007.

هل يمكن أن نصف فيلمك بأنه محاولة لإعداد ببلوغرافيا لسينما الثورة في فلسطين؟

بالضبط، هو بالأساس ببلوغرافيا لهذه السينما المفقودة، ليس لأن المواد ليست موجودة، ولكن لأنهم كانوا يريدون منا أن ننسى هذه المرحلة من تاريخنا، بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وهو ليس توقيعاً على السلام وإنما توقيع على التنازل عن الذاكرة، ففي هذه الفترة منذ 1994، كنا نسمع ولا نرى، وليس هنالك مجهود حكومي مؤسساتي فلسطيني للمحافظة على هذا الأرشيف في مكان واحد، وعندما بدأت البحث كان من الصعب علي أن أجد شيئاً في مكان واحد. تجميع النصوص استغرق عاماً ونصف العام، والفيلم بشكل كامل استغرق 7 سنوات، وصار مشروعاً بالنسبة لي، فهو يعني مشروعاً لحفظ الذاكرة، أصور وأبحث حتى أثناء العمل، جبت مجموعة من الدول، التعامل معه في النهاية كان صعباً وفرض علي استبعاد روايتي الشخصية، هنالك ثلاث محاولات في الفيلم لكي أحكي تجربتي الشخصية، وفي النهاية توصلت إلى أني أحكي عن شيء لا يعرفه الناس، لذلك من الأولى أن أعرف الناس إليه أولاً، لذلك في المونتاج حرصت على التتابع الزمني للأحداث.

خلال هذا التتابع يقودنا الفيلم لخيوط متفرقة تجعلنا أمام أحداث تاريخية مهمة، مثل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة أفلام فلسطين وغيرهما، هل هي محاولة للمزج بين تاريخ السينما وتاريخ الأراضي المحتلة، أم أن المادة المتوافرة هي التي فرضت ذلك؟

نعم هنالك أحداث أساسية مثل حرب 1967، والحرب الأهلية في لبنان، أردت أن أقول من خلال هذا المزج إنه وسط هذه الأحداث هناك شعب يحاول أن يبني صورته، وسلاحه الكاميرا، فالثورة الفلسطينية ليست عمليات عسكرية. العمليات العسكرية كانت تتم لكي تصور، ويطلق الرصاص لكي نسمع صوته ونشعر بوجودنا في العالم، في لحظة معينة أثناء عملي على الفيلم، لم أعد قادراً على الفصل بين سينما الثورة الفلسطينية والثورة نفسها، صارا شيئاً واحداً، السينما والمسرح والعمل السياسي، كلها جزء من هذا الشعب الذي يعمل على تحقيق وجوده، عملي على الفيلم كشف لي أن أعداء الثورة الفلسطينية ليسوا «الإسرائيليين» فقط، إنما أولئك الذين يعملون على سرقة ذاكرة الشعب الفلسطيني.

هل هذا ما قصدته في التنويه المكتوب في الفيلم بأن معظم الأفلام الفلسطينية التي تروي هذه الحقبة اختفت قبل الاجتياح؟

نعم اختفت منذ العام 1982، لأنه إذا ذهبت لمهرجان لابتك في ألمانيا تجد في الأرشيف في «سينماتك الفرنسي» وجامعة شيكاغو حيث كان موجوداً هنالك اتحاد طلاب فلسطينيين قوي جداً، حتى في موزامبيق وجدنا أفلاماً فلسطينية، لأنه في تلك الفترة كانت هناك فرصة للحلم، وهذا الحلم يقودنا لما قصدته في خارج الإطار، إنني عملت من خلاله على رصد الواقع العالمي في تلك الفترة، ولم يقتصر عملي على الوضع الفلسطيني فقط، الثورة الفلسطينية هي بنت مرحلتها.

تلقيت دعماً من «ملتقى دبي السينمائي» لفيلمك الأول منذ العام 2009، ماذا يمثل لك هذا الأمر؟

تلقيت أول دعم من الملتقى وأشكرهم على الثقة، لأنها كانت مغامرة بالنسبة لهم، فهو فيلمي الأول الطويل، أنتجت «المتسللون» الذي فاز بالمسابقة الرسمية في 2013، لدي تصور لعملية إخراج الفيلم، لكنني لم أتصور أنني سأكون أنا المخرج، وفي هذا الفيلم كنا تائهين، لأن الوضع كان غامضاً ومرهقاً جداً، أعمل الآن على فيلم عن لحظة دخول الجنرال «المن» للقدس في 1919، وهو فيلم أعتمد فيه على تقنية الصور الفوتوغرافية الممزوجة بمقابلات مع مستشرق عاصر اللحظة وأعد كتاباً عنها، وهو عمل تجريبي وربما يستغرق وقتاً. وأتمنى أن يجد فيلمي طريقه لدور السينمات والجامعات، لأنه مهم أن نتعرف إلى هذا الإرث، فعندما درست تاريخ السينما في لندن، وقفت على أهمية السينما الفلسطينية وقوتها، وبالمقابل أعتقد أنه من المهم دراسة تجاربنا المحلية التي تمنحنا خصوصيتنا.

وظّفت شعار الثورة في عنوان الفيلم «ثورة حتى النصر»، لكن ألا ترى أنك جنحت للمباشرة في معالجة المقاطع المتعلقة بالشعار؟

نعم هنالك مباشرة، لأننا نتحدث عن سينما دعائية وليست جمالية، هي سينما مصنوعة لحث الفلسطينيين على الانضمام للثورة، لذلك أتت هذه المشاهد التي تترجم هذا الشعار.

لا، أنا أتحدث عن المباشرة في معالجة المادة المتوافرة وليست طبيعتها؟

حقيقة لم أفكر في الأمر، بقدر ما كانت محاولاتي تنصب لعمل حفظ للذاكرة، أكثر من استعراض جمالياتي في العمل، ومعالجتي البسيطة كانت بالصوت، حاولت أن أعمل صوتاً حقيقياً يناسب اللحظات المختلفة.

وجود الأطفال في الفيلم، هل قصدت منه الاستمرارية في الفكرة والرسالة؟

قضية الأطفال تواجه إشكالية دائماً، الغرب يقول إننا نربي أبناءنا على الكراهية، لكنني حاولت أن أقول من خلال الفيلم إننا نربي أطفالنا على استمرارية المقاومة، والآن لم يعد لنا سلاح سوى السينما، هي السلاح الوحيد للمقاومة الآن، العالم يتباهى بالأرض والبنايات والإنجازات، نحن نتباهى بأننا نصنع لحظات وجودنا، الأرض الفلسطينية موجودة فقط بالسينما، أعيش في رام الله لكنني لا أدخل الأراضي المحتلة، لأني عندما أذهب أشعر بأنه لا أمل، لكن السينما أملي الوحيد، مثلما كانت الأداة الوحيد لصناع الأفلام التي نتحدث عنها في الفيلم كانوا موجودين في بيروت وعمان وغيرهما، لكن كانت الأرض الفلسطينية المحتلة موجودة في جميع أعمالهم.

وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

أولها استكمال هذا الفيلم بعمل آخر اسمه «خارج الإطار أو وحدة أفلام فلسطين» جزء أول عن الفترة، دون أن يتضمن مقابلات مع المخرجين والمخرجات الذين يمثلون أيضاً ذاكرة مهمة، لهذه الفترة من التاريخ الفلسطيني، لأن وحدة أفلام فلسطين هي التي قامت بكل هذه الجهود منذ تأسيسها في 1968، وأسسها 3 شبان هم خريجون جدد، هم من بنوا العلاقات مع المخرجين العالميين الذين أتوا للعمل معهم وأنتجوا نحو 860 فيلماً، وهو جزء نسمع فيه أكثر مما نشاهده، لأن هذا الجزء اقتصر على الأرشيف الفيلمي.

####

بحضور المنتج ومقدمي البرنامج

«SNLبالعربي» يحتفل بنجاح موسمه الثاني

دبي: محمد حمدي شاكر

عقدت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثالثة عشرة صباح أمس في قاعة المؤتمرات بمدينة جميرا، مؤتمراً صحفياً لفريق عمل برنامج «SNL بالعربي»، بحضور منتج العمل طارق الجنايني، ومقدمي البرنامج خالد منصور وشادي ألفونس، بالإضافة لأحد ضيوف البرنامج أخيراً الفنان ظافر عابدين، ليتحدث عن تجربة استضافته مع مقدمي البرنامج.

ووجه المؤتمر الذي أداره الفنان الإماراتي الكوميدي علي السيد، في بداية الجلسة التحية لنجوم الكوميديا العرب أمثال إسماعيل يس، ودريد لحام، والمخرج داوود عبد السيد، وطارق العلي، والعديد من نجوم الكوميديا الخليجيين والعرب.

وقال طارق الجنايني إن فكرة البرنامج مستوحاة من البرنامج الأمريكي الأصلي الذي يحمل اسم «SNL» أو (Saturday Night Live)، وبعد توقف برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، لم أجد أفضل من خالد منصور وشادي ألفونس ليكونا بطلي البرنامج في نسخته العربية.

وأضاف: «أنا سعيد جداً بنجاح البرنامج وردود الأفعال القوية التي تلقتها مع عرض كل حلقة من الجمهور أو من الأصدقاء، وأرى أن كل حلقة من البرنامج بمثابة فيلم سينمائي كوميدي كامل لما تحمله من تفاصيل ومشاهد مختلفة بل ومناظر أيضاً متجددة. واستفدنا كثيراً من زيارتنا لأمريكا ومشاهدة البرنامج الأصلي ومقابلة فريق العمل وتعلم العديد من الأشياء منهم، ومعرفة التفاصيل التي أعطتنا خبرة كبيرة خصوصاً أن البرنامج الأصلي له ما يفوق 40 عاماً، وبالتالي خرجنا من البرنامج بهذا الشكل النهائي في الموسمين الأول والثاني، وسنعلن قريباً عن الموسم الثالث خلال الفترة المقبلة».

وقال شادي ألفونس، أحد مقدمي البرنامج: حاولنا من خلال حلقات البرنامج أن نعرض الكوميديا الذكية، ولا نتطرق من قريب أو من بعيد للمناطق الشائكة بشكل صريح، فهدفنا الأول والأخير هو الكوميديا وإسعاد الجمهور وإضحاكه، من خلال العديد من المواقف والمشاهد المختلفة وباستضافة العديد من نجوم الكوميديا المختلفين. وأضاف: كان لدينا أكثر من 26 نجماً خلال الموسم الماضي، من مشاهير الوطن العربي، وأخذنا تقريباً في تصوير كل حلقة ما يفوق الخمسين ساعة كاملة حتى نخرج بحلقة واحدة، وأعتقد أن هذا الوقت الكبير جاء في النهاية وكلل بالنجاح ووصلنا إلى العديد من الجماهير العربية.

أوضح خالد منصور، أن البرنامج كان من المفترض أن يرى النور في إبريل من العام الماضي، ولكن فريق العمل أراد أن تكون انطلاقة البرنامج في الوطن العربي قوية ومؤثرة، فتأجل حتى سبتمبر 2015. وأضاف: أنهينا الموسم الثاني السبت الماضي بحلقة الفنان هاني رمزي التي كانت أكثر من مميزة، ونتطلع للتحضير للموسم الثالث، ولكننا لا نعلم حتى الآن ملامحه، وسنتحدث عنه لاحقاً.

من جهته أكد ظافر عابدين أحد ضيوف البرنامج في موسمه الثاني، سعادته بالمشاركة في إحدى الحلقات وأكد أنها كانت مشاركة مختلفة ومتميزة، ويأمل أن يكررها مرة أخرى خلال المواسم المقبلة، وتمنى النجاح لفريق العمل.

الخليج الإماراتية في

13.12.2016

 
 

بشهادة كبار النجوم

«دبي السينمائي» صفقة رابحة للشاشة الإماراتيــــة والعربية

أحمد النجار (دبي)

سيناريو مفتوح تصنعه مدينة دبي حاضنة الفن ورائدة الإبداع الإنساني التي تؤمن بأن من يمتلك سينما قوية سيكون قادراً أن يفرض هويته، ويصنع رسالته، ويصدر منتجه السينمائي إلى مختلف شعوب العالم.

ويحمل هذا المهرجان أهمية فنية وخصوصية ثقافية تميزه عن غيره من المهرجانات العالمية، كونه يحمل بين طياته رسائل دبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة، بأنها بلد التسامح ومنبر للأفكار التي تدعو إلى السلام.

مشهد سينمائي يستمر حتى الأربعاء المقبل، ويبدو مبشراً بألوان مفاجآته التي تخطف أنظار ضيوفه ورواده وكبار نجومه وزائريه، وأكد عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي، في حديثه مع «الاتحاد» أن السينما العربية تشهد ازدهاراً خلال السنوات الـ 5 الماضية، بالنظر إلى حجم الأفلام المشاركة في المهرجان والتي تتخطى 63 فيلماً عربياً من بين 156 فيلماً تم اختيارها بعناية من إجمالي 3600 فيلم تقدم بطلب المشاركة في هذه الدورة.

حلقة وصل

وبسؤاله عما قدمه للفن والفنانين الإمارتين، قال مسعود أمر الله المدير الفني لـ «مهرجان دبي السينمائي» إن المهرجان صفقة رابحة للجميع، لا سيما صانع الأفلام الإماراتي كونه يفرد مساحة للتعريف بأفلامهم ويتولى دعمهم مادياً وفنياً وإيصال أفكارهم إلى مهرجانات عالمية، وذلك من خلال «برنامج إنجاز»، وهو أحد مبادرات «دبي السينمائي»، والذي يهدف إلى دعم المواهب الشابة والأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج بالتلوين ودمج الصوت، كما أنه يشجع المواهب العربية، وقد قدم دعماً مادياً لعشرات الأفلام دون استثناء، لرفع مستوى السينما العربية».

ختم للمنافسة عالمياً

وأكدت الكاتبة والمخرجة السينمائية نجوم الغانم، أن المهرجان استقطب منذ انطلاقته في العام 2004، أيقونات سينمائية رائعة بتوقيع أسماء محلية وعالمية، وأن كل مشاركة لصانع أفلام، يعتبر مكسباً كبيراً بالنسبة له، فيكفي عرض فيلمه ضمن قائمة الأفلام المتنافسة في المهرجان، وهي فرصة ثمينة لإبراز أفكاره ورسالته، مشيرة أن مشاركة أي فيلم في المهرجان، يؤهله للمشاركة في مهرجانات دولية لا سيما ممن يحملون ختم شعار المهرجان في أفلامهم».

عرس سنوي

وقالت الفنانة هيفاء حسين إن المهرجان هو عيد ميلاد سنوي لكل الفنانين الإماراتيين والسينمائيين العرب، ووصفته بـ «العرس السينمائي» الذي يمثل ملتقى للأفكار والتواصل وفرصة للتعارف بأشهر صانعي الأفلام، لمعايشة تجاربهم ومواكبة خبراتهم لنتثقف سينمائياً، وقالت إن المهرجان يدعم الأعمال السينمائية الإماراتية بسخاء، ويجب على الفنان الإماراتي أن يضع نفسه في نص جيد برؤية إخراجية لامعة، لإنتاج أعمال لائقة وهادفة، وليس ضرورياً أن يبدأ بأفلام روائية طويلة.

سينما جريئة

وعلى هامش السجادة الحمراء، قالت الفنانة المصرية إلهام شاهين، إن المهرجان يمثل ملتقى سينمائي لكل العرب، وحاضنا مهماً لكل الأعمال الفنية التي لم تلق طريقها للعرض، كما أنه أصبح نافذة على العالم يطل من خلالها صنّاع أفلام الشبابية، ويفسح لهم المجال ويحتفي بأفكارهم ورؤاهم وفنهم، وهو بداية الحكاية لانطلاق سينما جريئة، تدعمها رؤية منفتحة تشجع على حرية الفكر والرأي والإبداع في مختلف الموضوعات والقصص.

أفلام محظورة

وقالت الفنانة المصرية هند صبري إن دبي السينمائي، يعتبر متنفساً فنياً لحرية الرأي والفكر والإبداع بكل ألوانه، ومنصة مرموقة لعرض أفلام محضورة لم تجد لها طريقاً إلى دور العرض، تحمل صبغة فنية متميزة، وترتقي بالوعي والعقل، تتمتع بمضمون إنساني واجتماعي وفكري، حيث يقف وراء اختيارها لجنة تحكيم تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة والمهنية.

تحية

وبدورها توجهت الفنانة الإماراتية أشجان بتحية مفعمة بالتقدير والامتنان لكل القائمين على إنجاح هذا المهرجان، معتبرة أنه إشراقة أمل للسينما العربية، لا سيما بعد إلغاء وتأجيل مهرجانات سينمائية عربية في دول عربية، بسبب التوتر والأحداث التي تعيشها، إلا أن دبي كانت ولا تزال السبّاقة لمد الجسور بين الفنانين والسينمائيين العرب، ومنحهم الدعم والتشجيع وأوجد فرصاً للمنافسة لإنعاش المشهد الفني والسينمائي في الخليج.

صناعة وأيقونة

وقالت الفنانة هدى حمدان، إن المهرجان شكل رافداً مهماً للفنان الإماراتي وخاصة صانعي الأفلام الشباب الذي تصدروا المشهد، لا سيما بعد فوز المخرج الإماراتي عبدالله حسن أحمد بجائزة «أي دبليو سي» عن فيلمه «مطلع الشمس».

ولفتت: تميز المهرجان لهذا العام بأفلام قوية ضربت على أوتار حسّاسة في التابوهات الممنوعة من العرض، مبدية إعجابها بالزخم الجماهيري، خاصة ضيوف الشرف الذي تصدرهم الممثل الأميركي العالمي صامويل جاكسون، مشيرة إلى أن المهرجان يعد أيقونة فنية تتباهى بها دبي أمام نظيراتها من مدن العالم.

####

تجارب سينمائية تحاكي الواقع

«مونشنجيت» يستدعي عالم «هوليوود» إلى دبي

نسرين درزي (أبوظبي)

يستعد «موشنجيت - دبي»، أكبر متنزه ترفيهي في الشرق الأوسط مستوحى من أفلام هوليوود والرسوم المتحركة، ضمن مجمع «دبي باركس أند ريزورتس»، لاستقبال الضيوف بدءاً من 18 من الشهر الجاري، كاشفاً زاوية مشعة من عالم الإبهار المشهدي الذي تنعم به مرافق الاستقطاب في البلاد، ومع هذا الصرح الجامع لقصص الخيال يضاف عنوان آخر إلى أجندة المواقع التي لا بد من زيارتها لعشاق اللهو المترف وذواقة صناعة السينما والشخصيات الكرتونية. وهناك يتاح للزوار تخطي الشاشات والعبور إلى تجارب استثنائية.

المرح الطفولي

عند الدخول إلى «موشنجيت - دبي»، الواقع على شارع الشيخ زايد بالقرب من نخلة جبل علي، تتراءى البوابة العملاقة المصممة على شكل شريط سينمائي مفعم بألوان المرح الطفولي الذي يرافق الصغار ويحيي ذكريات الكبار. وهناك يشعر الضيف بأنه يعبر الزمن إلى محطات ثابتة بمسيرة هوليوود الرنانة. ومع كل خطوة باتجاه مراكز الألعاب المصنفة بحسب أهم 13 فيلماً كرتونياً شهدتها السينما، تخرج صور حية عن عظمة التكنولوجيا في تسخير أدواتها لخدمة تجسيد الأبعاد الثلاثية بأقرب ما يكون إلى الواقع. وعند الوصول إلى خط الانتظار لعبور اللعبة الأولى تخترق السمع مفاجأة تسجيل تم إعداده خصيصاً لـ«موشنجيت - دبي» من داخل استديوهات هوليوود وبأصوات الشخصيات الكرتونية الأشهر على الإطلاق، وهي مبادرة تكرس المستوى الراقي الذي تحتله المدينة الترفيهية المتفردة بحيث لم يسبق لمجد هوليوود التاريخي أن خص متنزهاً في المنطقة بمقطوعات ترحيبية مماثلة.

مظاهر الترفيه

قال جون هالينبيك المدير العام لـ«موشنجيت دبي»: «تمحورت حياتي المهنية منذ بدايتها حول المنتزهات الترفيهية، وأدركت في وقت مبكر أن أفضل المتنزهات الترفيهية وأنجحها هي التي تقدم للزوار تجارب وذكريات لا تنسى، من خلال الألعاب والوجهات الترفيهية التفاعلية التي تضمن أعلى درجات الإثارة والتشويق والترفيه لمحبيها»، وأضاف: «ما أنجزه فريق عمل «موشنجيت - دبي» أمر ممتاز ونحن على يقين بأننا سنذهل الزوار مع كل زيارة».

وعن آخر الاستعدادات ليوم الافتتاح، قالت حمدة غانم، مديرة العلاقات العامة في «موشنجيت - دبي» لـ«الاتحاد» إن أكثر ما يميز المتنزه أنه مستوحى بالكامل من أفلام هوليوود كما لم يتم ذلك من قبل. ومن ضمنها سلسلة «مدغشقر» التي يعشقها المشاهدون حول العالم من مختلف الأعمار. وكذلك شخصيات فيلم «كونج فو باندا» و«شريك» و«فندق ترانسلفانيا» و«غوست باسترز» و«السنافر» و«هانجر جيمز» التي أذهلت رواد السينما، وسوف تذهلهم بأسلوب مغاير من داخل «مونشنجيت دبي». وأوضحت غانم أن المتنزه الذي يمتد على 5 مناطق يوفر للرواد تجارب رائعة ضمن 27 لعبة ووجهة ترفيهية. تشمل الأفعوانيات ومنصات ألعاب التشويق متعددة الوسائط في الأجواء المظلمة ومختبرات الألعاب التفاعلية. إضافة إلى برنامج التجوال الشامل وعروض الرقص الحية والعروض المسرحية الشيقة التي تحيي أهم أفلام هوليوود في كل أنحاء المتنزه، و15 تجربة حية تتيح مقابلة الشخصيات الكرتونية الشهيرة. وأشارت إلى اعتبار «موشنحيت - دبي» وجهة سياحية شاملة لما توفره من خدمات اللعب والتسلية والتسوق وأكثر، إذ يضم المتنزه مسرحاً ضخماً و9 مطاعم عائلية و15 متجراً وعدداً من الأكشاك المخصصة لبيع الوجبات الخفيفة والهدايا التذكارية.

مغامرات سينمائية

في مواكبته لعصرية عوالم الترفيه الشاملة استقطب «موشنجيت - دبي» أحدث تقنيات الجيل الجديد في الألعاب لإشراك كل الحواس، ما يوفر واقعاً بديلاً لمفهوم المغامرات السينمائية. وبأوجه التفرد نفسها يطلق المتنزه أول فيديو ترويجي يقدم لمحة عن عرض الهيب هوب الهوليوودي «ستيب أب دبي - أول إن». تشارك فيه نخبة من ألمع المواهب حول العالم، ويضم حوارات قصيرة مع أبرز منظمي العرض الراقص، بينهم مصمم الرقصات العالمي جيو هوبيلا ومخرج البرودواي مايكل كلاويرس.

ويأتي الاستعراض على صورة احتفالية دائمة على منصة مسرح هوليوود الذي يضم ألف مقعد ضمن «موشنجيت - دبي». والفيديو هو الأول من سلسلة حلقات الكشف عن الألعاب والعروض الترفيهية التي يقدمها المتنزه، وتوفر في مواقع كثيرة جولات أفعوانية سريعة عبر استخدام تجربة محاكاة متكاملة للواقع الافتراضي.

خيارات واسعة

من خيارات الترفيه في «موشنجيت» إمكانية التدرب على يد الماستر بو من «كونغ فو باندا» أو الانضمام إلى فريق «جوست بوسترز» لمطاردة الأشباح وإنقاذ مدينة نيويورك أو ركوب القطار السريع «كابيتول بوليت ترين»، أول لعبة ركوب في العالم مستوحاة من سلسلة أفلام «هانجر جيمز».

ومن المرافق اللافتة على أرض المتنزه الهوليوودي تطل قرية السنافر ببيوتها المغطاة بالفطر، وهنا وسط هذا العالم الأزرق المحبب تتهادى بيئة من الغابات والأشجار الوارفة، والتي تعيد أجواؤها الجميع إلى ذكريات الطفولة وسط مطارح اللعب وحارات بابا سنفور وسنفورة وسنفور مفكر وسنفور مغرور. وتحظى القرية بأكبر مزيج متنوع للألعاب المستوحاة من شخصيات السنافر مثل قطار «سمورف فيليدج إكسبرس» الذي يعد الأول من نوعه في دبي.

ومطعم «فيري سميرفي كافيه» الذي يمكن أفراد العائلة من تناول الطعام تحت سقف منزل من الفطر.

تقنيات ذكية

يتألق المتنزه المشع بالأبطال الكرتونية لهوليوود بعروض خدمات شاملة تم تعزيزها بتقنيات ذكية. وهو يوفر نظام طوابير ذكية ومسارات مظللة وتسهيلات كاملة للزوار الذين يعانون من مشكلات في الحركة.

عالم أسطوري

يلخص «موشنجيت - دبي» أجواء هوليوود الشيقة في قالب ترفيهي يدعو الزوار إلى اكتشاف العالم السحري والأسطوري لعدد من الأفلام المفضلة. ويجمع ثلاثاً من أبرز شركات الإنتاج السينمائي في موقع واحد وهي: «دريم وركس أنيميشن»، «سوني بيكتشرز ستوديوز» و«ليونزجيت».

####

ضمن مسابقة «المهر الإماراتي» بمهرجان دبي السينمائي

ثلاثة أفلام قصيرة تناقش العنف الأسري والغضب الاجتماعي والنفسي خلف جدران الصمت

إبراهيم الملا (دبي)

ضمن مسابقة المهر الإماراتي الذي تتنافس على جوائزه 13 فيلماً قصيراً وطويلاً ووثائقياً، احتضنت شاشة مهرجان دبي السينمائي الدولي، مساء أمس الأول، ثلاثة أفلام قصيرة بتوقيع المخرجة شذى مسعود، والمخرج ياسر النيادي، والمخرجة نايلة الخاجة، واشتركت هذه الأفلام في طرح قضايا نفسية واجتماعية متوارية خلف طبقة سميكة من الصمت والتجاهل، وإن اختلفت أساليب المخرجين الثلاثة في المعالجة الفنية المتراوحة بين السرد والتوثيق، وبين استعادة صور وذاكرات من الطفولة، واللجوء كذلك لقصص واقعية صادمة ومؤلمة، ومتطلعة في الوقت ذاته لتجاوز هذا الألم، من خلال القفز فوق حواجز عالية من التستّر والانزواء والخجل، ومن خلال تنفيذ مشاهد تعمل على تحويل الإسقاطات الرمزية إلى حالات مكشوفة وقابلة للنقاش والجدل والتفكيك.

في عملها الوثائقي الأول بعنوان: «ممسوس»، تقدم المخرجة الإماراتية الشابة شذى مسعود شريطاً تسجيلياً يستنطق التجارب النفسية الصعبة لثلاث شخصيات اختارت أن تواجه الكاميرا، وكأنها تقف أمام مرايا هائلة من القلق والخوف والاكتئاب، من دون أن تضع أقنعة بديلة تداري بها خلل الاضطراب الداخلي والمعاناة الطويلة من الرهاب والحصر والملانخوليا.

وتلجأ المخرجة شذى مسعود عند الفصل بين المشاهد للرسوم المتحركة واللقطات الأرشيفية القديمة باللونين المحايدين: الأبيض والأسود، وإلى أغانٍ شرقية، وموسيقا أوركسترالية صاخبة، كنوع من القطع الحاد بين حوارات المتداخلين، وكأنها تشاركهم أيضاً في التعبير عن كوابيسها وخيالاتها السوريالية المخيفة، بحثاً عن علاج حقيقي وجدي لمعاناة المرضى النفسيين بعيداً عن دجل المشعوذين، والنظرة الاجتماعية المريبة حول أوهام السحر والطلاسم والخرافات الشعبية.

وقدمت المخرجة نائلة الخاجة في فيلمها المعنون بـ :«حيوان» صيغة روائية محكمة وخانقة أيضاً، تتناول فيه قصة أب شرس يسبب الكثير من المشاكل والويلات في بيته الذي يضمّ زوجته الأجنبية وابنة في السابعة من عمرها وطباخاً آسيوياً، يتحول العنف الأسري هنا إلى حالة مقلقة للجميع، فردّات الفعل القاسية من الأب لا يمكن توقع نتائجها، كما لا يمكن فهم دوافعها، أو حتى تبرير هذه الدوافع، وتعزز المخرجة هذا الجوّ المشحون بالتوتر، من خلال توزيع بالإضاءة بين مناطق الخفوت والسطوع، واختزال الحوارات إلى ما يشبه الصمت الضاجّ بغضب عميق.

واتبعت الخاجة تكنيكاً إخراجياً موفقاً لتصوير معاناة هذه الأسرة الصغيرة، بإضفاء الغرابة على ما هو مألوف، وبتركيزها على اللقطات المقربة لرصد ردّات الفعل الفردية، وتوسيع كادر المشهد عند اجتماع العائلة على طاولة الطعام في خاتمة الفيلم، وكان هذا التنويع المشهدي موزعاً بدقة بين اللقطات المحايدة والتمهيدية، والأخرى اللصيقة بالحبكة الأساسية أو الفكرة العامة للعمل، المتمثلة هنا في الجنون المتحفّز داخل الأب والقابل للانفجار في أي لحظة.

أما المخرج ياسر النيادي فقدم في فيلمه الروائي القصير بعنوان:«روبيان» مجموعة من الحكايات المتفرقة شكلاً والمتداخلة موضوعاً، ابتداءً من حكاية عامل النظافة الهندي في أحد الفنادق، والذي يعاني من الكبت الحسّي، ويترجم هذا الكبت إلى تصرفات شاذة، مستغلا مهنته في سرقة شرائح الهواتف الخاصة بالنزلاء، واستعراض ما تخبئه من أسرار وفضائح، بينما تنتقل بنا الحكاية الثانية في الفيلم إلى الوضع المتوتر بين الزوج وطليقته، بعد أن يهجرها في الليلة الأولى من الزواج، ويرميها عند منزل أسرتها، حيث نرى عبارة معلقة علي باب منزلها تقول : «البضاعة المباعة لا تردّ ولا تستبدل».

لجأ النيادي في فيلم «روبيان» إلى المعالجة التهكمية، المعتمدة أساساً على التضخيم والمبالغة، ومن دون إقحام أي حوارات بين شخصيات العمل، ورصد خلال الفيلم العديد من الظواهر السلبية التي نراها حولنا ولا نعيرها اهتماماً، مثل انتشار ظاهرة الوجبات السريعة والملوثة، وزيادة نسبة التخمة، ومظاهر التشتت والتفسخ الاجتماعي، وتشوش المعايير الأخلاقية، وكانت المشاهد الجريئة التي اعتمدها النيادي في الفيلم مقصودة لطرق أكثر من جرس إنذار، قد يشير أحدها وبقوة إلى خطورة هذه التحولات، وإلى تأثيرها السلبي الفادح على الجيل الحالي والأجيال القادمة.

####

«دور الموزع السينمائي» يتصدر محاور الجلسات النقاشية

رانيا حسن(دبي)

«دور وكيل المبيعات للأفلام السينمائية، والتطور الدائم للبيع والتوزيع في العصر الرقمي»، كان الموضوع الأول للجلسات النقاشية، أمس، بمهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث ألقى ديار دوميهري مؤسس شركة «مانيكي فيلمز /‏فول هاوس» محاضرة، تناول فيها المواصفات والمعايير التي يجب توافرها في الموزع الذي يتولى التسويق للفيلم، وأهمها علاقاته الواسعة بقنوات ومحطات التليفزيون، وأصحاب دور العرض، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة، أيضاً دوره في تسويق العمل للمهرجانات والترويج له، كما تطرق لأنواع شركات الإنتاج ونوعية الأفلام التي تقوم بإنتاجها.

وجاءت الندوة الثانية بعنوان «صور توزيع جريئة»، واستعرضت فضاء الإنترنت والعصر الرقمي في تغيير استهلاكنا للمحتوي، وفجر المحاورون قضية قرصنة المواقع الإلكترونية على الأفلام وتكبد الشركات خسارة مالية تصل لنحو 7 مليارات دولار أميركي على مستوى العالم، واستعرض المحاورون، وهم» غافين همفريز منتج تنفيذي بشركة ناونس، ونادر سوبهان رئيس شركة «إفليكس»، وجيانلووكا شاكرا مدير شركة «فرونت روفيلمز»، بالإضافة إلى إندي وايتاكر مؤسس شركة «دوغ ووف»، البديل الرسمي للقرصنة، وإيجاد نوافذ متعددة للجمهور للحصول على الفيلم من خلال مواقع لشركات برسوم قليلة، تصل إلى نحو من 4 إلى 8 دولارات رسوم مشاهدة الفيلم، ومنها التقنيات الحديثة الخاصة بالتليفون المحمول، وتنزيل نسخة من الفيلم.

أما الجلسة الأخيرة فحملت عنوان «الأطفال إلى أين؟»، وتناولت دور المحتوى المقدم في تغيير عادات وسلوكيات الطفل، بمشاركة كل من: ماتياس بوشمان مدير شركة فاست ميديا، وراندل بريان مدير شركة إنديمول شانين، وماريا جودون مدير التسويق بسينمات ماجد الفطيم، بالإضافة إلى جوش ديكي محرر قسم الترفيه بمجلة ماشابل.

الإتحاد الإماراتية في

13.12.2016

 
 

صور| الجمهور والنقاد يشيدون بالفيلم المصري "علي معزة وإبراهيم" في دبي

مهجة مجدى

أقيم أمس الاثنين العرض العالمي الأول للفيلم المصري "علي معزة وإبراهيم" بمهرجان دبي السينمائي، الذي ينافس على جائزة المهر الطويل ضمن فعاليات الدورة الـ 13 للمهرجان، التي تستمر حتى 14 ديسمبر.

وقد حضر العرض كل من الفنانة ناهد السباعي، وأحمد مجدي، وعلي صبحي، ومخرج العمل شريف البنداري، والمنتج محمد حفظي، بينما تغيبت عن الحضور الفنانة سلوى محمد علي.

وحاز الفيلم على إعجاب الجمهور بشكل كبير، ووصفوه بأنه تجربة غير تقليدية تغرد خارج السرب، وتحمل في طياتها رؤية جديدة ومختلفة على السينما المصرية بشكل عام.

كما أشاد النقاد المصريين، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، علي جودة الفيلم العالية سواء على صعيد القصة أو طريقة التصوير، مؤكدين أن مخرج العمل نجح في إبراز أدق التفاصيل الصوتية والبصرية، ونقل ما يريد قوله للمشاهد بسهولة.

الفيلم تدور أحداثه حول شاب عشريني يدعي "علي" يحب معزة، ويواجه انتقادات كثيرة من مجتمعه بسبب ذلك، وللتغلب على هذا الوضع تجبره والدته الفنانة سلوى محمد علي، على زيارة أحد المعالجين الروحانيين، حيث يلتقي "إبراهيم" الفنان أحمد مجدي، الذي يعاني من حالة اكتئاب حادة، ويسمع في أذنه أصواتاً غريبة لا يستطيع فك رموزها.

ينطلق "على ومعزته وإبراهيم" في رحلة عبر مصر، يحاولان خلالها مساعدة بعضهما البعض للتغلب على محنتهما، والعثورعلى أمل للتمسك بالحياة مرة أخرى.

"على معزة وإبراهيم" من بطولة علي صبحي، أحمد مجدي، سلوى محمد علي، ناهد السباعي، وهو من تأليف أحمد عامر، وإخراج شريف البنداري، وإنتاج محمد حفظي، وحسام علوان، ومن المقرر أن يقام العرض الثاني، اليوم الثلاثاء، الموافق 13 ديسمبر بمول الإمارات فوكس 3، وذلك في تمام الساعة 6:30 بتوقيت دبي.

####

أسباب منع عرض فيلم خالد أبو النجا "بائع البطاطا" بدبي السينمائي

إسلام مكي

أعلنت إدارة مهرجان دبي السينمائي في بيان لها بإلغاء عرض فيلم "بائع البطاطا" الذي يقوم ببطولته خالد أبو النجا.

وقالت إدارة المهرجان في بيانها "تأسف إدارة مهرجان دُبي السينمائي الدولي، وفريق عمل الفيلم المصري المُشارك في مُسابقة المهر القصير عن عدم تمكنهم من عرض فيلم "بائع البطاطا المجهول"لظروف طارئة وخارجة عن إرادة الطرفين، متمنين للفيلم النجاح في عرضه المقبل".

وقال أحد العاملين بمهرجان دبي السينمائي في تصريحات خاصة لدوت مصر، إن خالد أبو النجا ليس غاضبا من إدارة المهرجان، وإن هناك ظروفا حدثت بالنسخة الخاصة بالفيلم أدت إلى تلف به وعدم استطاعة عرضه ضمن الأفلام المشاركة بالمهرجان، واكد المصدر ان خالد ما زال يتواجد ضمن فاعليات المهرجان.

أما الفنانة تارا عماد قالت في تصريحات خاصة لـ دوت مصر، إنها لا تعرف الأسباب الحقيقة لمنع الفيلم بمهرجان دبي السينمائي وقالت انا مشغولة حاليا بالمحاضرات في الجماعة و اهتم بدراستي خلال تلك الأيام ولا أعلم بالتحديد اسباب منع عرض الفيلم بالمهرجان.

وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية حول شاب يدعى خالد يقوم بالتحقيق في قضية مقتل طفل يبيع البطاطا في ميدان التحرير بفترة الثورة المصرية، ويكتشف عدد كبير من الحقائق خلال الأحداث.

موقع "دوت مصر" في

13.12.2016

 
 

خاص- أول تعليق لخالد أبو النجا

بعد إيقاف "بائع البطاطا المجهول" بدبي السينمائي: قرار صعب ولكن

شريف نادي

اضطرت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثالثة عشر إلى إيقاف عرض فيلم "بائع البطاطا المجهول" بطولة خالد أبو النجا وتارا عماد في مفاجأة أدهشت الحضور خاصة أن إدارة المهرجان أصدرت بيانا لم توضح فيه أسباب ذلك.

وفي أول تعليق له على إيقاف عرض الفيلم أكد الفنان خالد أبو النجا لـ FilFan.com أنه من الصعب الحديث عن سبب وقف عرض العمل خاصة أن أي شيء سيتم ذكره سيكون مضر للمهرجان الذي سبق وأعلن عن العرض العالمي الأول للفيلم بمسابقة "المهر" كما أننا لا نريد للفيلم أو لمخرجه الشاب أحمد رشدي أي دعاية سلبية، فقرار إيقاف عرض الفيلم كان صعبا ولكنه كان الأفضل للجميع، ولهذا فضلنا أن نمضي قدما لعرض الفيلم بمهرجان آخر بلا خلافات.

وأضاف قائلا أنا أدعم مهرجان دبي منذ نشأته إلى أن أصبح واحدا من أنجح المهرجانات بالمنطقة العربية، وبالتالي لا أقبل أن نكون بأي حال من الأحوال سببا في أي ضرر له أو لطاقم العمل الشاب لأن البقاء دائما للحب.

وكانت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي وفريق عمل فيلم "بائع البطاطا" قد أصدرا بيانا مشترك أكدا فيه أنه تعذر عرض الفيلم لظروف طارئة وخارجة عن إرادة الطرفين متمنين للفيلم النجاح في عرضه المقبل

فيلم "بائع البطاطا" ينتمي إلى نوعية أفلام الأنيميشن، وتدور أحداثة حول حول شاب مصري يدعى خالد يبحث في جريمة قتل لطفل كان يبيع البطاطا فى قلب ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية، وتتحول الحادثة إلى أحلام وكوابيس تطارد هذا الشاب الذي يقرر البحث عن القاتل، وهو من إخراج أحمد رشدي، والأداء الصوتي لـ خالد أبو النجا وتارا عماد.

####

بالصور - اشادات بفيلم "علي معزة وإبراهيم"

بعد عرضه الأول بمهرجان دبي السينمائي

مي فهمي

شهد العرض العالمي الأول لفيلم "علي معزة وإبراهيم" للمخرج شريف البنداري في مهرجان دبي السينمائي الدولي استقبالاً حماسياً من النجوم والجمهور والنقاد، وهو ما سارع الحضور بالتعبير عنه عبر حساباتهم الشخصية على Facebook، وخلال الندوة التي أعقبت العرض وشارك فيها صناع الفيلم.

قبل بدء العرض، وقف الحضور دقيقة حدادًا على أروح الشهداء ضحايا حوادث التفجيرات الأخيرة في مصر، وتضمن الحضور فريق عمل الفيلم المخرج شريف البنداري والمنتج محمد حفظي وأبطال العمل علي صبحي، أحمد مجدي، ناهد السباعي، والمؤلف أحمد عامر إلى جانب النجوم العرب ضافر العابدين، باسم سمرة، خالد أبو النجا، بشرى، أحمد داود، فاطمة ناصر، درة، المخرج محمد قبلاوي رئيس مهرجان مالمو للسينما العربية، المخرج مجدي أحمد علي، المنتج طارق الجنايني والمنتج هاني أسامة مدير عام شركة The Producer، والنقاد يوسف شريف رزق الله، طارق الشناوي، أحمد شوقي، هوفيك حبشيان، انتشال التميمي، علي وجيه، مجدي الطيب، ليان الشواف وصفي الدين محمود المدير التنفيذي لشركة ريد ستار

الفيلم الذي ينافس في مسابقة المهر الطويل، حظيّ بإشادات من الحاضرين الذين سارع بعضهم بالتعبير عن إعجابهم بالفيلم من خلال حساباتهم الشخصية على Facebook، ووصفه الناقد اللبناني هوفيك حبشيان بـ"لؤلؤة الأفلام العربية في مهرجان دبي السينمائي"، وعبّر الناقد المصري أحمد شوقي عن إعجابه بعبارة "علي معزة وإبراهيم لـشريف البنداري.. رائع"، المدير التنفيذي لشركة ريد ستار صفي الدين محمود اعتبر أن الفيلم "صاحب أفضل شريط صوت في تاريخ السينما المصرية"، وقال المخرج والكاتب إياد صالح "من أجمل أفلام مهرجان دبي"، وووصفته الإعلامية التونسية كريمة الويسلاتي بأنه "متعة حقيقية".

وعقب العرض أقيمت ندوة مع صناع الفيلم، وبدأ المخرج شريف البنداري بشكر كل فريق العمل الذي ساهم في تقديم الفيلم بهذه الصورة، ثم تحدث عن تجربته بالفيلم "هذا الفيلم استغرق من حياتي 5 سنوات، منهم سنتان عمل على السيناريو وقد استمتعت بهما كثيراً، إلى البحث عن تمويل، التصوير وأعمال ما بعد الإنتاج، وكانت هناك أوقات كثيرة شعرت فيها أن الفيلم لن ينتهي، وحتى عرضه اليوم كنت أنتظر مشاهدته على الشاشة لأتأكد أن هذا العمل قد انتهى".

وعن النوع الذي ينتمي له الفيلم أضاف البنداري "من البداية أدركت أن هذا الفيلم لا يشبه الأفلام التجارية وهو أيضاً ليس كالأفلام المستقلة التي لا تهتم كثيراً بعنصر الترفيه، لكني كنت أراه في منطقة وسط أعتقد أنه يجب أن يتواجد بها العديد من الأفلام، ومن مرحلة السيناريو وجدت فيلمي بهذه المنطقة، حيث تمتزج الواقعية الشديدة جداً مع السحر".

وعن إطلاق الفيلم في دور العرض، قال المنتج محمد حفظي "نخطط لإطلاق الفيلم في دور العرض المصرية خلال شهر فبراير - شباط المقبل بعدة مدن، لكننا لم نحدد الموعد بعد، كما نسعى لعرضه أيضاً في الخليج ونتمنى أن نعرضه في بلاد عربية أخرى".

وعن مرحلة الكتابة، قال المؤلف أحمد عامر "الفيلم أخذ وقتاً طويلاً في الكتابة لأنه احتاج تفكير طويل في تكوين الشخصيات وشكل وبناء الحكي، وقد وصلت نسخ السيناريو إلى 17 نسخة".

الممثل علي صبحي نقل روح شخصيته بالفيلم إلى الندوة، حيث قدم نفسه مازحاً "أنا ممثل مسرح وشاركت من قبل في فيلم قصير، هذه هي تجربتي الأولى بفيلم طويل وأو مرة مرة أشاهد نفسي على شاشة بهذا الاتساع.. لهذا تجدونني الآن أرغب في الذهاب إلى الحمام... لكن بمساعدة فريق العمل انغمست في الشخصية لدرجة أن أصدقائي أصبحوا ينادونني في الشارع باسمي في الفيلم: علي معزة".

وعن علاقة شخصيته بالفيلم (إبراهيم) بشخصية علي معزة، قال الممثل أحمد مجدي "أفضل ما جذبني للدور هو علي وإبراهيم وجهين لعملة واحدة ويجب على كل منهما التعلم من الآخر لكي يصلا إلى التناغم". بينما أوضح البنداري أن الشخصيتين مختلفتان، حيث يلجأ علي إلى الهروب من الواقع، بينما إبراهيم يعيش في عالم قاتم.

وتحدثت النجمة ناهد السباعي عن دورها بالفيلم قائلة "لقد بدأت في تصوير دوري بفيلم يوم للستات قبل فيلم البنداري، وفي البداية لم أكن أفهم بعض جوانب الفيلم، لكن شعرت بالانبهار بعدما شاهدته الآن، ووجدت أن حجم الدور لا يهم طالما أشعر بالفخر تجاه العمل ككل".

وبعد إشادات عديدة بشريط الصوت، قال البنداري "منذ اللحظة الأولى كان لدينا أنا والمنتج محمد حفظي وعي بأنه يجب علينا الاستثمار في شريط صوت الفيلم، ولهذا بحثنا عن أفضل ستوديو، ليس بمعايير السعر، ولكن بالإبداع، وهو ما ساهم في إخراج شريط الصوت بهذه الجودة".

ويحكي علي معزة وإبراهيم قصة حب عجيبة يعيشها الشاب علي في إحدى المناطق الشعبية المهمشة، حيث ينطلق في رحلة بأنحاء مصر بتوصية من معالج روحاني، بصحبة إبراهيم الذي يصل لحافة الجنون بسبب أصوات غريبة لا يسمعها غيره، ليكتشف الاثنان، وأهل المنطقة كلها، المغزى الحقيقي لكل ما مر بهما من أحداث غريبة.

ولكون المعزة ندى هي الضلع الثالث في مثلث الفيلم، فقد جذبت تساؤلات الحاضرين لعدم تواجدها بالعرض، وهو ما أجاب عنه علي صبحي (مازحاً كعادته) "للأسف اعتذرت ندى عن التواجد معنا، لكنها وقّعت بالفعل عقداً مع المنتج حفظي لمسلسل جديد في رمضان"، وأضاف حفظي "اتفقت مع المنتج طارق الجنايني لتكون ضيفة على برنامج SNL بالعربي".

علي معزة وإبراهيم من إخراج شريف البنداري وتأليف أحمد عامر عن قصة سينمائية لـإبراهيم البطوط وإنتاج شركة فيلم كلينك للمنتج محمد حفظي مع ترانزيت فيلمز للمنتج حسام علوان وشركة Arizona Productions بفرنسا، وهو توزيع مشترك في أنحاء العالم لشركتي MAD Solutions وفيلم كلينك لتوزيع الأفلام المستقلة (FCID).

وقد نال الفيلم 3 جوائز خلال مشاركته في ورشة فاينال كات فينسيا التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2015، حيث حصل على منحة 10 آلاف يورو من المركز الوطني للسينما والصور المتحركة (CNC) بباريس ليتم إنفاقها بمرحلة ما بعد الإنتاج في فرنسا، 10 آلاف يورو تقدمها شركة Knight works الفرنسية للإنفاق على المؤثرات البصرية والخاصة، و10 آلاف يورو تقدمها شركة Titra TVS بباريس للإنفاق على تصحيح الألوان الرقمية وشريط DCP الخاص بالفيلم وترجمته للغة الفرنسية أو الإنجليزية.

وقد حصل الفيلم على دعم من صندوق سند لمرحلة ما بعد الإنتاج، كما نال مشروع الفيلم منحة دعم تمويلي من مؤسسة الدوحة للأفلام في 2013 من بين 211 مشروعاً تقدموا للمنحة، وكذلك حصل على دعم من ملتقى سوق دبي السينمائي وصندوق إنجاز التابع للمهرجان، كما حصل أيضا في 2009 على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق).

موقع "في الفن" في

13.12.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)