كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

علي مصطفى يفاجئ الجمهور

بفيلم جديد وجريء موضوعاً وتقنية

«المختارون».. فصل من جحيم الفوضى الهدّامة

والاستعارات المشوَّهة

إبراهيم الملا ( دبي)

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الثالثة عشرة

   
 
 
 
 

في ثالث أيامه الحافلة بتجارب إبداعية وفنية متنوعة على صعيد المعالجة وطرح المواضيع والقصص الإنسانية الواقعية والأخرى الافتراضية، كان جمهور الدورة الـ13 من مهرجان دبي السينمائي الدولي على موعد مع مفاجأة إماراتية جديدة وجريئة في طرحها وتنفيذها ورهانها على التفرّد والتجاوز محلياً وعربياً أيضاً، وتتمثل هذه التجربة المفعمة بحسّها الاحترافي وبتميّزها التقني في فيلم «المختارون» للمخرج الإماراتي على فيصل مصطفى، الذي سبق له تقديم أول أفلامه الطويلة «دار الحيّ» أو «مدينة الحياة» على شاشة مهرجان دبي في عام 2009، ثم قدم في مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2014 فيلمه الطويل الثاني (من ألف إلى باء)، في إشارة إلى مدينتي أبوظبي وبيروت، ضمن بنية روائية اعتمدت التوليفة المشهدية المليئة بالانعطافات والمفاجآت غير المتوقعة في أفلام الطريق.

في عمله الجديد، يذهب على مصطفى إلى منطقة مغايرة وشائكة، أقرب ربما إلى المناخ الكابوسي والتشاؤمي لمدن المستقبل، أو مدن ما بعد الكارثة، اعتماداً على مؤشرات الفوضى الهدّامة في مناطق العالم المختلفة، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات المزيّفة للخريف الدموي.

بقايا الخراب

تنطلق المشاهد الأولى في الفيلم من خرائب هذه الفوضى، وما ترتب عليها من خسارات بيئية وبشرية دفعت المجموعات الصغيرة المتبقية إلى إنشاء كانتونات نائية و«غيتوهات» منعزلة، تكافح من أجل بقائها وسط مساحات خارجية هائلة موبوءة بالمرض والموت والجوع والجفاف.

يضعنا المخرج مباشرة أمام الصورة العامة لحكاية الفيلم مع المشهد الافتتاحي الأقرب إلى الصيغة التنبؤية والاستشرافية لما ما يمكن أن نراه لاحقاً من أحداث صارخة، وفظاعات، وانتهاكات وحشية وبهيمية، عندما يغيب القانون وتختفي الدول، وتسود الغرائز البدائية. نرى في المشهد الاستهلالي سائق الشاحنة شعيب (الممثل سامر المصري)، وهو يصطحب معه عابر طريق يصفه شعيب بـ«المنذر» (الممثل حبيب غلوم)، ونستمع إلى حديث «المنذر» عن أصحاب الرايات السود وجنونهم العقدي انسياقاً وراء خرافات دينية مشوهة، وأن مَن يسميهم (المختارون) سيكونون هم طوق النجاة والخلاص، ويجب الحفاظ عليهم لإنقاذ أرض الديانات ومهد الرسالات، ولشفاء العالم من لوثة هؤلاء البرابرة الجدد.

في المشهد التالي مباشرةً، يضعنا المخرج وسط مسرح «الغروتسك» الغرائبي، في أرض الاستعارات المشوهة، وسينوغرافيا الحطام والوهم، ويقودنا مع خريطة التيه، إلى ما يمكن وصفه باللاّمكان، فكل شيء هنا متآكل، وطارئ، وعلى حافة الذبول والمحو، ففي مصنع قديم لصناعة أجنحة الطائرات، ومع وجود خزان وحيد للمياه النظيفة، تنشأ أولى بذور الصراع بين القاطنين في المصنع، وبين عصابات خارجية تسعى لاقتحام المكان المحصّن بالأسوار والأسلحة، من أجل الاستيلاء على مصدر الحياة الوحيد في المنطقة - في إشارة ذكية إلى حروب المياه المقبلة بين الدول - ووسط هذه الهشاشة الوجودية يسعى شعيب للحفاظ على حياة الأفراد القليلين المحيطين به، خصوصاً ابنه عيسى (الممثل محمود الأطرش) وابنته مريم (الممثلة راكين سعد)، ومع ندرة الموارد مثل الماء والطعام في الخارج، أو انقراضها بالأحرى، يبقى هؤلاء الأفراد منتمين ومخلصين للمكان الوحيد القادر على حمايتهم من الموت، ولكن هذا الطيف المرعب للموت لن يتأخر كثيراً، عندما يتمكن اثنان من الغرباء من التسلل وبحيلة ماكرة إلى المكان، من خلال التأثير على شعيب وعلى أفراد المجموعة، وإيهامهم بالإقامة المؤقتة التي تتحول لاحقاً إلى ما يشبه فصلاً من الجحيم، عندما يبدأ الوافد الجديد موسى (الممثل سامر إسماعيل) وبصحبة فتاة كردية غامضة ومريبة تدعى غولبين (الممثلة ميساء عبدالهادي)، في القضاء على الجميع، بتصفية جسدية مباشرة أحياناً، وبزرع المفخخات ونصب الكمائن القاتلة في أحيان أخرى، يبدأ موسى بطعن شعيب أمام الجميع، ثم يختبئ في دهاليز المصنع لتبدأ سلسلة القتل بمشاهد قاسية وموغلة في العنف والشراسة، إضافة إلى ظهور عنصر متمرد من داخل المجموعة وهو المثقف جمال (الممثل علي سليمان)، الذي يطمح لقيادة المجموعة كبديل لشعيب، حيث ينتهي به المطاف إلى النفي خارج أسوار المصنع والسقوط في فخ الموت الذي بات ينصبه موسى في كل مكان من أجل هدف غريب وهو التعرف على الشخص «المختار» القوي والأجدر بالبقاء في المجموعة، وسيكون هذا الشخص في نهاية الفيلم هو الابن (عيسى) الذي يترك المكان بعد تفجير خزان المياه وموت الجميع، وبعد قضائه على منافسه الأخطر (موسى).

رموز وإسقاطات

حمل فيلم (المختارون) الكثير من الرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع العربي، خصوصاً في بؤر التوتر والفوضى الدموية، وكانت دلالاته الدينية واضحة من خلال اختيار أسماء حاضرة في الموروث العقائدي للرسالات السماوية مثل «شعيب وموسى وعيسى وداوود ومريم»، بجانب المصطلحات المرتبطة بفكرة نهاية العالم مثل: المنذر، والمختار، والمخلّص.

تعيدنا مناخات الفيلم لأعمال سينمائية شهيرة عالجت التصورات السوداوية لنهاية العالم مثل فيلم «ماكس المجنون» بأجزائه المختلفة، وفيلم «كتاب إيلاي»، وفيلم «الطريق» للمخرج جون هيلكوت.

امتاز الفيلم أيضاً بمعالجاته السمعية والبصرية المتقنة في ما يتعلق بمشاهد القتال، ومشاهد الحركة والتلاحم العنيف بين المتصارعين على النفوذ والسلطة، ويعد الفيلم من النتاجات السينمائية العربية النادرة والمتفوقة في امتلاك الشرط التقني الصعب لمؤثرات الغرافيك المقنعة واللصيقة بأجواء الفيلم، تفوق يكاد يلامس التفوق الهوليودي في تنفيذ هذه النوعية من الأفلام. ولكن الاهتمام بالبنية الروائية وبالحوارات خصوصاً ربما جاء أقل من مستوى الطموح التقني للفيلم، وباستثناء الحوار في المشهد الأخير بين شخصية (المنذر) وبين (عيسى) الناجي الوحيد من مذبحة المصنع، فإن أغلب الحوارات وكذلك الانتقالات المشهدية والأبعاد الشخصية جاءت كأجزاء جانبية ومهمشة مقارنةً بالجانب البصري المفعم بالإثارة الخارجية، وبالضراوة المشهدية في كادر الصورة المصوغ أساساً على ثنائيات الدمار والفَناء، ولو انحاز السيناريو إلى البعد الأدبي والبحث الفلسفي لمثل هذه المواضيع المستقبلية الداكنة لاستطاع امتلاك التوازن المطلوب بين القيمة النوعية والشكل المتماسك، ولاستطاع التوليف بين الطرح العميق والأسلوب التجريدي للأفلام المعاصرة، وأفلام ما بعد الحداثة.

دلالات دينيَّة

حمل الفيلم الكثير من الرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع العربي، وكانت دلالاته الدينية واضحة من خلال اختيار أسماء حاضرة في الموروث العقدي للرسالات السماوية.

مدن ما بعد الكارثة

يذهب المخرج علي مصطفى في فيلمه هذا إلى منطقة شائكة، أقرب للمناخ الكابوسي والتشاؤمي لمدن المستقبل، أو مدن ما بعد الكارثة، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات المزيّفة للخريف الدموي.

####

شيريل ايزاك رئيسة الأكاديمية في ندوة حول «الأوسكار»:

اختياراتنا لا تنحاز إلى اللون..

وننشد التعاون مع «دبي السينمائي»

رانيا حسن (دبي)

نفت شيريل بون ايزاك، رئيسة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المعنية بجائزة الأوسكار، ما يتردد عن الجائزة من إشاعات بخصوص عدم الموضوعية واختيار الأفلام على أساس اللون، خاصة أن المرشحين في الدورة الأخيرة كانوا من ذوي البشرة البيضاء، واستنكرت في ندوة عقدت صباح أمس (السبت 10 ديسمبر 2016) ضمن مهرجان دبي السينمائي مثل هذه الاتهامات، لافتة إلى أنها صاحبة بشرة سمراء أيضاً، مشدّدة على المبادئ الأخلاقية التي يتمتع بها أعضاء الأكاديمية. وقالت إن الأكاديمية تطمح إلى التعاون مع مهرجان دبي السينمائي الدولي «لأن الأهداف واحدة، وهي إنتاج الأفلام ودعم صناعة السينما، وهذا ما فعله ويفعله مهرجان دبي السينمائي».

واستعرضت إيزاك، خلال الندوة الشائعات الأخرى مثل عدم استعدادهم لحفلة الأوسكار، موضحة أن هذه الحفلة يتم التحضير لها منذ فترة كبيرة «لأننا ندرك حضور أعداد كبيرة تصل لأكثر من 1000 شخص».

وتطرقت إيزاك، خلال الحوار الذي أداره عمار شمس، المستشار في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إلى ما تقدمه الأكاديمية من دعم لصناع الأفلام، وآليات الأكاديمية في اختيار أعضائها، مستعرضة بعض المشاريع الأخرى الداعمة لصناعة السينما، ومنها استقبال آلاف النصوص السينمائية على موقعها واختيار بعضها لدعمها وتحويل المشروع لفيلم سينمائي، كما تحدثت عن دورهم في تطوير ودعم العلوم والفنون خاصة المعنية بتقنية الأفلام.

وقد تصدرت جائزة الأوسكار ندوات اليوم الثالث للمهرجان، حيث خصصت الندوة الصباحية للحديث عن هذه الجائزة، فيما خصصت الجلسة الثانية لمناقشة مبادرة نجوم الغد، وهي مبادرة من مجلة (سكرين إنترناشيونال) المتخصصة بالسينما، وتحدثت خلالها ميلاني غودفيلو، مسؤولة عن المبادرة، مع النجوم الخمسة، وهم خمس مخرجين صاعدين، تم اختيارهم من المبادرة.

وأوضحت ميلاني دور المجلة في دعم المواهب الشابة على مستوى العالم، وتحدثت عن تاريخ المبادرة التي بدأ مشوارها منذ 13 عاماً، وكانت تدعم الموهوبين في صناعة الأفلام والترويج لهم من خلال المجلة، موضحة أنها المرة الأولى التي تخصص فيها المجلة المبادرة للشرق الأوسط، وقد تم ذلك بناء على مسيرة المخرجين الذين وقع عليهم الاختيار؛ فكل منهم لديه مشاريعه الفنية وهم: المخرجة اللبنانية مونيا عقل وسيعرض لها فيلم «صبمارين» ضمن مسابقة المهر القصير، المخرج الأردني أمجد الرشيد، وهو يشارك بفيلمه (ببغاء) ضمن مسابقة المهر القصير أيضاً، الممثلة التونسية مريم الفرجاني، الممثل السوري سامر إسماعيل، ومن المغرب المخرج علاء الدين الجيم الحائز عدداً من الجوائز. أما الندوة الثالثة والأخيرة فجاءت بعنوان «الإنتاج العربي الاسكندنافي المشترك»، وتناولت تجربة الإنتاج المشترك بين الدول الاسكندنافية مع العالم العربي، مع التركيز على مصادر التمويل وتحديد نقاط الاختلاف في طرق العمل، ودور تجربة الإنتاج المشترك في نشر التبادل الثقافي بين الدول.

ندوات اليوم

يشهد اليوم (الأحد) مجموعة من الجلسات والندوات التي تتطرق إلى موضوع الابتكار والخيال في صناعة السينما من خلال عدة جلسات أولاها: «خارج المشهد.. صورة جديدة للأعمال غير الروائية»، والثانية بعنوان «واقع جديد في السينما العربية المعاصرة»، والندوة الثالثة تأخذنا لمفهوم عولمة السينما، وتأتي الندوة الأخيرة لتناقش تجربة فيلم «ملك البلجيك»، وهو فيلم صنعه ثنائي الإخراج جيسيكا وودورث وبيتر بروسينز.

####

يعزز دور المرأة في المجتمع

«يوم للستات».. كامل العدد في المهرجان

دبي (الاتحاد)

رفع فيلم «يوم للستات» شعار «كامل العدد»، خلال عرضه في برنامج «الليالي العربية» ضمن مسابقات الدورة الـ13 من مهرجان «دبي السينمائي»، حيث نفدت تذاكره بالكامل قبل العرض بيوم، واحتشد ضيوف وجماهير المهرجان أمام قاعة سوق مدينة جميرا لمشاهدة الفيلم الذي عرض في السابق في افتتاح مهرجان «القاهرة السينمائي» ونال صدى كبيراً. يشارك في بطولة «يوم للستات» الذي أخرجته كاملة أبو ذكري كل من نيللي كريم وناهد السباعي وهالة صدقي وفاروق الفيشاوي ومحمود حميدة وأحمد داود وأحمد الفيشاوي وإياد نصار، وتدور أحداث الفيلم حول تخصيص يوم للستات في حمام السباحة بالنادي المقام بإحدى المناطق الشعبية، وأصبح هذا الخبر حديث الجميع، خصوصاً مع تخصيصه يوم اﻷحد للسيدات فقط، وهو ما يؤدي إلى تجمع العديد من السيدات من خلفيات اجتماعية مختلفة، حيث تحلم «عزة» التي تلعب دورها الممثلة ناهد السباعي منذ زمن بارتداء ملابس السباحة، وتجد «شامية» التي تؤديها الفنانة إلهام شاهين من يستمع إليها في حمام السباحة حين تتحدث عن حياتها الخاصة، وتحاول «ليلى» التي تجسدها نيللي كريم تجاوز حزنها على ابنها الراحل، ومع الوقت يصير هذا اليوم المخصص للسيدات مصدر فضول للرجال.

إقبال شديد

لم يتوقع أبطال «يوم للستات» هذا الإقبال الشديد على الفيلم، وأشاد الفنان أحمد داوود أحد أبطال العمل بحفاوة استقبال الفيلم في «دبي السينمائي»، وقال: أصبح «دبي السينمائي» مهرجانا عالميا يجذب إليه كل صناع السينما العالميين والعرب، لعرض أعماله عبر شاشته، فحقاً سعدت كثيراً بعرض الفيلم في هذه المنصة السينمائية الرائدة، وفي الوقت نفسه انتابني شعور لا يوصف حينما شاهدت قاعة سوق مدينة جميرا «كاملة العدد».

عنصر نسائي

وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من النجوم الرجال في العمل، إلا أن العنصر النسائي كان طاغياً على الفيلم، وعن ذلك قال: كان الفيلم عملا جماعيا بالدرجة الأولى، حتى لو كانت البطولة الرئيسية للسيدات، فكل ما تتعرض له المرأة في الفيلم سواء فرح أو حزن أو أي مشاعر أخرى، فتأتي بدافع من الرجل نفسه، لذلك فكان هناك وفاق تام بين العنصر النسائي والرجالي لخلق هذه الحالة السينمائية الاستثنائية.

توليفة غنية

وأشاد داوود بدور المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكري، التي تعاون معها في السابق في أعمال عدة، وأظهرته بشكل مختلف عن جميع أعماله السابقة، خصوصاً أنه لعب دور «إبراهيم» الميكانيكي الذي يقع في غرام «عزة» التي تلعب دورها ناهد السباعي، كما وجه شكره لمنتجة العمل إلهام شاهين التي سعت جاهدة في تجميع توليفة غنية من أكبر النجوم، لكي يتعاونوا بحب على إظهار هذا العمل إلى النور.

دعم الصناعة

وعن مسألة أجور الفنانين في الفيلم خصوصاً أن أغلبهم قرروا أداء الأدوار من دون الحصول على الأجر رغبة منهم في إظهار عمل فني محترم، قال داوود: كل فنان وفنانة بالفيلم يقوم بأدوار بطولة بمفرده، وكثيرون منهم، تعاقد على العمل بأجر غير الذي يستحقه، لحبه في السينما، ورغبته في المشاركة بدعم الصناعة بشكل عام، مشيرا إلى أن جميع الأدوار بالعمل متساوية، وهو ما يؤكد روح العمل الجماعي التي ظهرت بالفعل للمشاهد.

أفضل ممثلة

فيما أوضحت ناهد السباعي إحدى بطلات الفيلم التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي مؤخراً، عن دورها «عزة»، إلى أنها سعدت كثيراً بالتعامل مع هذه الكوكبة من النجوم في عالم السينما والدراما، وتشرف بأن تكون أحد أبطال هذا الفيلم الذي تعتبره عودة للأفلام الجماعية، بين النجوم الكبار والشباب، لافتة إلى أن إحدى مميزات الفيلم أن معظم بطلاته من العنصر النسائي، من تمثيل وإخراج وتأليف، موضحة أن منتجة الفيلم أرادت تكريم دور المرأة من خلاله، وتعزيز دورها في المجتمع، وهذه رسالة واضحة تظهر من خلال أحداث العمل.

«وشم» الفيشاوي

أثار الوشم الذي يضعه أحمد الفيشاوي جدلاً كبيراً في «دبي السينمائي» خصوصاً أن الوشم يغطي معظم جسده تقريباً، وحول ذلك قال: لا أعلم لماذا باتت مسألة وشم الفيشاوي قضية رأي عام، والشغل الشاغل لوسائل الإعلام، مع العلم إنها «مسألة شخصية»، من الممكن أن تلاقي اعتراضاً أو قبولاً من قبل البعض، لكنها في النهاية رغبتي ومن صميم قناعاتي وهي بالنسبة لي خط أحمر لا أحب أن يتم تتداوله بشكل غير لائق أو يروج له على أنه «تصرف غير ناضج».

حب وإيمان

عن النجاح الذي حققه العمل في عرضه بالمهرجانات، وقبل عرضه تجارياً بداية الأسبوع المقبل، في صالات السينما، أشارت ناهد السباعي إلى أن النجاح والصدى الكبير الذي لاقاه العمل يرجع إلى المجموعة الفنية التي قلما تتكرر في السينما المصرية، إلى جانب تكاتف كل فريق الفيلم في تنفيذ عمل بأعلى مستوى تمثيلي وأدائي وتصويري، لافتة إلى أن هذا لم يأت إلا من فراغ، بل بحب العمل، والإيمان بالقضية التي يقدمها.

عودة جديدة

قال أحمد الفيشاوي: كانت تجربتي الأولى مع والدي الممثل المخضرم فاروق الفيشاوي في دور صغير خلال فيلم المرشد عام 1988، وانا في عمر الثامنة، ومن ذلك الحين عشقت أضواء الفن السابع وتلك الأحلام المكتوبة بين سطور الأعمال والتي تتجسد إلى حياة ملموسة، لأعود معه من جديد في «يوم للستات» وأقف أمامه في عمل مميز ومختلف، سيكون إضافة إلى رصيدي الفني.

خلاف

حول خلافه مع ناهد فريد شوقي حول فيلم «اللعبة الأمريكاني» خصوصاً بعد اعتذاره عن المشاركة فيه بعد أن حصل على جزء من أجره، أوضح الفيشاوي أن الخلاف في العمل وارد وطبيعي، وخلافه مع ناهد فريد شوقي، على الرغم من انتقاده لها لتصعيدها الموقف، لكنه أكد أن هذا حقها من وجهة نظرها كمتضررة، وهو أيضاً من حقه أيضاً الاعتراض بشكل رسمي أيضاً ضد القرار الصادر بحقه من غرفة تجارة صناعة السينما المصرية.

####

كشف حقيقة دعاة الإفتاء على الفضائيات

«مولانا».. صدمات فكرية في مواجهة التطرف

تامر عبد الحميد (دبي)

شهد مهرجان دبي السينمائي أمس عرض الفيلم المصري «مولانا» في مينا السلام أرينا، الذي أثار الكثير من الاستفسارات والنقاشات بين الحضور، ظهرت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم الذي يلعب بطولته عمرو سعد ودرة وريهام حجاج وأحمد مجدي، وتأليف وإخراج مجدي أحمد علي، ومأخوذ عن رواية الصحفي إبراهيم عيسى.. وأدار المؤتمر الصحفي مسعود أمر الله المدير الفني للمهرجان وحضره أبطال العمل ومخرجه ومؤلفه.

«مولانا»..رواية للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى نشرت عام 2012، ولقت نجاحاً كبيراً حيث تم إصدار أربع طبعات في عام واحد لتصل الرواية إلى الطبعة الثانية عشرة في 2016.. وتم ترشيح الرواية ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2013، كما يقوم الصحفي البريطاني جوناثان رايت حالياً بترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية ليتم إصدار النسخة المترجمة هذا العام. ويروي قصة الفيلم رحلة صعود تبدو معتادة لداعية صغير في مسجد حكومي من إمامة الصلوات، إلى داعية تلفزيوني شهير يمنح نفسه حق الفتوى التي يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن المألوف، والحديث السائد في مجتمع تكثر فيه دعاوى التشدد.

أشهر رجال الدين

«مولانا» مزيج من الموضوعات الدينية والسياسية والاجتماعية تظهر درامياًِ من خلال قصة «الداعية حاتم الشناوي»، هذا بحسب ما أكده المخرج مجدي أحمد علي خلال المؤتمر الصحفي، وقال: «حاتم» داعية مصري ونموذج للدعاة الدين لقبوا بـ «شيوخ الفضائيات» في الأعوام الماضية، حيث يرصد الفيلم مراحل تطور حياة الشيخ حاتم من أن كان إماماً بسيطاً إلى أن أصبح أهم وأشهر رجال الدين، وما صاحب تلك الشهرة من تغير في حياته وعمله.

جوهر الفيلم

المخرج لفت إلى أن جوهر الفيلم تسليط الضوء على تجديد الخطاب الديني، الذي نراه الرسالة المهمة لكل مثقف يأمل في إمكانية انتشال الناس في بلاده من لجج التخلف وفوضى احتكار الحقائق والإصرار على تقييد الشعب، موضحاًِِ أن الفيلم يطرح أفكاراً ضد مواجهة الإرهاب الديني بلا خوف أو حساسية ويضعها تحت شمس الحقيقة الناصعة، فأبطال الفيلم ليسوا خوارق للطبيعة إنما هم لحم ودماء.. مزيج من القوة وضعف.. وضوح وتشوه، لكنهم يحاولون فتح كوة في جدار مظلم من الصمت والخوف والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.

قضايا شائكة

رواية «مولانا» كما أوضح مجدي أحمد علي تناقش قضايا شائكة ومنها علاقة رجال الدين بالسلطة والطوائف الإسلامية المختلفة، بالإضافة إلى التطرق إلى الجانب الخاص والإنساني لشخصية الداعية، الأمر الذي واجهه صعوبة في تقديمه على الشاشة، وتحويل الرواية إلى سيناريو وعمل بصري، خصوصاً أنه حاول أن يعرض القضية من دون حساسية، كاشفاً أن «الشيخ حاتم» هو مزيج من أربع شخصيات، يعتبر إبراهيم عيسى أحدهم.

الشيخ حاتم

بطل الفيلم عمرو سعد أكد أنه تشرف بالعمل مع مجدي أحمد علي ووصفه بالمخرج العبقري، والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، موضحاً أن دوره هذا الفيلم كان مختلفاً تماماً عن الأدوار التي قدمها في السابق، وقال: لعبت شخصية «حاتم» الذي يجد نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة بين فقده الجزئي لطفل تأخر إنجابه يعالج في مصحة خارج الوطن، وامرأة فتر حبها مع وطأة الفقد لرباط الأمومة، ومع توالي الأحداث تسعى مؤسسات أمنية للسيطرة على الشيخ وتوريطه واستغلال نقاط ضعفه من أجل توجيهه لخدمة معاركها، كما تورطه جهة سيادية عليا في حل مشكلة أحد أبنائها، ووسط كل هذا إلا أن حاتم لا يستطع ألا أن يقول الحقيقية ويبذل كل طاقته لك لا ينطق بغيرها.

الفنان ريهام حجاج أوضح أنه سادت في الفترة الأخيرة ما يسمى بالأفلام التجارية والكوميدية، فرغم أنها لها جمهورها وبعضها يحمل رسائل، إلا أن الأفلام الجادة أصبحت قليلة، ويأتي «مولانا» لكي يوازن الكفة.

رسالة مجتمعية

أوضحت الممثلة درة أنها إحدى الفنانات التي تحب المشاركة في أعمال الرويات المحولة إلى إبداعات سينمائية ودرامية.

وقالت: أعجبت بدور «أميمة» وبكل تفاصيل الفيلم بشكل عام، فكان من الرائع أن أشارك في هذا العمل المهم الذي يقدم رسالة مجتمعية وسياسية ودينية مهمة، لافتة إلى أنها تشرفت بالعمل مع المخرج مجدي أحمد علي، ووقف أمام الفنان عمرو سعد الذي وصفته بالممثل المحترف، لاسيما أنه أتقن تجسد «حاتم» بكل براعة سواء من ناحية الشكل أو الأداء.

الإتحاد الإماراتية في

11.12.2016

 
 

رسالة مهرجان دبي السينمائي13:

دراما سياسيةلفيلم الافتتاح و"العاصفةالسوداء"أول حضورعراقي في المهرجان

ولأول مرة الواقع الافتراضي فـي عشرة أفلامn

دبي/ علاء المفرجي

في اليوم الاول للمهرجان كانت السياسة حاضرة في موضوعات الأفلام، فاختيار فيلم (سلون) للمخرج جون مادن كفيلم افتتاح يؤكد ذلك. الفيلم يلقي الضوء على احتدام الصراع في الحملة الانتخابية الأخيرة بين ترامب وكلينتون والتي كانت قضية امتلاك السلاح الشخصي واحدة من اكثر القضايا جدلاً بينهما.

الفيلم يروي قصة (جيسيكا شاستين)؛ تسعى للفوز مهما كان الثمن، حتى لو تعرّضت مهنتها للخطر، وذلك من خلال عضويتها في احدى اللجان الهادفة للتأثير بصنّاع السياسات. يكشف الفيلم ألاعيب السياسة وكواليس واشنطن وكيف يجري الفوز بها، مع تصويره لمواجهة سلون القوى الأكثر نفوذاً في العاصمة الأمريكية.

وفي سابقة قلما تحدث في المهرجان، يقدم المخرج التشيلي بابلو لارين في المهرجان الأفلام التي تعرض في قسم سينما العالم. حيث يكشف المخرج التشيلي عن أكثر اللحظات المأساوية في تاريخ أمريكا في فيلمه (جاكي)، الذي تتألق فيه ناتالي بورتمان في دور جاكلين كينيدي، إذ يبحث الفيلم بذكاء في الأسطورة والمرأة التي تقف خلف الصورة، جاكلين تصارع للحفاظ على إرث زوجها بعد اغتياله، وعليها أن تستعيد إيمانها لإنقاذ مستقبلها

وإضافة إلى مشاركة فيلمه (جاكي)، سنكون على موعد مع الفيلم الثاني للمخرج التشيلي بابلو لارين المُشارك في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بعنوان (نيرودا) ، الذي يمزج بشكل مبهج بين الخيال والحياة الواقعية للشاعر والسياسي البارز بابلو نيرودا، مقدماً سرداً طريفاً، ولكن بشكل عميق ومتبصّر. يُعيد هذا الفيلم رسم صورة نيرودا وصراعه مع الحكومة التشيلية، في أربعينات القرن العشرين. الفيلم من بطولة غايل غارسيا بيرنال، ولويس نيكو، ومرسيدس موران، ودييغو مونيوز، وبابلو ديركي

بعد ترشحه لجائزة الأوسكار ونيله تقديراً من المهرجان، يعود المخرج الكندي فيليب فالاردو الى «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مع فيلم السيرة الذاتية (ذا بليدر) ، من بطولة لييف شرايبر، ونايومي واتس، وإليزابيث موس. يصور الفيلم القصة الحقيقية للملاكم تشك ويبنر، الذي خاض 15 جولة في بطولة العالم للوزن الثقيل أمام الملاكم الأعظم محمد علي كلاي في العام 1975. استوحى فيلم (روكي)، الذي وصلت أرباحه إلى مليار دولار، من قصته. لكن نزالات ويبنر خارج الحلبة كانت أقسى من نزالاته داخلها، إذ عاش حياة ملحمية من الإفراط، ونجاحات لا تُصدق، وإخفاقات استثنائية.

وفي مسابقة "ليالٍ عربية" يعرض المخرج العراقي حسين حسن، صاحب فيلم «زهرة النرجس»، فيلمه الجديد (العاصفة السوداء)، الذي يصوّر قصة ريكو وبيرو خلال استعدادهما للزواج، وتطلّعهما إلى حياة مزدهرة، غير أنّ أحلامهما تدمّرت بعد اعتداء واحتلال متطرفين وخطفهم

وفي مسابقة المهر الطويل سيقدم المهرجان المخرج التونسي محمد بن عطية بفيلمه (نحبك هادي)، من بطولة مجد مستورة، وريم بن مسعود، وصباح بوزويتا، وأمنيا بن غالي. تدور أحداث الفيلم حول هادي؛ شاب قليل الكلام، وغير مبالٍ بما يحيط به. يترك لأمّه المتسلطة شؤون تنظيم زواجه من خديجة. قبل زواجه بأيّام، يتعرّف هادي على ريم، التي تشدّه حريتها ولامبالاتها، ليجد نفسه مأخوذاً بهذا العشق الناشئ، وأمام موقف اتخاذ قرار للمرة الأولى في حياته. تلقى الفيلم منحة (إنجاز) من (سوق دبي السينمائي).

وفي اطار سينما العالم قدم المهرجان ،كعرض افتتاحي، الفيلم الكوميدي الرومانسي «بيفكر» للمخرج الهندي أديتيا شوبرا، في عرضه العالمي الأول. الفيلم من إنتاج (أفلام ياش راج)، وبطولة رانفير سينغ، وفاني كابور.

وعرض المهرجان ما يُعرف بـ (نسخة المخرج) مع فعالية السجادة الحمراء، في مدينة جميرا، مقرّ المهرجان الرسمي.  

صوّر الفيلم بأكمله في مدينة باريس، ووُصف بالأكثر جرأة في تناوله للعلاقات الإنسانية التي يشهدها عالمنا اليوم، وخاصة بين الفئة الشبابية. تَعني كلمة «بيفكر» السعادة وراحة البال، حيث تتجسّد هذه المعاني في قصة حبّ معاصرة بين دارام (رانفير سينغ)، وشايرا (فاني كابور)، يتعرّضان خلالها لسلسلة تجارب، ليجدا الحب في مدينة العشاق باريس، للاحتفاء بالحياة والعيش على أكمل وجه.

فيلم (بيفكر) هو الرابع من إنتاج «أفلام ياش راج»، الذي يتم عرضه على شاشات «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، بعد (كابول إكسبريس)، و(روكت سينغ - بائع السنة)، و(السيدات مقابل ريكي بال).  

واخذ  المهرجان في هذه الدورة عشّاق السينما لعيش تجربة فريدة ومميزة، وذلك عبر عرض مجموعة أفلام بتقنية «الواقع الافتراضي»، المعروفة اختصاراً بـ(VR)، والتي أُضيفت إلى برامج المهرجان، ضمن برنامج (DIFFERENT REALITY)، للمرّة الأولى هذا العام

تشارك عشرة أفلام، في هذا البرنامج، من أقوى نتاجات هذه التقنية في العالم، منها خمسة أفلام تُعرض للمرّة الأولى عالمياً، لتقديم تجربة مغايرة لا مثيل لها لمحبي السينما، والمتخصصين في هذا القطاع، على حدّ سواء، في مقر المهرجان، مدينة جميرا، في الفترة من 8 وحتى 14 كانون الأول 2016

وتفتتح المخرجة الهندية فايزة أحمد خان، المعروفة بتقديمها لأفلام واقع افتراضي رائدة، فيلمها غير الروائي الجديد (عندما نفقد الأرض كلها، هل نتناول الفحم؟)، بعرض عالمي أول. ينقل الفيلم المشاهدين إلى مقاطعة كوربا الصغيرة، وسط الهند، حيث أسفرت عمليات التنقيب عن المعادن فيها، المستمرّة على مرّ العقود، عن تدمير أراضيها، وتلويث شديد في هوائها ومائها، والإضرار بحياة المقيمين فيها. يسلّط الفيلم الضوء على تطوّر ونموّ هذه المنطقة، في الوقت الحاضر.

المدى العراقية في

11.12.2016

 
 

«الرجال فقط عند الدفن»..

فيلم إماراتي ينبش المسكوت عنه

إبراهيم الملا

قدم المخرج الإماراتي الشاب عبدالله الكعبي، قبل خمس سنوات في مهرجان دبي السينمائي، فيلمه الروائي القصير الأول بعنوان «الفيلسوف» مع الممثل الفرنسي الشهير جان رينو، وضرب مساء أمس موعداً مع شاشة المهرجان من خلال أولى أعماله الروائية الطويلة بعنوان «الرجال فقط عند الدفن» ضمن عروض مسابقة المهر الإماراتي. وبين هذين الزمنين المتباعدين جرت مياه كثيرة تحت جسور الوعي الفني، والرؤية الإخراجية للكعبي والتي أفصحت في فيلمه الجديد عن نضج وتمكّن واستحواذ كبير على الأسلوب التعبيري وطرائق الاشتغال على الكادر البصري استناداً لمسارات القصة وتشعباتها، وقياساً إلى الزخم النفسي للشخصيات المركبة في حيز سيكلوجي ينضح بذكريات شاحبة، وآلام دفينة، واعترافات محرّمة تغصّ بالصمت والحيرة والكتمان.

تتأسس البنية الدرامية للفيلم على خمسة شخصيات (أربع نساء ورجل)، ولكل شخصية في هذه الكتلة الأدائية المتشابكة ثقل لا يستهان به، من حيث التأثير على الشخصيات الأخرى المجاورة لها في فضاء معذّب ومحكوم بجاذبية مدمرة، وعلاقات قائمة على الشك والريبة والتوجّس.

يحكي الفيلم قصة الأم العمياء (فاهمة) التي تعيش مع أختها (عارفة)، وتقرر أن تستدعي ابنتها (غنيمة) التي لم تجتمع معها منذ زمن طويل كي تبوح لها بسرّ لم تكشفه لأحد من قبل، وعند اجتماع الأم والأخت والابنة في مكان واحد، وتحديداً فوق سقف المنزل، تزلّ رجل الأم العمياء وتسقط في الفناء الخارجي، وتكتمل المأساة عندما يدهس زوج (غنيمة) بسيارته الأم كي تفارق الحياة بصدفة ملعونة، وكي يبقى سرّها الغامض معلقاً في فضاء اللبس والتأويل، وكي تبقى المفاتيح الضائعة رهناً بيد الاعترافات والتلميحات المتتابعة خلال المشاهد اللاحقة في الفيلم. وزع المخرج الزمن السردي للعمل على ثلاثة أجزاء، استناداً إلى أيام العزاء المتعارف عليها في المجتمعات الشرقية، ففي اليوم الأول يأتي محافظ القرية للمشاركة في مراسيم الحزن ويطرح عدداً من الأسئلة ذات الطابع البوليسي حول ظروف الوفاة والسيارة التي تقبع في الفناء الخلفي للمنزل وعليها آثار الاصطدام، وغيرها من الأسئلة التي تسفر في كل مرة عن إجابات مراوغة من الجميع، فينسحب المحافظ، ويأتي الدور على مجموعة من النسوة المعزيات اللاتي يتهامسن بإشاعات وقصص ملفقة تحمل الكثير من المبالغة والتهويل حول شخصية الأم وحكاية ابنتيها وظروف هجر (غنيمة) للأم، وهروب الأخرى (عائشة) من المنزل منذ زمن بعيد، ومباشرة بعد وفاة والدها.

وفي المعالجة المشهدية لليوم الثاني يشرع المخرج في إزاحة شيء من الغموض حول طبيعة الشخصيات ودوافعها المحركة للأحداث، ويبقي على بعض البقع المبهمة في نسيج العلاقات الحذرة والمتوترة فيما بينها، فنكتشف أن الابنة (غنيمة) هي ضحية لزواج قسري، وأن زوجها (جابر) غير متصالح مع ذاته ومع مؤسسة الزواج أصلا، وأن ما يجمعهما هو مجرد شكل اجتماعي خارجي، بينما هو الحقيقة انفصال جارح ومؤلم للطرفين، وفي المقابل نكتشف أن الأخت الهاربة عائشة هي ضحية أخرى لعنف التقاليد الاجتماعية وتدخلات الموروث الديني والمذهبي في إقامة حواجز سميكة بين الحرية الفردية والقناعة الذاتية، وبين الإملاءات الخارجية القاطعة والجبرية، بينما نرى العمة (عارفة) كمحور ضابط ومشعّ يضيء على التحولات الغريبة في سلوكيات أفراد العائلة بعد وفاة الأم.

وفي الزمن الأخير للفيلم، وفي اليوم الثالث من أيام العزاء تبدأ اللعبة المدوخة للسرد والتتابع المشهدي وسط زوبعة من الصدمات والاعترافات والظهور المفاجئ لشخصيات من خارج العائلة مثل الجارة (عادلة) والممرضة (خلود) التي صاحبت الأم في فترة مرضها، ويكشف لنا الفيلم أيضاً عن الحياة الخفية والسرية للزوج (جابر)، بينما تعثر الابنة غنيمة على رسائل وقصائد شعرية كتبتها الأم للممرضة، بحيث تعدت علاقة الصداقة بينهما إلى ما يشبه العشق، وأن عماء الأم لم يكن سوء حيلة بديلة منها لاكتساب عطف الجميع وعودتهم إليها، وخصوصاً ابنتها عائشة التي تأتي إلى المنزل وهي حامل في شهرها الأخير وتضع ابنها شاهين من أب مجهول، وتبقى في المنزل دون أن يكتشف أهالي القرية أمرها، ليتحول الجميع إلى ما يشبه الأيقونات المأساوية في مجتمع إقصائي لا يعترف بحقوق النساء ولا بالأشخاص المختلفين عن السائد، حيث يبقى حضورهم مقروناً دائماً بهامش الحياة وخفاياها، وبقدر ما تتوسع سلطة التقاليد، بقدر ما يتضخم الكبت ويتحول التمرد الشخصي إلى شبهة وجريمة واعتداء على مقدسات وهمية متراكمة.

اعتمد المخرج عبدالله الكعبي على حلول ذكية لإيصال شيفرات ورسائل الفيلم الضمنية، وكان لجوؤه للكادرات الثابتة والطبيعة الصامتة والمناخات المسرحية مقروناً برغبته في كسر التابوهات التقليدية الصلبة للواقع، وكانت المشاهد الفانتازية والانتقالات المرهفة إلى عالم الأحلام والخيالات الغرائبية بمثابة احتماء ولجوء إلى النموذج السحري وتجليات التعبير السينمائي المخترق للواقعية الجامدة، والخطاب المباشر والمنهزم أمام السؤال الفلسفي والإشكالي حول توصيف الفرد، وحول قيمته ككائن جمالي مجنّح ومحلّق في فضاءات واسعة تتعالى فوق كل سجن وكل قيد وكل انتقاص يحدّ من حرية هذا الكائن، ومن نزوعه المستمر للاستقلالية والتغيير.

فيلم «الرجال فقط عند الدفن» هو أحد التجارب الإماراتية المميزة في تناولها قضية حسّاسة، ومعالجتها بلغة فنية بارعة، وكادرات بصرية رشيقة، وحوارات تغرف من بلاغة المعنى، وتصدر من كثافة الرؤيا، بعيداً عن التشتت والمجانية والابتعاد عن جوهر وصلب الحبكة، وهو من الأفلام المحلية القليلة التي اهتمت بالعمق الدلالي للصورة، وببيئة التصوير المشحونة بالعلامات والرموز الناطقة وجماليات التكوين المشهدي، إضافة إلى السينوغرافيا الموظفة بدقة لخدمة المناخ المغلق لنفسيات محاصرة، وتوّاقة في ذات الوقت للبوح عن أسرارها وعذاباتها.

سينماتوغراف في

12.12.2016

 
 

بـدأت بـ 500 مهتم ومختص بصناعة الفن السابع في العالم العربي

«دبي السينمائي» يُطلق «مؤسسة الفيلم العربي» ويتعهد بدعمها

محمد عبدالمقصود - دبي

«الفيلم العربي في قلب المهرجان»، تلك هي الرسالة التي يؤكد عليها مهرجان دبي السينمائي بشكل أقوى في دورته الحالية، التي يسدل الستار على فعالياتها مساء بعد غد، بعد ثمانية أيام من شغف السينما.

وجاء خامس أيام المهرجان، ليزف إلى عشاق الفيلم العربي عموماً، بشكل رسمي، الانحياز الإيجابي لصنّاعه، والدعم المطلق لمشروعاته الواعدة، إذ تم الإعلان عن إطلاق مؤسسة جديدة هي «مؤسسة الفيلم العربي»، لتكون بمثابة ملتقى للسينمائيين العرب، يناقشون عبرها القضايا السينمائية العربية ذات الأولوية، منطلقة بـ500 مهتم ومختص بصناعة الفن السابع في العالم العربي.

ومع الزخم على عروض المهرجان التي كان بطلها بامتياز الفيلم المصري «مولانا»، أول من أمس، جاء الفيلم اللبناني «محبس» بكامل نجومه، أمس، ليضفي نكهة عربية أخرى عبر عرض خُصصت له فعاليات السجادة الحمراء، وسبقته نقاشات ولقاءات إعلامية امتدت من المقر الرئيس للمهرجان في مدينة جميرا، إلى فندق ميناء السلام، بحضور مخرجته صوفي بطرس، والممثلة جوليا قصار، وعدد من طاقمه التمثيلي والفني. فكرة دعم «دبي السينمائي» للفيلم العربي تبقى أصيلة وجوهرية منذ انطلاقته، حسب رئيس «دبي السينمائي» عبدالحميد جمعة، الذي قال في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» إن «دبي السينمائي مهرجان دولي يفتح بوابته لأفلام من مختلف أنحاء العالم، باعتباره جسراً للثقافات، لكنه معني في سياقه المباشر بالفيلم العربي، الذي أصبح له رئة جديدة من خلال مؤسسة ينتظرها الكثير من العمل تتحول بالفعل إلى ملتقى لكل السينمائيين العرب».

وأضاف «تحمسنا بشكل كامل لإطلاق مؤسسة الفيلم العربي التي سعينا ليكون مقرها الدائم دبي، وتذليل كل الصعاب التي حالت دون ذلك، ونأمل أن تنجح في أهدافها الرامية لدعم الفيلم العربي، وتجاوز جميع العقبات، بما في ذلك عقبات التمويل، التي تظل القاسم المشترك الأعظم لمعاناة صناع السينما العربية».

وتابع جمعة «المؤسسة جمعية مستقلة، لكن التزامنا بدعم الفيلم العربي يجعلنا متقاطعين بشكل كامل مع أهدافها، لذلك سنكون موجودين بكل خبراتنا ودعمنا اللوجستي متى ما طُلب منا ذلك».

الفنان المصري باسم سمرة، بطل فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن»، المشارك في مسابقة المهر للأفلام العربية الطويلة، قال لـ«الإمارات اليوم» «ما قدمه (دبي السينمائي) للفيلم العربي كان مهماً ومؤثراً بصفة خاصة في السنوات العشر الماضية، وبعد أعوام قليلة من تأسيسه، لكن هذا الدعم تواصل وتضاعف ليتحول المهرجان إلى منصة حقيقية لعرض تجارب مهمة، وإتاحة الفرصة لتجارب واعدة لتلمس طريقها».

وبعيداً عن الاحتفاء بفيلم «محبس» رأت الفنانة اللبنانية جوليا قصار إن «دبي السينمائي أصبح المنصة الأهم للاحتفاء بالفيلم العربي، وهو ما تعضده القائمة المهمة من الأفلام التي استقطبها من مختلف أنحاء الوطن العربي عبر دوراته المختلفة».

الفنان السوري سامر المصري، الذي يشارك هذا العام ببطولة الفيلم الإماراتي «مختارون»، وصف «دبي السينمائي» بأنه «وطن للفيلم العربي»، مضيفاً «حضرت جميع دورات المهرجان، بدءاً من دورة عام 2004، وحتى دورتنا الحالية، وفي جميعها كانت هناك دائماً حالة احتفاء خاصة بالفيلم العربي، الذي لم يشعر صناعه أبداً بأنهم غرباء في أروقته».

وخلال مؤتمر صحافي خُصص للكشف عن تفاصيل مؤسسة الفيلم العربي، واستضافه المقر الرئيس لفعاليات «دبي السينمائي» في مدينة جميرا، قالت الشيخة جواهر عبدالله القاسمي، مدير مهرجان الشارقة الدولي لسينما الأطفال، العضو المؤسس لمؤسسة «الفيلم العربي»، إن هناك إشكاليات عدة تواجه صناعة الأفلام العربية، وقفت على بعضها بالفعل من خلال إدارتها لـ«الشارقة لسينما الأطفال»، من بينها ما يرتبط بالكم، الذي يتضاءل عربياً في حال مقارنته بسواه، لافتة إلى أن استحداث مظلة جديدة تجمع السينمائيين العرب، من شأنه أن يشكل جهداً مهماً لمناقشة بعض هذه التحديات. بينما لفت المنتج محمد حفظي، أحد أعضاء المؤسسة، إلى أنه لم يتردد في الانضمام إلى هذه المبادرة السينمائية المهمة التي وصفها «بفرصة ذهبية لكي يجتمع كل صناع السينما من العالم العربي تحت سقف واحد من أجل تواصل أكثر مع الآخر، لطرح وتبادل الأفكار، واكتساب الخبرات لتطوير إمكانات كل العاملين في صناعة السينما».

وأثنت المنتجة التونسية درة، التي انضمت إلى عضوية المؤسسة الجديدة، على الفرص الواعدة التي يقدمها «دبي السينمائي» عموماً لصناعة السينما العربية، فيما اعتبرت «مؤسسة الفيلم العربي» بمثابة «ملتقى للسينمائيين العرب، يناقشون ويتخيلون ويحتفلون بالأفلام العربية بماضيها وحاضرها ومستقبلها، وتأمين برامج تدريب مهمة للمبدعين في صناعة الأفلام الروائية والوثائقية والتحريك، ومساعدة صانعي أفلام الشباب على تطوير أساليب التعبير الفنية والسينمائية من خلال أنشطة لبناء وتنمية القدرات».

جائزة الفيلم العربي

كشف بول بابو جيان، المدير التنفيذي لمؤسسة الفيلم العربي، أن عدد أعضائها لن يقف عند حاجز الـ500 عضو، يمثلون بانوراما من أطياف السينمائيين من مختلف أنحاء العالم العربي، وستستمر المؤسسة في قبول عضويات جديدة.

وكشف جيان عن استحداث مسابقة تحمل اسم «جائزة الفيلم العربي»، من المقرر أن تقام في عام 2018 في دبي، وتضم 19 فئة من الأفلام المرشحة للجائزة.

المرزوقي من السوق إلى البرامج

لم يوجد مدير سوق دبي السينمائي سامر المرزوقي في مقره الذي اعتاده رواد المهرجان سنوياً، لكنه ظهر في موقع آخر، عند شاشات العرض.

المرزوقي قال لـ«الإمارات اليوم»: «لم أنفصل عن دبي السينمائي الذي عرفت كواليسه منذ أن كنت طالباً في كلية التقنية عام 2004، لكن (السوق) بحاجة إلى تفرغ أكبر لم أستطع توفيره، لذلك فضلت الالتحاق بقسم البرامج».

جمعة: بعض الثمار بعد 13 عاماً

قال رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة لـ«الإمارات اليوم» إن «بعض الثمار يتأخر نضجها، وثمة أهداف تحتاج إلى مرور وقت مناسب لتحققها، والآن نرى بعض ثمار دبي السينمائي تتحق بعد 13 عاماً، لتضاف إلى العديد مما تحقق على مدار الدورات السابقة».

####

ضيوف

مروى زين: أعمل حالياً على فيلمي الطويل الأول

علا الشيخ - دبي

تشارك المخرجة السودانية، مروى زين، في مسابقة المهر للفيلم القصير العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الـ13 بفيلمها «أسبوع ويومين»، الذي تلعب فيه دور البطولة الممثلة ياسمين رئيس.

وتعتبر هذه المشاركة هي الأولى لزين في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ويشارك الفيلم كعرض عالمي أول. ولمروى فيلمان روائيان قصيران، من بينهما «لعبة» الذي شارك في ركن الفيلم القصير بمهرجان كان عام 2010، وترجم إلى خمس لغات، وعرض في أكثر من 23 مهرجاناً. وعن مشاركتها في مسابقة المهر العربي القصير، قالت مروى زين «إنها مشاركتي الأولى في المهرجان، والعرض هو العرض العالمي الأول، حيث تم اختيار الفيلم ضمن 15 فيلماً قصيراً من العالم العربي».

وأضافت «الفيلم يحاكي تسعة أيام فاصلة في حياة عاشقين، وتساؤل حول الأمومة والحب والعلاقات، في طرح سينمائي مختلف، وربما جريء بعض الشيء، والفيلم تأليفي وإخراجي ومنتج مشارك مع شركة ريد ستار». زين التي تركت دراسة الهندسة الكيميائية حتى تلتحق بالمعهد العالي للسينما، ومن ثم شاركت في برلينالي ودربان تالنت، بجانب دبلوم الفيلم الوثائقي من مدرسة السينما في الدنمارك، تحضّر حالياً لصنع فيلمها الطويل الأول تحت فئة الأفلام التسجيلية. وقالت «الفيلم الذي أعمل عليه الآن هو أول أفلامي الطويلة، فيلم تسجيلي طويل سوداني، يحكي جوانب الخرطوم المغلقة من خلال فتاة تريد أن تصبح لاعبة كرة قدم». وأضافت «هذا الفيلم حصل على منح دولية وعربية مثل آفاق، مركز السينما الوطني الفرنسي CNC، وادفا برتا فاند، بجانب منحة تلوين من قبل مهرجان مالمو للفيلم العربي»، مؤكدة أن الفيلم في طور الإنجاز، ومن المخطط أن يتم عرضه في منتصف العام المقبل.

####

خلف الكواليس

مدير «وهران»: سأعود من دبي محملاً بأفكار جديدة

علا الشيخ – دبي

جاء المدير الفني لمهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي، محمد علال، ليعيش تجربة مهرجان دبي السينمائي للمرة الأولى، ولم يخف علال إعجابه بالمهرجان الذي قال عنه:

«زرت مهرجانات عالمية عديدة، ولا أجد فرقاً بين دبي السينمائي والمهرجانات العالمية مثل مهرجان كان السينمائي»، مؤكداً «عربياً لا يمكن منافسة مهرجان دبي السينمائي بسهولة». وأضاف علال أنه سيعود إلى بلده الجزائر محملاً بأفكار جديدة، سيحاول العمل عليها لتطوير مهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي.

وتابع «استمتعت كثيراً بأجواء التنظيم، وسعدت لبرمجة الأفلام، خصوصاً أنها تحوي أفلاماً عالمية وعربية كعرض أول»، لافتاً إلى أن قدرة إدارة مهرجان دبي السينمائي على استقطاب كل هذا الانفراد والتنوع دلالة على الثقة التي منحها واكتسبها من المهتمين بالشأن السينمائي من العالم كي يكون منبراً لهم.

واستطرد علال «الأفكار المتجددة ودعم النقاشات والورش التي تنظم على هامش المهرجان، واستضافته على سبيل المثال لإعلان مؤسسة الفيلم العربي، يؤكد دور مهرجان دبي السينما في المنطقة العربية»، مشيراً إلى أنه فخور بابن بلده المخرج الجزائري سالم الإبراهيمي كعضو مؤسس لمؤسسة الفيلم العربي. وقال «نعم غابت الجزائر في المسابقات الرسمية، لكن حضورها بشخص الإبراهيمي كان لافتاً».

وأكد علال أنه مشغول حالياً بالتحضير للقاء يجمع الأفلام العربية المرشحة للأوسكار في منطقة حاسي مسعود، بحضور صناع الأفلام.

####

أعلن عن فتح باب المشاركة في دورته الثامنة

لبنى القاسمي: عروض خاصة لأفلام مهرجان جامعة زايد في «دبي السينمائي» المقبل

أبوظبي ــ الإمارات اليوم

أعلن مهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط ومهرجان دبي السينمائي الدولي، أمس، عزمهما على العمل معاً لدعم مواهب الشباب العربي في مجال الإبداع السينمائي.

مهرجان جامعة زايد اكتسب طوال السنوات الماضية اعترافاً متزايداً في المهرجانات السينمائية الدولية، ويتهيأ لدخول نسخته الثامنة التي ستنطلق في نهاية أبريل المقبل.

وقالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح ورئيسة جامعة زايد: «سعداء لتكثيف شراكتنا الاستراتيجية مع مهرجان دبي السينمائي الدولي، ما سيتيح لنا الفرصة لتقديم أفلامنا لأول مرة في عروض خاصة بدبي عام 2017».

بينما علّقت المدير الإداري لمهرجان دبي السينمائي، شيفاني بانديا، بأن «دعم الجيل القادم من صانعي الأفلام في مختلف أنحاء المنطقة أمر بالغ الأهمية لالتزام مهرجان دبي السينمائي بالمساعدة في دعم ازدهار صناعة السينما العربية، وقد أسهم مهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط في تعزيز هذا الشغف في أوساط الشباب العربي، وسعداء بالعمل معاً لإلهام المواهب الشابة وضمان استمرار صناعة سينما الغد على نفس قوتها اليوم». واكتسب المهرجان طوال السنوات السبع الماضية اعترافاً متزايداً في المهرجانات السينمائية الدولية، ويتهيأ لدخول نسخته الثامنة التي ستنطلق في نهاية أبريل المقبل، وستكون عروضه مفتوحة أمام الجمهور. من جهته، قال مدير المهرجان وعضو هيئة التدريس بكلية الاتصال وعلوم الإعلام ساشا ريتر «لقد عُرِضت أفلامنا في مهرجانات دولية، مثل مهرجان مالمو للفيلم العربي في السويد، ومهرجان زنجبار السينمائي الدولي في تنزانيا، ومهرجان الفيلم العربي في توبنغن بألمانيا، ومهرجان الفيلم العربي في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية، ما يوفر لنا فرصة كبيرة للإسهام في تعزيز الصورة الإيجابية عن الشباب العربي». وأعلنت كلية الاتصال وعلوم الإعلام بالجامعة، التي دأبت على إقامة المهرجان سنوياً، عن فتح الباب لتلقي طلبات المشاركة بالدورة الجديدة التي ستقام يومي 30 أبريل وأول مايو المقبلين، من طلبة الجامعات والكليات والمعاهد العليا في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأيضاً من الطلبة الشرق أوسطيين المقيمين بالخارج، بشرط أن يكونوا مسجلين في مثل هذه المؤسسات التعليمية، ويدرسون بها بشكل نظامي منذ 18 شهراً على الأقل.

الإمارات اليوم في

12.12.2016

 
 

الأفلام المصرية... لماذا تهرب إلى المهرجانات العربية؟

جمال عبد القادر

مع كل دورة لمهرجان القاهرة يبدأ البحث عن فيلم مصري للمشاركة فيه، والأمر نفسه واجهه مهرجان الإسكندرية في دوراته الماضية. على العكس، تجد مشاركة مصرية قوية في المهرجانات العربية سنوياً، خصوصاً دبي. فهل قيمة الجوائز ومستوى التنظيم هما الدافع إلى تفضيل مهرجانات أخرى على نظيرتها المصرية؟ عن هذه القضية كانت لنا هذه المتابعة.

يرى د. محمد العدل أن المجاملات والتعقيدات تحكم المهرجانات المصرية، ومن بينها استبعاد فيلم مصري جيد مجاملة لفيلم آخر متواضع، أو غيرها من مشكلات نسمع عنها في كل دورة، في حين أن المشاركة في مهرجانات عربية أخرى تخضع لجودة الفيلم فحسب.

ويضيف العدل أن تعامل النقاد مع الفيلم المصري المُشارك في مهرجان القاهرة يكون قاسياً بغض النظر عن مستواه الفني، ما يتسبب في ابتعاد كثير من المنتجين والمخرجين عن المشاركة في المهرجانات المصرية.

من جانبه، يؤكد مجدي أحمد علي، مخرج فيلم “مولانا” الذي يُشارك في الدورة المقبلة لمهرجان دبي، أن من غير المنطقي تفضيل مهرجان على آخر، ولا يمكن الحكم على وطنية المخرجين أو المنتجين بعرض أفلامهم في مهرجانات عربية أو دولية، مؤكداً أهمية مهرجان القاهرة باعتباره أحد أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي وأقدمها. ويضيف أنه سبق وشارك في مهرجان القاهرة، ولكن من غير المنطقي أن نضع إنتاجنا السينمائي كله في منطقة واحدة، خصوصاً أن أي فيلم يُعرض في أي مهرجان حول العالم هو في النهاية شرف لبلده، ويقدم دعاية وحضوراً قوياً للسينما المصرية في المحافل الدولية، لذلك فوجود أفلام مصرية في مهرجانات أخرى يعد أمراً إيجابياً.

في السياق نفسه، يوضح المخرج شريف البنداري، أن ثمة علاقة مميزة تجمعه بمهرجان دبي السينمائي، حيث يشارك فيه هذا العام للمرة الخامسة، وهذه الدورة تشهد أول أعماله الروائية الطويلة “علي معزة وإبراهيم”، مؤكداً أنه يفضل مهرجان دبي، خصوصاً أن الأفلام المعروضة ضمن برامجه تلقى رعاية واهتماماً فنياً وإعلامياً، إضافة إلى أن الفيلم حاصل على دعم «إنجاز» من المهرجان، وبالتالي لا بد من عرضه حصرياً في دبي.

رأي النقد

ترفض الدكتورة ماجدة واصف المقارنة بين مهرجان القاهرة وأي مهرجان آخر، مشيرة إلى أن للأول تاريخاً كبيراً وقديماً من الضروري أن نحترمه ونحافظ عليه، مضيفةً أن مهرجان دبي يقام تحت رعاية العائلة الحاكمة مما يجذب مجموعة كبيرة من الرعاة، إضافة إلى أن الإمارات دولة مفتوحة تقدم أنواع التسهيلات كافة، وأصبحت مركزاً تجارياً للسينما، إلى جانب صندوقها لدعم الأفلام إنتاجياً.

الناقدة علا الشافعي ترى بدورها أن لكل مخرج ومنتج الحق في اختيار المهرجان الذي يذهب إليه ولا علاقة للمشاركة فيه بالوطنية أو عدم احترام مهرجان القاهرة، بل يعود الأمر إلى مزايا يحصل عليها من هذا المهرجان أو ذاك. وتضيف أن مجدي أحمد علي يتواصل مع مهرجان دبي قبل أن ينتهي من تصوير الفيلم، ولشريف البنداري علاقة وطيدة بالتظاهرة السينمائية نفسها وشارك فيها بأكثر من فيلم وحصل على دعم مادي لعمله الجديد، وبالتالي فإن قرار المشاركة في دبي أمر طبيعي.

وتوضح علا أن مهرجان دبي رغم حداثته نجح في تطوير نفسه حتى أصبح جاذباً للمبدعين العرب وغيرهم، حيث يجدون المقابل المادي وقيمة الجوائز عاليين وجودة التنظيم كذلك، فضلاً عن دعم المشاريع السينمائية الجادة في أي مكان، في حين اكتفينا نحن بالحديث عن الريادة وأن لدينا أقدم مهرجان والأعظم في المنطقة، ولم نسع إلى تطوير نفسنا، لذا تأتي كل دورة أضعف من السابقة.

وتضيف أن على الدولة أن تدعم المهرجان بشكل أقوى وتسعى إلى تطويره وإلا سيأتي اليوم الذي لا نجد فيه أية أعمال تُشارك فيه سواء مصرية أو غيرها لأن المنافسة قوية ونحن لم نستعد لها بعد.

بدورها ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن مهرجان القاهرة عرض مجموعة من الأفلام المصرية، عملين في المسابقة الرسمية، وعملين قصيرين في مسابقة «الغد» إضافة إلى عمل في آفاق السينما العربية، وفيلمين وثائقيين على هامشه. أما ما يتعلق بالأفلام المصرية المعروضة في دبي، فالدافع إلى ذلك يتعلق بالمزايا الضخمة والإغراء المادي، فضلاً عن ارتفاع قيمة الجوائز في حالة فوز الفيلم، على عكس ميزانية مهرجان القاهرة التي تعتبر ضعيفة بشكل كبير إضافة إلى غياب الرعاة، لذا فإن لأصحاب الأفلام عذرهم في المشاركة في «دبي».

الجريدة الكويتية في

12.12.2016

 
 

إدارة دبى السينمائى تعلن إلغاء عرض فيلم "بائع البطاط المجهول"

كتب عماد صفوت

أعلنت إدارة مهرجان دبى السينمائى الدولى، المقام فى الفترة 7 إلى 14 ديسمبر الجارى، إلغاء عرض فيلم "بائع البطاطا المجهول"، بطولة خالد أبو النجا، وتارا عماد، والمشارك فى مسابقة المهر القصير، وذلك لظروف طارئة وخارجة عن إدارة المهرجان، متمنين للفيلم النجاح فى عرضه المقبل.

وتدور أحداث فيلم "بائع البطاطا المجهول" حول شاب مصرى يدعى خالد يبحث فى جريمة قتل بشعة لطفل كان يبيع البطاطا فى قلب ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية، وتتحول الحادثة إلى أحلام وكوابيس تطارد شاب مصرى يقرر البحث عن القاتل.

"بائع البطاطا المجهول" من إخراج أحمد رشدى، والأداء الصوتى لـ خالد أبو النجا وتارا عماد، وكان من المفترض أن يعرض لأول مرة عالميًا، فى فعاليات مهرجان دبى السينمائى.

####

غدًا.. عرض جديد لفيلم مولانا فى مهرجان دبى السينمائى

كتب على الكشوطى

يشهد مهرجان دبى السينمائى فى دورته الـ13 التى تستمر حتى 14 ديسمبر الجارى عرض فيلم مولانا من جديد غدًا الثلاثاء على شاشة فوكس 17 ضمن فعاليات المهرجان وهو الفيلم الذى ينافس على الجائزة الكبرى بالمهرجان؛ وهى جائزة المهر الطويل.

الفيلم الذى تدور أحداثه حول "حاتم الشناوى" الذى يقدم برنامجًا دينيًا ناجحًا يتابعه الملايين، لكنه يعيش فى صراع داخلى بين ما يراه فى صحيح الدين وما يمكن أن يخبر به جمهوره، وعلى الجانب الاجتماعى، علاقته متوترة مع زوجته، وتحاول الأجهزة الأمنية تحطيمه من خلال زرع فتاة مثيرة فى حياته.

والعمل من بطولة عمرو سعد وتشاركه التونسية درة، وبيومى فؤاد، وأحمد مجدى، وريهام حجاج، وصبرى فواز، ولطفى لبيب، وإيمان العاصى وأحمد راتب، والفيلم من إخراج وسيناريو مجدى أحمد على ومأخوذ عن رواية إبراهيم عيسى.

####

فيلم "فرحة" يفوز بجائزة شبكة راديو وتليفزيون العرب فى ملتقى دبى السينمائى

كتب على الكشوطى

فاز مشروع فيلم "فرحة" للمخرجة دارين سلام، والمنتجة ديمة عازر، بجائزة راديو وتليفزيون العرب ART بملتقى دبى السينمائى، منصة مهرجان دبى للإنتاج المشترك، والتى تقدر جوائزها بـ50 ألف دولار، لدعم المشاريع السينمائية، وتكوين شبكات للتواصل مع الخبراء العالميين فى القطاع السينمائى، ولمساعدتهم فى إيصال أعمالهم إلى الشاشة الكبيرة.

شبكة راديو وتليفزيون العرب ART تقدم جائزتها للعام الثانى على التولى، وتتضمن لائحة الفائزين بجواز الملتقى لعام 2016 خمس مشاريع سينمائية عربية فاز بها المخرجة إليان الراهب والمنتجة لارا أبو سعيفان عن "العائلة الكبرى"، والمخرج عمر هفاف والمنتجة مارى بلدوشى عن "ما زالت الجزائر بعيدة"، والمخرجة دارين سلاّم والمنتجة ديمة عازر عن "فرحة"، والمخرج مهند حيال والمنتجة هلا السلمان عن "«شارع حيفا"، والمخرج داود أولاد السيد والمنتجة لمياء الشرايبى عن "تودا"، والمخرجة هيام عباس والمنتجة سابين صيداوى عن "غبار الطفولة".

وإلى جانب الجوائز النقدية، اختار «ملتقى دبى السينمائي» خمسة من صنّاع أفلام عرب، من المشاركين فى الملتقى، للحصول على اعتماد مجانى فى شبكة المنتجين فى "مهرجان كان السينمائى"، وهى واحدة من أبرز أسواق الأفلام حول العالم، حيث تجمع أبرز صنّاع السينما، وأكثرهم خبرة، للتواصل المباشر مع خبراء الصناعة. الفائزون هم: المنتجة ديمة عازر عن فيلم "فرحة"، والمنتجة ولارا أبو سعيفان عن فيلم "العائلة الكبرى"، والمنتجة هلا السلمان عن فيلم "شارع حيفا"، والمنتجة كارول عبود عن فيلم "الحياة شوائب سينمائية"، والمنتج خالد المحمود عن فيلم "مطلع الشمس" وهو أيضًا منتج مشروع "آى دبليو سى".

بصفته أحد مقومات "سوق دبى السينمائى"، التزم "ملتقى دبى السينمائى" بالاحتفاء ورعاية المواهب الناشئة فى الوطن العربى، وازدهار مستقبل صناعة السينما فى المنطقة، كما دعم الملتقى أكثر من 130 فيلمًا، تنافست على أرفع الجوائز العالمية، وهذا العام، يقدّم "الملتقى" مجموعة جوائز نقدية تصل قيمتها إلى 50 ألف دولار، مقدمة من المؤسسات الإقليمية المرموقة.

ةتتضمّن جوائز هذا العام جائزة "سينى سكيب" جائزة الصف الأول، بقيمة 10 آلاف دولار، وجائزة "شبكة راديو وتلفزيون العرب" (إيه آر تي) بقيمة 10 آلاف دولار، وجائزة "مهرجان دبى السينمائى الدولي" بقيمة 25 ألف دولار، وجائزة "المنظمة الدولية للفرنكوفونية" بقيمة 5000 يورو، جائزة الشراكة مع "ترابيكا"، وجائزة "سوفوند".

اليوم السابع المصرية في

12.12.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)