في ثالث أيامه الحافلة بتجارب إبداعية وفنية متنوعة
على صعيد المعالجة وطرح المواضيع والقصص الإنسانية الواقعية
والأخرى الافتراضية، كان جمهور الدورة الـ13 من مهرجان دبي
السينمائي الدولي على موعد مع مفاجأة إماراتية جديدة وجريئة في
طرحها وتنفيذها ورهانها على التفرّد والتجاوز محلياً وعربياً
أيضاً، وتتمثل هذه التجربة المفعمة بحسّها الاحترافي وبتميّزها
التقني في فيلم «المختارون» للمخرج الإماراتي على فيصل مصطفى، الذي
سبق له تقديم أول أفلامه الطويلة «دار الحيّ» أو «مدينة الحياة»
على شاشة مهرجان دبي في عام 2009، ثم قدم في مهرجان أبوظبي
السينمائي عام 2014 فيلمه الطويل الثاني (من ألف إلى باء)، في
إشارة إلى مدينتي أبوظبي وبيروت، ضمن بنية روائية اعتمدت التوليفة
المشهدية المليئة بالانعطافات والمفاجآت غير المتوقعة في أفلام
الطريق.
في عمله الجديد، يذهب على مصطفى إلى منطقة مغايرة
وشائكة، أقرب ربما إلى المناخ الكابوسي والتشاؤمي لمدن المستقبل،
أو مدن ما بعد الكارثة، اعتماداً على مؤشرات الفوضى الهدّامة في
مناطق العالم المختلفة، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات
المزيّفة للخريف الدموي.
بقايا الخراب
تنطلق المشاهد الأولى في الفيلم من خرائب هذه
الفوضى، وما ترتب عليها من خسارات بيئية وبشرية دفعت المجموعات
الصغيرة المتبقية إلى إنشاء كانتونات نائية و«غيتوهات» منعزلة،
تكافح من أجل بقائها وسط مساحات خارجية هائلة موبوءة بالمرض والموت
والجوع والجفاف.
يضعنا المخرج مباشرة أمام الصورة العامة لحكاية
الفيلم مع المشهد الافتتاحي الأقرب إلى الصيغة التنبؤية
والاستشرافية لما ما يمكن أن نراه لاحقاً من أحداث صارخة، وفظاعات،
وانتهاكات وحشية وبهيمية، عندما يغيب القانون وتختفي الدول، وتسود
الغرائز البدائية. نرى في المشهد الاستهلالي سائق الشاحنة شعيب
(الممثل سامر المصري)، وهو يصطحب معه عابر طريق يصفه شعيب بـ«المنذر»
(الممثل حبيب غلوم)، ونستمع إلى حديث «المنذر» عن أصحاب الرايات
السود وجنونهم العقدي انسياقاً وراء خرافات دينية مشوهة، وأن مَن
يسميهم (المختارون) سيكونون هم طوق النجاة والخلاص، ويجب الحفاظ
عليهم لإنقاذ أرض الديانات ومهد الرسالات، ولشفاء العالم من لوثة
هؤلاء البرابرة الجدد.
في المشهد التالي مباشرةً، يضعنا المخرج وسط مسرح «الغروتسك»
الغرائبي، في أرض الاستعارات المشوهة، وسينوغرافيا الحطام والوهم،
ويقودنا مع خريطة التيه، إلى ما يمكن وصفه باللاّمكان، فكل شيء هنا
متآكل، وطارئ، وعلى حافة الذبول والمحو، ففي مصنع قديم لصناعة
أجنحة الطائرات، ومع وجود خزان وحيد للمياه النظيفة، تنشأ أولى
بذور الصراع بين القاطنين في المصنع، وبين عصابات خارجية تسعى
لاقتحام المكان المحصّن بالأسوار والأسلحة، من أجل الاستيلاء على
مصدر الحياة الوحيد في المنطقة - في إشارة ذكية إلى حروب المياه
المقبلة بين الدول - ووسط هذه الهشاشة الوجودية يسعى شعيب للحفاظ
على حياة الأفراد القليلين المحيطين به، خصوصاً ابنه عيسى (الممثل
محمود الأطرش) وابنته مريم (الممثلة راكين سعد)، ومع ندرة الموارد
مثل الماء والطعام في الخارج، أو انقراضها بالأحرى، يبقى هؤلاء
الأفراد منتمين ومخلصين للمكان الوحيد القادر على حمايتهم من
الموت، ولكن هذا الطيف المرعب للموت لن يتأخر كثيراً، عندما يتمكن
اثنان من الغرباء من التسلل وبحيلة ماكرة إلى المكان، من خلال
التأثير على شعيب وعلى أفراد المجموعة، وإيهامهم بالإقامة المؤقتة
التي تتحول لاحقاً إلى ما يشبه فصلاً من الجحيم، عندما يبدأ الوافد
الجديد موسى (الممثل سامر إسماعيل) وبصحبة فتاة كردية غامضة ومريبة
تدعى غولبين (الممثلة ميساء عبدالهادي)، في القضاء على الجميع،
بتصفية جسدية مباشرة أحياناً، وبزرع المفخخات ونصب الكمائن القاتلة
في أحيان أخرى، يبدأ موسى بطعن شعيب أمام الجميع، ثم يختبئ في
دهاليز المصنع لتبدأ سلسلة القتل بمشاهد قاسية وموغلة في العنف
والشراسة، إضافة إلى ظهور عنصر متمرد من داخل المجموعة وهو المثقف
جمال (الممثل علي سليمان)، الذي يطمح لقيادة المجموعة كبديل لشعيب،
حيث ينتهي به المطاف إلى النفي خارج أسوار المصنع والسقوط في فخ
الموت الذي بات ينصبه موسى في كل مكان من أجل هدف غريب وهو التعرف
على الشخص «المختار» القوي والأجدر بالبقاء في المجموعة، وسيكون
هذا الشخص في نهاية الفيلم هو الابن (عيسى) الذي يترك المكان بعد
تفجير خزان المياه وموت الجميع، وبعد قضائه على منافسه الأخطر
(موسى).
رموز وإسقاطات
حمل فيلم (المختارون) الكثير من الرموز التي يمكن
إسقاطها على الواقع العربي، خصوصاً في بؤر التوتر والفوضى الدموية،
وكانت دلالاته الدينية واضحة من خلال اختيار أسماء حاضرة في
الموروث العقائدي للرسالات السماوية مثل «شعيب وموسى وعيسى وداوود
ومريم»، بجانب المصطلحات المرتبطة بفكرة نهاية العالم مثل: المنذر،
والمختار، والمخلّص.
تعيدنا مناخات الفيلم لأعمال سينمائية شهيرة عالجت
التصورات السوداوية لنهاية العالم مثل فيلم «ماكس المجنون» بأجزائه
المختلفة، وفيلم «كتاب إيلاي»، وفيلم «الطريق» للمخرج جون هيلكوت.
امتاز الفيلم أيضاً بمعالجاته السمعية والبصرية
المتقنة في ما يتعلق بمشاهد القتال، ومشاهد الحركة والتلاحم العنيف
بين المتصارعين على النفوذ والسلطة، ويعد الفيلم من النتاجات
السينمائية العربية النادرة والمتفوقة في امتلاك الشرط التقني
الصعب لمؤثرات الغرافيك المقنعة واللصيقة بأجواء الفيلم، تفوق يكاد
يلامس التفوق الهوليودي في تنفيذ هذه النوعية من الأفلام. ولكن
الاهتمام بالبنية الروائية وبالحوارات خصوصاً ربما جاء أقل من
مستوى الطموح التقني للفيلم، وباستثناء الحوار في المشهد الأخير
بين شخصية (المنذر) وبين (عيسى) الناجي الوحيد من مذبحة المصنع،
فإن أغلب الحوارات وكذلك الانتقالات المشهدية والأبعاد الشخصية
جاءت كأجزاء جانبية ومهمشة مقارنةً بالجانب البصري المفعم بالإثارة
الخارجية، وبالضراوة المشهدية في كادر الصورة المصوغ أساساً على
ثنائيات الدمار والفَناء، ولو انحاز السيناريو إلى البعد الأدبي
والبحث الفلسفي لمثل هذه المواضيع المستقبلية الداكنة لاستطاع
امتلاك التوازن المطلوب بين القيمة النوعية والشكل المتماسك،
ولاستطاع التوليف بين الطرح العميق والأسلوب التجريدي للأفلام
المعاصرة، وأفلام ما بعد الحداثة.
دلالات دينيَّة
حمل الفيلم الكثير من الرموز التي يمكن إسقاطها على
الواقع العربي، وكانت دلالاته الدينية واضحة من خلال اختيار أسماء
حاضرة في الموروث العقدي للرسالات السماوية.
مدن ما بعد الكارثة
يذهب المخرج علي مصطفى في فيلمه هذا إلى منطقة
شائكة، أقرب للمناخ الكابوسي والتشاؤمي لمدن المستقبل، أو مدن ما
بعد الكارثة، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات المزيّفة
للخريف الدموي.
####
شيريل ايزاك رئيسة الأكاديمية في ندوة حول
«الأوسكار»:
اختياراتنا لا تنحاز إلى اللون..
وننشد التعاون مع «دبي السينمائي»
رانيا حسن (دبي)
نفت شيريل بون ايزاك، رئيسة أكاديمية فنون وعلوم
الصور المتحركة المعنية بجائزة الأوسكار، ما يتردد عن الجائزة من
إشاعات بخصوص عدم الموضوعية واختيار الأفلام على أساس اللون، خاصة
أن المرشحين في الدورة الأخيرة كانوا من ذوي البشرة البيضاء،
واستنكرت في ندوة عقدت صباح أمس (السبت 10 ديسمبر 2016) ضمن مهرجان
دبي السينمائي مثل هذه الاتهامات، لافتة إلى أنها صاحبة بشرة سمراء
أيضاً، مشدّدة على المبادئ الأخلاقية التي يتمتع بها أعضاء
الأكاديمية. وقالت إن الأكاديمية تطمح إلى التعاون مع مهرجان دبي
السينمائي الدولي «لأن الأهداف واحدة، وهي إنتاج الأفلام ودعم
صناعة السينما، وهذا ما فعله ويفعله مهرجان دبي السينمائي».
واستعرضت إيزاك، خلال الندوة الشائعات الأخرى مثل
عدم استعدادهم لحفلة الأوسكار، موضحة أن هذه الحفلة يتم التحضير
لها منذ فترة كبيرة «لأننا ندرك حضور أعداد كبيرة تصل لأكثر من
1000 شخص».
وتطرقت إيزاك، خلال الحوار الذي أداره عمار شمس،
المستشار في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إلى ما تقدمه الأكاديمية
من دعم لصناع الأفلام، وآليات الأكاديمية في اختيار أعضائها،
مستعرضة بعض المشاريع الأخرى الداعمة لصناعة السينما، ومنها
استقبال آلاف النصوص السينمائية على موقعها واختيار بعضها لدعمها
وتحويل المشروع لفيلم سينمائي، كما تحدثت عن دورهم في تطوير ودعم
العلوم والفنون خاصة المعنية بتقنية الأفلام.
وقد تصدرت جائزة الأوسكار ندوات اليوم الثالث
للمهرجان، حيث خصصت الندوة الصباحية للحديث عن هذه الجائزة، فيما
خصصت الجلسة الثانية لمناقشة مبادرة نجوم الغد، وهي مبادرة من مجلة
(سكرين إنترناشيونال) المتخصصة بالسينما، وتحدثت خلالها ميلاني
غودفيلو، مسؤولة عن المبادرة، مع النجوم الخمسة، وهم خمس مخرجين
صاعدين، تم اختيارهم من المبادرة.
وأوضحت ميلاني دور المجلة في دعم المواهب الشابة
على مستوى العالم، وتحدثت عن تاريخ المبادرة التي بدأ مشوارها منذ
13 عاماً، وكانت تدعم الموهوبين في صناعة الأفلام والترويج لهم من
خلال المجلة، موضحة أنها المرة الأولى التي تخصص فيها المجلة
المبادرة للشرق الأوسط، وقد تم ذلك بناء على مسيرة المخرجين الذين
وقع عليهم الاختيار؛ فكل منهم لديه مشاريعه الفنية وهم: المخرجة
اللبنانية مونيا عقل وسيعرض لها فيلم «صبمارين» ضمن مسابقة المهر
القصير، المخرج الأردني أمجد الرشيد، وهو يشارك بفيلمه (ببغاء) ضمن
مسابقة المهر القصير أيضاً، الممثلة التونسية مريم الفرجاني،
الممثل السوري سامر إسماعيل، ومن المغرب المخرج علاء الدين الجيم
الحائز عدداً من الجوائز. أما الندوة الثالثة والأخيرة فجاءت
بعنوان «الإنتاج العربي الاسكندنافي المشترك»، وتناولت تجربة
الإنتاج المشترك بين الدول الاسكندنافية مع العالم العربي، مع
التركيز على مصادر التمويل وتحديد نقاط الاختلاف في طرق العمل،
ودور تجربة الإنتاج المشترك في نشر التبادل الثقافي بين الدول.
ندوات اليوم
يشهد اليوم (الأحد) مجموعة من الجلسات والندوات
التي تتطرق إلى موضوع الابتكار والخيال في صناعة السينما من خلال
عدة جلسات أولاها: «خارج المشهد.. صورة جديدة للأعمال غير
الروائية»، والثانية بعنوان «واقع جديد في السينما العربية
المعاصرة»، والندوة الثالثة تأخذنا لمفهوم عولمة السينما، وتأتي
الندوة الأخيرة لتناقش تجربة فيلم «ملك البلجيك»، وهو فيلم صنعه
ثنائي الإخراج جيسيكا وودورث وبيتر بروسينز.
####
يعزز دور المرأة في المجتمع
«يوم
للستات».. كامل العدد في المهرجان
دبي (الاتحاد)
رفع فيلم «يوم للستات» شعار «كامل العدد»، خلال
عرضه في برنامج «الليالي العربية» ضمن مسابقات الدورة الـ13 من
مهرجان «دبي السينمائي»، حيث نفدت تذاكره بالكامل قبل العرض بيوم،
واحتشد ضيوف وجماهير المهرجان أمام قاعة سوق مدينة جميرا لمشاهدة
الفيلم الذي عرض في السابق في افتتاح مهرجان «القاهرة السينمائي»
ونال صدى كبيراً. يشارك في بطولة «يوم للستات» الذي أخرجته كاملة
أبو ذكري كل من نيللي كريم وناهد السباعي وهالة صدقي وفاروق
الفيشاوي ومحمود حميدة وأحمد داود وأحمد الفيشاوي وإياد نصار،
وتدور أحداث الفيلم حول تخصيص يوم للستات في حمام السباحة بالنادي
المقام بإحدى المناطق الشعبية، وأصبح هذا الخبر حديث الجميع،
خصوصاً مع تخصيصه يوم اﻷحد للسيدات فقط، وهو ما يؤدي إلى تجمع
العديد من السيدات من خلفيات اجتماعية مختلفة، حيث تحلم «عزة» التي
تلعب دورها الممثلة ناهد السباعي منذ زمن بارتداء ملابس السباحة،
وتجد «شامية» التي تؤديها الفنانة إلهام شاهين من يستمع إليها في
حمام السباحة حين تتحدث عن حياتها الخاصة، وتحاول «ليلى» التي
تجسدها نيللي كريم تجاوز حزنها على ابنها الراحل، ومع الوقت يصير
هذا اليوم المخصص للسيدات مصدر فضول للرجال.
إقبال شديد
لم يتوقع أبطال «يوم للستات» هذا الإقبال الشديد
على الفيلم، وأشاد الفنان أحمد داوود أحد أبطال العمل بحفاوة
استقبال الفيلم في «دبي السينمائي»، وقال: أصبح «دبي السينمائي»
مهرجانا عالميا يجذب إليه كل صناع السينما العالميين والعرب، لعرض
أعماله عبر شاشته، فحقاً سعدت كثيراً بعرض الفيلم في هذه المنصة
السينمائية الرائدة، وفي الوقت نفسه انتابني شعور لا يوصف حينما
شاهدت قاعة سوق مدينة جميرا «كاملة العدد».
عنصر نسائي
وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من النجوم الرجال
في العمل، إلا أن العنصر النسائي كان طاغياً على الفيلم، وعن ذلك
قال: كان الفيلم عملا جماعيا بالدرجة الأولى، حتى لو كانت البطولة
الرئيسية للسيدات، فكل ما تتعرض له المرأة في الفيلم سواء فرح أو
حزن أو أي مشاعر أخرى، فتأتي بدافع من الرجل نفسه، لذلك فكان هناك
وفاق تام بين العنصر النسائي والرجالي لخلق هذه الحالة السينمائية
الاستثنائية.
توليفة غنية
وأشاد داوود بدور المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكري،
التي تعاون معها في السابق في أعمال عدة، وأظهرته بشكل مختلف عن
جميع أعماله السابقة، خصوصاً أنه لعب دور «إبراهيم» الميكانيكي
الذي يقع في غرام «عزة» التي تلعب دورها ناهد السباعي، كما وجه
شكره لمنتجة العمل إلهام شاهين التي سعت جاهدة في تجميع توليفة
غنية من أكبر النجوم، لكي يتعاونوا بحب على إظهار هذا العمل إلى
النور.
دعم الصناعة
وعن مسألة أجور الفنانين في الفيلم خصوصاً أن
أغلبهم قرروا أداء الأدوار من دون الحصول على الأجر رغبة منهم في
إظهار عمل فني محترم، قال داوود: كل فنان وفنانة بالفيلم يقوم
بأدوار بطولة بمفرده، وكثيرون منهم، تعاقد على العمل بأجر غير الذي
يستحقه، لحبه في السينما، ورغبته في المشاركة بدعم الصناعة بشكل
عام، مشيرا إلى أن جميع الأدوار بالعمل متساوية، وهو ما يؤكد روح
العمل الجماعي التي ظهرت بالفعل للمشاهد.
أفضل ممثلة
فيما أوضحت ناهد السباعي إحدى بطلات الفيلم التي
حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي مؤخراً، عن
دورها «عزة»، إلى أنها سعدت كثيراً بالتعامل مع هذه الكوكبة من
النجوم في عالم السينما والدراما، وتشرف بأن تكون أحد أبطال هذا
الفيلم الذي تعتبره عودة للأفلام الجماعية، بين النجوم الكبار
والشباب، لافتة إلى أن إحدى مميزات الفيلم أن معظم بطلاته من
العنصر النسائي، من تمثيل وإخراج وتأليف، موضحة أن منتجة الفيلم
أرادت تكريم دور المرأة من خلاله، وتعزيز دورها في المجتمع، وهذه
رسالة واضحة تظهر من خلال أحداث العمل.
«وشم» الفيشاوي
أثار الوشم الذي يضعه أحمد الفيشاوي جدلاً كبيراً
في «دبي السينمائي» خصوصاً أن الوشم يغطي معظم جسده تقريباً، وحول
ذلك قال: لا أعلم لماذا باتت مسألة وشم الفيشاوي قضية رأي عام،
والشغل الشاغل لوسائل الإعلام، مع العلم إنها «مسألة شخصية»، من
الممكن أن تلاقي اعتراضاً أو قبولاً من قبل البعض، لكنها في
النهاية رغبتي ومن صميم قناعاتي وهي بالنسبة لي خط أحمر لا أحب أن
يتم تتداوله بشكل غير لائق أو يروج له على أنه «تصرف غير ناضج».
حب وإيمان
عن النجاح الذي حققه العمل في عرضه بالمهرجانات،
وقبل عرضه تجارياً بداية الأسبوع المقبل، في صالات السينما، أشارت
ناهد السباعي إلى أن النجاح والصدى الكبير الذي لاقاه العمل يرجع
إلى المجموعة الفنية التي قلما تتكرر في السينما المصرية، إلى جانب
تكاتف كل فريق الفيلم في تنفيذ عمل بأعلى مستوى تمثيلي وأدائي
وتصويري، لافتة إلى أن هذا لم يأت إلا من فراغ، بل بحب العمل،
والإيمان بالقضية التي يقدمها.
عودة جديدة
قال أحمد الفيشاوي: كانت تجربتي الأولى مع والدي
الممثل المخضرم فاروق الفيشاوي في دور صغير خلال فيلم المرشد عام
1988، وانا في عمر الثامنة، ومن ذلك الحين عشقت أضواء الفن السابع
وتلك الأحلام المكتوبة بين سطور الأعمال والتي تتجسد إلى حياة
ملموسة، لأعود معه من جديد في «يوم للستات» وأقف أمامه في عمل مميز
ومختلف، سيكون إضافة إلى رصيدي الفني.
خلاف
حول خلافه مع ناهد فريد شوقي حول فيلم «اللعبة
الأمريكاني» خصوصاً بعد اعتذاره عن المشاركة فيه بعد أن حصل على
جزء من أجره، أوضح الفيشاوي أن الخلاف في العمل وارد وطبيعي،
وخلافه مع ناهد فريد شوقي، على الرغم من انتقاده لها لتصعيدها
الموقف، لكنه أكد أن هذا حقها من وجهة نظرها كمتضررة، وهو أيضاً من
حقه أيضاً الاعتراض بشكل رسمي أيضاً ضد القرار الصادر بحقه من غرفة
تجارة صناعة السينما المصرية.
####
كشف حقيقة دعاة الإفتاء على الفضائيات
«مولانا»..
صدمات فكرية في مواجهة التطرف
تامر عبد الحميد (دبي)
شهد مهرجان دبي السينمائي أمس عرض الفيلم المصري
«مولانا» في مينا السلام أرينا، الذي أثار الكثير من الاستفسارات
والنقاشات بين الحضور، ظهرت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض
الفيلم الذي يلعب بطولته عمرو سعد ودرة وريهام حجاج وأحمد مجدي،
وتأليف وإخراج مجدي أحمد علي، ومأخوذ عن رواية الصحفي إبراهيم
عيسى.. وأدار المؤتمر الصحفي مسعود أمر الله المدير الفني للمهرجان
وحضره أبطال العمل ومخرجه ومؤلفه.
«مولانا»..رواية للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى نشرت
عام 2012، ولقت نجاحاً كبيراً حيث تم إصدار أربع طبعات في عام واحد
لتصل الرواية إلى الطبعة الثانية عشرة في 2016.. وتم ترشيح الرواية
ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2013، كما يقوم
الصحفي البريطاني جوناثان رايت حالياً بترجمة الرواية إلى اللغة
الإنجليزية ليتم إصدار النسخة المترجمة هذا العام. ويروي قصة
الفيلم رحلة صعود تبدو معتادة لداعية صغير في مسجد حكومي من إمامة
الصلوات، إلى داعية تلفزيوني شهير يمنح نفسه حق الفتوى التي
يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن
المألوف، والحديث السائد في مجتمع تكثر فيه دعاوى التشدد.
أشهر رجال الدين
«مولانا» مزيج من الموضوعات الدينية والسياسية
والاجتماعية تظهر درامياًِ من خلال قصة «الداعية حاتم الشناوي»،
هذا بحسب ما أكده المخرج مجدي أحمد علي خلال المؤتمر الصحفي، وقال:
«حاتم» داعية مصري ونموذج للدعاة الدين لقبوا بـ «شيوخ الفضائيات»
في الأعوام الماضية، حيث يرصد الفيلم مراحل تطور حياة الشيخ حاتم
من أن كان إماماً بسيطاً إلى أن أصبح أهم وأشهر رجال الدين، وما
صاحب تلك الشهرة من تغير في حياته وعمله.
جوهر الفيلم
المخرج لفت إلى أن جوهر الفيلم تسليط الضوء على
تجديد الخطاب الديني، الذي نراه الرسالة المهمة لكل مثقف يأمل في
إمكانية انتشال الناس في بلاده من لجج التخلف وفوضى احتكار الحقائق
والإصرار على تقييد الشعب، موضحاًِِ أن الفيلم يطرح أفكاراً ضد
مواجهة الإرهاب الديني بلا خوف أو حساسية ويضعها تحت شمس الحقيقة
الناصعة، فأبطال الفيلم ليسوا خوارق للطبيعة إنما هم لحم ودماء..
مزيج من القوة وضعف.. وضوح وتشوه، لكنهم يحاولون فتح كوة في جدار
مظلم من الصمت والخوف والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.
قضايا شائكة
رواية «مولانا» كما أوضح مجدي أحمد علي تناقش قضايا
شائكة ومنها علاقة رجال الدين بالسلطة والطوائف الإسلامية
المختلفة، بالإضافة إلى التطرق إلى الجانب الخاص والإنساني لشخصية
الداعية، الأمر الذي واجهه صعوبة في تقديمه على الشاشة، وتحويل
الرواية إلى سيناريو وعمل بصري، خصوصاً أنه حاول أن يعرض القضية من
دون حساسية، كاشفاً أن «الشيخ حاتم» هو مزيج من أربع شخصيات، يعتبر
إبراهيم عيسى أحدهم.
الشيخ حاتم
بطل الفيلم عمرو سعد أكد أنه تشرف بالعمل مع مجدي
أحمد علي ووصفه بالمخرج العبقري، والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى،
موضحاً أن دوره هذا الفيلم كان مختلفاً تماماً عن الأدوار التي
قدمها في السابق، وقال: لعبت شخصية «حاتم» الذي يجد نفسه في شبكة
من الصراعات المعقدة بين فقده الجزئي لطفل تأخر إنجابه يعالج في
مصحة خارج الوطن، وامرأة فتر حبها مع وطأة الفقد لرباط الأمومة،
ومع توالي الأحداث تسعى مؤسسات أمنية للسيطرة على الشيخ وتوريطه
واستغلال نقاط ضعفه من أجل توجيهه لخدمة معاركها، كما تورطه جهة
سيادية عليا في حل مشكلة أحد أبنائها، ووسط كل هذا إلا أن حاتم لا
يستطع ألا أن يقول الحقيقية ويبذل كل طاقته لك لا ينطق بغيرها.
الفنان ريهام حجاج أوضح أنه سادت في الفترة الأخيرة
ما يسمى بالأفلام التجارية والكوميدية، فرغم أنها لها جمهورها
وبعضها يحمل رسائل، إلا أن الأفلام الجادة أصبحت قليلة، ويأتي
«مولانا» لكي يوازن الكفة.
رسالة مجتمعية
أوضحت الممثلة درة أنها إحدى الفنانات التي تحب
المشاركة في أعمال الرويات المحولة إلى إبداعات سينمائية ودرامية.
وقالت: أعجبت بدور «أميمة» وبكل تفاصيل الفيلم بشكل
عام، فكان من الرائع أن أشارك في هذا العمل المهم الذي يقدم رسالة
مجتمعية وسياسية ودينية مهمة، لافتة إلى أنها تشرفت بالعمل مع
المخرج مجدي أحمد علي، ووقف أمام الفنان عمرو سعد الذي وصفته
بالممثل المحترف، لاسيما أنه أتقن تجسد «حاتم» بكل براعة سواء من
ناحية الشكل أو الأداء. |