كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان دبي 2016:

عدسات ملتهبة بجروح المنطقة

الدورة 13: «جهّز نفسك»

للواقعية والسخرية، وأزمات الراهن!

علي وجيه

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الثالثة عشرة

   
 
 
 
 

دبيكلّ شيء يسير وفق نظام محدّد في دبي. الجميع يسابق عقارب الساعة، لإتمام مهام اليوم. تطوّر نمط الحياة، وتوسّع الإعمار ملحوظ بين عام وآخر، في إمارة محبّة للإنجاز وتحطيم الأرقام القياسيّة. الجو مشحون بالكثير من اللطف والطاقة الإيجابيّة، للتحفيز على العمل.

«مهرجان دبي السينمائي الدولي» لا يخرج عن القاعدة. الدورة 13 التي انطلقت يوم 7 كانون الأول (ديسمبر)، وتستمر حتى 14 منه، تظهر مدى ارتياح منظّميه والمشاركين فيه لاستقرار الحدث وتنامي تأثيره.

رقم الدورة ليس نذير شؤم في نظر رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة، بل تأكيد على النضج والتطوّر. المدير الفنّي مسعود أمر الله آل علي، والمديرة الإدارية شيفاني بانديا يشاركانه الرأي. جمعة يؤكّد على 5 قيم ترافق DIFF هذه الدورة. «سينما» كتأكيد على رسوخه كأهمّ حدث سينمائي عربي: برمجة نفيسة، ودعم نوعي للصناعة، وتشبيك عالي المستوى بين الصنّاع العرب وأبرز المنصّات الدوليّة. «تسامح» في بلد يعمل على خلق بيئة آمنة لتعايش الجنسيّات والديانات، ما يعني «سلام» بعيداً عن الظلامية والجهل. هذا يقود إلى «ابتكار»، إذ يشارك 13 عنواناً إماراتياً، منها 6 أفلام طويلة (11 في العام الفائت). سابقة تؤكّد اشتداد عود المشهد المحلّي، مع عودة وتطوّر مخرجين أنهوا دراسة أكاديمية، وراكموا خبرات وأسئلة وهواجس. وقوف الصنّاع الإماراتيين إلى جانب بعضهم، في مختلف مراحل الاشتغال والعرض سلوك شائع. «مستقبل» يلهث المهرجان للحاق بجديده، عبر عرض 10 أفلام بتقنية «الواقع الافتراضي» (VR)، ضمن برنامج DIFFERENT REALITY من بينها 5 منها في عرض عالمي أول.

الافتتاح شهد تكريم ثلاثة أسماء، بمنحها جائزة «تكريم إنجازات الفنانين»: الموسيقي الفرنسي اللبناني غابريال يارد، الحائز جوائز «أوسكار»، و«بافتا»، و«غولدن غلوب»، و«غرامي»، مع أكثر من 115 فيلماً. الهنديّة ريكاه صاحبة أكثر من 180 شريطاً، على مدى أربعة عقود. الأميركي صامويل ل. جاكسون الذي أبدى استعداده للعمل هنا في أيّ وقت، «فقط اتصلوا بي، وسأرى إن كان بإمكاني الحضور». عقدت جلسة حوار مفتوح معه ضمن الفعاليات. نال الجائزة سابقاً كل من: عمر الشريف، وكاترين دونوف، وفاتن حمامة، وعادل إمام، وجميل راتب، وصباح، ومورغان فريمان، وشون بن، وشاه روخ خان، وداود عبد السيد، ويوسف شاهين، ورشيد بوشارب، ومارتن شين، ونبيل المالح، وأوليفر ستون، وداني غلوفر، وتيري غيليام، وياش شوبرا، وسوبهاش غاي، ومحمود عبد العزيز، وعزت العلايلي، وسامي بوعجيلة.

إيفا لونغوريا باستون تعود مجدداً بدعم من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، و«مؤسسة دبي العطاء»، لاستضافة الحفل الخيري الرسمي للمهرجان «ذا غلوبال غيفت غالا». يذهب ريعه لدعم برامج مختلفة في أربع قارات، بالتعاون مع «دبي العطاء»، و«هارموني هاوس» في الهند، و«مؤسسة إيفا لونغوريا» (الولايات المتحدة ومكسيكو)، و«كاسا غلوبال غيفت» التابعة لـ«ذا غلوبال غيفت غالا».

برنامج حافل

«جهّز نفسك» شعار حماسي ترفعه هذه الدورة، مع قائمة عروض تسيل اللعاب. بلغة الأرقام، نترقّب 156 فيلماً من 55 دولة، في زيادة عن دورة 2015 التي عرضت 134 شريطاً. مجموعة من الأفلام الروائية وغير الروائية، القصيرة والطويلة، منها 57 فيلماً في عرض عالمي أو دولي أوّل، و73 فيلماً في عرض أوّل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و12 فيلماً في عرض أوّل في الشرق الأوسط، و9 أفلام في عرض خليجي أوّل. تنطق الأفلام بأكثر من 44 لغة، موزَّعةً بين مسابقات «المهر الإماراتي» (13 فيلماً) التي يرأس لجنة تحكيمها المصري يسري نصر الله، و«المهر الطويل» (18 فيلماً عربياً) التي تقود حكّامها الألمانيّة أولريكي أوتينغر، و«المهر القصير» (15 فيلماً عربياً)، و«المهر الخليجي القصير» (16 فيلماً). الأوكراني سيرغي لوزنيتسا يتصدّر لجنة تحكيم هاتين المسابقتين.

برامج خارج المسابقة تتضمّن: «ليالٍ عربيّة» (15 فيلماً) الذي يهتمّ بسينمات الراهن العربي وهواجس مجتمعات المنطقة، و«سينما الأطفال» (4 أفلام)، و«سينما العالم» (59 فيلماً) الذي يجلب عدداً من أحدث إنتاجات الكوكب، و«الشاطئ» (6 أفلام) في الهواء الطلق، و«سينما الواقع الافتراضي» (10 أفلام)، إضافةً إلى عرض 98 شريطاً مرمّماً بجودة 4K للأخويين لوميير، صُنعت في الفترة بين 1895 و1905، بحضور المدير الفني لــ «مهرجان كان» تيري فريمو.

«مولانا» لمجدي أحمد علي، يناقش العلاقة الملتبسة بين الدين والسلطة

احتفاءً بالذكرى 70 للأمم المتحدة، يُعرَض بعد كل فيلم من قسم «الشاطئ»، واحد من سلسلة أفلام قصيرة لليونيسيف، بعنوان «في صوتهم: تطلّعات أطفال سوريا وسط مستقبل مجهول»، مُصورةً معاناة الأطفال السوريّين، وناقلةً أصواتهم وأحلامهم إلى العالم، مع التركيز على أهمية التعليم.

الافتتاح بجديد الإنكليزي جورج مادن «الآنسة سلون»، الذي يعمل مع جيسيكا شاستاين مجدداً بعد «الدين» (2010). تشويق سياسي عن صراع اللوبيات في واشنطن، حول تعديل إجراءات حيازة الأسلحة الفردية. تحيّة الختام يلقيها غاريث إدواردز عبر «روج وان: قصة حرب النجوم». Spin off (فيلم منفصل عن سلسلة أو عمل أصلي) عن مغامرات الخيال العلمي الشهيرة، مع فيليسيتي جونز، ودييغو لونا، وبن مندلسن، ودوني ين، ومادس ميكالسن. يُراعى دائماً في شريطي الافتتاح والختام، أن يحملا توابل تجارية، ويجمعا نجوماً محبوبين، إلى جانب السويّة الفنيّة، تحقيقاً لإمتاع جمهور الحفلين.

عناوين عربيّة منتظرة تنافس على جوائز «المهر»، أو تُعرَض في برنامج «ليالٍ عربيّة». مزيج لا يقدّر بثمن بين الواقعية الخشنة، والواقعية السحرية، والسخرية المريرة، وتأمّل الراهن، وقراءة الحروب المشتعلة. عدسات ملتهبة بالجرح السوري، والهمّ الفلسطيني، وهموم ما بعد «الربيع العربي»، وغليان المجتمعات. طروحات لا تتجاهل مسائل اللجوء والهجرة غير الشرعية، والاغتراب داخل البلد وخارجه، والتسليع الذي طال كلّ شيء. أغلب الصنّاع حريصون على إعادة الاعتبار لقيمة الفرد، في منطقة لا تعترف بالكينونة، وضمن محيط مسموم بالإرهاب والقمع والتخلّف والحساسيّات بين الطوائف والشعوب.

مصر تحضر بـ 10 عناوين، نصفها تسابق على «المهر الطويل». محمد حمّاد يسبقه صيت طيّب لباكورته «أخضر يابس»، الذي عرض في «مهرجان لوكارنو» أخيراً، بعد صبر طويل وعمل شاق إخراجاً وتأليفاً وإنتاجاً. يسري نصر الله يتغنّى بحبّ الحياة والطعام والمشاعر والكرامة في «الماء، الخضرة والوجه الحسن». فيلم في قلب السياسة، مع أنّه بعيد تماماً عن تناول أحداث مباشرة. شريف البنداري ينافس بباكورته في الروائي الطويل «علي معزة وإبراهيم»، بعد فيلموغرافيا لافتة في النوع القصير. مزيج بين الواقعية السحريّة والفانتازيا حول «علي» الذي يحبّ معزة، ويواجه انتقادات كثيرة من محيطه بسبب ذلك. تجبره أمّه على زيارة معالج روحاني، فيلتقي «إبراهيم» الذي يعاني من حالة اكتئاب حادّة، ويسمع أصواتاً غريبة في أذنيه. ينطلق علي ومعزته وإبراهيم في رحلة شفاء وجوديّة بين القاهرة والإسكندريّة وسيناء. «مولانا» لمجدي أحمد علي، يناقش العلاقة الملتبسة بين الدين والسلطة، عن رواية للصحافي الشهير إبراهيم عيسى بالاسم نفسه. هناك شبكة صراعات معقدة حول ابن يعالج في الخارج، ومطالب أمن الدولة وجهات سيادية، لإنقاذ الأسرة الرئاسية من الحرج.

السوري الفوز طنجور يحرّض «ذاكرة باللون الخاكي»، في إشارة إلى العسكر وقبضتهم الفولاذيّة. يعرض سير شخصيات سوريّة، اضطرت لمغادرة البلاد بسبب مواقفها. الأردني محمود المسّاد من أهم الوثائقيين العرب، بشريطين لامعين، هما: «إعادة خلق» (2007) و«هذه صورتي وأنا ميت» (2010). جديده فيلم سجون بعنوان «انشالله استفدت»، يسجّل عودة إلى «الجنر» الروائي الذي بدأ به، مازجاً بين كوميديا المفارقات وانكسارات الحياة. الإماراتي علي مصطفى يعود بشريط تشويق وأكشن بعنوان «المختارون». ديستوبيا عن «نهاية العالم» و«ما بعد القيامة» عام 2033. يرافق مجموعة من الناجين الساعين للحفاظ على آخر منبع للمياه النقيّة. ينضمّ لهم غريبان، فتزداد حدّة الفوضى، ويرتفع منسوب العنف والجنون.

«نحبّك هادي» لمحمّد بن عطيّة يتصدّر موجة أفلام ما بعد الثورة التونسيّة. يطالب بالتغيير الاجتماعي، فالسياسي وحده لا يكفي، مبرزاً فضل المرأة في التحوّل الحقيقي الذي مرّ به البلد. كذلك، تصل التونسيّة رجاء عماري بجديدها «جسد غريب». علاقة ثلاثيّة ملتبسة بين مهاجرة غير شرعية في فرنسا، وربّة عملها، وأحد معارفها السابقين في القرية. «عرق الشتا» لحكيم بلعباس يسجّل مشاركةً جديدة للمغربي النشيط في «مهرجان دبي». دراما عن عراك حول أرض، وزوجة تعاني بصمت، وراعي غنم يحاور الحوريات، وجدّ لا يتوقف عن لفظ اسم زوجته.

أخيراً، نذكر فيلمين قصيرين واعدين. «الببغاء» للأردنيين دارين ج. سلّام وأمجد الرشيد، عن سيناريو لهما بالاشتراك مع رفقي عسّاف، مع هند صبري وأشرف برهوم، و«رجل يعود» للدنماركي من أصول فلسطينيّة مهدي فليفل. الأول عن عائلة مزراحية (يهودية مشرقية)، تحاول بدء حياة جديدة، إثر قدومها من تونس إلى حيفا عام 1948، ولكن ثمّة ببغاء مزعج تركه السكّان العرب وراءهم. الثاني عن عائد إلى المخيم بعد رحلة فاشلة للحصول على اللجوء.

* «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: حتى 14 كانون الأول (ديسمبر) dubaifilmfest.com

####

مشاركة لبنانية من العيار الثقيل

علي وجيه

من خلال 11 فيلماً، يهيمن البلد الصغير مساحةً على مختلف الأقسام (5 في «المهر الطويل»، 2 في «المهر القصير»، 4 في «ليالٍ عربيّة»). صوفي بطرس تطرح خصوصية العلاقة السورية اللبنانية وحساسيتها في «محبس»، مع بسام كوسا ونادين خوري وجوليا قصّار أمام الكاميرا.

فاتشي بولغورجيان يحمل «ربيع» ذا الأصداء الإيجابيّة عند عرضه ضمن «أسبوع النقاد» في «مهرجان كان السينمائي». روائي عن الهوية والانتماء، يقوده موسيقي ضرير يفتّش عن جذوره في الريف. جورج هاشم المتوّج في «دبي» سابقاً عن «رصاصة طايشة» (2010)، يقدّم «نار من نار» عن لقاء صديقين عاشقين للسينما بعد غياب. الفرنسي هنري بارجيس ينجز فيلماً لبنانياً بعنوان «ورقة بيضا»، عن عالم بيروت السفلي من بوكر ومخدّرات وعنف مفرط. في تسجيلي «مخدومين»، يفتح اللبناني ماهر أبي سمرا ملفّ الخادمات الأجنبيات في بلاده. يدخل العالم الشائك، خصوصاً أنّ عددهنّ وصل إلى 200 ألف، في بلد لا يتجاوز مجموع سكانه 5 ملايين نسمة. إليان الراهب تتحدّث في غير الروائي «ميّل يا غزيّل» عن الطوائف والطبقات الاجتماعية والعيش المشترك في مرتفعات عكّار. هادي زكّاك يقترح سيرة شيخوخة وذاكرة وحياة من خلال جدّته في «يا عمري». Submarine روائي قصير للبنانية مونيا عقل، رأى النور في «مهرجان كان السينمائي» 2016 ضمن مسابقة «سينيفونداسيون». أزمة النفايات المرعبة في لبنان، مدخل لطرح أسئلة شائكة، وأفلمة هواجس فرد وهوية وانتماء، كما الترحال في «المسافر» لهادي غندور. فيليب عرقتنجي رابح سابق في المهرجان نفسه عن «تحت القصف» (2008). يعرض جديده «اسمعي» عن النضال بالحب، وشفافية الأصوات والاستماع. مانون نمّور آتية من «مهرجان لوكارنو» بشريطها القصير «بحبال الهوا»، مع جورج خبّاز الذي يلعب أحد أفراد عائلة تحترف الانتظار الدائم.

####

دعم السينما العربيّة إنتاجاً وتسويقاً

علي وجيه

مسعود أمر الله آل علي تحدّث في دليل المهرجان عن «مسائل شائكة» تعترض الفيلم العربي: التوزيع، وإيصال الفيلم للجمهور عربياً ودولياً، والعرض في الوسائط الجديدة. لذلك، عزّز «مهرجان دبي» توجهه نحو السينما العربية، مطلقاً حملة «#ادعم_السينما_العربية» ذائعة الصيت، بالتعاون مع «إيمج نيشن أبو ظبي» العام الفائت، بعدما أعاد هيكلة نفسه برمجياً ومالياً.

صندوق الدعم التابع له «إنجاز»، وقف خلف أكثر من 120 فيلماً منذ تأسيسه عام 2009. ها هو يوفّر الدعم لـ 11 عنواناً تشارك في نسخة هذا العام، هي: «علي معزة وإبراهيم» لشريف البنداري، و«انشالله استفدت» لمحمود المساد، و«فلاش» لحسن كياني، و«عسلٌ ومطرٌ وغُبارْ» لنجوم الغانم، و«نار من نار» لجورج هاشم، و«اليابسة» للوران أيت بنعلا، و«ميّل يا غزيّل» لإليان الراهب، و«ربيع» لفاتشي بولغورجيان، و«أيقظني» لريم البيات، و«زينب تكره الثلج» لكوثر بن هنية، و«نُحبك هادي» لمحمد بن عطية. «سوق دبي السينمائي» هو العقل التجاري للمهرجان. رئة السينمائيين والمنتجين العرب لغزل العلاقات وعقد الشراكات.

«السوق السينمائي» هو رئة المخرجين والمنتجين لعقد الشراكات

منذ تأسيسه عام 2007، قدّم السوق الدعم لأكثر من 300 مشروع. صفقات الشراء والاستحواذ في السينما والتلفزيون، تتمّ من خلال منصّة «سينيتك» التي انطلقت عام 2008. يضمّ أيضاً «ملتقى دبي السينمائي» الذي يتجاوز مجموع جوائزه 50 ألف دولار. يعمل هذه السنة على تأمين الإنتاج المشترك لـ 13 فيلماً قيد التطوير، هي: «غبار الطفولة» للفلسطينية هيام عبّاس، و«ما زالت الجزائر بعيدة» للجزائري عمر هفّاف، و«فرحة» للأردنية دارين ج. سلاّم، و«من شجرة النخيل الى النجوم» للعراقية الفرنسيّة ليلى البياتي، و«شارع حيفا» للعراقي مهند حيال، و«بلاد لها العجب» للمصريّة نادين خان، و«الحياة = شوائب سينمائية» للسوري أفو كابريليان، و«العائلة الكبرى» للبنانيّة إليان الراهب، و«الكنز» للمغربي عبدالله الطايع، و«تودا» للمغربي داود أولاد السيد، و«ابن رجل مهم» للفلسطينيّة نجوى نجّار، و«الدفاتر» للبناني خليل جريج، و«العرب الغربيون» للدنماركي من أصل فلسطيني عمر الشرقاوي. إلى جانب الجوائز النقدية، يختار «ملتقى دبي السينمائي» خمسة من المنتجين العرب، للحصول على اعتماد مجاني في شبكة المنتجين، في مهرجان كان السينمائي. على امتداد الأسبوع، تُعقد أكثر من 25 جلسة نقاشية وورشة عمل ضمن السوق.

أقيم حوار مفتوح مع المخرج آصف كاباديا، الحائز على «أوسكار» وأربع جوائز «بافتا». صاحب «آيمي» (2015) عرض لقطات أولى من شريطه القادم عن مارادونا. أيضاً، يحضر كلّ من الإيرلندي ليني أبراهامسون، الذي ترشح فيلمه «غرفة» (2015) لجائزة «الأوسكار»، وشيريل بوون إيزاكس، رئيس أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة «الأوسكار». DIFF بات أحد المهرجانات الرسميّة المؤهّلة لـ «أوسكار» أفضل فيلم قصير، إذ يدخل الشريط الفائز بـ «المهر القصر» المنافسة مباشرةً. هذا ما حصل مع «السلام عليكِ يا مريم» (2015) لباسل خليل العام الفائت.

ثلاثة سينمائيين خليجيّين يسعون خلف جائزة «آي دبليو سي للمخرجين» (100 ألف دولار). المنافسة تنحصر بين كل من: الإماراتية نجوم الغانم عن «سالم»، والقطري حافظ علي علي عن الأنيماشن «رحلة البحث عن دانة النجوم»، والإماراتي عبد الله حسن أحمد عن «مطلع الشمس». هذا الأخير انتزع الجائزة التي قدّمتها له أولغا كوريلنكو. على المستوى المحلّي، ينتظر الصنّاع الإماراتيون مآل «جائزة وزارة الداخليّة لأفضل سيناريو مجتمعي» (100 ألف دولار).

الدورة تشهد أيضاً ولادة «نادي دبي للمستثمرين». 15 مستثمراً يتعرّفون على أساسيات تمويل الأفلام مع خبراء مُعترف ومختصين، تمهيداً لدخول السوق الدولي. يُضاف لذلك «برنامج دبي للتوزيع»، وعرض «المشاريع الجارية» و«منصات العرض» و«المنتدى» المزدحم بالمحاضرات وورش العمل وجلسات التعارف. كذلك، يتم إطلاق النسخة العربية من برنامج «نجوم الغد»، التي تهدف الى توفير منصة عالمية، يعلن ويسوّق من خلالها لممثلين ومخرجين عرب واعدين. الممثل السوري سامر إسماعيل، واللبنانية مونيا عقل، والأردني أمجد الرشيد، والتونسية مريم الفرجاني، والمغربي علاء الدين الجيم، تمّ اختيارهم من قبل مراسلة «سكرين إنترناشونال» في الشرق الأوسط ميلاني غودفيلو، وبدعم من ليز شاكلتون محرّر آسيا، وفيونولا هاليغان رئيس قسم النقد والتحرير.

الأخبار اللبنانية في

10.12.2016

 
 

مهرجان دبي السينمائي:

جوائز تكريم إنجازات الفنانين إعتراف للفنان وتكريم لفن السينما في العالم

المجلة، دبي، محمد بوغلاب

منح مهرجان دبي السينمائي في دورته الثالثة عشرة هذا العام لكل من المؤلف الموسيقي اللبناني الفرنسي غابريال يارد والممثل الأمريكي صامويل جاكسون والممثلة الهندية ريكاه،جائزة تكريم إنجازات الفنانين، وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف دولار .

ويملك يارد تاريخاً فنياً حافلاً، إذ قدّم للشاشة الكبيرة ما يزيد عن 100 قطعة موسيقية تصويرية لمجموعة واسعة من الأفلام العالمية منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث بدأ اسمه بالظهور في الأعمال الفرنسية مع فيلمي «بيتي بلو»، في العام 1986 و«كاميل كلوديل»، في العام 1988.
ولمع نجم الموسيقار اللبناني مع موسيقى فيلم «المريض الإنجليزي» الذي خوّل له الفوز بجوائز «أوسكار»، و«بافتا»، و«غولدن غلوب»، و«غرامي». وبعد ذلك، تابع يارد تقديم مؤلفاته الموسيقية المميزة، للعديد من الأعمال السينمائية، مثل «ذي تالنتيت مستر ريبلي»، في العام 1999 و«كولد ماونتن»، في العام 2003
.

أما الممثلة الهندية الشهيرة ريكاه، فتعد واحدة من أهمّ الممثلات في السينما الهندية التي لعبت أدواراً رئيسية في كثير من الأفلام، حيث حصدت ثلاث جوائز «فيلم فير»، وجائزتين لأفضل ممثلة عن الفيلمين «خُوبسورات» (Khubsoorat (عام 1980 ،و«خون بهاري مانغ» (Khoon Bhari Maang (عام 1988 وجائزة أفضل ممثلة مساعدة في فيلم «خيلاديون كا خيلادي (Khiladiyon Ka Khiladi عام 1996 .كما أتاحت لها مسيرتها البارزة الفوز بجائزة الفيلم الوطني لأفضل ممثلة عن تجسيدها لشخصية مؤثرة في فيلم «أُمراو جان Umrao Jaan عام 1981 .وفي العام 2010 ،كرّمت حكومة الهند ريكاه بجائزة «بادما شري»، وهي من أعلى الأوسمة في الهند، وذلك لتسليط الضوء على مشاركاتها المهمّة في عالم السينما الهندية.

أما المتوج الثالث فهو النجم الأمريكي صامويل جاكسون الذي كانت له جلسة حوارية مفتوحة مع جمهور مهرجان دبي السينمائي عشية الجمعة 9 ديسمبر

وأتاحت الجلسة للجمهور فرصة توجيه أسئلتهم له ليردّ عليها، وقد كشف صامويل خلالها عن مسيرته الفنية وحياته وأفلامه .

ويُذكر أن صامويل جاكسون تسلّم «جائزة تكريم إنجازات الفنانين» من الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال ليلة افتتاح الدورة الـ13 من المهرجان، إلى جانب الممثلة الهندية ريكاه والملحن الشهير غابريال يارد.

ويذكر المتابعون”الحسابة” للسينما الهوليودية أن جاكسون تفوق قبل سنوات على زملائه الفنانين أمثال جوني ديب وليوناردو دي كابريو بدخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعدما حقق ثروة بقيمة 7.4 مليار دولار، متخطيا بذلك مجمل التوقعات حول حجم الثروة التي يمكن جمعها من خلال مهنة التمثيل.

وشارك صامويل جاكسون في أفلام ناجحة خلال سيرته المهنية منها: “آيرون مان” و”ستار وورز”و”جوراسيك بارك” و”باتريوت جايمز”، كما شارك في أكثر من 100 فيلم، آخرها فيلم “أفانجرز، ويعتبر من أشد مؤيدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إذ قال في أحد تصريحاته الإعلامية: “يمثل أوباما كل ما كنا نأمل أن نصبح عليه يوما ما.. أنا ابن التفرقة العنصرية، واليوم تحقق الحلم الأمريكي.. يمكن لأي أمريكي أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة”.

بطبيعة الحال لا مجال للمقارنة في هذا المجال بين دبي وما يحدث في أيام قرطاج السينمائية ولا يمكن لعاقل أن يطلب من مهرجاننا الأعرق عربيا وإفريقيا أن يوزع المال العام على المبدعين من مختلف أنحاء العالم، ولكن يتعين على السينمائيين والفاعلين الثقافيين وخاصة منهم المطالبين باستقلالية “مزعومة” عن وزارة الثقافة أن يفتحوا أعينهم على ما يحدث في المهرجانات العربية حتى لا نجد أنفسنا خارج السياق .

صحيح ان مهرجان دبي تتوفر له إمكانيات قد تكون كبيرة رغم ادراك المتابعين للمهرجان من قريب ان سنوات الرخاء قد ولت، وان المهرجان يدار بعقلية تقشفية، مثال بسيط على ذلك، ايام قرطاج السينمائية توفر للصحافيين الإقامة كاملة طيلة الأيام مع وجبات الأكل اليومية من فطور صباح وغداء وعشاء، مقارنة بسيطة مع مهرجان القاهرة السينمائي، الإقامة لا تتجاوز ستة ليال ولا يوفر المهرجان سوى فطور الصباح والعشاء وعليك ان تتدبر امرك في الغداء، اما مهرجان مراكش الدولي فلا يوفر سوى فطور الصباح ، أما في دبي فالإقامة مع فطور الصباح والغداء وإن أردت التمتع بمجانية العشاء فعليك ان تواظب على حضور السهرات التي ينظمها رعاة المهرجان، هي جزئية بسيطة ولكنها تعكس اسلوب إدارة أي مهرجان ولأن فلوسنا برشة وبلا حساب يسمح البعض لنفسه بدعوة ممثلات من الصف العشر في سينما”السبكي”.

وعودة إلى جائزة تكريم إنجازات الفنانين فلا نظن أن 100 ألف دولار التي منحت لصامويل جاكسون ستغير حياته فالرجل ملياردير، ولكن الجائزة حسب تقدير صناع القرار في دبي السينمائي اعتراف بقيمة الفن السينمائي منذ الدورة الأولى سنة 2004 لأن الحياة دون ممثلين وصناع الأفلام ستكون قاسية وصعبة التحمل على الإنسان، وربما يغيب عن كثيرين ان الجائزة شملت منذ إنطلاقتها ودون إنقطاع فنانين وسينمائيين عربا، فقد كان قصب السبق لعمر الشريف وداود عبد السيد ثم عادل إمام ، ومنحت سنة 2006 للسينمائي السوري نبيل المالح الذي توفي قبل اشهر ودفن هنا في دبي، وكم كنا نتمنى لو خصه المهرجان هذا العام بالتحية، فحين اختطفت الموت محمود عبد العزيز قبل أسابيع قليلة برمج له مهرجان القاهرة السينمائي في ساعات قليلة تكريما لائقا به، ولكن من سيكرم نبيل المالح؟ فسوريا منشغلة عنه وعن الحياة بحرب البقاء وكسر العظام بين المتحاربين حتى ان الرجل لم يمش في موكب دفنه غريبا سوى قلة من الأصدقاء، ولأن نبيل المالح سينمائي كبير ومدونته تشهد له بذلك وعاش سنواته الأخيرة في دبي وأحب الإمارات ، حق للرجل بعد رحيله بعض التكريم.

ومنحت جائزة تكريم إنجازات الفنانين سنة 2007 ليوسف شاهين ثم للجزائري رشيد بوشارب فسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فالمطربة اللبنانية صباح، وكانت من نصيب جميل راتب عام 2011 الذي احسنت أيام قرطاج السينمائية صنعا بدعوته في دورتها الأخيرة وخصه رئيس الدولة بالتوسيم ثم إستقبله وزير الثقافة رغم “زعل” إبراهيم اللطيف لأن الدعوة لم تمر عن طريقه.

وفي سنة 2012 منحت الجائزة لمحمود عبد العزيز ثم للناقد المصري الكبير سمير فريد المدير السابق لمهرجان القاهرة السينمائي الذي يستحق إلتفاتة من أيام قرطاج السينمائية لطي صفحة سوداء بسبب ما تعرض له قبل عشرين عاما من تفتيش زوار الفجر لحقائبه في الفندق فحمل أدباشه وعاد إلى القاهرة

ومنح دبي السينمائي جائزته سنة 2014 لعدد من الفنانين كعادته كل عام ولم تغب السينما العربية عن منصة التكريم في شخص نور الشريف في حين آلت الجائزة السنة الماضية لعزت العلايلي والتونسي الفرنسي سامي بوعجيلة.

ولا فائدة من التذكير بما قاله العلايلي غاضبا بسبب إهماله في حفل إفتتاح أيام قرطاج السينمائية”إنتو جابينا عشان تهزؤونا” … وبطبيعة الحال سيقول البعض هذه تفاصيل والمهرجان إستقطب 200 ألف متفرج ، ولكننا نقول ما نقول لا خوفا ولاطمعا، ومن الجيد أن تستقطب مئات الآلاف ولكن الأهم أن توفر لهم ظروفا عالية الجودة للعرض لا أن نفاخر بجلوس المشاهدين في ممرات القاعات

تجري يوميات دبي السينمائي هادئة وثرية تبدد مخاوف كثيرين ظنوا أن توقف مهرجان أبو ظبي السينمائي قد يكون له تأثير سلبي على ديمومة دبي السينمائي الذي نجح هذا العام في تكريس ميلاد سينما إماراتية بحضور 13 فيلما محليا ساهمت في إنجازه خبرات من الإمارات ومن عدة آفاق تمثيلا وتقنية ، وهو ما دفع كثيرا من المتابعين إلى توقع نهضة سينمائية في دولة الإمارات رغم ضغوطات المجتمع وتركيبته وثقافته المحافظة .

المجلة التونسية في

10.12.2016

 
 

نجوم الغانم تُمَشهد ذاكرة مربّي النحل بين الجبال

«عسل ومطر وغبار».. فيلم يوثِّق مدوّنات الرّوح

إبراهيم الملا (دبي)

في اقتران موفق بين الرمز والصورة ، وبين التشبث بالحنين والتوجّس من الفقدان، يمضي بنا الفيلم الوثائقي الجديد، للشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، «عسل ومطر وغبار»، نحو تخوم مرهفة، وانتباهات أصيلة ومسكونة بخفايا الذاكرة وطفولة الأرض، وكأن ثمة نداءات شعرية غامضة، تغويها دائماً، لتوثيق مدونات الروح، ومطاردة ما يكمن في الغيب والرجفة والذهول، إنه الهاجس المتنامي أيضاً في دواخل نجوم الغانم لملاحقة الشجن، ومناكفة البهتان، وترميم المنسي، ابتداءً من فيلمها «بين ضفتين»، و»المريد»، ووصولاً لأفلامها الغائرة في جذر الصدمة وغربة السؤال، نذكر منها فيلم : «أمل» و»حمامة» و»صوت البحر» و»سماء قريبة».

فيلم «عسل ومطر وغبار» عرض مساء أمس الأول في الدورة الـ13 من مهرجان دبي السينمائي، ضمن مسابقة المهر الإماراتي، واستند أساساً على بحث استقصائي، وكتابات تأملية للشاعر عبد العزيز جاسم، حول طقوس جامعي العسل في جبال الإمارات، وحول تقنياتهم الفطرية في اقتفاء آثار النحل، اعتماداً على الحدس المكثّف، والمراس المتوارث، والدربة الذاتية، من خلال تطويع إشارات الطبيعة، ورسائل (نجم سهيل)، لاقتناص الذهب السماوي، المتلألئ سرّاً في جوف المغاور، وحضن الكهوف، ومساكن الأشجار. شارك في إعداد الفيلم أيضاً كل من الشاعر والباحث خالد البدور والباحثة منيرة الحميدي.

يستهل الفيلم مشاهده النوستالجية، بالتركيز على فضاء سمعي وبصري مزدحم بأزيز النحل، وكأننا ننصت لتراتيل سماوية، مع صوت خارجي للراوية الشعبية وهي تشرح تأثير ظهور نجم سهيل على أصحاب المهن القديمة، مثل البحارة والمزارعين وصائدي العسل في الحقول والجبال، حيث يتحول هذا النجم بالذات في المخيلة الإماراتية إلى أمثولة للخصب والبشارة والولادات الجديدة في الذات والمكان.

وانطلاقاً من هذه المساحة الأسطورية في الذاكرة، يرتحل بنا الفيلم في المناطق الداخلية في الدولة، والمحاطة بجبال شاهقة وحاضنة أيضاً لحكايات وحيوات منتمية بعمق لسلالات وأصول الطبيعة والإنسان، وبما يشبه الثنائيات الملتحمة جيولوجياً ووجدانياً.

يقتفي الفيلم أثر ثلاث شخصيات رئيسة هم: غريب اليمّاحي، وعائشة عبد الله النقبي، وفاطمة النقبي، في ثلاث مناطق، تحتفي بعزلتها وابتعادها عن أضواء المدينة وضجيجها، وهي : منطقة دفتا، ووادي سنا، ومنطقة شيص، أما ظلال وانعكاسات عنوان الفيلم فكانت موزعة برشاقة على مرادفات الحياة اليومية لهؤلاء الشخوص، وتلك الأمكنة.

امتاز الفيلم بالتناغم والتوازن في توزيع أزمنته ومشاهده بين الشخصيات الثلاثة، وبين الثيمات والأقانيم المتعلقة برمزية (العسل والمطر والغبار)، وكان واضحاً وجود علاقة تبادلية بين العلامة والمعنى، وبين الدال والمدلول، في الهيكل البنائي العام للفيلم، وبانحيازه للطابع التسجيلي المصاغ في قالب روائي، وهو تكنيك مفعم بالجاذبية والتنويع، تطبقه نجوم الغانم على أغلب أفلامها الوثائقية، لتجاوز وجهة النظر المحايدة للكاميرا، وتجنب المقاربة الشكلية والمعلوماتية لموضوع الفيلم.

تستنطق الكاميرا هنا دواخل الشخصيات الثلاث، وترصد تدفقات الحكي والضحك، والحزن والانتشاء، والبصيرة والحكمة، والبساطة المتحررة من ثقل التردد ومجابهة العدسة المتلصصة والراصدة.

يأخذنا غريب اليمّاحي إلى مزرعته، وإلى مصائد العسل في الجبال القريبة، ووسط زهور شجرة السمر، وينتشي بعد سقوط المطر، مثل طفل مندهش وجذلان من هدايا السماء، ويقول لنا بأن النحل العطشان لا يمكن أن يروي ظمأ الباحثين عن جوهرته المشعة في أعالي الصخور، ويشرح لنا كيف أن نحل الإمارات مسالم مثل أهلها، وأنه لا يقرص ولا يخون صاحبه أبداً.

أما عائشة النقبي فتشتكي من تغيّر الظروف، وتبوح بخوفها من انقراض جامعي العسل من أهل المنطقة، وتقول «إن العابرين الذين لا تعرفهم باتوا يثيرون الغبار في الطرق الجبلية بسياراتهم ودراجاتهم النارية»، و«إن هذا الغبار بات يلوث طمأنينة الناس والبيوت وحتى خلايا العسل»، وتكشف وبحرقة عن قلقها من هجرة النحل واختفائه إذا استمر الغبار والضجيج في ترويعها، والتشويش على بيئتها الحيوية والنظيفة، كما كانت عليها الحال في الماضي.

وترصد لنا كاميرا الفيلم المشهديات الخطرة لجولة فاطمة النقبي في المنحدرات الجبلية، بحثاً عن خلايا العسل، وكيف أن التغيرات المناخية حوّلت هذه الجبال إلى قامات صماء وصلدة، وأن المهنة التي توارثتها عن أجدادها آخذة في الضمور والتلاشي، وتربط فاطمة عملها على السلال، المصنوعة من جريدة النخل، بعمل شغالات النحل، عندما تشرع في بناء الخلية، وكان للمونتاج المتماهي مع الحكايات المروية على لسان الشخصيات الثلاث، دور في الربط بين الصيغة الشفهية للراوي والصيغة البصرية للمخرجة، وكانت أغلب المشاهد تحمل دلالات موحية، ونداءات ضمنية لإنقاذ الموروث المادي وغير المادي في الإمارات من التغيرات الهائلة في المنظومة البيئية بإزاء التلوث والتمدد العمراني والصناعي، والخوف بالتالي من ضياع واندثار الكثير من السرديات الفطرية، والمعالم الطبيعية، والمهن القديمة المبثوثة على طول وعمق الجغرافيا والتاريخ، والموصولة في مدياتها القصوى، بخريطة الوجد ودهشة الأرض وفتنة المكان.

نداءات خفيّة

أغلب المشاهد تحمل دلالات موحية ونداءات ضمنية لإنقاذ الموروث المادي وغير المادي في الإمارات من التغيرات الهائلة

في المنظومة البيئية بإزاء التلوث والتمدد العمراني والصناعي، والخوف بالتالي من ضياع واندثار الكثير من السرديات الفطرية والمعالم الطبيعية، والمهن القديمة المبثوثة على طول وعمق الجغرافيا والتاريخ، والموصولة في مدياتها القصوى، بخارطة الوجد ودهشة الأرض وفتنة المكان.

الباحثون عن الذهب السماويّ

شارك في إعداد المادة البحثية الخاصة بالفيلم كل من: الشاعر عبد العزيز جاسم والشاعر خالد البدور، والباحثة منيرة الحميدي. واستند الفيلم أساساً على بحث استقصائي وكتابات تأملية للشاعر عبدالعزيز جاسم حول طقوس جامعي العسل في جبال الإمارات، وحول تقنياتهم الفطرية في اقتفاء آثار النحل، اعتمادا على الحدس المكثّف، والمراس المتوارث، والدربة الذاتية، من خلال تطويع إشارات الطبيعة ورسائل (نجم سهيل) لاقتناص الذهب السماوي، المتلألئ سرّا في جوف المغاور وحضن الكهوف ومساكن الأشجار.

####

«فلاش» حسن كياني..

أول فيلم إماراتي بتقنية الواقع الافتراضي

دبي (الاتحاد)

يشهد مهرجان دبي السينمائي الدولي، عرض أول فيلم إماراتي تم إنجازه بتقنية الواقع الافتراضي، وهو فيلم «فلاش» للمخرج حسن كياني الذي قال لـ «الاتحاد» إن الفكرة ليست جديدة تماماً، إذ تم استخدامها في وكالة ناسا أثناء مشاهدة العاملين أفلاماً عن الكواكب الأخرى بزاوية 360 درجة، وفي بعض ألعاب الفيديو، لكن الجديد هو استخدامها في السينما، مؤكداً أنها «بدأت في السينما الأميركية مع مخرجين امثال ستيفن سبيلبيرغ، وتعتبر السينما الهوليودية هي أول من روج للعالم الافتراضي».

وأشار كياني إلى أن إدارة مهرجان دبي السينمائي حريصة على تبني الأفكار الجديدة، ولهذا تستضيف 10 أفلام من هذه النوعية منها 6 أفلام وثائقية قصيرة، و4 فقط روائية طويلة.

وحول فيلمه «فلاش» الذي تبلغ مدته 10 دقائق، ألمح إلى أنه تلقى الدعم من برنامج إنجاز، وبلغت كلفته نحو 150 ألف درهم إماراتي كما استغرق تصويره شهراً فقط، وكان هذا بمثابة تحد قام به فريق الفيلم من أجل اللحاق بالمهرجان.

ويعتقد المخرج كياني أن تقنية الواقع الافتراضي ستغير صناعة السينما وتبهر الجمهور «رغم أن وجهة نظر المخرج ليست موجودة في هذه النوعية من الأفلام، وإنما يظهر فريق العمل كله».

وحول الصعوبات الخاصة بها يلفت كياني إلى أن استخدام هذه التقنية العالية التكاليف، مؤكداً أن إخراجه هذا الفيلم هو تحد كبير لأن هذه التقنية لازالت في بدايتها ولا تتمتع بجمهور كبير.

ويدور الفيلم حول طالب إماراتي يعود بعد دراسته في الخارج للإمارات مع صديقته الأجنبية، ويقومان برحلة يعرفها من خلالها على اسرته. وتدور المشاهد في رأس الخيمة في منطقة الجبال وفي سوق السمك، لكن اهم المشاهد هي التي تجري تحت مياه البحر ليعيش الجمهور داخل هذه الأجواء. شارك في الفيلم مجموعة من الممثلين والفنانين منهم: ياسر النيادي وإبراهيم استاذي وسعيد الظاهري وخالد النعيمي.

####

في جلسات اليوم الثاني لـ «دبي السينمائي»

متخصصون يكشفون أسرار تمويل الأفلام

رانيا حسن (دبي)

تناولت جلسات وندوات أمس التي تنظم ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، عدداً من الموضوعات التي تتمحور حول تمويل صناعة الأفلام خاصة المستقلة منها ، وذلك من خلال مجموعة من خبراء قطاع التمويل. وقد شهدت جلسة: «كيف تحول فيلمك إلى منتج ناجح؟»، التي شهدت حضوراً كبيراً من قبل المهتمين بصناعة الأفلام والمنتجين، حديثاً تفصيلياً عن كيفية استقطاب منتج العمل للداعمين.

وتناول مقدم الجلسة أليكس والتون (الرئيس والمؤسس المشارك في شركة - بلوم) العناصر الأساسية التي ترفع من قيمة الفيلم أمام المستثمرين والموزعين في الأسواق العالمية، واستعرض تجارب بعض الأفلام العالمية في استقطاب الممولين، كما ناقش الاتجاهات الناشئة وتأثير المنصات الجديدة في تمويل الأفلام العالمية.

أما جلسة «ما لك وما عليك» فاستعرضت كيفية تحويل الفكرة إلى مشروع يتم اختيار الاستراتيجية الأفضل لتنفيذه، حيث تطرق عدد من الخبراء، أيضاً، لنماذج التمويل المختلفة الموجودة في المنطقة، وهم: أليكس برونر (وكيل شركة إندبيندنت فيلم) والمخرجة إيزابيل ديفو وميلان بوبيلكا (مديرة العمليات في فيلم نيشن) بالإضافة إلى المخرج المصري الذي تناول عدة نماذج لتمويل الأفلام منها صناديق التمويل السينمائية، والمنح الداعمة لصناعة السينما وأحيانا من الشركات المهتمة بصناعة الأفلام، كما أوضح تجربته الخاصة في تمويل بعض أفلامه السينمائية.

كما تحدث في الجلسة الثالثة كل من: إيزابيل ديفيس (رئيس القسم الدولي لمعهد الفيلم البريطاني)، ريما مسمار (مدير البرامج السينمائية في شركة أفاق) وماجالي أرماند (من المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة) إلى جانب فينتشنزو بونيو (مدير مشروع صندوق السينما العالمية)، وأدارت الحوار المخرجة آن ماري جاسر.

####

مدير أعماله منعه من إبداء رأيه

صامويل جاكسون: دبي عاصمة للسينما العربية

أحمد النجار (دبي)

صامويل جاكسون يتحدث عن حركة السينما الإماراتية (تصوير حسن الرئيسي)

حكاية سينمائية لم تخل من روح الدعابة، ولقطات من أهم أدواره في هولييود والتي امتدت لعقود من الزمن، ومواقف طريفة مع مخرجين وممثلين عالميين، وانطباعات خاصة عن حال السينما.. محاور تناولها الممثل الأميركي صامويل جاكسون ورواها بأسلوب شيّق، لزوار مهرجان دبي السينمائي، خلال جلسة حوارية أٌقيمت أمس، في مسرح مدينة جميرا في دبي، حيث يعتبر جاكسون، واحداً من أهم عمالقة سينما هوليوود، ويمثل حضوره في حدث دولي كهذا إضافة مهمة لفعاليات المهرجان الذي يشهد زخماً فنياً واضحاً، حسب ما أكده عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان خلال تكريمه في حفل الافتتاح.

لقطات وأدوار وتصفيق حار

شهدت القاعة حشداً كبيراً من زوار مهرجان دبي السينمائي الذين تسابقوا إلى حجز مقاعدهم التي غص بها مسرح سوق مدينة جميرا، وسبق حضوره بروفات أمنية مشددة، وإجراءات تنظيمية دقيقة، ورغم تأخره عن الوقت المحدد للجلسة بأكثر من نصف ساعة، إلا الجميع تناسى ذلك، وتعالت فور دخوله القاعة وتيرة الحماس وصفق الحاضرون بإعجاب، وتسابقت عدسات الإعلام لالتقاط صور له. وافتتحت الجلسة بعرض فيديو قصير تضمن لقطات بانورامية من أهم أدواره في أيقونات سينمائية في مراحل مختلفة من حياته، اختتمت تلك المشاهد بضحكته المعهودة. ليدخل بعدها جاكسون على وقع تصفيق حار، ووقف الجميع لتحيته بطريقتهم الخاصة.

المسرح المدرسي

وأعرب الممثل الأميركي صامويل جاكسون عن حماسته لزيارته مدينة دبي التي وصفها بعاصمة للسينما العربية، معبراً عن انبهاره لما وصلت إليه من تقدم حضاري ومعماري، معتبرا أنها مدينة ذكية بكونها تمد جسوراً ثقافية وفنية بين الشعوب، لافتاً إلى أن المهرجان يشكل إضاءة فنية تحمل وثائق السينما العربية والشرق أوسطية إلى العالم، فضلا عن كونه لا يقل مكانة وقيمة عن مهرجانات دولية وعالمية.

وعبر عن سعادته بتكريمه في حفل الافتتاح، وتوجه بالشكر إلى إدارة المهرجان والقائمين عليه، مبدياً إعجابه بدقة التنظيم وقيمة المضمون الذي احتواه جدول فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى يوم الأربعاء القادم، وقال إنه لم يكن يتوقع أن يصبح ممثلاً فقد كانت عائلته ترفض ذلك؟ كونها كانت تخطط أن تجعله طبيباً، ومن خلال تجربته في المسرح المدرسي ، اكتشف الجميع موهبته وشجعوه على الدخول في التمثيل.

دونالد ترامب

وقال جاكسون إن السينما تشكل قوى سحرية ناعمة تؤدي رسالة إنسانية وثقافية مهمة، معتبراً أن السينما يمكن أن تسهم في حل قضايا إنسانية شائكة يعاني منها العالم، واستقبل جاكسون أسئلة الحاضرين والتي حامت حول انطباعاته عن تكريمه في المهرجان، وعن رأيه بالرئيس الأميركي المنتخب مؤخراً دونالد ترامب، رفض التعليق على ذلك متحججاً أن مدير أعماله منعه من الإدلاء برأيه.

وبسؤاله عن تعاون يجمعه مع نجوم بوليوود مثل سلمان خان وشاروخان. قال إنه جاهز ولا يمانع من التعاون معهما لإنتاج فيلم بوليوودي، ورداً على سؤال عن جديده السينمائي قال أنه انتهى مؤخراً من تصوير دوره في فيلم «Return of Xander Cage « سيعرض في الولايات المتحدة الأميركية 20 يناير المقبل، كما يواصل تصوير فيلمه « Unicorn Store» والذي سيعرض في مطلع العام المقبل في 2018. وأضاف: تعرض عليّ أدوار عديدة لكنني أتأنى كثيراً في الاختيار بما يناسبني فنياً، وأجده مفيداً لأقوله لجمهوري.

المسلمون والعنصرية

وعن زيارته مدينة دبي قال إنها أصبحت وجهة فنية مرموقة يتسابق إليها نجوم هوليوود وبوليوود أيضاً لما توفره من خدمات وامتيازات، وقد شهدت تصوير أعمال سينمائية مهمة، أبرزها فيلم «Ghost Protocol « الذي تم تصويره في برج خليفة من بطولة توم كروز.

ورداً على سؤاله عن أوضاع وحال المسلمين في بعض المناطق، قال: المسلمون يعانون تماماً مثلما يعاني السود، لذلك أنا ضد العنصرية وهذي رسالتي في أفلامي، وضد أشكال العنف والتفرقة بين البشر حسب أديانهم أو أعراقهم أو لونهم وجنسهم.

منبر للآراء

ورأى جاكسون أن المهرجان قدم توليفة رائعة من الأفلام المشاركة، وتناولت الكثير من الموضوعات التي اتخذت طابعاً إنسانياً وذاتياً، ومنها آراء عكست المزاج العام وترجمت الحالة العربية والأحداث السياسية التي تشهدها بعض الشعوب العربية، وهذا دليل على أن المهرجان استطاع أن يكون منبراً لكل الأفكار والآراء.

فيلم وثائقي

تحدث جاكسون عن لمحات ومحطات مهمة من حياته السينمائية وتجربته في هوليود مستعرضاً مواقف طريفة مع مخرجين وممثلين عالميين، وركز على تناول بعض الأفلام التي شكلت بالنسبة إليه قفزات مهمة عززت مكانته وحضوره كواحد من نجوم الصف الأول في هوليوود.

ولم تخلو أحاديثه من إلقاء بعض النكات والمواقف المضحكة التي عبر عنها بأسلوبه المرح الذي وجد استحساناً وأشعل القاعة بموجات من الضحك المتواصل. وتخللت جلسته التي تحولت إلى فيلم وثائقي رواه بلسانه، لقطات مؤثرة من روائع أدواره التي تم اختيارها من أفلام شهيرة في هوليود، وكان يعلق عقب كل لقطة بأسلوبه الخاص ليمنح سيرته السينمائية روح الدعابة المختلطة بالجدية.

####

بعد فوزه بجائزة «أي دبليو سي»

«مطلع شمس» عبد الله حسن في المهرجان

تامر عبد الحميد (دبي)

يعيش المخرج الإماراتي عبد الله حسن أحمد سعادة كبيرة بعد فوزه بجائزة «أي دبليو سي» مساء أمس الأول، ضمن فعاليات الدورة الـ 13 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، فبعد منافسة شديدة بين ثلاثة أفلام لثلاثة مخرجين هي «سالم» للإماراتية نجوم الغانم، وفيلم التحريك «رحلة البحث عن دانة النجوم» للقطري حافظ علي، و«مطلع الشمس» عبدالله حسن أحمد، استطاع الأخير أن يخطف المركز الأول، ويحصل على الجائزة الكبرى التي تقدر بـ 100 ألف دولار، لاستكمال إنتاج فيلمه وإظهاره إلى النور.

وتأتي هذه الجائزة بعد فوز عبد الله حسن أحمد في الدورة الـ 12 من دبي السينمائي بجائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو مجتمعي، ليحصل بذلك على جائزتين من المهرجان للعام الثاني على التوالي، موضحاً أنه فخور جداً بهذه الجائزة التي ستجعل مشروعه السينمائي الجديد «مطلع الشمس» في موقف أكثر اقتراباً لتنفيذ أول فيلم روائي طويل له، وموجهاً شكره لإدارة جائزة «أي دبليو سي» لاختيار مشروعه ضمن أبرز المشاريع المهمة، لمخرجين بارعين. وقال: «أي دبليو سي» من أهم الجوائز في المنطقة التي تدعم السيناريوهات وتساعد مخرجيها من نقلها من الورق إلى الشاشة الكبيرة، واعتقد أن هذا العام كانت المنافسة أقوى من أي دورة أخرى، خصوصاً مع وجود مخرجين من أهم المخرجين في المنطقة وهما نجوم الغانم وحافظ علي.

وأشار عبد الله إلى أنه مستعد حالياً لبدء تصوير عمله الجديد الذي رشح له الممثل عبد الله زيد للعب دور البطولة وقال: انتظروني قريباً في «مطلع الشمس»، الذي تدور أحداثه حول حكاية إنسانية تمثل أباً يتلقى أخبارا مفجعة عن ابنه الذي يقاتل في إحدى الحروب البعيدة، ويبقى في حيرة من أمره حول كيفية إيصال الأخبار لزوجته الحامل، دون أن يسبب لها الكثير من الألم.

####

نجوم السجادة الحمراء

عبد الحميد جمعة: إصرار على «كسر التشاؤم» من الرقم 13

شهد اليوم الثالث من الدورة الـ 13 من فعاليات مهرجان دبي السينمائي حضوراً مميزاً لنخبة من النجوم العرب والعالم، وسط أحاديث ودية بينهم وبين عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان عن إصراره على كسر التشاؤم الرقم 13 في هذه الدورة، وحديثه عن ذلك في حفل الافتتاح، خاصة فيما يتعلق بدقة التنظيم والاستقبال وحفاوة الترحاب بضيوف المهرجان، وإضافة لمسات جديدة بدأت مع اختيار شعار «جهز نفسك» من 7 حتى 14 ديسمبر الجاري، ولا تبتعد عن متابعة حزمة البرامج والفعاليات، التي يقدمها المهرجان .

ورداً على ذلك أكد رئيس المهرجان لـ «الاتحاد» أن الاستعداد للدورة الحالية متواصل عقب ختام مهرجان 2015، وتم وضع خطة البرامج بعد الاطلاع على معظم المهرجانات، سعياً ليكون «دبي السينمائي» بين مقدمة المهرجانات العالمية.

يسرا: مكانة مميزة على خريطة المهرجانات

أوضحت الفنانة يسرا أن «دبي السينمائي» يشغل مكانة مميزة على خريطة المهرجانات، وإن السينما الإماراتية تحمل راية التطور وتستفيد من تجارب السينما العالمية . وذكرت أنه لفت الأنظار بشدة خلال الفترة الماضية من تصوير مجموعة من الأفلام العالمية وحضور نجوم هوليوود وبوليوود إلى الإمارات.

خالد يوسف: الإمارات تستقطب أحدث إنتاجات السينما

أكد المخرج الكبير خالد يوسف أن «دبي السينمائي» أصبح من أهم المهرجانات التي يفضل زيارتها ويعرض أفلامه من خلال شاشاتها، ملاحظاً من خلال زياراته السنوية للمهرجان مدى تطوره بشكل كبير ومدى استقطاب آخر إنتاجات السينما العالمية، مقدماً باقة من الأفكار المميزة التي تثري الساحة وتسهم في تمهيد الطريق أمام الحركة السينمائية في المنطقة، خاصة أن يوسف يرى في السينما سلاحاً مهماً يجب استخدامه في تعزيز الأفكار الإيجابية.

الإتحاد الإماراتية في

10.12.2016

 
 

أكد لـ «البيان» أنه يتابع بعض نتاجات السينما العربية

صامويل جاكسون: دبي أيقونة المنطقة ودرة السلام

دبي ـ غسان خروب

ما أن تجالس الممثل الأميركي صامويل جاكسون، حتى تشعر لوهلة أنك أمام أحد عمالقة السينما العالمية، فهو أحد أولئك الذين يمتلكون القدرة على إقناعك بشخصيته التي يجسدها، حيث تشعر بأنه مسكون فيها، وأن هذه هي الطبيعة التي نشأ عليها، ولكن ما إن تقترب منه وتستمع إليه، حتى تكتشف أنه لا يكتفي بقراءة واحدة لأي نص سيقدمه، وأنه دائم البحث عن مصادر تغني شخصيته، وأنه اعتاد في كل فيلم على بناء شخصياته من الصفر.

ورغم أن محور حديث «البيان» الأساسي مع صامويل، كان مبنياً على صناعة الأفلام التي تجعله طوال الوقت مشغولاً، إلا أنه ذهب باتجاهات مختلفة، حيث كان لا بد من الحديث معه عن دبي التي تستضيفه حالياً في إطار مشاركته في مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي كرمه بجائزة إنجازات الفنانين تقديراً لمشواره السينمائي الطويل.

مدينة عالمية

في حوارنا معه، أكد جاكسون لـ «البيان» أنه اعتاد على متابعة أنواع كثيرة من السينمات العالمية، ومن بينها العربية، مشيراً إلى أنه «يستمتع بالسلام الذي تتمتع به دبي»، قائلاً إنها أيقونه في المنطقة وتشبه مدناً عالمية أخرى، مؤكداً أنه لا يشعر بأي قلق خلال حركته فيها. وبين أن فيلم «كينغ كونغ» يأتي على رأس قائمة الأفلام المفضلة لديه.

هذه تعد المرة الأولى التي يزور فيها جاكسون دبي، ووفق تعبيره، فهو يرى أنها مدينة مميزة. وقال: «دبي ايقونة المنطقة، وبتقديري أنها تشبه مدن نيويورك ولوس انجليس وبرلين، وغيرها من المدن العالمية، وبالتأكيد أنها تختلف عن بقية المدن في هذه المنطقة، كونها تضم الكثير من الجنسيات، ولانفتاحها على السياحة بشكل كبير، وهذا يمكنني من الحكم عليها من خلال ما اسمعه عنها». وأضاف: «استمتع هنا بالسلام الذي تتمتع به دبي، وفي الواقع لا أشعر فيها أنني في خطر، لذا يمكنني أن أتحرك فيها بنفسي، من دون الحاجة لأن يرافقني رجال الأمن، فلم يحدث أن شعرت بأي قلق من حركة الناس حولي، خلال الأيام الماضية».

انفتاح

ورغم أن أعماله أميركية بحتة، ولم يحدث أن خرج عن طابع هوليوود، إلا أن جاكسون بدا منفتحاً على السينمات الأخرى، ومتابعاً لانتاجاتها، وفي رده على سؤال حول اذا ما كان متابعاً للسينما العربية، أم لا؟، أجاب: «من عادتي مشاهدة الأفلام كثيراً من كل أنحاء العالم، أحب أفلام بوليوود، وتلك القادمة من كوريا والصين واليابان وآسيا، وفي الوقت نفسه، أحاول دائماً أن اكتشف السينما العربية من خلال أفلامها، ففي العام الماضي، تابعت أحداث فيلم موستانغ، الذي أحببته كثيراً، لفكرته التي قدمت لي صورة مختلفة عن المرأة العربية، وأتاح لي فرصة التعرف على طرق العيش في هذه المنطقة، ومدى قوة المرأة العربية، وطموحاتها وأحلامها أيضاً».

هذا العام يعرض المهرجان كمية كبيرة من أفلامه التي تحمل تواقيع مخرجات عربيات، وحول ذلك قال جاكسون: «في الواقع أتطلع أحياناً كثيرة إلى الأفلام من خلال صناعها، ووجود كمية كبيرة من الأعمال التي تحمل تواقيع مخرجات، يعطينا بلا شك الفرصة لأن نستمع لأصوات جديدة، خاصة وأن المرأة ترى العالم بنظرة مغايرة عما يراه الرجل».

انشغال

صامويل أشار إلى أنه دائم البحث عن مشاريع جديدة، تحمل بين ثناياها أفكاراً مختلفة، وقال: «أقرأ الكثير من النصوص، وأحاول دائماً تخيل نفسي فيها، ومدى ملائمتها مع شخصيتي، وهذا يجعلني مشغولاً طوال الوقت، لأنني أعتقد أن مهمتي هي رواية القصص للناس». من جانب آخر، بدت قائمة الأفلام المفضلة لديه طويلة، وعن ذلك قال: «لدي قائمة طويلة من الأفلام الأميركية المفضلة، على رأسها يأتي كنغ كونغ الذي أعتبره واحداً من أجمل الأفلام التي تابعتها منذ صغري». وتابع: «الكثير من الناس يسألونني دائماً عن كيفية اختياري للأفلام، وتعودت على الإجابة بأنني أحب الأفلام التي أجد فيها نفسي، وأرى فيها شيئاً مميزاً بالنسبة لي».

####

قصص واقعية برؤية مبتكرة

أفلام إماراتية جديدة تؤسس لجيل سينمائي واعد

دبي - عبادة إبراهيم

أفلام إماراتية في حلة جديدة يحفل ويحتفي بها مهرجان دبي السينمائي الدولي في هذا العام، تروي مفهوماً مختلفاً عن السينما الإماراتية، سواء من ناحية الأفكار المطروحة أو تقنية الصورة، فهناك جيل سينمائي، يرغب في وضع مكانة له وسط الأعمال العربية والعالمية، فتجد المرأة الإماراتية في فيلم «عسل ومطر وغبار» تظهر للمرة الأولى كعسالة تعمل في مجال جمع العسل وسط الجبال في بيئة تتميز بطبيعتها القاسية. أما فيلم «ليزا» فيبرز مدى التسامح والتعايش الذي يعيش معه وفي ظله أكثر من 220 جنسية على أرض الإمارات.

بين لذة العسل وزخات المطر وغبار الرياح، يأتي الفيلم غير الروائي الطويل «عسل ومطر وغبار»، والذي تدور أحداثه في المناطق الشمالية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يجري جمع العسل، وتمثل حبكة الفيلم ومشاهده المرة الأولى التي سيرى المتلقي فيها عسّالات من الجنس اللطيف، يعملن ويكافحن كالرجال في ظروف صعبة موسومة بالكثير من القساوة. إذ تظهر هنا المرأة الإماراتية، بشكل جديد ومختلف. وفي وجه عام فإن العمل يرتكز إلى 3 شخصيات: عائشة وفاطمة وغريب «العسال -الرجل-». وهم الأكثر شهرة في مجال البحث عن العسل، وجمعه في المنطقة الشمالية من دولة الإمارات، طبقاً لسيناريو الفيلم.

غريب يرى نفسه العسّال، كونه يختصّ بتربية النحل في محمية أسّسها في أعالي الجبال، بينما تفضل عائشة وفاطمة أسلوب التجوال الحرّ، الذي يقوم على اقتفاء آثار النحل، تماماً كما تعلّمتاه في الصغر، معتمدتين على الحدس والحظ والشجاعة.

ونتبين في الفيلم تقانة اشتغال متميزة في الحبكة والمعالجة وصيرورة وعِبر الأحداث فيه، إذ تتضح فيها الجهود الدقيقة لنجوم الغانم، والتي ظلت تعمل عليه طوال 3 سنوات. ومن ثم كان تصويره في ما بعد، خلال 9 أشهر. والفيلم، كما أشارت نجود، موسوم بميزة رئيسة تتمثل في أسلوبه الجديد في الطرح.

أزمة نصوص

ولكن نجوم الغانم، ورغم هذا النجاح والفارق في فيلمها الجديد، لا تزال ترى أن السينما في الإمارات تواجه أزمة نصوص، فليس من السهل، برأيها، إيجاد سيناريو يناسب فيلماً سينمائياً، بالإضافة إلى أنه لم يجر تأسيس جيل سينمائي، ذلك كون الموجود حالياً هو جيل تلفزيوني، مشيرة إلى أهمية دراسة السينما، وذلك حتى لو كانت هناك عقبات ربما أبرزها عدم وجود معاهد في الإمارات، فعلى الشخص نفسه، في اعتقادها، تقع مسؤولية السعي لدراسة السينما في الخارج، ومن ثم متابعة توسيع مداركه في المجال.

التسامح والتعايش

كما يرصد فيلم «ليزا» للمخرج أحمد زين، معاني الانفتاح والألفة والتقارب والتسامح التي يتنعم بها أفراد أكثر من 220 جنسية من دول العالم، في دولة الإمارات، حيث يبرز التطور الذي شهدته الإمارات والمناطق السياحية المختلفة.

القصة تدور حول فتاة بريطانية اسمها ليزا تدرس الإعلام في الإمارات وتصور فيلماً عن أسرة إماراتية، وخلال تصويرها تكتشف العديد من الصفات الجميلة في أهل الإمارات وتتثبت من حقيقة وواقع فكرة تقبل الآخر لديهم والاحتواء والتعايش بين الجنسيات كافة على أرض الدولة، في مناخ يسوده الحب والوئام.

والعمل جرى تصويره خلال 5 أشهر وشارك في التصوير فريق عالمي ضم سينمائيين محترفين من بريطانيا ومصر.

خطوة إيجابية

ويؤكد أحمد زين، أن وجود أكثر من 13 فيلماً إماراتياً في مهرجان دبي السينمائي لهذا العام، من ضمنها 6 أفلام طويلة، خطوة إيجابية في مسيرة السينما الإماراتية التي أثبتت على مدار السنوات الماضية، جديتها وقدرتها على تحقيق معادلة التنوع في طرح مواضيعها، كذلك رغبة صناعها في وجود سينما حقيقة، تنبض بالواقع. وتمنى زين إنشاء معاهد للسينما في الدولة، وذلك لتطوير الجيل الجديد، وإظهار نجوم هم على قدر من الوعي والمسؤولية.

####

الواقع الافتراضي ينتقل إلى شاشات المهرجان

دارن أمريسون: دبي مدينة المستقبل في صناعة السينما

«تعد دبي مدينة المستقبل في صناعة السينما، وتحديداً أفلام الواقع الافتراضي». هكذا بدأ دارن أمريسون مؤسس ومدير عام «في آر سيتي» «VR.CITY» حديثه إلى «البيان».

إذ تابع: الإمارات على أتم استعداد لتقديم ذلك النوع من الأفلام، والدليل على ذلك أن الفيلم الذي تم تصويره لطيران الاتحاد كنوع من الدعاية بتقنية الواقع الافتراضي، كان الأعلى تكلفة على الإطلاق. ويضيف: تمكّن هذه التقنية المشاهد من التحرك 360 درجة، ومعها يكون قادراً على الحركة، ليصبح وكأنه مخرج بيده آلة تصوير ولديه الحرية في اختيار الزاوية التي يريد .

تقنية جديدة

يضيف امريسون: اعتدنا رؤية الواقع الافتراضي في الأفلام الوثائقية العلمية والتاريخية وغيرها، ولكن هذه التقنية تستخدم اليوم لمختلف الأفلام.. إن تصوير الأفلام بالواقع الافتراضي سيكون له تأثير على صناع الأفلام، يتمثل في إتاحة فرصة ثمينة لعرض قصة مؤثرة، كوميدية، درامية أو رومانسية، ومع إمكانية أن يعيش المشاهد التجربة مع أبطال القصة. فهذه التكنولوجيا ستمثل تغييراً كبيراً على صناع أفلام المستقبل.

كما لفت إلى مشاركة عشرة أفلام في هذا البرنامج ضمن دورة مهرجان دبي السينمائي الحالية، ومنها خمسة أفلام تُعرض للمرّة الأولى عالمياً.

لحظات لا تنسى

ويرى أمريسون أن تسابق كبار صنّاع السينما في العالم لإنتاج أفلامهم بهذه التقنية، دليل على أهمية فتح آفاق جديدة أمام السرد القصصي والبصري على حدّ سواء، مبينا أن تقنية الواقع الافتراضي وسيلة سينمائية جديدة، تتمتع بمزايا خاصة بها، لن تلغي التقنيات الحالية المتواجدة حالياً، بل تضيف ركيزة مختلفة في صناعة السينما، فهي ستتيح، على سبيل المثال، التمتع بلحظات من الإثارة في أفلام الرعب.

ويتابع: تخيل نفسك موجوداً داخل منزل مليء بالأشباح والأصوات المخيفة التي تسمعها من كل اتجاه..تلك هي الحال في ظل المؤثرات النوعية والقوية.

وكذلك هناك أفلام الرسوم المتحركة التي حتما سيكون لديها تأثير كبير في تطوير هذه التقنية، نظراً لأن غالبية العمل تتم على أجهزة الحواسيب نفسها، ما يتيح لها إمكانيات أكبر دون أية حدود، فهذه التقنية ستجعل مشاهدة مختلف الأفلام أكثر متعة وتشويقاً، حيث تنعزل معها، تمامًا، عن محيطك. فتدخل إلى عالمك الخاص، إذ سيشعر المشاهد بذا أنه جزء من الحدث.

####

«سوق دبي السينمائي»

ملتقى عالمي لتطوير «الفن السابع»

«سوق دبي السينمائي» والذي انطلق منذ تسع سنوات، وتحديداً عام 2007، قدم خلالها الدعم لأكثر من 300 مشروع وعرضها على الجمهور العالمي كجزء من التزامات «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، ليصبح الآن الوجهة الرئيسية لعقد صفقات الشراء للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية، وتحفيز نمو الإنتاج السينمائي في العالم العربي، حيث يعمل على توفير الدعم المادي لمشاريع الأفلام «القصيرة والطويلة» التي يعمل عليها المخرجون العرب في مرحلة ما بعد الإنتاج، وبهذا يجذب اهتمام صانعي السينما العالمية للتعرف على ما يقدمه العالم العربي من أعمال.

ويستعد السوق في هذه الدورة الجديدة للمهرجان، ليحقق تقدما مهما يضاف إلى سجله في التطوير والتنمية في حقل السينما، على صعيد العالم أجمع. ذاك ما جعله مقصدا ووجهة مختارة من قبل كافة صناع السينما والشباب الموهوبين، إذ يجد فيه هؤلاء جميعا، كل ما يبتغونه من احتياجات وخبرات وامكانات تعينهم على تجويد أعمالهم وتحفيز عطاءاتهم.

####

سنغ..عاشق مجنون

في «دبي السينمائي»

ليلة هندية بامتياز، شهدها مهرجان دبي السينمائي الدولي، أول من أمس، فما كادت الحركة تهدأ بعد اختتام أعضاء فريق فيلم «سولار ايكليبس» مؤتمرهم الصحافي، حتى دبت مجدداً في محيط سجادة المهرجان الحمراء، مع اقتراب افتتاح فيلم «بيفكر» للمخرج أديتيا شوبرا. فمنذ ساعات الظهيرة، كان معجبو الممثل رانفيير سنغ، يجمعون شتاتهم تمهيداً لاستقبال «العاشق المجنون»، الذي قلب «قواعد» سجادة المهرجان الحمراء.

«رجوع العاشق»

صراخ الجمهور الذي ملأ فضاء المهرجان، كان بمثابة «جهاز إنذار» ينذر بوصول سنغ الذي بدا مستعداً لمقابلة معجبيه الذين احتشدوا على السجادة متجاوزين حدودها، معيقين بذلك حركة سنغ، الذي كان مضطراً بين كل خطوة وأخرى للتوقف، لالتقاط «السليفي» معهم، في وقت التف فيه رجال الأمن حوله، في محاولة منهم لإبعاد الجمهور وتنظيم الحركة، ما اضطرهم إلى تجاوز قواعد «السجادة» بفتح مسارات جديدة، للجمهور، الذي احتشد في طوابير طويلة، بانتظار دخول قاعة عرض الفيلم، ذاك الذي يعيد من خلاله المخرج شوبرا تعريف الرومانسية، بعد أن أوقع الشباب الهندي في الحب، في عقد التسعينيات عبر فيلمه الكلاسيكي «رجوع العاشق المجنون»، الذي عرض لفترة تعد الأطول في تاريح السينما الهندية، واضعاً من خلاله مسارات جديدة للسينما الهندية، لا تزال حتى الآن تسير عليها.

وكما بدا سنغ لامعاً على السجادة الحمراء، كان مجنوناً بـ«حالة الحب» التي أوقعته بها كابور بالفيلم الذي تابعته الصحافة الهندية لحظة بلحظة، بانتظار ميلاده وساعات عرضه الأولى التي احتضنها مهرجان دبي السينمائي أول من أمس.

«بيفكر» الذي رفع لافتة «كامل العدد» في مهرجان دبي السينمائي، يحمل بين تفاصيله دعوة للحب، ولأن يكون المرء سعيداً فيه، وهو ما يجسده سنغ وكابور اللذان يلتقيان في عاصمة النور باريس، ليعيشا لحظات جميلة لم يكن لهما أن يحظيا بها لو كانا في بلدهما الأصلي، في باريس يتجاوز الاثنان اختلافاتهما المجتمعية، نحو مرحلة جديدة، يعتبران فيها أن الحب يشكل قفزة من الإيمان، لا يمكن لأي أحد أن يقفزها إلا إن كان مالكاً للجرأة الكافية.

####

يستعيد مشاهد هجوم داعش على مناطق الايزيديين

«العاصفة السوداء».. دراما نفسية مقلقة

على وقع العاصفة «الداعشية» التي اجتاحت العام الماضي مناطق الايزيديين ودمرتها بالكامل وأدت إلى تشتيت أهلها، عاش العالم خلالها فترة عصيبة، كانت كفيلة بأن تحتل العناوين الرئيسية في الإعلام العالمي.. على ذات الإيقاع، يأتي فيلم «العاصفة السوداء» للمخرج حسين حسن، الذي يجتاح به نفسية المشاهد، تاركاً إياه يعيش حالة من القلق الدائم، نتيجة ما يتابعه من مشاهد درامية مقلقة، تختلف في مستويات إيقاعها وتأثيراتها النفسية، متعدياً فيها ما يحدثه «داعش» من دمار في مناطق سوريا والعراق، ليدخل المشاهد في متاهة نفسية حقيقية، كفيلة بأن تجبره على إعادة حساباته.

سوق النخاسة

الفيلم يتناول قصة «ريكو» (الممثل ريكيش شهباز) و«بيرو» (الممثلة ديمان زاندي) وهما شاب وفتاة ايزيديان، كانا يحضران لحفل زفافهما، قبيل مهاجمة مقاتلي «داعش» لقريتهم، حيث يستحوذون على فتيات القرية ومن بينهن «بيرو»، ويتخذون منهن سبايا، لبيعهن في سوق «النخاسة»، حيث يعذبن ويتم اغتصابهن.

نصيب «بيرو» كان أسود حيث تقع ضحية لواحد من أشرس أمراء هذا التنظيم، الذي يعمد على تشويه جسدها بختم «السبي».

ورغم انهياره، إلا أن ريكو يبدأ بالتحرك سريعاً عندما يعلم بما حدث، في محاولة منه لتحرير خطيبته من بين أسنان التنظيم، تاركاً بذلك عمله كحارس أمن في شركة نفط أميركية، ليتفرغ للبحث عن خطيبته، في الأثناء يشهد ريكو ونشهد نحن معه، ما يحدث على الأرض، وعواقب هجمات «داعش» على مناطق الايزيديين، وما خلفته من مآس وتهجير للسكان الذين يضطرون الى العيش في مخيمات اللاجئين، حيث يصطحب كل واحد منهم مأساته، ويلملم جراحه.

غسل العار

باستثناء المشاهد الأولى التي يصور فيها هجوم تنظيم «داعش» للقرية، لا يتوقف المخرج حسين طويلاً عندهم، في مقابل تركيزه على الآثار النفسية التي تحملتها «بيرو» وعائلتها أيضاً التي تختلف نظرة المجتمع لها تماماً بعد وقوع ابنتها ضحية «السبي»، حيث يبدأ الجميع بالتعامل معها على أساس أنها «دمرت شرف عائلتها»، خاصة بعد اكتشاف العائلة أنها «حامل»، وهو ما يجبر والدها على اتخاذ قرار صعب بأنه يتعين عليه «غسل العار» عبر قتلها.

####

«يوم للستات»..

بطولة جماعية وإقبال لافت

نفدت تذاكر فيلم «يوم للستات» سريعاً، ما أسفر عن تشكل طابور طويل يقف أمام السينما في انتظار دخول الفيلم، حيث حظي بإقبال جماهيرى كبير، فامتلأ المسرح «مكان العرض» عن آخره.

 والفيلم يعتمد على البطولة الجماعية لـ 10 شخصيات رئيسة، 5 من الرجال هم: محمود حميدة وفاروق الفيشاوي وأحمد الفيشاوي وإياد نصار وأحمد داوود، و5 من السيدات: إلهام شاهين ونيللي كريم وهالة صدقي وناهد السباعي ورجاء حسين.

####

ضيوف

السجادة تستقبل أبطال «سوالوز وأمازون»

تحت أضواء سجادة المهرجان الحمراء، مشى، أمس، عشرات الأطفال الذين حلوا ضيوفاً على المهرجان، لمتابعة أحداث فيلم «سوالوز وأمازون» للمخرجة فيليبا لوثورب، في وقت استقبلت السجادة أيضاً بطلي الفيلم بوبي مكولوك، وأورلا هيل، إلى جانب مخرجة الفيلم، والذين تابعوا مع الأطفال أحداث الفيلم الذي يعد مغامرة عائلية، حيث اقتبست أحداثه من كتاب آرثر رانسوم الذي ألفه في 1930، عن مغامرات قام بها أطفال من عائلتين قبل الحرب العالمية الثانية، في مياه وجزر ليك ديستركت الخلابة.

يذكر أن منتج الفيلم نيك بارتون سيشارك ضمن جلسات منتدى سوق دبي السينمائي، في جلسة خاصة ينظمها المهرجان بالتعاون مع مهرجان طيران الإمارات للآداب.

####

استعادة

«صندوق الدنيا» يبهج المشاركين

أعادت اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته الـ 13، المشاركين والزوار إلى أجواء سينما الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الفائت، حيث وضعت في ساحة المهرجان الخارجية، نموذجاً لصندوق الدنيا كما كان يسمى، والذي كان يحاكي سينما محمولة.

 وجاء هذه المرة بمبادرة من مؤسسة دبي للإعلام، والتي أصرت على أن تأتي الفكرة أشبه بفيلم قصير تعريفي عن فعاليات الدورة الحالية من المهرجان، وبالفعل نالت الفكرة الإقبال والإعجاب.

####

موعد

«عيني» يعرض مساء اليوم

دبي ـ البيان

بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم تحريك قصير ضمن جوائز أوسكار للطلبة، يطل فيلم التحريك القصير «عيني» للمخرج أحمد صالح والذي ينافس في مسابقة المهر القصير في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

 الفيلم الذي يعرض مساء اليوم، مستوحى من أحداث حقيقية، يدور عن منظور بضعة صبية صغار لمخاطر الحرب ومهالكها. الفيلم سيناريو وإخراج ومونتاج وأداء صوتي لأحمد صالح، موسيقى: نيزار روحانا، تحريك: فرانك بينغل، تصوير ليونل بوتيار سومي وإنتاج ستيفان غيرين وتوزيع شركة ماد سليوشن في العالم العربي.

####

عروض اليوم

التاريخ:10 ديسمبر 2016

اسم الفيلم المكان الساعة

مولانا مدرج المدينة 18.00

الرجال فقط عند الدفن مسرح المدينة 22.30

أرض لا لا مدرج المدينة 14.00

عرق الشتا فوكس 3 – مول الإمارات 18.00

جسد غريب فوكس4- مول الإمارات 22.15

ليزا فوكس14- مول الإمارات 15.15

سبارتا الصغيرة فوكس17- مول الإمارات 18.15

مسرح الحرب فوكس13- مول الإمارات 21.45

حفنة من الدولارات ذا بيتش 19.30

التحدي فوكس 5 15.15

البيان الإماراتية في

10.12.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)