كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«شارلي شابلن» المغربي في مهرجان مراكش

«عبد الرؤوف»

الشخصية التي أضحكت أجيالاً من المغاربة

مراكش: عبد الكبير الميناوي

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة السادسة عشرة

   
 
 
 
 

كانت أمسية مغربية خالصة، حضرت فيها كل توابل المتعة والحنين إلى مغرب الفن الجميل، مغرب ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، على الخصوص، أيام كانت بساطة الحياة، في مختلف تجلياتها، تملأ على المغاربة يومهم، فتجدهم يجدون في إبداع فنانيهم متعة، مع الانفتاح على الفن القادم من الغرب والشرق، من دون عقد. أمسية كرَّم فيها المغاربة، من خلال مهرجان الفيلم بمراكش، في دورته السادسة عشرة، ذكرى المخرج والمنتج وكاتب السيناريو والمنتج عبد الله المصباحي، الذي توفي يوم 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، كما كرَّموا عبد الرحيم التونسي، الذي عُرف بأدائه لشخصية «عبد الرؤوف»، الفنان الفكاهي، الذي حقق حوله إجماع المغاربة، على مدى عقود، بعد أن أدخل البسمة إلى بيوتهم وقلوبهم، على حد سواء. لذلك توفقت الفنانة الفكاهية حنان الفاضلي كثيرًا عند تقديمها لهذا الهرم الفني، حين قالت: إن «المغربي، على مدى عقود ماضية، حين كان يرى الشوارع وأحياء المدن والقرى المغربية فارغة من سكانها، يقول إن هناك حدثًا من اثنين: إما أن المنتخب الوطني يجري مباراة في كرة القدم، أو أن هناك مسرحية معروضة لعبد الرحيم التونسي في التلفزيون المغربي، سوى أنه مع المنتخب المغربي لكرة القدم تتوتر الأعصاب ويكون المغاربة مع خسارة أو ربح أو تعادل، فيما يبقى الربح مضمونًا مع (عبد الرؤوف)؛ لأن الفرجة تكون مضمونة».
وشددت الفاضلي على أن «تكريم عبد الرحيم التونسي هو تكريم للفكاهة المغربية وللفكاهيين المغاربة؛ لأنه أمتع الجمهور المغربي بفكاهة حلوة من دون ميوعة، وامتهن التمثيل الشعبي بتلقائية مباشرة، علمتنا أن نضحك على كل شيء حتى لا نبكي على كل شيء، كما كان الناطق الرسمي الساخر باسم الفقراء والمظلومين والبسطاء، بحيث إن ما لم يكن يستطيع المواطن البسيط التعبير عنه، في ذلك الوقت، كان ينقله عبد الرحيم التونسي عبر شخصية (عبد الرؤوف)، كما أنه تفادى النمطية بشخصية واحدة، فكانت موضوعاته جريئة وعميقة، لعب فيها على الجميع دور الساذج والمهرج، الذي لا يفهم شيئًا، فيما كان يمرر رسائل ومواقف تفضح آفات كثيرة تنخر المجتمع وتنغص حياة المغاربة، كالرشوة والاستغلال والاحتيال والزبونية، وغيرها
».

وتحدث عبد الرحيم التونسي، في كلمات قليلة، عن حدث تكريمه، معتبرًا التكريم أسعد أيام حياته، قبل أن يشكر العاهل المغربي الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد، ويهدي تكريمه للجمهور المغربي وللفنانين المغاربة.

واشتهر عبد الرحيم التونسي، الذي ولد بالدار البيضاء، في 1936، بفضل شخصية «عبد الرؤوف» الهزلية البسيطة والساذجة التي خلقها لنفسه، في بداية مشواره في ستينات القرن الماضي، حيث استطاع أن يحقق، بفضل التلفزيون المغربي، نجاحًا كبيرًا، وبرزت شخصيته، التي استوحاها من زميل سابق له في الدراسة كان يعتبر تجسيدًا لبلاهة، ترادف في العامية المغربية كل ما هو مثير للسخرية والتهكم، فاشتهر بأدواره الهزلية ولباسه الفضفاض وطربوشه الأحمر الشهير.

وتتفق شهادات المغاربة، بمختلف أطيافهم وطبقاتهم وتوجهاتهم وأعمارهم وتجاربهم الحياتية على الإشادة بمسيرة عبد الرحيم التونسي، وشخصية «عبر الرؤوف» التي تقمصها، ومن ذلك أن يقول عنه الفكاهي جمال الدبوز: «(عبد الرؤوف) هو عميد كل الفكاهيين المعاصرين»، فيما قال عنه الفكاهي حسن الفد: «إنه أكثر من مجرد فكاهي، بل هو من أطلق الفكاهة الفردية في شكلها الحديث»، فيما تحدث عنه الفكاهي جاد المالح، مستحضرًا طفولته الخاصة: «(عبد الرؤوف) صديق وأخ، بل هو معلمي، هو معلم كل الفكاهيين ورمز لكثير من الهزليين. عندما كنت صغيرًا، كنت أشاهد أشرطته مرارًا وتكرارًا، وكنت، أيضًا، أستمع له كثيرًا؛ لأنه في تلك الفترة، كانت أشرطة الكاسيت هي المتوفرة. في غرفتي، كنت أضعها بصوت عال، وكان والدي يصرخ في وجهي بسبب ذلك. كنت أستمتع بعروضه. وعندما أسمعه اليوم، أجد أنه يحتل فعلاً صفحة مهمة من حياتي بالمغرب». أما الممثل عزيز داداس، فلخَّص قيمة عبد الرحيم التونسي، وشخصية «عبد الرؤوف»، حين قال: «عبد الرحيم التونسي، من خلال شخصية (عبد الرؤوف)، أضحك والدي، قبل أن يضحكني. إنه رمز الفكاهة في المغرب».

الشرق الأوسط في

08.12.2016

 
 

أول عرض عالمي له في مهرجان مراكش السينمائي الدولي

شركة مصرية توزع الفيلم المغربي عمي في العالم العربي

عادل عباس

كشفت شركة‏MADsolutions‏ للإنتاج والتوزيع السينمائي المصرية عن حصولها علي حقوق توزيع الفيلم الروائي الطويل عمي في مصر والعالم العربي‏,‏ وهو من إخراج المغربي نسيم عباسي‏,‏ بينما يشارك عمي حاليا في الدورة الـ‏16‏ من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش‏(‏ من‏2‏ إلي‏10‏ ديسمبر الجاري‏,)‏ حيث يستضيف المهرجان عرضه العالمي الأول خارج المسابقة ضمن برنامج تكريم بطل الفيلم الممثل الكوميدي المغربي الكبير عبدالرحيم التونسي‏(‏ عبدالرؤوف‏)‏ الذي يلعب دور البطولة بالفيلم‏.‏

تدور أحداث الفيلم حول ممثل حقق شهرة كبيرة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي, ثم خفتت شهرته بعد ذلك, بينما ابنة أخيه ممثلة مكافحة تسعي جاهدة لتكون ممثلة ناجحة ومشهورة, وتكشف زيارته لها عن العديد من جوانب صناعة الأفلام في المغرب, خاصة الجانب المظلم منها. يشارك في بطولة مجموعة من النجوم المغاربة وهم عالية الركاب, عبدالرحيم التونسي( عبدالرؤوف) منال الصديقي, سعاد العلوي, ابتسام العروسي, مجيد لكرون, محمد الخياري, نور الدين بكر, إبراهيم خاي وهاجر الشركي. عمي تأليف وإخراج نسيم عباسي شركة
MADsolutions
المصرية.. كما يعرض المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لنفس المخرج أيضا فيلم ماجد(2010), وهو أول فيلم طويل ويحكي فيلم عن ماجد عن فتي في العاشرة من عمره يعيش في الممدية, ولا يتذكر ملامح وجه والديه اللذين توفيا في حريق, يعتني به أخوه الذي يحلم بالسفر إلي النرويج, بينما يخبره بإمكانية وجود صور للوالدين عند الجيران السابقين الذين يعيشون في الدار البيضاء وبصحبة صديقه العربي, يقرر ماجد فعل المستحيل من أجل الحصول علي هذه الصور
.

الأهرام المسائي في

08.12.2016

 
 

احتفال بالسينما الروسية وتكريم الإيراني عباس كياروستمي

الرباط / فاضل محسن

شهد يوم 2  كانون الاول الحالي حفل افتتاح الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفن بمراكش والذي يستمر لثمانية ايام وبمشاركة كبيرة ومتنوعة. حيث سيعرض في المسابقة الرسمية 14 فيلماً طويلاً تتنافس على خمس جوائز في مقدمتها جائزة افضل فيلم ( النجمة الذهبية .) 
وبعد عزف الجوق الملكي المغربي وتقديم رقصات من الفلكلور المغربي تم تقديم لجنة التحكيم لهذه الدورة والتي تحتفي بالسينما الروسية ، وضمت اللجنة في عضويتها المخرج الارجنتيني ليساندو الونسو والمخرج وكاتب السيناريو الدنماركي بيلي اوغست والممثل الاسترالي جيسون كلارك والممثلة الكندية سوزان كليمون والمخرج الفرنسي بورنو ديمون والممثلة الهندية الفرنسية كالكي كوتيشلن والمغربية فاطمة هراندي والايطالية جاسمين ترينكا.
وترأس لجنة التحكيم المخرج المجري ( بيلا تار ) الذي قال في كلمته الافتتاحية " اعتقد ان الجميع هنا جاء لأننا نحب السينما ، جميعنا يؤمن بقوة الصورة ، نؤمن بالانسان وكرامته ، والكرامة لكافة الكائنات ، اتمنى ان نحتفي بكل هذا على الشاشة ونرى افلاماً جميلة ." واضاف بيلا تار "السينما هي فن متكامل ، ليست استعراضاً تجارياً ، بعضها يشبه مقطوعة شعرية والبعض الآخر يتطلب جهداً ... اننا نؤمن بالصورة التي تعكس كل اشكال الحياة ."
وبدأ المهرجان بعرض فيلم خارج المسابقة ( عصر الظلال ) للمخرج الكوري كيم جي - وون والذي يحكي قصة واقعية عن المقاومة الكورية تدور احداثها في مدينة شنغهاي الصينية بـ 140 دقيقة من الإبهار ، ويذكر ان هذا الفلم مرشح لجائزة الاوسكار كافضل فيلم اجنبي
ولأول مرة غابت السينما المغربية عن المشاركة الرسمية في الوقت التي تحضر فيه اعمال قادمة من الشرق البعيد مثل تايوان واليابان والصين بالاضافة الى تشيلي وجنوب افريقيا وروسيا وايسلندا ورومانيا وايران وفرنسا وافغانستان وفرنسا بأكثر من فلم وكذلك افلام من هولندا والمانيا

وضمت الأفلام الـ 14 المشاركة في المسابقة الرسمية

- فيلم ( فجأة ) للمخرج أسلي اوزكي - المانيا - فرنسا - هولندا

- فيلم ( المسيح الأعمى) للمخرج كريستوفر موراي ( فرنسا - تشيلي)

- فيلم ( المتبرع) للمخرج زونك كيوو ( الصين )

- فيلم (النوبات) لمخرجته آنا روز هولمر ( الولايات المتحدة)

- فيلم ( المراسل ) للمخرج ادريان شيارو ( رومانيا - فرنسا)

-فيلم ( قلب من حجر ) للمخرج كوموند ارنار ( الدنمارك - ايسلندا )

- فيلم (قصة أم ) للمخرجة ساندرين فاييس ( فرنسا)

- فيلم ( ملك البلجيكيين ) للمخرجين بيتر بروسينس وجيسيكا وود وورث ( بلجيكا - هولندا- بلغاريا)

- فيلم ( سكين في مياه صافية ) للمخرج وانغ كسيب ( الصين

- فيلم ميستر اينليفيرسو للمخرجين تيزا كوفي وريز فريميل ( النمسا - ايطاليا)

- فيلم (الرحيل ) للمخرج لفريد محمودي ( ايران - افغانستان

- فيلم ( الطريق الى ماندالاي ) للمخرج ميدي ز ( تايوان -بورما- فرنسا- المانيا)

- فيلم ( علم الحيوان) من اخراج ايفانزتفيردوفسكي( روسيا - فرنسا- المانيا).

المدى العراقية في

08.12.2016

 
 

في مهرجان مراكش..

فيلم "اليتيمة" حياة مشتتة لنساء فرنسيات

كتب: الوطن

على بعد يومين من اختتام فعاليات الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كان لجمهور السينما، اليوم، موعدًا مع فيلم "اليتيمة" للمخرج الفرنسي، أرنو دي بايير.

ويحكي الفيلم، الذي أخرج هذه السنة، 4 محطات من حياة 4 نساء، الأولى فتاة بدوية صغيرة تعيش مأساة بعد أن كانت تلعب إحدى لعب الأطفال المعروفة، والثانية مراهقة تعيش دوامة لحظات الهرب من رجل إلى آخر؛ لأن كل شيء بالنسبة لها أفضل من الحياة في منزل العائلة الحزين، فيما الثالثة فتاة تذهب للاستقرار في باريس، والتي كادت أن تكون ضحية كارثة، أما الرابعة فامرأة تعتقد أنها في مأمن من ماضيها، لتشكل هذه الشخصيات الأربع ملامح نفس البطلة.

وفي كلمة له في تقديم عرض الفيلم، قال مخرجه، أرنو دي بايير، إنها "أول مرة يعرض هذا الفيلم في إفريقيا"، معربًا عن سعادته لعرضه في "مهرجان مرت منه أسماء مشهورة في عالم السينما العالمية"، آملا أن "يتجاوب الجمهور المغربي الذواق للفن مع قصة الفيلم ويستمتع بمشاهدته".

وعبرت كاتبة سيناريو الفيلم، كريستيل بيرتيفاس، عن امتنانها لمهرجان "مراكش"، الذي أتاح الفرصة لفيلم "اليتيمة" ليعرض في إفريقيا"، مضيفة "كتبت سيناريو فيلم يحكي قصة النساء، لكنني لست مناضلة نسوية.. أعتقد أن النساء والرجال يجب أن يلتقوا ليشتغلوا مع بعضهم من أجل المستقبل".

وشارك في الفيلم الممثلات أديل هاينيل "ريني"، وأديل إكزاركوبولوس "سوندرا"، وسولين ريكو "كارين"، وفيكا كوزيتيك "كيكي".

وافتتحت الجمعة فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المغربية، الذي يستمر المهرجان حتى الأحد المقبل.

ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلما دوليا، فيما تغيب الأفلام المغربية عن هذه الدورة من المهرجان الذي يقام بمراكش المغربية، ويترأس المخرج والمنتج المجري، بيلا تار، لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان.

وتحضر السينما الروسية ضيف شرف على فعاليات المهرجان، ممثلة بأكثر من 20 من الممثلين والمخرجين والمنتجين الروس، ويعرض طوال أيام المهرجان 30 فيلما روسيا.

وتتبارى في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام "فجأة" للمخرجة التركية أسلي أوزكي، وفيلم "المسيح الأعمى" للمخرج الشيلي كريستوفر موراي، و"المتبرع" للمخرج الصيني زونك كيوو، و"النوبات" للمخرجة الأمريكية آنا روز هولمر، و"المراسل" للمخرج الروماني، أديان سيتارو، وغيرها.

وتضم لجنة التحكيم، الممثلة الكندية سوزان كليمون، والممثلة الإيطالية جاسمين ترينكا، والممثل الأسترالي جيسون كلارك، والمخرج الدنمركي بيل أوجست، والممثلة الهندية كالكي كوشلين، والمخرج الأرجنتيني ليساندرو ألفونسو، والمخرج الفرنسي برونو ديمون، والممثلة المغربية فاطمة هراندي، المشهورة باسم راوية.

الوطن المصرية في

09.12.2016

 
 

«اليتيمة» يُغضب مراكش

أثار عرض فيلم «اليتيمة» (101 د ــ إخراج آرنو دي باريلييه)، ضمن فعاليات «مهرجان مراكش السينمائي الدولي» (من 2 حتى 10 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي)، غضب الجمهور، حتى أن بعض الحضور ترك مكان العرض بعد عشر دقائق من بدء بثّه، لا سيما الفتيات منهم.

احتج هؤلاء على احتواء الفيلم الفرنسي الذي عُرض خارج مسابقة المهرجان على مشاهد جنسية، بعضها بين مثليين.

إنّها المرّة الأولى التي يحط فيها «اليتيمة» في القارة الأفريقية. يندرج العمل ضمن الدراما الاجتماعية، إذ يصوّر أربع نساء تتداخل حيواتهن بشكل غامض. البطلات هن فتاة قروية، وأخرى مراهقة تهرب من رجل إلى آخر، وثالثة تتجنّب في باريس أن تصبح ضحية استغلال جنسي، أما الأخيرة فتعاني من اضطرابات نفسية وتحاول الهرب من واقعها ومن ماضيها.

يذكر أن الشريط حاز العام الماضي على جائزة أفضل فيلم في الدورة الـ31 من «المهرجان الدولي للأفلام الناطقة بالفرنسية» في بلجيكا.

الأخبار اللبنانية في

09.12.2016

 
 

مراكش تحتفي بروسيا ضيفة شرف مهرجانها السينمائي الدولي

مراكش (المغرب)- من محمد الطاهري:

احتفى المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، ليلة الأربعاء/الخميس، بالسينما الروسية، ضيفة شرف الدورة 16، بحضور نخبة من نجوم السينما الروسية.

وحضر حفل التكريم وفد يضم أكثر من 20 من الممثلين والمخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو الروس المعروفين، يرأسه المخرج وكاتب السيناريو «كارين شاخنازاروف».

وفي كلمة له، في حفل تكريم السينما بلاده، قال رئيس الوفد، إن هذا التكريم «استعادة غنية للسينما الروسية»، مضيفا أن الأفلام الروسية المعروضة خلال هذا المهرجان «متنوعة وتجسيد حقيقي للسينما الروسية بدقة وعمق، عبر حقب مختلفة من تاريخ البلاد، إنها السينما الروسية وكفى».

واعتبر «كارين شاخنازاروف» أنه «من خلال هذه الأفلام ستلاحظون التطور الذي حصل بين الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية».

وفي كلمة الاحتفاء، قالت الممثلة الفرنسية الشهيرة، «فاني أردون»، إن الاحتفاء بالسينما الروسية هو «احتفاء بسينما غنية ومختلفة برؤيتها للعالم والإنسان»، مضيفة أن هذه السينما «جزء من تاريخ مضطرب، وجزء من عادات فنية قديمة وموروث مليء بالرموز».

وأضافت الممثلة الفرنسية، أنه بفضل السينما الروسية «استطاعت السينما الأوربية أن تكون أكثر إنسانية وغنا وروحانية».

وقال الممثل والمغني المغربي، يونس ميكري، إن حضور السينما الروسية ضيف شرف على الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش «فرصة للمغاربة لإعادة اكتشاف السينما الروسية، التي افتقدناها لسنوات طويلة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي»، مضيفا أن «السينما السوفياتية كانت في مستوى عال، وأظن أنها لا تزال كذلك».

وشهد حفل الاحتفاء بالسينما الروسية، عرض فيلم «المبارز» للمخرج الروسي «أليكسي ميزكيريف»، والذي تدور أحداثه في مدينة سانت بطرسبيرغ سنة 1860، ويحكي قصة الجندي السابق «ياكوفليف»، الذي أصبح مبارزا محترفا، يحارب لفائدة من يدفعون له أجرا ممن لا يريدون القتال، او لا يقدرون على ذلك خوفا او ضعفا. لكن «ياكوفليف» ليس له سوى هاجس واحد، هو استعادة شرفه والانتقام ممن جعله يفقد كل شيء.

وفي كلمة له، قال مخرج الفيلم إنه «يحكي حكايات روسيا القديمة، لكن اشتغلنا عليها حتى يلبي الفيلم كل الأذواق في العالم».

ويعرض في المهرجان 30 فيلما روسيا، تؤرخ لعقود من تاريخ السينما الروسية، تمتد من 1925 إلى 2016، بينها فيلم» علم الحيوان» للمخرج «إيفان تفيردوفسكي»، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.

ويترأس المخرج والمنتج المجري، بيلا تار، لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان.

وتضم لجنة التحكيم، كلا من الممثلة الكندية سوزان كليمون، والممثلة الايطالية جاسمين ترينكا، والممثل الأسترالي جيسون كلارك، والمخرج الدنمركي بيل أوغست، والممثلة الهندية كالكي كوشلين، والمخرج الأرجنتيني ليساندرو ألونسو، والمخرج الفرنسي برونو ديمون، والممثلة المغربية فاطمة هراندي، المشهورة باسم راوية.

####

… وتكرم عميد الكوميديين المغاربة

مراكش (المغرب) – الأناضول:

استحق الممثل عبد الرحيم التونسي، المعروف بـ «عبد الرؤوف»، عميد الفنانين الكوميديين المغاربة، تكريماً من قبل مهرجان مراكش السينمائي الدولي. وبعد كل من المخرج الإيراني الشهير، والمخرج الكوري الجنوبي «شينيا تسوكاموتو»، والمخرج الهولندي «بول فيرهوفن»، كان لـ»عبد الرؤوف» موعد مع التكريم في الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش.

وتم تكريمه بعرض فلمين أولهما «عمي» الذي شارك فيه الممثل والفكاهي المغربي، ويحكي الفيلم الذي أخرجه نسيم عباس، هذه السنة، قصة ممثلة شابة تدعى «عالية» تعيش في العاصمة المغربية الرباط، حيث تكتري شقة برفقة «ليلى» و»هند»، وتعمل لتجعل من نفسها ممثلة مشهورة في عالم السينما. وبعد فترة غياب طويلة تستقبل «عالية» عمها «عبد الرؤوف» لكن التعايش بين هذا الأخير والشابات الثلاث أمر صعب التحقق.

وبالموازاة مع ذلك عرض بساحة جامع الفنا الشهيرة في مراكش، ووسط حشد كبير من المشاهدين، فيلم «ماجد» الذي مثل فيه الفنان. 

يتذكر أجيال من المغاربة عبد الرحيم التونسي باسم «عبد الرؤوف»، الشخصية التي لم تفارقه طوال مسيرته الفنية التي تجاوزت 60 سنة. ويصفه الكثيرون بـ «عميد الفكاهيين المغاربة» المعاصرين.

بدأت مسيرة عبد الرؤوف الفنية بالمعتقل، إبان الاستعمار الفرنسي للمغرب، في الخمسينات من القرن الماضي، عندما اعتقل لانتمائه للحركة الوطنية.

واستطاع عبد الرؤوف الذي ولد في الدار البيضاء عام 1936، أن يخلق لنفسه انتشارا كبيرا في سنوات الستينات والسبعينيات وحتى التسعينيات بفضل الشخصية البسيطة و«الساذجة» التي كان يجسدها حتى باتت شخصية «عبد الرؤوف» مرادفا للسخرية والتهكم.

وطوال عقود طويلة ظل عبد الرحيم التونسي يطل على المغاربة في التلفزيون الرسمي والوحيد في البلاد آنذاك، بشخصية عبد الرؤوف»، بجسده النحيف، ولباسه الفضفاض، سواء من خلال العروض الفكاهية الفردية التي يعتبر رائدا فيها بالمغرب، أو من خلال المسلسلات والأفلام التلفزيونية.

بالموازاة مع عمله الفني عمل عبد الرحيم التونسي في شركة لصناعة السيارات، قبل أن يكرس حياته للمسرح والفكاهة، ويؤسس سنة 1975 فرقته المسرحية، التي جال بها مدن وقرى المغرب، وأقام عروضا كثيرة خارج البلاد.

وإلى جانب المسرح والتلفزيون مثل «عبد الرؤوف» في العديد من الأفلام السينمائية، بينها فيلم «با العربي مول البشكليط» (السيد العربي صاحب الدراجة) سنة 2007، والذي حاز جائزة أفضل ممثل بمهرجان قرطاج. و»بلا حدود» سنة 2008، و»ماجد» سنة 2011، و«خنشة ديال الطحين» (كيس طحين) سنة 2012. 

وفي عقده الثامن لا يزال «الرؤوف» يقف أمام الكاميرا ممثلا وفكاهيا، بمشاركته هذه السنة في فيلم «عمي».

وافتتحت الجمعة فعاليات الدورة 16 للمهرجان الذي يستمر حتى 10 من الشهر الجاري.

ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية 14 فيلما دوليا، فيما تغيب الأفلام المغربية عن هذه الدورة من المهرجان.

وتتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام «فجأة» للمخرجة التركية أصلي أوزغة، وفيلم «المسيح الأعمى» للمخرج الشيلي، كريستوفر موراي، و»المتبرع» للمخرج الصيني، زونك كيوو.

إضافة لفيلم «النوبات» للمخرجة الأمريكية، آنا روز هولمر، و«المراسل» للمخرج الروماني، أديان سيتارو، و«قلب من حجر» للمخرج الأيسلندي، كودموندور أرنار كودموندسون، و«قصة أم» للمخرجة الفرنسية، ساندرين فايسي، و«ملك البلجيكيين» للمخرجان بيتر بروسينس وجيسيكا وودوورت.

كما تتنافس الأفلام: «سكين في مياه صافية» للمخرج الصيني، وانغ كسييبو، و«ميستر إينيفيرسو» للمخرجة الإيطالية تيزا كوفي، والمخرج النمساوي رينر فريميل، و«الرحيل» للمخرج الأفغاني الإيراني نويد محمودي، و«الطريق إلى ماندالاي» للمخرج البورمي التيواني ميدي ز، و«رعاة وجزارون» للمخرج الجنوب إفريقي أوليفر شميتز، و«عالم الحيوان» للمخرج الروسي إيفان تفيردوفسكي.

القدس العربي اللندنية في

09.12.2016

 
 

في «مراكش السينمائي»..

فيلم «اليتيمة» حياة مشتتة لنساء فرنسيات

المغرب ـ «سينماتوغراف»

على بعد يومين من اختتام فعاليات الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كان لجمهور السينما، موعدًا مع فيلم “اليتيمة” للمخرج الفرنسي، أرنو دي بايير.

ويحكي الفيلم، الذي أخرج هذه السنة، 4 محطات من حياة 4 نساء، الأولى فتاة بدوية صغيرة تعيش مأساة بعد أن كانت تلعب إحدى لعب الأطفال المعروفة، والثانية مراهقة تعيش دوامة لحظات الهرب من رجل إلى آخر؛ لأن كل شيء بالنسبة لها أفضل من الحياة في منزل العائلة الحزين، فيما الثالثة فتاة تذهب للاستقرار في باريس، والتي كادت أن تكون ضحية كارثة، أما الرابعة فامرأة تعتقد أنها في مأمن من ماضيها، لتشكل هذه الشخصيات الأربع ملامح نفس البطلة.

وفي كلمة له في تقديم عرض الفيلم، قال مخرجه، أرنو دي بايير، إنها “أول مرة يعرض هذا الفيلم في إفريقيا”، معربًا عن سعادته لعرضه في “مهرجان مرت منه أسماء مشهورة في عالم السينما العالمية”، آملا أن “يتجاوب الجمهور المغربي الذواق للفن مع قصة الفيلم ويستمتع بمشاهدته”.

وعبرت كاتبة سيناريو الفيلم، كريستيل بيرتيفاس، عن امتنانها لمهرجان “مراكش”، الذي أتاح الفرصة لفيلم “اليتيمة” ليعرض في إفريقيا”، مضيفة “كتبت سيناريو فيلم يحكي قصة النساء، لكنني لست مناضلة نسوية.. أعتقد أن النساء والرجال يجب أن يلتقوا ليشتغلوا مع بعضهم من أجل المستقبل”.

وشارك في الفيلم الممثلات أديل هاينيل “ريني”، وأديل إكزاركوبولوس “سوندرا”، وسولين ريكو “كارين”، وفيكا كوزيتيك “كيكي”.

سينماتوغراف في

09.12.2016

 
 

إجراءات أمنية مشددة تواكب مهرجان مراكش

هسبريس - فاطمة الزهراء جبور

عرفت الليلة السابعة من أيام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إجراءات أمنية مشددة، بالرغم من غياب عدد كبير من الفنانين والنجوم عن البساط الأحمر.

وعاينت هسبريس إنزالا أمنيا مكثفا، اعتبرته إدارة المهرجان "إجراء أمنيا روتينيا واستباقيا، من اللازم توفره في مهرجان إفريقي وعالمي كالمهرجان الدولي للفيلم الذي تحتضنه المدينة الحمراء".

واقتصر المرور على البساط الأحمر، من الفنانين المغاربة، على الفنانة حنان الإبراهيمي والفنانة نجاة بنسالم المعروفة بـ"رجاء بنت الملاح" والفنان محمد الجم، إلى جانب ممثلين ومخرجين أجانب؛ وفي مقدمتهم المخرج الفرنسي أرنو دي بايير، والسيناريست كريستيل بيرتفاس.

من جهة ثانية، يواصل المهرجان عرض أفلام المسابقة الرسمية، حيث كان الجمهور صباحا على موعد مع الفيلم الشيلي "المسيح الأعمى" لمخرجه كريستوفر موراي وبطولة الممثل ميكايل سيلفا.

ويحكي الفيلم عن رحلة في مجتمع يفتقد للإيمان في أي شيء وكل شيء، ويدّعي مايكل (بطل الفيلم) أنه أوحي إليه وسط الصحراء؛ لكن جيرانه يسخرون منه ويعتقدون أنه فقد عقله.

وعرف اليوم السابع من المنافسة عرض فيلم "علم الحيوان" لمخرجه إيفان تغيردوفسكي، إلى جانب فقرة نبض قلب بعرض للفيلم "حفل زفاف"، وعن صنف خارج المسابقة فيلم "اليتيمة".

####

مهرجان مراكش ..

مشاهد "اليتيمة" تجبر متفرجين على مغادرة القاعة

هسبريس - فاطمة الزهراء جبور

تسبب الفيلم الفرنسي "اليتيمة"، الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته السادسة عشرة، في غضب عدد كبير من الجمهور بسبب احتوائه على مشاهد حميمية.

ويتضمن الفيلم، الذي يعرض ضمن صنف الأفلام "خارج المسابقة"، مشاهد حميمية لبطلات الفيلم الأربع؛ وهو ما تسبب في غضب عدد كبير من الجمهور، وخاصة الفتيات اللواتي خرجن بعد 10 دقائق من بدايته.

وكشف آرنو دي باريلييه، مخرج "اليتيمة"، أن فيلمه، الذي يندرج ضمن نوع الدراما الاجتماعية، يعرض للمرة الأولى في بلد من بلدان القارة الإفريقية.

من جهتها، أضافت السيناريست كريستيل بيرتيغاس: "كتبت هذا الفيلم عن قصص النساء؛ لكنني اشتغلت فيه مع الرجال.. أنا لست مناضلة نسوية؛ لكنني أؤمن بالمساواة بين الجنسين".

"اليتيمة" تدور أحداثه حول حياة أربع نساء، تتداخل حياتهن بشكل غامض، الأولى فتاة قروية صغيرة تعيش مأساة حقيقية بعد أن كانت تلعب لعبة الغميضة، أما الشخصية الثانية فهي مراهقة تعيش سلسلة لا متناهية من لحظات الهرب من رجل إلى رجل آخر هروبا من منزل عائلتها، أما الثالثة فتذهب للاستقرار في باريس وتتجنب أن تكون ضحية استغلال جنسي، فيما تهرب الشخصية الرابعة من واقعها وتعتقد أنها في مأمن من ماضيها.

يذكر أن فيلم "اليتيمة"، الذي سبق أن فاز شهر أكتوبر المنصرم بجائزة "بايارد" الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الحادية والثلاثين من المهرجان الدولي للأفلام الناطقة بالفرنسية في مدينة نامور البلجيكية، عرف مشاركة كل من الممثلات إديل هاينيل وإكزار كوبولس وسولين ريكو وفيكا كوزيتيك وجيما أرتيرتون.

####

SNRT تسخِّر عتادا حديثا لـ"مهرجان مراكش"

هسبريس من مراكش

قال كريم سباعي، مدير التواصل في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إن SNRT سخَّرت وسائل تقنية من الجيل الجديد، وإمكانيات بشرية هامة، لضمان تفاعل يومي مع مختلف فعاليات الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وذكر سباعي، في تصريح لهسبريس، أن "قناة المهرجان" تشتغل على توفير مواكبة للتظاهرة حتى اختتامها؛ وذلك باللغتين العربية والفرنسية بمدينة مراكش ونواحيها، عبر التلفزة الرقمية الأرضية (TNT) و"قناة الأفلام".

"عرضت قناة المهرجان مجموعة من البرامج الحوارية، وحفلات لتكريم النجوم، وباقي أخبار المهرجان، بالإضافة إلى الفقرات القارة والحفلات المبرمجة، وعرض يومي لمجموعة من الأفلام المتميزة"، يردف سباعي، قبل أن يكشف تقديم قناة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خدمات لمختلف القنوات الأجنبية المتواجدة لتغطية فعاليات هذا الحدث، سواء بمواد مباشرة أو مسجلة، أو عبر مراسلات محلية.

هسبريس المغربية في

08.12.2016

 
 

«مراكش السينمائي» يكرم الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني

مراكش ـ «سينماتوغراف»

تم، مساء أمس الجمعة بمراكش، تنظيم حفل تكريم للممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني، وذلك احتفاء بمسيرتها الفنية المميزة، بحضور نخبة من ألمع نجوم السينما والفن. وخلال هذا الحفل، الذي أقيم بقصر المؤتمرات في إطار الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (2-10 دجنبر)، سلم المخرج الروماني كريستيان مونجيو درع التكريم للفنانة إيزابيل أدجاني.

وفي كلمة بالمناسبة، أعربت الممثلة إيزابيل أدجاني عن سعادتها واعتزازها وهي تحظى بهذا التكريم في هذه التظاهرة العالمية، وفي هذا الحفل الذي “يكتسي صبغة إنسانية ويتيح فرصة الالتقاء الحر في موعد محدد عبر السنين”.

وأبرزت إيزابيل أدجاني أن مهرجان مراكش “يضطلع بدور أساسي في الانفتاح والتعارف والتبادل في سياق تطبعه التفرقة والانغلاق الذي بات يرخي بظلاله على العالم”.وأكدت أن “الأدوار التي تقمصت فيها شخصية المذنبة والضحية والعنيفة والرقيقة المستبدة والمحبة تظل خالدة بالنسبة لها”، مضيفة أنها ما تزال تحمل أشياء من تلك النساء اللواتي جسدت أدوارهن لأنهن أضحين جزءا لا يتجزأ من حياتها.

وعبر المخرج الروماني مونجيو، والمخرج الفرنسي كريستوف أونوري، والمخرج والمنتج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، عن إعجابهم الشديد بالممثلة الفرنسية “الأنيقة والموهوبة التي أبدعت بأسلوبها المتفرد في أداء أدوار يطبعها التعقيد وا

وأكدوا، خلال حفل التكريم الذي تخلله عرض لقطات من بعض الأفلام التي شخصت فيه أدوارا مختلفة، أن هذه النجمة المتألقة بصمت حياتهم وستظل راسخة في الذاكرة، مشيرين إلى أنها “لم تقبل يوما مقايضة موهبتها بالمال على الرغم من شهرتها”.

وتم، بمناسبة حفل التكريم، عرض فيلم خارج المسابقة بعنوان “كارول ماتيو” (2016) للويس جوليان بوتي، الذي يحكي قصة طبيبة عمل في مركز نداء، تحاول دون جدوى إخطار رؤسائها بخطورة ظروف الاشتغال على المستخدمين، قبل أن تتخذ قرارا بإجبار المسيرين على إعادة النظر في أساليبهم.

يذكر أن الجمهور اكتشف الممثلة إيزابيل أدجاني بفضل تشخيصها لدور فتاة متمردة تربطها علاقة مضطربة في فيلم “الصفعة” الذي أخرجه كلود بينوتو، وقد جعلها هذا النجاح الكبير تتالق في أفلام عديدة من بينها “كامي كلوديل” لبرونو نويتين (1988) و””لملكة مارغو” لباتريس شيروا (1994) و”الصيف القاتل” لجون بيكر.

####

في مراكش السينمائي..

«رعاة وجزارون» مرافعة ضد عقوبة الإعدام

مراكش ـ «سينماتوغراف»

يشكل فيلم “رعاة وجزارون”، الذي تم عرضه أمس الجمعة، في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قصة مرافعة قوية ضد عقوبة الإعدام، بطلها محام من البيض مناهض لهذه العقوبة القصوى في جنوب إفريقيا.

وينطلق هذا الفيلم (107 د)، المقتبس من أحداث حقيقية، من مشهد قتل وحشي لسبعة أعضاء في فريق لكرة القدم، بطله ليون (22 سنة) الذي يشغل مهمة حارس سجن، فيرفض العديد من المحامين الدفاع عن قضيته الميؤوس منها، بسبب ثبوت الجريمة في حقه.

ويتولى أحد المحامين (جون) المناهضين لعقوبة الإعدام في جنوب إفريقيا الدفاع عن المتهم، الذي رفض الكلام في البدء بسبب الصدمة التي يعيشها، وأمام إصرار المحامي الذي ضغط بجميع الوسائل بالتجائه لمجموعة من الأشخاص ذوي علاقة بهذا الجرم، وافق المتهم على الكلام خلال أطوار المحاكمة.

وبعد كشف المتهم عن العديد من الحقائق حول الممارسات اليومية التي يعيشها داخل السجن، وتفاصيل “ممر الموت” الذي يرافق فيه السجناء نحو المشنقة، وقصة علاقته مع المحكومين بالإعدام التي تتوطد بفعل تقاسم نفس المكان لمدة طويلة، تبين أن المتهم كان يعيش ضغطا قويا وحالة نفسية مهزوزة كانت وراء ارتكابه لهذا الجرم، لخصها المحامي في صرخته الحاسمة “لا يمكن أن يكون هذا الشخص راعيا للسجناء وجزارهم في الوقت ذاته”.

وتدور أغلب أطوار الفيلم بين المحكمة والسجن ومقصلة الإعدام، حيث كشفت المحاكمة أن الشاب الذي امتهن الحراسة داخل السجن في سن مبكر لم يكن عن اقتناع بل تهربا من التجنيد الإجباري حتى لا يضطر للمشاركة في الحرب بأنغولا.

وتم في الأخير إصدار عقوبة في حق الشاب ليون مع مراعاة تطور حالته النفسية، ما عد إنجازا ضخما للمحامي، الذي جنب موكله حبل المشنقة، أمام صدمة عائلات القتلى السبعة ومناصريهم وفرحة عائلة المتهم العارمة.

وقد تفاعل الجمهور، الذي حضر عرض هذا الفيلم، مع الموضوع الذي يعالجه ومع التقنيات الفنية التي وظفها (فلاش باك)، إذ استمرت التصفيقات والهتافات لدقائق تحية لمخرج الفيلم أوليفر شميتز ولبطله كاريون دودوس اللذين كانا حاضرين بقاعة العرض، ما يجعل الفيلم منافسا بقوة على الفوز بإحدى جوائز هذه الدورة من المهرجان، إن لم يكن بالجائزة الكبرى.

يشار إلى أن أوليفر شميتز، المولود سنة 1960، نشأ في كيب تاون بجنوب افريقيا، وعرض فيلمه الطويل الأول “مابانتسولا” في قسم “نظرة ما” خلال مهرجان (كان) السينمائي، وترشح فيلمه “سر شاندا” أيضا لنيل جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي سنة 2010، كما يقوم شميتز، الذي يقيم حاليا في برلين، بإخراج مجموعة من السلسلات التلفزيونية.

سينماتوغراف في

10.12.2016

 
 

فيلم «اليتيمة»: حياة متشظية لنساء فرنسيات

مراكش (المغرب) – من محمد الطاهري:

على بعد يوم من اختتام فعاليات الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، كان لجمهور السينما، ليلة الخميس/ الجمعة، موعدًا مع فيلم «اليتيمة» للمخرج الفرنسي، أرنو دي بايير.

ويحكي الفيلم، الذي أخرج هذه السنة، أربع محطات من حياة أربع نساء، الأولى فتاة بدوية صغيرة تعيش مأساة بعد أن كانت تلعب إحدى لعب الأطفال المعروفة، والثانية مراهقة تعيش دوامة لحظات الهرب من رجل إلى آخر لأن كل شيء بالنسبة لها أفضل من الحياة في منزل العائلة الحزين، فيما الثالثة فتاة تذهب للاستقرار في باريس والتي كادت أن تكون ضحية كارثة، أما الرابعة فامرأة تعتقد أنها في مأمن من ماضيها، لتشكل هذه الشخصيات الأربع ملامح البطلة نفسها.

وفي كلمة له في تقديم عرض الفيلم، قال مخرجه، أرنو دي بايير، «أول مرة يعرض هذا الفيلم في إفريقيا»، معربا عن سعادته لعرضه في «مهرجان مرت منه أسماء مشهورة في عالم السينما العالمية». آملا أن «يتجاوب الجمهور المغربي الذواق للفن مع قصة الفيلم ويستمتع بمشاهدته».

وعبرت كاتبة سيناريو الفيلم، كريستيل بيرتيفاس، عن امتنانها لمهرجان مراكش الذي اتاح الفرصة لفيلم «اليتيمة» ليعرض في إفريقيا»، مضيفة «كتبت سيناريو فيلم يحكي قصة النساء، لكنني لست مناضلة نسوية.. أعتقد أن النساء والرجال يجب أن يلتقوا ويشتغلوا مع بعضهم من أجل المستقبل».

وشارك في الفيلم الممثلات أديل هاينيل «ريني»، وأديل إكزاركوبولوس «سوندرا»، وسولين ريكو «كارين»، وفيكا كوزيتيك «كيكي».

وافتتحت الجمعة فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش المغربية، الذي يستمر المهرجان حتى غد الاحد.

ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلما دوليا، فيما تغيب الأفلام المغربية عن هذه الدورة من المهرجان الذي يقام بمراكش المغربية.

ويترأس المخرج والمنتج المجري، بيلا تار، لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان.

وتحضر السينما الروسية ضيفة شرف على فعاليات المهرجان، ممثلة بأكثر من 20 من الممثلين والمخرجين والمنتجين الروس. ويعرض طوال أيام المهرجان 30 فيلما روسيا.

وتتبارى في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام «فجأة» للمخرجة التركية أسلي أوزكي، وفيلم «المسيح الأعمى» للمخرج الشيلي، كريستوفر موراي، و«المتبرع» للمخرج الصيني، زونك كيوو، و«النوبات» للمخرجة الأمريكية، آنا روز هولمر، و»المراسل» للمخرج الروماني، أديان سيتارو، وغيرها. 

وتضم لجنة التحكيم، الممثلة الكندية سوزان كليمون، والممثلة الايطالية جاسمين ترينكا، والممثل الأسترالي جيسون كلارك، والمخرج الدنمركي بيل أوغست، والممثلة الهندية كالكي كوشلين، والمخرج الأرجنتيني ليساندرو ألفونسو، والمخرج الفرنسي برونو ديمون، والممثلة المغربية فاطمة هراندي، المشهورة باسم راوية.

(الأناضول)

القدس العربي اللندنية في

10.12.2016

 
 

عناق سينمائي مغربي ـ روسي في مهرجان مراكش للفيلم

الجمهور المغربي يتعرف على التاريخ الحافل للفن السابع الروسي

مراكش: عبد الكبير الميناوي

ثلاثون فيلما تضمنها برنامج تكريم السينما الروسية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورة هذه السنة. أفلام تختصر تطورا، ينقل فترة الاتحاد السوفياتي وصولا إلى ما بعد انهيار جدار برلين وتفتت الاتحاد، لنصير إلى روسيا الاتحادية. من فيلم «المدرعة بوتمكين» (1925)، مرورًا بأفلام «حين تطير اللقالق» (1958) و«أنشودة الجندي» (1960) و«مدينة الصفر» (1989) و«المنهكون من الشمس» (1994) و«سجين الجبال» (1997)، وصولاً إلى «عشاق الصرعات» (2008) و«الأحمق» (2014) و«التلميذ» (2016)، تعرف الجمهور المغربي على أعمال مخرجين، قدموا لسينما مختلفة، بشكل كبير عما يقدم في غرب أوروبا؛ لذلك قالت الممثلة والمخرجة الفرنسية فاني أردان، التي قدمت نجمة تكريم السينما الروسية في أمسية حضر فيها تراث البلدين الراقص، إنه بفضل هذه السينما القادمة من الشرق اغتنت السينما الأوروبية فصارت «أكثر إنسانية وروحانية».

وشكل حفل تكريم السينما الروسية في المهرجان السينمائي المغربي فرصة لاكتشاف التطور الذي حصل ما بين مرحلتي الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية، وعبرهما التاريخ الحافل للفن الروسي.

المخرج، كاتب السيناريو والمنتج والمدير العام لاستوديو موسفيلم، كارين شاخنازاروف، الذي ترأس وفد بلاده المكون من عشرين سينمائيا، قال إن الأفلام المبرمجة في المهرجان المغربي «تجسد الحقب التي تنتمي إليها»، كما «تجسد عمق وجوهر اللحظة التي نشأت فيها» بشكل يمكن المتتبع من إدراك «الفرق بين الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية».

وكان شاخنازاروف قد كتب، في تقديم تكريم سينما بلاده في مراكش إن «سنة 2016 في روسيا هي سنة السينما، لذلك نأمل في أن يكتشف الجمهور المغربي التاريخ الحافل للفن السابع الروسي. وعلى الرغم من أن المغرب وروسيا تفصلهما القارات والثقافات والتقاليد، لكننا نتفاهم بشكل جيد من خلال لغة السينما. ومهما كانت الجوانب التاريخية المختلفة لبلدينا، فإن الجمهور سيستوعب أفلامنا التي تتحدث عن المشكلات المشتركة للإنسانية جمعاء، ولكن، أيضًا، عن الحب والعاطفة والأمل واليأس والهزائم وكذا الانتصارات. هناك مقولات متشابهة في المغرب وفي روسيا؛ فنحن، مثلا، لدينا حكمة تقول إن قيمة الصداقة والأخوة أغنى من الثروة، بينما يقول مثل مغربي إن فرحة اللقاء بالأصدقاء كطعم العسل. أتمنى أن يكتشف جمهور مراكش السينما الروسية بفضل المهرجان، وأن يمنحنا هذا الأخير جميعا، كما تقول هذه الحِكم، فرحة اللقاء بأصدقاء جدد».

من جهتها، قدمت فاني أردان، مخرجة فيلم «كنبة ستالين»، من بطولة جيرار دوبارديوه، للسينما الروسية بكلمة دافئة، تحدثت فيها عن الوفد الروسي، فقالت إن «كل واحد من بين أعضائه أتى محملا بشخصيته وخصوصيته وعوالمه ورؤيته الخاصة للإنسان والعالم. كلهم روس، لكنهم مختلفون كأشجار الغابة. هم جزء من كل. يوحدهم عشقهم للسينما. يعبرون عن تاريخ مضطرب، وكلهم مرتبطون بعادات فنية قديمة وخلاقة. جزء من موروث مليء بالوعود». كما أبرزت كيف أن الفنان الروسي فتح طريقًا للحرية بالمقاومة وروح السخرية، دفاعًا عن الكرامة مهما كان الثمن، وبتفضيل طرح السؤال على تلقي الجواب.

وضمن البرنامج العام لعروض التكريم، تضمنت أمسية التكريم عرض فيلم «المبارز» لمخرجه أليكسي ميزكيريف، وهو فيلم تدور أحداثه في سانت بيترسبورغ، في 1860، من خلال قصة ياكوفليف، الجندي السابق الذي أصبح مبارزًا محترفًا، فبات يحارب لفائدة من يدفعون له أجرًا ممن لا يريدون القتال أو لا يقدرون على ذلك، إما بدافع الخوف أو الضعف. لكن، ياكوفليف لم يعد له سوى هاجس واحد فقط؛ هو استعادة شرفه والانتقام ممن جعله يفقد كل شيء.

ولاحظ المتتبعون، من خليط الأفلام المعروضة، التطور الذي حصل بين الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية، على صعيد الممارسة السينمائية. وكتب جويل شاربون، المتخصص في السينما الروسية، مستعرضًا تطورها، أنه «رغم وجود مخترعين كبار من الروس في مجال الصورة المتحركة، فإن الفرنسيين هم من فرضوا أجهزتهم ومعداتهم الخاصة في المجال من خلال قيامهم بأول عرض سينمائي في سانت بيترسبورغ يوم 4 مايو (أيار) 1896». وكان ماكسيم كوركي أول كاتب في العالم علق على هذا الحدث الجديد في شهر يوليو (تموز) من سنة 1896. وقام لوميير، ومن بعده كومون وباطي سنة 1904 بعرض الصور الوافدة من فرنسا وبتصوير الأحداث الكبرى. وشهدت سنة 1908 حدث إخراج أول فيلم روائي روسي بعنوان «ستينكا رازين» لألكسندر درانكوف. وفي سنة 1910، قامت نحو خمس عشرة شركة بإنتاج أفلام سينمائية، ومنها من قام كذلك باستيراد وتوزيع أفلام أجنبية. ومع صعود البلاشفة إلى الحكم في أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 1917 تعطلت حركة القطاع السينمائي برمته، ولأنها كانت رهينة الخارج، بحيث لم يحدث أن صنعت من قبل كاميرات للتصوير ولا أشرطة فيلمية، فقد توقفت روسيا عن أي نشاط في مجال الفن السابع، ووجد كثير من المخرجين أنفسهم أمام لازمة مغادرة البلاد، كان ذلك شأن جوزيف إرمولييف، وموسجوكين، وبروتازانوف، الذي رجع لاحقًا، فاستطاعوا أن ينالوا في بلدان المهجر الحظوة المفقودة.

وفي عام 1919، صدر قرار تأميم قطاع السينما، وتم تأسيس أول مدرسة للسينما في العالم (المعهد العالي للسينما بموسكو)، وأصبحت السينما منذ ذلك الحين الوسيلة الرئيسية للاتصال والتثقيف والدعاية، وهو قرار انخرط فيه كذلك السينمائيون الطلائعيون، أمثال بوريس بارنيت وليف كوليشوف.

ومنذ أواخر عقد العشرينات من القرن الماضي، كان للاستحواذ الآيديولوجي الذي عاشته البلاد في عهد ستالين أثره على السينما التي «يجب أن يستوعبها الملايين»، وباتت السينما الطلائعية التي يحملها سينمائيون من قبيل كوليشوف وفيرتوف وآيزنشتاين تعتبر «نخبوية».

وفي نهاية عقد السبعينات اتسعت الهوة بين الصورة التي رسمها السوفيات عن سينماهم (الشعبية) وتلك التي كونها عنها الغرب (سينما المؤلف)، وذلك بالنظر لاختيارات المهرجانات الدولية، حيث كان النصيب الأكبر لمن يعانون من تضييق الرقابة، وذلك نظرًا لتدهور صورة الاتحاد السوفياتي في الخارج (التدخل العسكري السوفياتي في براغ، السباق نحو التسلح، غزو أفغانستان، مقاطعة الألعاب الأولمبية)، وهي هوة لم يتم تقليصها بعد، إذ ما زالت السينما الروسية المعاصرة تعاني من هذه الازدواجية نفسها.

وأفسد مجيء البيريسترويكا بريق الآيديولوجيا والإنتاج والتوزيع والاستغلال، وأبعد مؤتمر اتحاد المخرجين السينمائيين الذي انعقد في شهر مايو من سنة 1986 الحرس القديم، ومهد الطريق للإصلاحيين.

ولم تعرف السينما الروسية انتعاشتها الحقيقية، في جميع فروعها، إلا في سنة 2004 مع خروج أول فيلم لقي إقبالا جماهيريا كبيرا هو «ساعة ليلية» (2013) لتيمور بيكمامبيتوف، حيث أقرت الدولة الروسية إصلاحا جديدا لنظام تمويل السينما، أعادت به وضع اليد على القطاع، وفرضت مزيدا من الرقابة على محتويات الأفلام التي يجب أن تنسجم والصورة التي تريد السلطة أن تقدمها عن البلاد.

و«بين أفلام الفرجة التي تجد صعوبات كبرى للذهاب خارج الحدود، وأفلام سينما المؤلف التي تلقى الحظوة الكبرى لدى الجماهير والمهرجانات الأجنبية، والتي تبقى مغمورة في الداخل، ما زالت السينما الروسية تحيا حياة مزدوجة، من دون آفاق تعطي الأمل في التغيير» كما أوضح جويل شاربون، المتخصص في السينما الروسية.

الشرق الأوسط في

10.12.2016

 
 

مهرجان مراكش..

بدون مشاركة مغربية وتكريم السينما الروسية

محمد بنعزيز

عاشت مدينة مراكش منذ الثاني من كانون الأول إلى اليوم السبت، فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. بدأ التشويق بظهور لائحة أفلام المسابقة الأربعة عشر ولم تتضمن أي فيلم مغربي. وظهرت بلاغات تندد بالإقصاء دون أن تقترح فيلما مغربيا للمسابقة. والخطِر أن الحملة التضامنية المنددة بإقصاء «السينما الوطنية» لم تسخن واتضحت الحقيقة للجميع هي أنه لم يظهر فيلم بقوة جمالية وسردية يستحق التنافس، وقد كان هناك تناقض بين التصريحات العلنية المنددة بالإقصاء والهمسات الثنائية الصريحة لبعض النقاد والمخرجين... لذا نسي الأمر بسرعة وكانت تلك رسالة قاسية لأن التضامن الوطني ليست معيارا فنيا.

في الافتتاح كان البساط الأحمر متلألئا، لكن بالنسبة إلى صحافة الاستعراض يصعب إشعال البساط الأحمر بدون نجوم أميركيين وبدون أجساد لها جاذبية المغناطيس وتتصرف بطلاقة وتمنح المصورين مادة فضائحية. النتيجة هي أن الصحافة الصفراء لم تجد ما تنشره. وفي ظلها كيف يمكن خلق زخم إعلامي وفني بمناسبة تكريم السينما الروسية العظيمة مع صحافي يغطي المهرجان ويسمع اسم أندري تاركوفسكي أول مرة؟

بعد الاستعراض بدأ الجد، صباح السبت في الثالث من الشهر الحالي، إذ عقدت لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج المجري بيلا تار ندوة صحافية، وقد عبر فيها عن ثقته في قوة السينما ودورها في الدفاع عن الكرامة الإنسانية وهو يبحث عن فيلم فيه أصالة وقوة طاقة مخرجه وفريقه الفني... وأكد أن الفيلم يسمح برؤية المخرج عاريا على حقيقته. من جهة أخرى قال المخرج الدنماركي بيلي أوكوست «يتحدث السياسيون عن الوقائع الآنية وعن الإحصائيات الكمية بينما تتحدث الأفلام عن الروح الإنسانية وشروط الوجود البشري... السينما هي مفتاح روح الإنسان».

وقد ضمت لجنة التحكيم بالإضافة إلى تار وأوكست المخرجين الأرجنتيني اليساندرو ألونسو والفرنسي برونو ديمون. كما ضمت خمس ممثلات هن الأسترالية جيسون كلارك والكندية سوزان كليمون الهندية الفرنسية كالكي كويتشلن والإيطالية جاسمين ترينكا والمغربية فاطمة هراندي راوية. بعد الندوة عرض الفيلم الأول في المسابقة وهو «الطريق إلى ماندالاي» من إخراج ميدي ز ويمثل تايوان، بورما، عن الإتجار في البشر في جنوب شرق آسيا.

لاجئون

تنتج الحروب اللاجئين، يصلون بلدانا مجاورة للعمل، العمل موجود في بانكوك لكن التراخيص غير متوفرة... أرباب العمل يشغلونهم سراً... ويزداد البؤس حين يتضح أن كل لاجئ يشتغل لدى قريب له جاء سابقا واستقر واغتنى. يمتص الأقارب دمك بطريقة أفضل، وهذا ما يجعل مصانع الغرب ترحل إلى جنوب شرق آسيا... هنا يأكل الناس العجائن لأنها الأرخص، عجائن تبلل بماء بارد في صحون بلاستيكية...

يقبل اللاجئون أوضاعا مذلة ويتعرضون للابتزاز لشراء وثائق الإقامة، تنتقل سيارة فيها مجموعة من الموظفين إلى غابة بغرض توفير وثائق. الفساد مهيكل وله طريقة عمل معروفة... لا أحد يشتكي من وجود اللاجئين وكل طرف يتفنن في حلبهم وعصرهم. يعرض الفيلم هذا الوضع بشكل تركيبي قوي، في لقطات كثيفة أغنت المخرج عن الكثير من الكلام، وقد تمكن المخرج من التقاط عميق للبؤس، بدون مؤثرات بصرية ومكياج إلكتروني.

الفيلم الثاني في المسابقة هو «ملك البلجيكيين» للمخرجين بيتر بروسينس وجيسيكا وودوورت. يحكي الفيلم عن زيارة الملك إلى تركيا، وأثناء ذلك تعلن منطقة والوني استقلالها ويقع حدث طبيعي يقطع الاتصالات والرحلات ويضطر الملك للمغامرة للعودة لبلده. الفيلم ممل لثلاثة أسباب:

الأول أنه يخلو من احتمال التحقق، فهو يضع فرضيتين قبل أن يبدأ... والجمهور يجد صعوبة في التصديق. السبب الثاني أن تفكك البلدان حدث تراجيدي واختار المخرجان مقاربة كوميدية متقزمة لم تصل لمستوى ارتفاع الموضوع. الثالث الذي لا يغتفر هو ضعف اللغة السينمائية. فالكاميرا ثابتة والممثلون يستعرضون حوارات طويلة سطحية في الغالب. يبدو أن المخرجين غير مسيّسين ويتناولان موضوعا سياسيا.

فيلم «رحيل» لنفيد محمودي لم يحقق الآمال المرجوة فيه، وهو فيلم أفغاني جديد على الطريق بين أفغانستان وإيران أملا عبور تركيا... فيلم عن شاب هرب من الثأر في أفغانستان ليلتحق بزوجته لكن الثأر عابر للحدود...

فيلم في أربع وعشرين ساعة ليكون الإيقاع سريعا. يبقى الممثلان بنفس ملابسهما طيلة الفيلم... تتبع الكاميرا الهاربين على سيارة وعلى دراجة... حين يتوقفان يتكلمان عبر الهاتف في الشارع. في البلد الإسلامي يفضل المخرجون الالتفاف على الرقابة بالتصوير في الشارع والحقل والتاكسي لكي لا تضطر الكاميرا للاختلاء بالممثلين في مكان مغلق يحضر فيه الشيطان. يبدو أن هذه الوصفة تتعرض للاستنزاف بسبب التكرار. أفضل الأفلام جاءت من آيسلندا والصين وينتظر أن تتوج (ولنا عودة إليها).

تكريم

بالتوازي مع أفلام المسابقة الرسمية يعرف المهرجان عدة تكريمات، إذ سيتم تكريم الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني والكوميدي المغربي عبد الرحيم التونسي والمخرجين الياباني شينيا تسوكاموتو والهولندي بول فيرهوفن.

وسيعرض المهرجان ثلاثين فيلما روسيا واحد منها في المسابقة وذلك بمناسبة تكريم السينما الروسية. وقد كانت البداية بعرض فيلم المعلم سرجي إيزنشتاين «المدرعة بوتمكين» 1925، وفيه رفض البحارة تناول اللحم الفاسد، بينما طبيب البحرية يفحص ذيل الثور المتعفن بنظارتيه، ولا يرى الدود... فيلم طبع تاريخ السينما وبصم تاريخ التحريض السياسي معا بواسطة الفن الملتزم...

على النقيض من هذا التوجه يعرض المهرجان فيلم أندري تاركوفسكي «أندري روبليف» 1966 الذي يحكي حياة راهب روسي في القرن الخامس عشر. راهب يرسم أيقونات، وهكذا جمع تاركوفسكي بين هاجسي الدين والفن... وكان تناول هذين الموضوعين في عصر الواقعية الاشتراكية خيانة...

لقط طبع السينمائيان الروسيان القرن العشرين، إيزنشتاين وتاركوفسكي، واحد مولته موسكو والثاني أرهقته، ثوري ومسيحاني، تقدمي ورجعي بلغة المرحلة، واحد منخرط في هموم اللحظة والآخر تشغله أسئلة الفن والوجود... لقطات إيزنشتاين قصيرة متوترة ولقطات تاركوفسكي طويلة مشهدية... لكن يجمعهما الأثر والعين الفنية، واحد طبع النصف الأول من القرن والثاني طبع النصف الثاني. مخرجان بعين فنية متميزة. كيف تكتشف مخرجا له عين فنية؟ بسيطة احذف الصوت وشاهد.

السفير اللبنانية في

10.12.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)