ملفات خاصة

 
 
 

«آخر أيام المدينة» يفوز بالجائزة الكبرى فى مهرجان نانت

بقلم: سمير فريد

عن فيلم

«آخر أيام المدينة»

   
 
 
 
 

يواصل «آخر أيام المدينة»، إخراج تامر السعيد، نجاحه الدولى فى مهرجانات السينما، حيث فاز بالجائزة الكبرى لأحسن فيلم فى مهرجان أفلام القارات الثلاث، الذى عقد فى مدينة نانت الفرنسية، وهو من أعرق المهرجانات فى أوروبا والعالم، وكانت دورة هذا العام هى الثامنة والثلاثون.

كما فاز الفيلم، وهو الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه، فى نفس المهرجان بجائزة لجنة تحكيم الشباب. وبذلك وصل عدد الجوائز التى فاز بها إلى ست جوائز بعد جائزة «كاليجارى» فى مهرجان برلين الذى شهد العرض العالمى الأول فى فبراير الماضى، وجائزة أحسن إخراج فى مهرجان بوينس أيرس فى الأرجنتين، والجائزة الكبرى لأحسن فيلم فى مهرجان آفاق جديدة فى مدينة فروسلاف البولندية، وجائزة أحسن فيلم روائى طويل فى مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربى فى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويواصل الفيلم التسجيلى الطويل «أبداً لم نكن أطفالاً» إخراج محمود سليمان نجاحه الدولى منذ نهاية ٢٠١٥، حيث كان عرضه العالمى الأول فى مهرجان دبى، وفاز بالجائزة الكبرى، وأحدث الجوائز التى فاز بها الجائزة الكبرى فى مهرجان الأفلام الأفريقية فى فرنسا.

ومنذ عرضه العالمى الأول فى مهرجان لوكارنو فى سويسرا فى أغسطس الماضى، تتم دعوة «أخضر يابس» إخراج محمد حماد، وهو فيلمه الروائى الطويل الأول للعديد من المهرجانات، من مهرجان نامور لأفلام دول المنظمة الفرانكفونية، ومصر من أعضائها، إلى مهرجان بروكسل لأفلام دول البحر المتوسط، ومهرجان ستوكهولم الدولى، ومهرجان سنغافورة الدولى.

ومنذ عرضه العالمى الأول فى افتتاح برنامج «نظرة خاصة» فى مهرجان كان فى مايو الماضى، تتم دعوة «اشتباك» إخراج محمد دياب، وهو فيلمه الروائى الطويل الثانى، للعديد من المهرجانات، وأحدثها مهرجان تورينو الدولى الرابع والثلاثون فى إيطاليا حيث عرض خارج المسابقة، وحقق نجاحاً كبيراً بحضور هانى عادل الذى اشترك فى تمثيله.

وما يجمع بين هذه الأفلام الأربعة التى وضعت السينما المصرية على خريطة السينما العالمية عام ٢٠١٦ أنها كلها من الإنتاج المستقل، وتؤكد أن السينما المصرية المستقلة هى أهم ظاهرة شهدتها السينما المصرية منذ مطلع القرن الواحد والعشرين.

المصري اليوم في

06.12.2016

 
 

صور | أخر أيام المدينة يفوز بجائزة مهرجان "نانت"

بعد استبعاده من القاهرة السينمائي

بقلم -دعاء فوده

فاز فيلم "آخر ايام المدينة" بالجائزة الكبرى وجائزة لجنة تحكيم الشباب من مهرجان نانت الدولي الثامن والثلاثين .

كما فاز الفيلم الذي أخرجه تامر السعيد في نفس اليوم بجائزة أحسن فيلم روائي في مهرجان الفيلم العربي بسان فرانسيسكو.

يذكر أن فيلم "أخر أيام المدينة" كان مقرر أن يشارك في الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمنتهية منذ عدة أيام، ولكنه خرج من المسابقة الرسمية للمهرجان قبل بدايته بأيام قليلة.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

29.11.2016

 
 

فيلم "آخر أيام المدينة" يفوز بالجائزة الكبرى

بمهرجان DES 3 CONTINENTS

كتب أسماء مأمون

فاز الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" بالجائزة الكبرى وجائزة لجنة تحكيم الشباب لأحسن فيلم بمهرجان DES 3 CONTINENTS حسبما نشرت صفحة الفيلم على الفيس بوك، والتى أكدت خبر فوز الفيلم بجائزة أحسن فيلم روائى فى مهرجان الفيلم العربى بسان فرانسيسكو.

فيلم "آخر أيام المدينة" من إخراج تامر السعيد، وبطولة خالد عبد الله ومريم صالح وعلى صبحى وحنان يوسف وحيدر حلو وليلى سامى، من تأليف رشا سلطى وتامر السعيد، والفيلم تدور أحداثه فى عام 2009، داخل مدينة القاهرة العريقة، تبدأ حياة خالد المخرج الشاب الذى يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة، وما تحمله من أحلام فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته، والمرأة التى يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر، متذكرًا فى نفس الوقت أيام طفولته عندما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا، وسبق وشارك الفيلم فى مهرجان برلين السينمائى الدولى بدورته الأخيرة.

اليوم السابع المصرية في

29.11.2016

 
 

المنطاد الذهبي لفيلم "آخر أيام المدينة"

الجزيرة الوثائقية

في الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان نانت الدولي للقارات الثلاث تمكن "آخر ايام المدينة" للمخرج المصري تامر السعيد  من نيل جائزتين رئيستين، الأولى جائزة "المنطاد الذهبي" لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية، والثانية جائزة تمنحها لجنة خاصة مكونة من أعضاء شباب.

ويسرد المخرج في أول أفلامه الروائية الطويلة آخر أيام مدينة، مدينة يجول الاحتضار في أركانها... صوّر السعيد القاهرة الخانقة والمخنوقة عام 2008 قبل الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بنظام حسني مبارك. في فيلمه مخرج حائر أمام فيلم لاينتهي، تائه في شوراع القاهرة التي يحب، تعيس أمام فراش أمه المحتضرة، حزين لفراق حبيبة على وشك مغادرة البلد...في بحثه عن شقة جديدة في هذه المدينة العبثية، بحث عن الذات ومحاولات لفهم ما يحيط به... صور من القاهرة من بيروت من بغداد حيث أصدقاء له يزودونه بما يعكس عالم حولنا، عالم عربي ينهار ويتفكك..

لا يسعى العمل للإجابة بل هو يجيب على تساؤلات شخصياته المرة بتساؤلات أكثر مرارة.

وكانت تنافست في الفترة الواقعة بين 22- 29 نوفمبر في " نانت" مدينة كاتب الخيال العلمي جول فيرن، تسعة أفلام  اثنان من اليابان" بانكوك نايت" لكاتسويا توميتا و  و" ديستركشن بيبيز" لتيتسويا ماريكو وثلاثة أفلام من الصين "المال المر" لوانغ بينغ و "حياة بعد أخرى" لزانغ هاني و"الحجر القديم" لجوني ما ، وفيلم واحد من كل من أندونيسيا "العزلة" ليوسف آنجي نوين، وتركيا "أجنحة أبي" لكيفانج سيزار، والأرجنتين "شجرة الليمون الحقيقية" لغوستافو فونتان ومصر "آخر أيام المدينة".

الجزيرة الوثائقية في

01.12.2016

 
 

عن الفيلم والأم والألم والحرمان القاهريّ

نانت (فرنسا) - ندى الأزهري

مشهداً بعد آخر، يزداد وجع الروح ويتمكن شعور العجز... هذا الوجه المُعبّر في هذا الجو المغْبِر، كل هذه الحركة وهذا الضجيج في مدينة خارجة عن كل سيطرة... لمست روح القاهرة أرواحنا كما أراد لها، هو «صنيعتها»، الذي كان يتساءل يومياً فيما يخوض شوارعها: «كيف يمكن سرد مدينة في فيلم، تصوير روحها وليس صورها فحسب؟ كيف يمكن فيلماً أن يلتقط هذا الشعور الخاص والغامض والمعقد الذي ساد أجواء المدينة بين 2006 و2010، هذا الشيء المنتظر الذي يراد له أن يحدث وفي الآن ذاته ثمة خشية من حدوثه من تغييبه كل ما نحب؟».

«آخر أيام المدنية» للمخرج المصري تامر السعيد صورة حية لعالم في لحظة انهياره، لمدينة تنتظر حدثاً، تساؤلات ما قبل الثورة، لهذه اللحظات التي سبقتها. كل ما ومن في الفيلم حقيقي، بطله مخرج يحاول تحقيق فيلمه، أمه هي أم تامر المريضة والأصدقاء أصدقاؤه والشوارع هي تلك التي يعبرها كل يوم... لم نعرف ولم يكن يعرف أين ينتهي الفيلم وأين تبدأ حياته الحقيقية، أين الحقيقة من الخيال...

تامر السعيد فاز أخيراً بجائزتين عن «آخر أيام المدينة» في مهرجان نانت الدولي للقارات الثلاث، الجائزة الأولى جائزة المنطاد الذهبي والثانية جائزة خاصة تمنحها لجنة تحكيم من الشباب. إنه فيلم شاب بامتياز.

التقينا المخرج خلال وجوده في نانت قبل منحه الجائزة.

·        خالد عبدالله بطل الفيلم ممثل رائع، مغاير لأسلوب السينما المصرية في التمثيل حيث المبالغة في الاعتماد على تعابير الوجه، تكفي نظرة عينيه لفهم دواخله.

- هذا لظهور الأول له في فيلم مصري روائي طويل. مثّل في بريطانيا وفي هوليوود وفي فيلم «عداء الطائرة الورقية» لمارك فورستر عن رواية الأفغاني الأميركي خالد حسيني. كنت محظوظاً بكل فريق العمل في الفيلم، من دونه لم يكن ممكناً الوصول وبالتحديد مع خالد. لا أختار الممثل لقدراته التمثيلية، فحسب إنما كذلك لنوعية السينما التي يدافع عنها، أفكاره في الحياة ورؤيته الفكرية والجمالية والسينمائية لأن أسلوبي في الشغل في حاجة إلى شريك يضيف للشخصية ويغني الأفكار وهذا ما وجدته في خالد.

آفاق جديدة

·        فيلمك، تمثيلاً وأسلوب إخراج، يفتح آفاقاً جديدة في السينما المصرية.

- التمثيل هو للتعبير أكثر عما تخفيه الشخصية، والتوتر لا يأتي من الأداء المباشر بل من تكثيف المشاعر ومن دون تعبير مباشر بالوجه. ثمة تعقيد في الواقع حين نرغب في تبسيطه عبر الأداء لا يغدو الأمر قابلاً للتصديق. من البدء كنت أدرك أن الفيلم محاولة للتعبير عن شعور ما، كنت أحسه في المدينة قبل الثورة وعلى المستويات كافة المرتبطة بمدينة كبرى. فأي لغة سينمائية؟ أنا مهتم بالمنطقة التي هي بين الوثائقي والروائي، وشغلي هو إزالة الحدود بينهما، بين الحقيقة والخيال. كنت أعرف شكل الفيلم وليس كيفية صنعه ما سمح لي بالتجريب لغاية الوصول. لم يكن الأمر سهلاً من دون التوهان إنما مع دعم فريق العمل وصلنا إلى اللغة التي نريدها. كنت أرغب في أن تعبّر الصور عن تعقيد واقع المدينة من دون صراخ، أن تحدث الأشياء مصادفة أمام الكاميرا. هي يوميات بصرية، مسؤولية الفيلم التعبير بالصوت والصورة عن موقف من العالم. الفيلم الجيد هو الذي لا يمكن التعبير عنه بالسرد الحكائي والطريقة الوحيدة لتلقيه هي مشاهدته. ثمة تياران رئيسيان في صنع الأفلام: الأول الإجابة عن تساؤلات الواقع، والثاني طرح تساؤلات الواقع وهذا ما أحاوله وهو أكثر تواضعاً لأنني لا أمتلك الإجابة. أرغب في مشاركة الناس في ما أظنه أسئلة مهمة ومن حق كل شخص أن يجد إجابته، فالإجابات تغلق أفق الفيلم.

·        كيف كان التصوير يتم، وهل اتبعت السيناريو لكل مشهد؟

- لم أكن أفكر بتصوير المشهد قبل الذهاب إلى موقع التصوير، كان ثمة تصور له، لكنني خلال التصوير كنت أترك لأفكاري حرية التعبير، ما خلق ضغطاً كبيراً على الفريق! كانت هي الطريقة ليجد الفيلم أسلوبه. كنت أصور كل مشهد من زاوية واحدة، أي لا قفزاً بالكاميرا، بالتالي كان السؤال الرئيسي هو مكان وضع الكاميرا. أيضاً واجهتنا صعوبات في المونتاج لخلق لغة للفيلم، الأسئلة الجمالية هي التي تهمني. كانت محاولة البطل للإمساك بروح المدينة موازية لمحاولة صنع الفيلم ومن خلاله كنت أعكس كل تساؤلات البطل التي هي ذاتها تساؤلاتي أثناء التصوير. أردت إزالة هذه الحدود لأعبر عن حيرة البطل التي هي حيرة صانع الفيلم.

عالم يتغير بقسوة

·        فيلمك ثوري في الشكل وفي المضمون كذلك. صور عن عالم عربي ينهار بدءاً من القاهرة مروراً ببيروت وبغداد... ما هو دور السينما في عالم كهذا؟

- سؤال رائع! الفيلم عن إحساسي بعالم يتغير بقسوة، لا سيما في بلاد مثل بلادنا حيث الوعي ضئيل بقيمة التاريخ وبضرورة الحفاظ على المكونات الثقافية للمجتمع. تحولات المدن لدينا أسرع منها لدى بلاد أخرى. وعموماً إيقاع التحولات في العشرين سنة الأخيرة هائل، وتواجه العالم أسئلة من نوع كيف نكمل؟ ثمة تراجع في قيم العدالة والمساواة واحترام الآخر، والغرب اليوم يعود إلى العنصرية مثلاً... لذا، فإن سؤالك له أهمية كبرى. ما دورنا حين نمسك الكاميرا؟ السؤال الأساسي وهو سؤالي اليومي لماذا أريد صنع أفلام؟ الفيلم الجيد يأتي من ضرورة قصوى، رغبة ملحة، إحساس أنه لا يمكن العيش من دون تحقيقه، والفيلم المثالي هو الذي يصنعه صاحبه بديلاً من الانتحار! السينما هي وسيلتي لأفهم علاقتي بالمحيط. أعيش في القاهرة وأرى العالم ينهار من حولي ويختفي، وأشعر بمسؤولية أن تكون هناك شهادة على هذه اللحظة. بعد سنين لن نكون هنا، وأتمنى حين يشاهد أحد الفيلم أن يدرك ما كان موجوداً، ولم يكن حينذاك واضحاً، في هذه اللحظة.

·        ثمة أفلام عدة اليوم عن هذه اللحظات.

- ثمة صراع على السرد، النظر إلى ما حصل في بلادنا في السنوات الفائتة وسرده. كل طرف يرغب في أن تكون روايته للربيع العربي هي التاريخية. إنما أي منها سيعيش؟ الفيلم هو رغبة في قصّ مخالف عن السائد لهذه المرحلة، لأن الواقع متعدد ومعقد ولا ينفع اختزاله في سرد واحد. مسؤولية السينما أن تكون قادرة على التشكيك في السائد وطرح سرديات متعددة.

·        الجميع يحتضر في الفيلم والغد مشوش لجميع أبطال الفيلم وأولهم القاهرة.

- المدن لا تنتهي هي تمر بظروف. الفيلم شهادة على لحظة انتظار أو توق لتغيير. والمشاعر مختلطة تجاه ما سينهي هذا الوضع المؤلم ويبشر بميلاد جديد، إنما ثمة خشية من أنه قد يأكل الأخضر واليابس ويغيّب حتى الأشياء الصغيرة التي نحبها. لكن، ليس في مقدورنا تجنب عواقب التغيير وله ثمن يجب دفعه، ثمن كبير سيدفع للوصول إلى تغيير حقيقي. أنا في الحقيقة متفائل جداً!

·        قد تكون الوحيد! يدهشني هذا لمن صنع فيلماً كفيلمك!

- بحكم عملي أقابل الأجيال الجديدة التي يتشكل وعيها وألحظ الفرق بينها وبين أجيالنا. لديها غضب وتساؤلات كثيرة حول الواقع. ألتقي بأناس يعيشون في محافظات لا يوجد فيها دور عروض ولكن وعيهم السينمائي أرقى من وعيي وعمرهم نصف عمري! ثمة من يحارب من أجل المعرفة ضمن هذه الظروف. هذه معجزة! أنا مؤمن أن الغد لنا شاؤوا أم أبوا! لا توجد لحظة انتصار للثورة. إنها مسألة تراكم وعمل مستمر وهذا الذي سيخلق وضعاً أفضل وإيماني قوي بالمبادرات الصغيرة. دورنا كسينمائيين وفنانين ومثقفين في كل عصر أن نشكل العقلية النقدية ونشجع على وجودها وبالتالي لن نكون أصدقاء لأي دولة. حتى لو حكمت الثورة فلن يعني هذا أن نتحول مروجين للنظام. دورنا أن نشير إلى الخطأ.

«حكايتي مع مهرجان القاهرة»

·        على ذكر الإشارة إلى الخطأ، نريد سماع روايتك عما حدث مع مهرجان القاهرة وأسباب رفض مشاركة فيلمك فيه.

- بعد عرض الفيلم في افتتاح مهرجان برلين، توالت عليّ العروض للمشاركة في كثير من المهرجانات العربية والأجنبية، باستثناء القاهرة، مع أنها أنسب مكان لعرض فيلمي الذي يعبر عن تلك المدينة. أجّلت قبول العروض العربية انتظاراً لموقف منه. اتصل بي طارق الشناوي في آب (أغسطس) للسؤال عن أي ارتباط عربي للفيلم قبل القاهرة وأبدى رغبة المهرجان في عرض الفيلم في المسابقة الدولية. ثم أُبلغت من د. ماجدة واصف وأ. يوسف رزق الله أنه سيكون في المسابقة الدولية وطلبا مني الاعتذار من قرطاج ليكون للقاهرة العرض الأول. وأخبرتهم أنني سأعتذر من مهرجانات عربية عدة طلبت العرض الأول وهذا ما فعلته. باركوا لي على نجاح الفيلم في المهرجانات الدولية ونيله الجوائز ولم يطلبوا أية شروط أخرى تتعلق بمشاركات الفيلم الدولية قبل إتمام الاتفاق. نهاية أيلول (سبتمبر) فرضوا شرطاً جديداً وهو الامتناع عن عرض الفيلم في أي مهرجان دولي قبل القاهرة وهو شرط يعلمون أنه مستحيل، لا سيما بعد إتمام الاتفاق الأول! لم أكن لأستطيع الاعتذار من 13 مهرجاناً دعت الفيلم قبل القاهرة بشهور عدة، ثم فوجئت.

·        قيل أنهم عرضوا عليك المشاركة في تظاهرت موازية ورفضت!

- لم يُستبعد فيلمي من المسابقة فقط، بل من كل الأقسام الأخرى ولم يعرض عليّ أي شيء من قبل المهرجان. بل رفض المهرجان الاستجابة لمطالبات أكثر من 1200 سينمائي من جميع أنحاء العالم لعرض الفيلم.

·        وما تفسيرك لما حدث؟ هل ثمة ضغوط سياسية أدت إلى اتخاذهم هذا الموقف الغريب؟

- ليست لدي أي دليل على ضغوط مورست على إدارة المهرجان. لكن طارق الشناوي كتب مقالة بهذا المعنى. وحين يأتي ذلك من شخص مقرب من المهرجان، فطبيعي أن تكون هناك تساؤلات.

·        ماذا ينتظر الفيلم الآن؟ هل سيعرض في مصر؟

- الفيلم أمام الرقابة وننتظر القرار. ستكون هناك صعوبة كبيرة لعرضه في دور عرض عدة، فعددها محدود جداً بالنسبة لكمية الإنتاج. إضافة إلى أنني لست جزءاً من منظومة التيار السائد وليس لدى فيلمي مقومات الفيلم الجماهيري. كنا نأمل بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة لمساعدته في التسويق داخلياً.

... حكاية أمّ

·        الفيلم يزيل الحدود بين الخاص والعام وقد أثارت مشاهد الأم، أمك، المحتضرة في الواقع وفي الفيلم مشاعر عدة...

- (بتأثر) هذا موضوع شديد الحساسية. في تصوري الأول، كنت أود الحديث عن أرق الشخصية الرئيسية وقلقها حيث يتداخل الخاص بالعام. انتقاد البعض ذلك يأتي في مصلحة الفيلم، فرؤيتنا للواقع مرتبطة بحياتنا الشخصية وبالوضع العام الذي نعيشه. مثلاً قصة الحب في الفيلم كنت حريصاً على عدم سرد تفاصيلها لأن الأهم هو السؤال الذي تطرحه: هل يمكن الحب أن يعيش وسط كل هذا الانهيار وضغط المدينة الذي لا يسمح له بالعيش؟

كانت الأم موجودة في تصوري الأولي لتحكي عن الجزء المهم في تكوين الشخصية الرئيسية والمرتبط أيضاً بعقدة غياب الأخت والأب. لم تكن مريضة، لكنها مرضت بعد بدء التصوير. كان رد فعلي الأولي ألا أدخلها في الفيلم. كنت أحس بضغط الوقت وأريد لأمي أن ترى الفيلم قبل أن تغادر وكنت أحس أنني في سباق مع المرض تصاحبه صعوبة صنع فيلم عن مكوّن أساسي أواجهه في حياتي الشخصية ألا وهو التهديد بالفقد.

طبيبة أمي شجعتني لأنها كانت في رأيها محتاجة في هذه اللحظة إلى أن تشعر بأن لديها القدرة على العطاء، وأنها جزء من مشروع ابنها. من ناحية أخرى كانت قصة أختي محرمة في العائلة وقد أزال والداي كل أثر لوجودها في ليلة وضحاها بعد حادث مصرعها. كانت تلك طريقتهما لتجاوز الأزمة وربما ظنّا أنهما يحميانني وإخوتي. كبرت وأنا لا أعرف ما إذا كانت لي يوماً أخت أو أنها من صنع خيالي وخلق لي ذلك شعوراً فظيعاً بالوحدة. وكنت أشعر بأن أمي لديها رغبة في كسر هذا التابو قبل أن تموت. كنت أصور الأشياء التي أحبها كي لا تختفي ولا تغادرني ولهذا أحببت السينما ربما. أمام إحساسي بقرب النهاية، كنت أريد أن يبقى شيء منها يعيش إلى الأبد! كانت تجربة حميمية استثنائية بين أم وابنه. للأسف! خسرت السباق مع الزمن وماتت أمي وكانت لدي شكوك فظيعة لاستخدام المشاهد غير أن كثيرين أخبروني أنه أفضل ما يمكن أن أهديها. وهذا ما عنيته عن الضرورة الملحة التي تدفعك إلى عمل فيلم.

الحياة اللندنية في

16.12.2016

 
 

نادي السينما

تكتبه هذا الاسبوع حسناء رجب*

تقدير الإبداع.. خارج الحدود

لا شك أن الأحداث التي شهدها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد أسهمت في إظهار بعض الحقائق. خاصة حرمان فيلم آخر أيام المدينة من المشاركة في المهرجان.. الآن سوف يثور بعض الناس ويقول إن هذا الكلام لا ارتباط له بما جري في الواقع. وأنه مفهوم سطحي لما جري من سوء النية أو ما شابه. ورب قائل إن العقل الجمعي والفردي ايضا في مصر صار يواجه في الفترة الأخيرة حالة مريرة من انعدام الفهم وفقدان القدرة علي الادراك والتقييم بل ما يسمي "عمي الألوان" وهو ما يقود بالضرورة إلي تهكم البعض كأن نقول لبعضنا البعض بالعامية "مفيش فايدة".. "هو لسه فيه فن في مصر".. إلي آخر هذه التعبيرات وأمثالها.. 

نعم هناك الكثير من الدلائل والشواهد التي تؤكد أن القائمين علي المهرجانات السينمائية غير قادرين علي تحقيق المستوي المشرف الذي يدفع بالسينما المصرية الي التقدير والنجاح. فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد يحصل علي الجائزة الكبري في مهرجان نانت للقارات الثلاث بفرنسا ويذكر اسمه في مناسبات كثيرة وأنه لا مجال للجدال حول نجاحه الباهر إذا ما اجتمع رأي الجمهور والنقاد علي ذلك .. 

ما خطورة ذلك؟.. هذا سؤال ساذج. والاجابة عليه بحقيقة واحدة يعلمها كل إنسان وناقد وفنان في مصر. هي أن كل مبدع سيمضي قدما يحمل شعار مصر في المهرجانات علي مرأي ومسمع من الجميع. رغم انشغال المسئولين وانهماكهم في أمور لا تمت للمهرجانات بصلة. أو تعرض باصرار أفلام أقل قيمة وعلي حساب أفلام أخري أكثر رؤية وعمقا .هذا يفسر الصورة المثلي لوصف المرحلة والروح السارية الأقل نضجا المرتبطة بالترشيح والتي تلعب دورا ملموسا في طمس ابداع من يستحق. 

وبعدما تخرج مصر من شعبها أفضل ما فيها من مخرجين وفنانين وعلماء باعتبارهم وقود الفن وخيرة شباب مصر الذين رفعوا رأسها بالخارج. وربما تتخذ ما تراه ملائما من تدابير تناسبها. لكي تعتذر عما بدر عن طريق الخطأ. 

من دون الخوض في مناقشة "الأقوال والأفعال". فالنتيجة النهائية للأمر واحدة.. لا مناص من الإقرار بأننا نحن المصريون لا نعيش في العالم وحدنا. وأن خارج الحدود لا توجد مصالح تشوش الرؤي وتمنع تحقيق الفوز. والنجاح سيكون ساحقا والمستقبل أيضا ..وهذه الأمور تستوجب الاهتمام.. وعدم الاهمال والتقاعس عن النظر فيها لأنها ستكون مؤثرة بالطبع علي تاريخ الفن المصري.. ثم يصل بالقائمين علي الأمر غايته حين يصفون أنفسهم بأنهم "أهل للفن وحفظه" وبهذا يبقي للمخرج الشاب تامر السعيد حق اتخاذ الموقف الذي يراه صوابا في مقبل الأيام. دون أن تقام عليه أية حجة.. فلقد بح صوت النقاد والمهتمين عن مصير الفيلم الذي حرمنا نحن المصريين رؤيته في بلادنا وأشرقت شمسه خارج الحدود وملأت الأنحاء نورا. 

*كاتبة وناقدة فنية 

الجمهورية المصرية في

21.12.2016

 
 

عن فيلم تامر السعيد الممنوع "أخر أيام المدينة"،

وتفجير الكنيسة

باسل رمسيس

إتفرجت إمبارح في مهرجان هافانا علي الفيلم المصري "أخر أيام المدينة" اللي إتاخد قرار "سياسي" بمنعه من العرض في مهرجان القاهرة اللي فات. تامر طلب مني أني أقدم الفيلم بداله عشان هو مش حاضر، وسابلي حرية أني أقول اللي أنا عايزه. إتكلمت عن فريق الفيلم وعن أن بقالهم سنين بيشتغلوا بصبر علي الفيلم ده، وعن أن السطلة في مصر بتحاول تمنع وصوله لجمهوره الطبيعي، وعن السينمائيين والفنانين المصريين اللي إتقابلنا في ميدان التحرير من ٦ سنين عشان نشارك شعبنا نضاله للحرية والعدالة والحياة الأفضل، وانتهزت الفرصة ووجهت تحية للسينمائيين الكوبيين اللي رفضوا منع فيلم كوبي في نفس التوقيت، وبيناضلوا للدفاع عن مكاسب شعبهم خلال ٦٠ سنة ضد غزو المال، وكمان بيناضلوا عشان الحرية وقانون جديد للسينما.

القاعة الكبيرة اللي كانت زحمة رغم أن العرض كان الساعة عشرة ونص بالليل والفيلم طوله ساعتين تقريبا - سقفت ورحبت بالكلام. وبدأ الفيلم.

أحب أقولكم أن الفيلم روعة، وهايكون علامة فارقة في تاريخ السينما بتاعتنا، ويستحق أننا نتحرك ونناضل عشان جمهوره الأساسي، اللي هو المصريين، يقدروا يشوفوه. بكيت مرتين خلال الفيلم، ودي حاجة ماحصلتش من وقت طويل. بكيت لأنه وجعني، ومش عايز أحكي تفاصيل عشان ما أحرقهوش.

لما خرجنا من القاعة الناس كانت بتيجي تباركللي وهم عارفين أن الفيلم مش بتاعي، وماشاركتش بأي شكل في أنه يتعمل. رديت علي واحد منهم بجملة "للأسف مش أنا مخرج الفيلم". فرد عليا باللي كنت فعلا حاسه.. قاللي "بس هو بتاعك وبتاعكم في النهاية". وكان عنده حق، وده اللي يفسر إحساسي بالفخر وأنا بتفرج عالفيلم. ومع مجموعة صحاب فضلنا نتمشي في الشوارع لحد الساعة إتنين ونص بالليل وإحنا بنتكلم عنه.

لما حصل تفجير الكنيسة من كام يوم ماعملتش أي تعليق، لأني هنا في كوبا بعيد عن الأخبار والتفاصيل، وكمان حسيت أن معنديش حاجة أقولها. دلوقتي عندي، لأن فيلم تامر بيشتغل علي القاهرة كبطلة، وبيحاول يدور علي مصيرها في بيروت وبغداد. بيشتغل بشكل رقيق وشاعري علي العنف اللي بيحيط بينا، وعلي ممكن يودينا لفين، وإزاي مدينتنا/مجتمعنا بينهاروا علي مستويات كتيرة. منع الفيلم ده من العرض، ومنع الثقافة والفن اللي بجد من الوصول لناسنا، هو اللي بيسيب مساحات للدينيين والسفاحين. والسفاحين موجودين في صفوف السلطة والجماعات الإسلامية.

بشكل أو بآخر كتير مننا عبارة عن تنويعات من "خالد"، بطل الفيلم، اللي ممكن تشوفه عاجز، لكنه بيغضب وبيفتح الشبابيك وبيقطع ملصقات الدينيين الملزوقة علي الحيطان.. وفي ودانه هتاف "يسقط حكم العسكر" اللي بيتردد في الشارع.

تحية لتامر السعيد وفريق الفيلم، وتحية لكل المصريين اللي بيواجهوا وبيرفضوا السلطة الحاكمة، وكل السلطات الدينية.

الـ FaceBook في

16.12.2016

 
 

«حاصد الجوائز» المخرج تامر السعيد:

«آخر أيام المدينة» ليس عن ثورة 25 يناير

نانسي عطية

جائزة «منتدى السينما الجديدة» لأحسن فيلم في مهرجان برلين في دورته الـ 66 ليست أهم الجوائز التي نالها «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد، فالفيلم يواصل طريقه في حصد الجوائز الدولية وأبرزها «الجائزة الكبرى» من مهرجان «نانت للقارات الثلاث» في باريس، كذلك يشارك في عدد من المهرجانات الدولية، وكأن القدر يعوض مخرجه عن استبعاده من المشاركة في «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الأخيرة. عن الفيلم وإنجازاته ومشاكله والمعوقات التي واجهها، كان هذا الحوار مع مخرجه.

·        صاحب استبعاد فيلمك «آخر أيام المدينة» من مهرجان القاهرة الدولي السينمائي لغط كثير. ما هي الأسباب الحقيقية؟

أجهل الأسباب الحقيقية لاستبعاده، رغم احتفاء كل من رئيسة المهرجان ماجدة واصف والمشرف الفني للمهرجان يوسف شريف رزق الله به، وتأكيد الناقد السينمائي طارق الشناوي لي بأن المهرجان يرغب فعلاً في عرض الفيلم. وعليه، اتفقنا على تعليق مشاركته في أي مهرجان دولي إلى أن يُعرض في القاهرة، رغم أن «أكسفورد» و«نيكارغوا» رشحاه للعرض. بعدها فوجئت ومن دون سابق إنذار برسالة على بريدي الإلكتروني من إدارة المهرجان تفيد باستبعاد الفيلم نظراً إلى مشاركته في مهرجانات عدة، فكان السؤال الذي أبحث عن جوابه: إذا كان العمل شارك في أكثر من 19 مهرجاناً دولياً، فلماذا طلبتم مني عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي؟

·        تردّد أن سبب الاستبعاد أنك كمخرج لم تعرض الفيلم على الرقابة. ما تعليقك؟

شخصياً، لم أصرح بأن الفيلم مُنع لأسباب رقابية، ولا أعرف مصدر تلك المعلومة، فضلاً عن أن الرقابة مسؤولة عن الترخيص في حالة عرض العمل العام، أي مقابل أموال، ولا قانون يلزم أن يعرض الفيلم عليها قبل مشاركته في أي مهرجان. المؤكد أن ثمة تعنتاً من إدارة المهرجان ضده، خصوصاً أن عدداً كبيراً من النقاد السينمائيين طالبوا بعرضه، حتى ولو خارج المسابقة، لكن أحداً لم يستجب لهم.

·        كذلك تحدث البعض عن استبعاد الفيلم لارتباطه بثورة 25 يناير بشكل أو آخر. هل هذا الأمر صحيح؟

أولاً، تدور الأحداث في عام 2009، أي قبل الثورة بعامين، وتمزج بين الغربة وبين صراخ القاهرة المكتظة دائماً بالبشر، وسط انعدام الرؤية لحل مشاكلها. ثانياً، نعم يحمل الفيلم إسقاطات سياسية وهو أمر طبيعي، فالسياسة متوغلة في يومنا بشكل دوري، ولكنه لم يتطرق إلى ثورة 25 يناير.

مشاركات عالمية

·        هل فعلاً انتظر القيمون على مهرجان برلين إنجازك تصوير الفيلم ليشارك في المهرجان؟

صوّرت نسخة من الفيلم في 2015 وعرضتها على إدارة مهرجان برلين، ولكني شعرت بأن في إمكاني صناعة نسخة أفضل، لذلك اعتذرت عن عدم المشاركة، وأكّدت أنني سأعمل مجدداً على المشروع. فعلاً، انتهيت من النسخة الجديدة تزامناً مع بداية المهرجان، فشاركت في قسم «منتدى السينما الجديدة»، وحصد الفيلم جائزته.

·        ما أبرز المهرجانات التي شارك فيها الفيلم وأهم الجوائز الذي حصدها؟

تنقّل الفيلم بين أكثر من 25 دولة، وشارك في مهرجانات عدة، وآخر الجوائز التي حصدها كانت في «نانت للقارات الثلاث» الثامن والثلاثين بفرنسا، الأولى جائزة المنطاد الذهبي، والثانية الجائزة الكبرى الخاصة بلجنة تحكيم الشباب لأحسن فيلم. كذلك نال الشهر الماضي جائزة أحسن فيلم روائي في «الفيلم العربي» بسان فرانسيسكو، وحصد جائزة أفضل مخرج في «بافيسي الدولي» (في بوينس إيريس)، وهو أحد أهم مهرجانات أميركا اللاتينية، كذلك شارك خلال العامين الماضيين في مهرجانات مختلفة حول العالم أبرزهاNew Directors & New Films: بنيويورك، وIndielisboa في البرتغال، على أن تستمر رحلة عرض الفيلم إلى ما يقرب من 60 مهرجاناً على مستوى العالم.

·        ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟

تمثلت أكبر صعوبة في رغبتي في فيلم مختلف، وهو تحدٍ كبير، لا سيما في بيئة تغيب فيها آليات دعم صناعة الأفلام، وذلك يعوق أي عمل سينمائي ويرهق أصحابه. أما مشروعي تحديداً فواجهتني صعوبة في اختيار طاقم العمل، ما استلزم وقتاً طويلاً في إنجازه.

·        أنت مخرج شاب، كيف استطعت إنتاج فيلمك وهل اعتمدت على التمويلات؟

بالنسبة إلى الإنتاج، كنت أتخيل سابقاً أن الفيلم الذي يحصل على تمويل لصناعته يبقى مهماً وقوياً. إلا أنني اكتشفت أنها «معاناة». بالنسبة إلى «آخر أيام المدينة»، ساعدني في إنتاجه زميلي الفنان خالد عبد الله، وهو أحد أفراد طاقم التمثيل، إلى جانب شركة «زيرو برودكشن»، بالتعاون مع «صاني لاند فيلم».

·        هل لديك مشاريع سينمائية مقبلة؟

نعم. أتعلم الموسيقى لرغبتي في صناعة فيلم يتحدث عنها، ولكن تفاصيله لم تحدد بشكل كامل بعد.

الروتين والاحتكار يقضيان على صناعة السينما

كيف ينظر المخرج تامر السعيد إلى مشكلة صناعة السينما في مصر، خصوصاً ما يتعلق بالشباب والمخرجين من جيله؟ يقول في هذا المجال: «للأسف، أنا لست شاباً، مقارنة بمخرجي أوروبا الذين يبدأون في سن أصغر بالتأكيد فيما تجاوزت الأربعين عاماً، وهي أزمة المخرجين العرب عموماً».

يتابع: «كي يقدّم المخرج في بلادنا فيلماً سينمائياً عليه أن يقتص من عمره سنوات طويلة، ذلك بسبب الروتين والبيروقراطية المتوغلة لدينا، خصوصاً في مصر. كذلك يتسبب الاحتكار باقتصار هذه الصناعة على أفراد محددين، فيما يُستبعد أصحاب الأفكار الجديدة التي تسعى إلى الخروج من الصندوق».

لا أعرف الأسباب الحقيقية لاستبعاد «آخر أيام المدينة» من مهرجان القاهرة

الجريدة الكويتية في

23.12.2016

 
 

«علي معزة وإبراهيم» و«آخر أيام المدينة» يمثلان مصر في مهرجان شرم الشيخ

كتبعلوي أبو العلا

أعلن الناقد والمخرج أحمد حسونة، المدير الفني لمهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، الذي سيقام في الفترة من 5 إلى 11 مارس المقبل، برئاسة الكاتب الصحفى جمال زايدة، عن اختيار «علي معزة وإبراهيم» إخراج شريف البنداري في تجربته الروائية الأولى، و«آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد ليمثلا مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان.

وتعتبر هذه المشاركة هي الأولى لـ«على معزة وإبراهيم» في مصر، بعد مشاركته العام الماضي في مهرجان دبي السينمائي، وحصول على صبحي بطل الفيلم على جائزة «المهر الطويل أفضل ممثل»، كما شارك في الدورة الـ19 من سوق «موعد مع السينما» الفرنسية خلال شهر يناير، ونال أيضا 3 جوائز خلال مشاركته في ورشة فاينال كات فينسيا ضمن فعاليات مهرجان فينسيا السينمائي الدولي.

الفيلم من تأليف أحمد عامر عن قصة سينمائية لإبراهيم البطوط، وبطولة على صبحي، أحمد مجدي، ناهد السباعي، وسلوى محمد علي ومقرر عرضه جماهيريا في مارس المقبل، حيث يتناول قصة حب عجيبة يعيشها الشاب على في إحدى المناطق الشعبية المهمشة، حيث ينطلق في رحلة بأنحاء مصر بتوصية من معالج روحاني بصحبة إبراهيم الذي يصل لحافة الجنون بسبب أصوات غريبة لا يسمعها غيره، ليكتشف الاثنان، وأهل المنطقة كلها، المغزى الحقيقي لكل ما مر بهما من أحداث غريبة.

أما فيلم «آخر أيام المدينة» فحصل على الجائزة الكبرى لأحسن فيلم في مهرجان أفلام القارات الثلاث الذي عقد بمدينة «نانت الفرنسية»، كما فاز في نفس المهرجان بجائزة لجنة تحكيم الشباب ليصل عدد الجوائز التي فاز بها إلى ست جوائز بعد حصوله على جائزة «كاليجاري» في مهرجان برلين، الذي شهد العرض العالمى الأول في فبراير الماضي، وأحسن إخراج في مهرجان بوينس أيرس في الأرجنتين، والجائزة الكبرى لأحسن فيلم في مهرجان آفاق جديدة في مدينة فروسلاف البولندية، وأحسن فيلم روائى طويل في مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربى في الولايات المتحدة الأمريكية.

الفيلم بطولة خالد عبدالله ومريم صالح وعلي صبحى وحنان يوسف وحيدر حلو وليلى سامي، من تأليف رشا سلطى وتامر السعيد، وتدور أحداثه في عام 2009 داخل مدينة القاهرة.

من جانبه، أكد جمال زايدة، رئيس المهرجان، حرصه على تقديم الأفلام المصرية الحديثة المتميزة لإتاحة الفرصة أمام الضيوف العرب والأجانب على متابعة السينما المصرية وإنتاجها الحديث، بالإضافة إلى الاطلاع على إسهامات مصر في تاريخ السينما.

المصري اليوم في

12.02.2017

 
 

انتصار دردير تكتب: أسباب خروج «آخر أيام المدينة» والجيت الذهبي ينتظر الفيلم الفائز في «شرم الشيخ السينمائي»

انتصار دردير

أعلن جمال زايدة رئيس مؤسسة نون الثقافية التي تنظم مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية أن المهرجان يبدأ دورته الأولي بعد أن قدمت المؤسسة أربع دورات في الأقصر ورأت أن مدينة شرم الشيخ لها خصوصيتها التي تختلف عن الأقصر، مشيرا الي إستحقاق شرم الشيخ لمهرجان سينمائي دولي كبير علي غرار المهرجانات الكبري مثل كان وفينسيا.

ودعا زايدة في بداية المؤتمر الصحفي للإعلان عن فعاليات المهرجان الي الوقوف دقيقة حداد علي روح المخرج الكبير محمد القليوبي مؤسس المهرجان الذي رحل قبل أيام، مؤكدا أن رسالة المخرج الراحل في السينما سوف تستمر نبراسا للمهرجان الذي يهدي هذه الدورة لروحه ويقيم ندوة عنه يشارك فيها عدد كبير من السينمائيين، كما يعرض له فيلمين خلال المهرجان هما «البحر بيضحك ليه» والفيلم التسجيلي «محمد بيومي».

وأشار أحمد حسونة المدير الفني للمهرجان انه تم اختيار النجمة نبيلة عبيد ضيف شرف هذه الدورة وسيتم تكريمها وإقامة ندوة مهمة عن مشوارها السينمائي ويعرض لها فيلمي «الراقصة والسياسي»، «ولايزال التحقيق مستمرا» وانها كانت ترغب في عرض فيلم «توت توت» لكن تعذر ذلك لضرورة ترجمة الفيلم للضيوف الأجانب، كما سيتم تكريم المخرج التشيكي ليري فينزل الذي يعد واحدا من أهم مخرجي الستينات وقد حصل فيلمه «تحت حراسة مشددة» علي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي ويرأس المخرج التشيكي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، بينما يرأس المخرج المصري سعد هنداوي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة.

واكد حسونة مشاركة 11 فيلما في مسابقة الأفلام الطويلة مابين روائي وتسجيلي من بينها الفيلم الفرنسيفرانس اخراج فرانسوا اوزون والذي يعرض في الافتتاح، الجزائريمازلت أختبأ لأدخن اخراج ريحانة، الفيلم البلغاري جلوري، التونسيغدوة حي اخراج لطفي عاشور، الفنلندياسعد يوم في حياتي، وعلي معزة وابراهيم من مصر اخراج شريف البنداري، ومن لبنان الفيلم التسجيلي الطويلياعمري اخراج هادي زكاك، والفيلم الروسيجلوري، بينما يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة 17 فيلما من بينهااسبوع ويومان لياسمين رئيس، والبغبغان لهند صبري.

وحول مشاركة فيلم آخر ايام المدينة لتامر السعيد، قال المدير الفني للمهرجان كان هناك اتفاقا بيننا وبين الشركة المنتجة لم يتحقق، وبالتالي لن يعرض الفيلم في المهرجان.

وكان المؤتمر الصحفي قد عقد بفندق شتايجنبرجر الجديد المطل علي المتحف المصري بالتحرير وحضرته النجمة نبيلة عبيد التي عبرت عن سعادتها بتكريمها واختيارها كضيف شرف الدورة الأولي بمهرجان شرم الشيخ، وقالت ان المهرجان يمثل خطوة مهمة لاستعادة السياحة في هذه المدينة التي تتمتع بمكانة كبيرة في امكاناتها السياحية، كما اكد اللواء عبد الفتاح حلمي مستشار محافظ جنوب سيناء ان المحافظة تسعي ليكون المهرجان نقطة تحول هامة لها خاصة وهو يواكب انعقاده العيد القومي للمحافظة في 19 مارس وانها ستقدم كافة الدعم لانجاحه ليكون مهرجانا سنويا بارزا.

وتحدث الناقد يوسف شريف رزق الله قائلا: ان المهرجان جري الاعداد له في ظروف صعبة في ظل مرض ووفاة المخرج محمد القليوبي، وانه لم يكن لينطلق دون دعم كافة الجهات التي ساهمت في اقامته، ووجه وديد شكري الشكر لوزارات الثقافة والسياحة ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة علي دعمهم للمهرجان وقال ان المهرجان يمنح جائزة الجيت الذهبي والفضي والبرونزي التي ترمز  لاحد الرموز الفرعونية وتمثل الابدية والخلود، واكد المنتج محمد العدل عضو اللجنة العليا للمهرجانات انه يتمني ان يقام في كل مدينة مهرجان وان نشر الفنون يقلل فرص الارهاب، وتحدثت الاعلامية بوسي شلبي مؤكدة ان شرم الشيخ يجب ان تستفيد من المهرجان وتحقق ترويجا سياحيا اكبر والمهرجان يستفيد من خلال وجود مؤسسات لرجال اعمال تساهم في دعمه مما يعود عليها بالنفع أيضا، واشار وديد شكري المدير التنفيذي للمهرجان الي صعوبة الحصول علي دعم وانه يمثل ثقافة غائبة عن مجتمعاتنا وان وزارة المالية تعتقد ان دعمها للمهرجان يعد دعما من أجل الترفيه،

وحول افيش المهرجان الذي خلا من اي اشارة لكونه مهرجان سينمائي قال جمال زايدة ان الافيش صممه د. ناجي شاكر وان أفيشات المهرجانات السينمائية في العالم تخلت عن الشريط السينمائي ولم يعد ملازما له بل يعبر عن تصور يتيح اطلاق العنان للخيال.

حضر المؤتمر من رؤساء المهرجانات الأمير اباظة رئيس مهرجان الاسكندرية وسيد فؤاد رئيس مهرجان الاقصر للسينما الافريقية، كما شهده عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين.

يذكر أن إدارة المهرجان التي اعتادت اختيار شخصية بارزة  لتكون رئيس شرف، اختارت الكاتبة نوال السعداوي لتكون رئيس شرف الدورة المقبلة التي تعقد خلال الفترة من 5 الي 11 مارس، وذلك لجهودها في مناصرة قضايا المرأة، فضلا عن أن 2107 هو عام المرأة.

سينماتوغراف في

17.02.2017

 
 

مخرج «آخر أيام المدينة» يكشف أسباب انسحابه من مهرجان شرم الشيخ

كتبت- رانيا يوسف

أوضح المخرج تامر السعيد، أن إدارة مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، وجهت الدعوة لفيلم «آخر أيام المدينة» للمشاركة في المسابقة الدولية بتاريخ 5 فبراير 20177.

وأشار المخرج في بيان له أنه «قبل الدعوة لكن كان شرطه الوحيد حق العرض الأول في مصر»، مؤكدًا أن إدارةالمهرجان أرسلت إليه رسائل بالبريد الإلكتروني تطلب إرفاق تصريح الرقابة للفيلم قبل موعد المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان برنامج المهرجان.

وتابع السعيد: «كان جوابنا أن التصريح لم يصدر بعد وأننا لا نتوقع صدوره قبل الأسبوع القادم وإننا نتفهم موقفهم إذا كانوا يرغبون في سحب الدعوة بسبب ذلك، غير أننا فوجئنا بتصريح منسوب للمدير الفني للمهرجان منشور على احد المواقع يعلق فيه خلال المؤتمر الصحفي على عدم مشاركة الفيلم فيالمهرجان، جاء فيه «وضعنا عددًا من الشروط لعرض الفيلم، لكن الجهة المنتجة لم تنفذها حتى وقت إقامة المؤتمر، لذلك قررنا عدم عرضه والشركة المنتجة تفهمت ذلك».

ويضيف مخرج الفيلم: «هذا التصريح يخالف واقع ما حدث، العرف في العالم أن المهرجانات تعرض فيها الأفلام دون رقابة وقد تفهمنا أن مهرجان شرم الشيخ لا يريد عرض الفيلم بدون موافقة الرقابة، لكن لا نفهم لماذا لم تطرح هذه النقطة قبل توجيه الدعوة للفيلم، ولماذا لا يعلن المهرجان أن ذلك هو السبب الحقيقي  لاستبعاد الفيلم».

وأشار إلى أن هناك في مصر، «ما يسمى بتصريح عرض المهرجان وهو يختلف عن تصريح العرض العام الذي  يشترط أن يحصل عليه الفيلم للعرض الجماهيري في دور العرض».

وتابع أنه «إذا كان المهرجان يريد الحصول على تصريح رقابي لعرض الأفلام التي يختارها فتلك مسئوليةالمهرجان وليس الجهة المنتجة أو الموزعة»، متسائلا: هل طلب المهرجان من الأفلام الأخرى المشاركة أن تمده  بتصريح الرقابة للعرض العام للمشاركة في فعالياته؟

من ناحية أخرى، أشار الناقد أحمد حسونة المدير الفني لمهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية في دورته الأولى، خلال المؤتمر الصحفي للمهرجان الذي عقد الخميس الماضي، إلى أن مشاركة فيلم «آخر أيام  المدينة» لازالت معلقة حتى لحظة إقامة المؤتمر ولم يتم حسمها رغم الإعلان عن مشاركة الفيلم في المسابقة.

ولم يذكر حسونة خلال المؤتمر أي أسباب أخرى من شأنها سحب الفيلم أو منعه من العرض في المهرجان.

ومن المقرر أن تقام دورة  مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية الأولى في الفترة من ٥ وحتى ١١  مارس القادم.

الهلال المصرية في

21.02.2017

 

####

 

القصة الكاملة وراء خروج فيلم "آخر أيام المدينة" من مسابقة مهرجان شرم الشيخ

كتب على الكشوطى

لا أحد يعرف تماما ما الذى يحدث مع فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد، فبعد أن تم الإعلان عن مشاركته ضمن مهرجان شرم الشيخ فى دورته الأولى، فاجأت إدارة المهرجان الحضور فى المؤتمر الصحفى للمهرجان بعدم ذكر اسم الفيلم ضمن الأفلام المشاركة، حيث اكتفى المخرج أحمد حسونة المدير الفنى بقول إنه كان هناك شروط متفق عليها ولم يلتزم مخرج العمل بها، وهو الأمر الذى سيفجر العديد من التساؤلات، أولها هل الفيلم به ما يقلق؟ هل تخشى المهرجانات عرض الفيلم لأنه يتناول الأوضاع السياسية والاجتماعية فى مصر وصولا إلى ثورة يناير؟ أم أن الأمر مجرد صدف عادية وسوء حظ يصادف الفيلم، خصوصا أن رئيس الرقابة الدكتور خالد عبد الجليل قال لـ"اليوم السابع": "إن الفيلم لا يوجد به ما يقلق، وإن منتجى الفيلم يعملون حاليا على استكمال بعض الأوراق الخاصة بالتنازلات من الفنيين الأجانب الذين عملوا بالفيلم، للحصول على تصريح العرض العام"، وشدد على أنه لم يخاطبه أحد من إدارة مهرجان شرم الشيخ للحصول على تصريح عرض الفيلم فى المهرجان، وهو أمر متبع ومعروف تقوم به إدارة المهرجانات.

وهو الكلام الذى يتفق مع ما جاء فى بيان المخرج تامر السعيد، حيث أشار المخرج تامر السعيد فى بيان له "إنه قبل الدعوة لكن كان شرطه الوحيد حق العرض الأول فى مصر"، مؤكدًا أن إدارة المهرجان أرسلت إليه رسائل بالبريد الإلكترونى تطلب إرفاق تصريح الرقابة للفيلم قبل موعد المؤتمر الصحفى الخاص بإعلان برنامج المهرجان.

وتابع السعيد: "كان جوابنا أن التصريح لم يصدر بعد وأننا لا نتوقع صدوره قبل الأسبوع المقبل، وإننا نتفهم موقفهم إذا كانوا يرغبون فى سحب الدعوة بسبب ذلك، غير أننا فوجئنا بتصريح منسوب للمدير الفنى للمهرجان منشور على أحد المواقع يعلق فيه خلال المؤتمر الصحفى على عدم مشاركة الفيلم فى المهرجان، جاء فيه (وضعنا عددًا من الشروط لعرض الفيلم، لكن الجهة المنتجة لم تنفذها حتى وقت إقامة المؤتمر، لذلك قررنا عدم عرضه والشركة المنتجة تفهمت ذلك)".

ويضيف مخرج الفيلم: "هذا التصريح يخالف واقع ما حدث، العرف فى العالم أن المهرجانات تعرض فيها الأفلام دون رقابة وقد تفهمنا أن مهرجان شرم الشيخ لا يريد عرض الفيلم بدون موافقة الرقابة، لكن لا نفهم لماذا لم تطرح هذه النقطة قبل توجيه الدعوة للفيلم، ولماذا لا يعلن المهرجان أن ذلك هو السبب الحقيقى لاستبعاد الفيلم".

وأشار إلى أن هناك فى مصر ما يسمى بتصريح عرض المهرجان وهو يختلف عن تصريح العرض العام، الذى يشترط أن يحصل عليه الفيلم للعرض الجماهيرى فى دور العرض. وتابع أنه إذا كان المهرجان يريد الحصول على تصريح رقابى لعرض الأفلام التى يختارها فتلك مسئولية المهرجان وليس الجهة المنتجة أو الموزعة، متسائلا: "هل طلب المهرجان من الأفلام الأخرى المشاركة أن تمده بتصريح الرقابة للعرض العام للمشاركة فى فعالياته؟".

اليوم السابع المصرية في

22.02.2017

 
 

«النحس» يطارد «آخر أيام المدينة» في المهرجانات المصرية

كتبعلوي أبو العلا

أصيب فيلم «آخر أيام المدينة» بنحس في مشاركاته بالمهرجانات المصرية، بعد استبعاده مؤخرًا من مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية والذي سيقام من 5 إلى 11 مارس المقبل في دورته الأولى.

وأعلن الناقد أحمد حسونة، المدير الفني للمهرجان في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بحضور نبيلة عبيد، ضيف شرف المهرجان، أن الفيلم استبعد قبل المؤتمر الصحفي لعدم التوصل لاتفاق مع الجهة المنتجة والموزعة للعمل، مؤكدًا أن إدارة المهرجان طلبت من الجهة المنتجة تنفيذ شروط لكي يشارك العمل في المسابقة الرسمية ويمثل مصر في المهرجان، لكنها لم تحقق أي شروط فاضطرت إدارة المهرجان لاستبعاده.

استبعاد «آخر أيام المدينة» لم يكن الأول في المهرجانات المصرية، بل الثاني على التوالي، فمن قبل اتخذت إدارة «القاهرة السينمائي» في دورته الماضية، برئاسة ماجدة واصف قرار استبعاد العمل في الساعات الأخيرة قبل انطلاق الدورة.

«قامت الدنيا» عندما استبعد الفيلم واعترض صناعه وأبطاله على عدم المشاركة متهمين «القاهرة السينمائي» والقائمين عليه بالعمل ضد الفيلم.

إدارة «القاهرة السينمائي» أصدرت وقتها بيانًا مفاده أن «الجهة المنتجة وصناع (آخر أيام المدينة) لم تلتزم بشروط المنافسة في المسابقة الرسمية وهي عدم المشاركة في مهرجانات أخرى سوى القاهرة، وشاركوا به في أكثر من مهرجان وقتها وقبلها أيضًا، حيث وصل عدد مشاركاته إلى 15 مهرجانا خارج مصر».

المصري اليوم في

21.02.2017

 
 

بيان فريق عمل فيلم «آخر أيام المدينة» يوضح أسباب استبعاده من «شرم الشيخ السينمائي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أصدر فريق عمل فيلمآخر أيام المدينة للمخرج تامر السعيد، بيان صحفي للوقوف على أسباب استبعاد الفيلم من المشاركة في الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ السينمائي المقام في الفترة من 5 إلى 11 مارس المقبل، وجاء البيان كالأتي:

وجهت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدعوة لفيلم آخر أيام المدينة للمشاركة في المسابقة الدولية بتاريخ 5 فبراير 2017 وقبلنا الدعوة بحماس للمهرجان في دورته الأولى ولحرصنا على استثمار كل فرصة لعرض الفيلم في مصر. بعد أن قبلنا الدعوة التي كان شرطها الوحيد حق العرض الأول في مصر، أرسلت لنا إدارة المهرجان رسائل بالبريد الإلكتروني تطلب أن نرسل لها تصريح الرقابة للفيلم قبل موعد المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان برنامج المهرجان. كان جوابنا أن التصريح لم يصدر بعد وأننا لا نتوقع صدوره قبل الإسبوع القادم وأننا نتفهم موقفهم إذا كانوا يرغبون في سحب الدعوة بسبب ذلك. غير أننا فوجئنا بتصريح منسوب للمدير الفني للمهرجان منشور عبر العديد من المواقع يعلق فيه خلال المؤتمر الصحفي على عدم مشاركة الفيلم في المهرجان جاء فيه: “وضعنا عدد من الشروط لعرض الفيلم، ولكن الجهة المنتجة لم تنفذها حتى وقت إقامة المؤتمر، لذلك قررنا عدم عرضه والشركة المنتجة تفهمت ذلك، بس كده”. ومن جانبنا نحن نرى هذا التصريح يخالف واقع”.

وما حدث نوضحه في النقاط التالية:

العرف في العالم أن المهرجانات تعرض فيها الأفلام دون رقابة وقد تفهمنا أن مهرجان شرم الشيخ لا يريد عرض الفيلم بدون موافقة الرقابة لكن لا نفهم لماذا لم تطرح هذه النقطة قبل توجيه الدعوة للفيلم ولماذا لا يعلن المهرجان أن ذلك هو السبب الحقيقي لاستبعاد الفيلم.

في مصر، هناك مايسمى بتصريح عرض المهرجان وهو يختلف عن تصريح العرض العام الذي يشترط أن يحصل عليه الفيلم للعرض الجماهيري في دور العرض. إذا كان المهرجان يريد الحصول على تصريح رقابي لعرض الأفلام التي يختارها فتلك مسئولية المهرجان وليس الجهة المنتجة أو الموزعة. وهل طلب المهرجان من الأفلام الآخرى المشاركة إن تمده بتصريح الرقابة للعرض العام للمشاركة في فعالياته؟؟

لم يحدث أي تواصل بين المهرجان والجهة المنتجة للفيلم ولا تعلم الجهة المنتجة شيئاً عن شروط وضعتها إدارة المهرجان لعرض الفيلم. كل المخاطبات والمراسلات حدثت بين إدارة المهرجان وشركة زاوية للتوزيع وهي الجهة الموزعة للفيلم في مصر والتي بدورها أكدت أنه لم تكن هناك أي شروط آخرى.

سينماتوغراف في

21.02.2017

 
 

تامر السعيد في "أيام بيروت السينمائية"

هوفيك حبشيان

"آخر أيام المدينة لتامر السعيد الذي انطلق في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي، يُعرض في "أيام بيروت السينمائية" (15 - 24 الجاري) الذي افتتح دورته التاسعة أمس مع فيلم "ربيع" للبناني فاتشي بولغورجيان. منذ فترة، يحاول فيلم السعيد ملاقاة جمهوره المصري. فبعدما حُذف من برنامج مهرجان القاهرة، ألغيت قبل أيام مشاركته في مهرجان شرم الشيخ في قرار واضح من الرقابة بالتضييق عليه. أنجز السعيد فيلمه هذا بعد عقد كامل من البحث المتواصل عن نصّ مثالي يعكس علاقته بمدينته القاهرة بكل أطيافها. طوال عشر سنين، أبصر عدد غير قليل من النسخ النور، لكن أياً منها لم تسد جوعه وتوقه الى رسم صورة مغايرة للسينما المصرية، فظلّ يحاول إلى أن اكتملت الرؤيا الشاملة. ينم "آخر أيام المدينة" عن حسّ في الاختبار والتيه المتعمد في متاهات التعبير، نتلسمه من خلال شخصية خالد (خالد عبدالله)، وهو مخرج يحاول صنع فيلم يأتيه بأجوبة شافية عن أسئلة ترافقه منذ فترة وتوقظ في داخله أشياء يخالها المرء ماتت الى الأبد. خالد هذا يعاني مشكلات عدة، يبحث عن شقة، أمه ترقد في المستشفى، ومَن يَحب لا يستطيع إقامة علاقة سوية معها. في حين يغلي الشارع القاهري غلياناً، والأجواء ضاغطة، والحال الاجتماعية في ذروتها. الفيلم عن الثابت والمتحول، الدال والمدلول، عن الانجذاب والنفور في علاقتنا بأماكن عيشنا. نجد أنفسنا في بقعة مرّت فيها ثورة - منذ تصوير السعيد -، الا انها لم تغيّر شيئاً. يتجوّل الفيلم في ضمائر ومدن وفي خواطر شلّة من الشباب يتصدّون لرتابة الواقع، فيخرج النصّ عن اطاره القاهري، في اطلالة على وحدة الحال العربية من بيروت الى بغداد، وهذا كان ممكناً الاستغناء عنه. بيد ان العمل الطموح الذي يحمل في داخله قدراً من الصدق، يغوي حتى في نقاط ضعفه التي هي هنات الفيلم الأول المتعطش الى جمع كلّ شيء كأنه الفيلم الأخير. ملفات عدة ينشغل بها "آخر أيام المدينة": المرأة والحبّ والأمومة ومظاهر التدين المنتشرة، وأخيراً وليس آخراً السينما، داخلاً اليها من باب النقاشات المرتجلة بين المخرجين العرب الذين ينقلون الفيلم الى أمكنة أخرى لا تختلف كثيراً عن مكانه الأصلي.

هناك شعور بجوّ من الضغط والتوتّر. كأننا في آلة ضغط تكاد تنفجر في كل لحظة. المفارقة أنّ الانفجار وقع بعد الفيلم، والفيلم لم يصوّره. يقول السعيد: "آخر أيام المدينة" عن اللحظة التي تسبق الثورة وليس عن الثورة نفسها. صوّرتُ نصف يوم بعد الثورة ولم أزجّ بالمَشاهد في الفيلم. أو بشكل أدق، صوّرتُ بضع لقطات في برلين بعد الثورة، وحصل هذا لأسباب لوجستية، ذلك انني لم استطع الحصول على تأشيرة للتصوير فيها قبل الثورة. لم أُرِد فيلماً يخفت وهجه فور انتهاء الحدث. أتعامل مع الفيلم على أنّه لا يُفترض أن يتضمن رسائل سياسية مباشرة. أمقت البروباغندا في السينما، حتى لو خدمت التيار الذي أنتمي إليه. في الحالين، أراها إهانة للسينما. مسؤولية الفيلم الوحيدة أن يبقى فيلماً، هذه مسؤوليته الوحيدة. وهذا يعني ان عليه ان يستعمل الصورة والصوت بطريقة خلّاقة للتعبير عن لحظة أو موقف من العالم".

بدأ السعيد يفكّر في الفيلم منذ 2006. حينها توفى والده وشبّ حريق مسرح بني سويف. غمره إحساسٌ ملحٌ بضرورة عمل شيء. يقول: "كنت أريد اخراج ما في داخلي. في أواخر 2005، جرت ما سُميت أوّل انتخابات رئاسية أدّت إلى فوز حسني مبارك. آنذاك، شهدت مصر تظاهرات حاشدة ولاح شعورٌ بأنّ النهاية قريبة. في الآن عينه، تملّكتني رغبةٌ في تصوير القاهرة من زاوية مختلفة. أراها مدينة "فوتوجينية"، تختلط فيها الدهشة والسحر والتلقائية بكثير من القسوة، ولكن ما إن نضعها على الشاشة حتى تزول تلك الخلطة. ثم، عملتُ سنة مع رشا سلطي (تشاركا كتابة السيناريو)، أمضيناها ونحن نجمع قصص الأصدقاء. لم تكن هناك حبكة. أردتُ خوض مغامرة السرد. وحين انطلقت رحلة التنفيذ، بدأتُ أواجه الواقع. كان الأمر صعباً: فيلم في القاهرة من دون إمكانات وموازنة، وهو الأول لي وللكثير من العاملين فيه. أي أنني أُصنَّف ممّن لا يملكون خبرة، ومن المعرَّضين لارتكاب الأخطاء. لا يثق أحدٌ بك، وهذا يعني أنّك لن تحصل على المال".

"آخر أيام المدينة"، السبت 18 آذار، الساعة الثامنة مساءً، صالة "مونتين" (المركز الثقافي الفرنسي).

النهار اللبنانية في

17.03.2017

 
 

فيلم «آخر أيام المدينة» في دور العرض المصرية الأسبوع المقبل

فايزة هنداوي - القاهرة – «القدس العربي» :

أخيرا سيعرض فيلم «آخر أيام المدينة» في دور العرض المصرية يوم 22 الشهر الحالي، الفيلم سيرى النور بعد أن واجه كثيرا من المشاكل، حيث منع من العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، رغم الاتفاق مع المخرج على المشاركة في المسابقة الرسمية، إلا أن المسؤولين عن المهرجان عادوا ورفضوا مشاركته، وقالوا إن السبب هو عرض الفيلم في مهرجانات دولية أخرى.

الأمر تكرر في مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، حينما طلب القائمون على المهرجان استيفاء بعض الأوراق من جهاز الرقابة على الكصنفات الفنية، وكان الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر قد سافر إلى المغرب لتوقيع اتفاقيات وبروتوكولات التعاون الفني والسينمائي بين البلدين.

الفيلم يحمل العديد من الإسقاطات السياسية، وتدور أحداثه في عام 2009، في مدينة القاهرة، حول «خالد» المخرج الشاب الذي يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة وما تحمله من أحلام، في الوقت الذي يهدد فيه بطرده من شقته، بسبب أطماع المؤجر، إلى جانب أن الفتاة التي تربطه بها علاقة حب تحاول الهجرة خارج مصر. وللمقارنة يستعرض ذلك مع إدخال مقتطفات من حياته أيام طفولته عندما كان يرى القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا ويبث الأمل.

يُذكر أن فيلم «آخر أيام المدينة»، من إخراج تامر السعيد، وبطولة خالد عبدالله، مريم صالح، علي صبحي، حنان يوسف، حيدر حلو، ليلى سامي، وسبق عرضه في مهرجان برلين السينمائي، وحصل على العديد من الجوائز في مهرجانات دولية مختلفة في روسيا وتركيا والوالايات المتحدة الأمريكية.

القدس العربي اللندنية في

18.03.2017

 

####

 

"آخر أيام المدينة".. الصلاة وكرة القدم كل ما تبقى لنا*

زياد عبدالله

الكادر ضيق في الغالب، الصورة ضاغطة، أحياناً تكتشف أن أنفاسك تتسارع رغم الإيقاع البطيء للفيلم، وهذا لن يتغير مع اللقطات الواسعة أو البانورامية التي ستكون مشرعة على ما هو مشوّه ومبتور، وإن كان من بشر فهناك رجل يقوم بضرب زوجته، يجرجرها على أرضية سطح بناية، والسؤال الذي يحرضه هذا المشهد: ما الفائدة من تصوير ذلك؟

على هذا النحو أمضي في تتبع فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج المصري تامر السعيد (أولى تجاربه الإخراجية)، لدرجة كنت أفكر فيها أن "الكلوز أب" يخفي ما خلفه، وليس لأننا أمام شخصية رئيسة في سرد الفيلم، لا بل كنت أبحث عن ما تخفيه هذه الشخصية أو تلك من خراب المدينة، رغم أن الخراب في أعماق الشخصية آت من القاهرة، وما يقوله الفيلم واضح وصارخ بدءاً من عنوانه، لا بل يتعدى ذلك ليقول: إنها آخر أيام المدن العربية، طالما أن بغداد وبيروت ستتداعى إلى القاهرة.

المخرج والقاهرة، وبعبارة أخرى  القاهرة في عيون المخرج، ونحن نتعقب خالد (خالد عبدالله) شخصية الفيلم الرئيسة، وهو يسعى إلى إنجاز فيلم تسجيلي عن القاهرة، وليتداخل التسجيلي بالروائي، ولا شيء يفصل بينهما، متداخلان سواء على صعيد المشاهد واللقطات، أو حتى الشخصيات المحيطة بخالد والإطار الذي تقدّم به، عبر تسجيلات تظهر على شاشة كومبيوتر خالد أو أثناء مونتاجها، ولنكون حيال امرأة فقدت والدها في حريق مسرح بني سويف وهو يخرج عليها في المنام طالباً منها أن تزرع نبتة صبار، أو تلك المرأة التي يسألها خالد عن بيتها في الاسكندرية وهي لا تريد أن تعيش الحنين بل الحاضر والمستقبل، وهذا يتكرر، يظهر ويغيب، إلى أن نقع على هدم بيت في الاسكندرية، وخالد يعيش مدينته والأخبار حاضرة على الدوام عبر الراديو، والأجواء متوترة مضغوطة بنذر إنفجار قريب، إنه عام 2009 في القاهرة.

على صعيد بنية شخصية خالد فهو مخرج من دون فيلم بل نثرات وشظايا فيلم، أمه مريضة في مستشفى، يفتش عن بيت جديد لينتقل إليه، كما أنه خارج من قصة حب وحبيبته تستعد للسفر ومفارقة القاهرة، وهو غير معني بأن يقاسمنا المعتمل في داخله، إذ إن عينيه وإيقاع الفيلم وأجواءه تتولى عنه ذلك، فهو صامت في الغالب، مختبئ خلف الكاميرا، شاهد تتكلم عيناه، والقاهرة من حوله تتبدل دراماتيكياً، إذ يكفي التقاط مشهد والبناء عليه لنعاين تبدلاتها، كما هي المانيكانات التي يراها ليلاً عارية في إحدى المحال، ومن ثم نراها محجبة ومنقبة، وصولاً إلى الاعتصامات، المظاهرات، الإخوان المسلمين، حركة كفاية،  الانتشار الأمني، القمع، الصلاة، خطبة الجمعة، دعاء السفر الذي يرافق صعود مصعد، الملصقات الدينية الوعظية، الفرح الذي يعمّ القاهرة مع فوز الفريق المصري على الجزائري، وكل ذلك نشهده في "وسط البلد" النطاق الذي يتحرك فيه خالد، إنه المجال الحيوي للفيلم ليلتقط ويوثّق.

هذا المجال الحيوي سرعان ما يتوسع ليستدعي الامتداد العربي من خلال أصدقاء خالد (عراقيان ولبناني) ولهؤلاء الأصدقاء أن يوسعوا من غربة الإنسان العربي عموماً في مدينته والمثقف تحديداً الذي يصنع مسارات موازية خاصة به لا تتقاطع والمسار العام السائد، المصرّ على توسيع الهاوية، وليكون شاهداً لا يمتلك سوى الرثاء ربما وهو يرى كل ما حوله يزداد فداحة، وهكذا فإن أحد العراقيين لاجئ في برلين، بينما الثاني مصرّ على البقاء في بغداده، كذلك هي بيروت بالنسبة للصديق اللبناني، وليتفقوا على تبادل تصوير مدنهم.

لا شيء سيتغير في حياة خالد، لا شيء سيتحقق، لن يعثر على بيت جديد، ولن تعود حبيبته إليه، لن ينجز فيلمه، وأمه على حالها في المستشفى، وفي النهاية لا شيء في المدينة سوى السعار الديني وكرة القدم والقمع، بينما تستعيد بيروت ذاكرتها المأهولة بالحرب الأهلية، وبغداد على وتيرة الموت والتفجيرات تعيش أيامها أيضاً، والفيلم يوثق الخراب من دون رثاء من دون تفجع ومن دون أن يصل "ثورة يناير" وقد أضاء كل منابعها ومبراراتها.

* خاص بأوكسجين

موقع "أكسجين" في

04.04.2017

 
 

آخر أيّام المدينة: التشبّث بالغرق وسط كلّ هذا القشّ!

نوّاف رضوان*

بغداد ليست مدينة، بغداد صديق. وبيروت 'شْلكّة'، كذّابة، ملوّنة... إنّها جميلة من الخارج وعفنة من الداخل. والقاهرة ندّاهة، لا تكذب، لا تقول لك أنا مدينة رائعة، تقول لك فقط: 'أنا هكذا... خذني كما أنا، أو اذهب إلى برلين'.

الكثير من الوجوه المتعبة، الكثير من الغبار والابتسامات الخافتة والأقنعة، إنّها القاهرة في لحظاتها الأخيرة، في اللون الأصفر الذي امتدّ طوال ساعتين من عرض الفيلم، وكأنّ المدينة في حالة غروب دائم.

'ابدأ من المنتصف'

أعاد المخرج تامر السعيد، في فيلم 'آخر أيّام المدينة' (2016)، ترتيب الواقع، من خلال كاميرا مرتبكة ووقحة في آن معًا، محاولًا البحث عن معنى الأشياء الحقيقيّ، بمشاهد متفرّقة غير مترابطة، كما يظهر للوهلة الأولى في الفيلم. لكن بعد مشاهدة الفيلم مرّة ثانية وثالثة، تكتشف ببساطة، أنّ المدينة ليست حكاية واضحة، ببداية ووسط ونهاية، إنّما حكايات متداخلة تلتقي مع بطل الفيلم، خالد، الذي اكتفى بمراقبة المدينة فقط، في مرحلة انهيارها.

قالوا لنا إنّها النهاية، أو هكذا أوحى لنا المخرج، لكنّها، في الحقيقة، لم تكن سوى إغلاق مرحلة، وافتتاح مرحلة أخرى... لكن، وعلى جميع الأحوال، أهلًا بكم في هذه الحفلة الكبيرة، الحفلة الأبديّة، الحفلة التي ليس لها باب خروج، الحفلة التي جئت إليها رغمًا عنك، وإذا شعرت بالتعب للحظة، عليك أن تستمرّ، لأنّه، وببساطة، لا يوجد أمامك حلّ آخر.

أراد خالد أن يصوّر فيلمًا عن القاهرة، لكنّ مشكلته الأساسيّة كانت في أنّه لا يعرف من أين يبدأ وأين ينتهي، إلى أن جاءت نصيحة صديقه العراقيّ، 'ابدأ من المنتصف'، وبالفعل، بدأ الفيلم وانتهى في المنتصف.

المدينة الفوتوجينيك

أربعة أصدقاء يشعرون بالغربة، وكلّ منهم يحاول الإمساك بروح مدينته، حسن (حيدر الحلو) من بغداد، وطارق (باسم حجر) من بغداد ويعيش في برلين، وباسم (باسم فيّاض) من بيروت، وخالد (خالد عبد الله) من القاهرة، اتّفقوا على أن يصوّر كلّ منهم مقطعًا من مدينته ويرسله إلى خالد لإكمال فيلمه.

ثمّة طريقتان لصناعة أيّ فيلم، إمّا أن تمشي وراء الفيلم، أو أن يمشي الفيلم وراءك. وفي فيلم مثل 'آخر أيّام المدينة'، لا يمكنك إلّا أن تمشي وراء الفيلم، لا سيّما وأنّها القاهرة، 'المدينة الفوتوجينيك'، كما قال عنها تامر السعيد في إحدى مقابلاته التلفزيونيّة. إنّها من أكثر المدن الغنيّة بصريًّا، ولا يوجد مدينة في العالم بها كمّيّة الصور التي في القاهرة، وإذا سكنت بها لفترة من الزمن، فإنّك لن تكون قادرًا على الرؤية!

إعادة تعريف

الحكاية ليست واحدة، ثمّة حكايات مركّبة ومتداخلة؛ خالد الذي يعيش في الماضي واكتفى بالمراقبة، وحنان التي تخشى الدخول في ذكرياتها وتحاول الهرب من صورة الإسكندريّة التي أصبحت منسيّة، وجلسات المسرح الدائريّة المليئة بالنظرات السارحة، وليلى، حبيبة خالد التي أصبحت هي الأخرى ذاكرة تنهش روحه، والتي كان حلمها أن تسافر معه لتستطيع تقبيله في الشارع، ففي هذه المدينة، نحن 'لا نفعل شيئًا سوى أن نختبئ'.

تشبه الشخصيّات حكاياتها، لا سيّما أنّ معظمها حقيقيّة، وهو ما ظهر في الفيلم من خلال اللقطات القريبة التي فضحت دواخل الشخصيات، وقد حاول المخرج، من خلال ذلك، إعادة تعريف الحياة، وهو لا يختلف كثيرًا عن تعريف الفنّ، أو المسرح على وجه الخصوص، كما جاء على لسان شخصيّة حنان، 'بتبقي شايفة الصور... لو انتي شايفة الصور كويّس، الجمهور هيشوفها كويّس، الحاكي إنت... مش مستخبّي ورا شخصيّة، يعني ولا ديكور ولا زمايل معاك، ولا مكياج، ولا أيّ حاجة، هو انت كدا طالعلهم'. وهو ما يشبه إلى حدّ بعيد تعريف القاهرة في الفيلم، على عكس بيروت تمامًا.

لماذا نحبّ القاهرة؟

كان خالد في رحلة بحث دائمة طوال الفيلم؛ البحث عن المعنى، وعن منزل يصلح للسكن، وعن صدفة تجمعه بليلى، وعن سيرة أبيه في ذاكرة 'أبلة فضيلة' التي لم تعد تذكره، بكلّ بساطة، والأهمّ من ذلك، البحث عن سؤال الفيلم الأساسيّ: لماذا نحبّ القاهرة؟ هل نحب مدننا حقًّا؟ أم إنّنا نكرهها؟ أم إنّ الأمر عبارة عن خليط من المشاعر التي تفسدها 'الأطر' التي نضعها لأنفسنا؟

أخلص الفيلم للحظته، لم تؤثّر الاضطّرابات التي حصلت في مصر على سير أحداثه، بل على العكس، لقد أصرّ المخرج على أن يكون الفيلم تابعًا للحظة التي يتحدّث عنها، إذ صوّر القاهرة من جوانب كثيرة، مثل مظاهرات حركة كفاية، وأعمال الهدم، والإسلاميّين والمانيكانات العارية على أبواب المحلّات، والأمن المركزيّ، وحالة الاضطّراب العامّ قبل انفجار الثورة المصريّة... وأضواء الشارع المضاءة في النهار!

كانت الحالة السياسيّة في مصر حاضرة بقوّة في الفيلم، من خلال نشرات أخبار الراديو في التاكسي؛ فمن إنجازات مبارك، إلى إنجازات ابنه جمال، فالحديث عن التوريث ودعمه للرياضة في مصر، فمباراة مصر والجزائر، فالإضرابات وتصريحات المسؤولين... كلّ هذه الخلفيّات الصوتيّة والضجيج المتواصل من الصراخ وزوامير السيّارات، هو ما شكّل مزاج المدينة، إلّا أنّ الفيلم من جهة أخرى، حظي بلحظات صمت طويلة، كانت كفيلة لسماع كلّ هذه الدوشة.

'أنا مش فاهم حاجة'

لا شيء واضحًا في هذا الفيلم، ليس روائيًّا وليس تسجيليًّا؛ ربّما الاثنان معًا، ممثّلون يؤدّون أدوارهم داخل الواقع كما هو، ومشاة حقيقيّون ينظرون إلى الكاميرا مباشرة، والمشاهد غير مترابطة بالطريقة التي ننتظرها من الفيلم الذي 'اعتدنا على مشاهدته'، وهو ما تجمّع أخيرًا في عيون المونتير التائهة أمام كلّ هذه المشاهد غير المترابطة، حين قال لخالد: 'أنا مش فاهم حاجة... المشاهد مش مترابطة، أنا حاسس إنِّ عمري بيضيع'. كان هذا أمام جهاز المونتاج، لكن، ومن جهة أخرى، أليست هذه هي القاهرة على حقيقتها؟

بغداد: مدينة بلا لون، الحرب التي لا تنتهي، الأمّهات اللواتي يحذّرن أطفالهنّ من التعثّر بالجثث قبل الذهاب إلى المدرسة، المدينة التي تظهر صورها في نشرات الأخبار، التفجيرات والانتحاريّون والسيّارات المفخّخة. وبيروت: حزن جبان، الاختناق أمام البحر، القصص المخبّأة في العلب السكنيّة. والقاهرة: المكان الذي يضيع فيه العمر هباء، وسط البلد، شرايين المدينة التلقائيّة، القهر والتعب والحياة بكامل تفاصيلها.

الإسكندريّة، المدينة المنسيّة، المدينة التي هدمها صاحبها ليبني بدلًا منها 'مول كبير'، المدينة التي تستطيع الإمساك بها، عندما تسرق الكاميرا لقطة لعيني حنان السارحتين، بينما تحاول هي، بكلّ الطرق، تجنّب الحديث عنها.

وهناك أمّك، ممدّدة بكامل أناقتها على سرير أبيض وميّتة، والنافذة مفتوحة، وأمام كلّ هذا الخراب... ليس عليك إلّا أن تراقب.

وهناك برلين... فاهرب إليها أيّها الجبان إذا أردت.

وأمّا الشعر، فهو في كلّ مكان، في انتظار من يكتبه.

***

بطاقة الفيلم:

آخر أيّام المدينة (2016).

إخراج: تامر السعيد.

روائيّ، 118 دقيقة.

مصر، ألمانيا، المملكة المتّحدة، الإمارات العربيّة المتّحدة.

بالعربيّة (مترجم للإنجليزيّة).

باشتراك: خالد عبد الله، وليلى سامي، وحنان يوسف.

مركز مدينة القاهرة، 2009. خالد، مخرج في الـ 35 من عمره، يكافح لصناعة فيلم يلتقط روح مدينته، خلال مواجهة تكبّده خسائر في حياته الخاصّة. بمساعدة أصدقائه الذي يرسلون له تسجيلات من حيواتهم في بيروت، وبغداد، وبرلين، يستمدّ القوّة التي تدفعه إلى مواصلة خوض صعوبات الحياة وجمالها في آخر أيّام المدينة. 

*نوّاف رضوان: شاعر ومحرّر. درس اللغة العربيّة وآدابها في الجامعة الأردنيّة. يعمل محرّرًا في موقع عرب 48. صدرت له مجموعة شعريّة بعنوان 'الصلاة الأخيرة على بوّابة الكنيسة' (2013). حاصل على المركز الأوّل في جائزة الشعر من الجامعة الأردنيّة. مهتمّ بالتصوير والسينما.

موقع "فسحة" في

09.04.2017

 
 

"آخر أيام المدينة": سيرة التحولات وانتظار ما لا يأتي

محمد صبحي

ينهض "آخر أيام المدينة" للمخرج المصري تامر السعيد حول شخصيته الرئيسية (خالد عبدالله)، وهو مخرج سينمائي قليل الكلام ومراقب حذر يحاول إنجاز فيلم عن القاهرة في أواخر 2009، في ذروة حركة الاحتجاجات الشعبية والفئوية التي مهّدت لإزاحة حسني مبارك بعدها بعامين. ثمة خط سردي آخر يدعم مسار استقصاء المدينة وهو بحث خالد عن شقة للانتقال للعيش فيها، وهناك عاملان آخران، بعيداً من التوتر السياسي، يضيفان ضغطاً على بطل الفيلم: مرض أمه التي ترقد في المستشفى، والرحيل المرتقب للمرأة التي يحبها إلى خارج مصر.

من بعيد، يجد الفيلم أصداء مشابهة في "ذكريات التخلف" للمخرج الكوبي توماس غوتيريز أليا، حيث يواجه بطل الفيلم نفي عائلته وزوجته إلى خارج كوبا، وسط فوضى تعمّ البلد بعد وصول فيديل كاسترو إلى السلطة بعامين، وأزمة خليج الخنازير في العام 1962. في الفيلم الكوبي، يُمزج الوثائقي بالروائي، ويقول أليا عن ذلك إن اللجوء إليه يسمح له بأخذ مسافة من الواقع والتفكير فيه بينما التوثيق يسمح بتتبع الأحداث لحظة وقوعها، وهذا ما يحدث تمامًا في الفيلم المصري. ولكن إذا كان ثقل الواقع في "ذكريات التخلف" يسحق البطل في النهاية، فإنه في "آخر أيام المدينة" يبدو أمراً غير منتهٍ، لذا يصبح استقصاء المدينة بحثاً لا يمكن أن تظهر له نهاية في الأفق. ذلك ليس فقط لأنه فيلم عن مصر في الفترة السابقة مباشرة لانتفاضة 25 يناير، ولكن أيضاً للظروف التاريخية التي تُنشئ "تحولاً ذاتياً" بداخل العمل الوثائقي.

حتى في بناء الشخصيات، يستخدم السعيد أسلوباً مشابهاً لغوتيريز أليا مثل تزامن الصوت والصورة، والذي من خلاله يحمل تقديم المواد المصوّرة وزناً أكبر مما هو ظاهر على الشاشة، معطوفاً على الضبابية التي تحكم الأجواء والمراوحة المستمرة بين ما هو كائن وما هو متذكَّر. المقابلة بين تلك القاهرة المأزومة أو قاهرة الربيع العربي، وتلك القاهرة المنقضية والمستجدية للعواطف، تذكّرنا بلمسات من مدن جعفر بناهي وكريستوف كيسلوفسكي وآخرين، وفي جانب متصل، تحاول الإضاءة والألوان والأصوات والنوستالجيا الممتدة على طول الشريط العبور إلى فهم التاريخ الشخصي والعام. ولكن إذا كان التخلّف في فيلم غوتيريز أليا هو عدم القدرة على ربط شيء ما بآخر، ففي الفيلم المصري، بذكرياته وأسئلته المتشعبة، تأخذ المقاربة مسارات لا يكفيها الفيلم بدقائقه الـ118.

مشاوير البحث المتكرر برفقة سمسار العقارات، والتي يقوم بها خالد، تصلح مجازاً لرحلة أخرى يقوم بها كمخرج يحاول البحث عن مدينته، فالقاهرة التي يريد تصويرها لا يستطيع النفاذ إليها وسط ركام الأجساد البشرية والاختناق المروري وأخبار الرئيس التي تعج بها الأجواء. الأمر ذاته يمكن الوقوف عليه من خلال أصدقاء خالد، وهم ثلاثة مخرجين من أبناء جيله، الأول عراقي (حيدر حلو) متمسك بالبقاء في بغداد حتى الموت، والثاني عراقي أيضاً (باسم حجّار) ولكنه اختار الرحيل عن بغداد للأبد والحصول على تأشيرة لجوء في ألمانيا، والثالث لبناني (باسم فيّاض) يعيش في بيروت ويعجز عن تصويرها، كلهم يحاولون إنجاز أفلام عن علاقتهم بالمدينة التي نشؤوا فيها، هي المدن التي تظهر وكأنها تنتظر حدثاً كبيراً لم يكن صنّاع العمل يدركون أنه سيقع فعلاً، إذ بدأت انتفاضات الربيع العربي بعد 6 أسابيع من انتهاء تصوير الفيلم.

هنا، يحاول خالد الخوض في مغامرة أخرى لترميم ذاكرته واستعادة ماضي والده، الذي كان يعمل في برنامج "أبلة فضيلة" الشهير للأطفال. يذهب خالد إلى إستديو البرنامج بحثاً عن إجابات لأسئلة معلّقة توقظ فترات معتمة في تاريخ أسرته، عندما ترك والده العمل في البرنامج بعد حادثة مقتل ابنته إيمان والتي كانت من محبي البرنامج، لكن سعي خالد لا يأتيه باليقين المطلوب. مراوغة اليقين هو ما يقوم به الواقع مع أغلب شخصيات الفيلم، فخالد لا يستطيع إكمال فيلمه ويشعر دائماً أن هناك شيئاً لا يزال ناقصاً لا يعرف ما هو تحديداً، والأصدقاء المخرجين الثلاثة نراهم في جلسة على أحد مقاهي وسط القاهرة يورد كل منهم أسباب علاقته بمدينته ويردّ كل منهم على الآخر لمحاججته، وحبيبة خالد السابقة (ليلى سامي)لا تجد طريقة للتعبير عن حبها له في الشارع فتقرر ترك مصر، والمخرجة المسرحية حنان (حنان يوسف) التي هربت من الإسكندرية بعد زوال ذكرياتها هناك فجاءت إلى القاهرة، كل ذلك لا ينفصل عن السؤال الذي يشغل بال خالد عن كيفية التقاط الصمت وسط ضوضاء القاهرة، وهو السؤال الذي يطلب من مؤلف الموسيقى التصويرية لفيلمه أن يجعله عنواناً لمقطوعة موسيقية يستعين بها، وهي المقطوعة ذاتها التي سيسمعها المشاهدون مع نزول تترات "آخر أيام المدينة".

في الحقيقة، أجمل لحظات الفيلم هي المشاهد التي يسيطر فيها الصمت على الصورة، فلا يجد الزحام ولا ضوضاء المدينة مكاناً لهما وتبدو الأشياء كما لو كانت في أماكنها، مثل تلك المشاهد التي يصوّرها حيدر في بغداد فتبدو مدينة وديعة هادئة بسماء صافية وقت الغروب، أو المشاهد العابرة من شباك شقة خالد حين تحلّق أسراب الحمام في دوائر فوق القاهرة بينما هو قابع وراء الشباك الذي يبدو كقضبان سجن، أو مشاهد تلك الوردة البيضاء التي تظهر أكثر من خمس مرات على طول الشريط في أزمنة وأماكن مختلفة، ربما لتذكّرنا بضرورة الانتباه لها دائماً وسط ما تمور به الأجواء من بشاعة وضيق.

"آخر أيام المدينة" وإن بدا مميزاً، لا تغيب عنه هنّات التجربة الأولى حيث يحاول أغلب المخرجين الحديث عن كل شيء في باكورتهم، والسعيد نفسه كان واعياً لذلك، لذا نرى في أحد المشاهد مونتير الفيلم الذي يصوّره خالد عن القاهرة (وهو نفسه الفيلم الذي نراه بشكل كبير) يخبره بلا جدوى كل هذه الشخصيات والمشاهد التي يصوّرها. هناك كمية هائلة من المواد في هذه الفسيفساء المعقدة حول المدينة، لكن ليس كل شيء يتطور بشكل جيد أو أساسي للقصة، وجمع هذه الوجوه المُعبِّرة في حركة المرور الصاخبة والخانقة، أو تلك التائهة في فوضى شوارع وسط القاهرة في لقطات مقرَّبة، وربطها بالتأثيرات الوافدة للثقافة الإسلامية المتشددة وسياسات هدم المباني القديمة ذات الطرز المعمارية العريقة واستبدالها بأبراج سكنية عملاقة أو مولات تجارية.. يفرض الانطباع بأن تامر السعيد يريد نقل تلك الحالة إلى المشاهدين، وكأنه يقول لهم أن التفكك الذي يبدو عليه الفيلم ليس سوى انعكاس لحالة عامة مسيطرة، وأن البلد فقَد بوصلته منذ زمن بعيد.

• يُعرض "آخر أيام المدينة" ابتداء من الخميس 20 نيسان/أبريل الجاري في سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" لغاية 3 أيّار/مايووما زال الفيلم ينتظر موافقة الأجهزة الرقابية على عرضه في مصر.

المدن الإلكترونية في

20.04.2017

 
 

«آخر أيام المدينة» فى افتتاح برنامج «عن جغرافيا عربية» السينمائى

كتب خالد محمود

·        عرض أفلام معاصرة تسلط الضوء على واقع وتحديات سينما المنطقة

·        جهاد درويش: نهدف لتمكين المواهب العربية من سرد قصصهم وعرض أعمالهم ومشاركة أفكارهم مع الجمهور

يفتتح الفيلم المصرى «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد وبطولة خالد عبدالله برنامج «عن جغرافيا عربية» السينمائى والذى يعرض مجموعة من الأفلام العربية المعاصرة التى تبحث فى مفاهيم الجغرافيا المختلفة، يعقبها حلقات نقاشية. ينظم البرنامج الذى يقام لأول مرة إيمج نيشن أبوظبى بالتعاون مع منصة الأفلام المستقلة «سينما عقيل» ويقام فى منارة السعديات بأبوظبى فى الفترة من الـ 4 وحتى الـ 6 مايو المقبل ويسلط الضوء على جغرافية الفيلم العربى من خلال عرض أفلام تبحث فى القصص والمواضيع المعاصرة فى المنطقة وتشمل الأفلام الروائية والوثائقية من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والسودان، والعراق، وتونس، ولبنان، وغيرها. ويقيّم هذا البرنامج ربيع الخورى الذى يشغل حاليا منصب المدير الفنى لبرنامج مواهب بيروت ومبرمج لمهرجان الفيلم العربى فى برلين ومهرجان أيام بيروت السينمائية وعضو فى المجلس الإدارى لجمعية متروبوليس».

وقال جهاد درويش، ممثل إيمج نيشن أبوظبى: «إن رؤيتنا هى تمكين المواهب العربية من سرد قصصهم وتزويدهم بالمنصة المناسبة لعرض أعمالهم ومشاركة أفكارهم مع الجمهور. كما نوفر الفرصة للجمهور المحلى لاكتشاف تنوع وعمق الأفلام العربية ودعم صناع السينما المحليين. ولهذا فنحن سعداء جدا بهذا التعاون مع سينما عقيل والذى نتج عنه برنامج متنوع من الأفلام بإشراف المدير الفنى ربيع الخورى».

ومن الأفلام التى ستعرض ضمن هذا البرنامج، الفيلم الوثائقى «زينب تكره الثلج» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والفيلم القصير «أمنية« للمخرجة آمنة النويس». وبالإضافة إلى عروض الأفلام، سيشمل البرنامج أيضا حلقات نقاش وحوارات مع مجموعة من السينمائيين وخبراء الأفلام لتسليط الضوء على الفرص والتحديات التى تواجه صناعة الأفلام فى المنطقة.

من جانبه قال ربيع الخورى: «يهدف (عن جغرافيا عربية) أن يكون بمثابة رحلة فى جميع أرجاء العالم العربى لا تشكّلها الحركة عبر الحدود والكيانات الجغرافية فقط، بل تقودها رحلات الذات وجهودها لإيجاد فسحة أمل».

أما بثينة كاظم، المؤسس المشارك والمدير الإدارى لسينما عقيل فقد علقّت قائلة: «إن الهدف الرئيسى للبرنامج هو تلبية احتياجات جمهور واسع من المهتمين بالسينما العربية المعاصرة، والمساهمة فى إثراء المشهد الثقافى المزدهر فى أبوظبى. كما يتماشى البرنامج مع رؤية سينما عقيل و إيمج نيشن أبوظبى المشتركة فى توفير منصة مستدامة ومستمرة لعرض أفلام السينما العربية المعاصرة».

جدير بالذكر أن برنامج «عن جغرافيا عربية» يحظى بتأييد حملة «إدعم_السينما_العربية» التى أطلقتها ايمج نيشن مؤخرا، والتى بدورها تشجع الجمهور المحلى على دعم الأفلام العربية وصناعة السينما فى المنطقة.

الشروق المصرية في

27.04.2017

 
 

«آخر أيام المدينة»: جوهرة السينما المصريّة الجديدة

علي وجيه

لعلّ «آخر أيّام المدينة» (2016 ـــ 118 د.) لتامر السعيد (1972) أكثر فيلم مصريّ يحقّق حضوراً خارج بلده، ويُمنَع داخله! التشظّي الذاتي والجمعي، وعشوائية العمران والنفوس، يشكلان جزءاً أساساً من بطانة المدينة. وفي واقع الاضمحلال، وتغوّل التخلّف والتطرّف والجهل والقمع والاستبداد، ما طبيعة مشاعرنا تجاهها؟ البطل خالد يتوسّل الأجوبة كشاهد على العصر

حسناً، ثمّة قراءتان لـ «آخر أيّام المدينة» (2016 ـــ 118 د.) للمصري تامر السعيد (1972). أولى نقدية اعتيادية، بتحليل مشاهد وشخوص ومعلومات وأرقام. ثانية تتجاوزها إلى ما بعد ذلك. تنبش نحو الأعمق، والمغاير، والمتفرّد، كالشريط نفسه. ذلك أنّ الفيلم يفرض روحه ومتنه على الوعي والمدارك.

يتغلغل في النخاع الشوكي ونقيّ العظام. يأخذ متلقّيه في رحلة فيّاضة بالشجن والحنين والارتعاش والشحن العاطفي والثوري. شريط حميمي، مخاتل، بالغ الحساسية، مجبول بالحب والصداقة وعنهما، معجون بالحزن المرافق لرصد الانهيارات المريعة والتآكل الجمعي، مواكب لتحوّل مصيري في سايكولوجيا شعب ومسار بلد.

منذ انطلاقه من قسم «المنتدى» في البرليناله 2016، لفت «آخر أيّام المدينة» الأنظار. سيطر على الألباب والقلوب. انتزع جائزة «كاليغاري»، لتكرّ سبحة التجوال (أكثر من 70 مهرجاناً دولياً) والجوائز والتنويهات (الجائزة الكبرى، وجائزة لجنة تحكيم الشباب من «مهرجان نانت للقارات الثلاث» 2016، الجائزة الكبرى من «مهرجان نيوهورايزن السينمائي الدولي» 2016 في بولندا، أفضل مخرج في «مهرجان بوينس آيرس السينمائي الدولي» 2016، أفضل فيلم في «مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربي» 2016...). هكذا، أصبح أكثر فيلم مصريّ يحقّق حضوراً خارج بلده، ويُمنَع داخله، مع تراجع المهرجانات المحليّة عن برمجته.

للوهلة الأولى، يبدو شريطاً مفكّكاً، يلهث خلف نفسه. سرد حائر، مثقل بالتفرّعات (سيناريو تامر السعيد ورشا سلطي). لدينا المخرج الشاب «خالد» (خالد عبد الله) المنهك بتيمة البحث: عن فيلمه، عن شقّة جديدة، عن عبق مدينة يشهد انهيارها قبل «ثورة يناير»، عن حبيبة (ليلى سامي) تنشد الكينونة والحريّة الفرديّة والحب المعافى من آلاف القيود، عن نوستالجيا مخرجة مسرحيّة هاربة من الإسكندريّة (حنان يوسف)، عن راحة أمّ (زينب مصطفى) تحتضر في «مشفى السلام»، عن حقيقة عواصم (القاهرة وبيروت وبغداد) تتشارك الحال والمصير، رغم اختلاف النكهة واللبوس. ولكن، من قال إنّ درب الأسئلة الكبيرة مفروش بالورود والسرد التقليدي؟ قراءة «الآن» و«هنا» تفرض بنيةً من هذا النّوع، تحاول الإحاطة بكلّ شيء. هذا مأخذ في العادة، إلا أنّه ميزة هنا. نعم، بات التشظّي الذاتي والجمعي، وعشوائية العمران والنفوس، جزءاً أساساً من بطانة المدينة. كيف نروي الحقيقة عنها؟ في واقع الاضمحلال، وتغوّل التخلّف والتطرّف والجهل والقمع والاستبداد، ما طبيعة مشاعرنا تجاهها؟ خالد يتوسّل الأجوبة «وسط البلد»، كشاهد على العصر. يستمع إلى نقاشات أصدقائه المطوّلة حول عواصمهم.

تامر السعيد امتداد للجيل الأوّل من «السينما المصريّة الجديدة - المستقلّة» شغلاً ومعايشةً

«باسم» (باسم فيّاض) من بيروت، و«حسن» (حيدر الحلو) من بغداد، وطارق (باسم حجر) من بغداد ويعيش في برلين، كلّهم يتفقون على تزويده بفيديوهات من مدنهم، لإكمال فيلم عصيّ على ذلك. هو أنا أخرى alter ego لتامر ذاته. لا يمكن تحديد أين يبدأ أحدهما، ومتى ينتهي الآخر. تتداعى القاهرة أمام عينيه. تشيخ بفعل العسف والإهمال، لا القدم والتاريخ. الراديو يبثّ أخباراً عن إنجازات مبارك، مقابل تهتّك فظيع على كلّ المستويات. مظاهرات «كفاية» أحد مؤشّرات الانفجار القادم. حتمية الثورة آتية من احتقان النفوس، ونفاد الصبر. فرادة «آخر أيّام المدينة» في قبضه على هذه اللحظة النادرة، بأكثر حالاتها صدقاً وعفويةً، متجاوراً النبوءة المعروفة في «هي فوضى..؟» (2007) ليوسف شاهين وخالد يوسف، وتحسّر «زكي الدسوقي» (عادل إمام) على ماضٍ أنيق في «عمارة يعقوبيان» (2006) لمروان حامد. في الوقت نفسه، لم يقرن نفسه بغليان ميدان التحرير وما بعده، كما في عناوين لإبراهيم البطوط وأحمد عبد الله ويسري نصر الله وجيهان نجيم... مفضّلاً الغوص في السوسيولوجي المصري، وبوصلة القاع. لذا، يبقى صالحاً لأيّ زمن «استقرار» ظاهري بين الثورات والاحتجاجات الشعبيّة. يظلّ طازجاً، قابلاً للاستعادة في أيّ وقت. هكذا، يمكن فهم بعض أسباب التعنّت الرقابي المستمر.

بالعودة إلى خالد، يبدو السينمائي/ المثقف العربيّ صامتاً، عاجزاً عن فعل أو تغيير شيء، بل إنّه لا يبدي ميلاً لذلك، راضخاً لشيطان المراقبة والتوثيق. هل تكتفي العدسة بالتسجيل أم أنّ على صاحبها التدخّل/ الفعل لدى ضرب متظاهر أو تعنيف زوجة أمام عينيه؟ غير أنّه «يقاوم» بالإصرار على إنجاز الفيلم التائه. «يناضل» بحفظ ما تبقّى من مدينته الأثيرة، فيما العالم يتسرّب من بين يديه. «يكافح» بالصمود في وجه الفقد والقسوة، متشبّثاً بما تبقّى من حنان. ألسنا كلّنا نحبّ ونمقت مدننا في آن؟ ملهمة، خاطفة، دقيقة، حرجة كبهلوان يسير على حبل رفيع، تلك الأسلوبيّة التي يقترحها تامر السعيد في باكورته. يتداخل الروائي والتسجيلي حتى امّحاء الفاصل بينهما. حتى هو بات غير قادر على تمييز الحقيقة عن الخيال، والتلقائي المتفاعل مع المحيط عن المحضّر مسبقاً. هذه أعلى درجات التخييل والتشخيص في السينما. بلوغ العصب مرهق إلى أقصى حد. الابتكار شاق آكل للروح. صفاء يتطلّب دأباً نادراً في الصناعة. لفهم مزيج فريد كهذا، لا بدّ من العودة إلى تاريخ تامر السعيد ذاته. درس الصحافة في جامعة القاهرة، والإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما. تخرّج عام 1998 مع مرتبة الشرف، مشبعاً بحصيلة أكاديميّة، تجمع بين البحث والروي والتوثيق. عمل كمخرج مساعد مع أسماء مثل سمير سيف في «معالي الوزير» (2002)، وإبراهيم البطوط في «إيثاكي» (2005). تلوّن بين إخراج الإعلانات والتدريس. جرّب حقل الإنتاج في عدد من الشركات. بين عامي ١٩٩٤ - ٢٠٠٤، كتب وأنتج وأخرج عناوين قصيرة ووثائقية، منها «يوم الاثنين» (٢٠٠٤، 8 د. - جائزة لجنة التحكيم الخاصة من «مهرجان الساقية للأفلام القصيرة» في القاهرة 2005، أفضل روائي قصير في «المهرجان القومي للسينما المصرية» 2005، الصقر الفضي (مناصفةً) من «مهرجان روتردام للفيلم العربي» 2005...) عن تجدّد الشغف في علاقة فاترة بين زوجين (حنان يوسف وبطرس غالي)، و«غير خدوني» (٢٠٠٤، 53 د. - أفضل تسجيلي طويل، وجائزة «صلاح التهامي» من لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية العربية المنبثقة عن اتحاد السينمائيين التسجيليين في مصر، في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيليّة والقصيرة 2005) عن الاعتقال السياسي في المغرب خلال السبعينيات. هو امتداد للجيل الأوّل من «السينما المصريّة الجديدة - المستقلّة» شغلاً ومعايشةً. شارك في كتابة «عين شمس» (٢٠٠٨) مع إبراهيم البطوط، ورواه بصوته. ظهر في «هليوبوليس» (2009) لأحمد عبد الله. في عام 2007، أسّس «زيرو برودكشن» للأفلام المستقلة. أطلق مع آخرين «سيماتك مركز الفيلم البديل» في القاهرة. بعد عام، باشر التحضير لباكورته تحت اسم «فيلم طويل عن الحزن». استمرّ التصوير بين عامي 2009 – 2010، ليصبح «آخر أيّام المدينة» على اعتبار أنّه عنوان أكثر راحةً للمشاهد، كما أنّ فيه شيئاً من فصل الشتاء. بدأ التوليف عام 2012 (محمد عبد الجواد، فارتان أفاكيان، باربارا بوسيه)، إذ لم يكن الابتعاد عن الحدث، والتسمّر خلف طاولة المونتاج وارداً عام الثورة. بعد 25 نسخة تقريباً، أوّلها بطول 5 ساعات و40 دقيقة، توصّل السعيد وفريقه إلى الصيغة النهائية.

في التقنيّ، لا بدّ من الإشادة بتكامل الفريق. سينماتوغرافيا باسم فيّاض ذات اللون الأصفر، ما يحيل على الغروب والأفول حيناً، والاختناق حيناً آخر. حركة الكاميرا داخل جغرافيا، تعدّ كنز صور وكوادر. الاقتراب من الوجوه، بما يحقق زخماً شاعريّاً رفيعاً. التقاط الصوت وسط ضجيج القاهرة (صوت فكتور بريص، مكساج ميكائيل بار). الاستماع إلى الصمت ضمن صخبها (موسيقى اميلي لوغراند، فكتور مويس). الحصيلة فيلم من عيار الجواهر النفيسة والأحجار الكريمة. تاج السينما المصريّة الجديدة، وتكليل لبعض إنجازاتها، مثل «الخروج للنهار» (2012) لهالة لطفي، و«باب الوداع» (2014) لكريم حنفي، و«أخضر يابس» (2016) لمحمد حمّاد. مفصل شديد الأهميّة في نقلها إلى سماوات أعلى من الجمال والصفاء.

الأخبار اللبنانية في

01.05.2017

 

####

 

المخرج تامر السعيد يعلن موعد عرض "آخر أيام المدينة"

كتبت رانيا علوى

يعرض فى السابعة من مساء غد الخميس بتوقيت الإمارات فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد، وذلك فى إطار برنامج سينمائى بعنوان "عن جغرافيا عربية"، الذى تقام فعالياته بمنارة السعديات فى أبو ظبى.

ويشارك المخرج تامر السعيد فى ندوة تقام بعرض عرض الفيلم، كما يشارك تامر فى ندوة أخرى حول تمويل الأفلام العربية وذلك يوم الجمعة المقبل.

ونشر اليوم تامر السعيد على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك" موعد عرض الفيلم كما شكر المنظمين على الفعاليات، وكتب: "آخر أيام المدينة" هيكون فيلم الافتتاح للبرنامج الرائع عن جغرافيا عربية بكرة الخميس 4 مايو الساعة 7 مساءً فى منارة السعديات بأبو ظبى ويسعدنى إنى هاكون هناك للمناقشة بعد الفيلم، لو تعرفوا حد فى الإمارات يحب يشوف الفيلم ياريت تخلوه يعرف، كمان فى نفس البرنامج هاكون مشارك فى ندوة حول تمويل الأفلام العربية يوم الجمعة 5 مايو الساعة 4 بعد الظهر برده فى منارة السعديات، ويسعدنى أن يشاركنى الحوار فى الندوة صناع الأفلام نجوم الغانم ومهند البكرى، وأن يدير الندوة الصديق العزيز انتشال التميمى".

اليوم السابع المصرية في

03.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004