ملفات خاصة

 
 
 

"القاهرة السينمائي"

والتنكيل بآخر أيام المدينة: فشل قانوني

هشام أصلان

عن فيلم

«آخر أيام المدينة»

   
 
 
 
 

كِدتُ أتجاهل التدقيق في محتوى البيان الذي ظهر أمامي على حائط "فيسبوك"، لو لم ألمح أنه آت عبر صفحة المخرجة المصرية هالة لطفي. لفت نظري أسماء الموقعين وعددهم:

داود عبد السيد، خيري بشارة، علي بدرخان، يسري نصر الله، مجدي أحمد علي، عماد أبو غازي، أهداف سويف، إبراهيم عبد المجيد، أحمد عبد الله، أحمد مجدي، أمل الجمل، هالة القوصي، وهكذا حتى نحو مئتيّ اسم.

المسألة تتعلق باستبعاد إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيلم "آخر أيام المدينة"، للمخرج تامر السعيد، من المسابقة الرسمية للمهرجان، رغم تزكية لجنة المشاهدة.
الموقعون على البيان عبروا عن "انزعاجهم البالغ من القرار الذي اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي باستبعاد الفيلم من المسابقة الرسمية قبل أسابيع من موعد انطلاق المهرجان، وبعد أن قام المخرج بالاعتذار لبقية المهرجانات العربية التي طلبت الفيلم بالفعل، مفضلًا أن يعرضه في مهرجان مدينته"، في الدورة الجديدة للمهرجان تُفتتح 15 تشرين  الأول / نوفمبر.

"قصة ولا مناظر؟"

لطالما كانت أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أيام انفراجة كبيرة، لأناس كانوا يعيشون حقبة أجهزة الفيديو، قبل انتشار أطباق البث الفضائي (الدِش) والإنترنت وحتى الاسطوانات المُدمجة. كان الزحام يصل خدَّ غلق الشوارع المؤدية إلى دور العرض السينمائي، رغبة في مشاهدة أفلام لم تتعرض لمقص الرقيب. لهذا لم يقف مهرجان السينما في مصر عند النخبة بوصفها متلقياً مناسبًا لأفلام الجوائز.

في 1993، أُنتج فيلم "المنسي" لعادل إمام، تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة. خرج الجمهور من دار العرض يحمل أحد إيفيهات إمام المُخلدة: "الفيلم ده قصة ولا مناظر؟".

عادل إمام، الذي يحلو له بين حينٍ وآخر، نخز اليسار والمثقفين، وضع الإيفيه في مكانه تمامًا، مشيرًا لفناني الجوائز والمهرجانات بأن "الجمهور الحقيقي لا يُقبل على أفلامكم إلا لانتظاره مشهدًا ساخنًا". لكن هذا لم يمنع أنه كان هناك جمهور، عندما كانت هناك أفلام تعرض له.

في تداعيات ثورة يناير، وحالة الانفلات الأمني الشهيرة، تأثر كثير من الفعاليات، وباتت إقامة المهرجان صعبة. تأجل حينًا، ثم بدأ يقام "على الضيّق"، إن لم يكن بسبب القلق الأمني، فبسبب العوائق المادية. وانحسر عرض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في بعض شاشات العرض داخل ساحة دار الأوبرا المصرية.

وكان الناقد السينمائي المصري طاق الشناوي استرسل، تحت عنوان "مرثية لجيل قصة ولا مناظر"، في عرض لانسحاب شرائط الفيديو أمام انتشار "السي دي" و"الدي في دي"، وكيف لم يعد الواحد محتاجًا لأفلام المهرجان للترويح عن نفسه بمشهدين من هنا أو من هناك:

"كان الشارع المصري يعيش حالة عُرس شعبي. كل صالات السينما في البلد، وكان أغلبها في تلك السنوات تابعًا للدولة، تتهافت على أفلام المهرجان. وكان سعد الدين وهبة، رئيس المهرجان في فترته الذهبية، يتلقى اللعنات في خُطب الجمعة. لا أنكر بالطبع أن الجمهور كان يذهب أغلبه أو في جزء وافر منه إلى فيلم (مناظر) حتى لو كان ناطقاً باللغة الكورية.

الزحام الكثيف إذن، عند شاشات العرض، التي انحسرت داخل ساحة الأوبرا، لم يعد زحامًا جماهيريًا. هو زحام الصحافيين والسينمائيين وطلاّب أكاديمية الفنون، وبعض من جمهور شاب يهتم بالأمر. زحام، يكوّنه من لا تقف أسوار الأوبرا حائلًا نفسيًا بينه وبين داخلها، وهم قلّة بطبيعة الحال، بينما خارج الساحة، نسي المصريون أن هناك ما يسمى "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".

"بطل فيلم "آخر أيام المدينة" مخرج يعمل على تصوير فيلم يتناول الإحباط الذي ساد بين شباب الطبقة الوسطى في مصر، فضلًا عن حالة القبح التي سادت المدينة العريقة"

استبعاد السياسة
لستُ محررًا فنيًا. "الصحف المصرية تفصل بين صفحتي الثقافة والفن"، لذلك سألت الصديق خالد محمود، رئيس قسم الفن في جريدة "الشروق" المصرية، وهو بالمصادفة أحد أعضاء لجنة المشاهدة بالمهرجان:

ـ هل هناك دواع سياسية مثلًا لاستبعاد الفيلم؟

قال: لا، السبب الذي أعلنته إدارة المهرجان، أن الفيلم شارك في عدد من المهرجانات الدولية، وإن لم تكن مشاركاته في المسابقات الرسمية لتلك المهرجانات، وذلك بعد أن وعد مخرج الفيلم المسؤولين بعدم عرضه في مهرجانات خارجية حتى يعرض في القاهرة. خالد لم ينسَ أن يؤكد عدم اتفاقه مع استبعاد الفيلم.

ما طرأ على المدينة

الفيلم، بحسب ما نشرته بعض المواقع، يرصد التحولات التي طرأت على القاهرة، واختلاف مظاهرها الحضارية. بطل الفيلم مخرج يعمل على تصوير فيلم يتناول الإحباط الذي ساد بين شباب الطبقة الوسطى في مصر، فضلًا عن حالة القبح التي سادت المدينة العريقة وانتشار مظاهر التراجع الفكري بها، بينما يتقاطع، أثناء حسرته على مدينة أصابها التلوث في كل المجالات، مع اثنين من أصدقائه، أحدهما عراقي والآخر لبناني، حيث الاستغراق في الإسقاط على تطور الخط السلبي الممتد في الواقع العربي.

إدارة المهرجان، إذن، اتكأت على أن الفيلم شارك في مهرجانات عديدة، وبالتالي أصبح من غير اللائق، في رأيهم، أن يشارك في المسابقة الرسمية بالقاهرة، وهي نقطة لم يتجاهلها بيان الفنانين المتضامنين مع صُنّاع "آخر أيام المدينة":

"يتذرع منظمو المهرجان بأنهم لا يريدون مخالفة لائحته، وبالكلام عن اللوائح، ينبغي التأكيد أن صناع الفيلم لم يخالفوا أياً من لوائح المهرجان المنشورة على صفحته الرسمية ولم يشتركوا بالفيلم في المسابقة الرسمية لأي مهرجان من المهرجانات الأربعة عشر الكبرى المشار اليها في قائمة الـ FIAPF، والمثير للدهشة والريبة أن منظمي مهرجان القاهرة السينمائي في هذه الدورة، وفي الوقت الذي استبعدوا فيه "آخر أيام المدينة"، وافقوا على ضم أفلام أجنبية أخرى شاركت في نفس المهرجانات التي شارك فيها الفيلم المصري، بل إن الفيلم المغربي الإسباني "ميموزا"، المشارك في مسابقة المهرجان هذا العام، عرض للجمهور في بيروت في يوليو الماضي، في حين إن المهرجان قد طالب منتجي الفيلم المصري بعدم عرضه في المنطقة العربية والتزم صناع الفيلم بذلك".

الكيل بمكيالين

المشكلة الأكبر، التي تواجه صُنّاع الفيلم هي أن مشاركة الفيلم المصري في المسابقة الرسمية للمهرجان، يدعم فرصة عرضه للجمهور في دور العرض السينمائي. "لماذا المعاملة بمكيالين؟ ولماذا يُحرم الفيلم المصري من فرصة عرضه للجمهور في مصر؟ أو من فرصة الحصول على إحدى جوائز المهرجان؟ لماذا ترتكب مثل تلك الأخطاء في حق فيلم مصري لقي الحفاوة أينما حلّ، بينما لم ينل من مهرجان بلاده سوى التعنت والأذى، بعد تفويت الفرص عليه لعرضه في المهرجانات العربية الموازية؟"، يتساءل الموقعون على البيان، الذين، بالمناسبة، لم يشاهدوا الفيلم، ذلك أنه ليس مسموحًا مشاهدته قبل المهرجان إلا من قبل لجنة المشاهدة. يتساءلون البيان، ونتساءل معهم.

يبقى افتراض أن صُنّاع الفيلم خالفوا قانون المشاركة في المهرجان كما يقول مسؤولوه. في دردشة مع المحرر الفني المصري أحمد فاروق، لفت نظري إلى أن تطبيق هذا القانون لا يعني إلا أنك تستبعد فيلماً مصرياً من المسابقة الرسمية للمهرجان، على قلة الأفلام التي ترقى للمشاركة، فقط، لأنه اُحتفيَ به في مهرجانات عالمية أخرى!

العربي الجديد اللندنية في

01.11.2016

 
 

«الصحفيين» تطالب «القاهرة السينمائي»

بالتراجع عن استبعاد «آخر أيام المدينة»

كتب: علوي أبو العلا

نشر عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين محمود كامل عبر «فيس بوك»، بيانًا من اللجنة الثقافة من النقابة والتى طالب فيه مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ38 بالتراجع عن استبعاد فيلم «آخر أيام المدينة».

وجاء في البيان: «اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين تطالب مهرجان القاهرة السينمائي بالتراجع عن قرار استبعاد فيلم (آخر أيام المدينة) من المسابقة».

وأضافت اللجنة في بيانها: «تعرب اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين عن بالغ قلقها وانزعاجها من القرار الذي اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي باستبعاد فيلم»آخر أيام المدينة«للمخرج تامر السعيد من المسابقة الرسمية للمهرجان، وذلك قبل أسابيع من موعد انطلاق المهرجان وبعد أن قام المخرج بالاعتذار لبقية المهرجانات العربية التي طلبت الفيلم بالفعل مفضلا أن يعرضه في مهرجان القاهرة السينمائي.

وتؤكد اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين أن التذرع باللوائح التي لم تطبق على الجميع، لا يمكن أبدا أن يكون سببا في منع أحد صناع السينما المصرية الجدد، الذي احتفى به أكثر من مهرجان دولي من الوصول إلى الجمهور والمنافسة على جوائز المهرجان.

وتشدد اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين على كامل تقديرها واعتزازها بمهرجان القاهرة السينمائي ودوره في تصدير صورة إيجابية عن مصر بالخارج، من خلال دوره كواجهة للفن والثقافة في مصر وكذلك دوره كوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور.

وتعلن اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين عن تضامنها مع كافة أصوات كبار فنانى ومثقفى مصر الذين طالبوا إدارة المهرجان بإنصاف الفيلم والتراجع عن قرار استبعاده من المسابقة.

المصري اليوم في

01.11.2016

 
 

"الصحفيين" تطالب "القاهرة السينمائى"

بالتراجع عن استبعاد "آخر أيام المدينة"

كتب محمد السيد

أعربت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين عن قلقها وانزعاجها  من القرار الذى اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى باستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد من المسابقة الرسمية للمهرجان، وذلك قبل أسابيع من موعد انطلاق المهرجان وبعد أن اعتذر المخرج لبقية المهرجانات العربية التى طلبت الفيلم بالفعل مفضلا أن يعرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى.

وأضافت اللجنة فى بيان لها ، أن التذرع باللوائح التى لم تطبق على الجميع ، لا يمكن أبدا أن يكون سببا فى منع أحد صناع السينما المصرية الجدد، الذى احتفى به أكثر من مهرجان دولى من الوصول إلى الجمهور والمنافسة على جوائز المهرجان.

وشددت اللجنة، على كامل اعتزازها بمهرجان القاهرة السينمائى، ودوره فى تصدير صورة إيجابية عن مصر بالخارج ، من خلال دوره كواجهة للفن والثقافة فى مصر وكذلك دوره كوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور.

وأعلنت اللجنة عن تضامنها مع جميع أصوات كبار فنانى ومثقفى مصر الذين طالبوا إدارة المهرجان بإنصاف الفيلم والتراجع عن قرار استبعاده من المسابقة.

اليوم السابع المصرية في

01.11.2016

 
 

ماجدة واصف تكشف عن سبب منع عرض "آخر أيام المدينة"

بقلم - أمل صبحي

قالت الدكتورة ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي في مداخلة هاتفية ببرنامج "هنا العاصمة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة سي بي سي إن مشاركة فيلم "آخر أيام المدينة" في عدد كبير من المهرجانات جعلت مشاركته في مهرجان القاهرة ليست خاصة مشيرة إلى أنه كان من الأصوب أن يشارك فيلم "آخر أيام المدينة" في أقسام أخرى بالمهرجان.

وأوضحت أنه تم منع فيلم للمخرجة كاملة أبوذكري لمشاركته في مهرجان واحد فقط مشيرة إلى أن مهرجان القاهرة مهرجان دولي وهو أيضا ضمن أكبر14 مهرجانا على مستوى العالم وبالتالي هو ينافس مهرجانات أخرى شارك فيها "آخر أيام المدينة".

وأكدت أنه سيتم إعادة دراسة الوضع فيما يتعلق بمشاركة فيلم "آخر أيام المدينة" في المهرجان ولكنها لا تستطيع أن تعد بأي قرارات.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

01.11.2016

 
 

ثقافية الصحفيين تطالب "القاهرة السينمائي"

بالتراجع عن استبعاد فيلم "آخر أيام المدينة"

كتب – هشام صوابى :

أعربت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، عن بالغ قلقها وانزعاجها من القرار الذي اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي باستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة"، للمخرج تامر السعيد، من المسابقة الرسمية للمهرجان، وذلك قبل أسابيع من موعد انطلاق المهرجان وبعد أن قام المخرج بالاعتذار لبقية المهرجانات العربية التي طلبت الفيلم بالفعل مفضلًا أن يعرضه في مهرجان القاهرة السينمائي.

وأكد اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، أن التذرع باللوائح التي لم تطبق على الجميع، لا يمكن أبدًا أن يكون سببا في منع أحد صناع السينما المصرية الجدد، الذي احتفى به أكثر من مهرجان دولي من الوصول إلى الجمهور والمنافسة على جوائز المهرجان.

وشددت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، فى بيان لها، على كامل تقديرها واعتزازها بمهرجان القاهرة السينمائي ودوره في تصدير صورة إيجابية عن مصر بالخارج، من خلال دوره كواجهة للفن والثقافة في مصر وكذلك دوره كوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور.

وأعلنت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، عن تضامنها مع كافة أصوات كبار فنانى ومثقفى مصر الذين طالبوا إدارة المهرجان بإنصاف الفيلم والتراجع عن قرار استبعاده من المسابقة.

الوفد المصرية في

01.11.2016

 
 

ماجدة واصف عن “آخر أيام المدينة”: فيلم محروق

منة الله ناصر حجازي

قال تامر السعيد مخرج فيلم “أخر أيام المدينة”، إن الفيلم استغرق 10 سنوات في التصوير وإن إنتاجه إنتاج جماعي لمجموعة من الشباب، وتم عرضه في العديد من المهرجانات الدولية، مثل برلين، والأرچنتين، وهولندا، وآسيا، وتم الإتفاق مع أكثر من 60 مهرجان آخر، لعرضه وذلك حتى مايو القادم.

أضاف “السعيد” خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، خلال برنامجها “هنا العاصمة”، المذاع على فضائية “cbc”، مساء اليوم الثلاثاء، أنه اعتذر عن أكثر من 12 مهرجان عربي بسبب شروط مهرجان القاهرة السنيمائي، ولكن فجأة تم استبعاد الفيلم من المهرجان، دون أن يعلم صُناعه، والسبب الذي قدموه هو أنه تم عرض الفيلم في خمسة مهرجانات.

استنكر مخرج الفيلم أن يتم عرض الفيلم في الكثير من البلاد غير العربية ولم يتم عرضه داخل بلده، وأكد أنه قام بتأجيل عدد كبير من المهرجانات العربية بسبب اصراره على خروج هذا الفيلم من بلده مصر، التي يتحدث عنها خلال الأحداث، حيث يتحدث الفيلم عن رحلة مخرج شاب داخل مدينة القاهرة قبل ثورة 25 يناير، ورد على سبب استبعاده بأن جميع شروط القبول في مسابقة المهرجان تنطبق على الفيلم.

في سياق أخر، قالت ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، خلال مداخلتها الهاتفية للبرنامج، إن الفيلم متميز، ولكن خطأ إدارة المهرجان من البداية أنهم قاموا بإختياره لدخول المسابقة الدولية في مهرجان القاهرة، بالرغم من تفضيل الفيلم العربي-المصري على الفيلم الأجنبي، ولكن هذا الفيلم تم عرضه في أكثر من مهرجان خارج البلاد.

أضافت “واصف” أن التنقل من بلد إلى أخرى “حرق” الفيلم، وأننا أردنا أن نعطيه فرصة للمشاركة ولكن بهذا الشكل سنظلم فيلم “يوم للستات” للمخرجة كاملة أبو ذكري، حيث إنه لم يشارك سوى في مهرجان لندن، على عكس فيلم “أخر أيام المدينة”، وأكدت “واصف” على أن اللجنة تحاول أن تصل إلى حل نهائي لكي يتم عرض الفيلم، ولكن خارج المسابقة.

موقع "إعلام.أورج" في

01.11.2016

 
 

«آخر أيام المدينة»:

قصيدة في عشق مدينة تقهر أبنائها

محمد سيد عبد الرحيم

في فيلمه الجديد «آخر أيام المدينة» تتجلي علاقة خاصة بين مخرج الفيلم «تامر السعيد» ومدينته. وهي تشبه إلى حد كبير قول الشاعر الفرنسي «شارل بودلير» في ديوانه «سأم باريس»: «أحبك أيتها العاصمة سيئة السمعة». في هذا البيت الشعري، يقصد بودلير بالعاصمة باريس عاصمة فرنسا، بينما يقصد تامر السعيد بالمدينة – في عنوان فيلمه – القاهرة عاصمة مصر.

كلاهما – المخرج والشاعر – يحب مدينته ويتعلق بها، على الرغم من أن كلا منهما قد تحدث عن مدينته بقسوة، كاشفًا ما انتابها من تدهور من كل النواحي؛ الاجتماعية والبيئية والسياسية، والتي تنبئ عن وفاة وشيكة. وبرغم هذه القسوة في التناول فإن كلاهما يحب مدينته، حيث أفرد بودلير عشرات القصائد لحبيبته باريس، بينما أفرد السعيد حوالي خمس سنوات من عمره لعمل فيلم عن حبيبته القاهرة الجميلة. فرغم كل البثور التي تلطخ وجه القاهرة إلا أن جمالها ما زال هناك تحت هذا الركام من المساحيق التي تفشل في تجميلها فتحولها إلى وجه قبيح يطارد أبناءها.

وربما تكون هذه الأسباب وعلى رأسها هتاف «يسقط حكم العسكر» الذي نسمعه على شريط صوت الفيلم، والتدهور السياسي الذي يرصده الفيلم والذي ينخر كالسوس في العاصمة التي تمثل البلاد عامة، هي الأسباب الحقيقية وراء تراجع منظمي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن عرض فيلم «آخر أيام المدينة» ضمن فعاليات المسابقة الدولية، خاصة أن زعم منظمي المهرجان أن الفيلم لم يلتزم بلوائح المهرجان هي دعوى غير صحيحة بالمرة. وكأن تراجع المهرجان عن عرض الفيلم في فعالياته هو آخر حلقة من سلسلة لفظ هذه المدينة (القاهرة) لبطل الفيلم. والمفارقة أيضا تكمن في أن هذا الفيلم المتميز الذي يعتبر من أفضل الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية بعام 2016 والذي يتحدث عن القاهرة ويتغزل فيها حتى ولو عبر تبيان عيوبها، لن يُعرض في المهرجان السينمائي الدولي الذي يحمل اسم هذه المدينة (القاهرة).

والفيلم من بطولة الممثل المصري العالمي «خالد عبد الله» ومجموعة من الممثلين المخضرمين كحنان يوسف، وممثلين غير محترفين كمريم صالح وليلى سامي وعلي صبحي. وشارك المخرج في التأليف «رشا سلطي» وقد أشرف على الديكور مهندس الديكور الكبير «صلاح مرعي» والذي يعتبر هذا الفيلم آخر أفلامه، بينما صمم المناظر ياسر عبد الفتاح.

عن عهر مدينة تدعى القاهرة

فيلم تامر السعيد ينتمي أيضا إلى هذه الرومانسية التي كان بودلير ينتمي إليها حيث الحنين إلى الماضي، أي إلى ماضي هذه المدينة من ناحية العمارة الفرنسية والبلجيكية التي تميز منطقة وسط البلد التي تدور فيها أحداث الفيلم، وماضي أبطال الفيلم الذين يحكون عن ماضيهم وطفولتهم (أبلة فضيلة) وعن أهلهم (الأخت أو الأب) الذين فقدوهم، وعن أرواحهم التي تغيرت بسبب صيرورة الحياة التي تأكل الأخضر واليابس فلا تبقي شيئا على حاله، فتجعل أرواحهم تتسرب رويدا رويدا من أجسادهم بينما أعينهم الزائغة والتي لا تثبت أبدًا على شيء تعكس حالة التيه التي تأسرهم فلا يستطيعون الهرب منها، بينما ما يشدهم إلى خارج هذا التيه/المدينة هو خيط رفيع لا يكاد يُرى، تمامًا كأسطورة «مينوتور» الإغريقية حيث الطريقة الوحيدة لخروج البطل الإغريقي ثيسيوس من المتاهة هي خيط رفيع واهٍ.

إلا أن بطل الفيلم «خالد السعيد» – بالتأكيد اختيار الاسم ليس محض مصادفة حيث يستدعي اسم ضحية تعتبر ضمن أهم الأسباب التي فجرت ثورة 25 يناير – لا يستطيع أيضًا أن يهرب من متاهة النوستالجيا حيث تقول له إحدى الشخصيات: «أنت مصمم تعيش في اللي فات وتعيط عليه». فالماضي هو العصر الذهبي لهذه المدينة الذي يجب أن نبكي على ضياعه، خاصة أن هذه المدينة القاسية قد تغيرت لتعطي ظهرها لأبطال الفيلم جميعهم بعدما طالتها الحداثة التي اشتكى منها أيضا بودلير في «سأم باريس»، وهو ما يؤكده قول إحدى الشخصيات لبطل فيلم «آخر أيام المدينة»: «عِنادك في حب القاهرة قاسٍ، زي ما تكون غدرت بيك أو خانتك». نعم، هي الحبيبة التي غدرت ببطل الفيلم وخانته لتتحول إلى غانية تفتح رجليها لكل من هب ودب أو بالأحرى لكن الفاسدين الذين يسيطرون عليها ويستغلونها ويجعلونها ملكًا لهم وحكرًا عليهم.

أشباح وأشباه مدن

يحكي الفيلم عن المخرج «خالد» الذي يعيش في مدينة القاهرة، وبالتحديد في منطقة «وسط البلد»، والذي يحاول صنع فيلمٍ ولكنه يفشل في إنهائه ككل شيء حوله، فهو لا يستطيع إيجاد شقة مناسبة بنفس المنطقة خاصة أنه مضطر لترك الشقة التي يسكن بها، ولا يستطيع أن يتخلص من حبه القديم الذي يطارده، حيث يرى حبيبته بين الحين والآخر بالصدفة أو بافتعال الحجج، بل أن المخرج يؤكد على حالة (عدم الإنجاز) هذه حينما يقطع أغلب المشاهد قبل أوانها وكأنها هي الأخرى لا تنتهي نهاية معتادة/طبيعية، بل يتم قطفها قبل نضوجها، وفوق ذلك يجعل بطله لا يستطيع إكمال حديثه بشكل عام حيث يفشل في إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن نفسه، وهو بذلك يخفق في التعبير عن نفسه ومشاعره وعمله وسكنه وصداقته … إلخ.

وبذلك يتحول البطل إلى شبح في هذه المدينة التي تنتشر فيها الأشباح أكثر من الآدميين، حيث يشاهد ما يحدث حوله ويحاول أن يسجله عبر كاميراته بدون أن يتدخل، أي بدون أن يكون فاعلًا في هذا المجتمع الذي يعيش فيه، وهو ما أظهره مخرج الفيلم – بحرفية وشاعرية وحركة كاميرا قلقة كقلق وتردد البطل نفسه والمدينة والمجتمع الذي يغلي وكأنه فوق فوهة بركان – في موقفين؛ حينما كان يضرب أحد الرجال امرأة، وحينما كانت الشرطة تضرب وتعتقل أحد الشباب أثناء إحدى المظاهرات، وكلاهما رمز للأبوية التي تسيطر وتقمع المجتمع بداية من النظام السياسي وحتى المنزل مرورا بالشارع والعمل … إلخ.

ولكن هذا لا يمنع البطل من أن يحلم بمستقبل أفضل لمدينته ولنفسه. وعلى الرغم من أن أحلامه الشخصية جد بسيطة إلا أن هذه المدينة لا تلبي أحلامه أو حتى تبشر بتلبيتها كرغبته في أن يسكن في شقة في وسط البلد «أوضة وصالة بس أعيش فيهم» على حد قوله. ورغبته في أن يكون حرا في الحب أو مثلما تقول له حبيبته «نفسي ابوسك في الشارع» إلا أنها تستطرد فتقول وكأنها ترد على استنكار خفي ولكنه زاعق «احنا مبنعملش حاجة غير أننا بنستخبي». وجملتها تلك تعبر تمام التعبير عن كل شخصيات الفيلم الذين لا يفعلون شيئا سوى الاختباء ودفن رؤوسهم في الرمال هربا من الواقع الأليم حتى تحولوا إلى أشباح في مدينة تلفظ أنفاسها الأخيرة لتتحول إلى مقبرة.

يعتبر الفيلم هو تغريدة القاهرة الأخيرة قبل رحيلها، ويعتبر أيضا قصيدة في عشق مدينة يحبها مخرج وبطل الفيلم بحلوها ومرها، بجمالها وقبحها، بالأمل الذي يشرق فلا يستغرق أكثر من دقائق، ومصيرها المجهول الذي يحيط بها من كل جانب منتظرا الفتك بها تماما كأخواتها من بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء وبنغازي.. والقائمة تطول. هذه المدينة التي تفتك بأبنائها وببطل الفيلم فتجعله مثلما يقول أحد شخوص الفيلم الذي يشير إلى عدم قدرته على إنهاء فيلمه «أنت بتلف في دواير».

ربما دار مخرج الفيلم «تامر السعيد» في دوائر لفترة طويلة ولكنه أخيرا أستطاع أن ينهي فيلمه بعد ثورة اندلعت بعد شهور من أحداث الفيلم لتعطي لهذه المدينة نوع من الصحوة أو ما يشبه التنفس الصناعي الذي بث فيها الروح من جديد إلا أن هذه الصحوة لم تستمر طويلا ليعود حال القاهرة على ما هو عليه من موات. فهل تكون الأيام القادمة هي «آخر أيام المدينة» أم ستبعث هذه القاهرة من جديد كطائر العنقاء لتقهر من يعبثون بها ولترتدي ثوبا جديدا يليق بجوهرة الشرق؟

موقع "إضاءات" في

01.11.2016

 

####

 

"الصحفيين" تطالب "القاهرة السينمائى" بالتراجع عن استبعاد "آخر أيام المدينة"

كتب محمد السيد

أعربت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين عن قلقها وانزعاجها  من القرار الذى اتخذته إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى باستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد من المسابقة الرسمية للمهرجان، وذلك قبل أسابيع من موعد انطلاق المهرجان وبعد أن اعتذر المخرج لبقية المهرجانات العربية التى طلبت الفيلم بالفعل مفضلا أن يعرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى.

وأضافت اللجنة فى بيان لها ، أن التذرع باللوائح التى لم تطبق على الجميع ، لا يمكن أبدا أن يكون سببا فى منع أحد صناع السينما المصرية الجدد، الذى احتفى به أكثر من مهرجان دولى من الوصول إلى الجمهور والمنافسة على جوائز المهرجان.

وشددت اللجنة، على كامل اعتزازها بمهرجان القاهرة السينمائى، ودوره فى تصدير صورة إيجابية عن مصر بالخارج ، من خلال دوره كواجهة للفن والثقافة فى مصر وكذلك دوره كوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور.

وأعلنت اللجنة عن تضامنها مع جميع أصوات كبار فنانى ومثقفى مصر الذين طالبوا إدارة المهرجان بإنصاف الفيلم والتراجع عن قرار استبعاده من المسابقة.

اليوم السابع المصرية في

01.11.2016

 
 

السينما يقدمها: حسام حافظ

المسموح والممنوع.. في مهرجان القاهرة السينمائي

بيان من الفنانين يطالب بإعادة فيلم "آخر أيام المدينة" للمسابقة الدولية

أصدر ما يزيد علي 300 من فناني ونقاد السينما بياناً حول استبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" عبروا خلاله عن انزعاجهم البالغ من قرار مهرجان القاهرة. خاصة ان المخرج تامر السعيد اعتذر للعديد من المهرجانات العربية مثل دبي وقرطاج من أجل عرض فيلمه في مهرجان مصر. ولكن مهرجان الوطن خذل المخرج الشاب وعاقبه بما لا يستحق والأغرب من ذلك لم يعاقب الفيلم المغربي الفرنسي "ميموزا" الذي تم عرضه في 12 مهرجانا ومازال مشاركاً في المسابقة الرسمية للمهرجان!! 

أكد البيان ضرورة دعم الأفلام المصرية كهدف أصيل لمهرجان القاهرة الذي تحول إلي جهة غير مسئولة وغير مدركة لدورها لذلك يطالب الموقعون بإعادة الفيلم للمسابقة الرسمية للمهرجان. ومن الموقعين علي البيان: داود عبدالسيد وعلي بدرخان وخيري بشارة ومجدي أحمد علي وأسامة فوزي ومدحت العدل وعماد أبوغازي وكاملة أبوذكري وأحمد عبدالله وسامي السيوي وأنسي أبوسيف وشريف البنداري وهالة لطفي وعرب لطفي وكريم حنفي وصفاء الليثي وأمل الجمل وأمل رمسيس وعايدة الكاشف ومحمود لطفي ونورا أمين وعشرات غيرهم. ويلاحظ ان المخرجة الكبيرة كاملة أبوذكري مخرجة فيلم الافتتاح "يوم للستات" تضامنت مع حق المخرج تامر السعيد في عرض فيلمه في المسابقة الدولية. 

وكان مهرجان القاهرة السينمائي قد ذكر في بيان رسمي ان الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان شاهد الفيلم في مهرجان برلين وأعجبه ولهذا السبب قرر اشراكه في برنامج "افاق السينما العربية" ولكن المخرج تامر السعيد طلب عرضه في المسابقة الرسمية ووافق رزق الله علي ذلك بشرط عدم عرض الفيلم في مهرجانات أخري. فوافق المخرج ولكنه قال إنه اتفق مع بعض المهرجانات لعرضه "ثلاثة أو أربعة" ولكن المهرجان فوجئ بعرض الفيلم في "قرابة" العشرة مهرجانات جميعاً يسبق عرض مهرجان القاهرة لذلك قررت إدارة المهرجان رفع الفيلم من قائمة أفلام المسابقة الرسمية. 

وقالت الناقدة صفاء الليثي عضو لجنة اختيار أفلام مهرجان القاهرة: لقد أحسست بالفخر بعد مشاهدة فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد. وقلت أخيراً يوجد فيلم مصري مشرف ينافس بقوة في المسابقة الرسمية. وقمت باختيار الفيلم بحماس. وعدم إدراجه ضمن أفلام المسابقة يمثل احباطاً لي لأن رأيي ورأي الزملاء لم يحترم.. واعتقد أن المشاهد المصري من حقه رؤية أحداث الأفلام قبل أن تعرضها المهرجانات العربية الأخري.. انني أطالب بإعادة الفيلم ليمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة. 

وأوضح المخرج أمير رمسيس موقفه وقال: أتمني ان يعرض الفيلم في مهرجان القاهرة ولو خارج المسابقة. ولا أري ان لائحة المهرجان تمنع عرض الفيلم ولا يوجد مهرجان يعمل باللائحة فقط وإلا كنا أتينا بموظف من وزارة الثقافة لإقامة المهرجان. كذلك أري ان تصرف إدارة المهرجان به شيء من الغضب الذي لم أكن أتمني أن يكون بهذا الشكل. وأري ضرورة عرض الفيلم ولو خارج المسابقة ليشاهده الجمهور المصري. 

####

.. وتعليق من د . أمل الجمل

هل يمكن استبعاد الفيلم الأجنبي كما حدث مع المصري؟

تذكرت رأي المخرج ستيفن ناتنسون الداعي للتضامن مع السينما العربية وحزنت عندما قارنته بقرار رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الغامض باستبعاد الفيلم المصري "آخر أيام المدينة" لتامر السعيد من مسابقة المهرجان القاهري في حين تفتح الأبواب وتسخر كافة الأساليب الترويجية والتسويقية أمام الأفلام الأجنبية. وكأنهم يُعاقبون المخرج المصري المستقل تامر السعيد الذي قدم في فيلمه "آخر أيام المدينة" أنشودة رثاء عذبة وجميلة وعمل بصري موسيقي يأخذ القلب عن مدينتنا "القاهرة" والذي عُرض في برلين بقسم موزاي للمسابقة الدولية ونال جائزة "كاليجاري" ومن تلك اللحظة بدأت رحلة الفيلم الطويلة مع الجمهور الأجنبي والمهرجانات الدولية مثله مثل أي فيلم أجنبي يتميز بمستوي فني وفكري عالِ. 

ورغم ذلك عندما واتته الفرصة للعرض في بلده ولأهله فإن مسؤولي مهرجان القاهرة السينمائي فضلوا عليه الفيلم الأجنبي وتحيزوا للأخير واستخدموا معايير مزدوجة ومازالوا يتساهلون مع الأجنبي حتي لو كان تم عرضه تجارياً في بعض المناطق العربية وهو ما يتضح من الأفلام المختارة للمشاركة بالمسابقة الدولية للقاهرة فالأسباني "ميموزا" عرض في أكثر من 15 مهرجانا وعرضا تجارياً في لبنان يوليو الماضي؟ والجزائري "حكايات قريتي" عُرض بمهرجان عنابة ببلاده. في حين عُرض الصربي "زوجة طيبة" في 19 مهرجان قبل القاهرة. فلماذا سياسة الكيل بمكيالين؟؟ وأيهما أحق بالرعاية والدعم» الفيلم المصري الذي يصارع من أجل البقاء أم الفيلم الأجنبي؟ هل قرار ماجدة واصف رئيس القاهرة السينمائي باستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" كان يمكن أن يصدر بحق فيلم أجنبي؟ وإذا حدث بالفعل فكيف سيكون رد فعل صُناع الفيلم الأجنبي؟ أليس من حقهم رفع الأمر إلي اتحاد المنتجين الدولي وتقديم شكوي ضد القاهرة السينمائي الدولي الذي يتراجع عن قراراته ووعوده والتزاماته. ويتخلي عن تطبيق عادل وشفاف للائحة؟ 

لم تعد القضية تقف عند حدود فيلم "آخر أيام المدينة". لكنها تتعلق بكل فيلم مصري علي مستوي فني عال أُنتج خارج شروط ومنظومة السوق التجاري القاسية التي تقتل أي فن مغاير. وهذا يحدث منذ سنوات والنماذج عديدة منها "الأبواب المغلقة" لعاطف حتاتة الذي اشترطوا عليه عدم المُشاركة في سالونيك. فرفض المخرج المساومة. وتكرر الأمر مع آخرين ومنهم المخرج الكبير داوود عبد السيد. فهل نقضي علي الفيلم المحلي كما سبق وقضينا علي القطن المصري طويل التيلة والأرز المصري والسكر المصري والصناعة والزراعة المصرية.. 
السؤال الأخير» هل فات الأوان أن يُصلح منظمو المهرجان خطأهم ويعيدوا الفيلم إلي المسابقة الدولية؟ من الواضح أن اللوائح تسمح لان الفيلم لم يخالفها إطلاقاً. وفكرة أن يتواجد ثلاثة أفلام مصرية داخل المسابقة ليس أمرا استثنائيا. ولا يخالف اللائحة فالمهرجانات العريقة أحيانا تشارك بأربعة أفلام. كما أنه يمكن زيادة عدد أفلام المسابقة إلي 17 أو إلي 20. 

####

أبيض وأسود .. صورة مصر

اندهشت من قرار مهرجان القاهرة باستبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" من المسابقة الرسمية. وسبب الدهشة ان الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان كان متحمساً للفيلم بعد مشاهدته في مهرجان برلين في فبراير الماضي. وقال البيان الصادر عن المهرجان إن الفيلم عرض في "قرابة" 10 مهرجانات قبل مهرجان القاهرة. والحقيقة ان عرض الأفلام علي هامش المهرجانات "وليس في المسابقة الرسمية" يخدمها في الجانب الدعائي فقط. ولكن في حالة فيلم تامر السعيد اشراك فيلمه في مسابقة مهرجان القاهرة يخدم صورة مصر السياسية والفنية أمام ضيوف المهرجان وأمام العالم أيضاً.

ولابد فى البداية من التأكيد علي قيمة وقامة الناقد والإعلامي الكبير يوسف شريف رزق الله. فهو علي المستوي الإنساني مثال للرقي والتحضر وعلي مستوي الخبرة السينمائية علي قمة خبراء السينما في بلدنا كما أنه من أكثر النقاد خدمة للثقافة السينمائية. وعن طريق التليفزيون جعل أسماء مثل "كان" و"الأوسكار" مثل شهرة فريقى ريال مدريد وبرشلونة في أوساط الشباب.. لذلك فإن موقفه من فيلم "آخر أيام المدينة" فتح الباب للقول بتدخلات أمنية لمنع الفيلم للاساءة لهامش الحريات في مصر.. وهو أمر كنا في غني عنه لو أدركنا "المعني السياسي" لإشراك مثل هذا الفيلم في مسابقة مهرجان القاهرة .. هل نستطيع القول إن مهرجان القاهرة ناجح سينمائياً وفاشل سياسياً !! .

من ناحية أخري لابد من التذكير بأننا نعيش في مصر أجواء معركة حقيقية ضد قوي الظلام والتطرف ولم يتم حسم تلك المعركة والدليل دعوة التظاهر والخروج إلي الشوارع في 11 نوفمبر. 
إلي جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تحتاج فتح الأبواب السياسية والفنية للتخفيف من حدتها.. أضف إلي ذلك ان مؤتمرا ضخماً من أجل الشباب أقيم منذ أيام في شرم الشيخ من أجل دعم وتشجيع الشباب في جميع المجالات وإذا بمهرجان القاهرة يغلق بابه في وجه واحد من شباب هذا الوطن اسمه تامر السعيد فهل رسالة مؤتمر شرم الشيخ لم تصل حتي الآن لمهرجان القاهرة؟

نقطة أخيرة لا تقل أهمية وهي ضرورة احترام قرار لجنة المشاهدة باختيار الفيلم لدخول مسابقة المهرجان. لذلك اتمني من د.ماجدة واصف وأستاذنا يوسف شريف رزق الله إعادة النظر في قرار منع الفيلم. عن طريق الحوار والمناقشة الهادئة مع كافة الأطراف داخل إدارة المهرجان.

الجمهورية المصرية في

02.11.2016

 
 

ماجدة واصف‏:‏

التوقيعات لن تعيد آخر أيام المدينة إلي القاهرة السينمائي

شريف نادي

أكدت د‏.‏ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي أن محاولات جمع التوقيعات لعودة فيلم آخر أيام المدينة إخراج تامر السعيد والذي كان مقررا عرضه في الدورة‏38‏ قبل أن تتم الإطاحة به بسبب مشاركته في مهرجانات أخري‏,‏ لن تجدي خاصة أن قرار خروجه من المسابقة الرسمية كان نهائيا ولا عودة فيه‏,‏ وأن استبعاده ليس لكوننا نحب أو نكره فيلما بعينه‏,‏ ولكن لأن هناك أمورا وقعت كان لا ينبغي أن تحدث‏,‏ وإذا كان هناك خطأ فهو لأننا قبلنا الفيلم من البداية خاصة أنه شارك في عدة مهرجانات‏.‏

وأضافت في تصريحات لـالأهرام المسائي أنها تحدثت مع رئيس اتحاد المنتجين الدوليين ومدير مهرجان كان للتحدث حول هذا الأمر وكان رأيهم مطابقا لموقف المهرجان, مؤكدة أنه لا توجد أي مشكلة مع العمل وإلا كنا لن نقبله منذ البداية, ولكن كان عليه أن يعي جيدا قيمة المكان وأهميته, واحترامه, وكلنا نسعي في الوقت الحالي لأن نعيد لهذا المهرجان مكانته واحترامه والالتزام بلوائحه, وبالتالي فإن مسألة عودته باتت منتهية خاصة أن برنامج المهرجان في المطبعة حاليا.

وحول تضامن كاملة أبو ذكري مخرجة فيلم يوم للستات بطولة إلهام شاهين والمشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان أيضا, قالت إن كاملة لم يتم توضيح الأمر لها بشكل جيد, خاصة أن إدارة المهرجان حرمت فيلم يوم للستات من المشاركة في أي مهرجان آخر حتي يعرض في مهرجان القاهرة, ولهذا كان من الأولي لفيلم مصري أن يحتفظ لبلده بالعرض الأول.

وكان عدد من المخرجين والفنانين قاموا بحملة توقيعات لعودة الفيلم مرة أخري إلي المسابقة الرسمية بالمهرجان بعد استبعاده, وكان بينهم داود عبد السيد, خيري بشارة, علي بدرخان, مجدي أحمد علي, أسامة فوزي, مدحت العدل, عماد أبو غازي, أحمد عبد الله, وعمرو سلامة.

الأهرام المسائي في

02.11.2016

 
 

إدارة المهرجان: أغلقنا ملف الفيلم نهائيًا

توابع أزمة «آخر أيام المدينة»

كتبت - دينا دياب:

كشفت أزمة منع عرض فيلم «آخر أيام المدينة» ضمن مسابقات الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، العديد من الأزمات داخل المهرجان، فالأزمة ليست فى عرض الفيلم أو منعه، لكنها فى ازدواجية القرارات المأخوذة داخل إدارة المهرجان، والتى تسببت فى إصدار بيان من السينمائيين بشأن هذا الفيلم بشكل خاص، وبشأن المهرجان بشكل عام.

البيان الموقع من 154 سينمائيًا رافضين موقف إدارة القاهرة السينمائى الدولى التعامل بهذا الشكل مع الفيلم، ورافضين فكرة اتخاذ قرار يترتب عليه مواقف والرجوع فى القرارات دون أى اعتبار.

< المخرج داوود عبدالسيد أول الموقعين على البيان، وصف قرار منع عرض الفيلم بالقرار «المرتبك»، من إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وقال إن إدارة المهرجان لم يكن عليها أن تأخذ القرار وتخبر المخرج بعدم المشاركة فى أى مهرجان آخر، إذا لم يكن لديها القدرة على عرض الفيلم.

وأضاف «عبدالسيد» أن الأزمة ليست فى منع عرض الفيلم أو قبول عرضه، ففى النهاية هذا أمر من شأن إدارة المهرجان ولجنة مشاهدة الأفلام ومن حقها أن توافق أو ترفض لكن الأزمة فى اتخاذهم قراراً يحرم صناع العمل من عرض الفيلم بالمهرجانات العربية وبالفعل كان من المقرر أن يعرض فى مهرجان قرطاج ومهرجان دبى، لكن المخرج رفض لارتباطه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، لأن اللائحة ترفض عرض الفيلم فى مهرجان بنفس الإقليم، وكان من الممكن أن يكون لديه عروض متفق عليها من قبل. واختتم «عبدالسيد» قائلا: الالتزام هو الأزمة الحقيقية التى واجهت صناع الفيلم، وتواجه المهرجان الآن.

< المخرج على بدرخان أشار إلى أن توقيعه على هذا البيان هو اعتراض على التعامل بهذا الشكل مع الأفلام المشاركة فى المهرجان، وأضاف «بدرخان» أن الأزمة ليست فى كونه فيلمًا مصريًا أو عربيًا أو دوليًا فهذا الأمر كنا سنعترض عليه أيًا كانت جنسية الفيلم المشارك، وأضاف «بدرخان» أنه يجب التعامل مع النماذج الشابة فى مصر بشكل أكثر مرونة، ومساعدة المواهب الحقيقية فى الصعود والارتقاء لمستوى المشاركة فى المهرجانات، وأضاف أن مهرجان القاهرة السينمائى لابد أن تضاف له لجان خاصة بالشباب فقط على غرار الملتقى العربى وسينما الغد، وأن يولى اهتمامًا خاصًا بالمواهب، بالإضافة إلى أن ما حدث مع فيلم «آخر أيام المدينة» يجعل أى مبدع يفكر قبل المشاركة فى عرض الفيلم فى المهرجان، وهذه أزمة لأن مهرجان القاهرة السينمائى بالنسبة للمصريين هو أهم مهرجان سينمائى فى البلد إذا فقدوا المصداقية والأمل فيه، سيكون أثره سيئًا للغاية، ولذا أرجو النظر بشىء من المرونة.

<مهندس الديكور أنسى أبوسيف قال: إن توقيعه على البيان جاء بسبب استيائه الشديد لما قيل عن قرار مشاركة الفيلم والتراجع بشكل غريب، فكيف لمهرجان عالمى أن يتراجع فى قراراته بهذا الشكل، خاصة أن الفيلم حقًا تمثيل محترم للسينما المصرية، وكان الأولى بإدارة المهرجان أن تأخذ قرارًا بعرضه خارج المسابقة الرسمية من البداية احتفاء بأن هناك فيلمًا مصريًا «شرف مصر»، مثلما يحدث مع قائمة عرض الأفلام التى شاركت فى مهرجانات والتى تعرض على هامش المهرجان مثل "اشتباك"، و"حرام الجسد" وغيرهما، لكن القرار بعدم عرض الفيلم لأنه لم يخضع للائحة قرار ظالم.

يذكر أن البيان الذى أصدره السينمائيون تضمن عدة نقاط كان أبرزها انزعاجهم من عرض الفيلم فى المهرجان قبل أسابيع من موعد انطلاقه، وبعد أن قام المخرج بالاعتذار لبقية المهرجانات العربية التى طلبت الفيلم بالفعل مفضلاً أن يعرضه فى مهرجان مدينته التى يحتفى بها الفيلم.

وأشاروا فى البيان إلى مسئوليتهم فى دعم أحد صناع السينما المصرية الجدد الذى احتفى به كل مهرجان دولى ذهب إليه وأيضًا من مسئوليتنا تجاه مهرجان القاهرة الذى نعتز به كثيرا والذى يتحول بسبب قرارات كهذه إلى جهة غير مسئولة تتخلى عن دورها كواجهة لفن وثقافة البلد وكوسيلة لدعم وتشجيع المواهب الجديدة وتقديمها للجمهور، يتذرع منظمو المهرجان بأنهم لا يريدون مخالفة لائحته ولذا استبعدوا الفيلم، لكنهم تناسوا أن اللوائح تُوضع لتحقيق الأهداف السالفة الذكر، لا للقضاء على فيلم أو حرمانه من الوصول إلى جمهوره، وبالكلام عن اللوائح ينبغى التأكيد أن صناع الفيلم لم يخالفوا أى من لوائح المهرجان المنشورة على صفحته الرسمية ولم يشتركوا بالفيلم فى المسابقة الرسمية لأى مهرجان من المهرجانات الأربعة عشر الكبرى المشار إليها فى قائمة الـFIAPF، والمثير للدهشة أن منظمى مهرجان القاهرة السينمائى فى هذه الدورة فى الوقت الذى استبعدوا فيه فيلم «آخر أيام المدينة» - فجأة ومن دون مبرر - فإنهم قد وافقوا على ضم أفلام أجنبية أخرى شاركت فى نفس المهرجانات التى شارك فيها «آخر أيام المدينة» بل إن الفيلم المغربى الإسبانى «ميموزا» المشارك فى مسابقة المهرجان هذا العام قد عرض للجمهور فى بيروت فى يوليو الماضى فى حين أن المهرجان قد طالب منتجى الفيلم المصرى بعدم عرضه فى المنطقة العربية والتزم صناع الفيلم بذلك، فلماذا المعاملة بمكيالين؟ ولماذا يُحرم الفيلم المصرى من فرصة عرضه للجمهور فى مصر أو من فرصة الحصول على إحدى جوائز المهرجان؟ لماذا ترتكب مثل تلك الأخطاء فى حق فيلم مصرى لقى الحفاوة أينما حل بينما لم ينل من مهرجان بلاده سوى التعنت والأذى بعد أن تسبب فى تفويت الفرص عليه لعرضه فى المهرجانات العربية الموازية.

وطالب السينمائيون بالتراجع عن هذا القرار الظالم وإعادة الفيلم إلى المسابقة الدولية بالمهرجان والسماح له بتمثيل مصر كما مثلها فى المهرجانات السابقة التى شارك بها أفضل تمثيل.

ومن ناحية أخرى قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الامتناع عن أى تصريحات بشأن أزمة فيلم « آخر أيام المدينة» وقال: الدكتورة ماجدة واصف أصدرت قراراتها بعدم التصريح إعلاميًا عن هذا الأمر على الإطلاق، سواء عبر الموقع الرسمى للمهرجان أو أي من أفراد إدارة المهرجان، مشيرًا إلى أن ردهم على الأزمة يكفى بما قيل بالمؤتمر الصحفى الخاص بالمهرجان بأن الفيلم لم يحترم قوانين المهرجان وعرضه بالقاهرة السينمائى لا يمكن بعد أن تم «حرقه إعلاميا».

الوفد المصرية في

02.11.2016

 
 

السينمائيون والنقاد يطالبون

بإعادة «آخر أيام المدينة» لمهرجان القاهرة

كتبت ـ مريم عاطف

مازال فيلم »آخر أيام المدينة« للمخرج تامر السعيد، الذى تم استبعاده من المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته القادمة، يثير غضب العديد من المثقفين والسينمائيين،

وحتى الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعربوا عن استيائهم من موقف إدارة المهرجان، ويرونه «غير مقنع»، رغم صدور بيان جاء فيه على لسان المدير الفنى للمهرجان يوسف شريف رزق الله أنه طالب مخرج الفيلم بأن يتوقف عن إرساله للمهرجانات الأخري، لحين عرضه فى مهرجان القاهرة، طبقا لمعايير يحددها ويشرف عليها الاتحاد الدولى للمنتجين، وبعدها فوجئ بمشاركة الفيلم فى قرابة عشر مهرجانات، جميعها يسبق موعد »القاهرة السينمائي«، ومن هنا لم يكن أمام إدارة المهرجان إلا إرسال اعتذار للمخرج عن المشاركة.

ماجدة واصف رئيس المهرجان قالت إنها شاهدت الفيلم وكانت سعيدة به، وبالفعل كان هناك إجماع على اختياره، واستبعاده كان بسبب مواصلة المخرج إرساله الى كل مهرجانات العالم، فى حين التزمت المخرجة كاملة أبو ذكرى التى تشارك أيضا فى المسابقة الرسمية فى المهرجان بفيلم «يوم للستات»، واعتذرت لمهرجان مونبلييه لأنها احترمت مهرجان بلدها الدولي.

من ناحيته، قال مخرج الفيلم تامر السعيد: «سعدت بكل ردود الأفعال والدعم الذى لم أتوقعه، ولا أعلم حتى الآن سبب استبعادى حيث إننى لم أخالف أيا من لوائح المهرجان، ولم اشترك فى أى مسابقة رسمية لأى مهرجان دولى من المهرجانات الأربعة عشر الكبرى المشار إليها فى قائمة الاتحاد الدولى لمنتجى الأفلام، المدهش أن منظمى القاهرة السينمائي، فى الوقت الذى استبعدوا فيه فيلم «آخر أيام المدينة» ـ فجأة ودون مبرر - قد وافقوا على ضم أفلام أجنبية أخرى شاركت فى نفس المهرجانات التى شارك فيها »آخر أيام المدينة«.

تصريحات المسئولين فى المهرجان، لم تقنع المثقفين والسينمائيين، بل زاد الهجوم على إدارة المهرجان، حيث أعربت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين عن انزعاجها، وقالت فى بيان لها، إن التذرع باللوائح التى لم تطبق على الجميع، لا يمكن أبدا أن يكون سببا فى منع أحد صناع السينما المصرية الجدد، وأعلنت اللجنة عن تضامنها مع جميع أصوات كبار فنانى ومثقفى مصر الذين طالبوا إدارة المهرجان بإنصاف الفيلم والتراجع عن قرار استبعاده من المسابقة.

كما أعرب أكثر من 280 مثقفا فى بيان عن انزعاجهم من قرار إدارة المهرجان، حيث قال المخرج داود عبدالسيد : لا ينبع هذا الانزعاج من موقفنا من الفيلم الذى لم نشاهده بعد - بل من مسئوليتنا فى دعم أحد صناع السينما المصرية الجدد وأيضا من مسئوليتنا تجاه مهرجان القاهرة الذى نعتز به كثيرا والذى يتحول بسبب قرارات كهذه إلى جهة غير مسئولة تتخلى عن دورها كواجهة لفن وثقافة البلد.. وكانت المفاجأة هى إدراج اسم كاملة أبو ذكرى فى البيان الموقع من المثقفين، رغم منافستها فى المسابقة الرسمية بفيلمها.

بينما قالت الناقدة صفاء الليثى المشاركة فى لجنة اختيار الأفلام بالمهرجان، إنها أحسست بالفخر بعد مشاهدة فيلم »آخر أيام المدينة« وتنفست الصعداء، أخيرا فيلم مصرى مشرف ينافس بقوة فى المسابقة الرسمية، وقالت إن عدم إدراجه قد أحبطها، أما الناقدة د. أمل الجمل تساءلت : ماذا عن الفيلم المغربى »ميموزا« المشارك فى المسابقة الرسمية، وتم عرضه فى بيروت فى السينما فى يوليو الماضي، بالإضافة لعرضه فى عدة مهرجانات دولية، فى حين تم استبعاد فيلم من مهرجان بلدها رغم أنه لم يعرض فى أى مهرجان أو قاعة عرض فى الشرق الأوسط.

الأهرام اليومي في

03.11.2016

 
 

«آخر أيام المدينة»!

مجدي الطيب

في 13 أكتوبر الماضي، أرسلت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خطاب اعتذار للمخرج الشاب تامر السعيد جاء فيه: {دفعنا الإعجاب بفيلمك {آخر أيام المدينة} إلى اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين (15 إلى 24 نوفمبر 2016)، ذلك رغم مشاركته حتى تاريخ اتصالنا بك في شهر أغسطس الماضي في سبعة مهرجانات دولية. وطلب منك الأستاذ يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، التوقف عن إرسال الفيلم إلى مهرجانات أخرى إلى حين عرضه في مهرجان القاهرة، لكن فوجئنا بعد هذا الاختيار والإعلان عنه بمشاركته في خمسة مهرجانات دولية أخرى: جيدينيا في بولندا، ريو في البرازيل، لندن في إنكلترا، شيكاغو في الولايات المتحدة، وأخيراً في مونتريال بكندا، بذلك يأتي عرض الفيلم في مهرجان القاهرة في ذيل هذه القائمة، ما يعتبر نوعاً من الإساءة إلى سمعة المهرجان. وبناءً على ذلك اتفقنا على الاعتذار عن عدم تقديم الفيلم في الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان}.

لكن إدارة المهرجان ارتكبت، في رأيي، خطأ جسيماً عندما اكتفت بإرسال الخطاب إلى المخرج من دون إعلان ذلك للرأي العام، وهو ما أتاح الفرصة للمخرج، وأطراف أخرى مقربة منه، للتفاوض والسعي إلى إقناع إدارة المهرجان بالتراجع عن القرار. وفي اللحظة التي أيقن المخرج خلالها أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، واستشعر إصرار الإدارة على موقفها، واستحالة تغيير قرارها، بدأ الهجوم بعدما أصدر بياناً صحفياً في الخامس والعشرين من أكتوبر أكّد فيه أن {إعلان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اختيار الفيلم للمشاركة في مسابقته الدولية كان بمثابة لحظة فارقة في مسيرته لنا جميعاً كصانعين وقيمين على توزيعه في مصر، ولفريق العمل الذي لم يدخر جهداً على مدار سنوات عشر حتى خرج عملنا إلى النور. منذ أول عرض عالمي له في مهرجان برلين الدولي في فبراير الماضي، ونحن نتطلّع بفارغ الصبر لأن يلتقي الفيلم بالجمهور في مصر. وإيماناً منّا بأن مهرجان القاهرة هو أفضل انطلاقة له في منطقتنا العربية، كون القاهرة مدينته التي يحاول أن يعبر عنها، اعتذرنا على مدار الأشهر الماضية عن عدم قبول دعوات عدة تلقاها الفيلم للمشاركة في الغالبية العظمى من المهرجانات السينمائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. غير أننا، وبكل أسف، نعلن أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تراجعت عن اختيارها {آخر أيام المدينة} للمشاركة في المسابقة الدولية، كما سبق وأعلنت}.

في تبريره لما حدث قال المخرج إن المهرجان اتخذ قرار عدم قبول الفيلم {بحجة مشاركة {آخر أيام المدينة} في عدد كبير من المهرجانات الدولية (قبل) مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في حين كان واضحاً أن الرفض، حسب خطاب الاعتذار، جاء بسبب نكوص المخرج عن الاتفاق المبرم بينه وبين المدير الفني للمهرجان، وهو ما أوضحه البيان الذي أصدره المهرجان رداً على ما سماه {مغالطات كان من الضروري الرد عليها}، فقد جاء في البيان: {طلب المدير الفني من المخرج أن يتوقف عن إرسال الفيلم إلى المهرجانات الأخرى إلى حين عرضه في مهرجان القاهرة، ذلك احتراماً لحجم وقيمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكان رد المخرج تامر السعيد الموافقة، مع توضيح أنه كان اتفق فعلاً على المشاركة في عدد محدود من المهرجانات (ثلاثة أو أربعة كما ذكر) إلا أنه (وبعد الاتفاق) فوجئ المهرجان بمشاركة الفيلم في قرابة العشرة مهرجانات، جميعها يسبق تاريخه موعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومنها ما يقل كثيراً في التاريخ والقيمة، وكأن فريق الفيلم يضع مهرجان القاهرة في ذيل قائمة اهتمامه!}.

في هذه النقطة تكمن الأزمة، في رأيي، فالمهرجان رأى في إصرار المخرج على قبول دعوات جديدة لعرض الفيلم أو مشاركته في أية مهرجانات أخرى (بعد الاتفاق)، تقليلاً من قيمة المهرجان، بينما كانت قناعة المخرج بأن الاتفاق {يلزمه بأن يكون عرض الفيلم في المسابقة الدولية للمهرجان هو العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقط}، وهو ما نفاه بيان المهرجان جملة وتفصيلاً بقوله: {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليس مهرجاناً إقليمياً، ولا ترتبط عروضه بشرط العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا}. وفي سياق ليس بعيداً بدا غريباً أن المخرج يوحي، في بيانه، وكأن {الغيرة أكلت المهرجان من نجاح الفيلم}، وهو ما وضح في قوله: {فوجئنا في الأسبوع الماضي، وعقب النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في مهرجان لندن السينمائي الدولي، ومن دون أي إنذار من إدارة المهرجان، بخطاب الاعتذار الذي أشرنا إليه}، بل إنه يلقي باللائمة على المهرجان {لأن التراجع عن الاتفاق، والرفض المفاجئ لمشاركة الفيلم بعد قبوله، حرمه من فرصة العرض والمشاركة هذا العام في أية مهرجانات سينمائية في هذه المنطقة من العالم!}.

ارتكبت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خطأ كبيراً عندما تكتّمت على خطوة إرسالها خطاب الاعتذار في وقت مبكّر، من ثم فقدت زمام المبادرة، وارتضت أن تصبح أمام الرأي العام {رد فعل} ليس أكثر. لكن الخطأ الفادح يتمثل في الفقرة الكاشفة التي جاءت في بيان الرد، وتقول بالحرف: {حيث إن الفيلم شارك في عدد كبير من المهرجانات منذ عرضه الأول، اقترح المدير الفني على مخرجه المشاركة ضمن برنامج {آفاق السينما العربية}، الذي يضمّ مجموعة من أفضل إنتاجات السينما العربية الحديثة، إلا أن المخرج رفض الاقتراح، (واشترط) أن تكون مشاركته ضمن المسابقة الدولية للمهرجان. وتمت الموافقة على هذا الشرط}! فالمهرجانات كبيرة القيمة والقامة والمكانة لا ينبغي لإداراتها أن تذعن لشروط أو تخضع لطلبات، وعليها أن تكون صاحبة {اليد العليا} في قراراتها، خصوصاً أن الامتثال للشروط التي يمليها {البعض} لم يكن مقصوراً على تامر السعيد وحده، بل كانت سابقة مع النجمة إلهام شاهين، منتجة {يوم الستات} وبطلته، التي وافقت على مشاركة فيلمها في المسابقة الدوليّة للمهرجان، في دورته الثامنة والثلاثين، لكنها {طلبت} أن يُعرض في الافتتاح أيضاً!

ليس عجيبا في هذه الحال أن تصبح المعالجة الخاطئة لأزمة استبعاد {آخر أيام المدينة} سبباً في المعركة التي احتدمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتهام المهرجان من {الفيسبوكيين} بأنه {يكره النجاح} و{يعرقل مسيرة مخرج شاب}، بينما يدخل بيان الشركة المنتجة في روع من يقرأه بأن {الفيلم ضحية}، و{الكفاح مستمر} وإلا فكيف نفسر الجملة التي اختتم بها البيان وجاء فيها: {لا يسعنا الآن إلا أن نواصل العمل حتى يعرض الفيلم في مصر، مؤمنين بحق الجمهور في مشاهدته. فنحن لن نشعر بالقيمة الحقيقية لفيلمنا مهما حقق من نجاح في الخارج إلا حين يُعرَض في بلده ولأهله وجمهوره من المصريين}.

الجريدة الكويتية في

04.11.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004