ملفات خاصة

 
 
 

لقاء مع تامر السعيد وخالد عبدالله في برلين:

"آخر أيام المدينة" محاولة للبقاء أميناً للتجربة واللحظة

برلين - هوفيك حبشيان

عن فيلم

«آخر أيام المدينة»

   
 
 
 
 

كشف المخرج تامر السعيد مساء الأحد الماضي عن باكورته الروائية الطويلة، "آخر أيام المدينة"، في مهرجان برلين السينمائي السادس والستين(قسم "فوروم")، بعد عقد كامل من البحث المتواصل عن نصّ مثالي يعكس علاقته بمدينته القاهرة بكل أطيافها. طوال عشر سنين، أبصر عدد غير قليل من النسخ النور، لكن أياً منها لم تسد جوع السعيد وتوقه الى رسم صورة مغايرة للسينما المصرية، فظلّ يحاول إلى أن اكتملت الرؤيا الشاملة.

ينم "آخر أيام المدينة" عن حسّ في الاختبار والتيه المتعمد في متاهات التعبير، نتلسمه من خلال شخصية خالد (خالد عبدالله)، وهو مخرج يحاول صنع فيلم يأتيه بأجوبة شافية عن أسئلة ترافقه منذ فترة وتوقظ في داخله أشياء يخالها المرء ماتت الى الأبد. خالد هذا يعاني مشكلات عدة، يبحث عن شقة، أمه ترقد في المستشفى، ومَن يَحب لا يستطيع إقامة علاقة سوية معها. في حين يغلي الشارع القاهري غلياناً، والأجواء ضاغطة، والحال الاجتماعية في ذروتها. الفيلم عن الثابت والمتحول، الدال والمدلول، عن الانجذاب والنفور في علاقتنا بأماكن عيشنا. نجد أنفسنا في بقعة مرّت فيها ثورة - منذ تصوير السعيد -، الا انها لم تغيّر شيئاً. يتجوّل الفيلم في ضمائر ومدن وفي خواطر شلّة من الشباب يتصدون لرتابة الواقع، فيخرج النصّ عن اطاره القاهري، في اطلالة على وحدة الحال العربية من بيروت الى بغداد، وهذا كان ممكناً الاستغناء عنه. بيد ان العمل الطموح الذي يحمل في داخله قدراً من الصدق، يغوي حتى بنقاط ضعفه التي هي هنات الفيلم الأول المتعطش الى جمع كلّ شيء كأنه الفيلم الأخير. ملفات عدة ينشغل بها "آخر أيام المدينة": المرأة والحبّ والأمومة ومظاهر التدين المنتشرة، وأخيراً وليس آخراً السينما، داخلاً اليها من باب النقاشات المرتجلة بين المخرجين العرب الذين ينقلون الفيلم الى أمكنة أخرى لا تختلف كثيراً عن مكانه الأصلي.

·        ¶ تعمل على هذا الفيلم منذ وقت طويل، لماذا تطلّب منكَ هذه المدّة كلها؟

- تامر السعيد: تعترض صناعة الفيلم صعوبات كثيرة. لم يكن سهلاً أن أحظى بالأشخاص المناسبين للعمل وإياهم. التعاون مع الآخرين يطلب منك أن تلتقي معهم على رؤية مشتركة، وهذا يستدعي عدم التسرّع. في مصر، صناعة سينما عملاقة، وهناك بنية تحتية تسمح للتيار السائد بالعمل بفاعلية. لكنك لن تحظى بتلك البنية التحتية اذا قررتَ إنجاز فيلم خارج ذلك الاطار. نواجه صعوبات أثناء إنجاز الفيلم قد لا يصادفها مخرجون في لبنان أو المغرب مثلاً. عدم وجود صناعة قوية في لبنان مثلاً يسمح للمخرج بأن يتمتع بحرية أوسع، اذ ليس هناك تيار قوي يعمل ضده. جزء من الفكرة كيف نخلق بنية تحتية تتيح إنجاز الفيلم. صرفتُ الكثير من الجهد والوقت لتوفير هذه البنية. ثم هناك دائماً هاجس أن تفشل أقلّ وتتنازل أقل. الأفلام تحتاج فريقاً كاملاً يكمن خلفها، ماكينة كبيرة. اكتشف هذا الآن هنا في برلين. من دونها لا نصل. لذا، اضطررنا أن نكون نحن الماكينة. اشتغلتُ في كل شيء في الفيلم، وكذلك الشباب. أتى الفيلم في لحظة حاول فيها أن يمسك الشعور الذي ساد بين 2009 و2010 ومفاده أنّ حدثاً مصيرياً لا بدّ أن يقع.

·        ¶ قد يُقرأ الفيلم اليوم بطريقة مختلفة. أجدكَ تعود إلى أصل الموضوع، إلى ما قبل "فشل الثورة"...

ت. س.: لا أدري إن كنتُ سأوافق على تعبير "فشل الثورة". الأمر برمّته عبارة عن تحوّل. كان ثمة محطتان: قبل اللحظة وبعدها. أحياناً، قد نرى الأشياء من منظار شخصي. وقد يتطلّب الأمر وقتاً لاستيعاب لحظة التحوّل الكبرى. يسرّني أن تحظى مشاهدته بأكثر من تأويل. الشيء الوحيد الذي أودّ تأكيده أنني لم أرد فيلماً مرتبطاً بحدث سياسي. كنت أخشى أنّ يفقد صداه مع زوال الحدث.

·        ¶ أجدكَ شاهداً على ما يجري من حولك. استوقفني مشهد المرأة التي تتلقّى الضرب، ولمحت فيك اختزالاً لمعضلة تقديم المساعدة إليها أو تصوير المشهد. كيف تلقيت الشخصية التي تؤديها؟

خالد عبدالله: يختزل المشهد صعوبة يواجهها المرء في عمله حين يعجز المحيط عن المساعدة. شخصية خالد غيرت حياتي. لم أعد أعلم أين ينتهي خالد في الفيلم وأين أبدأ أنا. لستُ أدري أكان هو على الشاشة أم هذا الخليط المتجانس من العلاقة بيننا كفريق. إنّها محاولة الإنتاج الجماعية التي جعلت كلّ تلك الأشياء تتحقّق. في الجانب الشخصي، لا ينفكّ خالد يحاول الإمساك بأشياء لا تكفّ عن الإفلات من يده. كالمدينة والشعور والحاجات المتبادلة مع الأصدقاء. مشهد ضرب المرأة لا يختلف كثيراً عن مشهد طبيب يعمل في مستشفى قذر، ويُشتَم حين يحاول تحقيق أي شيء صح. إنّها محاولة إمساك الخيط في شكل أو آخر. المحاولة صعبة. هذه من الأشياء التي جعلت الفيلم رناناً أكثر ممّا كنّا نتصوره. البحث عن الشيء المستحيل كان مهماً لنا. أتفق مع ما قاله تامر حول الصعوبات التي حالت دون إنجاز الفيلم بأسرع وقت. وأضيف إليها أنّ الفيلم أمانة. الموسيقى، تفاصيل العمل، العلاقة الروحية بيننا كأفراد، عناصر جعلته بمنزلة الأمانة. جاء هذا كله في لحظة تغيير رهيبة، ليس في مصر فحسب، بل في المنطقة، والفيلم برمته محاولة ليبقى المرء فينا أميناً للتجربة واللحظة.

·        ¶ لنعد قليلاً الى الخلف: اخبِرني كيف تمّ التصوير والمونتاج. وفي أي سنة؟

- ت. س.: بدأتُ أفكّر بالفيلم منذ 2006. حينها توفى والدي وشبّ حريق مسرح بني سويف. غمرني إحساسٌ ملحٌّ بضرورة عمل شيء. كنت أريد اخراج ما في داخلي. في أواخر 2005، جرت ما سُميت أوّل انتخابات رئاسية أدّت إلى فوز حسني مبارك. آنذاك، شهدت مصر تظاهرات حاشدة ولاح شعورٌ بأنّ النهاية قريبة. في الآن عينه، تملّكتني رغبةٌ في تصوير القاهرة من زاوية مختلفة. أراها مدينة "فوتوجينية"، تختلط فيها الدهشة والسحر والتلقائية بكثير من القسوة، ولكن ما إن نضعها على الشاشة حتى تزول تلك الخلطة. ثم، عملتُ سنة مع رشا سلطي (تشاركا كتابة السيناريو)، أمضيناها ونحن نأخد قصص الأصدقاء. لم تكن هناك حبكة. أردتُ خوض مغامرة السرد. وحين انطلقت رحلة التنفيذ، بدأتُ أواجه الواقع. كان الأمر صعباً: فيلم في القاهرة من دون إمكانات وموازنة، وهو الأول لي وللكثير من العاملين فيه. أي أنني أُصنَّف ممن لا يملكون خبرة، ومن المعرَّضين لارتكاب الأخطاء. أحدٌ لا يثق بك، وهذا يعني أنّك لن تحصل على المال.

- خ. ع.: يهمني أن أقول اننا لم نقم بشيء اعتبرناه صحيحاً، وهذا أعظم ما أنجزناه! الاصرار أساسي في الفيلم، وثمة هذا الجمال الذي يُقال له شرارة الإبداع. عموماً، أروع لحظات التمثيل هي التي تحدث بالخطأ. اللحظة العفوية المرتجلة. والفيلم محاولة بحث عن اللحظات المرتجلة هذه في كلّ شيء، وليس على الشاشة فحسب.

- ت. س.: باسم فياض وحيدر حلو صديقاي منذ سنوات. أردتُ أن يشكّلا وخالد صداقة حقيقية تتيح إمكان التواطؤ. عملنا معاً لسنة تقريباً، وكانوا جزءاً من حياة بعضهم البعض. جمعتهم الصداقة والمغامرة.

- خ. ع.: أصبحنا أصدقاء "معركة الفيلم"، لكنّ ما يجمعنا يفوق الصداقة الموقتة. استطعتُ استرجاع المنطقة العربية من خلال خالد. أنا المولود في اسكتلندا، الناشئ في لندن. أوشكتُ قبل الفيلم على فقدان المنطقة العربية. كان الأمر مؤلماً. مصر كانت جزءاً مني ومن أهلي، إلا أنني في النهاية لم أعثر فيها على صديق أو فرصة عمل. أتاح لي الفيلم اللقاء بناس هم أهلي في السينما. لم أكن أعرف أصدقاء الفيلم ولا "شلّة السينما المستقلة" في العالم العربي. كنتُ بعيداً. عموماً، حدثت نقلة لافتة في السنين العشر الأخيرة بما يخصّ السينما العربية. الفيلم من وجهة نظري، يمسك هذه اللحظة واللحظة التي نعيش فيها الآن. انظر مثلاً في مشوار كلّ هؤلاء الذين بدأوا أمس، أين أصبحوا اليوم!

·        ¶ هناك في الفيلم خطابٌ خفي يتعلّق بالسينما وما ينبغي أن يُصوَّر. كيف دخل هذا الخطاب الى الفيلم؟ هل كان مقرراً في السيناريو؟

- ت. س.: لم نصوّر مشهداً واحداً بعد الثورة. المشهد الارتجالي بين الأربعة مثلاً، حدث في ميدان التحرير قبل الثورة بسنة. لم نكن نعرف أنّ شيئاً كبيراً سيحدث في هذا الميدان، وأنظار العالم بأسره ستحطّ عليه. كنتُ أعلم أنّ ما أفكّر فيه موجود، ولا أملك السبيل للوصول إليه. أنا ممتن جداً للناس الذين واففوا على خوض مشروع مبهم معي. لم نكن نعرف عن الدرب شيئاً. بَدَونا كمن نمشي ونمشي ونمشي والعالم من حولنا ظلمة. في كلّ مرة كان السؤال: "أنتَ متأكّد من أننا نسير على الطريق الصحّ؟"، فتضطر إلى الكذب!

·        ¶ شعرتُ بجوّ حاد من الضغط والتوتّر. كأننا في آلة ضغط تكاد تنفجر في كل لحظة. يا للمفارقة أنّ الانفجار وقع بعد الفيلم وأنتَ لم تصوّره!

- ت. س.: الفيلم عن اللحظة التي تسبق الثورة وليس عن الثورة نفسها. صوّرتُ نصف يوم بعد الثورة ولم أزجّ بالمَشاهد في الفيلم. أو بشكل أدق، صوّرتُ بضع لقطات في برلين بعد الثورة، وحصل هذا لأسباب لوجستية، ذلك انني لم استطع الحصول على تأشيرة للتصوير فيها قبل الثورة. لم أرد فيلماً يخفت وهجه فور انتهاء الحدث. أتعامل مع الفيلم على أنّه لا يُفترض أن يتضمن رسائل سياسية مباشرة. أمقت البروباغندا في السينما، حتى لو خدمت التيار الذي أنتمي إليه. في الحالين، أراها إهانة للسينما. مسؤولية الفيلم الوحيدة أن يبقى فيلماً، هذه مسؤوليته الوحيدة. وهذا يعني ان عليه ان يستعمل الصورة والصوت بطريقة خلّاقة للتعبير عن لحظة أو موقف من العالم.

·        ¶ الأفلام التي مثّلتَ فيها بدت مكتوبة في شكل لا تستطيع أحياناً الخروج منه. ألم تلمس فارقاً وأنت تمثّل في هذا الفيلم. وكيف تعاملتَ مع الوضع؟

- خ. ع.: أنجزتُ الكثير من الأدوار المرتجلة، منها دوري في "يونايتد 93" و"المنطقة الخضراء". كانت هناك قاعدة، لكننا ارتجلنا المواقف. معدل اللقطة بين 15 و36 دقيقة. على العكس، بتُّ أشتاق إلى التزام السكريبت (ضحك). "عدّاء الطيارة الورقية" كان الوحيد الذي يستند الى سيناريو.

- ت. س.: يجب القول أيضاً ان ثمة فارقا كبيرا بين أن ترتجل وأنتَ تملك الإمكانات والمال، وأن ترتجل وأنتَ لا تملك شيئاً حتى الخبرة.

·        ¶ ولكن، هل يمكن القول إنك أعدت كتابة الفيلم خلال المونتاج؟

ت. س.: كان للفيلم نسخات عدّة وُصفت بالمقبولة في المهرجانات الدولية، وإنما لم أشعر بالاكتفاء. كان ثمة شيء ناقص، وفي لحظة وقعتُ على هذه النسخة، قلت: "هوَ ده"!

·        ¶ أخبرني قليلاً عن القاهرة. أجدها شخصية أساسية في الفيلم، صوّرتها من زاوية لم تستهلكها السينما. استوقفني مشهد القاهرة عند الفجر، حيث السيارة تسلك طرق المدينة النائمة.

ت. س.: أرى القاهرة مزيجاً من العنف المكتوم والسحر الخفيّ. وجود باسم فياض في الفيلم كان حاجة أساسية لي. تجمعنا ذائقة مشتركة ودرجة عالية من التفاهم، إضافة إلى كونه يمتلك عيناً ماهرة تقتنص التفاصيل. كان المهم أن نحافظ في طريقة عملنا على درجة من "الطزاجة"، بحيث تتلاقى علاقة خالد المزدوجة مع القاهرة باللقطة المصوّرة. أعود إلى مشهد السطوح مثلاً (مشهد ضرب المرأة). بينما كنت أمنتج، انطرح السؤال: إلى أي حدّ يمتلك خالد الحقّ في أن يصوّر؟ ليس في ذلك دفاعٌ عن هذا الآخر، بل حاجة إلى إثارة تساؤلات تتعلّق باستعمال الكاميرا في شكل عام والمكان المناسب لالتقاط الصورة. هذا انسحب عليّ أيضاً وعلى كيفية تصويري القاهرة. كلّ ما أردته أن تتداعى الأفكار عند المُشاهد ويشعر بأنّه في قلب التجربة المتعلّقة بالمدينة.

·        ¶ ماذا عن إشكالية الدين، الصلاة، الأذان، وكل هذه الصورة المتدينة للقاهرة وناسها...؟

- ت. س.: مشهد اطلاق صوت الدعاء في المصعد، على سبيل المثل، حصل معي شخصياً وأنا أبحث عن شقة. للآخرين مطلق الحرية في الإيمان والتديّن. المشكلة في التديّن الظاهري الذي لا يعكس سوى مستوى التفكير السطحي. ازدواجية السلطتين الديكتاتورية والدينية تلغي كل بديل، في مقابل التركيز على تقديم الهوية سواء الدينية أو القومية. الأمران وجهان لعملة واحدة. في الأخير، كلّ ما أريده هو أن أكون مواطناً وتتوافر لي ظروف التعايش مع المجتمع.

·        ¶ شعرتُ أن خالداً شخصية تعاني غربة المكان. حتى عملية البحث عن منزل، لها رمزيتها. كأنّ لا مكان له. لا مكان مثالياً يشبهه.

- ت. س.: أنت شخصياً، ألا تشعر انك غريبٌ في بيروت؟ (ضحك). ثمة في تجارب المدن خصوصية، ولا سيما حين تكون صاخبة ومجنونة مثل القاهرة. هذه تجربة قاسية. من المَشاهد التي أتأثر فيها، مشهد خالد وهو يقابل ليلى قرب السيارة. شعرتُ كم أنّ الشارع عامل ضغط، لا يتيح لهما فرصة اللقاء. خالد شخصية سينمائية خالصة، أراه عالقاً، يعاني العجز في إيجاد مَخرج. حتى الوقت يقف ضدّه ويحول دون انطلاقته.

- خ. ع.: جزء من صعوبة الدور أن تترك المُشاهد يتعاطف معك أو أقلّه لا ينفر منك. الجمهور عموماً يتعاطف مع البطل الخيّر او الشرير، ولكن من الصعب جداً استدراجه بشخصية لا تتحرك، ولا تحبّ نفسها ولا تتصدى لمشكلاتها. هذا كان صعباً من ناحية التمثيل والمونتاج. توجد نسخ عدّة، في إحداها تودّ لو تضرب البطل وتصرخ في وجهه: "افعل شيئا ما!". كان على كلّ هذه الخيوط في الفيلم أن تُمسَك.

- ت. س.: يرتبط الأمر أيضاً بنوع الرجال في الفيلم. نتكلّم على مجتمعات طافحة بالذكورية، فكان أساسياً البحث عن نموذج الرجل المتفلّت من ويلات الذكورة والبطريركية. اقصد الرجل المتصالح مع ضعفه. إنّه أيضاً تحدي التوجّه إلى الجمهور.

- خ. ع.: من الصعب تقديم شخصية لا يريد المتفرج التمثل بها. لا أعرف اذا هناك أحد يريد أن يكون مثل خالد، ذلك ان كلّ شخص يخاف أن يكون فعلياً مثله، وانه فاشل رغم المحاولات.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

18.02.2016

 
 

أفلام مصرية في البرليناله - الدعم يعزز الحرية

وفاء البدري

السينما المصرية حاضرة هذه السنة بخمسة أفلام في الدورة السادسة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي – البرليناله. جميع الأفلام المشاركة من إنتاج مستقل، فكيف يتعاطى صناع السينما مع التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية؟

تشارك السينما المصرية هذا العام بخمسة أفلام بين قصير وطويل، منها الروائي والوثائقي أو التجريبي. والأفلام المشاركة هي فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد والممثل خالد عبد الله، وفيلم "فتحي لا يعيش هنا بعد الآن" للمخرج ماجد نادر والفيلم القصير "EXPIRED“ للمخرج إسلام كمال، وفيلم "ذاكرة عباد الشمس" للمخرجة الشابة مي زايد، بالإضافة إلى مشاركة الفنانة البصرية هبة أمين بفيلم قصير بعنوان "كما تحلق الطيور".

وما يلفت الانتباه هو أن معظم الأفلام المشاركة هي إنتاج مستقل، حيث ابتعدت شركات الإنتاج الضخمة وكذلك مؤسسات الدولة عن إنتاج الأفلام، التي تصل إلى المهرجانات العالمية.

تجربة في حب المدن

في طابور الانتظار الطويل للحصول على تذكرة يظهر تحت اسم الفيلم على الشاشة "كامل العدد" لأول أيام العرض. لم يكن هذا غريبا، فمن الواضح أن كثيرين يودون مشاهدة الفيلم الذي استغرق إنتاجه تسع سنوات كانت بينها 5 سنوات من الثورة المصرية.

في سرد متنام إلى نوستالجيا متحققة يتناول "آخر أيام المدينة" قصصا واقعية لشخصيات يعيشون في وسط البلد بالقاهرة، حيث تتقاطع قصة البطل "خالد عبد الله" مع أصدقاء له مخرجين يعيشون بمدن أخرى هي بغداد وبيروت وبرلين.

يقدم الفيلم في خطوط متوازية متقاطعة قصصا لحب المدن بالرغم من قساوتها وضجيجها في بعض الأحيان. الفيلم تجربة ذاتية لمخرجه تامر السعيد ويقوم بدوره خالد عبد الله، فيما يظهر باقي أبطال الفيلم بشخصياتهم الحقيقية ليمزج الفيلم ما بين الرواية والواقعية. عبد الله، الذي شارك في أفلام هولودية قبل أن يعود ليعيش في مصر يقول في لقائه مع DW "الفيلم أعاد لي مصر التي كنت على وشك فقدانها"، وعن وسط القاهرة "أحبها وتخنقني أحيانا كما في الفيلم".

"الحواجز موجودة لتخطيها"

خالد عبد الله له تجربة مميزة أيضا العام الماضي حيث ترشح فيلم "الميدان"، الذي شارك فيه للأوسكار. وعن حرية الإبداع في ظل الظروف الحالية بمصر تحدثت DW معه فقال "الحواجز موجودة لنتخطاها، فروح المحاولة هي تحد يواجه جيلنا في منطقتنا، والتجريب هو إنجاز في حد ذاته".وبينما يؤكد السعيد أنالأفلام ليست بيانات سياسية، يقول "بالتأكيد تتأثر السينما بالأوضاع في مصر فهي جزء من المجتمع وتسير في نفس الاتجاه الذي تسير فيه كل القطاعات في مصر. ولكن الفن يأخذ مساحته بطريقته ولا يوجد من يملك أن يمنح الفن مساحات جديدة".

وعن تجربتهما في إنتاج هذا الفيلم يوضح السعيد في لـ DW "لقد احتجنا إلى حرية لإنتاج فيلم في قالب جديد، فاضطررنا للإنتاج بأنفسنا". ويكمل تامر أنه اضطر أن ينتج فيلمه بالتعاون مع خالد عبد الله. ويرجع السبب إلى أنه أراد أن يضمن حرية اختياراته الفنية وأن الخيارات التي كانت متاحة لإنتاج الفيلم محدودة. ويضيف عبد الله "بدأنا التصوير بأقل من 15% من الميزانية، وتوقعنا مشكلات ودفعنا ثمن ذلك" ويكمل حديثه مع DW ”صعوبة الأوضاع في مصر تجعل أحلامنا أكبر حتى نستطيع أن نواجه المشكلات".

وحين سأله أحد مشاهدي العرض متى انتهيتم تماما من الفيلم؟ أجاب عبد الله "منذ أربعة أيام فقط"، وهو ما يفسره السعيد بأنه لم تكن هناك معوقات بالفيلم الذي انتهى من تصويره عام 2010 إلا أنه أخذ وقتا ليصبح على الشكل الذي يرضى عنه.

تجمعات للمستقلين وبحث عن دعم

بعيداعن الأمور السياسية التي يختلف حولها الفنانون كونها عائقاً لإنتاجهم الفني، يتفق معظمهم أن العائق الأكبر هم الدعم المالي.

تجربة عبد الله والسعيد في الإنتاج وفي إنشاء مشروع معني بدعم الأفلام المستقلة "سيماتك" بالقاهرة ليست الوحيدة . فقد أصبح اتجاها عاما أن يجتمع صناع السينما الشباب في تجمعات صغيرة ليتعاونوا على إنتاج الأفلام.

مي زايد المخرجة الشابة التي يشارك فيلمها "ذاكرة عباد الشمس" في الفورم اكسباندد FOURM EXPANDED في مهرجان برلين. وقد أسست مع خمسة مخرجين شركة "روفيز" والتي يعتمدون فيها على أدوات بسيطة ويتعاونون لإنتاج أفلامهم. وعن ذلك تقول مي: "نشأت روفيز مع إنتاج فيلمنا الأول سويا والآن نحاول التعاون ومساعدة آخرين بإمكاناتنا البسيطة".

وعن تأثرها كمخرجة شابة بما يحدث بالشارع المصري تقول "أتأثر بالطبع كإنسانة قبل أن أكون مخرجة". وتضيف: "أعمل بلا تصاريح لأنها مكلفة ولأنني أخطط دائما للعمل بمعدات بسيطة لتلافي أية مشكلات قد تواجهني".

من نفس المحافظة المنتج مارك لطفي أحد مؤسسي شركة "فيج ليف للإنتاج والتي تعتمد على حوالي 20 فنانا لتشكل التجمع الأكبر لصناع السينما الشباب بالإسكندرية". وقد أنتج لطفي بالتعاون مع المخرج إسلام كمال الفيلم القصير EXPIRED، وعن الفيلم يقول "لقد أنتجناه بتكلفة ألف دولار وفي ثلاثة أسابيع فقط".

وعن الرقابة على الأعمال يقول "هناك بعض المخرجين يفرضون رقابة ذاتية على أنفسهم" ويستطرد مارك "الثورة صنعت نوعاً من الارتباك واضطر الفنانون أن يقدموا أنفسهم كجزء من الحراك الثوري كما أثرت الثورة على الخطاب الفني".

ويجتمع زايد ولطفي في رأيهما بأن التحدي الحقيقي الذي يواجه السينما المصرية هو الدعم المالي. لطفي يقول "الفنون المستقلة لا تدر دخلا ومعظمنا يعمل في أعمال أخرى مثل الإعلانات التجارية لتغطية تكاليف الأعمال الفنية، أما زايد فتقول "تقدمت هذا العام بفيلمين إلى جائزة روبرت بوش التي تدعم مشروعات إنتاج الأفلام لأنه لا يوجد دعم للأفلام في مصر وخاصة القصيرة".

الـdw.com  العربية  في

18.02.2016

 
 

«آخر أيام المدينة» رثاء حزين للقاهرة

أمل الجمل

«كيف لك أن تستمع إلى الصمت في ضجيج القاهرة»، جملة قالها مؤلف موسيقى الفيلم التسجيلي الذي يحققه المخرج الشاب خالد ضمن أحداث الشريط الروائي الطويل الأول للمخرج المصري تامر السعيد «آخر أيام المدينة» الذي ينتمي الى السينما المستقلة. والفيلم من إنتاج مصر وبريطانيا والإمارات، إذ نال الدعم من صناديق عدة، كما ساهم في إنتاجه عدد من أفراد فريق العمل، وانطلق عرضه العالمي الأول خلال مهرجان برلين الـ 66 بقسم المنتدى الذي يهتم بعرض تجارب تحمل عادةً طموحاً سينمائياً مغايراً.

في الفيلم يُجسد خالد دور مخرج في الثلاثين من عمره يحاول صناعة وثائقي عن والده الشاعر الراحل ويستعين بكثيرين ممن عملوا معه ومنهم «أبلة فضيلة» صاحبة البرنامج الإذاعي الشهير للأطفال «غنوة وحدوتة». المشكلة ان أبلة فضيلة تخذله نافية انها تتذكر الأب الذي كتب لها الكثير من كلمات الأغاني لبرنامجها. كذلك يستعين الابن بوالدته التي ترفض الظهور من غير حجاب على رأسها بينما تحتضر على ما يبدو بسبب مرض السرطان والتي يمكن اعتبارها استعارة رمزية لاحتضار مدينة القاهرة التي ضربها سرطان الفساد والاضمحلال والتلوث والقمع.

ولعل عبارة الموسيقي التي افتتحنا بها هذا الكلام، تنطبق على شريط السعيد إذ يمكن اعتباره محاولة لاكتشاف تلك المساحة من الصمت التي تمنحه السكينة أو ربما تعيد تشكيل علاقته بتلك المدينة فيتمكن من التعايش مع التناقضات والعنف والتطرف المتصاعد في مدينته الساحرة التي يكرهها ويحبها في آن واحد مثلما نفهم من بطله خالد الذي يُمثل الأنا البديل لمخرج «آخر أيام المدينة».

مجرد خيط

ظاهرياً يبدو أن خالد عبدالله هو صاحب الدور الأول في شريط تامر السعيد لكن الحقيقة أنه مجرد خيط يربط الخيوط الأخرى معاً، فهو عين ترصد لنرى من خلالها القاهرة التي تعتبر البطل الرئيسي في الفيلم الذي يُوثق بدقة لكثير من أحوالها في مرحلة ما من حياتها - وتحديداً كما يذكر الفيلم 2009 - لكن التأريخ هنا يكتسب أهميته فقط من كونه يلفت النظر إلى أن الأحداث هنا تمت قبل الثورة، وأن مجتمعاً في وضعية مثل هذه، كان لابد أن تقوم فيه ثورة. لكن من جانب آخر، كان يمكن لهذه الأحداث أن يتم تصويرها بدءاً من الألفية الثانية فالوضع لم يتغير كثيراً باستثناء بعض التفاصيل.

في الفيلم كل شيء: ذاكرة خائنة مرصعة بالثقوب، جسد يحتضر وروح تعاني الفقدان والألم، عشاق خائبون، بيوت عتيقة يتم تهديمها، سماسرة عقارات كذابون، تيار جديد يتدثر بعباءة الدين يتزايد وينتشر كالوباء في أرجاء المدينة، شحاذون ومشردون متناثرون - في شكل غير فج، بل طبيعي جداً وتلقائي - بين البشر المتزاحمين في شوارع وسط المدينة، سياسيون فاسدون ورجال يسيطرون على الحكم ويسعون لإلهاء الشعب بنشاطات ومبارايات كرة القدم التي كان يُشجعها ويرعاها الرئيس مبارك ونجله بنفسيهما، حريق مسرح بني سويف الذي التهم أرواح مجموعة من المبدعين، تظاهرات احتجاجية تعبيراً عن حالة التمرد ضد حكم مبارك وضد التوريث، وضد الفساد الذي صار يعشّش في المدينة وينخر في بنيتها حتى بدت وكأنها تعيش آخر أيامها.

الفيلم الذي كتب له السيناريو المخرج بنفسه بمشاركة رشا سلطي ينتمي الى تلك النوعية التي تمزج الوثائقي بالروائي من دون أن تضع حداً فاصلاً أو حاسماً بين ما هو وثائقي وما هو روائي، بحيث ان الأمر يلتبس أحياناً على المتلقي، لكن هذا لن يكون عائقاً. يظهر مدير التصوير اللبناني باسم فياض بشخصيته الحقيقية، مثلما يظهر كثير من الشخصيات كأنها تُعيد تمثيل أدوارها الحقيقية - مثل الممثلة حنان يوسف، ومريم، أو السمسار - ربما باستثناء عدد قليل جداً من الشخصيات منها خالد عبدالله وليلى سامي، تقوم بتمثيل شخصيات روائية.

اختار تامر السعيد أن يستهل بدايته الروائية الطويلة بعنوان متشائم، «آخر أيام المدينة». وهذا على رغم كل محاولات التبرير وادعاء التفاؤل في عبارات من نوع أن الحياة تولد من الموت والهدم يتبعه البناء، لأنه ليس بالضرورة كل موت وهدم يتبعهما ميلاد أو بناء، إذ ربما يتبعهما الفناء أو التشويه. لكن ما يُحسب للفيلم أنه يحمل خيطاً شفافاً رفيعاً من المقاومة ومن عدم فقدان الأمل تمثله تلك الطيور التي لاتزال قادرة على التحليق على رغم كل الغبار والتلوث والانهيار. وعلى رغم أن محتوى الفيلم بأكمله يُعد قصيدة رثاء مشحونة بخليط شجي من الحب والكراهية، قصيدة تم تصويرها برقة وقسوة، بكوادر تفضح قبحها المتفشي مثلما تكشف جمال القاهرة وسحرها الخفي ولياليها الساهرة ومقاهيها التي تجمع الأصحاب. وقد حاول السعيد أن يقول إن الأمر لا يقتصر على القاهرة وحدها بإضافة كل من بغداد وبيروت بصحبة مجموعة من أصدقائه من تلك المدن ليمنحهم فرصة أن يحكوا كيف يواجه صناع الأفلام هذه المحنة وهذا الألم في ظل تلك المدن التي تسحق أرواحهم؟ ومنهم باسم فياض من بيروت، حسن (حيدر الحلو) من بغداد، وطارق (باسم حجر) وهو أيضاً من بغداد لكنه هجرها إلى برلين. مع ذلك لم يكن هذا الجزء - عن بيروت وبغداد - موفقاً وبدا وكأنه زائد لأن للقاهرة خصوصية يصعب أن تشاركها فيها مدينة أخرى بكل ما لها وما عليها.

الفائض المعتاد

وإلى جانب هذا كان يمكن اختزال عدد من مشاهد الفيلم يتراوح زمنها ما بين 15-20 دقيقة من دون أدنى خلل، فعلى رغم قدرة المخرج على ضبط الزمن النفسي لكثير من شخصياته، فإن التكرار جعل الإيقاع أطول من اللازم في بعض المناطق. يعيب الفيلم أيضاً - حتى لو كانت هناك تكأة ومبرر درامي ضعيف -، أنه يتحدث في أشياء كثيرة جداً فيجعل المخرج خالد يحاول صناعة فيلم عن والده لكنه يذهب للحديث مع مريم التي توفي والدها في محرقة بني سويف، وحنان يوسف لتحكي عن ذكرياتها بالإسكندرية، ويجعل الكاميرا تقترب منها زيادة عن اللزوم في شكل بدا اعتباطياً أحياناً، وحتى لو كان مقصوداً، فقد بدا هذا الدنو غير ملائم للفيلم ولم يُضف جديداً ولم تنجح حنان أن تقدم فيه تعبيراً إضافياً بعينيها على رغم كونها ممثلة قديرة في فن الأداء.

يعيب الفيلم أيضاً أن السعيد اكتفى بمجرد الرصد، كان يشاهد ويتأمل المدينة في لحظات ما من حياتها، والرصد لا يعتبر سلبياً في بعض الأحيان، لكنه يصبح كذلك حينما يقدم كثيراً من الصور من دون أن يضرب بقوة ليعمقها أكثر ليخلق دلالات وأبعاداً أخرى. هنا كاد الإكثار من الصور ينسي بعضها بعضاً، خصوصاً إنه لم تكن هناك علاقة قوية بين أجزائها ومفاصلها مثلما حدث في ما يتعلق بواقعة حريق مسرح بني سويف والذي يمكن أن يصنع من حوله فيلم كامل يكون في ذات الوقت بورتريه لمصر المنهارة.

وعلى رغم أن المخرج قدم لقطة بدت تلقائية وعابرة - على رغم كونها أدائية - كاشفة لوضعية المرأة المهانة في المجتمع المصري والتي تضرب بقسوة، فإنه لم ينجح في رسم علاقة خالد بحبيبته ليلى ويكشف سر مأزقهما، فجعلها غامضة ملتبسة للمتلقي، وكأنهما حبيبان انفصلا ولازال أحدهما أو كلٌ منهما مغرماً بالآخر، لكنه لم يمنح المتلقي أي تفاصيل أو إشارات باستثناء لمحات تكشف الحب حيناً والإعراض حيناً آخر، من دون أن ندري لماذا، وكيف. فعلاقة الحب هذه كان يمكن أن تكون إضافة حقيقية وجوهرية للعمل في علاقته بالقاهرة، وكان يمكن أن تضيف عمقاً لفكرة الفيلم لو تم الاشتغال عليها أكثر بصبر وتأنٍ وإخلاص. ولكن على رغم هذا، يمكن اعتبار «آخر أيام المدينة» تجربة مميزة ومختلفة وتحمل خصوصية مخرجها، من دون أن ننسى الإشارة إلى أهمية شريط الصوت بالفيلم، فمن خلاله كان تامر السعيد يرسم بورتريه لحالة مصر والمنطقة العربية. ربما بدا الصوت عبئاً في بعض الأحيان لكنه أتى موفقاً في كثير منها. أما الموسيقى التي ظهرت في مقاطع قليلة فكانت ملائمة للعمل، وساهمت في تكثيف هذا الشجن وتلك الروح الحزينة المسيطرة على أجواء الفيلم.

الحياة اللندنية في

19.02.2016

 
 

«آخر أيام المدينة» يفوز بجائزة كاليجاري في «برلين السينمائي»

برلين: خاص ـ«سينماتوغراف»

فاز الفيلم المصري «آخر أيام المدينة» لتامر السعيد بجائزة كاليجاري في مهرجان برلين السينمائي، وتدور أحداثه داخل مدينة القاهرة العريقة حول حياة خالد الذى يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة ليظهر روحها فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يطرد من شقته، ويواجه مشكلات مع المرأة التى يحبها والتى تريد أن تهجره، متذكرًا طفولته حينما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا. ويشارك فى بطولة الفيلم حنان يوسف ومريم صالح وخالد عبد الله وعلى صبحى، ومن إنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله وهناء البياتى ومن تأليف رشا السلطى.

سينماتوغراف المصرية في

20.02.2016

 
 

كما تم اختيار 3 مخرجين تونسيين ممن يعتبرون حملة لواء الجيل الجديد للسينما الوطنية وهم ليلى بوزيد وفارس نعناع ومختار العجيمى ويضم المهرجان فى جعبته أيضاً قسما لا يستهان به مخصص لسينمات العالم ويضم مجموعة من أحدث الأفلام العالمية ذات الجودة العالية ومنها الفيلم الحائز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان والفيلم الحائز على الدب الفضى

المصرية في

20.02.2016

 
 

فوز الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" بجائزة

 "CALIGARI FILM PRIZE" فى برلين

كتبت رانيا علوى

فاز الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد بجائزة "CALIGARI FILM PRIZE" بمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ66، وهو الفيلم الذى عرض 4 مرات خلال فعاليات المهرجان. الفيلم تدور أحداثه داخل مدينة القاهرة العريقة حول حياة خالد الذى يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة ليظهر روحها فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يطرد من شقته، ويواجه مشكلات مع المرأة التى يحبها والتى تريد أن تهجره، متذكرًا طفولته حينما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا. ويشارك فى بطولة الفيلم حنان يوسف ومريم صالح وخالد عبد الله وعلى صبحى، ومن إنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله وهناء البياتى ومن تأليف رشا السلطى

اليوم السابع المصرية في

21.02.2016

 
 

فيلم عرض في «قسم المنتدى ببرلين السينمائي».. وحظي بإشادات

«آخر أيام المدينة».. وأي مــــــدينة

المصدر: علا الشيخ – برلين

أي مدينة هذه التي أخذ الجمهور إليها المخرج تامر السعيد، في الفيلم التسجيلي الروائي الطويل الأول له «آخر أيام المدينة» (من إنتاج مصر، وبريطانيا، والإمارات من خلال صندوق سند)، والذي عرض للمرة الأولى في قسم المنتدى بالدورة الـ66 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، التي أعلنت نتائجها أول من أمس، هي كل المدن على ما يبدو، ليست فقط القاهرة، إذ تختصر وضع الوجع العربي في مكان محدد الملامح والتفاصيل، لدرجة أنك (المشاهد) من الممكن أن تصرخ وتقول: «هذه المدينة لي».

«آخر أيام المدينة» فيلم أشبه بطقس دعاء لمكان فاض به وانتفض، حيث الحكاية كلها في عام 2009، حكاية من الممكن أنها مرت بذاكرة، قبيل أول هتاف صرخت به حركة كفاية المصرية، وقبيل أن يقرر الشارع أن يقف ويهتف «ارحل»، هي مدينة عاد معها كثيرون من العرب الذين شاهدوا الفيلم في برلين وامتلأت القاعة بهم، عادوا إلى رؤية تفاصيل كانت على ما يبدو تمر مرور الكرام، لكنها دقت ناقوس الغضب حينها.

الفيلم نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية، حسب الناقد السينمائي سمير فريد الذي استغرب ألا يعرض هذا الفيلم ضمن المسابقة الرسمية في المهرجان، مؤكداً أنه كان سينال الجائزة الكبرى لأفضل فيلم طويل. وقال: «من الغريب، وكم في المهرجانات من غرائب، ألا يعرض الفيلم في مسابقة الأفلام الطويلة وفيها العديد من الأفلام التي لا تثبت لمجرد المقارنة مع فيلم تامر السعيد، وهو أول أفلامه الروائية الطويلة، وسيكون من الغريب أيضاً ألا يفوز بجائزة أحسن فيلم طويل أول لمخرجه»، مضيفاً: «على أية حال، فالخاسر مسابقة المهرجان، والخاسر سيكون لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول، وسيظل عرض أي فيلم في مسابقة أي مهرجان معياراً من المعايير، وليس المعيار الوحيد، وكذلك الأمر بالنسبة للجوائز».

حكاية

أنت كمشاهد أمام حكاية شاب اسمه خالد، يريد أن يصنع فيلماً، مشكلة خالد أنه لا يعرف من أين يبدأ ومن أين ينتهي، ويقرر إقحام المشاهد بكل ذلك الارتباك، إذ يقرر البعض أنه يجب إنهاء الفيلم «في اللقطة التي جمعت خالد بحبيبته ليلى قبل وداعها» ليرد آخر: «أعتقد أن لقطة هدم المنزل هي نهاية الفيلم». أراد المخرج - على ما يبدو - أن يكون للمشاهد رأي في كل مرحلة يمر بها الفيلم، مع وجوه مألوفة للبعض، اختلط معها تحديد التسجيلي والروائي، فبين التمثيل والجدية، اكتملت ملامح المدينة، خصوصاً أنها تخللت حكاياتها كلاً من بغداد وبيروت، ولهاتين المدينتين خاصية، لها علاقة برغبة العيش فيهما أو الهرب منهما، وقد استطاع مدير التصوير اللبناني باسم فياض أن يوصل معنى مدينة بيروت، عندما قال «بيروت مدينة كذابة». في المقابل؛ يظهر العراقيان حسن (حيدر الحلو) من بغداد، وطارق (باسم حجر)، أحدهما يعيش في برلين بعد أن قرر الهجرة، لأنه شاهد يوماً خط دم يسيل من ميت ملقى على ظهر سيارة: «توقعت أن سيأتي يوم وأكون أنا صاحب هذا الخط» فقرر الرحيل، ويحاول إقناع صديقه الباقي في بغداد بالهجرة أيضاً؛ ليرد عليه أنه لا يستطيع التنفس بلا بغداد، ويكون له ذلك فيموت فيها. تفاصيل هذه الشخصيات الثلاث من الممكن أن يعتبرها البعض مقحمة على حكاية مدينة القاهرة، لكن الذكاء في النص وإدارة المشاهد للمخرج السعيد حيث استطاع أن يوصل شكل المدن كلها بكل عشوائياتها وتخبطاتها، فالمدن تشبه بعضها إذا كانت مقهورة، لذلك قرر خالد - الذي يؤدي دور المخرج - أن يطلب من أصدقائه تصوير مدنهم كي يكتمل الفيلم.

ألم

عندما قرر خالد أن يحكي عن المدن: «القاهرة، بغداد، وبيروت»، كان لابد من ظهور سابق لشخصيات متنوعة في الفيلم، اختصرت بتنهيدات وكلمات متناثرة، ودموع أحياناً. مدينة الإسكندرية كانت حاضرة مع شخصية حنان (التي مثلتها حنان يوسف)، والتي تتهرب دائماً من الحديث عنها، كأنها تقول: إنها لم تعد مرئية. في المقابل المدينة بالنسبة للسعيد ليست فقط شوارع وسماء وأرضاً، بل هي وجوه وحالات، مثل الحالة التي حدثت مع خالد، عندما قرر أن يزور «أبلة فضيلة» في مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، لتقول له ذكرياتها مع والده الشاعر الراحل، الذي قدم العديد من كلمات لأشهر الأغاني في برنامج «أبلة فضيلة»، وتكون المفاجأة أنها لا تتذكر والده.. فهنا المدينة من لحم ودم وذاكرة، وثمة شيء له علاقة بالروح، تجسد في علاقة الحب التي ربطت خالد بليلى، التي لن تعرف تفاصيلها، كيف بدأت وكيف انتهت، لكنك ستدرك أن ثمة شيئاً له علاقة بالمدينة وما آلت إليه تسبب بكل هذا البعد، إذ تقرر ليلى الهجرة، ويقرر خالد هو الآخر تغيير المنزل، المطل على حي فيه الكثير من الصراخ، إذ إنه لم يجرؤ يوماً على فتح النافذة، التي كانت شاهدة على ضرب رجل لزوجته بكل قسوة، وثمة شكل آخر للمدينة مع شخصية المطربة مريم صالح التي توفي والدها في حريق مسرح بني سويف؛ وهي تؤكد أن حياتها لم يعد لها طعم، كأنها تقول: إن المدينة خذلتها لأنها لم تعاقب الجناة.

رصد

قالت الناقدة السينمائية د. أمل الجمل «يعيب الفيلم أن (تامر) السعيد اكتفى بمجرد الرصد، كان يشاهد ويتأمل المدينة في لحظات ما من حياتها، والرصد لا يعتبر سلبياً في بعض الأحيان، لكنه يصبح كذلك حينما يقدم كثيراً من الصور من دون أن يضرب بقوة ليعمقها أكثر، ليخلق دلالات وأبعاداً أخرى».

انتفاضة المدينة

«كيف لك أن تستمع إلى الصمت في ضجيج القاهرة»، عبارة مرت في أحداث الفيلم المتخم بالتفاصيل التي لا يملها المشاهد، في مدة زمنية تجاوزت الساعتين، فلن «تسمع الصمت» من خلال سمسار العقارات الذي يأخذ خالد كل يوم ليريه الوهم من منازل، أو من خلال ضرب رجل لزوجته على أسطح إحدى العمارات، ولن «تسمعه» أيضاً ووالدة خالد تحارب الموت، ولا من قبلة تركتها ليلى مع حبيبها خالد قبل أن تهاجر، بل «ستسمع الصمت» عندما يقرر خالد فتح النافذه، ومع أول تظاهرة لـ«كفاية» ضد التوريث، ومع أول شهيد رأي، ستسمع الصمت مع كلمة واحدة اسمها الحرية مع آخر أيام المدينة قبيل ثورة 25 يناير.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

22.02.2016

 
 

'آخر أيام المدينة' فيلم عن نهاية القاهرة كمدينة عظيمة

العرب/ أمير العمري

في قسم “المنتدى” بمهرجان برلين السينمائي الذي اختتم مؤخرا، عرض الفيلم المصري “آخر أيام المدينة” للمخرج تامر السعيد، وهو أول أفلامه، وظل في مرحلة العمل لعدة سنوات إلى أن أتيحت له فرصة العرض العالمي الأول في أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم.

يمكن القول إن فيلم “آخر أيام المدينة” للمخرج المصري تامر السعيد، هو فيلم عن الغربة كما أنه عن الموت والتدهور والاحتضار، وكأننا نشهد نهاية حضارة كانت قائمة ذات يوم. إنه يجسد حالة التحلل والانهيار، ويلمس تلك الثورة الكامنة في الصدور التي كانت قد تراكمت في 2009 وقت تصوير الفيلم، ولكن الفيلم يبدو أيضا كما لو كان نبوءة بفشل الثورة، بالتراجع إلى ما هو أسوأ من الماضي الذي ثار عليه الثائرون.

إنه باختصار فيلم عن الإحباط على المستويين؛ العام والخاص، وعن سقوط مدينة في براثن الجهل والتخلف والشعوذة والإهمال والهدم.

الشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصية خالد (خالد عبدالله)، وهو مخرج سينمائي شاب (يعادل شخصية المخرج نفسه ويعبر عنه)، وهو شاب أقرب إلى التأمل والصمت إن لم يكن مصابا أيضا بنوع من الاكتئاب، والأسباب كثيرة بالطبع، كلها تنبع من مناخ الإحباط والتخبط والعجز الذي يشعر به الكثير من أبناء الطبقة الوسطى في مصر حاليا.

خالد يصوّر ويخرج فيلما تسجيليا عن أشياء تبدو وكأنها لا ترتبط ببعضها البعض، شأن فيلم تامر السعيد نفسه، الذي يبدو أيضا كما لو كان يعاني من مشاكل في السرد والبناء، لكن هذا البناء الذي يبدو ظاهريا مفككا وعشوائيا، مقصود تماما، لكي يصبح انعكاسا لحالة المدينة نفسها التي تُعتبر البطل الأول في الفيلم، القاهرة التي تعاني من الزحام والفوضى المرعبة والتدهور وسيادة مظاهر ناشئة حديثا فرضت نفسها وأصبحت طاغية على البشر، مما أدّى إلى تراجعها عن الحداثة والازدهار السابق.

المربع السحري

لا يكاد الفيلم يغادر منطقة وسط القاهرة، تلك المنطقة التي أطلق عليها الكاتب الأميركي ماكس روزنبك “المربع السحري”، وهو الذي عاش فيها طوال عمره وكتب عنها كتابه البديع “القاهرة المنتصرة” راصدا فيه تاريخها، تألقها وتطورها، ثم نموها الوحشي، ثم تدهورها، غير أن مستوى التدهور الذي يرصده تامر السعيد في فيلمه يتجاوز كثيرا ما رصده روزنبك في كتابه الذي صدر قبل أكثر من ستة عشر عاما.

إننا في زمن الهدم والانهيار والتسلط والقهر والقبح وتراجع القيمة، وهذه الحالة المركبة هي التي يعبر عنها الفيلم، لكنه لا يلجأ إلى المباشرة، ولا إلى الدراما التقليدية في رسم شخصياته وأحداثه إذا جاز القول بأن هناك أحداثا، بل يكتفي بالرصد والمراقبة والتوثيق، مع قدر من الارتجال في الأداء أمام الكاميرا لإضفاء الواقعية من خلال الأسلوب شبه التسجيلي/ شبه الروائي، حيث يحاول أن يصنع من بعض النثرات المتفرقة، والشخصيات الحزينة التي يحبسها دائما في لقطات “الكلوز آب”، طريقا لرحلة تبدو وكأنها رحلة إلى نهاية العالم، فالقاهرة هنا هي عالم بأسره، بأبطاله وصعاليكه ومشرديه ومثقفيه، بل وحتى بتظاهراتهم الغاضبة.

في الفيلم نشعر أن القاهرة لم تعد تتحرك، بل أصبحت في انتظار وقوع انفجار كبير يطيح بذلك الركام من التدهور

لا يستطيع خالد أن يكمل فيلمه، ولا يشعر بالرضا عما أنجزه، فدائما هناك شيء ناقص مازال يبحث عنه. وهو في حياته اليومية مشغول بالبحث عن مسكن آخر ينتقل إليه بعد أن منحه صاحب المسكن الذي يقيم فيه مهلة قصيرة للمغادرة، وهو يقضي يوميا وقتا طويلا مع سمسار في البحث عن شقة مناسبة، لكنه لا يعثر عليها أبدا، ولا يعرف ماذا سيحدث له؟ ويصل بالتالي إلى الإحساس باليأس، لكنه مع ذلك يصرّ على الاستمرار في التصوير، وكأنه يخشى أن تفوته لقطة من لقطات مشهد السقوط العظيم.

ترقد أم خالد في المستشفى مريضة مشرفة على الموت، وتشعر حبيبته ليلى بالاختناق في المدينة، تريد أن تهرب إلى الخارج لتتخلص من ذلك الشعور الدائم بعدم التحقق والعجز عن ممارسة الحب، أما حنان التي تدير ورشة للتمثيل فإنها تهرب إلى “نوستالجيا” الحنين، إلى الإسكندرية التي عرفتها في طفولتها والتي ربما لم يعد لها وجود الآن أيضا.

وتنتشر على المستوى العام مظاهر اللوثة الدينية، التي ضربت قطاعات كبيرة من الطبقات الشعبية والمتوسطة، وصبغت وجه الثقافة العامة السائدة التي يمكن أن تلمحها في لافتة، أو عبر أصوات عالية مزعجة تصدر من المساجد، أو تجمعات همجية لأناس يرتدون أزياء تنتمي إلى العصور الوسطى الغابرة، لقد تغيرت ملامح القاهرة التي عُرفت في الماضي القريب، كمدينة كوسموبوليتية عصرية، فأصبحت اليوم أقرب إلى ما أطلق عليه عبدالرحمن المنيف “مدن الملح”.

يرصد الفيلم كل مظاهر التدهور بنظرة حزينة، ولكنه في الوقت نفسه، يرصد بدايات حركة الوعي التي تمثلت في مظاهرات حركة كفاية التي عبرت بقوة عن رفض ممارسات نظام الرئيس مبارك، ويعيد تامر السعيد تجسيد المواجهات مع رجال الشرطة التي تستخدم كل وسائلها لقمع تلك المظاهرات، كما يصوّر حالة الاضطراب العام، وموجات الهدم؛ هدم المنازل القديمة التاريخية الذي نراه في مشهد وحشي، وعمال الهدم يضربون بمعاولهم فيسقطون الجدران والشرفات والأسقف أمام الكاميرا في لقطة طويلة ثابتة.

إنهم يغتالون التاريخ نفسه في ضراوة وعنف، وتنتهي اللقطة والأتربة تغطي الشاشة وتكاد تخترق عيوننا.

في مناقشة تجمع خالد بثلاثة من المثقفين الشباب العرب؛ منهم اثنان من العراق، هما حيدر حلو الذي يقيم في بغداد، وباسم حجار الذي ترك العراق ويقيم في برلين، والمصور السينمائي اللبناني باسم فياض، حيث يجسد تامر السعيد علاقة المثقف بمدينته، علاقة الحب التي تربطه بمدينته، بذكرياته الحميمية فيها، بعلاقاته التي لا يستطيع الانسلاخ عنها، وفي الوقت نفسه، الشعور بالإحباط مما حدث لها من تدهور.

الواضح أن الثلاثة كانوا مدعوين للمشاركة في ندوة ثقافية، وهم يتجادلون طويلا ويعقدون المقارنات بين المدن الثلاث، التي أصبحت مدنا ملعونة؛ المصور اللبناني مثلا يرى أن بيروت أصبحت تستعصي على التصوير، بينما يدافع حيدر حلو عن فكرة البقاء في بغداد رغم كل ما حدث لها فهي بالنسبة له كالقدر، أو كالأم التي يمكنه أن يلعنها أحيانا، لكنه لا يستغني أبدا عنها، أما باسم حجار فيصف شعوره بالغربة عن برلين حقا، ولكنها أيضا تمنحه الأمان.

الفيلم باختصار عن الإحباط على المستويين؛ العام والخاص، وعن سقوط مدينة في براثن الجهل والتخلف والشعوذة

يعيب مشهد حوار المثقفين رغم أهميته، الإسهاب والإطالة، خاصة وأن خالد لا يبدو متفاعلا مع الآخرين كما ينبغي، فهو دائما ساهم ومكتئب، غير متداخل، يراقب ويسجل ويصوّر وينقب، ويبدو كأنه يصوّر مشهدا من فيلمه أبطاله هم أصدقاؤه الثلاثة.

المدينة العربية

ينتقل تامر السعيد في مشاهد قصيرة إلى كل من بغداد وبيروت، يأسى لحال المدن العربية وما وصلت إليه من تدهور، وعلى شريط الصوت خلال تحرك خالد في سيارة التاكسي بصعوبة بالغة في شوارع وسط القاهرة، لا يكف المذياع عن بث الأخبار التي تتصدرها بالطبع أخبار الرئيس مبارك واستقبالاته واحتفالاته وما يقوم به ابنه جمال في مجال كرة القدم، والكثير من الأنباء حول النزاع الذي انفجر بين مصر والجزائر بسبب مباراة في كرة القدم عام 2009، كما تتوالى أنباء الانفجارات في بغداد وبيروت، وعندما يحاول خالد في مشهد تال الاتصال بحيدر في بغداد لا يتلقى ردا فيزداد شعوره بالقلق.

يستخدم تامر السعيد الكاميرا المتحركة الحرة التي تستطيع الانتقال في الأماكن المزدحمة والشوارع المليئة بالبشر، والتسلل بين الحوانيت والسيارات المتراصة التي تتحرك بصعوبة بالغة في شوارع وسط القاهرة، والكاميرا المحمولة المهتزة تحقق طابع الواقعية التسجيلية، وتعكس الواقع المهتز المهترئ الموشك على الانهيار، والمخرج يركز الكاميرا طويلا على الوجوه في لقطات قريبة، معظمها يظهر أجزاء من الوجوه، من زوايا سفلية، مما يؤدي إلى كسر التكوين التقليدي للقطات، وخلق جماليات خاصة للصورة ترتبط بحالة غياب اليقين التي يصورها في فيلمه.

إننا نشعر خلال مشاهدة الفيلم بأن القاهرة لم تعد تتحرك، بل أصبحت في انتظار وقوع انفجار كبير يطيح بذلك الركام الهائل من التدهور، ويزرع برعما لحياة أخرى جديدة، وربما نشعر أيضا أنها أصبحت بسبب الإهمال والشيخوخة والعجز والتدهور، تسير إلى مصيرها، ومن هنا يأتي اسم الفيلم “آخر أيام المدينة”.

خالد ليس مثل المدينة التي يصورها فهو لا يستسلم، بل يصرّ على المضي قدما في التصوير رغم غياب خطة واضحة لديه بخصوص ما يريده بالضبط من فيلمه، إنه يشتغل ويبدو كأنه يريد تسجيل تلك اللحظات الفارقة في تاريخ المدينة التي دمرها الأغبياء، قبل أن تشهد سقوطها النهائي.

وفي لحظة ما يقول له المونتير الذي يعمل معه إنه لم يعد يفهم العلاقة بين كل هذه الشخصيات والمشاهد التي يصورها، لكن هذه الحالة من العجز والتشتت وعدم الاكتمال وغياب الرؤية، هي تحديدا الحالة التي يريد تامر السعيد أن ينقلها إلينا في فيلمه. لا شك أنه نجح وأبدع.

العرب اللندنية في

04.03.2016

 
 

"آخر أيام المدينة" .. تفاوت الشكل والمضمون

محمد هاشم عبد السلام

في أول فيلم روائي طويل له، استطاع المخرج المصري المتميز تامر السعيد أن يصنع لنفسه اسمًا ويترك بصمته الخاصة عبر فيلمه اللافت، الذي طال انتظاره، "آخر أيام المدينة"، والذي عُرض مؤخرًا في قسم "المنتدى" ضمن فعاليات الدورة السادسة والستين من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

في فيلم تامر السعيد "آخر أيام المدينة" يبدو جليًا، وإن كان على نحو غير مُزعج كما في غيره من أفلام السينما العربية، ذلك التفاوت بين الشكل والمضمون أو لنقل، عدم التوازن فيما بينهما. إن التكامل بين الشكل والمضمون هو ما يجعل الفيلم، أي فيلم، يرتقي بالفعل إلى مستوى الروائع أو التحف السينمائية أو حتى الأفلام الكبيرة التي لا تُنسى في تاريخ السينما، مهما طال الزمن، وتظل مرجعًا لعشاق السينما ودرسًا لهواة التعلُّم على مر الأجيال. هذا التوازن بين الشكل والمضمون في فيلم "آخر أيام المدينة"، كان مُفتقدًا إلى حد ما، وذلك بالرغم من أن الطموح الشكلي تفوق بكل تأكيد، وإلى حد بعيد، على الطموح السردي أو المضمون بصفة عامة.

أراد تامر السعيد في فيلمه أن يقترب من تلك المدينة المُستعصية دائمًا على الإمساك، "القاهرة"، بكل سحرها وجمالها المتعدِّد الهوية، بعبقها التاريخي الرابض تحت ركام عشوائيتها وتلوثها وصخبها وضجيجها، القاهرة بحزنها المقيم وكآبتها الأزلية وفرحها العابر وبهجتها التائهة، وأخيرًا القاهرة القاهِرةُ لزوارها وأهلها، والخانقة حتى للهواء بها.

أراد تامر أن يرصد كل هذا وما هو أكثر منه، وبخاصة انهيار تلك المدينة الوشيك وتحولّاتها ورغبتها في أن تلقي عن كاهلها أثر السنين وتتمرد على فترة أخرى حالكة من فتراتها الكثيرة الحُلكة. أيضًا أراد رصد ذلك الأثر، الذي لا يُمحي أحيانًا، الذي تتركه تلك العاصمة على الكثير من الأفراد بها، ومنهم خالد بطل الفيلم، وغيره من الشخصيات التي عادة إمّا أن تُقهر وتستسلم للمكوث بها وتقبلها كما هي كأغلب من يُصوِّرهم خالد في فيلمه أو ترفضها فتهاجر أو ترحل كخطيبته وأمه أو تظل تقاوم ولا تستسلم وتتذرع بأنها على قيد الحياة، في حين أن محاولاتها ومقاومتها عبثية، ولا تسفر في النهاية عن أي شيء له قيمة، تمامًا كشخصية خالد.

إن تلك المادة الثرية التي تتيحها القاهرة وتركيبتها الفريدة، والتي كان من الممكن أن تصنع ملحمة لا تنتهي لكثرة المادة الفيلمية السخية التي توفرها، خانها السعيد وآثر أن يرصد فترة زمنية قصيرة منها مرتبطة بحدث سياسي.

وذلك بالرغم من أن تامر لم يقع في فخ المباشرة، والنبرة السياسة الفجة أو الانحياز الأيديولوجي، وغيرها الكثير من الأفخاخ التي وقعت فيها الأفلام التي تناولت أو حاولت الاقتراب من الثورة المصرية، سواء قبل وقوعها أو بعد حدوثها. وقد حاول تامر على نحو فني تقديم رؤية مغايرة للموضوع، فقط تلامسه من قريب وتسجله بصريًا، ترصده وتتبنأ به فحسب دون التورط فيه أو في رصد تبعاته.

هذا الارتباط لا شك أنه قد أضرّ الفيلم، ورؤيته الإجمالية، وتضافره مع الشخصيات، وبقية عناصر الفيلم. فبالرغم من أنه لم يأتِ خارج السياق كلية، لكنه أفقد الفيلم الكثير، وجعله أثير الارتباط إلى حد بعيد بالأحداث السياسة والاجتماعية التي سبقت تفجُّر الثورة المصرية وما كان يحدث آنذاك، وقد اختلف هذا إلى حد كبير عمّا بات عليه الأمر الآن.

ولذا، انتاب المرء لحظات استشعر فيها أنه يشاهد فيلمًا من الماضي، وليس فيلمًا مُعاصرًا يُقدم جديدًا سواء على مستوى المضمون أو التفسير أو التنبؤ أو حتى المستوى الشخصي، وهذا ليس عيبًا في حد ذاته فقط لو كان الفيلم روائيًا من الألف إلى الياء، لكن جمع الفيلم بين الروائي والتسجيلي، بل وغلبة التسجيلي على الروائي، هو ما كرّس لهذا الشعور. فلو لم يتم التوقف عند هذا الحدث ورصده كثيرًا، وفقط مرّ عليه المخرج مرور الكرام ضمن الكثير من العناصر الأخرى التي لمسها، فلا شك أن تذوق الفيلم فنيًا كان سيختلف ويقوى ويتعمّق كثيرًا.

بتجريدنا لخيوط الفيلم الرئيسية، نجد أننا تقريبًا لسنا أمام سيناريو بالمعنى المتعارف عليه، فقط مجموعة من الخيوط الواهية غير المترابطة التي تحاول التماسك معًا لتنسج في النهاية مجموعة من الحكايات التي تؤدي إلى دراما تدفع الفيلم إلى التحرك على نحو طبيعي وليس بفعل القصور الذاتي. وبالرغم من أن هذا مقصود من جانب المخرج، أن يبدو الفيلم وخيوطه ظاهريًا على هذا النحو، كانعكاس للمدينة والفيلم غير المكتمل داخل الفيلم، لكن هل نجح المخرج في تلك اللعبة وبدا مُقنعًا، ولأي مدى؟

بداية، نحن إزاء شخصية خالد (خالد عبد الله) المخرج السينمائي الذي يحاول صناعة فيلم عمّا لا يدرك كنهه على وجه التحديد، ولذا ينطلق يُصوّر كل وأي شيء يرى أنه يستحق التصوير، ومنها قصة عمل والده بالإذاعة مع المذيعة القديرة "أبلة فضيلة" في برنامجها الشهير والتي لا يعود إليها مجددًا كأنها لم تكن، ووالدته التي تحتضر في المستشفى، دون أن نستشعر قوة المرض أو مدى حرج الحالة وعمقها وتأثيرها آنيًا على حياة خالد وتصرفاته أو ظلالها مستقبلا، فقط لحظات ظهوره مع والدته بالمستشفى وبقائه معها وطمأنتها على صحتها، ومن قبل رفضها الظهور بفيلمه وانتهى الأمر.

كذلك ينطبق الأمر على شخصية السمسار الذي يبحث معه طوال الفيلم عن سكن مناسب له دون جدوى، وما توصلا إليه في النهاية مع قرب انتقال خالد ولملمة أغراضه في نهاية الفيلم. أيضًا حبيبة خالد، هل انفصلا قبل فترة طويلة أم مؤخرًا أم لا يزالا على علاقتهما وإن فترت العلاقة بسبب تركها  للمدينة بدافع السفر أو الهجرة! هذا إلى جانب، شخصيتي المغنية مريم صالح التي توفي والدها في حريق مسرح بني سويف وتَحَدُثها عن الموضوع وحشر قصة الحريق التي سبقت زمن الفيلم بكثير، والممثلة حنان يوسف وذكرياتها عن الإسكندرية، واللتين لم يتم تعميقهما ولا تبرير وجودهما على نحو مُقنع ولا تتبُّع خيوطهما حتى النهاية.

نفس الأمر ينطبق، من ناحية أخرى، على ثلاث شخصيات واقعية، لها وجود حاضر وبقوة في مساحة  كبيرة من الفيلم وكلها يجمعها حب السينما، المصور اللبناني "باسم فياض" المقيم ببيروت، والمخرج العراقي "حسن" (حيدر الحلو) المقيم ببغداد، والمخرج العراقي "طارق" (باسم حجر) المقيم ببرلين، والذين يحدوهم نفس الطموح الهاجسي لدى خالد، الإمساك بصريًا بجوهر وروح عواصمهم. حلم آخر مُجهض، كحلم خالد، دمرته تلك العواصم، التي يرون أنها باتت مُتشابهة في نفس المصير الذي تُعاني منه القاهرة بالضبط. وتلك الشخصيات بدورها لو لم تكن موجودة بالفيلم لما نقص منه أي شيء، فابالإضافة إلى أن واقع البلدان الأخرى أو العواصم العربية ليس خفيًا علينا، فكلنا في الهم شرق، إلا إنها لم تضف للفيلم وجاءت بالكثير من السرد المجاني، وأثقل ارتجالها الفيلم وإطاله دون معنى، لا سيما وأننا لم نستشعر مع كل فرد منهم على حدة، عمق مشكلته الخاصة مع مدينته، وعلى نفس النحو الذي نرصده مع خالد ومدينته.

تلك هي الخيوط التي حاول الفيلم أن ينسجها لنا على نحو صادق عبر الكثير من اللقطات التسجيلية والمشاهد التي باتت شبه مُعتادة للقاهرة وشوارع وسط البلد، والتي لم تضف أيضًا أي جديد إلى الفيلم، لا سيما بعدما باتت تتكرر وتُعاد على نحو أفقدها قوتها على امتداد الفيلم. وعلى نفس الشاكلة، تلك هي الشخصيات التي بدت عابرة، غير مُعمقة، أحادية البُعد، عشوائية، فاقدة للبوصلة أو الهدف، مُحبطة تُعاني من الاغتراب. إنها في النهاية حقيقية وصادقة ونقلت الحالة المطلوبة، لكن هذا كله، وتلك الحالة، وأيضًا تلك العلاقات العابرة التي تجمع بينها، وصلتنا منذ اللحظات الأولى بالفيلم، وظل الفيلم حتى بقيته مُجرد استنزاف لتلك الحالة، وتكرار لنفس الشيء، دون تطويره لآفاق أبعد وأرحب وأعمق مدى.

إن هذا الخليط الذي يبدو غير متجانس، ومن بينه الكثير من اللقطات والمقاطع المُلتقطة بالكاميرا المحمولة على فترات زمنية متباعدة، استطاع تامر بمهارة فنية أن يُجمّعه ويخلق منه وحدة بدت نوعًا ما مقنعة بدرجة كبيرة، وأيضًا مُتجانسة بعض الشيء وتبدو مُبررة، وذلك عبر تقديمه كمُعادل لشخصيات الفيلم عامة، وشخصية خالد المتشظية غير المُدركة لهدفها أو طبيعة ما تفعله بصفة خاصة، وأيضًا طبيعة المدينة ذاتها بكل أحوالها المتضاربة والمتناقضة وضياعها وانهيارها. وقد كانت كلمة السر في جعل المُشاهد يبتلع هذا كله، ذلك الحوار الذي دار بين خالد والمونتير قرب نهاية الفيلم عن كل هذا الخليط غير المفهوم والمتنافر، والذي لا يدرك هو ذاته كنهه أو ماهيته وما يريد أن يخرج به منه، والذي عن طريقه حاول أيضًا تامر السعيد أن يتفادى المُحاسبة الفنية إزاء أي نقد أو تشوش قد يستشعره المُشاهد على امتداد الفيلم، لكن هل بمثله هذه الجملة الحوارية يُفلت المخرج من المحاسبة فنيًا؟

ليس ثمة شك في أن تامر السعيد تلافى الكثير من مشكلات أصحاب الأفلام الأولى، وإن اشترك معهم في الرغبة في قول وتصوير كل شيء. وبالرغم من أن التصوير، الذي امتد لسنوات، كان كفيلا بخلخلة وفقدان الفيلم لإيقاعه وتماسكه، لكنه تجاوز هذا بمُساعدة لافتة دون شك من جانب الممثل خالد عبد الله، الذي أجاد في أن ينقل لنا شخصية خالد عبر الأداء المتزن الهادئ ونبرات الصوت والنظرات غير المفتعلة النابعة بالأساس من شخصيته بصفة عامة. كما يُحسب للسعيد تلك الرؤية البصرية الرائعة خلف الكاميرا، والتي أبدعت لنا بعض الجماليات الفنية المُبتكرة، والتي أسهم التصوير المتميز في نقلها بلا جدال. كذلك كان الديكور الداخلي من أقوى العوامل اللافتة بالفعل في الفيلم في كل تفاصيله الصغيرة، وأيضًا كان للموسيقا دورها الجمالي الملحوظ، ونفس الشيء ينطبق إلى حد ما، وإن بدرجة أقل بروزًا، على شريط الصوت. إن كل تلك الجوانب الفنية المتعلقة بشكل أو تكوين "آخر أيام المدينة" بصريًا، ارتقت دون جدال بالفيلم، وجعلته مُفعمًا بالحيوية وزاخرًا بالجِدة، وتلافت الكثير من عيوب المضمون، وأتاحت لجسد الفيلم السير بقوة على ساق واحدة سليمة، لولاها لسقط جراء الساق الأخرى الثقيلة التي يجرها خلفه.

الجزيرة الوثائقية في

06.04.2016

 
 

مخرج "آخر أيام المدينة" يفوز بجائزة مهرجان "بافيسى" الدولى

كتب عمرو صحصاح

حصل الفيلم المصرى "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد على جائزة أفضل مخرج فى مهرجان بيونس ايريس السينمائى الدولى "بافيسى"، الذى يعد من أهم مهرجانات السينما فى أمريكا اللاتينية فى السنوات الأخيرة.

وحصد “أيام المدينة”، جائزة "افيسى" بعد حصوله على جائزة الكاليجارى فى مهرجان برلين السينمائى الدولى.

تضمن المهرجان عدة أقسام عرض من خلالها أكثر من ٤٠٠ فيلم من جميع أنحاء العالم وشارك (آخر أيام المدينة) فى المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن ٢٠ فيلم من الأرجنتين وأستراليا والنمسا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل وكندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وفلسطين وبيرو والبرتغال ورومانيا والسنغال وتونس. وضمت لجنة التحكيم الدولية أسطورة السينما الأرجنتينية الممثلة جراسيلا بورخيس والمخرج البرازيلى جواو باولو كوينكا والمبرمجة الإيطالية جوليا ڤالان من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى والمخرج الكندى فيليب ليساچ والناقد هيكتور سوتو من شيلي.

وبدأ الفيلم جولته فى المهرجانات الدولية فى فبراير الماضى مع عرضه العالمى الأول فى برلين وبعد ذلك شارك فى مهرجان (New Directors/ New Films) فى نيويورك كما يعرض الفيلم حالياً فى مهرجان (IndieLisboa) فى مدينة لشبونة عاصمة البرتغال ثم تمتد هذه الجولة خلال الشهور القادمة لتشمل أكثر من ٢٥ مهرجان دولى فى مختلف أنحاء العالم.

يعد الفيلم هو الأول للمخرج تامر السعيد، وهو أيضًا أول فيلم روائى مصرى للممثل خالد عبدالله (بعد بطولة عدد من الأفلام العالمية منها “عداء الطائرة الورقية” و “يونايتد ٩٣” و “المنطقة الخضراء” مع الممثل العالمى مات ديمون). يجسد خالد فى الفيلم الذى صور على مدار عامى ٢٠٠٩ و٢٠١٠ فى القاهرة وبغداد وبيروت وبرلين شخصية مخرج شاب يعيش فى وسط القاهرة ويحاول أن يصنع فيلماً عنها فى لحظة يكاد أن يفقد فيها كل شيئ. يمتزج الفيلم الذى يصنعه مع حياته وقصص أصدقاءه فى رحلة عن الفقد والوحدة والصداقة واكتشاف الذات وسط مدينة تبدو على وشك الانفجار. ويشارك فى بطولة الفيلم: ليلى سامى وحنان يوسف ومريم سعد وعلى صبحى مع حيدر حلو وباسم حجار من العراق وباسم فياض من لبنان.

آخر أيام المدينة” فيلم من إنتاج شركة زيرو برودكشن، بالتعاون مع “صانى لاند فيلم” إحدى شركات راديو وتلفزيون العرب “أيه أر تي” و”منجاموك فيلمز” و”أوتونوموس”.

الفيلم من تأليف رشا سلطى وتامر السعيد، وإنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله، إلى جانب المنتجين المشاركين: هنا البياتي، وميشيل بالاجيه ومارشين مالاشتاك وكات فيليرز. كما يعد الفيلم هو آخر أعمال فنان السينما ومصمم المناظر الراحل صلاح مرعى الذى فقدته السينما العربية عام ٢٠١١ حيث تولى تصميم مناظر الفيلم مع تلميذه ياسر الحسيني. الفيلم من تصوير: باسم فياض ومونتاج: محمد عبد الجواد وڤارتان اڤاكيان وباربارا بوسويه وتصميم شريط الصوت لڤيكتور بريص وتصميم الملابس زينة كيوان. وتتولى توزيع الفيلم فى مصر “زاوية للتوزيع” بينما يتم توزيعه فى ألمانيا عن طريق “ولف كينو”.

اليوم السابع في

29.04.2016

 
 

تامر السعيد يفوز بجائزة أفضل مخرج

عن فيلم «آخر أيام المدينة» في «مهرجان بوينس آيرس»

القاهرة – «القدس العربي»:

بعد حصوله على جائزة «الكاليغاري» في «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، حصل الفيلم المصري «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد على جائزة أفضل مخرج في «مهرجان بيونس آيريس السينمائي الدولي بافيسي»، والذي يعد من أهم مهرجانات السينما في أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة.

يتضمن المهرجان أقساما يعرض من خلالها أكثر من 400 فيلم من جميع أنحاء العالم وشارك «آخر أيام المدينة» في المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن 20 فيلما من الأرجنتين وأستراليا والنمسا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل وكندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وفلسطين وبيرو والبرتغال ورومانيا والسنغال وتونس.

وضمت لجنة التحكيم الدولية أسطورة السينما الأرجنتينية الممثلة جراسيلا بورخيس والمخرج البرازيلي جواو باولو كوينكا والمبرمجة الإيطالية جوليا ڤالان من «مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي» والمخرج الكندي فيليب ليساچ والناقد هيكتور سوتو من شيلي.

وقد بدأ الفيلم جولته في المهرجانات الدولية في فبراير/شباط الماضي مع عرضه العالمي الأول في برلين، وبعد ذلك شارك في مهرجان (New Directors/ New Films) في نيويورك كما يعرض الفيلم حالياً في مهرجان (IndieLisboa) في مدينة لشبونة عاصمة البرتغال ثم تمتد هذه الجولة خلال الشهورالمقبلة لتشمل أكثر من 25 مهرجانا دوليا في مختلف أنحاء العالم.

يعد الفيلم هو العمل الأول للمخرج تامر السعيد وهو أيضا أول فيلم روائي مصري للممثل خالد عبدالله بعد مشاركته في عدد من الأفلام العالمية منها «عداء الطائرة الورقية» و»يونايتد 93» و«المنطقة الخضراء» مع الممثل العالمي مات ديمون.

يجسد خالد في الفيلم الذي صور على مدار عامي 2009 و2010 في القاهرة وبغداد وبيروت وبرلين شخصية مخرج شاب يعيش وسط القاهرة ويحاول أن يصنع فيلماً عنها في لحظة يكاد أن يفقد فيها كل شيء. يمتزج الفيلم الذي يصنعه مع حياته وقصص أصدقائه في رحلة عن الفقد والوحدة والصداقة واكتشاف الذات وسط مدينة تبدو على وشك الانفجار. ويشارك في بطولة الفيلم ليلى سامي وحنان يوسف ومريم سعد وعلي صبحي مع حيدر حلو وباسم حجار من العراق وباسم فياض من لبنان.

فيلم «آخر أيام المدينة» من إنتاج شركة «زيرو برودكشن»، بالتعاون مع «صاني لاند فيلم» إحدى شركات راديو وتلفزيون العرب «أيه أر تي» و»منجاموك فيلمز» و»أوتونوموس»، وتأليف رشا سلطي وتامر السعيد، وإنتاج تامر السعيد وخالد عبد الله، إلى جانب المنتجين المشاركين هنا البياتي، وميشيل بالاجيه ومارشين مالاشتاك وكات فيليرز، كما يعد الفيلم هو آخر أعمال فنان السينما ومصمم المناظر الراحل صلاح مرعي، الذي فقدته السينما العربية عام 2011 حيث تولى تصميم مناظر الفيلم مع تلميذه ياسر الحسيني.

القدس العربي اللندنية في

02.05.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004