شاهدتُ فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى فى
دورته الثامنة والثلاثين فيلم «يوم للستات»، المشارك فى المسابقة
الدولية، والذى كتبته هناء عطية وأخرجته كاملة أبو ذكرى وأنتجته
إلهام شاهين. رغم الجهد الواضح فى تنفيذ الفيلم، ورغم مشاركة عدد
ضخم نسبيا من النجوم فى تجسيد شخصياته، فإن النتيجة لم تكن جيدة،
بل لعل التوصيف الدقيق لما شاهدتُ هو أن الفيلم «غرق فى حمام
السباحة»، الذى منحه لبطلاته يوم الأحد من كل أسبوع لكى تسبحن فيه.
كانت الفكرة طريفة وجيدة بل ولامعة ومبشرة، ولكن ظلت هناك مشكلات
خطيرة ومزعجة ومؤثرة، نقلت الفيلم من حال الطفو إلى حال الغرق.
تبدو المشكلة الأولى الواضحة فى أن السرد يتم أساسا
من خلال حوارات طويلة، فى مشاهد أطول، أثقلت الفيلم، مهما كان
اجتهاد الممثلين والممثلات. كل شخصية تنفرد بشخصية أخرى لكى تحكى
لها قصة حياتها تقريبا، لدرجة أنك يمكن أن تغمض عينيك لتسمع حتى
ينتهى المشهد، ثم يبدأ مشهد جديد. حتى مشاهد سباحة السيدات فى حمام
السباحة، التى أريد بها التعبير بالصورة، لتعطينا بعض الهدنة من
الثرثرة المتواصلة، حتى هذه المشاهد سرعان ما فقدت معناها بسبب
التكرار، فالعوم هو مرادف لفكرة «التحرر» من الظروف القاسية، لحظات
من الحرية والبهجة قبل العودة إلى دوامة الحياة. وصل المعنى فلم
ينقذ التكرار الفيلم، رغم جهد التصوير تحت الماء (بيشوى روزفلت)،
ورغم مساحات الأزرق الكبيرة التى جسدتها مديرة التصوير نانسى
عبدالفتاح، وأعتقد أن الصورة من عناصر تميز الفيلم، مع أن النسخة
التى شاهدناها لم تكن ممتازة.
المشكلة الثانية الواضحة أيضًا هى أن العلاقات بين
الشخصيات مغلقة، ومنفصلة عن الحكايات الأخرى، فالسيدات تلتقين فى
حمام السباحة، والرجال أيضا يجلسون ليتكلمون، ولكن كل علاقة ثنائية
مغلقة على أصحابها، وقد أدى ذلك إلى افتقادنا إلى حد كبير للإحساس
بعلاقات الحارة العامة، كما أدى إلى ما هو أخطر وأسوأ، وهو انفصال
كل ثنائى بمشكلته، لدرجة أننا ننسى الآخرين، ولا نتذكرهم إلا عندما
يظهرون من جديد. علاقة شامية (إلهام شاهين) المرأة التى احترفت أن
يرسمها الفنانون مغلقة على رغبتها فى أن تستعيد حب أحمد (محمود
حميدة)، الرجل الذى تركها وسافر للعمل كرجل أمن فى مستشفى، ثم عاد
فاشلا بلا نقود، وعلاقة ليلى الحزينة (نيللى كريم) بسبب فقدان
ابنها وزوجها فى حادث غرق العبارة، مغلقة على حكايتها مع بهجت
(إياد نصار) مشرف حمام السباحة، الذى يحبها فى صمت، ويريد إعادتها
إلى الحياة، وعلاقة عزة (ناهد السباعي) التى يعتبرونها عبيطة
الحارة، مغلقة أيضا على علاقتها مع إبراهيم الميكانيكى (أحمد
داود)، الذى يعادلها فى البساطة والفطرة، وعلاقة الرجل الذى هجرته
زوجته (فاروق الفيشاوي) مغلقة أيضًا على علاقته المتوترة مع ابنه
المتطرف دينيا (أحمد الفيشاوى)، والحقيقة أننا لم نعرف تفصيلات
أكثر عن أسباب تطرف الابن، ولا عن أسباب هجران الزوجة لزوجها.
افتقدنا تماما شبكة العلاقات التى توجد فى الحارة،
والتى تجعل الدراما وحدة متماسكة، وحتى عندما بدت ملامح إقامة جسور
درامية بين الشخصيات والحكايات كما فى مسألة انزعاج والدة أحمد
(رجاء حسين) من تقرب شامية لابنها العائد، فإن الصراع لم يستمر،
ولم يدفع مسار الأحداث، وظلت الشخصيات مجرد وسيلة للاعترافات
والفضفضة المتبادلة، مما جعل الفيلم يدور حول نفسه.
المشكلة الثالثة الواضحة أيضًا هى أن الفيلم يلعب
فى ملعب ما أطلقت عليه «أفلام الواقعية المتفائلة»، ولكنه لا يصمد
للمقارنة أمامها، وبعض هذه الأفلام من كلاسيكيات السينما المصرية.
تقدم هذه الأفلام شريحة من الطبقات الدنيا، وترصد صراعها وكدحها
اليومى من أجل الحياة، ولكنها تحتفى بحب أبناء تلك الطبقات للحياة،
وتتفاعل مع أفراحهم وأحلامهم البسيطة.
فيلم «يوم للستات» يقدم نفس المعانى تقريبا ولكن
دون أن يمزج التراجيدى بالكوميدى كما فعل داود عبدالسيد فى فيلم «الكيت
كات» مثلا، ومن دون أن يفلح فى تكثيف حكايته والتأثير بها من خلال
شخصيات محدودة مثل فيلم «أحلام هند وكاميليا»، ومن دون تلك الحيوية
والتفصيلات التى تنقل الحالة العامة، بنفس القوة التى ترسم بها
ملامح الشخصيات، كما هو الأمر فى فيلمى «ليه يا بنفسج» و«الساحر»
للمخرج رضوان الكاشف ومن كتابة سامى السيوى، بل إنه حتى من المنظور
النسوى، فإن «يوم للستات» لا يمتلك بساطة وتدفق حكايات بطلات فيلم
مثل «يا دنيا يا غرامي» للمخرج مجدى أحمد على.
وتبقى المشكلة الرابعة، وهى فشل الفيلم فى توسيع
مجاله المغلق فى إعطاء حكايته لمسة سياسية بالإشارة إلى أن الأحداث
تدور فى شهر مارس من العام 2009. حاولت أن أكتشف طوال مشاهدة
الفيلم سر هذا الاختيار الزمنى، فلم أصل إلى شيء سوى أن الفيلم
يربط أحداثه بعصر مبارك، مع أن ما شهدناه من قصص يمكن أن يحدث فى
أى حارة، وفى أى زمن. هذه الخلفية الزمنية لم تقدم للدراما شيئا
مفيدا، فوضع المرأة السيئ مرتبط بالمجتمع الذكورى العابر للأجيال،
وليس بالفترات السياسية، بل إن عصر مبارك شهد تشجيعا (مدعيا أو
حقيقيا) للمشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة، والفيلم نفسه يقول
إن الحكومة خصصت يوما لسباحة النساء فى مركز الشباب تعاطفا معهن،
وهكذا غاب عن الفيلم التفسير الاجتماعى السياسى العميق، الذى يربط
الخاص جدا بالعام جدا، ومثاله الأنضج تجده فى فيلم المخرج عاطف
حتاتة «الأبواب المغلقة»، الذى يستخدم كل شىء، بداية من العنوان،
وحتى أصغر التفاصيل، بين الأم وابنها، أو بين الابن ومدْرسته، لكى
يرسم ملامح مجتمع يحكمه الكبت والقمع، مما سيؤدى فى النهاية إلى
الانفجار.
لا يكفى أن تضع تاريخا على الشاشة، أو تشاهد مبارك
على الفضائيات لكى تقدم بعدا سياسيا، ولكن لا بد أن تقول الدراما
ذلك، ومن هذه الزاوية فإن «يوم للستات» لا يقول الكثير، مكتفيا
بفضفضة سيداته فوق كرسى الاعتراف.
يقتضينا الإنصاف أن نشير إلى جهد المخرجة كاملة أبو
ذكرى، لقد نجحت إلى حد كبير فى قيادة ممثليها، وإن لم تستطع ضبط
المشاهد الحوارية الطويلة، التى لم نعد نراها حتى فى المسلسلات.
أفضل الممثلات ناهد السباعى ثم إلهام شاهين، أما هالة صدقى فى دور
مشرفة حمام يوم السيدات، فلم يستفد الفيلم بدورها، واقتصر ظهورها
على العنصر الكوميدى، دون أن نعرف الكثير عنها. من عناصر الفيلم
المميزة أيضا صورة نانسى عبدالفتاح، وموسيقى تامر كروان التى جسدت
لحظات الشجن والحزن والمرح والتحرر بآلات موسيقية مختلفة، وبجمل لا
تنسى، وهناك أيضا لمسات الديكور وتنسيق المناظر بالذات فى شقة
«شامية» حيث تتكدس الأشياء حولها، وتصبح هى أيضا شيئا مهملا مثلها.
«يوم
للستات» فيلم صنعته نوايا طيبة محبة ومتعاطفة مع المرأة، ولكن
النوايا الطيبة وحدها لا تكفى، فالمهم ليس فقط أن يكون لديك شيء
تقوله، وإنما أيضا أن تعرف كيف تقوله.
####
يحيى الفخراني:
جائزة «القاهرة السينمائي» لها معزة خاصة
مارينا نبيل
أعرب الفنان يحيى الفخراني، عن سعادته بتكريمه ضمن
فعاليات الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وقال «الفخراني»، خلال تكريمه في مهرجان القاهرة
السينمائي، مساء الخميس، إن «هذه الجائزة لها معزة خاصة في قلبي؛
لأنها تحمل اسم إنسانة عزيزة، وفنانة أحبها كل شخص يتحدث العربية»،
مضيفًا «الفنانة فاتن حمامة هى من رموز السينما، وشرفت بالعمل
معاها في آخر فيلم لها أرض الأحلام».
وأوضح أن التكريم كان من المقرر له أن يتم خلال حفل
الافتتاح، لكن نظرًا لارتباطه برحلة سياحية علاجية، لم يتمكن من
حضور الحفل، متابعًا: «إدارة المهرجان مشكورة أجلت التكريم إلى حفل
الختام».
وانطلقت، مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات الدورة
الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمشاركة 16 فيلمًا من 10
دول، واستمر المهرجان حتى مساء اليوم 24 نوفمبر الجاري.
####
يوسف القعيد:
«القاهرة السينمائي» وسيلتنا للحفاظ على صورتنا في
الخارج
مارينا نبيل
أعرب الأديب يوسف القعيد، عن سعادته بالمشاركة في
حفل ختام الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
قائلًا: «أنا عاصرت هذا المهرجان منذ عامه الأول، وكنت عضوًا في
اللجنة العليا».
وشدد «القعيد»، خلال مقابلة له مع التغطية المباشرة
لفاعليات حفل ختام دورة هذا العام من المهرجان، مع فضائية «سي بي
سي إكسترا»، مساء الخميس، على ضرورة الحفاظ على إقامة المهرجان
بصورة دورية، متابعًا: «هذا المهرجان وسيلتنا للحفاظ على صورتنا في
الخارج، وفي مواجهة التطرف في الداخل».
وأشاد بمشاركة الصين في المهرجان، والتي وصفها بـ«مستقبل
العالم»، مؤكدًا أهمية عودة الدولة للإنتاج السينمائي؛ لتعود
السينما إلى سابق عهدها، وتعود مصر إلى دورها الرائد في الوطن
العربي.
وانطلقت مساء الثلاثاء قبل الماضي، فعاليات الدورة
الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمشاركة 16 فيلمًا من 10
دول، واستمر المهرجان حتى مساء اليوم 24 نوفمبر الجاري.
####
نهلة سلامة:
أبرز سلبيات مهرجان القاهرة السينمائي «غياب
الفنانين»
مارينا نبيل
أعربت الفنانة نهلة سلامة، عن سعادتها بالمشاركة في
حفل ختام الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قائلة:
«حرصت على حضور حفل الختام؛ لأن هذا مهرجان وطني، وشيء هام أن
أحضره».
وأكدت «سلامة»، خلال مقابلة لها مع التغطية
المباشرة لفاعليات حفل ختام دورة هذا العام من المهرجان، مع فضائية
«سي بي سي إكسترا»، مساء الخميس، على عدم حاجة الفنانين لدعوات
لحضور المهرجان، متابعة: «مهم جدًا أن يحضر الفنانين لدعم
المهرجان؛ لأنه أمر يشرفنا كمصريين، ومن السلبيات عدم حضورهم».
وأشادت بتكريم الفنان أحمد حلمي، باعتباره شابا؛ كي
يشعر الشباب بإمكانية حصولهم على جوائز وتكريمات على أعمالهم، وذلك
بجانب تكريم الفنانين الكبار أصحاب التاريخ الفني.
وعن أعمالها الفنية المقبلة، أعلنت مشاركتها الفنان
كريم عبد العزيز، في مسلسل «الزيبق»، المقرر عرضه في الموسم
الرمضاني المقبل.
وانطلقت، مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات الدورة
الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمشاركة 16 فيلمًا من 10
دول، واستمر المهرجان حتى مساء اليوم 24 نوفمبر الجاري، ومن المقرر
إعلان أسماء الفائزين بجوائز المهرجان خلال حفل الختام.
####
فى ختام «القاهرة السينمائي»..
فيفي عبده لإلهام شاهين: «5 أمواه»
مارينا نبيل
أعربت الفنانة فيفي عبده، عن حبها وتقديرها للفنانة
إلهام شاهين، خلال فاعليات الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي.
وصاحت «عبده»، خلال فعاليات حفل ختام دورة هذا
العام من المهرجان، فور صعود «شاهين»، لتقديم إحدى جوائز المهرجان،
ناطقة باسم الأخيرة، وتبادلتا التحية من على خشبة المسرح.
ولم تنس «عبده»، أن تدلي بعبارتها المشهورة «5
أمواه»، لترد «شاهين»، التحية بمثلها.
وانطلقت، مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات الدورة
الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمشاركة 16 فيلمًا من 10
دول، واستمر المهرجان حتى مساء اليوم 24 نوفمبر الجاري.
####
ناهد السباعي:
أهدي جائزة «القاهرة السينمائي» لروح والدي وشقيقي
مارينا نبيل
أعربت الفنانة ناهد السباعي، عن سعادتها البالغة
بحصولها على جائزة أفضل ممثلة في الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، عن دورها في فيلم «يوم للستات»، للمخرجة كاملة
أبو ذكري
وقالت «السباعي»، خلال استلامها الجائزة، مساء
الخميس، إن «أجمل شيء في الجائزة هو تسلمي لها من يد الفنان محمود
حميدة، فهذا الأمر بمثابة جائزة ثانية ليّ»، مهدية الجائزة لروح
والدها مدحت السباعي، ولروح شقيقها.
وتابعت: «أشكر الله، على أدائي لهذا الدور، كنت
أشعر بخوف كبير قبله، ولولا والدتي ناهد فريد شوقي لما كنت أقف
الآن في هذا المكان، وبالتأكيد وجود المخرجة كاملة أبو ذكري،
كمخرجة للعمل جعلني أوافق عليه».
ووجهت الشكر للفنانة إلهام شاهين، منتجة الفليم،
قائلة: «أشكر إلهام شاهين على هذه الثقة الكبيرة، وأتمنى أن أكون
رفعت رأسها».
وانطلقت، مساء الثلاثاء قبل الماضي، فعاليات الدورة
الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمشاركة 16 فيلمًا من 10
دول، واستمر المهرجان حتى مساء اليوم 24 نوفمبر الجاري، ومن المقرر
إعلان أسماء الفائزين بجوائز المهرجان خلال حفل الختام.
####
مخرجة «الفتى القطبى»:
مصور محترف وأطباء نفسيون لأجل بطل فيلمى
كتبت ــ منة عصام:
عرض مهرجان القاهرة الفيلم الأستونى «الفتى القطبى»
ضمن فعاليات المسابقة الرسمية، حيث تدور قصة الفيلم حول شاب يحاول
جاهدا الالتحاق بمدرسة التصوير الاحترافى فى برلين، ويفشل فى المرة
الأولى، ويقابل فتاة تعانى من مرض الثنائية القطبية أو ما يعرف
بالهوس الاكتئابى وبسببها يدخل فى مشكلات عديدة منها دخوله مستشفى
نفسى لتقييمه، وهذه التجربة تثقله بشدة ويلتقط بسببها صورا رائعة
تجعله يقبل فى المدرسة ببرلين.
وعقب عرض الفيلم، أكدت مخرجته أنو أون أن العرض فى
القاهرة السينمائى يعتبر العرض العربى الأول للفيلم، وقالت: إن هذا
الفيلم يعتبر هو أول عمل حقيقى لها، حيث تخرجت فى معهد السينما
الاستونى قبل 11 عاما، وقامت بإخراج عدد من الأفلام الوثائقية،
بينما «الفتى القطبى» أول تجربة روائية طويلة.
وأضافت: «اضطررت للاستعانة بمصور محترف ليقوم
بالتقاط الصور الاحترافية، التى يصورها البطل ضمن أحداث الفيلم،
فلا يمكن أبدا عمل فيلم بطله الرئيسى مصور، وأن يتم خروج الصور
بشكل غير احترافى، كما اضطررنا أن نجعل بطل الفيلم يتلقى دروسا فى
التصوير حتى يخرج فى أفضل صورة».
وعن قصة الفيلم، قالت المخرجة إن قصة العمل حقيقية،
حيث ترجع أحداثه إلى إصابة فتى من أقاربها بمرض الثنائية القطبية،
وهو ما يزال فى عمر السادسة عشرة، وذهبت إليه للتحدث معه وعرفت منه
تفاصيل مرضه وما الثنائية القطبية وعرفت أنه مرض يجعل صاحبه مفرط
التعبير بين الفرح الشديد والحزن الشديد، وربما فى نفس ذات اللحظة،
وتحدثت مع عائلته لاعرف كيف يتعاملون معه، كما ذهبت للمصحة
النفسية، التى تلقى بها العلاج وقابلت الأطباء النفسيين هناك، ومن
هنا جاءت المعالجة الأولية لسيناريو الفيلم الذى قمت بكتابته.
وحول اختيار الأبطال، قالت المخرجة: «أجريت
اختبارات أداء للعديد من الشباب فى مدرستى التمثيل اللاتى لدينا فى
أستونيا، وبمجرد وقوع عينى على بطل الفيلم قررت أن يقوم بالبطولة،
أما الممثلة فهى فنانة محترفة لدينا وقد تخرجت قبل عام واحد من بدء
التصوير، حيث استغرقنا مدة عامين فى التحضير للفيلم».
واستطردت: «لعبنا على فكرة الألوان فى كل مشهد
بالفيلم، ففى المشاهد التى تحوى الحزن كان الديكور يتضمن ألوانا
باهتة فيها ذبول، وكذلك الحال فى الملابس والديكور، وبالطبع يحدث
العكس فى مشاهد الفرح».
وقال منتج الفيلم بريت باسكى: إنه قد حصل على دعم
من الدولة فى أستونيا، فضلاً عن دعمين آخرين من الخارج، أحدهما من
صندوق الدعم فى مهرجان برلين.
####
مخرجة «حياة آنا» بـ«القاهرة السينمائى»:
أردت التعبير عن الواقع الاجتماعى لجورجيا
كتبت ــ مى زيادى:
-
الهروب من الوطن بسبب الظروف السيئة ليس هو الحل
لتحسين الحياة
«حياة
آنا» هو اسم الفيلم الجورجى الذى عرضته شاشة مهرجان القاهرة
السينمائى، ضمن المسابقة الرسمية و الذى تدور أحداثه فى 108 دقائق
هو الفيلم الراوئى الطويل لمخرجته نينو باسيليا وعقب العرض دخل
الجمهور الذى ابدى اعجابه بالفيلم فى نقاش مفتوح مع مخرجته حول
رؤيتها السينمائية، وواقع السينما فى موطنها جورجيا، بالإضافة إلى
مناقشتهم لقصة الفيلم والتى كتبت السيناريو الخاص بها أيضا.
حيث اشارت نينو باسيليا إلى ان سيناريو «حياة آنا»
فاز بجائزة مسابقة المركز القومى الجورجى للسينما وعرض عالميا لأول
مرة من خلال مهرجان جوتينبيرج السينمائى الدولى بالسويد.
وتدور أحداث الفيلم حول أم عزباء لديها طفل مصاب
بمرض متوحد، تسافر إلى أمريكا هى وطفلها كى تحسن من ظروف معيشتهما،
ومن ثم تأخذ المخاطرة فتبيع بيتها وتعطى النقود لرجل يعدها بأن
يجلب لها تأِشيرة سفر غير قانونية لأمريكا، ثم يتبين أن ذلك الرجل
محتال وأنه يجمع النقود ليسافر هو وأسرته إلى الخارج، وردا على
موقفه، تقوم بطلة الفيلم بخطف ابنة ذلك الرجل المحتال لتقايضه بأن
يعيد إليها أموالها.
وقالت نينو باسيليا المخرجة الجورجية إن الفيلم
يحمل دلالات تقول بأن الهروب من الوطن بسبب الظروف السيئة ليس هو
الحل لتحسين الحياة، وإنما الحل يكمن فى المقاومة والصراع مع
الحياة فى وطننا حتى تتحسن الأمور، مضيفة أنها أرادت من خلال
الفيلم أن تعبر عن المرأة فى جورجيا وما تواجهه، وأضاف أنها قررت
أن تقوم بصناعة ثلاثية من الأفلام عن المرأة كان أولها فيلم «حياة
آنا» يليه فيلمان عن المرأة والحرب، والمرأة والحب.
وأشارت مخرجة العمل أنها قابلت نماذج كثيرة من
المواطنين فى جورجيا الذين يرغبون فى الهجرة لتحسين حياتهم، وخاصة
النساء اللاتى يتعرضن لظروف صعبة خاصة حين يسافرون بطرق غير شرعية
ويتركون أولادهم، حتى أن يصبح الانترنت هو وسيلة التواصل الوحيدة
لعشرات السنوات بين الأم وأبنائها.
وأضافت المخرجة أنها حاولت من خلال الفيلم التعبير
عن الحياة الاجتماعية والسياسية للناس فى جورجيا، مشيرة إلى أن
الوضع فى جورجيا كما هو عليه منذ 10 سنوات، والأزمة الاقتصادية هى
التحدى الأكبر للبلد، خاصة أن البلد حصل على الاستقلال عن روسيا
منذ 25 عاما.
وحول صناعة الفيلم وميزانيته، قالت نيننا باسيليا
إن أزمة إيجاد مصادر لتمويل الأفلام من العقبات الكبيرة أمام صناع
الأفلام فى جورجيا، ووجهت شكر لمنتجة الفيلم، التى لولاها لم تكن
هناك فرصة لظهور الفيلم، مضيفة أن أغلب الممثلين فى الفيلم هم من
الممثلين المحترفين فى جورجيا.
وأكدت أنه بوجه عام لم تكن هناك صعوبات أثناء تنفيذ
الفيلم، لأنها قامت بالتحضير الجيد لفترة طويلة قبل التصوير. وأنهت
المخرجة قولها بأنه لو استطاع الفيلم أن يكون بمثابة رسالة لإعادة
التفكير فى مسألة الهجرة خارج البلاد، بل والتراجع عن تلك الفكرة،
وتفضيل البقاء فى الوطن والمثابرة والمقاومة، فذلك سيكون النجاح
الأكبر للفيلم. |