كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رسالة أيام قرطاج السينمائية (1)

 

"امبراطور النمسا".. مكاشفة مؤلمة عن المثلية

أحمد شوقي

أيام قرطاج السينمائية السابعة والعشرون

   
 
 
 
 

يسأل المخرج والده، الذي صار على علم بأن وحيده مثليّ الجنس: هل تعرف أنني لن أنجب أطفالاً؟ فيجيب الأب الذي يستفزه محاولات ابنه الدائمة فتح أحاديث عن هذا الموضوع: وهل يفرق مع أحد أن تنجب أو لا تنجب؟ أنت لست امبراطور النمسا كي ينتظر الجميع نسلك كي يستلم العرش، لكن المدهش هو يقيننا بأنه حتى ولو لم يكن الابن امبراطوراً، فهناك شخص واحد على الأرض يحلم بذريته هو بالتحديد الأب صاحب العبارة المستهجنة.

من الرد الساخر يأتي سليم مراد بعنوان فيلمه التسجيلي المثير "امبراطور النمسا"، والذي شاهدناه في أيام قرطاج السينمائية ضمن مسابقة العمل الأول، عمل مقتحم وجرئ على مستوى شكله ومضمونه.

المضمون متجاوز لكل القيود والمحاذير المعتادة حتى في أكثر الأفلام العربية جرأة، المخرج هنا لا يُفصح عن مثليته فحسب، بل يُدخل المشاهد معه في أسئلته الحياتية المرتبطة بهوية جنسية لا يزال القطاع الأكبر من المجتمعات العربية يراها جريمة تستحق العقاب، هذا شاب لا يتسائل عن ميوله وإنما يطرح إشكاليات تنطلق من التسليم بها: لماذا لا يريد والدي أن يتحدث معي حول هذا الأمر؟ وهل سأكون سبباً في انقطاع سلسال العائلة فأرحل دون أن أترك من يليني في هذا العالم؟

خيارات جريئة بصرية وصوتية

سليم مراد يتعامل مع تيهه بما يلائمه بصرياً من حيرة وإطناب، فهذه إشكاليات لا يمكن بحثها في مقابلات تسجيلية على النمط التلفزيوني، وهذه مآزق لا تصدم صاحبها في لحظة عابرة، بل هي أمور تسير معه كتفاً بكتف، كل يوم في حياته، يؤجلها أياماً ويتفادي التفكير فيها، ثم يعود وينشغل بها لتملاً ذهنه وخياله فيضيع فيها من جديد.

على هذه الشاكلة يأتي البناء الذي اختاره المخرج لفيلمه، يزرع السؤال بشكل خافت في أذهاننا، ويجعلنا نفتش معه عن إجابة تشفي ظمأ طرفي الحكاية، الأب والابن، الأب الذي يتظاهر بقبول الوضع لكننا نوقن أنها اضطر للتعايش معه لأنه ما من سبيل آخر لا ينتهي بقطع العلاقة مع وحيده، وبالتالي لا نصدقه عندما يسخر من سؤال انقطاع الذرية، فهو في سويداء قلبه ولو أنكر، والابن الذي يعبر عن هواجسه بصورة أكثر تجريداً، فيها تلاعب بالتكوينات والألوان، ومشاهد مصنوعة يحادث فيها امرأة هي صورة لجدله مع الذات.

طريق المخرج يقوده للتفتيش في ماضي أسرته، وبينما نسمع صوتاً يردد أبناء داود حتى الجيل العشرين ربما، يصل سليم مراد لشجرة مماثلة سيكون هو آخر أوراقها، رابطاً هذا بالمنزل القديم الذي يريد الأب أن يهدمه ليصعد مكانه بناءً حديثاً فترفض السلطات حفاظاً على التراث. فكل شيء هنا هو جدل بين التراث والمعاصرة، بين مبنى قديم لا يستفيد منه أحد رغم شاعرية وجوده، وواقع فيه الإفادة ممتزجة بنسف الذاكرة، وبالقبح على الأرجح.

التوظيف ذاته لشريط الصوت يتكرر فيما يتعلق بالدين، وهو بطبيعة الحال مهمش في حياة الأسرة التي قبلت مثلية ابنها، لكنه ليس غائباً كلياً، بل هو هناك في مؤخرة الرأس، في وعظة تصم اللوطيين وتعدهم بالجحيم، في قول هنا وهناك، نسمعها أيضاً في مؤخرة رأسنا حسب البناء الصوتي للفيلم، في استكمال لتجربة المخرج الساعية من البداية لوضع المشاهد ـ على الأقل جزئياً ـ داخل عقله هو، أن يكون الفيلم هو النسخة المرئية والمسموعة من أفكار صاحبه، وهو خيار لا ينقصه الجرأة، بل يكاد يكون أجرأ حتى من تصريحه بميوله، فهو لا يفاخر بالتصريح ولا يتاجر به، بل يترجمه لمشاهد هي الأخرى غير مريحة، مخاطراً حتى بالتعاطف الذي لا يريده "امبراطور النمسا" ولا يستجديه.

بين الأب والابن

وإذا كان علماء النفس يصفون علاقة الابن بأبيه هي واحدة من أكثر العلاقات تعقيداً، فإن هذا الفيلم يعرض واحدة من أصعب صور هذه العلاقة، صورة الأم فيها غائبة حاضرة بينما من الأب ينبع كل شيء ويعود. المثلية والذرية والتراث والدين وكل ما يعبر الفيلم به هي مجرد هوامش وتنويعات لشرخ مؤلم لا يلتئم، وعندما يصيح المخرج في أحد حواراته مع والده الذي لا يريد إجابة أسئلته "هل تريد أن نظل نتحدث عن الطقس حتى وفاتك؟"، فهو يعبر تلقائياً مأزق العمر، عن حوار حتى وإن دار بينهما فهو يحوم حول الأمور ويتجاهل الحقائق المؤلمة

في هذه المكاشفة المؤلمة التي يتعرى فيها سليم مراد من كل تحفظ أو مداهنة للذات أو للآخر داخل الأسرة وأمام الشاشة، تظهر قيمة "امبراطور النمسا" الذي يمكن اعتباره واحداً من أفضل وأجرأ وأنضج الأفلام التسجيلية التي شاهدناها خلال العام الحالي.

موقع "في الفن" في

02.11.2016

 
 

ثمانية أفلام قصيرة توثق لتاريخ أيام قرطاج السينمائية

الوكالات ـ «سينماتوغراف»: مليكة كركود

في إطار الاحتفال بخمسينية أيام قرطاج السينمائية المتواصلة حتى 5 نوفمبر الجاري، نظمت تظاهرة «أحكي لي على أيام قرطاج» من خلال عرض ثمانية أفلام قصيرة أنجزها خلال العامين الأخيرين مجموعة من السينمائيين، لتوثيق تاريخ الأيام السينمائية وسرد الأحداث والتغيرات التي شهدتها تونس طيلة خمسين عاما.

حكايات أيام قرطاج السينمائية أو «أحكي لي على أيام قرطاج» مبادرة أطلقها المركز الوطني للسينما والصورة لدعم  ثماني أفلام قصيرة لمخرجين تونسيين أنجزت بين 2015 و2016 في إطار الاحتفالية بخمسينية هذا الموعد السينمائي.

وكان تفاعل جمهور قاعة «الكوليزي» حيث قدمت العروض، كبيرا، بحضور نخبة من المخرجين والفنانين يتقدمهم مدير أيام قرطاج السينمائية إبراهيم اللطيف، تذكر فيها الجمهور والسينمائيون على مدار نحو ساعتين أحداثا وتواريخ عاشتها تونس خلال الخمسين سنة الماضية، وحاولت السينما توثيقها عبر أفلام سينمائية.

وتقدم نورس الرويسي التي ساهمت في تنظيم أيام قرطاج السينمائية هذه التظاهرة على أنها «مبادرة أطلقها المركز الوطني للسينما والصورة لدعم ثمانية أفلام تونسية تحاول ترجمة حكاياتنا المضحكة، المليئة بالمغامرات، السريالية أحيانا واللاذعة في النقد أيضا.. حكايات تشبهنا في كل الحالات»، مضيفة «كل منا، سينمائي محترف كان، أوهاو بقلب كبير أو مار بالصدفة أمام قاعة سينما،  له مع الأيام قصة يمكن أن ننسج منها حكايات، صور وأفلام لها أن تعيش خمسين سنة أخرى».

فيلم مهدي برصاوي “35 mm” أول الأفلام التي بدأت حكاية أيام قرطاج، جاءت في تسع دقائق تنوعت لقطاتها السينمائية بين الفكاهة والخوف. يدور الموضوع حول التشبث بحضور العروض السينمائية ومشاكل الحياة اليومية، من خلال سيناريو حواري جرت أحداثه داخل سيارة جمع بين زوجين وعجوز تهددهما بسلاح مزيف لإيصالها إلى مكان معين.. ليس إلا قاعة سينما “الكوليزي” لحضور عرض سينمائي لم تكن تريد أن تفوته.

فيلم “Avant première” للمخرج فارس نعناع هو الآخر تدور أحداثه داخل سيارة من خلال حوار بين متقاعد وزوجته، يختلط  فيه الواقع بالخيال، إذ ترفض الزوجة تفويت العرض السينمائي بسبب عملية إرهابية بالعاصمة تونس.

المخرج وسام التليلي قدم فيلما قصيرا من 9 دقائق يحمل عنوان ” Inversé” يعيد حكاية أيام قرطاج السينمائية من خلال قصة الشاب باسم الذي يعشق السينما، ويسعد لحضور عرض فيلم باماكو للمخرج المالي عبد الرحمن سيساكو، ليتفاجأ عند بداية العرض بأن الفيلم مقلوب الصورة وبدأ من منتصفه، ولا أحد بالقاعة يأبه لذلك.

الهجمات الإرهابية التي كانت تونس هدفا لها في 2015 حاضرة مرة أخرى في فيلم “La peluche” لشراز بوزيدي، وهو قصة نجم تونسي يدعى لطفي دعي لحضور العرض الأول لفيلمه وسهرة تكريم الفنانين من تنظيم أيام قرطاج السينمائية، ليترك زوجته تخرج لوحدها مع ابنها الرضيع لحضور خطوبة قريبة لها، لتنقلب سهرته إلى جحيم بعد وقوع تفجير في الشارع الذي كان من المفروض أن تمر منه.

لقاء صحفي” كان عنوان الفيلم القصير المشارك للمخرج ناصر خمير، ويروي قصة مخرج تونسي يفشل في تقديم ندوة صحفية تليق بمقام شريطه السينمائي المشارك في أيام قرطاج السينمائية.

أفلام “Sous-titres” للمخرج كامل العرضي، و”هرمونيكا” لمختار العجيمي، و”Agora” لعبدالله يحي جاءت هي الأخرى لتكمل حكاية أيام قرطاج السينمائية على الجمهور التونسي.

«إلهيات»..

الضواحي الفرنسية الفقيرة في أيام قرطاج السينمائية

الوكالات ـ «سينماتوغراف»: مليكة كركود

تشارك المغربية الفرنسية هدى بن يمينة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في أيام قرطاج السينمائية في الدورة 27، بفيلم «إلهيات أو ديفين». ويروي الفيلم قصة صداقة قوية بين مراهقتين فرنسيتين تعيشان في الضواحي الفرنسية المهمشة. تحلم الصديقتان بهجر حياة البؤس والفقر التي نشأتا فيها. ولتحقيق هذا الحلم، تسلكان طريق التمرد على قوانين المجتمع.

دنيا وميمونة مراهقتان فرنسيتان، من أصول عربية وأفريقية، تجمعهما صداقة قوية، تعيشان على هامش المجتمع في إحدى الضواحي الفرنسية الفقيرة، متمردتان على كل شيء يربطهما بالبيئة التي ولدتا فيها. تحلمان بكسب الكثير من المال، ولأجل ذلك تسلكان الطريق الأسرع المفتوحة أبوابها أمامهما وهي تجارة المخدرات.

الرحلة نحو الضياع تبدأ بترك البطلة دنيا مقاعد الدراسة. وفي حوار درامي مع مدرستها، توجه دنيا لها انتقادات حادة عن حالتها الاجتماعية، راسمة لها صورة مأساوية عن مستقبلها خلال أعوام إذا بقيت تدرس في هذا الحي.

وعلى كلمات أغنية (ماني، ماني، ماني أو مال، مال، مال) لفرقة الروك الموسيقية السويدية «آبا» التي نسمعها كثيرا خلال الفيلم، تغلق دنيا باب المدرسة أمام نظرات حزن صديقتها ميمونة التي تعاني من سلطة والديها ، وأحدهما إمام مسجد.

تقمصت شخصية صديقة دنيا ديبورا لوكيموانا، في أول تجربة سينمائية لها.

يتملك الصديقتان، وبدرجة أكبر دنيا التي تميزت في أداء دورها الممثلة الفرنسية عليا عمامرة الكثير من الغضب بسبب.

 واقع أجبرها على العيش في  حي قصديري. دنيا تسرق لتأكل، وتتعب لكي تستحم، وتتحمل عنف صاحب ملهى ليلي لكي تكسب قوتها.  دنيا كانت منذ ولادتها وصمة عار، وهي ابنة غير شرعية، تركت وحيدة في مواجهة مصيرها.

ولأن الصداقة لا ثمن لها عند هاتين الصديقتين الحالمتين بالمال، تقرران معا العمل مع ريبيكا، تاجرة مخدرات وبائعة هوى متسلطة، تشغل الكثير من شباب الحي، ولا تتقن سوى لغة العنف.

وبينما تبدأ دنيا وميمونة في تذوق طعم المال الذي طالما حلمتا به، تنزلقان شيئا فشيئا نحو عالم المخدرات. فتكلف إحداهما بسرقة مهرب مخدرات كبير معروف بحبه للنساء، من خلال إغرائه. لكن الأمور لا تسير دوما كما يخطط لها، إذ تتسارع الأحداث مما يضفي على الفيلم  تعقيدا وعنفا في بعض الأحيان.

وبين مشاهد العنف والإجرام، يولد شعور جميل بالحب لراقص وسيم. هنا تختلط الأوراق، فيحاول إنقاذها من العالم القاتم الذي تعيش فيه. إلا أن  كبرياءها يمنعها من الرضوخ لمشاعره في البداية، لتستسلم في الأخير، لكن مصيرها يعيدها مجددا إلى العالم الذي ولدت فيه.

ومع نهاية الفيلم، ومشاهد دنيا العاجزة وهي تتوسل فرق الإنقاذ للدخول للمجمع السكني لنجدة صديقتها العالقة داخل مخزن يحترق، تبدأ قصة جديدة هي صورة لما عرفته الضواحي الفرنسية في أكتوبر تشرين الأول 2005. فقد شهدت هذه الضواحي أعمال عنف ومواجهات بين شبان يعانون من التهميش وعناصر الأمن والشرطة التي تقف عاجزة وسط عالم مواز يتحكم فيه الإجرام والمخدرات والتطرف.

وبكثير من الخجل، تحدثت عليا عمامرة وديبورا لوكيموانا إلى الصحافة خلال تقديم فيلم «إلهيات» في أيام قرطاج السينمائية التي يتنافس فيها ضمن قائمة الأفلام الطويلة، إلى جانب 17 فيلما آخر. وأكدتا أن الفيلم جاء بفضل تكامل بين الممثلين، وهو يعكس قصة الكثير من الشباب الذين يعيشون في المناطق الفقيرة بفرنسا.

أما المخرجة هدى بن يمينة التي غابت عن أيام قرطاج السينمائية، فقالت إن فكرة «إلهيات» جاءتها غداة أحداث 2005 بفرنسا، وأرادت من خلال الفيلم إظهار مشاعر إنسانية قوية انعكست في علاقة الصداقة التي جمعت بين المراهقتين في أوقات الفرح والتعاسة.

الفيلم الذي أنتج عام 2015 ، حاز على جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان 2016، ونال الكثير من الجوائز في العديد من المحافل الدولية.

ويذكر أن هدى بن يمينة مخرجة ملتزمة وعصامية، تخرجت من المدرسة الإقليمية للممثلين في كان وتعلمت الإخراج عن طريق جمعية «1000 وجه» التي أسستها عام 2006 لإضفاء بعد ديمقراطي للسنيما. أول إنتاجاتها الفيلم القصير «مزبلتي العملاقة » 2008، ثم فيلم «على طريق الجنة» 2012، وإضافة إلى ذلك توج فليمها المتوسط في الكثير من المهرجانات الدولية.

عادل إمام يصل تونس اليوم

لتكريمه في «أيام قرطاج السينمائية»

تونس ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

يصل مساء اليوم الأربعاء، النجم الكبير عادل إمام إلى تونس للمشاركة في فعاليات مهرجان صفاقس السينمائي، ولحضور احتفالية تكريمه من أيام قرطاج السينمائية المقام حاليا، والذي تستمر فعالياته حتى يوم 5 من الشهر الجاري.

وقررت إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائي عمل احتفالية كبيرة لتكريم عادل إمام عن مشواره الفني الكبير والذي امتد لعشرات السنوات، وقدم خلاله أعمالا متنوعة حققت نجاحات غير مسبوقة.

وسيكون عادل إمام في مقدمة حضور فيلم «أغسطينوس ابن دموعها» الذي يفتتح «أيام صفاقس السينمائية»، للمخرج سمير سيف، وهو إنتاج مشترك بين تونس، والجزائر.

سينماتوغراف في

02.11.2016

 
 

نصف قرن من السينما التونسية في كتاب

العرب/ أشرف القرقني

تعتبر تونس من روّاد صناعة السينما عربيّا، إذا علمنا أن أول قاعة عرض سينمائية دائمة أقيمت في مدينة تونس تعود إلى عام 1907. هذا التاريخ الطويل الذي يمتد إلى أكثر من قرن من الزمن عرفت خلاله السينما التونسية منعرجات وأحداثا أثرت على الإنتاج والنوعية، لم يحظ من قبل الدارسين بالاهتمام الذي يستحق، حيث تفتقر المكتبة التونسية إلى مؤلفات تعنى بتاريخ الفن السابع في تونس والتعريف بأسمائه التي خدمت السينما، كتابة وإخراجا وتمثيلا.

يعدّ كتاب “خمسون عاما من السينما التونسية” محاولة جادة لخلق مدونة لعلها الأولى من نوعها في مجال السينما، إذ تتجه في خطّين متباينين: الأوّل هو خط تاريخي يشمل امتدادا ومراكمة لحضور السينما في تونس منذ إرهاصاتها التأسيسية إلى استقرارها وتطورها. أما الثاني فهو يحاول أن يتجاوز التأريخي إلى تأمل المشروع السينمائي التونسي صناعةً وآثارا فنية.

الكتاب، صدر منذ أيام قليلة تزامنا مع حلول الدورة السابعة والعشرين لمهرجان قرطاج السينمائي، عن المركز الوطني للسينما والصورة. وهو كتاب جماعي عربي-فرنسي أشرف على إخراجه وضبط مادته الناقد السينمائي والكاتب الهادي خليل. وقد توزع على 559 صفحة بين قسميه العربي والفرنسي.

يضمّ الكتابُ مشاركات عديدة لمساهمين بارزين في المجال السّينمائي التّونسي نذكر من بينهم المنتج نجيب عياد، والمخرج والناقد السينمائي فريد بوغدير الذي كانت بدايته في الإخراج مع فيلم “حلفاوين أو عصفور سطح”، وحسن عليلش مدير مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، والكاتب المسرحيّ والنّاقد السّينمائي يوسف البحري.

شذوذ محمود

توزّعت أقسام الكتاب: أولا على مرحلة التّأسيس: البيئة والتطلعات والعوائق، ثانيا نوادي السينما وحركة السينمائيين الهواة، ثالثا أفلام الريادة الأولى، رابعا قاعات السينما التونسية بين الأمس واليوم، خامسا مكاسب أجهضتْ، سادسا مغامرو: الإنتاج والتّوزيع والاستثمار في قاعات السينما والإخراج، سابعا النقد السينمائي، وأخيرا قراءات فيلميّة ومشكلات السّينما التّونسيّة ومآزقها.

التجارب تشكل خطا تاريخيا يشمل مراكمة لحضور السينما في تونس منذ إرهاصاتها التأسيسية إلى استقرارها وتطورها

يبدو جليّا من خلال قائمة الأقسام ذلك المسار الذي نظم الكتاب منهجا وتصوّرا. هناك سعي واضح لتقديم عصارة التجربة السينمائية التونسية وتوفير مدونة للبحث فيها والاطلاع عليها من جوانب مختلفة تاريخية ومعاصرة في آن واحد، وفنية ونقدية ولوجستية. يقول الهادي خليل في المقدمة “يبدو هذا الإصدار مبدئيا وظرفيا. لكن في محتواه، وفي روحه وفي مقاصده، ليس الأمر كذلك بما أنه يطمح إلى اغتنام هذه المناسبة بغية التفكير في مسار السينما التونسية ككلّ، مستعيدا مكاسب ماضيه، ومتنبّها إلى مستجدّات حاضرها وملابساته، ومتلمّسا آفاق مستقبلها ووعوده”. إنه كتاب قلما عملت الثقافة التونسية على استحداث ما يشاكله في مجالات أخرى بمثل هذه القدرة على تكثيف نصف قرن في دفتين، عسى ألا تُطوى هذه الصفحات في الرفوف بعيدا عن السينمائيين الشباب هواة أو محترفين والباحثين في المجال والمهتمين به.

إنّ نصف قرن من الممارسة السينمائية التونسية المحتفى به في الكتاب، يستندُ إلى نقطة انطلاق ممثلة في فيلم “الفجر” الصادر سنة 1966 من إخراج عمر الخليفي. ولذلك كان من المنطقي أن يولي الكتاب لهذا المخرج العصامي حق تشريفه والاهتمام بتجربته، الأمر الذي قلما حدث في التظاهرات الثقافية في تونس؛ إذ اطّرد أن يقترن الحديث عن فيلم “الفجر” بنقائصه الفنية وتعثره في خلق خطاب سينمائي متماسك.

وحتى إن تمت الإشارة إلى السياق التّاريخيّ ذاك بما يتضمنه من عوائق، فإنّ الحديث عن عمر الخليفي لطالما غاب عنه ذلك الاحتفاء الذي يستحقه صاحبُ مدونة فنية تأسيسية. ويبدو أن المشرف على كتاب الخمسينية لم يغفل هذه الضرورة. وقد خص تجربة عمر الخليفي بفصل كامل من فصول القسم الأوّل عنونه بـ”عمار الخليفي ملء قلوبنا” جمع فيه حوارات مع المخرج كان اختتمها بمقال له يدرس خصوصية تجربته إذْ كانت آخر فقراته موسومة على النّحو التّالي: “أهمية الفعل التدشيني”.

حضور النقد

اهتمام الكتاب بمختلف المجالات التي تتعلق بالقطاع السينمائي التونسي من جمعيات وإنتاج وتوزيع وقاعات وتكوين وتدريس لم يمنعه من أن يتضمن قسمين طريفين في سياقه هذا؛ القسم الأول خصص للنّظر في النقد السّينمائي من خلال ثلاث تجارب متباينة. تتمثل الأولى في تجربة أندري بازان، الناقد الفرنسي الذي يعتبر الأب الروحي لحركة الموجة الجديدة في السينما الفرنسية وأحد مؤسسي مجلة “دفاتر السينما” الشّهيرة. أما الثانية، فهي تجربة لم يعتد القراء التعامل معها من هذا المنظور وأعني تجربة الشاعر والكاتب التونسي الفرنسي عبدالوهاب المدب. والثالثة هي تجربة فريد بوغدير الذي استهل علاقته بالسينما ناقدا، ثم مر إلى الإخراج.

بالإضافة إلى ذلك، احتوى الكتاب قراءات فيلمية لتجارب رائدة في السينما التونسية مثل عبداللطيف بن عمار والنوري بوزيد. لكن النصيب الأوفر على الأرجح، جاء في شكل مقالتين كتبهما المسرحي والناقد السينمائي يوسف البحري على نحو إبداعي عن فيلم “على حلة عيني”، لليلى بوزيد (إنتاج 2015)، وفي ذلك ما يجلي عزم المشرف على الكتاب على أن يصل الماضي بالحاضر ويفتحهما على إمكانات وآفاق جديدة. هذا الفيلم هو الأول لمخرجته الشابة. تدور أحداثه في صيف 2010 أي قبيل أحداث الثورة التونسية أو ما سيسمى كذلك، ويتّخذ من موضوع الحراك الشبابي فنيا وسياسيا موضوعا رئيسيا له.

يبدو أنّ الهادي خليل يتيح لصاحبة “على حلة عيني” ما لم يتحه المشرفون على البلاد لشخوص فيلمها وهم مجموعة موسيقيين شباب حالمين. يفتحُ عينها -ومن خلالها عيون المخرجين الشباب في تونس- على نقد من نوع آخر، نقد يتجه إلى عمق خطابهم الفني، يقيمُ في طبقاته الأعمق، ويخرج منه ممتلئا بإمكاناته مُشيرا إلى آفاقه البعيدة.

يقول يوسف البحري في خاتمة مقاله الأول عن الفيلم “إنه فيلم يريد فهم منعطف تاريخي عاصف بالعودة إلى الأسباب الاجتماعيّة العميقة وليس السطح السياسي. أفردت ليلى بوزيد فيلما للحظة ما قبل الانفجار الاجتماعي والسياسي في تونس سنة 2011. وطرح السؤال بعد خمس سنوات يعني أن الانفجار ما زال في بدايته. هل يعني أن المخرجة على عتبة مشروع سينمائي خاص بها؟ هل عبارة صيف 2010 (في الفيلم) هي إشارة في ترتيب تاريخي منهجي لسلسلة أفلام مخطط لها؟ أم ممكنة؟”.

العرب اللندنية في

02.11.2016

 
 

تونس تكرم الزعيم عادل إمام

محمود موسي :

يغادر النجم الكبير عادل إمام صباح اليوم متوجها إلي تونس وتحفل الزيارة بتتويجه بعدد من التكريمات والدروع، فسيتم تكريمه في ختام مهرجان قرطاج السينمائي مساء السبت المقبل، كما سيحضر فعاليات صفاقس عاصمة الثقافة العربية والتى سيتم ايضا تكريمه فيها ايضا.

ويتوقع ان يكون استقبال الزعيم عادل إمام في تونس استقبالا كبيرا يتوازي مع قيمته وتاريخه وتاثيره بما يملك من رصيد كبير في قلوب الملايين من جمهوره العربي .

وتنطلق الدورة الأولى لـ " أيام صفاقس السينمائية " التي تقام ضمن فعاليات صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016″ بعد غد الجمعة حتى الثلاثاء المقبل وتستضيف لهذا الحدث عددا من الوجوه السينمائية والفنية المعروفة في مقدمتهم الفنان الكبير « عادل إمام » ضيف شرف حفل افتتاح الدورة الأولى لأيام صفاقس السينمائية .

وسيكون عادل إمام في مقدمة حضور فيلم « أغسطينوس ابن دموعها » الذي يفتتح « أيام صفاقس السينمائية» للمخرج سمير سيف وهو إنتاج مشترك بين تونس والجزائر ومن تأليف عماد دبور، وتأتي زيارة الزعيم بعد 16 عاما من آخر زيارة له لتونس عندما قدم مسرحيته الأخيرة "بودي جارد" .

الأهرام اليومي في

02.11.2016

 
 

وزير الثقافة يستقبل عادل إمام

بالورود والرئيس التونسى يكرمه.. السبت

تونس : جمال عبد الناصر

استقبل وزير الثقافة التونسى محمد زين العابدين الفنان عادل إمام ونجله المخرج رامى إمام، بمطار تونس قرطاج الدولي وجلس الزعيم بصحبة نجله المخرج رامى إمام، فى جلسة ودية تناقشا فيها حول أحوال مصر وتونس وذكريات الزعيم فى تونس، كما تطرق الحديث للسينما والدراما في مصر وفى تونس وهنأ الزعيم الوفد الثقافي التونسي باختيار مدينة صفاقس عاصمة للثقافة العربية عام 2016.

الزعيم يسكن بأحد الفنادق المطلة على البحر بتونس بمدينة اسمها جمرت تبعد عن العاصمة بحوالي ساعة ونصف وسيتجه الزعيم صباح يوم الجمعة لمدينة صفاقس لحضور احتفالية اختيار تلك المدينة العريقة كعاصمة للثقافة العربية وسيتم عرض فيلم المخرج سمير سيف "اوجسطينيوس ابن دموعها".

بعدها يعود الزعيم عادل إمام لمدينة تونس العاصمة لحضور حفل ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية وعلم اليوم السابع أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي سيستقبل الزعيم عادل أمام وسيكرمه مع النجم القدير جميل راتب صباح يوم السبت قبل ختام المهرجان مع عدد قليل من ضيوف شرف المهرجان.

جميل راتب: الجمهور التونسى عاشق للسينما ومحب ومتذوق لكل الفنون

تونس ـ جمال عبد الناصر

قال الفنان القدير جميل راتب ضيف شرف مهرجان أيام قرطاج السينمائية، إن حرصه على حضور المهرجان برغم مرضه يأتى نتيجة تقديره لمهرجان قرطاج وللسينما التونسية، التى شارك فيها من قبل بأكثر من عمل سينمائى.

وأضاف راتب: الجمهور التونسى عاشق للسينما ومحب ومتذوق لكل الفنون،  والعروض تشهد على ذلك، فكل القاعات لكل الأفلام تشهد قبولا كبيرا، ويقف التوانسة على شبابيك التذاكر بالساعات للحصول على تذكرة، وهذا يدل على وعى شعبى بأهمية السينما كأحد روافد الثقافة.

وأكد راتب أنه فى مهرجان قرطاج وفى تونس عموما له ذكريات جميلة وكثيرة، فقد شارك من قبل كما ذكر فى عدد من الأفلام السينمائية التونسية منها مثلا فيلم "حلق الوادى" وفيلم آخر بعنوان " شيشخان " .

اليوم.. عادل إمام يتجه لـ "تونس"

لحضور حفل ختام "أيام قرطاج السينمائية"

كتب ـ العباس السكرى

يسافر الزعيم عادل إمام، إلى تونس، اليوم الأربعاء، لحضور حفل ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ومن المقرر أن يشاهد الزعيم، هناك، العرض الثانى لفيلم صديقه المخرج سمير سيف "أجوسطينوس.. ابن دموعها".

ويحظى الزعيم بشعبية جارفة فى تونس والمغرب العربى، بالكامل، وشهد حفل افتتاح "أيام قرطاج السينمائية" تساؤل جميع وسائل الإعلام فى تونس عن موعد قدوم الزعيم، وكذلك الصحفيين والنقاد، كما يتم استقبال عادل إمام فى أى بلد عربى كالأمراء ورؤساء الدول.

وتجمع الزعيم عادل إمام بالمخرج سمير سيف صداقة كبيرة، إذ عملا معا فى أكثر من فيلم سينمائى ناجح منها :"شمس الزناتى"، و"المولد"، و"مسجل خطر"، و"النمر والأنثى"، و"الهلفوت"، و"المشبوه"، و"احترس من الخط".

بالصور.. فيلم حرام الجسد يرفع لافتة كامل العدد فى مهرجان قرطاج

تونس ــ جمال عبد الناصر

حقق فيلم حرام الجسد أمس نسبة مشاهدة كبيرة مثل باقى الأفلام المصرية المشاركة بمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وكانت قاعة الكوليزيه التى عرض بها الفيلم ممتلئة عن آخرها فى العرض الجماهيرى.

حضر الفيلم بطلته ناهد السباعى ووالدتها المنتجة ناهد فريد شوقى والمخرج خالد الحجر، كما حرص النجم جميل راتب على الحضور مع الجماهير التونسية التى التقطت معه صورا تذكارية .

فيلم حرام الجسد يتناول هروب شاب كان مسجونا ومحكوما عليه بالمؤبد أثناء أحداث فتح السجون بثورة 25 يناير، ويذهب بعد هروبه لابن عمه فى مزرعة على الطريق الصحراوى، وتتوالى أحداث الفيلم تزامنا مع أحداث وتطورات الثورة

جدير بالذكر، أن الفيلم سيناريو وحوار وإخراج خالد الحجر وإنتاج جابى خورى، وبطولة ناهد السباعى وعبد الله محمود ومحمود البزاوى وسلوى محمد على وذكى فطين عبد الوهاب .

قصة 6 ساعات مثيرة خلف أسوار سجن «المورناج»..

كيف تشاهد فيلما داخل سجن بحضور أبطاله والمساجين؟.. الإجابة فى تونس

تونس ــ علا الشافعى

تجربة مثيرة بكل المقاييس.. عرض أفلام من المشاركة بمهرجان قرطاج السينمائى خلف أسوار السجن، والجمهور من المساجين، وفى حضور فريق العمل وعدد من الإعلاميين الذين أبدوا رغبة بالمشاركة.

التجربة إن دلت على شىء فإنما تدل على مدى الوعى فى منظمة مناهضة التعذيب، وإدارة مهرجان قرطاج السينمائى من جهة، وداخل وزارة الداخلية التونسية وإدارة سجونها من جهة أخرى، حيث بدأوا بالتعاون سَوِيًّا  منذ الدورة الماضية لمهرجان قرطاج فى تنظيم عروض سينمائية فى السجون المختلفة.

وفى ظنى أنها تجربة لن تتكرر كثيرا بالنسبة لأى إعلامى، حيث كان الأمر بالنسبة لى أشبه بفيلم داخل فيلم، بدءا من الأتوبيس الذى اصطحب مجموعة من الإعلاميين وفريق عمل الفيلم التونسى "زيزو" للمخرج المخضرم فريد بو غدير، وصولا إلى باب سجن "مرناج"، والقيام بالإجراءات الأمنية المعتادة، إلى الضباط والجنود المتراصين للترحيب بالوفد القادم، ثم دخولنا من الأبواب الحديدية الضخمة إلى باحة السجن ومكان تريض المحكوم عليهم بأحكام مختلفة، فى قضايا متنوعة طبعا ستلحظ عينك الجدران المدهونة بألوان مبهجة والسجاد الممتد على الأرض لاستقبال الوافدين.

وعندما تسأل عن الألوان وإعداد المكان للاستقبال والعرض السينمائى، ستجد أن من قام به هو أحد المسجونين، وبعد كلمات ترحيب من المسئولين كان الحدث الأهم أن تجلس بجوار المسجونين والذين تراصوا فى صفوف استعداد لمشاهدة العرض، وهم ينتمون لأعمار مختلفة، وبمجرد أن يدور الشريط السبنمائى تشعر فعليا أنك تتابع فيلمين وليس فيلما واحدا، الشريط السبنمائى " زيزو" والشريط الآخر وأنت تشاهد من  حكم عليهم فى قضايا مختلفة، يجلسون أمام الشاشة فى منتهى التركيز، وكيف يتعاطون مع مشاهد بعينها متى يضحكون، أو يهللون بالتصفيق، ردود أفعالهم على المشاهد الساخنة بالفيلم، فى وجود بطلة العمل التى تجلس بينهم، كيف يهللون لزيزو بطل الفيلم، والذى صار بطلا بالصدفة ضمن سياق الأحداث وتطورها، زيزو الوافد إلى العاصمة فى 2010 وقبل اندلاع  الثورة والذى يدرس الجيولوجيا، ويرغب فى العمل حتى يستكمل دراسته، ويقع فى حب عائشة الفتاة الجميلة المحبوسة طوال الوقت، من جانب عائلتها، التى ترغب فى تزويجها من أحد الأثرياء والمقرب للسلطة، والتى تضطر والدتها لأن تجعلها تجلس عارية بدون ملابس، خوفا من هروبها.

زيزو ليس من أفضل أفلام المخضرم "فريد بو غدير" ولكن تجربة مشاهدته وسط عدد من المساجين الذين فقدوا حريتهم لسبب أو لآخر هو المتعة الحقيقة، لأنك ترى كيف يبحثون عن بطل وكيف تحول زيزو إلى بطلهم، وهو ما يعطيهم رحابة التحليق فى الخيال بعيدا عن سجن الجسد، وحسبما يؤكد مدير السجن أن الفترة التى تعقب العروض السينمائية تشهد هدوءا شديدا فى السجن، ولا تحدث مشاكل أو مشادات بين المسجونين لفترة قد تطول لشهر أو أكثر.. وهو ما يؤكد أهمية الفن ودوره، فهل يفكر مسئولو الداخلية المصرية، ومهرجان القاهرة فى محاكاة التجربة، لعل السينما تصلح ما أفسده المجتمع .

اليوم السابع المصرية في

02.11.2016

 
 

حول ليالي قرطاج السينمائية

إبراهيم لطيف : نسعى للاستقلال عن وزارة الثقافة التونسية الدورة القادمة

بقلم -منال بركات

وسط  زخم تفاصيل مهرجان قرطاج ما بين ضيوف ونجوم وعروض آثر إبراهيم لطيف مدير مهرجان قرطاج السينمائي أن يفتح قلبه وعقلة ويتحدث لـ بوابة "أخبار اليوم الإلكترونية" عن ليالي قرطاج السينمائية والدورة الـ27 ...لم ينكر الأخطاء التي شابت بعض جوانب المهرجان، وبشجاعة الغيور علي عمله وعد بإصلاح كل السلبيات في الأعوام القادمة.. وكان هذا الحوار:

•    القدر دفع بك إلي قمة مهرجان قرطاج السينمائي و صرت مديرا للياليه بعد ما كنت أحد رجال فريق العمل كيف تري تلك المرحلة وهذه النقلة ؟

عملي بالمهرجان مر بالعديد من المراحل منذ 1990 عندما كنت مسئولا عن ورشة مشاريع "التكميل" والمعنية بمساعدة المخرجين العرب والأفارقة في البحث عن تمويل لكتابة السيناريو، وتطور المشروع وأصبح اليوم يساهم في مراحل المونتاج و المكساج للأعمال الفنية. ومنذ 2002 إلي 2004 عملت على خلق سوق للفيلم بالتعاون مع زميلتي درة أبو شوشة، وأنا في المقام الأول صحفي ومخرج مما ساعدني علي خلق تواصل بنجاح مع الآخرين، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وأنا متفرغ كليا لإدارة المهرجان، و نعمل في المرحلة  القادمة على الاستقلال عن وزارة الثقافة من الناحية التنظيمية و الإدارية .

•    ابتعدت عن الفن من أجل عيون مهرجان قرطاج هل ندمت علي ذلك؟

- دعينا نتفق أولا على أن الفن لا يبتعد عن المهرجان، و كل ما يقال عن نجاح حفل الافتتاح هو فن أيضا، المهم هو المضمون والفلسفة من هذه الاحتفالية الفنية ولا يمكن إقامة مهرجان بدون رؤية فنية ، وفلسفتي الثابتة في ليالي قرطاج السينمائية  أن يكون عربيا وأفريقيا وأصبو إلى أن يتوسع أكثر عن القارة الأفريقية والمنطقة العربية وهو ما حرصت علي تقديمه في هذه الدورة بدايته من عرض سينما العالم وتكريم سينمائيين عالميين مثل عباس كيروستامي.. وإدريسي اودرجو وآخرين.

وأصدقك القول أحيانا أشعر  بالندم علي ابتعادي عن الإخراج ولكن عزائي أنني أقدم رسالة آخري ومشاهدة الأعمال الفنية التي تنتج من الدول الأخرى وهكذا لا أغيب عن الفن بشكل مباشر لأن متابعتي للأعمال الفنية من مشاهدات سينمائية في عامين يساوي ما رأيته طوال عمري، وعملي كمديرا للمهرجان هو شرف كبير لي لاسيما هذه الدورة التي تمثل مرور خمسون عاما علي نشأته.. و في مارس القادم سأقوم بتصوير فيلما جديدا بعنوان "عرسين وثورة ".

•    رغم نجاح مراسم حفل الافتتاح غير أنه اتسم بطول فقراته هذا من جانب ومن جانب آخر.. قاعة قصر المؤتمرات ليست مهيأة لعروض سينمائية فما تعليقك؟

- أوافقك الرأي لم أتصور أن يمتد الحفل بهذا الشكل، أما مشكلة قاعة العرض فالدورات السابقة كانت تجرى في قاعة "المسرح البلدي" والمعد خصيصا للعروض السينمائية وهو يخضع في الوقت الراهن للتجديد.

•    هناك مشكلة آخري أن معظم الأفلام المشاركة بالمهرجان ناطقة بالفرنسية أو مترجمة بالفرنسية، كما أن المطبوعات وجداول العروض بلغة واحدة وهي الفرنسية؟

- كلامك صحيح وهذه النزعة الفرانكفونية مازالت موجودة لدينا، وسوف نحرص في الدورات القادمة على أن تكون الأعمال  المشاركة في المهرجان تحمل لغة آخري بجانب الفرنسية .

•    حرصت في الاحتفال بالعيد الفضي للمهرجان تكريم المخرج العالمي يوسف شاهين لماذا؟
يوسف شاهين هرم سينمائي كبير، آثر علي أجيال كثيرة في تونس وعلي النوادي السينمائية التي تزدهر بها بلدنا، وفخر لنا أن يكون لدينا أكثر من15 نادي سينمائي تحمل اسم يوسف شاهين.  وهذا العام بالتعاون مع جابي خوري نكون أول دولة  تعرض أفلام شاهين بعد أن تم توثيقها وتحويلها إلي ديجيتال للحفاظ علي تراثه السينمائي. بالإضافة إلي إقامة ندوة للحاضر الغائب شاهين يحضرها عدد من النجوم و يديرها الناقد إبراهيم العريس
.

•    كيف تري مستقبل مهرجان قرطاج؟

- سيكون مستقبل المهرجان مشرقا إذا حدث استقلال للمهرجان عن وزارة الثقافة، وإذا بلغ التعنت بين المجتمع المدني والقطاع العام المتمثل في الدولة بدون منح المجتمع المدني كامل الصلاحيات الإدارية والمالية سنبحث الوضع للوصول إلي حلول. لأنه ليس من المنطقي بعد 50 عاما أن يدار المهرجان مثلما بدأ في عهد طاهر الشريعة عام 1966. وعلينا أن نعترف أن النقلة النوعية جاءت مع 2002 في عهد أحمد بهاء الدين عطية.

•    وما هي المشاكل الأخرى التي تقف دون تطوير المهرجان؟

- لاشك أن من أهم المشاكل التي نقابلها في استمرارية المهرجان بعدما أصبح سنويا وخصوصيته العربية الأفريقية هي تقلص الإنتاج مؤخرا خاصة في أفريقيا السوداء.

•    ما هي الفلسفة التي وضعتها للدورة الخمسون؟

- كان الهدف الرئيسي أن نحصل علي العروض الأولي للأفلام العربية والأفريقية ونجحنا هذا العام في الحصول علي 18 فيلما عرض أول للمسابقة الرسمية.

•    نجحت في الوقوف علي مسافة واحدة بين الدول العربية والأفريقية المشاركة كيف حققت هذه المعادلة الصعبة؟

- التوازن كان صعب جدا، واعتمدنا علي دقة اختيار الأفلام ولا أنكر أن كفة الأفلام العربية أكثر من الأفريقية لقلة إنتاج أفريقيا السوداء، وعقب الدورة الخمسون سنعيد دراسة هوية المهرجان وكيف يمكن أن ننفتح أكثر علي عدد أكبر من البلدان.

•     السينما التجارية من سمات العصر كيف تتغلب تونس علي تلك الأزمة؟

- الجمهور التونسي مثقف سينمائيا نتيجة نوادي السينمائية المنتشرة، ومازال لدينا ما يعرف بدور عرض الحي،و قضية الأفلام التجارية إنها تعتمد على قاعات العرض، وأتمني ألا تدخل تونس قاعات العرض المتعددة الشاشات لأن ورائها شركات أمريكية وفرنسية تجبرك على عرض الأفلام التجارية وتفقدك الهوية، ونحن مازلنا ندافع عن سينما المؤلف و سينما الحي.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

02.11.2016

 
 

الرئيس التونسى يكرم عادل إمام

ويمنحه وسام رئيس الجمهورية للثقافة

تونس : جمال عبد الناصر

توجه الفنان الكبير عادل إمام صباح اليوم إلى قد القصر الرئاسى لمقابلة الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى لمنحه وسام رئيس الجمهورية للثقافة .

كان الفنان عادل إمام قد وصل صباح أمس واستقبله وزير الثقافة التونسى محمد زين العابدين وكان وبصحبة الفنان عادل إمام نجله المخرج رامى إمام والفنان خالد سرحان وتبادل الزعيم مع وزير الثقافة أطراف الحديث حول أحوال مصر وأحوال تونس والفن فى البلدين وتحدث الزعيم عن آخر زياراته لتونس.

ويمكث الزعيم بأحد الفنادق المطلة على البحر بتونس بمدينة اسمها جمرت تبعد عن العاصمة بحوالى ساعة ونصف وسيتوجه الزعيم صباح غد الجمعة لمدينة صفاقس لحضور احتفالية اختيار تلك المدينة العريقة كعاصمة للثقافة العربية، وسيتم عرض فيلم المخرج سمير سيف "اوجسطينيوس ابن دموعها " .

بعدها يعود الزعيم عادل إمام لمدينة تونس العاصمة لحضور حفل ختام مهرجان ايام قرطاج السينمائية وعلم اليوم السابع أن الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى سيستقبل الزعيم عادل إمام وسيكرمه مع النجم القدير جميل راتب صباح يوم السبت قبل ختام المهرجان مع عدد قليل من ضيوف شرف المهرجان.

عشاء تونسى على شرف "الزعيم" بحضور وزيرة السياحة والسفير المصرى

تونس - جمال عبد الناصر

على شرف الزعيم عادل إمام، دعت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومى الفنان القدير عادل إمام لحفل عشاء بالأمس حضره السفير المصرى بتونس نبيل حبشى.

تناول الزعيم عادل إمام الأكلات التونسية وأشاد بالمذاق المتميز والجودة فى الطهى وتحدث الزعيم مع وزيرة السياحة عن أهميتها للبلدين خاصة أن تونس مثل مصر دخلهما الأساسى يعتمد على السياحة.

حضر اللقاء السفير المصرى نبيل حبشى وتبادل هو الآخر الحديث مع الفنان عادل إمام عن تكريمه وعن زيارته وهنأه بمسلسله الأخير مأمون وشركاه.

ننشر صور تكريم عادل إمام مع الرئيس التونسى

ومنحه الوسام الوطنى للاستحقاق

تونس : جمال عبد الناصر

استقبل رئيس الجمهورية الباجى قايد السبسى اليوم الخميس، بقصر قرطاج الفنان المصرى الكبير والقدير عادل إمام الذى يشارك كضيف شرف فى أيام صفاقس السينمائية فى إطار تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016.

ومنح رئيس الدولة الزعيم  الصنف الأوّل من الوسام الوطنى للاستحقاق فى قطاع الثقافة اعترافا بمنزلته الفريدة على الساحة الثقافية والفنية العربية وتكريسا لمسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع .

حضر التكريم السفير المصرى نبيل حبشى والفنان خالد سرحان والمخرج رامى إمام والكاتب الصحفى محمود موسى وتناقش الحضور مع الرئيس حول الأوضاع فى مصر وتونس من النواحى الاقتصادية والسياحية والفنية والثقافية.

اليوم السابع المصرية في

02.11.2016

 
 

رسالة أيام قرطاج السينمائية (2)

السينما داخل السجن.. عرض خاص جداً

أحمد شوقي

طبيعة عملنا تسمح لنا بمشاهدة الأفلام في مختلف الأماكن وظروف المشاهدة. في قاعات التياترو الكلاسيكية الضخمة وفي صالات المالتي بلِكس الضيقة كالعلب، على مقاعد وثيرة يدفعك بعضها دفعاً للنوم لا المشاهدة وعلى مقاعد خشبية تنهي الفيلم وقد انتهكت ظهرك، وسط جماهير بالمئات وأمام شاشة تعمل لك وحدك أو لأشخاص تعدهم أصابع اليد، بين مشاهدين شعبيين يتحدثون في الهاتف ويغرقونك بقشور اللب وجوار أوروبيين متحذلقين يتأففون إذا ما غيرت جلستك أكثر من مرة!

إلا أن أيام قرطاج السينمائية سمحت لنا هذا العام أن نحضر عرضاً فريداً من نوعه، ليلة ستظل طويلاً في الذاكرة، سواء في تفاصيلها وما بها من توقعات وضحكات ومفارقات، أو ما أسفرت عنه من دهشة سببها خروج الكثير من الأحداث بعيداً عن أي تصورات مسبقة. العنوان يشير بالطبع إلى هذه التجربة الاستثنائية: مشاهدة فيلم وسط المساجين.

ففي مساء 31 أكتوبر تحركت حافلة تحمل فريق الفيلم التونسي "زيزو" للمخرج الكبير فريد بوغدير، مع عدد من الصحفيين والإعلاميين المحليين والأجانب، متجهة إلى سجن مرناق الذي يشهد افتتاح الدورة الثانية من عروض قرطاج في السجون، التجربة التي بدأت العام الماضي بشكل محدود وتوسعت هذا العام لتشمل عرض مجموعة من أفلام المهرجان في ستة سجون مختلفة في أنحاء الجمهورية التونسية.

عن الدور الاجتماعي للمهرجان

العرض المدهش يجب النظر إليه على ثلاثة مستويات من التأثير، أو من الإعجاب إن أردنا الدقة. أولها هو المهرجان، الحدث الضخم المشغول باستضافة مئات الضيوف وعرض مئات الأفلام في عدد هائل من الصالات، أكثر من عشرين صالة في العاصمة وحدها بخلاف عروض في المدن المختلفة وفي الجامعات وحتى الثكنات العسكرية. ما الذي يجبر حدثاً بهذا التشعب أن يُلزم نفسه بمزيد من الصعوبات لاسيما مع ما تعاني منه الدورة من بعض التخبط التنظيمي؟ لا يوجد سبب سوى قناعة القائمين على المهرجان بدور الحدث السينمائي في المجتمع.

إبراهيم اللطيف مدير المهرجان روى أن العبارة التي جعلته يصر على استمرار الحدث هو قول مدير عام مصلحة السجون له بأن عرض الفيلم الواحد العام الماضي جعل إدارة كل سجن ترتاح لأسبوعين أو ثلاثة من كل مشكلات السجناء، الذين صاروا أكثر هدوءًا وأقل إثارة للشغب، وهو أمر طبيعي ومنطقي لأن السينما حرية وسماء مفتوحة، مجرد التعاطي معها كافٍ لمنح من سُلب حريته بعض الصفاء والهدوء. وبين أكثر من 500 نزيل في سجن مرناق شاهدوا الفيلم، وقياساً على شكل تفاعلهم مع ما رأوه، ربما تكون فترة الهدوء هذه المرة أكبر وأكبر.

سجن ليس كسجوننا

المستوى الثاني للملاحظة هو السجن نفسه، والذي لابد من التأكيد على أننا شاهدنا صورته المشرقة فحسب، وأن جدرانه قد تم طلاؤها ورسم شعار المهرجان عليها ترقباً لوصول الضيوف، لكن حتى مع وضع هذا في الاعتبار ومحاولة قياس الانحراف المعياري عن الحقيقة، سنجد أننا أمام سجن آدمي حقاً، بداية من ديكوراته الملونة المريحة للأعصاب، والتي قيل لنا أنها خيار واعٍ بعدم استخدام الألوان الداكنة حتى لا تزيد من اكتئاب المساجين، مروراً بالرسوم والزخارف على الجدران والتي قام برسمها أحد السجناء المحكوم عليهم في قضية مخدرات لكنه يمارس هوايته بحرية لدرجة القيام بتصميم ورسم وتلوين جدران السجن بالكامل، وصولاً لحجم الانفتاح الذي لمسناه في الكثير من الأمور.

قبل الوصول للسجن قالوا لنا أننا أحرار في تصوير كل شيء، لكن لا نصور السجناء إلا لو طلبوا هم ذلك، ويُفضل أن تكون وجوههم مطموسة في الصور، وألا نبدأ الحديث مع سجين أو نبادره بسؤال إلا لو سعى هو للحوار معنا. شروط معقولة بالطبع، غير أن الواقع كان أكثر تساهلاً بكثير، لا أحد يعوقنا عن التصوير أو يطلب بمراجعة صورة أو حذفها، من يريد الخروج للتجول في المنطقة المحيطة بقاعة العرض يفعل ذلك بحرية، السجناء أنفسهم يتطوعون للظهور في الصور والحديث وتبادل النكات مع الحضور، لا سيما بعدما طلب مدير السجن ألا تكون أماكن الجلوس منفصلة بين الضيوف والسجناء، بل كان الجلوس بحرية فشاهد طاقم الفيلم عملهم وسط مقاعد النزلاء وجلس جوار الإعلاميين عدد آخر من المدانين.

"الحكم بالسجن سالب للحرية فقط، لكنه لا يسلب السجين باقي حقوق المواطنة في التعليم والرعاية الصحية والثقافية، وهو ما نصر عليه ورحبنا بسبب بوجود أيام قرطاج السينمائية داخل السجون"، هكذا وصف مدير مصلحة السجون الأمر في بداية الاحتفالية موجزاً ما لمسناه من آدمية يتعامل بها السجن مع نزلائه ربما تعد رفاهية بالمقارنة بأحوال بعض سجوننا.

جمهور خاص جداً

يتبقى العنصر الثالث والأهم في المعادلة وهم المساجين أنفسهم، المدانون في قضايا مختلفة والذين تنتمي غالبيتهم العظمى لأعمار العشرينات. فقبل الذهاب للسجن ونظراً لأن بعضنا شاهد الفيلم من قبل ويعرف باحتوائه على بعض المشاهد التي قد ترفض الرقابات المتحفظة عرضها حتى على الجمهور العادي، فكنا في حذر من رد فعل أشخاص مسلوبين الحرية ومنقطعين عن الجنس الآخر من مشاهدة العمل. ناهيك عن تحذير عدم مبادرتهم بالحديث أو تصوير وجوههم والذي زاد قدر التخوف.

الواقع أتى بعكس ذلك تماماً، فالنزلاء الذين تسابقوا في التقاط الصور التذكارية التي يعلمون أنهم لن يحصلوا على نسخة منها، تحدثوا مع الضيوف كلما سمحت الظروف بذلك، تفاعلوا مع الفيلم بشكل إيجابي جداً، ضحكوا وصفقوا واستمتعوا، وتعاملوا باحترام كبير مع أبطال الفيلم وبطلاته واحتفوا بهم قبل العرض وبعده. وهو سلوك لابد من التأكيد على كونه مثيراً للإعجاب، لأنه بالتأكيد ليس تهذيباً تحت التهديد، فمن يجلس مرغماً لمشاهدة فيلم وهو خائف من الإقدام على تصرف يعاقب بسببه لن يكون بهذه السعادة والانطلاق في التعبير.

وإذا كان العرض بالنسبة لمديري السجون هو وسيلة لتهدئة المساجين لمدة شهر، وبالنسبة لإدارة المهرجان هو توسع ضروري في دور الحدث الاجتماعي، فهو بالتأكيد كان بالنسبة للسجناء وللضيوف حدثاً لا يُنسى، وبالنظر إلى الأعمار الشابة والأعداد الكبيرة فيمكنني القول بأن هناك سجين واحد على الأقل سيغير هذا العرض من مساره ويدفعه نجو مسار مختلف بعد انقضاء فترة عقوبته، وهو أمر إن حدث سيكون إنجازاً كافياً لهذا العرض شديد الخصوصية في سجن مرناق.

(شكر خاص للناقد اللبناني هوفيك حبشيان على صور المرفقة في المقال)

موقع "في الفن" في

03.11.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)