كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

البندقية ٧٣ - “المواطن الفخري”:

جوهرة أرجنتينية عن الشهرة والنفاق ووهم الانتماء!

"النهار" - هوفيك حبشيان - البندقية

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثالث والسبعون

   
 
 
 
 

من مفاجآت #مهرجان_البندقية السينمائي (٣١ آب - ١٠ أيلول) هذه السنة: "المواطن الفخري" للمخرجين الأرجنتينيين غاستون دوبرات وماريانو كون. هذه جوهرة فيلمية أرشّحها بلا تردد لـ"الأسد الذهب"، مدركاً عيوبها التقنية، فطابعها الـ"لو بادجت" واضح في غير مشهد. ولكن الخطاب الذي ينطوي عليه العمل شامل وغني وغير مستهلك، وفيه الكثير من الحقائق عن عالم الثقافة والشهرة، حقائق لا تجد عادة طريقها إلى الشاشة. مع بلوغ الـ"موسترا" منتصف الطريق (تُختتم السبت المقبل بتوزيع الجوائز من لجنة تحكيم يترأسها المخرج البريطاني سام مندس)، يمكن القول أننا أمام واحد من ألمع الأفلام المعروضة داخل المسابقة (٢٠ فيلماً)، يوفّر المتعة ويحضّ على التفكير.

كلّ شيء يدور حول شخصية دانيال مانتوفاني (أوسكار مارتينيز)، كاتب أرجنتيني في الستين من العمر، مشهور عالمياً وذاع صيته أكثر بعد نيله جائزة "نوبل" الآداب. بالتأكيد، لا حاجة للتوضيح أنّ الشخصية خيالية، فليس ثمة كاتب أرجنتيني نال هذه الجائزة. حتى بورخيس حُرم منها، وهذا ما يقوله كاتبنا العزيز على أيّ حال في مشهد لمّاح. يُفتتح الفيلم بلقطة نرى فيها دانيال وهو ينتظر في ردهة الأكاديمية الأسوجية لتسلّم الـ"نوبل". كلوز آب على وجهه يرينا إياه متوتراً. تتحقّق المفاجأة لدى صعوده المنصّة. فصديقنا يقدّم خطاباً نارياً يشرشح فيه الجميع. يقول ما معناه إنّ إجماع أكاديميين وخبراء وملوك عليه، يعني بالضرورة انتكاسة له، معتبراً أنه قضي عليه وانتهى أمره وصار جزءاً من الـ"استبلشمنت" الذي يوفر له وجوداً مريحاً. ثم يشكر القائمين على الجائزة لتنصيبهم إياه قديساً، وينسحب أمام دهشة الجميع التي تتحوّل تدريجاً إلى عاصفة من التصفيق. حتى كلامه هذا يحدث إجماعاً!

خمس سنوات بعد نيله الـ"نوبل"، يتلقّى كاتبنا دعوة من عمدة سالاس، مسقطه. هو الذي يعيش في برشلونة، وغادر بلده منذ ٤٠ عاماً. سالاس هذه، يبدو أنه أمضى حياته محاولاً الهروب منها وتفادي العودة إليها، مع أنه كتب روايات تدور حوادثها هناك. في مشهد معبّر، يجلس دانيال إلى سكرتيرته التي تقرأ له الدعوات التي يتلقاها باستمرار من كلّ أنحاء العالم، فيرفضها بلا تردّد. عندما تصله دعوة سالاس لتكريمه وتكريسه "مواطناً فخرياً"، يقبلها بعد تلعثم بسيط. فهو - وفق تحليلي للشخصية - لديه أولاً حسابات لم يصفّها بعد مع ماضيه. وثانياً، يعرف مدى تخلّف ووضاعة ونفاق المنطقة التي يأتي منها، ويريد تالياً أن يثبت لنفسه أنه كان على حق في مقاربته غير الإيجابية عنها في رواياته. وثالثاً، قد يكون في حاجة إلى وحي لرواية جديدة.

إقامة دانيال في سالاس واحتكاكه بناسها - هو الذي تركها شاباً يافعاً وعاد إليها رجلاً ناضجاً - من أكثر الفصول طرافة في الفيلم، وفي الآن عينه، أكثرها تضمنّاً لمشاعر الخبث والغيرة والضغينة التي ستكون عنواناً عريضاً في برنامج الدعوة. فالقرية المُهملة والمتروكة هي بالفعل نقيض طموح الرجل الذي لا ينكر إنه من هذا المكان الوضيع، لكنّ عولمة نظرته إلى الحياة، تصعّب عليه تقبّل العادات الريفية، منها عدم احترام الحيّز الشخصي. نراه يتجوّل بين الأحياء الوضيعة ويقيم في فندق يشبه "ديكور فيلم روماني"، كما يقول لسكرتيرته في اتصال بينهما. هو متحفّظ جداً في لقائه بالناس الذين يطبطبون على ظهره أو يأخذونه في الأحضان، يوقفونه في الشارع لتصويره بكاميراتهم المحمولة. هذا يدعوه إلى الغداء لتذوّق طبخ أمه، وذاك يطلب منه عشرة آلاف دولار لشراء كرسي متحرّك لابنه ذي الحاجات الخاصة. ثمة أيضاً مسائل أكثر شخصية: صديق طفولة، فتاة كان يحبها، حانوت الوالد... إلخ. كلّ هذا كليشيه بالتأكيد، ولكن يعرف النصّ الذي وضعه أندرس دوبرات كيف يوظّفها لمصلحة الفيلم.

طوال ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، سيدخل دانيال في معمعة مع ناس صلته الوحيدة بهم جغرافية لا وطنية. معظمهم سوقي وذكوري على نحو لا يُطاق. إنها المواجهة الأبدية بين الترييف والتمدّن الذي يمثله دانيال. فيكتشف من ضمن ما يكتشفه أنه، هو، الروائي ذو الشهرة الدولية، قد يكون "نكرة" في بلدته حيث الهوّة مع مواطنيه عميقة جداً. يصف الفيلم تلك العلاقة غير السوية بين الطرفين: دانيال من مَيْل وأهل الريف من مَيْل، وصولاً إلى الصدام الأكبر. في المحاضرة التي يلقيها، نرى جمهوراً أشبه بظلال؛ مجرد حضور جسدي لا يكترث لما يقال، ومع ذلك، يا للغرابة، لدى دانيال رغبة غير معلنة في أن ينزع الاعتراف من أهل مسقطه، وإن مسح أحدهم مؤخرته بصفحة من كتابه! في المقابل، تتماهى البلدة معه، وترى فيه نفسها. تكريمه ونصب تمثال له، هما بمثابة تعويض لأحوالها غير المتيسرة، كأنها تريد القول: "هذا الرجل الناجح من هنا". طبعاً، الأحداث تتأزّم كثيراً مع دخول الفيلم في منطقة حالكة وانطلاق الصراع الذي سيكون دانيال محوره. وبما أننا في عصر المقاربة السينيكية لكلّ حكاية وحدث وسيرة، فمن الطبيعي أن ينتهي كلّ شيء باكتشاف دانيال أنّ بلدته ليست الجنة، ولا يأتي بالضرورة من أفضل مكان في العالم، وربما هذا ما يجعله مطمئناً إلى خيار المغادرة الذي اتخذه عندما كان في العشرين من العمر.

يقارب الفيلم بنقد لاذع ظاهرة الشهرة كقيمة في ذاتها، ولكنه يتأمّل أيضاً في موضوعات عدة، منها مكانة الثقافة في مجتمع نامٍ، حيث تتحوّل في يد أمثال الـ"مديوكر" عمدة سالاس إلى واجب ومسؤولية وأشياء من هذا القبيل. والثقافة هي كلّ شيء إلا هذا. كما يقول دانيال: "أفضل سياسة لدعم الثقافة هي ألا تكون هناك سياسة"، معتبراً أنّ كلمة ثقافة لا يلفظها إلا الجهلاء، آتياً بذكر نموذج قبيلة في افريقيا لم يكن ثمة كلمة حرية في قاموسها، ببساطة لأنها كانت حرّة. ثمة كذلك سؤال آخر: ما هي الشهرة عند الكاتب، وهل هي عائق بينه وبين الكتابة الصريحة والنزيهة؟ يعتبر دانيال أنّ كلّ المظاهر الخاوية المرتبطة بالشهرة هي مصدر فشل لمشروعه الكتابي، نراه يحاربها، ولكن في الوقت عينه، يحتاج إلى الاعتراف ليستمر.

النهار اللبنانية في

05.09.2016

 
 

فيلم «فرانتز» لفرانسوا أوزون.. الجميع في الحروب ضحايا

«فينيسيا» ـ نسرين علام

هل يمكن لكذبة أن تكون أكثر رفقا ورحمة من الحقيقة؟ هل يمكن أن تكون قصة مختلقة السبب في مداوة الجراح؟، هذه بعض الأسئلة التي يطرحها فيلم “فرانتز ـ Frantz” للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا لهذا العام، وهو يغاير نهج أوزون في السنوات القليلة الماضية، ذلك النهج المتمثل في إخراج أفلام تحمل الكثير من السخرية والكثير من سمات أفلام وودي آلان، مثل فيلم “في المنزل” (2012).

فرانتز” دراما تاريخية اختار لها أوزون أن تكون بالأبيض والأسود، الذي تشمله أحيانا ومضات طفيفة من اللون. وثمة عناية فائقة بالصورة والموسيقى والأزياء في ذلك الفيلم الذي لا يتهاون مخرجه في أي من تفاصيله المهمة، التي تجعلنا نعيش بكافة جوانحنا داخل القصة وأجوائها.

وهذه أول مرة ينجز فيها أوزون فيلما بالأبيض والأسود، كما أن “فرانتز” أول عمل ناطق بالألمانية من أفلامه، ويتخلله بعض الفرنسية من آن إلى آخر.

تعود بنا أحداث الفيلم، ذي الصنعة الإخراجية العالية والتأثير النفسي الكبير، إلى ألمانيا بعيد الحرب العالمية. وفيه تصدى أوزون لمهمة ليست بالسهلة على الإطلاق، حيث يعيد إنتاج أو يقتبس بالكثير من التصرف، فيلم “أغنية مهد محطمة” (1932) للمخرج الألماني الكبير إرنست لوبيتش.

على غرار نهجه في الكثير من أفلامه، يعتمد أوزون في “فرانتز” على بطولة نسائية قوية، ويناقش العديد من القضايا التي يعود إليها مرارا في أعماله مثل الملاذ الذي يمثله الفن والخيال في وقت الشدائد والأزمات. وفي عالم تسوده الحروب، يقدم لنا أوزون في فيلمه هذه الصورة بالغة العذوبة، ويدعو ألد الأعداء للتعايش والغفران، إذ أن لأطراف أي نزاع أحبابهم الذين قضوا في الحروب.

يبدأ الفيلم في قرية ألمانية صغيرة بعيد الحرب العالمية بشابة ألمانية جميلة يرتسم على وجهها ذلك الحزن الرومانسي الرقيق. الفتاة تُدعى آنا (باولا بير) وتحمل باقة من الزهور لتسجيها على قبر خطيبها فرانتز، الذي يحمل الفيلم اسمه، والذي قتل في الحرب. وتلحظ آنا وجود باقة زهور جديدة على قبر خطيبها أسجاها شاب ينتحب، لم يكد يلمحها حتى توارى عن الأنظار سريعا.

تعود آنا إلى منزل الدكتور هوفمايستر وزوجته ماغدا، وهما والدا فرانتز، اللذين فقدا ابنهما الوحيد برصاص جندي فرنسي في الحرب. وقد انتقلت آنا للعيش معهما، لعل أن يكون في ذلك مواساة للأبوين المكلومين وللشابة التي فُجِعت في حبيبها.

تقص آنا قصة هذا الغريب المتواري عن الأنظار والذي ينتحب على قبر فرانتز، وتبدأ الأسرة الصغيرة، التي تتشبث بأي رائحة أو ذكرى للحبيب الفقيد، في التساؤل عن هويته: ترى هل كان من أصدقاء فرانتز في باريس، التي كان يدرس فيها قبل الحرب؟ ولا نعرف هوية هذا الشاب على وجه اليقين إلا بعد مرور نحو ساعة من الفيلم. وهذه المعرفة المؤجلة لحقيقة هوية الفرنسي الزائر تأتي لغرض هام، فأوزون يريدنا أن نقترب منه رويدا رويدا وأن نتعاطف معه ونتماهى مع آلامه قبل أن نعرف من هو.

وتتخذ الأمور منحى أكثر تعقيدا، وأكثر قربا إلى نهج أوزون السردي، عند قدوم ذلك الشاب الفرنسي المدعو أدريان (بيير نيني) إلى بيت الدكتور هوفمايستر، الذي هو في نفس الوقت عيادته، ويظن الأب المكلوم أن ذلك الفرنسي، ذلك الذي يأتي من بلد العدو الذي قتل ابنه، يريد العلاج على يديه، فيطرده حاملا صورة ابنه قائلا إنه لن يعالج قتلة ابنه.

لكن الأم وآنا تكونان أكثر رأفة بالفرنسي الغريب الذي يصر رغم طرده أن يتحدث مع أسرة فرانتز. ويرق قلب الأم والخطيبة للدموع التي يذرفها ادريان على فرانتز.

رويدا رويدا، ترحب الأسرة بجميع أفرادها، حتى الأب، بادريان الذي يقص على الجميع كيف التقى فرانتز أثناء دراسته في فرنسا وكيف اجتمعا على حب الفن، ويقص لهم تفاصيل زيارتهما لمتحف اللوفر سويا، وعن تلك اللوحة التي أحبها فرانتز على وجه الخصوص في المتحف.

الجزء الأول من الفيلم باللونين الأبيض والأسود، وهو ما يجعل المشاهد يشعر بذلك الحنين إلى حقب مضت وإلى أفلام وأجواء سينمائية مضت. يُكسر الأبيض والأسود بومضات من اللون، مثلا عندما يتذكر ادريان زيارة اللوفر مع فرانتز، وكذلك في لحظات الحنين من المكلومين جميعا لزمن ما قبل الحرب عندما كانت القلوب مفتوحة على البهجة والألوان.

ومع اشتداد أواصر الصداقة بين ادريان وأسرة فرانتز، تلك الأسرة التي تبدأ في اعتباره عوضا أو امتدادا للإبن الفقيد، ومع الحب الحقيقي الذي يشعر به ادريان لهذه الأسرة ولآنا، يقرر ادريان البوح بحقيقته لآنا.

بعد أن نحبه جميعا كمشاهدين ومتلقين للفيلم، يبوح ادريان لآنا بمفردها بأنه هو من قتل فرانتز في خندق من خنادق الحرب خوفا منه، وأن فرانتز الذي بدا خائفا مسالما أيضا كان يحتفظ في جيبه وقت موته برسالة يعتزم إرسالها لخطيبته، موضحا أنه عرف من الرسالة عنوان الأسرة، وجاء لطلب الصفح والغفران ولكنه لم يقو على إطلاع الأسرة على حقيقته.

لعل بعض الحقائق من الأفضل لها أن تبقى سرا، ولعل الكذب وعدم نكأ الجراح هو الحل الأفضل في مجتمع يحاول أن ينسى فجيعة مقتل الآلاف من شبابه في الحرب. ولعل المغفرة ومحاولة الصلح دون النبش في الماضي هما ما يعيدان العلاقات والسلام بين دول كانت ألد الأعداء في القتال.

ولهذا فإن آنا، التي أصبحت شريكة في سر ادريان، تقرر أن تواصل الكذبة وألا تبلغ والداه بحقيقة زائرهما الفرنسي الذي أحباه كابنهما. بعد عودة ادريان لفرنسا إثر اعترافه بحقيقته، تأخذ آنا على عاتقها أن تواصل الكذبة أو القصة المتخيلة التي ارتاحت لها قلبا الأبوين. وبدلا من الخطابات المليئة بالاعتذار والألم التي يرسلها ادريان من فرنسا، تقرأ آنا على الأسرة رسائل مُتٓخٓيلٓة عن حياة ادريان في فرنسا، وعن عودته لعزف الكمان ضمن أوركسترا باريسي شهير.

وتبقى المعضلة الأكبر هي معضلة آنا، التي تحمل على عاتقها عبء الحقيقة، والتي تقرر استمرار الكذبة رأفة بأسرة فرانتز. ويبقى قدر آنا أقسى الأقدار جميعا وأصعبها، فقد شاءت الأقدار أن تحب قاتل خطيبها وأن تستمر في حبه حتى بعد معرفة الحقيقة.

وبعد انقطاع في رسائل ادريان تقرر الأسرة الألمانية القلقة على الشاب الفرنسي الذي أصبح بمثابة ابنها أن ترسل آنا للبحث عنه.

وهناك في فرنسا تدرك آنا وندرك نحن الجانب الآخر من القصة. في ألمانيا شهدنا فجيعة الألمان في أبنائهم، وفي فرنسا نشهد فجيعة الفرنسيين في أبنائهم. لا منتصر في الحرب والجميع يعتريهم الألم، لذا فالحل الأفضل هو محاولة المغفرة وعدم نبش جروح الماضي.

لعل الخيار الأفضل الذي يطرحه أوزون في محاولة للوصول إلى السلام النفسي والسلام بين الدول الأعداء هو نبذ النعرة الوطنية القومية، تلك النظرة التي تنظر إلى هذا بوصفه فرنسيا وذاك بوصفه ألمانيا، وتبنى فكرة إنسانية أسمى وهي أن الجميع في الحروب ضحايا وأن الجميع بشر يمكن أن تجمع بينهم أواصر الحب والصداقة والإنسانية التي تسمو فوق الخلافات.

سينماتوغراف في

05.09.2016

 
 

السرد التقليدي يطغى على أفلام مهرجان فينيسيا

أمير العمري- مهرجان فينيسيا

مازال جميع الحاضرين من النقاد وهواة السينما الرفيعة في الدورة الـ 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي، في انتظار ظهور "التحفة" السينمائية التي تلقى الإجماع وهو ما يحدث عادة في فينيسيا، غير أن "الأسد الذهبي"، أي الجائزة الأرفع شأنا من بين جوائز المهرجان، تظل مسألة أخرى، فقد لا تذهب بالضرورة إلى الفيلم "الأفضل" من وجهة نظر النقاد وخبراء السينما، بل تخضع عادة لحسابات أخرى، وتأتي في النهاية لكي تعكس محصلة صراع آراء تسعة أشخاص هم أعضاء لجنة التحكيم الدولية التي تمنح الجوائز.

المسابقة الرئيسية للمهرجان التي تشمل 20 فيلما طويلا من بينها فيلمان تسجيليان، تتضمن عددا من أفلام المخرجين المرموقين مثل فيم فيندرز وتيرنس ماليك وأمير كوستوريتشا وأندريه كونتشالوفسكي وبابلو لارين وفرنسوا أوزون ولاف دياز. وقد شاهدنا حتى الآن فيلم فيم فيندرز "الأيام الجميلة لأرانجويه"، وفيلم فرنسوا أوزون "فرانتز".

المسرح المصور

فيندرز صاحب الرؤية السينمائية التي تجنح نحو التأمل في المصير الإنساني (أشهر أفلامه "باريس- تكساس")، يبدو أنه قد أصبح يميل إلى حالة "السكون السينمائي"،التي تنتاب الكثير من المخرجين بعد أن يكونوا قر أفرغوا كل ما عندهم، وأصبحوا يميلون بعد أن يتقدم بهم العمر، لمعالجة مواضيع مجردة من خلال أشكال تجريدية تعتمد على الحوار، فهو يقتبس فيلمه الجديد "الأيام الجميلة لأرانجويه" من مسرحية الكاتب الألماني بيترهانديكه، تدور في الزمن الطبيعي، أي أكثر قليلا من ساعة ونصف السعة، في مشهد واحد، حيث يجلس رجل وامرأة تجاوزا منتصف العمر، على مقعدين بحديقة منزل في أحد أيام الصيف، يسترجعان معا عن طريق الحوار، والحوار فقط، ذكرياتهما عن الحب، دون أن يتبادلا حتى النظرات، فهما لا يواجهان بعضهما البعض بل يتطلعان إلى الأفق في شكل أقرب إلى "المونولوج" الطويل الممتد بطول الفيلم، دون أن يحاول فيندرز الخروج بالكاميرا من الفضاء المحدود للمشهد- الفيلم.

فيندرز الذي تجاوز السبعين، يبدو أنه يشعر بوطأة السنين، فيركن إلى "التأمل" راغبا في استرجاع الماضي، ويجد نفسه فنيا، أقرب إلى لغة المسرح المصور، الذي يعتمد بالكامل على الحوار، والأداء التمثيلي، وهي نفس الحالة التي "أصابت" من قبل المخرج الفرنسي الراحل آلان رينيه في سنواته الأخيرة، فأصبح يخرج أفلاما أقرب إلى المسرح رغم كونه المخرج الذي أشعل شعلى السينما الجديدة في العالم عندما قدم في أوائل الستينات السينما الأكثر طليعية و"سينمائية" في عالم "الموجة الجديدة" الفرنسية وهو فيلم "العام الماضي في مارينباد".

يعتمد فيندرز هنا على أداء الممثل الجزائري الأصل رضا كاتب، والممثلة الفرنسية صوفي سيمين، لكي يقول لنا عبر أكثر من 90 دقيقة إن الحب لا يخلو من الألم، بل إن كله ألم، وأن الفراق يحدث لا محالة مهما حاول المرء أن يمنعه، ولكن طعم الحب يبقى عالقا في القلب وفي الذاكرة.

بعد حوار متصل لا ينقطع تحلق طائرة هليكوبتر في الجو دون أن نعرف بالضبط دورها لكنها تقطع تدفق حديثي الرجل والمرأة، وتجعل المرأة تهتف ربما على سبيل السخرية أو المجاز الساخر: كله حوار.. ولا حركة!

ردم الماضي

المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون يعود إلى زمن ما بعد الحرب العالمية الأولى (التي انتهت عام 1918) ليعيد (مع بعض التصرف) رواية قصة سبق أن قدمها المخرج الأميركي إرنست لوبيتش عام 1932 في فيلم بعنوان "التهويدة المكسورة" (عن مسرحية "الرجل الذي قتلته" للكاتب الفرنسي موريس روستان)، بطلها شاب فرنسي يدعى في الفيلم الجديد "أدريان"، يذهب بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة إلى بلدة ألمانية (أي يسير إلى "الأعداء") لكي ليضع الزهور على قبر شاب ألماني يدعى فرانتز، لقي مصرعه في إحدى المعارك  بين الجيشين الفرنسي والألماني، وهناك تلمحه خطيبة الجندي الألماني القتيل "أنا"، التي أصبحت تقيم منذ تلقي خبر وفاته، مع والدي خطيبها الراحل "فرانتز" للتسرية عنهما.

أدريان، متردد خجول، نحيل، زائغ النظرات، ناعم كالماء، مرهف كصبية بريئة، يخفي شيئا لا يريد أن يبوح به. وعندما يطرق باب منزل أسرة فرانتز ويعرف الأب أنه فرنسي، يرفض استقباله ويطرده، فهو يعتبر الفرنسيين جميعا مسؤولين عن قتل ابنه، لكنه بعد أن يسمع من أنا أن الشاب الفرنسي جاء لتقديم العزاء وأنه كان صديقا حميما لفرانتز أثناء دراسته في باريس قبل الحرب، يقتنع بالاستماع إلى قصته، ويقص أدريان على الأسرة كيف كان يتجول مع فرانتز ف يمتحف اللوفر ويتوقفان بوجه خاص أمام إحدى لوحات الفنان إدوار مانيه، وكيف كان يقوم بتعليم فرانتز العزف على الكمان.

أدريان المتردد الخجول الذي يبدو انطوائيا، لا يقبل ما تبديه "أنا" الجميلة نحوه من مشاعر، بل يبدو منسحبا مبتعدا عنها بما يوحي لكل من يشاه النصف الأول من الفيلم بأنه "مثلي الجنس"، وربما يكون أيضا يهوديا بحكم منظر وجهه وتكوينه وأنفه (الممثل الذي يقوم بالدور "ببير نيني" يهودي فرنسي)، وتوحي تصرفاته وتردده في الاعتراف لأنا بالحقيقة، أنه ربما كان على علاقة حب بخطيبها الراحل فرانتز، أي أن فرانتز نفسه كان "مثليا".

وربما لو سار الفيلم في هذا الاتجاه لأصبحنا أمام عمل ذي أبعادا كبيرة ودراما أكثر عمقا، خاصة وأن الأحداث تدور في  معظمها في ألمانيا وقت بدايات تصاعد المشاعر الوطنية الألمانية، والفيلم يصور بالفعل هذه الأجواء. إلا أنه ليس من الممكن بالطبع افتراض ما لا يوجد بالفيلم نفسه بل يجب أن يتركز تحليلنا له بما يحتويه فعلا، فما سيحدث هو أننا سنعرف أن أدريان كذب على أسرة فرانتز، وأنه لم يكن صديقا له ولم يتردد معه على اللوفر، بل كان في الحقيقة- كما يعترف لأنا- هو الجندي الذي قتله عندما تواجها داخل خندق أثناء الحرب، وأنه يشعر بالذنب ويريد التكفير عن ذنبه، وهي قصة ليس من الممكن ابتلاعها بالطبع لأنها مصنوعة صنعا للتباكي على ما يتورط فيه الشباب البرئ من أعمال عنف وقتل في سياق سينمائي مليئ بالاستطرادات والمواقف الميلودرامية من خلال سرد تقليدي.

"أنا" لا تخبر أسرة فرانتز بالحقيق التي أطلعها عليها أدريان، بل تدعهم يعتقدون أن أدريان كان صديقا مخلصا لفرانتز وكان يشاركه دراسة الموسيقى والعزف على الكمان في باريس، ولكنها في الوقت نفسه تجد نفسها مشدودة عاطفيا الى أدريان الذي يصبح بديلا لها في الحب كما أصبح ابنا بديلا لأسرة فرانتز، بل إ‘نها ستذهب الى باريس للبحث عنه، لتجد أنه مرتبط بفتاة هي قريبة له وأنه سيتزوجها، وما يتبع هذا من شعور بالغيرة والاحباط، في حين يبدو أدريان نفسه لا مباليا، لا بأنا ولا بالفتاة الأخرى الفرنسية!

الفيلم يكرر نفس الرسالة القديمة المستهلكة المناهضة للحرب والداعية للسلام بين الشعوب الأوروبية (بل بين فرنسا وألمانيا تحديدا)، والتأكيد على أن لا أحد ينتصر في الحرب بل يتساوى الجميع في الخسارة، وكما فقد الألمان أبناءهم في الحرب، فقد الفرنسيون أيضا الكثير من أبنائهم. ولعل الاكتشاف الحقيقي في الفيلم هو ذلك الأداء المبهر للممثلة الألمانية الشابة "بولا بير" (21 سنة) التي ستصبح دون شك، إحدى نجمات المستقبل في السينما الأوروبية.

هناك بعض المشاهد التي يعود فيها المخرج الى الماضي، حينما نشاهد لقاءات فرانتز بأدريان الخيالية في باريس، ولكن الفيلم يسير كما أشرت في سياق تقليدي في السرد، مع لمحات بارزة في التصوير بالأبيض ةالسود مع الانتقال أحيانا إلى الألوان في مشاهد الماضي المتخيلة، أو للتعبير عن مشاعر "أنا" العاطفية التي تكتمها. ورغم الأسلوبية المتميزة في الفيلم كعادة افلام أوزون إلا أنه ليس من المتوقع أن يترك الفيلم تأثيرا على الجمهور العريض بسبب تكرار الرسالة، وتقليدية القصة، وسخف الكثير من تداعياتها.

السرد التقليدي

الأسلوب التقليدي في البناء والسرد يسيطر على معظم ما شاهدناه حتى الآن من أفلام، بل ويعتمد كثير منها على أصول أدبية (مسرح أو رواية)، أو "على قصة حقيقية". كان الطابع التقليدي في السرد واضحا على سبيل المثال في فيلم "ضوء بين المحيطات" للمخرج الأميركي ديريك سيانفرانس، وهو من الإنتاج الاسترالي الأميركي النيوزيلندي، ومثله مثل الفيلم السابق، مأخوذ أيضا عن رواية أدبية تدور في الفترة اللاحقة للحرب العالمية الأولى.

بطل الفيلم شاب يدعى "توم" (يقوم بالدور ببراعة مايكل فاسبندر) استرالي، خدم بلاده في الحرب العالمية الأولى وشهد الكثير من القتلى، وقد عاد إلى بلاده حيث تم تكريمه كبطل من أبطال الحرب، ثم حصل على وظيفة حارس في منارة بحرية في جزيرة "جانوس"، بنا ءعلى رغبته في اعتزال العالم. هل نحن أمام قصة شبيهة بقصة الفيلم المصري "زوجتي والكلب" لسعيد مرزوق؟ ليس تماما.

هناك ملامح مشتركة تتعلق بالوحدة، بالرغبة في اعتزال الدنيا والبشر، والتأمل وحيدا داخل تلك الصومعة التي تشرف على الأفق المفتوح على المحيط. ولكن الوقت لا يطول قبل أن يجد توم نفسه متعلقا بفتاة جميلة مرحة، تبدو أكثر منه قدرة على التعبير عن مشاعرها، هي "إيزابيل" (تقوم بالدور ببراعتها المعتادة السويدية ذات الملامح الشرقية أليسيا فيكاندر).

يتزوج توم إيزابيل ابنة العائلة المحترمة التي تنتقل للعيش معه في منزل ريفي بسيط حيث تعمل وتتحمل المشاق من أجل أن تجعله سعيدا، ثم تحمل منه ولكنها تفقد الجنين بالإجهاض، ومرة ثانية تحمل ثم تتعرض ثم تفقد الجنين. وذات يوم يلمح توم من موقعه في المنارة مركبا يتهادى نحو الشاطئ فيهرع إليه ليجد بداخله شاب ميت وطفلة رضيعة يحملها كأنها هدية السماء أرسلها الرب إلى زوجته التي تتطلع بلهفة للإنجاب.

يقوم توم بدفن جثة الشاب الميت على مرأى من إيزابيل، ثم يتبنى الاثنان الطفلة ويطلقان عليها "لوسي" التي تصبح ابنة لهما. وتمر الأيام، ليكتشف توم أن هناك سيدة حزينة هي "هانا" (راشيل وايتز) ابنة رجل شديد الثراء هو الذي كان قد أنفق من ماله على إنشاء المنارة، وأن هانا فقدت زوجها الألماني الذي تزوجته على غير رغبة أسرتها، بعد أن تعرض لاضطهاد عنصري من جانب شباب البلدة القريبة بسبب كزنه ألمانياً، واضطر للفرار مع ابنته الوليدة لكنه اختفى منذ ذلك الحين. ويدرك توم على الفور أن "لوسي" ليست سوى ابنة هانا التي تتعذب بسبب فقدانها.

منذ تلك اللحظة يبدأ الشعور الأخلاقي (المسيحي) بالذنب عند توم، الذي يرغب في التكفير عن الذنب، فهل يرد الابنة الى أمها ويتسبب بالتالي في تدمير زوجته التي أصبحت تعتبر سالي ابنتها بعد أن كبرت البنت واصبحت في الرابعة من عمرها، خاصة وأن سالي متعلقة كثيرا بايزابيل؟ أم يصمت ويتستر على ما أخفاه، ليستمر يعيش تحت وطأة تهذيب الضمير، وتستمر هانا في عذابها؟

هذا هو السؤال الأخلاقي الذي يطرحه الفيلم من خلال ميلودراما أخرى تلعب على المشاعر والتداعيات التي تترتب على هذا الصراع الداخلي، وما ينتج بعد ذلك عندما تصبح الحقيقة ظاهرة وتعود سالي إلى أمها الحقيقية (رغما عنها)، ومع تكرار رفض لوسي (واسمها الأصلي غريس) يطرح التساؤل: من الأحق والأولى بالابنة: الأم الحقيقية التي لا تشعر الطفلة تجاهها بأي مشاعر بل تجدها غريبة عنها؟ أم الأم التي تبنتها وأنقذتها من الموت هي وزوجها وتولت تربيتها حتى أصبحت طفلة جميلة تفور بالحيوية وبالجمال والذكاء؟

لاشك في جمال التصوير ونجاح المخرج في استغلال كل إمكانيات الطبيعة والمكان، مع التحكم في المونتاج بحيث جاء الفيلم على كل هذا النحو من الرونق وجمال الصورة. ويجمع الفيلم بين الميلودراما والفيلم البوليسي المشوق، ولعل من أبرز ما يمنحه قوته الأداء التمثيلي من جانب البطلين: مايكل فاسبندر الذي يلعب هنا دورا جديدا عليه، يتدرج من شاب يشعر بوطأة الحياة وقسوتها بعد أن مر بتجربة القتل الجماعي في الحرب، إلى زوج مسؤول يحب زوجته ولا يطيق أن يراها تتعذب، إلى رجل يقبع وراء القضبان في انتظار الإعدام بتهمة قتل لم يرتكبها. كما تتألق أليسيا فيكاندر في دور ايزابيل، التي تتعذب رغبة في الانجاب لكي تملأ حياتها الفارغة في تلك المنطقة المعزولة، وعندما يتحقق حلمها ولو بتلك الطريقة التي تعتبرتها هدية من السماء سرعان ما تحل اللعنة عليها وتواجه مع زوجها مصيرا مأساويا. 

وفي جعبة مهرجان فينيسيا أفلام كثيرة ومفاجآت لا شك فيها.

مع عرض فيلمه الجديد بمهرجان فينيسيا

ميل جيبسون يتحدث عن علاقته بهوليوود

وصف الممثل ميل جيبسون علاقته بهوليوود بأنها تشبه "الاستمرار على قيد الحياة" بعد عؤض فيلمه الجديد عن الحرب في مهرجان فينيسيا السينمائي يمثل عودته كمخرج بعد عشر سنوات غير مستقرة في حياته الشخصية.

بدأت السنوات العصيبة التي عاشها الممثل والمخرج الحاصل على جائزة الأوسكار عام 2006 حين ألقي القبض عليه لقيادته سيارته وهو مخمور ثم أدلى بتصريحات معادية للسامية فأصبح مادة لعناوين الصحف مما شوه سمعته وأثر سلبا على مشوار فني مميز جعله واحدا من ممثلي ومخرجي هوليوود الأعلى أجرا.

وشهد مهرجان فينيسيا العرض الأول لفيلم (جبل المنشار) لجيبسون (60 عاما) وهي ملحمة حربية عن داعية سلام خلال الحرب العالمية الثانية يجد نفسه أمام معضلة.

ويروي الفيلم القصة الحقيقية لديزموند دوس وهو مسعف في الجيش رفض حمل السلاح لكنه حصل فيما بعد على وسام الشرف لإنقاذه 75 من رفاقه. ويعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا.

وقال جيبسون في مؤتمر صحفي "إنه رجل في أسوأ موقف ممكن وسط جحيم على الأرض ويخوض هذا الصراع مسلحا بالإيمان والقناعة ويتمسك بتلك الأمور ويقوم بأمر استثنائي... ألهمني ذلك."

وقال بطل سلسلة أفلام (ليثال ويبون) إنه يأمل أن يؤدي الفيلم لتوجيه المزيد من الاهتمام للمحاربين العائدين من مناطق الصراع.

وقال "حين يعودون يكونون بحاجة إلى بعض الحب وبعض التفهم."

وتبدأ أحداث الفيلم بقصة حب في جبال بلو ريدج في فرجينيا وتنتقل إلى معركة أوكيناوا حيث يجب أن يشق دوس الذي يلعب دوره الممثل أندرو جارفيلد طريقه بين الجثث والأطراف المتناثرة ليعود برفاقه إلى بر الأمان.

وقال جارفيلد (33 عاما) "ديزموند رمز رائع لفكرة التعايش مهما كانت أيديولجيتك ومهما كانت منظومتك القيمية."

عين على السينما في

05.09.2016

 
 

توم فورد يعود إلى الإخراج السينمائي ويتنافس بقوة على إحدى جوائز فينيسيا

وكالة (أي جي آي) الإيطالية للصحافة

فينيسيا- بعد انقطاع سبع سنوات، يعود توم فورد للإخراج السينمائي بفيلم «نوكترنال أنيمالز» (حيوانات ليلية) الذي شهد مهرجان البندقية السينمائي عرضه الأول أول من أمس، ووعد مصمم الأزياء أنه لن ينتظر فترة طويلة مماثلة قبل طرح عمله المقبل.

وقال على هامش المهرجان افتتحت مائة متجر ولدي طفل ولدي حياتي... ولم أجد المشروع المناسب لسنوات. وأضاف: لذلك آمل بأن أطلق الفيلم المقبل بعد ثلاث وليس سبع سنوات». وتؤدي إيمي أدامز دور البطولة في الفيلم الذي تجسّد فيه شخصية مالكة معرض فني تتعرض لاضطرابات نتيجة رواية من زوجها السابق تلقتها عبر البريد. والفيلم واحد من بين 20 عملاً سينمائياً تتنافس على جائزة «الأسد الذهبي» المقرر إعلانها في العاشر من أيلول (سبتمبر) في أقدم مهرجان سينمائي في العالم يُنظر إليه باعتباره منصة انطلاق موسم الأوسكار.

غابرييلي موتشينو يُعيد الشبيبة إلى الصالة عبر حكاية عنهم

وكالة (أي جي آي) الإيطالية للصحافة

فينيسيا- أثار فيلم المخرج الايطالي غابرييلي موتشينو الكثير من الفضول وامتلأت قاعة العرض بالجمهور الشاب خلال عرض فيلم «الصيف في داخلنا» الذي عُرض خارج المسابقة الرسمية في الدورة الثالثة والسبعين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

حضر المخرج برفقة شباب فريق عمله الذي يروي عن رحلة مجموعة من الاصدقاء في الولايات المتحدة بعد النجاح في الثانوية. وقد أُنجز الفيلم بنيزانية صغيرة قياساً الى الميزانيات الاعتيادية. وموتشينو هو احد المخرجين الايطاليين الذين ابتدأوا مسارهم في منتصف تسعينات القرن الماضي وحقق نجاحه الاكبر بفيلم «القبلة الأخيرة» ، وانجز موتشينو احد افلامه في الولايات المتحدة برفقة النجم الهوليوودي وول سميث.

وكالة أجي الإيطالية في

05.09.2016

 
 

مهرجان فينيسيا مازال ينتظر التحفة السينمائية

العرب/ أمير العمري

مازال جميع الحاضرين من النقاد وهواة السينما الرفيعة في الدورة الـ73 لمهرجان فينيسيا السينمائي، في انتظار ظهور “التحفة” السينمائية التي تلقى الإجماع وهو ما يحدث عادة في فينيسيا، غير أن “الأسد الذهبي”، أي الجائزة الأرفع شأنا من بين جوائز المهرجان، تظل مسألة أخرى، فقد لا تذهب بالضرورة إلى الفيلم “الأفضل” من وجهة نظر النقاد وخبراء السينما، بل تخضع عادة لحسابات أخرى، وتأتي في النهاية لكي تعكس محصلة صراع آراء تسعة أشخاص هم أعضاء لجنة التحكيم الدولية التي تمنح الجوائز.

تشمل المسابقة الرئيسية لمهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام 20 فيلما طويلا من بينها فيلمان تسجيليان، تتضمن عددا من أفلام المخرجين المرموقين مثل فيم فيندرز وتيرنس ماليك وأمير كوستوريتشا وأندريه كونتشالوفسكي وبابلو لارين وفرنسوا أوزون ولاف دياز، وقد شاهدنا حتى الآن فيلم فيم فيندرز “الأيام الجميلة لأرانجويه”، وفيلم فرنسوا أوزون “فرانتز”.

فيم فيندرز صاحب الرؤية السينمائية التي تجنح نحو التأمل في المصير الإنساني (أشهر أفلامه “باريس- تكساس”)، يبدو أنه قد أصبح يميل إلى حالة “السكون السينمائي”، التي تنتاب الكثير من المخرجين بعد أن يكونوا قد أفرغوا كل ما عندهم، وأصبحوا يميلون بعد أن يتقدم بهم العمر، لمعالجة مواضيع مجردة من خلال أشكال تجريدية تعتمد على الحوار، فهو يقتبس فيلمه الجديد “الأيام الجميلة لأرانجويه” من مسرحية الكاتب الألماني بيتر هانديكه.

وتدور أحداث الفيلم في الزمن الطبيعي، أي أكثر قليلا من ساعة ونصف الساعة، في مشهد واحد، حيث يجلس رجل وامرأة تجاوزا منتصف العمر، على مقعدين بحديقة منزل في أحد أيام الصيف، يسترجعان معا عن طريق الحوار، والحوار فقط، ذكرياتهما عن الحب، دون أن يتبادلا حتى النظرات، فهما لا يواجهان بعضهما البعض، بل يتطلعان إلى الأفق في شكل أقرب إلى “المونولوغ” الطويل الممتد بطول الفيلم، دون أن يحاول فيندرز الخروج بالكاميرا من الفضاء المحدود للمشهد-الفيلم.

المسرح المصور

فيندرز الذي تجاوز السبعين، يبدو أنه يشعر بوطأة السنين، فيركن إلى “التأمل” راغبا في استرجاع الماضي، ويجد نفسه فنيا، أقرب إلى لغة المسرح المصور، الذي يعتمد بالكامل على الحوار، والأداء التمثيلي، وهي نفس الحالة التي “أصابت” من قبل المخرج الفرنسي الراحل آلان رينيه في سنواته الأخيرة، فأصبح يخرج أفلاما أقرب إلى المسرح، رغم كونه المخرج الذي أشعل شعلة السينما الجديدة في العالم عندما قدم في أوائل الستينات من القرن الماضي السينما الأكثر طليعية و”سينمائية” في عالم “الموجة الجديدة” الفرنسية، وهو فيلم “العام الماضي في مارينباد”.

ويعتمد فيندرز هنا على أداء الممثل الجزائري الأصل رضا كاتب، والممثلة الفرنسية صوفي سيمين، لكي يقول لنا عبر أكثر من 90 دقيقة إن الحب لا يخلو من الألم، بل كله ألم، وأن الفراق يحدث لا محالة مهما حاول المرء أن يمنعه، ولكن طعم الحب يبقى عالقا في القلب وفي الذاكرة.

بعد حوار متصل لا ينقطع تحلق طائرة هليكوبتر في الجو دون أن نعرف بالضبط دورها، لكنها تقطع تدفق حديثي الرجل والمرأة، وتجعل المرأة تهتف ربما على سبيل السخرية أو المجاز الساخر “كله حوار.. ولا حركة!”.

المخرج فيندرز بات يركن إلى التأمل راغبا في استرجاع الماضي، ويجد نفسه فنيا، أقرب إلى لغة المسرح المصور

ردم الماضي

المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون يعود إلى زمن ما بعد الحرب العالمية الأولى (التي انتهت عام 1918)، ليعيد (مع بعض التصرف) رواية قصة سبق أن قدمها المخرج الأميركي إرنست لوبيتش عام 1932 في فيلم بعنوان “التهويدة المكسورة” (عن مسرحية “الرجل الذي قتلته” للكاتب الفرنسي موريس روستان)، بطلها شاب فرنسي يدعى في الفيلم الجديد أدريان، يذهب بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة إلى بلدة ألمانية (أي يسير إلى “الأعداء”)، لكي ليضع الزهور على قبر شاب ألماني يدعى فرانتز، لقي مصرعه في إحدى المعارك بين الجيشين الفرنسي والألماني، وهناك تلمحه خطيبة الجندي الألماني القتيل أنا، التي أصبحت تقيم منذ تلقي خبر وفاته، مع والدي خطيبها الراحل فرانتز للتسرية عنهما.

أدريان، متردد، خجول، نحيل، زائغ النظرات، ناعم كالماء، مرهف كصبية بريئة، يخفي شيئا لا يريد أن يبوح به، وعندما يطرق باب منزل أسرة فرانتز ويعرف الأب أنه فرنسي، يرفض استقباله ويطرده، فهو يعتبر الفرنسيين جميعا مسؤولين عن قتل ابنه، لكنه بعد أن يسمع من أنا أن الشاب الفرنسي جاء لتقديم العزاء، وأنه كان صديقا حميما لفرانتز أثناء دراسته في باريس قبل الحرب، يقتنع بالاستماع إلى قصته، ويقص أدريان على الأسرة كيف كان يتجول مع فرانتز في متحف اللوفر ويتوقفان بوجه خاص أمام إحدى لوحات الفنان إدوار مانيه، وكيف كان يقوم بتعليم فرانتز العزف على الكمان.

أدريان المتردد الخجول الذي يبدو انطوائيا، لا يقبل ما تبديه أنا الجميلة نحوه من مشاعر، بل يبدو منسحبا مبتعدا عنها بما يوحي لكل من يشاهد النصف الأول من الفيلم بأنه “مثلي الجنس”، وربما يكون أيضا يهوديا بحكم منظر وجهه وتكوينه وأنفه (الممثل الذي يقوم بالدور ببير نيني يهودي فرنسي)، وتوحي تصرفاته وتردده في الاعتراف لأنا بالحقيقة، أنه ربما كان على علاقة حب بخطيبها الراحل فرانتز، أي أن فرانتز نفسه كان “مثليا”.

وربما لو سار الفيلم في هذا الاتجاه لأصبحنا أمام عمل ذي أبعاد كبيرة ودراما أكثر عمقا، خاصة وأن الأحداث تدور في معظمها في ألمانيا وقت بدايات تصاعد المشاعر الوطنية الألمانية، والفيلم يصور بالفعل هذه الأجواء.

ومع ذلك، ليس من الممكن بالطبع افتراض ما لا يوجد بالفيلم نفسه، بل يجب أن يتركز تحليلنا له بما يحتويه فعلا، فما سيحدث هو أننا سنعرف أن أدريان كذب على أسرة فرانتز، وأنه لم يكن صديقا له ولم يتردد معه على اللوفر، بل كان في الحقيقة -كما يعترف لأنا- هو الجندي الذي قتله عندما تواجها داخل خندق أثناء الحرب، وأنه يشعر بالذنب ويريد التكفير عن ذنبه، وهي قصة ليس من الممكن ابتلاعها بالطبع، لأنها مصنوعة صنعا للتباكي على ما يتورط فيه الشباب البريء من أعمال عنف وقتل في سياق سينمائي مليء بالاستطرادات والمواقف الميلودرامية من خلال سرد تقليدي.

أنا لا تخبر أسرة فرانتز بالحقيقة التي أطلعها عليها أدريان، بل تدعها تعتقد أن أدريان كان صديقا مخلصا لفرانتز وكان يشاركه دراسة الموسيقى والعزف على الكمان في باريس، ولكنها في الوقت نفسه تجد نفسها مشدودة عاطفيا إلى أدريان الذي يصبح بديلا لها في الحب كما أصبح ابنا بديلا لأسرة فرانتز، بل إنها ستذهب إلى باريس للبحث عنه، لتجد أنه مرتبط بفتاة هي قريبة له وأنه سيتزوجها، وما يتبع هذا من شعور بالغيرة والإحباط، في حين يبدو أدريان نفسه لا مباليا، لا بأنا ولا بالفتاة الأخرى الفرنسية!

الفيلم يكرر نفس الرسالة القديمة المستهلكة المناهضة للحرب والداعية إلى السلام بين الشعوب الأوروبية (بل بين فرنسا وألمانيا تحديدا)، والتأكيد على أن لا أحد ينتصر في الحرب، بل يتساوى الجميع في الخسارة، وكما فقد الألمان أبناءهم في الحرب، فقد الفرنسيون أيضا الكثير من أبنائهم. ولعل الاكتشاف الحقيقي في الفيلم هو ذلك الأداء المبهر للممثلة الألمانية الشابة بولا بير (21 سنة) التي ستصبح دون شك، إحدى نجمات المستقبل في السينما الأوروبية.

هناك بعض المشاهد التي يعود فيها المخرج إلى الماضي، حينما نشاهد لقاءات فرانتز بأدريان الخيالية في باريس، ولكن الفيلم يسير كما أشرت في سياق تقليدي في السرد، مع لمحات بارزة في التصوير بالأبيض والأسود مع الانتقال أحيانا إلى الألوان في مشاهد الماضي المتخيلة، أو للتعبير عن مشاعر أنا العاطفية التي تكتمها، ورغم الأسلوبية المتميزة في الفيلم كعادة أفلام أوزون، إلاّ أنه ليس من المتوقع أن يترك الفيلم تأثيرا على الجمهور العريض بسبب تكرار الرسالة، وتقليدية القصة، وسخف الكثير من تداعياتها.

السرد التقليدي

الأسلوب التقليدي في البناء والسرد يسيطر على معظم ما شاهدناه حتى الآن من أفلام، بل ويعتمد الكثير منها على أصول أدبية (مسرح أو رواية)، أو “على قصة حقيقية”.

كان الطابع التقليدي في السرد واضحا على سبيل المثال في فيلم “ضوء بين المحيطات” للمخرج الأميركي ديريك سيانفرانس، وهو من الإنتاج الأسترالي الأميركي النيوزيلندي، ومثله مثل الفيلم السابق، مأخوذ أيضا عن رواية أدبية تدور في الفترة اللاحقة للحرب العالمية الأولى.

الأسلوب التقليدي في البناء والسرد يسيطر على معظم ما عرض من أفلام، إذ يعتمد الكثير منها على أصول أدبية

بطل الفيلم شاب يدعى توم (يقوم بالدور ببراعة مايكل فاسبندر) أسترالي، خدم بلاده في الحرب العالمية الأولى وشهد الكثير من القتلى، وقد عاد إلى بلاده، حيث تم تكريمه كبطل من أبطال الحرب، ثم حصل على وظيفة حارس في منارة بحرية في جزيرة “جانوس”، بناء على رغبته في اعتزال العالم.

هل نحن أمام قصة شبيهة بقصة الفيلم المصري “زوجتي والكلب” لسعيد مرزوق؟ ليس تماما، هناك ملامح مشتركة تتعلق بالوحدة، بالرغبة في اعتزال الدنيا والبشر، والتأمل وحيدا داخل تلك الصومعة التي تشرف على الأفق المفتوح على المحيط، ولكن الوقت لا يطول قبل أن يجد توم نفسه متعلقا بفتاة جميلة مرحة، تبدو أكثر منه قدرة على التعبير عن مشاعرها، هي إيزابيل (تقوم بالدور ببراعتها المعتادة السويدية ذات الملامح الشرقية أليسيا فيكاندر).

يتزوج توم إيزابيل ابنة العائلة المحترمة التي تنتقل للعيش معه في منزل ريفي بسيط، حيث تعمل وتتحمل المشاق من أجل أن تجعله سعيدا، ثم تحمل منه، ولكنها تفقد الجنين بالإجهاض، ومرة ثانية تحمل ثم تفقد الجنين.

وذات يوم يلـمح توم من موقعه في المنارة مركبا يتهادى نحو الشاطئ، فيهرع إليه ليجد بداخله شابا ميتا وطفلة رضيعة يحملها كأنها هدية السماء أرسلها الرب إلى زوجته التي تتطلع بلهفة للإنجاب.

يقوم توم بدفن جثة الشاب الميت على مرأى من إيزابيل، ثم يتبنى الاثنان الطفلة ويطلقان عليها اسم لوسي التي تصبح ابنة لهما، وتمر الأيام، ليكتشف توم أن هناك سيدة حزينة هي هانا (راشيل وايتز) ابنة رجل شديد الثراء هو الذي كان قد أنفق من ماله على إنشاء المنارة، وأن هانا فقدت زوجها الألماني الذي تزوجته على غير رغبة أسرتها، بعد أن تعرض لاضطهاد عنصري من جانب شباب البلدة القريبة بسبب كونه ألمانيا، واضطر للفرار مع ابنته الوليدة، لكنه اختفى منذ ذلك الحين، ويدرك توم على الفور أن لوسي ليست سوى ابنة هانا التي تتعذب بسبب فقدانها.

منذ تلك اللحظة يبدأ الشعور الأخلاقي (المسيحي) بالذنب عند توم، الذي يرغب في التكفير عن الذنب، فهل يرد الابنة إلى أمها ويتسبب بالتالي في تدمير زوجته التي أصبحت تعتبر سالي ابنتها بعد أن كبرت البنت وأصبحت في الرابعة من عمرها، خاصة وأن سالي متعلقة كثيرا بإيزابيل؟ أم يصمت ويتستر على ما أخفاه، ليستمر في العيش تحت وطأة تعذيب الضمير، وتستمر هانا في عذابها؟

هذا هو السؤال الأخلاقي الذي يطرحه الفيلم من خلال ميلودراما أخرى تلعب على المشاعر والتداعيات التي تترتب على هذا الصراع الداخلي، وما ينتج بعد ذلك عندما تصبح الحقيقة ظاهرة وتعود سالي إلى أمها الحقيقية (رغما عنها)، ومع تكرار رفض لوسي (واسمها الأصلي غريس) يطرح التساؤل: من الأحق والأولى بالابنة؛ الأم الحقيقية التي لا تشعر الطفلة تجاهها بأي مشاعر، بل تجدها غريبة عنها؟ أم الأم التي تبنتها وأنقذتها من الموت هي وزوجها وتولت تربيتها حتى أصبحت طفلة جميلة تفور بالحيوية والجمال والذكاء؟

لا شك في جمال التصوير ونجاح المخرج في استغلال كل إمكانيات الطبيعة والمكان، مع التحكم في المونتاج، حيث جاء الفيلم على كل هذا النحو من الرونق وجمال الصورة.

ويجمع الفيلم بين الميلودراما والفيلم البوليسي المشوق، ولعل من أبرز ما يمنحه قوته الأداء التمثيلي من جانب البطلين:

مايكل فاسبندر الذي يلعب هنا دورا جديدا عليه، يتدرج من شاب يشعر بوطأة الحياة وقسوتها بعد أن مر بتجربة القتل الجماعي في الحرب، إلى زوج مسؤول يحب زوجته ولا يطيق أن يراها تتعذب، إلى رجل يقبع وراء القضبان في انتظار الإعدام بتهمة قتل لم يرتكبها.

كما تتألق أليسيا فيكاندر في دور إيزابيل، التي تتعذب رغبة في الإنجاب لكي تملأ حياتها الفارغة في تلك المنطقة المعزولة، وعندما يتحقق حلمها ولو بتلك الطريقة التي تعتبرها هدية من السماء سرعان ما تحل اللعنة عليها وتواجه مع زوجها مصيرا مأساويا.وفي جعبة مهرجان فينيسيا أفلام كثيرة ومفاجآت لا شك فيها.

العرب اللندنية المصرية في

06.09.2016

 
 

"بيوما" كوميديا إيطالية في مسابقة مهرجان فينيسيا

بين الأفلام الدرامية وأفلام التشويق التي تعرض في مهرجان فينيسيا هذا العام فإن قصة روان جونسون عن شابين وأسرتيهما ومحاولة التكيف مع حمل غير مرغوب فيه تنتمي لنوع نادر في مثل هذه المهرجانات وهو الكوميديا.

ويروي الفيلم الإيطالي (بيوما) - وهو فيلم سريع الإيقاع يعج بالضحك والسخرية - قصة فيرو وكاتي اللذين يجسد دورهما الممثل لويجي فيديلي والممثلة بلو يوشيمي دي مارتينو أثناء الاستعداد للامتحانات النهائية والتخطيط لرحلة في المغرب والاستعداد لإنجاب طفل.

وشعر جونسون - المولود في لندن لأم إيطالية وأب انجليزي - بالسعادة لأن (بيوما) واحد من عشرين فيلما تتنافس على جائزة الأسد الذهبي في المهرجان والتي ستسلم يوم العاشر من الشهر الجاري.

وقال "وصلنا لنقطة حيث ينبغي تجاوز ذلك. لدينا تاريخ قوي في الكوميديا في إيطاليا حيث كانت تصنع أفلام تثير الغيرة في كل أنحاء العالم ونحن أربعتنا - فريق الكتابة - من أبناء هذه المدرسة."

وعندما سئل إن كان غياب كلمة "أحبك" في الفيلم متعمدا قال جونسون إن الإلهام جاءه من تجربته وتجربة الكتاب عندما كان في سن الثامنة عشر بالإضافة إلى تجارب بطلي الفيلم.

وقال "حاولنا أن نصور قصة حب.. لكننا حاولنا تفادي الأنماط الشائعة بقدر الإمكان لأنها قد تجعل أي موقف بسهولة يبدو مفتعلا."

ومن الأفلام الإيطالية الأخرى التي تعرض في المهرجان الفيلم الوثائقي الإيطالي السويسري (سبيرا ميرابيليس) وفيلم (كويستي جيورني) للمخرج جوزيبي بيتشيوني.

عين على السينما في

06.09.2016

 
 

"الجبل" في فينيسيا:

تكريم المخرج أمير نادري بجائزة عن مجمل إبداعه

صفاء الصالح - بي بي سي، فينيسيا

بدا المخرج الايراني المقيم في الولايات المتحدة الامريكية أمير نادري في سعادة غامرة ورفع قبضته عاليا في الهواء علامة على الصمود أو كرر حركة الطرق بمطرقة ضخمة التي كان يقوم بها بطل فيلمه الجبل Monte، عند تسلمه جائزة التميز الابداعي الخاصة عن مجمل أعماله في الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي والتي تحمل اسم الشركة الراعية للمهرجان جيجر لوكولتير "Jaeger-LeCoultr Glory to the Filmmaker Award ".

وسبق لهذه الجائزة أن منحت لمواطنه عباس كيارستمي عام 2008 كما فاز بها العام الماضي المخرج الأمريكي البارز بريان دي بالما ومنحت للمخرج الايطالي ايتوريو سكولا عام 2013، وللممثل الشهير آل باتشينو وآخرين من صناع السينما ورموزها.

وظل نادري يوزع قبله على القريبين منه وتحياته للجمهور الذي صفق له طويلا بعد نيله الجائزة وعرض فيلمه الذي أعده واحدا من أنضج أعماله في مرحلته الأخيرة بعد مغادرته إيران، ومن أنجح افلام هذه الدورة للمهرجان الذي عرض خارج مسابقته الرسمية.

وأهدى نادري في كلمته المبتسرة التي ألقاها في حفل استلام الجائزة في المسرح الرئيسي للموسترا إلى الجيل الجديد من الشباب الإيراني.

ووصف المدير الفني للمهرجان، البرتو باربيرا، نادري بأنه "أعطى دفقة زخم أساسية لولادة السينما الإيرانية الجديدة في السبعينيات والثمانييات، بعدد من التحف السينمائية التي كانت تهدف الى أن تترك علاماتها في تايخ السينما، من امثال (العداء) 1985 و (ماء وريح وغبار) 1988 .

بين زمنين

يتذكر الكثيرون لنادري فيلمه الشهير "دفنده" أو العداء منتصف الثمانينيات، الذي وضعه في مقدمة صناع السينما الإيرانية الجديدة إلى جانب مهرجوي وكيارستمي وبيضائي ممن اسهموا في وضع أسس هذه السينما منذ السبعينيات.

ويمكن تقسيم حياة نادري (المولود في عبادان في الأحواز عام 1945) المهنية إلى قسمين يضم الأول أفلامه التي اخرجها داخل ايران قبل هجرته منها اواخر الثمانينيات وتضم أكثر من 10 افلام بعضها قصير، وعرف عنه فيها اهتمامه بواقع الفئات والطبقات المهمشة في المجتمع واستلهام تقاليد الواقعية الإيطالية الجديدة في التصويرخارج الاستوديو وفي المواقع الطبيعية ومن دون ممثلين محترفين ومع ابطال من الاطفال، الذي بات سمة مميزة في الكثير من الأفلام الايرانية المعاصرة.

قدم نادري فيلمه الأول "في أمان الله يا صديقي" أو "خدا حافظ رفيق" في عام 1970 وقدم في هذه المرحلة عشرة أفلام من ابرزها "العداء" 1985 و " ماء وريح وغبار" 1989 و "هارمونيكا" 1974.

وفي مرحلته الثانية، حاول نادري اثبات نفسه في سياق السينما العالمية وفي الولايات المتحدة حيث يقيم، لكن أفلامه وطبيعة اهتماماته ظلت تواجه عقبات تسويقية رغم حضورها الواضح في مهرجانات عالمية، وظل يعمل في هذا السياق منذ مطلع التسعينيات عندما انجز فيلمه "منهاتن بالارقام" في عام 1993 وهو الاول في ثلاثيته النيويوركية التي تضم فيلمه الاخرين "أيه بي سي منهاتن" 1997 و "ماراثون" 2002.

وقد حصل على عدد من الجوائز من بينها جائزة روبرتو روسلليني في مهرجان روما السينمائي عن فيلمه "حاجز صوتي"عام 2005، الذي يحكي قصة طفل أبكم يبدأ في البحث عن شريط كاسيت سجلته والدته قبل موتها بوقت قصير.

وقد انتج في نادري بعض افلامه الأخيرة في اكثر من بلد عالمي كما هي الحال مع فيلمه الاخير الذي اشرنا اليه، او فيلم "cut" عام 2011 الذي صوره في اليابان بكوادر وممثلين يابانيين.

كما كتب سيناريوهات عدد من الافلام فضلا عن معظم أفلامه، وآخرها سيناريو فيلم "99 منزلا" للمخرج الامريكي من اصل ايراني رامين بحراني وعرض في المهرجان عام 2014، والذي يتناول فيه الاعيب وكلاء العقارات في ابتزاز الطبقات الفقيرة ورهن منازلها.

الجبل

في فيلمه الاخير " الجبل" يبدو نادري في ذروة نضجه الفني ودربته السينمائية، وقد صوره كليا في منطقة جنوب تايرول في ايطاليا وبممثلين وكوادر فنية ايطالية وينطق باللغة الايطالية، وساهمت شركات ايطالية في تمويله، لكنه لا يخلو من تلميح الى رسالة شخصية عن ضرورة المقاومة والتمسك الوطن يرسلها المخرج الايراني من منفاه الاختياري لناسه.

وفي هذه المرة ينحو نادري نحو تناول موضوع انساني عام عن كفاح الانسان وقوة ارادته وصموده وتحديه، يذكرنا بطله بشخصية آخاب في رواية موبي ديك لهرمان ميلفيل أو شيخ همنغواي الذي "من الممكن أن يتحطم ولكن لا ينهزم" في روايته الشيخ والبحر.

و لا يخلو اختيار نادري لايطاليا في العصور الوسطى وتحديدا في عام 1350 من قصدية واضحة في التركيز على هذا التاريخ الفاصل في مفهوم التنوير الإنساني مع ظهور بذور وارهاصات عصر النهضة في ايطاليا وما انتجه هذا العصر لاحقا من فن وعلوم وأسس افكار تنويرية.

وهي الاستعارة ذاتها التي حكمت كفاح بطله أوغسطين وصراعه مع صخور الجبل الجرداء التي تحجب النورعن قريته ويظن الناس أنها ملعونة وسبب الالام والمصائب التي المت بهم.

يبتدأ نادري فيلمه بموت ابنة اوغسطين الذي يعيش مع زوجته نانا وابنه جيوفاني في فقر مدقع في قرية تحت الجبل الأجرد، وقد تسبب حجب الصخور لضوء الشمس في موت زرعهم وبوار حقولهم، ويقررجميع سكان القرية مغادرتها معتقدين أنها اصيبت بلعنة، وظل سكان المناطق القريبة يتجنبون أهلها ويتطيرون منهم، وينصح معظمهم اوغسطين بالرحيل لكنه يصر وزوجته على انهما لن يخونا جذورهما والتربة التي تضم رفات اهلهما وآخرهم ابنتهما (وربما بدت رسالة مبطنة يوجهها المخرج المنفي إلى سكان بلده).

وتسوء أحوال العائلة حد المجاعة ويقاطعهم سكان المناطق القريبة ويعاملونهم كمنحوسين وملعونين، ويفشل اوغسطين في كل محاولاته كسب قوته من البلدة القريبة، بل يتهم بالسرقة حين يحاول بيع الحلية الوحيدة لدى زوجته وهي دبوس لتثبيت الشعر مزين بحجر كريم، فيتهم بالسرقة ويطارده الحرس. كما يقوم الحرس ورهبان وراهبات الكنيسة باخذ زوجته وابنه لتطهيرهما مما يضنونها لعنة اصابتهم، فيتمكن الابن من الهرب بينما يقود الحراس والدته.

يمكن تقسيم السيناريو الذي كتبه نادري بالاشتراك مع الايطالي دوناتيلو فومارولا إلى مرحلتين الأولى هي ما لخصناها في الفقرات السابقة والثانية تتمثل في قرار أوغسطين مواجهة الجبل بنفسه حاملا مطرقة ضخمة محاولا تحطيمه، إنسان فرد مسحوق في مواجهة كل جبروت الطبيعية، وتأخذ المرحلة مساحة كبيرة من الفيلم ينجح نادري في كسر الملل والتكرار فيها بالتنويع بالصورة والمؤثرات الصوتية أو استثماره للتعبير عن مهمة بطله الشاقة، وبالدرجة الاساس التنويع في زوايا اللقطات القريبة للوجه الانساني أو اليد مقابل اللقطات العامة للجبل وصخوره، وكان نادري الذي تحدر من التصوير الفوتغرافي بارعا جدا في استثمار جماليات اللقطة القريبة.

ويقدم نادري احد من الحلول البارعة للتعبير عن مرور الزمن في مشهد عودة الابن الهارب الذي نراه يركض منوعا في اللقطات القريبة لوجهه اثناء الركض او لأقدامه ومع هذا الركض نرى أن الشخصية تتحول من صبي إلى شاب في دلالة على مرور سنوات عديدة على غيابه واثل فيها الاب الطرق على صخور الجبل، ثم نرى الاب بلحية كثة والأم بشعر رمادي اشيب.

لكن نادري يعود في مشهد النهاية إلى اظهار الاب والام والابن الصبي بعمرهم الاصغر، وما يبدو هنا وكأنه خطأ في المونتاج بمثل استعارة مقصودة للدلالة على لا زمانية الامثولة التي يقدمها عن صمود الانسان وانتصاره.

إذ يختتم نادري فيلمه بمشهد تصدع الجبل وحدوث انهيار كبير في صخوره بعد تعاون الأب والابن في الطرق عليها، ليظهر امامنا شفق لوني في مركزة قرص الشمس الذي يتعالى حتى تسود الشاشة تدرجات لونية شفيفة.

وقد برع مدير التصوير الايطالي، روبيرتو تشيماتي، تصوير مشاهد الفيلم وتوزيع الانارة ومساقط الضوء فيها، مستلهما لوحات الفن الايطالي في عصر النهضة، لا سيما في تلك اللقطات القريبة للوجوه الانسانية التي يسقط عليها شعاع ضوء خافت ينبعث من شمعة او من نار قريبة. كما برع في تصوير تلك اللقطات العامة لقسوة الطبيعة الجبلية وصخورها لا سيما في حركة الترافيلنغ التي تستعرض ضخامه الجبل الاجرد وجبروته والتي كررها كثيرا في الفيلم.

الـ BBC العربية في

06.09.2016

 
 

البندقية ٧٣ - "المنطقة البرّية":

بورنو اجتماعي يصدم القلوب الضعيفة!

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان - البندقية

عَرْض فيلم آمات اسكالانتيه، "المنطقة البرّية"، في #مهرجان_البندقية (٣١ آب - ١٠ أيلول) ضمن المسابقة الرسمية أسّس لسوء فهم وحيرة عند بعضهم. هناك حتى صيحات سُمعت في الصالة مع صعود جنريك النهاية. والاستهجان الذي عبّر عنه بعضهم على الطريقة الكانّية (من مهرجان كانّ)، مفهومٌ، وعلى السينمائي الجريء من نوعية اسكالانتيه قبوله، لا بل توقّعه. فهو لم ينجز فيلماً وسطياً، باهتاً، مساوماً، بل ذهب إلى أقصى فكرته المتطرّفة، وأبعد منها حتى، مع إدخال عناصر تنتمي إلى علم الخيال الفانتازي في سياق نصّ واقعي اجتماعي. منذ فيلمه الأول ("دم" - ٢٠٠٥)، والمجتمع المكسيكي وتمزقاته في مرصاد اسكالانتيه، ولكن هذه المرة يحفر عميقاً في الجرح، لا يداويه بل يُلقي عليه ببعض السائل المسكّر. سينماه نية، قاسية، مزعجة، ليس للكلّ القدرة على هضمها.

نحن في قرية مكسيكية لا تمتاز بشيء مهم، سوى أنّه، كما يقترحه مشهد التمهيد، ثمة شيء في حركة الكواكب يثير الغرائز الجنسية. قد لا يكون هذا التوصيف دقيقاً ربما، ولكن هذا ما فهمناه في غياب أيّ تأويل آخر. أليخاندار هي الشخصية الرئيسية التي تدور عليها الحوادث. إنها أمٌ لولدين وزوجة رجل ذكوري يضاجعها من الخلف صباحاً بلا أيّ مشاعر. كم ستكون الدهشة كبيرة عندما نراه يمارس الجنس مع شقيق زوجته، طبيب مثلي نتابع في مَشاهد منفصلة تعرّفه إلى فتاة اسمها فيرونيكا بعدما لجأت إليه ليعالجها من عضّة كلب. وفيرونيكا هذه تعرّفت إلى حيوان لزج بأرجل وأيادٍ عدة يوفر المتعة الجنسية. أوكي، هذا كله كفيل بأن يضيع المُشاهد، وربما هذا هو المطلوب. إلا أنّ الفيلم يرسم قدر كلٍّ من الشخصيات بدقة بالغة. أما تداخل الكلّ بالكلّ تدريجاً، فهو مَيْل بلورته سينما أميركا اللاتينية منذ زمن، وهنا أحد أبرز تجلياته.

يبدأ الفيلم بمَشاهد عادية تكاد تكون سطحية ومكرّرة، إلا انها ضرورية للدخول إلى يوميات مَن يعيشون حياة روتينية، وفجأة تنقلب الأمور رأساً على عقب. ما يقدمه اسكالانتيه في هذا الفيلم المقطع إلى مَشاهد متوسطة الطول، هو إنزال تدريجي إلى جحيم العلاقات والخيانة والفساد والتفكك الأسري والهوموفوبيا والاجرام والكبت. شيئاً فشيئاً، تتصاعد حديّة السرد لبلوغ أقصى درجات التوتّر في النهاية. وكما هو متوقّع في أيّ فيلم لاسكالانتيه، لا حلّ ولا متنفس ولا أمل في الأفق؛ هكذا يرى المخرج مكسيكه المعاصرة، كومة خراب حيث الجنس مع كائن لزج يوفر ما لا يوفّره البشر. بين البورنو والدراما الاجتماعية، يترنّح الفيلم برغبة واضحة في الاستفزاز، ولكن من دون أن يقع في السوقية. مشهد "أورجي" الحيوانات، لا يوجد له مثيل. الواحد منا قد يقرص خده ليفهم إذا كان يحلم أو فعلاً يرى ما يراه.

نفهم أن يزعج الفيلم بعض القلوب الضعيفة: كاميرا اسكالانتيه تمسح كلّ ما تشمئز له الأبدان: دم، قيء، عرق. حتى في مشهد المطعم، نرى طبقات من اللحم الجاهز للأكل. يلتقط الفيلم بيئة العمال ما دون الطبقة الوسطى بقليل، ويُرينا ما هي قادرة عليه عندما تفقد السيطرة التي لا تشرعنها الأخلاقيات ولا الدين، بل الحاجة إلى حماية الذات. مرة أخرى، هذا فيلم عن المظاهر، ولكن علينا أن نعبر من كلّ ما يثير الريبة والقرف لنبلغ جوهر الموضوع. كان في ودّي القول إنّ "المنطقة البرّية" هو لهواة النوع فقط، ولكن يصعب علينا تحديد النوع. فلنعتبر أنّه من النوع الذي لا يريد الخير للمُشاهد.

البندقية ٧٣ – "جبلأمير نادري يتحدى المستحيل!

هوفيك حبشيان - البندقية

أمير نادري سينمائي مغامر. فيلمه الجديد، "جبل"، دليل على شغفه المتمثل في البحث عمّا يملأ رئتيه. بعد فيلم في اليابان ("قطع" - 2011)، قال فيه حبه للسينما، يعود بفيلم صوّره هذه المرة في ايطاليا، على ارتفاع 2500 متر عن سطح الأرض. قبل هذا كله، يجب ألا ننسى انه من أصل ايراني يعيش ويصوّر في الولايات المتحدة، وفي البندقية شاهدنا له السنة الماضية وثائقياً- مقابلة من 3 ساعات عن المخرج الراحل آرثر بن. حبّ السينما يشغله منذ سنوات، وهذا كاف ليستحق الجائزة الفخرية ("جاغر - لو كولتر") التي أسندت إليه أمس. جائزة معروفة بإسم "المجد للسينمائي"، نالها قبله كلّ من الياباني تاكيشي كيتانو (من بلده السينمائي المفضّل) وبراين دو بالما. للمناسبة، الـ"موسترا" هذه السنة، وكما صار رائجاً في المهرجانات الأخرى أيضاً، كوكتيل من اللغات. ايرانية تصوّر بالانكليزية، أميركي (من أصل ايراني) يصوّر بالايطالية. أما المصادفة اللغوية الأكثر ظرافة فهي تلك الحاصلة بين فيم فندرز وفرنسوا أوزون. المخرج الألماني صوّر فيلماً بالفرنسية، فيما الفرنسي صورّ فيلماً بالألمانية.

عودة إلى الفيلم - موضوع المقال: "جبل" (خارج المسابقة). هذا واحد من أكثر الأعمال غرابة، متوالد أصلاً من مشروع غريب. حكاية عائلة، الزوج والزوجة والابن، تعيش في أحد الجبال الملعونة تاريخياً. الكلّ يعرف عن هذه اللعنة ويتناقلونها جيلاًبعد جيل، لكن تربطهم بالأرض الذاكرة والتاريخ وقبور الأجداد الذين دُفنوا هناك. يُفتتح الفيلم بمشهد دفن بديع: العائلة تقوم بمراسم دفن صغيرتها. ثم، دفعة من الناس الذين قرروا الرحيل من الأرض نهائياً؛ لقد ضاقوا ذرعاً بهذه الأحوال البائسة التي يعيشون في ظلها. فالجبل الذي نتحدث عنه هو عبارة عن منطقة صخرية قاسية جداً، أرض مقفرة لا ينبت فيها أي شيء. طبيعة جافة تنعكس على وجوه الشخصيات وفي طباعهم. لا شمس، بل ضباب طوال العام. يتشرب الفيلم بصرياً وسردياً من هذا المكان. إلى هذا، الشريط الصوتي المشبّع بتأوهات الطبيعة وغضبها، تعبيراً عن الغضب والكآبة والموت والجنون واليأس. مع ذلك، تقرر العائلة الصغيرة البقاء، فهناك في باحة المنزل تحت التراب، الابنة النائمة إلى الأبد. لكن للصبر حدوداً...!

يحاول الزوج، جيوفاني، بشتى الطرق، أن يجد مصدراً للعيش. يحاول بيع بعض الأعمال اليدوية في القرية المجاورة. الا ان أهلها يعرفونه من سكان الجبل الملعون فيرفضون وجوده بينهم. محاولة ثم أخرى، فيجن جنون جيوفاني، ليبدأ من بعدها مغامرة غير متوقعة: يريد تحطيم الجبل وتفتيت كلّ حبة تراب منه. النصف الثاني للفيلم ليس سوى عملية التحطيم هذه. يضرب ثمّ يضرب ويضرب، من دون أن يهتز الجبل من مكانه. أجديٌّ هو في قراره هذا بتفتيت ملايين الأطنان من الصخر الذي تجثم فوق صدره؟ الفيلم، المقلّ كلاماً والقوي بصرياً، لا يمنح أي جواب. بل يغيب الكلام كلياً في النص الثاني، وتنقطع أي وسيلة تواصل بيننا وبين الثلاثة. نراهم منهمكين في مهمتهم الاستعارية، ولا شيء آخر! انه الغضب، غضب سنوات طويلة يخرج فجأة، غضب براكين...

لا توصيف يمكن الافصاح به عمّا سنراه من اصرار عند جيوفاني. فكلمة مستحيل تأخد صدى آخر تحت آلة الهدم التي يمسكها في يده. على غرار بطل "فيغاس: مقتبس من قصة حقيقية" الذي كان يحفر في حديقة منزله بحثاً عن كنز دُفن فيها قبل سنوات، فإن البحث عن الشمس التي لا حياة من دونها، هو الذي يحمل بطلنا المضاد إلى واحدة من أروع التيمات في السينما: عبثية الجهد المبذول.

النهار اللبنانية في

06.09.2016

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (6):

عرض فيلمه الكبير الأول منذ عشر سنوات

مل غيبسون في حديث خاص: "فيلمي عن المحارب وليس عن الحرب.. الحروب باقية للأسف".

"السنوات العشر الأخيرة من حياتي أغرب مراحل حياتي"

فنيسيا - محمد رُضـا

 «هاكسو ريدج» هو فيلم العودة للممثل والمخرج مل غيسبون إلى الإخراج. فقبل عشر سنوات بالتحديد قام غيبسون بإخراج عمله الرائع «أبوكاليبتو» ثم مرّ عليه عقد من الزمان عانى فيه من مشاكل تسبب بها وتناولتها الصحافة بكل ما فيها من تناقضات واستنتاجات.

ألقي القبض عليه مخموراً، فشتم السود وأكمل على اليهود فهبت هوليوود تدين كلامه وقامت مراكز القوى فيها بقرار شطبه من قوائم من تتعامل معهم. لم ينفع إعتذاره كثيراً، لكن غيبسون صبر وأخذ يقضم العراقيل واحداً تلو الآخر إلى أن عاد إلى الحضور سينمائياً وعاود احتلال مكانته في وسط النشاطات السينمائية.

عودته إلى نشاطه، أو عودة النشاط إليه، بدأ قبل خمس سنوات فعلياً عندما تجرأت جودي فوستر على قرار الحظر غير المعلن وأسندت إلى هذا الفنان الموهوب بطولة فيلمها The Beaver. لم يتح غيبسون للإعلام أن ينال منه. قدّم تمثيلاً جيداً دفع النقاد للإشادة به. في العام 2012 عمد إلى فيلم أكشن جيد التنفيذ بعنوان «أقبض على الأميركي» (Get theGringo) شهد رواجاً في بعض العواصم ونجاحاً كبيراً على الأسطوانات

عامان بعد ذلك التقطناه أحد ممثلي فيلم «المستـّهلكون 3» (The Expendables 3)، السلسلة التي يقوم على بطولتها سلفستر ستالون. في الحقيقة تمثيل غيبسون كان الأفضل بين كل من جمعهم ستالون من وجوه معروفة بمن فيها هو نفسه.

«هاكسو ريدج» (Hacksaw Ridge) هو فيلمه الخامس مخرجاً بعد «رجل بلا وجه» (1993)  و«قلب شجاع» (1995) و«عشاء المسيح» (2004) و«أبوكاليبو» (2006). 

في الوقت ذاته الذي كان فيلمه الخامس يعرض على شاشات مهرجان فينسيا، لديه فيلم يستعد للطرح التجاري هو«أب بالدم» (Blood Father) ينتمي إلى سلسلة افلام الأكشن التي مثل منها الكثير

«هاكسو ريدج» فيلم حربي بكل مواصفات هذه الكلمة.  لثلث ساعة يبدأ المخرج بتوفير خلفية لذلك الشاب دزموند دوس الذي كاد أن يتسبب في أذى بالغ لأخيه عندما كانا صغيرين، ثم، وفي مشهد فلاشباك لاحق وقد أصبح شاباً، يدافع عن أمه بعدما تعرض لها والده بالضرب. يشهر عليه مسدساً ويهدده. يتعلم دزموند (ويقوم به أندرو غارفيلد)من الحادثتين أن ينبذ العنف، لكن الحرب العالمية الثانية تنشب والقتال بين أميركا واليابان على أشدّه بعد إعتداء اليابان على بيرل هاربور. يتطوع في وحدة الإسعاف ويرفض حمل السلاح وبل لمس البندقية لأجل التدريب. يتم تقديمه إلى المحكمة بعد تهديده بالعقاب كونه يرفض الأوامر. رسالة من جهة عسكرية عليا تجيز له الإنضمام إلى الجيش الذي سينتقل لتحرير جزيرة أكيناوا. هناك يخوض الجيش الأميركي حرباً ضروساً فيها مشاهد تذكّـر بـ «سفر الرؤيا الآن»لفرنسيس فورد كوبولا دون أن تصل إلى عمقه السياسي، وتتجاوز ما جاء به ستيفن سبيلبرغ في «إنقاذ المجند رايان». 

خلال القتال الدامي الذي خسر فيه الجيش الأميركي موقعاً يقع على سلسلة مرتفعات تشبه المنشار (عنوان الفيلم)يبقى دزموند وحيداً على قمة ذلك الجبل باحثاً بين من سقطوا عن جرحى يسعفهم وينقلهم بحبل يتدلى من رأس الجبل إلى قعره المنبسط حيث ما زال للجيش الأميركي وجوداً. يفعل ذلك بضع عشرة مرّة بنتائج مذهلة. وأكثر ما هو مذهل فيها أن القصّـة حقيقية.

كما في أي حرب

تقابلنا بعد حفلة الإفتتاح الرسمية للفيلم مساء يوم الأحد (أول من أمسحسب موعد مسبق. كان حد كثيراً من المقابلات (والمسؤول الصحافي يؤكد أنني كعضو في "جمعية مراسلي هوليوود الأجانبالأول الذي قابلهوعمد إلى العودة إلى الفندق الذي ينزل فيه حيث تناول بعض قطع البسكويت لكي يسد جوعه. قال:

"أعذرني. لم آكل شيئاً منذ الصباح". بعد ذلك نظر إلى محدثه مترقباً:

·        لا أعرف كيف أبدأ حقيقة لأن فيلمك مذهل. من أين استمديت هذه الفكرة؟

الشخصية حقيقية. دزموند دوس توفي قبل سنوات ليست بعيدة والجزء الأكبر من الأحداث تم اقتباسها مما حدث له فعلاً كما يأتي ذلك في نهاية الفيلم. عندما قرأت تحقيقاً عنه أصابني ذات الذهول. قررت أن أقوم بتحقيق هذا الفيلم لأنه يتضمن عدة أفكار حول عدم التراجع عن المبدأ وحول الإيمان الصلب بنبذ العنف وفي الوقت نفسه الإندفاع في سبيل إنقاذ الأرواح رغم كل المخاطر. تصوّر جندياً لا يحمل السلاح محاطاً بالأعداء يبحثون، مثله، عن الجرحى لكن لقتلهم وفي الموقع نفسه.

·        هل تراه فيلماً ضد الحرب؟

هو ضد الحرب لكن ليس على النحو الذي يريد الخروج بمفاد أبعد من ذلك. أعتقد أن الفيلم هو المحارب وليس عن الحرب ذاتها. هل تعرف ما أقصده؟ إنه عن دزموند وعن الجنود الذين شاركوا القتال وهم بدورهم مثل أي جنود في أي حرب ينفّـذون الأوامر. هناك كثير منهم مستعدون للدفاع عن المبادئ التي حدت بالقيادات السياسية القيام بالحرب، لكن الكثير منهم أيضاً يتمنّـى لو لم تقع الحرب ولم يكن هناك دواعي لها.

·        الحرب التي نراها تبدو شاسعة. هناك تجسيد مخيف لها. الشاشة تلتهب بالنار والقصف والجثث المتطايرة. البعض سيقول أنه فيلم عنيف.

أتوقع ذلك. قالوا عن «أبوكاليبو» وعن «قلب شجاع» أنه فيلم عنيف. لكن كيف تستطيع تصوير الواقع غير ذلك. العنف في هذا الفيلم أو في سواه من أعمالي مبرر في نظري لأنه يعكس ما يحدث. لم أصور فيلماً عاطفياً أو كوميدياً وأضع فيه مشهد عنف. هو عنيف لأن الحرب كذلك وعندما نتحدث عن رسالته هل هناك معارضة للحرب أكثر من أن تصوّر عنفها؟

في 70 متر

        هل أنت ضد الحرب؟ هل فيلمك ضد الحرب؟

أنا طبعاً ضد الحروب بالمطلق، لكني في الوقت ذاته واقعي وأعلم أن المسألة ليست بالتمنيات وأن الحروب وقعت وستقع دائماً. لا أقترح في الفيلم البحث عن حلول لها لأنها للأسف بل حلول.  فيلمي هو بالتالي معاد للحرب لكنه لا يبحث فيها. ليس عندي صواب أو خطأ، بل واقع.

        كيف تنظر إلى العالم الحاضر الذي نعيشه؟

أعتقد أن أبناءنا سيفهمونه أكثر مما نفهمه نحن. هذه مرحلة من الصراعات التي نجد أنفسنا فيها لكن الجيل المقبل سينبذها وينتقدها كما فعل بعد الحرب العالمية الثانية. رغم ذلك في يقيني أن الحروب ستستمر. للأسف.

        يبدو الفيلم كما لو كان إنتاجاً كبيراً. كيف أتيح لك تمويله؟

- (يضحكصورنا على مساحة ضيقة جدّاً. كل تلك الجبهة التي تقع فيها المعارك هي عبارة عن نحو 70 متر. كنا، الطاقم الفني وأنا، محصورين في نحو خمسة عشر متراً

        تصميم المشاهد محكم. كم استمر تصويرها؟

صورنا الفيلم في 59 يوم بما فيها مشاهد المعارك. سايمون (مدير التصوير سايمون دوغانعمل معي بجهد كبير كذلك باقي الفنيين. طبعاً ما شاهدته على الشاشة هو ترتيبنا للأحداث، لكن خلال التصوير كنا أحراراً في إختيار المشهد وتفاصيله. سقوط جندي أو إنفجار موقع يتم تصويره منفرداً ثم علينا أن نضع كل شيء في توليف كما تعلم. إذا ما كانت مشاهد المعارك ناجحة فلأن التصوير والتوليف اجتمعا على تنفيذ ما أردته. هذا أصعب أعمالي إلى اليوم.

        أمضيت عشر سنوات بعيداً عن الإخراج ثم عدت بهذا الفيلم. خلال تلك الفترة هل كانت لديك مشاريع أخرى أردت تحقيقها؟

طبعاً. دائماً ما عندي مشاريع عديدة لا تجد سبيلها إلى التنفيذ.

        لماذا؟

لأنها لا تلقى قبولاً لدى شركات الإنتاج في هوليوود. كل فيلم من أفلامي السابقة كان عليّ تمويله جزئياً أو البحث طويلاً عن سبل تمويله. لم يكن من بينها فيلم واحد تميز بسهولة التحقيق

        بما في ذلك «العشاء الأخير للمسيح» و«أبوكاليبتو»؟

بكل التأكيد.

        كم تطلب إنتاج هذا الفيلم؟

ثلاث سنوات ونصف.

السنوات الصعبة

        هل تعتقد أن تأثير المشاكل التي وقعت لك كان لها نصيب كبير من تأخر تنفيذ هذا الفيلم؟

كنت سأعتقد ذلك لولا أن أفلامي السابقة، كما ذكرت، لم تشهد الوضع ذاته. إسمع. لقد كانت سنوات صعبة تلك الأخيرة. عانيت منها وتسببت لي بنتائج لا يتمناها أحد. كانت سنوات صعبة لأن كان عليّ أن أبحث في نفسي وهذا ليس أمراً هيناً. وكانت صعبة لأن هوليوود لا تغفر مثل هذه الآراء التي أطلقتها. لكن السبيل الوحيد الذي كان أمامي هو المضي قدماً وأنا سعيد لأني وجدت هذا السبيل وأصريت عليه. هذه كانت أغرب عشر سنوات في حياتي.

        لجانب أن «هاكسو ريدج» فيلم عن الحرب وفيلم سيرة هو فيلم عن الإيمان العميق الذي في ذات بطله. رفضه حمل السلاح واستبداله بالإنجيل فقط. هل يمثل هذا المنظور مل غيبسون؟

- (يتردد). لدي قناعاتي بالطبع ولا أحاول أن أفرضها على أحد. وجدت في إيمان دزموند ما حركني عاطفياً أيضاً. أعتقد أن من يرى الفيلم يستطيع أن يرى ذلك بوضوح. هناك أفلام تقترح ذلك لكن هذا الفيلم كان لابد له أن يكون واضحاً. وإلى حد كبير، نعم، يمثلني.

        تقدم على الكثير من أفلام الأكشن الصغيرة. هل هي الأفلام الوحيدة المتاحة لك كممثل؟

في الأساس بدأت فيها. تعرف… «ماد ماكس» و«سلاح مميت» لكن الفارق اليوم أن العديد من الأفلام البوليسية أو أفلام الحركة باتت محدودة الإنتاج. هذا هو سبب كثرتها لأن هناك خوف من أن تصل كلفة فيلم منها إلى مئة مليون ولا ينجح. لكني أحب شخصياً الإستمرار في هذا النوع من الأعمال. طبعاً لن أرفض سواها، لكن إذا ما كانت هي المتوفرة والمشروع جيد فإني سأقوم به.

        تترك مهرجان فينسيا وتتجه إلى مهرجان تورنتو… كيف ترى رحلة هذا الفيلم بينهما؟

هذا الفيلم شهد اختباره الأول هنا وأنا سعيد بالنتيجة. ذلك التصفيق وذلك القبول هو رد مشجع على الفيلم. تورنتو لجمهور آخر مختلف لكنه إختبار مماثل في الوقت نفسه

        رحلة الفيلم مجهدة من قبل وخلال ثم بعد التصوير… صحيح؟

صحيح تماماً. لكني أتمتع بصحة جيدة وأشعر بقوّة القرارات التي أتخذها. لقد صنعت الفيلم والآن نحاول جميعاً (يشير إلى المنتجين الذين وصلوا في إقتراح لانتهاء المقابلةأن نصنع نجاحه

        لم أسألك عن الممثلين بعد. كيف اخترت هذه المجموعة المتكاملة من الممثلين؟ 

بناءاً على قدراتهم التي أعرفها. شاهدت أفلامهم وأعرف قيمة كل منهم ثم هناك ما يقوم به كل مخرج في أي فيلم وهو التفكير بمنأى عن أي ضغوط عما إذا كان الممثل الذي يريده يتوافق مع الشخصية كما يراها.

الشرق الأوسط في

06.09.2016

 
 

"المواطن المتميز" ومعضلة عودة المثقف المغترب إلى بلده

نسرين علام - بي بي سي - فينيسيا

مع انتصاف الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي، يفاجئنا المهرجان بالفيلم الأرجنتيني "المواطن المتميِّز" للمخرجين غاستون دوبارت وماريانو كون، وهو أحد عشرين فيلما تتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان.

وعلى الرغم من ميزانية إنتاج الفيلم المحدودة، فإنه يثبت أن السينما ما زال في وسعها أن تقدم ما يدهش ويمتع ويثير الفكر، وما يطرح قضايا لا يُتَطٓرَّق إليها كثيرا عن الثقافة والشهرة وعن فكرة العودة إلى الوطن الأم، وعلاقة المثقف المغترب ببلده الأصلي.

الشخصية المحورية في الفيلم هي دانيال مانتوفاني (أوسكار مارتينز) ذلك الأديب الأرجنتيني الستيني الشهير المقيم في برشلونة الأسبانية والذي غادر بلده الأم منذ عقود بلا رجعة.

وعلاقة مانتوفاني بالشهرة علاقة ملتبسة تماما، فهو يعيش في أسبانيا في بحبوحة كبيرة من العيش توفرها الشهرة التي يحظى بها، وتضاعفت هذه الشهرة وما تدره من مال وفير بعد حصوله على جائزة نوبل في الآداب.

ولكن مانتوفاني - على الرغم من شهرته الواسعة - يحب أن ينظر إلى نفسه بوصفه شخصا غير مؤسساتي متمرد على كل الجهات الأكاديمية والسياسية التي تمنح جوائز، كجائزة نوبل.

شخصية متمردة

وفي مشهد افتتاحي يوضح العلاقة الملتبسة بين مانتوفاني والشهرة والمؤسسات المانحة لها، نجد مانتوفاني جالسا في ردهة جانبية في الأكاديمية السويدية التي تمنح جوائز نوبل في حالة ترقب شديد وقلق. وما إن يعلن اسمه فائزا بالجائزة المرموقة حتى تتهلل أساريره في سعادة غامرة في لقطة عن قرب "كلوس أب" على وجهه.

ولكن ما إن يصعد مانتوفاني إلى خشبة المسرح لتسلم الجائزة، حتى نجده يلقي كلمة متقدة الحماس لاذعة النقد يندد فيها بالمؤسسة الثقافية والجهات الأكاديمية المسؤولة عن منحه الجائزة، واصفا حصوله عليها بأنه نهاية مسيرته الأدبية، مؤكدا أن حصول الكاتب على الاعتراف المؤسساتي فيه نهايته وموت له كأديب.

ويجدر التنويه هنا إلى أن مانتوفاني شخصية مُتٓخَيَّلة تماما، فلم يسبق أن فاز أي أديب أرجنتيني بجائزة نوبل.

وبعد خمس سنوات من الحصول على الجائزة، وفي جلسة مع مساعدته التي تشرف على ندواته ومحاضراته ومواعيده، نرى مانتوفاني يرفض كل الدعوات الموجهة له من جهات ثقافية وأكاديمية، إلى أن تفتح المساعدة خطابا صغيرا من عمدة بلدة سالاس الأرجنتينية، مسقط رأس مانتوفاني، يقول فيه إن البلدة تود تكريمه ومنحه جائزة "المواطن المتميِّز".

ولا يتردد مانتوفاني، الذي يترفع عن جل التكريمات والمقابلات، كثيرا في قبول دعوة عمدة بلدته الأم التي لم يزرها منذ نحو 40 عاما.

ويسرح مانتوفاني مع اسم بلدته سالاس، ونحن أيضا نسرح معه، بعد مشاهدة الفيلم، متسائلين عن سبب قراره المفاجئ قبول الدعوة: أتراه يريد أن يتأكد من أن البلدة ما زالت على نفس القدر من التخلف والضحالة اللذين جعلاه يفر منها بلا رجعة في المقام الأول؟ أو هو بعض الحنين إلى ماض بعيد؟ أو تراه فضول لمعرفة ما طرأ على البلدة من تغيير؟ أو هل الأمر محاولة للاستزادة من القصص الصغيرة عن أبناء البلدة، تلك القصص والشخصيات التي طالما استخدمها في رواياته وقصصه؟ أتراها محاولة لإراحة الضمير ليتأكد أن الصورة غير الإيجابية التي قدمها للبلدة في أعماله لم تكن متجنية؟

العودة إلى البلدة

مشاهد احتفال البلدة بابنها البارز مانتوفاني من أكثر المشاهد طرافة في الفيلم، وانتزعت من الحضور، عامة ونقادا، الكثير من الضحكات. فعلى النقيض التام من التمدن ومراسم التكريم الأنيقة التي اعتاد عليها مانتوفاني في أوروبا، تحييه سالاس بفرقة من رجال المطافئ الذين يرفعونه إلى أعلى ظهر مركبتهم التي تجوب شوارع البلدة، وبصحبته فوق المركبة ملكة جمال البلدة التي تحيي الجماهير وتلقي القبلات في الهواء تحية لمونتوفاني.

كل شيء في سالاس يبدو رثا حقيرا يعود إلى عقود مضت كما لو كان ركب العمرانية والتحضر غادر المدينة على حالها وذهب. في الفندق العتيق الرث الذي يقيم مانتوفاني فيه، والذي يعد أفضل فنادق البلدة، يتصل مانتوفاني بمساعدته ليقول لها إن الفندق "أشبه بفيلم روماني"، حيث تشتهر الأفلام الرومانية بديكورها ومشاهدها الرثة القديمة.

ويبدو جمهور الحضور في الندوات التي أقيمت لتكريم الأديب الشهير والابن البارز للبلدة واجما بليدا. ويظهر أنهم جاءوا دون أن يقرأوا أيا من أعماله ولم يكن لديهم أي أسئلة ليطرحوها عليه. ويبدو الجهل المطبق سمة مميزة لأهل البلدة.

المجال الثقافي في سالاس، إن جاز تسميته بذلك، يحكمه الفساد والمحاباة ومراعاة الخواطر ومداهنة المسؤولين في البلدة. ويختار مانتوفاني في مسابقة للرسم دعي للتحكيم فيها، الفائزين الثلاثة وفقا لمعايير جودة العمل المقدم، ولكن عمدة سالاس يبدل النتائج محاباة لأصحاب النفوذ في البلدة.

ويشعر مانتوفاني بعد ثلاثة أيام أقامها في البلدة، بأن حيزه الشخصي مخترق وغير مُحتَرم، فهناك دوما من يتبعه ومن يصوره وهو يسير، ومن يحاول عنوة أن يذكره بنفسه، ومن يصر على أن أباه هو الشخص الذي استلهم منه إحدى شخصياته، أو من يريد أن يجمع تبرعا كبيرا من مانتوفاني لشراء مقعد متحرك لابنه. وثمة شعور دفين بالحسد والغيرة من قبل أهل البلدة إزاء مانتوفاني، فقد غادر بلدتهم التي أكل الدهر عليها وشرب ليعيش في رغد وبحبوحة في الغرب.

ولا نكاد نرى شخصيات طبيعية متوازنة في سالاس بخلاف إيريني، حبيبة مانتوفاني السابقة التي تركها منذ عقود للسفر إلى أوروبا، وباقي شخصيات القرية تكاد تكون كرتونية أحادية الجانب والمنظور.

ويدعونا ذلك التصوير الكرتوني لأهل سالاس، وهذه الرؤية الساخرة غير المتعاطفة للبلدة إلى التساؤل: هل حقا سالاس وأهلها بهذا القدر من التخلف؟ أو هل أن مانتوفاني أصبح يتبنى منظورا فوقيا في رؤيته للبلدة؟ هل يرى مانتوفاني البلدة وفقا للمنظور النمطي الغربي للحياة في المجتمع القروي في البلدات البعيدة في أمريكا الجنوبية؟ هل أصبح مانتوفاني من أولئك الذين تبنوا تماما المعايير الغربية في الحياة واستعلوا على جذورهم؟

يبرز هذا التساؤل بعد خلاف بين مانتوفاني وأحد "مثقفي" البلدة، الذي يسير مختالا بلقب "دكتور" ويعد نفسه من الصفوة المثقفة في البلدة. ويتهم هذا المثقف مانتوفاني بأنه حقق أموالا طائلة وشهرة واسعة عن طريق تشويه صورة البلدة وتحقيرها في قصصه التي يقرأها جمهوره الأوروبي.

ترى هل يخطب مانتوفاني حقا ود قارئه الأوروبي ويستميله بصور تنسجم مع الرؤية النمطية الغربية عن تخلف البلدات البعيدة في أعماق أمريكا الجنوبية؟ أم تراه يصور الصورة الحقيقية للبلدة القابعة في غياهبها دون تقدم؟

لا يقدم الفيلم أجوبة صريحة واضحة لهذه الأسئلة، واعتقادي الشخصي أن الفيلم أراد أن يترك الإجابة مفتوحة وفقا لرؤيتنا ولقراءتنا لشخصية مانتوفاني. ولكن الحقيقة المؤكدة في الأمر أن هذه الزيارة الخاطفة لمسقط رأسه أمدت مانتوفاني بذخيرة قصصية جديدة لرواية أسماها "المواطن المتميِّز".

فينيسيا 2016: "حيوانات ليلية" لمسة أناقة وسط حكاية انتقام واغتصاب

صفاء الصالح - بي بي سي، فينيسيا

في فيلمه الثاني "حيوانات ليلية" الذي افتتحت عروضه عالميا في مهرجان فينيسيا السينمائي، يثبت مصمم الأزياء الأمريكي توم فورد أقدامه في عالم السينما، في محاولة حظيت باحتفاء نقدي وكشفت عن موهبة في فهم خصوصيات هذا الفن الشامل واتقان عناصره التعبيرية وأدواته. والأهم من ذلك طبيعة التعامل مع الزمن فيه، وهو القادم من فن آخر يقوم على الاستعراض وللزمن فيه طبيعة مختلفة.

وتأتي خطوة فورد هذه بعد سبع سنوات من عرض محاولته الأولى في المهرجان ذاته "رجل أعزب" التي لفتت الانظار الى موهبته السينمائية في عام 2009 وكانت من بطولة كولين فيرث وجوليان مور.

استند الفيلم إلى رواية "توني وسوزان" 1993 لأوستن رايت، الروائي الأمريكي والناقد والباحث الأكاديمي، الذي نتذكر له كتابه المعروف عن القصة القصيرة الأمريكية في العشرينيات والانثولوجيا التي أعدها لفن القصة القصيرة في أمريكا.

مستويات الحقيقة المتعددة

يدرك فورد هذا المستوى الزماني بالغ التعقيد الذي تتوفر عليه السينما بين الفنون الأخرى، من هنا يقدم لنا مستويات زمنية متعددة تتداخل مع بعضها البعض، منها ماهو واقعي وما هو سيكولوجي، كما تتداخل مستويات الخيال والواقع في سرده المنتمي كليا إلى ما نسمية بالميتا- سرد، أو السرد الشارح، حيث يقدم الفن حكايته وأليات الخطاب الفني التي يقدمها فيها أمام مشاهده.

وهكذا نرى في هذه الدراما التي تستعير الكثير من نمط الدراما البوليسية الغامضة السائدة في "الفيلم نوار"، أنها تقدم مستويات متعددة من مشاعر الانتقام تتوزع بين الماضي والحاضر.

ويستثمر فورد عالم الخيال، وهو هنا رواية بوليسية أرسلها زوج البطلة السابق ليقدم لنا صورة مفرطة في العنف تتمثلها البطلة سايكولوجيا عند قراءتها للرواية التي يجسد المخرج أحداثها أمام المشاهدين كما تتجلى في ذهن بطلته حيث تتخيل زوجها السابق (وهو الروائي نفسه) بطلا لاحداثها.

يفتتح فورد فيلمه بمشهد على مستوى عال من البراعة الفنية، ويمكن فصله عن الفيلم ليقدم كفيديو آرت في معرض فني، حيث يقدم صورة معاكسة لعالم عارضات الأزياء الرشيقات الذي جاء منه، لمجموعة من النساء المفرطات في السمنة وهن يرقصن وتتلاطم كتلهن اللحمية وهن يؤدين حركات حسية أقرب إلى راقصات (البورنو) كجزء من معرض فني في الغاليري الذي تديره بطلته سوزان (الممثلة والمغنية ايمي آدامز)، التي يبدو أنها إنسانة ناجحة ومهتمة بتقديم تلك الجماليات الصادمة في المجتمع البرجوازي المبهرج الذي تعيش فيه لوس انجليس.

ويعكس خيارها الفني هذا رغباتها السابقة وتمردها على زيف هذا الواقع في الفن، على الرغم من استسلامها له في الواقع. فهي زوجة لرجل أعمال وسيم وناجح (أرمي هَامر)، يبدو أن جزءا من نجاحها يعتمد على ما يوفره لها من ثراء مادي، وان كانت تبدو غير سعيدة في حياتها معه.

كما تلمح إلى حياتها الماضية في تكساس مع زوجها السابق ادوارد (الممثل جيك جيلينهل الذي يؤدي شخصيتين ادوارد في الفيلم وتوني في الرواية التي يقدمها) الشاب المثالي الطامح لأن يكون كاتبا روائيا، والذي تحول الفوارق الطبقية بينهما وضغوطات امها وما تراه في شخصيته من هشاشة وحلمية إلى أن تهجره وتعود الى العالم البرجوازي الذي تعيش فيه باختيارها (والكر) الزوج الغني الذي تنتقل معه للعيش في لوس انجليس.

انتقام الماضي

ويعود هذا الماضي بقوة مع تلقيها طرد بريدي فيه رواية بوليسية ممتلئة بمواقف العنف ومشاعر الانتقام كتبها توني، ويطلب رأيها فيها، ويبدو أن ارسالها محاولة منه ليثبت لها عكس ما اتهمته به من هشاشه وعدم قدرة على ان يكون كاتبا روائيا ناجحا.

وهنا تبدأ لعبة فورد في استعارة الزمن السايكولوجي وتماهي بطلته مع احداث الرواية ليقدم فيلما داخل فيلم تتجسد فيه الاحداث مع قراءة بطلته للرواية التي يجسد احداثها للمشاهدين من وجهة نظرها.

فتتخيل سوزان أن بطل الرواية (توني) في صورة زوجها السابق نفسه الذي يأخذ زوجته (الممثلة آيلا فيشر) التي تشبهها كثيرا وابنته هيلين (ايلي بامبر) في رحلة، يواجهون فيها أحداثا مرعبة في منطقة نائية مع عصابة من يقودها راي (آرون تايلور- جونسون) تنتهي باغتصاب الزوجة والفتاة وقتلهما، لتبدأ محاولة الزوج في البحث عن العصابة والانتقام منها بمساعدة المحقق العنيف (الممثل مايكل شانون).

تحمل الرواية عنوان "حيوانات ليلية" ويأخذ الفيلم عنوانه منها، وتدور كليا على ثيمة الانتقام وسط أجواء عنف مبالغ بها، ولكن تمثل سوزان لها في عملية قراءتها يجعلنا نظن وكأنها تجربة مرت بها في حياتها السابقة، حيث يصبح تمثلها سايكولوجيا مدخلا للمزواجة بين الخيال والواقع، وصورة لانتقام آخر يسعى إليه زوجها السابق من اتهامه بالهشاشة وانكار موهبته الروائية.

إدارة الممثل

وإلى جانب عنايته الواضحة بالعناصر البصرية في فيلمه، اثبت فورد قدرة واضحة على إدارة ممثليه الذين قدموا أداء مميزا لاسيما إيمي آدامز (جائزتا غولدن غلوب عن فيلمي "احتيال امريكي و "عيون واسعة" وخمسة ترشيحات للأوسكار) وجيك جيلينهل (ترشح للاوسكار عن فيلم "جبل بروكباك"لأنغ لي) في الدورين الرئيسين، ومايكل شانون في دور المحقق من تكساس، وبدا تايلور جونسون مكررا لصورة رجل العصابة غريب الأطوار والعنيف والنزق التي نراها في الغالب في أفلام الجريمة الأمريكية.

وأبدع مدير التصوير الايرلندي شيموس مغارفي (ترشح للأوسكار مرتين عن "آنا كارنينا" و "أتونمينت") في تجسيد عوالم فورد في اللعب على هذا التناقض بين الخيال والواقع وبين العوالم البرجوازية في لوس انجليس.

فقد صور مغارفي تلك العوالم بعناية شديدة معتنيا بكل تفاصيل الإنارة وبناء المشهد الصوري، وهي مشاهد داخلية في الغالب صورت بأقل ما يمكن من حركة الكاميرا ما يعكس سكونية الحياة ورتابتها بل وجمالها الاصطناعي، مقابل مشاهد الطبيعة القاسية وبراري تكساس وحركات الكاميرا السريعة والتصوير الليلي في المواقع الطبيعية في تصوير أحداث الرواية التي تقرأها بطلة الفيلم.

لقد نجح فورد الفنان الأنيق روحا ومنتجا والليبرالي الحر فكرا (نذكر له هنا موقفه من غزو العراق وإعلانه انه يخجل من كونه امريكيا اثر ذلك) في أن يقدم فيلما مفعما بالحيوية والجمال، وبفهم العلاقة بين الواقعي والأدبي التخييلي، وقدرة السينما على تجسيد الخيال بمفردات الواقع نفسه.

الـ BBC العربية في

06.09.2016

 
 

«عتمة» يفوز بجائزة MAD SOLUTIONS في فاينال كات فينيسيا

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

فاز مشروع فيلم عتمة للسورية سؤدد كعدان بجائزة شركة MAD Solutions التي تقدمها تحت مظلة مركز السينما العربية لأحد مشروعات الأفلام المشاركة في النسخة الرابعة من ورشة فاينال كات فينيسيا التي تٌقام ضمن فعاليات الدورة الـ73 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وتتمثل الجائزة في حصول الفيلم على خدمات التسويق والتوزيع في دور العرض بالعالم العربي.

كما فاز مشروع الفيلم أيضاً بجائزة مهرجان فريبورغ السينمائي الدولي، والتي تتمثل في توفير نسخة 35 مم من الفيلم بدون ترجمة، أو المساهمة بما يعادل 1500 يورو في نسخة DCP الخاصة بالفيلم.

مشروع فيلم عتمة من إخراج السورية سؤدد كعدان، وهو إنتاج مشترك بين سوريا ولبنان من خلال أميرة كعدان وشركة قاف برودكشنز، ويتناول الفيلم بشكل رئيسي فكرة عماء البصيرة، وفقدان الرؤية بالكامل، في الواقع والسينما، هو رحلة بحث عن أجوبة لأسئلة كثيرة، أسئلة تشكلت في زمن الحرب.

سؤدد كعدان مخرجة سورية ولدت في فرنسا، درست النقد المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا وتخرجت في جامعة القديس يوسف للدراسات البصرية والسمعية في لبنان. أخرجت سؤدد وأنتجت عدة أفلام وثائقية لقناة الجزيرة الوثائقية ومنظمة الأمم المتحدة، عُرضت أفلامها في عدة مهرجانات محلية وعالمية وحصلت على عدة جوائز، منها جائزة مارتن فيليب للاكتشاف، جائزة النسخة الـ29 من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، كما حصلت على الجائزة الثانية ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وحالياً تعمل سؤدد على تحضير فيلمها الدرامي الطويل الأول.

دينيس فيلينوف: مشروع مجنون إخراج جزء ثان من فيلم «بليد رانر»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

قال المخرج الكندي دينيس فيلينوف إن إخراج جزء ثان من فيلم «بليد رانر» الذي لعب فيه الممثل هاريسون فورد دور صائد الروبوتات المعدلة عضويا “مشروع مجنون”. وأشاد فيلينوف بالممثل ريان جوسلينج الذي يشارك في بطولة الفيلم.

وتحدث فيلينوف عن الفيلم -الذي لا يحمل اسما بعد والذي من المقرر أن يعرض العام المقبل – أثناء الترويج لفيلم الخيال العلمي التشويقي (أرايفال) في مهرجان البندقية السينمائي. وأشار “لا يمكنني قول أي شيء… إنه مشروع مجنون يتحرك للأمام… نحن في خضم التصوير الآن وريان جوسلينج مذهل.”

وتابع قوله “بالنسبة لي فإنها محاولة فنية كبيرة.. لم يسبق قط أن ألهمني ممثل بهذا القدر. إنه يقوم بشيء مميز حقا أمام الكاميرا.”

وقال المنتجون إن أحداث الفيلم تدور بعد عقود من الفيلم الأول لكن لم تعرف تفاصيل كثيرة عن المشروع. ويتضمن طاقم التمثيل فورد والممثل الفائز بجائزة الأوسكار جاريد ليتو والممثلة روبين رايت بطلة مسلسل (هاوس أوف كاردز).

حيدر رشيد يفوز بالجائزة الأولى في مسابقة «ميغرآرتي» بـ«فينيسيا السينمائي»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

فاز المخرج الايطالي الشاب من أصل عراقي حيدر رشيد، بفيلمه «بلا حدود No Borders» على الجائزة الأولى لأفضل فيلم وثائقي في مسابقة «ميغرآرتي» المقامة ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الـ73، والفيلم يستعرض مشكلة الهجرة غير الشرعية، وتم تصويره بتقنية الواقع الافتراضي °360.

جائزة التميز الإبداعي للمخرج أمير نادري في فينيسيا السينمائي

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

بدا المخرج الايراني المقيم في الولايات المتحدة الامريكية أمير نادري في سعادة غامرة ورفع قبضته عاليا في الهواء علامة على الصمود أو كرر حركة الطرق بمطرقة ضخمة التي كان يقوم بها بطل فيلمه الجبل Monte، عند تسلمه جائزة التميز الابداعي الخاصة عن مجمل أعماله في الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي والتي تحمل اسم الشركة الراعية للمهرجان جيجر لوكولتير “Jaeger-LeCoultr Glory to the Filmmaker Award “.

وسبق لهذه الجائزة أن منحت لمواطنه عباس كيارستمي عام 2008 كما فاز بها العام الماضي المخرج الأمريكي البارز بريان دي بالما ومنحت للمخرج الايطالي ايتوريو سكولا عام 2013، وللممثل الشهير آل باتشينو وآخرين من صناع السينما ورموزها. وظل نادري يوزع قبله على القريبين منه وتحياته للجمهور الذي صفق له طويلا بعد نيله الجائزة وعرض فيلمه الذي أعده واحدا من أنضج أعماله في مرحلته الأخيرة بعد مغادرته إيران، ومن أنجح افلام هذه الدورة للمهرجان الذي عرض خارج مسابقته الرسمية.

وأهدى نادري في كلمته التي ألقاها في حفل استيلام الجائزة في المسرح الرئيسي للموسترا إلى الجيل الجديد من الشباب الإيراني.

ووصف المدير الفني للمهرجان، البرتو باربيرا، نادري بأنه “أعطى دفقة زخم أساسية لولادة السينما الإيرانية الجديدة في السبعينيات والثمانييات، بعدد من التحف السينمائية التي كانت تهدف الى أن تترك علاماتها في تايخ السينما، من امثال (العداء) 1985 و (ماء وريح وغبار) 1988 .

ويتذكر الكثيرون لنادري فيلمه الشهير “دفنده” أو العداء منتصف الثمانينيات، الذي وضعه في مقدمة صناع السينما الإيرانية الجديدة إلى جانب مهرجوي وكيارستمي وبيضائي ممن اسهموا في وضع أسس هذه السينما منذ السبعينيات.

ويمكن تقسيم حياة نادري المهنية إلى قسمين يضم الأول أفلامه التي اخرجها داخل ايران قبل هجرته منها اواخر الثمانينيات وتضم أكثر من 10 افلام بعضها قصير، وعرف عنه فيها اهتمامه بواقع الفئات والطبقات المهمشة في المجتمع واستلهام تقاليد الواقعية الإيطالية الجديدة في التصوير خارج الاستوديو وفي المواقع الطبيعية ومن دون ممثلين محترفين ومع ابطال من الاطفال، الذي بات سمة مميزة في الكثير من الأفلام الايرانية المعاصرة.

قدم نادري فيلمه الأول “في أمان الله يا صديقي” أو “خدا حافظ رفيق” في عام 1970 وقدم في هذه المرحلة عشرة أفلام من ابرزها “العداء” 1985 و ” ماء وريح وغبار” 1989 و “هارمونيكا” 1974.

وفي مرحلته الثانية، حاول نادري اثبات نفسه في سياق السينما العالمية وفي الولايات المتحدة حيث يقيم، لكن أفلامه وطبيعة اهتماماته ظلت تواجه عقبات تسويقية رغم حضورها الواضح في مهرجانات عالمية، وظل يعمل في هذا السياق منذ مطلع التسعينيات عندما انجز فيلمه “منهاتن بالارقام” في عام 1993 وهو الاول في ثلاثيته النيويوركية التي تضم فيلمه الاخرين “أيه بي سي منهاتن” 1997 و “ماراثون” 2002.

وقد حصل على عدد من الجوائز من بينها جائزة روبرتو روسلليني في مهرجان روما السينمائي عن فيلمه “حاجز صوتي” عام 2005، الذي يحكي قصة طفل أبكم يبدأ في البحث عن شريط كاسيت سجلته والدته قبل موتها بوقت قصير.

وقد انتج في نادري بعض افلامه الأخيرة في اكثر من بلد عالمي كما هي الحال مع فيلمه الاخير الذي اشرنا اليه، او فيلم “cut” عام 2011 الذي صوره في اليابان بكوادر وممثلين يابانيين.

كما كتب سيناريوهات عدد من الافلام فضلا عن معظم أفلامه، وآخرها سيناريو فيلم “99 منزلا” للمخرج الامريكي من اصل ايراني رامين بحراني وعرض في المهرجان عام 2014، والذي يتناول فيه الاعيب وكلاء العقارات في ابتزاز الطبقات الفقيرة ورهن منازلها.

وفي فيلمه الاخير ” الجبل” يبدو نادري في ذروة نضجه الفني ودربته السينمائية، وقد صوره كليا في منطقة جنوب تايرول في ايطاليا وبممثلين وكوادر فنية ايطالية وينطق باللغة الايطالية، وساهمت شركات ايطالية في تمويله، لكنه لا يخلو من تلميح الى رسالة شخصية عن ضرورة المقاومة والتمسك بالوطن يرسلها المخرج الايراني من منفاه الاختياري لناسه.

سينماتوغراف في

06.09.2016

 
 

10 دقائق تصفيق متواصل لفيلم ميل جيبسون فى مهرجان فينيسيا السينمائى

كتبت سارة محسن

حاز فيلم ميل جيبسون Hacksaw Ridge على إعجاب الحضور بشدة فى مهرجان فينيسيا السينمائى فى دورته الـ73، حيث حصد الفيلم 10 دقائق من التصفيق الحار من الجمهور، وهو ما يعد أمرا نادرا فى هذا المهرجان، الأمر الذى دفع بأبطال العمل أن يذهبوا إلى الجمهور ليشكروه على دعمهم لهم.. وذلك طبقا لما نشرته جريدة "إندبندنت البريطانية".

فيلم "Hacksaw Ridge" من إخراج ميل جيبسون، وتدور أحداثه حول "ديزموند دوس" مسعف الجيش الأمريكى خلال الحرب العالمية الثانية، والذى خدم فى معركة "أوكيناوا" رافضًا قتل الناس، وأصبح فيما بعد أول رافض لتسلم ميدالية الكونجرس الشرفية فى التاريخ الأمريكى.

والفيلم يشارك فى بطولته أندرو جارفيلد وتيريزا بالمر وجيمى ماكاى وفراس ديرانى وفينيس فوجان ومات نابلى وريان كور وريتشارد روكسبيرج وراشيل جريفث ومن تأليف راندال والاس وروبرت شينكان ومن إخراج ميل جيبسون، والفيلم من المقرر عرضه جماهيريا فى أستراليا والتشيك والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا واليونان فى شهر نوفمبر المقبل، فيما يعرض فى ألمانيا 12 يناير المقبل.

نيللى كريم تنشر صورة لها من فينسيا.. وتعلق: "من مدينة الحب"

كتب محمد زكريا

نشرت النجمة نيللى كريم صورة جديدة عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، أثناء تجولها فى شوارع فينسيا داخل إحدى السيارات وعلقت على الصورة "من مدينة الحب".

وتشارك نيللى فى مهرجان فينسيا كعضو لجنة تحكيم مسابقة "آفاق"، التى تضم المخرج خوسيه ماريا والممثلة الإيطالية فالنتينا لودوفينى والمخرج الفرنسى ورئيس لجنة تحيكم آفاق روبرت جويدى جينا، والممثلة الكورية الجنوبية مون سو رى، والمخرج الأمريكى جيم هوبرمان، والمخرج الهندى تشايتانيا تاماهينى.

وانطلقت فعاليات مهرجان فينسيا السينمائى فى دورته الـ73 بمنح المخرج البولندى جيرزى سكوليموفسكى جائزة الأسد الذهبى إنجاز العمر، تكريمًا لإنجازاته وإسهاماته فى مجال السينما، وعرض فيلم "La La Land" الذى يتنافس على جائزة المهرجان الكبرى وهى الأسد الذهبى.

اليوم السابع المصرية في

06.09.2016

 
 

عودة الروح لـ"عباس كياروستامي" في مهرجان فينيسيا

رسالة فينيسيا: بسنت حسن

السرطان - قرين الموت - دائمًا ما يصطفى أخيارًا ويترك - إلى حين - اللاهثين المتلهفين تعساء على الأرض يهيمون فيها عبثًا

الموت الذى ينتقى ليغيب أناسًا يستحقون النجاة من الحياة التى لا يحبها أغلب الأحياء، فقط يعيشونها دون أن تكون لهم بالفعل حياة على أرضها

ألسنة هؤلاء لا تعرف (طعم الكرز) ولا (منازل الأصدقاء) لتبحث عنها ولا تريد للريح أن تحملها.. لقد فعل ذلك «كياروستامى» طوال ستة وأربعين عامًا أحب الحياة فأحب السينما، وهام فى الدنيا عشقًا وشغفًا.. تذوق طعم ورائحة الأشياء والبشر وعبر عنها شعرًا وتصويرًا حتى صار زعيم مخرجى الموجة الجديدة فى السينما الإيرانية، إنه الصوفى المعاصر، عباس كياروستامى، الذى رفض مغادرة بلاده طوال مشواره ليعيش خارجها ولم يكن مغرمًا بنسج مظلومية، بل حيوات يشاهدها العالم وينبهر.

مهرجان فينيسيا، والشهير بكونه ثانى أكبر مهرجان سينمائى عالمى بعد مهرجان كان، برمج هذا العام فى دورته الـ٧٣ تأبينًا لكياروستامى الذى رحل عن عالمنا واقفًا كالأشجار التى لا يسعها إلا أن تزدهر فى محيطها وتنطلق منه للعالم الرحيب

هكذا كان كياروستامى الذى بعث لنا برسائل نصية ومصورة فى آخر ثلاثة أفلام قصيرة إنتاج عام ٢٠١٦، عرضها له المهرجان ليلة افتتاحه.. ولا أعرف إن كان كياروستامى قد شاهد أفلامه هذه على شاشة ما قبل وفاته أم لا؟.. لعله فعل أو لعله لم يفعل ولكننا شاهدناها أو شاهدها جمهور المهرجان، وهى ثلاثة أعمال تكفى من شاهدها لسنين قادمة بما فيها من تكثيف وسمو وصدق، بدأ بفيلم قصير شديد التكثيف مدته ٤ دقائق بعنوان (٢٤ إطار) تلاه فيلم مدته (١٧ دقيقة) عنوانه Take me Home، صوره كياروستامى فى إيطاليا، حاضنة المهرجان، وفيه تماهى كياروستامى مع الطفل الصغير الذى كان هو فى يوم ما.. ذلك الطفل الذى يلهو بالكرة مثل غيره من الأطفال لكنه لم يكن كغيره من الأطفال حتمًا.. كرة الطفل فى الفيلم المصور بتقنية (الأبيض والأسود) تجولت مع كاميرا كياروستامى فوق سلالم وأزقة المدينة العتيقة، وكأنها كانت مع كل ارتطام لها مع الأرض تنكزها وتذكرها وتحدثها بأن هنالك أناسًا وأفرادًا مروا يومًا من هنا، أناسًا لهم حيوات وتفاصيل وذكريات تمامًا كما مر كياروستامى ودب بقدميه على هذه الأرض بهدوء النبلاء محدثًا صخبًا كبيرًا لا ضجيجًا ليوقظ الأفئدة وينير البصائر بإبداعات حازت على العالمية، والتى انطلق إليها كياروستامى من عوالمه شديدة الخصوصية.

مرور كرة الطفل على سلالم المدينة العتيقة مصحوب بموسيقى هادئة مبهجة كانت رسالة من رسائل كياروستامى الأخيرة التى يحدثنا فيها عن حنينه ولسان حاله الذى يقول (عد بى إلى موطني). 

ثالث وآخر أفلام المخرج المثال كان عنوانه (٧٦ دقيقة و١٥ ثانية مع كياروستامي) وهو زمن الفيلم الذى عاشه كل من جلس فى القاعة ليلة افتتاح المهرجان، ووصل كياروستامى بالجميع فى فيلمه الأخير لأعلى القمة فى كل شىء.. حيثما يعيش هو دومًا.. عشنا معه تفاصيل حياتية سجلها لنا.. رأينا معه المسير وسرنا سويًا.. أركبنا سيارته التى يقودها بنفسه.. والمتابعون لأفلام كياروستامى يعرفون جيدًا الدلالات الدرامية التى تعكسها السيارات فى أفلامه، وعلى سبيل المثال لا الحصر فيلم (الحياة تسير) الذى يصنف كواحد من أهم أفلام الطريق فى السينما العالمية.. شغف كياروستامى بالسيارات والفوتوغرافيا جعله ينسج لوحات فنية من أقل التفاصيل، وبالفعل استخدم فى فيلمه الثالث كاميرته الخاصة سواء الفوتوغرافيا أو الفيديو لتسجيل لقطات تبدو للعين غير المدربة أقل من عادية، بل ولا يلتفت إليها من الأساس.. إنه صانع الجمال كياروستامى الذى لديه المقدرة على تحويل أى شىء قد تقع عليه العين لمشهد جمالى.. وكأنك لأول مرة تشاهد ما تراه بعين كياروستامى.. رغم أنك شاهدته مرارًا.. لكنك لم تشاهده هكذا من قبل، فتظن أنك لم تشاهده من الأصل.. وهكذا سجل كياروستامى رسائل استقاها من الطبيعة لم يخلقها من العدم ولم يوجدها لكنه صانعها الأوحد.. فلم يصنعها هكذا أحد قبله أو مثله.. بل وكأن أحدًا لم يشاهدها قبله أو مثله.

صنع كياروستامى أيضًا فى فيلمه أصواتًا للطيور فى مسيرتها بكفى يديه وأيدى مساعديه، بل وصنع أشجارًا بدأها بظلال السجائر وانتهى بها فى متحف غلف فيه المواسير الخرسانية بطبقات بلاستيكية فبدت وكأنها أشجار لها ظلال تسر الناظرين!! أرسل لنا كياروستامى برسائله تلك التى ناجى وعارض فيها الطبيعة على طريقته الخاصة.. طوع قبح الحديد وقسوة الأسفلت وخشونة الرمال بل وتغلب على مصاعب الطريق وتلخص ذلك فى مشهد تلقائى أوجع قلوب محبيه عندما غرزت عجلات سيارته فى رمال بلاده فى الفيلم، وتعثرت مسيرته وقاوم كما قاوم المرض لفترة غير قصيرة وكان معه مساعده فحدثه (عن أن لها مخرجًا) فرد عليه قائلًا (نعم لها مخرج حتى وإن كان المخرج هذا هو الموت الذى يقف لنا دائمًا فى نهاية الطريق) أكمل كياروستامى الـ٧٦ دقيقة زائدًا عليها ١٥ ثانية من حياته المبهجة التى سمح لنا أن نعيشها معه بإيقاعه الخاص وتفاصيلها الكثيرة وألقها غير الزاعق كعادته فى جميع أفلامه.. وتظهر فى نهاية الفيلم الممثلة الفرنسية (جولييت بينوش) بطلة فيلمه Certified Copy وهى جالسة فى سيارته خلال زيارتها لإيران وهى تخفى نصف رأسها بغطاء الرأس!! 

فقد طوعت جولييت رأسها وثقافتها من أجل أن تكون مع كياروستامى على أرضه بقوانينها (قوانين الملالي) ويسمعنا كياروستامى بصوته أبياتًا من الشعر اختارها لينسجها فى عمله الأخير منها أشعار لحافظ وغيره من شعراء إيران فى مشاهد له فى بيته وفى الطائرة وكأنه يودعنا برسائله تلك بل ويودع حياته ويرثى نفسه.. وأكرر السؤال الذى بدأت به المقال: هل يا ترى شاهد كياروستامى فيلمه الأخير؟ فى ظنى أنه لم يفعل تمامًا كما حدث مع (ماريو) بطل الفيلم الإيطالى الشهير Il Postino و(ماريو) هو ساعى البريد الذى التصق بـ(بابلونيرودا) فتعلم منه حب الحياة وتفاصيلها وساعده الشاعر الكبير على توصيل رسائل الغرام لأجمل فتيات القرية (باتريشيا روسو) ويموت البطل (ساعى البريد) فى الحقيقة قبل أن يشاهد فيلمه على الشاشات ولعل كياروستامى قد حدث معه نفس الشىء فكان مصيره مصير ماريو فى الواقع، وكان هو أيضًا (بابلونيرودا) فى فيلمه الشاعرى

وها نحن نشاهد فى ليلة افتتاح مهرجان فينيسيا ٧٦ دقيقة و١٥ ثانية من حياة كياروستامى الغائب عن دورة هذا المهرجان الحاضر حضوره الناعم الأخاذ الذى لم يكن يومًا جاثمًا على النفس أو ثقيل الوطأة، فاكتفى بأن يصنع لنا فيلمًا نشاهده فى غيبته لنتعلم منه حب الحياة لا مجرد البقاء على قيدها.

البوابة نيوز المصرية في

06.09.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)