كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سام منديس من شكسبير إلى جيمس بوند

العرب/ أمير العمري*

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثالث والسبعون

   
 
 
 
 

فيلم 'الجمال الأميركي' يتحدث عن التفكك الذي تعاني منه الأسرة الأميركية وعجزها عن تحقيق التواصل، عن العزلة والوحدة والشعور القاتل بالفشل.

في عام 1999 جاءت الفرصة الذهبية لسام منديس للانتقال من عالم المسرح إلى السينما، وفي قفزة واحدة انتقل من مسرح شكسبير الملكي في لندن، إلى هوليوود ليخرج واحدا من أهم أفلام التسعينات وأكثرها بقاء في ذاكرة عشاق السينما وهو فيلم “الجمال الأميركي”.

منديس الذي يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في الدورة المقامة حاليا من مهرجان فينيسيا (البندقية) السينمائي، من مواليد 1965، في ريدنغ بجنوب انكلترا، وهو ينتمي لأسرة ذات صلة وثيقة بعالم الفن والأدب، فجده “الفريد منديس”، كان أديبا روائيا مرموقا (من ترينيداد)، ووالده جايميسون بيتر منديس، كان أستاذا للأدب، أما والدته فهي كاتبة روايات خيالية وناشرة. ومنذ مرحلة مبكرة من حياته، أبدى منديس اهتماما كبيرا بعالم الخيال: المسرح والسينما والكتابة الأدبية. وقد حصل منديس على تعليم عال وتخرج من جامعة كمبردج، ثم التحق بعد تخرجه عام 1987 بالعمل في المسرح، وأصبح وهو في الخامسة والعشرين من عمره مخرجا مسرحيا أخرج أعمالا بارزة مثل “بستان الكرز” لتشيكوف بطولة الممثلة المخضرمة جودي دنش، قبل أن ينتقل إلى مسرح شكسبير الملكي ويخرج عددا من الأعمال الشهيرة.

الجمال الأميركي

انتقل هذا المخرج المثقف الذي تعمق في دنيا المسرح واكتسب خبرات عملية في التعامل مع الممثلين، ليخرج “الجمال الأميركي” الذي سيحقق نجاحا كبيرا ويحصل في العام التالي،على خمسٍ من جوائز الأوسكار من بينها جائزة أحسن فيلم وجائزة أحسن إخراج التي حصل عليها سام منديس، ومن هنا بدأت نقطة انطلاقه في عالم السينما حيث أخرج حتى الآن 11 فيلما، أهمها “جارهيد” (أو “رأس الجرة) عام 2004، و”الطائرة الورقية” (2007) و”الطريق الثوري” (2008). لكن أشهرها وأكثرها نجاحا بالطبع الفيلمان اللذان أخرجهما ضمن سلسلة أفلام العميل السري رقم 7 أو جيمس بوند وهما “سكايفول” (السقوط من السماء”)- 2013 و”سبكتر (الشبح)- 2015.

يصور فيلم “الجمال الأمريكي” الذي يمزج بين التراجيديا والكوميديا، كيف تلقي أزمة منتصف العمر ظلالها بقسوة على حياة وشخصية بطله الذي ينتمي للطبقة الوسطى من سكان المدن الصغيرة (يقوم بالدور كيفن سبايسي، في أداء بديع ناله عنه جائزة الأوسكار). فهذا البطل- اللا-بطل، يشعر أن لم تعد هناك أي قيمة لما يقوم به من عمل بعد أن فقد اهتمامه به، وجفت حياته الزوجية وأصبحت هناك هوة واسعة بينه وبين زوجته التي تبحث عن المال، وانعزل عن ابنته المراهقة الشابة التي لا تثق به كما ينبغي لابنة أن تثق بأبيها، فيقرر أن يتمرد على حياته ويعيش كما يحب، وإن اتخذ خلال ذلك، سلوكا يتصف بالغرابة، معلنا لنا في اللقطات الأولى من الفيلم أنه “سيموت بعد سنة”!

هذا فيلم عن التفكك الذي تعاني منه الأسرة الأميركية وعجزها عن تحقيق التواصل، عن العزلة والوحدة والشعور القاتل بالفشل، والرغبة في التمرد والبدء من جديد، لكي يحقق المرء ما عجز عن تحقيقه طيلة السنوات التي مضت من عمره.. هنا يصبح المفجر الحقيقي لتمرد هذا الرجل على ذاته وعلى حياته السابقة، فتاة في عمر ابنته، تتراءى له في أحلامه التي ربما تكون جزئيا أحلام يقظة، ولكن دون أن يجرؤ على اقتحامها مكتفيا بالاستمتاع بمشاهدتها، فهو يعرف أنها “الفاكهة” المستحيلة قبل أن تكون المحرمة.

عبثية حرب لم تقع

كان الموضوع الأساسي في فيلم “جارهيد” ما يشعر به الانسان في أكثر لحظات حياته استدعاء لليقظة والانتباه، فهو عن عبث الوجود الإنساني اثناء الحرب، من وجهة نظر جندي من جنود المارينز الأميركيين، تدرب لكي يصبح “آلة للقتل” ولكن دون أن تتاح له الفرصة لممارسة القتل . إنه يخوض فترة التدرب العنيف بكل ما يكتنفها من إهانات ومشاق بل واعتداءات بدنية ونفسية، ويتحملها بثقة، قبل أن يقع الاختيار عليه لكي يصبح قناصا في فصيلة لمراقبة الأهداف المعادية، ثم يلحق بالقوات الأميركية في السعودية وهي تستعد لاقتحام العراق إبان حرب تحرير الكويت عام 1990.. ينتظر في الصحراء الملتهبة طويلا مع زملاء فصيلته، صدور قرار الاشتباك في الحرب، لكن هذا القرار لا يأتي أبدا، و بعد 175 يوما من الانتظار الممل في الصحراء، يفاجأ مع زملائه، بأن لا دور لهم في المعركة، بعد أن قامت الصواريخ والطائرات بتدمير قوات “العدو“. وتأتي المفاجأة التالية حينما تتوقف الحرب فجاة بعد أربعة أيام فقط.

كان هذا الفيلم تحديا حقيقيا أمام سام منديس، بسبب غياب الحبكة التقليدية المثيرة في فيلم من أفلام الحرب، بل وغياب الحرب نفسها- بمشاهدها المثيرة- من الفيلم. لكنه نجح في تصوير الحالة النفسية لبطله التي أودت إلى شعوره بالإحباط مما يكاد يقوده إلى الجنون. وكما في “الجمال الأميركي” يتميز الفيلم بلمسات جمالية خاصة ترتبط بالسينما الأوروبية (الفنية) وليس بأفلام الحرب التقليدية الأميركية، بل ويصل الفيلم في بعض مشاهده، إلى السوريالية: حصان ينبعث من جوف الحرائق المشتعلة في آبار النفط لكي يحتمي بجنود لم يخوضوا المعركة، بل يكتفون بالفرجة عليها من بعيد، يحاولون النجاة من الجحيم الذي اندلع بعد تفجير آبار النفط، ثم يحتفلون في النهاية بحرب لم يكن لهم فيها دور!

العودة إلى البيت

كان من اللافت للنظر كثيرا، أن يحقق منديس، المعروف بأفلامه الجادة، نجاحا كبيرا في إخراج فيلميه عن مغامرات جيمس بوند، مضفياً عليهما ملامح إنسانية، وهما من نوعية أفلام الحركة والعنف والمغامرات والإثارة والتشويق، بل يمكن القول إن فيلم “سبكتر” أحد أفضل الأفلام التي عرفتها هذه السلسلة، وسيبقى طويلا في الذاكرة المشهد الأول من الفيلم الذي يستغرق عشر دقائق في تصوير متصل بدون قطع، بواسطة كاميرا “الاستيديكام” المحمولة التي تتابع البطل من مجال الاحتفال بيوم الموتى في شوارع العاصمة المكسيكية، ثم وهو ينتقل لتعقب أحد كبار رجال العصابات وقتله لكي تبدأ مطاردة مثيرة في الشوارع تنتهي في طائرة مروحية!

غير أن منديس أعلن بعد نجاح فيلم “سبكتر” أنه لن يعود لإخراج أفلام جيمس بوند، مؤكدا أنه يشعر بحنين جارف للعودة إلى المسرح. وقد صرح بأنه لا يشعر بالسعادة بقدر ما يشعر وهو يجري تدريبات على مسرحية جديدة مع أبطال المسرحية من الممثلين، أو وهو ينتهي من عمل مونتاج فيلم من أفلامه، وأعرب عن اشتياقه للعودة الى مناخ المسرح، الذي يقول إنه يشعره بأنه في بيته، وبأنه يستطيع التحكم في العمل على العكس من التصوير السينمائي الذي كثيرا ما يشهد فوضى كبيرة في مواقع التصوير. ولكنه لن يتوقف تماما عن الإخراج السينمائي، بل سيجمع بين العالمين كما أعلن.

ومن يعرف؟ لقد سبق أن رفض منديس إخراج فيلم “سبكتر” لكنه عاد فقبله – ربما تحت إغراء المال الكثير الذي جناه من وراءه- يعود مجددا إلى إخراج فيلم جديد ضمن السلسلة الشعبية الشهيرة، فمن يدري!

بورتمان تتقمص شخصية 'جاكي': ليلة القتل وما بعدها في مهرجان فينيسيا

العرب/ أمير العمري*

الفيلم الجديد يستخدم بعض لقطات الأرشيف (بالأبيض والأسود) يمزجها باللقطات السينمائية كما يظهر فيه بعض الشخصيات التي أحاطت بكنيدي وعائلته في تلك الفترة.

بعد فيلمه عن الشاعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا الذي عرض في تظاهرة “نصف شهر المخرجين” بمهرجان “كان” الأخير، جاء المخرج الشيلي المرموق باولو لارين بفيلمه الجديد “جاكي” إلى مهرجان فينيسيا الـ 73، حيث يعرض للمرة الأولى عالميا في السابع من الشهر الجاري، داخل المسابقة الرسمية التي تضم 20 فيلما تتنافس على جائزة “الأسد الذهبي”.

بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم “النادي” (2014) وترشيحه لنيل جائزة أحسن فيلم أجنبي في مسابقة “الأوسكار”– سبق لنا تناوله على هذه الصفحة- وبعد “نيرودا” الذي أنتجه في شيلي، حصل لارين على فرصة لإخراج فيلمه الأمريكي الأول الكبير “الوجه ذو الندبة” (سكارفايس) الذي كان سيصبح بمثابة عودة إلى قصة قديمة من خلال رؤية عصرية جديدة تدور في الزمن الحالي في لوس أنجليس، بطلها مهاجر مكسيكي يصبح من كبار بارونات المخدرات، وهو الموضوع الذي سبق أن أنتج في فيلمين، الأول عام 1932 (من إخراج هاوارد هوكس وبطولة بول موني)، والثاني عام 1983 (من إخراح بريان دي بالما وبطولة آل باتشينو).

غير أن لارين أهمل هذه الفكرة أو تركها معلقة إلى وقت آخر، مفضلا إخراج فيلم “جاكي”، الذي يصور وقع الصدمة العنيفة التي تعرضت لها جاكلين كنيدي بعد اغتيال زوجها الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي في نوفمبر 1963. والحقيقة أن الفيلم ليس أحد أفلام السير الشخصية للمشاهير، فهو لا يروي قصة حياة جاكلين التي كانت تحظى بشعبية كبيرة كما أحيطت بهالة إعلامية ضخمة في بدايات عصر “الانفجار” التليفزيوني الهائل في الستينات، فأحداثه تقع خلال الأيام الأربعة التي أعقبت الحادث التراجيدي الذي أودى بحياة كنيدي بينما كانت جاكلين تجلس بجواره في السيارة المكشوفة وهي تمر في موكب شعبي في مدينة دالاس.

ما الذي حدث تماما بعد ذلك، وكيف تعاملت “جاكي” مع هذا الموقف الصعب، وأين ذهبت، وكيف غادرت البيض الأبيض لتتركه لنائب كنيدي “جونسون”، الذي كان قد أقسم اليمين القانونية في الطائرة التي حملته من دالاس حيث كان برفقة الرئيس إلى العاصمة واشنطن؟ وماذا قالت للقس الذي أشرف على تفاصيل الدفن؟ وكيف تعاملت مع أبنائها من كنيدي الذين شاهدوا الحادث؟ وغير ذلك من تفاصيل لاشك أنها تثير خيال الكثيرين ممن عاصروا الفترة، ومن يشعرون بحنين خاص إلى ثقافة الستينات التي تعد من أكثر فترات التاريخ الأمريكي والعالمي، خصوبة، خاصة أن كنيدي يمثل الأمل – ليس فقط للأميركيين- بل للعالم كله، في أن تتجه أميركا الغنية القوية، إلى نصرة الشعوب المقهورة وتكف عن التدخل في شؤون الآخرين.

في مهرجان كان الأخير، الذي أقيم في مايو الماضي، عرض لارين الذي شارك في إنتاج الفيلم من خلال شركته الخاصة في شيلي “فابيولا” مع شركات أخرى أميركية، سبع دقائق من فيلم “جاكي” على الموزعين والمشترين المحتملين للفيلم، وحضر العرض عدد محدود من الصحفيين الذي كتبوا معربين عن إعجابهم الشديد بطريقة تقمص الممثلة الأميركية (الإسرائيلية الاصل) ناتالي بورتمان دور “السيدة الأولى” جاكي، وكيف أنها بدت قريبة منها في ملامحها بعد عمل الماكياج اللازم، والأهم حسب التقارير (فلم نشاهد الفيلم بعد)- أنها نجحت كما يقولون، في التقمص وأتقنت محاكاة نغمة صوت وطريقة حديث جاكلين كنيدي.

يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب بورتمان، بيتر سارغارد الذي يقوم بدور شقيق الرئيس، روبرت كنيدي (الذي سيغتال بدوره بعد 5 سنوات في نيويورك!)، وغريتا جرويغ التي تقوم بدور كبيرة موظفي البيت الأبيض. أما المخرج جارين أرونوفسكي الذي سبق أن أخرج لناتالي بورتمان فيلمها الشهير “البجعة السوداء” (2010) الذي حصلت عنه على الأوسكار، فقد تولى هذه المرة، إنتاج الفيلم.

بعد 22 سنة من وفاتها مازالت جاكي تثير الاهتمام بعد أن كانت قد أصبحت “أيقونة” من أيقونات الأناقة مع حرصها على القيام بواجبها كأم تجاه أطفالها، غير أنها وجدت أيضا من يعربون عن استيائهم منها بعد أن تزوجت من الملياردير اليوناني أوناسيس وظلت معه الى أن توفي.

الفيلم الجديد يستخدم حسب المعلومات المنشورة، بعض لقطات الأرشيف (بالأبيض والأسود) يمزجها باللقطات السينمائية كما يظهر فيه بعض الشخصيات التي أحاطت بكنيدي وعائلته في تلك الفترة.

*ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

04.09.2016

 
 

ظلال المخرج الإيراني عباس كيارستمي في مهرجان فينيسيا 2016

صفاء الصالح - بي بي سي ـ فينيسيا

ترك رحيل المخرج الإيراني العالمي عباس كيارستمي ظلاله منذ اليوم الأول لافتتاح الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي، إذ خصص المهرجان أمسية لتأبينه قدم فيها فيلمان قصيران له يعرضان لأول مرة وفيلم وثائقي عنه.

وتشير التحية التي وجهها المدير الفني للمهرجان البرتو باربيرا لسينما كيارستمي إلى أن الأثر العميق الذي تركه كيارستمي في السينما المعاصرة بإسلوبه الاختزالي ونظرته الحرة العميقة الى الوجود، سيظل ماثلا على الرغم من رحيله في باريس في الرابع من يوليو/ تموز الماضي.

وحضر الأمسية نجل كيارستمي وصديقه الفنان والمصور الفوتغرافي سيف الله صمديان الذي رافقه وعمل معه في العديد من أفلامه مثل "ايه بي سي أفريقيا" و "طرق كيارستمي" و"خمسة".

ووصف أحمد نجل كيارستمي بساطة والده في الحياة وتواضعه وحياته اليومية العميقة التي تشبه أفلامه، وضرب مثلا به عندما كان في ورشة في مهرجان مراكش لا يبدو مختلفا عن طلابه وكأنه واحد منهم.

وقال "عندما حضر المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي المهرجان سلطت الاضواء عليه وسط مظاهر احتفالية كبيرة"، وهو ما دفع الابن الى أن يسأل والده لماذا أنت في الظل هكذا والاهتمام يتركز على سكورسيزي؟ فأجاب كيارستمي بما معناه هل شاهدت أفلامي؟ أنا انتج افلاما بسيطة متواضعة وليست ببهرجة هوليود وأنا أشبه أعمالي.

هذه البساطة رصدتها بحميمية كاميرا صمديان الذي كان يرافق كيارستمي في الكثير من فعاليات، ولم يتخل عن تلك العادة أثناء المهرجان اذ ظل يصور الآخرين ويوثق كل اللحظات.

وعندما التقيت بالمخرج الايراني البارز أمير نادري انتبهت الى أن صمدي كان ممسكا بكاميرته، وعندما التقى نادري بزميله المخرج محسن مخملباف في افتتاح تظاهرة كلاسيكيات السينما ظل صمديان يصور ولم يتخل عن كاميرته إلا لحظة وقوفه على المسرح متحدثا بخجل وتواضع عن تجربته مع كيارستمي.

مشاهد من حياة يومية

وضع صمديان عنوانا لفيلمه" 76 دقيقة و15 ثانية"، في غشارة مزدوجة إلى الزمن الذي يستغرقه الفيلم، وإلى عمر كيارستمي الذي توفي بعمر 76 عاما و15 يوما.

لم يحتو الفيلم على مقابلات تقليدية مع كيارستمي بل ضم مشاهد التقطت ببساطة وتلقائية لمجرد التوثيق في لحظات مختلفة من حياته، لكنها تقدم لنا صورة حميمية عن شخصية كيارستمي وبساطته ويومياته في الحياة العادية.

ولا نجد انفسنا هنا أمام الصورة التقليدية في أذهاننا عن المثقف أو الفنان المأزوم المنشغل بفنه، بل أمام انسان يعيش حياته ببساطة ويلتفت لكل شيء حوله ويعامله بحنو ومحبة فضلا عن الفهم والتأمل العميقين لهذه الحياة.

بدا كيارستمي مندمجا في الحياة غارقا في تفاصيلها ومنشغلا في الوقت نفسه في استخلاص مادة أعماله الجمالية بعمق وروية من هذه البساطة، فالفن لا ينفصل عن الحياة لدية ولا يبدو نشاطا متعاليا عليها.

وفي واحد من المقاطع المهمة التي تكشف أسلوب عمل كيارستمي الاختزالي نراه في رحلة طائرة طويلة يحمل كتابا للشاعر نيما يوشيج، يقرأ منه باعجاب وتلذذ ويختار مقاطع وكلمات يدونها بخط يده على الكتاب، ثم ينتهي المقطع بعدة جمل وكلمات يرتبها كيارستمي كقصيدة ويرى أنها روح الكتاب وخلاصته.

ونراه في مشهد أخر وسط مجموعة كبيرة من طيور الأوز يطعمها بيد ويصور بلقطات قريبة سلوكها وهي تتجمع حوله باليد الأخرى وهي المشاهد التي ظهرت لاحقا في فيلمه الشهير "خمسة".

وفي مشهد آخر يكشف عن آليات عمله في السينما، نراه يشارك مع المخرج الايراني المعروف مسعود كيميائي في اخراج مشهد لجنود يسيرون في رتل عسكري تحت المطر ونرى في المشهد المخرج جعفر بناهي وهو يصورهما اثناء العمل الى جانب صمديان الذي يصور الجميع.

وكيميائي مخرج مخضرم له يعمل في مجال السينما منذ أواخر الستينيات، وعرف في العالم العربي بزواجه من المطربة الايرانية الشهيرة غوغوش كما سبق أن منح في مهرجان القاهرة السينمائي جائزة المركز الكاثوليكي المصري عن فيلمه "رحلة الحجر".

روح الرسام

في المشاهد الأولى يركز صمديان على كيارستمي الفنان وطريقته في التعامل مع التصوير بروح الرسام المبدع وليس المصور الموثق، فنراه يصور رحلة وسط الثلوج في الشمال الإيراني حيث يرصد كيارستمي بكاميرته تحولات الضوء والظل على الثلج وصور الاشجار والتشكيلات التي ينحتها المطر وانعكاسات الاضواء على زجاج السيارة.

وتلك الصور اشتهرت لاحقا وقدمها كيارستمي في معرض خاص لأعماله الفوتغرافية الفنية.

ويتابع المقطع اللاحق عمل كيارستمي في المطبعة والاستوديو حيث يطبع صور فوتغرافية التقطها لجذوع الاشجار ثم يجلب أنابيب بلاستيكية كبيرة ليغلفها بهذه الصور ويقدمها في عمله الفني تحت عنوان" أشجار بلا أوراق".

ويرصد صمديان كيارستمي في تعامله الإنساني البسيط مع طلبته في ورشات العمل الفنية في الهواء الطلق، وحميميته في التعامل معهم. وفي أحد المشاهد يذهب الى منزل فتاة عملت ليطمئن عليها معه فتخرج بعبائتها النسوية لتحدثه بعفوية عن عمله وهو يركز على السؤال عن اوضاعها.

ونراه في مشهد أخر يقود سيارته برفقة الممثلة الفرنسية جوليت بينوش في شوارع طهران ليتوقف أمام كشك لبيع الصحف ويشتري لها نسخا من صحيفة نشرت صورتها على صدر صفحتها الأولى.

يوميات وتفاصيل بعضها من الحياة اليومية قد يختتمها صمديان بمشهد يعود فيه الى ولع كيارستمي بجماليات المنظر الطبيعي في الريف الإيراني والى نفس المكان الذي تقع فيه قرية كوكر، وهو المكان الذي صور فيه ثلاثية افلامه الشهيرة باسم القرية نفسها (أين منزل صديقي، الحياة ولا شيء سواها وتحت أشجار الزيتون) وتحديدا موقع تصوير الفيلم الاخير، حيث نرى كيارستمي متقمصا دور بطله في الفيلم حسين رضائي وهو ينادي باسم حبيبته في الفيلم والواقع معا "طاهرة".

وقد تبدو المشاهد التي التقطها صمديان عشوائية التقطت في فترات متباينة من حياة كيارستمي وقد أعدت على عجل لكي يجهز الفيلم قبل بدء المهرجان، حتى أن عنوان الفيلم أعد في اللحظات الاخيرة قبيل مشاركته في المهرجان.

وقال في تصريح لبي بي سي مشيرا الى انه سيعاود العمل بروية وتأن على الفيلم لاعداده للعرض في مناسبات أخرى، لكن ما يحسب لصمديان هنا أن تلك الالتقاطات حملت تفاصيل حميمة ولمسات إنسانية ساحرة عكست صورة كيارستمي الفنان المولع بالاختزال في التعبير والانسان المرهف في حياته اليومية.

جماليات التكرار

وعرض في الأمسية ذاتها فيلمان قصيران لكيارستمي حمل أحدهما عنوان "خذني الى البيت" المصور بالأبيض والأسود، حيث نتابع على مدى 17 دقيقة كرة يضعها طفل أمام باب منزلهم فتتدحرج على السلالم الحجرية لقرية جبلية، حيث يحاول الطفل إعادة الكرة في كل مرة.

واستخدم كيارستمي أسلوبه الإختزالي فلا نرى سوى الكرة ودرجات السلالم التي تتباين في تشكيلاتها وتاثيرات التعرية الطبيعية عليها، كما يستخدم جماليات التكرار إلى أقصاها ليقدم لنا عملا بدا أقرب إلى لوحة تجريدية.

وعرض أيضا في الأمسية فيلم آخر مدته أربع دقائق من مشروع كيارستمي الذي كان يعمل عليه في السنوات الأخيرة الثلاث ويحمل عنوان " 24 كادر" ويضم 24 فيلما قصيرا تنتظم في سياقه، مدة كل واحد منها 4 دقائق ونصف.

المشهد الذي شاهدناه كان يتابع وقوف حمامه على أمام ستارة عرضية في أعلى نافذه ينعكس عليها ظل الحمامة وحركتها. وبالتاكيد لا تكفي رؤية هذا المقطع القصير في اعطاء صورة واضحة عن مشروع الفيلم.

ونجح كيارستمي، المولود في طهران عام 1940، عبر أكثر من أربعين فيلما توزعت بين الأفلام الروائية والوثائقية والأفلام الدرامية القصيرة أن يشكل ظاهرة في السينما العالمية في أن يصنع بصمته الخاصة التي تركت ظلالها على عموم الانتاج السينمائي في بلاده.

وأعادتنا تلك الفعالية ضمن مهرجان فينيسيا بقوة إلى تلك النظرة العميقة إلى الوجود التي اتسم بها كيارستمي ويصفها الفيلسوف الفرنسي في كتابه عنه بأنها تتجاوز حدود الرؤية إلى التأمل وتشكل المحرك الاساسي لإبداع كيارستمي؛ وهي ما يرى زملاؤه الإيرانيون أنها نظرة تعيد زرع الصوفي في قلب الواقعي واليومي عندما يسمونه "المتصوف الواقعي".

"لهيب جهنم": هوس رجل دين وجسد المرأة في فيلم كولهوفن في مهرجان فينيسيا

نسرين علام - بي بي سي - فينيسيا

بعيد انتهاء عرضه ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسيا السينمائي، قوبل فيلم "لهيب جهنم" (Brimstone) للمخرج الهولندي مارتن كولهوفن من الجمهور بصيحات الاستهجان وبالتصفيق الحار بقدر متساو تقريبا.

إنه إذن فيلم انقسمت حوله آراء الجمهور، ولعل أحد أسباب ذلك الانقسام هو القدر المبالغ فيه، وغير المبرر في كثير من الأحيان، من العنف والدماء وبقر الأحشاء والتعذيب الجسدي الذي استمر طوال فيلم، مؤلم الطول والمشاهد، بلغت مدته ١٤٩ دقيقة.

"لهيب جهنم" هو الفيلم الأول باللغة الانجليزية لكولهوفن، الذي ذاع صيته في بلده هولندا بعد فيلمه "الشتاء في زمن الحرب (2008).

ويلعب دوري البطولة فيه الممثل البريطاني/الاسترالي غاي بيرس والممثلة الأمريكية داكوتا فاننيغ، ولعل وجود هذين الإسمين الشهيرين كأبطال للفيلم كان جاذبا للجمهور مثيرا لفضوله.

بدت التحولات في قصة الفيلم وقدر الألم النفسي والعنف الجسدي وسفك الدماء مفتعلين افتعالا واضحا في كثير من الأحيان في فيلم كولهوفن، الذي تدور أحداثه في القرن التاسع عشر في أمريكا، والذي جاء في قالب "الويسترن"، أو أفلام الغرب الأمريكي، والذي يستخدم الكثير من سمات أفلام الويسترن.

بأجوائه القاتمة التي تجثم على الصدر، يمكن وصف الفيلم بأنه فيلم ويسترن ديني أو مسيحي، إن صح التعبير، أو عظة دينية ذات رسالة أخلاقية صيغت في صورة فيلم يجيد استخدام الصورة والتقنيات السينمائية.

بطلا الفيلم ليسا من رعاة البقر الأشداء، ولكن رجل الدين المتشدد المثير للرهبة والفزع والمهووس دينيا، الذي يلعب دوره بيرس، والذي لا نعرف له اسمها طوال الفيلم سوى "القس"، وليز، التي تلعب دورها فانينغ، تلك الفتاة اليافعة ثم الشابة، التي يقع عليها اختيار القس لتكون ضحيته التي يريد أن يشكلها وفق منظوره الديني لصورة المرأة، والتي أصبحت لمقاومتها إياه محط هوسه، والتي صب عليها جام غضبه ونقمته وعذابه.

ينقسم الفيلم إلى أربعة فصول معنونة بعناوين إنجيلية مثل "الخروج" والتكوين" تكتب على الشاشة بخط عريض، إيذانا ببدء جزء جديد. وفصول الفيلم مرتبة ترتيبا زمنيا، بخلاف الفصل الأول، الذي يفترض أن يكون الفصل قبل الأخير في السردية الزمنية للفيلم.

بداية الفيلم يكتنفها بعض الغموض، حيث نجد ليز، تلك الزوجة الشابة التي تعمل قابلة، والتي لا تتحدث ولكن تسمع وتستخدم لغة الإشارة، ولها ابنة صغيرة وتعنى بصبي آخر هو ابن زوجها، نجدها ترتعد ذعرا وتتوارى عن الأنظار، حين يدخل إلى الكنيسة صباح الأحد ذلك القس الجديد المتشح بالسواد والذي تشوه وجهه ندبة كبيرة، والذي قرر أن يحدث أهل البلدة في عظته الأولى وسطهم عن النار وعذابها ولعناتها.

لا يترك الفيلم لنا مجالا منذ البداية إلا لأن نرى القس على أنه الشر مجسدا بنظرته الثاقبة الغاضبة وتجهمه. نرى القس بعد العظة يتبع ليز إلى منزلها لينذرها ويتوعدها بالعذاب والعقاب قائلا "يجب أن أعاقبك".

لا نعرف في البداية لم أختار القس ذي اللحية الكثة والقسمات الغاضبة ليز ليصب عليها جام غضبه ونقمته وعقابه. ولكننا نعلم على مدى الفيلم أن القس يجيد عقاب النساء ويتفنن فيه. وكلما كلما كان العقاب أكثر عنفا وإيلاما وتحقيرا وتنكيلا بالنساء، كلما أتقنه القس. نجده في مشهد من الفيلم يلهب ظهر زوجته بالسياط لعدم انصياعها لأوامره. ونراه يلجم فمها بلجام حديدي كلجام الدواب لأنها لم تمتثل لرغباته ومتطلباته الجنسية. نراه يسوم زوجته أشد أنواع العذاب حتى تقرر الانتحار.

بعد الفصل الافتتاحي المعنون بـ "سفر الرؤيا" ينتقل الفيلم إلى الفصل الثاني المعنون بـ "الخروج"، وببدئه يسقط كولهوفن حيلته الإخراجية المتمثلة في تغيير الترتيب الزمني للأحداث، لتعود أحداث الفيلم لانتظامها الزمني.

يبدأ فصل "الخروج" بفتاة في نحو الثالثة عشر تدعى جوانا، تلعب دورها إيميليا جونز، تركض هربا وقد لوثت ملابسها الدماء والأوحال وسط البرية الفسيحة في أمريكا القرن التاسع عشر مع توافد المهاجرين لأراضيها. ينقذ الصبية صيني جاء للاستقرار في البلد البعيد، ليتضح لنا أنه قرر أن يبيعها لدار من دور الهوى.

ومع عودة سردية الفيلم لانتظامها نعلم قصة ليز ولم توارت من القس خوفا، ونعلم من هي جوانا وأسباب فرارها. ندرك أن جوانا الصغيرة هي ليز في مرحلة سابقة من حياتها.

ويتضح لنا أن جوانا فرت من بيتها هربا من أبيها، وأن أباها هو ذلك القس الذي نراه في الجزء الاول من الفيلم، والذي يعتبر نفسه مسؤولا عن تأديب زوجته وإخضاعها له قائلا إن هذا واجبه الديني وإن واجبها الديني يتمثل في الانصياع التام لرغباته والامتثال التام لأوامره.

يرى المشاهد أن ما يفعله القس بزوجته محض تنكيل وتعذيب وعنف منزلي، ولكن القس يسميه حبا وتهذيبا وإعادة للطريق القويم. وعندما ترفض الزوجة الإذعان لإرادته، يقرر أن يتخذ من ابنته الصبية زوجة له، مبررا ذلك لنفسه بالقصة الإنجيلية التي تشير إلى زواج لوط من ابنته.

نعلم إذن أن الصبية جوانا كانت تفر من محاولة أبيها انتهاك جسدها. ولا يكمن الهوس الحقيقي في شخصية القس في ما يفعل، ولكن في إيمانه الراسخ أنه يؤدي رسالة السماء ويفعل الصواب أمام الرب والدين، وأنه يرى أن الاعتداء الجنسي والجسدي على المرأة، بما في ذلك ابنته، واجب ديني وأخلاقي لأن حواء ضلت وأغوت آدم وأضلته.

يدخلنا الفيلم سرديا في عدد من القصص الفرعية والجانبية في بيت الهوى الذي فرت إليه جوانا. وجميع هذه القصص الثانوية في الفيلم تهيمن عليها فكرة امتهان الرجال لجسد المرأة واستغلالهم لها جنسيا وجسديا.

في الفيلم بعض اللحظات التي تثير تعاطفا حقا من المشاهد، وبعض اللحظات التي نقول فيها إن كولهوفن يتقن صنعته الإخراجية، ولكن الفيلم يتركنا بذلك الانطباع أنه كان من الممكن أن يكون أكثر تكثيفا وأقوى تأثيرا وأبلغ رسالة، إذا لم يعمد كولهوفن إلى كل هذا القدر من العنف والتطويل.

الـ BBC العربية في

04.09.2016

 
 

البندقية ٧٣ - “فرانتز” لفرنسوا أوزون: أسرار وأكاذيب!

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان - البندقية

فرنسوا أوزون يُخرج أفلاماً غير متوقعة، مليئة بالحياة والوجوه المعبّرة والشغف والسينيكية. ثمة دائماً ما يمكن أن نحبه في أفلامه. التمثيل أو الإخراج أو البنية السردية أو ببساطة النحو الجذاب الذي يحملنا بواسطته إلى حقب وأماكن مختلفة. فما بالك إذا اجتمعت هذه العناصر كلها في فيلم واحد؟ هذه حال جديده، "فرانتز"، المتسابق على جائزة "الأسد الذهب" في #مهرجان_البندقيةالذي افتُتح الأربعاء الفائت. المخرج الفرنسي النشيط جداً، الذي لا يتوقف عن العمل منذ العام ١٩٨٨، أبدع في أحدث ميلودراما تشويقية له، هو المجتهد في هذا المجال لأنه يجيد التلاعب بمصائر الأفراد، من دون الوقوع في فخاخ التنميط، بل يشبّع عمله دائماً باللؤم والرؤية العميقة للطبيعة البشرية.

"فرانتز" مستوحى من فيلم لارنست لوبيتش أنجزه المخرج الألماني الكبير العام ١٩٣٢، وهو بدوره كان اقتبسه من مسرحية لموريس روستان. إنها عودة إلى زمن الحرب العالمية الأولى التي أحدثت ما أحدثته من خراب في أوروبا، ولكن التركيز هنا هو على المعارك المُندلعة بين الجارتين ألمانيا وفرنسا. آلاف الجنود قضوا على الجبهة من الجانبين. نبدأ من ألمانيا الذليلة بعد خسارة الحرب، الناقمة على فرنسا والفرنسيين، لننتقل بعدها إلى الدولة العدوة لها، التي بدورها تتباهى بنيلها من خصومها، وهي تغني المارسييز.

آنّا (بولا بير) كانت خطيبة فرانتز، الجندي الذي سقط خلال معركة مع الفرنسيين. في قرية ألمانية صغيرة حيث تعيش مع أهل خطيبها، تزور قبره بشكل دائم. ولكن، سرعان ما تكتشف أنّها ليست الوحيدة التي تزوره: ثمة شاب فرنسي يدعى ادريان (بيار نيني) يضع اكليلاً على ضريح الشهيد. من هو هذا الشاب؟ هذا ما سنعرفه في النصف الأول من الفيلم (نحو ساعة). يدخل ادريان بيت ذوي فرانتز في اعتباره صديق ابنهم، حاملاً إليهم المشاعر الصادقة، وآتياً معه ببعض التفاصيل كحبّه للوحة لمانيه. في المقابل، يرى والدا فرانتز فيه امتداداً لابنهما وما بقى من ذكراه، فيفتحان له قلبهما ومنزلهما. كذلك الحال بالنسبة لآنّا التي تُسلّم أمرها لأدريان، فترافقه إلى حفلة راقصة، متجاهلة نظرات الناس الحاقدة الذين لا يعجبهم هذا "الخرق" للعدو في بيئتهم غداة انتهاء الحرب. هي أيضاً تجد فيه "شيئاً" من الفقيد.

الجزء الأول من الفيلم يلتقطه أوزون بغموض كبير غارق في السواد البديع. يلامس التعبيرية الألمانية، مستلهماً من لوحات حقبة الرومنطيقيين الألمان، مستعيناً باللونين الأسود والأبيض (٣٥ ملم)، مع لحظات سكون أو هروب من الواقع - حلِّلها كما تريد - تتلوّن فيها الصورة كأنها انتعاش للذاكرة. شيئاً فشيئاً، تظهر الهوية الحقيقية لأدريان؛ فهو قد لا يكون الشخص الذي يدعيه؟ لمَ جاء إلى هنا، ما الصلة الحقيقية التي تربطه بفرانتز، وعمَ يبحث تحديداً؟ هذا ما سنكتشفه تباعاً.

يستند الفيلم إلى مسألتين أساسيتين: الكذب والغفران. فالإثنان ضروريان للنهوض بالمجتمع المتصالح مع نفسه، خصوصاً ذلك الذي شهد حرباً حديثاً، وهي فكرة يشرّعها حتى الراهب الذي تبوح له آنّا بذنوبها. سرّ كبير سيربط ادريان بآنّا، وصولاً إلى علاقة الاعجاب وربما الحبّ بينهما التي ستتبدّد حتى قبل أن تنشأ، وفي هذه النقطة تتجلّى سينيكية أوزون الذي، من بين كلّ الحلول الدرامية، يختار الأكثر لؤماً وقسوة: أن تقع بطلته في حبّ قاتل خطيبها. إلا أنّ ذلك لن يكون أكثر الأمور لؤماً في فيلم تسوده القسوة، فثمة المزيد من الكلبية المدمّرة. خصوصاً مع معرفتنا بأنّ الجنديَيْن اللذين وجدا نفسيهما على أرض المعركة، كانا مسالمَيْن، يقرآن الشعر ويعزفان الموسيقى، وفجأة صارا شقيقين عدوَيْن. من خلال العمل على استخراج التشابه بين فرانتز وادريان، يخلق أوزون لعبة مرايا ليبحث في انعكاساتها على ما يقرّب العدوّين وليس على ما يفرقهما. انه حق التشابه.

الكاميرا التي يحرّكها أوزون تعرف كيف تلتقط لحظات التشويق والانكسار والحميمية ودهشة اختراق أرض العدو (باريس)، حيناً بالكلوز آبّ وحيناً بحركات الكاميرا التي تتماهى مع وجهة نظر آنّا، الضحية والشاهدة البريئة (الساذجة تقريباً) على التمترّس الأوروبي. الوطنية البدائية هي أيضاً سيف مصلت على الفيلم، ذلك أنها تشكّل الخطاب الرسمي الذي يعتمد عليه الخاسرون والمنتصرون.

ثمة عناية مهمّة بالصورة والموسيقى المرافقة، فنحن في قلب السينما الكبيرة، المصنوعة على الطريقة القديمة قليلاً، حيث البطولة المطلقة تعود إلى شخصية نسائية، كما جرت العادة عند أوزون. لا يتراجع مخرجنا أمام أيٍّ من الخيارات السيناريستية، وبعضها كان يمكنه الإطاحة بالفيلم وجعله ساذجاً، لكنّ ذلك لم يحصل. أهم تلك الخيارات، الإمعان في وصف الجانبين، الألماني والفرنسي، واعتماد القدر نفسه من التمسّك بالوطن في تصوير كلّ منهما، وهو تمسّك لا ينتج إلا مزيداً من القهر والتصادم والصراع. كل طرف يحمّل الآخر مسؤولية مقتل أبنائه، وستكون كلمة والد فرانتز أمام شلّة أصحابه المستائين من سلوكه المنفتح، لحظة صحوة حقيقية داعمة لفكرة الفيلم الأساسية: الأباء هم الذين يرسلون أولادهم إلى الحرب وليس الأعداء خلف خط النار. بالكثير من السينما والقليل من الأخلاقيات، يمنح أوزون درساً بليغاً في الإنسانية، حيث شعور الانتماء إلى وطن يُستبدَل تدريجاً بشعور الانتماء الى إلانسان. على الكلّ التخلي عن اقتناعاته الجامدة لبلوغ أعلى مرتبة في سلّم الحرية.

البندقية ٧٣ - "حيوانات ليلية": رواية الانتقام تطيح بموهبة فورد

المصدر: "النهار" - هوفيك حبشيان - البندقية

توم فورد يحلّ في البندقية (٣١ آب - ١٠ أيلول) بفيلم هشّ، على صورة بطليه وخياله. والأسوأ أننا بعد ساعتين لا نعرف ماذا يريد. سبع سنوات بعد "رجل أعذب"، يتمخّض بجسم غريب. "حيوانات ليلية" (مسابقة) مقتبس من رواية "توني وسوزان" لأوستن رايت. أجهل ما قيمة الرواية، ولكن مصمم الأزياء الأميركي وجدها أهلاً للشاشة الكبيرة. باختصار، الفيلم عن العلاقة التي نشأت ذات زمن بين ادوارد وسوزان (آيمي آدامز وجاك غيلنهل)، ولكنهما انفصلا بسبب الضغوط والفوارق الاجتماعية. بعد سنوات (٢٠ تحديداً لم يلتقيا خلالها أبداً) يبعث ادوارد إلى سوزان بنسخة عن رواية كتبها. هي التي أصبحت في غضون ذلك كلّ ما كانت تكرهه في أمها، أيّ بورجوازية تعيش حياة ليست سوى كتلة أكاذيب مع زوج عبارة عن وجه جميل لا أكثر، تتفاعل مع تفاصيل الرواية - رواية من نوع الانتقام - ما يجعلها تسترجع بذاكرتها بعض الفصول من العلاقة القديمة التي يتبيّن أنّ الرواية صدى لها.

ثمة ثلاثة أفلام في "حيوانات ليلية": فيلم الحاضر نكتشف عبره واقع سوزان، محيطها ومعرضها الذي يفتتح به المَشاهد، وكلّ ما يتشكل منه تفاصيلها الاجتماعية؛ وفيلم الماضي زمن لقائها بادوارد واصرار أمها على التخلي عنه؛ وأخيراً، ثمة فيلم منفصل عنهما تماماً لجهة الأحداث، يتجلّى في الترجمة البصرية للرواية التي بين يديّ سوزان، تفتحها بغرض التيه بين سطورها، فنرى ما تقرأه، وعندما تغلق الكتاب مستهجنة مصدومة، نعود معها إلى عالمها.

هذا الأسلوب في تداخل ثلاثة أفلام يُضعضع الفيلم كثيراً، والقفزات بين هنا وهناك تستهتر بأهمية استمرار الانفعال والإمساك به زمنياً. نصّ فورد متقطع جداً، بالإضافة إلى جماليته المفتعلة، فكلّ شيء مطروح بعناية مشهدية متقنة، أحياناً يأتي مقبولاً وأحياناً مصطنعاً. المشكلة الأخرى هي أنّ فيلم - الرواية الذي يصوّر اعتداء تتعرض له عائلة، فيقرّر الزوج (رجل من تكساس) الانتقام لزوجته وابنته، بعد فشل الشرطة بزجّ المجرمين في السجن، ينتمي إلى نوع أفلام الدرجة الثانية.

هنا، على القارئ العلم بأنّ ادوارد هو نفسه الذي يضطلع بدور بطل روايته، أيّ الرجل الذي ينتقم، وأنّ زوجته وابنته تشبهان إلى حد كبير سوزان، وهدفه هو التأكيد على قوته والإثبات بأنه ليس هشاًَ، كما تدعيه أم سوزان. إذاً، نحن أمام خلطة سينمائية عجيبة من الانتقام والمشاعر المكبوتة وصراع الطبقات، تحفل بشخصيات مريبة مستقاة من عمق أميركا الحافلة بالحثالة والوصوليين والسطحيين. يترافق هذا كلّه مع موضوعات تبدو لوهلة مركز الفيلم، ولكن سرعان ما ينسحب هو نفسه منها. يبرع فورد في مَشاهد الحركة، فالصدام بالسيارة بين العائلة وشلّة الزعران أفضل ما في الفيلم لجهتي الإيقاع والتشويق، ولكن يصعب إسناد معنى لهذا كلّه في سياق العمل بأسره. فورد رومنطيقي صريح، ومجرد اختياره هذه الرواية يفضح هذا الميل: فهو يجد مبررات كافية لتصوير حكاية رجل يستعين بالمتخيَّل ليقول حقيقة مشاعره الصامدة أمام الزمن.

النهار اللبنانية في

04.09.2016

 
 

توم هانكس يفاجئ الجميع ويشيد بـ فيلم "La La Land"

أمل مجدي

أثناء المؤتمر الصحفي والمناقشة التي عقبت عرض فيلمه الجديد Sully مع النقاد والصحفيين، في مهرجان تيلورايد السينمائي، وقف الممثل توم هانكس ومدح الفيلم الموسيقي الجديد La La Land، وقال مازحًا : "أن الحديث عن روعة هذا الفيلم بالتأكيد سيزعج شركة Warner Bros المسئولة عن توزيع فيلمي Sully".

وذكر موقع Deadline، أن الممثل الحائز على جائزتي أوسكار، كان أول الحاضرين أمس أثناء عرض فيلم La La Land، وقال عقب مشاهدته: "استمتع عندما أجلس على مقعد المشاهد، كي أري فيلمًا جديدًا يحمل طابع من الموسيقي لم يصنع من قبل، وهذا ما شعرت به عند مشاهدتي للفيلم".

متابعًا: "الفيلم فكرته جديدة، تجعلك تريد أن تشكر كل من شارك في صنعه، وأعتقد أنه سيحدث فارقًا في صناعة هذه النوعية من الأفلام ومشاهديه سيتخطون حدود الولايات المتحدة الأمريكية، بل سيصل لجميع محبي الموسيقي والفن بالعالم".

وأشار هانكس إلى أن صناعة السينما أحيانًا تكون قاسية، حينما تخضع لقانون العرض والطلب، لذلك علينا تشجيع الأنماط الجديدة من الفن، والاحتفاء بها أيضًا لأنه نادرًا ما نشاهد شيئًا جديدًا وغير مقتبس أو مسروق من عمل أخر، مؤكدًا: "نحن جميعًا نذهب إلى السينما لتنقلنا إلى عالم أخر مختلف، وهذا ما سيحققه لك فيلم La La Land".

فيما علق المخرج كلينت إيستوود مخرج فيلم Sully، أنه لم يحالفه الخط لمشاهدة الفيلم الموسيقي، لكنه يعلم كم العقبات التي واجهت مخرجه وكاتبه دامين شازيل كي ينفذه، وذكر أنه في البداية لم توافق أي شركة إنتاج علي إنتاجه، فاضطر أن يتوقف عن التفكير به لفترة، وأخرج فيلم Whiplash.

يشار إلى أن فيلم La La Land، يدو حول "مايا" الممثلة الشابة الطموحة التي تعمل نادلة في شركة Warner Bros، وتذهب للكثير من اختبارات التمثيل ولكن عادة تعود محبطة ويائسة من الحياة، فينصحها أصدقاؤها في السكن للذهب إلى حفل كي تغير مزاجها وتتحسن حالتها النفسية، هناك تلتقي "سيباستيان" عازف البيانو، المجبر على عزف بعض الأغاني التافهة بناءً على رغبة مديره، ولكن في هذه الليلة، يقوم بعزف أغنية مختلفة هو من كتبها، وحين تسمعها "مايا" تتأثر بها وتغير حياتها.

موقع في الفن في

04.09.2016

 
 

روح عباس كياروستامي تحضر في مهرجان «فينيسيا» السينمائي

لانا أحمد

خصصت الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي جزءًا كبيرًا منها للمخرج الإيراني الراحل عباس كياروستامي، من خلال أمسية لتأبينه قُدم فيها فيلمان قصيران له يعرضان لأول مرة إضافة إلى عرض فيلم وثائقي عنه.

وجه المدير الفني للمهرجان البرتو باربيرا تحية إلى سينما كياروستامي، مشيرًا إلى أنها تركت أثرًا عميقًا فى عالم السينما بأكمله، من خلال أسلوبه الاختزالي ونظرته الحرة العميقة إلى الوجود، والتى أثبتت أنه سيظل ماثلًا على الرغم من رحيله في باريس شهر يوليو الماضي.

حضر الأمسية أحمد كياروستامي والفنان والمصور الفوتوغرافي سيف الله صمديان، الذي عمل معه في العديد من أفلامه المهمة والمميزة.

الفيلم الوثائقي الذي حمل اسم " 76 دقيقة و15 ثانية"، كدلالة على وقت الفيلم والعمر الذي توفي فيه كياروستامي، أخرجه صمديان من خلال جمع مشاهد التقطت بتلقائية لتوثيق لحظات مختلفة من حياة كياروستامي، أثناء تصوير أفلامه ولقاءاته لتقديم صورة حميمية عنه.

أما الفيلمان القصيران فهما "خذني إلى البيت" المصور بالأبيض والأسود وتبلغ مدته 17 دقيقة، ويدور حول كرة يضعها طفل أمام باب منزلهم فتتدحرج على السلالم الحجرية لقرية جبلية، حيث يحاول الطفل إعادة الكرة في كل مرة.

والفيلم الآخر مدته أربع دقائق، ويتحدث عن مشروع كياروستامي الذى كان يعمل عليه فى السنوات الثلاث الأخيرة، ويحمل عنوان " 24 كادر" ويضم 24 فيلمًا قصيرًا تنتظم فى سياقه، مدة كل واحد منها 4 دقائق ونصف.

التحرير المصرية في

04.09.2016

 
 

مسلسل The Young Pope للنجم جود لو يعرض لأول مرة فى مهرجان فينيسيا

كتبت سارة محسن

أعلن موقع deadline أنه تم عرض أول حلقتين من مسلسل The Young Pope للنجم العالمى جود لو فى مهرجان فينيسيا السينمائى فى دورته الـ73، وهو إنتاج مشترك بين شبكة HBO وشبكة Sky و+Canal، ومن المقررعرضه فى أوروبا شهر أكتوبر المقبل، وفى الولايات المتحدة الأمريكية فى شهر فبراير عام 2017.

المسلسل مكون من 8 حلقات أخرجها المخرج السينمائى الشهير باولو سورنتينو تتبع قصة رجل يدعى لينى بيلاردو، البابا بيوس الثالث عشر، أول بابا أمريكى فى التاريخ، وهو شاب يافع وجذاب، تعيينه قد يبدو نتيجة لاستراتيجية إعلامية ناجحة، لكن فى الفاتيكان، الأمور ليست دائما ما تبدو عليه، داهية وساذج، متشدد ومتحرر، ساخر ومتحذلق، مجروح وعديم الرحمة، بيوس الثالث عشر يسعى على طريق الوحدة والعزلة ليجد إلهاً للبشرية ولنفسه.

وبجانب جود لو، وباولو سورنتينو، هناك اسم كبير آخر ارتبط بهذا المسلسل المشترك وهى ديان كيتون، التى ستلعب دور أخته مارى، والتى تكلفت بتربيته منذ طفولته، كما سيظل لها تأثير عليه حتى بعد وصوله الى أعلى منصب فى الفاتيكان.

بالصور.. داكوتا فانينج تخطف الأنظار بفستان "لامع" فى مهرجان فينيسيا

كتبت: سارة محسن

نشر موقع Dailymail صورا للنجمة الأمريكية الشابة "داكوتا فانينج" على السجادة الحمراء بمهرجان فينيسيا السينمائى فى دورته الـ73، حيث تألقت النجمة الشابة فى العرض الأول لفيلمها الجديد Brimstone أمس السبت.

واستطاعت "فانينج" التى تبلغ من العمر 22 عاما، أن تجذب عدسات المصورين بفستانها "اللامع"، كما اتسمت أيضا بالبساطة حيث لم تضع الكثير من "المكياج"، واكتفت بتصفيف شعرها على هيئة "ديل حصان".

وفيلم Brimstone يدور حول قصة ليز التى تجد نفسها فى مواجهة خطر عظيم، وذلك بعد صعود القس الجديد ليقول درس الموعظة، ويشارك فى بطولته النجم كيت هارينجتون بطل مسلسل Game of Thrones، وهو من إخراج مارتن كولهوفين ويشارك فى بطولته داكوتا فانينج وإيميليا جونز وجاى بيرس، وهو من الأفلام المتنافسة على جائزة الأسد الذهبى الجائزة الكبرى بمهرجان فينسيا، ضمن القائمة التى تضم 20 فيلما المشتركين بالمسابقة الرسمية.

بالصور..عارضتا الأزياء جوليا ساليمى وديانا ميلو بفساتين فاضحة فى "فينيسا"

كتبت سارة محسن

ظهرت عارضتا الأزياء الإيطاليتان جوليا ساليمى "Gulia salemi" وديانا ميلو "Dayane Mello" على السجادة الحمراء فى العرض الأول لمسلسل النجم جود لو The Young Pope بمهرجان فينيسيا السينمائى بدورته الـ73، بفساتين كاشفة للغاية أمس السبت، مما جاء منافيا تماما للحدث الذى يتميز بالرقى و"الكلاسيكية" حسبما ذكر موقع Dailymail، وخطفت العارضتان أنظار جميع الحضور فور ظهورهما على السجادة الحمراء بالحفل بصحبة "الستايلست" الخاص بهما.

يذكر أن مسلسل The Young Pope هو إنتاج مشترك بين شبكة HBO وشبكة Sky و+Canal، ومن المقرر عرضه فى أوروبا شهر أكتوبر المقبل، وفى الولايات المتحدة الأمريكية فى شهر فبراير عام 2017.

المسلسل مكون من 8 حلقات أخرجها المخرج السينمائى الشهير باولو سورنتينو تتبع قصة رجل يدعى لينى بيلاردو، البابا بيوس الثالث عشر، أول بابا أمريكى فى التاريخ، وهو شاب يافع وجذاب، تعيينه قد يبدو نتيجة لاستراتيجية إعلامية ناجحة، لكن فى الفاتيكان، الأمور ليست دائما ما تبدو عليه، داهية وساذج، متشدد ومتحرر، ساخر ومتحذلق، مجروح وعديم الرحمة، بيوس الثالث عشر يسعى على طريق الوحدة والعزلة ليجد إلهاً للبشرية ولنفسه.

8 صور جديدة تكشف "ليالى الأنس" لنجوم "فينسيا السينمائى".. رفاهية جيرمى رينر وإيمى آدمز.. جيما ارتيرتون تترك الأضواء وتتصور فى المطبخ.. وناعومى واتس "بتدلع" على ليف شرايبر.. كرافتة جيك جيلنهال "مجنناه"

كتبت أسماء مأمون

دائما ما تمتلئ كواليس النجوم دائما بالمواقف الكوميدية والمرحة والطريفة، وفى الدورة الـ73 من مهرجان فينسيا السينمائى الدولى - التى تتواصل فعالياتها حتى 10 سبتمبر الجارى - اجتمع عدد من النجوم حول العالم لحضور فعاليات ليالى المهرجان الممتعة.

ويرصد "اليوم السابع" كواليس النجوم فى المهرجان حيث تواجد جيرمى رينر والنجمة الجميلة إيمى آدمز فى أجواء ساحرة بمركب فاخر أثناء ذهابهما لحضور فعاليات المهرجان، كما ظهرت إيمى آدمز مع زوجها دارين لو جالو والنجم جيرمى رينز فى صورة أخرى، ودخلت آدمز فى نوبة ضحك فى صورة ثالثة، وتشارك إيمى فى المهرجان بفيلم "Nocturnal Animals".

وظهر النجم جيك جيلنهال فى إحدى الصور وهو يستعد لحضور عرض فيلمه "Nocturnal Animals" بوضع رابطة عنقه فى مكانها الصحيح، كما ظهر فى صورة أخرى وهو يجلس باسترخاء قبل التوجه لحضور فعاليات المهرجان، والفيلم بطولة جيك جيلينهال وإيمى آدامز ومأخوذ عن رواية "Tony and Susan" للكاتب أوستن رايت، وتدور أحداثه حول صاحبة معرضا فنيا تدعى "سوزان" تتلقى سيناريو من زوجها السابق يطلب رأيها فيه، لكن تتطور الأحداث وتتورط "سوزان" بسبب هذا السيناريو فى الكثير من المشاكل.

وظهرت النجمة ناعومى واتس بكامل أناقتها مع والد أبنائها النجم ليف شرايبر فى سيارة تتجه لفينسيا قبل حضورها العرض الخاص لفيلمهما the bleeder، وقال ليف شرايبر مؤخرا عن دوره فى العمل إنه تلقى نحو 800 لكمة خلال تصوير الفيلم لتبدو المشاهد واقعية.

وتوقفت النجمة جيما ارتيرتون فى أحد المطابخ لالتقاط صورة وهى ترتدى فستان السهرة الذى حضرت به افتتاح فيلم "la la land" والذى يشارك فى بطولته إيما ستون ورايان جويلينج وجى كى سيمونس وجيسيكا روث وسونيا ميزونو وكالى هيرناندز، وقام بإخراج الفيلم وكتابة السيناريو الخاص به داميان جازيل، كما التقطت النجمة ايلى بامبر صورة جذابة فى شوارع مدينة فينيسيا أثناء حضورها فعاليات المهرجان هناك.

اليوم السابع المصرية في

04.09.2016

 
 

فيلم (المسيح الأعمى) من التشيلي مخيّب للآمال والترقّب.

عرفان رشيد- مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي- فينيسيا (البندقية) -     باستثناء الديكتاتور آوغوستو بينوشيت وحاشيته وجزّاريه فأنا أحب كلّ ما يأتي من التشيلي، إلاّ أنني لن أتمكّن من أن أحبّ فيلماً ك «المسيح الضرير» لكريستوفر مورّي الذي عرضه المدير الفني لمهرحان فينيسيا السينمائي الدولي آلبيرتو باربيرا في اختياراته ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وبالتأكيد لم يكن هناك أي مبرّر فني او ابداعي لعرضه في المسابقة غيرَ التأكيد على أنّ تلك المسابقة احتوت فيلماً من التشيلي، وأنّ باربيرا توقع بأن هذا الفيلم قد يُحقّق بشكل من الاشكال ما حققه فيلم « إبتعد عنّي» للفينزويلي لورينسو فيغاس الذي فاز في العام الماضي بالأسد الذهبي، لكن شتّان ما بين الفيلمين وما بين جرأة «ابتعد عني» وقدرته على سبر دواخل البشر خلال اللحظات الأكثر إشكالية في حياتهم، وبين الضياع المطلق، بكل المعاني، للشريط القادم من التشيلي، الذي لم يخلُ من النوايا الحسنة ومن رغبة التأكيد على ضرورة البحث عن الرب في دواخلنا، لكنه فعل ذلك بشكل جعل من ذلك البحث الضروري ضياعاً في الغبار. مايكل شاب فقد امّه عندما كان صبياً وتحوّل والده إلى مدمن على الخمر. يشعر مايكل في قرارة نفسه بأنّه قادر على الإتيان بالأعاجيز وعلاج المرضى والموبوئين، كما فعل يسوع المسيح. أهل قرية مايكل يسمّونه «مسيحاً»، لكنّهم يعتبرونه ممسوساً ومجنوناً ويقسون عليه. وحين يكتشف بأن صديق طفولته أصيب بحادث في ساقه، يرحل مايكل صوب قرية صديقه حافي القدمين مترب الرأس والثياب، ويلتقي خلال مساره اناساً عديدين ويبيت في العراء وعاشر امرأة تتجاهل هوسه الديني وتنظر اليه كإنسان وكرجل. وحين يحاول تحقيق معجزته بعلاج ساق صديقه يفشل مايكل فشلاً ذريعاً، ويعود ادراجه، مقتنعاً بما أسرّ به اليه احد الاشخاص الذين التقاهم في مساره، "فإذا كنت تبحث عن الرب، عليك ان تبحث عنه في داخلك وحواليك في الناس الذين يِحيطون بك". فيلم لم تكن صورته سيئة بالمطلق، لكن المخرج استطال به مُبْطئاً إيقاعه عن عمد ليُكيل من مدّته، وكان يكفي لما كان يودّ قوله ان يُنجز فيلماً قصيراً، وربما لو كان الفيلم قصيراً لمكّن التكثيفُ المخرجَ من تحقيق عمل مختلف، إلاّ أنه قرّر أن يُنجز فيلماً روائياً طويلاً.

وكالة أجي الإيطالية في

04.09.2016

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (5):

نجمات لامعات يتلألأن في سماء البندقية

5 أيام حافلة بأفلام مميزة وإقبال شديد

فينيسيا: محمد رُضا

عروض مهرجان «فينسيا» مكتظة والجمهور يقبل على هذه الفرصة التي توفرها المدينة للمرّة الثالثة والسبعين إقبالاً شديدًا. ليست هناك من عروض فاشلة أو لا يؤمها جمهور غفير، ولو أن هذا الإقبال يتراوح من فيلم إلى آخر بطبيعة الحال.

وإذا ما كانت أفلام المسابقة هي المقياس الأول، فإن عروض هذه الأفلام، سواء أكانت عروض الصحافة أو عروض الجمهور، دائمًا حاشدة.

بعد 73 دورة و128 سنة على تصوير الفيلم الأول (سنة 1888) لا تزال العملية الميكانيكية واحدة: شاشة كبيرة. كراسي في مواجهتها. فيلم يُعرض. إذا سحبت نفسك من الفيلم المعروض بعد قليل من بدايته ونظرت حولك تجد أن كل الوجوه تتطلع في اتجاه واحد تتابع الصورة ومجرياتها وما فيها وما تنضح عنه. في هذا المهرجان وسواه، يزيح الناس التكنولوجيا الرقمية التي سلبت فريقًا من المشاهدين لقرصنة الأفلام على الإنترنت، ويجلسون كما فعل آباؤهم وأجدادهم من قبل وكلهم وجه واحد، ينظر ويتأمل ويستلهم.

* أرملة حزينة

ما يستلهمه جمهور فينسيا هذا العام وجود عدد جيد من الأفلام التي تقودها ممثلات في أدوار رئيسية: إيما ستون في «لا لا لاند»، آمي أدامز في «وصول» و«حيوانات ليلية»، داكوتا فانينغ في «بريمستون»، باولا بير في «فرانتز». طبعًا هذا بجانب أن الأفلام التي عرضت في المسابقة إلى يوم أول من أمس (11 فيلمًا)، تحتوي كذلك على أعمال شاركت فيها المرأة بالبطولة نصفيًا أو على نحو مشهود. لكن ستون وأدامز وفانينغ وبير قدّمن ما هو تجسيد لنوعية من التمثيل لا نجدها إلا في أفلام زاخرة بمضامين جادة وأسلوب عمل أكثر جدّة.

إنس جنيفر لورنس وسكارلت جوهانسن في أدوار القوّة التي يمارسانها في «ألعاب الجوع» و«رجال إكس» و«ذا أفنجرز» أو «كابتن أميركا». ما توفره أدامز وفانينغ وستون وبير هو من الثراء في البذل، مما يدفع بكل واحدة للصدارة في موسم الجوائز الحالي. وما يؤهل كل ممثلة للفوز بجائزة أفضل تمثيل نسائي هنا، ونحن ما زلنا في النصف الأول من هذا المهرجان.

في «فرانتز» للفرنسي فرنسوا أوزون، تؤدي باولا بير دور الأرملة الشابة، آنا، التي قتل زوجها في الحرب العالمية الأولى. الأحداث تقع سنة 1919 في بلدة ألمانية صغيرة، حيث تعيش آنا مع والدي زوجها العطوفين. كل يوم اعتادت آنا وضع زهور على قبر زوجها. ذات صباح تكتشف أن هناك من سبقها وهذا يستوقفها. ثم تكتشف هويته. إنه أدريان (بيير نيني) الذي تعرّف على زوجها قبل الحرب في باريس، فأصبحا صديقين حميمين يهويان الموسيقى والرسم. سرعان ما يتقدّم أدريان إلى عائلة صديقه لتقديم تعازيه. والد القتيل يرفضه بادئ الأمر، لكنه يتغير حياله عندما يلحظ صدق مشاعر أدريان. لكن أدريان أخفى حقيقة يكشفها لآنا التي بدأت تتعلق به وتراه بديلاً لزوجها: عندما نشبت الحرب تعرضت الكتيبة الفرنسية إلى قصف ألماني شديد على الجبهة. أدريان يقفز إلى خندق قريب. هناك جندي ألماني لجأ إليه. أدريان يبادره بإطلاق النار ثم يكتشف، في صدفة غير مقنعة البتة، أنه صديقه.

الفيلم، في كل الأحوال يتابع آنا أكثر مما يتابع أدريان على نحو واضح. إنها المرأة التي لم تبتسم يومًا منذ وفاة زوجها إلى أن تعرفت على أدريان، وعندما يعود هذا إلى فرنسا تحزم حقيبة صغيرة وتتبعه، ثم تبحث عنه في ربع الجمهورية إلى أن تجده.

تمثيل بير جيد، لكنه مهدور بسبب معالجة المخرج المحدودة. السيناريو الذي كتبه المخرج بنفسه، يتّكل على تعابير ضيقة. فآنا إما تبكي أو تكتم بكاءها في ضرب عاطفي لا يجدي كثيرًا بعد حين، بل يتكرر من دون نجاح. بدأت التمثيل وعمرها 7 سنوات وعلى عكس كثير من الممثلين والممثلات الذين يبدأون العمل باكرًا، لم تتوقف أو تتراجع. بل استمرت بنجاح مضطرد عامًا بعد عام، وظهرت في السنوات الأخيرة في أدوار تطلّبت حلولاً درامية لشخصياتها الصعبة، ومن بينها هذا الفيلم المعروض لها بعنوان «بريمستون».

فيلم وسترن مختلف من الهولندي مارتن كوولهوفن، واختلافه يكمن في الدرجة الداكنة من الواقعية المنشودة. لا مشاهد قتال كبيرة ولا هنود حمر يهاجمون القوافل البيضاء، ولا حكاية بطل فرد يريد تحقيق العدالة في المدينة، بل قصّة فتاة اسمها إليزابث (داكوتا) عبر عدة مراحل من حياتها هاربة من نيات والدها الشرير (يبقى بلا اسم ويقوم به غاي بيرس). والدها كاهن ملوّث التفكير يعتبر أنه وُهب المناعة والحق في معاقبة زوجته والتقرب من ابنته الشابة، برغبة أن تحل محل والدتها في كل شيء.

* قوّة الأحداث

السرد مختلف، إذ يختار المخرج لفيلمه 4 فصول، أولها هو الجزء ما قبل الأخير، يليه الفصل الثاني، فالثالث الذي يقع قبل الفصل الأخير من الأحداث. ليس بالفيلم الجيّد بقدر ما هو الفيلم الذي يطرح أفكاره على نحو بصري مقبول. لكن أداء فانينغ بديع في وقعه، ولا يترك مجالاً أمام المشاهد إلا والتعاطف معها في الدراما الشاسعة التي تمر بها. ساعتان ونصف الساعة تكاد لا يخلو مشهد واحد من حضورها المؤثر. وعلى عكس بير لا تشكل الدموع حلاً دائمًا عند كل منعطف شعوري.

سبق الحديث عن آمي أدامز في «وصول» منفردًا قبل أيام. فيه لعبت دور عالمة لغات عليها أن تفسر تلك الإشارات الغامضة التي ترسمها مخلوقات الفضاء وتتواصل بها. ليس الدور الذي من الممكن توقع كثير منه، لكن بما أن «وصول» ليس فيلما علميًا - خياليًا تقليديًا، فإن أداء أدامز فيه ليس، بدوره، مجرد علاج أدائي لمشاهد تتطلب تنفيذًا فقط. تحمل أدامز في ذلك الفيلم الميزة الأساسية التي تجيدها كممثلة: وجه تستطيع سبر أغوار الشخصية من خلاله. قدرة غير متكلّفة على إيصال أي انفعال مطلوب منها بأقل جهد خارجي ممكن.

هذا النوع من الأداء مما تمارسه أيضًا في «حيوانات ليلية» لتوم فورد.

سألت المخرج في مقابلة بيننا عنها فأجاب: «كل ممثل رئيسي في الفيلم اخترته عن قناعة شديدة وفي هذا الاعتبار، هي في المقدّمة. من دونها لا أعتقد أنني كنت سأنجز الفيلم نفسه».

هنا تؤدي أدامز دور صاحبة معرض تواجه مشكلات عمل ومشكلات عاطفية. زوجها يخونها، كما تكتشف على الهاتف، وزوجها السابق يبعث لها بنص كتاب لكي تقرأه. المفروض أن النص رواية خيالية لكنها تجده شخصيًا. الفيلم ينقسم بالتالي إلى أحداث تدور اليوم وأخرى تصوّر فصولاً من الكتاب، وكلاهما جيد التنفيذ وقوي الأحداث. لكن تلك التي نعود فيها إلى اليوم لنتابع مجريات أحداث بطلة الفيلم تبقى آسرة في الكيفية التي أسست بها الممثلة حلقة الوصل بينها وبين الدور وبين الجمهور.

وبينما تحدثنا سابقًا عن إميلي ستون ودورها في فيلم الافتتاح «لا لا لاند»، فإن هذا الزخم لن ينتهي هنا. هناك أداءات نسائية أخرى مقبلة، لكن كثيرًا من الأفلام التي مرّت أو تلك التي ستعرض مزدانة بتمثيل رجالي لافت. «البابا الشاب» مع جود لو، و«الرقعة السيئة» مع كيانو ريفز وجيم كاري، ومجموعة أبطال «هوكسو ريدج» تحت إدارة مل غيبسون اللامعة.

فينسيا يعطيك، أكثر من أي مهرجان رئيسي آخر، بانوراما عريضة من المواهب غير المسجونة باختيارات شركات الإنتاج والتوزيع، كما الحال في «كان»، الذي قد يعرض أفلامًا بأكثر من لغة، لكنها جميعًا (تقريبًا) من تمويل فرنسي جزئي أو متكامل.

الشرق الأوسط في

05.09.2016

 
 

«البندقية 2016»: سينما المؤلف تغيّر جلدها

علي وجيه

تظاهرة السينما الأقدم في التاريخ تعود للمرّة الـ 73. «مهرجان البندقية السينمائي» (31 آب/ أغسطس – 10 أيلول/ سبتمبر) يؤكّد مجدداً شراسته الدولية، من خلال برمجة تجمع بين الكبار والمخضرمين والعدّائين الجدد.

ينتظرنا جديد كل من تيرانس ماليك، وفيم فندرز، وأمير كوستوريتسا، وفرانسوا أوزون وأندريه كونتشالوفسكي، وبابلو لارين، وميل غيبسون، ودنيس فلينوف، وتوم فورد ومارتن كولهوفن... الفتى الألمعي داميان شازل افتتح «الموسترا» بميوزكال رومنطيقي على الطريقة الكلاسيكية هو «أرض اللا لا» La La Land (داخل المسابقة) مدججاً بريان غوزلنغ وإيما ستون. المحنّك أنطوان فوكوا يستعدّ لاختتام المحفل الإيطالي بنسخة جديدة من الويسترن «السبعة الرائعون»The Magnificent Seven (خارج المسابقة)، الذي يفتتح أيضاً «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» في الثامن من الشهر الحالي. أمر نادر الحدوث، خصوصاً أنّ «فينيسيا» اعتاد حصد العناوين المهمّة قبل نظيره الكندي. ألبرتو باربيرا الذي يتولّى الإدارة الفنيّة للعام الخامس على التوالي، أوضح سابقاً أنّهم في «تورنتو» لم يعودوا شديدي الحساسية تجاه عدد العروض الأولى، إضافةً إلى التنسيق المتزايد مع المنافسين اللدودين كان وبرلين. الإنتاجات الأميركية تحظى بمواعيد العرض البارزة (7 أفلام تتنافس على «الأسد الذهبي»). القيمة الفنيّة حاضرة، كما في كثير من الأشرطة الآتية من آسيا وأفريقيا، إلا أنّ كل شيء يهون من أجل النجوم وفلاشات السجادة الحمراء. المهرجانات بحاجة إلى بهرجة كهذه، ولو كانت بثقل «البندقية». في الليدو، أُطلِق «سبوت لايت» Spotlight لتوم مكارثي العام الفائت، وقبله «بيردمان» (2014) لإيناريتو و«جاذبية» (2013) لألفونسو كوارون. كلها أشرطة تألقت أوسكارياً، وبرهنت على بصيرة ثاقبة للمهرجان العجوز عندما يتعلّق الأمر بالجوائز. لا بأس ببعض الأرقام. لدينا 20 فيلماً في المسابقة الرسمية، و18 خارجها. مسابقة «أوريزونتي» (آفاق) تقترح 19 عنواناً. النسخة 13 من قسم «أيام فينيسيا» تضمّ 11 شريطاً، فيما يعرض «أسبوع النقاد الدولي» 9 أعمال. لجنة التحكيم برئاسة الإنكليزي سام منديز، الذي تعود آخر مشاركاته إلى عام 2002 بـ Road to Perdition.

اللافت هذا العام هو تسيّد أفلام الـ «جانر» (النوع أو الصنف)، بين الخيال العلمي والحقب الزمنية والويسترن والميلودراما واقتباسات الأدب والمسرح، على حساب دراما الواقع المعتادة. «في سنوات سابقة، أشرتُ إلى وجود رابط غير مفلتر بين سينما المؤلف والواقع والمجتمع المعاصر»، باربيرا أوضح خلال مؤتمر في روما، مستطرداً: «لكن السينما تتغيّر. لقد خرجتُ بانطباع مختلف من برمجة هذه السنة. مقاربة السرد تنحو أكثر نحو غير المعتاد واللامباشرة». هذا لا يعني أنّها ليست أفلاماً عن الراهن، بل إنّها تسبر أمراضاً اجتماعية وعللاً وجودية. تتكلّم عن الهجرة، وعن الاقتصاد الذي يقصي أعداداً متزايدة من البشر خارج محيطهم.

أعمال تسبر أمراضاً اجتماعية وعللاً وجودية من الهجرة إلى الاقتصاد الذي يُقصي البشر من محيطهم

أخيراً، يحقق فيلسوف السينما تيرانس ماليك فيلمه الحلم. «رحلة من الزمن» Voyage of Time وثائقي بصوت كايت بلانشيت عن نشأة الكون وفنائه. هذا الجانب الفلسفي الوجودي ليس غريباً عن عالم ماليك الأخّاذ، الذي يستفيد من تقنية «آي ماكس» للسير على خطى كيوبريك في تحفته الثورية «2001: أوديسا الفضاء» (1968). بعد 9 سنوات على «عدني بذلك» (2007)، يرجع أمير كوستوريتسا إلى السينما الروائية في On The Milky Road. مغامرة ملحمية يقودها كوستوريتسا نفسه كممثل، على امتداد ثلاثة أزمنة. هو بائع حليب يعيش قصّة حب مع فاتنة هي مونيكا بيلوتشي. فيم فندرز ما زال شغوفاً بالتجريب في «الأيام الجميلة لأرانجويز» The Beautiful Days of Aranjuez. حديث بين رجل وامرأة عن الحب والجنس يدور في مخيلة كاتب شاب، ومصوّر بالأبعاد الثلاثية. السيناريو مأخوذ عن مسرحية لبيتر هاندي، وهو شريك فندرز في كتابة «أجنحة الرغبة» (1987). فيلموغرافيا الرائد الألماني لا تشهد صعوداً فنياً في السنوات الأخيرة. الاقتباسات تتوالى في «فرانتز» للفرنسي فرانسوا أوزون، ودراما الحرب العالمية الثانية Paradise للروسي أندريه كونتشالوفسكي، و Brimstone للألماني مارتن كولهوفن الذي ينجز أول أفلامه الناطقة بالإنكليزية. في «حيوانات ليلية»، يعود مصمّم الأزياء والسينمائي الموهوب توم فورد إلى البندقية بعد «رجل أعزب» عام 2009. إيمي آدامز وجايك جلينهال ومايكل شانون يلعبون دراما مشوّقة داخل عالم الجريمة السفلي في تكساس ولوس أنجليس. امرأة حائرة بين زواج حالي وذكريات زواج سابق، تساورها شكوك قويّة بإمكانية قتلها. لا شكّ في أنّ فورد قادر على استخراج أعمق ما في نفوس أبطاله، كما فعل مع كولن فيرث في باكورته. آدامز تقود شريطاً آخر هو «وصول» (اسمه السابق «قصة حياتك») لدنيس فيلينوف. الكندي المتوهج رسم لنفسه مساراً خاصاً منذ «حرائق» (2010)، توّجه بـ «عدو» (2013) و«سيكاريو» (2015). آدامز تمسك بزمام خبيرة لغات تعيش فقد ابنتها. تكلّفها الحكومة الأميركية التواصلَ مع فضائيين هبطوا على الأرض دون أن يبدوا سلوكاً عدوانياً. طرح بعيد عن كليشيهات الكائنات الشريرة التي تعيث فساداً في الكوكب (كندي آخر خبير بذلك هو رولاند إيمريش). ناتالي بورتمان تحطّ بعنوانين هي الأخرى. البيوغرافي المرتقب «جاكي» للتشيلي النشط بابلو لارين، الذي شارك في «مهرجان كان» منذ أشهر بشريط بيوغرافي آخر هو «نيرودا». «جاكي» يمرّ على أربعة أيام من حياة جاكلين كينيدي، بادئاً قبل اغتيال زوجها الأول مباشرةً، مع بيتر سارسجارد في دور روبرت كينيدي وغريتا غيرويغ كموظفة في البيت الأبيض، والسينمائي دارين أرنوفسكي الذي جلب الأوسكار لبورتمان في «البجعة السوداء» (2010) كمنتج. هذه الأخيرة تشارك في «القبة السماوية» Planetarium لريبيكا زولوتسكي، عن أختين قادرتين على التواصل مع الأشباح. علم العم سام يخفق فوق «الدفعة السيئة»The Bad Batch للإيرانية الأميركية آنا ليلي أميربور، التي قدّمت أول مصّاصة دماء إيرانية في باكورتها اللافتة «فتاة تسير وحيدةً ليلاً» (2014). هذا عمل عن الحب البائس، عن المنبوذين الباحثين عن النجاة، مع جيم كاري وكيانو ريفز. لا ننسى أيضاً «النور بين المحيطات» لديريك شيانفرانس. دراما تخلق في منارة أوسترالية منعزلة بعد الحرب العالمية الأولى. فيلمان إيطاليان عن تيمة «سن البلوغ» يسابقان على الأسد الذهبي: «هذه الأيام» لجيسبي بيكيوني، و«ريشة» لرون جونسون. الزوجان ماسيمو داونولفي ومارتينا بارنتي يصيغان المشاركة الإيطالية الثالثة خارج المسابقة بعنوانSpira Mirabilis. تسجيلي ملتقط في بلدان متعددة وصف بأنّه «سيمفونية بصريّة عن الخلود». لا بدّ من باولو سورنتينو في الموسترا، ولو بعمل تلفزيوني. تعرض أول حلقتين من مسلسله «البابا الشاب»، مع جود لو في البطولة. من آسيا، تصل أفلام من الفيليبين واليابان ونيبال والصين. كذلك، يلقي فينيسيا تحية وداع على الراحلين الكبيرين عباس كيارستمي ومايكل شيمينو. الأول بعرض أول لفيلمين قصيرين له ووثائقي عنه، والثاني بعرض تحفته «عام التنين» (1985).

الحضور العربي يتمثّل في 3 أفلام و7 مشاريع، مع مشاركات في الأقسام والأنشطة الموازية. الوثائقي الطويل The War Show لعبيدة زيتون وأندرياس داسلغارد يفتتح مسابقة «أيام فينسيا»، إضافة إلى الوثائقي القصير «بلا حدود» للعراقي حيدر رشيد. ضمن القسم نفسه، يُعاد عرض «على حلّة عيني» للتونسية ليلى بوزيد، باعتباره أحد الأفلام الفائزة بجائزة السينما الأوروبية (فيليكس). أيضاً، هناك الفيلم القصير للتونسية درية عاشور بعنوان «الباقي صنيعة الإنسان» في الأوريزونتي. ضمن مشروع «جسر فينيسيا للإنتاج»، الذي ينطلق هذا العام للمرة الأولى في «سوق فينيسيا السينمائي»، تشارك أفلام «واجب» لآن ماري جاسر، و«طبيعة الوقت» لكريم موسوي، و«قابيل وهابيل وراعية البقر» لدينا صلاح عامر. في ورشة «فاينال كات فينيسيا» (ما بعد الإنتاج)، تشارك مشروعات أفلام «ورد مسموم» لأحمد فوزي صالح، و«اصطياد أشباح» لرائد أنضوني، و«عتمة» لسؤدد كعدان، و«هذه الأيام» لنديم ثابت. في لجان التحكيم، تحضر الممثلة المصرية نيللي كريم في مسابقة «آفاق»، كذلك يحضر الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، عضواً في لجنة تحكيم مسابقة SIGNIS. «مركز السينما العربية» يشارك بإدارة علاء كركوتي مدير Mad Solutions، مع عددين من «مجلة السينما العربية»، أول مجلة عربية تتوجه إلى المشهد السينمائي الدولي باللغة الإنكليزية.

الأخبار اللبنانية في

05.09.2016

 
 

في افتتاح كلاسيكيات فينيسيا: مخملباف يستعيد فيلمه من الرقابة الإيرانية بعد ربع قرن

صفاء الصالح - بي بي سي ـ فينيسيا

خصص عرض افتتاح تظاهرة الأفلام الكلاسيكية في الدورة 73 لمهرجان فينيسيا السينمائي لفيلم المخرج الايراني محسن مخملباف "ليالي شارع زايندة" المنتج عام 1990.

جاء ذلك بعد أن تمكن المخرج من استعادة وترميم نسخته التي ظلت مخزونة في أقبية الرقابة الإيرانية نحو أكثر من ربع قرن.

وبدت بادرة غير مسبوقة أن يختار مدير المهرجان الفني البرتو باربيرا فيلم المخرج الإيراني المعاصر والذي لم يصل بعد الستين من العمر لافتتاح تظاهرة تضم أفلاما مستعادة ومرممة لعدد من رموز السينما وبناتها، من أمثال أندريه تاركوفسكي وأكيرا كيراساوا ولوي مال وديفيد لينش وودي الن وغيرهم ممن ستعرض أفلامهم في هذه الدورة.

وشكل هذا الفيلم بدايات الخلاف بين مخملباف ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران الذي كان هو من أشد المدافعين عنه، وبداية مخاض طويل من التحول انتهى بترك مخملباف لبلادة والانتقال للعيش في المنفى الاختياري بعد وصول الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد إلى السلطة.

وبات مخملباف يوصف اليوم بالمخرج المتمرد على النظام الحاكم في طهران وأحد اعدائه بعد أن كان يوما ما جزءا من بنيته.

فمخملباف المولود في مايو/أيار عام 1957 في إحدى ضواحي جنوب طهران الفقيرة، انتمى في سن المراهقة إلى جماعات المعارضة السرية ضد حكم الشاه، وحكم عليه بالسجن وهو في الـ 17 من العمر بعد طعنه شرطي، حيث قضى في السجن نحو خمس سنوات قبل أن يطلق سراحه بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران.

هذه التجربة العنيفة من الجانبين -فعل العنف الذي قام به والعنف الذي مورس ضده وهو صبي في أقبية التعذيب- كان لها بالغ الأثر في خيارات مخملباف اللاحقة وتحولاته الفكرية ورفضه وادانته المتكررة للعنف وجذورة في ثقافة المجتمعات الشرقية.

كما كان لتجربة السجن أيضا أثر كبير في تطوره الفكري، ولعل من ثمارها تعرفه على السينما التي كان يدرسها نظريا ويثقف نفسه بها أثناء سجنه الى جانب النضج السياسي الذي وفرته معايشة السجناء السياسيين المعارضين الآخرين لحكم الشاه حينها.

وقد انضم مخملباف بعد عام 1979 إلى "منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية" التي مثلت التيار الاسلامي المتشدد في مواجهة الاتجاهات الليبرالية واليسارية في إيران وجناح أول رئيس إيراني بعد الثورة، أبو الحسن بني صدر.

وهكذا بدأ مخملباف حياته في ماكنة الاعلام الدعائية للنظام في ايران بعد الثورة الإسلامية، وقدمت أفلامه الأولى رسائل دعائية مباشرة، كما هي الحال مع فيلمه "توبة نصوح" عام 1983.

وراح مخملباف يظهر نضجا تدريجيا في الوعي أو في دربته واتقان أدواته الفنية في النصف الثاني من الثمانينيات، ولفت الانتباه إليه بعدد من الأفلام من أبرزها :سائق الدراجة" 1989.

وتمكن في العقدين اللاحقين من أن يثبت قدميه بوصفه أحد المخرجين البارزين في السينما الايرانية الجديدة، إلى جانب كيارستمي ونادري وبناهي الذين تحظى أفلامهم باحتفاء عالمي كبير.

وفي رصيد مخملباف اليوم أكثر من 20 فيلما روائيا وعدد من الأفلام الوثائقية والعديد من الجوائز والمشاركات في المهرجانات العالمية الكبرى ولجان تحكيمها.

لحظة فاصلة

وتتحدر أهمية فيلم "ليالي شارع زاينده" من أنه يمثل لحظة فاصلة قادت إلى خلاف مخملباف مع النظام الذي خدم اهدافه، وإلى اكتشافه أنه لم يعد يختلف بشيء عن النظام الذي أطاح به وأعاد استنساخ آلة قمعه وإن لم يكن بصورة أشرس وأوسع.

ويخلص مخملباف بدءا من هذا الفيلم إلى فكرة تنطلق من منظور انثروبولوجي مازال يكررها كثيرا في أحاديثة وأفلامه في التركيز على أن ظاهرة العنف لا تتعلق فقط بالنظام السياسي وأجهزة قمعه بل تمتد جذورها عميقا في ثقافة مجتمعاتنا الشرقية.

ولعل هذا الفهم ليس بعيدا عن تأثيرات تحليل مظاهر القوة او السلطة وعلاقاتها في عموم البنية الاجتماعية، كما طورته الدراسات الثقافية التي لمح إليها مخملباف في الفيلم بجعل بطله أستاذا مختصا بتدريسها، أو بشكل أساسي مع جهود الفيلسوف الفرنسي الكبير ميشيل فوكو في تحليل الخطاب المهيمن وشبكات القوة وعلاقاتها وآلياتها في العزل العقاب في مجتمعاتنا.

وقد أعاد مخملباف تكرار هذه الفكرة عن ثقافة العنف والاستبداد في فيلمه الاخير "الديكتاتور" الذي عرض في مهرجان فينيسيا عام 2014 حيث يرى في الثورة امتدادا لعنف النظام القديم عندما يمارسه ضحاياه ويعيدون انتاجه.

فالديكتاتورية لديه تفسد حتى الضحايا وتدفعهم لتلبس صورتها بنزعة انتقامية تحرق الأخضر واليابس، كما تعيد بنية النظام القديم انتاج نفسها في سياق الظروف الجديدة، فنرى المتمردين يمارسون قمع النظام السابق نفسه وعنفا ربما كان أقسى مصحوبا بنزعة انتقامية جارفة.

صدام مع الرقابة

يقدم مخملباف في الفيلم حكاية أستاذ في الدراسات الثقافية يشرح لطلبته جذور العنف والاستبداد الكامنة في المجتمع الايراني، فيتهمه جهاز الأمن السري بالإساءة إلى الشاه ونظام الحكم الملكي في إيران، و لايشفع له تبريره أنه أراد أن يلقي باللوم على نزعة العنف في المجتمع لا نظام الشاه.

ويتعرض الأستاذ الجامعي بعد التحقيق معه إلى حادث دهس (يبدو متعمدا من قبل الاجهزة الامنية) ينتهي بوفاة زوجته وتحولة إلى شخص مقعد، وننتقل هنا إلى حكاية ابنته التي ترعاه والتي تعمل في ردهة الطوارئ في وحدة لغسيل معدة الاشخاص الذين يحاولون الانتحار ومعالجتهم.

وتصبح الابنة الشابة هي محور السرد في ما يتبقى من الفيلم والذي يتوزع في جانبين: رعايتها لوالدها وعملها وقصة حبها الجديدة لاحقا بعد أن يهجرها حبيبها السابق، وتحاول هي الانتحار بعد محاولة والدها المقعد الذي يحاصره اليأس الانتحار ايضا، في مشهد بدا على درجة عالية من الميلودرامية، والمبالغة في الاداء وبدا تنفيذه غير مقنع.

ولا نعرف هل أن القطع الذي قامت به الرقابة جعل هذا المشهد مبتورا، إذ نراهما فجأة قد عادا الى حياتهما الطبيعية، اي أن محاولة انتحارهما كانت فاشلة.

ويستثمر مخملباف عمل الفتاة في وحدة الطوارئ وغسيل معدة من يحاولون الانتحار ليقدم لنا سلسلة من الحكايات عن أثار بنية القمع على نفسيات البشر وما تشكله عليهم من ضغوطات تدفعهم إلى محاولات الانتحار.

ونلاحظ أن تلك القصص تتوزع على ثلاثة مراحل في عهد الشاه واثناء قيام الثورة والمواجهات مع القوات الأمنية واخيرا بعد هزيمة النظام واستتباب الامر للنظام الاسلامي الجديد.

ولكل مرحلة من هذه المراحل محاولات الانتحار الخاصة بها، ففي فترة الشاه نرى أولئك المحطمين جراء قبضة النظام الأمني الصارمة، كالشخصية الرئيسية في الفيلم الاستاذ الجامعي نفسه، وفي فترة المواجهات اثناء الثورة نرى أم تحاول الانتحار بعد أن قتل ابنها على ايدي جهاز امن الشاه وقتلت ابنتها أنها معادية للثورة.

وبعد استتباب الأمر للنظام الجديد في طهران يتواصل عمل الفتاة مع من يحاولون الانتحار، ولكن هذه المرة بدوافع مختلفة عن زمن الشاه، وهي عوامل نلاحظ أنها في معظمها ناجمة عن الحرب، فهناك الزوجة التي فقدت زوجها في الحرب ولديها طفل منه، ثم زوجتها عائلتها من أخيه وبات لديها طفل اخر منه، فتحاول الانتحار عندما يعود الزوج الاول المفقود بعد نهاية الحرب، أو الجندي المقعد بسبب الحرب والذي حاول الانتحار فتقنعه الفتاة بالتخلي عن ذلك لتقع في قصة حب معه، بعد أن هجرها حبيبها السابق، ويقف الاب المقعد ضد هذه العلاقة لاحقا.

ويقول مخملباف إنه اصطدم مع الرقابة بعد عرض الفيلم في مهرجان فجر بإيران، إذ طلبت الرقابة منه حذف 37 دقيقة من الفلم الذي وجدت انه يتعارض مع تسميه "روح الثورة الايرانية وقيمها" وحتى النسخة المقطعة تم منعها من العرض.

ويضيف أنه تمكن من استعادة بعض اجزاء النسخة السالبة للفيلم بعد اكتشافها في مخازن الرقابة عام 2016 بعد سرقتها وتهريبها من داخل ايران إلى الخارج حيث أسهم بنفسه في ترميم الفيلم الذي عرض في 63 دقيقة بدلا من النسخة الاصلية وكانت في 100 دقيقة.

مشاهدة الفيلم في صيغته الأخيرة تكشف عن أنه ظل يحمل بين طياته الكثير من سمات أفلام تلك المرحلة التعبوية والنزعة الدعائية للثورة الايرانية التي هيمنت على الكثير من الافلام الايرانية لاسيما تلك المنتجة خلال فترة الحرب العراقية الايرانية وفي اعقابها.

بيد أن الفيلم حمل حمل مسحة نقد خفيفة وقدم تلك النظرة التي تدين العنف وتلمح الى جذوره الكامنة في طبيعة ثقافة المجتمع نفسه وهي مالم تحتمله الرقابة الايرانية الصارمة.

لكن مخملباف،عندما تحدثنا معه بعد عرض الفيلم ، ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير بالقول إن الدقائق الـ 37 المحذوفة احتوت نقدا أعنف من ذلك بكثير وكان ثمة مشهد واضح جدا فيه استعارة واضحة عن استعادة بنية القمع ذاتها من جديد في ظل النظام الاسلامي الجديد، وهو مشهد استبدال صور الشاه في مركز القمع الذي تعرض له بطله بصور الخميني ورموز العهد الجديد الذي حذفته الرقابة.

لم يكن مخملباف في هذا الفيلم بمستوى نضجه، تقنيا على الأقل، الذي بدا فيه في أفلامه اللاحقة، فبدا بدائيا في تنفيذ بعض مشاهدة وثمة مبالغة واضحة في الاداء، ومشكلات في مزج الصوت، على سبيل المثال نرى أن الفتاة تعزف لنسمع مباشرة تسجيلا لمقطوعة على البيانو بطريقة احترافية تاتي من خارج المشهد وليس بالتوازي مع اداء الممثل للعزف على البيانو.

وحرص مخملباف على ان يترك بعض المشاهد التي قامت الرقابة بقطع الصوت فيها بدون صوت يظهر حوار الشخصيات مع شرح على الشاشة يشير الى انها الرقابة حذفت هذا الحوار.

وصف مخملباف فيلمه في الرسالة التي ارسلها الى المهرجان قائلا "يبدو الفيلم مثل كائن حي بدون أطراف ولكنه مازال يتنفس، ولم يفقد قصته أو معناه. وقد قررت العمل على ما استعدته من النسخة السلبية (النجاتيف) للفيلم وشريط الصوت في لندن".

ويضيف مخملباف في سياق ما يصفه برد على تهديد تلقاه حينها من السلطات الإيرانية إنه "من السهل اسكات مخرج سينمائي، ولكن من المستحيل قمع السينما".

الـ BBC العربية في

05.09.2016

 
 

ميل جيبسون يتحدث عن علاقته بهوليوود في مهرجان البندقية

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

وصف الممثل ميل جيبسون علاقته بهوليوود بأنها تشبه “الاستمرار على قيد الحياة” بينما يستعد للعرض الأول لفيلم عن الحرب في مهرجان البندقية السينمائي يمثل عودته كمخرج بعد عشر سنوات غير مستقرة في حياته الشخصية.

بدأت السنوات العصيبة التي عاشها الممثل والمخرج الحاصل على جائزة الأوسكار عام 2006 حين ألقي القبض عليه لقيادته سيارته وهو مخمور ثم أدلى بتصريحات معادية للسامية فأصبح مادة لعناوين الصحف مما شوه سمعته وأثر سلبا على مشوار فني مميز جعله واحدا من ممثلي ومخرجي هوليوود الأعلى أجرا.

ويشهد مهرجان البندقية العرض الأول لفيلم (هوكسو ريدج) لجيبسون (60 عاما) وهي ملحمة حربية عن داعية سلام خلال الحرب العالمية الثانية يجد نفسه أمام معضلة. ويروي الفيلم القصة الحقيقية لديزموند دوس وهو مسعف في الجيش رفض حمل السلاح لكنه حصل فيما بعد على وسام الشرف لإنقاذه 75 من رفاقه. ويعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية.

وقال جيبسون في مؤتمر صحفي “إنه رجل في أسوأ موقف ممكن وسط جحيم على الأرض ويخوض هذا الصراع مسلحا بالإيمان والقناعة ويتمسك بتلك الأمور ويقوم بأمر استثنائي… ألهمني ذلك.”

وقال بطل سلسلة أفلام (ليثال ويبون) إنه يأمل أن يؤدي الفيلم لتوجيه المزيد من الاهتمام للمحاربين العائدين من مناطق الصراع. وقال “حين يعودون يكونون بحاجة إلى بعض الحب وبعض التفهم.”

وتبدأ أحداث الفيلم بقصة حب في جبال بلو ريدج في فرجينيا وتنتقل إلى معركة أوكيناوا حيث يجب أن يشق دوس الذي يلعب دوره الممثل أندرو جارفيلد طريقه بين الجثث والأطراف المتناثرة ليعود برفاقه إلى بر الأمان.

وقال جارفيلد (33 عاما) “ديزموند رمز رائع لفكرة التعايش مهما كانت أيديولجيتك ومهما كانت منظومتك القيمية.”

سينماتوغراف في

05.09.2016

 
 

بالصور.. ميل جيبسون يروج لفيلمه "Hacksaw Ridge" فى مهرجان فينيسيا

كتبت - أسماء مأمون

روج النجم العالمى ميل جيبسون لفيلمه "Hacksaw Ridge" فى مهرجان فينيسيا السينمائى، حيث حضر أمس الأحد، العرض الخاص له برفقة النجم هوجو ويفينج والنجم ارندرو جارفيلد ولوك بريسى وسام ورثينجتون وفينيس فوجان.

فيلم "Hacksaw Ridge" من إخراج ميل جيبسون، وتدور أحداثه حول "ديزموند دوس" مسعف الجيش الأمريكى خلال الحرب العالمية الثانية، والذى خدم فى معركة "أوكيناوا" رافضًا قتل الناس، وأصبح فيما بعد أول رافض لتسلم ميدالية الكونجرس الشرفية فى التاريخ الأمريكى.

والفيلم يشارك فى بطولته أندرو جارفيلد وتيريزا بالمر وجيمى ماكاى وفراس ديرانى وفينيس فوجان ومات نابلى وريان كور وريتشارد روكسبيرج وراشيل جريفث ومن تأليف راندال والاس وروبرت شينكان ومن إخراج ميل جيبسون، والفيلم من المقرر عرضه جماهيريا فى أستراليا والتشيك والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا واليونان فى شهر نوفمبر المقبل، فيما يعرض فى ألمانيا 12 يناير المقبل.

بالصور.. تيريزا بالمر تتألق فى حملها بمهرجان فينيسيا السينمائى

كتبت سارة محسن

خطفت النجمة الأسترالية "تيريزا بالمر" نجمة فيلم Warm Bodies، وفيلم I am number four الأنظار فى فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائى فى دورته الـ73، فور وصولها إلى السجاد الحمراء، حيث ظهرت بفستان وردى مطرز كشف عن جمالها رغم حملها فى طفلها الثانى.

وبدت تيريزا فاتنة على السجادة الحمراء وهى تروج لفيلمها الجديد Hacksaw Ridge، ويشاركها البطولة فيه اندرو جارفيلد، وفينس فون، ومن إخراج النجم العالمى ميل جيبسون.

وتدور أحداث الفيلم حول "ديزموند دوس" مسعف الجيش الأمريكى خلال الحرب العالمية الثانية، والذى خدم فى معركة "أوكيناوا" رافضًا قتل الناس، وأصبح فيما بعد أول رافض لتسلم ميدالية الكونجرس الشرفية فى التاريخ الأمريكى.

بالصور.. صوفى تارنر تفوز بجائزة Kineo Diamanti فى مهرجان فينيسيا

كتبت سارة محسن

فازت النجمة الإنجليزية صوفى تارنر بجائزة Kineo Diamanti عن دورها فى مسلسل Game of thrones، وأيضا دورها فى فيلم X-Men: Apocalypse، أمس الأحد فى مهرجان فينيسيا السينمائى فى فعاليات دورته الـ73.

وظهرت تارنر التى تبلغ من العمر 20 عاما على السجادة الحمراء، وهى تستلم الجائزة بفستان أسود أنيق يظهر جمالها، من تصميم بيت الأزياء الروسى Yanina”"، ثم نشرت لها صورة على حسابها الخاص بموقع "إنستجرام" معلقة: "يا لها من لحظة رائعة مع ناس أروع".

يذكر أن صوفى تارن تصور حاليا فيلم Huntsville مع النجم ديلان ماكديرموت، والنجمة روبن بارتليت، ومن المنتظر عرضه العام المقبل.

اليوم السابع المصرية في

05.09.2016

 
 

شاهد.. ميل جيبسون في العرض الخاص لفيلمه الجديد "Hacksaw Ridge"

كتب - إيهاب محروس:

حضر النجم العالمي ميل جيبسون العرض الخاص لفيلمه الجديد Hacksaw Ridge ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائى أمس برفقة كوكبة من النجوم، منهم هوجو ويفينج والنجم ارندرو جارفيلد ولوك بريسى وسام ورثينجتون وفينيس فوجان.

الفيلم يتناول قصة مسعف الجيش الأمريكي "ديزموند دوس" الذي خدم فى معركة "أوكيناوا" ورفض قتل الناس خلال الحرب العالمية الثانية، ليصبح أول من يرفض تسلم ميدالية الكونجرس الشرفية فى التاريخ الأمريكى.

يشارك في بطولة العمل أندرو جارفيلد وتيريزا بالمر وجيمى ماكاى وفراس ديرانى وفينيس فوجان ومات نابلى وريان كور وريتشارد روكسبيرج وراشيل جريفث ومن تأليف راندال والاس وروبرت شينكان ومن إخراج ميل جيبسون.

يعرض الفيلم جماهيريا فى أستراليا والتشيك والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا واليونان فى شهر نوفمبر المقبل، فيما يعرض فى ألمانيا 12 يناير المقبل.

الوفد المصرية في

05.09.2016

 
 

ميل جيبسون يعرض فيلمه Hacksaw Ridge في مهرجان فينيسيا

كتب: ريهام جودة

استقبلت سجادة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ73 المخرج والممثل الأسترالي ميل جيبسون وأبطال فيلمه Hacksaw Ridge ومنهم الممثل أندرو جارفيلد، والممثلة الأسترالية تيريسا بالمر -25 عاما- التي سرقت الأضواء من «جيبسون» نظرا لوقوفها على السجادة الحمراء وهي حامل، بينما ظهر «جيبسون» بلحيته الرمادية، ويتناول الفيلم قصة جندي أمريكي استطاع حماية عدد كبير من زملائه خلال الحرب العالمية الثانية.

ابنة سلفستر ستالون تبدأ شهرتها كموديل من فينيسيا

كتب: ريهام جودة

منذ دخولها مجال عروض الأزياء، فإن الموديل الأمريكية سيستين ستالون ابنة نجم أفلام الحركة الشهير سلفستر ستالون اتخذت أولى خطواتها نحو الشهرة والوقف بمفردها دون مساعدة أبيها، حيث ظهرت خلال مشاركتها في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ73، «سيستين» لم يتجاوز عمرها 18 عاما، وتنضم إلى قائمة طويلة من أبناء المشاهير الذين دخلوا مجال عروض الأزياء اعتمادا على شهرة أبائهم أو عملهم في هوليوود، ومنهم ابنة جني ديب وابنة السوبر موديل سيندي كروافورد.

جود لو : تقديم شخصية البابا في The Young Pope لم يكن سهلا

كتب: ريهام جودة

أكد الممثل الشهير جود لو أن تقديم شخصية البابا لم تكن سهلة، وقال «لو» في تصريحات لمجلة فارايتي خلال تواجده في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث عرض أول حلقتين من الدراما التليفزيونية The Young Pope، التي تتناول قصة البابا بيوس الثالث عشر، أول بابا أمريكى في التاريخ.

المسلسل إنتاج مشترك بين شبكة HBO وشبكة Sky و+Canal، ومن المقررعرضه في أوروبا في أكتوبر المقبل، وفى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر فبراير 2017.

ومكون من 8 حلقات أخرجها المخرج السينمائى الشهير باولو سورنتينو تتبع قصة رجل يدعى لينى بيلاردو، البابا بيوس الثالث عشر، أول بابا أمريكى في التاريخ، وأشار إلى أن تقديم الشخصية لم يكن سهلا.

المصري اليوم في

05.09.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)