كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«نوارة».. وقود الثورة الذى تحول إلى هشيمها!

بقلم : مجدى الطيب

عن فيلم

«نوارة»

ومخرجته

هالة خليل

   
 
 
 
 

·        أزمة الفيلم تكمن فى السيناريو الذى عانى فقرا فى الخيال لم يعوضه اجتهاد المخرجة

وأنا أشاهد فيلم «نوارة» تأليف وإخراج هالة خليل قفز إلى ذهنى فيلم «بيت القاضي» (1984)، الذى كتبه عبد الحى أديب عن قصة بنفس العنوان للأديب إسماعيل ولى الدين، وما جمع بينهما، فى رأيي، إن «بيت القاضي»، الذى صار واحدا من أفضل الأفلام التى تحدثت عن حرب أكتوبر، تبنى رسالة تقول : «الفقراء دفعوا ثمن النصر، والأغنياء جنوا ثماره»، بينما لخصت هالة خليل رسالتها فى «نوارة» بمقولة :«الفقراء هم وقود الثورة..  وهشيمها» !

زمن أحداث الفيلم حددته «هالة» بوضوح عندما تصدرت الفيلم لوحة تقول :«بعد سقوط حسنى مبارك» لكنها لم تفعل؛مثل كثيرين، انشغلوا بالحديث عن إرهاصات ومبررات ثورة 25 يناير 2011، بل راحت ترصد انعكاسات «الثورة» على شريحة الفقراء، والمهمشين، والمعدمين، الذين كان ينبغى أن يكونوا على رأس المستفيدين من «الثورة»، لأنهم دفعوا ثمن قيامها، لكنهم بدلا من أن يحصدوا نتائجها تحولوا إلى «رماد تحت نارها الخامدة» !

أزمة فيلم «نوارة» تكمن – فى رأيى – فى افتقاره إلى الخيال، ووقوعه فى فخ «التقريرية»، التى أوحت بأننا حيال فيلم تسجيلى يُعيد على مسامعنا، وأمام أبصارنا، مشاهد لوقائع، وأحداثا عاصرناها عقب سقوط «مبارك»؛مثل فترة حكم المجلس العسكري،  وصدور قرارات التحفظ على «مبارك» ونجليه، وتعقب رجال الأعمال..  وغيرها من الأحداث «المحفوظة»، التى حاولت المؤلفة / المخرجة سردها بلغة بصرية موائمة، لكنها جنحت للتكرار، كما فى مشهد البطلة التى تحمل «جراكن المياه»، والمباشرة، كما فى الربط بين شُح المياه فى المناطق الشعبية، وحمامات السباحة التى تفيض بالمياه العذبة فى قصور الأغنياء، ورجال الأعمال، وجنحت للمبالغة فى اللعب على وتر «الوهم»، والتغرير بالبسطاء؛عبر الإيحاء بأن استرداد الأموال المهربة والمنهوبة سيمنح كل مواطن مبلغا يُقدر بـ120 ألف جنيه؛فالتكرار أفسد المعنى..  والرسالة !

«نوارة» (منة شلبي) هى ابنة هذه الشريحة المعدمة، التى لا تجد قطرة الماء، وتعانى إهمالا وتجاهلا على الأصعدة كافة، وتسعى للتغلب على هذه المعاناة، وإتمام زواجها الشرعى بفتاها «علي» (أمير صلاح)، بالعمل لدى عائلة رجل الأعمال «أسامة» (محمود حميدة)؛الذى يعد واحدا من فلول نظام مبارك، والمكونة من زوجته «شاهندة» (شيرين رضا) وابنته «خديجة» (رحمة حسن) وابنه المقيم بالخارج «إياد» (أحمد مجدي) لكن الفيلم، الذى يُحلق بعيدا عن الخيال، وينزلق على أرضية خشنة، ، يغرق فى طوفان من «الواقعية السوداء» والمشاهد التى سعت المؤلفة / المخرجة من خلالها إلى تكثيف الشعور بالغضب والتأسى على أحوال الفقراء والمهمشين، والأهم القول إن «الثورة كانت ضرورة»، لكن الأثر جاء عكسيا، نتيجة غياب الحس الجمالى المفترض؛فالبطلة تؤمن قطرة الماء لتأمين حاجتها اليومية، ولأن جدتها «توحة» (رجاء حسين) تخشى أن تموت ولا تجد قطرة ماء لتغسيل جثتها، بكل ما فى التوجس من قتامة تبلغ ذروتها بطلب الجارة حفنة ماء لتغسل بها وجه طفلتها قبل الذهاب إلى المدرسة، بالإضافة إلى تحميل الممرضة «المرتشية» مسئولية الانهيار الحاصل فى المستشفيات العامة، وتردى الأحوال الصحية فيها، هى المبالغات الأقرب إلى «الميلودراميات»، التى لا تستدعى الشفقة على الفقراء، والمهمشين، بقدر ما تثير الحنق ضدهم، وضد الفيلم، الذى بدا، فى لحظة، وكأنه يُلقى بمسئولية فشل الثورة، أو انحرافها عن مسارها، على «الشعب» نفسه، وهو المعنى الذى يتأكد فى مشهد المظاهرة التى كانت تقطع الطريق، وتعطل مصالح المواطنين الساعين إلى العمل والرزق، فى حين يُقدم الفيلم – فى المقابل – صورة محببة لرجل الأعمال «الوطني»، الذى يفهم طبيعة الشعب المصري،  ويرفض الهروب من مصر، كما فعل رجال أعمال كُثر، كونه يُراهن على أن شيئا لن يتغير فى مصر، ويتنبأ بعودة الأوضاع السياسية والاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل «الثورة»، وهو ما عبر عنه بثقة قائلا : «بكرة أفكركم..  كل حاجة حترجع زى ما هى بالضبط» !

بالطبع لم يخل الفيلم من اجتهادات طيبة تمثلت فى العلاقة بين «نوارة» و«الكلب»، ونجاحها فى قهر خوفها منه، وتمكنها من السيطرة عليه، بكل ما تحمله العلاقة من دلالات وإسقاطات، بالإضافة إلى التميز الواضح لبعض العناصر الفنية؛على رأسها الموسيقى التصويرية التى وضعتها السورية ليال وطفة، وإضاءة وتصوير زكى عارف، وديكور هند حيدر، وتقمص منة شلبى شخصية «نوارة» بأدائها الهادئ، وثقافتها السياسية المحدودة، ووعيها بالخلفية الاجتماعية للشخصية، بينما منح محمود حميدة الواثق، المتمكن، المسيطر على شخصية «أسامة»، والدارس لها، والملم بجوانبها، بريقا ووميضا على الشخصية، والفيلم بأكمله،  بعكس أداء أمير صلاح الدين، الذى شابه التوتر، ربما لخلل فى كتابة شخصية «علي»، الذى ينحدر عن أصول نوبية، وشهدت شخصيته تحولا غير مبرر من الشر إلى الخير؛فضلا عن أن ملامحه توحى بالبلطجة، ولا تعطى انطباعا بأنه قادر على الإيقاع بالفتاة «نوارة» فى غرامه، وبسببه تنقلب على مبادئها، وتستجيب لإغوائه، وتغرق معه فى بحور العسل فى فيلا مخدومها الغائب، بعد أن كانت تُصر على ألا تدخل على زوجها فى أى مكان آخر سوى بيت الزوجية !

مرة أخرى عانى سيناريو فيلم «نوارة» فقرا فى الخيال، لم يعوضه اجتهاد المخرجة، التى كان بمقدورها أن تترك مسئولية صياغة الفكرة الأخاذة (الثورة راح ضحيتها الفقراء) لكاتب سواها، بحيث تتفرغ لمسئوليتها الكبيرة، وحملها الثقيل، كما فعلت فى فيلم «أحلى الأوقات»، الذى اكتفت بكتابة قصته، بينما استعانت بالكاتبة وسام سليمان لصياغة السيناريو والحوار،  وأظن أن النتيجة كانت طيبة، بعكس ما جرى فى «نوارة»، الذى شهد تراجعا فى أداء القديرين أحمد راتب ورجاء حسين؛حيث أدى الأول دور «عبد الله»، الذى يعمل لدى رجل الأعمال، برتابة، وشحوب، وبلا حماسة، بينما جسدت رجاء حسين شخصية الجدة «توحة»، التى تبيع السندويتشات من نافذة بيتها بالطابق الأرضي، وكأنها تراهن على جائزة، كالتى حصلت عليها أمينة رزق فى فيلم «أريد حلا»،  فكانت النتيجة مخيبة للآمال .لكن الطامة الكبرى، بحق، تمثلت فى اختيار عباس أبو الحسن لتجسيد شخصية «حسن» شقيق رجل الأعمال، فهى شخصية دخيلة، والأداء غلب عليه التوتر الزائد والانفعال المفرط. وفى كل الأحوال أكد الفيلم مُجددا أنه ما زال أمامنا الكثير لنصنع فيلما عن ثورة يناير، بوقائعها السياسية الملتبسة، وجوانبها الإنسانية المجهولة !

جريدة القاهرة في

05.04.2016

 
 

«نوّارة».. فيلم من قلب الثورة وليس عنها

بقلم : أسامة عبد الفتاح

أكثر ما نجحت فيه المخرجة هالة خليل، فى فيلمها الروائى الثالث «نوارة»، الذى بدأ عرضه تجاريا الأربعاء الماضي، هو تحقيق المعادلة الصعبة التى حيّرت كثيرا من زملائها السينمائيين، والتى تتلخص فى صناعة عمل عن ثورة 25 يناير 2011، أو على الأقل يتخذها كخلفية، دون التورط فى إصدار أحكام سياسية، ودون القفز إلى استنتاجات لم يحن أوانها بعد، والأهم: دون الإجابة عن التساؤل المقيت عما إذا كانت الثورة قد نجحت أم لا، وعما إذا كانت قد «اُختطفت» من عدمه.

نحن فى فيلا مسئول سابق فاسد فى العهد البائد (محمود حميدة)، حيث تدور حوارات مباشرة عن الثورة ونتائجها السلبية وتداعياتها الخطيرة على الحيتان الكبيرة من لصوص أقوات الناس، مما يدفع معظمهم إلى الهرب للخارج، كما نتابع خادمته (منة شلبي) التى تصحبنا معها إلى عالمها المناقض البائس، حيث نسمع كلاما مختلفا عن الثورة المباركة التى ستمنح كل مواطن 200 ألف جنيه على الأقل بعد استعادة أموالنا المهربة إلى نفس الخارج، لكن الفيلم – رغم ذلك كله – ليس عن الثورة، ولا يتقيد بأى التزام فنى أو سياسى قد تفرضه عليه.

بعد مشاهدة العمل ستدرك أنه لا يوجد أى مطلق، ولا يوجد طرف على صواب وآخر على خطأ، وأن الثورة ليست شرا مستطيرا دمر البلد وأعاده للوراء، وليست – فى نفس الوقت – زرا يضغط عليه البسطاء فتمطر السماء عليهم أموالا وذهبا، وأن قضية هالة خليل – وغيرها من السينمائيين الجادين – ليست الثورة فى حد ذاتها، بل الإنسان فى كل مكان وزمان.

هذا فيلم عن البسطاء وأحلامهم وهمومهم ومعاناتهم فى عالم قاس لا يرحم، وعن قضية العدالة الاجتماعية الغائبة من الأزل وإلى الأبد. لا تتعلق المسألة بالغنى والفقر والفروق المادية بين البشر بقدر ما تتعلق بأبسط الحقوق، فأنت لا يجب أن تكون غنيا لكى تفوز مثلا بالطعام الصحى والماء النقي، وليس من الضرورى أن تكون مليونيرا لكى تحصل على المسكن الآدمى اللائق.

أجادت هالة التعبير عن تلك الأفكار دون مباشرة ودون إنشاء ودون خطابة، بل باللعب على المفارقات التى اكتفت بالإشارة إليها وتركت للمشاهد مهمة وضع اليد عليها.. فمقابل حرمان المناطق العشوائية من الماء النظيف واضطرار سكانها للسير مسافات طويلة حاملين «جراكن» ثقيلة لكى يحصلوا على أقل القليل منه، نجد سكان الفيلا يلهون بمياه حمام السباحة الغزيرة، وكلبهم يستحم بالكثير منها، كما نرى هذا الكلب يلتهم اللحم والدجاج فيما يأكل «الخدم»، الذين أعدوا له هذا الطعام، الجبن.

وفى الوقت الذى يتحول فيه الكومباوند الفاخر إلى مدينة أشباح بعد أن تخلو فيلاته من سكانها إثر هروبهم للخارج، نرى زوجين لا يجدان سقفا يمارسان تحته علاقتهما الحميمة، وأناسا يتشاركون فى استخدام دورة مياه غير آدمية، إلى آخره من مفارقات ترتقى إلى درجة المآسي، فهدف صناع الفيلم ليس المشاركة فى الجدل حول الثورة، ولا إطلاق الأحكام عليها سلبا أو إيجابا، بل لفت النظر إلى هؤلاء البسطاء، والتساؤل عما إذا كانت العدالة الاجتماعية ستتحقق فى يوم من الأيام أم أن الميزان سيظل مختلا كما هو.

هذا أفضل أفلام هالة خليل على الإطلاق، ويعكس مرحلة النضج التى وصلت إليها، سواء ككاتبة للسيناريو والحوار أو كمخرجة، ومن الأفضل دائما أن يكون أحسن أفلام المخرج هو أحدثها، وليس أولها.. وساعدها على خروج الفيلم بهذا المستوى مجموعة من الفنيين الممتازين فى مقدمتهم مدير التصوير زكى عارف، الفائز بجائزة الإسهام الفنى من مهرجان القاهرة السينمائى 2014 عن فيلم «باب الوداع»، والمونتيرة منى ربيع، ومؤلفة الموسيقى التصويرية ليال وطفة.

ومن أهم أسباب تميز الفيلم، الأداء التمثيلى لأبطاله، ويبرز من بينهم الكبير والقدير محمود حميدة، الذى سكب كعادته عصارة خبرته فى مشاهده القليلة ليحولها كلها إلى «ماستر سين»، أو مشاهد رئيسية محورية، خاصة المشهد الذى يُجبر فيه على ترك بيته والسفر لكى ينجو من المحاكمة، والذى يخرج فيه من الباب متجها إلى السيارة دون أن ينطق كلمة واحدة، وعلى وجهه رد فعل الانكسار والمهانة والغضب والعار معا، وكلها مشاعر ينجح فى توصيلها للمشاهد باقتدار رغم ارتدائه نظارة شمسية وحرمانه من الأداء بعينيه.

أما منة شلبي، فلا شك أنها أدت واحدا من أفضل أدوارها، لكنى آخذ عليها اللهجة الغريبة التى استخدمتها، والتى لا تنتمى لا للريف ولا للمناطق الشعبية، رغم أنها لم تكن فى حاجة أصلا لتغيير اللهجة لأن الشخصية تربت – بحكم عمل والدتها وعملها هى شخصيا – فى بيوت «الكبار».. كما تسهل ملاحظة حالة التوهان والتغريبة التى تصيب عينيها فى اللقطات القريبة، وكأنها تجسد شخصية فتاة عمياء.

جريدة القاهرة في

05.04.2016

 
 

نوارة.. محاولة مراهقة للركوب على الثورة!

هبة عبدالعزيز

منذ بدء تصوير فيلم «نوارة» وهناك حالة ترقب من قبل الجمهور والنقاد لما سيحدثه من حاله فنية لكون الفيلم يضم عناصرسينمائية يشهد لها اخراجا هالة خليل وتمثلا واداء نخبة من أبرز النجوم منهم منة شلبى ومحمود حميدة وشيرين رضا واحمد راتب ورجاء حسين، وكعادة الافلام المميزة تصاحبها حاله من الجدل وتباين فى ردود الفعل بين الاشادة والانتقاد.

اندلعت تظاهرات الإعجاب وثورات الثناء على فيلم «نوارة» قبل عرضه منذ مهرجان دبى السينمائى ، مما أثار فضول المشاهد لانتظار هذا العمل ومشاهدته الى أن وقعت الفأس فى الرأس !

جاءت أحداث الفيلم سردية وصفية لقصة حياة يومية لخادمة من خادمات القصور والمنتجعات والتحول الاجتماعى الصاخب بين معيشة «الكومباوند» ومعيشة الحوارى العشوائية والى هنا لم نلمس إضافة جوهرية إلا ذلك الربط بين ما تسمعه الخادمات من خلال نشرة الراديو اليومية فى الأتوبيس الذى يقلهن الى المنتجع وبين أحداث ثورة 25 يناير واعتبرت المخرجة هالة خليل أن هذا نقل ناعم ودراماتيكى للسياسة وأحداثها العظام من خلال دراما الواقع للمواطن البسيط .. وهنا يؤخذ على المؤلفة والمخرجة «خليل» كونها استخفت بأحلام البسطاء فقلصتها فقط فى طموحهم فى الحصول على ثروات الوطن المنهوبة من قبل الكبار فى بنوك سويسرا ، فضلا عن اختزالها الثورة فى مجموعة رجال الأعمال الذين هربوا الى خارج البلاد آنذاك هم وأسرهم وأموالهم تاركين خلفهم الفقر والعوز والقهر للبسطاء وكأن حياتهم لم تتأثر بأى شيء!

أما الفنانة منة شلبى التى لعبت دور «نوارة» فعلى الرغم من رثة ثيابها وطلاء أظافر قدمها المقشر والذى حرصت المخرجة على التركيز عليه فى نقلات المشاهد كعلامة لمواطنى الدرجة العاشرة من سكان العشوائيات ، بالإضافة الى خلو وجهها من المكياج فإننا وجدنا أنفسنا أمام ممثلة «شاطرة» وليس أمام انسانة بسيطة تعمل كخادمة ، فحالة الاندهاش التى غلفت وجه» نوارة « طيلة أحداث الفيلم وطبقة صوتها الحانى لم يدمجا المشاهد مع الشخصية قدر تركيزه مع أدوات منة التمثيلية.

أمير صلاح ربما يكون ممثلا جيدا ولكن لم يقدم مبررا لاختياره فى مثل هذا الدور وكأنه إقحام متعمد لمشكلة النوبة على هامش أحداث الثورة، بينما كانت الفنانة رجاء حسين هى الأصدق انسانيا فى الدور الذى لعبته باحترافية عالية ماجعلنا نتعاطف معها وكأن خطوط العمر التى ارتسمت على وجهها منحتها مصداقية كسيدة عجوز تبحث عن قوت يومها وتحلم برشفة ماء.

جاءت النهاية شديدة الاحباط حين تم القبض على نوارة بينما رحل كل بارونات الفساد ليتمتعوا بالحرية على الطريقة الأوروبية وكأنها رسالة موجهة على طريقة «يعملوها الكبار ويقع فيها الصغار» فأى نهاية تلك التى تطمس بقايا الأمل فى صدر المواطن الغلبان الذى لم يبحث يوما عن ثورة أو حتى مظاهرة ولم يشغله قط سوى رغيف عيشه وقوت يومه ووجد نفسه متلبسا فى حالة ثورية بالإكراه فلم يستفد من صمته السابق ولم ينعم بالتغييرات الثورية العصرية ومازال بحثه مستمرا عن الحياة ورغبته ملحة فى الماء والهواء وقليل من الرخاء.

ونهاية فهذا العمل لم يكن الا مجرد محاولة متواضعة «للتلزيق» فى الثورة دون مراعاة لظروف المشاهد الذى اصيب بالتخمة الذهنية والوعكات الدماغية من فرط الأحداث فيهرب الى دور العرض للخروج عن الواقع بحثا عن بصيص من الأمل فلا يجد أمامه الا «نوارة».

الأهرام اليومي في

06.04.2016

 
 

نوارة.. فيلم مهرجانات قد تخاصمه الإيرادات!

علا السعدني

أول ما يلفت النظر فى فيلم «نوارة» أنه جاء فعلا ليكون «اسما على مسمى» وخصوصا بالنسبة لبطلته منه شلبى أو « نواره » كما هو اسمها فى الفيلم, فهى البنت المصرية الأصيلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى التى وبرغم ظروف معيشتها القاسية إلا أنها تشع نورا وطيبة وسماحة مع الجميع، وتبدو دائما بابتسامتها التى لا تفارق وجهها البشوش المتفائل طول الوقت.

وقد اختلف مع من يرى أنها هنا تمثل جميع الفتيات اللاتى يعشن فى نفس ظروفها، لأنها فى الحقيقة تقدم نمطا مختلفا تماما عن هؤلاء الفتيات اللاتى ربما يكن وبسبب ظروفهن الصعبة قد فقدن الأمل فى حدوث أى تغيير للأحسن فى حياتهن , أما هى فلم تفقد ولو للحظة واحدة حلمها بأن غدا سيكون بفضل الله أحسن وأجمل وهذا كان هو سر عظمتها .

ومن الملاحظ جدا أن الفيلم قد تناول أحداث « 25 يناير» وما أعقبها بشكل مختلف حيث ألقى الضوء عليها بقراءة تبدو عميقة ومتأنية عما سبق تقديمه من أفلام ، وهذا طبيعى ومنطقى نظرا لمرور أكثر من خمس سنوات كانت كفيلة وكافية معا بالنسبة لـ « هالة خليل» مخرجته ومؤلفته لرصد الكثير والكثير لكل ما جاء فى تلك المرحلة وما تلاها أيضا .

حيث استطاعت وببراعة شديدة كعادتها أن تظهر مدى الاتساع الشديد فى الفجوة التى أصبحت بين الطبقات فى مجتمعنا، وذلك عن طريق طرحها لعالمين منفصلين عن بعضهما تماما , فنرى الطرف الأول من خلال الفتاة الفقيرة التى تعيش فى غرفة واحدة مع جدتها المسنة «رجاء حسين» فى أحد الأحياء العشوائية المعدمة والمحرومة من كل نعم الحياة بما فيها حتى مياه الشرب، لذلك لم يكن من الغريب أن نجد نوارة وهى تقوم بملء جردلين للمياه يوميا وقبل ذهابها للعمل ! « ومع ذلك لم تتاجر المخرجة بمعاناة تلك الطبقة وتصورهم على أنهم بلطجية أو تجار مخدرات ودعارة مثلما يفعل الكثيرون فى الأفلام إياها »!

بينما ودائما ما يكون هناك على الجانب الآخر حياة أخرى مرفهة تعيشها مجموعة من الأثرياء والتى تعمل نوارة خادمة لأحدهم ويدعى «أسامة بيه» الوزير السابق وعضو مجلس الشعب ويقوم بدوره محمود حميدة ومعه زوجته « شاهندة هانم» أو شيرين رضا وابنتهما خديجة «رحمة حسن»

وتتوالى الأحداث طوال الفيلم ليستعرض لنا الأسوار الشاهقة التى تفصل بين حياة العالمين المختلفين، , وكان من الطبيعى أن نجد الفيلم وهو ينحاز أكثر ناحية نوارة وزوجها «على» مع إيقاف التنفيذ! والذى قد تأخر زواجهما بسبب ظروفهما المادية الصعبة ، ثم وكما صور الفيلم لنا ذلك فقد ازدادت تدهورا أكثر وأكثر بعد الثورة!

وإن كان أسامة بيه ظل متمسكا فى البداية بالبقاء فى مصر على عكس العديد ممن هم أمثاله الذين هربوا إلى الخارج عقب التنحى , وذلك ظنا منه أنها مجرد هوجة وتعدى ! ولكنه يضطر للسفر بعد الحكم على مبارك ونجليه ، ولم تجد زوجته سوى نوارة لتقوم بمراعاة منزلهم أثناء غيابهم , وعندما يرفض زوج نوارة هذا الوضع تضطر شاهندة إلى إعطائها مبلغ الـ20 ألف جنيه الذى سبق وطلبته نوارة كنوع من السلفة لإجراء العملية لحماها , وينتهى الفيلم بالقبض على نوارة بسبب هذا المبلغ بعد أن ضبطته معها الشرطة عندما جاءت للتحفظ على كل أموال أسامة بيه بما فيه منزله أيضا !

الغريب أن الفيلم يبدو وكأنه حمال لوجوه عديدة فهناك من يرى أنه ضد ثورة يناير وهناك من يرى عكس ذلك ، وربما يكون هذا هو إحدى مناطق الجمال وهى فى الحقيقة عديدة وإن بقى من أهمها التمثيل ، الذى كان متميزا جدا عند الجميع وعلى رأسهم منة شلبى التى حصلت من خلاله على جائزتين كأحسن ممثلة، كانت الأولى من مهرجان دبى ثم حصلت عليها مرة أخرى مؤخرا من مهرجان تطوان.

ورغم صغر أدوارهم إلا أنهم أدوها جميعا ببراعة وفى مقدمتهم محمود حميدة وشيرين رضا وأحمد راتب والقديرة جدا جدا رجاء حسين وكذلك الوجه الجديد النوبى أمير صلاح الدين الذى قام بدور الزوج بتميز شديد .

يعتبر هذا الفيلم هو الثالث للمخرجة هالة خليل بعد أحلى الأوقات وقص ولزق، ورغم عذوبته وتماسكه الشديد الذى ليس بجديد على مخرجة أهم ما تميزت به هى التفاصيل الدقيقة، إلا أننى أرى أنه ليس جماهيريا بالقدر الكافى للجذب الجماهيرى وبالتالى فربما يكون حظه أوفر من خلال المهرجانات بينما ستخاصمه الإيرادات!

الأهرام اليومي في

06.04.2016

 
 

أمير صلاح الدين:

منة شلبى رشحتنى لـ«نوارة» وأكره «البطولة» رغم تأخرها

كتبت - آية رفعت

«بحار» يشق طريقه بشكل ثابت، فعلى الرغم من عدم تمكن الفنان الشاب أمير صلاح الدين من تقديم أدوار البطولة إلا أنه وضع بصمة كبيرة تظل فى أذهان المشاهدين لأى عمل يشارك به حتى ولو كانت مشاركة قليلة كضيف شرف، وبعد عدة سنوات من الاجتهاد ما بين الغناء والتمثيل استطاع أمير أن يحصل على فرصة البطولة أمام الفنانة منة شلبى بفيلم «نوارة» والذى حقق صيتًا كبيرًا فور طرحه بدور العرض فى الأسبوع الأول من عرضه. عن أولى بطولاته السينمائية و المشاكل التى حاصرت الفيلم تحدث أمير فى حواره مع «روز اليوسف».

فى البداية كيف جاءت مشاركتك بفيلم «نوارة»؟

- فى البداية أنا لم أقابل المخرجة هالة خليل ولكنها تعرفنى من أعمالى وفوجئت بأن الفنانة منة شلبى رشحتنى للقيام بدور البطولة أمامها وتحدثت لهالة عني. ووجدت منة تطالبنى بإرسال بعض الفيديوهات عن الأعمال التى قدمتها ولم أعرف وقتها التفاصيل فأرسلتها لها، وذهبت بعدها لمقابلة هالة خليل.

هل تم تغيير الدور ليتناسب معك أم كانت الشخصية نوبية من الأصل؟

- لا فى البداية الدور لم يكن لشخص نوبى ولكن المخرجة عندما رأتنى قررت تحويله فى الأحداث إلى شخص من عائلة نوبية، وعندما كنا نتفق على التفاصيل وضحت لها أن النوبى لا يتزوج من فتاة غير نوبية والتى تسمى «جورباتية» وفكرة حبه لنوارة وزواجه منها خطأ كبير فبدأنا فى التعامل مع الفكرة وتطويرها حتى تصلح للأحداث.

ألم تتخوف من أول بطولة لك؟

- أنا لا أحب البطولة والأدوار الكبيرة وهذا أكثر ما أقلقنى من دور «على»، فأنا طوال الوقت احب الأدوار قليلة المساحة والبطولات الجماعية، حتى فى عملى كمخرج أحب المسرحيات التى تحمل أكثر من بطل وليس بطلاً أوحداً، ورغم أن فكرة البطولة أو مساحة الدور الجيدة تأخرت بالنسبة لى إلا أنى درست الأمر بشكل كبير وعقدت عدة جلسات لبروفات على كل تفاصيل الشخصية مع المخرجة وباقى نجوم العمل، وبالمناسبة هذا الفيلم لم يتح لى إظهار «عضلاتى» التمثيلية كلها.

هل يوجد تشابه بينك وبين «على»؟

- توحدت مع على فى الكثير من نقاط حياته فهو يشبهنى فى عدة أشياء أولا الشكل النوبى وثانيا مستواه الاجتماعى فأنا أعلى منه درجة فهو يعيش فى العشوائيات وأنا من منطقة «أرض اللواء» الشعبية وكنت أعانى مثله مع أبى عندما نذهب للمستشفيات الحكومية، وفكرة معايشة كل الأحداث فى الواقع ساعدنى على التوحد معه، فهو يشبه ملايين الشباب المتواجدين فى مجتمعنا وليس غريبًا عليهم.

وما ردك على اتهام الفيلم بأنه يهاجم ثورة يناير؟

- أحداث الفيلم ليست عن الثورة بشكل مباشر ولكن العمل واقعى ويرصد آمال الطبقات الفقيرة والتى ليس لها دخل بالسياسة ولكنهم صدقوا حلم التغيير، فهو يرصد آلام الطبقات تحت خط الفقر والتى تحلم بأى تغيير ووضعت آمالا على أنها تحصل على أموال مما تم تهريبها ولو حتى ألف جنيه ويحلمون بدخول المياه أو أنهم يحصلون على العلاج أو أى مظهر من مظاهر الآدمية، ولكنه فى النهاية يعتبر تأريخا لهذه المرحلة.

هل ستضع لنفسك مواصفات لمساحة الأدوار التى ستقدمها مستقبلا؟

- مبدئيا جيلنا ليس لديه مساحة الاختيار فنحن تعرض علينا أدوار فلو رفضنا الدور لعدم اقتناعنا التام به فلن أعمل، ومن المؤكد أننى سأضطر لقبول أدوار أقل من قيمة ما قدمته فى نوارة لأستمر بشغلى فأنا انتهيت من فيلم «روج» وهو فيلم شبابى ويعتبر من بطولتى ولكن ليس شرطا أن أستمر بأدوار البطولة أو أضع شروطا لها.

هل لديك أفلام تعمل على كتابتها؟

- فيلم «عابدين» به 34 شخصية سمراء وهو من تأليفى ولكن لم يشأ القدر خروجه للنور حتى الآن ولا أدرى كيف سيستقبل الجمهور هذا العمل بينما يقوم البعض بتقييم أدوارى كنوبى أم لا ولا يقيمونى على أدائى بل على لونى.. فأنا عندى أفلام وأفكار من نوع آخر وعندما يكون فى يدى سلطة أن اختار منتج أو أن أنتج لنفسى سأعمل على تقديم هذه الأفكار.

ماذا عن جديد فريق «بلاك تيما»؟

- نحضر للألبوم الثالث ونعمل فى مرحلة اختيار الأغانى وسيكون من إنتاجنا أيضا، وذلك بعد نجاح ألبومنا العام الماضى والذى يحمل عنوان «غاوى بنى آدمين»، ونقوم حاليا باختيار أغنية من الألبوم السابق طرحه لتصويرها على طريقة الفيديو كليب والتى ستكون من بين الأغانى «كبرت» و«وينك» و«غاوى بنى آدمين».

ماذا عن مسلسل «جراند أوتيل»؟

- بدأت مؤخرا فى تصوير دورى به وأقدم من خلاله شخصية ماهر وهو  عامل فى ريسيبشن فى أحد فنادق مدينة أسوان والمسلسل تدور أحداثه فى الخمسينيات حول جريمة قتل تحدث بهذا الفندق ما بين تشويق وإثارة، ومن تأليف تامر حبيب الذى أحب أعماله جدا وهو من المؤمنين بموهبتى، وإخراج محمد شاكر.

هل هناك جديد بالسينما؟

- نعم فدورى بمسلسل «جراند أوتيل» صغير مما يتيح لى الفرصة فى الدخول باعمال اخرى، وسنبدأ قريبا فى تصوير أول مشاهد فيلم لايت كوميدى جديد مع المخرج طارق عبدالمعطى وهو يحمل اسم مؤقت «اخطف وأجرى» أو «سنارة وشبكة» فلم يتم الاتفاق على الاسم النهائى حتى الآن، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول اثنين من الشباب يعملان على النصب على الناس ويقعان فى مشاكل عديدة، ويشاركنى بطولته كريم قاسم ورحمة حسن وعبدالله مشرف وأحمد حلاوة.

روز اليوسف اليومية في

06.04.2016

 
 

المخرجة هالة خليل:

{نوارة} لا يؤرّخ للثورة بل يرصد معاناة البسطاء

جمال عبد القادر

·        سنوات كثيرة منذ فيلم {قص ولزق}، ما سبب هذا الغياب؟

السبب خارج عن إرادتي. كتبت سيناريوهات عدة، ولكني لم أجد منتجاً يتحمس لها. توقفت قليلاً عن الكتابة، ثم كتبت فيلم {نوارة} وضمنته القضية التي كنت مهمومة بها ولم أجد أيضاً المنتج الذي يتحمس لها، فقررت خوض التجربة بنفسي. أسست شركة إنتاج مع مجموعة من الزملاء تعتمد أساساً على الجهود الذاتية والعمل التطوعي، وكانت منة شلبي من البداية معي في الفيلم من دون أجر هي وكثيرون من فريق العمل.

أنجزنا التحضيرات اللازمة على مدار سنة ونصف السنة، وقبل بدء التصوير بأسبوع ظهرت شركة إنتاج {ريدستار} التي تحمست للعمل وأنتجته.

والفيلم ليس تأريخاً للثورة كما يعتقد البعض ولكنه يتحدث عن طموحات وآمال كانت تملؤنا أيامها ثم الإحباطات التي تعرضنا لها، ذلك من خلال شخصية نوارة التي كانت وما زالت تعاني وكأن شيئاً لم يتغير، وكانت تعيش على أمل بأن تتبدل الأحوال بعد الثورة ولكن شيئاً لم يحدث، بل تتعرض لمزيد من الظلم وتدفع ثمن حلمها بالتغيير.

·        كيف كان ترشيح أمير صلاح الدين للبطولة والثقة في قدراته؟

كان الترشيح من منة شلبي التي عرضت اسمه. شاهدت أعماله الصغيرة كافة، ووجدت في داخله ممثلاً قوياً ولديه قدرات تمثيلية لم تُستغل بعد، فقررت الاعتماد عليه، وفعلاً كان عند حُسن ظني به.

·        ذكرت أن السيناريو شهد تعديلاً لأجل أمير صلاح.

فعلاً، كانت الشخصية مكتوبة لشاب بسيط من حي شعبي وليس من أهل النوبة، ولكن عند ترشيح أمير وجدتها فرصة لعرض نموذج للعائلة النوبية من دون التعرض لحياتها ومشاكلها الخاصة، بمعنى أن يعيش معنا جيران من النوبة أو مسيحيون ونتعامل معهم بصفة أنهم جيران ومواطنون فحسب وليس لأنهم حالة خاصة ولهم مشاكلهم، وهو ما أغفلته السينما على مدار سنوات.

·        جاء الفيلم خالياً من الموسيقى التصويرية إلا في ثلاثة مشاهد فقط. لماذا؟

عند كتابة الفيلم، كان القرار أن يكون من دون موسيقى تصويرية تجنباً لتشتيت المشاهد فيبقى في كامل تركيزه مع كل مشهد، ولكن بعد انتهاء التصوير بالكامل وخلال المونتاج وجدت أن ثمة ثلاثة مشاهد لو تخللتها موسيقى تصويرية ستعبر عن الحالة بشكل أفضل، وكان ذلك.

·        أدى الكلب دوره بشكل جيد، كيف كان هذا؟

خضع {بوتشي} لتدريب كبير معي على الأداء. تدربت بدوري على التعامل مع الحيوانات، كي أحصل منها على الإحساس الذي أريد، وفعلاً تحقّق ذلك، وأنا مستعدة لتقديم فيلم بطله الرئيس كلب.

·        يرى البعض أن نهاية الفيلم مُحبطة.

أنا ضد النهايات السعيدة التي تمنح المشاهد جرعة من التفاؤل على عكس الواقع. كيف أتحدث عن أمل وتغيير رغم أننا نعيش في إحباط شديد، خصوصاً بعد عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه وربما أسوأ؟ لا أريد أن يخرج الجمهور من الفيلم سعيداً، بل محبطاً، مستفزاً، غاضباً، يفكر في ما شاهده وفي الواقع، فربما يتحمس للتغيير أو الانتصار على الإحباط الذي تمكّن منا جميعا.

·        انتقد البعض الحوار لكونه مركزاً إلى درجة كبيرة.

لأنني أردت أن يبقى الجمهور في حالة تركيز شديدة مع نوارة ومصيرها، ولو قدمت مشهداً عاطفياً أو حوارياً من دون أهمية لضاع تركيز المتفرج، كذلك كان إيقاع العمل تضرّر، فلا مبرر من وضع مشهد إلا إذا كانت له علاقة بما قبله وبما بعده وله دور كبير في إيصال الفكرة إلى المشاهد، وإن حُذف لاختل البناء الدرامي.

كتابة ومشاريع جديدة

·        أعمالك كافة من تأليفك. هل من الممكن أن تكتبي عملاً لمخرج آخر؟

بالطبع لو كان زميلاً عزيزاً وطلب مني ذلك أو وجدت الفيلم مناسباً له سأعرضه عليه فوراً. فعلاً، أكتب نصاً سينمائياً للمخرج الصديق عمر عبد العزيز. عموماً، أنا من محبي الكتابة ولا أتوقف عنها أبداً.

·        أخبرينا عن فيلم {نسيم الحياة}.

الفيلم من تأليف هناء عطية، وهي كاتبة متميزة قدمت نصاً جيداً جداً، ومن بطولة إلهام شاهين وإنتاجها. تأجل العمل به لإنني انشغلت بـ {نوارة}، وإلهام بـ {يوم للستات} ثم {ليالي الحلمية}، ولكن بعد انتهائها من التصوير سنُحدد وقت بداية التحضير والتصوير.

·        ماذا عن مشروع الإنتاج  المستقل الذي تشاركين فيه؟

المشروع ما زال قيد التحضير. الفكرة جيدة جداً ولكنها تحتاج إلى دراسة وتجهيز وهو ما نقوم به راهناً، وأعتقد أن انطلاق الشركة بالشكل الذي نُخطط له سيساعد في عودة الإنتاج الجيد ويحدث نهضة في الصناعة. أشير هنا إلى أن التعامل مع الكيانات الكبيرة من موقعك كمنتج فرد صعب لأنك الحلقة الأضعف، وهو ما حدث في السنوات الماضية. لكن عندما يتوافر كيان يضم عدداً من السينمائيين ويُعبر عنهم ويُقدم أعمالهم، سيكون التعامل من موقع قوة تستطيع أن تفرض شروطك من خلالها في العرض وتكسر حالة الاحتكار الموجودة الآن.

·        ما تقييمك لتجربة السينما المستقلة؟

هي نوع مختلف من الأفلام، قدمه شباب مُحبون للسينما عندما هربت الكيانات الكبيرة بعد الثورة خوفاً من الخسارة. هؤلاء الشباب هم من حموا الصناعة وقدموا أعمالاً جيدة، جاءت أحياناً بشكل تطوعي، حباً بالسينما والفن. مع ذلك، تُحارب هذه التجربة وهؤلاء الشباب سواء من الدولة أو من الكيانات الكبيرة، ولكن المستقبل لهم ولهذه السينما الجيدة.

الجريدة الكويتية في

08.04.2016

 
 

مليون ونصف حصيلة إيرادات "نوارة" لمنة شلبى و"حرام الجسد" لناهد السباعى

كتب العباس السكرى

وصلت إيرادات الفيلم السينمائى "نوارة" بطولة منة شلبى، محمود حميدة، وأحمد راتب، شيرين رضا، إخراج هالة خليل، لـ مليون و200 ألف جنيه، بعد أسبوعين من عرضه بدور العرض السينمائية، والفيلم تدور أحداثه فى عام 2011 حول فتاة من حى شعبى تدعى نوارة، تعمل خادمة لدى عائلة ثرية، ويظهر العمل الفوارق الطبقية بين المجتمعين. بينما حقق فيلم "حرام الجسد" بطولة ناهد السباعى، محمود البزاوى، أحمد عبد الله محمود، سلوى محمد على، زكى فطين عبد الوهاب، إخراج خالد الحجر، فى الأسبوع الأول من عرضه إيرادات بلغت 300 ألف جنيه، والفيلم يدور حول شخصية "فاطمة" التى تجسدها ناهد السباعى، وتسعى للتخلص من زوجها بعد أن يكتشف قصة حبها القديم مع ابن عمه

اليوم السابع المصرية في

09.04.2016

 
 

فيلم «نوّارة» للمخرجة هالة خليل:

«ربيع» ثورة 25 يناير و«خريف» المصريين

محمد عبد الرحيم - القاهرة – «القدس العربي»:

بعيدأ عن الصخب الذي اتسمت به الأعمال الفنية، والسينمائية بوجه خاص، عن ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، وبعيدأ عن البحث عن أسباب قيامها وآثارها، أو وجهة النظر الباحثة عن مآلها، من حيث النجاح أو الفشل، يأتي فيلم «نوّارة» لمخرجته ومؤلفته هالة خليل.
الفيلم يُجسد حلم الفقراء ودور هذه الأحداث في محاولة الاقتراب من تحقيقه، فقط ليعيشوا كمخلوقات في حياة بالكاد تليق بآدميتهم. وبما أن الفيلم لا يبحث عن الأسباب، قدر ما يعكس ما نعيشه الآن بالفعل، فهو ليس مُطالب بتقديم تحليلات أو وجهات نظر سياسية صريحة، اللهم إلا انعكاس ما حدث على حياة شخصيات الفيلم، وعالم الشخصية الرئيسة، التي يحمل اسمها الفيلم. الفيلم بطولة منّة شلبي، أمير صلاح، محمود حميدة، رجاء حسين، أحمد راتب، شيرين رضا، وعباس أبو الحسن. تصوير زكي عارف، مونتاج منى ربيع، ديكور هند حيدر، تأليف وإخراج هالة خليل.

نوّارة

فتاة من الفئة التي تعيش تحت خط الفقر (منّة شلبي) كأغلبية المصريين، تسكن غرفة في إحدى الحارات الشعبية العتيقة، مرتبطة بشاب من جيرانها (أمير صلاح)، وتعيش مع جدتها (رجاء حسين)، عجوز مريضة تتحايل على الحياة وتنتظر موتها. هذا هو عالم الفتاة إذن، وحتى تتم المقابلة بين هذا العالم وعالم الفئة العليا في المجتمع، فستكون مهنة الفتاة خادمة في بيت وزير سابق (محمود حميدة) وعضو الحزب الحاكم في عهد مبارك، وزوجته (شيرين رضا). 

تبدأ الأحداث بالبحث عن أموال مبارك المُهرّبة، ومحاولات الاستقصاء عنها وعن أماكنها، واللعبة الوهمية التي أصلها الإعلام وضخمها في نفوس المصريين، كمحاولات استرداد الأموال من الخارج، وتوزيعها على الشعب، وكان من جرّاء ذلك المناداة بتوفير محاكمة عادلة لمبارك وعائلته ورفاقه، بهدف لعبة الاسترداد هذه، وقد انطلت على الجميع، فلا أموال عادت ولا المخلوع تم سجنه. في هذه الجو المضطرب تعيش نوّارة، وتفر أسرة الوزير السابق إلى الخارج، ويتركون المنزل في رعاية نوّارة، التي تربّت مع هذه الأسرة، فهي سليلة خادمة للأسرة نفسها. وتتحول مدينة الأضواء هذه ــ أماكن سكن أثرياء مصر ــ إلى مدينة أشباح، فالكل سافر خوفاً من القبض عليه، خاصة بعض القبض على مبارك ونجليه.

علي

نوّارة معقود قرانها على علي، لعدة سنوات، وفي انتظار توفير حجرة صغيرة لإتمام الزواج، علي يعمل في محل والده، حيث يقوم بإصلاح الأجهزة الكهربائية، والده المريض الذي يلقونه في المستشفى الحكومي، مكوّماً على الأرض او مُختبئاً في دورة المياة، لعدم توافر سرير للعلاج، وهو ينتظر إجراء عملية جراحية. وعلي يُعارض عمل نوّارة كخادمة، خاصة وأنها أصبحت تقيم بمنزل مخدوميها، حماية له وطرد شائعات هروبهم خارج مصر. 

علي بدوره يمثل جانباً آخر من شكل الحياة في مصر، ويُشير إلى منظومة العلاج الحكومي وفسادها، وأنه لا قيمة للمواطن، والمرضى يفترشون أرض وطرقات المستشفى الأشبه بالسيرك، أكثر منه مكاناً للعلاج. جدة نوارة ووالد علي، جيل انتهى مريضاً لا يجد حتى فرصة الموت بكرامة، ويبدو أن حلم الفتاة والشاب بعيداً في ظل هذه الظروف. يلجأ علي لشراء جهاز تلفزيون مسروق، وتعنفه نوّارة، وهو يبدي أسبابه فلا يوجد عمل من وقت الثورة، والكل يسرق الآن، وهذا حق! لكنها يقاومه بالأمل ــ كما يذيع الإعلام ــ بأن الأموال ستعود، وأن كل مواطن سيحصل على ما يُقارب المئتي ألف جنيه.

فليكن حلماً

نوّارة بمفردها في مدينة الأثرياء/الأشباح الآن، يزورها علي للاطمئنان عليها، وبعد ممانعة منها من إتمام الزواج في هذا المكان. يقوم علي بسرقة ساعة حائط، ويمضي، وبعدما توحي إليه بمعرفة السارق، يُعيدها مرّة أخرى، هنا تحاول الفتاة أن تتواصل معه، وبالفعل يتعرّف كل منهما على الآخر، ويعيشان لحظات مسروقة في مثل هذا المكان، وكأنهما في حلم. 

ويستفيق الجميع صباحاً، فالبوليس يحضر ويتحفظ على البيت وما به، ويفتشون نوّارة التي تركت لها مخدومتها مبلغاً من المال ــ 20 ألف جنيه ــ على اعتبار أنه هدية زواجها، لكنه في الحقيقية نظير البقاء في البيت. ويتم القبض على نوّارة في النهاية.

منطقية الأحداث

يُحسب للمخرجة ومؤلفة الفيلم في الوقت نفسه أنها جعلت من أحداث الثورة أحداثاً خلفية لحياة نوّارة وما تعانية كل يوم، من رحلتها من منزلها وحياتها المؤجلة على الدوام، وهي ترى ما يحيطها في بيت رجال السُلطة ورفاقهم. إلا أن التأكيد والتكرار على مفارقة حياة الشعب وحياة حُكامه أو المتحكمين بمصيره، جاءت زائدة، وضاغطة على إيقاع الفيلم. أما شخصية علي الذي يسرق ويعود في لحظة تصالح مع نفسه ومع الفتاة، خاصة أنها تعرّضت للضرب والإهانة من شقيق صاحب البيت (عباس أبو الحسن)، وهو مشهد غير مُبرر على الإطلاق، بحجة أن الأخ هرب وترك شقيقه لمصيره، وأهل القرية التي أعطته أصواتها في الانتخابات ـ وقد قام بتزويرها الشقيق، وأخذ أراضيهم عنوة ـ يريدون الانتقام منه الآن! مقولات تقريرية، لطالما ترددت في الصحف والفضائيات عن رجال عصر مبارك، إلا أنها جاءت في حوار مُتعل على لسان شخصية شقيقه، وهذا ما لا تعرفه السينما.

وتحت ضغط هذا الحادث، تترك نوّارة نفسها لرغبتها ورغبة زوجها ــ الذي لم يعد زوجاً على الورق فقط ــ ويتعايشان وكأنهما في عالم آخر! 

مسألة الافتعال هذه تبدو من بداية تأسيس العلاقات بين الشخصيات، بين محاولة الوجود والنظر عبر عالمين مختلفين، أبناء السلطة وأبناء الفقراء، أو الفئة المغلوبة دوماً على أمرها، فلا ثورة حققت شيئاً، ولا حتى الحلم أصبح صالحاً للاستهلاك. لك أن تتنبأ منذ البداية بفكرة اللعب من خلال هذين العالمين، لذلك جاءت المقابلات بينهما تكرارا بشكل أو بآخر، لا جديد فيها… محاولات إيصال المياة إلى بيت نوّارة، وحمّام السباحة بالفيلا، وري الأشجار وغسل السيارات. الحجرات والتحف والطراز المعماري للمكان، وكذلك الحارة ودروبها الضيقة، والحجرات التي أصبحت تحت الأرض، وغيرها من الصور المعتادة والمقارنة الدائمة بين العالمين.

فالفيلم في النهاية يتأسى لهؤلاء وأحلامهم، ويتوقف عند هذه النقطة، من دون أن يتعداها ليكون فيلماً ثورياً، فإن كانت الثورة لم تحقق ــ حتى الآن ــ ما قامت من أجله، إلا أن الفن يستطيع تقديم محاولة ولو متواضعة عن حِس ثوري لا ينتهي، وهو ما لم يتحقق.

القدس العربي اللندنية في

09.04.2016

 
 

تقول إنها لا تنتظر للحصول على الجوائز .. منة شلبى:

تكريمى فى مصر شرف كبير

حوار : نورا أنور

بين عفويتها وجنونها تكمن موهبة النجمة الشابة "منة شلبي" التي أصبحت اليوم أكثر نضجا علي المستويين الفنى والإنسانى غيرتها السنوات لتصبح واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية إن لم تكن أهمهن.

منة أصبحت تمتلك مفاتيح النجاح والنجومية التي أهلتها لتصدر المنافسة بين بنات جيلها فى المشهد السينمائي بأعمال تختصر مسافات بينها وبين القمة أدوارها تختارها بعناية فتحرك المشاعر وتخطف العين وتشغل العقل وتثير الجدل بجرأتها

منة يعرض لها حاليا أحدث اعمالها السينمائية "نوارة" الذي يعد أنضج تجاربها السينمائية علي الإطلاق.

·        كيف تلقيت ردود أفعال الجمهور على فيلم «نوارة» بعد أيام من بدء عرضه ؟

الحمد لله وجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور مع أحداث الفيلم خاصة وأنها لمست واقعاً يعيشه ويراه، الفيلم يرصد المسافة الكبيرة بين عيشة الغلابة وحياة أصحاب المال والنفوذ وتأثر كل منهما بثورة يناير ورغم حالة الاختلاف والاتفاق علي ان الفيلم مع أو ضد الثورة، لكن أنا يهمني رأي الجمهور في الدور والشخصيات فيه لأني أقدم دوراً إنسانياً في فيلم مختلف دون النظر لتوجه الفيلم، أما موقف الفيلم من شباك التذاكر تحكمه عوامل كثيرة مرتبطة بتوجه الجمهور وحالته المزاجية وأنا متفائلة وسعيدة بالعمل.

وأضافت: قبلت الفيلم فور قراءته ولم أستغرق وقتا للتفكير لانني تعايشت مع الشخصية وصدقتها.

·        بعد النجاح الذي تحقق لك في هذا الفيلم هل سنري منة شلبي تتصدر افيشات اعمالها المقبلة؟

اطلاقا ليس ضروريا لو جاء فيلم مثل"نوارة" في الاهمية ولم يكن لي دور كبير بالتأكيد سأقدمه ولو عرض علىّ بطولة فيلم سأمثله أيضا ما يهمني أن أظل امثل كل جديد وجيد.

·        ما الذي جذبك لسيناريو «نوارة»؟

منذ أول مكالمة تليفونية بيني وبين المخرجة والمؤلفة هالة خليل وحدثتني عن الفيلم ثم أرسلت لي السيناريو كنت مبهورة بالموضوع وقلت لها شخصية نوارة لا تشبهني وانها شخصية مثالية جدا.. فقالت لي: هي موجودة في حياتنا لا تقلقي.

·        هل اقتنعت ان شخصية «نوارة» حقيقية وهل لمست ذلك في حياتك ؟

«نوارة» بالفعل موجودة بيننا في كل المستويات ومعظم سيدات مصر يشبهن «نوارة» حتي ولو اختلف المستوي الاجتماعي بشكل متفاوت وانا صادفت أكثر من نسخة تشبه شخصية نوارة .

·        شخصية «نوارة» إنسانية وهى بسيطة لدرجة الصدق المفرط كيف تمكنتِ منها؟

ببساطة شديدة «نوارة» نموذج موجود في المجتمع المصري وهناك كثيرات مثل نوارة يعيشن حياة فقيرة لكن يتمسكن بكرامتهن وأخلاقهن ومبادئهن في الحياة، وبصراحة لم أكن بحاجة لمعايشة المكان والشخصية بشكل كبير لانها نموذج موجود في المناطق الشعبية والراقية وأماكن كثيرة في مصر وبساطتها وطريقة كتابتها في السيناريو وبالمراجعة مع المخرجة هالة خليل تشربت الشخصية وصدقتها فخرجت صادقة وبسيطة وبتفاصيلها الإنسانية جعلت الجمهور يصدقها.

·        هل أضفت علي الشخصية المكتوبة أم أن ما شاهدناه كان هو السيناريو الأصلى؟

هالة من كاتبات السيناريو الرائعات وهي متمكنة من أدواتها فى هذا المجال جيداً وأنا جلست معها كي أفهم كيف تراها هي فطلبت مني «تون» الصوت وطريقة الاداء وشكل ونوع الملابس حتي توصلنا إلي الشكل المطلوب وبدأنا التصوير علي الفور.

·        تردد انك أنت من رشح الفنان الشاب امير صلاح الدين ان يقدم البطولة امامك ما حقيقة هذا ؟

هذا حقيقي كنا نبحث عن شاب بنفس مواصفات أمير وأحد الاصدقاء أرسل لي الأعمال التي شارك فيها وعرضتها على هالة خليل وبالفعل اقتنعت جدا به إلى درجة أنها عدلت الشخصية وحولته إلي شاب نوبي.

·        هل تتفقين معي ان نظرة الرضا الموجودة فى عيون «نوارة» غير موجودة في الحقيقة؟

ذكرت هذا الأمر وصرحت به لهالة عندما انتهيت من قراءة السيناريو ولكن بعد مراقبة معظم السيدات اللاتى يعشن فى نفس مستوي «نوارة» لمست عندهن نفس الرضا واكتشفت أنه أعلي مما كانت تبديه نوارة رغم الشقاء الذي تعيشه السيدة المصرية.

·        من الواضح أن هذه النوعية من الأدوار هي «تيمة» النجاح في أعمالك هل تتفقين معي في ذلك؟

الأدوار شديدة الإنسانية والرومانسية الصادقة تجد من يصدقها إذا نجح الممثل ان يقدمها بصدق ونجحت مع الجمهور .

·        ماذا يعني تكريمك في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ؟

أولا تكريمي في بلدي شرف لي فما بالك أن يتم تكريمي وسط فنانين كبار من إفريقيا هذه سعادة لا توصف وخصوصا عندما يأتى من مهرجان الأقصر للسينما الافريقية لان له خصوصية عندي وتعايشت معهم العام الماضي كعضو لجنة تحكيم وهذا العام القائمون علي المهرجان فريق لا يعرف التعب من اجل راحة ضيوفه وهذا في حد ذاته مجهود جبار.

·        تواجدك في مهرجان السينما الافريقية بالاقصر عامين متتاليين كنت عضو لجنة تحكيم وهذا العام مكرمة ايهما .. قاطعتني قائلة؟

مسألة عضو لجنة تحكيم مهمة شاقة بدنيا ونفسيا لانه لابد أن يحكم الفنان ضميره ولا ينحاز لأي طرف دون الآخر ولانني من الفنانين أعلم مدي الجهد الذي يبذل في أي فيلم حتي يخرج للنور فهو يستغرق مجهودا جبارا لذلك كنت أشعر بالرعب حتى لا أظلم اصحاب الأعمال المعروضة بالمسابقة وأنا دائما اشبه الفنان بلاعب الكورة عنده مراحل صعود وهبوط .. ولكن هذا العام الحياة ألطف كثيرا .

·        هل كنت تتوقعين الحصول علي جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان دبى السينمائى ؟

اطلاقاً فى... هذا المهرجان كان العرض الأول لفيلم «نوارة» وكنت سعيدة لظهوره إلى النور وأن يكون أول عرض لهذا الفيلم فى مهرجان، لقد كان شيئاً مهما أن احصل علي جائزة لم أكن لأطمح بالحصول عليها لقد كانت مفاجأة مهمة وعندما أقدم دورا لا أضع في بالي هل سأحصل علي جائزة أم لا ؟ ولكن عندما احصل علي جائزة لم اتوقعها ولم انتظرها فهذا افضل بكثير لقد وصل بي الأمر أننى لم اصدق أذنى ان اسمي هو الذي ينادي عليه "منة شلبي " افضل ممثلة لقد وصلت لدرجة هيسترية من الصراخ ومن الفرحة.

·        ما هي الخطوات التي تسعين إليها لتصلي الي مهرجانات العالم وما هو المهرجان الذي تحلمين الوصول إليه ؟

نفسي أذهب للاوسكار بفيلم مصري يناقش مشاكلنا المصرية .

·        ماذا عن فيلمك القادم «الماء والخضرة والوجه الحسن»؟

الفيلم بطولة جماعية مع فنانين كبار مثل الجميلة ليلي علوي وصابرين واحمد داود .... وهو مختلف جدا جدا بالنسبة لى وأقدم شخصية كريمة هي كما نقول عليها كدة «لونة» تستخدم انوثتها في تعاملتها مع الناس وقد انتهينا من تصويره أخيراً وننتظر عرضه، والفيلم من إنتاج السبكي ويطرح فكرة جديدة لمجموعة من الأصدقاء يعملون طباخين في الأفراح وتحدث بينهم بعض المواقف والمفارقات الكوميدية والإنسانية والفيلم قيمته عندى في التعاون مع النجوم ليلي علوي وباسم سمرة وهو تعاون مختلف مع المبدع المخرج يسري نصر الله وتأليف أحمد عبدالله وأتوقع له حظاً جيداً في السينما.

·        تعاملت مع يسري نصرالله من قبل كيف تصنفين تعاونكما في جملة ؟

من أهم ما يميز هذا المخرج الكبير حبه للفنانين الذين يعملون معه وهو شخصية مثقفة ودمه خفيف جدا وأنا أعرفه عن قرب وعلاقتنا الإنسانية ممتازة وأعمل معه وأنا «سايبة إيدي».

·        لماذا تم تأجيل مسلسل «واحة الغروب»؟

تم تأجيله لانه يحتاج إلى تحضيرات كثيرة وأنا لا أحرص علي تواجدي كل عام بمسلسل في رمضان وهذا ما جعلني انتظر بعض الوقت وسوف نبدأ تصويره بعد رمضان مع المخرجة كاملة أبو ذكري.

·        وما الجديد عندك بعد هذا الفيلم ؟

احضر لفيلم جديد وسوف أعلن عنه بعد نهاية التحضيرات له وليس بطولتى من الجلدة للجلدة بل هو بطولة رجالية.

·        وكيف ترين حال السينما الآن؟

لا ننكر أنها في أزمة والجميع يتحدث عن ذلك ويطرح الحلول لكننا لا نري حلولاً خاصة في ظل انتشار القرصنة وسرقة الأفلام مازالت مستمرة إلى جانب مستوي بعض الأفلام غير مشجع، وإذا كان هناك منتجون مازالوا يبحثون عن التميز فكريا وشكليا مثل منتج فيلم «نوارة» صفي محمود هذا الرجل غامر أن ينتج فيلما خاليا من الوصفة التجارية مثل هذا النوع من المنتجين يستحق التشجيع وعلي الدولة أن تساعد السينما في حل مشاكلها لأنها قوة ناعمة وداعمة في التواصل المجتمعي وبين الشعوب وأكبر دليل علي ذلك الملتقي والحشد السينمائي الأفريقي الذي أحدثه مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وكيف جمع إفريقيا في الأقصر أرض الحضارة والتاريخ وأوصل رسائل واضحة لا توصلها السياسة.

·        «السيشن» الأخير الذي صوره لك الفنان خالد فضة أثار ضجة علي السوشيال ميديا ما رأيك ؟

لا أجد مبرراً لهذه الضجة كنت اصور"سيشن "مع خالد خارجي وكنت صاحبة فكرة أن يتم تصويري داخل الغرفة بالاوتيل ولم أنزعج ممن هاجمني لأن مثل هؤلاء من سطحيي التفكير لا يعنوني.

الكواكب المصرية في

11.04.2016

 
 

"نوّارة": الثورة المصرية من بين أحلام الناس

محمد جابر

بعد 9 سنوات علىآخر أفلامها، "قص ولزق"، تعود المخرجة هالة خليل إلى السينما بفيلم "نوّارة"، الفائز بجائزة أحسن ممثلة لبطلته، منّة شلبي، في مهرجان دبي السينمائي، والذي بدأ عرضه في مصر منذ أيام. 

الفيلم، الذي قامت بتأليفه، أيضاً، هالة خليل، لا يقوم على حبكة أو حكاية محددة يمكن سردها بتفاصيل البداية والوسط والنهاية المعروفة، بقدر ما يدور في ما يشبه سرداً ليوميات بطلته نوارة، التي تعمل في منزل أحد رجال الأعمال، وهو من أعضاء برلمان نظام حسني مبارك الذي سقط لتوه. ويعكس عملها هناك مفارقة حيوات من قامت الثورة ضدهم، ومن قامت الثورة لأجلهم، حيث الجانب الآخر من عالم نوارة، جدتها المنهكة التي تخاف من عدم وجود مياه لغسل جسدها بعد الموت. حموها المريض بالسرطان الذي لا يجد سريراً في مستشفى حكومية، والأهم، زوجها علي الذي عقد عليها منذ 5 سنوات دون إقامة علاقة زوجية حتى الآن لعدم وجود منزل. 

تحاول خليل في الفيلم أن تلتقط لحظة الآمال العظيمة التي صاحبت الأشهر الأولى بعد ثورة يناير 2011، وانتظار الفقراء عودة الأموال المنهوبة وسط وعود وأحاديث إعلامية عن الرخاء، الذي سيعم مصر بعد استعادة "فلوس سويسرا المنهوبة". وعلى الرغم من مباشرة الفيلم في اختياره لنماذجه ومشاكلهم، إلا أن محاولة إكساب الشخصيات الكثير من التفاصيل الحقيقية في الشكل والمضمون، إلى جانب أداءات ممتازة من الممثلين، منحت الجانب الفقير من عالم الفيلم الكثير من الصدق، خصوصاً لشخصية نوارة المكتوبة بشكل جيد جداً، والمنفذه بأداء رائع فعلاً من منة شلبي، حيث الشخصية التي تتغلّب على صعوباتها بالصبر وانتظار الفرج وعدم الجهر بالشكوى، وتنتظر بصدق أن تتحسن الأمور دون أن تفقد الإيمان، رغم طول المدد، على حتمية التحسن. ولكنْ على الجانب الآخر من العالم، وخصوصاً في جزء الفيلم الذي يرصُد حياة الأثرياء، يبرزُ تناقض كلّ شيء. إذ لا تسير الأمور بنفس الصدق والهدوء، شخصيات فيلا "أسامة" (يجسد الشخصية محمود حميدة) وزوجته شاهندة (شيرين رضا) وابنته خديجة (رحمة حسن) كُلُّها تبدو شخصيّات كاريكاتيرية، وبصورة نمطيّة عن الأغنياء. ويزيد من هذه النمطيّة، شكل الحوار الذي اختارته هالة خليل ليدور بينهم طوال الوقت، حيث حديث مباشر عن الثورة والبلد ورجال الأعمال و"عودة الأمور لشكلها القديم"، إلى آخر تلك الأمور المثقلة جداً للفيلم، والتي تُفْقِد المشاهد تواصله مع ما يحدث. 

يزيد من ذلك، النفس السياسي الزاعق في الفيلم، رغم محاولة هالة خليل عدم التطرُّق للثورة بشكل مباشر، ولكن إغراق شريط صوت الفيلم بنشرات أخبار طوال الوقت، قلل كثيراً من فنية العمل، حيث نشعر طوال الوقت أن الراديو مفتوح كي نسمعه نحن كمشاهدين، ويبدأ الخبر وينتهي مع ركوب أو نزول "نوارة" من وسائل المواصلات. وفي نفس السياق، يأتي مشهد ساذج ومباشر جداً لوقفة احتجاجية تخص الثورة، تُعطِل "الميكروباص" الذي تركبه البطلة فتنزل لفتح الطريق. رمزية المشهد وكل ما هو سياسي، يقلل كثيراً من كل شيء. ورغم أن الفيلم يحافظ على توازنه حتى ربعه الأخير، وهو اتِّزانٌ نابع من اهتمامنا بشخصية "نوارة" وأداء منة شلبي، إلا أنَّه ينهار تقريباً مع ظهور شخصية عباس أبو الحسن، شقيق "أسامة"، وقدومه إلى الفيلا واعتداؤه على "نوارة" بسبب غضبه من سفر شقيقه. مشهد زاعق آخر لا ينتمي لهدوء الفيلم، وطريقة نسجه لحياة شخصيَّته، وهو أمرٌ يستمرُّ لاحقاً مع نهاية ترغب في أن تكون ضاغطة على المشاهد، ودافعة للتساؤل عن مسار الثورة والقهر غير المقصود الذي سبّبته مع انهيار آمال الناس، إلا أن ذلك أيضاً يبدو صاخباً جداً، وبجرعة مضاعفة (ميلودرامية ربما) من القهر على عالم كان أصدق وأهدأ منذ البداية. ليخسر الفيلم نقاط قوته الإنسانية حين ينجر وراء الرسالة السياسية. 

منة شلبي: من مراهقة مرفوضة إلى أفضل ممثلة 

لم يكن طريق منة شلبي سهلاً في مسيرتها السينمائية. ممثلة أخرى لو كانت في مكانها، وببداية مثل بدايتها، كان من الممكن أن يخفت نجمها أو تتوقف تماماً. ولكن منة شلبي امتلكت الكثير من الوعي لتأخذ القرارات الصحيحة والتي تجعلها، مع نيللي كريم ربما، أفضل ممثلة مصرية في السنوات العشر الأخيرة. بدأت منة مسيرتها بدور مهم ورئيسي في فيلم "الساحر"، مع المخرج رضوان الكاشف، عام 2001. كانت مجتهدة وجيدة، ولكن حديث الناس اقتصر بشكل كامل على ما سمّوه بـ"المشاهد الجريئة" التي قدمتها، في وقت كان شعار "السينما النظيفة" الخالية من أي وجود حسي، هو المسيطر على السينما في مصر، لتنال هجوماً عنيفاً وحاداً، وهي لم تكمل بعد العشرين من عمرها. 

في سنوات لاحقة، ظلت موهبة منة محصورة ضمن أفلام ضعيفة جداً، وفي أدوار لا تتطلب أي موهبة أو حضور، أفلام مثل اوعى وشّك (2003)، فيلم هندي (2003)، السيد أبو العربي وصل (2005)، أحلام عمرنا (2005)، أو الأسوأ محاولتها الكوميدية في أفلام السبكي في كلم ماما (2003). هذا الترنح في المستوى الفني، أو الأدوار غير المهمة، كان من الممكن أن يجعلها محصورة هناك إلى الأبد، لولا ذكاؤها ورهاناتها المختلفة. في المقابل، مشاركتها في فيلم هالة خليل، الأول "أحلى الأوقات" (2004)، كان لحظة مهمة، التجربة نفسها والحضور القوي لنسائها وأداء منة لدور "ضحى"، والشراكة الثلاثية المميّزة مع حنان ترك وهند صبري كصديقات قدامى في الفيلم. 

هذا الحضور والاجتهاد الدائم وذكاء الاختيارات، استمر وصولاً إلى "نوارة"، والذي فازت عنه بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي ومهرجان تطوان السينمائيين، في دور مليء بمشاعر مكتومة. وبدا حينها تحديداً، كيف أن موهبة منة شلبي صارت مصقولة جداً، في تأكيد جديد لمكانتها كواحدة من أفضل ممثلات مصر، إن لم تكن الأفضل على الإطلاق.

العربي الجديد اللندنية في

11.04.2016

 
 

هالة خليل: المنتجون رفضوا «نوارة» و«منة» كانت ستقدمه مجاناً

حوار - آية رفعت

بعد غيابها عن الساحة الفنية لأكثر من 5 سنوات عادت المخرجة هالة خليل بقوة من خلال فيلمها «نوارة» والذى تم طرحه بدور العرض منذ أسبوعين فقط.. الفيلم الذى لم يخرج من مهرجان إلا وقد حصد جائزة خاصة عن دور البطلة منة شلبى، والتى تحمست للفيلم لدرجة أنها كانت ستتنازل عن أجرها، رغم أنه لقى قبولاً لدى جمهور الطبقة الكادحة إلا أن عددًا من الناس هاجموا هالة واتهموها بانتقاد الثورة والإساءة إليها.. وعن اختيارها لفكرة الفيلم وعودتها السينمائية تحدثت هالة خليل فى حوارها مع «روز اليوسف».

لماذا اخترت قصة «نوارة» للعودة بها؟

- «نوراة» مستوحاة من الواقع موجودة فى مختلف الوجوه المتواجدة حولنا، فهى نراها فى كل مكان بالمدارس والبيوت.. ورغم أننى لم أسلط الضوء على نموذج بعينه، ولكن انجذابى للشخصية لا يعتمد من الأساس على فكرة المرأة العاملة الكادحة، ولكن ما يركز عليه فكرة الرضا والتسامح، فهى لديها كمية كبيرة من المشكلات والاحتياج ورغم ذلك نجد هؤلاء الأكثر رضا بالواقع ولا يقولون إلا الحمد لله، فهم طبقة بسيطة أغلبهم لا يفكرون بالتغيير السياسى رغم أنهم الطبقة التى تحتاج للتغيير بالفعل، كما أنهم لا يشعرون بالاستفزاز من الثراء الفاحش الذى وصلت إليه طبقة من المجتمع، وبدأت أفكر هل هذه الطبقة لو غضبت على وضعها هل من المتوقع أن يخاف منهم الآخرون.

هل توصلت لهذا بمشاركتهم بالثورة؟

- هذه الطبقة لم تكن من المهتمين بالأوضاع السياسية ولم يكونوا أبدا مشاركين بالثورة ولكن عندما شعروا بتغيير بسيط وسقوط الحكم وقتها بدأوا يفكرون أن الشعب يمكنه أن يكون المتحكم بالفعل وبدأ عندهم أمل بسيط بأن أوضاعهم سوف تتغير للأفضل.. وبدأوا فى الحلم البسيط بأن صوتهم مسموع وأنهم كبار وطالما تغير الحكم يمكن ان يكونوا فى وضع أفضل.. ومع شعار الثورة العدالة الاجتماعية أحسوا أن هناك تغييرًا قادمًا وشعور الإحباط الذى أصابهم وأصابنى، وأنا من ضمن المشاركين بالثورة، دفعنى للكتابة عن هذه الحالات. ووقت الثورة وجدت أن أغلب سكان الكمباوند الذى أعيش فيه قد سافروا لخارج البلاد وهربوا وتركوا الخادمين والحراس هم من يقومون بحراسة بيوتهم.

هل بدأت فى العمل على الفكرة وقت ثورة يناير؟

- لا جاءتنى الفكرة وبدأت العمل عليها قبل ثورة 30 يونيو حتى أن بعض الناس قالوا لى إن المشروع لن يكون له معنى خاصة أنه مكتوب عن الفترة التالية لثورة يناير والتى جاءت ثورة يونيو لتصحيحها. وأنا وقتها قلت إنه بالفعل فكرة الفيلم بها واقعية وأحداثه لاتزال تمسنا كثيرا، وكل يوم نعيش به نتأكد من صلاحية أحداثه ومناسبتها للواقع الذى نعيش به منذ 2012 حتى الآن.

ألم تتخوفى من هجوم البعض عليك لعدم ذكر إيجابيات 30 يونيو؟

- أنا متوقعة أن يثير الفيلم جدلاً بشكل واسع وكبير وقد بدأت فى تلقى الآراء ولكن أغلبها مؤيدة للعمل، أنا لم أخف وأرحب جدا بالجدل المثار لأنه ظاهرة صحية جدا لأن الفيلم عندما لا يثير جدلاً معناه أنه عمل مر مرور الكرام ولم يلفت الشخصيات.. وكلنا نرى ونسمع الانقسام الذى حدث والجدل الموجود بالشارع المصرى ما بين مؤيد ومعارض للثورتين.

ما ردك على الهجوم عليك واتهامك بأنك ضد الثورة؟

- موقف المشاهد من الفيلم سيكون متوقفًا على موقفه من الثورة، فكل شخص سيحكم عليه من وجهة نظره.. وأنا موقفى واضح جدا فى الفيلم ووضعته بأشكال مختلفة ضمن الأحداث ومن لا يريد التعرف عليه يكون هو ضد الثورة، والواقع هو اللى فرض وضع تخوين بعضنا البعض والاتهامات المختلفة بالخيانة لأى شخص معارض لرأيى والتعصب والتربص فيما بيننا هو ما سيؤثر على المتلقى فى قراءته لموقف صناع الفيلم.

هل ترى أن الفيلم سينجح بينما الجمهور يريد الابتعاد عن السياسة؟

- لا أحسبها بهذا الشكل ولكن بشكل عام أنا أعتبر هذا الفيلم مثل «حدوتة مصرية» للرائع يوسف شاهين فالناس تتفاعل فى كل عرض مع مختلف الجمل التى توجعنى أنا شخصيا فهو يعنى أنه قريب من الناس وأنا شبهم وكلنا موجوعين من نفس المشاكل.

هل كنت متخيلة منة شلبى بدور «نوارة» عند كتبتك للشخصية؟

- لا أبدا وأنا أكره أن يتم وضع فنان فى ذهن الكاتب عند قيامه بتأليف العمل لأنه سيكون مسيطرًا عليه ملامح الشخصية وتوجهاتها، فهذا ليس صحيا للكاتب لأن الممثل غصب عنى سيملى على أداء الشخصية.

لماذا ظهرت بمشهد فى الفيلم؟

- من أكثر المشاهد التى كانت تتسبب فى وجعى أثناء الثورة هو عدم اقتناع بعض الناس بالثورة والثوار وذلك نظرا لهجوم الإعلام علينا واتهامنا بأننا نتسبب فى تعطيل البلد ومصالح الناس وأشغالهم، فصممت على إدخال مشهد فتح الطريق للناس لكى يروحوا أشغالهم بعد اتهامنا كثوار بتعطيلهم وذلك لأنه حدث معى بالحقيقة وأحدهم قال لى أننى أعطله عن «أكل عيشه» وقمت وقتها بمحاولة شرح الأمر بأنه هو المستفيد الأول مما نقوم به، وكنا نشعر بألم وقتها بشكل كبير لأننا نتحرك كشعب واحد ولسنا ضد بعضنا البعض.

ماذا عن اهتمامك بالمشاكل النوبية؟

- السيناريو لم يكن مكتوبًا لشخصية نوبية. وعندما رشحت منة شلبى الفنان أمير صلاح الدين لتقديم دور البطل زوجها قمنا بالتناقش لإدخال فكرة الأسرة النوبية للنص، وليس تفكيرا منى بأنى أناقش المشاكل أو الفروق فيما بينهم ولكننى أرى أن وضع الأسرة النوبية طبيعى لأننى اناقش نسيج المجتمع المصرى والقضايا التى تتعلق به والنوبة ليست خارج هذا الإطار فمن الجيد أن يتم تمثيلها ضمن الشعب لكى يكتمل البورتريه المصرى الذى اقدمه، زى ما استعنت بشخصية السيدة المحجبة من خلال «يسرية» التى قدمتها فى فيلم «أحلى الأوقات» فمن دون الغوص فى البعد الدينى، ولكن المحجبات متواجدات بالمجتمع ولابد من تمثيلهن وإلا سنبتعد عن الواقع.

ما سبب تأخير «نوارة» لكل هذه المدة؟

- عرضنا الفيلم على أكثر من منتج وتم رفضه، فقررنا أن نقوم بإنتاجه بأنفسنا ولن ننتظر أحد وذلك عن طريق التنازل عن أجورنا، وبالفعل قمنا بتأسيس شركة إنتاج وبدأنا فى البحث عن منتج مشارك وشركة توزيع وكل هذه الأشياء، وكانت منة متحمسة للعمل حتى أنها أمدت أنها ستتنازل عن أجرها، فهذه رحلة طويلة استغرقت حوالى العام والنصف، حتى ظهرت شركة الإنتاج «ريد ستار» والتى تحمست للمشروع ومرحلة التنفيذ أيضا استغرقت عامًا ونصف العام.

لماذا هالة خليل مقلة فى أعمالها؟

- أبدا فأنا قدمت «أحلى الأوقات» فى 2004 ويليه «قص ولزق» فى 2007 ومنذ ذلك الوقت حتى عام 2013 أى حوالى 8 سنوات كتبت خلالها 3 سناريوهات ولم أجد شركة إنتاج لها، لأن المنتجين لا يقومون بتقديم العمل بناء على جودة السيناريو من عدمه، فكل منهم يقول لى السيناريو هايل ولكنى لا أستطيع تقديمه، أنهم يبحثون عن وصفة لتصوره أن هذه الوصفة هى التى يريدها الجمهور حتى لو كان السيناريو ضعيفًا، ومنذ تجربة نوارة قررت أن أعمل بالبحث الذاتى عن الإنتاج وأن أقدم مشاريعى باعتمادى الشخصى على نفسى، فأنا لن أذهب للتحايل على المنتجين مرة أخرى.

ألم تفكرى فى التواجد فى السوق حتى لو قدمت أعمالاً لغيرك من المؤلفين؟

- فكرة التواجد فى السوق وتقديم أى شىء مرفوضة نهائيا بالنسبة لى حتى عندما كنت فى بداية مشوارى بعد «أحلى الأوقات» عرض على أكثر من عمل ولكنى لم أكن مقتنعة بها. فلو الفيلم لم يكن نابع من قناعاتى الشخصية وبه رسالة تؤلمنى من داخلى فلن أقدمه.

ما الجديد لديك؟

- هناك سيناريو فيلم اجتماعى أعمل على كتابته ولكننى أنتظر الانتهاء من عرض نوارة والاحتفاء به لأتفرغ لكتابته، ولا أستطيع الكشف عن فكرته ولكنه سيكون بعيدًا عن السياسة فنوارة كان فيلمًا استثنائيًا عن شىء مؤلم يحدث وانتهيت من إظهاره للناس.

روز اليوسف اليومية في

14.04.2016

 
 

"نوارة" الحائرة بين الربيع العربي.. وبين "بق مية" لا تجده!!

فلوس الفلول المحرمة علي الفقراء والمسموح بها للإعلاميين والأثرياء فقط!

محمد صلاح الدين

لا أعلم كيف ذكرني فيلم "نوارة" بالفيلم القديم "آه يا ليل يا زمن". المأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس اسمها "محاولة إنقاذ جرحي الثورة". والذي به كلمات عجيبة يطلقها رشدي أباظة للهانم بنت الأثرياء مثل: أرجعي لبلدك. وطنك محتاجلك! وهي في الواقع عايزة تولع في أم البلد واللي فيها..!! 

ولكن في فيلمنا الجديد "نوارة" والذي كتبته وأخرجته هالة خليل نراه يقف حائراً حيال قضايا الثورة.. بل وأن معظم مشاهده تقول بوضوح أن ضحايا الثورة هم "الفقراء" فقط. الذين دفعوا فاتورة التغيير وحدهم. وبلعوا تراب ودمار الربيع دون غيرهم!! رغم ما بدا في مشاهدأخري أن الأثرياء أيضاً تضرروا من الثورة.. ولكن الأثرياء دوماً يؤمنون أنفسهم لمثل هذه الظروف. لأنهم يهرّبون معظم أموالهم للخارج. ولا يبقون في الداخل إلا النذر القليل الذي يسيّرون به أمورهم.. وبالتالي كانت ثورة 52 يناير شتاء علي المظلومين المقهورين وحدهم. لأنهم ازدادوا فقراً وإفقاراً. وتم قطع الطريق أمامهم. وحينما أرادوا حتي أن يأخذوا حقاً يسيراً من حقوقهم عند الأغنياء مقابل الخدمة والعمل الطويل. قفلت في وجوههم الأبواب. بل واتهموا بالسرقة أيضاً.. وأعتقد أن هذا هو أهم ما يقوله الفيلم!! 

"تناقض مذهل!" 

إننا ومنذ تترات البداية التي تخبرنا بهذا الربيع الأعجوبة. ونحن نعيش مع الفتاة نوارة "منة شلبي" الخادمة الفقيرة المكافحة وهي تحمل جراكن المياه الثقيلة وتقطع بها أزقة وشوارع حتي تملأها من صنبور عمومي.وتعود بها لبيتهم الفقير لقضاء حاجاتهم اليومية. حيث لا تصل المياه الي هذه العشوائيات التي تعيش فيها نوارة مع جدتها المسنة "رجاء حسين" والتي تحلم بدورها "ببق ميه" تشربه. وتخشي أن تموت فلا يجدون لها مياهاً كافية لتغسيلها!! 

ثم نري ببراعة من المخرجة عكس هذه الصورة تماماً. وهي تلك الأسرة الثرية المكونة من الوزير السابق والنائب أسامة بيه "محمود حميدة" وزوجته الارستقراطية "شيرين رضا" وابنتهما. لنري الأب وهو في حمام السباحة يستمتع بالمياه العذبة المتوفرة لسكان "الكومبوند" المغلق علي رجال الحظوة في أيام مبارك. والتي تاجر بها حنجوريي الثورة دون أن يتجرأوا ليعلنوا هل هم اشتراكيون أم رأسماليون. أم أن دولة القانون هي الفيصل؟! ومن هذا التناقض السياسي والاعلامي عندنا. دفع الفقراء الثمن مرتين وأربعة كمان!! 

في هذا التناقض المذهل بين المجتمعين المختلفين تمام الاختلاف نري أحداث الفيلم كلها.. حيث المستشفي العمومي في جانب. وسعي نوارة وحبيبها الشاب "أمير صلاح" المكتوب كتابها عليه. للبحث عن سرير لوالده ليجري جراحة تنقذه. وتعنت الممرضة السلطوي "شيماء سيف" والمتحكمة في الغير كله. ورغيها المستمر في الموبايل أثناء عملها كنوع من المنظرة علي خلق الله.. وما بين محاولات ابن الأسرة الثرية الذي يحدثهم من الخارج لاقناعهم بالهروب الذي لا مفر منه..والأب "محمود حميدة" يرفض. ثقة في نفسه وفي النظام الذي يرآه مازال متماسكاً برغم رحيل رأسه الكبير!! 

أو نري التناقض بين حالة الرضا عن النفس التي تعيشها نوارة رغم المعاناة الشديدة في رحلتها الشاقة للوصول إلي مقر عملها كخادمة في هذه القصور البعيدة. وبين أسيادها المتوترين نفسياً. ويعانون الوساوس ما بين الثقة في الحكم. وما بين الخوف من القانون! أو بين الجدة التي تدخر حفنة قليلة من النقود من أجل جنازتها من بيع الطعمية من شباك شقتها الصغيرة المفتوحة علي الحارة. وما بين ابنة الأسياد "رحمة حسن" التي تقتني كلباً كبيراً شرساً ليحرسهم. والتي تخاف منه نوارة لدرجة وقوعها علي الأرض ارتعاباً. ثم اتخاذ قرارها بعد ذلك بالتجرؤ والاقتراب منه ومصادقته بعد أنتقدم له الأكل في الأواني الفاخرة لزوم المكانة التي "حضرته" فيه!! 

"شعللة الحنجوريين"! 

ثم التناقض الأكبر بين تصريحات السادة الحنجوريين أمثال حمزاوي وحمزة والسناوي وغيرهم الكاذبة والمخادعة للشعب. والذي ساهم فيها هيكل بنفسه. بسبب نقله عن الصحف البريطانية المعادية لنا. من تقسيم ثروة مبارك الضخمة علي الشعب بعد استردادها. بحيث يحصل كل فقير علي حوالي مائتي ألف جنيه عداً ونقداً. وبين تصديق الفقراء المهمشين لهرتلة المثقفين وتخاريف النُخب. التي كانت تثأر من الحكم لا أكثر. حتي لو ودوا الشعب في ستين داهية.وتدمير أهم دخل له من السياحة التي يستفيد منها الجميع بشكل أو بآخرا... ليظلوا هم علي رأس سلطة الكلام. وتلميع الأعلام..! وهنا أوجه تحية للفيلم الذي أدان الاعلام بشكل واضح وصريح في تغييب هذا الشعب. والضحك عليه بأماني لا تمت للواقع بصلة. وكأن التغيير في حد ذاته ليس مبتغي. بل لابد من "شعللة" الأمور لتصل إلي حد السفه والاحتيال علي الناس والاتجار بهم. وهو ما سمعناه في الخلفية بأصوات المهيجتين ريم ماجد ودينا عبدالرحمن من رموز هدم الوطن بإعلامهم المتهاتف. الذي ساهم في تضليل هذا الشعب بالكذب عليه وإغراقه في الأحلام الوهمية. كي يزداد غله وحقده وانتقامه من الدولة ومن المسئولين. وكأنهم يهدد وليسوا من شعب مصر مهما اخطأوا؟!! 

"قصيد سيمفوني!" 

لا شك أن هناك بعد الارتباك في السيناريو كان يحتاج إلي خبرة كاتب محترف. وهو العيب الذي نراه في كل الأفلام التي تناولت أحداث الثورة بشكل أو بآخر. ويبدو أن السينمائيين بالفعل لديهمم ضعف عاطفي حيال الحكم علي الأحداث يجعلهم في اهتزاز متكرر. بينما الكاتب المحترف واضح. ودوماً يضع "مصلحة الوطن" و"مصلحة الدراما" فوق الجميع وفوق كل اعتبار! بل ونري حتي هذا في شخصية عباس أبوالحسن "الأوفر" أو في استسلام نوارة غير الطبيعي لحبيبها في سرقة لحظات المتعة في قصر مخدومتها في غيابها وهي الأمينة حتي النهاية..! 

الجمهورية المصرية في

14.04.2016

 
 

"نوارة".. نقطة مضيئة في ممر معتم

خالد عبد العزيز

يبدوظاهريا ًمن فيلم "نوارة" – تأليف وإخراج هالة خليل (الذي يعرض في دور العرض المصرية حاليا) وكأنه يرصد حكاية تلك الفتاه ومعاناتها، لكنه مع قليل من التبصر سيدُرك المشاهد أن هَم صناعه لم ينصب على نوارة وحدها، بل وكأنه شهادة عن شريحة من المجتمع ليست هينة عانت الكثير من التهميش والفقر.

السرد والبناء

تدور أحداث الفيلم حول نوارة الفتاه التي تًعمل كخادمة في فيلا الوزير السابق أسامة (محمود حميدة) في إحدى الكمبوندات المُنعزلة تماما ًعن القاهرة، ترتبط بقصة حب مع علي (أمير صلاح الدين) منذ خمس سنوات ولم يتزوجا بعد، لعدم قدرتهما على شراء أواستئجار شقة الزوجية.

أختارت المخرجة ان يكون زمن الأحداث بعد إندلاع ثورة 25 يناير 2011، تلك الفترة التي عانى الجميع فيها من التخبط بدءا ًمن السلطة التي تُدير البلاد آنذاك وحتى أصغر مواطن، مما أنعكس بالضرورة على الشخصيات، فكل منهم يُعاني حالة من التشتت، مثلا ً شاهندة زوجة الوزير (شيرين رضا) ترغب في السفر للخارج للحاق بأبنها وتشعر بعدم الأمان في ظل الأوضاع الجديدة، والعكس تماما ً الوزير أسامة زوجها نجده لا يهمه أحد ويجلس وحيدا ً يُتابع التليفزيون أويقضي وقته في حمام السباحة، أما على الجانب الآخر نجد علي الذي لا يجد نقودا ً تكفي لعلاج والده، ولا يقدر على الزواج من نوارة. ويتأثر عمله بالظروف التي تمر بها البلد.

يُمكننا تقسيم الفيلم إلى عالمين لا ثالث لهما، العالم الأول نوارة وعلي وتوحة (رجاء حسين) جَدة نوارة، وأهل علي النوبيين، وحياة قطاع كبير من المصريين تحت خط الفقر. أما العالم الثاني فيلا الوزير أسامة الذي يَعيش هووأسرته داخل ما يُمكن أن نطلق عليه يوتوبيا. لا يتقاطع أويتقابل العالمان ألا من خلال نوارة، التي تبدووكأنها الحلقة التي تربط العالمين ببعضهما البعض.

العناصر الفنية

لا شك أن هالة خليل مخرجة موهوبة، لديها بصمتها ورؤيتها التي سَعت في فيلميها السابقين ( أحلى الأوقات، قص ولزق) إلى إبرازها وبلورتها في قالب فني، تلك الرؤية التي تَعني بالإنسان في المقام الاول. وهي تستكمل في نوارة مشروعها، في التعبير عن الإنسان وهمومه، هذه المرة التعبير عن الفقراء في ظل فترة تاريخية عصيبة، وأعتقد أنها وفقت في إختيارها الفترة الزمنية، ربيع 2011 في الفترة التي كثر الحديث فيها عن أستعادة الأموال المهربة، ووصل اللغط فيها إلى اعتقاد البعض بأنه سيتم توزيع هذه الأموال على الشعب، فنجد في احدى المشاهد نوارة فِرحة بقرب استعادة تلك الأموال وبتوزيعها على الشعب الذي سيصل نصيب الفرد فيه إلى مائتي ألف جنيها.

ديكور هند حيدر جاء موفقا ً للغاية للتعبير عن الفرق بين العالمين، الفيلا بأثاثها الأنيق المُغالى في فخامته، وعلى الجانب الآخر بيت نوارة التي تسكن في حجرة منه برفقة جدتها، وهذا يُحلنا لعنصرين هاميين، العنصر الأول: الملابس والأكسسوار الذان تم اختيارهما بعناية وتحديدا ً ملابس نوارة، حتى الشبشب بدا بسيطا.

العنصر الثاني: الرمزية في العلاقة مع الحيوان وتطورات هذه العلاقة.. نوارة تهتم بتربية الكتاكيت والعلاقة معهم متسقة ومتوازية، فالكتاكيت تبدووكأنها تتُناسب مع نوارة وبدت وكأنها مُعادلا ً لها ولحياتها البسيطة، أما خديجة أبنة الوزير(رحمة حسن ) تقتني كلبا، الذي يبدوشرسا ً في التعامل مع نوارة، لكن يحدث ما يُغير مسار العلاقة معه، بعد تَغلب نوارة على خوفها منه، فلا يتدخل سواه للدفاع عنها ضد أعتداء حسن (عباس أبو الحسن) شقيق الوزير، ويركض وراءه حتى الشارع، فيطلق عليه النار ويقضي عليه وهويصيح "هنفضل أسياد البلد "، في اشارة إلى التحول الدرامي في العلاقة بين الكلب ونوارة، وتحوله لجانبها بعد أن كان يُمثل فارقا ً طبقيا.

الخلفية الصوتية والموسيقى التصويرية:  يُمكننا أن نُقسم الخلفية الصوتية إلى شقين.. أولا ً الموسيقى التصويرية للمؤلفة الموسيقية ليال وطفة التي جاءت مميزة وتحديدا ً في مشهد النهاية مُعبرة عن خيبة أمل وانهيار حلم نوارة، التي لم تَدم سعادتها بهذا الحلم سوى ساعات قليلة. أما الشق الثاني فهوشريط الصوت الخلفي المُتمثل في الراديوالذي تستمع له نوارة في المواصلات، اوالقنوات التليفزيونية يتحدث عن هذه الثروات، في اشارة ذكية إلى أحلام البسطاء بالأقتراب ولوبقدر يسير من هؤلاء الذين يخدمونهم، واشارة أيضا ً إلي الفوارق الطبقية.فقد بدا وكانه بديلا ً عن الموسيقى التصويرية للتعبير عن الحالة العامة ليست للشخصيات فقط أنما الحال عامة خلال تلك الفترة.

الأداء التمثيلي

منة شلبي أدت دورا ً استثنائيا ً، سيبقى كثيرا ً في ذاكرة السينما، يكفي آدائها للحظات الفرح، تبدوملامحها مزيج بين البراءة والسذاجة والدهشة، محمود حميدة رغم أن عدد مشاهده لم يكن كبيرا ً لكنه بدا في أفضل حالاته. يكفي مشهده في السيارة قبل سفره للخارج فيبدومحني لليسار قليلا ً في اشارة إلى خنوعه لسيطرة زوجته ولامبالاته بما يجري، أما الجديد فهو أمير صلاح الدين.. ليس بسبب آدائه الجيد فقط أنما بسبب العلاقة بينه وبين نوارة، فمن النادر أن نجد على الشاشة قصة حب بين شاب نوبي وفتاه قاهرية، صحيح تم تناولها في فيلم "سواق الهانم" 1994 من اخراج حسن ابراهيم، ولكن في قالب طريف، لم يكن بهذا العمق. أما رجاء حسين وشيرين رضا وأحمد راتب ( حارس الفيلا) وعباس أبوالحسن فلم يُقدموا أي جديد.

إيجابيات وسلبيات

تتمثل أكثر إيجابيات الفيلم في التعبير عن تلك الفترة التي لم يتطرق لها الكثير، المصريين بعد يناير 2011، معظم الأعمال الفنية تناقش الثورة، لكن هنا الرؤية مُغايرة عن ماذا جرى بعد ذلك.

أما سلبيات الفيلم فيقع اكبرها على السيناريو حيث بدا مباشرا وتقريريا ً إلى حد كبير، بالتأكيد الكل يعرف مُعاناة الفقراء، ويُدرك جيدا ً ما حدث بعد 25 يناير، قدمت صاحبة "أحلى الأوقات" ما جرى وقتها ويجري الآن بشكل تقريري وهذا يتضح من خلال الصورة مثلا ً.. الانتقال بين العالمين رغم انه هام للتعبير عن الفوارق بينهما ألا أن بدا مُفتعلا ً في بعض الأحيان، مثل مشهد توحة وهي تُخبر مندوبي الحي بأنها لا تملك قطرة ماء، وبعدها تنتقل الكاميرا للوزير اسامة وهويلقي بجسده في حمام السباحة في اشارة إلى وفرة المياه على الجانب الآخر، كل هذا يبدورائعا ً، لكن هناك شيئا ً ما ينقصه حتى يكتمل الإقناع.

وأخيرا ً شريط الصوت لم يكن واضحا ً بالقدر الكافي وتحديدا ً في بداية الفيلم.

الخلاصة

"نوارة".. فيلم جيد حتى وان كان هناك بعض السلبيات كما ذكرنا، لكنها تجربة تستحق الدعم والاشادة في ظل ضعف الانتاج السينمائي الجيد وانحسار السينما الحقيقية في اطار السينما التجارية التي تبتعد عن جماليات الفن السينمائي.

عين على السينما في

15.04.2016

 
 

مخرجة «نوارة»: الفيلم رفضته فنانات وأكثر من منتج بسبب الثورة

كتب: سعيد خالد

قالت المخرجة هالة خليل ، إن ظروف كتابة فيلم «نوارة » جاءت عقب توقف تجربة «الراهب»، الذي كان من المفترض أن يقوم ببطولته الفنان هاني سلامة، ما جعلها تقوم بكتابة الفيلم، لاسيما أنها ليست لديها مشاريع فنية خلال شهر رمضان المقبل.

وأضافت، خلال استضافتها خلال برنامج «كلام تاني » الذي يُبث عبر فضائية «دريم» مع الإعلامية رشا نبيل، مساء الخميس، إلى أنها عمدت أن تُظهر الفيلم بجانب سياسي بعض الشيء، لتظهر جدوى الثورة على الطبقة التي ظهرت فيها بطلة الفيلم، وكيف أثرت عليهم، دون أن تكون منحازة للثورة كما ظن البعض، لافتةً إلى أن هذا الفيلم تم رفضه من قِبل العديد من شركات الإنتاج التي لديها موقف معادي مع الثورة، بالإضافة إلى عدم احتواء الفيلم على أغاني شعبية وراقصات.

وأكدت أن فيلم نوارة له جزئين آخرين، إذ أنه كان ضمن ثلاثية سُميت بـ «ثلاثية الثورة»، وسيتم الشروع في عملهما ولكن ليس الآن، مُضيفةً: «ناس كتير بعد ما شافوا الفيلم طالبوا مني أن الفيلم يكون له أجزاء تانية لتصحيح النهاية».

وأرجعت خليل سبب النجاح الذي حظي به الفيلم إلى اختيار الشخصيات التي عملت به؛ بدءًا من بطلة الفيلم إلى مصمم الملابس، موضحةً أن «كل شخصية في الفيلم كان فاهم دوره وكان حابب دوره قوي وعلشان كدة طلع الفيلم بالشكل دا».

ولفتت مخرجة الفيلم إلى أن الفنانة منة شلبي لم تكن المرشحة الأولى لتجسيد دور نوارة، إذ أن الدور عُرض على عدد كبير من الفنانات، ولكنهن اعتذرن لخوفهن من الدور بالرغم من إبداء إعجابهن بالشخصية، إذ أنهن خشين من تحمل مسؤولية بطولة الفيلم، مؤكدةً أن عقب مشاهدتها الفيلم حمدت الله على أن منة شلبي هي من جسدت دور نوارة، لتأديتها هذا الدور باحترافية شديدة.

وتابعت أن من بعض المواقف القليلة التي اختلفت فيها مع المنتج هو مشهد «دفن الكلب»، إذ أنها لم تقتنع بالمشهد الأول، ما جعل المنتج يرفض تصويره ثانية، وذلك لاعتراض طبيب التخدير على تخدير الكلب مرة أخرى لتجنب تعرضه للخطر، ولكنها أصرت أن يعاد مرة أخرى دون تخدير الكلب مرة ثانية.

المصري اليوم في

15.04.2016

 
 

«نوارة» أول فيلم في ثلاثية الثورة المصرية

انتصار دردير

يقول البعض أن السينما ملهاة للشعوب ويعتبرونها مجرد تسليه، في حين يؤكد الغالبية بأنها فن ينعكس فيه طبيعة العصر أو هي لون من ألوان الدعوة تعيد للإنسان نفسه ومشاعره، ويراها العقلاء «ضمير» وتحت هذه الكلمة ألف خط  ينذر برسائل تنبأ أحيانا بالخطر أو تحذر مما هو قادم، كما تخاطب الميول الإنسانية لمعايشة الواقع أو الخيال، أما أصحاب «البيزنس» فيعلمون أنها صناعة تدر الملايين، ومن أجل ذلك يوظفون لها كل شيء وأي شيء لاستراجع ما أنفقوه، حتى ولو على حساب المشاهد نفسه، لا يهمهم قيم طالما السطحية تكسب، ولا يعنيهم سوى ثمن تذاكر بضاعة هابطة تعرضها الشاشات تحت لافتة «الجمهور عايز كده»، وبين ما أصبحنا عليه وما يجب أن يكون، دخلت الأفلام المصرية منذ سنوات في نفق مظلم، واليوم يأتينا ضوء شمعه تنير الطريق للمقبل، فيلم «نوارة» الذي يعرض حاليا في صالات السينما، هو ببساطة دعوة لمزيد من النور، بدلا من الاستسلام وأن نظل «نلعن الظلام»، ويمثل حدا فاصلا بين سينما ضحكت على مشاهديها، وقدمت لهم النماذج الفاسدة، وأغرقتهم فى طوفان الإسفاف، وأخرى تحترم عقل المتفرج وتطرح قضاياه بوعى وتمتعه أيضا.

يأتى «نوارة» كبريق وهج يؤكد أنه لايصح الا الصحيح، بعد أن فقد الفيلم المصرى جمهوره الأصيل تحت وطأة ظروف مجتمعية واقتصادية، وغياب أو ندرة العمل الذى يخاطب فكره ويلامس وجدانه، فهرب قطاع منه إلى الأفلام الأمريكية باحثا عن الإبهار بإمكانات تكنولوجية، وذهبت فئة كبيرة وراء سينما الإفيهات والهايفه، بعد أن سقطت فريسة لمنتجين «السبوبة» وتجار سيطروا بأفلام «الهلس» على أكبر تاريخ وصناعة وسوق في العالم العربي.

والخطورة ليست في واقع الحال فقط الذي نعرفه ونعيشه ونتوجع ونعاني منه، وانما النظر إليه بعين واحدة، وإغماض الأخرى مثلا تجاه حملة رفعت شعار «ادعم السينما العربية»، بدأت من الإمارات وتبنتها شركة انتاجية في مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان برلين، وهي تدعو المشاهد لدعم السينما العربية مؤكدة أن «كل تذكرة تقطعها أنت تدعم بها انتاج فيلم جديد»، ونحن عاجزين تماما عن أن ندعو لدعم السينما المصرية الحقيقية، وننتظر استثمارات أو شراكات خارجية تفرض علينا ما سنقدمه، ضاربين عرض الحائط بما فرضه السوق السعودي في مرحلة الثمانينات  من أفلام المقاولات والأعمال السريعة المعلبه المحدد سلفا أبطالها ونجومها ومضمونها وأهدافها.

 ولذلك انحاز إلي دعم فيلم «نواره» لأنه يستحق وهو مصري مائة في المائة، ويجب أن نسانده جميعا، لأنه يعبر عن الناس الغلابة الشريحة العظمي من هذا الشعب، ويسلط الضوء على التناقض الصارخ فى مجتمعنا، فنحن أمام أبطال من لحم ودم، تعلقوا بالثورة وكانت تعنى لهم شيئا من الانصاف، تعني أن تجد «نوارة» شقة صغيرة تأويها مع زوجها الذى عقدت قرانها عليه وتعطل زواجهما بسبب السكن، وأن تجد جدتها ما تحتاجه حيث تقول في جملة شديدة التعبير عن واقع العشوائيات وما فيها من سوء خدمات: «أنا خايفة أموت وملاقيش شوية ميه تغسلوني»، فنوارة مثل ملايين المصريين الذين يرضون بأقل القليل، وصدقوا في فترة ما حلم أن ثروة مبارك ورجاله المنهوبة سوف يتم توزيعها بالعدل على كل مواطن، ولكنها تتعرض في النهاية إلى دفع الثمن، والسقوط ضحية مثل كثير من ضحايا الثورة.

سحر السينما

(لا زالت السينما وستبقى تحتفظ بسحرها ومقدرتها على نقل الشخص إلي أجواء مختلفة، فالفترة التي تطفأ فيها الأنوار تصنع علاقة خاصة بين المشاهد والشاشة، فيعيش مع الأفلام حالة يرصد فيها عالمه أو عالم آخر).  

داخل قاعة سينما مكتملة عن بكرةِ أبيهِا في مهرجان دبي السينمائي، جلسنا منتبهين، مشدودين طوال فترة العرض الأول لفيلم «نوارة»، لم يرمش لنا جفن، لم ننظر فى ساعتنا – هناك مقولة لمخرج سينمائى عالمى «إذا نظرت إلى ساعتك خلال عرض الفيلم فهذا معناه أنه فيلما فاشلا» – كنا نريده أن يستمر وتنتصر الثورة لأبطالها المطحونين، و بالفعل خلق «نوارة» حالة من الفرحة تسللت بين الوفد المصرى والجالية المقيمة هناك، وتوالت كلمات النجوم والجمهور، ليلى علوى وصفته بأنه فيلم تكاملت له عناصر النجاح، الهام شاهين قالت أنه من أفضل الأفلام المصرية، جمهور عادى رأى فيه عودة للسينما المصرية بعد غياب، وتوقعوا فوز بطلته «منة شلبى» بجائزة أفضل ممثلة، وقد كان.

مشاهد وأحداث

(لايزال الوقت مبكرا لتقديم أفلام عن ثورة المصريين فى 25 يناير 2011، ولاتزال هناك أحداثا لم تتكشف وملفات لم تغلق، وحكايات لم تروى، وشهود لم يتحدثوا، لأن الفن ليس صحيفة ترصد الأحداث أولا بأول، ولكن بالتأكيد ستفرز الثورة أدبها وأفلامها فى وقت لاحق ليس ببعيد).

يقترب فيلم «نوارة» من الثورة، ويبتعد عنها فى آن واحد، ولا ينقل مشاهدها وأحداثها فلا صورة من الميدان، ولا مشهد من قلب المعركة، هو يرصد فقط انعكاساتها على الناس، يطرح أحلامهم التى اصطدمت بواقع مرير، ولم تستطع هالة خليل كمؤلفة ومخرجة أن تتجاهل الثورة كموضوع لأفلامها رغم قناعتها أنه لازال الوقت مبكرا، خاصة وقد تداخلت وتقاطعت أحداث الثورة مع تفاصيل الحياة اليومية فى مصر سلبا وايجابا.

ومع مشهد النهاية الذى تتهم فيه البطلة البريئة الخادمة نوارة بسرقة مبلغ مالى من فيلا مخدومتها، كانت قد طلبته منها لعلاج والد زوجها، بعد هروب مخدومها الوزير السابق ورجل الأعمال الثرى وأسرته الى لندن خوفا من ملاحقات الأجهزة الأمنية وجهاز الكسب غير المشروع، تصل الشرطة للتحفظ على فيلا الثرى، وتخرج نوارة للمواجهه، فيشك الضابط فيما تحمله من متعلقاتها، يخضعها للتفتيش، ويكتشف المبلغ الذى تحمله، يتهمها بالسرقة، ويسوقونها فى سيارة الترحيلات، لتصبح البريئة متهمة، بينما الذين سرقوا البلد وأثروا هربوا، ليدفع الفقراء الثمن قبل الثورة وبعدها، ورغم النهاية المحبطة يتعالى تصفيق الجمهور إلى نهاية واقعية وصادقة تتفق تماما مع مجريات الأحداث وشواهدها، فكيف يمكن تصور نهاية وردية فى واقع ظالم وشديد الاحباط، وقد جاء الفيلم يفيض صدقا وشجنا وهو يتعرض لشخصيات مهزومة لكنها تقاوم بكل ثقة وتتطلع الى كل بارقة أمل حتى لو كان كاذبا.

تساؤلات ومفاجأة

(النهاية التى بدت مفتوحة أثارت كثيرا من التساؤلات، هناك من رأى أنها تحتمل جزءا ثانيا، لنعرف مصير هذه الشخصيات وهل تصبح انتصارات وهزائم الشخصيات مؤقتة، فتنقلب الآيةُ وترد المظالم والحقوق ويعاد تصحيح الأوضاع).

المفاجآة كشفت عنها المخرجة المبدعة هالة خليل، وكان سرا لم يعرفه حتى فريق الفيلم، لكنها باحت لي به، مؤكدة أن «نوارة» هو الفيلم الأول من ثلاثيتها عن الثورة، وأن هناك فيلمين آخرين ترصد فيهما سنوات الثورة بكل ما أحدثته من زلزال ما ترتب عليها، ووضعت هالة خطة مدتها عشر سنوات للخروج بهذه الثلاثية، الفكرة جاءتها حينما وجدت نفسها مشحونة بالثورة ووجدت فيها منعطفات كثيرة، هناك تفاصيل عديدة لم تكشف، ووقائع لا تزال ملتبسة، وكما تقول: حلم نوارة هو حلمنا كلنا، لقد رفعتنا الثورة الى سابع سما، ثم قذفت بنا الى سابع أرض، وكان من الصعب جدا والمبكر أيضا أن أقدم فيلما يعبر عنها، وكان الحل فى ثلاثية.

كانت هالة خليل من أوائل الذين ذهبوا الى ميدان التحرير مع اندلاع الثورة المصرية، وكان هاجسها الأول البحث عن صيغة جديدة تعيد التوازن المفقود لتحقيق العدالة الاجتماعية، وظل هذا الهاجس يطاردها وهى تتابع أحوال وتقلبات الثورة، وحين شرعت فى كتابة ثالث أفلامها «نوارة» قفز هذا الهاجس ليحتل الصدارة فى عقلها، لقد تمنت أن تحقق الثورة العدالة التى حلمت بها.

فيلم «نوارة» هو الأول فى ثلاثية هالة خليل، أما الفيلم الثانى فسوف تتعرض فيه لفترة حكم الأخوان بكل ماألقته من ظلال كئيبة وسعى حثيث لتغيير هوية شعب ومتاجرة بالدين حتى قامت ثورة 30 يونية لتطيح بهم، وفى فيلمها الثالث ستتعرض لما بعد 30 يونية وكان قرارها بأن تقدمها على مدى عشر سنوات غير متتابعة، ففيلمها القادم لن يكون عن الثورة.

ولم تقع المخرجة تحت تأثير تجربة سينمائية محددة قادتها الى فكرة الثلاثية وهى فكرة أدبية بالدرجة الأولى، لكن ماحسم قرارها هو تعدد الرؤى للحدث الثورى والامتداد الزمنى الذى فرضته الثورة، فهى لا تريد أن تقع فى حكى خطابى لا سينمائى، والفيلم الثانى الذى قطعت شوطا فى كتابته ويتناول حقبة الأخوان والصراع على السلطة لن تمتد شخصيات فيلمها الأول اليه، بل سيكون عملا منفصلا، فيلما قائما بذاته، وبشخوصه وأحداثه، ويبقى مصير نوارة معلقا والنهاية مفتوحة.

لوحة فنّية

 (أهم ما يميز فيلم نوارة ماقدمه من صورة بانورامية للحارة الشعبية وما تعانيه البطلة وهي تحمل في يديها عبوتين من المياه تحاول جاهدة حملهما بذراعيها الصغيرتين الممددتين من جسد نحيف).

بعد 14 عامًا مضت على فيلم «أحلى الأوقات»، يمكن اعتبار «نوارة» دور العمر لمنة شلبي، بأدائها البسيط غير المفتعل، فقد صنعت منها المخرجة هالة خليل لوحة فنّية شديدة الإتقان والجمال، واستحقّت منة شلبي الإشادة بهذا الأداء المتميز، واقتنصت جائزة أفضل تمثيل للمرة الثانية من مهرجان تطوان بالمغرب، بخلاف تكريم مهرجان الأقصر للسينما الافريقية لها عند عرض الفيلم في حفل افتتاح دورته الأخيرة، فقد أثبتت منة شلبي بتأديتها لدور نوارة أنها ممثلة من طراز رفيع، حيث وجدنا أنفسنا معها وهي تحلم، وتكافح وتتشبث بالأمل ومعها أيضا وهي تضحك وتهوي وتتعرض لمرارة الهزيمة وألم الانكسار، ومن المؤكد في أي مهرجان يحط الفيلم رحاله سيحظى بإهتمام النقاد وستقتنص منة شلبي جائزة.

واقعنا السينمائي

(صار من السهل الآن اعتبار أي فيلم مهما كانت تفاهته ناجحا مادام قد حقق الملايين، بينما هناك أفلام لها قيمة كبيرة فاشلة، لأنها لم تصمد ولم تحقق الإيرادات المطلوبة).

للأسف عائدات شباك تذاكر فيلم «نوارة» حتى الآن لم تتجاوز المليون و600 ألف جنيه خلال ثلاثة أسابيع، ورغم أن مخرجته لا تنشغل بالإيرادات بقدر لهفتها لكى يصل الفيلم للناس الذين صنعته من أجلهم، وبقدر رغبتها فى أنصاف منتجه الذى يخوض تجربة الإنتاج لأول مرة، فى إطار الدفع للاهتمام بهذه السينما الجادة والجيدة، خاصة وأن الفيلم رفضته أغلب شركات الانتاج، وتحمس المنتج صفى الدين محمود له، ومن فرط حماسه لنوارة قرر أن يشجع الجمهور بطرح تذاكر مخفضة للطلبة فى بعض الحفلات، ورصدت عيون المخرجة المؤلفة رد فعل الجمهور فى كل مكان، تدخل الى الصالة المظلمة تجلس لتراقب كيف يستقبلون الفيلم سواء في مصر، أو فى المغرب حيث عرض مرتين هناك، وفى الأولى امتلأت القاعة بالجمهور المغربى، وفسرت ذلك بأن المغاربة يعشقون السينما المصرية ويقبلون على كل أفلامها، وفى العرض الثانى فوجئت بالبعض يعودون لمشاهدته للمرة الثانية، وهناك من جاءوا من مدن بعيدة بعد أن سمعوا عنه، قالوا لها «أنت تكلمت عن المسكوت عنه فى المغرب»، وهى أدركت أنها قدمت فيلما موجعا بحق، وشاهدت دموع الكثيرين وهم يبكون بحرقة خلال مشاهدتهم.

أخيرا وليس آخرا، هذا هو الواقع السينمائي الحالي يقودنا «بدون بوصلة» إلي المضي في اتجاه واحد لم يفرز شيئا يذكر خلال سنوات طويلة، فقط يعتمد على الإيراد العالي بعيدا عن الموضوعات الجيدة والسينما الجادة التي أطلقوا عليها أفلام المهرجانات ليحجبوا عنها الجمهور، فأي عالمية نتشدق بها وأي وجود نبحث عنه في ظل الأوضاع المقلوبة؟، لاشك أن كل تلك المؤشرات تحتاج إلي تحرك الجميع بلا استثناء لإنقاذ السينما المصرية من أسوأ مراحلها، انتهى ما أريد وستبقى التساؤلات في انتظار يد تمتد ببصيص نور للخروج من النفق الحالك الظلام

سينماتوغراف في

16.04.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)