كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

هالة خليل:

«نوارة» فيلم مصرى حتى النخاع

ويعبر عن أوجاع الشعب برؤية إنسانية

كتب: سحر عزازى

عن فيلم

«نوارة»

ومخرجته

هالة خليل

   
 
 
 
 

تعود المخرجة هالة خليل للسينما بعد غياب استمر لأكثر من 9 سنوات، منذ آخر أفلامها «قص ولزق»، بتجربة روائية طويلة، من خلال فيلم «نوارة»، الذى تدور أحداثه فى أجواء الربيع العربى، ورغم تأكيد هالة خليل أن العمل يرصد الوقت الذى كانت فيه الأحلام كبيرة، والمستقبل مشرقاً، فإنه لا يسعى لتبنى وجهة نظر سياسية كما يظن البعض، وإنما يرصد حالات إنسانية، خاصة فيما يتعلق بالبسطاء، وتفاعلهم مع بعضهم البعض.

وكشفت هالة خليل فى حوارها لـ«الوطن»، كواليس العمل السينمائى، وأهم وأخطر المشاهد التى تعرضت لها، واختيارها لهذا التوقيت الذى تتعدد فيه وجهات النظر، حول ثورات الربيع العربى لطرح الفيلم، وتأثير الانقسامات السياسية على تلقى الجمهور له، كما تحدثت عن مشاركة الفيلم فى مهرجانى دبى السينمائى، والأقصر للسينما الأفريقية، وغيرها من التفاصيل فى هذا الحوار.

هناك انقسام وعنف فى تبنى المواقف السياسية.. وسأعيد النظر فى كتاباتى إذا لم يتفاعل معها الجمهور

كيف تتوقعين استقبال الجمهور لفيلم «نوارة» مع الانقسام على ثورة يناير فى الوقت الحالى؟

- أعلم أننا فى وقت به انقسام فى الموقف السياسى، وتربص شديد جداً، وصرامة فى التعامل مع الآراء، وأعرف أيضاً أن هناك حدة وعنفاً فى تبنى المواقف السياسية فى الوقت الحالى، وهذا الانقسام سيؤثر على المتلقى، وعلاقته بالفيلم من الناحية السياسية، رغم أن الفيلم له بعد إنسانى بعيد عن السياسة، ووجهة نظرى الشخصية واضحة فى الفيلم، وأنا ككاتبة أرغب فى معرفة وجهة نظر المشاهد، لأنه المرآة التى تعكس مدى نجاحى، لتكتمل الحكاية بتقبل الجمهور لها، وإذا لم يستجب ويتفاعل معها، سأعيد النظر فى كتاباتى مرة أخرى.

بعد عرض «نوارة» فى مهرجان دبى ثم مهرجان الأقصر الأفريقى فى مصر ما الفارق بين اللحظتين؟

- اللحظة الأخيرة كنت أنتظرها بفارغ الصبر، وهى أن أشاهد رد فعل الجمهور المصرى على الفيلم، الذى أعتبره مصرياً حتى النخاع، وعبر عن أوجاع الشعب كله، لذلك كنت أقف خلف المشاهد الذى يتابع العرض، لأرى رد فعله عند كل جملة كتبتها، وأنا متوقعة رد الفعل عليها، ومدركة للمقصود منها، لأتأكد أننى أشبه الناس ولا أختلف عنهم، وبالنسبة للمشاركة فى مهرجان دبى، فجمهوره عريق، وكان من بين الموجودين مصريون، لكن العرض فى مهرجان الأقصر ضم 90% من المصريين، وتفاعل الجمهور طمأننى وأكد قربى منهم، وهذا هو المهم بالنسبة لى.

البعض رآك محايدة فى التعامل مع قضية الفيلم فهل ترين فى ذلك تهرباً من طرح وجهة نظر صريحة؟

- وجهة نظرى كانت واضحة جداً داخل الفيلم، وغير محايدة بالمرة، بل اتضحت فى كل مشهد قدمته، مع اهتمامى بأصغر التفاصيل، من يعترض على ذلك أرى أن مشكلته ترجع إلى تعامله مع الفيلم من خلال موقفه السياسى، وليس موقفى أنا، وهذا الشىء كنت أتوقعه من البداية.

وهل استغرقت كتابة الفيلم الكثير من الوقت؟

- بدأت كتابة الفيلم فى أوائل 2012، وانتهيت منه قبل 30 يونيو، وهو ما يعنى استغراقى لعام كامل أو أكثر قليلاً.

وهل خضع السيناريو لتغييرات نتيجة اختلاف الأحداث السياسية على الساحة؟

- من الطبيعى أن يخضع أى سيناريو لإعادة كتابة، ولكن ليس بسبب القضية السياسية التى يناقشها، وإنما من أجل الدراما فقط، وهذا هو الأهم بالنسبة لى.

هناك مشهد جمع منة شلبى بالكلب ليدافع عنها بعد أن كان يهاجمها فكيف حدث هذا التغيير؟

- هذا المشهد الوحيد الذى استعنت فيه بخبير أجنبى، لأن فى هذه الحالة لدينا كلب يهاجم، ويحب الشخص نفسه، وهذا سر لن أستطيع البوح به، لأننى لو كشفته سيبحث الجمهور عنه، وسيفقد المشهد تأثيره، وهذا شىء خطير لا يمكن توضيحه الآن.

ما المعايير التى دفعتك لاختيار منة شلبى لتجسيد شخصية «نوارة»؟

- معايير اختيارى لشخصية «نوارة» تعتمد على أن تكون فى الأساس ممثلة جيدة، نظراً لصعوبة الدور ومساحته الكبيرة، فضلاً عن عدم تقديمها لأدوار تشبه هذا الدور من قبل، لأن هذا سيعطى روحاً طازجة للعمل، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون جادة جداً وتفهم وتقدر قيمة الدور، وأنه مسئولية كبيرة، فتعطيه وقتاً للبروفات والمذاكرة، وهذه العناصر توافرت جميعها فى منة شلبى.

وكيف تكونت لديك الملامح الأساسية لشخصية «نوارة»؟

- «نوارة» موجودة فى كل مكان، وهناك فتيات ونساء عاملات، ولديهن مسئوليات وهموم، ولكن طوال الوقت يرددن «احنا أحسن من غيرنا»، وهذا الرضا والسماحة الشديدة استفزتنى، وجعلتنى أصر على تقديمها، ورسم الشخصية التى لا تفارقها الابتسامة، رغم كل متاعب الحياة.

وكيف جاء اختيارك للفنان محمود حميدة لتجسيد شخصية أحد رجال النظام السابق؟

- محمود حميدة وافق على الدور من أول مرة، واستوعب الفكرة رغم أن المساحة لم تكن كبيرة، ولكنه مدرك تماماً لأبعاد الكلمة والدور الذى يجسده، لذلك خرج الجمهور من الفيلم وأشاد بدوره، ووصف عباراته بـ«الحكم» داخل العمل، فهو يقدم شخصية الوزير السابق «أسامة»، الذى يرى أنه إذا كانت الثورة قد قامت، فإن القيامة لم تقم بعد.

الوطن المصرية في

23.03.2016

 
 

هالة خليل تكشف سبب حذف 5 دقائق من فيلم «نوارة»

كتب: علوي أبو العلا

قالت هالة خليل ، مؤلفة ومخرجة فيلم «نوارة»، إنها لم تجد صعوبة في التأليف والإخراج، لكن في النظر إلى العمل بعين واحدة، موضحة أن الفيلم بسيط للغاية حيث يتحدث عن فتاة شعبية موجودة في كل شوارع مصر، وبالتالي سيكون قريبًا من الناس.

وكشفت «هالة» خلال حوارها مع الإعلاميةلميس الحديدي في برنامجها «هنا العاصمة»، المذاع على فضائية cbc، أن الفنانة منة شلبيلم تكن أول المرشحين لبطولة الفيلم، موضحة أن هناك بعض الفنانات رفضن الفيلم، لأنه يحمل خطا دراميا واسعا يمتد من بداية الفيلم إلى آخره، وأوضحت أن ما شجعها على عرض الفيلم على منة شلبي هو حالة النضج الفني التي تمر بها خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أن هذا الدور لم تقدمه من قبل.

وأوضحت أنها لم تخش من عرض الفيلم في هذا التوقيت، لأن مصر لم تعد لها بوصلة حتى تشارك بالفيلم في موسم معين، مؤكدة أن الفيلم الجيد هو الذي يفرض نفسه على المشاهد، معربة عن تفاؤلها بإقبال الجمهور عليه.

وكشفت هالة خليل أنها حذفت خمس دقائق من الفيلم، بعد عرضه في دبي، لـ«الإسراع في رتم الأحداث»، موضحة أن أصعب مشاهد الفيلم هي التي قام بها الكلب بيتشو، خاصة أن المشاهد التي ظهر فيها هذا الكلب كانت مشاهد أساسية.

وأضافت أن جميع من تتلمذوا تحت أيديها كانوا دائما ما يحذرون من استخدام الحيوانات في التمثيل، وذلك بسبب صعوبة السيطرة عليها في بعض الأوقات.

وأشارت المخرجة إلى أن اللحظة التي شعر فيها جميع من شاركوا في هذا الفيلم بالحزن هي اللحظة التي تم تخدير الكلب بيتشو فيها، خاصة أن أحد مشاهد الفيلم كانت تستلزم تخديره.

منه شلبي: «نوارة» غير من شخصيتي بشكل كبير

كتب: بسام رمضان

قالت الفنانة منة شلبي إن شخصيتها في فيلم «نوارة» كان لها أثر كبير على شخصيتها الحقيقية.

وأضافت منة شلبي، التي حلت ضيفة على الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «هنا العاصمة» المذاع على قناة «سي بي سي»، أنها فور انتهائها من قراءة السيناريو أعربت عن فرحتها، لتوافق بشدة على تنفيذ الدور.

وتابعت منة، أن فيلم «نوارة» يرصد حياة فتاة ذات مستوى اجتماعي بسيط وتعمل مع إحدى العائلات الغنية، لتبدأ أحداث الفيلم في هذا الإطار الاجتماعي.

منة شلبي: الكلب «فينو» أدى مشاهده في «نوارة» وكأنه ممثل محترف

كتب: بسام رمضان

أشادت الفنانة منة شلبي ، بالدور الذي قام به الكلب «فينو» في فيلم «نوارة».

وقالت منة شلبي- خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «هنا العاصمة» المذاع على قناة «سي بي سي»- أن «فينو» كان مسالما جدا في جميع المشاهد التي قام بها، بل ونجح في تأديتها ببراعة كبيرة وكأنه ممثل محترف.

وأشارت منة إلى أن «فينو» كان يصنع جوا جميلا في الأماكن التي تم تصوير الفيلم بها، مما دفع الجميع إلى التعلق به.

هالة خليل: الكلب «فينو» جسد أصعب مشاهد «نوارة»

كتب: بسام رمضان

قالت هالة خليل مخرجة «نوارة»، إنها ترى أن المشاهد التي قام بها الكلب «فينو»، من أصعب مشاهد الفيلم، خاصة وأن المشاهد التي ظهر فيها هذا الكلب كانت مشاهد أساسية.

وأضافت «خليل»، خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «هنا العاصمة» المذاع على قناة «سي بي سي»، مساء الثلاثاء، أن جميع من تتلمذوا تحت أيديهم كانوا دائما مايحذرون من استخدام الحيوانات في التمثيل، وذلك بسبب صعوب السيطرة عليها في بعض الأوقات.

وأشارت المخرجة هالة خليل إلى أن اللحظة التي شعر فيها جميع من شاركوا في هذا الفيلم بالحزن، هي اللحظة التي تم تخدير الكلب «فينو» فيها، خاصة وأن أحد مشاهد الفيلم كانت تستلزم تخديره.

محمد العدل عن مشاركته في «نوارة»: «افتكرت إني جاملتهم طلعوا هم اللي جاملوني»

كتب: علوي أبو العلا |

قال المنتج محمد العدل إن المخرجه هالة خليل طلبت منه أثناء تصويرها فيلم «نوارة» المشاركة في الظهور بمشهد بالعمل، مشيرًا إلى أنه وافق مجاملة لطاقم العمل، لكنه فوجئ بعد مشاهدة الفيلم أن هم من جاملوه بإشراكه في هذا الفيلم، حسب قوله.

وأضاف «العدل» عبر صفحته بـ«فيس بوك»: «اثناء تصوير فيلم (نوارة) طلبت منى هالة خليل مخرجة الفيلم الظهور في مشهد واعتبرت أن من حق هالة على أن اجاملها واوافق على طلبها، وتم تصوير المشهد واعتبرت انى جاملتها وجاملت كل العاملين في الفيلم».

وتابع: «وبعد أن شاهدت الفيلم اكتشفت انهم، من جاملونى بإشراكى في هذا الفيلم، وتوثيق اللحظة، فشكرا لهم جميعا واخص بالشكر ابنتى هالة خليل».

بينما قامت الفنانة منة شلبي بالرد عليه معلقا على حديثة: «احنا اللي شاكرين مهللين ومتشرفين، شكرًا جزيلا يا دكتور».

وردت عليه المخرجة هالة خليل: «ده انت اللي شرفتنا ونورت الفيلم».

المصري اليوم في

23.03.2016

 
 

مخرجة نوارة تكشف سبب حذف ٥ دقائق من فيلمها

القاهرة- بوابة الوفد- محمد يحيى:

قالت هالة خليل، مؤلفة ومخرجة فيلم "نوراة"، إنها لم تجد صعوبة في التأليف والإخراج، لكن الخطورة في النظر إلى العمل بعين واحدة، موضحة أن الفيلم بسيط جدا حيث يتحدث عن فتاة شعبية، موجودة في كل شوارع مصر، وبالتالي سيكون قريب من الناس.

وكشفت "هالة"، خلال حوارها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها "هنا العاصمة"، المذاع على فضائية cbc، أن الفنانة منة شلبي لم تكن أول المرشحين لبطولة الفيلم، موضحة أن هناك بعض الفنانات رفضوا الفيلم، لأنه يحمل خط درامي واسع يمتد من بداية الفيلم إلى آخره، وأوضحت أن ما شجعها على عرض الفيلم على منة شلبي، هو حالة النضج الفني التي تمر به خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أن هذا الدور لم تقدمه من قبل.

وأوضحت المخرجة، أنها لم تخش من عرض الفيلم في هذا التوقيت، لأن مصر لم تعد لها بوصلة حتى تشارك بالفيلم في موسم معين، مؤكدة أن الفيلم الجيد هو الذي يفرض نفسه على المشاهد، معربة عن تفائلها بإقبال الجمهور عليه.

وكشفت هالة خليل، أنها حذفت خمس دقائق من الفيلم، بعد عرضه في دبي، للإسراع برتم الأحداث. موضحة أنه أصعب مشاهد الفيلم هى التي قام بها الكلب “بيتشو”، خاصة وأن المشاهد التي ظهر فيها هذا الكلب كانت مشاهد أساسية.

وأضافت، أن جميع من تتلمذوا تحت أيديها كانوا دائما مايحذرون من استخدام الحيوانات في التمثيل، وذلك بسبب صعوب السيطرة عليها في بعض الأوقات.

وأشارت المخرجة إلى أن اللحظة التي شعر فيها جميع من شاركوا في هذا الفيلم بالحزن، هى اللحظة التي تم تخدير الكلب “بيتشو” فيها، خاصة وأن أحد مشاهد الفيلم كانت تستلزم تخديره.

ومن ناحيته، شكر صفي الدين محمود، منتج الفيلم، المخرجة هالة خليل، مشيرًا إلى أنه قرأ السيناريو في ساعتين قرر بعدهما على الفور، الاتصال بهالة خليل من أجل تنفيذ الفيلم.

منة شلبي: "نوارة" عالجتني من هذا المرض

القاهرة- بوابة الوفد- محمد يحيى:

أكدت الفنانة منة شلبي، أن المؤلفة هالة خليل، أعطتها هدية كبيرة بفيلم "نوارة"، موضحة أنها أحبت شخصية نوارة كثيرًا، وروحها وأسلوبها، حيث إن هالة كتبت "نوارة" بوجدانها، وهذا العمل غير قابل للرفض على حد قولها.

وأضافت خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها "هنا العاصمة"، المذاع على قناة "Cbc" أنها كانت ترفض بعض الأدوار التى تقدمها حاليًا، حيث كانت تشعر بأنها إنسانة غير متزنه، وحينما عادت اكتشفت أنها لا تحب شيئا أكثر من شغلها.

وكشفت "منة" خلال الحوار، أن "نوارة"، عالجتها من حالة العصبية التي كانت تعاني منها، لأن الشخصية تتمتع بحالة رضا مع النفس على الرغم من الشقاء الذي تعيشه، وهو ما جعلها تشعر بالخجل من نفسها، وأشارت أن صعوبة الفيلم تأتي من كمية المشاعر التي يحملها، فضلا عن أن إيقاعة بطئ.

الوفد المصرية في

23.03.2016

 
 

منة شلبي: "نوارة" عالجتني من مرض العصبية لأنها شخصية تتمتع بحالة رضا مع النفس

رحاب ضاهر

قالت الفنانة منة شلبي، إن المؤلفة هالة خليل، أعطتها هدية كبيرة بفيلم "نوارة"، موضحة أنها أحبت شخصية نوارة كثيرًا، وروحها وأسلوبها، حيث إن هالة كتبت "نوارة" بوجدانها، وهذا العمل غير قابل للرفض، على حد قولها.

وأضافت خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها "هنا العاصمة"، المذاع على قناة "Cbc"  أن "نوارة"، عالجتها من حالة العصبية التي كانت تعاني منها، لأن الشخصية تتمتع بحالة رضا مع النفس، على الرغم من الشقاء الذي تعيشه، وهو ما جعلها تشعر بالخجل من نفسها، وأشارت أن صعوبة الفيلم تأتي من كمية المشاعر التي يحملها، فضلا عن أن إيقاعه بطيء.

وأبدت منة سعادتها بردود الفعل الإيجابية والتي ظهرت عقب العرض الخاص الذي أقيم مساء الأحد بسينما نايل سيتي، الذي شهد حضور عدد غير مسبوق من الفنانين والمثقفين بجانب أبطال الفيلم.

واستكملت "شلبي" خلال حوارها مع "هنا العاصمة" حديثها عن الفنانين الذين عملت معهم بالفيلم، حيث وصفت الفنان الكبير محمود حميدة بأنه "مثقف ودمه خفيف"، وأعطى للفيلم ثقلا كبيرا بالشخصية التي قدمها، مشيرة إلى حبه لتجارب الشباب وقدرته الكبيرة على الاحتواء.

 وأضافت: "هو بالنسبة لي أب، وكانت أول تجربة لي أمامه في فيلم بحب السيما."

كما أثنت على دور الفنانة رجاء حسين، مؤكدة أنها فنانة مخضرمة، وتعلمت منها الكثير، لافتة إلى أن تصوير الفيلم كان مُرهقا عليها بحكم السن، لكنها كانت حريصة على الالتزام، والتصوير، وتحمل المعاناة.

وأوضحت "منة"، أنها كانت وراء ترشيح أمير صلاح الدين، لأداء الدور في الفيلم، لافتة أن أحد الأصدقاء هو من نصحها بذلك، وعندما اقترحت الاسم على المؤلفة، والمخرجة هالة خليل، اقتنعت به بعد أول بروفة عمل قدمها .

يُذكر أن أسرة الفيلم قد حددت اليوم الأربعاء الموافق 23 مارس الجاري ليكون موعد العرض التجاري للفيلم في أكثر من 50 دار عرض بالقاهرة والمحافظات، ومن المقرر أن يشارك “نوارة” في مهرجان تطوان الدولي الثاني والعشرون لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بالمغرب، والذي تقام فعالياته من 26 مارس حتى 2 أبريل.

وتدور أحداث الفيلم حول فتاة من حي شعبي تدعى نوارة، والتي تعيش قصة حب خلال الفترة التي اندلعت خلالها ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعدها، مستعرضًا أثر ما كان يجرى في مصر خلال هذه الفترة على نوارة وعلى قصة حبها.

بوابة العين الإماراتية في

23.03.2016

 
 

بالفيديو.. منة شلبي: محمود حميدة شخص لذيذ وقادر على احتواء الشباب

مصطفى الهاوي

قالت الفنانة منة شلبي، إن عملها مع الفنان محمود حميدة، خلال مشوارها الفني أثقل من خبرتها الفنية، مما ساعدها على الظهور بشكل جيد في أدوارها.

وأضافت منة، خلال لقائها مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامج "هنا العاصمة"، المذاع على قناة "سي بي سي"، أن أول عمل سينمائي شاركت فيه حميدة كان في فيلم "بحب السيما".

وتابعت أن قبول الفنان محمود حميدة لدور صغير في فيلم "نوارة"، جاء لإيمانه بضرورة تشجيع المواهب الشابة، مؤكدة أن مشاركته في العمل أضفى عليه نوع من "التقل"، على حد قولها.

ووصفت منة، حميدة، قائلةً "شخص لذيذ ومثقف جدًا، ودمه خفيف، وقادر على احتواء الممثلين الجدد، وأنا عتبره بمثابة أب لي".

التحرير المصرية في

23.03.2016

 
 

65 ألف جنيه.. إيرادات «نوارة» في أول يوم عرض جماهيري

هند موسى

حقق فيلم "نوارة" إيرادات وصلت إلى 65 ألف و478 جنيه وذلك خلال عرضه أمس الأربعاء والذي يعد أول ايام طرحه جماهيريا في السينما.

وأقيم العرض الخاص للفيلم يوم الثلاثاء الماضي بسينما "نايل سيتي" على كورنيش النيل بحضور نجومه وصناعه، وبعد أن تم عرضه في مهرجان الأقصر السينما الإفريقية، تم تكريم بطلته النجمة منة شلبي، وهو العمل أيضا الذي فازت عنه بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

يشارك في بطولة "نوارة" محمود حميدة وشيرين رضا وأحمد راتب وأمير صلاح الدين ورحمة حسن وهو من تأليف وإخراج هالة خليل، وإنتاج شركة ريد ستار.

وتدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي حول فتاة تدعى "نوارة" تعد نموذج للطبقة الكادحة ومن خلال ما تعيشه يتم استعراض أحداث ثورة يناير والفترة التي سبقتها والتي أعقبتها أيضا.

التحرير المصرية في

24.03.2016

 
 

نوارة.. الحلم المغدور

ناهد صلاح

كل شىء واقعى فى فيلم «نوارة»، تأليف وإخراج هالة خليل، الشارع والطرقات والحارة الفقيرة التى تبدو كأنها فى منافى الجغرافيا، وناسها المنذورون للشقاء والتعب، كل شىء يبدو خطيراً وكئيباً فى آن؛ عالم باهت وسوداويته غامرة حين تنظر إلى جدران البيوت القديمة المهدمة وشكل الغرفة التى تعيش فيها البطلة مع جدتها المسنة التى تدخر فتات المال للكفن والدفن حين تموت، ودورة المياه المشتركة، والمستشفى الحكومى والمرضى المرميون فى أروقته أو على أَسِرَّته المهملة، وتفاصيل أخرى محسوسة رصدتها هالة خليل بعين كاشفة لمجتمع يعيش على الحافة، فى مقابل المعيشة الرحبة والسخية لأصحاب القصور، والمسافة بينهما هى الرحلة الفاصلة التى تجتازها البطلة بين الحارة والقصر امتداداً للشقاء الإنسانى اليومى، كل هذا النسيج بتناقضاته تراه فتشتبك به وينتابك الشعور بالقرف أو السقوط وكأنك انزلقت فى هوة مظلمة حجبت الحياة وانسدل ظلامها على فقراء البلد وحدهم، فينبعث الخوف ويتكاثر «الغُلب»، كل شىء يوجع ويشعرك بوطأة الهواجس، خصوصاً وأنت تعرف أنك تمضى إلى ما لست تعرف، بعد ما ضاعت ثورة نادت بالعدالة الاجتماعية وظل العدل شريداً، وهذا ما يجسده الفيلم دون أن يقدم قراءة للثورة ولا يعيد ترميم حكاياتها ويجسدها فيعيدنا إلى الذكرى، وإنما يقدم شهادة إنسانية تصيغ من الحدث عنواناً لتجربة سينمائية مختلفة عن أفلام تناولت الثورة أو تماست معها. «نوارة» كما معنى اسمها الزهرة البيضاء المتفتحة حديثاً، هى فتاة بريئة إلى حد الخيال؛ وما أشد العلاقة بين البراءة والقهر الذى تلتقطه العين من أول إطلالة لها، تغطى شعرها بإيشارب مربوط من الخلف وتنتعل «شبشب» رخيصاً، وتحمل وعاءين ثقيلين من المياه تحجل بهما حتى تصل إلى غرفتها فى حارتها المحاصرة بالبؤس التى لا تصل إليها مواسير المياه، لا تنتحب نوارة ولا تشكو الفقر وإنما تتعايش معه بكل ما أوتيت من رضا ويقين بأنه «بكرة هتفرج» كما كانت تقول لخطيبها الذى يتعثر فى حياته، فلا يستطيع أن يتزوج بها ولا أن يجد سريراً فى مستشفى لوالده المصاب بالسرطان، لتمنحه صبراً بانتظار تحسن الأحوال، وهو ذاته الانتظار الذى يعيشه من حولها حتى يكاد يكون المبرر الوحيد لحياتهم بالرغم من سماجته، وهم مثل نوارة لم يشاركوا فى الثورة: «ما نزلتش التحرير عشان خطيبى خاف علىّ من الزحمة، لكن لما تنحى مبارك نزلنا كلنا نحتفل»، فرحوا بعد التنحى، فهل يؤتمن الفرح؟ الحزن هو المزاج المشترك فى هذا الفيلم، هو الذى ينعكس فى الأنفس ويستحث عواطف الوجع بحيث تصبح البلد بشقيها الفقير والغنى تجسيداً لصورة الحزن وجوهره، أتحدث عن طفلة يحرمها والدها من المدرسة لتبدأ مشوار المشقة، وبشر يتابعون نشرات الأخبار وبرامج الـ«توك شو» ويواصلون انتظارهم الواهم باستعادة الأموال المسروقة من الخارج وتوزيع 200 ألف جنيه على كل مواطن، وهم روجت له اللحظة الإعلامية الغوغائية، والبسطاء غير مسئولين عن شىء؛ ليس الماضى من صنع أيديهم، لكنه ميراثهم من البطالة والفقر والجهل، وأغنياء وفاسدون يهربون خارج البلاد، ويتجلى الحزن ويستفحل حين يتم القبض على نوارة بعد أن يستوقفها ضابط الشرطة بوشاية من مساعده، ينظر إلى حقيبتها كما لو أنه ينفذ ما قالته نوارة فى بداية الفيلم عن الكلب بوتشى الذى كان يهاجمها: «الغلبان ما بيجيش غير على الغلبان»، والغُلب هنا يتجسد فى نوارة التى تدوسها أقدام الظلم والفساد ويتلاشى حلم العدالة الاجتماعية الذى يدفع ثمنه من قامت من أجلهم الثورة، وهى النتيجة التى قادنا الفيلم إليها على مدار 122 دقيقة فى سرد هادئ فى البداية يركز على التفاصيل ثم يتسارع حين يخرج من الحارة ويتباطأ ثم يصعد إلى ذروة النهاية القاسية، وعلى خلفية ذلك موسيقى ليال وطفة الشجية التى تظل عالقة بالأذن حتى بعد انتهاء الفيلم، وصورة زكى عارف التى روضتنا عند مفترق الحياة الصعبة ونقيضها، وأزياء ريم العدل ومونتاج منى ربيع، وأداء آسر لمنة شلبى وأمير صلاح الدين ومحمود حميدة وأحمد راتب وشيرين رضا ورجاء حسين، ليكتمل الصنيع البصرى كما خططت له هالة خليل.

الوطن المصرية في

24.03.2016

 
 

«نوارة».. طموح الفكرة ومأزق الدراما

محمود عبد الشكور

أحمل تقديرا كبيرا للمخرجة وكاتبة السيناريو هالة خليل، بل إننى لا أبالغ إذا اعتبرتها ــ هى وكاملة أبو ذكرى ــ من بين أبرز أسماء مخرجى ومخرجات السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة، ورغم أن أعمالهما السينمائية معدودة، فإنها كافية لكى تؤشر إلى مواهب كبيرة امتزجت بالوعى وإلى طموح واضح لا تنقصه مهارة الحرفة.

قدمت هالة خليل فيلمين روائيين طويلين يسبقان فيلمها الجديد «نوارة»؛ هما «أحلى الأوقات»، و«قص ولزق»، امتازا برصد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ولكن من خلال تفاصيل إنسانية بسيطة وعميقة معا، وبنظرة متعاطفة للإنسان والمكان، كان الوعى واضحا، ولكن عبر الفن، وبأدوات الفنان.

أما تجربة «نوارة» فإننى أعتبرها مهمة ومختلفة، ولكن هناك مشكلات أساسية فى السيناريو، جعلت الدراما أقل بكثير من الفكرة. أشياءٌ كثيرةٌ لم أبتلعها فى «نوارة» أفسدت تكامل التجربة، ونغصت على متعة المشاهدة.

ليس سؤال فيلم «نوارة» هو: ما الذى فعلته ثورة يناير للفقراء والغلابة؟ فالأحداث تدور زمنيا فى ربيع 2011، أى أن الثورة كانت لا تزال فى شهورها الأولى، وهى فترة مضطربة لم تستقر فيها الأمور بعد، لذلك أقول إن سؤال الفيلم الصحيح هو: ما الذى كان يتوقعه الغلابة والفقراء من الثورة أو من أى تغيير؟ وهو سؤال مفتوح بل وراهن أيضا.

علاقة «الناس اللى تحت» بثورة طالبت بالعيش والعدالة الإجتماعية لم تكن غائبة عن فيلمين مهمين عن ثورة يناير سبقا «نوارة» هما «بعد الموقعة» ليسرى نصر الله، و«فرش وغطا» لأحمد عبدالله السيد، الفيلم الأول يحلل لماذا حاول بعض البسطاء اقتحام ميدان التحرير لقتل ثورة قامت من أجلهم، والثانى يبحث عن حقوق الإنسان عموما، وحقوق الإنسان الفقير خصوصا، وسط مولد الثورة.

«نوارة» يبدأ بالمقارنة المعتادة بين مصرين مختلفتين تماما، أو كما قال عادل إمام فى «طيور الظلام» لوحيد حامد: «البلد دى اللى يشوفها من فوق غير اللى يشوفها من تحت». من «تحت» سنشاهد نوارة (منة شلبى) الخادمة البسيطة، وزوجها على (أمير صلاح الدين)، وجدتها البسيطة توحة (رجاء حسين)، ووالد «على» الذى لا يجد مكانا فى المستشفى لإجراء عملية، كلهم يعيشون فى منطقة تفتقد إلى المرافق والمياه، تغزوها التكاتك، وترفع شعار الصبر، «نوارة» نفسها لا تجد شقة لكى تضمها مع «على»، بعد سنوات خمس من كتب الكتاب.

من «فوق» سنشاهد أسرة رجل الأعمال أسامة (محمود حميدة)، وزوجته شاهندة (شيرين رضا)، وابنتهما خديجة، يعيشون حياة مرفهة فى قصر منيف، ولكنهم يعانون من القلق والخوف بعد الثورة، لا يخرجون خوفا من الخطف، ويفكرون فى الهروب إلى لندن، خوفا من المساءلة والتحفظ على الأموال.

هذا الجزء الذى تنتقل فيه «نوارة» بين منطقتها الفقيرة والقصر الذى تعمل به، هو أفضل أجزاء الفيلم، رغم ما يشوبه من حوارات طويلة، ورغم ذلك التكرار المستمر من خلال شريط الصوت؛ لأن الغلابة مهتمون بالحصول على الأموال التى وضعها مبارك فى بنوك سويسرا. تكرر دوما بشكل مزعج، أن كل شخص يحلم بالحصول على 200 ألف جنيه.

الحقيقة أن مشاهد الفيلم بنيت عموما بطريقة مشاهد المسلسلات الطويلة، مما أثر على إيقاع السرد، الذى سرعان ما تعرض لاختبار أصعب، وذلك عندما غادرت أسرة رجل الأعمال إلى لندن، فأوكلت شاهندة مهمة الحفاظ على القصر إلى نوارة الفقيرة، ومعها عم عبدالله (أحمد راتب) سايس السيارات.

منذ تلك اللحظة وضحت ثغرات الدراما: هل يعقل أن يكون هناك قصر منيف بدون حارس واحد اكتفاء بكلب؟ وهل يكفى أن تكون نوارة مسئولة عن هذا المكان الشاسع وفى ظروف اضطرابات عاصفة لمجرد أنها ابنة خادمة الأسرة وجاءت للعمل فى سن صغيرة؟ منذ تلك اللحظة بدأ التعسف فى وضع نوارة بمفردها تقريبا داخل القصر، إذ اكتفى عم عبدالله بغسل السيارات، وتناول الشاى.

العجيب أن علاقة نوارة بالكلب بوتشى كانت أكثر ثراء وعمقا واتساقا مقارنة بعلاقتها بزوجها «على»، فالرجل يكرر زيارتها، يرغب ذات مرة فى ممارسة حقوقه معها فى القصر، يسرق ساعة ثمينة، ثم يعيدها، أما هى فترفض أن تدخله القصر مرة، ثم ترفض أن ينالها كزوجة، ثم تستسلم له تماما، دون أن نفهم سر هذه التقلبات.

أرادت هالة خليل على الأرجح أن تصنع صراعا يدفع الأحداث إلى الأمام، ولكنها تناست أن طرف الصراع الأصلى غير موجود، وهو الأسرة التى اختفت فى لندن، ما رأيناه هو صراع بديل مصطنع ومضطرب للغاية، وزاد من اضطرابه موافقة نوارة على أن تعيش حياتها أخيرا كزوجة مع «على» فى القصر، بينما كانت تنافس بوتشى منذ قليل فى الوفاء للأسرة الغائبة، وفى الالتزام بتعليمات شاهندة.

يريد «على» عشرة آلاف جنيه لإنقاذ حياة والده بعملية، ويريد شقة يمارس فيها واجباته كزوج، ستندهش أن يتم ذلك فجأة من خلال هبة تقدمها شاهندة تليفونيا لنوارة كهدية زواج متأخرة (الزواج تم منذ خمس سنوات). هكذا ببساطة ينقذ الأغنياء الفقراء تخلصا من الصداع.

ولكن الفيلم يريد أن يقول إن «قليل البخت فى الحارة هو نفسه قليل البخت فى الكومباوند»، لذلك يجهز السيناريو كارثتين متتاليتين: اقتحام شقيق أسامة الضابط للقصر، فيضرب نوارة فى صباحية شهر عسلها، ثم يقتل الكلب بوتشى بالرصاص، وتكون المفاجأة الأخيرة بالتحفظ على قصر أسامة، ومصادرة أمواله، والقبض على نوارة بتهمة سرقة 20 ألف جنيه.

لم يكن الفيلم فى حاجة إلى كل ذلك، لسبب بسيط هو أن مشكلة الغلابة الذين رأيناهم فى الحارة تتجاوز العشرين ألف جنيه، ولا يمكن بالقطع أن يكون حلها بالهبات التليفونية، وبالذات بعد حديث الثورة والانحياز لها، إنه حل لا يختلف كثيرا عن الحلم الساذج بأن يحصل كل مصرى على 200 ألف جنيه (كاش) من أموال مبارك فى سويسرا.

حاول الفيلم أن يقول إن الغلابة مسحوقون ومطاردون ومنحوسون فى عصر مبارك وبعده، ولكن الدراما خذلت الفكرة، أو بمعنى أدق لم تكن فى قوتها، ولعل من الأمور اللافتة أن نوارة تقول إنها لم تنزل التحرير، ولكنها فرحت بسقوط مبارك، طالما أن أحوال الفقراء ستتغير، فإذا كانت نوارة ممثلة الغلابة لم تشارك، وإذا كان الأغنياء بالطبع لم يقوموا بالثورة، فمن يا ترى الذى فعلها؟!!

إجابة هذا السؤال فى صميم معنى الفيلم؛ لأن الفئات التى قامت بالثورة، هى التى ستعمل بالقطع على تحقيق مصالحها. هنا تبدو القضية أعقد بكثير من حكاية نوارة البسيطة، والتى يتم التعبير عنها أحيانا بشكل مباشر، مثل فتح الطريق لسيارة إسعاف وسط مظاهرة، باعتبار أن ذلك هو التطبيق العملى لشعارت الثورة فى خدمة الغلابة.

منة شلبى كانت رائعة، ومحمود حميدة فى أفضل حالاته، وأمير صلاح الدين اكتشاف عظيم فى دور «على»، وصورة زكى عارف نقلت لنا بقوة حياة صادقة لعالمين مختلفين، وستايلست الفيلم «ريم العدل» مميزة ومتفوقة.

مشكلة فيلم «نوارة» أن الإخراج والتصوير والتشخيص كانوا جميعا أقوى من الدراما.

الشروق المصرية في

24.03.2016

 
 

لؤي الخطيب يكتب :

نوارة ..ذكريات ثورة مدهوسة

بكيت، وبكيت كثيرًا، كانت الاستراحة في منتصف الفيلم فرصة جيدة للذهاب للحمام وإكمال وصلة البكاء ومحاولة التشويش على الدموع بالماء اعتمادًا على مبدأ “وداوها بالتي كانت هي الداء”، المُشكلة أن ذلك لم ينفعني على الاطلاق، فما إن بدأ الجزء الثاني من الفيلم حتى بدأت الدموع تثور مرة أخرى.. الميزة الوحيدة أنني قرأت قبل عدة أيام مقالًا للأستاذ إبراهيم عيسى في مجلة فُرجة يمتدح فيه من يبكون أمام الأفلام، فصرت أبكي بقلب جامد على غير العادة حينما كنت أشعر أنني “أوفر” قليلًا..

ولكن لماذا أبكي؟

المُشكلة بدأت منذ اللحظة الأولى، نوارة، هذه الفتاة التي تجسّد مُعاناتها منّة شلبي، في رأيي مُعاناة نوّارة الكُبرى ليست في “جرادل المياه” التي تحملها كل يوم لجدتها هي مُعاناة حقيقة، ولكن مُعاناة أكبر تظهر حينما تنتقل نوّارة بعد توصيل المياه إلى الفيلا التي تعمل فيها، حيث “الكلب” هناك يعيش حياة أفضل كثيرًا، كلما انتقل المشهد من الحارة الضيقة المكسرة والطرق البائسة التعسة والوجوه المُنهكة المُتعبة، إلى الفيلا الواسعة، والأبهة، والوجوه الناصعة المستبشرة والمياه الوفيرة، الفيلا التي لا يعرف التراب شخصيًا لها طريقًا، كلما حدثت هذه النقلة لم يكن باستطاعتي تحديد حقيقة مشاعري ناحية هالة خليل، هل أنا مُمتنٌ لهذا الإخراج الدقيق العظيم، أم أنني حزين على الوجع الذي تسببت فيه؟

على أية حال، حتى الآن أنا ما زلت متماسكًا، المشهد مؤلم ولكنه لا يستدعي الدموع.. اجمد..

ولكنها تلك اللحظة التي جاءت فلم يعد هناك فائدة من أي محاولة للسيطرة او امتلاك زمام العيون والدموع، اللحظة التي ظهرت فيها أحلام الثورة في عيون الغلابة، تذكرت هذه الأيام التي عشتها وما زالت محفورة في جنبات القلب والعقل، الأيام التي شكّلت عقل جيلٍ بأكمله -الفيلم تدور أحداثه في ربيع 2011- حين ظنوا وظننا أن المواطن العادي له مكان في هذا الوطن يمكن أن يحيا آدميًا دون أن يكون مواطنًا وحاجة، مواطنًا ووزيرًا، مواطنًا وضابط، مواطنًا وصاحب أملاك، طبعًا الحديث عن هذه الاحلام الآن حماقة مُفرطة بعد أن تم فـ… فرتكة “مشيها فرتكة” الثورة وأحلامها تمامًا..

المُبكي فعلًا أن صنّاع الفيلم استعادوا الاخبار التي كنا نسمعها، والتصريحات والشخصيات التي خذلتنا فيما بعد، استعادوا الأجواء تمامًا كما كانت، بنفس الاعتقاد الذي ساد في فترة من الفترات أن الأموال المنهوبة سيتم توزيعها، بكل التفاصيل، وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم عند من يؤمنون بالثورة المدهوسة حاليًا.

أهم ما في نوّارة أن الجميع يصدق تمامًا الشخصية التي يجسدها ويعيشها، وان هالة خليل استطاعت تحويل ما كتبته على الورق إلى صورة حية ببراعة تستحق التحية عليها، ولكني أطالب من موقعي هذا بتعويض عن دموعي، حتى ولو كنت Over!

إعلام.أورج في

26.03.2016

 
 

رئيس "أيام قرطاج" يطلب مشاركة فيلم "نوارة" بالمهرجان.. ويؤكد: "أروع ما شفت"

كتبت أسماء مأمون

أشاد إبراهيم اللطيف رئيس مهرجان أيام قرطاج السينمائية بفيلم "نوارة" بطولة منة شلبى عقب مشاهدته فى الدورة الماضية من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وتوجه اللطيف إلى المخرجة هالة خليل وطلب منها مشاركة الفيلم فى الدورة المقبلة من "أيام قرطاج" قائلاً: "الفيلم أروع ما شفت وأحلى دور لمنة شلبى، وأعجبنى اهتمامك بالتفاصيل، وأريد مشاركته فى الدورة المقبلة من مهرجان أيام قرطاج السينمائية". ومن جهتها رحبت المخرجة هالة خليل بعرض إبراهيم اللطيف، موضحة أن الاهتمام بالتفاصيل هو أهم ما يميز أفلامها، مؤكدة أن أول ما تسأل عليه الممثلات المشاركات معها هو "هل تقبلين الظهور بدون مكياج؟"، لافتة إلى أنها تحرص على أن يخرج أداء الممثلين معها واقعى وحقيقى إلى درجة كبيرة. فيلم "نوارة" تدور أحداثه حول فتاة من حى شعبى تدعى نوارة، لا تستطيع العيش مع زوجها فى منزل واحد رغم كتب كتابهما بسبب ظروفهما المادية السيئة بعد ثورة 25 يناير وتعمل خادمة لدى عائلة ثرية، ولكن يتم القبض عليها بعد اتهامها بالسرقة. الفيلم من بطولة منة شلبى ومحمود حميدة وأحمد راتب وأمير صلاح الدين وشيرين رضا ورحمة حسن ورجاء حسين ومن تأليف وإخراج هالة خليل، وحصلت الفنانة منة شلبى على جائزة أفضل ممثلة عن دورها بالعمل من مهرجان دبى السينمائى

 

اليوم السابع المصرية في

27.03.2016

 
 

فجر يوم جديد: «نوارة»!

كتب الخبرمجدي الطيب

«بعد سقوط حسني مبارك»، هكذا حددت المخرجة هالة خليل زمن الفيلم الذي كتبته وأخرجته تحت اسم «نوارة» لكنها لم تفعل، مثل كثيرين، انشغلوا بالحديث عن إرهاصات الثورة ومبرراتها، بل راحت ترصد انعكاسات «الثورة» على شريحة الفقراء، والمهمشين، الذين كان ينبغي أن يكونوا على رأس المستفيدين من «الثورة»، وإذا بهم يتحولون إلى «هشيم» و{رماد» يدفعون ثمن قيامها، ويحصدون نتائجها!

«نوارة» (منة شلبي) هي ابنة هذه الشريحة المُعدمة، التي لا تجد قطرة الماء، وتعاني إهمالاً وتجاهلاً على الأصعدة كافة، وتسعى إلى التغلب على هذه المعاناة، وإتمام زواجها الشرعي وفتاها «علي» (أمير صلاح)، بالعمل لدى عائلة رجل الأعمال «أسامة» (محمود حميدة) المكونة من زوجته «شاهندة هانم الغزولي» (شيرين رضا) وابنته «خديجة» (رحمة حسن) وابنه المقيم في الخارج «إياد» (أحمد مجدي). لكن الفيلم، الذي يفتقد الخيال، يُغرق المتلقي في طوفان من «الواقعية المفرطة» والمشاهد التي سعت المؤلفة/ المخرجة من خلالها إلى تكثيف الشعور بالغضب والتأسي على أحوال الفقراء والمهمشين. والأهم القول إن «الثورة كانت ضرورة»، لكن الأثر جاء عكسياً، نتيجة غياب الحس الجمالي المفترض، فمشاهد البطلة وهي تحمل «جراكن المياه» التي تؤمن حاجتها وجدتها «توحة» (رجاء حسين)، التي تخشى أن تموت ولا تجد قطرة ماء تغسل جثتها، والجارة التي تطلب حفنة ماء لتغسل وجه طفلتها قبل الذهاب إلى المدرسة، وتحميل الممرضة «المرتشية» مسؤولية الانهيار الحاصل، وتردي الأحوال الصحية في المستشفيات العامة، هي مبالغات أقرب إلى «الميلودراميات»، التي لا تستدعي الشفقة على الفقراء، والمهمشين، بقدر ما تثير الحنق ضد الفيلم، الذي بدا، في لحظة، وكأنه يُلقي بمسؤولية فشل الثورة، أو انحرافها عن مسارها، على «الشعب» نفسه. وهو المعنى الذي يؤكده مشهد المظاهرة التي كانت تقطع الطريق، وتعطل مصالح المواطنين الساعين إلى العمل والرزق، في حين يُقدم الفيلم – في المقابل – صورة محببة لرجل الأعمال «الوطني»، الذي يفهم طبيعة الشعب المصري، ويرفض الهروب من مصر، كما فعل رجال أعمال كُثر، كونه يُراهن على عودة الأوضاع السياسية والاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل «الثورة»، وهو ما عبر عنه بثقة قائلاً: «بكرة أفكركم... كل حاجة حترجع زي ما هي بالضبط»!
الخيال الغائب، باستثناء اجتهادات محدودة للغاية، قاد الفيلم إلى الوقوع في فخ «التقريرية»، وكأننا حيال فيلم تسجيلي يرصد فترة ما بعد سقوط «مبارك»، فالإشارة واضحة إلى فترة حكم المجلس العسكري، والتحفظ على مبارك ونجليه، وغيرها من الحوادث «المحفوظة»، بينما بالغت المؤلفة/ المخرجة كثيراً في اللعب على وتر «الوهم»، والتغرير بالبسطاء عبر الإيحاء بأن الحياة الوردية في انتظارهم، بعد استرداد الأموال المهربة والمنهوبة، وأفسد التكرار المعنى والرسالة!

في سياق ليس ببعيد، لا يمكن تجاهل التميز الواضح للعناصر الفنية، خصوصاً موسيقى السورية ليال وطفة وتصوير زكي عارف وديكور هند حيدر، والأداء الهادئ والسلس للممثلة منة شلبي لدور «نوارة»، وفهمها الشخصية، ووعيها بخلفيتها الاجتماعية، ومحدودية ثقافتها السياسية (لاحظ مشهد نجاحها في قهر خوفها من الكلب وتمكنها من السيطرة عليه بكل ما يحمله من دلالات وإسقاطات)، وجاء أداء محمود حميدة الواثق، المتمكن، المسيطر على شخصية «أسامة»، والدارس لها، والملم بجوانبها، ليمنح الشخصية والفيلم بريقاً ووميضاً، على عكس أداء أمير صلاح الدين الذي شابه التوتر، ربما الخلل في كتابة شخصية «علي»، الذي يتحدر من أصول نوبية، وشهدت شخصيته انقلاباً غير مبرر بين الشر والخير، خصوصاً أن ملامحه توحي دوماً بالبلطجة، وتتناقض مع الغرام الزائد التي تكنه «نوارة» تجاهه، وتنقلب بسببه على مبادئها التي ترفض خلالها إغراءاته بإتمام زواجهما في الفيلا التي تخدم بها، ولا ترى بديلاً عن الدخول في بيت الزوجية. وفجأة تتنازل عن كل هذا، وتغرق معه في بحور العسل!

هنا، وعلى عكس سيطرة المخرجة هالة خليل على أداء منة شلبي، ونجاحها في استخراج أفضل ما في جعبتها، بدليل انتزاع جائزة أفضل ممثلة في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، يتراجع أداء القديرين أحمد راتب ورجاء حسين، فالأول أدى دور «عبد الله»، الذي يعمل لدى رجل الأعمال، برتابة، وشحوب، وبلا حماسة، وكأنه اكتفى بأداء الواجب، بينما جسدت رجاء حسين شخصية الجدة «توحة»، التي تبيع السندويتشات من نافذة بيتها بالطابق الأرضي، وكأنها تراهن على جائزة، كالتي حصلت عليها أمينة رزق في فيلم «أريد حلاً»، فكانت النتيجة مخيبة للآمال. لكن الطامة الكبرى تمثلت في أداء عباس أبو الحسن شخصية «حسن»، الذي غلب عليه الانفعال بشكل مبالغ فيه، والتوتر من دون سبب!

عانى فيلم «نوارة» في السيناريو فقراً في الخيال، لم يعوضه اجتهاد المخرجة، التي كان بمقدورها أن تترك مسؤولية صياغة الفكرة الأخاذة (الثورة راح ضحيتها الفقراء) لكاتب سواها لتتفرغ لمسؤوليتها الكبيرة، وحملها الثقيل!

الجريدة الكويتية في

28.03.2016

 
 

محمد عبده بدوي يكتب:

عن نوارة.. التي تشبهنا

بوجه صاف لا يخدشه ماكياج، وعباءة سوداء من تحتها جينز أزرق لونه باهت، خيوط أطرافه مقطعه، تنسدل على سابو أسود قديم، حين تخلعه يكشف عن مانيكير أحمر خفيف مبعثر على أظافر قدميها دون اهتمام… تطل علينا ( نوارة \ منة شلبي) كما لم تطل من قبل، وجه تصادفه كل يوم في شوارعنا وحوارينا، نوارة تلك البنت التي تجلس بجوارها في الميكروباص أو عربة المترو، وتراها تسير مع صديقاتها في شوارع وسط البلد، أو قد تكون قد مررت بها في ميدان التحرير … وجه يشبهنا تماما

أكان لابد أن تحملي لنا كل هذا الوجع يا نوارة !!

لم أر وجه نوارة منكسرا رغم كل الألم الذي يفيض علينا من الشاشة، ورغم نظرة عينيها التي تختصر كل أوجاع الحياة

نوارة الجدعة التي تجري على ستها لكي تحقق حلمها بحج بيت الله، ووالد حبيبها علي الذي ينهش جسده السرطان باحثا عن سرير في مستشفى يرقد فيه، وعلي شقه صغيرة تضمها وحبيبها علي النوبي الطيب

بالرغم من كل مآسيها وأحزانها كانت تلمع في عين نوارة نظرة تفاؤل، تقتنصها بقوة رغم قسوة حياتها، في أحد مشاهد الفيلم يأتي موظفو شركة المياه إلى حارتها الفقيرة من أجل مد مواسير جديده مطالبين الأهالي بدفع المزيد من الأموال وبعد أن ينصرفوا يدور هذا الحوار بينها وبين ستها:

يا بنتي كفاية تعب معايا ومصاريف، أنا محوشه قرشين عشان دفنتي، بس أنا خايفة لما أموت ماتلاقيش ميه تغسليني بيها

نوارة ترد: دا أنا هحميكي بمية ورد لما ترجعي من الحج

ومشاهد أخرى كثيرة تخرج فيها كلمات نوارة في نهاية الحوار كنقطة نور وكأنها ترعى الأمل في أيام أجمل تثق وحدها أنها ستأتي!

وجع يفضي إلى وجع، وألم ومرارة يسلمك الى ألم أشد، تتسع مساحته مع كل مشهد في الفيلم … ما بين عالم نوارة الخاص وأحلامها الصغيرة بشقة تجمعها مع حبيبها علي تعيش فيها حياة عادية لا أكثر ، وتنقلها من بيتها الفقير في الحارة إلى الكومباوند حيث الفيلا التي تعمل بها كخادمة، وخوفها من الكلب بوتشي الذي يحرس الفيلا حين تطعمه بينما بنت أصحاب الفيلا لا تغادر السويمنج بول، هذا الكلب الذي تدفنه فيما بعد بيديها بعد هروب أصحاب الفيلا خوفا من المساءلة بعد الثورة

ما بين كل هذا وبين حضور ثورة يناير، من أول مشهد ونوارة تسير تحمل الجراكن بيديها في حارتها أمام حائط مكتوب عليه يسقط حسني مبارك، وتوالي هذا الحضور عبر حوارها مع أسامه بيه (محمود حميده) الذي يمثل رمزا من رموز مبارك، أو تعليقات من الراديو والتليفزيون بصوت دينا عبد الرحمن وريم ماجد عن استرجاع الأموال المنهوبة من الخارج وانشغال الفقراء وفرحهم بحساب حقهم من هذه الأموال… لا تملك الا أن تحزن حزنين، حزن على نوارة التي تشبهنا، وحزن على خيبات ثورتنا التي لم تنصف نوارة

في المشهد الأخير في الفيلم يطل وجه نوارة البرىء وهي ملقاة داخل البوكس وسط وجوه العساكر الغليظة، وكأنها تقول بعينيها الخائفتين: بكره أحلى يا علي.

إعلام.أورج في

28.03.2016

 
 

إنجي همام تكتب عن:

«فيلم نوارة».. الكادحون وحدهم من سددوا فاتورة الربيع العربي.. أما الكبار ففروا بأموالهم وأنفسهم

أخيرا وبعد طول انتظار نزل إلي دور العرض المصرية "نوارة"  هذا الفيلم الذي انتظرته طويلا لكن مع الأسف واكب ذلك مروري بوعكة صحية إثر تقلبات الجو ففكرت إرجاء مشاهدته قليلا حتى تتحسن حالتي بعض الشيء فلم يطاوعني وجداني ورغبتي الشديدة في مشاهدته وخشيت أن يشتد المرض أكثر فيضيع مني الفيلم ، تشجعت ونزلت بعد أن أقنعت نفسي أن العرض سيكون غاية في المتعة حيث أنه من نوعية أفلام المهرجانات التي لا تجلب ولا تجذب الجماهير المصرية الحاشدة فستكون القاعة هادئة وقليلة العدد مما يساعد على أكبر قدر من الاستمتاع دون ضوضاء وجلبة أطفال وشباب تنغص على المشاهد متعته، ذهبت لحضور حفل السابعة وعندما وقفت لقطع التذاكر فوجئت أن الصالة "كومبليت" وكانت صدمتي بقدر سعادتي لأنه وأخيرا أصبح لأفلام المهرجانات جمهور ولهذا كانت هذه المقدمة الطويلة.

اضطررت للانتظار بالقرب من قاعة العرض لحضور الحفل التالي ولم أتفاجئ هذه المرة عندما وجدت الصالة أوشكت على اكتمال العدد وكان كل ما أفكر به كيف سيستقبل الجمهور العرض، في الحقيقة ساد القاعة صمت شبه تام طوال مدة عرض الفيلم وحاولت مليا أن أفهم ردة فعل الجمهور فلم أفلح تماما فلم يشعر البعض بالملل كما يحدث أحيانا ويتركون الفيلم في منتصفه ويغادرون لكنني لم أجد الحماسة التي تمنيتها حيث ينفعل الجمهور ويغضب ويسب ويلعن ما آل إليه حالنا بعد كل هذه السنوات من قيام الثورة التي هى موضوع الفيلم ولا حتى دارت اشتباكات بين مؤيد ومعارض، كان حظي الشخصي مع جمهور منصت في صمت، أما عن الفيلم فهو جزء من عالم المبدعة "هالة خليل" الكاتبة والمخرجة التي تجول بنا أعمالها في عوالم النساء بطموحاتهن وأحلامهن بتحدياتهن الصغيرة والكبيرة ولكنها في هذا الفيلم ذهبت لفتاة من قاع المدينة فتاة من الكادحات ملح الأرض تنقسم حياتها إنقسام تام حيث تعيش في عالمين متناقضين كل التناقض عالم الفقر المدقع المحروم حتى من قطرة المياه بالمعنى الحرفي للكلمة وعالم الثراء الفاحش والدلال والنعيم التام غير أنها لم تكن تنتمي إلا إلى العالم الأول فحسب أما العالم الثاني الذي تقضى فيه نصف يومها أو يزيد فكانت تشاهده عن قرب ودورها قائم على خدمة هذا العالم الآخر ليس إلا .

 حكاية "نوارة" هي حكاية تلك الفتاة المكافحة التي تعيش مع جدتها وتربطها علاقة حب بشاب نوبي رغم أنها فتاة "جوربتيه " كما تقول لها أمه التي أقتنعت بها بعد عشرتها لهم لأنها أثبتت كم هي أصيلة وصاحبة واجب ، من أول مشاهد الفيلم تبدأ قصة كفاحها اليومي حتى قبل تتر البداية في مشهد تحمل فيه نوارة "جراكن المياه"  الضخمة التي تقوم بملئها يوميا حيث تسكن في منطقة لم تكن تصلها المياه بشكل طبيعي في البيوت بل على كل السكان ملء المياه من صنبور عمومي بعيد ثم حملها إلي منازلهم لقضاء حاجاتهم اليومية ، تنطلق بنا "هالة خليل" في شوارع المدينة في ربيع 2011   كما كتبت علي شاشة العرض عند بداية الأحداث تنطلق مع البطلة في رحلتها اليومية بعد ملء المياه حيث تذهب مع خطيبها لزيارة والده بالمشفى الذي لم يقبله بعد حيث لا توجد أسرة خاليه فتخفيه حكيمة المشفى "مؤمنة" - المتحكمة في العنبر الذي يريد دخوله - في دورة المياه حتى إشعار آخر !

بعد مشاهد موجعة وصادمة وصادقة كل الصدق في طرقات المشفى تهرول "نوارة" في الشوارع من وسيلة مواصلات لأخرى حتى تصل إلى مقر عملها في المجمع السكني الفاخر والبعيد كل البعد عن شوارع نوارة مكانيا وإجتماعيا وماديا ، تعمل نوارة في خدمة أسرة ثرية من أصحاب النفوذ في دولة مبارك وهي مهنة قد ورثتها عن والدتها التي كانت تخدم نفس الأسرة قبل أن تموت ، حلم "نوارة" كسائر أحلام البسطاء في هذه الفترة الزمنية الخادعة التي تصور فيها الشعب المصري أنه قد هزم الفساد وكل ما بقى له أن يسترد حقوقه المنهوبة طوال عقود من الزمن ،تحلم نوارة مع جموع البسطاء بالحصول على مئتي ألف جنيه كسائر المصريين كحق لكل فرد في أموال مبارك المهربة خارج البلاد ولا تخجل وهى تحكي أمنياتها البسيطة لسيدها ورب عملها "محمود حميدة" أحد رجال دولة الفساد الذي كان على قناعة تامة أن القانون لن يطول رقبته لذا لن يفر خارج البلاد كسائر رفاقه ولكنه وبعد قرار نقل مبارك من شرم الشيخ إلي مستشفى القبة العسكري للتحفظ عليه ومحاكمته يصدق الرجل أنه لم يعد لديه بد من الفرار.

 من هنا تبدأ رحلة تحول حياة نوارة كتوابع لتغير حياة أسيادها فما الفقراء إلا تابعين حتى في مصائرهم هكذا قالت الأحداث ، أحلام نوارة البسيطة المتمثلة في توصيل المياه لمنزلها الفقيركسائر الناس دون معاناتها اليومية في حمل المياه ومساعدة خطيبها في إجراء الجراحة العاجلة لوالده المريض وشقة صغيرة جدا تضمها وذاك الخطيب الذي عقد قرانه عليها منذ خمس سنوات ،أحلام طالما أجلتها لضيق ذات اليد و عندما تصورت نوارة أن الحظ قد ابتسم لها أخيرا بعدما أهدتها سيدتها "شيرين" عشرون ألف جنيه كهدية زواج شريطة أن تحرص مسكنهم طوال مدة غيابهم دون أن يشعر أحد بهذا الغياب كانت هذه الهدية وبال عليها ، فالشرطة التي لم تفلح في الإمساك بكل فاسد هارب اتهمت نوارة بسرقة هذه الأموال وتحفظت عليها وكانت نهاية الفيلم التي أخبرتنا بمنتهى البساطة والوضوح أن الكادحين وحدهم هم من دفع فاتورة الربيع العربي أما الفاسدين فقد هربوا بأموالهم وأنفسهم ولم يتمكن أحد من الإمساك بهم ،

 من المشاهد المؤثرة والدالة في الفيلم مشهد يجمع نوارة بزميلة لها في نفس التجمع السكني الذي تعمل به حيث كانوا يستقلون سيارة تنقل الخدم داخل المجمع السكني وترى نوارة فتاة صغيرة جدا بصحبة زميلتها فتسألها عنها فتخبرها الزميلة أنها إبنة أختها وقد تركت المدرسة بأمر والدها فجاءت بها معها لتساعدها في العمل وتدربها على مهنة تأكل منها في المستقبل تبدو علامات الدهشة عل  نوارة التي ترى نفسها من جديد في تلك الصغيرة التي ترث مهنة خالتها كما ورثت نوارة من قبل مهنة والدتها فترى التاريخ يعيد نفسه ولكن كيف ومن المفترض أن تاريخا جديدا يكتب الآن !!

 من أروع ما أعجبني في هذا العمل هو الاختيارات الواقعية للمخرجة التي صورت كل مشاهد الفيلم تقريبا في أماكن حقيقية ، بدء من الشوارع التي تمشي بها البطلة في مشهد البداية حاملة "جراكن المياه" مرورا بكل الشوارع ووسائل المواصلات التي تستخدمها البطلة في حياتها اليومية ، حتى المشفى والعنبر المهمل المتسخ المكتظ بالمرضى والفوضى وكذلك حجرة جدتها الصغيرة مسكنهم المكون من غرفة واحدة ويتشاركون دورة المياة مع باقي سكان العقار تلك الحجرة التي يعيشون فيها مساء وتصبح مقر عمل جدتها حيث تبيع الفلافل لسكان الحي من نافذتها الصغيرة ، وكذلك المنزل الصغير لخطيبها وعائلته كان منزلا حقيقيا وورشة تصليح الأجهزة الكهربائية التي يملكها خطيبها كانت أيضا حقيقة ، كل ذلك دلل على واقعية وصدق العمل وكذلك حرفية وتمكن المخرجة التي لم تستعين باستوديهات مغلقة ولا مدينة إنتاج إعلامي بشوارع فارغة وكومبارس في الخلفية ، كل شيء كان حقيقي جدا الزحام والمرور والفقر الطاحن في أماكن لا يعرفها إلا من يقطنها .

أما عن أداء الممثلين فيعنيني بشدة الإشادة بأدوار كل من "محمود حميدة" "شيرين رضا" "رجاء حسين"  "شيماء سيف" فبرغم قصر حجم الدور إلا أن كل منهم كان مؤثر غاية التأثير في العمل بحيث يخرج المشاهد وهو يذكرهم جيدا بكل كلمة أو حتى أداء صامت لأي منهم ..

في النهاية وبرغم كل الزخم و التفاصيل في هذا العمل التي تجمع حيوات الكثيرين من رجال ونساء إلا أني أرى أنه عمل لإبداع المرأة باقتدار ، فالمرأة هي "نوارة" نموذج للكثيرات الكادحات المظلومات على أرض الواقع، والمرأة هي "منة شلبي" بطلة العمل ومجسدة الشخصية ببراعة وبساطة تفوقت فيها على نفسها ،  والمرأة هي "هالة خليل" مبدعة العمل والفكرة البسيطة المعبرة بساطة السهل الممتنع كسائر المبدعين ..

البداية المصرية في

28.03.2016

 
 

«نوارة» تتخطى النصف مليون في شباك التذاكر خلال 6 أيام

هند موسى

تواصل إيرادات فيلم "نوارة" الارتفاع يوميا، منذ أن تم طرحه الأربعاء الماضي بدور العرض، وشارك به صنّاعه في مهرجانات سينمائية.

ووصلت إيرادات الفيلم إلى أكثر من نصف مليون جنيه، وتحديدًا 560 ألف جنيه خلال أقل من أسبوع، وكان الفيلم قد حقق في أول أيام طرحه 65 ألف جنيه، ثم تدرجت إيراداته لتضعه في هذه المكانة.

الفيلم يقوم ببطولته مجموعة من الفنانين، منهم منة شلبي، ومحمود حميدة، وشيرين رضا، ورجاء حسين، وأمير صلاح الدين، ورحمة حسن، وهو من تأليف وإخراج هالة خليل، وإنتاج شركة ريد ستار.

التحرير المصرية في

29.03.2016

 
 

رؤية نقدية

منة شلبي في «نوارة».. أحلى من «أحلى الأوقات»

محمد إسماعيل

«هناك أشياء سيئة للغاية تجري في هذا العالم ولا يعرفها الناس الطيبون، باركهم الله جميعها، وهذا بحد ذاته شيء جيد ولا ضير من أنهم لا يعرفون شيئًا عن هذه الأمور، لأن هذا يثبت معدن الطيبين، وإلا لماذا كانوا طيبين.. أليس كذلك؟»، هكذا تقول الروائية التركية إليف شافاق، لينطبق قولها على «نوارة»، خادمة تعمل في فيلا أحد رجال نظام مبارك، الوزير السابق أسامة باشا وزوجته شاهندا (محمود حميدة وشيرين رضا)، لكنها لم تعبأ بالبحث في التفاصيل التاريخية، كان يكفيها أن تعرف أنه رجلاً طيبا، على الأقل لم يكن أسوأ من نظامه، رغم ارتكاب النظام أعمالا شنيعة وأخطاء دنيئة تكفي لأن تجعله آثما.

تحتشد الدقائق الأولى للفيلم برتم ديناميكي هادئ، يتكرر صباح كل يوم، إذ تحمل فتاة المنطقة الشعبية، جالونات المياه، وتعدو بخطوات سريعة وكأنها هاربة من ظلها، تتوقف لترتاح قليلًا، وتعاود الكرة حتى تصل لبيت متواضع ينزوي وسط العشوائيات، لتسقى أمها التي تردد عبارة «أنا خايفة أموت وملاقيش شوية ميه تغسلوني»، فالصنابير البيت كسراب لم يجدوا عنده ماء، كضباب يكتنف المدينة ليلا وينقضي مع بزوغ الفجر، يتجمع ليصبح لا شيء، في حين قد يتناثر على نوارة رذاذ الماء بفعل قفزة يقوم بها رجل طويل تشي وقفته المنتصبة بالقوة، في مسبح فيلته (أسامة باشا).

عند رؤية (منة شلبي) في ذلك الدور، قد يقول قائل «يا لخيبة الأمل»، هكذا إذن يبدو منحى سيئا للغاية عندما يختير ممثل لتجسيد شخصية مخالفة تماما لطبيعته، إلى أن تثبت شلبي العكس، فهي شاحبة وساهمة، متعبة بشكل يتجاوز عمرها، النحافة والضعف طاغيان على الجسد، واليأس والقنوط ظاهران على العينين الجميلتين، تكاد تنحني إلى الأمام من ثقل الحمولة، في شكل قوس، كممثل انحنى أمام موجة من التصفيق المدوي حين انتهاء العرض، هكذا جاء الأداء التمثيلي على مستوى متميز، كما أن تنفيذ العمل جرى على نحو لا بأس به.

رغم أن الفن تكمن عظمته في تبديل بشاعة ظروف انقضت عليها السوداوية، بمشاهد أجمل، وعلى الرغم من خطورة موضوع يتذبذب بين الإنساني والسياسي، إلا أن المخرجة هالة خليل تبنت موقفًا مغايرًا رافضة صياغة فيلم بمقدمات سوريالية في لحظات الأزمة، وكأن مصابًا لم يقع، رافضة الاتيان بفاجعة إنسانية في صور سينمائية لطيفة، وبنوارة، طوت صفحة أفلام تناولت الناجين بدلًا من تناول الضحايا، أفلام تعاملت مع ثورة وتناست الـ«غلابة» الذين ازدادوا «غلبًا» باندلاعها.

ضنك، ولكن ربما كان ثمة أمل مشجع في مكان ما، يعيد مقدرات الوطن إلى الشعب، أمل يأتي من مذياع السيارات الخمس التي تقل نوارة في رحلة مضنية تقطع فيها مسافة أميال، تسلمها وسيلة مواصلات إلى أخرى، حتى تصل إلى الفيلا في السيارة الخامسة، وفي كل واحدة يسود صمت، فالركاب جميعهم يبتسمون كأن ثمة شيء قبع في حناجرهم، وقد وجدوا طرافة في ذلك، «حديث في الراديو عن أموال مبارك في بنوك سويسرا»، وكأن ابتسامة الركاب تقول «كل ثروة مفاجئة يحصل عليها المرء لابد أن تكون ثروة سلبت من شخص آخر، نعم نحن هذا الشخص الأخر فهي من حقنا».

نوارة لا تهدر طاقتها في أحاديث المواصلات السياسية العقيمة التي لا تؤدي إلى شيء، لسبب بسيط وهو أن المناقشة تبدد الطاقة التي تحتاجها في البيت والفيلا، لذا فهي تفضل ألا تتورط في النقاش، بعد أن تأكدت من عبث المناقشة التي سرعان ما تصل إلى الذروة لتنحسر وتصبح لا شيء، لدى نزولها من السيارة.

سريعًا تحولت الملايين إلى أرنب بري تستطيع أن تراه من مسافة بعيدة، لكنها لا تستطيع أن تمسكه أبدًا، فلم تتوقع الكثير من أموال مبارك، وهيأت نفسها لتقبل الأمور مهما كانت «فإن سارت على ما يرام فلا بأس، وإن لم يكن فإنها ستكون مهيأة لذلك أيضًا»، وكأنها تذكرت وعود السياسيين التي تتبخر بعد انتخابهم.

وبينما الثوار في الخارج يبحثون عن حرية، كانت هناك درجة من الديمقراطية وحرية الكلام في فيلا رجل النظام، حتى إن نوارة كان بوسعها أن تعلن أنها مع الثورة إذ رغبت وهي في الفيلا، فعندما سألها الباشا، بدأت تتذكر العادة المتبعة، ولم ترد أن تعارضه، فقط أومأت برأسها بلا اكتراث مجيبة بنعم، ليظلوا متعايشين تحت سقف فيلا واحدة، حتى أنهم تركوا لها الفيلا وهاجروا مطمئنين لها.

قد يبدو الفيلم فاضحا للمجتمع المصري بعنصريته التي لم تخفها ادعاءات حقوق الإنسان والحضارة، لكن الفيلم وبشكل مبطن يسعى لتبرئة ذلك المجتمع من ناحية أخرى، فبعيدًا عن المنطقة المظلمة التي تحرسها المحرمات الثلاثة، ضوت المخرجة على واقع رابع لا يجري التطرق إليه كثيرا، مثالا على ذلك شخصية علي النوبي (يقوم بدوره أمير صلاح الدين)، الذي تقبل به نوارة زوجًا، ليعيشا معًا، وهو ما كان يبدو لأمثالهما في البداية حلم.. التجانس والانسجام بين السود والبيض، حيث سادت أساليب لفظية تبدو مرضية لهم بشكل ما، لكنها تحمل إهانات يفهمها أقرانهم من جيل مضى، مثل لقب «جورباتي» الذي يعني أنه شخص قليل التربية وكاذب، وبزواجهما يؤكد الفيلم أن هناك أمل في انسجامهما، خاصة وأنه في عرف النوبيين لا يتزوج أحد منهم من خارجهم، وتلك عنصرية معاكسة.

نوارة وعلي، جسدا التراجيديا المحزنة التي يعيشها الشباب، زواجهما تأخر كثيرًا، 5 سنوات على الأقل؛ حيث كتب كتابهما ولم يتزوجا لعدم وجود «مأوى»، وأخذا يمارسا أساليب الحب من مسافات بعيدة، والتزاوج  دون لمس، وكأنه الحب العذري، وتمكنا من كبت رغباتهما لسنوات، من جلد الذات، إلى أن حدثت لهما ردود أفعال معاكسة، وعاد إليهما الحافز بشكل أقوى.

بعد 14 عامًا مضت على «أحلى الأوقات»،  يمكن اعتبار «نوارة» دور العمر لمنة شلبي، بأدائها البسيط غير المفتعل، والفيلمان قصة وإخراج هالة خليل، الأول كان باكورة أفلامها السينمائية، وفي الأخير تعود لتيمتها التي أطلقت شهرتها، بعمل مثير آخر، أقل خيالية وأكثر معقولية، فيأتي أشبه بحقيقة تقدم على نحو مبسط بشكل مفرط، فلم ترهق خليل المشاهدين بعصا الأستاذ الواعظ، وظلت سينمائية حتى اللقطة الأخيرة من الفيلم، تاركة المشاهد يستنتج، وهنا عنصر التشويق يبقى رهنًا بسؤال مفاده «إلى أين يمضي هذا العمل بحق الجحيم؟».

المخرجة نجحت في توظيف فعال لكل التفاصيل العادية كالكلب «بوتشي» الذي اعتاد مهاجمة نوارة ويرمز إلى أن «الغلبان ميتشطرش إلا على الغلبان اللي زيه»، لكنه عندما كسر نوارة حاجز الخوف منه، دار حولها قبل أن يتكور ويجلس جانبها، وكذلك حمام السباحة الذي في ملئه وتفريغه تهدر مياه تكفي حي نوارة كاملا، ولكن التوظيف المتكرر لحمام السباحة يعكس درجة من التساهل لا البساطة في الحلول الدرامية. فنجد أن حميدة قفز فيه مرتان وكل مرة لا تختلف تماما عن مثيلتها، وكذلك تكرار مشهد رحمة حسن وهي تسبح فيه مرتين بالبكيني.

كل شخصية في الفيلم تتصرف كي تتفوق على غيرها، ليكون الفقير أكثر إخلاصا لقضيته، أو ذي جاه ينتمي لسياسات القوة والسلطة، الوزير ذو الشعر المصبوغ يستهين بشباب الثورة، وحتى عندما أرغم على الرحيل رفع ذقنه، مستقيم الظهر، كأنه اتخذ وضعية «أسير الحرب» الذي اضطر لتسليم سلاحه، دون تسليم كرامته.

رحمة حسن الممثلة الشابة التي لم يمنحها السيناريو فرصة قوية لشرح وبلورة الشخصية، ولم يتم استثمارها بشكل فعال، ويمكن القول إنها استفادت من الفيلم أكثر مما أفادته، كأن وجودها يغلفه دافع تسويقي بالأساس، إذ تكفلت هيئتها وكذلك حضورها بالنجاح.

ظهور عباس أبو الحسن، جاء متأخرًا، لكنه يأتي بقوة عبر مشاهد استغل فيها حجمه الضخم للإيحاء بأنه دائما على شفا اللجوء للعنف، ويستخدم سلاح التهديد والوعيد بشكل من التكلف، فعندما يذهب إلى الفيلا ليعثر على شقيقه الوزير ولم يجده، صار كثور يلتهم ما يراه، ورأى نوارة.

قناة الغد المصرية في

30.03.2016

 
 

رحلة "نوارة" من الحلم إلي الكابوس

حسام حافظ

حصل فيلم "نوارة" علي شهرة يستحقها قبل ان يشاهده الجمهور في دور العرض عندما فازت بطلته منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة من مهرجان دبي في ديسمبر الماضي .. ثم حصل علي تكريم آخر عندما اختاره مهرجان الاقصر للسينما الافريقية ليكون فيلم الافتتاح .. وتكريم ثالث عندما اختاره مهرجان قرطاج بتونس ليمثل مصر في المسابقة الرسمية.

والحق ان فيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل يستحق المزيد من التكريم كواحد من الافلام التي تدور أحداثها علي خلفية ثورة يناير. لقد شاهدنا من قبل أفلاماً مهمة مثل: "بعد الموقعة" ليسري نصر الله و"فرش وغطا" لأحمد عبدالله السيد و"الشتا اللي فات" لإبراهيم البطوط و"خارج الخدمة" لمحمود كامل .. ولكن هالة خليل تختلف تجربتها فهي المؤلفة والمخرجة والمهمومة بمشاكل المرأة ، استطاعت ان تصنع من شخصية "نوارة" بقعة من الضوء الكاشف لمساحة "منسية" من الواقع الذي عشناه بعد يناير 2011 .

وأول مزايا هالة خليل هي "فضيلة الاختيار" فقد اختارت الخادمة الفقيرة "نوارة" منة شلبي لكي تحكي قصتها.. وهي عندها مشاكل كثيرة لكن المخرجة اختارت ان تكون "مكتوب كتابها" علي الشاب الاسمر علي "أمير صلاح الدين" منذ 5 سنوات بدون زواج لعدم وجود شقة صغيرة تجمعهما وتعيش "نوارة" مع جدتها "رجاء حسين" في منطقة فقيرة ، وتختار هالة مشكلة نقص المياه فقط كنموذج لمعاناة تلك المناطق وهذه تكف .

وعندما تقوم الثورة تبحث المخرجة عما يهم هؤلاء الغلابة وتركز علي مشكلة إعادة الأموال المنهوبة والتي تم تهريبها لبنوك الخارج .. وهي فكرة طبيعية جاءت من حاجة هؤلاء الفقراء إلي المال واختارت هالة أسرة اسامة بيه "محمود حميدة" الوزير السابق لكي تعمل عندهم نوارة وهم يعيشون داخل "كامبوند" فاخر.. يمثل المستفيدين من عصر مبارك وليس بالضرورة أن يكون فاسدا وهكذا.

تعمدت المخرجة ان تكون مخلصة لابطالها أكثر من اخلاصها لموقفها السياسي .. صحيح ان الفيلم أراد إظهار التناقض الصارخ بين مستوي معيشة أسرة أسامة بيه وأسرة نوارة .. لكن المخرجة لم تقع في فخ ان الاغنياء اشرار والفقراء طيبون ، بل ان المشاهد يتعاطف مع أسرة اسامة بيه وهي مضطرة إلي السفر خارج مصر ، وفي نفس الوقت يشعر بالشفقة علي جدة نوارة التي تدخر الفلوس من اجل جنازتها وتبيع الطعمية من شباك شقتها المفتوح علي الحارة.

الفيلم ملئ بالتفاصيل التي ترسم صورة عامة لأوضاع مصر وقت قيام الثورة ، وعندما اعترضت مظاهرة طريق نوارة وهي ذاهبة لعملها اختارت المخرجة ان تهتف بشعار وحيد لخدمة دراما الفيلم "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" .. كذلك نشأت علاقة خاصة بين نوارة والكلب "بيتشو" وأصبح للكلب دور وحياة علي الشاشة تنتهي بعد ظهور شخصية شقيق أسامة "عباس أبوالحسن" ، وهو الضابط الذي يرتدي ملابس مدنية فوقها عباءة .. ولأول مرة في الفيلم تتعرض نوارة للضرب والعنف ، بعدها تغيرت شخصيتها واختلف وعيها ونظرتها للحياة ، وبدأت في البحث عن حقوقها المهدرة وأولها الحق في ان تعيش حياتها الطبيعية مع زوجها .. ولأول مرة تطلب فلوس من زوجة اسامة بيه "شيرين رضا" الهاربة في لندن.

تعتقد نوارة انها حققت احلامها وتعيش أيام من العسل مع عريسها ، ولكنها تستيقظ علي كابوس رهيب عندما جاءت النيابة لتصادر فيلا اسامة بيه وممتلكاته .. وتصادر فلوس نوارة أيضا بل وتتهمها بالسرقة ، وتسقط نوارة من احلامها الوردية إلي أرض الواقع المرير ، وتخرج من حالة الامل في انفراج الأزمة إلي الوقوع في ازمة مستمرة قد لا تجد مخرجا منها وكأنها تمثل كل البسطاء بعد الثورة.

الفيلم في مجملة تقف وراءه مخرجة علي مستوي عال من الوعي السياسي والاجتماعي ، إلي جانب مهارة فنية واضحة واختيار موفق لكل عناصر فريق العمل خاصة مدير التصوير زكي عارف - والذي يجعلك تنسي وجوده في لحظات كثيرة من الفيلم - كذلك المونتاج السلس لمني ربيع وديكور هند حيدر والتي اختارت التصوير الخارجي وموسيقي ليال وطفة معبرة وبسيطة.

التزمت هالة خليل بدراما تقليدية طوال أحداث الفيلم ، ولكن في الدقائق الأخيرة تعود إلي الواقع السياسى وكأنها تقول أنا اخلصت للدراما كثيرا وجاءت اللحظة التي اخلص فيها للواقع واقدم صورة حقيقية للوضع التي أصبحت عليه "نوارة"سجينة .. لذلك جاءت المشاهد الأخيرة للفيلم صادمة تبتعد عن الاحلام وتأخذنا إلي قلب الكوابيس التى تعيشها نوارة وغيرها من الغلابة .

الجمهورية المصرية في

30.03.2016

 
 

نوارة بنت من مصر وليست بنت مهرجانات

حنان شومان

أحاول دائما قبل أن أكتب عن فيلم كونت وجهة نظر حوله بالفعل متحمسة له أو غير متحمسة له، سيئ أو عظيم أو حتى لا هذا ولا ذاك، مجرد فيلم، أحاول أن أقرأ ما كتبه آخرون عنه لأرى كيف ينظر الآخرون لنفس الفيلم، وتلك عادة علمتنى منذ زمن أن يتسع صدرى للاختلاف، وأن أتفهم أن لا شىء يمكن أن يجتمع عليه حتى من نقول عنهم متخصصون أو غير متخصصين، وحتى هؤلاء الذين يخضعون أحياناً فى تقييمهم لنفس القواعد تختلف روءاهم ونظرتهم، وبالتالى تقييمهم لذات الفيلم أو العمل الفنى. دائما ما أتبع هذا المنهج، ولكن أمام فيلم نوارة لا أستطيع، ولا أريد أن أتبع منهج اتساع الصدر أمام الاختلاف، أو فذلكة البعض فى نقدهم ونظرتهم لهذا الفيلم، وبنفس القدر لا يتسع صدرى لبعض من كتب يقول عن فيلم نوارة أنه فيلم مهرجانات لمجرد أنه عُرض فى أكثر من مهرجان وفاز بالفعل بجوائز، لأن هذه التسمية للأسف سيئة السمعة، ولا يجب أبداً أن نسمح بنعت نوارة بسوء السمعة لأنها أجمل من فينا. نوارة المخرجة هالة خليل التى خلقتها كتابة وصورة، بنت مثل ملايين من المصريات شقيانة ورثت مهنة أمها فى خدمة منزل أحد رجال الدولة المهمين، وزير سابق وعضو مجلس شعب، تعيش مع جدتها ومتزوجة مع إيقاف التنفيذ حتى تجد سكنا، وفى ربيع 2011 تبدأ الحكاية فتقوم الثورة التى تنادى بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فكأنها قامت من أجل الفقراء .. من أجل نوارة، ولكن ما الذى حدث من وجهة نظر كاتبة السيناريو والمخرجة، لا شىء غير أن الفقراء ظنوا أنهم سيقتسمون أموال مصر المهربة وسيتم توزيعها فيكون نصيب الفرد 200 ألف جنيه، أما الفاسدون فهربوا وتركوا الفتات للفقراء، ولكن حتى هذا الفتات لم يصل أيديهم، وحدهم الفقراء هم من دفعوا ثمن الحلم الذى لم يتحقق. كثير من الأفلام أقحم ثورة يناير فى أحداثها، فأفسدت الأفلام كما فسدت الثورة، وربما يبقى فيلم واحد هو بعد الواقعة ليسرى نصر الله الذى استطاع أن يخرج من إطار هذا الفساد الفنى والفكرى، ليأتى «نوارة» بعده ويقول إن هناك الكثير الذى تستطيع السينما أن تحكيه منذ يناير 2011، ولكنها بخيلة علينا. حكت هالة خليل وجهة نظرها شديدة الواقعية بالصورة والصوت وحتى نظرة العين، فلتختلف أو تتفق حول وجهة نظرها، ولكن الواقع يؤكد ما ذهبت إليه فى فيلم من أصدق الأفلام التى استوعبت أحداث مصر منذ 2011 بلا ضجيج ولا صراخ ولا شعارات، بل بشاعرية مفرطة، ولكنها باترة كنصل سكين حتى وهى تحكى عن علاقة نوارة بكلب يملكه الفاسدون. مجرد اقتران اسم فيلم نوارة بكلمة فيلم مهرجانات فى الصحافة جريمة لأنه يحرم الجمهور من متابعة فيلم يستحق المشاهدة ولا علاقة له بسوء سمعة هذه التسمية، كما أن مجرد نقل أى خلاف سياسى فى معنى الثورة ونتائجها وإصباغه على فيلم نوارة جريمة أيضاً، لأن «نوارة» يحكى عن كثير من الناس فى بر مصر، فلا تفسدوا الحكاية بخلاف سياسى. منة شلبى فى هذا الفيلم صعدت درجات فى الأداء قفزاً، فهى خرجت من النمط التقليدى لأداء البنت الفقيرة التى تعيش فى العشوائيات والتى تصورها كل الأفلام والمسلسلات بشكل واحد وأداء واحد، صوت عال وفجاجة وقبح، لتقدم منة شكل وصوت وتعبيرات مختلفة تملأ الشاشة شجناً صادقاً بلا مبالغة، وبنضج فنى يفوق عمرها بكثير. رجاء حسين فى دور الجدة، ممثلة بدرجة وزير، محمود حميدة فى دور عضو مجلس الشعب والوزير السابق ممثل بدرجة رئيس وزراء من بتوع زمان جداً، أمير صلاح الدين الذى أدى دور زوج منة شلبى بداية قوية لظهور أكبر فى المستقبل، أحمد راتب وشيرين رضا كبيران فى فيلم كبير يستحقان بعضهما. هالة خليل صاحبة فيلمين سابقين هما أحلى الأوقات وقص ولزق، وها هى تقدم فيلمها الثالث مخرجة وكاتبة ملتزمة فيه بما عاهدتنا كمشاهدين لأفلامها القليلة، فهى تحكى بصدق وعذوبة وشجن وفن عن بعض منا فلا تحملوها همومنا السياسية وفسادنا، ولا تسيئوا لسمعة نوارة، وإن فازت فى المهرجانات، لأنها بنت البلد وليست أبداً بنت مهرجانات

اليوم السابع المصرية في

31.03.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)