كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فيلمان للفوز «فرانكوفونيا: مرثية لأوروبا»

بقلم: سمير فريد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والسبعون

   
 
 
 
 

شهد النصف الأول من مسابقة مهرجان فينسيا عرض الفيلم الفرنسى «فرانكوفونيا: مرثية لأوروبا»، إخراج فنان السينما الروسى الكبير ألكسندر سوكوروف، الذى سبق وفاز بالأسد الذهبى عام ٢٠١١ عن فيلمه «فاوست»، والفيلم الإيطالى «الانتظار»، إخراج بيرو ميسينا، وهو أول أفلامه الروائية الطويلة، وكلاهما من الأفلام الجديرة بالفوز بالأسد الذهبى أو أى من جوائز المهرجان الأخرى التى تعلن السبت القادم.

إنهما فيلمان يعبران عن عبقرية لغة السينما التى يمكن أن يكتب بها مقال عن تاريخ القرن العشرين يجمع بين الوثائق السينمائية والصور الفوتوغرافية والمشاهد التمثيلية كما فى فيلم سوكوروف، ويكتب بها أيضاً شعرا خالصا مثل فيلم ميسينا. وكلا الفيلمين من السينما الخالصة التى تعتمد على الفنون التى تنفرد بها لغة السينما عن غيرها من لغات الفنون الأخرى، وهى التصوير والمونتاج والميكساج أو العلاقة بين الصوت والصورة.

سوكوروف، الذى ولد عام ١٩٥١ فى سيبيريا، ودرس التاريخ فى جامعة جوركى، والسينما فى معهد موسكو، وتخرج عام ١٩٧٩، ومنذ أول أفلامه من إنتاج المعهد عام ١٩٧٨، يتأمل الواقع كمحصلة للتاريخ، ولا ينظر إلى الحاضر بمعزل عن الماضى، ويصنع الأفلام التسجيلية والروائية، والأفلام القصيرة والطويلة ومتوسطة الطول. الموضوع عنده يختار جنس الفيلم والإيقاع يختار مدة عرضه. وقد أخرج أكثر من ثلاثين فيلماً، ومنعت أفلامه السوفيتية من العرض العام حتى سقوط الاتحاد السوفيتى عام ١٩٩٠، فهو فنان حر انتزع حريته مثل كل فنان حقيقى. ومن بين أفلامه ثلاثية يمكن أن نطلق عليها «ثلاثية طغاة القرن العشرين» التى بدأها بفيلم «مولوخ» عام ١٩٩٩.

«فرانكوفونيا: مرثية لأوروبا»، ومحوره متحف اللوفر فى باريس، فيلمه الطويل الثانى عن متحف كبير من معالم الدنيا، بعد «الفلك الروسى» الذى أخرجه عام ٢٠٠٢ عن متحف الأرميتاج فى بطرسبورج. والمرثية الثامنة من مراثيه السينمائية، حيث أخرج من الأفلام القصيرة ومتوسطة الطول التسجيلية «مرثية» ١٩٨٦، و«مرثية سوفيتية» ١٩٨٩، و«مرثية بطرسبورج» ١٩٩٠، و«مرثية من روسيا» ١٩٩٢، و«مرثية شرقية» ١٩٩٦، و«مرثية لرحلة» ٢٠٠١، والفيلم الروائى الطويل «مرثية للحياة» ٢٠٠٦. والمرثية الجديدة لأوروبا (٨٧ دقيقة) تنطق بالفرنسية والروسية والألمانية وإنتاج فرنسى- ألمانى- هولندى.

أوروبا القرن العشرين

سوكوروف هنا يعبر عن القرن العشرين كأوروبى، وليس كروسى فقط. ويرثى لحال أوروبا التى شهدت فى ذلك القرن حربين من ١٩١٤ إلى ١٩١٨ ومن ١٩٣٨ إلى ١٩٤٥، قتل فيهما أكثر من ٦٠ مليون إنسان، ودمرت العديد من الدول. ويتم وصف الحربين بالعالميتين لتأثيرهما على العالم، ولكنهما فى الفيلم أقرب إلى حربين أهليتين بين عائلة واحدة، ويبدو اللوفر رمزاً للحضارة بقدر ما تبدو الحرب رمزاً للهمجية.

كتب سوكوروف سيناريو الفيلم وصوره بالألوان برونو ديلبونيك، وقام بالمونتاج ألكسى يانوفسكى وهانز جورج فيسبيرش وبالميكساج إميل كولتزيش وألف موسيقاه مورات كاباردوكوفا، وبرع كل منهم فى صياغة الأسلوب المركب فى وحدة عضوية فذة بين مواده المختلفة، بحيث بدت الوثائق روائية بقدر ما بدا الروائى وثائقياً.

يبدأ الفيلم وينتهى بالفنان وهو يتابع مع صديقه إريك سفينة ضخمة فى عرض البحر تحمل لوحات وتماثيل وتتعرض لعاصفة شديدة، ونعود إلى هذه السفينة عدة مرات خلال الفيلم. وبعد مشهد البداية نرى صورة تولستوى ميتاً على الفراش، وصورة تشيكوف ميتاً فى التابوت. وقد ماتا مع مطلع القرن العشرين. وأكثر من مرة يهتف سوكوروف على شريط الصوت استيقظ يا تولستوى، استيقظ يا تشيكوف، معبراً عن الحاجة لوجودهما.

إننا نرى العديد من الأعمال الفنية والآثار التاريخية فى متحف اللوفر، من أقدمها، وهو تمثال عمره تسعة آلاف سنة عثر عليه فى الأردن عام ١٩٧٢، إلى الآثار المصرية القديمة، ومنها مومياء كاملة، إلى موناليزا دافنشى، وغيرها من روائع اللوحات الأوروبية. وأمام إحدى اللوحات التى تصور ماريان رمز فرنسا، يتجسد الرمز، وكأنها خرجت من اللوحة، ونرى ماريان تتحرك فى ردهات اللوفر طوال الفيلم مرددة شعار الثورة الفرنسية «الحرية. الإخاء. المساواة». كما يتجسد بونابرت أمام إحدى اللوحات التى تصوره، ويتجول فى المتحف بدوره، ويسخر منه سوكوروف، كما يسخر من كل الطغاة، فأمام كل لوحة يقول «هذا أنا» حتى أمام موناليزا.

يروى الفيلم كيف تأسس اللوفر وتطور حتى وصل إلى ما وصل إليه فى عصرنا. وعلى شريط الصوت، يطلق سوكوروف على المتاحف الكبرى «معابد الفن»، ويتساءل: «ماذا تكون فرنسا من دون اللوفر، وماذا تكون روسيا من دون الأرميتاج؟». ويربط الفيلم بين تاريخ اللوفر وتاريخ القرن العشرين من خلال وثائق الحربين، ويستخدم مشاهد من أفلام روائية وجرائد سينمائية للتعبير عن هذا التاريخ كما عبرت عنه السينما باعتبارها فن ذلك القرن. ويركز على احتلال النازى لفرنسا عام ١٩٤٠ وتعاون الماريشال بيتان مع المحتل فى جمهورية فيشى، وقيادة ديجول للمقاومة من خارج فرنسا، ثم تحرير فرنسا بعد نهاية الحرب، وديجول يقلد إيزنهاور أعلى الأوسمة الفرنسية. ولكن المحور الدرامى الذى يعبر عن مفهوم الحرب بين عائلة واحدة، وكونها رمزاً للهمجية مقابل الفن كرمز للحضارة، يأتى من خلال العلاقة بين مدير متحف اللوفر جاك شاجار (لويس دو دى لينكوسينج) والضابط النازى الكونت فرانز وولف- ميترنيخ (بنجامين أوتزيراث)، المسؤول عن حماية المتحف حتى لا يتعرض للخطر كما حدث فى الحرب العالمية الأولى. ونرى هتلر فى لقطات نادرة وهو يتجه لزيارة اللوفر.

وكان شاجار قد نقل محتويات المتحف إلى قصر بعيد عام ١٩٣٨، ثم أعادها بعد توقيع معاهدة ميونخ فى نفس العام. وبعد قيام الحرب فى سبتمبر ١٩٣٩ قام بنقلها مرة أخرى. وفى اللقاء الأول مع الكونت وولف- ميترنيخ، فى ربيع عام ١٩٤٠، تقرر افتتاح اللوفر فى ٢٩ سبتمبر ١٩٤٠.

التقى شاجار مع وولف- ميترنيخ كعدوين، ولكنهما تعاونا معاً لحماية المتحف حتى أصبحا صديقين. ولم تقبل السلطات النازية هذه الصداقة، فتم إبعاد وولف- ميترنيخ عن باريس عام ١٩٤٢، ولكنه ظل يتابع ما يحدث للمتحف من بون. إنهما شخصيتان حقيقيتان يتم تجسيدهما بأداء متقن بارع الجمال. ويتابع سوكوروف حياة كل منهما بعد الحرب، حيث تولى شاجار وزارة الثقافة فى فرنسا، وتوفى عام ١٩٦٧، وتوفى وولف-ميترنيخ عام ١٩٧٨. إنها علاقة تعلى من شأن الإنسان ومن شأن الفن الذى يجمع بين البشر، كما يعلى الفيلم من شأن السينما.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

08.09.2015

 
 

مخملباف لـ"النهار": مُخرج "محمّد" انتهازي باع روحه للشيطان!

المصدر: "النهار"- البندقية ــ هوفيك حبشيان

في حديث مقتضب مع "النهار"، على هامش الدورة الثانية والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي المنعقدة حالياً، روى المخرج الإيراني الشهير محسن مخملباف أنه منذ اللحظة التي شاهد فيها الفيلم الأول في حياته، بدأ يشعر بضرورة الانتقال إلى خلف الكاميرا، لشدّة إيمانه بأنه إذا كانت للسينما تلك القدرة على مسّه، فهذا يعني أنها ستمسّ الملايين سواه. صاحب "لحظة براءة"، البالغ الثامنة والخمسين من العمر، الذي سُجن أربع سنوات وسبعة أشهر في الأيام الأخيرة للشاه محمد رضا بهلوي، أقرّ بأنّه لم يكن قد شاهد فيلماً واحداً قبل بلوغه الثانية والعشرين، ذلك أنّ جدّته كانت تقول له بأن مَن يرتَد الصالات المظلمة فستكن الجحيم نهايته. إلا أنه، فقزَ فوق تلك المحظورات واكتشف روائع الفنّ السابع في سنّ متأخرة، وتعلّم السينما من خلال قراءة مئات الكتب عنها، وليس من خلال المشاهدة الأكولة.

لا يخفي مخملباف الذي قدّم العام الماضي في البندقية فيلمه "الرئيس" عن الأيام الأخير للديكتاتور في إحدى الجمهوريات القمعية، أنّ خيار الإكباب على السينما أعفاه من أن "يستلّ السلاح كتشي غيفارا"، كي يغيّر المجتمع الإيراني الرازح تحت سلطة القمع. "قلتُ في سرّي إنّ السينما أقوى من السلاح، لأنها تسمح لك أن تطلق 24 وحدة تصويرية في الثانية على وجه الظلام. والأهم أنّها تساهم في تبديل العقلية السائدة. فإيران، يا للأسف، شهدت ثورة، ولكنها ثورة فاشلة لأنها لم تُفضِ إلى الديموقراطية، بل ذهبنا إلى ما هو أسوأ مما كنا عليه. لذا، اعتبرتُ أنه لا بدّ من علّة ما في عقول الإيرانيين. لا يكفي إسقاط السلطة، علينا إسقاط الثقافة المهيمنة في بلداننا. السينما والأدب قادران على ذلك".

ولكن ماذا عن الحال التي آلت إليها إيران اليوم، بعد أكثر من 30 عاماً على انطلاقته؟ هل استطاعت السينما إنجاز ما كان يحلم به؟ يقول مخملباف: "ليست أفلامي فقط التي أثّرت في المجتمع، بلّ الأفلام الإيرانية بأسرها. شديدو التديّن والدوغمائيون لا يرون الحقائق إلا في الدين، وطريقهم الى الله ضيقة جداً. عندما تقدّم لهم شيئاً مختلفاً، فقد يساهم ذلك في أن يتفاهم بعضهم على البعض الآخر وتقريب وجهات النظر. ولكن المسألة ليست سحراً. لا يمكنك التغيير في لحظة. تحتاج الى وقت كثير. عُدّ ثلاثين عاماً الى الوراء، وسترى كيف كان المجتمع الإيراني وكيف أصبح اليوم. الحكّام هم أنفسهم، ولكن الناس تغيّروا. الأهم تغيير الناس. في المرة الأخيرة، غيّرنا السلطة ولم نغيّر البشر. لهذا السبب، الأشخاص أنفسهم انتخبوا الحكام أنفسهم.على الأدب والسينما الإيرانيين أن يمارسا تأثيرهما المباشر في المجتمع الإيراني للضغط عليه من الداخل وتغييره".

ويؤكد مخملباف أنّ "الرئيس" لم يُعرَض في إيران حيث مُنِع عددٌ من أفلامه، ولكنه يأمل أن يجد طريقه الى الجمهور الإيراني عبر إحدى القنوات التلفزيونية التي تبثّ من خارج هذا البلد. "العام الماضي، بثّت "بي بي سي"، عشرة من أفلامي وأفلام ابنتيّ، وكانت هذه فرصة للملايين من الإيرانيين لاكتشافها"، يقول المخرج الغاضب وعلى وجهه بعض ملامح التحايل على الوضع القائم. ويكشف مخملباف المقيم في باريس منذ انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً (2009)، إنه يتابع نشاط السينما الإيرانية عن كثب، وهي حركة لا تقتصر على شخص أو اثنين كما يقول. "عباس كيارستمي وأمير نادري وأنا، من الذين أسسوا الموجة الجديدة في إيران، ثم انضم الينا العديدون. ثمة على الأقل عشرون مخرجاً جيداً في إيران. ولكن في المقابل، هناك مخرجو النظام. مجيد مجيدي منهم. هذا كان مساعدي وتلميذي، ولكنه باع روحه للنظام. إنه شخصٌ انتهازي. عندما كان المير حسين الموسوي مرشحاً للرئاسة وقف إلى جانبه. ولمّا وُضع في إقامة جبرية، ساند المرشد الأعلى علي خامنئي. خامنئي يعتبر مجيدي العينين اللتين يرى من خلالهما. أمر معيب أن يبيع الانسان روحه للشيطان. لم أشاهد فيلمه "محمد" (*) لحسن حظي".

(*) فيلم روائي طويل عن سيرة رسول الإسلام افتتح مهرجان مونتريال، استعان فيه المخرج مجيد مجيدي بمدير التصوير الكبير فيتوريو ستورارو وبلغت موازنته نحو 40 مليون دولار. ويتردّد في الأوساط السينمائية أنّ خامنئي منح الأموال بنفسه الى المخرج الذي امتنع في طبيعة الحال عن إظهار وجه الرسول والاكتفاء بتصويره من ظهره.

النهار اللبنانية في

08.09.2015

 
 

«تذكر».. الانتقام من النازيين ينافس على أسد فينيسيا

إعداد ــ رشا عبدالحميد:

فيلم لمخرج من أصول مصرية عن ملاحقة مرتكبى المحرقة

يعرض فيلم «تذكر» ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا فى دورته الـ72، المقامة فعالياته حاليا، الخميس المقبل، حيث ينافس على جائزة الأسد الذهبى، ويقوم ببطولته النجم الكندى المخضرم كريستوفر بلامر، وديان نوريس ومارتن لاندو، وإخراج الكندى، مصرى المولد، اتوم اجويان.

وتدور قصة الفيلم حول إسرائيلى نجا من المحرقة النازية ويسعى للانتقام من الحارس النازى الذى قتل عائلته قبل سبعين عاما بعد أن اكتشف أنه لايزال على قيد الحياة ويقيم فى الولايات المتحدة بهوية أخرى، ورغم كل التحديات يقرر هذا الرجل الانتقام.

وقال المخرج اتوم اجويان لمجلة «هوليوود ريبورتر» عن فيلمه «هذا الفيلم يثير العديد من القضايا، فهو يتحدث عن الإسرائيلى الذى يعتقد أنه وجد الشخص المسئول عن قتل عائلته فيذهب فى مهمة الانتقام منه ولكنه لا يكف عن نسيان السبب، وهو حقا دور رائع لكريستوفر بلامر، فهو يركز على فكرة أن الناس التى اقتربت نهاية حياتهم وعاشوا هذه الفترة (المحرقة) لايزالون يحاولون الانتقام ويدركون ان الطرق العادية لن تحقق لهم ذلك.

وأضاف اتوم اجويان «كنت أرغب فى العمل مع كريستوفر مرة اخرى بعد فيلم Ararat ويبدو أن هذا هو السيناريو المثالى بالنسبة له، وكانت وظيفتى فى هذا الفيلم أن أبقى الأمر بسيطا قدر الامكان وأن أبقى الكاميرا عليه».

وتوقع اتوم أن يثير الفيلم الكثير من الجدل بعد عرضه قائلا: «هذا الفيلم هو عن الانتقام ويركز على فكرة أنه بعد كل هذا الوقت لم تلتئم تلك الجراح لذا أعتقد انه سيثير الكثير من النقاش، ومن المثير للاهتمام أيضا أنه فى الذكرى السنوية المائة من للإبادة الجماعية للأرمن صنعت فيلما عنوانه (تذكر) يتعامل مع الاعتراف بالماضى ومفاهيم الذاكرة المكبوتة أو الاختيارية، وكيف نفهم العنف».

أما عن سبب عرضه للفيلم فى مهرجان فينيسيا قبل عرضه فى بلاده من خلال مهرجان تورنتو فقال «بالفعل سيكون العرض الأول للفيلم فى مهرجان فينيسيا ولكن بعد ذلك بيومين سيعرض فى مهرجان تورنتو الذى أصبح أحد أهم المهرجانات، والسبب فى ذلك هو أن عرض الفيلم فى مهرجان فينيسيا أمر مهم جدا بالنسبة للتوزيع الأوروبى له، وليس هناك شك فى أن معظم النقاد سيكونون فى مهرجان تورنتو السينمائى وهو ما سيفيد الفيلم أيضا».

جدير بالذكر أن اتوم اجويان ولد فى القاهرة ووالداه رسامان من أصل ارمينى سافرا بعد ولادته إلى كندا واستقروا هناك، ورشح اتوم لجائزة الاوسكار أفضل مخرج، كما رشح وفاز بالعديد من جوائز مهرجان كان السينمائى الدولى.

الشروق المصرية في

08.09.2015

 
 

وعالم الجرائم السرى.. أفلام "فينيسيا" تفتح النار على تحرش الكهنة بالأطفال وقضايا التحول الجنسى

كتبت أسماء مأمون

أثارت الأفلام المعروضة بالدورة الـ72 من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى هذا العام، والتى تختتم فعالياتها السبت الموافق 12 سبتمبر الجارى جدلا واسعا نتيجة جرأة القضايا التى تناولتها. المفارقة أن الأفلام الثلاثة التى أثارت الجدل حتى الآن هى أفلام مأخوذة عن قصص وشخصيات حقيقية، ويأتى فى مقدمتها فيلم "spotlight" الذى يسلط الضوء على الطريقة التى كشف بها محررو صحيفة "بوسطن جلوب" الستار عن جريمة استغلال الكهنة الجنسى للأطفال والتحرش بهم فى "الإيبارشية الكاثوليكية" وعن تآمر إيبارشية بوسطن لإخفاء قصص حالات التحرش هذه، وهى واقعة حقيقية أدت إلى استقالة الكردينال برنارد لو فى 2002 وفازت الصحيفة بجائزة بوليتزر الصحفية عام 2003 للخدمة العامة. وشرح الفيلم كيف استطاع فريق "سبوت لايت" الصحفى كشف هذه الفضيحة التى رجت أرجاء العالم فى ذلك الوقت من خلال التحقيقات التى استمرت على مدار عام كامل، وكيف أنهم عثروا على حالات قليلة فى البداية ثم تفاجأوا بأن عملية الاستغلال الجنسى تتم على نطاق واسع، وأن الكنيسة على علم بذلك وأنها دفعت مبالغ طائلة للضحايا حتى يكتموا السر، وبعد أن تم عرض الفيلم فى مهرجان فينيسيا صفق الحضور الحاد للفيلم لبضع دقائق. يشارك فى بطولة الفيلم كل من مارك روفالو وراشيل ماك ادمز وبراين جيمس دارسى ومايكل كيتون وستانلى توتشى وييف شرايبر وبيلى كرودوب، وهو من تأليف توم ماكارثى وجوج سينر ومن إخراج توم ماكارثى. أما الفيلم الثانى فهو فيلم " danish girl the" بطولة النجم العالمى الحاصل على جائزة الأوسكار العام الماضى ايدى ريدمان، وهو مقتبس من رواية حقيقية وقعت أحداثها فى ثلاثينات القرن الماضى فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، يحكى عن قصة الشاب يدعى اينار فيجنر تحول عبر إجراء عملية جراحية إلى فتاة وقام بتغيير اسمه ليصبح "لى لى الب" وهو أول من أقدم على إجراء عملية تحويل جنسى. بدأت القصة بين الزوجين اينار فيجر وجريتا واجنر اللذان يعملان فى مجال الرسم، وذات يوم تغيبت الموديل الخاصة بالزوجة جريتا واجنر، وطلبت جريتا من زوجها أن يتنكر فى ملابس سيدة حتى تستطيع أن تكمل رسوماتها لعرضها فى أحد المعارض الفنية بباريس وبالفعل وافق الزوج وارتدى الملابس النسائية وأحس أنه شعر براحة أكبر كفتاة، ثم اشتهرت لوحات جريتا بسبب رسمها للفتاة الجميلة التى هى فى الحقيقة زوجها المتنكر فى زى فتاة، وأصبحت لوحات جريتا رمزا للجمال والموضة فى ذلك الوقت، وبعد ذلك انكشف السر علم الجميع أنها كانت ترسم زوجها، وقرر زوجها أن يتحول إلى فتاة عبر إجراء عملية جراحية وقامت زوجته جريتا بمساندته فى هذا القرار، ولكن تعرضوا لمشاكل حيث ألغى الملك Christian X ملك الدنمارك فى هذا الوقت زواجهما وانفصلا وقامت جريتا بالزواج من ضابط إيطالى. وبعد عرض الفيلم ظهرت تكهنات كثيرة بأن ايدى ريدمان واليشيا فايكندر أصبحت فرصتهما كبيرة فى أن يفوزا بجائزة الأسد الذهبى ، والفيلم من إخراج توم هوبر، وهو التعاون الثانى بين ريدماين وهوبر بعد فيلم Les Miserables. النجم العالمى جونى ديب أثار الجدل فى المؤتمر الصحفى الخاص بفيلمه ""black mass وذلك بعدما دافع عن الجانب الإنسانى فى حياة المجرم ويتنى بلجر وذلك حيث قال إن ويتنى لم يكن شريرا بالفطرة ولكنه يستخدم العنف والقتل كجزء من عمله، لأن القتل والإجرام بمثابة اللغة التى يتعامل بها فى الوسط الذى يعيش فيه، موضحا أنه لا يوجد إنسان يستيقظ من النوم وينوى أن يكون مجرما أو ينظر فى المرآة ويقول سوف أصبح شريرا اليوم، موضحا أن شخصية بلجر هى شخصية مركبة وصعبة لأنه قد يحمل أغراض البقالة لسيدة عجوز، ويقوم بتوصيلها إلى بيتها وبعدها بدقائق يضرب من يغضبه بالرصاص. وأضاف أن كل إنسان لديه جانب الشر فى شخصيته وأنه وجد جانبه الشخصى منذ زمن بعيد ويتعايش معه جيدا الآن، لافتا إلى أنه كان يتمنى أن يقابل ويتنى بلجر الحقيقى الذى يقضى حاليا عقوبة بالسجن نتيجة أفعاله، ولكن ويتنى لا يهتم بهذه الأشياء حتى أنه لم يعلق على الكتاب الذى نشر عنه فى عام 2001 المأخوذ عنه الفيلم، موضحا أنه اعتمد فى التحضير للشخصية على كلام المحامى الخاص بويتنى والشرائط المصورة التى أعطاها له. ويشارك النجم العالمى جونى ديب بطولة الفيلم عدد كبير من الفنانين، منهم داكوتا جونسون وبنديكت كومبرباتش وجويل إجيرتون وآدم سكوت وجوليان نيكلسون وهو من إخراج سكوت كوبر، ومن المقرر أن يعرض الفيلم بدور العرض المصرية 18 سبتمبر الجارى

اليوم السابع المصرية في

09.09.2015

 
 

أموس غيتاي يعرّي عقيدة اليهودي المتطرف

المصدر: "النهار" - البندقية - هوفيك حبشيان

أموس غيتاي يشارك في مهرجان البندقية بفيلم بالغ الأهمية، "رابين، اليوم الأخير"، مصوّراً التحقيقات التي تلت اغتيال اسحاق رابين قبل 20 عاماً، كلحظة عالقة في مسار التاريخ. في شريطه البديع هذا، غيتاي هو القاضي والمحقق والمخرج والمناصر للقضية الفلسطينية والعلماني الغاضب، الذي يواصل استجواب المجتمع الاسرائيلي، أمراضه وعقده وعدم تسامحه والاجتهادات الدينية لبعض من حاخاماته المتشددين القتلة. في عدة مقابلات أجراها في البندقية، لم يخفِ غيتاي قلقه من تنامي ظاهرة التدين اليهودي التي صرّح بأنها تطيح بأي محاولة لبناء تفاهم مع الآخر، والتهديد الذي تمثله هذه الظاهرة تطال الفلسطينيين كذلك، وقد ذكر في هذا السياق حادثة الرضيع الفلسطيني الذي تم حرقه على يد برابرة. نال غيتاي اذن الدخول الى ملفات لجنة التحقيق، وعاين كلّ الأرشيف الذي سبق الاغتيال وتلاه، ليخرج بخلاصة ان اسرائيل زادت تطرفاً وبطشاً بعد رحيل رابين. "اليوم، الآخر عندنا غير موجود"، قال مخرج "أنا عربية" لوكالة الصحافة الفرنسية.

عوّدنا غيتاي في السنوات الأخيرة على أفلام لطيفة تتخلى عن خطاب التبعية لمصلحة بناء فكرة المستحيل الممكن، ولكن قدرتها على ازعاج اسرائيل كانت محدودة. مع جديده، "رابين، اليوم الأخير" (مسابقة الدورة 72 من مهرجان البندقية المنعقدة حالياً)، الذي يتطرّق الى اغتيال الرئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين في الرابع من تشرين الثاني 1995، يرفع الرهان عالياً. والرهان هنا مزدوج: سينمائي وسياسي.

نحن ازاء فيلم آخر مادته الأصلية لقطات مصوّرة من الأرشيف. بيد ان الأهمية لا تكمن في اللقطات نفسها بقدر ما هي في كيفية انصهارها مع اللقطات التي صوّرها سوكوروف وغيتاي. الاثنان يحتكمان الى المادة الخام ليؤسسا فوقها خطاباً مغايراً، حدّ انه لا يعود للأرشيف القيمة ذاتها بعد ذلك.

يعيدنا الفيلم عقدين الى الخلف، الى ذلك اليوم حيث تجمّع آلاف الاسرائيليين في ميدان ملوك اسرائيل خلال مهرجان خطابي مؤيد للسلام غداة اتفاق أوسلو. ثلاث طلقات نارية أطلقها يغال أمير، يميني من اليهود الارثوذكس، أنهت حياة رابين، وأحدثت شرخاً في الحياة السياسية الاسرائيلية. بالنسبة لغيتاي، هذا الاغتيال غيّر الكثير، وسيكون هناك دائماً ما قبله وما بعده. في المؤتمر الصحافي قال عنه انه "سدّ النافذة الصغيرة المطلة على عملية السلام في الشرق الأوسط ضمن مسار طويل في الاعتراف بالآخر". يصوّر غيتاي حاخامات وأتباعهم يبررون القتل عبر الاحتماء بفكرة ما يُعرف عند بعض اليهود بـ"الدين روديف"، وهو قانون يبيح قتل اليهودي الذي يسبب الضرر ليهودي آخر.

يرتكز نصّ "رابين" على التحقيقات التي أجرتها لجنة شمغار، وهي تحقيقات استهدفت بشكل أساسي الاهمال الأمني والبوليسي الذي أودى بحياة رابين. أما الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالمسوغات الدينية والأسباب الاجتماعية مثل اضطهاد الفلسطينيين وسرقة أراضيهم وبناء مستوطنات عليها، التي جعلت المجتمع الاسرائيلي مجتمعاً غير مسامح، ضميره ملطخ بالدماء، فهذا لم تتطرق اليه اللجنة الا قليلاً. وهذا هو مأخذ غيتاي، من جملة المآخذ التي يبلورها، وهو يتجسّد على لسان احدى الشخصيات. في هذه الهوة، يبني المخرج فيلمه الأخّاذ الذي يخطف الأنفاس منذ أول لقطة، وذلك رغم بلوغه الساعتين ونصف الساعة. كلّ ما يريده غيتاي من قضية رابين، محاولة فهم الظروف الثقافية والاجتماعية والدينية التي حدث فيها الاغتيال وتشخصيه أدق تشخيص ممكن.

خطاب غيتاي واضح لا لبس فيه خلافاً للعديد من الأفلام الاسرائيلية، وإن بقي خارج الكادر أحياناً. انه خطاب قديم لكنه يتجدد بأبهى اسلوب: العنف لا بدّ ان يجرّ العنف، ما نفعله بالفلسطينيين ينعكس علينا، والدين ليس بريئاً من هذا كله. خطاب عاقل، بلا شكّ، والأهم انه يساعدنا في فهم كيان العدو، اي فهم حاضره في ظلّ ماضيه القريب، واستيعاب ما يجري في المنطقة برمتها والأحقاد التي تمتد اليها. "رابين" عمل تفكيكي بالغ الأهمية، لا يذعن السهولة، يجري فيه غيتاي خيارات سردية بالغة التعقيد، لكنها مبررة في سياق قضية تنطوي على عدد من الثغر. فمن خلال الاستجوابات لعدد من المسؤولين وأصحاب القرار، يتبين مثلاً ان السيارة التي نقلت رابين الى المستشفى بعد اصابته، احتاجت الى نحو ثماني دقائق للوصول، على الرغم من ان المستشفى لا يبعد أكثر من 500 متر عن موقع الجريمة. هناك سعي واضح من غيتاي في توريط المخابرات الاسرائيلية والقول انها ضليعة في الاغتيال، أقله بسبب الاهمال أو توفير جوّ من الاحتقان في البلاد أدت اليه. القاتل معروف، شاب في الخامسة والعشرين يقول ان الدين اليهودي حرّكه. أما المسؤول عن الاغتيال، فمن هو؟ لا أحد. هذا الـ"لا أحد" هو الذي يشغل غيتاي.

سينمائياً، هذا أفضل ما أنجزه غيتاي منذ سنوات طويلة، وذلك لأنه يعمّق الأسئلة ويترك اجاباتها معلقة في ضمير مَن لا يريدون اجابات. يمكن القول انه وجد المسافة المناسبة لتصوير الحدث وإلقاء نظرة نقدية عليه بعيداً من فخّ السينما البيداغوجية الهادفة. حتى تقنياً، يتفوق هنا غيتاي على نفسه والآخرين، سواء في اللجوء الى اللقطة الطويلة المستمرة التي تحدث ترابطاً رهيباً بين الفعل وردّ الفعل، أو عندما يضخ الشحن الايقاعي الذي لا يتلاشى حتى في مشاهد الحوارات التي تجري داخل الجدران. غيتاي بارع في خلط الأوراق ثم اعادة ترتيبها، وايضاً في جعل "جانرات" سينمائية عدة تتعانق، من الثريللر الى فيلم التحقيقات. نصّه مبطن، هادئ، لا يتخبط في مستلزمات سينما المواقف، منتهى الصرامة في تشكيل المشهد. نحن ازاء متتاليات ليس الهدف منها الاقناع، بل الاحاطة بالقضية من كلّ الجوانب، وحتى لو استلزم الأمر الذهاب الى شلّة من اليهود المتشددين الذين يتجلى من خلالهم خطر التطرّف والأصولية. في هذه النقطة تحديداً، يظهر غيتاي جرأة كبيرة في تعرية القاتل الذي يسكن في كلّ يهودي متطرف، ورده الى بهيميته.

النهار اللبنانية في

09.09.2015

 
 

«الانتظار»

بقلم: سمير فريد

عرض فى مسابقة مهرجان فينسيا ٢٠١٥ الفيلم الإيطالى «الانتظار» إخراج بييروميسينا، وهو الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه الإيطالى الذى ولد عام ١٩٨١، ودرس السينما فى المركز التجريبى فى روما حيث تخرج عام ٢٠٠٤، وأخرج ثمانية أفلام قصيرة فى عشر سنوات حقق أغلبها نجاحاً لافتاً فى مهرجانات عديدة، ومنها مهرجان كان. وقد جاء «الانتظار» إعلاناً عن مولد شاعر سينمائى كبير، وتصل فيه الممثلة الفرنسية العالمية جولييت بينوش إلى ذروة التألق فى دور لا ينسى، ويعتبر من النماذج الرفيعة لفن التمثيل السينمائى.

كتب ميسينا السيناريو مع جياكو بندوتى وإيرلارياماكينا وأندريه باولو ماسارا، وصور الفيلم للشاشة العريضة بالألوان فرنشيسكو دى جياكومو، وقامت بالمونتاج باولا فريدى، وجاء فى مائة دقيقة من دون ثانية واحدة زائدة، ومن دون الحاجة إلى ثانية واحدة يفتقدها المتفرج. إنه قصيدة من الشعر السينمائى الخالص بلغة السينما الخالصة، كما أنه فيلم إيطالى خالص يستوعب تراث الإبداع الإيطالى فى مختلف الفنون، وبدلاً من الموسيقى على شريط الصوت، هناك موسيقى البناء الدرامى على شريط الصورة من أول لقطة إلى آخر لقطة.

الشعر والنثر

تدور أغلب «أحداث» الفيلم فى فيلا قديمة فى صقلية فى الزمن الحاضر. وكلمة «أحداث» بين قوسين عن عمد، فليست هناك أحداث بمفهوم النثر السينمائى إن جاز التعبير، أو بالمفهوم الروائى، وإنما بمفهوم القصيدة الشعرية.

آنا (جولييت بينوش) امرأة فى منتصف العمر تعيش وحيدة فى الفيلا مع الحارس وسائق السيارة ومدير المنزل السيتينيبيترو (جورجيوكولانجيلي). وهى فى حداد يبدو فى عينيها وصوتها وصمتها، وليس فقط فى ملابسها السوداء. وتنتظر آنا وصول جين (لويو دى لاجى) صديقة ابنها الشاب جوزيبى. ونتابع وصول جين من المطار حيث يستقبلها بيترو ويقود السيارة إلى الفيلا عبر طريق يكشف جمال الطبيعة فى صقلية ربما كما لم يبدو من قبل على كثرة ما صور فيها من أفلام.

تصل جين وتصبح بدورها فى انتظار وصول جوزيبى الذى وجه إليها الدعوة للحضور. وقبل أن تسأل جين عن سبب الحداد تقول لها آنا أن شقيقها توفى لتوه. وبعيداً عن جين يقول بيترو لآنا لماذا لا تقول لها الحقيقة. وتبدو الحقيقة أن جوزيبيهو الذى توفى، ولكننا لا نعرف حتى نهاية الفيلم من الذى مات، وتغادر جين وهى لا تعرف أيضاً. وفى مشهد فى قلب الفيلم نرى آنا تراقب شاباً يستحم فى البانيو، بل وتمسك يده، ولكننا لا نرى وجهه، ونرى ملامح جسده خلف الحائط الزجاجى الغائم للبانيو، فيصبح وجوده بين الحقيقة والخيال.

من يتلقى الفيلم بمفهوم النثر، ويبحث عن بداية ووسط ونهاية وإجابات عن الأسئلة ومعان محددة، يفقد الاستمتاع به، ويظلمه ويظلم نفسه. تماماً مثل من يساوى بين قراءة رواية وقراءة قصيدة، أو بين قراءة لوحة واقعية وأخرى تجريدية.

الشخصيات الثلاث آنا وجين وبيترو يمثلون ثلاثة أجيال من ثلاث طبقات اجتماعية مختلفة. وهم فى «الانتظار» مثل كل البشر: فى انتظار معرفة الحقيقة، وفى انتظار أن يعيشوا الحياة، وفى انتظار الموت. والله موجود من أول لقطة حتى آخر لقطة. فالفيلم يبدأ بمشهد قبل العناوين لتمثال المسيح فى الكنيسة التى يقام فيها العزاء. وهو مشهد مميز ولا مثيل له فى كل الفيلم حيث تتحرك الكاميرا حول تفاصيل التمثال من دون أن نرى وجهه فى مناظر كبيرة. وعلى الطريق من المطار تلمح جين تمثالا للعذراء مغطى ماعدا الكفين على سيارة نقل صغيرة.

وينتهى الفيلم بعد مغادرة جين بآنا فى احتفال دينى بيوم «أستير» تتميز به صقلية دون غيرها حيث يسير الرجال بأقنعة تخفى وجوههم ماعدا العينين ويرتدون ملابس بيضاء فضفاضة، ويحملون تمثال العذراء الذى شاهدناه مغطى فى البداية مكشوفاً. تتحرك آنا وسط هؤلاء الرجال صامتة وحائرة وحزينة حتى اللقطة الأخيرة حيث نراها من ظهرها.

جمال الفن

يدفعنا الفيلم إلى التأمل والتفكير فى الحياة والموت، وحيوية الشباب وضعف العجائز، والعلاقة بين الفرد والآخرين، وأشواق الإنسان المختلفة. وذلك فى شكل يمتعنا بجمال الفن.

شخصيات الفيلم واقعية، وحوارهم واقعى، وها هى آنا تقول لجين إن جوزيبى لم يعد يريدها، وها هو مخرجنا يستخدم ببراعة الرسائل المسجلة على الموبايل، فلا تعرف متى سجلت. وبحسابات دقيقة، ولعل النقد العربى ينفرد بتعبير «صناعة الشعر»، تتحدث جين على موبايل جوزيبى وتقول «إننى أكرهك». وهو المشهد الوحيد المصور بحركة الكاميرا الحرة طوال الفيلم.

هى شخصيات واقعية، ولكنها على نحو ما أقرب إلى الأشباح فى نفس الوقت. ويتأكد ذلك فى ظهور شابين فجأة مع جين وهى تسبح فى البحيرة، وتناولهما العشاء مع جين وآنا، ثم اختفائهما. وكما يعلن الفيلم عن مولد مخرج كبير، يعلن أيضاً مولد ممثلة جديدة موهوبة هى ليو دى لاجى فى دور جين حيث عبرت عن براءة الشباب وبساطتهم واندفاعهم نحو الحياة بلهفة بحثاً عن الحب، وانكسارهم عندما يواجهون ظروف الحياة القاسية.

«الانتظار» قصيدة سينمائية كلاسيكية تعتمد على التناسق والاتزان فى التكوين والإيقاع الهادئ البطىء. فكل لقطة لوحة تشكيلية كاملة بالإضاءة والظلال والألوان وزاوية التصوير. والإيقاع يتخلق من غلبة اللقطات المتوسطة، والانتقال الحاد بين المناظر العامة جداً والمناظر الكبيرة جداً. وعندما يتم تلقى الفيلم بمنطق الشعر، لا يملك المتفرج إلا أن يردد «ياللجمال.. ياللجمال.. ياللجمال».

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

09.09.2015

 
 

«علي معزة وإبراهيم» يقتنص ثلاثة جوائز في ورشة فاينال كات فينيسيا

جذب انتباه صناعة السينما الدولية في أول ظهور له

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

في إشارة أولية على أنه مشروع فيلم مميز، فاز «علي معزة وإبراهيم» للمخرج المصري شريف البنداري بثلاث جوائز بعد مشاركته في ورشة فاينال كات فينيسيا التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

وتمثلت الجوائز التي فاز بها فيلم «علي معزة وإبراهيم» في منحة قدرها 10 آلاف يورو يقدما المركز الوطني للسينما والصور المتحركة (CNC) بباريس ليتم إنفاقها بمرحلة ما بعد الإنتاج في فرنسا، 10 آلاف يورو تقدمها شركة Knightworks الفرنسية للإنفاق على المؤثرات البصرية والخاصة، و10 آلاف يورو تقدمها شركة Titra TVS بباريس للإنفاق على تصحيح الألوان الرقمية وشريط DCP الخاص بالفيلم وترجمته للغة الفرنسية أو الإنكليزية.

وبعد فوز مشروع الفيلم بالجائزة قال المنتج محمد حفظي الذي يشارك في إنتاج الفيلم «أشعر ببالغ السعادة لأنه في أول ظهور له بالسوق الدولي استطاع مشروع خاص به قدر من المجازفة أن ينال إعجاب لجنة التحكيم والحاضرين من ممثلي صناعة السينما. هذه إشارة على أننا في الاتجاه الصحيح، وبالجوائز التي حصل عليها نقترب خطوة أكثر نحو الانتهاء من الفيلم بالطريقة التي نرغبها».

وتوفر ورشة فاينال كات فينيسيا دعماً للأفلام العربية والأفريقية على مدى يومين، من خلال عرض مشاريع الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة بالورشة أمام مجموعة المنتجين، الموزعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية، وتُختتم الورشة بمنح جوائز للأفلام الفائزة لدعمها في مرحلة ما بعد الإنتاج.

«علي معزة وإبراهيم» من إخراج شريف البنداري وتأليف أحمد عامر عن قصة سينمائية لـإبراهيم البطوط وإنتاج شركة فورتريس فيلم كلينك للمنتج محمد حفظي مع ترانزيت فيلمز للمنتج حسام علوان ومن توزيع شركة MAD Solutions.

وقد قدم شريف البنداري أول أعماله من خلال الفيلم الوثائقي الذي فاز بـجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أفلام الطلبة – معهد جوته عام 2006 كما شارك الفيلم أيضاً في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2005، وتلاه الروائي القصير صباح الفل الذي شارك في أكثر من 75 مهرجان بأكثر من 33 دولة، ثم الروائي القصير ساعة عصاري (2008) المأخوذ عن قصة للأديب الراحل إبراهيم أصلان، كما أخرج شريف فصلاً باسم حظر تجول ضمن الفيلم الروائي 18 يوم الذي تم اختياره للمشاركة الرسمية في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2011. أخر أعمال شريف هو الوثائقي في الطريق لوسط البلد، وقد تم اختيار شريف عضواً في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والتحريك ضمن مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة 2013.

الفيلم الوثائقي SEPARATION

يفوز بجائزة MAD SOLUTIONS في ورشة فاينال كات فينيسيا

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

فاز الفيلم الوثائقي Separation  للمخرج العراقي هكار عبد القادر بجائزة شركة MAD Solutions ضمن ورشة فاينال كات فينيسيا التي أقيمت نسختها الثالثة ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان فينيسيا السينمائي، وتتمثل الجائزة التي نالها الفيلم العراقي في الحصول على خدمات الترويج والتوزيع في دور العرض بالعالم العربي.

وعن الفيلم الفائز بالجائزة يقول علاء كركوتي رئيس مجلس إدارةMAD Solutions  Separationفيلم وثائقي يمتلك نظرة دقيقة وقوية على معاناة عائلات الأكراد اليزيدية بالعراق، حيث يتعايش العمل مع هذه المعاناة وينقلها بصورة إنسانية صادقة، لذلك فمن المهم والضروري أن يحظى الجمهور في العالم العربي بمشاهدة هذا العمل.

ويحكي فيلم Separation قصة آلاف اليزيديين من الأكراد الذين يفرون من قريتهم سنجار بالعراق التي تقع تحت حصار داعش، ليجدوا أنفسهم بدون طعام أو ماء وهم على قمة جبل سنجار. بدون خيارات أخرى متاحة يغادر ثلاثة رجال بحثاً عن مصدر غذاء لعائلاتهم، غير مدركين أن ممراً آمناً بشكل كبير إلى كردستان أصبح مفتوحاً مؤخراً، ليصبح القدر سبباً في انفصال هؤلاء الرجال عن أحبائهم. الفيلم يوثق قصة زوجات هؤلاء الرجال وأبنائهم الذين وصلوا إلى مخيم اللاجئين ويصبحون منتظرين بفارغ الصبر أي أخبار عن أزواجهم، الذين في الوقت نفسه يحاولون التأقلم مع الحياة في وضع جديد.

وقد نافس Separation  مع 4 أفلام أخرى تم اختيارها من بين أكثر من 50 فيلماً تقدمت بطلبات للمشاركة في أنشطة الورشة التي توفر دعماً للأفلام العربية والأفريقية على مدى يومين، من خلال عرض مشاريع الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة بالورشة أمام مجموعة المنتجين، الموزعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية، وتُختتم الورشة بمنح جوائز للأفلام الفائزة لدعمها في مرحلة ما بعد الإنتاج.

سينماتوغراف في

10.09.2015

 
 

Separation يفوز بجائزة MAD Solutions في ورشة فاينال كات فينيسيا

القاهرة - بوابة الوفد - محمد فهمي:

فاز الفيلم الوثائقي Separation للمخرج العراقي هكار عبد القادر بجائزة شركة MAD Solutions ضمن ورشة Final cut فينيسيا التي أقيمت نسختها الثالثة ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان فينيسيا السينمائي، وتتمثل الجائزة التي نالها الفيلم العراقي في الحصول على خدمات الترويج والتوزيع في دور العرض بالعالم العربي.

وعن الفيلم الفائز بالجائزة يقول علاء كركوتي رئيس مجلس إدارة MAD Solutions: "فيلم Separation وثائقي يمتلك نظرة دقيقة وقوية على معاناة عائلات الأكراد اليزيدية بالعراق، حيث يتعايش العمل مع هذه المعاناة وينقلها بصورة إنسانية صادقة، لذلك فمن المهم والضروري أن يحظى الجمهور في العالم العربي بمشاهدة هذا العمل."

ويحكي فيلم Separation قصة آلاف اليزيديين من الأكراد الذين يفرون من قريتهم سنجار بالعراق التي تقع تحت حصار داعش، ليجدوا أنفسهم بدون طعام أو ماء وهم على قمة جبل سنجار. بدون خيارات أخرى متاحة يغادر ثلاثة رجال بحثاً عن مصدر غذاء لعائلاتهم، غير مدركين أن ممراً آمناً بشكل كبير إلى كردستان أصبح مفتوحاً مؤخراً، ليصبح القدر سبباً في انفصال هؤلاء الرجال عن أحبائهم.

ويوثق الفيلم قصة زوجات هؤلاء الرجال وأبنائهم الذين وصلوا إلى مخيم اللاجئين ويصبحون منتظرين بفارغ الصبر أي أخبار عن أزواجهم، الذين في الوقت نفسه يحاولون التأقلم مع الحياة في وضع جديد.

ونافس Separation  مع 4 أفلام أخرى تم اختيارها من بين أكثر من 50 فيلماً تقدمت بطلبات للمشاركة في أنشطة الورشة التي توفر دعماً للأفلام العربية والأفريقية على مدى يومين، من خلال عرض مشاريع الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة بالورشة أمام مجموعة المنتجين، الموزعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية، وتُختتم الورشة بمنح جوائز للأفلام الفائزة لدعمها في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وتأتي الجائزة التي تقدمها MAD Solutions ضمن استراتيجية الشركة لدعم صناعة السينما العربية في مراحل الإنتاج المختلفة في الساحة الدولية والعربية والترويج لها على المدى البعيد، وقد سبق لها تقديم جائزة مماثلة للمشروع الفائز في مبادرة أبواب مفتوحة (Open Doors)  ضمن فعاليات الدورة الـ 68 من مهرجان لوكارنو السينمائي بسويسرا في أغسطس الماضي، وفاز بالجائزة فيلم حب الإنسان (تونس/فرنسا) للمخرج مهدي بن عطية، ومشروع رُقية (الجزائر/فرنسا) للمخرج يانيس قسيم.

وخلال هذا العام، أطلقت MAD Solutions نسختين من مركز السينما العربية في مهرجان برلين السينمائي الدولي ومهرجان كان السينمائي، ويعتبر المركز بمثابة منصة دولية تروّج للسينما العربية، حيث يوفر المركز لصناع الأفلام العربي نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفعاليات التي يقيمها المركز وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها.

صور .. علي معزة وإبراهيم يقتنص 3 جوائز في ورشة فينيسيا

القاهرة - بوابة الوفد - خاص:

فاز فيلم "علي معزة وإبراهيم" للمخرج المصري شريف البنداري بثلاث جوائز بعد مشاركته في ورشة فاينال كات فينيسيا التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الحالية من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

وتمثلت الجوائز التي فاز بها الفيلم في منحة قدرها 10 آلاف يورو يقدما المركز الوطني للسينما والصور المتحركة (CNC) بباريس ليتم إنفاقها بمرحلة ما بعد الإنتاج في فرنسا، 10 آلاف يورو تقدمها شركة Knightworks الفرنسية للإنفاق على المؤثرات البصرية والخاصة، و10 آلاف يورو تقدمها شركة Titra TVS بباريس للإنفاق على تصحيح الألوان الرقمية وشريط DCP الخاص بالفيلم وترجمته للغة الفرنسية أو الإنكليزية.

وبعد فوز مشروع الفيلم بالجائزة يقول المنتج محمد حفظي الذي يشارك في إنتاج الفيلم: "أشعر ببالغ السعادة لأنه في أول ظهور له بالسوق الدولي استطاع مشروع خاص به قدر من المجازفة أن ينال إعجاب لجنة التحكيم والحاضرين من ممثلي صناعة السينما، فهذه إشارة على أننا في الاتجاه الصحيح، وبالجوائز التي حصل عليها نقترب خطوة أكثر نحو الانتهاء من الفيلم بالطريقة التي نرغبها".

وتوفر ورشة فاينال كات فينيسيا دعماً للأفلام العربية والأفريقية على مدى يومين، من خلال عرض مشاريع الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة بالورشة أمام مجموعة المنتجين، الموزعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية، وتُختتم الورشة بمنح جوائز للأفلام الفائزة لدعمها في مرحلة ما بعد الإنتاج.

علي معزة وإبراهيم من إخراج شريف البنداري وتأليف أحمد عامر عن قصة سينمائية لإبراهيم البطوط وإنتاج شركة فورتريس فيلم كلينك للمنتج محمد حفظي مع ترانزيت فيلمز للمنتج حسام علوان ومن توزيع شركة MAD Solutions، والفيلم بطولة علي صبحي وأحمد مجدي، بالاشتراك مع الفنانة سلوى محمد علي والفنانة ناهد السباعي.

الوفد المصرية في

10.09.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)