كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نور الشريف وإشكالية وعي المثقف العربي!

د. خالد سليمان

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

مات الممثل المصري المعروف نور الشريف، وليرحمه الله إن شاء. وبينما لا أعجب للإهتمام الإعلامي الواسع النطاق برحيل الرجل لطول وتميز تاريخه في دنيا الفن، فإنني أعجب حقا لتركيز مقالات وتصريحات كثيرة على الإشادة بوعيه وثقافته الواسعة. وكأن الوعي والثقافة يعنيان في المحصلة النهائية الإلمام ببعض المعرفة عن روايات شكسبير وقراءة بعض الروايات والإحاطة بنتف من المعلومات عن هذا الموضوع او ذاك وانتهى الأمر! 

فأين هو وعي نور الشريف، وأين هي ثقافته عندما وقف يخطب بحماس لدعم انقلاب عسكري دموي ضد أول حكم مدني منتخب في تاريخ مصر! وأين هو وعيه وثقافته عندما انبرى مثلا لمهاجمة الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي لقيامه برفع رواتب الموظفين، على اعتبار أن ذلك يدخل في باب الهدر واكتساب الشعبية، في حين لم ينبس ببنت شفة عندما قام الانقلابي السيسي بتضييع مليارات الدولارات على تفريعة قناة السويس الاستعراضية، التي تؤكد كل التقارير المحايدة والمنصفة أنها لن تقدم شيئا يذكر لدعم الإقتصاد المصري!

نعم أنا ساخط على نور الشريف هو وأمثاله ممن يسمون بأهل الفن. فلقد خدعونا على امتداد سنوات طوال وهم يتغنون في أفلامهم ولقاءاتهم بشعارات طنانة تعلي من شأن قيم الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. وعندما جد الجد وآن الأوان لاختبار صدق التزامهم بتلك الشعارات على أرض الواقع، والتحقق من مدى استعدادهم لدفع ثمن التشبث بها، وجدناهم يبيعونها بثمن بخس ويقفزون بكل قواهم دون تردد إلى الخندق الذي يشكل نقيضا حتميا لكل تلك القيم! 

إن ما يحدد مفهوم المثقف بالفعل ليس كم المعارف التي يعرفها المرء، ففي أيامنا، مهما قرأ الواحد واطلع، فإنه لا يستطيع أن يزعم أنه مثقف حقا، إذا كان المعيار الأهم لتحديد من هو المثقف يتمثل في حجم المعرفة. إذ سيظل واحدنا جاهلا بالضرورة بما لا حصر له من المعارف في حقول كثيرة، في العلوم وفي التاريخ وفي الأدب وفي السياسة وفي الفن. ونور الشريف نفسه مثلا، كان جاهلا باعترافه في مجال الاتصالات الحديثة، ولا أظنه يعلم شيئا عميقا يعتد به عن علوم كثيرة، انسانية وطبيعية. 

ما أريد قوله هنا هو أن ما يجعل من المرء مثقفا بالفعل هو مواقفه، ووقوفه الحازم الثابت الذي لا لبس فيه إلى جانب قيم الحق والخير والجمال، مهما اختلفت الظروف والأحوال. وبتطبيق هذا المعيار، الذي أظنه صحيحا، يسقط نور الشريف ومعظم أقرانه من أهل الفن العربي في الامتحان، وبالعشرة. فإذا ما تجاوزنا عن هبوط كثير من أفلامهم وأعمالهم، واكتظاظها بكم خانق من المشاهد والايحاءات التي حشرت عنوة لأغراض تجارية مبتذلة، بذرائع رخيصة تزعم أن السياق الدرامي قد اقتضى وجودها وأن الفن لا يخضع لسلطة الأخلاق، فإننا لا نستطيع أن نتجاوز عن مواقفهم السياسية، التي انحازوا فيها غالبا إلى جانب الظلم والبطش وتركيع الناس بالقوة.

والغريب العجيب أن أهل الفن يتصرفون كما لو كان بهم مس الفصام الفكري والأخلاقي! فبينما نجد بعضهم يهاجمون نظام المجرم الأسد بضراوة، دون أن ننسى من يدعمونه منهم، نجدهم يتملقون أنظمة أخرى، لا تقل تهافتا أخلاقيا وسياسيا من حيث الجوهر عن ذلك النظام، خوفا على مصالحهم المرتبطة بتلك الأنظمة! 

فالنظام الحالي في مصر مثلا، هو ولا شك نظام انقلابي، قام على أنقاض النظام الشرعي الذي تم نسفه جهارا نهارا، بدعم سافر من قوى غربية وعربية، وصهيونية أيضا. ومع ذلك لا يجد أغلب أهل الفن في دنيا العرب، من أمثال الفقيد نور الشريف، أدنى غضاضة في أن يهللوا له، وأن يسبغوا عليه هالات الشرعية والوطنية والبطولة والمجد! 

كما أن هناك أنظمة عربية سلطوية أخرى، خليجية في معظمها، أنفقت المليارات على دعم انقلاب مصر، وعلى إجهاض ثورات الربيع العربي، التي شكلت بارقة أمل غير مسبوقة لتحرر الإنسان العربي، ومع ذلك نجد الأكثرية الساحقة من أهل الفن الذين أتخمونا بالصراخ حول الحرية والديمقراطية يرتمون تحت أقدام تلك الأنظمة، لتحكمها في تمويل القنوات الفنية والإعلامية التي يعتاشون منها!

في واحد من اللقاءات الأخيرة مع نور الشريف، كان قد أوصى بعرض مشهد وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز بعد رحيله، الذي كان الشريف قد لعب دوره في مسلسل متميز نال شهرة واسعة. والآن وقد وافته المنية وصار عند ربه، فماذا سيقول عند الحساب بعد أن اختار أن يجافي عمر بن عبد العزيز وسيرته المزدانة بقيم الخير والحق والعدل، وآثر أن ينتصر للنظام الديكتاتوري في مصر، الذي تتواضع أمام فظائعه فظائع الحجاج بن يوسف الثقفي نفسها؟!

أكاديمي عربي مقيم في كندا

القدس العربي اللندنية في

13.08.2015

 
 

نور الشريف.. موهبة وإخلاص فى زمن الأدب والفن

أكرم القصاص

طبعا.. نور الشريف كان فنانا موهوبا ومخلصا، قدم كل الأدوار الفنية ببراعة، وفى كل المراحل العمرية شابا وكهلا وما بعدها، وحتى فى سنواته الأخيرة نجح فى تقديم المرحلة الوسطى فى دراما متنوعة ناجحة من دون أن يتمسك بالأدوار الشبابية التى لم تكن تناسبه. ما يقرب من 200 فيلم قدمها نور الشريف على أكثر من 40 عاما، منها ثلاثون فيلما توضع فى أهم الأفلام بالسينما المصرية والعربية وربما أكثر.

أعمال إما تقوم على روايات عظيمة كالثلاثية وروايات نجيب محفوظ، أو أنها أعمال تلاقى فيها نور الشريف مع مخرجين كبار، وعلى رأسهم بالطبع عاطف الطيب سواق الأتوبيس وليلة ساخنة وغيرهما كثير. وهو الذى أعاد اكتشاف نور الشريف فى مرحلة ما. لم تخل أغلبية أعمال نور الشريف من لطشات فنية حتى الأعمال التى اتسمت بالتسرع وقدمها فى فترات أزمة. كان مغامرا فى الشكل والمضمون، لم يتوقف عن تجديد نفسه وإضافة خبرات إلى أعماله، والأهم أنه كان فنانا مثقفا، من دون ادعاء أو ثرثرة أو تقعير. كان ببساطة فنانا. ونور الشريف من جيل بدا محظوظا، لأنه ظهر فى فترة كانت السينما فيها مزدهرة، وصناعة مهمة تدعمها الدولة، ومنتجون تعاملوا مع السينما والدراما كصناعة مهمة، ثم أن نور عاصر نفس المد فى الأدب رواية ومسرح، طه حسين وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وللمفارقة أن نور الشريف قدم لكل هؤلاء الكتاب الكبار وغيرهم أعمالا. بدءا من ثلاثية نجيب محفوظ التى كانت فاتحة خير على نور، لأنه اختصر بدور كمال عبدالجواد فى قصر الشوق والسكرية مسافات وسنوات فنية وسجل نقاطا صعدت به إلى نجومية عاجلة حافظ عليها ورعاها. وربما لهذا سوف يترك نور الشريف فراغا، هو وغيره من النجوم الذين رحلوا خلال السنوات الأخيرة، وسوف يترك الراحلون فى العام الأخير فراغا متنوعا، ولم يكن متوقعا أن يقدم هؤلاء أعمالا، لكن لكونهم كانوا ويبقون أيقونات لعصر من الفن والازدهار، يبدو متراجعا فى السنوات الأخيرة ومأزوما، مع وجود إنتاج ونجوم، لم يسجل أيهم حتى الآن ما سجله نجوم جيل متسع ومتنوع وكان أفضل حظا. أجيال تنوعت بين عمر الشريف وفاتن حمامة وجيلها، ثم نور الشريف وجيل ممتد طولا وعرضا. أجيال متقاربة يجمعهم أنهم كانوا موهوبين وقدموا تنوعا فنيا، بشكل يبدو تعويضه صعبا. وربما يأتى من يضيف إلى هذا المخزون ليتجاوز الحنين إلى زمن الفن الجميل. إلى جيل نور الشريف وعمر الشريف وما قبلهما.لاص فى زمن الأدب والفن.

####

نور الشريف بين الفن والسياسة

نور الشريف كان فنانا مثقفا وصاحب رؤى ومواقف سياسية واضحة ونابعة من إيمانه الحقيقى بقضايا وطنه، ارتبط نور الشريف بعلاقات وطيدة مع العديد من السياسيين جاء على رأسهم الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات الذى جمعته به صورة نادرة كانا يحتضنان فيها وسط ضحكاتهما المتبادلة، وقام عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بنشر الصورة على نطاق واسع وسط دعواتهم لهما بالرحمة والمغفرة. نور الشريف مع الرئيس ياسر عرفات الرئيس الفلسطينى يرسل برقية عزاء لأسرة الفنان نور الشريف وفى جنازة نور الشريف أرسل الرئيس الفلسطينى محمود عباس باقة من الزهور وبرقية تعازى لأسرة الفنان الراحل جاء فيها " تلقينا ببالغ الأسف والتأثر نبأ رحيل الفنان العربى الكبير نور الشريف بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء الفني، أثرى خلالها الثقافة والفن العربى بالكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والأدبية القيمة، كان خلالها مدافعا قويا عن قضايا الشعوب العادلة ومناصرا لها وفى مقدمتها قضية فلسطين التى ظلت فى وجدانه حتى لاقى وجه ربه الكريم، وبرحيله خسرت مصر والأمة العربية فنانا كبيرا وأخا عزيزا سنظل نذكر مواقفه بإكبار وإجلال، ونحن نشارككم الألم والعزاء برحيله لندعو الله سبحانه وتعالى أن يشمله بعميم عفوه وغفرانه ويسكنه فسيح جناته، ويلهمكم جميعا وكل محبيه الصبر والسلوان". سياسيون ينعون نور الشريف وبادر عدد من السياسيين بتقديم تعازيهم لأسرة النجم الراحل عبر مواقع التواصل الاجتماعى حيث كتب خالد على المرشح الرئاسى السابق "ندعو الله أن يرحمك بقدر ما قدمت لنا من إبداع وثقافة ومعرفة ". خالد على ينعى نور الشريف وكتب الناشط السياسى تقادم الخطيب "رحم الله نور الشريف عملاق من عمالقة الزمن الجميل، رحلت جسدا ولكنك تبقى بيننا بأعمالك وإبداعاتك"، فيما كتب السياسى حافظ أبو سعدة "البقاء لله فى وفاة نور الشريف الله يرحمه ويتقبله قبولا حسنا كان وطنيا يعشق الأرض والأمة مؤمنا أن الفن رسالة للتنوير". تقادم الخطيب ينعى نور الشريف حافظ أبو سعدة ينعى نور الشريف يشار إلى أن الفنان نور الشريف وافته المنية، الثلاثاء الماضى، عن عمر يناهز 69 عاما وذلك بعد تدهور حالته الصحية فى مستشفى الصفا بالمهندسين، ومن المقرر أن يقام العزاء يوم الجمعة المقبل، فى مسجد عمر مكرم بالتحرير. 

####

إطلاق اسم نور وعمر الشريف على أحدث استوديوهين بمدينة الإنتاج الإعلامى

كتب محمود ترك

فى تقليد جديد لمدينة الإنتاج الإعلامى وتقديرا لتاريخ الفنانين نور الشريف وعمر الشريف الفنى الكبير، ودورهما فى إثراء الفن فى مصر والعالم، أعلنت إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى برئاسة أسامة هيكل رئيس مجلس الإدارة، إطلاق اسمى الفنانين القديرين الراحلين على أحدث استوديوهين جديدين للدراما، يجرى إنشاؤهما حاليا بالمدينة. ويبلغ مساحة الاستوديو الواحد الجديد 600 متر ويتم تجهيزه بأحدث الوسائل التكنولوجية فى مجال تصوير الأعلام الدرامية، إضافة إلى أحدث وسائل العزل المطبقة فى الاستوديوهات العالمية، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من تنفيذهما فى غضون الأشهر القليلة المقبلة، بحيث يتم افتتاحهما قبل نهاية العام الحالى، وسيتم تخصيص الاستوديوهين لتصوير كافة الأعمال الدرامية من مسلسلات وأفلام سينمائية وبرامج تليفزيونية. 

####

بدأ فى محراب "أبو الفنون"..

الأزهر رفض تجسيد نور الشريف لشخصية "الحسين"

كتب - جمال عبدالناصر

كما تألق النجم القدير الراحل نور الشريف فى السينما والدراما التليفزيونية أبدع فى المسرح وقدم العديد من الأعمال المسرحية المهمة سواء لمسرح الدولة أو لمسرح القطاع الخاص. بدايات نور الشريف، كانت مسرحية قبل أن تكون سينمائية أو تليفزيونية، حيث التحق بمعهد الفنون المسرحية ورشحه المخرج الراحل نبيل الألفى لأداء دور «روميو» فى رائعة شكسبير «روميو وجوليت» بشعبة المسرح العالمى التابع للتليفزيون وقتها، كما تعرف على المخرج «سعد أردش» الذى أسند إليه دورًا صغيرًا فى مسرحية «الشوارع الخلفية» وبعدها توالت أعماله المسرحية، ومنها «بكالوريوس فى حكم الشعوب» التى أخرجها وقام ببطولتها كما قدم «القدس فى يوم آخر» و«ياغولة عينك حمرا» و«الأميرة والصعلوك» و«يا مسافر وحدك» و«كنت فين يا على». أما عن آخر أحلامه فى المسرح فهو تقديم عمل فنى عن شخصية سيدنا «الحسين» وهو بعنوان «الحسين ثائرا»، حيث تقدم نور أكثر من مرة بطلب للأزهر الشريف بالتصريح له بتجسيد «الحسين» فى عمل مسرحى، إلا أن الأزهر دائما كان يرفض السماح له. نور الشريف كان يرى أن تجسيد مثل هذه الشخصيات أمرا مهما للأجيال الجديدة والتى لا تقرأ التاريخ باستمرار، إلى جانب أنها محاولات ستسهم فى إبراز التاريخ الإسلامى وثقافته وحضارته العريقة، ولا سيما أنه قدم من قبل شخصية عمر بن عبدالعزيز فى مسلسل تليفزيونى لاقى نجاحا كبيرا، وحاول بعدها إعادة الكرة مع شخصية الصحابى عمر بن الخطاب، حيث كان يرى أن الأنبياء فقط هم من لهم عصمة ولا يجب تجسيدهم فى أعمال فنية. كما كان أيضا من أحلام نور الشريف المسرحية تقديم رواية الأديب العالمى باولو كويلو «الخيميائى» بعدما اشترى حق عرضها وقام بكتابتها للمسرح واستعد لتمثيلها وإخراجها إلا أن هذا المشروع عرقلته وزارات الثقافة والآثار والسياحة والداخلية ووضعت صعوبات فى تنفيذه. الفنان نور الشريف كان أوضح لـ«اليوم السابع» قبل رحيله، أثناء تكريمه بمهرجان الأقصر أن المسرحية أحداثها كانت تدور تحت سفح الهرم ولذلك قدم مشروعه للجهات الثلاث المنوطة بالعمل وهى الثقافة للمشاركة فى الإنتاج، والآثار للمشاركة فى الدعم بالتصاريح والموافقة بعمل مسرح ضخم تحت سفح الهرم، والداخلية من أجل التأمين بالإضافة لوزارة السياحة كدعم أيضا متمثل فى دعاية للعمل لكن للأسف وجد العراقيل من جميع الجهات وأصبح تقديم العمل شبه مستحيل. حلم الفنان الراحل نور الشريف ليس مجرد مسرحية ولكنه مشروع قومى لأنه من الممكن أن يروج لمصر سياحيا فى كل دول العالم ويكون بعدها المسرح مزارا سياحيا بالإضافة لقيمة الرواية الأدبية والفلسفية فهى توجه رسالة مهمة لكل شخص وهى أنك إذا رغبت فى شىء فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك. 

####

نور الشريف صاحب التاريخ الحافل والأداء السهل الممتنع

كتب على الكشوطى

فيلسوف فى "المصير".. وشعبى فى "سواق الأتوبيس".. ورومانسى فى "حبيبى دائما".. وسياسى فى "ناجى العلى".. وتاجر مخدرات محترف فى "العار" كان قدره أن يعمل مع العمالقة حيث بدأ حياته المهنية بدور كمال ابن عبدالجواد فى فيلم قصر الشوق، وهو العمل الذى قدمه للجمهور بشكل قوى وظهر فى شخصية الابن الخجول الذى يخشى والده دائما، وكان لا يزال وقتها وجهاً جديداً استطاع أن يكون محط اهتمام ولفت للأنظار، خاصة أن ظهوره بالفيلم كان وسط كوكبة كبيرة من النجوم منهم نادية لطفى ويحيى شاهين وتحت قيادة المخرج حسن الإمام ويقدم قصة للمبدع الكبير نجيب محفوظ. لا يمكن إنكار أن نور الشريف كان مجتهدا ومحظوظا بشكل كبير، وهو من أكثر الفنانين الذين قدموا أعمالا سينمائية مع المخرج العبقرى عاطف الطيب حيث قدما سوياً 9 أفلام تعتبر من أفضل أعمال نور فى الثمانينيات والتسعينيات وهى الأعمال التى شكلت تاريخ نور الشريف فى السينما وثبتت أقدامه كواحد من رواد الأداء السهل الممتنع، حيث قدم مع الطيب فيلم الغيرة القاتلة وفيلم «الزمار» و«ضربة معلم» و«كتيبة الإعدام» و«قلب الليل» و«دماء على الأسفلت» و«سواق الأتوبيس» و«ليلة ساخنة»، وهما الفيلمان اللذان تم تصنيفهما ضمن أهم مائة فيلم فى السينما المصرية. للشريف أيضا علامات بارزة فى تاريخ السينما فهو صاحب أشهر قصة حب فى فيلم حبيبى دائما للمخرج حسين كمال وهو الفيلم الذى رسخ فى وجدان العديد من مشاهديه كيفية الحب والتضحية من خلال قصة حب دكتور إبراهيم الإنسان المكافح وفريدة ابنة الحسب والنسب، والزمن والكلاب مع المخرج سمير سيف، وفيلم ناجى العلى الذى جسد فيه دور ناجى العلى فنان الكاريكاتير السياسى الفلسطينى، وفيلم آخر الرجال المحترمين حيث جسد دور أستاذ فرجانى الذى يتم تكليفه بأن يكون مشرفا على رحلة مدرسية إلى حديقة الحيوان بالقاهرة، وفيلم شحاتة أبوكف الذى يعتبر من أجمل أدوار نور الكوميدية. فيلم العار هو الآخر من العلامات البارزة فى تاريخ السينما، وهو الفيلم الذى حفرت شخصياته فى أذهان المشاهدين وتصدرت إيفيهاته مواقع التواصل الاجتماعى رغم أنه مر على طرحه أكثر من 30 عاما، وظهور نور أيضا فى فيلم الحفيد كان له رونق كبير. شخصية ابن رشد أيضا التى جسدها فى فيلم «المصير» من إخراج المخرج العالمى يوسف شاهين كان لها أثر بالغ فى نفوس محبى السينما. ولا يستطيع أحد أن ينسى دوره «محمد عزام» فى فيلم عمارة يعقوبيان ماسح الأحذية وتاجر المخدرات الذى أصبح واحدًا من أكبر رجال الأعمال فى مصر واستطاع أن يدخل البرلمان. نور برع أيضا فى التليفزيون والمسرح وقدم نماذج من الشخصيات لا تنسى منها شخصية عمر بن عبدالعزيز ومسلسل هارون الرشيد بن محمد المهدى وهو الخليفة العباسى الخامس، وأيضا دوره فى مسلسل لن أعيش فى جلباب أبى، الحاج عبدالغفور البرعى. الحاج متولى أو «ميتو» فى مسلسل عائلة الحاج متولى هو الآخر واحد من أهم أعمال النجم نور الشريف، وأيضا العديد من الأعمال الناجحة فى الدراما التليفزيونية ومنها الدالى والرحايا حجر القلوب وعرفة البحر وغيرها. 

####

وصرخ فى وجه سارقى أموال الشعب "يا ولاد الكلب"..

مشاهد لا تنسى.. قدم واحدا من أبرز المشاهد الرومانسية فى "حبيبى دائما"

كتب محمود ترك

تحفل مسيرة نور الشريف فى السينما بالعديد من المشاهد الخالدة، التى يحفظها الجمهور بظهر قلب، مما يجعل من مهمة الكتابة عن أبرز هذه المشاهد وحصرها فى رقم محدد هو أمر فى غاية الصعوبة، لكن تبقى بعض المشاهد هى الأقرب إلى الأذهن وحاضرة دائما فى عقل المشاهد، وهى تتنوع ما بين رومانسية ودرامية ونهايات حزينة. ولا يستطيع أحد أن ينسى مشهد نور الشريف مع بوسى فى فيلم «حبيبى دائما» إخراج حسين كمال وإنتاج عام 1980، فالفيلم الرومانسى جاءت نهايته حزينة ومؤثرة بدرجة لم يتوقعها المشاهد، حيث تتوفى بوسى أو «فريدة» بين يدى زوجها نور الشريف أو «إبراهيم» وهما على شاطئ البحر، ويعد ذلك واحدا من أكثر المشاهد المؤثرة فى السينما المصرية. ومن الرومانسية إلى الدراما لم يختلف أداء نور الشريف حيث ظل محافظا على تميزه، وهو ما نراه فى مشهده الشهير بفيلم «سواق الأتوبيس» إخراج عاطف الطيب وإنتاج عام 1982، ويعد واحدا من أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وجاءت صرخة نور الشريف فى مشهد النهاية بالفيلم قائلا «يا ولاد الكلب» وهو يضرب لصا قام بسرقة شنطة امرأة فى الأتوبيس. وفى «آخر الرجال المحترمين» قدم شخصية مغايرة تماما لمدرس ريفى يدعى «فرجانى» يشرف على رحلة مدرسية إلى القاهرة، ومع صوت نور الشريف المميز جاء المشهد الختامى للفيلم حيث قال جملته: أهل البلد.. كل النار اللى كانت جواهم وكانت هتحرق وتدمر، والعقل اللى طار منهم وشرد، لحظة ما شافوا بنتهم النار بقت رماد، والعقل رجع وفكر، والقلب حس بالرحمة والتسامح، بردوا الإنسان إنسان. ومن أبرز مشاهد نور الشريف أيضا ذلك المشهد الذى يجمعه بشقيقيه فى فيلم العار محمود عبدالعزيز وحسين فهمى ويصرخ فى الأخير قائلا «حقها ولا مش حقها»، مطالبا بحق زوجته فى بضاعة المخدرات التى راحت ضحيتها. 

اليوم السابع المصرية في

13.08.2015

 
 

صلاح عبدالله : نور الشريف كان نوراً لكل من عمل معه

شادي أسعد

نعي الفنان صلاح عبدالله صديقه ورفيق دربه الفنان الراحل نور الشريف، وتحدث بصعوبة عن رحيل الفنان نور الشريف، نظرا لحالة الحزن الشديد التي انتابته بعد سماع الخبر، قائلاً ان نور الشريف لم يكن صديق او زميلمهنة فقط، بل اعتبره استاذاً له لما لاقاه منه من تشجيع ودعم في بداية مشواره الفني، الذي بدا بتعاونهم سوياً من خلال فيلم "كتيبة الاعدام" ، ثم استمر تعاونهم في العديد من الاعمال التلفزيونية والسينمائية مثال مسلسل"الدالي" وفيلم "دم الغزال" وفيلم "مسجون ترانزيت "، وغيرها من الاعمال التي جمعتهم سويا خلال مشوارهم الفني، كما عبر قائلاً ان نور الشريف اسم علي مسمي فقد كان نور لكل من يعمل معه، وكان داعماً ومشجعاً لكل من صادفهم من فنانين صغار في مشوار حياته الفنية .

واختتم الفنان صلاح عبدالله حديثه عن الفنان نور الشريف ببعض الرباعيات التي خرجت منه لتعبر عن حزنه على رفيق دربه قائلاً: " مع السلامة يا نور عيني يا نور قلبي يا نور الفن اللي ها يفضل يلالي ..مع السلامة يا أستاذي يا حبيبي يا صديقي العزيز الغالي .. مع السلامة يا مشواري من كتيبة الاعدام لحد دم الغزال والدالي .. بدموعي مثلت معاك أصعب وأغلى المشاهد .. وبدموعي بنعيك وربنا علي حبي ليك شاهد .. دعمك وتشجيعك ليا ما كنش غريب عليك .. لآنك كنت بتعمل كدا مع كل اللي حواليك ..غصب عني خلص الكلام بس آنت مش ها تخلص أبداً ..مع السلامة يا نور".

####

الشناوي: نور الشريف تمنى إنتاج فيلم روائي عن المخرج عاطف الطيب

مريم الفطاطري

قال الناقد الفني طارق الشناوي: إن نور الشريف قيمة فنية كبيرة وتاريخه أكثر من نصف قرن، وقال إنه لا يغيب بغياب جسده، وإن فيلم "بتوقيت القاهرة" وهو آخر عمل للفنان نور الشريف، وقام بتمثيله أثناء مرضه، وحارب المرض بالعمل كما فعل الفنان الكبير أحمد زكي في فيلم "حليم".

وأضاف: أن نور الشريف تمنى أن ينتج فيلم روائي عن المخرج عاطف الطيب، وتمنى أن يقوم بتجسيد شخصيته، نظرًا لحبه الشديد وإيمانه بهذا المخرج، وخصوصًا أن أكبر جائزة حصل عليها نور الشريف، كانت لفيلم من إخراجه، ولكن للأسف توفي قبل أن يحقق ذلك.

####

محمد رياض: "سأعيش في جلباب أبي"

مريم الفطاطري

نعى الفنان محمد رياض، الفنان نور الشريف، قائلًا: "سأعيش في جلباب أبي"، مضيفًا في مداخلة مع "نغم إف إم": "أنا تعلمت من الفنان نور الشريف حبه لشغله والتزامه واهتمامه واحترامه للمهنة في كل تفاصيلها"، وعبر عن حزنه بأن الفن فقد مؤسسة وليس مجرد فنان، ودعى له بالرحمة والمغفرة.

####

بالفيديو.. محمد رياض ناعيًا نور الشريف:

"كان محتضنًا لجميع الفنانين"

محمد خميس

نعى الفنان محمد رياض الفنان الراحل نور الشريف، والذي توفي عصر اليوم في مستشفى الصفا بعد صراع طويل مع المرض.

وقال "رياض" في مداخلة هاتفية لبرنامج "غرفة الأخبارعلى فضائية "سي بي سي"، البقاء لله في الفنان الكبير والإنسان العظيم، مضيفًا نور الشريف كان محتضن لجميع الفنانين، وكان مجتهدًا جدًا في عمله.

وأضاف "رياض" أن الشريف كان مدرسة فنية خاصة بذاته، وكان له بصمات في ظهور عدد كبير من الأجيال الفنية، داعيًا الله أن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يتغمده برحمته.

يذكر أن نور الشريف قد توفي عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ومن المقرر تشييع الجثمان غدًا الأربعاء من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر.

البوابة نيوز المصرية في

13.08.2015

 
 

"نور".. حدوتة مصرية

كتبمحمود الكردوسى

ذات يوم أدرت حواراً موسعاً مع نور الشريف لمجلة «الفن السابع» السينمائية المتخصصة، التى كنت رئيساً لتحريرها، حول صناعة السينما فى مصر. كان «نور» قد انتهى لتوه من فيلم «العاشقان»، تجربته الأولى والوحيدة فى الإخراج السينمائى. بعد الندوة قال لى مودعاً ومجاملاً: «أسمعنى صوتك».. قلت: «كيف وأنت تغادر بيتك فى الثامنة صباحاً وليس لديك هاتف محمول؟».. فابتسم ولم يعلق، ولم أستطع وقتها أن أسأله لماذا لا يحمل هاتفاً محمولاً وقد أصبح المحمول فى أيدى كلاب السكك! (أحد المقربين من نور قال لى إنه كان يقتنى محمولاً وتخلى عنه لأنه يجرح خصوصيته، ولأن بوسى -على نجوميتها وهذا الجمال الذى يخطف القلب- كانت تغار على زوجها من «بعض» معجباته).

كانت حالة «نور - بوسى» الأكثر تعبيراً عن توافق استثنائى بين «ثقافة» الزوج الرفيعة و«جمال» الزوجة المبهر. زوج مثقف وزوجة فاتنة، وكلاهما نجم. ليس سوبر ستار لأن حسبة نور وبوسى من البداية لم تضع الحب فى مواجهة مع غول النجومية. كن نجماً كما تريد.. لكن تذكر دائماً أن لقلبك وبيتك عليك حقاً. وقد عاش زواجهما أكثر من ربع قرن دون أن يعكر صفوه شائبة من شوائب الوسط الفنى، وهى كثيرة ومؤثرة، وبدا هذا الزواج تقليدياً، أشبه بزيجات أبناء الطبقة المتوسطة فى ستيناتها: زواج مغلق على دفء ومودة وابنتين، لكنه حتماً لا يخلو من قلاقل واشتباكات صغيرة. وبعد أكثر من ربع قرن انفصل الزوجان وبقى الود موصولاً، لأنه كان وداً حقيقياً.

أسس «نور» شركة للإنتاج السينمائى باسم «إن بى فيلم»، وهما الحرفان الأولان من اسميهما. لا أعرف كم فيلماً أنتجتها هذه الشركة، لكننى أتذكر «حبيبى دائماً»، وكان الاثنان بطليه: إبراهيم وفريدة. كانا حبيبين حقيقيين تماماً لولا أنْ غيّب الموت «فريدة» فى نهاية الفيلم (الموت هو المتغير الوحيد الذى يضمن للحب دواماً أقرب إلى الخلود)، وأظن أن كلاً منهما قال فى الفيلم ما لم يستطع أن يقوله للآخر فى الواقع.. أقول «أظن»؛ لأنهما فى «العاشقان» استعادا رجفة قلبَى «إبراهيم وفريدة» من دون أن ينسيا أنهما فى منتصف العمر. وبين «حبيبى دائماً» و«العاشقان» كبر نور الشريف. استوى على مهل. أنضجه التراكم والاجتهاد والقراءات الواعية.

روى لى سيد سعيد، وهو أحد أكثر نقاد السينما فى مصر ثقافةً، أنه كان مسافراً مع «نور» على طائرة واحدة إلى المغرب لحضور مهرجان تطوان، وحتى ذلك الوقت كان يعتقد أن ما يقال حول ثقافة نور الشريف لا يعدو أن يكون جزءاً من وجاهته كنجم، فإذا به أمام مثقف موسوعى يتحدث فى فلسفة التصوف بوعى لا يقل عن وعيه بمهنته كممثل. وثمة ميزة أساسية فى «نور» على الرغم من شهادة المقربين منه: يتحدث كممثل، أى كصاحب مهنة، لكنه يفكر كمثقف، أى كصاحب موقف، وفى الحالين يظل بسيطاً، دافئاً وموضوعياً. إنها إطلالة «محمد جابر»، ابن حى السيدة زينب ومسارح القطاع العام وثلاثية نجيب محفوظ وواقعية عاطف الطيب ومحمد خان وبشير الديك. ابتسامة نور الشريف جاذبة، لا خبثَ فيها ولا التواء، لكنها لا تخلو من ترفّع. وثمة رصانة فى الصوت على تعدد طبقاته (من الهمس إلى الصراخ)، وانحناءة خفيفة قرب الكتفين كأن صاحبهما يحمل «صخرة سيزيف».

ما الذى كان ينقص نور ليكون «ابن رشد»؟.. لحية صغيرة وعمامة ومسافة بين الممثل والشخصية لكى لا تركبه ولا يكتم أنفاسها. ما الذى كان ينقصه ليكون «ناجى العلى»؟.. هيئة بائسة وغبار على الوجه ويدان معقودتان خلف الظهر، ثم خناقة صحفية مفتعلة يراق فيها دم الممثل والشخصية. لا أظن أن أحداً سينسى صرخة نور الشريف فى نهاية «سواق الأوتوبيس» وهو ينهال ضرباً على وجه نشال صغير: «يا ولاد الكلب». الغل كان حقيقياً، ونبرة الصوت كانت متحيزة، لأنها آتية من براءة عصر الأحلام الكبيرة: قوية.. يخدشها شجن وبكاء مكتوم.

####

صانع النجوم فى كل المجالات.. والأب الروحى لـ3 أجيال

كتبسحر عزازى وإيمان بسطاوى

سمير سيف: قدّمنى فى «دائرة الانتقام» ورفض طلب الموزّع استبدالى بمخرج كبير.. وداود عبدالسيد: ثقافته ميّزته عن أبناء جيله.. ووقف دائماً فى الجبهة المضادة للفساد

يرى كثير من أرباب العملية الفنية، أن نور الشريف كان بمثابة صانع النجوم، ليس فى مجال التمثيل فقط، مع ما دفع به من وجوه جديدة غزت الساحة الفنية، ولكن اعتماده أيضاً على كتّاب ومخرجين شبان، ليرى من يستعرض سيرته الذاتية أنه صاحب الفضل فى الضربة الأولى، لكثير من مخرجى السينما المصرية، سواء بتقديمهم فى أعمال من إنتاجه الخاص مثل سمير سيف، ومحمد خان ومحمد النجار، أو بمساندة انطلاقة عاطف الطيب، وداود عبدالسيد، حتى فى الدراما التليفزيونية قدّم مدير التصوير حسنى صالح، الذى تحوّل إلى مخرج متميز فى «الرحايا»، كما قدم معه «خلف الله»، وفى التأليف قدم عدداً كبيراً من المواهب مثل عبدالرحيم كمال ووليد يوسف.. وغيرهما، وعلى صعيد التمثيل احتضن نور الشريف كلاً من سوسن بدر وإلهام شاهين، كما ساند الجيل الحالى الذى حصل على شهادة ميلاده بالوقوف أمام نور الشريف، بداية من أحمد رزق، وأحمد زاهر، وحلا شيحة، فى «الرجل الآخر»، وانتهاءً بجيل «الدالى»، عمرو يوسف، وأحمد صفوت، وحسن الرداد، وآيتن عامر، ودينا فؤاد، وبينهما مصطفى شعبان، وسمية الخشاب ومونيا، وغيرهم كثير من الأسماء التى نضحت بالموهبة، فلم يكن نور الشريف صانعاً للنجوم الزائفة، لكنه كان صائداً للمواهب، وصاحب مقدرة حقيقية على توظيفها فيما يناسبها ويظهر ما تحمله من طاقات.

وقال المخرج سمير سيف: «بدأنا مشوارنا معاً وقدّمنى من خلال إنتاج فيلم (دائرة الانتقام)، وبعدها أخرجت له 10 أفلام، من ضمن 25 فيلماً قدمتها طوال تاريخى، وكثير منها يعتبر من الأعمال المهمة أهمها (دائرة الانتقام)، و(غريب فى بيتى)، و(آخر الرجال المحترمين)، و(المطارد)، و(عصر الذئاب)، ونور الشريف جزء منى، وكان كثيراً ما يقول لى (انت ابنى البكرى)، رغم التقارب بين أعمارنا، على اعتبار أن أول بداية لى كانت معه، كما أنه أنتج لى 3 أفلام، ووجوده فى حياتى أمر أساسى، لأننى ارتبطت به منذ كنا طلبة فى مرحلة الدراسة».

وأضاف «سيف»: «هناك نوع من التآلف الروحى، والتوافق الفكرى والفنى جمعنى بنور الشريف، وكان يعرف قدراتى جيداً، وقدّمت معه الأكشن والدراما النفسية والاجتماعية، وفى ذاكرتى موقف لن أنساه له أبداً، كان فى فيلم (دائرة الانتقام)، وفى بدايات أى عمل كان المنتج يحصل على مبلغ من الموزع لمساعدته فى الإنتاج، لكن الموزع قرر أن يمنحه المبلغ المطلوب، وزيادة 5 آلاف جنيه، وهو ما يعادل فى ذلك الوقت 20% من تكلفة العمل ككل، فقط فى مقابل أن يستعين بمخرج كبير له اسم، لكن نور الشريف رفض العرض وتمسّك بى، وحقق الفيلم وقتها نجاحاً كبيراً، وبقى فى دور العرض لـ25 أسبوعاً، فكان رحمه الله إنساناً مثقفاً منح أول فرصة لمحمد خان فى (ضربة شمس)، ومحمد النجار فى (حاكم طهران)، ودعم بقوة عاطف الطيب، لأنه كان يضع ثقله وراء المواهب الشابة التى يؤمن بها، ويرى أنها ستضيف لصناعة السينما».

وقال المخرج داود عبدالسيد: «نور الشريف ممثل كبير، مستوعب لتكنيك السينما، بكل روافدها من الإخراج والتصوير والكتابة، ودائماً ما يحب تقديم المساعدة على قدر الإمكان، لإنجاز كل شىء فى كل عمل يشارك به، وهو ما يدفعه دائماً لإنتاج أعمال متميزة، فعقلية نور الشريف وطريقة تفكيره منفتحة، وثقافته ميّزته عن كثير من أبناء جيله، فكان يجلس بين كل مشهد والآخر، يحمل كتاباً ويقرأ، ليكون ثقافة كبيرة، وكانت لديه رغبة فى تقديم عمل فنى جيد، فكلنا نعمل فى سينما تجارية، لكننا نحاول تقديم عمل فنى مختلف».

وأضاف «داود»: «نور الشريف من أكثر الشخصيات التى عبّرت عن مراحل مختلفة، بداية من أواخر الستينات، ومروراً بأوائل السبعينات، وانتهاءً بفترة الثمانينات، التى نصبته كنجم كبير يدعم أى تجربة جديدة، لأنه كان ذكياً ومدركاً لوظيفة المخرج وأهمية دوره، وكان دائماً يقف فى الجبهة المضادة للفساد، وينحاز إلى اتجاهات سياسية مختلفة، ويساند الطبقات الأقل حظاً». وقالت: «هو فنان اتسم بالالتزام وحب الناس واحترام الفن والثقافة، كان يشع فناً على كل من حوله، وتميز بمساعدة الأجيال التى تأتى من بعده، وتأهيل جيل قادر على استكمال المسيرة الفنية، وفى كل لحظات عمره لم يكن يحب أن يكون بمفرده، لكنه كان يرعى ويساند أجيالاً يعطيها من طاقته وشخصيته، وذلك جزء من عطائه، لأن الممثل الأنانى الذى لا يرى أحداً يكون فناناً ناقصاً، ونور الشريف كان يستثمر عطاءه فى البشر، من خلال اكتشاف أجيال صغيرة. وقال مروان حامد: «فقدت السينما المصرية والعربية أفضل الرجال فى تاريخها، لأن العظيم نور وتشرفت بالعمل معه فى أول فيلم أخرجته (عمارة يعقوبيان)، وكان يساندنى حتى فى فيلمى الأخير (الفيل الأزرق)، ولم يتركنى لحظة واحدة، وكان يتابعنى لحظة بلحظة فى خطواتى».

وأضاف: «أعماله القيمة استطاعت أن تجعله يتربع فى قلوب جمهوره، كما أنه فنان مثقف من الدرجة الأولى، ورجل وطنى عظيم، وله العديد من المواقف الوطنية.

وقالت المخرجة رباب حسين: «فقدت رفيق العمر بعد زمالة استمرت 4 سنوات أيام معهد الفنون المسرحية، كما استكملت معه قصة نجاحه، بالعمل معه فى أكثر من عمل تليفزيونى، مثل «حضرة المتهم أبى»، و«عمر بن عبدالعزيز»، و«هارون الرشيد»، و«لن أعيش فى جلباب أبى»، فتحولت علاقتنا إلى صداقة قوية، فهو إنسان بمعنى الكلمة، كما أنه مثقف للغاية ويحب عمله.

وقال أحمد زاهر: «نور الشريف صاحب الفضل الأول فى اكتشافى، وقدّمنى فى عالم الفن بأول بطولة درامية فى مسلسل (الرجل الآخر)، وتعلقت به كثيراً، فهو أبى الروحى، وجمعتنى به مواقف إنسانية كثيرة، وهو معروف بحبه الشديد للناس، وتعلمت منه الإخلاص فى العمل والتفانى، وتقديم المساعدة لكل المحتاجين، وفقدانه الآن خسارة للبشرية». وتابع: «كنت أجلس معه قبل بدء التصوير بساعتين، وعندما أستشيره فى شىء يمزح معى ويقول (أنت غول تمثيل)، وكنت أقضى معه أجمل الأوقات. وقال المخرج حسنى صالح: كانت تجمعنا صداقة قوية لأكثر من 20 عاماً، وهو معروف بمساعدته من حوله من الناس، وأنه لا يتأخر فى تقديم المعروف لأى شخص يطلبه منه، كما أننى لا أنسى أنه قدمنى لأول مرة كمخرج، وساعدنى فى دخول هذا المجال، وهذا دين فى رقبتى، كما أننى عملت معه فى مسلسلى (الرحايا)، و(خلف الله)، وكلاهما من أهم الأعمال فى حياتى، لكن ما كسبته ليس العملين، وإنما صداقة أخ وفنان مهذب ومحترم».

####

"الدبلوماسية" كلمة السر فى التعامل مع رؤساء مصر

كتبأحمد العميد

هاجم عبدالناصر فى «الكرنك» وقال «أنا ناصرى».. وانتقد فساد مبارك فى «الحقونا» وباركه فى «سنوات التحدى» دبلوماسياً فى تناوله للأعمال الفنية التى كانت انعكاساً لما يجرى داخل المجتمع المصرى، راح الفنان الراحل نور الشريف يؤرخ لما جرى فى مصر مع كل رئيس يتولى الحكم بدءاً من انتقاده للتعذيب والتنكيل داخل السجون فى فترة حكم عبدالناصر كما فى «الكرنك» إلى استنكاره لما أصاب المجتمع من كوارث اقتصادية واجتماعية من سياسة الانفتاح غير المدروسة فى عهد أنور السادات كما فى «أهل القمة» حتى الفساد الذى استشرى فى المجتمع بكل أركانه فى عهد المخلوع محمد حسنى مبارك فى فيلمه «الحقونا».

«كنت فى شبابى ناصرياً وحتى الآن أرى أن عبدالناصر لو عاش لكان خاض حرب أكتوبر، وفعل ما فعله الرئيس السادات، لأنه لم يعد فى هذا الوقت توازن فى قوى العالم، ولأننا لسنا دولة غنية كى تستمر فى موقف المحاصر، وعبدالناصر لم يكن يعلم ما يدور فى المعتقلات وإلا ما بت ناصرياً».. هكذا تحدث «الشريف» فى أحد لقاءاته الصحفية عن رأيه فى الرئيس جمال عبدالناصر فى الوقت الذى كان ينتقد فيه ما يدور فى السجون من تنكيل فى فيلم «الكرنك» عام 1975.

على أن علاقته برجل الأعمال عثمان أحمد عثمان أتاحت له أن يتدخل الأخير لإزالة سوء التفاهم بين نور الشريف والرئيس الراحل أنور السادات بسبب مسرحية «بكالوريوس فى حكم الشعب»، إلا أن ذلك لم يُثنِه عن انتقاده لسياسة التغيير التى انتهجها السادات من انفتاح غير مدروس تسبب فى كوارث اقتصادية واجتماعية لأنه كان بداية اختلال الطبقة الوسطى التى هى عقل المجتمع المصرى، ليقدم فيلمه «أهل القمة» عام 1981 ليناقش الانفتاح الاقتصادى الذى تم فى فترة السبعينات وتأثيره على المجتمع المصرى من خلال ثراء أحد النشالين الذى تقمص دوره فى تهريب البضائع من الجمارك فى الميناء، حيث أشار إلى أنه انتقد سياسة الانفتاح فى فيلميه «أهل القمة» و«زمن حاتم زهران»؛ مما دفع أحد المسئولين إلى رفض عرض فيلم «أهل القمة»، ولكنه اتصل بالسادات وطلب منه أن يعرض عليه الفيلم، وبالفعل شاهد الفيلم وصرح بعرضه، بعد أن طلب منه أن يحذف لقطة واحدة لرشوة توضع فى جيب ضابط.

وفى مرحلة أخرى من انتقاد الفساد الذى نخر فى المجتمع ومؤسسات الدولة، يقدم فيلم «الحقونا» ليعكس عبره ما وصل إليه المواطن المصرى البسيط من قهر وظلم لم يصل إلى سلب قوته فقط بل إلى سلب أعضائه أيضاً، حيث لعب «الشريف» شخصية سائق يتعرض لعملية نصب عندما يقوم أحد الأطباء بعمل جراحة له، وبعد أن يفيق يكتشف ضياع كليته وزرعها فى جسد أحد الأثرياء «عادل أدهم» ويفشل فى استعادة حقه بالطرق القانونية، لكنه يعود ليقدم مسلسله الإذاعى «سنوات التحدى» يجسد فيه شخصية مبارك وهى المسلسل الأكثر حساسية فى تاريخ الفن المصرى، حيث يتناول الحياة العملية والإنسانية لمبارك ويتطرق إلى حياة أفراد أسرته أيضاً.

كما تدخل «مبارك» فى أقوى المحن التى تعرض لها نور الشريف التى أعقبت فيلمه «ناجى العلى» وبعد الهجوم الشرس عليه من الصحف على مدار ستة أشهر تبعت عرض الفيلم وهو ما دفعه للتفكير فى الهجرة إلى أوروبا، حتى إنه صدر قرار بمنع تداول أفلامه فى دول الخليج ووضع على قائمة الممنوعين التى كان على رأسها الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، واستمرت أزمته حتى كلفه «مبارك» بتقديم مسلسل «الثعلب» حيث كان من إنتاج التليفزيون المصرى، ويتناول إحدى عمليات الفريق رفعت جبريل حينما كان يعمل ضابطاً فى المخابرات العامة المصرية، وهو ما أوحى للجميع بأن الدولة لا تقف ضد نور الشريف.

####

نجيب ونور.. الولى والدرويش

كتبمحمد أبوضيف

«قصر الشوق» و«السراب» و«الشيطان يعظ» و«السيرة العاشورية».. أبرز ما قدم «الشريف» من أعمال «محفوظ»

«أنا من مريدى نجيب محفوظ».. هكذا نصَّب نور الشريف «محفوظ» ولياً، ووضع نفسه أمامه فى مقام واحد من دراويشه، لم يكن الأمر مجرد تسعة أعمال روائية، كان فيها «الشريف» ممثلاً لقلم المبدع الكبير، ولكن جمعهما الكثير من الأمور، منذ تجسيد شخصية «كمال عبدالجواد» فى «قصر الشوق»، والتى قال محفوظ إنها تمثله فى فترة شبابه، ونهاية بشهر أغسطس الذى جمع رحيل الثنائى.

كانت بداية التلاقى حين رشحه المخرج حسن الإمام للقيام بدور كمال عبدالجواد، وحينها كان يتمنى «نجيب»، كما أورد فى أحاديث له عن نور الشريف، أن يقوم بتجسيد تلك الشخصية كما وضعها هو بقلمه دون أن يغير فيها، وكانت المفاجأة لـ«نجيب» أن جسدها «نور» أفضل تجسيد ممكن، وبرع الشاب والوجه الجديد فى التمكن من الشخصية على الشاشة.

لم يتوقف التواصل مع نجيب محفوظ عند «قصر الشوق»، ولكن امتد مع ذلك الشاب ضعيف الشخصية، الذى أفسدته والدته بتدليلها حتى انتهى به الحال إلى الفشل فى تكوين أسرة، فى رواية «السراب» التى قدمها المخرج أنور الشناوى عام 1970، ليصفه الناقد الكبير كمال رمزى فى دراسة لأدب نجيب محفوظ: «نور الشريف من أكثر الممثلين الذين جسدوا المهزومين والخاسرين فى أدب نجيب محفوظ».

يمتد الوصال، وتعود الثلاثية لتصل حبل الود بين الثنائى من جديد، يكبر ويشيخ قبل الأوان، ويعود مرة أخرى كمال عبدالجواد، ولكن فى «السكرية»، بشعره الأشيب، وعينيه الزائغتين بعد عشر سنوات من تجسيده للشخصية نفسها فى قصر الشوق، ولكن عاد مصقولاً بخبرات فنان ومبدع أكثر من تلك الموهبة التى برزت فى قصر الشوق.

وفى واحد من أهم الأفلام التى وثقت الحقبة الناصرية وما شابها من ظلم، كان لقاء آخر للثنائى ولكن بشكل مختلف، أمام السندريلا سعاد حسنى، ومن إخراج زوجها على بدرخان، فى رائعة نجيب محفوظ «الكرنك» عام 1975.

ويتكرر تلاقى الثلاثى مرة أخرى، نجيب ونور وعلى بدرخان، وتزينه سندريلا الشاشة، ولكن فى رائعة أخرى توثق مرحلة جديدة من تاريخ مصر، فى فيلم «أهل القمة»، الذى شهد اعتراضاً كبيراً من وزير الداخلية آنذاك النبوى إسماعيل، حتى تدخل السادات وسمح بعرض الفيلم الذى يهاجم بشدة سياسة الانفتاح الاقتصادى التى انتهجها السادات خلال فترة حكمه.

وفى العام نفسه يتجدد اللقاء ولكن مع شخصية «شطا» الحالم بأن يصبح فتوة فى «الشيطان يعظ» أمام الكبير فريد شوقى، الذى يطلب منه أن يراقب وداد، ليتأكد من أخلاقها فيقع فى حبها ويتزوجها ويهرب معها.

لم يتوقف العطاء الذى يقدمه الثنائى للدراما المصرية، حيث قدما ملحمة الحرافيش، فى فيلم حمل اسم «المطاردة»، وبعدها بثلاثة أعوام يعودان ليقدما عملاً آخر ولكنه لم يحظَ بشهرة واسعة، للملحمة نفسها، ولكن حمل اسم «أصدقاء الشيطان»، وبعدها بعام واحد يجسد الشريف رواية «قلب الليل»، وينهى نور الشريف كل ذلك بتجسيد السيرة العاشورية للتليفزيون عام 2002.

وجد «الشريف» فى «محفوظ» أنه أكثر من يستطيع رسم الشخصيات، كما وجد «محفوظ» فى نور الشريف أكثر من يستطيع تجسيد ما رسمه، لدرجة تصل إلى أنه يتماهى مع تلك الشخصية التى رسمها محفوظ، وتختفى شخصيته الحقيقية، تحدث عنه فى حوار نشر بمجلة «آخر ساعة» فى ديسمبر 1980: «إن نور الشريف حينما يمثل لا يكون ذاته وإنما يكون الشخصية التى رسمتها، والحقيقة أنه مثل لى روايات عديدة ودخل فى نسيج العديد من رواياتى مثل قصر الشوق والسكرية والسراب والكرنك وأهل القمة والشيطان يعظ وغيرها لكن إذا بحثنا عن شخصيته الأصلية فلن نجدها».

####

من "ناجى العلى" إلى "مبارك".. تعددت الصور والأصل واحد

كتبمحمد على زيدان

كان أكثر أبناء جيله من الممثلين عملاً على تجسيد شخصيات تاريخية، سواء كانت شخصيات معاصرة أو شخصيات إسلامية لها مكانة بارزة فى التاريخ الإسلامى، عمل الممثل الراحل «نور الشريف» على الاهتمام بتفاصيل الشخصيات التى كان يجسدها، وبرع فى أداء العديد من الأدوار التاريخية التى حظيت بنجاح وقبول كبير من الجمهور، ومنها من تعرض أيضاً للانتقاد وكان أكثرها فيلم «ناجى العلى».

عام 1992، عمل نور الشريف فى تجسيد شخصية رسام الكاريكاتير الفلسطينى «ناجى العلى»، والذى تعرض فيه «الشريف» وقتها لانتقادات حادة، ودخل فى معركة شرسة للدفاع عن فيلمه، حيث واجه الفيلم هجوماً فى العديد من الدول العربية، كما واجه هجوماً عنيفاً فى مصر بقوة، وظل الفيلم ممنوعاً حتى تم عرضه فى التليفزيون عام 2014.

وفى عام 1995 جسد الشريف شخصية خامس الخلفاء الراشدين الخليفة «عمر بن عبدالعزيز»، وحظى هذا المسلسل التاريخى على مشاهدة عالية من الجمهور، وبعد،، بعامين جسد «الشريف» عام 1997 شخصية الخليفة «هارون الرشيد» الخليفة العباسى وأظهر مدى ازدهار الحضارة العباسية فى ذلك العصر، وعمل فى نفس العام على تجسيد شخصية الفيلسوف الإسلامى «ابن رشد» فى فيلم المصير من إخراج يوسف شاهين، وكان آخر أعماله الدرامية للشخصيات الإسلامية، هو مسلسل رجل الأقدار عام 2003، والذى جسد فيه شخصية الصحابى «عمرو بن العاص» فى مسلسل رجل الأقدار عام 2003. كما عمل «الشريف» على تقديم مسلسل إذاعى عن قصة حياة «مبارك»، جسد فيه قصة الرئيس السابق وحياته. فى آخر حوار للفنان الراحل مع قناة «سى إن إن» العربية، قال عندما تم سؤاله حول أهم الشخصيات التاريخية التى كان يحلم بتجسيدها قال «أنا كنت بحلم أعمل شخصية الخليفة عمر بن الخطاب، وإن أهم شخصية كنت بحلم أنى أعملها سيدنا الحسين، فأنا دائماً شاغلنى شخصيات تاريخية».

ويصف الناقد الفنى نادر عدلى، الفنان الراحل نور الشريف بأنه كان موهبة ضخمة، حيث كان يستطيع أداء كل الشخصيات سواء التاريخية أو المعاصرة والتى كانت أكثر صعوبة، فنحن لدينا عامة جفاء فى التاريخ، فقليل ما تجد ممثلاً قادراً على تقديم الشخصية التاريخية من لحم ودم، ويقدمها بصورة تقنع المشاهد، فكان «الشريف» يجيد ذلك بعناية، فى كافة تفاصيل الشخصية سواء فى الأداء والملابس وغيرها من تفاصيل الشخصية، والتى تخرج للمشاهد فى النهاية، كأنه يرى أمامه الشخصية الحقيقية، وبالفعل برع «الشريف» فى تجسيد ذلك فى شخصية عمرو بن العزيز وهارون الرشيد.

####

"نور" و"بوسى".. حب حتى آخر العمر

كتبنورهان نصرالله

تتشابك الأيدى لتصبح كتلة واحدة، تتقارب الوجوه حتى تتحد الأنفاس وتفصح النظرات عمّا يدور داخلها من حب يرقد مستكيناً للقدر، وابتسامة يظل سرهما معلقاً بها ويجمع بها كل السحر لتكون فى النهاية حكاية حب وحياة كاملة تجاوزت 40 عاماً، وظلت محفورة قوية فى الروح قبل الجسد، فما جمع بين نور الشريف وبوسى كان أقوى من الموت، كان الحياة بعينها التى تجسدت فى «سارة» و«مى». «الشبه مش تقاطيع وملامح، إنما تعبير وروح وإحساس وانت ساكن جوه روحى بشوف الدنيا بعينيك ببتسم بشفايفك بتكلم بطريقتك بمشى بخطواتك»، لم يكن هذا مجرد حوار جمع بين النجمين فى الفيلم الذى جسد قصة حبهما «حبيبى دائماً» فقط، بل يعبر عن طبيعة العلاقة التى بدأت منذ أن كانت بوسى تسمى «صافيناز قدرى» ورآها الفنان الشاب محمد جابر للمرة الأولى أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون أثناء مشاركتها فى برنامج للأطفال، ليدرك وقتها عثوره على نصفه الأول، ليتجدد اللقاء مرة أخرى بعد سنوات أثناء مشاركتهما فى مسلسل «القاهرة والناس» فتبدأ علاقة الحب فى الطفو لتظهر على السطح، فعندما تتلاقى الأرواح تكون الأجساد مجرد عائق وهمى وتكون خطوة الزواج هى الباب لحياة جديدة، وهى ما لم تكن بالخطوة السهلة بعد مرور علاقتهما بعدد من الصعاب كان أهمها رفض عائلة الفنانة الصغيرة تحت أسباب أنها ما زالت صغيرة أو أنها لم تكمل دراستها، وكانت محاولة انتحار فاشلة قامت بها بوسى لرفض عريس ثرى أمام إصرار أهلها عليه، هى السبب وراء خطبتها للفنان الشاب بعدما ظل الحب معلقاً لمدة 4 سنوات، وتحصل على شهادتها الجامعية وهى متزوجة.

لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، فيبدأ الروتين والتجاهل ينخر تصدعات فى جدران الحياة فبعد ما يقرب من 30 عاماً من الزواج فى عام 2006 ينتشر عدد من الشائعات حول انفصال أشهر ثنائى فى السينما المصرية وهو ما تؤكده الفنانة بوسى خلال مشاركتها فى أحد اللقاءات التليفزيونية «نور لو احتاج أى حاجة هكون أول واحدة تحت رجليه وأنا متأكدة إنه كمان هيعمل معايا كده». وكما تأتى الصعاب لتكسر، يرسل الله معها الرحمة لتداوى، عندما أصابته الأزمة الصحية الأخيرة لم تفترق عنه للحظة وذهبت معه فى رحلة علاجه إلى لندن وظلت متمسكة بوجودها إلى جانبه، لتصدق جميع التكهنات بعودتهما مرة أخرى بعد انفصال دام 9 سنوات ليتم الزواج للمرة الثانية فى فيلا نور الشريف قبل خطوبة ابنته سارة بأسبوع، والتقت أنفاسه الأخيرة بجانبها ليكون مشهد النهاية فى حياة نور الشريف.

####

"نور" فى المسرح.. مخرج ومنتج وممثل

كتبسحر عزازى

رغم تحقق نجومية نور الشريف مبكراً، وتصدره لعشرات البطولات السينمائية والتليفزيونية، إلا أنه لم ينفصل عن المسرح طوال تاريخه، وكانت له الكثير من المغامرات المسرحية، التى أراد منها أن يقدم رؤى مغايرة للمطروح على خشبة المسرح المصرى، فلم يسع لتقديم عروض تجارية، بقدر سعيه لطرح أفكار تحمل رؤى فلسفية لهذا المجتمع وتفاعلاته مع محيطه العربى. ويقول الناقد د.عمرو دوارة: «رحلة نور الشريف بدأت مع المسرح، بمجرد تخرجه عام 1967 فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وبدأ العمل فى العام التالى لتخرجه بالمشاركة فى عرض «روميو وجولييت»، ولكن العرض لم يظهر للنور.

وأضاف «دوارة»: «نور الشريف، كان عضواً فى فرقة المسرح القومى، وقدم مجموعة عروض متميزة، منها «الأمير الطائر» 1969 على مسرح العرائس، والقومى للأطفال، و«شمشون ودليلة» 1970، و«ست الملك» 1976، و«لعبة السلطان»، و«يا مسافر وحدك» 1998، و«لن تسقط القدس»، 2002، و«الأميرة والصعلوك» 2008، على المسرح القومى، و«كاليجولا» لفرقة أكاديمية الفنون 1992، كما قدم لمسرح التليفزيون عرض «يا غولة عينك حمرا» فى 2004، وقدم للقطاع الخاص «العيال الطيبين»، ثم «بكالوريوس فى حكم الشعوب»، و«سهرة من الضحك» 1982، و«المليم أربعة» فى 1989، و«انت فين يا على» فى 1992. وتابع: يحسب له أنه شارك فى إنتاج أعمال مسرحية بمشاركة الكاتب على سالم، فى «سهرة مع الضحك»، وأعطى فرصة لمها عطية فى «بكالوريوس فى حكم الشعوب»، وعلى الشريف، ويحيى الفخرانى، ومجموعة من الشباب من خريجى المعهد، من بينهم ممدوح وافى، وأحمد بدير، وتميز أسلوبه فى المسرح باختيار القضايا الآنية التى تحارب الإرهاب والتطرف والانحياز للقضايا الوطنية».

####

"اللجنة" و"الحسين ثائراً".. أحلام لم تكتمل

كتبسحر عزازى

فى حياة نور الشريف، أحلام لم تكتمل على المستوى الفنى، ويروى المخرج مراد منير، إحدى هذه التجارب مع الراحل نور الشريف، بعد عمله لـ8 أشهر على بروفات مسرحية «اللجنة»، المأخوذة عن رواية صنع الله إبراهيم، والتى مُنعت من العرض، لاعتراض نظام مبارك عليها لطرحها لفكرة التوريث. ويقول مراد منير: «قمت بعمل إعداد للمسرحية، ورأيت فى نور الشريف مثالاً لأغرب فنان تعاملت معه فى حياتى، فكان يحضر قبل البروفة بساعتين، رغم أنه كان وقتها يصور أحد المسلسلات، وعندما سألته عن السبب، خاصة أنه يتقاضى من المسرح «ملاليم»، إضافة إلى تحمله كثيراً من المشكلات السياسية، التى طاردت المسرحية وقتها، واستمراره فى البروفات رغم تأجيلات العرض المتكررة، وكانت إجابته عن تساؤلاتى بقوله أنا أعيد بناء كيانى كممثل من خلال المسرح، وأرجع لأتدرب من جديد وكأننى طالب فى المعهد». وتابع: «المؤسف هو أن أمن الدولة رفض خروج العمل إلى النور، بعد ما انتهينا من البروفات واشترينا الملابس والديكورات، والعمل كان يتعارض وبشدة مع الحالة التى كان البلد يشهدها أثناء حكم مبارك، خاصة أننا نسعى للانتهاء من مسرحية «اللجنة» وعرضها، قبل أن نلتفت إلى العمل الأهم الذى سعى لتقديمه، بتجسيد دور «الحسين» من خلال نص عبدالرحمن الشرقاوى «الحسين ثائراً.. والحسين شهيداً»، وكنا نسعى للحصول على موافقة الأزهر، ولكننا لم نتمكن من ذلك، وكان يقول دائماً: «لو خرج هذا العمل للنور، سيتحول المسرح إلى مزار»، وقاتل معى كثيراً، ولكن للأسف رحل قبل تحقيق هذا الحلم.

الوطن المصرية في

13.08.2015

 
 

شكل رحيله صدمة للجميع

نجوم ينعون نور الشريف

المغربية

رغم المتاعب الصحية التي مر بها الفنان الراحل نور الشريف في الفترة الأخيرة، إلا أن وفاته جاءت بمثابة المفاجأة للجميع، إذ لم ترج أي أخبار عن تدهور حالته الصحية أو حتى دخوله للمستشفى لتلقي العلاج، وهو ما جعل الخبر بمثابة صدمة للملايين من محبي "الأستاذ" كما كان يلقب الراحل.

كان لدى الفنانة إلهام شاهين الخبر اليقين، حيث تحدثت وهي تغالب دموعها ، مؤكدة أن نور الشريف توفي داخل مستشفى الصفا، الذي كان يتابع علاجه بداخله، ولم يمكث به سوى يومين فقط قبل أن يفارق الحياة.

وأوضحت إلهام شاهين أنها التقت بنور الشريف للمرة الأخيرة صباح الثلاثاء المنصرم، قبل ساعات من الوفاة، مشيرة إلى أن مصر والوطن العربي فقدا واحدا من أهم الشخصيات الفنية، وأنهم تلقوا برقيات التعزية من كافة أنحاء الوطن العربي، مؤكدة أن نور الشريف بالنسبة لها هو عائلتها وزوجته بوسي صديقتها، وابنتيه بمثابة بنات لها.

وبسبب رحيل الشريف، أعلن النجم المصري عادل إمام، تأجيل زفاف ابنه محمد، الذي كان مقررا يوم السبت المقبل.

وقال إمام في تصريح للصحافة المصرية، إنه قرر تأجيل موعد حفل زفاف نجله محمد، الذي كان مقررا إقامته يوم السبت المقبل، نظرا لحالة الوفاة المفاجئة للنجم نور الشريف، وأوضح الزعيم أن قرار التأجيل جاء دون تردد، معلقا "أفرح إزاي.. وزميلي وصديقي نور الشريف رحل عن الحياة منذ ساعات".

وأضاف إمام "لم أحدد الموعد الجديد لحفل زفاف محمد"، مشيرا إلى أن الأمر جاء فجأة، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد آخر للزفاف، وذلك سيتم في غضون أيام قليلة.

ونعت النجمة المغربية سميرة سعيد النجم المصري الراحل نور الشريف عبر تدوينة كتبتها على صفحتها الرسمية على الفايسبوك مرفوقة بصورة جمعتها معه، وذكرت أن الشريف كان ممتنا للتكريم الذي حظي به في المغرب، إلا أن سعادته اكتملت بحصوله على توقيع الملك محمد السادس لبناته سارة ومي.

وقالت سميرة سعيد "خلال سنوات ليست بقليلة، ومواقف يصعب علي حصرها، يحضرني الكثير في ذهني من الحكايات واللقاءات مع الفنان القدير نور الشريف، ولكن يأتي على مسافة من كل السرد، الموقف الذي جمعني به أثناء احتفالات عيد العرش من خمس سنوات تقريبا، حيث منحنا الأوسمة من الملك محمد السادس".

وتابعت النجمة المصرية "وقتها رغم كل ما أعرفه عنه من أخلاق وتواضع في سنوات ومواقف كثيرة جمعتنا سابقا، إلا أن ما لفت نظري يومها مدى فصله بين كونه نجما كبيرا وبين شعوره بواجباته كأب، فكان مشغولا بكيفية تلبية طلب من ابنتيه سارة ومي اللتين أوصتاه بضرورة الحصول على توقيع أوتوغراف من الملك لهما، وكان الشريف يومها بقدر ما يشعر بالامتنان للتكريم الذي حصل عليه، إلا أن سعادته لم تكن لتكتمل إلا بتحقيق أمنية لبناته".

من جانبه، نشر النجم المصري أحمد حلمي، عبر صفحته الرسمية على "إنستغرام"، صورة للنجم الراحل نور الشريف وكتب تعليقا عليها قصته معه منذ أول لقاء، والنصائح التي وجهها له في بداية مساره الفني، كما عبر عن حزنه الشديد لرحيل "الحاج متولي".

وقال حلمي "أُستاذي الكبير نور الشريف، أنت في عقلي لا تقل أبدا عن عظمة شخصيات نجيب محفوظ بل تزيد، تركتنا ورحلت ولكنك باق، من المؤكد أنني لن أستطيع أن أمسك هاتفي المحمول وأتصل بك وأسمع صوتك، ولكني دائما سأستمع إليه من خلال أعمالك التي صنعتها بفنك الأصيل، من المؤكد أنني لن أستطيع أن أقابلك، ولكني سأراك حيا متألقا ناجحا ونموذجا مشرفا في صفحات كل كتاب كنت أنت سببا في أن أقرأه، أستاذي الكبير الذي لم أتشرف بالعمل معه ولكني تشرفت بشرف أكبر وهو أن أكون واحدا من محبيه، رحمك الله، أنت الآن في مكان أفضل، حقا أنت الحاضر الغائب، أنت نور الشريف".

 أعمال لم تكتمل بعد

كان ختام مسيرة الراحل التي امتلأت بالمئات من الأعمال، فيلم "بتوقيت القاهرة" للمخرج أمير رمسيس، ورغم ذلك كانت هناك بعض الأعمال التي لم يكتب لها أن ترى النور، حيث كان نور الشريف ينوي طرح مسلسل "أولاد منصور التهامي" في شهر رمضان المقبل.

وحسب تأكيدات المنتج محمد فوزي للصحافة، فإن جلسات تحضيرية عقدت في الفترة الأخيرة بين الثنائي، وكان هناك اتفاق على بدء التصوير في شهر أكتوبر المقبل، خاصة أن كتابة السيناريو كانت ستنتهي نهاية شتنبر.

وأشار فوزي إلى أن مصير المسلسل لا يهمه في الوقت الحالي، لكنه حزين بسبب فقدان قيمة فنية بحجم الراحل نور الشريف.

مسلسل آخر تعاقد عليه الشريف ولم يكتمل رغم شروعه في تصويره، وهو "بين الشوطين" الذي كتبه عبد الرحيم كمال وقام نور الشريف قبل خمس سنوات بالفعل بتصوير جزء من العمل، حتى وقعت ثورة الخامس والعشرين من يناير، فارتأى تأجيل العمل وعدم استكماله، حتى فارق الحياة وعلاقته بالمسلسل هي بعض المشاهد التي تم تصويرها.

أما على الصعيد السينمائي فكان نور الشريف يرغب في تقديم شخصية القائد الإسلامي نور الدين محمود الزنكي في فيلم سينمائي، وبالفعل عقد جلسات مع الشيخ يوسف القرضاوي بقطر قبل سنوات، من أجل الإلمام بتفاصيل الشخصية واستشارته في كيفية تقديمها، خاصة أن علاقة نسب كانت تربط الشريف بالقرضاوي، إلا أن العمل لم يكتمل.

وكان من بين أحلام الشريف، طباعة بعض الكتب الخاصة بحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين على نفقته الخاصة، التي كان يتحدث فيها عن الفن، التي كان الشريف يرى أنها إيجابية، وكان ذلك قبل 4 سنوات، لكنه لم يحقق هذا الحلم.

الصحراء المغربية في

13.08.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)