كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نور الشريف... وداعاً {صائد الجوائز}!

كتب الخبر: 

هيثم عسران, نانسي عطية وأمين خيرالله

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

ليس مجرد فنان كبير ومثقف دارس للتمثيل أو الإخراج، هو سيظل علامة فنية فارقة في تاريخ الفن، بل أحد أهم النجوم الذين مروا بشريط السينما أو عبر شاشة التلفزيون، أو من خلال خشبة المسرح.

قدَّم شخصيات كثيرة كانت وستظل حاضرة في ذاكرتنا كشاهد أكيد على موهبة محمد جابر الشهير بنور الشريف {رمح السينما المصرية} وأهم موهبة مرت على الملصق ومن خلال الشاشة الصغيرة أو عبر خشبة المسرح. هو الذي استطاع وببراعة تحويل الحروف والكلمات إلى شخصيات من لحم ودم كانت وستظل حاضرة بوجداننا وبذاكرة الفن.  كان نور الشريف الوحيد من أبناء جيله الذي نجح في الاحتفاظ بمكانته على الخريطة كأحد أهم نجوم الشباك ولفترة طويلة، رغم تغير {المناخ الفني}.

 رحلة المرض هزمت «سواق الأتوبيس»

سبع سنوات تقريباً هو عمر رحلة مع مرض قاومه نور الشريف، حتى وافته المنية عصر أمس الأول في المستشفى. اكتشف معاناة مرضه خلال رحلة علاج ابنته سارة في لندن عام 2008، حيث تعرض لوعكة صحية اكتشف الأطباء خلالها إصابته بمياه على الرئة نتيجة ارتفاع شديد في ضغط الدم.

عانى الشريف فترة بسبب التشخيص الخاطئ للمرض، إذ مرَّ بفترات صعبة جعلته يدخل المستشفى في لندن لأسابيع، حيث مكث لمدة ثلاثة أشهر، رافقته خلالها ابنتاه وطليقته في تلك الفترة الفنانة بوسي وشقيقتها الفنانة نورا.

خلال رحلة المرض الأولى، فقد جزءاً كبيراً من وزنه، وتغيرت ملامحه في الفترة الأخيرة، بينما حرص على السفر ومتابعة الأطباء بانتظام في لندن والولايات المتحدة، لكنه لم يسمح للمرض بأن يعطله عن العمل، فكان دائماً ما يردد أنه لا يخشى الموت، بل المرض الذي يعرقل مسيرته الفنية.

سافر نور الشريف للعلاج خلال آخر عامين أكثر من خمس مرات في رحلات طويلة نسبياً لحصوله على جرعات كبيرة من العلاج المكثف، ما أثَّر بشكل واضح على صوته وشكله وحركته.

وعانى الراحل مشاكل في الرئة بسبب تكدس المياه عليها، تطورت لتؤدي إلى مشاكل في وصول الدم إلى اليدين والقدمين، ما جعله عاجزاً عن الوقوف لفترات طويلة، بينما حرص على الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي التي حددها له الأطباء للتغلب على المرض.

وتدهورت حالته الصحية بسبب تدخينه بشراهة، بينما اضطر إلى الالتزام بتعليمات الأطباء وحرص على تلقي العلاج خلال عمله. لكن في الأشهر الأخيرة تدهورت حالته الصحية بشكل كبير وظلَّ يتلقى العلاج في مصر بعد إبلاغه عائلته بأنه لا يرغب في أن يموت خارج مصر، فعاد إلى القاهرة خلال شهر أبريل الماضي ليمضي أيامه الأخيرة برفقة ابنتيه وزوجته بوسي التي عاد لها بعد انفصال دام تسع سنوات.

وفرض نور الشريف وعائلته حالة من السرية على تفاصيل العلاج ورحلته المرضية، بينما كان آخر ظهور علني له خلال اللقاء التلفزيوني الوحيد الذي أجراه قبل عرض فيلمه الأخير «بتوقيت القاهرة» في برنامج «هنا العاصمة»، بداية العام الجاري.

محمد جابر

محمد جابر هو اسم نور الشريف الحقيقي. ولد الفنان في 26 أبريل عام 1946 بحي السيدة زينب وسط القاهرة. كان الحظ يعانده قبل أن يأتي إلى الدنيا، فقد ولد يتيماً، وتولى جده تربيته، ثم عمه وعمته فتحية. كان عمه يعامله مثل أبنائه، ولم يكتشف جابر الطفل أنه ليس والده، إلا عند الالتحاق بالمدرسة بعدما فوجئ بأن اسمه الحقيقي محمد جابر وليس محمد إسماعيل نسبة إلى عمه.

عاش نور الشريف حياة مستقرة في منزل عمه حتى وفاته لينتقل بعدها إلى منزل عمته فتحية، حيث عاش معها حتى زواجه من الفنانة بوسي. منحته بيئة المنطقة الشعبية فرصة كبيرة للاهتمام بالسينما، حيث كان يشاهد السينما من شرفة منزل عمه، وهو ما شكَّل لديه شغفاً بها منذ طفولته، بالإضافة إلى اهتمامه بلعب كرة القدم. حتى إنه التحق بفريق الناشئين تحت عمر 16 عاماً في نادي «الزمالك»، قبل التحاقه بمعهد التمثيل.

عشق نور الشريف التمثيل منذ طفولته، فحرص على صناعة العرائس من الورق في غرفته، وكان يهتم بحفظ حوارات الأفلام، ما ساعده كثيراً لاحقاً في عمله، بينما فضل بعد التحاقه بالمعهد ترك كرة القدم والتركيز بالتمثيل.

قدم للسينما المصرية أكثر من170 فيلماً، بدأها بدور صغير في «قصر الشوق»، حيث رشحه عادل إمام للمخرج حسن الإمام ليبدأ بعدها مسيرة سينمائية حافلة استمرت أكثر من 50 عاماً قدم خلالها مجموعة من الأفلام المميزة، أبرزها: «البحث عن سيد مرزوق، أجراس الخطر، أقوى الرجال، سواق الأتوبيس، الصدفة، الظالم والمظلوم، الطاووس، انحراف، الوحل، العار، أهل القمة، الهروب في الخانكة، الصدفة، المصير، الهروب إلى القمة، أيام الغضب، بئر الخيانة، بنت من البنات، جري الوحوش، غريب في بيتي، الصعاليك، عصفور الشرق، كروانة، قطة على نار»، وغيرها من أعمال.

تعرض الشريف لهجوم حاد بعد عرض «ليلة البيبي دول»، حيث جسد شخصية مصري يُسجن في معتقل «أبو غريب»، حيث يغتصبه جنود في القوات الأميركية. كذلك طاوله هجوم حاد بعد تقديمه «ناجي العلي» لدرجة أن بعض الصحف دعا إلى مقاطعة أعماله، ما أثر عليه لفترة محدودة.

تعاون الشريف مع عدد كبير من الفنانات منهن ميرفت أمين في أكثر من 20 فيلماً أبرزها: «البيوت أسرار، مدرسة المشاغبين، البنات والحب، الحفيد، الأخوة الأعداء، الدموع الساخنة، دائرة الانتقام، البعض يذهب للمأذون مرتين، سواق الأتوبيس»، بينما كان آخر تعاون بينهما «بتوقيت القاهرة».

كذلك تعاون مع إلهام شاهين في أكثر من 10 أفلام منها: «السكاكيني، العار، أيام الغضب، الطيب والشرس والجميلة، الهروب إلى القمة، الظالم والمظلوم، عفريت النهار». أما مع المخرج يوسف شاهين فتعاون في فيلمين فقط هما «حدوتة مصرية» عام 1982، و«المصير» حيث جسد شخصية الفيلسوف ابن رشد. عرض الفيلم في مهرجان «كان» السينمائي الدولي خلال تكريم شاهين.

آخر أعمال الشريف السينمائية فيلم «بتوقيت القاهرة»، مع المخرج أمير رمسيس والمنتج سامح العجمي. والراحل تنازل عن جزء كبير من أجره ليخرج الفيلم بصورة جيدة بعدما انجذب إلى شخصية يحيى، الرجل الذي يعاني مع أبنائه، بينما تقاسم البطولة مع ميرفت أمين ومع عدد من الفنانين الشباب منهم آيتن عامر وكندة علوش.

بدأ الشريف مسيرته في الدراما التلفزيونية عام 1966 في مسلسل «القاهرة والناس»، الذي عرض بحلقات منفصلة متصلة لمناقشة مشاكل الأسرة المصرية. كذلك قدم لاحقاً أعمالاص عدة لعل أبرزها «ذكريات بعيدة»، و{الانتقام»، و»بعد العذاب»... محققاً من خلالها نجاحاً لافتاً. كذلك قدَّم في التسعينيات ثلاثة مسلسلات تنتمي إلى الدراما التاريخية هي «عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين»، و{هارون الرشيد» و{رجل الأقدار»، حيث جسد شخصية عمرو بن العاص، بالإضافة إلى مسلسلات درامية اجتماعية أشهرها «الحاج متولي» مجسّداً شخصية الحاج متولي الشهيرة، و»الدالي» بثلاثة أجزاء، و»عرفة البحر»، و»حضرة المتهم أبي»، و»العطار والسبع بنات»، بينما تميز في الدراما الصعيدية التي قدمها بمسلسل «الرحايا».

في كل تجربة درامية جديدة كان يسعى نور الشريف إلى اكتشاف مواهب فنية جديدة. قدَّم في «الحاج متولي» كلاً من رانيا يوسف، وغادة عبد الرازق، ومصطفى شعبان، وسمية الخشاب. أما في «الدالي»، فاكتشف آيتن عامر، وحسن الرداد، وأحمد صفوت، وعمرو يوسف، فيما كان أول الداعمين للسيناريست عبد الرحيم كمال الذي قدم معه أعمالاً مميزة درامياً.

التلفزيون لم يكن تمثيلاً فحسب بالنسبة إلى نور الشريف، فهو حرص أيضاً على تقديم برامج تلفزيونية، فناقش الأفلام السينمائية في «مع نور الشريف»، برنامج انتقل به من art إلى {دريم}، بالإضافة إلى {وزنك دهب} للمسابقات الترفيهية والذي عرض في بداية الألفية.

الشريف إذاعياً

طالما حرص نور الشريف، على المشاركة في الأعمال الدرامية الإذاعية، مغازلا من خلالها جمهور آخر لا يقل عن جمهوره في السينما أو عبر الدراما التلفزيونية، مؤكداً دوماً أنها تساعد المستمع في التخيل والتأمل.

كانت آخر أعمالة الإذاعية المسلسل التاريخي {الناصر صلاح الدين}، بمشاركة نخبة من الفنانين العرب، تأليف وإخراج أحمد فتح الله، حيث قدمه عام 2013 في العاصمة القطرية الدوحة، كذلك قدَّم مسلسل {فين عيونك يا نوال}، من بطولة سناء جميل، وإخراج حسني غنيم، إضافة إلى مسلسل {قانون ساكسونيا} للمؤلف وحيد حامد.

وجسد الشريف أيضاً في الدراما الإذاعية شخصية الرئيس السابق حسني مبارك بمسلسل {سيرة ومسيرة}، حيث شاركته البطولة ميرفت أمين مجسدةً شخصية سوزان مبارك. أذيع الجزء الأول من المسلسل عام 2000، تحديداً في عيد ميلاد مبارك الـ72، ففتح بوابات الهجوم على الفنان، ولكنه وكعادته دوماً استمات دفاعاً عن التجربة، مؤكداً أنها ليست تمجيداً ولا تملقاً لأحد، ولكنها مجرد تجربة تبرز أهم إيجابيات مبارك كرئيس.

نجاحات إنتاجية وأعمال خالدة في تاريخ السينما المصرية

نجاح نور الشريف كممثل لم يمنعه من الاتجاه إلى الإنتاج السينمائي، لتقديم أعمال خالدة في تاريخ السينما، يفخر بها في مسيرته الفنية، ويخشى المنتجون تقديمها. بدأها مع «دائرة الانتقام»، الذي كتب السيناريو والحوار له إبراهيم الموجي، وأخرجه سمير سيف، وشاركته في بطولته ميرفت أمين وشويكار ويوسف شعبان، وعرض عام 1977. أما تجربته الثانية فكانت مع زوجته بوسي و{وحش الشاشة» فريد شوقي في فيلم «قطة على نار». كتب له السيناريو والحوار رفيق الصبان، وأخرجه هاني مطاوع. ويلاحظ أن أعمال الشريف كمنتج كانت مستوحاة من روايات أجنبية أعجب بها الراحل وتحمس لتقديمها.

أما تجربته الثالثة، فجاءت مصرية خالصة بتوقيع مشترك بين المخرج الشاب آنذاك محمد خان وبين السيناريست فايز غالي من خلال فيلم «ضربة شمس»، مع كل من نورا وليلى فوزي، وهو نجح في إقناع الأخيرة بصعوبة كبيرة في الموافقة على العمل حيث تظهر صامتة طوال الأحداث. وجاءت التجربة الرابعة أكثر تميزاً عبر «حبيبي دائما» بقلم الناقد رفيق الصبان، وسيناريو كوثر هيكل.

الفيلم الذي أخرجه حسين كمال يصنف ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وحقق نجاحاً كبيراً مع طرحه جماهيرياً، بينما جاءت تجربة الشريف الإنتاجية التالية أقل نجاحاً بفيلم «الغيرة القاتلة» المأخوذ عن مسرحية «عطيل»، وشاركه في تقديمها كل من يحيى الفخراني ونورا وأخرجه عاطف الطيب.

تعاون نور الشريف مع الراحل عاطف الطيب مجدداً في «سواق الأتوبيس»، حيث تشاركا في إنتاج الفيلم الذي كتبه محمد خان وبشير الديك، وشارك في بطولته كل من ميرفت أمين وعماد حمدي ونور الشريف. ودخل العمل 10 مهرجانات سينمائية ممثلاً مصر.

«آخر الرجال المحترمين»

وواصل الشريف نجاحاته الإنتاجية في تجربته «آخر الرجال المحترمين»، والذي كتبه وحيد حامد، وأخرجه سمير سيف، وشارك مع الشريف في البطولة كل من بوسي وثناء يونس، ليقدم من خلاله أحد أفضل أدواره السينمائية في شخصية الأستاذ فرجاني المعلم الذي يحاول إنقاذ طفلة في مدرسته فقدت خلال الرحلة التي يشرف عليها، وهي القادمة من القرية إلى العاصمة.

وعاد نور الشريف للاستعانة بالأدب العالمي في فيلم «الزمار» المأخوذ عن الأسطورة اليونانية «هبوط أورفيوس»، والتي كتب السيناريو والحوار لها الناقد فريق الصبان، وأخرجها سينمائياً عاطف الطيب.

الفيلم شارك في البطولة كل من بوسي وصلاح السعدني، ويعتبر أحد أضعف الأعمال التي أنتجها الراحل، لكنه سرعان ما تغاضى عنه ليقدم في العام نفسه «الصعاليك» ببطولة يسرا ومحمود عبد العزيز، ونص وإخراج داود عبد السيد، محققاً نجاحاً كبيراً.

توقف نور الشريف عن الإنتاج لنحو ثلاث سنوات، وهي فترة طويلة مقارنة بحرصه على تقديم فيلم أو فيلمين سنوياً، ليعود عام 1988 بفيلم «زمن حاتم زهران»، الذي كتبه عبد الرحمن محسن، وأخرجه محمد النجار، ويبدأ بعدها مرحلة انتقائية في الأعمال التي ينتجها، إذ غاب عن الإنتاج لأربع سنوات حتى قرر العودة بفيلم «ناجي العلي» الذي أثار جدلاً كبيراً.

تكلفة الفيلم المرتفعة من الناحية المالية ورفعه من دور العرض بسبب المواقف السياسية لصاحب قصته ناجي العلي، جعلت الفيلم ممنوعاً من العرض لفترة طويلة بعد تقديمه، وخسر فيه نور الشريف مبالغ مالية كبيرة، لكنه لم يتوقف عن الإنتاج، بل عاد بعد عامين ليقدم «الطيب والشرس والجميلة»، نص وإخراج مدحت السباعي، وبمشاركة فريد شوقي وإلهام شاهين.

ويعتبر فيلم «العاشقان» الذي قدمه الشريف مع بوسي في بداية الألفية الجديدة آخر أعماله السينمائية إنتاجاً، وهو الفيلم الذي كتبته كوثر هيكل ولم يحقق نجاحاً كبيراً في الصالات، رغم أنه حمل توقيع نور الشريف كممثل ومخرج ومنتج.

السينما والتلفزيون لم يبعداه عن المسرح

في مسيرته الفنية الممتدة على مدار أكثر من نصف قرن، قدَّم نور الشريف 18 عرضاً مسرحياً بدأها بدور صغير في مسرحية {الشوارع الخلفية} مع سعد أدرش، حيث ظهر يقول جملتين فقط، ليشارك بعدها بعامين مع فرقة مسرح الحكيم في عرض {وابور الطحين} مع المخرج نجيب سرور.

نجاحه في {وابور الطحين}، دفع المخرج كمال عيد لترشيحه لبطولة رواية شكسبير {روميو وجوليت} بعد اعتذار كرم مطاوع، فيما جسدت دور جوليت ثناء ماهر. وبعد بدء البروفات، لم تخرج المسرحية إلى النور بسبب خلافات داخل فرقة المسرح العالمي التي كان يديرها الفنان الراحل حمدي غيث.

كان الراحل يؤمن بأن المسرح أبا الفنون، وأن انشغاله بالسينما والإذاعة لم يمنعه عن التواجد مسرحياً بين الحين والآخر بأعمال يختارها بدقة. قدَّم عام 1968 {الأمير الطائر} على مسرح الطفل، فكانت ضمن المسرحيات الأولى على مسرح العرائس، محققةً نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ليقدم بعدها العرض المسرحي {العيال الطيبين} مع المخرج حسن عبد السلام، حيث شاركته البطولة نيللي مع عبد المنعم مدبولي، وكتبه الراحل علي سالم.

ظهور الشريف على المسرح لم يتوقف، فهو حرص على تقديم أعمال مميزة، مقدماً عرض {شمشون ودليلة} عام 1971 من كتاب {ألف ليلة وليلة}، للكاتب الفلسطيني معين بسيس، وأخرجه نبيل الألفي، ليقدم بعدها بثلاثة سنوات على خشبة المسرح القومي مسرحية {ست الملك} مع المخرج عبد الغفار عودة، وتقاسم بطولتها مع سيدة المسرح العربي سميحة أيوب.

شغل المسرح السياسي جزءاً كبيراً من حياة نور الشريف منذ بدايته الفنية، حيث قدم المسرحية السياسية الساخرة {بكالوريوس في حكم الشعوب} عام 1978. أخرجها شاكر عبد اللطيف، وقدمها الراحل مع فرقة المسرح الجديد، وهي المسرحية الوحيدة التي جمعته مع يحيى الفخراني وليلى علوي. كذلك قدَّم مسرحية {الفارس والأسيرة} مع المخرج عوض محمد عوض، زميله في معهد التمثيل، وهي المسرحية التي كتبها الدكتور فوزي فهمي، وشاركته بطولتها فردوس عبد الحميد، وعرضت على المسرح القومي عام 1979، ليعود بعدها بثلاث سنوات مع الكاتب نفسه بمسرحية {لعبة السلطان} التي أخرجها نبيل الألفي، وشاركت في بطولتها عايدة عبد العزيز.

غاب نور الشريف عن المسرح لنحو 8 سنوات، عاد بعدها مع المخرج جلال الشرقاوي ومع الفنانة نورا بمسرحية {المليم بأربعة} للكاتب محمد أبو العلا السلاموني. وقدَّم بعدها مباشرة مسرحية {كاليجولا} لفرقة أكاديمية الفنون المسرحية مع المخرج الكبير سعد أدرش، وكان أول عرض مسرحي يجمعه بزوجته بوسي، وشاركا بالمسرحية في مهرجان موتريل بإسبانيا.

وبعد غياب سنوات عدة، نجح المخرج هاني مطاوع في إقناع نور الشريف بالعودة إلى المسرح من خلال المسرحية الكوميدية {يا مسافر وحدك}، التي كتبه عن نص {كل إنسان} الذي قدم بالعصور الوسطى في أوروبا، فيما شاركته البطولة الممثلة الصاعدة وقتها منى زكي، وياسمين النجار.

وبعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى قدَّم الشريف العرض المسرحي {لن تسقط القدس} للكاتب شريف الشوباشي والمخرج فهمي الخولي مع فرقة المسرح القومي، وشاركته البطولة عفاف راضي ولقاء سويدان. وعُرض العمل في بلاد عربية عدة، وحصل فريق العمل على وسام من الملكة رانيا في العاصمة عمان، لا سيما أن المسرحية تناولت فترة الاحتلال الصليبي للقدس، فيما خصصت عائدات العرض لصالح دعم الشعب الفلسطيني.

 واختتم الشريف أعماله المسرحية قبل 10 أعوام بمسرحيتي {يا غولة عينك حمرا} على مسرح التلفزيون مع الكاتب كرم النجار، وشارك في البطولة كل من منال سلامة وطارق لطفي، و{الأميرة والصعلوك} المستوحاة من {ألف ليلة وليلة} على المسرح القومي، وكانت أول مسرحية يتولى الشريف إخراجها.

قدم نور الشريف ثلاث تجارب إخراجية مسرحية من دون أن يشارك فيها من خلال عروض فرقة {مسرح الممثل} التي كونها مع المؤلف علي سالم، فقد أنتجا {سهرة مع الضحك}، و{محاكمة الكاهن}، و{كفاح طيبة}، وهي مسرحيات قدمت خلال تسعينيات القرن الماضي، وحققت نجاحاً كبيراً، تحديداً {كفاح طيبة} من بطولة علي الحجار مع نادية مصطفى ومجموعة كبيرة من الممثلين.

العاشقان نور وبوسي... حب انتصر بعد انفصال 9 سنوات

نور الشريف وبوسي قصة حب دامت لأكثر من 30 عاماً، لم تنهيها {ورقة} كما كان يؤكد نور دوماً، لذا لم تعيدهما الورقة نفسها حتى ولو تأخرت سنوات طويلة طالبتهما الجماهير خلالها دوما بالعودة. حتى إن السؤال حول عودتهما معاً كان ثابتاً في أي حوار يكون طرفه نور أو بوسي أو حتى ابنتهما الفنانة الشابة مي، نظراً إلى تواجدهما الدائم {كعائلة} سوياً، وفي المواقف والمحكات الفنية والحياتية أيضاً. كانوا حريصين على الظهور معاً وكأنه الأمر {العادي} والطبيعي، حتى قبل أن يدب المرض في عائلة {الحاج متولي} بدءاً من ابنته الكبرى سارة التي أصابها مرض نادر استلزم علاجها في الخارج ولفترة طويلة لذا سافروا معا كعائلة، مروراً بمرض بوسي التي أصيبت بداء نادر سافرت على أثره بصحبة نور وابنتيها لتلقي العلاج والذي امتد لفترة طويلة اقتربت من العام، ثم وفاة والدتها وظهور نور في مقدمة الصفوف يتلقى بنفسه واجب العزاء، انتهاء بمحنة مرضه الأخير وسفر بوسي لرعايته مع بنتيهما سارة ومي.

وفي يناير من هذا العام وبعد عودة نور من رحلة علاجه الأخيرة انتقلت عائلته للإقامة معه في فيلته بالشيخ زايد، لذا ترددت شائعات كثيرة تؤكد عودة المياه الزوجية لمجاريها خاصة مع حرص بوسي على مرافقته دوما في كل التظاهرات الفنية التي احتفت بتجاوزه محنة المرض، إلا أن أياً من أطراف القصة لم ينف كما لم يؤكد، حتى خرجت مؤخرا ابنتهما مي لتؤكد بشكل {مقتضب} استئناف زواجهما مشيرة لأن الشاهد على العقد كان زوج أختها سارة، نافية أن يكون مرض والدها وتردي حالته الصحية سببا للعودة، مؤكدة أن علاقة نور وبوسي أقوى وأعمق من رابط الزواج.

العاشقان نور وبوسي قدما معا العديد من الأعمال الفنية والتي سجلا من خلالها قصة حبهما ربما في مقدمتها فيلم {حبيبي دائما} الذي أخرجه الراحل حسين كمال، أيضا {قطة على نار} والذي كان من إنتاج شركتهما، أما آخر الأعمال التي جمعتهما فكان فيلم {العاشقان} الذي حمل توقيع نور منتجا ومخرجا أيضا.

فنانون: رحل ولكن أعماله باقية

نعى الفنانون المصريون النجم الكبير نور الشريف الذي وافته المنية مساء الاثنين الفائت، بعدما أثرى الشاشة العربية بأعماله الخالدة سواء السينمائية أو الدرامية.

روت نادية لطفي بداية علاقة الصداقة بينهما قائلة: «رغم صعوبة دوره في فيلم «قصر الشوق» ورغم حداثته في التمثيل آنذاك، فإن موهبته جعلته يقدم هذا الدور بشكل ممتاز وبرع فيه، مشيرة إلى أنهما التقيا بعد ذلك في «الحاجز» ثم «الأخوة الأعداء»، ومؤكدة أن الدليل على حبه وطنه واهتمامه بقضاياه إنتاجه فيلم «ناجي العلي» على حسابه الخاص، وتكبد بسببه الكثير.

نعى حسين فهمي صديقه وزميله قائلاً: «شاركت مع الشريف في أعمال كثيرة أعتبرها من أهم ما قدمت طوال تاريخي الفني»، مؤكداً أنه يشعر بمرارة كبيرة وقاسية بعدما علم بنبأ وفاته، داعياً الله أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جناته.

وأكَّد محمود ياسين أن الصداقة كانت عنوان علاقتهما، خصوصاً في فترة الشباب، وكان ثمة ترابط أسري بينهما، موضحاً أنهما اتفقا في كل شيء، فرغم المنافسة بينهما، احتفيا بالمواهب الجديدة، وتلاقيا مع الأجيال كافة من النجوم في مختلف الأعمار.

أما سمية الخشاب التي عملت مع الراحل في مسلسل «الحاج متولي» فقالت: «تعلمت منه الكثير. كان معطاء. كل ما يهمه تقديم فن جيد وأعمال تحترم عقل المشاهد ويحترمها الجمهور»، مؤكدة أنه كان بالنسبة إليها بمثابة أخ كبير، ورغم ذلك فالتمثيل إلى جانبه ليس سهلاً، علماً أن تواضعه شديد.

مصطفى شعبان الذي ظهر في بداية مسيرته برفقة النجم الراحل عبر مسلسل «الحاج متولي»، أكَّد أن الساحة الفنية فقدت أحد أهم مبدعيها الذين أثروا الشاشة بأعمال لن ينساها الجمهور، وكان من أوائل العاملين في الدراما التلفزيونية، لذلك كان يملك خبرة هائلة في هذا السياق، خاتماً كلامه: «رحم الله نور الشريف بقدر ما أسعد الجمهور وزملاءه».

وفاء عامر أكَّدت أيضاً أن «الشريف كان بمثابة مدرسة فنية مستقلة، مؤكدة أنه كان يعني لها الكثير، فهو مدَّ يده لها بالعون وساعدها في اكتشاف موهبة التمثيل لديها وقدمها للجمهور في أعماله. كان مبدعاً حقيقياً في أكثر من مجال: أنتج ومثَّل وطرح أفكاراً رائعة».

نعى المخرج يسري نصرالله الفنان الكبير، قائلاً: «حياة نور الشريف مليئة وزاخرة بالأعمال الجيدة والقيم الجادة، بالإضافة إلى وعيه بقضايا أمته وثقافته، علاوة على إنكار ذاته، فقد كانت نظرته إلى الفن باعتباره أهم روافد البلد»، مؤكداً أن الشريف فنان عربي قدير، وتاريخه الفني مبهر».

المؤلف والسيناريست أيمن سلامة الذي اجتمع مع الراحل في مسلسل إذاعي، قال: «كان فناناً من طراز خاص. وهب حياته للفن، وكان حريصاً على مناقشة القضايا الشائكة سواء كانت سياسية أو اجتماعية بكل جرأة وجسارة من دون أن تكون له حسابات. بل كان مهموماً بفنه وبلده ومحيطه العربي حتى آخر نفس في حياته».

من جانبها، أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أنه برحيل نور الشريف، رحل عن عالمنا فنان عظيم قدم إسهامات كبيرة، فهو رجل صناعة ليس فقط في السينما بل كذلك في المسرح والتلفزيون، مشيرة إلى أنه كان يبحث دائماً عن المواهب الشابة ليقف بجوارها، ويرعاها، لذلك هو أحد أكثر النجوم الذين قدموا الفنانين الشباب.

المخرج الكبير عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية نعى نور الشريف، قائلاً: {أعمال نور الشريف ستظل باقية، لأن من صنعها كان حريصاً على تقديم أعمال تليق بالعالم العربي، فلذلك هو رحل عن عالمنا بجسده، لكن بقيت أعماله وأخلاقه واحترامه وعطاؤه، ولن ترحل سيرته الطاهرة والعطرة}. كذلك أكد رئيس مهرجان الإسكندرية الناقد السينمائي الأمير أباظة أن الفن العربي فقد قيمة فنية كبيرة وعظيمة بوفاة نور الشريف، مؤكداً أن تاريخه حافل بعشرات الجوائز التي نالها عن استحقاق وجدارة عن أعماله المهمة التي أمتع بها الجمهور.

مواقع التواصل الاجتماعي تنعيه

أحمد زاهر: نعى الفنان أحمد زاهر الراحل نور الشريف عبر «انستغرام»، قائلاً: «وداعاً... أستاذي... وداعاً أبي... وداعًا يا من علمتني الفن وحب الفن واحترام الفن وداعاً».

كتب التونسي صابر الرباعي على صفحته بـ {تويتر} قائلاً: {الكبار يرحلون، ولكن تبقى أعمالهم في القلب والذاكرة، فهم الذين رسموا البسمة على وجوهنا والدمعة في عيوننا}.

وقالت شيريهان على {فيسبوك}: {وداعاً أبي الفني... وأستاذي... ومبدعي... وفناني... وصديقي... وداعاً أيها المبدع العبقري المصري المثَقّف نور الشريف. في سلام الله ورحمته أيها الأب والأخ والصديق والمبدع والإنسان العزيز الغالي في قلبي وقلب مصر والأمة العربية».

جوائز حصدها

* الجائزة الأولى من هيئة السينما والمسرح والموسيقى التابعة لوزارة الثقافة عن فيلم {قطة على نار}.

* جائزة أحسن ممثل أول عن فيلم {الكرنك} من جمعية الفيلم في مهرجان السينما المصرية الثالث.

* جائزة أحسن ممثل من الجمعية المصرية لفن السينما عن دوره في فيلم {حدوتة مصرية} وفيلم {الطاووس}.

* جائزة الممثل الأول عن دوره في فيلم مع {سبق الإصرار} عام 79 في مهرجان جمعية الفيلم السنوي السادس للسينما المصرية.

* جائزة التمثيل لدور أول للرجال عن فيلم {مع سبق الإصرار} عام 1980 من المركز القومي للسينما التابع للمجلس الأعلى للثقافة في مسابقة الأفلام المصرية الروائية.

* جائزة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية للكتاب ونقاد السينما عن فيلم {أهل القمة}.

* جائزة أحسن ممثل دور أول عن فيلم {عيون الصقر} مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الثامن.

* جائزة أحسن ممثل سينمائي في عشر سنوات عن مجموع جوائزه في الفترة من 75 إلى 92 من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في مهرجان جمعية الفيلم السنوي العاشر للسينما المصرية.

* جائزة من مهرجان نيودلهي عن فيلم {سواق الأتوبيس}.

* جائزة أحسن ‏ممثل عن دوره في فيلم ليلة ساخنة من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1995.

 * جائزة أحسن ممثل عن فيلم {أولى ثانوي} من مهرجان الإسكندرية 1999.

* جوائز عن أدواره في أفلام {يا رب توبة، ضاع العمر يا ولدي، حبيبي دائما، الكرنك، العار، أهل القمة،‏ الشيطان يعظ}.

* تكريم مهرجان نانت مهرجان القارات الثلاث المقام في مدينة نانت (في غرب فرنسا) في دورته الثالثة والعشرين.

* جائزة أفضل ممثل عن فيلمه {بتوقيت القاهرة} من مهرجان وهران الجزائري في دورته الأخيرة.

آخر مشاريعه

محنة المرض التي مر بها نور الشريف في آخر أيامه لم تجعله يتوقف عن التحضير لمشاريعه الفنية الجديدة، وهو كان استقر على سيناريو {أولاد منصور التهامي} للسيناريست مصطفى محرم، ليعود من خلاله إلى الشاشة التلفزيونية، وكان يفترض أن ينتجه المنتج محمد فوزي، وتشارك في بطولته وفاء عامر.

كان يفترض أن يعرض العمل خلال رمضان 2015، لكنه خرج من السباق بسبب رحلة علاج نور الشريف الطويلة في لندن قبل رمضان، إذ أجل المنتج تصويره إلى شهر نوفمبر المقبل، لكن القدر لم يمهل الشريف الفرصة لتصوير المسلسل.

وكان يفترض أن يقدك الراحل شخصية منصور التهامي الأب الذي لديه أربعة أبناء، ولديه سطوة على أبنائه، لكنه شديد البخل رغم ثرائه، الأمر الذي يتسبب في مشاكل كثيرة بينه وبين أسرته، بينما رشح المخرج سميح النقاش حسن الرداد وآيتن عامر لمشاركته في المسلسل.

الجنازة

بحزن عميق، ودَّعت الجماهير وعدد كبير من النجوم ومن صانعي السينما والدراما الفنان الكبير نور الشريف إلى مثواه الأخير، مؤدين صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر، وسط دعوات جمهوره بالمغفرة، خصوصاً أمام المدافن.

حرص على حضور الجنازة الفنان الكبير عادل إمام في سابقة أولى لم تحدث خلال مشواره الفني، إذ قطع الزعيم إجازته لحضور جنازة صديق عمره. كذلك حضر الجنازة كل من محمود ياسين، محمود عبد العزيز، يحيى الفخراني، وعزت العلايلي، والمخرج جلال الشرقاوي، وماجد المصري، والمخرج خالد يوسف، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، والفنان سامح الصريطي، والمنتج حسين القلا وآل السبكي.

شهدت الجنازة حضوراً كبيراً من الفنانين الشباب، على رأسهم محمد رمضان، وحسن الرداد، ومصطفى شعبان، ومجدي كامل، وعمرو يوسف، إلى جانب ميرفت أمين ودلال عبد العزيز التي حرصت على مرافقة بوسي التي بدت في حالة إعياء وانهيار شديدين هي وابنتاها، مي التي ظهرت بالحجاب وابنته الكبرى سارة، ورغم ارتفاع درجات الحرارة فإن الجنازة شهدت حضوراً غفيراً من الفنانين والمواطنين، وارتدى السواد عدد كبير من النجوم.

####

الأربعاء 12 أغسطس 2015 - الساعة 00:07

السرطان أعاد نور الشريف إلى بوسي ثم صرعه

وفاة النجم الكبير عن 69 عاماً وتشييع جنازته اليوم بالقاهرة

انقضت صفحة مشرقة من تاريخ الفن في مصر والعالم العربي بوفاة النجم المصري محمد جابر محمد عبدالله الشهير بنور الشريف، الذي فارق الحياة أمس في أحد مستشفيات القاهرة عن 69 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان استمر ثلاث سنوات.

ومن المقرر تشييع جثمان النجم الشهير اليوم من مسجد الشرطة، في منطقة السادس من أكتوبر غرب القاهرة.

ويعتبر الشريف واحداً من أهم نجوم السينما المصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي، كما قدم عدة مساهمات مهمة في المسرح المصري، وجسد إلى جوار النجوم عادل إمام ومحمود ياسين وحسين فهمي، أبرز الوجوه السينمائية المصرية، خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
بدأ محمد جابر حياته كلاعب كرة قدم في صفوف نادي الزمالك، لكن هواية التمثيل جذبته بسرعة، فاكتسب اسمه الفني «نور الشريف» الذي صار واحداً من أعمدة الفن العربي، وحاز به أكثر من 50 جائزة فنية على أعماله
.

وولد محمد جابر، لأسرة من الطبقة العاملة في مركز مغاغة، التابع لمحافظة المنيا (صعيد مصر)، وأمضى جزءاً كبيراً من حياته بمنطقة السيدة زينب الشعبية في قلب القاهرة، وتزوج الممثلة بوسي، بعد قصة حب طويلة، قاما بتجسيدها معاً في عدة أعمال فنية، واستمر زواجهما مدة طويلة حتى وقع الفراق عام 2006، قبل أن يقررا العودة إلى عش الزوجية مجدداً قبل عدة أشهر، أثناء رحلة مرضه التي ساندته خلالها بوسي، ولهما ابنتان (سارة ومي).

حصل نور الشريف على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير «امتياز»، وكان الأول على دفعته عام 1967، حيث بدأ التمثيل في المدرسة، وانضم إلى فريق التمثيل بها، قبل أن يتعرف إلى الفنان سعد أردش، الذي أسند إليه دوراً صغيراً في مسرحية «الشوارع الخلفية»، قبل أن يختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية «روميو وجولييت»، ثم كان دوره في فيلم «قصر الشوق»، مع المخرج حسن الإمام، أول دور بارز له، ليقدم بعده عدة أدوار سينمائية، منها «حبيبي دائماً» و»الحفيد» و»سواق الأتوبيس»، قبل أن ينتقل إلى الدراما المصرية، ومنها «عمر بن عبدالعزيز» و»لن أعيش في جلباب أبي»، و»عائلة الحاج متولي»، و»هارون الرشيد».

الجريدة الكويتية في

13.08.2015

 
 

جنازة مهيبة ل "سائق الاتوبيس" "آخر الرجال المحترمين"

النجوم من كل الأجيال .. في وداع نور الشريف

زملاء الراحل العملاق لم يتخلف أحد .. والقنوات العالمية تابعت الحدث

تابع الجنازة فكري كمون

وداعا نجم النجوم نور الشريف.. تم دفن جثمانه في مقابر الأسرة بمدينة السادس من أكتوبر بعد جنازة مهيبة اقيمت فيها الصلاة عليه بمسجد الشرطة واحتشد فيها الفنانون والمنتجون والمخرجون وجماهير غفيرة من عشاقه تحدوا حرارة الشمس وذهبوا خلفه ليلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة والدعاء له. هتف المشيعون "لا إله إلا الله" "مع السلامة يا نور" وقد اكتظ بهم مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر وتسابقت القنوات الفضائية والحكومية والخاصة مصرية وعربية وعالمية لدرجة أنهم التفوا حول جثمانه المسجي بجوار القبلة وعطلوا صلاة الجنازة عليه لدقائق لالتقاط صور لنعشه وكادوا يحدثون مشكلة لولا صيحات امام المسجد المتكررة التي حسمتها بالدخول في الصلاة وعندما تحرك الجثمان خارج المسجد راحوا يسجلون مع المشيعين مثلما سجلوا معهم لدي وصولهم. 

ومن كل الفئات العمرية حرص الفنانون علي توديع نور الشريف إلي مثواه الاخير والوقوف بجوار اسرته الفنانة بوسي وابنتيها سارة ومي. . وفي مقدمتهم الفنانون عادل إمام ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز وعزت العلايلي ويحيي الفخراني وفاروق الفيشاوي وجلال الشرقاوي وأحمد ماهر واشرف عبدالغفور وسمير صبري ومنير مكرم وطارق دسوقي وأحمد الكحلاوي ومن الفنانات يسرا والهام شاهين وليلي علوي ونبيلة عبيد وماجدة زكي ودلال عبدالعزيز وسهير رمزي ووفاء عامر ورجاء الجداوي ولبلبة وسمية الألفي ورانيا فريد شوقي وفردوس عبدالحميد وفيفي عبده ودينا وايمي سمير غانم وآيتن عامر ومن نجوم الفن الشباب أحمد السقا ومجدي كامل ومحمد رياض واحمد زاهر وهاني سلامة وادوارد ومحمد سعد وأحمد رزق واحمد صفوت وخالد النبوي ومحسن منصور وحسن الرداد ومحمد رمضان وأحمد عبدالوارث. وكذلك حضر الفنانون هاني مهني واشرف زكي نقيب الممثلين وسامح الصريطي ومسعد فودة نقيب السينمائيين ومحمد أبوداود وحضر من قيادات وزارة الثقافة د. ايناس عبدالدايم رئيس الأوبرا ومحمد ابوسعده رئيس صندوق التنمية الثقافية والأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي والأب بطرس دانيال واحمد صقر رئيس قطاع الانتاج والاعلاميون طارق علام وعبير زهران وبوسي شلبي وامام عمر ومصطفي بكري كما حضر حسام بدراوي اخر قيادات الحزب الوطني المنحل وعبدالحكيم عبدالناصر نجل الزعيم الخالد ومن المخرجين حضر محمد عبدالعزيز ومحمد فاضل ومحمد النجار وشريف عرفة وعبير عرفة وعادل اديب ورامي امام وعمرو عابدين. 

####

وداعًا.. نور الشريف

توقف قلبه.. لكن تظل إبداعاته نابضة بالحياة

رفيق أمين

واري جثمان الفنان الراحل نور الشريف الثري بمقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر علي طريق الواحات. 

كانت جنازة الفنان الراحل قد شيعت عقب أداء صلاة الجنازة أمس في مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر بعدما وافته المنية أمس الأول بعد صراع طويل مع المرض. 

شارك في تشييع الجثمان عدد كبير من الفنانين منهم سامح الصريطي ومحمود عبدالعزيز ويحيي الفخراني وفاروق الفيشاوي ومحمود ياسين ويسرا والهام شاهين وحسن الرداد وشهيرة وأحمد رجب وأشرف عبدالغفور ومظهر أبوالنجا ووائل نور ووفاء عامر وشادي الفخراني وأحمد السقا ورجاء الجداوي وأحمد رزق. كما حضر ايضا تشييع الجثمان فردوس عبدالحميد وهاني مهني والكاتب الصحفي مصطفي بكري ومها أحمد وأشرف زكي وجلال الشرقاوي وبشير الديك ورجاء حسين وعزت العلايلي. 

ويقام عزاء الفنان الراحل غدًا الجمعة بمسجد عمر مكرم. 

مات محمد جابر محمد عبد الله الشهير ب "نور الشريف" عن عمر يناهز 69 عامًا بعد صراع مع المرض لفترة طويلة.. وصراع أطول مع الشائعات.. وكأنه قرر أن يقطع الطريق علي المرض. ويضع بيديه حدًا للشائعات التي طاردته منذ أن عرفه الناس.. بعد أن ملأ دنيانا بفنه. . عرفناه ممثلا في السينما والمسرح والتليفزيون.. وعرفناه مخرجًا ومنتجًا.. أطل علينا بأدواره الاجتماعية القريبة من قلوبنا في "لن أعيش في جلباب أبي" و"عائلة الحاج متولي".. وتابعناه في أدبيات نجيب محفوظ و"ابن رشد" يوسف شاهين.. و"عمر عبدالعزيز" و"هارون الرشيد".. وشاركنا في ارائه في الثقافة والسياسة.. عن حقبة الرئيس جمال عبدالناصر.. وانفتاح الرئيس السادات.. وفترة حكم مبارك.. وثورة يناير.. ورأيه في المخطط الأمريكي.. شاركنا في حياته وحبه وعشقه.. وشاركنا في مرضه.. ليغيب الجسد وتبقي روحه.. روح آخر الرجال المحترمين. 

المتابع والمدقق للمشوار الفني الحافل للراحل نور الشريف سرعان ما سيلحظ انه لم يكن مجرد ممثلا سعي للشهرة أو النجاح. أو حتي اقتناص الأدوار.. بل سيري أن السمة الغالبة علي مشواره الفني هي الرسالة التي كان يسعي لتوصيلها. 

بدأت أولي أعماله السينمائية في فيلم "قصر الشوق" مع المخرج حسن الامام عام 1966 والذي تعرض فيه نور لهجوم لاذع من النقاد وقتها وقول البعض ان اسوأ ما في الفيلم هو الوجه الجديد نور الشريف.. إلا أنها كانت الانطلاقة لأحد أهم أعمدة الفن في مصر والعالم العربي.. لتتوالي الأعمال بعدها وتمثل محطات هامة في حياته الفنية سواء علي المستوي السينمائي مثل "حبيبي دائما. كتيبة الاعدام. المصير. الكرنك. سواق الاتوبيس. ليلة ساخنة. دائرة الانتقام. ناجي العلي. الحفيد. أهل القمة. آخر الرجال المحترمين. دم الغزال. غريب في بيتي. ليلة البيبي دول. مسجون ترانزيت" وغيرها.. 

إلا أن أهم محطاته كانت هي التي جسد فيها روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ. الذي يعد نور من أكثر الممثلين عملا في افلام من كتاباته.. بل وحرصه الدائم علي المشاركة في أعمال الأديب الراحل. الذي قال عنه من قبل أن أحدا لم يستطع الغوص فيما كتبه.. ليشارك في تسعة افلام دفعة واحدة من أدبه كانت بداياتها "قصر الشوق" لتتوالي الأعمال مثل "السكرية" و"السراب" و"الكرنك" و"المطارد" الفيلم المأخوذ عن ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ.. وفيلم "الشيطان يعظ" و"أصدقاء الشيطان" و"السيرة العاشورية" والذي كان آخر ما قدمه لنجيب محفوظ. إلي جانب محطات هامة مع المخرج العالمي يوسف شاهين في أفلام "حدوتة مصرية" و"المصير". 

وإلي جانب السينما كانت له محطات لم تقل أهمية في الشاشة الصغيرة مثل مسلسلات: "لن أعيش في جلباب أبي" و"رجل الأقدار" و"عمرو بن العاص" و"الحرافيش" و"هارون الرشيد" و"عمر بن عبدالعزيز" و"الرجل الآخر" و"عائلة الحاج متولي" و"العطار والسبع بنات" و"حضرة المتهم أبي" و"الدالي" و"متخافوش" و"الرحايا" وغيرها. . قدم "الشريف" خلال مشواره الفني العديد من الأعمال المسرحية التي حفرت له اسما لامعا في هذا المجال. حيث بدأ بدور صغير بمسرحية "الشوارع الخلفية" عام 1965. وانتهي بمسرحية "الأميرة والصعلوك" عام 2005. والتي كانت من اخراجه. 

خلال تلك الفترة شارك "الشريف" في 14 عملا مسرحيا. منها: "روميو وجوليت ملك راج العيال الطيبين الفارس والأسيرة سهرة مع الضحك لن تسقط القدس يا مسافر وحدك ياغولا عينك حمرا". . وقد حصل علي جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة" وجائزة مهرجان نيودلهي عن فيلم "سواق الاتوبيس" كما حصل علي 4 جوائز عن فيلم "يارب توبة" وجائزتين عن فيلم "الشيطان يعظ" وثلاث جوائز عن فيلم "قطة علي نار" من جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم وغيرها الكثير. . كانت اسوأ فترات حياته انها كانت بعد عرض فيلم "ناجي العلي" والاتهامات التي طالته ووصفت الفيلم بأنه تمويل منظمة التحرير الفلسطينية.. وصدور قرار بمنع عرض افلامه في الخليج مع عدد من الفنانين الذين ضمهم اليه حتي لا يكون بمفرده. أما عن حياته بعيدًا عن الكاميرات.. فقد أعرب نور الشريف في أكثر من مناسبة عن رفضه الترشح لعضوية مجلس الشعب رغم محاولات عدد من القوي السياسية اقناعه بالفكرة.. كما أكد أنه لا ينتمي إلي أي حزب سياسي لأن الانتماء لحزب سياسي يفرض قيودا علي الفنان من التعبير عن رأيه بصراحة. وانه مواطن مصري يشارك مع الجميع في حمل هموم الوطن. 

إلا أن نور كان معروفًا عنه اتجاهه الناصري.. كما كان "زملكاوي" عتيدًا بحكم أنه بدأ حياته كلاعب كرة في النادي الأبيض. 

قبل وفاته أعلن نور عن طبيعة مرضه بأنه كان يعاني من مشكلة عدم وصول الدم لعضلات القدم ادت إلي اجراء عملية جراحية. واكتشاف وجود مياه علي الرئة استدعت التدخل الجراحي. وغضبه من الشائعات حول المبالغة في مرضه. 

الجمهورية المصرية في

13.08.2015

 
 

وداعًا فيلسوف السينما.. «آخر الرجال المحترمين»

حالة من الحزن سيطرت على صناع الفن ومتابعيه بإعلان خبر رحيل فيلسوف السينما المصرية وعقلها، فبالرغم من أعماله الكثيرة والتى أثرت بشكل كبير فى أجيال وأثارت الجدل ودقت ناقوس الخطر وحركت كثيرًا من المياه الراكدة إلا أن محبيه لم يكتفوا من عطائه وموهبته الواعية، نور الشريف لم يكن ممثل موهوب فحسب بل كان عقلاً مفكرًا واعيًا ومثقفًا، وعشقه لوطنه كان محركًا أساسيًا لاختيار القضايا المهمة والمسكوت عنها وسواق الأتوبيس، والكرنك، والمصير، وعصفور الشرق، وآخر الرجال المحترمين، والزمار  وغيرها من الأعمال التى ناقش فيها قضايا سياسية واجتماعية بفكر ناضج وجرئ، ابن السيدة الذى تخلى عن حلمه كلاعب كرة قدم كان يبحث دائمًا عن الطريق الذى يؤثر فى محيطه فكان يتمنى زوال العشوائيات والقضاء على البطالة وحلمه الأكبر كان تعمير الصحراء فى هذه السطور ملامح بسيطة عن نجم رجل يجسده وبقيت أعماله محفورة فى ذاكرة محبيه.

صدامات ومحطات

تحدث العديد من النقاد عن المحطات الفنية التى قابلها نور الشريف خلال مشواره الفنى وصداماته الرقابية بسبب جرأة أعماله وتناوله قضايا شائكة حيث قالت الناقدة ماجدة خير الله أنه قدم العديد من الأعمال المثيرة للجدل وقدم لوطنه قضايا الإنسان المصرى والمواطن بدرجاته الثقافية المختلفة وألم بمعظم الأنماط الحياتية.

ولعل أبرز محطاته الفنية فيلم «السراب» فى بدايته وتلاه الثلاثية «قصر الشوق»، و«السكرية» وجاءت بعدها خطوة «سواق الأتوبيس» التى جاءت صادمة وواجهت أزمات رقابية ولكنه جاء مبشرًا جدًا واعتبرها الكثيرون قفزة فنية فى تاريخه.

ثم قدم بعده فيلم «ناجى العلى» الذى اعتبر الكثيرون أنه لا يستطيع أحد تقديمه غير نور الشريف، وكان من أبرز أعماله مع عاطف الطيب وكونا بعدها دويتو رائعًا، وبعدها قدم «قلب الليل» ثم جاءت مرحلة أفلامه مع يوسف شاهين التى كانت طفرة سينمائية أخرى وقدمت علامات خلالها فى فيلمى «حدوتة مصرية» و«المصير».

وفى مرحلة الأفلام التجارية كسر الدنيا فى جرأة فيلم «قطة على نار» مع بوسى والمأخوذ عن رواية «قطة على صفيح ساخن»، ويعد «دم الغزال» من أبرز محطاته أيضا.

أما على المستوى الشخصى فلم يشغل نور الشريف باله يومًا بفكرة تأمين مستقبله بمشروع بعيد عن الفن وفى عز رونقه الفنى أنتج للسينما ووضع ماله فيما يحب وقدم جيلاً من المخرجين تعاون معهم لأول مرة مثل سمير سيف فى «دائرة الانتقام» وكذلك محمد خان وعاطف الطيب.

وفى ركن ثقافته فقالت خير الله إنها تفاجأت عندما شاهدت مكتبته فى رمسيس حيث إن مكتبته لها طابع خاص لأنها تعانى من كثرة الكتب التى تكاد تتساقط منها إلى جانب أن الكتب مليئة بالخطوط والعلامات كالطالب المجتهد الذى يراجع المنهج أكثر من ألف مرة.

أما الناقد طارق الشناوى فقال إن مسلسل «القاهرة والناس» كان عملاً اجتماعيًا نقل للمشاهد إلى أعمال تليفزيون الواقع حينما رصد الحالة المصرية إلى جانب مسلسل «السكرية» الذى قدم خلاله شخصية «كمال عبدالجواد» والتى ظهر خلالها بملامح وشخصية نجيب محفوظ نفسه.

وأسرد نور الشريف كان بينشن صح على المخرجين حينما اختار حسين كمال فى فيلم «حبيبى دائمًا» وداود عبد السيد فى فيلم «الصعاليك» ومحمد النجار فى «زمن حاتم زهران» و«زوجتى والكلب» لسعيد مرزوق كان أول أعماله السينمائية وكلاهما أعمال صدامية وواجهت الرقابة وقتها لأنه كان لا يقبل أى فيلم والسلام وكان لديه رؤية وهدف وراء كل عمل اعتبره علامة فى تاريخ السينما المصرية.

10 سيناريوهات فى درج مكتبه ورحل قبل أن يرى «الحسين» و«أولاد منصور التهامى» كان فى انتظاره

رغم محنته الصحية فى أيامه الأخيرة وآلام المرض إلا أن الراحل نور الشريف كان يرى راحته فى البحث عن فكرة جديدة وعمل يهم الناس ويناقش قضية ويعتبر رمضان 2015 من الأعوام القليلة وربما تكون الوحيدة التى يمر الموسم دون أن يكون لنور الشرف عمل فى الماراثون الرمضانى حيث كان من المفترض أن يشارك بمسلسل «أولاد منصور التهامى» الذى كتبه صديقه السيناريست مصطفى محرم وحاول أن يتحامل على نفسه ويبدأ تصوير المسلسل فى وقت مبكر ليعرض فى الموسم الماضى لكن براثن المرض أظهرت مخالبها وسافر للعلاج فى الولايات المتحدة الأمريكية فى العام الماضى وبعد عودته وقضاء فترة النقاهة حاول أن يعقد جلسات تحضيرية مع المخرج سميح النقاش والمنتج محمد فوزى ويرشحوا أبطاله لكن وقفت حالته الصحية دون اتمام المشروع فى هذا الوقت وحتى وقت قصير كان هناك كلام بين المنتج ونور الشريف لكى يقومان بتنفيذ المشروع وخروجه للنور فى المواسم الدرامية الجديدة البعيدة عن الموسم الرمضانى.

ولم يكن مسلسل «أولاد منصور التهامى» هو العمل الوحيد الذى يحضر له نور الشريف ولكن كان هناك مسلسل فلسطينى بعنوان «جنة ونار» للمخرج طارق يخلف وتدور أحداثه حول «نجيب» المناضل الفلسطينى الذى يضطر لدخول بلاده متسللا ويساعد الفدائيين الفلسطينيين فى إدخال السلاح عبر الحدود ويصاب فجأة بمرض شديد وتتعرض الأحداث أيضًا لفتاة شابة تدعى أسماء تبحث عن أسرتها وعائلتها وكان من المفترض أن يظهر نور الشريف فى دور محورى فى المسلسل المكون من 30 حلقة وهو مأخوذ عن رواية «جنة ونار» للأديب الفلسطينى ووزير الثقافة الفلسطينى الأسبق يحيى يخلف وكتب السيناريو والحوار للمسلسل المؤلف حسنى يوسف ورشح للوقوف أمام نور الشريف المطرب الفلسطينى محمد عساف.

وكان هذا العمل سيعتبر العمل الفلسطينى الثانى فى تاريخ نور الشريف حيث سبق وقدم فيلمه المثير للجدل «ناجى العلى» والذى جسد من خلاله شخصية رسام الكاريكاتير ناجى العلى الذى تم اغتياله عام 1987 ومنع من العرض فى التليفزيون المصرى لسنوات وعلى الجانب السينمائى ظل نور الشريف لديه ما يقرب من 10 سيناريوهات لأفلام سينمائية كان يتمنى أن ينتجها من خلال شركته بعد فترة توقف منذ أن قدم فيلم «العاشقان» الذى قام ببطولته مع زوجته الفنانة بوسى وكان لديه أمل أن تتحسن صحته ويقدمها وتظل مسرحية «الحسين سائرًا» هو أحد أهم الأعمال التى كان يتمنى نور الشريف تقديمها حيث دخل فى محاولات مع الأزهر لإجازته لكن تم رفضه وظل محل جدل حتى الآن.

شخصيات فى آخر محطاته

حسنى صالح:

نور الشريف كان مغامرا ووقف وسط نيران «خلف الله»

قال المخرج حسنى صالح إن الفنان نور الشريف أطيب قلب قابله فى حياته كان عنده مشاعر أكثر من رائعة بخلاف انه كان يحب كل الناس حيث انه لم يكن له أعداء لأنه يفترض الخير دائما ودائماً ما كان يساعد الفنانين الصغار حيث أنه كان صاحب الفضل على كثيرين من نجوم السينما والتليفزيون حالياً بالإضافة إلى أنه سبب أن أكون مخرجًا حيث أصر على استكمالى مسلسل كان يخرجه أحد المخرجين الأجانب عن عمرو بن العاص فهو إنسان نقى ويمد يده للجميع فأتذكر له أحد المشاهد الذى كان فيه بكاء وظل يبكى حتى بعد انتهاء المشهد بفترة طويلة جداً فهو عاش حياته وفنه بقلبه وحقيقى فهو فقيد لمصر وللوطن العربى، وأكد صالح أن الفنان نور الشريف كان مختلف عن أى فنان آخر فكان مثقفًا وملتزمًا بمواعيده كعقارب الساعة ولديه إحساس بجميع العاملين معه، وذكر صالح ان فى آخر أعماله مع الفنان نور الشريف فى مسلسل «خلف الله» كان هناك احد المشاهد على درجة كبيرة من الصعوبة «فكان المشهد عبارة عن  حريق كبير لأرض مزروعة بالقصب وكان يتطلب من نور الشريف الوقوف وسط الحريق وعندما طلب صالح منه بتعديل السيناريو أو استخدام دوبلير رفض نور وأصر على تأديته المشهد بنفسه فأخذ صالح الكاميرا ودخل الاثنان معاً فى وسط النار» وكان فى ذلك الوقت بدايات مرض نور الشريف ويؤكد صالح أن نور الشريف كان دائماً يلمح فى عيونه عدم رضائه عن مشهد معين فيطلب منه اعادته حتى يخرج بالشكل المطلوب، وأكد صالح أن لم يرى فنانًا مثل نور الشريف فى تحديه لأى مشهد صعب وكشف صالح أن نور الشريف هو الذى أدخله عالم الإخراج بيده وأعطاه المسئولية الكاملة فتنبأ له بمستقبل مزدهر وهو ما أعطى صالح الثقة فى جميع فى عمله.

عبدالرحيم كمال:

فقدنا عمود الفن الصلب

قال المؤلف والسيناريست عبدالرحيم كمال إن فقدان الفنان نور الشريف أمر صعب على كل محبيه وأبنائه من داخل الوسط الفنى أو من خارجه وأشار كمال إلى أن الفنان نور الشريف هو صاحب الفضل عليه فى تقديم أعمال سينمائية ودرامية حيث أصر على إقناعه وأنه سينجح فى ذلك وأكد كمال أنه بعد تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية أكتفى فقط بتأليف الكتب والروايات إلى أن تقابل مع الشريف الذى أدخله إلى عالم الفن وقدم من بعدها كمال العديد من الأعمال السينمائية والدرامية إلى كتب مسلسل «الرحايا» للفنان نور الشريف الذى عرض فى رمضان 2009 وحقق نجاحًا كبيرًا فى ذلك الوقت وأضاف كمال أن نور الشريف كان انسانًا وفنانًا بعقله وقلبه وعشقه لمهنته وتقدير له هو سبب نجاحه وحب الناس له وبالتالى فإن وفاته فقدان لعمود من أهم أعمدة الفن فى مصر.

أمير رمسيس:

لم أتوقع وفاته من كثرة نشاطه وأحاديثه عن أعماله المقبلة

أكد المخرج امير رمسيس أنه كان يشعر بمرض الفنان نور الشريف أثناء تصوير آخر أفلامه «بتوقيت القاهرة» واشار رمسيس إلى ان  نور الشريف كان دائماً يحفظهم ويحمسهم للتصوير وبذل أقصى ما لديهم وأثناء تصوير مشاهده كان يتحدى مرضه وتعبه ويطلب من رمسيس أن لو هناك مشاهد لابد من إعادتها فلديه المقدرة لذلك لو حتى الف مره وبذلك فلم يتخيل رمسيس إلى من النشاط والحماس التى كان يظهر عليه بأن ذلك آخر أعماله وكان دائماً ما يحدثهم عن أعماله القادمة، وأشار رمسيس أن نور الشريف ممثل محترف بدرجه تصل إلى الخجل من خلال احترامه لمواعيده ولكل شخص من العاملين وتركيزه فى عمله ونصائحه للجميع بالإضافة إلى كونه على درجة كبيرة من الفهم والوعى للفن وكان يتسمك بقيود الدور ومذاكرته جيداً حتى يظهر للمشاهد بشكل مقنع ومرض له، ولم أنسى أول بروفة للشخصية التى سيقدمه فى الفيلم حتى أنه قرأ كل الورق وترك ملاحظاته على السيناريو بخط يديه، وعن أصعب مشهد فى الفيلم أكد رمسيس أن دور الفنان نور الشريف بالعمل كان يحتاج للممثل كبير وخبرة لأن كل مشاهده بالفيلم به كم كبير من المشاعر والأحاسيس المختلفة وأصعب مشهد قدمه كان مع ميرفت امين فى اخر الفيلم عند لقائه بها.

أهم الأعمال

مسرح:

- القدس يوم آخر

- يا غولة عينك حمرا

- الأميرة والصعلوك

- يا مسافر وحدك: 1998

دراما:

- هارون الرشيد: 1997

- عمر بن عبد العزيز: 1994

- عائلة الحاج متولى: 2001

- عمرو بن العاص: 2003

- حضرة المتهم أبى: 2006

- الدالى: 2007

- عرفة البحر: 2012

- خلف الله: 2013

روز اليوسف اليومية في

13.08.2015

 
 

9 محطات مهمة في حياة الفنان نور الشريف

كتبتإيناس رأفت

حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير "امتياز" وكان الأول على دفعته عام 1967. بدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادى الزمالك ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم بسبب حبه للتمثيل هي حب حياته.. لم تكن زوجته ولا حبيبته فقط.. بل صديقة عمره وأجمل ما في حياته.. رغم البعد وصدمات الحياة إلا أنهما اقتربا كل يوم من بعضهم أكثر فأكثر… أنهما العاشقان "نور الشريف وبوسي".

من أول مرة رأها فيها خطفت قلبه وروحه.. تمنى أن تصبح زوجته وشريكة عمره.. كانت فتاة في الخامسة عشر من عمرها تقف أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، ظل ينظر إليها حتى غادرت المكان.. لكنها لم تغادر وحدها بل اخذت قلبه وعقله معاها…

فبعد إنارة شعلة الحب بينهما، قررا أن يتزوجا.. لكن المعوقات بدأت برفض الأسرة بوسي الزواج لسببين أولهما أنها ما زالت صغيرة وعليها أن تستكمل دراستها الثانوية، والثاني هو رفض زواج ابنتهم من ممثل….

إلا أن مساعي "بوسي" و"نور الشريف" كانت مستميتة لتزيل كل العوائق.. ويعلنا عن حبهم وارتباطهم للعالم أجمع..تم الزواج عام 1972 وتوجا حياتهم الزوجية بزهرتين هم ثمرتا الحب  هما "سارة" و"مي".

وبعد تأسيس منزلهما أسسا معا شركة إنتاج خاصة «إن.بي فيلم»، وهي الأحرف الأولى من اسميهما وقدما من خلال الشركة أفلام مثل «دائرة الانتقام» و"زمن حاتم زهران"، و"العاشقان" الذي شهد آخر تعاون بينهما.

وكأي بيت مصري لا يخلو من المشكلات.. ضربت عاصفة قوية منزل "العاشقان" لتنتهي بانفصال هذا الثنائي عام 2006 فبرغم من البعد ظلا قريبين في جميع المناسبات .

أيام عصيبة قضاها نور الشريف وابنته سارة في قلب العاصمة الفرنسية باريس وبالتحديد في المستشفي الأمريكي..هناك قضي 21 يوما خضعت فيهم سارة لتحاليل مكثفة للكشف عن حقيقة مرضها والمتسبب في تعرضها لآلام شديدة مفاجئة..عاد نو الشريف وابنته سارة من باريس بعد ان نجح الاطباء في تحليل المرض الذي اصاب سارة واسمه "ساركوديوسيز" وهو مرض يصيب المناعة ويؤدي الي انتفاخ الطحال وليس كما اشيع أنه مرض نادر في الطحال او احد الأمراض السرطانية.

تعرض الفنان نور الشريف إلي ازمة صحية كبيرة  أعراضها كانت عدم وصول الدم إلي  رجله اليمنى نصحه  الأطباء باجراء جراحة لتوسعة الشرايين، "وقبل إجراء الجراحة تم اكتشاف وجود مياه في الرئة ونتج عن هذه المياه حدوث إلتهاب في الغشاء البلوري، ولهذا توقف عن التدخين لمدة تزيد  سنتين".

كان يتلقى علاجاً للرئة وازالة الالتهاب الموجود في الغشاء البلوري.

ومع وجود المرض.. قررا ألا يفصلهما شيء سوى الموت، ليجتمع شمل الأسرة من جديد في 2014.

أحتفل الفنان نور الشريف وزوجته الفنانة  بوسي بحفل زفاف ابنتهما سارة على رجل الأعمال المهندس خميس محمد خميس.

توفي الفنان نور الشريف يوم الثلاثاءالموافق 11أغسطس في القاهرة بعد صراه طويل مع المرض عن عمر يناهز 69عاما وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12أغسطس 2015من مسجد الشرطة بالسادس من اكتوبر .

بوابة روز اليوسف في

13.08.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)