كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

هاجسه سينما تليق بالإنسان العربي

نور الشريف.. الإنسان الفنان

عبدالستار ناجي

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

اللقاء الاول مع النجم العربي الراحل نور الشريف كان في عام 1974 بالذات بعد فيلم الاخوة الاعداء في القاهرة، ليمر زمن على اللقاء الثاني، في عام 1982 في مانيلا عاصمة الفلبين، يومها تطورت علاقة الصداقة، حيث جاء لعرض فيلم العار داخل المسابقة الرسمية لمهرجان مانيلا السينمائي الدولي

وتمر الايام واللقاءات تارة في القاهرة واخرى في باريس وثالثة في البندقية ورابعة في كان، ودائما الى جوار اهم الاعمال والمخرجين والنتاجات التي رسخت مسيرته بالبصمات والقيم الفنية العالية المستوى

في كل مرة التقي بها ابا سارة كنت اقترب من روح الانسان وقيمة الفنان، ونور من تلك النوعية من المبدعين الذين يؤكدون على قيم الصداقة، وهو من النوعية النادرة من الفنانين الذين لا يفارقونك حينما تفارقهم، ولا يفارقك حينما تفارقه، فحين تلقاه، حتى لو بعد عشرات السنين يهتف باسمك، ويفتح ذراعيه لاحتضانك، وكأنه يمنحك دفء الصداقة وحميمية العلاقة

وكلما اقتربت من الراحل الكبير اكتشفت طيب معدنه وعظيم ثقافته التي تتنوع وتتعدد وتذهب في اتجاهات تشعرك بعمقه وسخاء معرفته واشتغاله على ذاته وحرفته وانسانيته الجمه

من أين تكون البداية ومن أين تكون النهاية مع قيمة مثل الراحل نور الشريف، هل بالحديث عن اختياراته الفنية أو انتمائه لمصر العظيمة أو عروبته أو دينه الحنيف أو ثقافته المنفتحة على الحضارات والتجارب وقبول الآخر

فى أعمال دائما هنالك نبض انساني مشبع بالثراء، وهناك الرومانسية وايضا الاشتغال على سينما المؤلف والذهاب الى نقاط قصية من الصعوبة بمكان بلوغها اليوم لاي من نجوم اليوم، فنان من نمط اخر ومن نوعية تذهلك بخياراتها، وقبل كل هذا وذاك بالقيم والمضامين التي تذهب اليها، وهي تعبر عن قضايا الانسان والمجتمع

كيف يمكن اختصار الراحل نور الشريف،، انه الممثل القدير الذي له تاريخ طويل في السينما المصرية والإنتاج التلفزيوني المصري الحديث، كما له عدة مساهمات في المسرح أيضاً، ولد لأسرة من الطبقة العاملة في مركز مغاغة قرية طنبدي بمحافظة المنيا، تزوج من الممثلة بوسي واستمر زواجهما لمدة طويلة حتى تم الفراق العام 2006، قبل أن يعودا لبعضهما مرة أخرى ولهما ابنتان سارة ومي،

واسمه الحقيقي الكامل محمد جابر محمد عبد الله حاصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز وكان الأول على دفعته عام 1967

بدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم بسبب حبه للتمثيل الذي اتجه إليه عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه دوراً صغيراً في مسرحية الشوارع الخلفية ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية روميو وجولييت، وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم قصر الشوق ويحصل عن دوره على شهادة تقدير فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.

قام نور الشريف بعدها بعدة أدوار في السينما المصرية رشحته ليصبح أحد نجومها المميزين، من أفلامه الحديثة، فيلم اختفاء جعفر المصري العام 1999، ثم العاشقان الذي قام فيه بالتمثيل والإخراج، ثم فيلم عمارة يعقوبيان، كما تألق أيضا في التليفزيون المصري من خلال مسلسلاته الأشهر لن أعيش في جلباب أبي، والرجل الآخر وعائلة الحاج متولي، وعدة مسلسلات تاريخية أهمها هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز، ونذهب لاعماله ومن ابرزها افلامه: المصير و كتيبة الإعدام و الكرنك و عمارة يعقوبيان و سواق الأتوبيس و ليلة ساخنة ودائرة الانتقام و ناجي العلي و الحفيد و أولى ثانوي و حبيبي دائمًا و حدوتة مصرية و السكرية و قصر الشوق و العار و زمن حاتم زهران و أهل القمة و دم الغزال و دماء على الاسفلت وغريب في بيتي و مدرسة المشاغبين و ليلة البيبي دول و مسجون ترانزيت

كما قدم عددا من الأعمال التلفزيونية المتميزة منها: رجل الأقدار و عمرو بن العاص و الحرافيش و هارون الرشيد و عمر بن عبد العزيز و لن أعيش في جلباب أبي و الرجل الآخر و عائلة الحاج متولي و العطار والسبع بنات و حضرة المتهم أبي و الدالي و متخافوش والرحايا، بالإضافة إلى عدد من الأدوار المسرحية أبرزها: القدس في يوم آخر، ويا غولا عينك حمرا، والأميرة والصعلوك، ويا مسافر وحدك.

ونال الفنان نور الشريف خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم ليلة ساخنة، وجائزة مهرجان نيودلهي عن فيلم سواق الأتوبيس، كما حصل على 4 جوائز عن فيلم يا رب توبة، وجائزتين عن فيلم الشيطان يعظ، وثلاث جوائز عن فيلم قطة على نار من جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم.

الحديث عن نور الشريف سيظل حاضرا نابضا بالكتابات والبحث والتحليل،، بالذات اختياراته،، وتماسه مع الكبار وايضا البصمات والخطاب الذي حملته اعماله ونضاله من اجل سينما عربية تليق بالانسان العربي، 

النهار الكويتية في

13.08.2015

 
 

مشهد الختام فى رحلة نور الشريف: شىء آخر غير الحزن فى وداع "الأستاذ"

بقلمخالد عيسى

كان يحركه الإحساس، وتشده الموهبة إلى عمق الفكرة، كان يدرك أن الفن قادر وبامتياز على محاكاة الواقع ورصده والتعبير عنه، من هنا كان الإبداع عند نور الشريف

تداخلت المفردات، الموهبة مع الإبداع، الثقافة مع الحب، الشغف بالوطن مع الألم لواقع المواطن المصرى والعربى البسيط، لتخلق شخصية متفردة فى حياة كل محبيه وتلامذته ومتابعيه وزملائه وأصدقائه واعتبرهم جميعا شركاءه فى الحياة. من هنا كان عمق الإحساس

فى مشهد الختام حضر الجميع، قانعين بأن الموت هو القادر الوحيد على إعلان لحظة الرحيل التى يؤجلها اللاوعى وكأننا مخلدون، لكنه الواقع. الموت لم يكن الحزن فقط هو ما يميز نظرات الجميع من فنانين وجماهير، لكنه شيء ما أبعد من ذلك، ربما هو ذلك الشعور الخفى الذى ينتاب الابن لفقد أبيه، أو الأخ لرحيل أخيه الأكبر، وربما شعور الأب لموت ابنه، كيف تجتمع قبضة القلب ومعنى الرضا والاستسلام، كيف تلتقى اليد التى تودع مع اليد التى تمسك بتلابيب الكفن لتحتضن صاحبه. لكنها فى النهاية زفرة ألم على وجع البعاد، وحزن لرحيل هذا الفنان الصدوق الودود ابن كل بيت مصرى. هو من قدم بامتياز متفرد أعمالا مؤثرة فى تشكيل وجدان الشعب العربى كله، كان يحترم فنه ويحب جمهوره، فأحبه فنه واحترمه جمهوره.

هو. نور الشريف

مشهد الختام كان بالأمس من أجل إلقاء كلمة الوداع على النجم الراحل نور الشريف

المكان: مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر

الموعد: عقب صلاة ظهر الأربعاء 12- 8- 2015

الحضور: حشد كبير من النجوم والفنانين والجمهور

الموضوع: وداع الأستاذ والفنان والصديق والابن. وداع نور الشريف 

المشهد: الكل يحضر لتوديع "الأستاذ" كما كان يلقب، وكان ملاحظا وصول النعش فى وقت مبكر قبل أداء صلاة الجنازة بساعة ونصف، وتواجد الفنان عادل إمام ربما للمرة الأولى التى نشاهده فيها يحضر جنازة حيث كان يكتفى فى اغلب الوفيات بحضور العزاء، وهو المعروف عنه أن ذلك المشهد الجنائزى لا يقوى عليه ولا تدعمه مشاعره وأحاسيسه، لكنه نور الشريف ورحيل غير مدرك او مستوعب.

الزعيم قطع إجازته وحضر ليزور الراحل بالمستشفى ويلقى نظرة الوداع، وكان أول الحاضرين لصلاة الجنازة، معه محمود ياسين رفيق الدرب لنور، ويحيى الفخرانى وعزت العلايلى وجلال الشرقاوى ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى ومحمد فاضل وهانى مهني. وكانت نظراتهم لا تعبر عن وداع إنما وعد بلقاء. وكأن نور يستأذن فى الانصراف.

تظهر بوسى شريكة العمر الصديقة والحبيبة والزوجة والأخت والى جوارها سارة ومى نور الشريف ومعهم يسرا وإلهام شاهين وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز وإيمى سمير غانم وفيفى عبده ورجاء الجداوي. والكثيرات.

ومن جيل الشباب حضر أحمد السقا وخالد النبوى وأحمد صلاح السعدنى وأحمد زاهر ومحمد رمضان ومجدى كامل وحسن الرداد وأحمد رزق وعمرو يوسف، وعدد كبير من الذين اكتظت بهم صلاة الجنازة.

ووضعت أمام الجثمان باقة ورود من أجل نعى النجم الراحل، شهدت صلاة الظهر مساندة الزعيم عادل إمام لزميله محمود ياسين، حيث كان الأخير لا يستطيع الوقوف من السجود، فما كان من عادل إمام المتواجد إلى جواره سوى إمساك يده ومساعدته على النهوض.

وخرج الجثمان يحمله المئات عقب أداء الصلاة، وظلوا يرددون "لا إله إلا الله"، حتى وصل إلى السيارة التى نقلته إلى مثواه الأخير فى وجود الجميع.

النهاية: مدافن الأسرة على طريق الواحات.

####

"التشكيليين" تطلق "أوسكار ذهبى" باسم نور الشريف

بقلممحمد عبدالعلى

اكد الفنان وحيد البلقاسى "مؤسس ورئيس جماعة بصمات التشكيليين العرب" أن الدورة المقبلة لملتقى جماعة بصمات التشكيليين التى تقام سبتمبر المقبل، ستشهد إطلاق أوسكار ذهبى باسم الراحل نور الشريف وفاء وتكريما لعطائه ودعمه المستمر فى مجال الفنون التشكيلية، وأضاف: ان الراحل نور الشريف يمتلك بمنزلة مجموعة نادرة من الأعمال الفنية لكبار التشكيليين، وقد كشف ذات يوم عن حلمه بإنشاء متحف باسمه يحتوى على جميع مقتنياته الفنية من لوحات وتماثيل، ويتضمن مكتبة لأفلامه وأعماله الدرامية التى قدمها طول رحلة حياته.
من جانبه أشار الدكتور حمدى أبوالمعاطى "رئيس قطاع الفنون التشكيلية" الى انه قدم خلال مشواره الفنى الطويل إسهامات كبيرة تُخلدها أعمال فنية رفيعة المستوى سواء على شاشة السينما والمسرح أو من خلال ميكرفون الإذاعة، فرحلة عطاء الراحل من طراز فريد. مثقفاً بمعنى الكلمة وبجانب موهبته الاستثنائية فى مجال التمثيل العديد من مجالات الإبداع الأخرى بينها الفن التشكيلي
.

تقول الفنانة التشكيلية "امانى زهران" تعرفت على الراحل نور الشريف منذ عام 99 واكتشفت اننى امام انسان لأبعد درجة من ناحية الالتزام والاحترام، فكان دائم التواصل معى ليغمرنى بنصائحه السديدة فى القضايا السياسية والاجتماعية والفنية، وكان يحلم دائما بعمل دور "الحسين ثائراً" لكن لم يمهله القدر، مشيرة الى انه اقتنى منها العديد من اللوحات التشكيلية خاصة معرض "مدد" عن الفنون الشعبية والتنورة، وكنت ارسم له بورتورية شخصى بمناسبة اعياد ميلاده، ورسمت له بورتوريات لشخصياته بمسلسلات، العطار والسبع بنات، وسعد الدالى، الرحايا، وأيضا بفيلم الاعتقالات بالسجون الإسرائيلية، الذى سرق منه نيجاتيف الفيلم فرسمت له 7 بورتوريهات زيتية، وكان دائما يقول "دول اللى تبقوا لى من الفيلم"، وكان يتمنى ان ارسم له لوحات عن الاساطير، فرسمت له كل شخصيات الدراما التى قام بها، وذات مرة سألته لماذا تقتنى منى كل هذه اللوحات فقال: انا أحب شغلك وراصد مراحلك الفنية وتطورها.

الأهرام المسائي في

13.08.2015

 
 

نور الشريف.. ورحيل "عصفور الشرق"

القاهرة – بوابة الوفد :حنان أبوالضياء

بتوقيت القاهرة التى كان يعشقها... جاءت «نقطة النور» الأبدية فى حياة مبدع ناجي العلي (1992) لينضم الى قائمة الموت (2011) فى اختفاء عن الصورة؛ ولكنه ليس اختفاء جعفر المصري (2002).. ولكن كما يفعل نسور المجد (2005)....

فبعد سنوات من عذاب المرض عاش فيها مسجون ترانزيت (2008).... فى انتظار الهروب إلي القمة (1996)...لينضم الى حائط البطولات (1998) فى سكة سفر (1987) طويلة  دق فيها آلاف المرات أجراس الخطر (1986) بإبداعه فى زمن كان فيها الكلام في الممنوع (1997).... واختلط فيها خط أبيض خط أسود (1995) لم يرقص  فيها كما اعتاد غيره من المبدعين الرقص مع الشيطان (1993)...فى أزمنة سال فيها دم الغزال (2005)... وسقط الكثيرون فى الوحل (1987)؛ وبئر الخيانة (1987)... وفى عصر الذئاب (1986) كان يعرف كلمة السر (1986).... ولان إبداعه لم يكن جذورا في الهواء (1986)؛ فلقد أصر على أن يغرد  دائماً أبداً مثل عصفور الشرق (1986) ولكن له عيون الصقر (1992)؛ هائم فى دنيا الله (1980).. يحكى لنا مع كل عمل حدوتة مصرية (1982) أبطالها من عفريت النهار (1997)؛ الشياطين (1977)؛ الأخوة الأعداء  (1974)؛ لذلك لم يكن غريبا أن يكون مصيرهم دماء علي الأسفلت (1992)؛ ولكن كثيرا ما ظهر على شاشة معشوقتة الابدية للسينما مرددا بإبداعه أنا لست شيطانا ولا ملاكا (1980).. مؤكداً أن عالمنا به الطيب والشرس والجميلة (1994), وكروانة (1993) وأقوى الرجال (1993)... وسواق الأتوبيس (1982).. وأهل القمة (1981) وفتاة تبحث عن الحب (1977) وشهيرة (1975) وصابرين (1975) وبائعة الحب (1975) وأبناءالصمت (1974) والحفيد 1974والعيال الطيبين (1972) والأبرياء (1971) وبنات فى الجامعة (1971) ونادية (1969).... انه فنان أعطى لفنه كل هذا الحب (1988).... فى قاموسه الإنسانى  الحب  لا يدخل عنبر الموت (1989) لا يعرف لعبة الانتقام (1992) يصبح له طعم عسل الحب المُر (1985)، وخاصة عندما عندما يبكي الرجال (1984), ويختلف العاشقان (2001) ولان هناك أشياء لا تشترى (1970) والحب وحده لا يكفي (1980) عندما تتكون الحواجز الزجاجية (1974) ويصبح الحلم الوحيد متمركزا فى لا تبكي ياحبيب العمر (1980)؛ فى تلك اللحظة تصبح ابتسامة واحدة لا تكفي (1978)، وينضم حبيبى دائماً الى البعض يذهب للمأذون مرتين (1978)... ولكن لان فى حياته دائماً مكان للحب; (1972) كان هناك لقاء مع الماضي (1975) وعادت الحياة (1976).... وكالمعتاد يجيء القطار (1986) يركبه قاهر الزمن (1987) الذى يعرف  مكان مدينة الصمت (1973) ثم تشرق الشمس (1971) فى حياة آخر الرجال المحترمين «نور الشريف»   انها  شمس الإبداع التى  لا تغرب أبداً.

الوفد المصرية في

13.08.2015

 
 

قدم مجموعة من الأدوار الاستثنائية في مسيرة السينما العربية

نور الشريف.. غياب المتفرد «بتــــوقيت القاهرة»

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

حالة من الحب الكبير تستطيع بسهولة لمسها من ردود أفعال جمهور عريض، جاء ليحتفي بتكريم الراحل الفنان نور الشريف في الدورة الفائتة من مهرجان دبي السينمائي، التي شهدت أيضاً العرض العالمي الأول لآخر أدواره في فيلم «بتوقيت القاهرة»، الذي مثل فيه مع مجموعة من كبار السينما المصرية على رأسهم ميرفت أمين، وسمير صبري، وهو من إخراج أمير رمسيس.

وعلى الرغم من مرضه الشديد حينها، وهيئته التي اختلفت كلياً عن ما هو معروف، إلا أن ابتسامته كانت حاضرة دوماً، وعنفوانه متسق مع خطواته البطيئة، وحديثه كان مهموماً بحالة الوطن العربي.

الشريف، الذي وافته المنية أول من أمس، الذي قدم العديد من الأفلام السينمائية والمسرحيات والمسلسلات، استطاع بشكل خاص أن يقدم المختلف دائماً، وتحدى من خلال معالم وجهه الطفولية، التي باتت سمة، أن يتحايل ويحولها إلى معالم خاصة لكل دور قدمه.

وأخيراً كان حضوره القوي في فيلم «بتوقيت القاهرة» للمخرج أمير رمسيس، في شخصية يحيى الرجل المصاب بالزهايمر، لكن المرض في حالته له علاقة بتمسكه بماضٍ جميل لا يشبه حاضره، وهو الذي يعيش في منزل ابنه الذي يتعمد إهانته كل يوم، ووصل الحدّ به إلى أن يتعدى عليه بالضرب، ما جعل الأب يترك كل شيء في المنزل باستثناء ساعة قديمة، وصورة لامرأة جميلة يصر يحيى أنه يعرفها، ويجب البحث عنها. يحيى لم ينسَ ابنته، بل نسي اسم ابنه العاق المتشدد دينياً، وغير البار بوالديه. في هذا الدور تستطيع ومع الرجوع إلى الذاكرة القريبة أن تستشعر حضور نور الشريف الإنسان وليس الممثل، كأنه كان ينتظر مثل هذا الدور ليقدم نفسه بعقله الباطني، وماذا كان يفكر بطريقته التي يحب وهي أمام كاميرا السينما.

من الصعب الحديث عن مسيرة نور الشريف دون ذكر علاقته السينمائية مع المخرج عاطف الطيب، الذي قدم معه أدواراً مختلفة ومهمة في مسيرته السينمائية: «ليلة ساخنة»، «سواق الأوتوبيس»، «ناجي العلي»، «دماء على الاسفلت»، «قلب الليل»، هذه الثنائية بينهما التي امتدت لأكثر من خمسة أفلام، أثبتت أن عاطف الطيب استطاع أن يُخرج الكثير من نور الشريف، ففيلم مثل «دماء على الاسفلت» على سبيل المثال لا الحصر، استطاع أن يخرج طاقة كامنة لممثلين عديدين، على رأسهم نور الشريف وحنان شوقي وإيمان الطوخي، وفي الحديث عن الشريف الذي جسد دور الابن الأكبر لعائلة «نور الحسن» وهو يعمل في وظيفة مرموقة خارج البلاد، ولديه اسمه وسمعته التي جعلته يعود إلى مصر بعد اتهام أبيه بتلقي رشوة لإخفاء ملف لقضية فساد كبيرة، الطاقة التمثيلية في الفيلم لم تكن بسبب الحالة الظاهرية التي يراد إيصالها باهتمام ابن ببراءة أبيه بقدر ما هي الاهتمام بشكل هذا الابن ومنصبه، الذي من الممكن أن يتأثر بسبب سمعة الأب التي اقتربت من الهاوية، وتفاصيل الفيلم التي تبدأ بالتكشف رويداً رويداً، خصوصاً مع شكل عائلة متفككة، فيها أخت تعمل في أحد الفنادق، وأخ يكتشف في النهاية أنه لص ليشبع إدمانه، ويكون هو السبب وراء اختفاء الملف، وعمل أخته الحقيقي كفتاة ليل، كل هذه الأمور والتفاصيل التي تحاصر نور الشريف كرجل نفوذ وسمعة مرموقة، باتت هي الأساس في تعقب الأسباب التي أوصلت عائلته إلى هذا الشكل، هذا الفيلم يقوم على حال وصلت إليها مصر والعديد من البلدان العربية في التسعينات، بعد الانفتاح على السوق العالمية، وانتشار العديد من المشكلات الأسرية بسبب انتشار المخدرات وغيرها بين الشباب، باتت ظاهرة أراد من خلالها عاطف الطيب أن يحكيها عبر فيلم، وهو الذي اعتاد دائماً أن يقدم مشكلات وطنه عبر الشاشة الذهبية.

الذي حدث مع نور الشريف في الفيلم أنه تحول إلى محقق بمساعدة ابنة عمه، لهاث، وحيرة، وتساؤلات، وعدم مواجهة الحقيقة في كثير من الأماكن، جعلت أداء الشريف استثنائياً وواقعياً، ويشبه شخصيات حقيقية تعيش بيننا، إذ استطاع أن يؤكد أن التفكك الأسري هو السبب وراء فكرة الضياع، وتحول الأب إلى منصت لأبنائه دون سلطة خاصة مع وجود المال الذي تدره ابنته، فاختفت الرقابة الفعلية واختفت معها قيمة السؤال.

المشهد الأخير من الفيلم، الذي علق في بال كثيرين من محبي السينما ومتابعيها، عندما هربت شقيقته الصغرى من غرفة أحد الدافعين لها بعد أن نهش وجهها، ووقفت أمام سيارة تبتسم للموت، مشهد اكتمل بعد أن سالت الدماء على الاسفلت، وعلى يد شقيقها الأكبر الذي حضنها.

من الأدوار المهمة التي علقت بذاكرة مشاهدين ومتخصصين بالسينما، دور الشريف في شخصية عمر الشاب الأبكم والأصم في فيلم «الصرخة» للمخرج محمد النجار، والذي وقفت أمامه الراحلة معالي زايد في دور الباحثة في علوم الصم والبكم، الشريف في هذه الشخصية أدى دوراً استثنائياً، مزج فيه قدرته على التعبير من خلال حركات وجهه، وابتسامته، وتعبيره عن حبه بيديه ونظرات عيونه، استطاع بالفعل أن يبذل طاقة كبيرة ليوصل قدرة رجل لا يسمع ولا يتكلم على التعبير، في كل مشهد تم ظلمه فيه بداية من إخلاء منزل والده بعد إحالته إلى المعاش، ومحاولته الجاهدة في تعلم الكتابة والقراءة، وتجميعه المال كي يعالج إعاقته، ووقوعه في حب الباحثة في علوم الصم والبكم، واستغلالها له في دراستها لنيل الدكتوراه، من أعماله الشاقة في غسل السيارات والسباكة، التي تدر مالاً كثيراً عليه، تجعل شخصية معزوزة الجارة التي تريد استغلاله أيضاً، تحوم حوله وتتزوجه، لكن عمر يخفي المال عنها لأنه يأمل العلاج الذي وعدته به الباحثة، لكن الحياة تقسو عليه أكثر، فزوجته تتهمه باغتصاب صديقتها، كي تسجنه وتحصل على ماله، فيستعين عمر بتجربته مع الدكتورة الباحثة عندما عرضت نفسها عليه ورفض كدليل على أخلاقه العالية، فتنكر وترفض الدكتورة الاعتراف بهذه الواقعة خوفاً على سمعتها، في مشهد محاكمة تعج الصالة فيه بالمصابين من الصم والبكم الذين فهموا ماذا قال عمر للدكتورة، وغضبهم الذي خرج عبر حركات رافضة لم يفهمها القاضي الذي أمر بإخراجهم من القاعة.

لكن العبقرية في كمية الغضب والشعور بالظلم وكل المشاعر التي قد يعيشها أي إنسان على هذه الأرض، كان يتمثل في المشهد الأخير، عندما قررت مجموعة من الصم والبكم خطف الدكتورة وزوجة عمر وصديقتها في مركز الصم والبكم، ويقررون محاكمتهم بعيداً عن ظلم القضاء لهم، وكان الحكم إفقادهم سمعهم، لأناس استغلوا إعاقتهم أبشع استغلال، لأناس ببساطة لا يقدرون على التعبير عن حقوقهم بالصوت، فتخرج صرخة مدوية تشعرها خرجت من كل خلية في جسد الشريف، تهز المشهد وينتهي مع صورته وفمه مفتوح على مصراعيه.

وليس من الممكن تذكر أدوار الراحل نور الشريف دون ربطها مع المخرج الراحل يوسف شاهين، في دور ابن رشد في فيلم «المصير»، استطاع الشريف من خلال هذه الشخصية التي تدور أحداثها في الأندلس، وكان ابن رشد قاضي قضاة قرطبة، أن يحكي قيمة الفكرة سواء كانت شريرة أو خيرة، في طريقة تناولها من جيل إلى آخر، فالأفكار لا تموت حتى لو تم حرقها، كما حصل مع مكتبة ابن رشد، فالحالة التي أراد شاهين إظهارها بشخصية ابن رشد هي الفرق بين التوجه نحو الاجتهاد بما يتطلبه العصر، وبين التمثل بالسلف التي كانت حاضرة في شخصية الشيخ رياض، الذي أمر أخيرا بحرق مكتبة ابن رشد، فالفكرة لا تموت، بالنسبة لابن رشد، لأن لها أجنحة، ولأن «الأغاني لسة ممكنة»، كما غناها محمد منير في الفيلم.

هذه الفكرة تشبه قصة رحيل نور الشريف، الذي ترك إرثاً من الأدوار والتصريحات الحوارية، التي لن تموت بغياب جسده عن الحياة.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

13.08.2015

 
 

السيلفي والنظارة وموقف عادل إمام المحرج بجنازة نور الشريف

عمر قصقص

تزاحم عدد كبير من نجوم الفن والسياسة على تقديم واجب العزاء بالفنان القدير نور الشريفالذي توفي منذ يومين إثر تدهور حالته الصحية في مستشفى الصفا بالمهندسين، والذي أقيم أمس بمسجد عمر مكرم بالتحرير بالقاهرة.

وكان في مقدم الحضور: عادل إمام، فردوس عبد الحميد، أحمد ماهر، شريف رمزي، أحمد رزق، وفاء عامر، عزت العلايلي، محمود ياسين، محمد رياض ورانيا فريد شوقي وغيرهم الكثير من الوسط الفني والسياسي.

إلّا أن جنازة الراحل نور الشريف لم تمر من دون مواقف محرجة وغريبة، وذلك نتيجة العدد الكبير للحاضرين ووجود عدد ضخم من الصحافيين، ما أدى إلى التدافع والفوضى، حيث أصيب عدد كبير من الفنانين بكدمات. ومن بين من تعرض لمواقف كهذه الفنان عادل إمام الذي ظهر أثناء مراسم الدفن وهو يرتدي نظارة شمسية بعدسة واحدة بعد أن كسرت الثانية خلال التدافع الذي حصل. 

من جهة أخرى، انتشر فيديو على مواقع التواصل يظهر عادم إمام غاضباً من أحد الأشخاص حين طلب منه التقاط صورة سيلفي معه في المسجد فقال له "صورة إيه؟ إنت في جامع، احترم المناسبة يا أخي" ومن ثم طلب منه المغادرة: "يلّا اتفضّل". 

كما أكد عادل إمام في أحد تصريحاته الصحافية خبر تأجيل زفاف ابنه محمد حزنا على رحيل نور الشريف.

####

نور الشريف وخشبة المسرح التي أحبّ

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

على الرغم من عدم تقديم النجم الراحلنور الشريف في السنوات الأخيرة أياً من العروض المسرحية، لكن ذلك لا يمنع أبداً حبّه الكبير لخشبة المسرح.

كانت بداية نور مع المسرح لأول مرة من خلال عرضه المسرحي "الشوارع الخلفية"، الذي قدمه وهو لا يزال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان قد اختاره لهذا العرض، أحد رواد المسرح في العالم العربي، المخرج الكبير، الراحل سعد أردش، الذي كان أستاذاً في المعهد نفسه وذلك بعدما لمح قدرة نور الشريف وموهبته التي تؤهله للوقوف على خشبة المسرح.

كان المسرح هو "قدم السعد"، على نور حيث تأهل من خلاله للعمل في التمثيل بشكل عام وفي السينما التي كان يحلم بها. شاهده الفنان عادل إمام أثناء تقديمه للعرض المسرحي "روميو وجوليت" فلفتت موهبته نظر "الزعيم" وطلب مقابلته وبالفعل بعد تحديد الموعد قابله وكانت المفاجأة التي تنتظر نور هي ترشيح عادل له في دور هام في فيلم "قصر الشوق" مع المخرج حسن الإمام. ومن هنا كانت خشبة المسرح هي البوابة التي دخل من خلالها نور التمثيل من أوسع أبوابه.

عمل الشريف في المسرحين العام (التابع للدولة)، والخاص، لكن كان يقدر خشبة المسرح العام بشكل أكبر كونه يضم كل فئات الجمهور وكل طبقاته. وكان في لقاء له قد أعرب عن غضبه من ارتفاع سعر التذكرة التي لا تتيح للأهل أن يصطحبوا أبناءهم لمشاهدة أي من العروض. وطالب وقتها وزارة الثقافة بالتعاون مع البيت الفني للمسرح أن يتم تخفيض سعر التذكرة حرصاً على تلقي المشاهد عملاً محترماً لائقاً بالفن المسرحي.

قدم الشريف عدداً كبيراً من المسرحيات منها "شمشون ودليلة" و"ست الملك"، و"لعبة السلطان"، وفي التسعينيات قدم عروضاً مسرحية أخرى منها "كنت فين يا علي"، و"كاليغولا"، وفي منتصف التسعينيات قدم مسرحية "محاكمة الكاهن". ومن وقتها انقطع طويلاً عن خشبة المسرح لانشغاله بالسينما والتلفزيون واستمر غيابه قرابة عشرين عاماً، حتى جذبه المسرح حبه الأول من جديد وكانت العودة حميدة وقوية حيث قدم مسرحية "لن تسقط القدس"، وحقق هذا العرض نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً، أهله بقوة أن يستمر في تقديم العروض المسرحية التي تتحدث عن معاناة المواطن سواء اجتماعياً، أو سياسياً؛ وكانت قضايا الوطن العربي حاضرة بقوة في عروضه المسرحية فقدم بعد هذا العرض الناجح مسرحية "يا غولة عينك حمرا" الذي نجح أيضاً، حيث تضمّن إسقاطات سياسية عدة، ثم قدم "يا مسافر وحدك"، مع المخرج هاني مطاوع الذي كان مؤلفاً للعرض أيضاً.

وكان آخر ما قدمه نور للمسرح هو العرض المسرحي "الصعلوك"، الذي احتوى أيضاً على الكثير من السياسة وذلك في العام 2005، لينقطع تماماً نور عن المسرح قرابة عشر سنوات بعدما قدم 14 عرضاً مسرحيأ، وركز طيلة العشر سنوات الماضية على التواجد بكثافة في التلفزيون، فقدم مسلسلاً كل عام في شهر رمضان وفيلماً كل عامين تقريباً، وكان آخر عمل قدمه نور الشريف تلفزيونياً مسلسل "خلف الله"، وعلى النطاق السينمائي قدم "بتوقيت القاهرة" ودخل نور بعد هذه المرحلة في رحلته المرضية التي تفرغ تماماً لها وتم تأجيل كل أعماله حتى يتعافى لكن القدر قال كلمته ورحل نور الشريف.​

العربي الجديد اللندنية في

13.08.2015

 
 

نور الشريف .. خلود الفن

د. أمــل الجمل

ورحل محمد جابر أشهر سواق أتوبيس في مصر والوطن العربي، رحل ظهر الثلاثاء 11 أغسطس 2015 وهو في التاسعة والستين من العمر بعد أن خلّد اسمه للأبد بأعمال تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، بين التمثيل والإنتاج والإخراج.

في السينما قدم علامات في تاريخ السينما المصرية: «زوجتي والكلب»، «مع سبق الإصرار»، «الكرنك»، «دائرة الانتقام»، «قطة على نار»، «ضربة شمس»، «أهل القمة»، «حدوتة مصرية»، «زمن حاتم زهران», «سواق الأتوبيس»، «المصير»، وغيرها .. حتى بلغ رصيده السينمائي حوالى 179 فيلماً.

كانت حياة نور الفنية تسير وفق مسار دقيق. مع ذلك وقع في كثير من الأخطاء. لم يكن يخجل من الاعتراف بأخطائه، فنجح أحياناً في تحويلها إلى نجاحات. وظل فناناً مغامراً يهوى الاكتشاف، فقدم عدداً من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية مثل سمير سيف وعاطف الطيب ومحمد النجار ومحمد خان، ومن الكتاب عبدالرحمن محسن في "زمن حاتم زهران"، مثلما اكتشف عدداً من الوجوه الشابة في التمثيل وساندها.

بدأ نور الشريف مشواره السينمائي بدور في فيلم «قصر الشوق» لحسن الإمام. بعده شارك نور في سبعة أعمال فنية متتالية قبل أن يقوم بالدور الرئيسي في فيلم «السراب» الذي اعترف النقاد من خلاله فقط، بموهبته كممثل، لذلك كان يعتبره بدايته الحقيقية، كما يعتبر دوره في فيلم «مع سبق الإصرار» خطوة مهمة في مشواره السينمائي، خطوة شجعت أبناء جيله على كسر الصورة التقليدية للنجم صاحب الشعر اللامع الذي يرتدي الملابس الجديدة الراقية حتى لو كان يلعب دور «زبال» أو «خادم». جسّد نور في ذلك الفيلم شخصية «مصيلحي» رجل التربية والتعليم الذي اكتشف خيانة زوجته، واكتشف أن ابنته ليست من صُلبه، إنها الدليل الوحيد على عجزه. فبدأ رحلة البحث عن والد الطفلة بين أصدقائه القدامى. في معظم مشاهد الفيلم يظهر «مصيلحي» في هيئة رثة، له ذقن غير حليق، ويُعاني من حالة عصبية واضحة في العينين. قدم «نور» الشخصية بجرأة ربما لم يسبقه إليها إلا يوسف شاهين في فيلم «باب الحديد».

أدرك الشريف منذ بداياته الأولى أن الفنان لا يكفيه أن يكون ممثلاً جيداً، لأنه عندئذ يسهل اصطياده في أفلام تجارية، فيتم استهلاكه واستنفاد طاقاته، ثم يبحثون عن ممثل آخر جديد. قرر نور تفادي هذه الآلية بالدراسة المستمرة، بالعمل الدؤوب، وبالثقافة المتنوعة فأصبح حريصاً على زيادة متابعاته اليومية للأحداث العالمية، على السفر إلى المهرجانات الدولية وعلى متابعة تجارب الآخرين، على الاستمرار في القراءة اليومية من السابعة إلى التاسعة صباحاً. يقرأ بكثافة وتنوع. يقرأ في الدين، في التاريخ، والأدب، والشعر، والمسرح، والفلسفة، وعلم النفس، والطب. في أحيان كثيرة يتحدث عن تفاصيل الجسم البشري كأنه طبيب تشريح. مثلما لم يكتف نور بالتلقي السلبي لما يقرأ، فهو قارئ إيجابي، يضع الخطوط دائماً أسفل الكلمات وحولها. الهوامش عنده زاخرة بالأفكار والتعليقات والملاحظات. عندما يبدأ الإعداد لعمل تاريخي أو اجتماعي يظل يبحث في المراجع، يجمع المعلومات من كل كتاب، وكل مجلة، وكل جريدة.

كان يفعل ذلك لأنه أدرك أيضاً أن كتابة السيناريو في السينما المصرية مسؤولة، بدرجة كبيرة، عن وقوع كثير من الأجيال في فخ الأدوار النمطية، فالممثل مهما كان موهوباً لا بد من أن يصل معها إلى أداء نمطي تكراري. لذلك بدأ يبني لنفسه مخزوناً ثقافياً ومعرفياً وإنسانياً. لم يكتف بأن يختزن في عقله ملامح الشخصيات التي يُقابلها لكنه رسمها بقلمه في كراسات كثيرة أصبح يعود إليها بين الحين والآخر. وجميع أعماله بلا استثناء شارك فيها بأفكاره وباقتراحاته. كان لا يكتفي بالعمل تحت قيادة المخرج ولكنه كان يرى الفيلم عملا جماعيا لابد من تكاتف الفريق بأكمله لإنجاحه. لذلك في جميع أعماله كان يعشق المشاركة في جلسات العمل على السيناريو، على الحبكة والشخصيات، وقد يهتم برسم ملامح دور ممثل آخر مثلما فعل مع شخصية الخليفة المنصور في فيلم "المصير".

كان نور ينتصر للممثل الأكاديمي المحترف. ولا يقبل بفكرة بعض المخرجين، ومنهم «شاهين»، أن الممثل مجرد قطعة إكسسوار، إلا في أضيق الحدود. الممثل في رأيه كائن متكامل غير قابل للتجزئة، لا بد له من أن يقرأ « الديكوباج»  ، أن يفهم في المونتاج وفي الإخراج. لذلك أصبح «نور» حريصاً على الاهتمام بكل تفاصيل العمل الفني، من سيناريو وإخراج، من موسيقى وديكور وإكسسوار وملابس. كان يُؤكد على ضرورة أن يعرف الممثل نوع الموسيقى التصويرية المناسبة للفيلم. هل هي موسيقى تعتمد على اللحن أم على الإيقاع لأن ذلك من وجهة نظره يُؤثر في أداء الممثل مثلما فعل في فيلمه "البحث عن سيد مرزوق". لذلك في أعماله الفنية كثيراً ما يحدد بنفسه طبيعة الموسيقى التي يريدها ونوع الآلات المستخدمة في العزف.

ظل طوال حياته فنان ملتزم، محب للجمال، مؤمن بالقضايا العامة، يقف في صف الفقراء والمطحونين. وعلـــى مدار تاريخــــه الفني تميز نور الشريف بـــروح المغامرة في فنون الأداء، وطرح الأفكار واكتشاف مناطق شائكة، بالجرأة في خوض تجارب جديدة في مجال الإنتــــاج بســـخاء، لم يستسلم لعدم نجاح بعـــضها. قاوم، وخاض التجربة من جديد.

انتقل بين عـــوالم وأبطال نجيب محفوظ، من كمال عبــــدالجواد في «السكرية» و«قصر الشوق»، إلى جعـــفر في «قـــلب الليل»، إلــــى «كامل رؤبة لاظ» فــي «السراب» إلى الفـــلاح في «يا رب توبة»، والمثقف الشاب المهزوم في «الكرنك»، ومــــفتش المباحث في «سونيا والمجنــــون»، والزوج «مصيلحي» المعقد المملوء بالانفعالات النفسية فـــي« مع سبق الإصرار». أفلامه السياسية كثيرة منــها «البحث عن سيد مرزوق»، وشخصية النشــال في «أهل القمة»، والانتهازي في «زمن حاتم زهران»، والمعتقل السياسي الهارب في الرائعة «الزمار». شـــارك نور الشريف بقوة في تيار الـــواقعية الجديدة التي أُرّخ لها في الثمانينات بـ «سواق الأتوبيس». مثلـــما خاض تجارب الأكشن في «دائرة الانتقام» و«ضربة شمس». في الوقت نفسه قدم الرومانسية – «حبيبي دائماً» - والأفــلام الخفيفة والكوميدية كـ «البعض يذهـــب للمأذون مرتين»، والتقى يوسف شاهين في «حدوتة مصرية» و «المصير».

ثقافته النوعية العميقة، وقراءاته الغزيرة في كـــل جوانب الأدب والفكر والفلسفة، ومتابعته لما يحدث في مصر وعلى الساحة العالمية، إلى جانب مخزونه العامر بملاحظاته اليومية للحياة وللبشر ساعدته على الانتقال من شخصية إلى أخرى – على رغم تباين تكويناتها النفسية والاجتماعية - من دون أن تطغى شخصيته الحقيقية على الشخصيات التي يُؤديها.

وعندما كان يُسأل عن هذا التنوع في الأداء والتجارب يُفسرها بأن «صناعة النجم تسير في اتجاه واحد، أن يكون النجم رمزاً لشيء واحد فقط، أما التنوع في الأداء فيؤخر نجاح الفنان إلا إذا كان محظوظاً ونجح في البداية في أكثر من عمل يحقق لك علامة تجارية.. وهنا كان يستعيد الحكي عن تجاربه بقوله: "كان «دائرة الانتقام» أول فيلم مـــن إنتاجي - أخرجه سمير سيف - وكسّر الدنيـــا في الإيرادات، عندما فكرت في التجربة الثانـــية في الإنتاج سألـــوني: أكشن؟ قلت: لا. وخسرت. كان فيلم «قطة على نار» ورابطة صـــــانعي الأحذية شتمونا بسبب جملة تقولها بوسي من حوار هاني مطاوع. على رغم الفشل أنتــــجت بعدها فيلم «حبيبي دائماً»، ثم جــــاءتني نادية شكري بسيناريو «ضربة شمس» وقلت سأنتجــــه والفيلم كسّر الدنيا، وأعدت من خلاله ليلى فوزي بعد غيابها الطويل، لكن لا أنســــى أن المــــوزع عندما شاهد الفيلم كاد يُصاب بأزمة قلـــبية لأنه فيلم شبه صامت والحوار فيه قليــــل جداً، ولن يذاع في الراديو. فعلى الممثل الذكي أن يكون حريصاً واعياً لما يساعده على النجاح في البداية، ثم يُجرب".

الجزيرة الوثائقية في

13.08.2015

 
 

عادل امام .. صاحب صاحبه

عزت البنا

في عام 1966 كان الثنائي عادل امام ونور الشريف في بداية مشوارهما مع الفن ، وكانت هناك صداقة قوية كانت قد بدأت تلوح في الافق بينهما ، وفي احدى الليالي التي كان تعرض فيها مسرحية "الشوارع الخلفية" التي كان يشارك فيها نور الشريف ، كان يجلس بين المشاهدين صديقه "عادل امام" الذي أثنى على أداء نور وأبلغه بعد العرض أن هناك عمل سينمائي بعنوان "قصر الشوق" سوف يشارك فيه وأنه سيقوم بترشيحه هو الاخر ليبدأ نور من خلال هذا العمل مشواره السينمائي

سنوات عديدة مرت على صداقتهما شكلا فيها ثنائي سينمائي في عدة أعمال ، واختار كل منهما طريقاً ومنهجاً فنياً ال أن صداقتهما لم يشوبها أي خلاف ، وظل الود عنواناً لهذه الصداقة التي ظهرت بصورة جلية في القرار الذي اتخذه الزعيم بعد وفاة نور بتأجيل حفل زفاف ابنه محمد الذي كان مقرراً له يوم السبت القادم بقرية هاسيندا بالساحل الشمالي ، وذلك بعد ان قام الزعيم بطبع 1000 دعوة تم توزيعها على الفنانين والاعلاميين والاصدقاء .

وقبل قرار تأجيل حفل الزفاف كان الزعيم قد تلقى خبر وفاة صديقه بحزن شديد ليقطع اجازته السنوية التي يقضيها بالساحل الشمالي ويعود للقاهرة ليواسي أسرة نور ويشارك في الجنازة ويتلقى معهما عزاء صديقه

####

ماجده الرومي ناعيةً نور الشريف:

رحلت عنا تاركًا في قلوبنا غصّة وحسرة

اماني علي

نعت الفنانة ماجدة الرومي، الفنان نور الشريف، الذي تُوفي أول أمس، بكلمات رقيقة من القلب، تعبر عن مدى حزنها على أحد عمالقة الفن والإبداع في مصر والعالم العربي.

وكتبت في رسالة خاصة أرفقتها بصورة جمعتهما ونشرتها عبر صفحاتها الرسمية على مواقع  التواصلالاجتماعي:"نور الشريف... رحل عنا تاركًا في قلوبنا غصّة وحسرة وانكسارًا، وفي ضميرنا صورةٍ جليلة جميلة عن مصرَ الحبيبة، مصر الفن والابداع، مصر الخير والطيبة، مصر التي فَرَّحت قلوبنا بفنّها العظيم على مدى أَعمارٍ من أعمارنا لا بل على مدى قرنٍ كامل من تاريخنا يا ايها الكبير امثالك من الخالدين وإن رحلوا عنا يبقى فنّهم فينا ويبقى اسمهم من تفاصيل أيامنا ونورهم من نور أوطاننا إلى الابد إلى ديار الله يا ايها الخالد إلى حيث لا دمعة ولا وجع ولا كَسْرَة قلب إلى سماء من يحبّك أكثر منا ومن سَيُفرِح قلبك بأفراح جنّته على قدر ما أَسْعَد فنّك الناس على هذه الارض".

البوابة نيوز المصرية في

13.08.2015

 
 

بالفيديو- حسين فهمي يوضح سبب غيابه عن جنازة نور الشريف

كتب: وائل عادل

لم يتمالك الفنان المصري حسين فهمي دموعه بعد معرفته نبأ وفاة الفنان نور الشريف، خاصة مع عدم تمكنه من حضور الجنازة والتواجد بالقرب من صديقه المقرب في هذا الوقت.

وفسر حسين فهمي السبب وراء عدم تمكنه من حضور الجنازة في اتصال هاتفي مع الإعلامي محمود سعد من خلال برنامجه "آخر النهار"، الذي يقدمه على شاشة قناة "النهار".

وقال حسين فهمي عن سبب غيابه: "شيء محزن جدا، لست في مصر بل في الخارج حاليا، وللأسف أتواجد في نفس المدينة التي كنت متواجد بها مع نور وسبق أن صورنا بها، أنا تعبان نفسيا لعدم تواجدي بجانبه لأنه عشرة عمر وإنسان رائع".

وتابع باكيا: "قضينا معا حياة عريضة جدا وسافرنا وعملنا سويا ولا أستطيع وصف حزني".

وعن أخر لقاء بينه وبين نور الشريف، قال فهمي: "آخر مرة قابلت نور الشريف خلالها قال لي: خلاص"، وأضاف حسين فهمي: "كان يشعر بقرب النهاية".

وفسر: "في هذا اللقاء كانت بوسي متواجدة ثم أخذني لنسير بعيدا عن الناس وقال لي: خلاص أنا عارف أنها النهاية".

وعن نور الشريف الفنان قال حسين فهمي: "يكفي أنه سبق وقال عني أنني كنت أفضلهم في فيلم العار، وقال لي: دورك أصعب دور"، وأضاف فهمي: "يقدر زملاءه".

موقع "في الفن" في

13.08.2015

 
 

"المشهد الأخير" لـ "نور الشريف" بعلم مصر

محمد صفاء

شيعت أمس جنازة الفنان الراحل "نور الشريف" من مسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر إلي مقابر العائلة بطريق الواحات وسوف يقام العزاء في دار مناسبات مسجد عمر مكرم بميدان التحرير مساء غد الجمعة

وكان المشهد الأخير لفقيد الفن والذي لن يبرح ذاكرة محبيه انه ودع الدنيا ملفوفا بعلم مصر التي أحبها وجسد هذا الحب فنا راقيا سيظل باقيا من بعده

حضر جنازة الفقيد المئات من مختلف أطياف الفن ممثلون ومخرجون ومنتجون وموسيقيون كبار وشباب يتقدمهم الفنان والمخرج الكبير جلال الشرقاوي العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية والفنانون عادل إمام ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز وعزت العلايلي وفاروق الفيشاوي ويحيي الفخراني وسمير صبري وأحمد بدير وأحمد السقا وأحمد عز وهاني سلامة ومحمد رياض ومحمد رمضان وأحمد رزق وأحمد زاهر وشريف رمزي وأحمد صفوت وحسن الرداد وإدوارد ومنير مكرم وأشرف عبدالغفور نقيب الممثلين السابق ود. أشرف زكي نقيب الممثلين الحالي ومسعد فودة نقيب السينمائيين والمخرج عمر عبدالعزيز الرئيس العام لاتحاد النقابات الفنية الثلاث ود. رضا رجب وكيل نقابة الموسيقين والموسيقي هاني مهني والمخرجون محمد فاضل وشريف عرفة وعادل أديب ومحمد النجار ورامي إمام وعمرو عابدين وخالد يوسف والسيناريست كرم النجار والمهندس عبدالحكيم نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والاعلاميان طارق علام ومحمود سعد والأب بطرس دانيال مدير قاعة النيل بالمركز الكاثوليكي والفنانات يسرا والهام شاهين وليلي علوي وسهير رمزي ورجاء الجداوي وفيفي عبده وسمية الألفي ورانيا فريد شوقي ولقاء سويدان وماجدة زكي ومها أحمد والراقصة دينا

بعد انتهاء مراسم دفن الفقيد نور الشريف قامت القناة الفضائية روتانا بتسجيل لقاءات مع أرملة نور الشريف الفنانة بوسي وابنتيه سارة ومي وعندما قامت باقي القنوات الفضائية بالاحتشاد حول بوسي وابنتيها سارة ومي للتسجيل معهن رفضن مما دفع بالفنان حسن الرداد إلي ابعاد مصوري هذه القنوات الفضائية عن بوسي وابنتيها سارة ومي

حاولت احدي مصورات القنوات الفضائية تصوير نعش الراحل نور الشريف داخل المسجد فقام الفنان أحمد السقا بمنعها مخاطباً إياها بقوله إحترمي حرمة الموتي

ونعي فنانو مصر الفقيد الراحل. مؤكدين أنه برحيل نور الشريف فقد الفن المصري والعربي قامة كبيرة ستظل خالدة في الوجدان بما قدمت من أعمال راقية

* يقول الفنان أحمد بدير

ـ فقدنا فنانا صاحب ثقافة شاملة ورؤية فلسفية للفن والحياة

أشار إلي أن الراحل اختاره للعمل معه في مسرحية "بكالوريوس في حكم الشعوب" في بداية مشواره الفني كما أشركه معه في بطولة مسلسل "عرفة البحر" حيث تعلم منه حب الناس والتواضع عند القوة

* وقال الفنان حسن يوسف

ـ الفنان الراحل نور الشريف غني عن التعريف فهو ممثل قدير أثبت مقدرته علي تجسيد كثير من الاعمال الفنية الصعبة سواء في مجالات السينما أو المسرح أو المسلسلات التليفزيونية والاذاعية ويعد نموذجا لشباب الفنانين

* أضاف الفنان محمود ياسين

ـ شكل نور الشريف بموهبته الإبداعية نموذجا لفنان فريد يصعب تكراره حاليا وكان رحمة الله انسانا طيب القلب قدم المساعدة لكل من احتاج فرصة عمل او نصيحة

* وقالت الفنانة فردوس عبدالحميد

ـ فقد الوسط الفني بوفاة نور الشريف فنانا كبيرا من العيار الثقيل ساهم بأعماله الفنية في اسعاد ملايين المشاهدين سواء من المصريين أو العرب

* يقول المنتج محمد فوزي

ـ نعزي أنفسنا وكل المصريين والعرب في وفاة فنان بحجم نور الشريف الذي أفني حياته في خدمة الفن والتمثيل بأعمال هادفة قام ببطولتها وقدم وجوها جديدة في أعماله الدرامية مثل الفنانين الشباب من الرداد وأحمد صفوت وآيتن عامر

* وتقول الفنانة لقاء سويدان

ـ حزينة للغاية لافتقادي فنانا عظيما مثل النجم نور الشريف الذي قدمني معه في مسرحية "لن تسقط القدس" وتعلمت منه خلال عرض هذه المسرحية لمدة ثلاثة أعوام متتالية الاخلاص في العمل واحترامه

المساء المصرية في

13.08.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)