كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (5):

السينما العربية تنضح بالنشاط.. فجأة!

فلسطيني محتار بين مرّين

وسيناريست يبحث عن نفسه

برلين: محمد رُضا

مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستون

   
 
 
 
 

في الطابق الأول من فندق ماريوت يكمن جزء من السوق الكبيرة التي تصاحب مهرجان برلين السينمائي (المقام حاليا وحتى الخامس عشر من الشهر) منذ عدة سنوات. تحديدا منذ أن أدرك المهرجان حاجته إلى سوق تربط الفن بالتجارة كحال مهرجان «كان» الفرنسي.

في ذلك الطابق مكاتب وأجنحة تحمل أسماء شركات ومؤسسات تمثل دولا. وأحد هذه المكاتب مقام تحت اسم السينما الإندونيسية. لكن إذا مررت هناك يوما بعد يوم، فلن تجد أحدا ذلك لأن الحكومة الإندونيسية استدعت الوفد الذي سافر على حسابها إلى مهرجان برلين فترك كل شيء وعاد.

السبب لا علاقة له بسوء علاقة دبلوماسية نشأت بين الحكومة والمهرجان، وليس لأن هناك فيلما معاديا للسياسة الإندونيسية مثلا، بل لأن الوفد الذي تم انتدابه لا علاقة له مطلقا بالسينما. المدير العام للمركز السينمائي في جاكرتا، وهو المركز التابع لوزارة السياحة، بعث بوفد لا علاقة له بالسينما ليحضر السوق ويتفاعل. مخرج إندونيسي اسمه جوكو أنور زار المركز الذي تم دفع كامل ثمنه وكلفته ليكتشف أن أحدا لا يعرف شيئا مما يدور أو ما عليه القيام به. طبعا «الشوبينغ» كان في صدارة الأولويات، لكن عندما كتب جوكو ذلك بادر وزير السياحة إلى إعفاء المدير العام المسؤول، أرمين فرماناسيا من وظيفته (أو وظيفتها إذا ما كانت أنثى).

* مؤسسات عربية

* الحال أفضل بكثير بالنسبة للسينما العربية هذا العام. لم يكن الحال هكذا دائما، لكنه هذا العام فإن حضور السينما العربية في سوق المهرجان ملموس أكثر من أي وقت مضى، وذلك بفضل مجموعة من السينمائيين العرب الذين قاموا، من خلال شركات ومؤسسات مختلفة، بتأسيس ما سمي «مركز السينما العربية».

أول من أمس كانت هناك حفلة في الفندق ذاته (حيث المكتب التجاري للمركز أيضا) وكان مزدحما بالعرب والأجانب على حد سواء. ما عاد خافيا على السينمائيين العرب كل ما له علاقة بشروط الوجود على الخارطة السينمائية الدولية. لم تعد الأمور مجرد تمنيات وأنصاف خطط لا تكتمل لأنها تحتاج للمقومات وللعناصر المكونة للنجاح. بات من الطبيعي أن تجد منتجين عربا يعملون بنجاح لإيصال الفيلم إلى مختلف الشرايين، وأن تجد الكثيرين من السينمائيين وقد فهم اللعبة الترويجية بكاملها وها هو يمارسها.

طبعا هناك السمك الصغير الذي يلعب في حوض ذي مساحة محدودة، والسمك الأكبر الذي يسبح في محيط أكبر، والمركز بدأ هذه السباحة من سنته الأولى.

يخبرنا عماد كركوتي، رئيس مجلس إدارة شركة «ماد سوليوشن»، أن البادرة هذه السنة ليست منفردة: «بات من الضروري أن نتطلع إلى ما وراء المحاولات الأولى. على السينما العربية التي تمثلها هنا 11 مؤسسة وشركة أن تبدأ التفكير بشروط المواصلة والتي من أهمها الانتقال من نجاح إلى آخر من دون توقف».

الشركات الـ11 تضم «فيلم كلينيك» لرئيسها المنتج وكاتب السيناريو المصري محمد حفظي ومهرجان مالمو للسينما العربية الذي يرأسه ويديره محمد قبلاوي (السويد) ومؤسسة «الشاشة» (لبنان) ومؤسسة باسم «السينما الإماراتية» بالإضافة إلى «ماد سوليوشنز» ومؤسسات أخرى.

أين كانت مثل هذه الخطوات سابقا؟ لماذا تأخرت؟ تتعدد الأجوبة لكنها تلتقي عند حقيقتين وهما أننا نتعلم ببطء، للأسف، وأن السينمائيين العرب قلما اتحدوا سابقا ولو أن التأخر أفضل من عدم الإقدام في أي وقت.

* مهرجانات العرب

* في هذا السياق، تم في الليلة ذاتها، توزيع الجوائز السينمائية لمؤسسة روبرت بوش ستيفونغ التي تمنح سنويا لثلاثة مشاريع عربية واعدة. وكانت القائمة الأخيرة للأفلام المرشحة في مجالات الفيلم الروائي القصير والفيلم التسجيلي وأفلام الإنيميشن بلغت 15 مشروعا هذا العام (من أصل أكثر من 35 مشروعا حسب أحد المصادر) والفائزون بالمنح هذا العام هم «الببغاء» لدارين سلام (روائي قصير) و«آمال» لأمجد الرشيد (تسجيلي) و«نظف غرفة الاستقبال، لدينا ضيوف قادمون» لغسان حلواني (تحريك).

وبعد أن كان المخرج محمد خان استقبل الخبر الذي نشرناه هنا أولا حول قيام «مهرجان مالمو للسينما العربية» بتوزيع الفيلم تجاريا في أنحاء السويد، كشف على أنه في سبيل إصدار كتاب يحمل مقالاته السينمائية، حيث من المعروف أنه يكتب أسبوعيا في إحدى الصحف اليومية المصرية منذ بضع سنوات.

وعلى صعيد أكبر تقوم مؤسسة «الدوحة السينمائية» بالترويج لمهرجانها المقبل في العاصمة القطرية الذي يقام ما بين السادس والحادي عشر من مارس (آذار) المقبل تحت اسم مهرجان «قمرة». وهو يستفيد من زخم إنتاجي قامت به المؤسسة في العام السابق أدى لتوفر عدد لا بأس به من الأعمال الأولى والثانية لمخرجيها مثل «جبل» لجواو سالافيزا من البرتغال و«غادر لوطنك» Go Home لجيهان شعيب (لبنان) و«الملاك المجروح» لأمير بايغازين (كازاخستان). كل واحد من هذه الأفلام وسواها استفادت من دعم مالي أساسي من المؤسسة القطرية أتاح لها التمتع بما يلزمها لتصبح أعمالا منجزة.

ولعله من المناسب القول إن زخم المهرجانات العربية الثلاث، أبجديا: أبوظبي ودبي وقطر، لم يتراجع وإن تعرض لتقنين في بعض الميزانيات وغياب المهرجان القطري في العام الماضي.

الوضع الحالي أصبح واقعا: هناك ثلاثة مهرجانات عربية كبيرة (المذكورة) ومهرجانات أصغر أو هي، باختيارها، تسبح في منوال مختلف.

المهرجانات الثلاثة المذكورة تجد نفسها تسير على خطين: من ناحية تريد تحفيز السينما العربية على التقدم وتساعدها من خلال صناديق دعم وتمويل مباشرين، ومن ناحية ثانية تريد أن تحافظ على حضورها العالمي الذي تحقق.

ليس هناك طرق سهلة لتحقيق أي من الغايتين: إلى جانب أن مستوى الأفلام العربية يعتمد في نهاية المطاف عما هو متاح من أعمال، فإن التنافس على الاستقطاب قائم بين هذه المهرجانات أعلنت ذلك أو لم تعلنه. المشكلة الأخرى هي في كيفية الحفاظ على المكتسبات. مهرجانا دبي وأبوظبي لا يقيمان جناحا لكل منهما أو لكليهما في مهرجان برلين. رئيس مهرجان دبي السينمائي عبد الحميد جمعة يأتي كل عام وينخرط في النشاطات الحالية ممثلا لمهرجانه. علي الجابري، المدير المسؤول عن مهرجان أبوظبي، يأتي ويشاهد الأفلام بغزارة ويختار، مع مدير القسم العربي للمهرجان، انتشال التميمي، بعض الأعمال التي تثير الإعجاب. الجناح أمر مكلف وهما ليسا، حاليا، في وارد التكلفة لكنهما في مهرجان «كان» الفرنسي يشتركان في إقامة جناح مشترك ونشط.

كلاهما أنجز سابقا حضوره الإعلامي في ساحة المهرجانات. استقبلا جيدا وعوملا كمنشط فعلي للمنطقة الخليجية الواعدة عاما بعد عام. لكن هذا الإبهار الأول يخمد والبديل حاليا هو العيش على السمعة المكتسبة والذود عنها. لكن، وكما الحال في 95 في المائة من المهرجانات السينمائية حول العالم (نحو 3000 سنويا)، إلى أن يختار منتج ما أو شركة توزيع معينة مهرجانا عربيا، مفضلا إياه على الاشتراك في أحد المهرجانات الكبرى الثلاث (برلين وكان وفينسيا) فإن الشوط ما زال طويلا.

نقد أفلام برلين 2015

حب، سرقة وتشابكات أخرى

Love, Theft and Other Entanglements

(من 5 ***) -

كما لو أن صانعي هذا الفيلم احتاروا في اختيار عنوان لهذا العمل الأول فقرروا عنوانا يشمل كل شيء، يأتي «حب، سرقة وتشابكات أخرى» (بالعربية يختلف العنوان قليلا) وفيه بعض الحب وبعض السرقة وبعض التشابكات الأخرى. في الواقع، عنصرا الحب والسرقة هما من بين تلك الأشياء المتشابكة التي يريد الفيلم عبرها تصوير زبدة من الحياة الفلسطينية عبر حكاية جديدة ومثيرة للاهتمام.

إنه حول لص أسمه موسى (سامي مطواسي) ما زال على علاقة مع امرأة كانا مرتبطين قبل زواجها ولها منه ابنة صغيرة. في أحد الأيام يسرق سيارة مصطفة أمام منزل ويقودها إلى منطقة معزولة (تقع الأحداث في الأراضي المحتلة خارج القدس)، حيث ينوي بيع قطعها. هو يحلم بالهجرة وعليه أن يدبر المبلغ بأي شكل ممكن. لكن موسى لا يعلم عما تحتويه السيارة. ففي صندوقها الخلفي يقبع مجند إسرائيلي (يقوم به رياض سليمان) خطفته إحدى المنظمات (غير مذكورة بالاسم، لكن ليس من الصعب الاستدلال عليها) لكي تبادله بالأسرى الفلسطينيين المخطوفين لدى العدو. لك أن تتصور أهمية هذا الصيد الذي انتهى إلى يدي موسى، حيث مستقبل مئات الأسرى الفلسطينيين قد يتوقف على استعادة ذلك الجندي. لكن موسى الآن بات مطاردا من قبل الخاطفين، وحتى يبقى طليقا ويحقق حلمه بالهجرة يقرر بيع الجندي المخطوف للمنظمة التي لا تستطيع الآن فعل شيء سوى القبول بالمقايضة: عشرة آلاف دولار مقابل الجندي الإسرائيلي. لكن الخاطفين الفلسطينيين ليسوا وحدهم الذين يريدون استرداد المخطوف. هناك السلطة الإسرائيلية التي تتعقب موسى بدورها واثقة من أنه يعرف أشياء قرر إخفاءها عنها.

موسى يضع المشكلة في إطارها الصحيح عندما يشرح للمجند الإسرائيلي وضعه على النحو التالي: إذا ما سلم المجند للإسرائيليين تم إعدامه من قبل الفلسطينيين، وإذا ما سلمه إلى الفلسطينيين عليه أن ينتظر نهاية وخيمة مشابهة من قبل الإسرائيليين.

يعالج المخرج مؤيد عليان فيلمه على نحو كوميدي قائم على وضع مأسوي فردي، لكنه مفهوم اجتماعيا. يسير على الحافة بحذر. يريد أن يتواصل والجمهور العالمي ويعرف أن عليه ألا يكون حادا في نقده، لكن عليه في الوقت ذاته أن يكون واضحا وانتقاديا في عدد من المسائل. وهو ينجح في ذلك على نحو جيد. صوره بالأبيض والأسود وضمنه مفارقات جديدة في فيلم فلسطيني ولم يبتعد عن ناصية السرد الممكن فهمه وقبوله من فئات متعددة واشتغل عليه بحيوية واضحة، لكنه اعتمد على سيناريو يؤصل للحدث ثم لا يعود لديه الكثير من المفارقات فيضطر للدوران حوله. الروابط بين المشاهد ليست دائما صحيحة إلا إذا اعتبرنا أن رغبة المخرج في تقديم سينما طليعية كتلك التي سبقه إليها مخرجون فرنسيون في الستينات، هي الدافع. العلاقة القائمة بين موسى والمرأة المتزوجة تشكل دعما للقصة بكل تأكيد، لكن هناك استعجالا في تنفيذ دخول وخروج المواضيع الجانبية ضمن الهيكل الأكبر للفيلم.

فارس الكؤوس

Knight of Cups

- (**** من 5)

كلا. لن ينجز هذا الفيلم الدب الذهبي. ليس إذا ما انتشر ذلك الاستقبال السلبي الذي شهده الفيلم وسط الكثير من النقاد الغربيين، بين أعضاء لجنة التحكيم. لكن فيلم ترنس مالك يستحق أن يشهد التفاوت في الآراء، حتى وإن كان معظم ما سمعناه منها أو قرأناه، سلبيا. في الواقع ترنس مالك في «فارس الكؤوس» لا يحفل بنا وبآرائنا اليوم كما لم يحفل بها بتاتا من قبل. في النهاية يحقق الفيلم الذي يريد بالطريقة التي يريد. مشكلة بعض النقاد الرافضين هي أنهم، ببساطة، لم يجدوا المنفذ الملائم لدخول فيلم مؤلف من نحو 3000 لقطة أو أكثر كل منها من 4 إلى 8 ثوانٍ، باستثناء بعض لقطات البداية والنهاية حيث تصل اللقطة إلى أطول فتراتها: 20 ثانية.

«فارس الكؤوس» هو ترنس مالك منذ «شجرة الحياة» مجسدا في موضوع جديد حول كاتب السيناريو ريك (كرستيان بايل) الذي يعيش مطلع نجاحاته في هوليوود. يحيا حياة الليل. مقبل على السهر والحفلات الماجنة. يحضر، في واحد من المشاهد، مناقشة للسيناريو الذي قام بكتابته. يدخل ملهى ليليا للرقص ويجالس الراقصة مستمتعا بحديثها له. لديه صديقة يتركها (ناتالي بورتمان) لسواها (فريدا بينتو) ثم يغير هذه لسواها أيضا (تيريزا بالمر) علما بأن المخرج سينهي سرد هذا الجانب من حياة بطله بلقاء متجدد مع مطلقته (كايت بلانشيت).

لكن كل هذه العلاقات هي جانب واحد من شخصية تبحث عن ذاتها وما حدث لحالها منذ أن سعت لتصبح ما أرادت أن تصبح عليه. نسمع صاحبها، بطل الفيلم، يتساءل أكثر من مرة عمن أراد أن يكون ولماذا لم يتحقق؟ إنه غير راضٍ ومحمل بمعاناة احتواء العلاقة المتشرذمة بينه وبين شقيقه وبينهما وبين والدهما (برايان دنهي) الذي كان ممثلا، وبدوره، لم يحقق ما انطلق في مطلع حياته لتحقيقه.

لا شيء مما سبق شرحه يرد هنا كقصة تستمع فيها لحوارات متبادلة حول هذه الشواغل. ولا شيء يرد هنا في سياق سرد تم صف أحداثه على نحو متتابع ليساعد الجمهور على الوصول إلى الرسالة. كما الحال في أعمال ماليك السابقة (آخرها «إلى العجب») الفيلم مسرود في شذرات مثل شرائط نارية تصعد من موقد. أنت هنا مع ريك وهو يقود سيارته. قطع لمشهد للساحل وهو يركض على شاطئه. قطع لطائرة مروحية تمر في سماء المدينة. السيارة. البيت. ريك مع شخص آخر. ريك وحيدا. غرفة نوم. لصان يداهمان ريك. كاميرا تحت سطح الماء.. إلخ.

لا عجب أن الجمهور يضيع من بعد الدقيقة الأولى مباشرة غير قادر على استيعاب جامع لمعظم ما يرد على الشاشة من لقطات. وبما أن الحوار يخرج بالقطارة بدوره (نسمع دوما الشخصية وهي تبدأ كلاما ثم يخفض المخرج صوته وهو لا يزال يتكلم ويبتعد صوب أصوات أو بصريات أخرى) فإن المشاهد يسأل نفسه السؤال ذاته في كل مدة عرض الفيلم (118 دقيقة): ما الذي يحدث؟

الشرق الأوسط في

10.02.2015

 
 

هيرزوج يقدم أكبر دفاع عن الثقافة العربية فى السينما العالمية

بقلم   سمير فريد

بعد عرض نصف أفلام المسابقة «١٩ فيلماً»، يتصدر القمة الفيلم البريطانى «٤٥ سنة» إخراج أندرو هيج، والفيلم الأمريكى «ملكة الصحراء» إخراج ورنر هيرزوج، والفيلم الفرنسى «قاع اللؤلؤ» إخراج باترشيو جوزمان، وهو الفيلم التسجيلى الوحيد فى المسابقة، ويبدو التنافس على جائزة أحسن ممثلة بين جولييت بينوش فى فيلم الافتتاح الإسبانى «لا أحد يريد الليل» إخراج إيزابيل كوسيت، ونيكول كيدمان فى «ملكة الصحراء»، ولكن الأرجح أن تفوز بالجائزة شارلوت رامبيلنج عن دورها فى «٤٥ سنة»، أما جائزة أحسن ممثل، فلا يوجد من ينافس توم كوريتناى فى دوره فى «٤٥ سنة».

يعتبر هيرزوج من كبار فنانى السينما فى ألمانيا والعالم، وفى كل تاريخها «ولد ١٩٤٢ وأخرج أول أفلامه ١٩٦٧»، وهو مثل أورسون ويلز، وعدد قليل من المخرجين، يعتبر العالم كله مسرحاً لأفلامه، ويتحرك بين الروائى والتسجيلى وأطوال الأفلام المختلفة بسهولة ويسر، فقد صور فى ألمانيا والسودان واليونان والمكسيك وبيرو وأيرلندا وتشيكوسلوفاكيا وهولندا وأستراليا والكويت والولايات المتحدة، وصور «ملكة الصحراء» فى المغرب والأردن.

ومثل كل فنان كبير يعبر هيرزوج فى أفلامه عن عالم خاص يقوم على سبر الأبعاد الإنسانية المركبة من خلال شخصيات درامية غير عادية، ونزع القداسة عن التاريخ الرسمى للحضارة الغربية، والتعبير عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، كما فى «أجويرا غضب الرب» ١٩٧٢، و«سر كاسبار هاوزر» ١٩٧٤، و«فيتز جيرالدو» ١٩٨١، ولم يكن من الغريب لمن صنع هذه الأفلام أن يعبر عن حياة جيرترود بيل «١٨٦٨-١٩٢٦» فى «ملكة الصحراء» بل ربما كان الغريب ألا يصنع فيلماً عنها.

المعروف فى التاريخ أن جيرترود بيل، وهى سليلة الأرستقراطية الإنجليزية التى حكمت العالم قروناً، كانت من أوليات النساء اللواتى درسن فى جامعة أكسفورد، حيث درست الأدب والشعر، ولكنها تمردت على طبقتها وعلى الحياة المريحة، وقررت الذهاب إلى الشرق، إلى إيران ثم إلى العالم العربى، والحياة فى الصحراء، وتوفيت فى بغداد، Aوعلى صعيد الحياة الخاصة تبادلت جيرترود الحب مع سكرتير السفارة البريطانية فى طهران، ولكنه قتل فجأة فى حادث، ثم كانت لها قصة حب أخرى مع ضابط بريطانى متزوج فى سفارة دمشق لقى مصرعه فى الحرب العالمية الأولى، وتركت جيرترود عدة كتب أدبية وتاريخية عن حياتها فى الصحراء.

يعبر هيرزوج عن ثقافة العرب باحترام كبير فى كل التفاصيل، من ثقافة الدروز فى الجبال، إلى ثقافة البدو فى عمق الصحراء، وحتى نظام «الحرية»، حيث ترفض جيرترود أن تكون من «حريم» الشيخ، ولكن من دون أدنى قدر من التعالى، وعندما يسألها ضابط المخابرات وهو فى غاية الدهشة «لماذا البدو.. لماذا الصحراء»، ترد عليه «إنهم يعشقون الحرية ويعتزون بكرامتهم، إنهم يعيشون الحياة كشعر».

ويسير الفيلم إلى حرب القبائل فى شبه الجزيرة العربية، خاصة بين ابن رشيد وابن سعود، وأن بريطانيا ناصرت الثانى، ولكن من دون أن نرى هذه الحرب ومن دون الدخول فى التفاصيل، وينتهى الفيلم فى القاهرة فى يوليو ١٩١٥، حيث يجتمع ممثل البلاد العربية مع رجال الدول البريطانية، ونراهم يلتقطون الصور تحت سفح الأهرامات، ويردد لورازن قول بونابرت «إن أربعة آلاف سنة من الحضارة تطل علينا»، ولكن المشهد الذى صور فى المغرب، مع الأسف وليس فى المكان الحقيقى، به أقبح ديكور على الإطلاق لتمثال أبى الهول.

استغرق الفيلم «١٢٥ دقيقة» طويلاً فى قصة الحب بين جيرترود وسكرتير السفارة فى طهران «جيمس فرانكو» الذى بدا ثقيلاً وعلى قدر كبير من السماجة والبرود، كما بدا روبرت باتينسون فى دور لورانس مثيراً للسخرية لمن يتذكر أداء بيتر أوتول فى فيلم دافيد لين لهذه الشخصية، ولكن التصوير الذى قام به بيتر زيتلينجر للشاشة العريضة بالألوان كان مدهشاً فى التعبير عن الصحراء، وكذلك موسيقى كلاوس باديلت، الذى استخدم الناى والعود ببراعة وجمال، نعم: لم يصل الفيلم إجمالاً إلى مستوى «التحفة» الذى كان منتظراً من هيرزوج، وذلك لعدم مقاومة شروط هوليوود بما فيه الكفاية مع وجود نجمة كبيرة مثل نيكول كيدمان، ولكنه يظل من أهم أفلام العالم هذا العام، وفيلمنا فى مسابقة برلين ٢٠١٥.

المصري اليوم في

10.02.2015

 
 

فى قلب «برلين» السينمائى.. هنا تدرك معنى لقب «مهرجان كبير»

رسالة برلين ــ خالد محمود

فى قلب مهرجان برلين السينمائى الدولى أدركت ماذا يعنى لقب «مهرجان كبير»، وقفت أمام قصر المهرجان فى بوتسدامر بلاست لأشهد عرسا سينمائيا لم أر مثله، فطوابير العشاق بالآلاف تصطف يوميا منذ الصباح الباكر لحجز تذاكر الأفلام، رغم البرد القارس والثلوج والامطار، وتماثيل الدب الفضى مضاءة ليل نهار أمام المارة لتؤكد وجود الحدث المهم، الجمهور يصطف بالساعات ينتظر النجوم ليحييهم ويرحب بهم ويؤكد مكانتهم والاهم هو وجود قائمة افلام لا تخيب الظن، بل تعكس عالما حقيقيا وكبيرا من الابداع.

الحقيقة الأخرى أن المهرجانات السينمائية الكبرى تدرك أن ضربة البداية مهمة للغاية، وأنها يجب ان تكون قوية ومعبرة عن طموح إداراتها فى الحفاظ على القمة التى تتوجها بقائمة أفلام أكثر أهمية سواء داخل المسابقة الرسمية أو فى الاقسام الاخرى الموازية مثل البانوراما أو الفوروم، وهذا بحق ما تفعله إدارة مهرجان برلين السينمائى فى دورته الخامسة والستين، حيث جاء فيلم الافتتاح «لا أحد يريد الليل» لينتزع آهات الإعجاب بالأسلوب السينمائى لمخرجته الاسبانية ايزابيل كواكسيت، وبالاداء المبهر والحضور الطاغى لبطلته النجمة الكبيرة جولييت بينوش فى دور جوزفيين التى عبرت عن سعادتها باختيار الفيلم للافتتاح، مؤكدة انه حدث عظيم بالنسبة لها.

وكانت بينوش تراقب عيون الجمهور وانفعاله مع مشاهد العمل الذى تطلب منها جهدا كبيرا، كنت أجلس أمامها فى قاعة العرض، وبين لحظة واخرى أرمقها بنظرة لأجدها تتابع شعور الجمهور الذى صفق طويلا وانا معهم عقب العرض وقالت بينوش عن وجودها فى هذا العمل «أنا لا أختار العمل فى فيلم ما، لأن المخرج امرأة أو رجل، بل لأنه فنان وإيزابيل كواكسيت هى فنانة حقيقية»، وأضافت عن الشخصية التى تجسدها «إنها تذهب للبرية وتواجه شكلا جديدا للمشاعر وأسلوبا جديدا للسلوك».

بينما قالت المخرجة الإسبانية إيزابيل كواكسيت عن مغزى اختيار فيلمها للعرض فى الافتتاح فى ثانى مرة فقط يعرض فيلم لامرأة فى افتتاح مهرجان برلين «إن فيلمها يتناول قضية المرأة بشكل أساسى، وكان تجربة قاسية من حيث مناخ التصوير واجواء العمل ككل والمليئة بالبرد وقسوة الطقس، لكنه كان ممتعا، والحقيقة اذا تطلب منى تصوير فيلم ما تكون فيه فى أجواء باردة و دون مرحاض ودون أكل أو قهوة، سأفعل ذلك لأنى أعشق السينما ولكن فى الحياة الحقيقية..لا».

وأضافت المخرجة «أريد ان تحصل النساء على مال أكثر. لا أريد مساواة فى الأجر.. أريد المزيد (للمرأة)»، وأشارت إلى أن سيناريو الفيلم يلقى نظرة عميقة على سيدتين تجبران على دخول علاقة تسفر عن إعادة تشكيل شخصيتهما.

فيلم "لا أحد يريد الليل" المستلهم من شخصيات حقيقية يروى لنا كفاح جوزيفين، زوجة مستكشف القطب الشمالى فى القرن العشرين، روبرت بيرى الذى آثر العيش فى الثلوج القطبية على حياة الرفاهية فى مدريد، وهناك التقى بفتاة من الاسكيمو وتدور بينهما مباراة رائعة للتعبير عن الخط الفاصل بين البقاء على قيد الحياة، والرحيل عنها.

وحيث تدور الأحداث عام 1908 فى منطقة جرينلاند المتجمدة، نرى أيضا قصة صراع بين امرأتين على قلب رجل، فى توليفة ضخت فيها المخرجة الإسبانية، إيزابيل كواكسيت، أقصى المشاعر الدافئة والمعقدة لتيمة العشق فى أقصى مناطق الأرض برودة، وتم تصويره فى شتاء بلغاريا، وقرية فينيس النرويجية وهو واحد من ضمن تسعة عشر فيلما تنافس هذا العام على جائزة الدب الذهبى وأعتقد ان بينوش ستنافس بقوة على جائزة، أفضل ممثلة فى المسابقة الرسمية بعد أدائها المتميز، الذى حمل كثيرا من الصدق والواقعية.

ويمثل فيه أيضا الممثلة اليابانية رينكو كيكوتشى التى جسدت هى الأخرى دورا رائعا لفتاة ذات تصرفات خاصة تدعى الاكا من الاسكيمو، والايرلندى جابرييل بايرن.

المخرجة الإسبانية إيزابيل كواكسيت، شاركت ست مرات فى مهرجان برلين السينمائى، كما كانت عضوة فى لجنة التحكيم عام 2009.

بينما بينوش من المترددين باستمرار على المهرجان، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من عقدين من الزمان، حين حصلت فى المهرجان فى العام 1993 على جائزة تقدير، بينما حصل فيلمها «المريض الإنجليزى» على الدب الفضى فى 1997، ثم شاركت بفيلم «فى بلادى»، الذى يتعرض لمسألة الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا للمخرج جون بورمان، وقصة الحب الرومانسية «شوكولا» والدراما النفسية «كاميل كلوديل».

نعود لحفل الافتتاح الرسمى (ببوتسدامر بلاتس)، وسط برلين، والذى أحضره للمرة الأولى، كان الشعور مختلفا وأنا أجلس وسط كبار نجوم ونجمات العالم، مخرجين حصلوا على جوائز الأوسكار، ها هى الفرنسية اودرى تاتو، والأمريكية نيكول كيدمان، وكيت بلانشيت، وجيمس فرانكو والمخرج الأمريكى دارين ارنوفسكى، رئيس لجنة التحكيم الذى شارك ديتر كوسليك الاعلان عن افتتاح الدورة ٦٥ للمهرجان، والنجم الألمانى دانيل برول، وشخصيات اخرى تمثل الحكومة الألمانية، ومنهم مفوض الحكومة الاتحادية للثقافة والإعلام، مونيكا جروترز.

وقالت مونيكا جروترز «حقيقة اننا سنشاهد فيلم (تاكسى) للمخرج جعفر بناهى فى المسابقة الرسمية لا يمكن اعتبارها أمرا مسلما به. اقر بأنك عزيزى ديتر كوسليك ظللت كل عام تقول انك ستدعو جعفر بناهى حتى دعوته أخيرا للمهرجان».

ومايكل مولر، عمدة برلين، أيضا حضور وزارى قوى، متمثل فى وزراء «الداخلية، والخارجية، والصحة»، إلى جانب آخرين، وكم كانت فرصة كبيرة أن تسمح لى مس جرينر، مديرة الصحافة، بحضور أجواء تلك الليلة، التى لم يعكر صفوها سوى أننى لم استطع ان ارتدى الاسموكن، لتأخر وصول حقيبة السفر.

كانت المفاجأة الكبرى خلال الحفل أن قامت مقدمته المتألقة بالنزول فى الصالة لتحاور نجوم المهرجان من المخرجين والفنانين، وايضا شخصيات اخرى تتحدث معهم بشكل تلقائى بلا سيناريو مسبق للاختيار، وكانت المفاجأة أن تجلس على طرف مقعدى وتسألنى ? how are you، وأجبتها وصورنا تظهر على الشاشة fine، ثم شكرتها، لتواصل حديثها وهى بنفس الجلسة مع من جلس خلفى تماما وهو النجم الكبير جيمس فرانكو بطل فيلم «ملكة الصحراء» أمام نيكول كيدمان، والذى يروى سيرة حياة عالمة الآثار والمؤرخة المستشرقة «جيرتروود بل» (نيكول كيدمان)، أول سيدة ذات أصول بريطانية تحصل على شهادة من جامعة أوكسفورد الأمريكية ويسرد الفيلم قصتها عندما جاءت إلى الشرق الأوسط لإجراء مسح شامل لصالح بلدها وقد سافرت إلى العراق وسوريا وغيرهما بصفة مستشارة للمندوب السامى البريطانى بيرسى كوكس فى بدايات القرن الماضى، ولعبت دورا بالغ الأهمية فى ترتيب أوضاع المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى.

الفيلم من تأليف وإخراج الاسطورة الالمانى فيرنر هيرتزوج والحاصل على 44 جائزة وثلاثين ترشيحا لجوائز أخرى من بينها الأوسكار.

وقد صور الفيلم فى عدة دول منها المغرب والأردن وسويسرا وبريطانيا مسقط رأس «جيرتروود بل»، التى أطلق العراقيون عليها لقب «خاتون»، ولورانس العرب الأنثى، وشارك فى بطولة الفيلم روبرت باتنسون، داميان لويس، صوفى لاينفيلد، و السورى «جهاد عبده»، الذى عرف بموفقه المناصر للثورة السورية منذ بداية انطلاقها، ويقوم بأداء دور 'فتوح' مرشد جيرتروود ومستشارها فى المدينة، كما فى الصحراء، وذلك لفراسته وخبرته وشدة إخلاصه ودرايته بالمنطقة وأهلها من الحضر كانوا أم من البدو، ما جعل جيرتروود تعجب به وتمنحه كامل ثقتها.

وفى اللقاء الصحفى الخاص بأسرة الفيلم شاهدت نيكول كيدمان للمرة الثانية، بعد أن حجزت مقعدى فى الصف الأول، كان هيرتزوج يتولى فى كثير من الأحيان شرح الأسئلة لكيدمان التى انطلقت تتحدث هى الأخرى عنه، وعن عبقريته، بعد أن طل لمدة ثلاث دقائق يتكلم عن موهبة نيكول الرائعة، وكيف أنها تحدت نفسها وهى تقدم مثل هذا الدور الملىء بالمواقف والأحداث التاريخية المتشابكة، وخاصة أنه صور فى بعض الدول الاسلامية وتناول الخلاف بين الحضارات كرؤى فكرية»، وأضاف كل الفريق كان رائعا ومهنيا و أعد كل التفاصيل، والتى دائما تجعل العمل سهلا.

ويتنافس فى المسابقة الرسمية للفوز بـ "الدب الذهبي" 19 فيلما تمثل تيارات ومدارس سينمائية مختلفة، وهى تعكس فى مجموعها صخب هذا العالم. وأكدت كيدمان أنها جاءت خصيصا إلى برلين من أجل تعزيز فيلمها الذى بذلت فيه جهدا كبيرا منذ اللحظة الأولى لعرض العمل عليها، وقد أكدت كيدمان أن «ملكة الصحراء» فيلم يستحق أن يشاهد، وقالت : "أنا أحب فيرنر هيرتزوغ فهو ما زال يصنع الأفلام مع شىء من العاطفة والحيوية. أعنى، أنه كان هناك فى الصحراء، وقال إنه لا يستخدم المؤثرات الخاصة. حسنا فيرنر أنا سأتابعك".

وقد تحدثت عن حماسها لقبول العمل قائلة «عندما علمت أن الفيلم سيصور فى اماكن متعددة وانه كان فرصة للخروج من الروتين بالتصوير داخل استديوهات مغلقة، وفى المغرب طلبت من المخرج أن تصطحب أولادها معها، للتعرف على هذا العالم»، معبرة عن عشقها للصحراء.

 نشر فى : الإثنين 9 فبراير 2015 - 10:22 م

«برة الشارع».. فيلم مصري في برلين عن الأحداث التي أدت لـ25 يناير

الشروق

عرض مساء الأحد، بقاعة برنامج "المنتدى" ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي الفيلم المصري "برة في الشارع" من إخراج كل من ياسمينة متولي وفيليب رزق وهو من إنتاج شركة "س" للمخرجين مصطفى يوسف وهبة يسري ومدته 72 دقيقة.

صالة العرض كانت ممتلئة عن آخرها وشهدت ندوة عرضه نقاشا كبيرا وطويلا من قبل الجماهير واستمرت ساعة كاملة.

وتحدث مخرجة الفيلم عن العزلة الموجودة بصورة أساسية في العمل بالرغم من كون اسمه "برة الشارع" وأكدوا أنهم قصدوا ألا يصنعوا فيلما عن الثورة بل عن العوامل التي ادت للثورة كبعد اقتصادي واجتماعي للقمع.

برة في الشارع فيلم عن مجموعة من عمال ضاحية حلوان في مصر، الحي ذو الأغلبية من الطبقة العاملة. يشترك فيه عشرة عمال في ورشة تمثيل، خلال البروفات يستحضرون قصص الظلم في المصنع، العنف من الشرطة، المحاكم التي تلفق تهما وعدد لا نهائي من قصص فساد واستغلال صاحب العمل.

الشروق المصرية في

10.02.2015

 
 

ألمانيا ومصر والأردن ولبنان تحصد جوائز الأفلام الفائزة بجائزة مؤسسة «روبرت بوش ستيفتونغ»

القاهرة – «القدس العربي»

في حفل أقيم ضمن فعاليات برلينال للمواهب الذي يُعقد في إطار «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، أعلنت مؤسسة «روبرت بوش ستيفتونغ» عن مشروعات الأفلام الفائزة بجائزتها التمويلية، حيث ذهبت جائزة مشروعات الأفلام الوثائقية إلى مشروع الفيلم الألماني المصري آمال للمخرج محمد صيام، وذهبت جائزة الفيلم الروائي القصير إلى مشروع الفيلم الألماني الأردني الببغاء للمخرجين أمجد الراشد ودارين سلام، بينما فاز بـجائزة التحريك مشروع الفيلم الألماني اللبناني نظف غرفة المعيشة فلدينا ضيوف قادمون للمخرج غسان حلواني والمنتجة إنكا ديفتس.

الجوائز الثلاث، تبلغ قيمة كل منها 70 ألف يورو يستخدمها أصحاب المشروعات السينمائية الفائزة في تمويل أفلامهم، وقبل الإعلان عن المشاريع الفائزة بالجوائز، قام 15 فريقاً من السينمائيين الألمان والعرب بعرض أفكار مشاريعهم على لجنة التحكيم الدولية خلال 15 دقيقة لكل مشروع، وقبلها قامت لجنة التحكيم بالاطلاع على ملفات الأفلام التي تشرحها بشكل موسع.

مشروع الفيلم الوثائقي آمال سيقوم بإخراجه محمد صيام مع المنتجة سارة بوكوميّر، ويقدم الفيلم العنف الذي تتعرض له الشخصية الرئيسية بالفيلم، فعندما يكون بمثابة لغة، يصبح الغضب هو قدرها وغايتها. وقد منحت لجنة التحكيم جائزتها للمشروع بسبب طرحه الحميمي والشاب، ونهجه المفعم بالحيوية في عرض تأثير قوة امرأة مهمشة في المجتمع المصري المعاصر، وانفتاح المخرج على التحولات المفاجئة في التاريخ والحياة الخاصة.

أما مشروع الفيلم الروائي القصير الببغاء فهو للمخرجين أمجد الراشد ودارين سلام، مع المنتج رومان رويتمان بالاشتراك مع ديما عزار، ويحكي الفيلم الألماني الأردني قصة أفراد عائلة مزراحي اليهودية في المغرب الذين يحاولون الاستقرار في حياتهم الجديدة في حيفا عام 1948 في فلسطين، والمسكونة بضيف ثقيل، وببغاء أحمر كبير تركه سكان عرب سابقون. وقد اقتنعت لجنة التحكيم بأن القصة الأصلية عن التهجير والتبني يتم عرضها من منظور غير معتاد برشاقة وشغف كبير بالتفاصيل.

مشروع فيلم التحريك نظف غرفة المعيشة فلدينا ضيوف قادمون يشهد تعاوناً بين ألمانيا ولبنان، وهو من إنتاج إنكا ديفتس وإخراج غسان حلواني، وتدور أحداثه في بيروت، المدينة التي تقع في دائرة شريرة من التدمير وإعادة البناء وتكافح من أجل دفن ماضيها المظلم، حيث قصص الأشخاص الذين اختفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية تطفو على السطح لتؤكد حضورهم الدائم، ويكشفها شخص مشرد يقع على آثارهم بالصدفة، ويتحمل عبء خدش سطح الشكوى والمُثل العليا الجديدة. وقد اقتنعت لجنة التحكيم بأن المشروع يتمتع بنهج بالغ الإبداع لموضوع في غاية التعقيد، من خلال وجهة نظر حميمية عبر بحث أثري في تاريخ المدينة وواقعها الحالي. وقد تكونت اللجنة المختارة لجائزة هذا العام من الصحافي وناقد الأفلام فينشنزو بونيو، جورج ديفيد مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، يوهانس إيبرت السكرتير العام لـمعهد غوته، الأديبة والصحفية دوريس هيب، المخرجة ماريان خوري، هانيا مروّه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية والمنتج رومان بول.

وقد بدأت النسخة الأولى من جوائز مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ في عام 2013، وهي تستهدف في المقام الأول الإنتاج المشترك بين ألمانيا وصناع الأفلام العرب، وتركز في اختيارها للمشروع الفائز بالجائزة على التبادل الثقافي، ويبدأ الاشتراك في المسابقة سنوياً في شهر آيار/مايو وينتهي في أيلول/ سبتمبر، ويمكن الاستفادة من قيمة الجائزة في تمويل الفيلم بالكامل.

… ومهرجان برلين السينمائي يسلط الضوء على السينما الروسية

برلين – د ب أ

تحتل السينما الروسية مركز الصدارة في «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، وذلك بعرض فيلم جديد للمخرج الروسي المولود في موسكو، أليكسي جيرمان، تدور أحداثه حول استكشاف الحياة المعاصرة في دولة تواجه ضغوطا متزايدة.

ويأتي الفيلم الروسي «أندر إليكتريك كلاودز» (تحت السحب الكهربائية)، ضمن 19 فيلما تتنافس خلال مهرجان العام الجاري، للحصول على جائزة «أفضل فيلم»، ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي (أو ما يطلق عليه برليناله)، وبالتالي الحصول على جائزته الأرفع، وهي «الدب الذهبي».

وتدور أحداث الفيلم صاحب الإنتاج المشترك بين روسيا وأوكرانيا وبولندا، حول سبع قصص مجمعة، وتأتي الأحداث بعد مرور نحو عشر سنوات على تقديم جيرمان لأول أفلامه، والذي يحمل اسم «ذا لاست ترين» (آخر قطار)، والذي تدور أحداثه حول الجبهة الشرقية أثناء الحرب العالمية الثانية.

كما من المقرر أن يقدم المهرجان العرض الأول على مستوى العالم لفيلم «إيفري ثينج ويل بي فاين» (كل شيء سيكون على ما يرام)، للمخرج الألماني الرائد، فيم فيندرز، والذي تدور أحداثه حول التأثير الهدام عبر السنوات لحوادث السير على مجموعة من الشخصيات.

ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم الذي يقوم ببطولته جيمس فرانكو وشارلوت جينسبورج ورايتشل ماك آدامز، خارج نطاق مسابقة المهرجان، وهو الأمر الذي سيستبعد الفيلم من الحصول على أسمى جوائز المهرجان.

من ناحية أخرى، يستعد المهرجان لتكريم فيندرز الذي من المقرر أن يمنح خلال الأسبوع الجاري جائزة «الدب الذهبي» الشرفية تقديرا لتاريخه الفني.

القدس العربي اللندنية في

10.02.2015

 
 

أفلام من تشيلي وألمانيا وبولندا

فعاليات اليوم الرابع لمهرجان برلين

24- برلين- محمد هاشم عبد السلام

في اليوم الرابع من أيام المسابقة الرسمية لدورة مهرجان برلين السينمائي الخامسة والستين، عرضت ثلاثة أفلام روائية من التشيلي وألمانيا وبولندا

ويحمل الفيلم الأول عنوان "النادي" من إخراج التشيلي بابلو لارين، والثاني بعنوان "عندما كنا نحلم" لل، والثالث بعنوان "جسد" من إخراج البولندية ماوجورزاتا شموفسكا.

فيلم النادي

في فيلمه الروائي الخامس يقدم لنا المخرج وكاتب السيناريو التشيلي المتميز بابلو لارين، تسعة وثلاثين عاماً، إحدى التحف الفنية التي عرضها البرلينالة اليوم ضمن مسابقته الرسمية، والفيلم بجانب كونه شديد التميز والعمق من حيث الموضوع والتمثيل والإخراج، يعتبر أيضاً فيلماً مثيراً للجدل جداً إلى حد كبير، ومن المتوقع في الأيام القادمة عقب عروضه العام، أن يثير الكثير من التبعات، إضافة إلى النقد سواء على نحو إيجابي أو سلبي.

وليس هذا كله بسبب الموضوع الشائك الذي يقترب منه بابلو لارين في فيلمه، النادي، وإنما لجرأة الطرح وطبيعة الموضوع وطريقة التناول، ربما غير المسبوقة من قبل، وذلك من دون أي افتعال أو سطحية أو تناول لمجرد التناول بغرض لفت الانتباه، وإثارة الجدل المجاني حول فيلمه، المتحور حول أربعة من القساوسة، المنتمين إلى الكنيسة الكاثوليكية، والذي امتد لساعة ونصف تقريباً.

ولا يتعلق الأمر هنا بكونهم مجرد قساوسة من عدمه، بل لطبيعة هؤلاء القساوسة، ذوي الأعمار المتقدمة في السن، الذين يعيشون معاً في منزل شديد، نظن في البداية أنه نُزل أو دار لرعاية المسنين، الانعزال بإحدى القرى الساحلية، لا بوكا، على ساحل تشيلي، حيث نراهم في بداية الفيلم يعيشون حياة طبيعية تماماً، لا تخلو من الملل والروتين بصحبة مدبرة المنزل، ويشغلون أوقاتهم بتربية كلبهم وتدريبه من أجل إشراكه في مسابقات الرهان.

لكن الأمور تنقلب رأساً على عقب، مع قدوم راهب آخر جديد ينضم إلى النادي أو إلى المجموعة المتواجدة بذلك المنزل، والذي سرعان ما يطلق النار على رأسه، أمام الجميع، فتتفتح أمام أعيننا على نحو تدريجي القصة الدرامية لهؤلاء القساوسة، الذين هم شبه محكوم عليهم بالنفي في ذلك النادي، كنوع من العقاب أو التكفير الروحي والبدني عما اقترفوه من خطايا متعلقة بفضائح مشينة مرتبطة بممارساتهم الشاذة جنسيًا خلال فترات حياتهم.

عندما كنا نحلم

يقدم لنا المخرج الألماني أندرياس دريسن، في الثانية والخمسين من عمره، في فيلمه الجديد، عندما كنا نحلم، مدينة دريسدن، حيث تدور الأحدث، عقب سقوط جدار برلين مباشرة، وذلك عبر مجموعة من الشباب المتقاربي الأعمار.

والفيلم مقتبس عن رواية للأديب "كليمنس ماير"، وهي الرواية الثانية التي يقتبسها المخرج أندرياس دريسن لنفس الأديب، أما السيناريو فهو للمخرج نفسه، ونتابع في فيلم، عندما كنا نحلم، مرحلة سابقة على الوحدة الألمانية قبل ثلاثة عشر عاماً، بينما كان الأبطال تلاميذاً يدرسون بإحدى المدارس الشيوعية، ومرحلة بعد سقوط جدار برلين وتوحيد شطري ألمانيا، في نوع من الانتقال بين هاتين المرحلتين.

وهؤلاء الشباب الخمسة، الذين هم في طور المراهقة، يعاني كل منهم من مشاكل تلك المرحلة وإن على نحو شديد العنيف، حيث الجنوح الكامل، والتهور المفرط لآخرة قطرة، برغم كل تبعاته، إلى جانب أن كل منهم يعاني من مشكلات على المستوى النفسي أو الدراسي، حيث يتاجر أحدهم في المخدرات، والآخر لا يكف عن تعاطيها، ويعاني الثالث من مشكلات نفسية نتيجة حبه المجهض، والرابع من حلمه غير المتحقق بأن يصير ملاكمًا، والأخير القائد الذي يحاول أن يدفعهم ويقودهم جميعاً لأقصى درجات العنف والتطرف في الأفعال والتصرفات.

وامتد زمن الفيلم لأكثر من ساعتين، أراد فيها دريسن أن يبين، عبر تلك الشريحة من الشباب، كيف كان الوضع أيام فترة التسعينات قبل سقوط الجدار، ومدى انصراف الشباب، وعدم اهتمامه بأي شيء متعلق بمجتمعه وبلده على كافة المستويات، فقط حياتهم اليومية المنحصرة بين العنف والتسكع والإفراط في تناول الشراب والمخدرات واللهو، والمراهقة المثيرة للمتاعب والمشكلات. والغريب في الأمر أن دريسن لم يوضح لنا ما الذي كان يحلم به هؤلاء الشباب على وجه التحديد. واكتفى فقط ببضعة عناوين أو فواصل ذات عناوين بين مشاهد الفيلم

والفيلم لم يكن على النحو القوي، ولا أفلح كذلك في إيصال ما أراد المخرج أن يبرزه من أفكار وما يطرحه من قضايا، وذلك لعيوب في السيناريو، الذي لم يكن قوياً ومكثفاً ومحدداً على نحو كاف، فعلى سبيل المثال، لم يستفد السيناريو من الخيط الخاص برصده لفترة حياة الأطفال أثناء وتمردهم ومشاكلهم الدراسية، ولم يعمّق بما فيه الكفاية تلك المرحلة، وكذلك انعكاساتها على ما صاروا عليه لاحقاً وشاهدناه عبر أحداث الفيلم. كما جاءت بالفيلم العديد من المشاهد غير المبررة ولا المفيدة بالنسبة للفيلم وتطوره وتطور شخصياته.

فيلم جسد

في فيلمها الحادي عشر، جسد، الذي امتد لساعة ونصف الساعة، حاولت المخرجة البولندية ماوجورزاتا شموفسكا، اثنين وأربعين عاماً، أن تقدم لنا خليطاً عميقاً يجمع بين الدراما النفسية والإنسانية والتأملية، تطرح من خلاله الصعوبات التي يواجهها الإنسان فيما يتعلق بعلاقته بنفسه، وبالحب، والألم النفسي، والوحدة، وأيضاً الصلات الهشة والمنقطعة بين الأفراد، وفي الوقت نفسه التعرض للعلاقة بين العقلانية والإيمان بالطاقة الروحانية للكون وقدرتها على العلاج.

وعبر ثلاث شخصيات رئيسية بالفيلم، الأب يانوش، المحقق الجنائي، والابنة المراهقة أولجا، وآنا المعالجة النفسية، نرى من وجهة نظرها الخاصة كيفية تعامل كل منها مع الفقدان والخسارة، فالأب ربما بسبب طبيعة عمله التي تفرض عليه التعامل اليومي مع الحوادث والجثث، نجد أن قد صار متبلداً بعض الشيء، فقط يشعر بقدر من الوحدة والحنين والتذكر لزوجته الراحلة، وذلك على نحو عابر.

في حين نجد ابنته، تعاني من متاعب نفسية وعصبية، تدفعها لتناول الطعام بشراهة حتى التقيؤ والإعياء، الأمر الذي اضطر معه الوالد إلى إدخالها بنفسه إلى مصحة للعلاج النفسي خشية أن يفضي بها اكتئابها إلى الانتحار، إذ لا تستطيع أولجا تحمل فراق والدتها بعد وفاتها، وينعكس هذا على كراهيتها الشديدة لوالدها.

أما آنا المعالجة النفسية، في المصحة الموجودة بها أولجا، فتعيش نوعاً آخر من الغياب، هو خليط من الغياب الجسدي لشخص أو زوج يشاركها حياتها ومنزلها ويبادلها الحب، وأخيراً، غياب الابن الذي فقدته وهو لا يزال صبياً. كما أنها، من ناحية أخرى، تزعم أن بإمكانها التواصل مع الموتى.

وفضلت المخرجة أن يتوقف فيلمها عند تقديمه للمواقف المتعارضة التي تبرز تناقض تلك الشخصيات وتنافر عوالمها، دون الغوص أكثر على نحو تفصيلي عميق في أغوارها، مفضلة الانشغال ببعض المواقف الطريفة، التي لم تكن ذات فائدة تذكر، فيما يتعلق بتلك الشخصيات أو مواقفها وتطوراتها، ومنها على سبيل المثال، المشاهد التي انشغلت فيها بالأصوات التي تسمع في شقة المحقق الجنائي أو جهاز التسجيل الذي يعمل من تلقاء نفسه أو أبواب الحجرات المفتوحة على نحو غير مبرر.

موقع "24" الإماراتي في

10.02.2015

 
 

فيلمان من ألمانيا وروسيا

فعاليات اليوم الخامس من مهرجان برلين

24- برلين- محمد هاشم عبد السلام

عرض اليوم ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الخامس والستين، فيلمان أحدهما روسي والآخر ألماني.

ويحمل الفيلم الأول عنوان "تحت السحب الكهربائية" للمخرج الروسي ألكسي جيرمان الابن، والآخر بعنوان "كل شيء سيكون على ما يرام" للمخرج الألماني فيم فيندرز.

تحت السحب الكهربائية

يقدم المخرج وكاتب السيناريو الروسي ألكسي جيرمان الابن، في التاسعة والثلاثين من عمره، في فيلمه الثامن الشديد التميز والتجديد، والذي حمل عنوان تحت السحب الكهربائية، ملحمة معاصرة، تجاوزت الساعتين ونصف، لروسيا الحديثة، وذلك عبر ثمانية أجزاء متفاوتة الطول، يحمل كل منها عنواناً منفصلاً.

وعبر رؤية بصرية وقوية ومبتكرة إلى حد بعيد جداً، لم تستمر على هذا النحو على امتداد الفيلم بأكمله، تدور أحداث تحت السحب الكهربائية في 2017، أي بعد مرور مئة عام على وجه التحديد على الثورة الروسية.، والقاسم المشترك في الفيلم، نراه ماثلاً على نحو رمزي في إحدى ناطحات السحاب غير المكتملة، ويبدو أنها ستظل غير مكتملة، حيث أنها الرابط الذي يظهر في جزء من أجزاء فيلم أكسي جيرمان، والذي يدور كل منها حول شخصية من الشخصيات أو مجموعة شخصيات، التي تحكي عن نفسها ومشكلاتها وهمومها أو تناقش قضايا عامة، وذلك داخل سياق قصة ذلك البناء غير المكتمل.

كما تتحدث معظم شخصيات جيرمان الابن في الفيلم عن مصيرها، ومصير كوكب الأرض، وتندب أحوالها وتطرح أسئلة من دون أجوبة أو توجيه اللوم لأحد أو التحدث عن سبل ما للخروج من المأزق الروحي والنفسي والأخلاقي الملتبس والمحبط الذي تعيش فيه تلك الشخصيات

وهي جميعاً تحمل رؤى ووجهات نظر مختلفة تشكل معاً في النهاية فسيفساء رمزية، جمع فيها ألكسي بين ماضي وحاضر ومستقبل روسيا المتناقض.

وترتبط إحدى العبارات التي تقولها شابة في الفيلم بمصير روسيا المعاصر، إذ تقول: "رحل الماضي، ويمكننا بناء عالم جديد، فقط يلزمنا التخلص من بعض الأحمال الميتة"، إضافةً إلى أنها تقول هذه العبارة بجانب ناطحة السحاب، وكذلك تمثال لينين القبيح، الذي ظهر كثيراً طوال الفيلم، وهو يمد يده اليمنى صوب المجهول، كل هذه الرموز وغيرها يرمز إلى تاريخ روسيا المثقل بكثير من الأحمال، التي لا تزال الأجيال الجديدة تحمل عبئها وتحاول الفكاك منها.

كل شيء سيكون على ما يرام

أما الفيلم الثاني الذي عرض اليوم، فيعد العرض العالمي الأول لفيلم فيندرز الجديد بعنوان "كل شيء سيكون على ما يرام"، وهو فيلم ثلاثي الأبعاد، من بطولة جيمس فرانكو، وشارلوت جينسبرغ، وراشيل ماك آدامز.

ويذكر أنه وقع الاختيار على فيم فيندرز، مواليد عام 1945، من جانب مهرجان برلين لمنحه جائزته التكريمية لهذا العام، وبهذه المناسبة، تعرض عشرة من أهم أفلام فيندرز، في إطار العروض التكريمية. والمعروف أيضاً أن فيلم فيندرز التسجيلي "ملح الأرض" من الأفلام المرشحة بقوة هذا العام للفوز بأوسكار الأفلام التسجيلية مع إعلان الجوائز بعد أيام قليلة.

أما فيلم فيندرز الجديد، كل شيء سيكون على ما يرام، وهو لكاتب السيناريو النرويجي "بيورن أولاف يوهانيسن"، وتصل مدة عرضه لما يقترب من ساعتين، فيتناول بقدر يتسم بشيء من التجديد قصة الكاتب الروائي "توماس"، الذي يعاني نفسياً على نحو عميق، ولا يستطيع التصالح مع نفسه ولا مسامحتها، وذلك على امتداد سنوات طويلة، امتدت لاثنتي عشرة عاماً، كادت فيها حياتها أن تتقوض كلية، رغم محاولته تجاوز ما حدث، والوقوف على قدميه مجددًا، واستئناف الكتابة وتحقيق مجد شخصي لنفسه، وتكوين أسرة، بعد فشل علاقته، عقب الحادث الذي تعرض له وأثر على مجرى حياته كلية.

وكان توماس ارتكب، عن دون قصد، حادث سير تسبب في مقتل طفل بسيارته، وهو الذي يعاني من عدم الإنجاب، وبالرغم من تصالحه نوعاً ما مع والدة الطفل، إلا إن علاقته بكريستوفر، شقيق القتيل، الذي لم يصب في الحادث، تظل هي حجر العثرة أمام تكيف توماس مع ما حدث ومواصلة حياته على النحو الذي يريده، من دون إحساس بالذنب، ولم يكن هذا ليحدث، في النهاية، لولا اقتراب كريستوفر المفاجئ، بعدما بلغ السابعة عشر من عمره، من توماس وتصالحهما على نحو ما، الأمر الذي رسم الابتسامة في النهاية على وجه توماس، الذي ظل كئيباً وحزيناً طوال الفيلم.

الفيلم متقن ومحكم البناء جداً، لكن في النهاية، لا بد من طرح تساؤل لا مفر منه، هل هذا هو فيم فيندرز بالفعل؟ صاحب ثلاثية الطريق، وغيرها من الأفلام البديعة على امتداد مشواره المهني، وحتى فيلمه التسجيلي الأخير الشديد القوة؟ ما الذي يحدث للمخرجين الكبار عندما يصلون لمرحلة متقدمة من العمر، والأمثلة عديدة، وهي ملحوظة حتى في مسابقة برلين هذا العام

كتب المهرجان

كعادته منذ عام 2006، افتتح اليوم على هامش المهرجان، وفي إطار سوق الفيلم الأوروبية، وبالتعاون مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، "كتب البرلينالة"، وهو المعرض الخاص بترويج الكتب التي اختارها المهرجان، وذلك لكي تعمل شركات الإنتاج على تحويلها إلى أفلام في المستقبل القريب

وتم اختيار أحد عشر كتاباً فس هذه الدورة من بين مائة وثلاثين كتاباً من 25 دولة، والأحد عشر كتاباً، اختير كتابها من الدول التالية: بريطانيا، وألمانيا، والسويد، وإيطاليا، والدنمارك، والنمسا، وفرنسا، وهولندا، وفنلندا.

موقع "24" الإماراتي في

11.02.2015

 
 

Aferim!..  فيلم عن سياسة الاستعباد بمهرجان برلين السينمائى.. اليوم

كتب محمود ترك

يعرض اليوم فى إطار فعاليات الدورة الـ65 لمهرجان برلين السينمائى عدة أفلام بالمسابقة الرسمية، منها فيلم Aferim! إنتاج مشترك بين رومانيا وبلغاريا والتشيك، وإخراج رادو جود. وتدور أحداثه عام 1835 فى رومانيا حيث يتعرض إلى سياسة الاستعباد التى كانت تمارس ضد الأقلية من الغجر، ويبحث شخصان عن أحد الغجر الذى هرب من سيده، ويعرض الفيلم لأول مرة فى فعاليات المهرجان. كما يعاد أيضًا عرض العديد من الأفلام التى كانت عرضت فى الفترة الأيام الماضية، منها الفيلم البولندى body للمخرج Malgorzata Szumowska، وفيلم المخرج البريطانى الشهير بيتر جرينواى بفيلمه Eisenstein in Guanajuato، وكذلك فيلم Knight of Cups بطولة النجم كريستيان بيل وكيت بلانشيت وناتالى بورتمان وإيموجن يوتس ومن تأليف وإخراج تيرينس ماليك.

اليوم السابع المصرية في

11.02.2015

 
 

الرحلة تبدأ من السابعة صباحاً.. والمنتصر من يصل أولاً

صحافيو «برلين السينمائي».. ماراثون يومي خلف الأفلام

المصدر: عُلا الشيخ ـــ برلين

يتمتع الصحافيون في مهرجان برلين السينمائي الدولي بمزايا عالية من قبل الإدارة، من جانبين، الأول العروض الخاصة التي تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً وتنتهي الخامسة مساءً، والجانب الآخر مشاهدة الأفلام قبل عرضها بيوم واحد، ومع هذا الدلال يجد الصحافي نفسه قد ألمّ بأكبر عدد ممكن من مشاهدة الأفلام، وأصبح لديه الوقت الكافي ليتمتع بجمال المدينة والاسترخاء وقضاء وقت ممتع مع الآخرين.

لكن على الصحافي المدعو لتغطية المهرجان أن يكون قادراً على الجري السريع، فمنذ الساعة السابعة صباحاً يستيقظ كل صحافيي العالم المدعوين للمهرجان، يتناولون بسرعة وجبة فطورهم والقهوة الساخنة، ويستعدون للركض، فالمشي لن ينفع في كثير من الأحوال للحصول على المقعد المناسب الذي يعتاد الصحافي الجلوس عليه لمشاهدة الأفلام. مشهد الجري يشعر بأن ثمة مشكلة كبيرة أو حالة طارئة، أو بأضعف الاحتمالات تدريب على ماراثون يعود ريعه إلى جهة معينة، الصحافيون يركضون إلى مقر عرض الأفلام، يصطفون في طوابير لا ترى نهايتها من كثرة الاكتظاظ، وعندما يصل الصحافي إلى مكانة المعتاد، وهذه حالات نادرة، تراه قد شعر بالانتصار، أما اذا تأخر كثيراً فعليه الجلوس أينما وجد، وتشعر بأنه فقد شيئاً عزيزاً عليه، حالة من الكوميديا تجمع صحافيي العالم في قاعات السينما الخاصة، فعلى الرغم من الامتيازات التي يمنحها المهرجان لهم، فإنه يجب عليه أن يتدرب على الجري السريع قبل أن يقبل دعوة المهرجان.

لحظة خفت الأضواء تعدّ إنذاراً بقرب عرض الفيلم، تسمع لغات العالم كلها والأحاديث الجانبية التي تنتهي فور ظهور موسيقى المهرجان الجميلة، والتي تمنحك الراحة والشعور بالاسترخاء فوراً، فيعم الصمت المكان باستثناء صوت سعال متقطع هنا وهناك.

حالة الجري السريع لا تقتصر فقط على حضور الفيلم، بل تشعر بها قبل نهايته بدقائق، خصوصاً إذا ما كان انعقاد مؤتمر صحافي لفريق العمل، تجد الصحافيون واحداً تلو الآخر يخرج كالبرق من القاعة، فتصبح بين نارين، نار ضرورة الانتهاء من مشاهدة الفيلم، ونار الحلم بأن يكون لديك مكان في قاعة المؤتمر الصحافي المعتدلة الحجم، وعليك أن تقرر سريعاً فلا مجال للتفكير، إما أن تكمل الفيلم إلى النهاية أو تذهب إلى المؤتمر الصحافي.

لكن وبسبب الوجوه التي باتت مألوفة بين صحافيي العالم من السهل تبادل أطراف الحديث بين من ظل في الفيلم ومن حضر المؤتمر، فيستفيد الطرفان من بعضهما بعضاً في النهاية.

المقاهي في الشارع الموازي لفندق غراند حياة، وهو مقر المهرجان والمؤتمرات الصحافية، تكون مكتظة بالصحافيين في ساعات الصباح الأولى والدقائق التي تفصل بين فيلم وآخر، هذه المقاهي لن تحتاج إلى إذن لتجلس على طاولة يجلس عليها آخرون، هذه الجلسة الصباحية هي كفيلة بأن يصبح لديك أصدقاء مهنة من كل صوب وحدب، تتبادل المعلومات معهم والثقافات والأسئلة الكثيرة التي بحاجة الى أجوبة وقاعدتها الفضول.

طقوس واحدة

من كل صوب وحدب، ومع كل هذا الاختلاط بين جنسيات وثقافات ومعتقدات مختلفة، تحاول ولو لمرة أن تنظر إلى الصورة من بُعد، تفاصيل متشابهة تجمع بين صحافيي العالم في الطقس الكتابي مثلاً، فالجميع لديهم تلك الدفاتر الصغيرة التي يدونون فيها ملاحظاتهم عن الفيلم قبل أن ينتقلوا إلى الكمبيوتر ويسترسلون بما شاهدوا، كثير منهم يلتقون في وجهات نظر متشابهة في فيلم ما أو أداء ممثل أو ممثلة، الأفكار إلى حد كبير تتقاطع مع بعضها بالاتفاق معها أو الاختلاف عليها، تلك الجلسات الصباحية أو الوقفات تؤكد أن الذوق العام يجمع الجميع، وبسريالية أكثر تشعر إذا ما ركز على لغة مختلفة عنك أنك ستفهم ولو بضع كلمات. «برلين السينمائي» لا يعدّ منصة سينمائية فنية فقط بل يتعدى ذلك أنه فرصة ليجيب كل صحافي من بلده على سؤال صحافي آخر من بلد مختلف..هي الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة، ودائماً وأبداً الجواب في السينما.

خلية نحل

المركز الصحافي في المهرجان عبارة عن خلية نحل لا تهدأ، ومع كل هذا الضغط مهنية عالية يتمتع بها جميع العاملين هناك، يقدمون الخدمة المطلوبة على أكمل وجه مع ابتسامة تحاول أن تخفي كل التعب الواضح تحت العيون.

«برلين السينمائي» حالة مهنية متكاملة تتعلم منها الكثير، وتستفيد من كل تفصيل فيه، فالجميع هنا في خدمتك وينتظرون منك كصحافي أن تكون صادقاً معهم ليجدّدوا ثقتهم بك.

الإمارات اليوم في

11.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)