كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (4):

هرتزوغ: الجميع يعلم أن في الإسلام سموًّا لكن القلة مصابة بـ«الإسلاموفوبيا»

لا يتنازل عما يراه صحيحا في أفلامه مقابل استرداد التكلفة

برلين: محمد رُضا

مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستون

   
 
 
 
 

فرنر هرتزوغ ليس مخرجا من السهل الوصول إليه في مقابلة منفردة. هناك بدائل تطرح عليك، منها الاكتفاء بالمؤتمر الصحافي، أو إجراء مقابلة جماعية. عليك أن تصر وأن تنتظر، وربما نجحت في إصرارك أو فشلت.

لكن هذا ليس هو كل ما هو صعب في شخصيته. إنه من المراس والصمود في حرفته، بحيث ينجز غالبا ما يريده هو من السينما وليس ما تريده منه. إذا ما قرر مثلا أن يغيب عن قارعة الأفلام الروائية فعل ذلك وإن تكاثرت حوله العروض.

إذا ما رغب في إنجاز فيلم ما له على النحو الذي يراه هو صحيحا فلن يستطيع أي مدير شركة توزيع أو تمويل إغراءه ببعض التنازلات لقاء التأكد من أن الفيلم سيستطيع استرداد كلفته. أحد منتجي فيلم «ملكة الصحراء» قال لي «ما نفعله هو أن نتركه وشأنه، وأن نقبل كل ما ينجزه من دون مناقشة. إنه فنان كبير ونحترم ذلك فيه».

أفلام ترغب في صدام

«ملكة الصحراء» هو أول فيلم روائي له منذ 2009 عندما أخرج عملا اختلفت عليه الآراء بعنوان «ابني.. ابني ماذا فعلت؟»، وكان ذلك في العام ذاته الذي شهد قيامه بإخراج فيلم آخر تم الاختلاف حوله هو «الضابط السيئ». بعدهما عاد إلى السينما التسجيلية التي كان تطرّق إليها في سنوات سابقة وأنجز ثلاثة أفلام للتسويق التجاري، وفيلمين على الفيديو، بينما كان منشغلا بكتابة سيناريو فيلم «ملكة الصحراء».

انطلق اسمه في مطلع السبعينات. وُلد في عام 1942، وصوّر فيلمه الأول بعد عشرين سنة، كالأفلام الخمسة اللاحقة، قصيرا. سنة 1970 حقق أول فيلم روائي طويل بعنوان «حتى الأقزام تولد صغيرة». الفترة ذاتها شهدت بروز جيل جديد من السينمائيين الألمان بينهم فولكر شلندروف، رينر فرنر فاسبيندر، وفيم فندرز. توفى فاسبيندر (هناك فيلم جديد عنه معروض خارج المسابقة)، وشلندروف وفندرز ما زالا، مثل هرتزوغ، نشيطين إلى اليوم.

الحقبة الأولى من أعمال هرتزوغ كانت تتميّز بأعمال ترغب في الصدام مع كل شيء: مع ممثليها، مع مواضيعها، مع الطبيعة، ومع جمهورها، ثم مع نفسه. ذات مرة حين صرّح للصحافة بأنه سيصنع فيلما أراد تحقيقه وإلا سيأكل حذاءه، ولم يستطع، دعا إلى مؤتمر صحافي في مهرجان كان و.. أكل حذاءه فعلا.

لكن أفلامه كانت دائما مثيرة للاهتمام، وغالبا ما تضمن للمشاهد قدرا ومستويا عاليين من الجودة. قد تثيره سلبا في بعض طروحاتها، لكنها كانت تصيب أيضا في رغبتها لفت النظر إلى الداخل في الأنفس الذي يترك الأثر السلبي على الخارج من الممارسات. هذا حال «أغير.. غضب الله» (1972) «وويجيك» (1979) ولاحقا «فتزجيرالدو» (1982) و«ثعبان أخضر» (1987). لكن هرتزوغ أصبح أكثر طراوة في أعماله خلال السنوات العشر الأخيرة إلى درجة أنه حقق فيلما رومانسيا، ولو على نحو منه، في «ملكة الصحراء».

* مساحات حرّة

ضمن الدقائق المحدودة، كان لا بد من طرح الأسئلة سريعا والأمل في أن تكون الإجابات مختصرة حتى يمكن إلقاء أسئلة أخرى:

·        ما سبب اهتمامك بحياة غرترود بيل؟

- لم أخطط لتحقيق هذا الفيلم. لم أجلس لأكتب خطّة أو أضع روزنامة عمل تتضمن فيلمي المقبل. جاءتني الفكرة بعد قراءة مذكرات غرترود بيل، وتحدثت مع المنتجين، وسار الفيلم بعد ذلك في سياقه العادي الذي يسير فيه كل فيلم.

·        لكنه فيلمك الروائي الأول منذ ست سنوات..

- هذا ليس صحيحا. في السنوات العشر الأخيرة حققت أكثر من فيلم روائي إذا كان التقسيم بين التسجيلي وبين الروائي يهمّك. لقد سمعت السؤال نفسه من زملاء لك وأريد أن أصحح هذه الصورة. العمل عندي لا ينقسم بين الروائي وبين التسجيلي، ولا أكاد أهدأ مطلقا. هناك أعمال أخرى أمارسها في نطاق العمل السينمائي لا تسجل لي.

·        مثل التمثيل الصوتي في بعض حلقات «ذا سيمسونز»؟

- تعلم؟

·        قرأت مقابلة معك ذكرت فيها هذا الأمر..

- حسنا.. هذا يؤكد ما أقوله. هناك الكثير مما أقوم به حتى غير الكتابة والإخراج.

·        أعتقد أن نيكول كيدمان كانت جيّدة في دور «ملكة الصحراء».. هل واجهتك صعوبة في العمل معها؟

- لا.. على الإطلاق. كانت علاقتنا ودّية جدا بل على العكس. بعد انتهاء العمل فكّرت أن علينا أن نعمل معا في المستقبل. لا تبني آمالا. هذا يعتمد على السيناريو الصحيح والوقت المناسب. لكن هنا في برلين، أود أن أقول، تردد أنني لم أصنع فيلما من بطولة امرأة من قبل. هذا صحيح بعض الشيء. معظم أفلامي من بطولات رجالية، وهذا ما جعلني أفكر في أنني أريد أن أحقق المزيد من الأفلام التي تتولاها المرأة.

·        بدأت سؤالا لكنه قاطعه:

- أريد أن أضيف أن كيدمان منحت الفيلم أداء ليس فقط جديدا عليها بل ومناسبا جدا للفيلم. هذه نقطة مهمة. بعض الممثلين جيدون لكنهم ليسوا مناسبين للفيلم الذي يقومون بتمثيله.

·        قيل إنها أكبر سنا من الشخصية الحقيقية..

- فليكن.. لكنها ليست عجوزا أو مختلفة جدا عن الشخصية. هناك مساحات حرّة يستطيع المخرج فيها الحركة إذا ما وجد أن ممثله مناسب لما يريد القيام به. كذلك إذا لم يكن هناك تجانس بين الممثلين تجد أنك صوّرت مشاهد لا روح فيها. وهذا التجانس كان موجودا بينها وبين جيمس فرانكو مثلا أو بينها وبين الآخرين جميعا.

·        ما هو الفيلم الآخر الذي أسندت بطولته إلى امرأة؟

- لم يكن روائيا لكنه كان عن تحطم طائرة وقع بالفعل، وكانت هي الناجية الوحيدة بين 96 راكبا، وتناول كيف استطاعت البقاء حيّة وسط غابة معزولة.

·        تقصد «أجنحة الأمل»؟

- نعم.. هل شاهدته؟

·        للأسف لا.

- على أي حال ما هو صحيح أنني لم أحقق فيلما روائيا من بطولة امرأة. هذا يجعلني متحفزا لتصوير فيلمي المقبل من بطولة امرأة أيضا. لا أنوي الحديث عنه الآن، لكنه قد يكون فيلمي المقبل فعلا.

في الإسلام كبرياء

·        الأمكنة مهمة عندك، سيد هرتزوغ.. إنها الكهوف الأثرية في «كهف الأحلام المنسية» والجبال الوعرة في «فتزجيرالدو» أو الغابات أو، كما الحال هنا، الصحراء في «ملكة الصحراء». ما الذي يجذبك إلى هذه الأماكن؟

- كل بيئة طبيعية هي روح خاصة. الصحراء لها تلك الروح. لقد صوّرت كثيرا في الطبيعة الأوروبية وفي الغابات الآسيوية أو سواهما. لكن الصحراء تكلّمت معي على نحو خاص. هناك شيء لا يمكن وصفه عندما تكون وسط الصحراء محاطا بالرمال.

·        هل ارتبطت الصحراء باحترامك لتقاليد البدو الذين يعيشون فيها؟

- قبل يومين خلال العرض الجماهيري وقف مشاهد أهبل وصرخ «أنت متعاطف مع الإسلام» ثم خرج. لم يأبه به أحد. الكل يعلم أن في الإسلام كبرياء وسموا، لكن القلّة هي المصابة بالإسلاموفوبيا. وهي قلّة تعول على ما يقوم به بعض المسلمين المتطرّفين. أنا لا أتبع هذا الشأن. لا أكن للمصابين بهذا الداء أي تقدير.

·        الفيلم يصل في الوقت الصحيح لتقديم صورة مغايرة..

- بالتأكيد ولو أنني لم أخطط لذلك.

·        هل تعتبر أن هذا الفيلم تجاري بلغة الصناعة؟

- آمل أن ينجح تجاريا بالطبع ويبدو أنه سيفعل. بيعه تم يوم أمس لأميركا الشمالية. أنا مخرج أفهم في السوق وفي التجارة وليس من مصلحتي أن أجعل الممول يخسر ماله المدفون في عملي. علي أن أعيره هذا القدر من التقدير.

·        هل تجد هذا القول منتشرا بين العديد من المخرجين الآخرين؟

- أعتقد، لكني لا أعلم. أعتقد أن الكثيرين يفعلون ذلك. لكن هناك فارقا مهما. البعض يتنازل لأجل أن يضمن للمنتج أرباحا. القليلون هم الذين لا يتنازلون، لكنهم يوظّفون الأفلام توظيفا صحيحا للوصول إلى هذه الغاية.

الشرق الأوسط في

08.02.2015

 
 

"برلين 65": بينوش تقتل الدبّ.. وبناهي سائق تاكسي

هوفيك حبشيان

لا يمكن الحديث عن مهرجان برلين السينمائي الذي ينطلق في شهر شباط من كل عام، من دون ذكر العوامل الطبيعية التي يجري في سياقها هذا الحدث الثقافي والسينمائي الكبير. فالطقس مكوّن أساسي من مكوّنات الـ"برليناله"، بالنسبة الى المنظمين والرواد. فإذا كان الجوّ صافياً والسماء رحومة بالوافدين الى برلين من أصقاع الأرض، فهذا يعني أنّ الناس في داخل الصالات سيكونون أقل عدداً، بحسب ما يقول أحد العاملين في مكتب الصحافة. مع ذلك، ليس الـ"برليناله" من المهرجانات التي تبحث عن مشاهدين، فهو يسجل عاماً بعد عام، أرقاماً قياسية جديدة في الايرادات، محققاً نحو نصف مليون مشاهد في مدينة يبلغ عدد سكانها 3 ملايين ونصف المليون

مساء الخميس الفائت كان لنا موعدٌ مع دورة جديدة تحمل الرقم 65. المهرجان الذي لمّ شمل مدينتين متخاصمتين، يستطيع التباهي اليوم بأنه أصبح منبراً للثقافة الأوروبية في دعمها الثقافات الاخرى. فمن الأشياء التي يمكن ادخالها في اطار التعاون بين الغرب والشرق: انشاء مركز ترويج للسينما العربية في سوق الفيلم التابع للمهرجان. خطوة ايجابية من جانب إدارة وقفت دائماً وقفات تضامينة مع سينمات الدول النامية التي لا تولى حكوماتها الفنّ الأهمية المطلقة

فيلم الافتتاح، "لا أحد يريد الليل" لايزابيل كوشيت، كان مخيباً. بدا واضحاً أنّ مدير المهرجان الفكاهي ديتر كوسليك، اختاره ليس لأنه مغرم بسينما هذه المخرجة الاسبانية المتواضعة القدرات، بل لأنه عمل نسوي أخرجته سيدة وتؤدي فيه البطولة سيدة أخرى هي جولييت بينوش. افتُتح الشريط بمشهد تقتل فيه بينوش دباً قطبياً، الأمر الذي فتح المجال واسعاً أمام بعض التعليقات الساخرة. فكيف يُقتل الدبّ، وهو شعار المهرجان، منذ اليوم الأول لانطلاقه؟

تجري حوادث فيلم كوشيت المعروض في المسابقة في غرينلاند. الطبيعة غاضبة. الثلوج عالية والرياح قاتلة. في هذه الأجواء القاسية، تذهب جوزفين بيري (بينوش) للبحث عن زوجها الضائع عند حافة الكرة الأرضية. زوجها روبرت هو أول مَن استكشف القطب الشمالي في مطلع القرن الماضي. البحث عن زوجها سيوصلها للتعرف الى امرأة أخرى، ليتبين انها تنتظر منه مولوداً. الكلّ يقنعها في البداية بأن ما تقدم عليه هو ضربٌ من الجنون، لكن جوزفين لا تأبه، فهي من عائلة النساء اللواتي صوّرتهن كوشيت طوال مسيرتها، منذ فيلمها "الحياة من دوني" حيث تعرفنا الى أوضاع سيدة محكومة بالإعدام. هنا، تقارب كوشيت الحكاية على نحو كلاسيكي جداً، متمسكة بتقنيات "المدرسة القديمة": زاوية عريضة لالتقاط المساحات الطبيعية، تعليق صوتي، مواقف متوقعة. الميلودراما تطغى على كل المحاولات اللافتة لزج الفيلم في ما يشبه الرواية المغامراتية، فيخرج منها متهالكاً فاقداً الشخصية السينمائية.  

المفاجأة التي أثارت اهتمامنا في اليوم الأول للمهرجان تمثلت في فيلم جعفر بناهي الجديد، "تاكسي"، المعروض في المسابقة. مهرجان برلين كان دائماً الداعم الأكبر لهذا المخرج سواء في أيامه المجيدة أو في محنته. ظل كرسيه شاغراً في المهرجان، يوم لم يستطع الحضور للمشاركة كمحكّم في إحدى الدورات السابقة. بناهي الذي منعته سلطات بلاده من العمل في السينما مدة عشرين عاماً (ومع ذلك فهو يصوّر وتُعرض أفلامه في المهرجانات الكبرى)، يضطلع هنا بدور سائق سيارة أجرة يجوب شوارع طهران بحثاً عمن يقلهم بسيارته من مكان الى مكان. بيد أنّ المسألة برمتها حجة سينمائية للحديث معهم والاطلاع على أوضاعهم والتقرب منهم، في مدينة يختزلها بناهي ببضع شوارع وعدد من الشخصيات الـ"ميتافورية". إنه لعملٌ باهر هذا الذي يأتينا به مخرج "الدائرة"، فهو يلجأ الى امكانات بسيطة جداً للتعبير عن أفكاره وهواجسه: كاميرات صغيرة محمولة أو ثابتة، سيارة، وحفنة من الشخصيات التي لا تملك إلا الكلام لافراغ جعبتها. بناهي يتحدى في هذا الفيلم القرار القاضي باسكاته، ولكنه أيضاً يتحدى ظروف التصوير التي سرعان ما تتحول الى رهان جمالي. فالتقاط المَشاهد من داخل السيارة حصراً، يصبح محفّزاً أساسياً في لحظة إبداعية سياسية لن ينساها المهرجان بسهولة

"يوميّات مدبرة منزل" لبونوا جاكو هو الفيلم الفرنسي الوحيد الذي يشارك في مسابقة المهرجان هذه السنة. المخرج الفرنسي الغزير الذي أنجز 43 فيلماً بـ41 عاماً يجد ضالته في أحد كلاسيكيات الأدب. رواية غوستاف ميربو التي نُشرت عام 1900 اقتُبست مراراً. جان رونوار نقلها الى السينما، وعاد لويس بونويل أفلمها في نسخة من بطولة جانّ مورو لم تفارق الذاكرة. ليا سايدو تضطلع هنا بدور سيليستين، مدبرة منزل شابة تصل من باريس للعمل في منزل عائلة لانلير البورجوازية المقيمة في منطقة نورماندي. سيليستين عنيدة، شخصيتها قوية، لا تتنازل بسهولة عن حقها في أن تُعامَل كانسانة كاملة. تتعرض للتحرش من ربّ عملها، أمّا زوجة الأخير فلا تترك لها ثانية تلتقط فيها أنفاسها. حياتها أشبه بحلقات تعذيب متتالية ومترابطة. كيف يمكن لإنسانة مثلها أن تخرج من هذه الدائرة بلا لجوء الى ما يتعارض مع قيمها وأخلاقها؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه بونوا جاكو في الفيلم، من دون أن يكون خطابياً مملاً. هذا واحد من أكثر أفلام المسابقة سلاسة، تلتئم المَشاهد ببضعها البعض بحسّ جمالي صريح. ثم هناك ليا سايدو التي تحمل الفيلم الى مستويات حسية رفيعة الشأن. بحسب المنتجة كريستينا لارسن، فهذه النسخة لرواية ميربو التي شارك في انتاجها الأخوان داردين، هي الأكثر وفاءً للأصل الأدبي، علماً أنّ جاكو يلقي نظرة قاسية على الطبقة التي يرسم انحطاطها ببرودة وتأمل

400 فيلم من القارات الخمس تُعرَض في دورة هذه السنة من مهرجان برلين الذي يستمر الى 15 الجاري. هناك 19 فيلماً في المسابقة الرسمية، تتعايش فيها الأسماء الكبيرة (اندرياس درايسن، بونوا جاكو، بيتر غرينواي، فيرنير هيرتزوغ، باتريسيو غوزمان...)، مع الوافدين الجدد. لجنة التحكيم يترأسها السينمائي الأميركي دارن أرونوفسكي، وفي ختام هذا الماراتون السينمائي، ستُوزَّع "الدببة" الى مستحقيها. بالاضافة الى الأسماء المذكورة، هناك من ضمن المشاركين تيرينس ماليك، المخرج الأميركي الفائز بـ"سعفة" كانّ الذي يأتينا بـ"فارس الكؤوس"، محافظاً على أسلوبه في التقطيع الخاطف وطرح عذابات الشخصيات من خلال أصواتهم الداخلية. خارج المسابقة، لدينا آخر انتاجات مخرجين مثل أوليفر هرشبيغل وايرمانو أولمي وفيم فاندرز الذي تكلل مساره بجائزة تكريمية. الـ"برليناله" يلتفت أيضاً الى تاريخ السينما عبر إعادة الاعتبار الى كنوزها التي تتحول مادة فرجة للأجيال الصاعدة. هناك هذه السنة استعادة في عنوان "التكنيكولور المجيدة"، تنطوي على 30 فيلماً، من ضمنها روائع مثل "الملكة الأفريقية" لجون هيوستن

المدن الإلكترونية في

08.02.2015

 
 

"جمعة" فلسطينية و"سبت" إسرائيلى فى مهرجان برلين

برلين أحمد شوقى

فى مهرجان بحجم مهرجان برلين، يُعرض فى برامجه المختلفة أكثر من 400 فيلم يشاهدها ما يزيد عن نصف مليون مشاهد،

 تصبح كلمة السر هى الاختيار الأنسب لكل شخص من الحضور. كل يضع برنامجه لحضور الأفلام والندوات والفعاليات المختلفة، وفقا لأجندة اهتماماته ونوعيات السينما التى يفضلها. وبحكم انتمائنا الجغرافى وواقعنا السياسى كان من الطبيعى أن يشغل أذهان نسبة لا بأس بها من الحضور العربى عروض الأفلام الفلسطينية والإسرائيلية، والتى عرض برنامج البانوراما، أهم برنامج مواز فى المهرجان، اثنين منها فى ليلتين متتاليتين، فعرض ليلة الجمعة الفيلم الفلسطينى الروائى "الحب والسرقة ومشاكل أخري" للمخرج مؤيد عليان، ثم ليلة السبت الفيلم التسجيلى "أصوات محجوبة" للمخرجة الإسرائيلية مور لوشي. وبالرغم من اختلاف الفيلمين فى النوعية والأسلوب والطرح الفكري، إلا أنه يجمعهما سمتين رئيسيتين، الأولى هى المستوى الفنى الجيد لكليهما، والثانية هى التعبير عن ميلاد أجيال جديد من طرفى القضية الأزلية، وصعود أصوات جديدة، تحاول النظر للأمور من زاوية مختلفة، وتعيد تقييم الذات قبل الانخراط فى تقييم الآخر. "الحب والسرقة وأشياء أخري" الفيلم الفلسطينى روائى لاهث، تم تصويره بالأبيض والأسود لسبب غير معروف، يقول كاتالوج المهرجان عنه أنه "إهداء فلسطينى للموجة الفرنسية الجديدة"، وهو وصف يمكن تصور أسبابه على الأقل على مستوى إيقاع الحكاية وحس السخرية المسيطر عليها وموسيقى الجاز المستخدمة، بالإضافة إلى بناء شخصية البطل موسي، الشاب الذى يعيش حياته "لآخر نفس" على غرار بطل جودار الشهير. يبدأ كل شيء عندما يقوم موسى بدافع السخط غير المبرر بترك العمل الذى دبره له والده داخل اسرائيل، ليقوم بما يفعله بشكل تلقائي: يسرق سيارة لبيعها، دون أن يعرف أن حظه السيئ جعل السيارة التى يختار سرقتها يوجد داخل صندوقها الجندى الاسرائيلى الذى اختطفته الكتائب الفلسطينية لتستخدمه كورقة ضغط للإفراج عن الأسري! السيناريو الذى كتبه الشقيقان رامى ومؤيد عليان يحول القضية فائقة الأهمية "الأسرى وعمليات الاختطاف للتفاوض حولهم" إلى خلفية لحكاية مثيرة ساخرة، يجد فيها البطل نفسه متورطا وسط صراع الكتائب الفلسطينية وأجهزة الأمن الاسرائيلية، بينما كان كل هدفه هو الحصول على مبلغ مالى يتمكن بواسطته أن يهرب خارج البلاد. فكرة إعادة تقييم الذات تظهر فى مشهد المواجهة بين موسى وبنى وطنه من المقاومة، والذى يصارحهم فيه بأنه كان يتمنى أن يصير بطلا أو شهيدا مثلهم، لكن قدرات البشر النفسية تتباين، ومن الخطأ افتراض أن على الجميع أن يعيش فى حالة كفاح مستمر، فمن حق البعض أن يرغبون فقط فى العيش بسلام، وهى رسالة تأتى فى الوقت المناسب على شريط الفيلم، بعد تفاعل المشاهد مع أزمة موسى وتوجيه مشاعر الجمهور لتكون راغبة مثله فى النجاة من طرفى صراع لا يرغب أن يكون داخله. "أصوات إسرائيلية محجوبة" أما الفيلم الاسرائيلى فيحمل شكل أكثر وضوحا من محاكمة الذات، تقوم بها المخرجة من خلال مجموعة تسجيلات نادرة حصلت عليها، قام فيها الكاتب عاموس أوز بالحوار مع عدد من الجنود العائدين من حرب الأيام الستة التى نعرفها بنكسة 1967، يكشف فيها الجنود أنه بالرغم من مظاهر الاحتفال والبطولة المحيطة بهم، إلا أن كل منهم يشعر بخطأ ما حدث وما تم ارتكابه من جرائم خلال الحرب. التسجيلات التى قام بها أوز لينشر كتابا عن الأمر تعرضت لحذف ما يقرب من 70 بالمائة من محتواها على أيدى الرقابة العسكرية الإسرائيلية، حتى تمكنت المخرجة مور لوشى أخيرا من إخراجها للنور، وفيها تستمع لاعترافات صريحة من جنود قاموا بقتل أسرى مصريين بعد استسلامهم، تنفيذا لأوامر القادة الذين طلبوا منهم أن "يقتلوا أكبر عدد ممكن". تستمع فى التسجيلات أيضا لانطباعات الجنود عن قيامهم بالاستيلاء على القرى الفلسطينية وتهجير أهلها، وكيف تم هذا بطريقة وحشية، بصورة جعلت أحدهم يروى "كنت أتحجج للأهالى بأنهم يهجرّون من منازلهم لأن القرية ستقصف بالكامل، فيردون عليّ بأنهم يريدون البقاء حتى لو ماتوا فى القصف، فكنت لا أجد ما أقوله وأجبرهم على الرحيل بتهديد السلاح، وكنت وأنا أشاهدهم وهم يرحلون ويتركون بيوتهم دون امتلاك أى قدرة على المقاومة، أشعر بأن الهولوكوست لا يفرق كثيرا على ما قمنا به". الفيلم بالطبع مروى من وجهة النظر الاسرائيلية، التى ترى أن حرب 1967 كانت دفاعا عن النفس من هجوم متوقع من عبدالناصر، وأن الوجود فى القدس حق تاريخى لليهود، لكن مخرجته توجه اللوم لما حدث خلال هذه الحرب الدفاعية، وتقول ببساطة أن كل ما تلى ذلك من صراع لا ينتهى كان سببه ما اقترفته القوات الإسرائيلية خلال الأيام الستة. صعب أن نتفق مع ما يطرحه الفيلم كليا، لكن يستحيل أيضا أن نتصور قيام مخرجة إسرائيلية بامتلاك خطاب عربي، على الجانب الاخر يحسب لها سعيها للكشف عما حدث وتقديم حقائق كانت صادمة للكثيرين ممن حضروا الفيلم فى برلين، ومنهم رجل تحدث فى الندوة بأنه كان يسمع دائما أن صراع اسرائيل مع العرب هو صراع الحضارة ضد عدم الحضارة، لكن ما شاهده أثبت خطأ هذا التصور، وهذا بشكل ما مكسب حتى لو لم نتفق مع الفيلم وصانعته بشكل كامل. وتبقى الإشارة إلى أن صانعا الفيلمين، الفلسطينى والإسرائيلي، كلاهما مخرج شاب من أبناء الجيل الذى تفتح وعيه للعالم بعدما صارت القضية أكثر تعقدا، ولم تعد الأمور بالأبيض والأسود كما كانت عليه قبل أربعين عاما، فكان من الطبيعى أن يمتلك هذا الجيل نظرة مغايرة، ظهرت فى أعمال سابقة وهاهى تعيد الظهور بشكل أكثر نضجا فى بانوراما مهرجان برلين.

الأهرام المسائي في

09.02.2015

 
 

مشروعات الأفلام الفائزة بجائزة «روبرت بوش ستيفتونغ»

إنتاج مشترك بين ألمانيا ومصر والأردن ولبنان على هامش «برلين السينمائي»

برلين ـ «سينماتوغراف»

في حفل أقيم ضمن فعاليات برلينال للمواهب الذي يُعقد في إطار مهرجان برلين السينمائي الدولي، أعلنت مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ مساء أمس الأحد 8 فبراير عن مشروعات الأفلام الفائزة بجائزتها التمويلية، حيث ذهبت جائزة مشروعات الأفلام الوثائقية إلى مشروع الفيلم الألماني المصري آمال للمخرج محمد صيام، وذهبت جائزة الفيلم الروائي القصير إلى مشروع الفيلم الألماني الأردني الببغاء للمخرجين أمجد الراشد ودارين سلام، بينما فاز بـجائزة التحريك مشروع الفيلم الألماني اللبناني نظف غرفة المعيشة فلدينا ضيوف قادمون للمخرج غسان حلواني والمنتجة إنكا ديفتس.

الجوائز الثلاث، تبلغ قيمة كل منها 70 ألف يورو يستخدمها أصحاب المشروعات السينمائية الفائزة في تمويل أفلامهم، وقبل الإعلان عن المشاريع الفائزة بالجوائز، قام 15 فريقاً من السينمائيين الألمان والعرب بعرض أفكار مشاريعهم على لجنة التحكيم الدولية خلال 15 دقيقة لكل مشروع، وقبلها قامت لجنة التحكيم بالاطلاع على ملفات الأفلام التي تشرحها بشكل موسع.

مشروع الفيلم الوثائقي آمال سيقوم بإخراجه محمد صيام مع المنتجة سارة بوكوميّر، ويقدم الفيلم العنف الذي تتعرض له الشخصية الرئيسية بالفيلم، فعندما يكون بمثابة لغة، يصبح الغضب هو قدرها وغايتها. وقد منحت لجنة التحكيم جائزتها للمشروع بسبب طرحه الحميمي والشاب، ونهجه المفعم بالحيوية في عرض تأثير قوة امرأة مهمشة في المجتمع المصري المعاصر، وانفتاح المخرج على التحولات المفاجئة في التاريخ والحياة الخاصة.

أما مشروع الفيلم الروائي القصير الببغاء فهو للمخرجين أمجد الراشد ودارين سلام، مع المنتج رومان رويتمان بالاشتراك مع ديما عزار، ويحكي الفيلم الألماني الأردني قصة أفراد عائلة مزراحي اليهودية في المغرب الذين يحاولون الاستقرار في حياتهم الجديدة في حيفا عام 1948 في فلسطين، والمسكونة بضيف ثقيل، وببغاء أحمر كبير تركه سكان عرب سابقون. وقد اقتنعت لجنة التحكيم بأن القصة الأصلية عن التهجير والتبني يتم عرضها من منظور غير معتاد برشاقة وشغف كبير بالتفاصيل.

مشروع فيلم التحريك نظف غرفة المعيشة فلدينا ضيوف قادمون يشهد تعاوناً بين ألمانيا ولبنان، وهو من إنتاج إنكا ديفتس وإخراج غسان حلواني، وتدور أحداثه في بيروت، المدينة التي تقع في دائرة شريرة من التدمير وإعادة البناء وتكافح من أجل دفن ماضيها المظلم، حيث قصص الأشخاص الذين اختفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية تطفو على السطح لتؤكد حضورهم الدائم، ويكشفها شخص مشرد يقع على آثارهم بالصدفة، ويتحمل عبء خدش سطح الشكوى والمُثل العليا الجديدة. وقد اقتنعت لجنة التحكيم بأن المشروع يتمتع بنهج بالغ الإبداع لموضوع في غاية التعقيد، من خلال وجهة نظر حميمية عبر بحث أثري في تاريخ المدينة وواقعها الحالي.

وقد تكونت اللجنة المختارة لجائزة هذا العام من الصحافي وناقد الأفلام فينشنزو بونيو، جورج ديفيد مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، يوهانس إيبرت السكرتير العام لـمعهد غوته، الأديبة والصحفية دوريس هيب، المخرجة ماريان خوري، هانيا مروّه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية والمنتج رومان بول.

وقد بدأت النسخة الأولى من جوائز مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ في عام 2013، وهي تستهدف في المقام الأول الإنتاج المشترك بين ألمانيا وصناع الأفلام العرب، وتركز في اختيارها للمشروع الفائز بالجائزة على التبادل الثقافي، ويبدأ الاشتراك في المسابقة سنوياً في شهر مايو وينتهي في سبتمبر، ويمكن الاستفادة من قيمة الجائزة في تمويل الفيلم بالكامل.

«بائعة النعناع».. أطول فيلم سينمائي موريتاني

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

انتهي مؤخرا تصوير اللقطات النهائية من أطول فيلم سينمائي موريتاني (65 دقيقة). ويحث الفيلم الذي يحمل عنوان: «تيتا.. بائعة النعناع»، على التشبث بمكارم الأخلاق، ويأتي ثمرة لشراكة بين سينمائيين، ممثلين وفنيين، ومستثمرين وطنيين، على مدى 18 شهرا.

وكان حفل الختام الرسمي لتصوير الفيلم الموريتاني «تيتا بائعة النعناع» للمخرج سالم دندو قد تم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط بحضور وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية.

وكان الحفل مناسبة للمخرج الموريتاني سالم دندو للإشادة بدور المنتجين الموريتانيين في صناعة الفيلم الذي وصفه بأنه أول عمل طويل موريتاني مائة بالمائة.

وقال دندو «إن العشرات من الشباب الموريتاني وبحضور عدد من ضيوف الشرف شاركوا في إنتاج فيلم «تيتا بائعة النعناع» مؤكدا قيامهم بمجهودات ضخمة لإظهاره بأحسن حال»، مؤكدا في الوقت ذاته أن الفيلم أول عمل موريتاني يجد دعما من مؤسسات إنتاج موريتانية في إشارة إلى بدء الاهتمام بالاستثمار في مجال الفن السابع.

وأضاف دندو  «إن الفيلم يتحدث عن قصة اجتماعية ذات نهايتين ـ بالنسبة للمشاهد ـ أولاهما إطلاق سراح زينب والدة البطلة، فتتبدد ملامح النهاية ببروز أحداث مشوقة أخرى تفضي إلى النهاية الثانية والفعلية وهي موت المصور موسى وهو الذي تبنى ضمنيا الطفلة البطلة داخل الفيلم والذي رأت فيه والدها المتوفى والذي كان يعمل مصورا هو الآخر».

وأردف مخرج الفيلم «أن ما يجمع بين البطلة الصغيرة والمصور هو تلك العزلة التي يعانيان منها فهو نظرا لعدم اتقانه اللغة التي يتحدث بها سكان الحي لم يتمكن من الاندماج بشكل كبير، وأما الصغيرة «تيتا» فكانت تلعب دور فتاة صماء لا تستطيع التعبير عما بداخلها سوى من خلال الصور التي تقطعها وتمثل بالأفراد اللذين ترفضهم في حياتها والذين يمثلون لها الشر».

وأكدت وزيرة الثقافة، «ان أسرة الفيلم تكونت على مدى طويل من صناعة السينما الموريتانية الحديثة لتكون نواة تظهر من خلالها براعم الإبداع في المستقبل كمنتجين ومبدعين وطنيين” مشددا على استعداد مؤسسته على دعم أي عمل من شأنه أن يعلي من قيمة الفن الهادف إلى تغيير الأنماط والسلوكيات المشينة بالمجتمع».

بالصور: «برة في الشارع» فيلم مصري عرض بـ«برلين»

برلين ـ «سينماتوغراف»

عرض مساء أمس الأحد بقاعة برنامج «المنتدى» ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى الفيلم المصرى«برة فى الشارع» من إخراج كل من ياسمينة متولى وفيليب رزق وهو من إنتاج شركة «س» للمخرجين مصطفى يوسف وهبة يسرى ومدته 72 دقيقة.

شهد العرض حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وبعدها عقدت ندوة للنقاش حول العمل،واستمرت الندوة لمدة ساعة كاملة وتساءل الحاضرون عن التعامل التمثيلى مع ممثلين غير محترفين وكيف خرج الأداء بهذه الصورة الحقيقية.

 وتحدث مخرجوه عن العزلة الموجودة بصورة أساسية فى العمل بالرغم من كون اسمه «برة الشارع» وأكدوا أنهم قصدوا ألا يصنعوا فيلمًا عن الثورة بل عن العوامل التى أدت للثورة كبعد اقتصادى واجتماعى للقمع.

«برة فى الشارع» فيلم عن مجموعة من عمال ضاحية حلوان فى مصر، الحى ذو الأغلبية من الطبقة العاملة. فيه يشترك عشرة عمال فى ورشة تمثيل، خلال البروفات يستحضرون قصص الظلم فى المصنع، والعنف من الشرطة، والمحاكم التى تلفق تهم وعدد لا نهائى من قصص فساد واستغلال صاحب العمل. على سطح إحدى البنايات التى تطل على قلب القاهرة – نخلق مساحة ما بين الخيال والواقع- ليخرج المشاركون ويدخلون فى الشخصيات لتشكيل العرض الذى يحكى واقعهم اليومى.

 «برة فى الشارع» يدمج مشاهد من ورشة العمل والعرض التمثيلى بناء على سيناريو وضعه المخرجان معتمد على بحثهم الاجتماعى عن أحوال العمال قبل ثورة ٢٥ يناير، أيضًا مع لقطات قام بتصويرها أحد العمال على هاتفه المحمول كدليل للمحاكم لوقف تدمير مقر عمله.

 تهدف هذه الطريقة وهذا المزج لتشجيع للاندماج الجماعى عبر عملية الفرجة، واضعة المشاركين والمتفرجين داخل الموقف الاجتماعى ذاته.

سينماتوغراف في

09.02.2015

 
 

عرض فيلم "برة فى الشارع" فى مهرجان برلين

كتب خالد إبراهيم

عرض مساء أمس الأحد بقاعة برنامج "المنتدى" ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى الفيلم المصرى "برة فى الشارع" من إخراج كل من ياسمينة متولى وفيليب رزق وهو من إنتاج شركة "س" للمخرجين مصطفى يوسف وهبة يسرى ومدته 72 دقيقة. شهد العرض حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وبعدها عقدت ندوة للنقاش حول العمل،واستمرت الندوة لمدة ساعة كاملة وتساءل الحاضرون عن التعامل التمثيلى مع ممثلين غير محترفين وكيف خرج الأداء بهذه الصورة الحقيقية. وتحدث مخرجوه عن العزلة الموجودة بصورة أساسية فى العمل بالرغم من كون اسمه "برة الشارع" وأكدوا أنهم قصدوا ألا يصنعوا فيلمًا عن الثورة بل عن العوامل التى أدت للثورة كبعد اقتصادى واجتماعى للقمع. "برة فى الشارع" فيلم عن مجموعة من عمال ضاحية حلوان فى مصر، الحى ذو الأغلبية من الطبقة العاملة. فيه يشترك عشرة عمال فى ورشة تمثيل، خلال البروفات يستحضرون قصص الظلم فى المصنع، والعنف من الشرطة، والمحاكم التى تلفق تهم وعدد لا نهائى من قصص فساد واستغلال صاحب العمل. على سطح إحدى البنايات التى تطل على قلب القاهرة - نخلق مساحة ما بين الخيال والواقع- ليخرج المشاركون ويدخلون فى الشخصيات لتشكيل العرض الذى يحكى واقعهم اليومى. "برة فى الشارع" يدمج مشاهد من ورشة العمل والعرض التمثيلى بناء على سيناريو وضعه المخرجان معتمد على بحثهم الاجتماعى عن أحوال العمال قبل ثورة ٢٥ يناير، أيضًا مع لقطات قام بتصويرها أحد العمال على هاتفه المحمول كدليل للمحاكم لوقف تدمير مقر عمله. تهدف هذه الطريقة وهذا المزج لتشجيع للاندماج الجماعى عبر عملية الفرجة، واضعة المشاركين والمتفرجين داخل الموقف الاجتماعى ذاته

اليوم السابع المصرية في

09.02.2015

 
 

صناع الأفلام في ألمانيا والعالم العربي يلتقون في حفل عشاء مؤسسة «روبرت بوش ستيفتونغ»

برلين – «القدس العربي»:

من خلال جائزة الإنتاج الألماني العربي المشترك التي تقدمها، استطاعت أنشطة مؤسسة «روبرت بوش ستيفتونغ» أن تجذب صناع الأفلام البارزين في العالم العربي وألمانيا، حيث شهد حفل العشاء الذي أقامته المؤسسة تواجد هؤلاء السينمائيين مع ضيوف مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي تُعقد حالياً دورته الـ 65. 

ومن أبرز صناع السينما الذين حضروا حفل العشاء علاء كركوتي رئيس مجلس إدارة شركة ماد شولوشن، ماهر دياب المدير الفني والشريك المؤسس في الشركة، عبد الله الشامي الشريك الإداري لمكتب الشركة في دول مجلس التعاون الخليجي، جين ويليامز مستشارة مركز السينما العربية في مهرجان برلين السينمائي الدولي، المنتج اللبناني بول بابوجيان، المنتج المصري هاني أسامة، المخرج الإماراتي نواف الجناحي، شيفاني بانديا المدير الإداري لـمهرجان دبي السينمائي الدولي، وجيه أحمد المؤسس المشارك للشركة، المخرجة اللبنانية ميرنا معكرون، الممثل والمنتج المصري أحمد الفيشاوي، جورج داود مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، جوزيف كولينغود منسق مشروع مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، فلوريان فيكون مدير برمجة برلينال للمواهب، كريستين تورستوم مديرة مشروع برلينال للمواهب، مايك ميا هون منظِّمة برلينال للأفلام القصيرة، أدريك فان نيوهاوجه رئيس مكتب الصناعة في مهرجان أمستردام للسينما الوثائقية، كلوديا جوبي رئيس برنامج مهرجان الفيلم العربي برلين، فادي عبد النور المدير الفني للمهرجان، بالإضافة إلى عضوتي لجنة تحكيم الجائزة، المخرجة المصرية ماريان خوري، وهانيا مروّه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية.

واستهدف حفل العشاء في المقام الأول أن يلتقي محترفو صناعة السينما من العالم العربي وألمانيا بالإضافة إلى ضيوف المهرجان من أجل عمل شبكة من المحادثات، وقد قام بتقديم الحفل د. إنغريد هام المدير التنفيذي لمؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ، وفرانك في ألبيرز مدير المشروع وصاحب مبادرة جائزة الإنتاج المشترك، وخلال الحفل تم عرض الفيلم الفائز سابقاً بجائزة المؤسسة سايبة «فري ران» لباسم بريش.

وقد انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من جائزة مؤسسة «روبرت بوش ستيفتونغ»، التي تمنحها لأفضل 3 مشروعات أفلام ألمانية عربية مشتركة في فئات الأفلام الوثائقية الطويلة، الأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك، ومن المقرر الإعلان عن المشروعات الفائزة في حفل يُقام ضمن فعاليات برلينال للمواهب يوم الأحد 8 فبراير/ شباط.

وقد بدأت النسخة الأولى من جوائز مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ في عام 2013، وتصل قيمتها إلى 70 ألف يورو، يتم تسليمها في حفل يُقام أثناء فعاليات برلينال للمواهب لأفضل 3 مشروعات في فئات الأفلام الوثائقية الطويلة، الأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك، ويحصل واحد أو اثنان من أعضاء كل الفرق الفائزة على فرصة المشاركة كضيوف في دورة برلينال للمواهب من العام التالي.

وتستهدف الجائزة في المقام الأول الإنتاج المشترك بين ألمانيا وصناع الأفلام العرب، وتركز في اختيارها للمشروع الفائز بالجائزة على التبادل الثقافي، ويبدأ الاشتراك في المسابقة سنوياً في شهر مايو وينتهي في سبتمبر/أيلول، ويمكن الاستفادة من قيمة الجائزة في تمويل الفيلم بالكامل.

القدس العربي اللندنية في

09.02.2015

 
 

فيلم فلسطيني "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى" في برلين

برلين - فرانس برس

يعرض الفيلم الفلسطيني "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى" واقع الشباب الفلسطيني من خلال قصة شاب يحاول الفكاك من مشكلاته لكنه يقع ضحية عبث الواقع.

وقدم هذا الفيلم، وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه مؤيد عليان في مسابقة بانوراما من مهرجان برلين السينمائي إلى جانب فيلمين عربيين آخرين من العراق والمغرب.

ويتعقب الفيلم حياة موسى، وهو شاب من مخيم فلسطيني يتمرد على الواقع الذي اضطره للعمل هو ووالده في بناء المستوطنات الإسرائيلية.

ويسعى الشاب للفكاك في هذا الواقع من خلال سرقة سيارة للحصول على مبلغ يتيح له السفر والخروج من دائرة العنف المحيطة به، لكن العثور على جندي إسرائيلي مخطوف في صندوق السيارة يدخله في دوامة جديدة من التعقيدات الأكبر.

ويصور "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى" انسداد الأفق أمام الشاب الفلسطيني، العاجز عن تحقيق أي من أحلامه الصغيرة، والحصول على الفتاة التي يحب، وحتى عن الرحيل حين يصبح البقاء مستحيلا.

واختار عليان أن يكون فيلمه بالأسود والأبيض، وهو ما أعطاه بعدا تراجيديا أكبر، لكن الفيلم لا يخلو من السخرية المريرة في حكاية الواقع الفلسطيني.

وصور مؤيد عليان الفيلم بنفسه في حين كتب السيناريو مع شقيقه رامي، واختار أن يكون معظم الفريق المشارك في هذا العمل من الفلسطينيين.

وقال عقب عرض الفيلم إنه "لم يجد صعوبة في العثور على ممثلين فلسطينيين، لكن المشكلة كانت في جمع الفلسطينيين في مكان واحد للتصوير، خاصة وأنهم يأتون من مناطق فلسطينية مختلفة، بسبب الحواجز الإسرائيلية".

وصور الفيلم في أجزاء منه في مدينة بيت لحم وهي المدينة التي يعيش فيها المخرج المولود في الكويت في العام 1985، والذي درس السينما في سان فرانسيسكو.

وتصور أعمال مؤيد عليان واقع الفلسطينيين الشباب في ظل الاحتلال، حيث نال فيلمه القصير الأول "ليش صابرين" جائزة في مهرجان الفيلم القصير في كليرمون فيرون في فرنسا، ليجول بعدها على نحو 60 مهرجانا عبر العالم.

أما فيلمه الوثائقي الأول "منفيون في القدس" فحصل على جائزة كوداك للإبداع الفني في سان فرانسيسكو عام 2005.

وبالإضافة إلى فيلم "عن الحب والسرقة ومشاكل أخرى"، يعرض قسم البانوراما في مهرجان برلين السينمائي لهذا العام فيلمين عربيين، واحد من العراق للمخرج سمير بعنوان "الأوديسة العراقية"، وآخر من المغرب للمخرج هشام العسري بعنوان "البحر من ورائكم".

وافتتحت الدورة 65 من مهرجان برلين السينمائي في الخامس من فبراير الجاري، وستمنح جوائزها في 14 منه.

وتحضر المواضيع السياسية في مختلف فروع المهرجان لهذا العام، ولا سيما مع فيلم "تاكسي" للمخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي الذي يتتبع في عمله الجديد مشاهد في طهران صورت من وراء زجاج سيارة أجرة، وكذلك مع الفيلم الفرنسي "شبيبة ألمانية" (أون جونيس ألماند) الذي يروي تحول مجموعة يسارية من ألمانيا الغربية إلى العنف تحت ضغط المجتمع والإحباط، إضافة الى فيلم الفلسطيني مؤيد عليان.

العربية نت في

09.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)