كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

15 فيلماً سترفع حرارة شتاء برلين!

المصدر: النهار - هوفيك حبشيان ـــ برلين

مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستون

   
 
 
 
 

افتُتحت مساء الخميس الفائت في عاصمة الجليد السينمائي، برلين، النسخة الخامسة والستون من المهرجان الألماني المنتظر الذي يستمر الى الخامس عشر من الجاري، وفي جعبته أكثر من 400 فيلم من القارات الخمس موّزعة على أقسام وفئات وتصنيفات متنوعة، في مقدمها المسابقة الرسمية التي تنطوي على 19 فيلماً سينمائياً. لجنة التحكيم التي يترأسها السينمائي الأميركي دارن أرونوفسكي سيمنح هو ورفاقه في نهاية ماراتون المشاهدة الجوائز الى مستحقيها (أو الى غير مستحقيها وفق التقليد الذي تكرس في الكثير من التظاهرات السينمائية).

في قائمة الأفلام المتسابقة على "الدب الذهب"، أسماء لسينمائيين لم يعد لديهم شيء يثبتونه (اندرياس درايسن، بونوا جاكو، بيتر غرينواي، فيرنير هيرتزوغ، باتريسيو غوزمان...)، تصاحبها تجارب جديدة لمخرجين يخطون خطواتهم الاولى من ألمانيا ورومانيا وبريطانيا. اثنان من أصحاب القامات الكبيرة في السينما المعاصرة يشاركان في المسابقة هذه السنة: الأميركي تيرينس ماليك والإيراني الممنوع من العمل جعفر بناهي. بيد انهما لن يحضرا المهرجان (سبق ان فازا ببرلين). خارج المسابقة، نجد كلاً من اوليفر هرشبيغل، بيل كوندن، كينيث برانا، انطون كورباين، ايرمانو اولمي، وفيم فاندرز الذي سيحظى بجائزة فخرية لمجمل أعماله، فيما ستُسند "كاميرا البرليناله" الى المخرج الفرنسي الكبير مارسيل أوفولس. كل واحد من هؤلاء لديه جديدٌ يأتي به الى المهرجان، والأهم ربما كيف سيغادره، بعد أن يكون قد وضع نتاجه الجديد أمام أعين المتفرجين والمحكّمين. في البانوراما الذي يتضمن 34 فيلماً، لدينا هذه السنة كما دائماً تجارب "مختلفة"، يأمل المبرمجون في هذا القسم أن يخرج من جناحهم سينمائيو المستقبل. كذلك بالنسبة إلى "الفوروم" الذي يحتضن فيلم المخرج اللبناني غسان سلهب. لا ينسى الـ"برليناله" أيضاً القديم المجدد. الذاكرة السينمائية جزء من التراث الثقافي في بلد وضع أحد أهم التيارات في تاريخ السينما: "التعبيرية". استعادة هذه السنة تحمل عنوان "التكنيكولور المجيدة"، ويُعرض في اطارها 30 فيلماً. ذروة هذا البرنامج: "ذهب مع الريح" لفيكتور فليمينغ و"غناءٌ تحت المطر" لستانلي دونان. في الآتي، 15 فيلماً سترفع حرارة الشتاء البرليني.

1 - "لا أحد يريد الليل" لإيزابيل كوشيت:

يُفتتح الفيلم بمشهد قتل لدب قطبي بسلاح جولييت بينوش، ما يثير تعليقات ساخرة من بعضهم، كون الدب رمز المهرجان وجائزته. هذا انتاج أوروبي توزع تمويله بين فرنسا واسبانيا وبلغاريا، تجري حوادثه في غرينلاند مطلع القرن الماضي. مهلاً، هذا ليس كل شيء: الفيلم من بطولة الممثلة اليابانية رينكو كيكوشي والفرنسية جولييت بينوش والإيرلندي غبريال برن. الاسبانية كوشيت البالغة الرابعة والخمسين من العمر، افتتحت الـ"برليناله" بهذا الفيلم المُشارك في المسابقة الرسمية، عائدةً الى المهرجان الألماني بعد 12 سنة من مشاركتها فيه مع "حياتي من دوني". آخر مشاركة لها في تظاهرة سينمائية كبيرة كانت في مهرجان كانّ 2009 مع "خريطة أصوات طوكيو"، وعلى الرغم من انها تنجز الأفلام منذ نهاية التسعينات، لم تعرف التكريس الدولي الى الآن. الحكاية تُلّخَص في الآتي: جوزفين بيري مناضلة متزوجة من المغامر القطبي روبرت بيري. عندما تنقطع اخباره في خلال رحلته الى القطب، تضطر جوزفين الى التخلي عن كل شيء والذهاب الى غرينلاند بحثاً عن الرجل الذي تحبه والذي يفضّل قسوة الجليد على الحياة البورجوازية الدافئة. غير انها، عندما تصل الى هناك، تكتشف ان امرأة اخرى، تصغرها سناً، تنتظر عودة روبرت.

2 - "عندما كنّا نحلم" لأندرياس درايسن:

واحد من أبرع السينمائيين في ألمانيا يروي سيرة خمسة أصدقاء يقيمون في ضواحي لايبتزيغ في فترة ما بعد سقوط جدار برلين. يصوّر مخرج "صيف في برلين"، فوضى اعادة اتحاد بلاده، حيث قوانين أمس لم تعد فاعلة اليوم. انها حياة المجون والصخب والفسق من خلال كمشة شخصيات خارجة على القانون وأصول الحياة المدنية، حيث الأحلام تصطدم بالواقع. درايسن تعاون في هذا الفيلم (مسابقة رسمية) مع كاتب السيناريو وولفغانغ كولهاس، مختزلاً باكورة الأديبة المولودة في لايبتزيغ كليمانس ماير التي حصلت على جوائز عدة عن روايتها هذه الصادرة في العام 2006. ينطوي النصّ على مواضيع تحملنا الى مقاربة متناقضة للحياة: الصداقة تلحقها الخيانة، الأمل يختمه تبدد الأوهام، الرقة يكللها العنف. أراد درايسن (1963) من خلال هذا الفيلم، قول حال الشباب الضائع في بحثهم المزمن عن معنى السعادة.

3 - "ايزنشتاين في غواناخواتو" لبيتر غرينواي:

أن ينجز بيتر غرينواي فيلماً عن المخرج الروسي الكبير سيرغي ايزنشتاين، فهذا ضرب من الجنون. الجنون الذي لا يغيب عن أفلام المخرج البريطاني الشهير، صاحب "جريمة في حديقة انكليزية". مرة أخرى، نحن ازاء فيلم (يُعرض في المسابقة الرسمية) شاركت في انتاجه خمس دول (المكسيك، هولندا، فنلندا، بلجيكا، فرنسا). لا أحد يعرف كيف ستكون النتيجة، فنحن امام لقاء بين ثائر بريطاني واسطورة روسية كانت خلف وضع بعض من قوانين السينما وأصولها. تبدأ الحكاية في العام 1931 مع رحلة يقوم بها ايزنشتاين الى المكسيك. آنذاك، كان المعلّم في ذروة حياته المهنية، وكان يتمتع بسلطة كبيرة لكن الأميركيين ينبذونه، ويتعرض للضغوط كي يعود الى الاتحاد السوفياتي. خلال اقامته في غواناخواتو لتصوير فيلم، يقع تحت سحر هذه المدينة ولعنتها. الشريط بحسب مجلة "فرايتي"، يستكشف عقل المخرج وهو يواجه رغباته الداخلية وخوفه من الحب والجنس والموت، من خلال الأيام العشرة التي يمضيها في المكسيك، وهي الفترة التي ستشارك في تحديد شكل بقية مسيرته. السلطات الروسية سبق ان عبّرت عبر المسؤول في مركز دعم السينما التابع للدولة، عن عدم رضاها عن السيناريو الذي وضعه غرينواي، وخصوصاً الشق المتعلق بعملية تصوير "البارجة بوتمكين". في المقابل لم يُسَجَّل اي اعتراض رسمي واضح على مثلية ايزنشتاين الجنسية التي يكشفها غرينواي في الفيلم.

4 - "زرّ الجوهرة" لباتريسو غوزمان:

المخرج الوثائقي التشيلياني الكبير يعود الينا بعد تحفته "نوستالجيا الضوء" بعمل جديد عن المحيط وأسراره (مسابقة)، يعتبره عملاً مكمّلاً للأول. تقول المادة المتوافرة عن الفيلم: يحتوي المحيط على تاريخ الانسانية كلها. في البحر كلّ اصوات الأرض وكل الأصوات التي تأتي من الفضاء الخارجي. المياه تتلقى "اعتداءات" من النجوم وتحولها الى البشر. المياه وهي أطول حدود لتشيلي تحتوي أيضاً على زرَّين غامضين عُثِر عليهما في قعر المحيط... يتطرق غوزمان الى حكاية حقيقية حاملاً اياها أبعد من الرواية الرسمية، فيلتقي في نهاية المطاف مواضيع سبق أن اشتغل عليها، كالذاكرة والماضي والتاريخ، ويطرحها من وجهة نظر الخاسرين وليس الأبطال.

5 - "يوميّات مدبّرة منزل" لبونوا جاكو:

المخرج الفرنسي الغزير الذي انجز 43 فيلماً بـ41 عاماً (بحسب الناقد روي نوغييرا)، يجد ضالته في إحدى كلاسيكيات الأدب (يُعرض في المسابقة)، نشر غوستاف ميربو النص في العام 1900، واقتُبس أربع مرات في السينما، احداها تعود الى المخرج الاسباني لويس بونويل في العام 1964، بطولة جانّ مورو. ليا سايدو تضطلع بدور سيليستين، مدبّرة منزل شابة تصل من باريس للعمل في منزل عائلة لانلير البورجوازية المقيمة في منطقة نورماندي. سيليستين تريد ان تتفادى تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الطبّاخة ماريان. عليها أيضاً أن توفّق بين اعجاب معلمها بها وتلميحاته الجنسية وتعليمات زوجته الصارمة والمتسلطة، وصولاً الى اليوم الذي تتعرف فيه الى جوزف، بستاني غامض يسحرها. سيليستين ستكون شاهدة على انحطاط هذه الطبقة ونفاقها. هذه النسخة لرواية ميربو التي شارك في انتاجها الأخوان داردين، ستكون، بحسب المنتجة كريستينا لارسن، الأكثر وفاءً للأصل الأدبي، علماً ان جاكو يلقي نظرة قاسية على البيئة التي يصوّرها. في البداية، كانت ماريون كوتيار مرشّحة لأداء الدور، الا ان التصوير تعارض مع تصوير اقتباس جديد لـ"ماكبث" (اخراج جاستن كارزل)، تضطلع فيه كوتيار بدور اللايدي ماكبث.

6 - "فارس الكؤوس" لتيرينس ماليك:

اليكم سابع أفلام واحد من معلّمي الشاشة الحديثة. 3 أعوام بعد "الى الروعة"، يعود المخرج الأميركي الكبير بفيلم (مسابقة) تعدنا دعايته بتحفة سينمائية جديدة. يظهر من خلال هذه الدعاية، تمسّك ماليك بأسلوب صار علامته المسجلة: مشاهد خاطفة، صوت داخلي، مونتاج سريع، شخصية رئيسية معذبة تبحث عن ذاتها داخل سلسلة أسئلة وجدانية فلسفية روحية. الفائز بـ"سعفة" كانّ في العام 2011 عن "شجرة الحياة"، استعان بكاتبَي سيناريو هما نيكولاس غوندا وسارة غرين من أجل تأليف نصّ نشتمّ فيه رائحة تصفية حساب مع هوليوود. الحكاية: كاتب سيناريو من لوس انجليس يحاول اعطاء معنى للأشياء الغريبة التي تحصل من حوله. ريك عبدٌ للسيستام الهوليوودي، مدمنٌ النجاح الاجتماعي والمهني ولكن في الوقت نفسه يعاني فراغاً عميقاً، فيعيش محاطاً بالأوهام في غياب الحياة الفعلية.

7 - "ملكة الصحراء" لفيرنير هيرتزوغ:

فيلم جديد لصاحب "فيتسكارالدو"، أميركي الانتاج، بطولة نيكول كيدمان وجيمس فرانكو. صوّر هيرتزوغ الفيلم في المغرب والأردن بتكلفة 36 مليون دولار، ويشارك به في مسابقة الـ"برليناله". "ملكة الصحراء" عن المغامِرة والأديبة والمستكشِفة وعالِمة الآثار البريطانية غرترود بلّ (1868 ــ 1926). شخصية استثنائية خدمت الأمبراطورية البريطانية كجاسوسة، وأقامت علاقات واسعة جراء أسفارها في آسيا والعالم العربي، وكان لها دورٌ كبير في قيام الدولة الهاشمية. هيرتزوغ استبدل ناومي واتس في دور بلّ بكيدمان، بعدما عانى، بحسب قوله، من مشكلة ان يحصل على كل الممثلين الذين أرادهم في المكان والزمان نفسيهما.

8 - "تاكسي" لجعفر بناهي:

كعادته، يعبّر الـ"برليناله" عن اخلاصه للمخرج الايراني المضطهَد جعفر بناهي. عامان بعد "برداية"، آخر أفلامه الذي صوّره بطريقة سريّة. "تاكسي" (مسابقة) وصفه مخرج "الدائرة"، بالآتي: "انه بورتريه لطهران". الفيلم شبيهٌ بوثائقي تدور فصوله في سيارة أجرة يقودها بناهي بنفسه، فيجوب بها الشوارع، وتتنقل معه شخصيات لها كلمتها ورأيها في القضايا الاجتماعية والسياسية في ايران. طبعاً، يفكّ الفيلم الأغلال التي وضعتها السلطات الايرانية على يدَي بناهي، متجاهلاً قرار منعه عدم التصوير على مدار عشرين عاماً. بعد مرور فترة قصيرة على الكشف عن عرض الفيلم في برلين، أصدر بناهي بياناً يعلن فيه عدم تراجعه عن انجاز الأفلام، مهما حصل، قائلاً ان ضرورة التعبير في مثل هذه الحالات من احتجاز الحرية تنمو عند البشر، علماً ان بناهي لن يشارك في المهرجان.

9- "النادي" لبابلو لوراين

مخرج تشيلياني آخر يُشارك في مسابقة برلين. الفيلم الذي تردد انه يتكلم عن "الحبّ والشغف والتوبة"، انجز من دون تغطية اعلامية لعملية التصوير. لوراين الذي رُشّح لجائزة "أوسكار" عن فيلمه السابق "لا"، صوّر "النادي" بالسينماسكوب، ويروي فيه مصير أربعة رهبان يعيشون معاً في مدينة محاذية للشاطئ. كلٌّ منهم ارسل الى هذا المكان، كي يتخلص من الذنوب التي تلازم ضميره، فنراهم يتابعون حياتهم وفق تعليمات صارمة تحرص على تطبيقها سيدة. بيد أن الأشياء تنقلب رأساً على عقب، عندما يدخل البيت رجلٌ خامس، فيجلب معه ماضياً اعتقد الرهبان الأربعة انه مضى مع الرياح. روى لوراين لمجلة "فرايتي": "تربيتُ في مدرسة كاثوليكية. من الرهبان الذين التقيتهم في حياتي، كان بعضهم محترماً. بعضهم الآخر سُجن أو تعرض لملاحقات قانونية. هذا الفيلم عن الرهبان الذين ضلّوا الطريق".

10 - "ألسر" لأوليفر هرشبيغل:

بعد سقطته الفنية المدوية مع "ديانا" (2013)، يعود المخرج الألماني أوليفر هرشبيغل الى اهتماماته، تلك التي برزت بوضوح في فيلمه الأشهر الى اليوم "السقوط" (2004)، عن آخر أيام هتلر. هذه المرة، يتعاون هرشبيغل مع كاتب سيناريو فيلم "صوفي شول" (2005)، لسرد حكاية مجموعة مقاومين كانوا يريدون اغتيال الفوهرر في العام 1939. الفيلم يعيد الاعتبار الى جورج ألسر، والهجوم غير الموفق الذي نفّذه ضد الديكتاتور النازي في المكان الذي كان تركه فقط قبل 13 دقيقة من الانفجار. نتابع سيرة ألسر (1903 - 1945)، هذا المقاوم ضد النازية الذي قُتِل في معسكر اعتقال داشاو وبقي في الظلّ لسنوات طويلة. ألمانيا الحديثة اعترفت به كمقاوم كبير، ووضعت صورته على طابع بريدي في العام 2003، مع شعار: "أردتُ أن أمنع حدوث الحرب". يشارك الفيلم خارج المسابقة.

11 - "خمسون ظلاً للرمادي" لسام تايلور جونسون:

اقتباس الجزء الأول من ثلاثية الكاتبة البريطانية اريكا ميتشل، التي باعت نحواً من 70 مليون نسخة من ثلاثيتها هذه. على ناستازيا ان تُجري حواراً مع رجل الأعمال كريستيان غراي لمجلة الجامعة، خدمة تسديها إلى صديقتها كايت التي لا تستطيع الذهاب بنفسها. اثناء المقابلة، يغريها محاورها الذي سرعان ما يعرض عليها عرضاً غير تقليدي. هذا ثاني فيلم روائي طويل لجونسون بعد "صبي اللامكان" العام 2009، الذي يروي طفولة جون لينون، مؤسس فرقة الـ"بيتلز". يتضمن "خمسون ظلاً للرمادي"، على غرار الأصل الأدبي الذي اقتبس منه، مشاهد جنسية فاضحة يبلغ طولها نحو 20 دقيقة، ما شكل حتى قبل خروجه الى الصالات في الاسبوع المقبل، مادة دسمة للصحافة الصفراء. الفيلم يشارك في الـ"برليناله" خارج المسابقة.

12 - "البحر من ورائكم" لهشام العسري: "

في مكان آخر، في بلد بلا ألوان، حيث تُقطع أيادي اللصوص، عالمٌ يُعتبر فيه الانسان حيواناً، والحيوان عدماً، وقعت ظاهرة غريبة: تلوث الماء وأصابت العدوى كل شيء". بهذه الكلمات يلخّص المخرج المغربي هشام العسري البيئة التي يجري فيها فيلمه الروائي الطويل الثالث. نتعرف الى طارق (مالك أخميس)، رجلٌ يرتدي زيّ امرأة، يتبرّج مثلها، على الرغم من شاربيه. يرقص فوق عربة يجرّها حصان يحتضر. طارق هذا تخلّى عنه والده. حصانه الذي سمّاه "العربي"، يرفض المضي خطوة واحدة، واضعاً طارق في استحقاق حياتي جديد. مع ذلك، لا يهمه من الحياة الا سؤال واحد: لماذا تشمّ الكلاب مؤخرات بعضها البعض عند أول لقاء بينها؟ سينما صاحب "النهاية"، تمضي في طريقها الى المزيد من الانفلات من ابجديات السينما العربية. أبطاله باتوا يشبهون الأرض التي يمشون عليها، معستهم قسوة الزمن، حدّ انها جعلتهم كائنات تستهلك ولا تصنع، تصمد ولا تعيش، تضحك ولا تفرح. معروض في قسم "بانوراما".

13 - "الوادي" لغسان سلهب:

بعد نجاته من حادث سيارة على طريق نائية وسط وادي البقاع اللبناني المعزول، يقع رجل أصيب بفقدان الذاكرة (كارلوس شاهين) في يد مجموعة من الأشخاص الذين يعملون في مزرعة محلية تُستخدَم كمرفق لإنتاج المخدرات. عن وادي البقاع الذي احتضن تصوير الفيلم، يقول المخرج اللبناني غسان سلهب الذي سبق ان نال جائزة أفضل مخرج عن فيلمه هذا في مهرجان أبو ظبي الأخير: "البقاع مكان غريب جداً لأن هناك جبلين يمنحانك الانطباع بأنهما يحميانك، لكنهما في الوقت نفسه يشكلان مصدر تهديد. هذا ما أثار فضولي في الحقيقة. ثمة أرض شاسعة، ثمة أفق، لكنه أفق مسدود. كنت أريد أن يكون المكان وسيعاً، كي تتبلور فيه كلوستروفوبيا غريبة. "الجبل"، فيلمي السابق، كان بئراً. كان من الواضح منذ البداية أن البطل يريد أن يغلق على نفسه. هنا، أردتُ فيلماً مضيئاً".

14 - "سلما" لآفا دوفرناي:

يؤرخ الفيلم للمسيرات التي جرت من سلما إلى مونتغومري عاصمة ولاية ألاباما، قادها مارتن لوثر كينغ، وكان الهدف منها المطالبة بمنح الأميركيين الأفارقة حقوقاً متساوية في التصويت، على الرغم من المعارضة الشرسة التي كانت تقف في وجههم. في النهاية، أدى نضال كينغ الى اقرار قانون التصويت في العام 1965، بتوقيع من الرئيس جونسون. نال الفيلم الذي يُظهر كينغ عاشقاً ومناضلاً (شاركت في انتاجه المذيعة الأميركية أوبرا وينفري)، جوائز عديدة، وهو مرشّح لجائزة أفضل فيلم، في حفل جوائز الـ"أوسكار" الذي سيقام في الـ22 من الجاري. يُعرض خارج المسابقة.

15 - "حياة" لأنطون كورباين:

مخرج "الأميركي"، الهولندي كورباين، وقّع هذا الشريط (يُعرض خارج المسابقة) مباشرة بعد انجازه فيلمه الأخير مع الراحل فيليب سايمور هوفمان. دنيس ستوك مصوّر يعمل لوكالة ماغنوم، يُقدم على اجراء ريبورتاج مصور عن نجم صاعد في هوليوود يُدعى جيمس دين، بعد فترة قليلة من تصوير "غرب عدن" لايليا كازان، الفيلم الذي سيشهره. خلال الريبورتاج، تنشأ صداقة خاصة بين ستوك ودين، فيقومان برحلة عبر البر من لوس انجليس الى نيويورك فأنديانا. روبرت باتينسون يضطلع بدور ستوك، في حين أسنِدت شخصية دين الى داين دهان.

النهار اللبنانية في

07.02.2015

 
 

سمير فريد يكتب من مهرجان برلين

افتتاح برلين: فيلم نسائى بامتياز يرشح جولييت بينوش لأحسن ممثلة

عُرض فى افتتاح مهرجان برلين الـ٦٥ أمس الأول الفيلم الإسبانى «لا أحد يريد الليل». إخراج إيزابيل كوسيت، والذى يشترك فى مسابقة الأفلام الطويلة، وفى هذا الفيلم تقوم الممثلة الفرنسية العالمية جولييت بينوش بدور مركّب يؤكد مكانتها الكبيرة وقدرتها المستمرة على خوض تجارب جديدة وصعبة، ويرشحها لجائزة أحسن ممثلة عن جدارة واستحقاق.

أخرجت إيزابيل كوسيت «ولدت ١٩٦٦ فى برشلونة» عشرة أفلام طويلة فى عقدين من الزمان منذ ١٩٩٥، ومن هذه الأفلام ستة عرضت فى مهرجان برلين، ومنها فيلمان فى المسابقة، كما عرض لها فيلم فى مسابقة مهرجان كان، فهى من أهم مخرجات السينما المعاصرة فى إسبانيا والعالم، ومن المخرجات اللواتى يصنعن سينما نسائية، أى التعبير عما لا يمكن أن تعبر عنه سوى امرأة، ومن هذه الزاوية يمكن اعتبار «لا أحد يريد الليل» فيلماً نسائيا بامتياز.

صوّر الفيلم بالكامل فى جليد القطب الشمالى فى كندا، حيث تنخفض الحرارة إلى ٥٠ تحت الصفر، وربما يكون أول فيلم روائى طويل صور فى هذه المنطقة. وتدور الأحداث عام ١٩٠٨ عندما قررت جوزفين بيرى «جولييت بينوش» وهى أرستقراطية من واشنطن، أن تبحث عن زوجها روبرت بيرى هناك، والذى يعرف فى التاريخ بأنه «مكتشف القطب الشمالى»، وينتهى الفيلم من دون أن تلتقى مع روبرت، ولكنه يرسل إليها مساعده الذى ينقذها من الموت فى الجليد.. وهذه الوقائع حقيقية، كما يكتب على الشاشة قبل العناوين الأخيرة، ولكن كل ما عداها من الخيال.

تستخدم إيزابيل كوسيت هذه الوقائع للتعبير عن عالم القطب الشمالى الذى يبدو مثل البرية الأولى، حيث تصل الطبيعة إلى ذروة القسوة، ويصل عجز الإنسان عن ترويضها إلى ذروة العجز. إنها العواطف والغرائز الأساسية، فهذه امرأة شجاعة تتحدى الطبيعة، وعاشقة تهيم حباً بزوجها بعد عشرين سنة من الزواج، وهذا برام «جابرييل بيرنى» الدليل الذى يرافقها، يهرب من الناس فى المدن ويبحث عن النقاء وسط قبائل الإسكيمو، حيث يرتبط بصداقة عميقة مع رجل منهم، ولكنه يلقى مصرعه فى انهيار جليدى مفاجئ.

تواصل جوزفين رحلتها حتى تصل إلى البيت الخشبى الذى يقيم فيه زوجها أثناء البعثة الكشفية، ولكنها لا تجده، وإنما تلتقى مع آلاكا «برنيكو كيكيوش» من قبيلة أنيويت والتى تخبرها أنها بدورها تنتظر وصوله، وتدرك جوزفين أنه على علاقة بها، بل وحامل منه، وهنا يصل الفيلم إلى ذروته الدرامية فى الصدام الحاد بينهما، ولكن آلاكا تتصرف ببراءة مطلقة، إلى درجة تدفع جوزفين إلى حبها، ورعايتها أثناء الحمل، ومساعدتها على الولادة، وتعبّر إيزابيل كوسيت عن هذا التحول فى مشاهد تجريدية من السينما الخالصة غير المسبوقة وليس لها مثيل فى العمق والجمال.

«لا أحد يريد الليل» عنوان مستمد من جملة ترددها جوزفين لنفسها بعد أن قالتها آلاكا تعبيراً عن خشية الليل فى الجليد، من واقع فولكلور الإسكيمو، ومنها استمد مدير التصوير جان كلود لاريو ألوان الفيلم الأقرب إلى الأبيض والأسود، وهما لونان، خاصة فى المشاهد التجريدية. وقد صوره للشاشة العريضة، وهو الحجم المناسب تماماً للتعبير عن الأفق اللانهائى والمساحات المنبسطة والجليد مثل البرية الأولى.

وما يؤخذ على الفيلم، وحال دون وصوله إلى مرتبة أعلى مما هو عليه، معالجة كاتب السيناريو ميجيل باروس للتناقض بين الثقافة الغربية وثقافة الإسكيمو، والتى بدت سطحية إلى درجة الهزل، خاصة فى الحوار المباشر والساذج بالإنجليزية، واستخدام مساعد بيرى كراوية على شريط الصوت يشرح المشروح ولا يضيف شيئاً، والأدهى أننا نراه يتجسد فى النهاية، فلمن كان يروى؟!

وهناك أيضاً تطويل نتيجة التكرار ومبالغة فى أزياء جوزفين عندما نراها ترتدى القبعة الكبيرة وهى تدعو آلاكا على العشاء وكأنها فى أحد مطاعم واشنطن الفاخرة، وأخيراً موسيقى لوكاس فيدال التى كانت مثل موسيقى، أى فيلم واقعى اجتماعى، ولم تتناسب مع الآفاق الإنسانية الرحبة لرؤية مخرجته التى تتجاوز الواقع والزمان.

* تصحيح: تبين أن فيلم «السيد هولمز» وفيلم «كل شىء على ما يرام» يعرضان خارج المسابقة، والسبب فى الالتباس أن البرنامج يضع أفلام المسابقة مع الأفلام التى تعرض خارج المسابقة تحت عنوان «المسابقة» وينشر بحروف صغيرة تعبير «خارج المسابقة» تحت كل فيلم خارج المسابقة، بينما الأصح أن تنشر هذه الأفلام فى قائمة منفصلة، وقد وقعت «نيويورك تايمز» فى نفس الخطأ لنفس السبب عندما نشرت يوم الخميس أن ٢٣ فيلماً فى المسابقة والصحيح ١٩، وإلى جانب الفيلمين المذكورين يعرض خارج المسابقة فيلم «١٣ دقيقة»، وفيلم «سندريلا» الذى يعرض فى الختام.

المصري اليوم في

07.02.2015

 
 

الجمهور يبحث عن «سيلفي» مع نيكول كيدمان في درجة حرارة تحت الصفر ببرلين (صور)

كتب: أحمد الجزار

رغم برودة الجو في برلين العاصمة الألمانية ووصول درات الحرارة إلى أرقام تحت الصفر خلال هذه الأيام إلا أن جمهور «البرينالي» وهو الاسم الذي يطلق على مهرجان برلين السينمائي يسير بحكة نتظمة في الشوارع ويتابع كل ما يحدث في المهرجان ولديه قدرة على الوقوف طويلا للحصول على تذكرة، أو مشاهدة نجمه المفصل، أو الحصول على فرصة التقاط صورة.

وقد احتفي جمهور المهرجان هذا العام بالنجمة الأسترالية نيكول كيدمان، الذي يحتفي المهرجان هذه الدورة بالعرض الأول لفيلمها «ملكة الصحراء»، إخراج الألماني الكبير فيرنر هيرتزوج.

وقد وقف الجمهور لفترة طويلة لمشاهدة النجمة اثناء صعودها للمؤتمر الصحفي الذي عقدته في المهرجان وأيضا أمام السجادة الحمراء «Red Carpet».

وقد سعي الجمهور للحصول على فرصة التقاط صورة سيلفي مع نجمته المفضلة والتي اضطر بعض الجمهور متابعة مؤتمرها الصحفي من امام شاشة عملاقة تتصدر مبني قصر البرينالي.

نيكول كيدمان تقدم نسخة «لورانس العرب» النسائية في «ملكة الصحراء» ببرلين (صور)

كتب: أحمد الجزار

احتفي مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ65 والتي انطلقت مؤخرا بالعرض العالمي الأول لفيلم «ملكة الصحراء» للنجمة الاسترالية نيكول كيدمان والمخرج الألماني فيرنر هيرتزوج، والذي يحكي قصة حقيقية عن عالمة الآثار والمؤرخة المستشرقة «جيرتروود بل» التي سافرت إلى العراق وسوريا والأردن وإيران مصر وغيرهما بصفة مستشارة للمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في بدايات القرن الماضي، ولعبت دوراً بالغ الأهمية في ترتيب أوضاع المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، ويتنافس الفيلم على جائزة الدب الذهبي بعد مشاركته في المسابقة الرسمية التي تضم 19 فيلما.

يشهد هذا الفيلم تحول درامي في حياة النجمة نيكول كيدمان حيث تعيش في هذه التجربة أجواء مختلفة لم تعيشها من قبل حيث تم تصوير الفيلم بالكامل بين صحراء المغرب والأردن بعيدا عن استوديوهات هوليوود التقليدية، حيث تدور أحداث الفيلم بالكامل في منطقة الشرق الاوسط، وكان من المقرر أن تقوم بدور البطولة النجمة ناعومي واتس ولكنها تعتذر وتحل محلها نيكول كيدمان.

وكان يطلق على ميس بيل لورانس العرب الأنثي التي كانت تتمتع بعلاقات مع معظم القبائل العربية وكانت لها علاقات واسعة في المنطقة لذلك سميت أيضا بملكة الصحراء ويذكر أنها لعبت دورا كبيرا في وضع حدود العراق وكان أهل العراق يلقبونها بـ«الخاتون».

وكان لمس بيل تمثال نصفي في المتحف العراقي الذي ارتبط تأسيسه باسمها ولكن التمثال اختفى من المتحف دون أثر قبل الاحتلال الاميركي عام 2003، والمعروف ان الخاتون ميس بيل انها كانت تتحدث العربية افضل من لورنس العرب حتي ان نيكول كيدمان قامت بحفظ بعض العبارات العربية لتستخدمها في هذا الفيلم الذي شارك في بطولته ايضا النجم جيمس فرانكو، روبرت باتنسون، داميان لويس.

ورغم الاحتفاء الكبير الذي أقامه المهرجان للفيلم إلا أن الصحافة العالمية وصفت الفيلم بأنه مخيب للآمال ولم يكن على المستوي المتوقع حتي ان التقييم الذي تقدمه مجلة سكرين لافلام المسابقة والذي يشارك فيه 8 نقاد من كبري الصحف العالمية منحته تقدير «معقول» والذي لم يرتقي لمستوي الجيد بينما منحه أحد النقاد تقدير «سيء» باعتبار أن الفيلم تعامل مع القصة بسطحية شديدة ولم يبرز قيمة الشخصية والإلقاء بها في مناطق ليس لها قيمة، حتي ان أداء نيكول كيدمان لم يكن مؤثرا ولم تنجح في الامساك بروح الشخصية كما أهتم هيرتزوج بتصوير لقطات للصحراء على حساب دراما الفيلم بشكل عام.

وقد توفيت مس بيل في بغداد عام 1926 ودفنت بعد تناولها جرعة زائدة من حبوب النوم ربما متعمدة. ودفنت في مقبرة مسيحية.

وقد أكدت نيكول كيدمان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المهرجان أن هذا الفيلم كان يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لها، مؤكدة انه من أصعب الأفلام الذي قدمتها، وقالت كيدمان لقد قررت أنهاء مرحلة الراحة في حياتي والبحث عن مغامرات فنية في هذا الوقت.

وأضافت كيدمان: لا أريد ان أحصر نفسي بين المنزل واستوديوهات هوليوود ويجب عليها النتقل بين البلدان لاكتشاف عوالم مختلفة وهذا ما وجدته في فيلم «ملكة الصحراء»

واستطردت كيدمان: التجربة مع هيرتزوج كانت ممتعة وقد عشت معه لحظات في هذه التجربة لم أعشها من قبل ولم افعها ايضا في حياتي قط.

وذكرت كيدمان أن من بين تلك الأعمال العجيبة أنها نامت في الصحراء وهي ملتحفة بنجوم السماء وعلقت على ذلك بالقول «هذه ذكرى رائعة لن أنساها أبدا».

وقالت بقدر المتعة التي عشتها في هذا الفيلم قدر الصعوبة التي شاهدتها أثناء التصوير حيث قمنا بالتصوير أثناء العواصف الرملية ،ايضا ركوب الجمال لفترات والخيول رغم عدم أحترافها لذلك وايضا التحدث بالعربية وقد ساعدها في ذلك الممثل السوري جهاد عبدو الذي شارك ايضا في بطولة الفيلم وقام بدور فتوح المرشد الخاص والمرافق الامين لمس بيل.

يعرض الفيلم في المهرجان في 4 عروض مختلفة وقد شهد العرض الأولي للفيلم تكدس كبير من قبل الصحفيين والاعلاميين، وقد امتلات القاعة عن آخرها قبل عرض الفيلم.

المصري اليوم في

07.02.2015

 
 

فيلم الافتتاح «لا أحد يريد النوم»

طارق الشناوي

صقيع البرد وهبات الجليد فى «برلين» تضاءلت كثيرًا أمام صقيع آخر وهو شُح الحضور الإعلامى العربى، خصوصا المرئى.

لو عقدت مقارنة مع مهرجان كان لاكتشفت أن لدينا خيار وفاقوس حتى فى التعامل مع الأحداث الثقافية المهمة، مهرجان كان نراه فى جانب منه أقرب إلى احتفالية مصرية، ومن ثَم عربية بامتياز بعيدًا عن الحضور الرسمى النادر فى الأفلام فأنا أتحدث هنا عن الحضور الإعلامى، دائما لدينا عدد ضخم جدا من الفضائيات وقبل اختراعها كان التليفزيون الأرضى يحرص ومنذ السبعينيات على الحضور وبكثرة مفرطة وبأكثر من مذيع وبرنامج مثل الإعلاميين الكبار سلمى الشماع ويوسف شريف رزق الله وسناء منصور، كما أن هناك دائما عددا من النجوم والنجمات من الممكن أن تضبط مواعيدهم على حضور كان ، وبعضهم يتفق للحصول على إجازة فى تلك الفترة الزمنية حتى يشارك فى الحضور.. فى آخر عامين ومع اقتراب شهر رمضان مع موعد كان بسبب أن السنة العربية القمرية تنقص سنويا 11 يوما فلقد زحف رمضان ليقترب فى كل عام أكثر وأكثر من شهر مايو وهو الموعد الدائم لمهرجان كان ، وهكذا فإن آخر عامين من كان لم نعد نرى هذا الزخم ولا نلمح النجوم يتقاطرون كما كان يحدث من قبل على المهرجان، لأن لديهم فى القاهرة مسلسلات وبرامج تنتظر رمضان، كانت بعض النجمات يتحملن نفقات سفر مصور فوتوغرافى ملاكى وأحيانا أيضا صحفى ملاكى لا من أجل تغطية الحدث العالمى، بل لمتابعة أخبارهن هناك ووصلت الذروة إلى أن نرى مثلًا الراقصة فيفى عبده وهى تتصدر الحضور وتصعد على سلالم مسرح لوميير وهى ترتدى الزى الفرعونى للفت الأنظار، وعندما سألوها ما علاقتك بـ كان أجابتهم أريد أن أشارك فى مهرجان بلادى تقصد القاهرة، وأوجه دعوة إلى نجوم العالم للحضور، وبالفعل كان أضخم وفد هو المصرى، وتحرص إدارة مهرجان القاهرة على اختلاف توجهاتها على الوجود هناك وعقد اللقاءات لشراء حق عرض الأفلام من شركات التوزيع، بل ودائما ما كان يقام على هامش المهرجان مؤتمر صحفى وحفل غداء لإعلان موعد بدء الدورة الجديد، وكثير من الأفلام المهمة التى نشاهدها عادة فى القاهرة نكتشف أنها أولًا عُرضت فى كان وجرى العُرف أيضا على أن لدينا جناحا رسميا تشارك فيه غرفة صناعة السينما وأكثر من مندوب للمهرجان موجود فى جنباته، وفى التوقيت الذى تكثر فيه شائعات التغيير والبحث عن رئيس جديد، يصبح السفر إلى كان هو الوسيلة المضمونة للترشح لمقعد الرئيس، قارن ما يجرى فى برلين، عدد أقل من الصحفيين والنقاد لم أعثر حتى كتابة هذه السطور على كاميرا تابعة للتليفزيون المصرى الرسمى أو الخاص، رغم أنه كل عام حتى مع زيادة معدلات التقشف وتقليل الإمكانات كانت الدولة رسميًّا تحرص على الوجود فى كان ، حتى بعد ثورة 25 يناير التى صاحبها تدهور فى الأوضاع الاقتصادية فى ماسبيرو . الشغف الرسمى فى برلين أقل بكثير ورصيدنا أيضا على المستوى السينمائى قليل جدا بالقياس إلى كان . إنها من وجهة نظرى لا نزال نقف على شاطئ مهرجان كان وبعد أن ينتهى التشابك الزمنى بين كان ومهرجان رمضان سوف يعود الزحام مجددا على شاطئ الريفييرا ، ويبقى السؤال هل يستفيد نجومنا من الحضور أم أن الأمر هو مجرد وجود فضائى وصحفى مضمون بنسبة كبيرة؟ ستكتشف أن الثانية أقرب الإجابات إلى الصحة.

بالأمس كان موعدنا مع فيلم الافتتاح لا أحد يريد الليل للمخرجة إيزابيا كواكسيت بطولة جولييت بينوش ، ما هو الليل الذى لا نريده أنه مرادف الموت، حيث الصقيع والثلوج تشكل العدو الأول للإنسان، فى تلك المنطقة من القطب الشمالى حيث تجرى أحداث الفيلم وفى الليل نحتاج إلى زيادة معدلات الطاقة لمقاومة البرد، الفيلم يضع دائما علاقة تصادمية بين الشكل والمضمون هذه الثلوج البيضاء نراها فى اللقطات الأولى وقد جرحت بعد أن لطخت بدماء، دُب تم قتله، الحياة البدائية كما تبدو على السطح ولكن هناك رقيا فى المشاعر عندما يطلق القناص النار على دب فُتنزف الدماء ونرى الشريط الأحمر الساخن يشكل ملامح الصورة على لون الثلوج الأبيض تتبدل أحوال الطبيعة، التى نتتبع قسوتها، والحاجة الدائمة إلى الدفء وشح الطعام، حيث تجرى الأحداث فى مطلع القرن العشرين فى جرين لاند . إنه مغامر يذهب إلى هناك ولا نراه، لكنه الفاعل والمحرك الرئيسى للأحداث، والقصة لها أيضا بُعدها الواقعى التوثيقى وهذا ما تعلنه تترات النهاية، حيث إن زوجته تفتقده بعد كل سنوات الغياب وتبدأ فى اقتفاء أثره وهناك نكتشف أنه أحب امرأة من هذا العالم البدائى، وعلى هذا نجد العلاقة الثلاثية تفرض نفسها، الثالوث الدرامى الأشهر زوج وزوجة وعشيقة لا نرى فعليا الزوج ولكننا نتابعه معهم، الحياة الثلجية قبل مئة عام ويزيد حيث تجرى الأحداث تظل عالما مختلفا بالنسبة لنا لا ندركه ولا نعرف تماما تفاصيله، الفتاة البدائية تقدم لنا طقوسه حيث إنك لا يمكن أن تعيش منفردا، هناك دائما احتياج إلى وجود الإنسان فى معركة الدفء، من أجله يفعل أى شىء وكل شىء، وهكذا مثلا نرى أن البطلة لكى تحيا يستعان ببعض شعرها ليتحول إلى وقود فى المدفأة. رحلة العداوة مع الزمن تُصبح هى بداية الصداقة بين المرأتين وبينهما طفل أنجبته العشيقة ليصبح شاهدًا على الحب، تقول الفتاة البدائية فى حوارها نعم أنها لا تعرف الكثير من الكلمات الإنجليزية التى تتحدث بها بينوش ، ولكنها تستطيع أن تقرأ العيون عندما تعجز الشفاه، كل شىء إلى الصراع من أجل الحياة حتى لوحة كتابة التاريخ التى حرصت عليها بينوش لتظل على تواصل مع العالم، هذه اللوحة الخشبية أمام قسوة الطبيعة واحتياجها إلى الدفء اضطرت لحرقها، ورغم الصقيع وجبال الثلج فكم كان الفيلم دافئا وأداء جولييت بينوش يرشحها للجائزة.

لا تزال التشابكات السياسية تحيط بالمهرجان مثلما تُشكل عادة ملامح الحياة السينمائية بكل تفاصيلها، الفيلم الإيرانى تاكسى الذى عُرض أمس وسأراه بعد قليل، مخرجه ممنوع من ممارسة المهنة بحكم المحكمة وهو وقيد الاعتقال داخل البلد لا يستطيع مغادرة إيران، إلا أن صوت السياسة لا يعلو على صوت الفن، لقد تم اختيار الفيلم للعرض الرسمى لأنه يستحق، جعفر مخرج كبير وحصل من قبل على دُب برلين الذهبى 2006 عن فيلم أوفسايد فهو يحتفى به سينمائيا أولًا، وهى رسالة فى الحقيقة دأبت المهرجانات الكبرى على تقديمها إلى العالم، وليس الأمر متوقفا فقط عند السينما الإيرانية، ولكن هذا الفيلم الصينى ذهب مع الرصاص الذى واجه مشكلات مع الرقابة هناك لما يتضمنه من نقد ويقال إن الرقابة لم تسمح بعرضه هنا كاملًا إلا بعد الحذف، وينتظر الجميع الفيلم لنعرف هل سنراه بعيدًا عن مقص الرقيب الصينى أم أن الرقابة تفرض سطوتها من بكين إلى برلين؟ ننتظر العرض لنعرف الإجابة!!

التحرير المصرية في

07.02.2015

 
 

جايرو بوستامانتي أول مخرج من جواتيمالا ينافس في مهرجان برلين السينمائي

الألمانية

نجح جايرو بوستامانتي في شغل حيز محدود من تاريخ السينما اليوم السبت عندما أصبح أول مخرج من جواتيمالا يعرض فيلمه في المسابقة الرئيسية في مهرجان برلين السينمائي. 

ويحكي فيلم "إكسكانول" (بركان إكسكانول) الذي يعرض أيضًا لأول مرة قصة فتاة مراهقة تعيش مع والديها عند سفح بركان نشط لكنها ترغب في اكتشاف العالم على الجانب الآخر من الجبل والفرار من زواج جرى الترتيب له. 

والفيلم واحد من مجموعة من الأفلام التي تمثل الدول الناطقة باللغة الإسبانية فى العالم تشكل جزءًا من الأفلام المتنافسة هذا العام وعددها 19 فيلمًا للحصول على أرفع جوائز مهرجان برلين السينمائي وهي الجائزة "الدب الذهبي" التي تمنح لأفضل فيلم روائي طويل. 

وافتتح المهرجان أمس الأول الخميس بفيلم "لا أحد يريد الليل" للمخرجة الإسبانية إيزابيل كواكسيت ويحكي عن امرأتين تكافحان من أجل البقاء في واحدة من أكثر المناطق الصعبة للعيش في العالم. 

وتشمل قائمة أفلام أمريكا اللاتينية في المهرجان فيلم "النادي" للمخرج التشيلي بابلو لارين الذي يبحث في الجوانب المظلمة عند مجموعة من القساوسة الكاثوليك. 

ويشارك مخرج الأفلام الوثائقية التشيلي المشهور باتريسيو جوزمان أيضًا في برلين لعرض فيلمه "زر اللؤلؤ" وهو فيلم وثائقي يدور حول قصتين ترتبطان بأزرار غامضة عثر عليها في المحيط. 

بوابة الأهرام في

07.02.2015

 
 

من أذواق متنوعة

ثلاث فتيات محور أفلام اليوم الثاني لمهرجان برلين السنيمائي

24- برلين- محمد هاشم عبد السلام

ضمن فعاليات اليوم الثاني من أيام مهرجان برلين السينمائي، عرضت بالمسابقة الرسمية، ثلاثة أفلام، حيث عرض اليوم فيلم "بركان إكسكانول"، من إخراج الجواتيمالي جيرو بوستامانتي، وفيلم "مذكرات خادمة" من إخراج الفرنسي بينوا جاكو، وفيلم "فيكتوريا" من إخراج الألماني سيباستيان شيبر.

 "بركان إكسكانول"

في قرية شديدة الفقر وجد نائية في غرب جواتيمالا، تقع على سفح أحد الجبال البركانية، تدور أحداث فيلم "بركان إكسكانول"، للمخرج الجواتيمالي جيرو بوستامانتي، وهو أيضًا كاتب السيناريو، وذلك على امتداد ساعة ونصف الساعة، والفيلم هو السادس في تاريخ المخرج بوستامانتي، الذي يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً.

وتتمحور أحداث فيلم "بركان إكسكانول" حول حياة الفتاة ماريا (ماريا مارسيدس كوروي)، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وتنتقل من طور المراهقة إلى البلوغ، وهي الابنة الوحيدة لمانويل وماريا اللذين يعانيان شظف العيش ويكدحان في عملهما المرهق بمزارع البن مع ابنتهما.

بعد افتتاحية الفيلم، تصلي الأم من أجل زواج مريح لابنتهما بأسرع وقت ممكن، وبالفعل يرتبان لزواج ابنتهما من رئيسهما في العمل، الشاب إيجناسيو، وذلك بعد موافقة ماريا، التي تعاني بالأساس من حب طفولي أو تعلق بأحد الشباب من سنها العاملين بمزارع البن، والذي يخطط للهرب عبر الحدود إلى المكسيك وأمريكا، ويخدعها بأنه سيصطحبها معه في رحلته تلك.

مع وقوع ماريا ضحية لذلك الشاب العابث وحملها منه، تتأزم الأمور، ويكاد والديها يطردان من القرية ويفقدان عملهما بعد علم إيجناسيو. كما تكاد مارايا تفقد حياتها مع الكثير من الملابسات والتطورات المتعلقة بحمل الفتاة وولادة الطفل ثم فقدانه.

والفيلم ليس بالمرة على مستوى العرض بالمسابقة الرسمية لمهرجان كبير كبرلين، فليس ثمة تجديد أو إبهار على أي مستوى من المستويات، بداية من القصة وانتهاء بالتقنيات الإخراجية، فقط كونه قادماً من منطقة نائية غريبة على المجتمعات الأوروبية، الأمر، بالطبع، مرده للمهرجان، الذي يرغب في النهاية في عرض أفلام تناسب أذواق الجميع، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.

مذكرات خادمة

استناداً إلى رواية الأديب "جوستاف ميربو" الصادرة بعنوان "مذكرات خادمة" عام 1900، اشترك المخرج الفرنسي بينوا جاكو مع كاتبة السيناريو هيلين تسيمر في كتابة سيناريو فيلمه الجيد، وهو الفيلم الثالث والأربعين في رصيد مسيرة بينوا جاكو الإخراجية الممتدة لأكثر من أربعين عاماً.
وبالرغم من أن الفيلم مأخوذ عن رواية كلاسيكية شهيرة، وأيضاً تم تقديمه في السينما مرتين من قبل، وذلك في نسخة المخرج الإسباني القدير لويس بونويل، وكذلك المبدع الفرنسي المخضرم جان رينوار، تحت نفس العنوان، إلا إن بينوا جاكو، عاد مرة ثالثة ليقدم نفس العمل للسينما مع إخلاص مطلق للنص الأصلي، ومن بطولة الممثلة المتميزة "ليا سيدو" في دور سيليستين.
منذ افتتاحية الفيلم يصحبنا المخرج مباشرة إلى حيث حياة سيليستين العملية كخادمة في بيوت الطبقات الراقية في فرنسا مطلع القرن الماضي، حيث تدور أحداث الفيلم، الكلاسيكي الطابع على نحو صرف. يرصد الفيلم تنقل البطلة سيليستين بين العديد من البيوت وأربابها بشخصياتهم المختلفة، الواقعة بين الشهوانية والبخل وغرابة الأطوار والقسوة واللين وحتى العنصرية البغيضة.

وبالرغم من تلك الحياة الشاقة التي تعيشها تلك الفتاة الشابة الجميلة المفعمة بالحيوية والنشاط، وأيضًا الاعتداد بالنفس، إلا إنها تخضع وتتحمل طوال الفيلم مصاعب تلك الحياة وتأبى التمرد عليها، خاصة وقد سنحت لها أكثر من فرصة لتغيير مجرى حياتها، لكنها في النهاية، تدير دفة حياتها صوب جهة لم تكن تحلم بها يوماً، قد تقودها لمصير مجهول، وتعيش حياة تبعية وخضوع، لكن من نوع آخر.

فيكتوريا
في فيلمه الجديد الرابع على امتداد مسيرته الإخراجية، وعبر سيناريو رائع من تأليفه، جاء فيلم "فيكتوريا" الممثل والمخرج الألماني سيباستيان شيبر، على نحو متميز، رغم طوله النسبي، ساعتين ونصف الساعة تقريبًا. والذي تم تصويره في لقطة واحدة، وفي زمن طبيعي حقيقي، على مدى فترة زمنية قصيرة امتدت من وقت متأخر من الليل وحتى شروق شمس صباح اليوم التالي، وذلك من دون أي تدخل للمونتاج.

ويتناول الفيلم قصة فيكتوريا، الممثلة الواعدة (ليا كوستا)، تلك الشابة الإسبانية التي قدمت من مدينتها، مدريد، كي تستقر وتعمل في العاصمة الألمانية برلين، وأثناء سهرتها في إحدى الحانات البرلينية الليلية تلتقي بمجموعة من الشباب، شبه الفاقدين للوعي، الذين يمضون ليلتهم في التسكع بالحانة، ويأخذون في التعرف على فيكتوريا، تلك الشابة البريئة التي تبدو وحيدة، وترغب في تمضية الوقت في تسلية ومرح.

ينتقل الفيلم في غضون ساعات الليل القليلة من النقيض إلى النقيض، فمن مجرد شباب طائش، أربعة شبان وفتاة على وجه التحديد، يلهون ويمرحون هنا وهناك، ويعابثون فيكتوريا، التي لا تجد غضاضة في مرافقتهم إلى حيث يتسكعون، تنقلب الأمور من مجرد تعارف لطيف عابر ومسلي ومضحك في نفس الوقت إلى سيناريو آخر شديد الكابوسية، يدمر حياة الجميع، على نحو أو آخر، وذلك عبر التورط في سرقة إجرامية، ثم فرار فمطاردة فقتل فموت.

موقع "24" الإماراتي في

08.02.2015

 
 

«بناهي» مقموع في بلده مكرم في العالم

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

يلقى المخرج الايراني جعفر بناهي تكريما على مستوى العالم، لكنه في بلده ممنوع من السفر والتصوير لمدة عشرين عاما، رغم ذلك يواصل التصوير خلسة «للبقاء على قيد الحياة».

وتتربع اعماله على قوائم جوائز كبرى المهرجانات الدولية، لكن افلامه التي تنطوي على سخرية اجتماعية لاذعة ممنوعة في بلده ايران، التي تعتبره سلطاته ذات اثار تخريبية.

ويشارك فيلم «تاكسي» لجعفر بناهي في الدورة الخامسة والستين من مهرجان برلين، وعرض يوم الجمعة الماضي، لكن وسائل الاعلام الايرانية لم تلق بالا لذلك.

ويتتبع «تاكسي» مشاهد في طهران اليوم صورت من وراء زجاج سيارة اجرة.

وقال المخرج في تصريحات مقتضبة لمهرجان برلين «السينما هي طريقتي في التعبير وسبب وجودي، لا يمكن ان يمنعني اي شيء عن صنع لافلام».

وجعفر بناهي ملاحق وتحت الرقابة القضائية منذ اعوام، فهو حاول مواكبة الاحتجاجات الضخمة التي انطلقت في بلاده اعتراضا على اعادة انتخاب الرئيس السابق محمود احمدي نجاد في يونيو من العام 2009.

واراد المخرج ان يوثق هذه المرحلة التي لم يسبق لها مثيل في بلده منذ الثورة الاسلامية في العام 1979 بفيلم وثائقي، لكن ذلك كلفه التوقيف في مارس من العام 2010.

وفي اكتوبر من العام 2011 حكم عليه بالسجن عشرين عاما، ومنع من التصوير او كتابة الافلام او السفر لاتهامه باثارة «دعاية ضد النظام».

ودخل السجن شهرين، ثم اخلي سبيله بكفالة على ان يحق للسلطات توقيفه متى شاءت.

ويعد بناهي البالغ من العمر 54 عاما احد رواد «الموجة الجديدة» في السينما الايرانية، الى جانب عباس كياروستامي.

وفاز فيلمه الطويل الاول «الكرة البيضاء» بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان العام 1995، وفاز ايضا بجائزة لجنة التحكيم في فئة «نظرة ما» عن فيلمه “دم وذهب” في العام 2003.

وحاز جائزة الفهد الذهبي في العام 1997 عن فيلم «المرآة» وجائزة الاسد الذهبي في مهرجان البندقية العام 2000 عن فيلم «الدائرة»، والدب الفضي في مهرجان برلين العام 2006 عن فيلم «تسلل».

ونشأ بناهي في الاحياء الفقيرة من طهران، وهو يركز في اعماله على غياب العدالة الاجتماعية وعلى ظروف المرأة في ايران، فيثير بها اهتمام الخارج وسخط السلطات في الداخل التي يتهمها بتشديد الرقابة على السينما منذ وصول احمدي نجاد الى السلطة في العام 2005.

وبعد صدور الحكم القضائي في حقه قال بناهي «انا لا اخرج افلاما سياسية، بل افلاما تتحدث عن واقع اجتماعي».

وقال اثناء محاكمته «ان محاكمتنا هي محاكمة للسينما الملتزمة والانسانية والاجتماعية في ايران».

وتساءل في العام 2010 في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس فيما كان في الاقامة الجبرية «لماذا يعد صنع الافلام جريمة؟»، مضيفا «حين يمنع المخرج عن صناعة الافلام فيكون أشبه بالسجين».

لكن بناهي يرفض مغادرة بلده، ويقول «علي ان اشهد على ما يجري».

في العام 2012، منح الاتحاد الاوروبي جعفر بناهي جائزة ساخاروف لحرية الفكر، ومنحت الجائزة ايضا لمواطنته المحامية نسرين ساتوده التي تعرضت هي الأخرى لملاحقة السلطات.

واثار الحكم القضائي على بناهي تنديدا على مستوى العالم، ومنذ ذلك الحين تفرد له مهرجانات عالمية كرسيا خاليا للاشارة الى التضامن معه.

ومع ان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني الذي وصل الى الرئاسة في انتخابات العام 2013 يرفع شعار تخفيف الرقابة على الاعمال الفنية، الا ان شيئا لم يتغير في هذا المجال منذ ذلك الحين..

«أكابيلا» فيلم مصري في «برلين السينمائي»

برلين ـ «سينماتوغراف»

كشف المخرج إسلام صفي الدين محمد عن مشاركة فيلمه القصير «أكابيلا Acapella» في الدورة الـ 65 من مهرجان برلين السينمائي الدولي ضمن برنامج منتدى موسع، وتأتي هذه المشاركة كنتيجة لدعم شركة فيلم كلينك للمخرج الشاب، ضمن مساهماتها المستمرة في دعم المواهب السينمائية بالعالم العربي.

وقد تم إنتاج «أكابيلا» بدعم من فيلم كلينك، بالمساهمة مع عدة جهات سينمائية وثقافية هي: سيماتك «مركز الفيلم البديل» في القاهرة، صندوق برلين، صندوق الثقافة الأوروبي، معهد غوته بالقاهرة ومسرح روابط التابع لـغاليري تاون هاوس بالقاهرة.

يتناول الفيلم خلال 13 دقيقة فكرة أن لحظة واحدة من الوعي، يمكنها أن تتضمن احتمالية مواجهة عمر كامل من الرضا عن النفس والعيش بطريقة آلية ضمن أنظمة فاشلة لاعتمادها على لعبة نتيجتها محسومة من البداية. ولأن القسوة لا يقويها إلا صمت البشر، فإنه فقط بالتخلص من الآلات التي صنعها الإنسان، تكون هناك فرصة للوصول إلى حالة الانسجام.. عبر تردد أصداء حالة أكابيلا حقيقية.

وقد انطلق برنامج منتدى موسع بداية من عام 2006، ليقدم أشكالاً متنوعة من الأفلام، الفيديو، الفن التركيبي وعروض الأداء، وتتمتع هذه الأعمال بمنظور نقدي وإحساس متزايد بالصورة السينمائية.

إسلام صفي الدين هو كاتب وسينمائي مصري من مواليد عام 1976، وقد خاض تجارب عديدة في مجالات السينما، التلفزيون والإعلام. ومن أشهر أعماله الفيلم الألماني القصير «مثلث Triangulum»، والذي قام فيه إسلام بالتمثيل والإنتاج..

سينماتوغراف في

08.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)